رواية أنت عدوي الفصل الثاني عشر 12 - بقلم زينب سمير
زاهر.. الداهيـة، الأخبار عنده حصرية، مفيش حاجة بتحصل في العالم دا إلا وهو أول واحد يعرفها، لـذا
فتح زاهر الباب فجأة ودخل لأيوب اللي بيغير، صرخ فيه أيوب بضيق- مش مية مرة حذرتك تخبط قبل ما تدخل
رد زاهر بصوت متقطع متحمس- سوزي اليوراني.. أتخطفت
بصله بزهول قبل ما يطلع يجري، قميصه كل أزاره مفكوكة، وحاله مبعثر ووراه زاهر بيحاول يلاحقه، يدّله على طريقها،
وصلوا بعد شوية لشارع جانبي فيـه وشـوش لكن رؤيته مشوشة، قرب من عربية بيبانها مفتوحة، الدم في كل مكان، بص حواليه للحظات بعقل واقف، سوزي إتاخدت من هنا، بأي سيناريو مش عارف
مسك في طرف الباب المفتوح يضغط عليه بقوة، قرب زاهر منه بخوف.. خايف ينهار لكنه بعكس توقعه، كانت لحظات كافية إنه يستوعب وينصب طوله
يبص لزاهر وبعزم- خلينا نلاقيها
هز زاهر راسه بتأكيد إنه ميقلقش، قبل ما ياخدوا خطوة صوت فرامل قوي وعربية بتركن بعشوائيـة وجنون، غمض زاهر عينيه بإدراك.. تاني واحد يعرف الأخبار في العالم دا بعده.. معاذ
إن كان الأمر ميهموش
لكن لو سوزي.. هو أول العالمين أكيد!
قرب معاذ بخطوات سريعة.. سريعة لحد ما بطأت فجأة، بتتقل خطواته كل ما يقرب من العربية يبص ليها من كل ناحية بزهول، لآثار الدم، لمح شنطتها واقعة على الأرض ومفتوحة.. ميل براسه سنة على جنب كدا وهو بيقرب أكتر لحد ما سند بإيده على ركبه وهو بيقعد على الأرض بإنهاك.. كإنه إتهد في ثانية ميل بجسمه بتقل على جنبه.. كان هيقع لكن كارين جريت تلحقه تمسك دراعه تسنده بتضرب بخفة على وشـه تفوقه لكن عيونه وبوقه مفتوحين على وسعهم من الصدمة
عقله وجسمه إتشل
كل دا تحت نظرات زاهر.. اللي مصدوم من شكل معاذ، أول مرة يشوفه كدا، زاهر خير العارفين بيه، معاذ داهية، قوي، قادر، لكنه مش مهتم إنه يثبت حاجة ولا يكون حاجة
دلوقتي بيشوفه في أضعف حالاته، حاجة مبتحصلش لحد في قوته غير لو بيحب.. بيهوى.. من كل قلبه!
لو أي حد قريب معاذ مخطوف غير سوزي مكنتش دي هتكون حالته مكنش هيرمش ليه جفن قبل ما يرجع المخطوف بدم بارد
لكن اللي قدامه.. كإنه جثة!
بص لأيوب اللي تعابيره كانت غير مفهومة، لكن دلوقتي مش وقت أي حاجة
قرب حد من رجالته فشاورله يجيله، قرب منهم وأخيرًا فاق أيوب من حالته وبصله وبدأ يفكر يعملوا أية
أما بالقرب منهم عند معاذ، فالحال غير
دي تاني مرة يحس إنه ممكن يخسر سوزي، والمرة دي أبشع، أول مرة كان قلبها، راح ومش عارف يرجعه
لكن هي.. خسارة ميتحملهاش
لو تكون سليمة قدامه ومع غيره، أهون من إنها تكون بين إيديه ويفقدها في لحظة زي كدا
كارين جنبه قليلة الحيلة مش عارفة تتصرف وهو كإنه لا سامعها ولا عارفها، عيونه بتبصلها لكنها مزغللة
الدم اللي قدامه موقف عقله، لو كان دمها؟ لو آتاذت، أية مدى جرحها؟
مدى وجعها
مين السبب.. هيكون أكتر واحد لازم يدفع التمن
*****
في مكان زي قبـو، فتحت سوزي عيونها وهي بتتآوه بآلم بعد ساعتين تقريبًا بصت حواليها وهي بتفتكر اللي حصل، قاعدة على كرسي، وإيديها فيها أساور حديد
حواليها حراسة كتير، لمح حد فيهم إنها صحيت فطلع تليفونه يتكلم فيه
عشر دقايق وأتفتح الباب ودخل حد، رفعت وشها تبصله ملامحه مألوفة..
بصوت يبان مرح لكنه خالي من الروح- أخيرًا صحيت الأميرة.. مش متخيلة الدنيا بسببك برة مقلوبة أزاي، معرفش إنك محبوبة للدرجة دي
نظراتها كانت باردة، بتحاول تجمع، تفهم.. هي هنا لية
وعايزين منها أية، لأي أغراض؟
إنتقام منها؟ عيلتها، خطيبها.. حبيبها
كترت معارفها
فتح فونه يوريها فيديو زي بث حي كإن حد هناك بيصور حصري
- شايفة الكل ملهوف عليكي أزاي؟ من أول أكبر أعدائك
وقعت عيونها على زاهر ومعاذ وكلامهم الكتير وتحركاتهم هنا وهناك، ورجالتهم.. وجدية ملامحهم
- لخطيبك العزيز..
قاعد قرب مكان خطفها، على حجر موجود، باصص للأرض وشعره مبعثر من فركه فيه، زرايره كلها مفتوحة ومشمر أكمام قميصه، ماسك دبلته بيلعب فيها بشرود وبس.. كارين بتكلمه لكن مفيش أي رد فعل منه
وأخيرًا أهلها، طاهر وحليم وعزيز.. والجنون ماليهم
وهما لأول مرة بيحاولوا يتصرفوا من غيرها.. وعلشانها!
بَعد الفون عنها وقفله وهو بينطق بسأم مصطنع- بس للأسف أكتر واحد قولنا هيخاف على الأميرة ملهوش وجود
بصتله وهي بتستجمع.. فين أبوها؟
- شكلك مطلعتيش أميرة شاكر بيه ولا نقطة ضعفه.. أصل دي مش ملامح واحد نقطة ضعفه في خطر
قالها وهو بيفتح الفون على فيديو تاني، من قلب بيتهم، في مكتب أبوها وهو قاعد على مكتبه بيبص لسقف الأوضة بجمود
خايف.. ومتوتر.. لكن مش عليها
هي حفظاه، هنا هو في أسـوء حالة، عمل حاجة هيندم عليها، غلطة هيدفع تمنها
غلطته مع حلف سوزانكس علشان كدا هي هنا؟ ولا.. حاجة تانية؟
- أبوكي دلوقتي مش خايف على خطفك.. لإنك متهموش، لا كنتي تهميه في يوم ولا هتهميه خلاكي نقطة ضعف وهمية يصدرها للناس، علشان لو في آذية تصيب العيلة تيجي فيكي.. بعيد عن اللي يهموه بجد.. أولاد أخواته اللي رباهم وكبرهم على إيده.. وابنه.. الوحيد
بصتله بتشوش وصمت كعادتها، مش بتحب حد يفهم حيرتها
كمل- لكن.. أحنا عارفين كويس أزاي نخليه يقلق من وجودك هنا.. يخاف.. حتى لو مش عليكِ
يخاف من اللي هتعرفيه وفكر إنه أندثر وراح مع الزمن
من ملامحه المتحمسة، عرفت إنها هتعرف حاجة مكنش لازم تعرفها
حاجة هتغير عالمها، وحياتها..
- سمعتي عن مقتل جوز الكناريا الشهير فؤاد زيدان وجيهان إليازي؟
قالها وهو بيلف حواليها كإنه بيحكي قصة ممتعة
- أكيد سمعتي عن الشكوك اللي حوالين أبوكي إنه ليه دخل في موتهم
نطقت بصوت عصبي- أبويا ملوش دخل باللي حصل، كله كلام.. لو معاك دليل طلعه
- وماله.. جاهزة تشوفي الدليل بعينك؟
كمل بسخرية- تشوفي حقيقة الراجل اللي مسمياه أبوكي
أصله حتى لو قتل.. ما كتير بيقتل، هنا كله بيقتل
أية صدمتها فيه لو قتلهم؟ علشانهم مهمين زيادة يعني؟
طلعها من أفكارها صوت شاكر.. عرفاه رغم أختلاف النبرة وبيان صغر السـن فيها، لسة فيها القوة والحبروت.. والغل!
- دبر ليهم الحادثة يارفيق مش عايز فؤاد يطلع منها حي، عايزك تخلصلي على نسل زيدان، أنا ما صدقت إن أيوب بدأ يكبر ويعجز والعشاير تفقد ثقتها فيه وعياله لسة بدري عليهم
دلوقتي بيفكر يسلمها لجوز بنته؟ يبقى بيحلم..
صوت رفيق- متقلقش رجالتي هينفذوا المطلوب، بكرة هتسمع خبرهم
شاكر بغل- عايز أشوف بعيني،
- هبعتلك المكان والوقت وتعالى
رمشت تمحي أي تأثر من ملامحها، مفيش حاحة تفجعها لدلوقتي
قرب الراجل منها أكتر يحط فون قدامها يشغل فيديو يبان عليه القدم وقلة الجودة لكن الوجوه باينة
عربية سايقة بأقصى سرعتها مش عارف السواق يسيطر عليها، قبل ما يفقد السيطرة تمامًا وتتقلب كذا مرة ورا بعض
لحظات بعد الحادثة هادية لحد ما ظهر شاكر بيقرب من العربية ورفيق معاه بيصور لكن وهو مهتم إن الفون ميظهرش
بص شاكر للعربية المدمرة بزهـو، لفؤاد الميت هو ومراته، سمع صوت تآوه فنطق رفيق بخضة- في حد عايش، خلينا نمشي
بجبروت نطق- أستنى
بص للمقعد اللي ورا لمح طفلين، ولد وبنت، الولد رجله مدمرة ومغمى عليه وحاضن البنت حاميها، رفعت البنت عيونها تبصله بنظرات مشتتة
وقف يبصلها كتير طال صمته فنطق رفيق- بتعمل أية يلا بينا قبل ما البت تحفظ ملامحك
- أنا هاخدها معايا
بصله بزهول و- بتقول أية؟
- البت دي فيها دم أيوب إليازي وزيدان، هتطلع داهية، هتنفعني.. لو ربيتها على إيدي هتطلع ديـب أتسند عليه
تخيل أحاربهم بيها وهما ميعرفوش إنها تخصهم
النشوة اللي ملته من مجرد التفكير خلته يفتح الباب بتهور ويسحبها..
ويقول بآمر- أحرق العربية وحط جثة مكانها متفحمة
بص رفيق للعربية وللولد اللي بيتآوه بتعب رغم إغماؤه بنوع من الشفقة، قبل ما ياخد قراره، بَعده كإن النار طيرته وخلاه يعيش
طالاما لسة فيه النفس.. بعد ما بدل أخته بجثة محروقة
وسوزي لسة مش فاهمة، مش مجمعة ومش مستوعبة
أو بدأت تتكون الأفكار ورفضاها؟
صوت الراجل- لسة برضوا مش فاهمة؟ مش مستوعبة لية ذكريات طفولتك كلها مشوشـة، سافرتي سـنين ورجعتي مرة وحدة.. دقيقة
شغل فويس أخير، قصير..
- مقولتليش العيال دي كان اسمهم أية؟
- ريم ورحيم فؤاد زيدان
- أمم ريم.. هغيره
خد لحظات يفكر لحد ما نطق- هسميها سوزي.. سوزي شاكر اليوراني
نطقها بتنغم وكإنه بيحلم.
الناس اللي ياما استقلوا بيه، هو سبب وجعهم دلوقتي وكسرتهم
ومعاه جوهرتهم
هيخليهم كل يوم يتمنوا لو كانت تبعهم.. لو كانت بنتهم
خلص الفويس وسوزي باصة قدامها بعيون جاحظة، والراجل بيبص لملامحها برضا تام
حقق المراد،
- هـي دي رد الفعل اللي كنت عايزاها، اللي يكسر شاكر مش وجودك من عدمه، إن سره يتكشف ويطلع للنور، إن زيدان وأيوب يعرفوا مين عدوهم الحقيقي اللي خد منهم نور عينيهم
كل العداوة والتنافس بينهم حاجة.. ودم أهلك حاجة تانية
نهاية شاكر قربت
أهلك..
أهلك..
أتكررت الكلمة كتير في عقلها، يعني أية؟ عمر كامل طلع كدبة، سنين عايشة مضلة؟
بص لساعته و- اللي مطلوب منك خلص، قريب هترجعي لبيتك سليمة.. وأسفين لو جبناكي بطريقة مش ولا بُد
كمل- دلوقتي الخيار في إيدك.. هتعملي أية باللي عرفتيه، هتداري على شاكر اللي إيده مليانة بدم أهلك لإنه رباكي وآواكي.. ولا هتاخدي حقك
بس صبرنا بينفذ بسرعة، لو متصرفتيش، إحنا هنتصرف
شاكر لازم يتلدع على عملته وإنه فكر يهدد رفيق باشا علشان يخلينا نضمه للحلف غصب
خرج بعد ما شاور للرجالة إنها تفك قيودها، فعلًا إتفكت، والكل مشى والباب أتفتح، وفضلت هي مكانها مش متحركة
بتتمنى كل دا يكون كدب ومش حقيقي
أعداءها، أكتر ناس أتربت على كرههم طلعوا أهلها، رحيم.. الشاب اللطيف الراحة اللي بتحس بيها معاه طلع ليها مبرر قوي.. هو أخوها
عزيز..
طاهر..
حليم..
أهلها وناسها، أبوها ودلعه ليها، ثقته فيها، إستثماره زي ما بيقولها
أيوب.. مبقاش في بينها وبينه حدود، بقى أقرب من أي حد تاني، بقى ينفع يكونوا سـوا
والحب بينهم ياخد فرصة..
مسكت دبلتها تلعب بيها بشرود كعادتها مؤخرًا لما عقلها يبقى مليان أفكار
هتقدر تسيب معاذ، مبقاش في حجة
الزعامة وتقدر تعيش إحساسها ببساطة وهي بتنتمي لعيلة أبوها أو أمها..
كل الأبواب أتفتحتلها..
مع صوت دوشة عليت في المكان وأصوات كتير قبل ما يظهر أيوب في الصورة داخل بيجري، لمحها فوقف يتنفس بعمق وراحة كبيرة، قبل ما يبتسم وهو بيطلع يجري ليها يوقفها يحضنها وهي بيتنفس براحة
- كنت هتجنن عليكِ.. أنتي كويسة صح؟ كويسة
بَعدها يبصلها من كل الزوايا، يطمن من كل النواحي..
مهموش مكان ولا زمان ولا ناس ولا إعتبارات
مهموش حد..
لمحت بعيون مشوشة معاذ واقف ورا، ساند على الباب بيبصلها وهي بين إيدين حد تاني، ساند بإنهاك على الباب وكإنه هو المخطوف مش هي.. ابتسم بسمة كبيرة وإتنهد تنهيدة عميقة لما شافها بخير
قبل ما بخطوات بطيئة ينسحب ببطء من المكان
هو أحق حاليًا يكون معاها، بس هي أكيد محتاجة تكون مع حد قلبها معاه
و.. هو لسة محتاج يكون لوحده يفضي خوفه والساعات المرعبة اللي عشاها..
أصلك مهما حاولت وإجتهدت.. بتخسر في حرب لما يكون القرار للقلب
وأحسن الخاسرين اللي بيعرفوا يعترفوا بخسارتهم بدري
لسة معترفش بس يمكن يستسلم بدري
مشيت سوزي مع أيوب وهي لسة شاردة وساكنة
تعمل أية؟
يتبع...
لـ زينب - سمير
أنت عـدوي
مكنتش الفكرة اللي هينقذها هو البطل، قصدي كل واحد لما حبيبه يكون في خطر بيتغير
أيوب أتشجع ومعاذ ضعف
•تابع الفصل التالي "رواية أنت عدوي " اضغط على اسم الرواية