رواية مالكة قلب الزين الفصل الثاني عشر 12 - بقلم ريشه ناعمه
صوت خطوات زين كان بيهزّ البلاط الرخامي للسرايا. داخل بعصبية، وعينيه سودة بتلمع من الغضب. كل ما يفتكر الجد بيتخنق بسبب حد من جوّه… دمه بيغلي.
دخل أوضة المجلس، لقى يارا قاعدة، لابسة طرحه بيضا، وشها هادي كأنها بتصلي. لكن زين شاف ورا الهدوء ده ألف علامة استفهام.
قال بصوت خشن: “قومي.”
يارا رفعت عينيها بدهشة مصطنعة: “خير يا واد عمى؟”
قرب منها خطوة، وقال: “قولت قومي. مش هتحدَّت مرتين.”
قامت، ووِشّها بدأ يتبدّل.
قال لها: “أنتي دخلتي أوضة چدي ليلة الحادث؟”
اتلخبطت للحظة، بس بسرعة لملمت نفسها: “مين قال؟”
زين بصّ في عنيها وقال: “واحد شافك، وكاميرا كانت لسه بتسجّل قبل ما تتكسر.”
يارا حست إن الأرض بتتهز تحتها، لكنها لسه بتحاول تمسك نفسها: “أنا… كنت باطمن عليه بس، مش أكتر.”
قرب منها وقال: “الكلام ده هيتقال قدام العيلة كلها. لو كنتي بريئة… ما تخافيش.”
❊❊❊ ريشة ناعمة ❊❊❊
جناح الجد – بعدها بنص ساعة
كل الكبار مجتمعين. الهواري الكبير نايم على سريره، بس عينيه بتتحرك، باين إنه صاحي.
زين واقف في النص، ويارا قدامه. ليان دخِلت فجأة، لابسة بلوزه جملى ومنطلون أسود وايد ليج وطرحة سوده، ووشّها مرسوم عليه قلق واضح.
زين قال: “يارا دخلت أوضة چدي ليلة ما الأنبوب اتفك… وسكتت.”
سعيد العم التالت رفع صوته: “إنت بتتهم بنت خالك يا زين؟”
زين قال: “أنا باتهمش… أنا بأكشف. وكل واحد هيتحاسب.”
يارا قالت بسرعة: “أنا ما عملتش حاجة واصل. أقسم بالله.”
ليان قربت منها وقالت بهدوء: “وإنتي ليه كنتي بتكلمي حد في التليفون بعدها بنص ساعة؟ سمعتك.”
يارا سكتت.
وهنا الجد بصّ بعنيه، ومدّ إيده، أشار لليان تقرب.
قربت ليان، وهو بصّ فيها، وهمس بصوت مخنوق: “بلاش تتهوري… في حد أكبر منهم بيلعب في البيت ده.”
ثم بدأ صوته يضعف… ويضعف…
وفجأة الأجهزة صرّخت.
الممرضة جريت: “ضغطه نزل بشدة… بسرعة!”
ليان اتجمدت، وزين طار عليه: “چدي! لاااااا!”
❊❊❊ ريشة ناعمة ❊❊❊
بعد ساعات – الفجر
الجد دخل في غيبوبة. الدكاترة قالوا: الحالة حرجة… والمجهود النفسي كان السبب.
السرايا كلها كانت حزينة، صامتة، فيها خوف.
زين قاعد في أوضته، ووشّه مدفون في كفوفه. خبط خفيف على الباب.
دخلت ليان، وعنيها فيها دموع، لكنها ماسكة نفسها.
قالت: “أنا آسفة… يمكن ماكانش المفروض أواجه يارا دلوقتي.”
زين رفع وشّه، وقال: “الحق لازم يبان… بس خايف. خايف چدى يروح مني.”
قربت منه، وقعدت جنبه. قال لها: “لو راح… الدنيا كلها تتشق نصين تحت رجلي.”
قالت بصوت هادي: “مش هيروح. عشانك… وعشانّي.”
زين بصّ في عينيها، وقلبه بيترج. قرب منها، وقال: “أنا مش عايز أفقدك إنتي كمان.”
❊❊❊ ريشة ناعمة ❊❊❊
ظهر نفس اليوم – وسط البلد
ليان قررت تخرج تاخد نفس. قالت للجدتها، وسابت السرايا.
ركبت عربية لوحدها، وراحت السوق.
مشت وسط الناس، بتحاول تنسى التوتر. لكن فجأة… حد شدّ شنطتها.
صرخت: “إيه ده؟!!”
ولد جري بيها. بس قبل ما يهرب بعيد، زين ظهر فجأة من وسط الزحمة.
كان متابعها!
خبط الولد، وقع، وخد الشنطة.
ليان بصّت له بدهشة: “إنت كنت بتتبعني؟!”
قال وهو بيعرق: “طبعًا. انتي خرجتي لوحدِك، وأنا مش هاسيبك في البلد دي لحالك.”
قالت بانفعال: “أنا مش طفلة، ومش طلبت إذن.”
قال بصوت عالي: “المرة الچاية… هتطلعي من البيت، تاخدي مني الإذن.”
قالت: “أنا مش مراتك عشان…”
قاطعها: “بس هتبقي. فاهمة؟”
❊❊❊ ريشة ناعمة ❊❊❊
في زاوية السوق… حد كان بيراقب المشهد. عينه سودة، ووشّه متغطي.
وفي إيده صورة… للهواري الكبير… وعليها علامة X.
الصراع لسه في أوله. وزين… خلاص قرر.
اللي يقرب من ليان… هيدفع التمن.
هل بدأ الخطر الحقيقي يظهر؟ وهل قربت لحظة المواجهة مع من خلف الستار؟
•تابع الفصل التالي " رواية مالكة قلب الزين" اضغط على اسم الرواية