رواية غرام و انتقام الفصل الحادي عشر 11 - بقلم مروة البطراوي

 رواية غرام و انتقام الفصل الحادي عشر 11 - بقلم مروة البطراوي


ترك كلا من هادي و ملك بوابه لو فتحت علي مصرعيها لن تكون أقل ضخامه من اللي صادفت شقيقتها،حيث صادفات بوابات كثيرة فيها يعظم الشر،و الشعور الساحق أن لكل بوابه قصه خلف قصه،كل بوابه بنقوشها نكبه و انعدام الأمل لها،لكن هذه البوابه التي تركتها ملك تحوى الكثير بالرغم من أنها مواربه الا أنها ليست بسيطه، فهي تمويه عما خلفها، و عندما تم فتح تلك البوابه أصبح سفيان ينتظرهم،فكرت احسان أن سفيان تغير، و لكن كيف لرجل مثله يملك ملامح ضبابيه و كل أفعاله لم تمحو من الذاكرة، كل النزلاء الذين صادفتهم لم يحاولوا أن يهددوها،رغم أنها أعلنت له عدم رضاها عن وجوده،لكن سفيان الوزير مختلف،،ربما تناست أو نست أن كل هؤلاء الرجال بسيطون أمامه،أمر غريب كيف لهؤلاء يخضعون في كيفيه النزول عندها عدا هو.

عوده الي ملك و هادي

نظر اليها قائلا

-مش انتي لوحدك اللي عايزة تنتقمي منه.يمكن أنا رغبتي أكبر. لأن كان كل مصايبه بتتلزق فيا لأن أبويا شبهه رغم ان أبويا اللي عمله زى ما ما ما بتقول نتيجه كارثه.

نظرت اليه قائله باستغراب

-انت بتقول ايه؟ أبوك مين و كارثه ايه اللي تخلي واحد زيه يعمل في أي بنت كده و يرميها بعد ما ياخد غرضه منه و يسيبها تواجه المجتمع لوحدها.

سرد عليها قصه والده

-أبويا شادي الوزير كان أكبر رجل أعمال بني نفسه بنفسه علشان جدي رفض يساعده.بس للأسف كان رافض أي عقبه تقف في طريق نجاحه و أنا كنت العقبه دي.

عقدت ما بين حاجبيها متسائله

-و انت ذنبك ايه.لا تكون كنت بتمنع من فضايحه مع الستات. أو يمكن كانت عمايله دي سر نجاحه مثلا لو كان مع ستات متجوزة و واصلين.

زفر هادي

-اعتبر حمل أمي فيا خيانه له لأن كان مأكد عليها ممنوع الحمل قبل خمس سنين بس النصيب حكم اني أجي الدنيا و أبقي نذير شؤم للكل

تحدثت بشرود

-و أنا كمان بس أنا مختلفه شويه.ديما بحس اني كمالة عدد و مكنش له لزمه في وجودي. كان كفايه عليهم ملاك. حتي كان بيستخسروا يندهوني باسمي.

نظر اليها هادي و جد دموعها تتساقط

-انتي ليه بتقولي علي نفسك كده و بتستقلي بيها.انت أحسن من الكل و طول عمرى شايف كبريائك واضح.بلاش اللي حصل لملاك يهزك يا ملك.

تنهدت ملك قائله

-ملاك بالنسبه ليهم كانت هبه من عند ربنا بعد سنين عذاب و عدم خلفه.كان نفسهم في واحد بس. بس اللعبه قلبت معاهم باتنين. عمرى ما هنسي يوم نتيجه الثانويه العامه.مسحوا بكرامتي الأرض.

رده فعله لما قالته جعلتها لم تقدر علي الرفض،، لأنه لم يرغب ببقائها في بوابة الأطلال،و عليها أن تسير خلفه،ان كان لذلك المسير نهايه،فهي مستعده بعد ما تفوه به أن تسير خلفه حتي عشر سنوات،و لكنها تريد نهايه،أن تصل الي أخر الطريق و ينتهي الأمر،لا تستطيع أن تظل عالقه في حلقه مفرغه من الأبديه المستسلمه.مرة أخرى تقف أمام حكمته و رأيه الصائب،رغم عدم ثقتها به و بوالدته،حتي بعد ما قدموه لا تثق،وقفت برتابه بعد ما هبطت من السيارة. و هو يطالعها علي مهل،لوهلة شكت ملك أنه ينتظر أمر ما،أمر يتعلق بمصيرهم،و بعدها تذكرت سفيان و تاريخه القذر مع ملاك. الأمر الذي جعلها لم تقدر علي الرفض هو كلماته لها عندما قال

-بالعكس مجموعك يشرف أي أهل. و لا اضايقوا علشان جايبه مجموع طب و هما مش بيقدروا علي مصاريفه. بس انتي يا ملك كملتي ازاي؟

وجدها تلوى شفتيها بامتغاص فعلم الاجابه فرد عليها

-ـتمام أنا كده فهمت. هما توفوا بعدها. بس أهو اللي عملته ملاك معاكي و انها كانت بتساعدك تكملي تعليمك يدل انها مش وحشه. هي بس انجرفت مع التيار.

و استطرد قائلا برجاء

-عن حالتك اللي بتحكيها ليه دي فانتي أرحم بكتير. حتي لو حاسه اننا زى بعض. ممكن اننا نعين بعض علي اللي احنا فيه و نقوى بعض.
😉😉😉😉😉
#غرام_وانتقام بقلمي #مروه_البطراوى

في منزله كانت والدته تستعيد أحداث الماضي هي الأخرى.
فلاش باك
كانت شارده فأفاقت من شرودها علي صوت جرس الباب...توجهت ناحيته لتفتحته فتتفاجأ من هيئة زوجها الذي كان متوقفا أمامها و وجهه شاحب حزين و أثر لكمة والده و صفعة شقيقه لا يزلان يتركان أثرهما في روحه قبل ذلك الجانب المكدوم في وجهه...ثيابه و شعره مهملين... وعيتيه مليئتين بالاحمرار،نظرت اليه في صدمه قائله

-شادي!!!

لم يحرك ساكنا و لكن نظرة عينيه الضائعه و الموجوعه أخبرتها الكثير لتجذبه اليها محتضنه اياه بشده ليتمسك هو الأخر بها و لكن في خوف و تردد علي غير عادته و كأنه يخشي أن يتمسك ليخسر هذه المرة أيضا.

لا تعلم أنها هي المرة الأخيرة في احتضانه حيث سقط كالهلام من بين يديها ظلت واجمه أمامها من شده ذهول ما رأته حتي التف الخدام حواله يحاولون افاقته و هي غير مستوعبه ما يحدث امامها حتي صرخت قائله

-ابعدوا عنه انتوا عايزين نموته صح. دي أوامر اللي مشغلكم. هو خلص رجع ندمان. رجعلي انتوا مستخسرين أعيش يوم حلو معاه. أنا هرجع ليه غصبن عنكم.

ابتعد عنه الجميع باشارة من والده لتسقط بجواره تبكي قائله

-قوم يا شادي في بينا لسه حساب. كنت لسه هبدأه معاك دلوقت. شادي انت كنت عارف انك بتموت صح ؟ وجيت هنا علشان أتعذب بأخر نظرة منك. منك لله مش مسامحاك.

فاقت من ذكرياتها علي لمسة ابنها الحنون هادي نهضت و أخذته نحو الأريكه ليجلسا معا،ساد الصمت بينهما للحظات وهي تراقب سكونه في خوف و قلق،لتسأل نفسها أين ذهب ابنها المشرق الضاحك؟ما الذي حدث له؟

همست قائله في حذر

-هادي!ايه اللي حصل و فين ملك؟

نظر لها دون رد للحظات زادتها قلقا عليه ليخرج صوته قائلا بهدوء يشوبه الضعف

-لو حكيتلك...هتغضبي عليا...صح؟

هزت رأسها في نفي و هي تقول في ألم

-مستحيل يا هادي .مهما حصل أنا مستحيل أغضب عليك

نكث هادي رأسه و بدأ يسرد لها ما حدث بينه و بين ملك. بعد شجارهم و رفضها الذهاب معه الي بيت والدته أخذها الي شقتهم القديمه و ما ان دلف و جلس سويا حتي مال عليها ليقبلها و من ثم تسللت يداه الي اجزاء من جسدها و هي في حالة صدمه لتشهق قائله

-انت بتعمل ايه و لا عايز تعمل ايه.بقي أنا مرضتش أجي معاك بيت والدتك لأني عارفه كل اما هتشوفني هيحصل كده. عرفت ليه يا هادي؟

جلس هادي بجانبها قائلا

-أه عرفت... وعرفت كمان اني لا يمكن أقدر أبعد عنك... و انتي السبب في أي حاجه هتحصل ما بينا...بسبب عنادك..الراجل راجل يا ملك.

اتسعت حدقه عينيها بذهول

-و الله ما مصدقه ان انت هادي الشخص اللي عيني جت عليه في يوم من الأيام. ده انت لسه بتحكيلي عن اللي حصل من والدك و ابن عمك تطلع زيهم.

زفر هادي بحنق

-مالك يا ملك أعملك ايه يعني أموت نفسي علشان ترتاحي. انتي السبب في كل اللي بيحصل و اللي كان هيحصل. أنا انتقام صعب أنتقم منه .

انهارت ملك أمامه

-مش هتقدر تنتقم؟حتي لو حكيت ليك ان كان ممكن أكون أنا في يوم من الأيام بدل ملاك. بعد ما عايرتها انها سلبيه دفعتني اني أروح ليه بس للأسف هربت.

أخذت تتعالي صرخاتها و هي تسرد له ما حدث يومها ليميل عليها و يرفعها و يدفنها في أحضانه ويربت علي ظهرها قائلا

-طب اهدي يا ملك. حقك عليا. أنا مش قصدي أضغط علي أعصابك. أنا كل اللي عايزه منك هدوء لحد ما أعرف أجبلك حقك في الوقت المناسب.

خرجت من أحضانه

-أنا عايزة حقي دلوقتي . انت مش عارف ده ممكن يعمل ايه لو شافني.عمره ما هيصدق اني ملك.هو كل اللي يعرفه عني اني طفله في ابتدائى.

احتار هادي

-طب ما هي فرصه حلوة علشان أعرف أنتقم منه علي حق.أنا لما أتجوزك أكيد هيفكر اني اتجوزتك بعد ما الكل اتهمني في ملاك. و ساعتها هيقرب و أنا هعرف شغلي معاه.

انتفضت ملك بارتباك و تذكرت ما بدر منه

-ايه انت هتستني لما يقرب مني؟مستحيل أنا ممكن يا أقتله يا يقتلني بس أكيد بعد ما يعملها معايا.أنا في كل الحالات ضايعه يا هادي أرجوك ابعد عني.

فك هادي الوزير حصاره من عليها، و عادت تجلس في أخر الأريكه،وخفقات و ضربات و دقات تخرج من باطن صدرها و كأنها دفعات من طبول الحرب،أصبحت بلا أهل و ترى كل من حولها يضمر لها الحقد و الكره و الانتقام،و القيود عليها لا تنفك بل تقبض و تقبض،و كأنها ترى أمامها سفيان عاد يتلذذ بجثه شقيقتها،ملاك،نظمت ملك أنفاسها بكلماته التي كان يود بها تسليمها للأخر دون أي ضمان،لتموت و تحيا عائلة الوزير،و لكن تلك الجنيه العجيبه ستعلمهم بصمتها من هي و ستنقذ نفسهاو ستجعلهم يزورون قبر شقيقتها الي الأبد.

رد عليها هادي بجمود

-طب أنا عايزك تكوني زوجه ليا حتي لو علي الورق. و أوعدك لا أنا و لا سفيان هنقرب منك.و اسمعيها مني انتي لو رجعتي بيتك سفيان هيوصلك.

ابتسمت ملك بسخريه قائله

-معنديش حاجه أبكي عليها يا هادي و أعتقد بعد الي انتي كنت ناوى تعمله و اللي قلته من شويه عمرى ما هصدقك. فبلاش جو الراجل الشهم.

امتلكها كالطفله بين يديه

-حبيبه قلبي.انتي ليه مش قادرة تفهمي ان اللي عملته و اللي بقوله غصبن عني. كان لازم أستفزك و انتي مصممه تمشي عكس التيار و تبعدي عني.

عوده الي جلسته مع والدته

أردف و هو يسرد لها ما حدث كالطفل قائلا

-أنا عايز الزمن يرجع بينا و أعيش زى اي طفل مع أبوه و أمه و أبويا يبقي راجل كويس. أنا النهارده اتاكدت ان مفيش فايده أنا برضه بشبه في حاجات كتير.

شردت والدته و استرجعت ما حدث مثل ذلك عندما طلب هادي و هو صغير من والده أن يبقي معهم فجز شادي علي أسنانه قائلا بحده

-هادي. مش عايز أسمع صوتك. أنا مش سايبك لوحدك هنا. كفاية عليك جدك و أمك هما يقدروا يربوك كويس. انا مش طايق أعيش هنا.

خرجت والدته من شرودها تهتف قائله

-معلش يا هادي انسي و ارمي ورا ضهرك. اللي حصل مش بايدك. ده كله نصيب. و حاول تصالح ملك و تفهمها الصح متبقاش قاسي عليها.

ابتسم هادي بسخريه

-مش عارف أواجهها بأنهي وش بعد اللي عملته معاها النهارده تفتكرى هتسامحني. نظراتها ليا كان كلها وعيد. أنا راضي طالما أنا السبب.

أخرج من جيبه مفتاح الشقه قائلا

-خودي المفتاح يا أمي و روحي ليها متسبيهاش لوحدها طالما رافضه تيجي تعيش هنا. دلوقتي هي بقت وحيده و أنا خايف عليها بس كده أرحم ليها من الحارة.

الواقع ليس له تعريف محدد،ممكن أن يكون مجرد مجموعه من الأحداث المتتاليه...دوائر من الأفكار و الخطط...قواعد مع بعض الشذوذ بها...الواقع معضله...سواء تقبلته...أو اخترت أن تهرب منه...كان أخر ما سمعته منه قبل رحيله عنها (اتجوزيني)، و بعدها لم تعد تسمع شئ،تيبست أوصالها و شحب لونها و توقفت أنفاسها منذ لحظة لمساته لها و نظراته الشهوانيه و ظلت تتردد كلماته في أذنها

-اتجوزيني.

أخذت الكلمه تتردد داخل رأسها كصدي لصوته الذي سمعته لأول مرة كرجاء

-اتجوزيني.

و كأنه يريد أن الحلم يتحقق...حتي لو بعد فوات الأوان...لقد كان مجرد خيال،ينفيه الجميع لتتمسك هي به....نعتت بالجنون مقابل تلك اللحظة و كأنه يريد تحقيق الخيال .
👇👇👇👇👇 #موكا_سحر_الروايات رواية #غرام_وانتقام

بعد خروجها من اللوكانده و معرفه هويتها من قبل صاحبة العمل قامت بمهاتفه سفيان علي الفور

-تفتكر ايه اللي يخليني أتصل بيك بعد الغيبه دي كلها الا اذا كان الأمر مهم يا سي سفيان. رغم انك مش يهمك أمرى بس أنا يهمني أمرك .

تنهد سفيان بتعب

-دا الموضوع مهم بقي يا احسان. اللي يخليكي تتكلفي مكالمه دوليه يبقي مهم. و احتمال يكون اللي في بالي صح. قولي يا سنسن تكونيش حامل انتي كمان.

قطبت محاسن جبينها بشك

-حامل و أنا كمان. بس ملاك مش حامل يا سفيان لو حامل كان هيبقي بطنها قدامها لأنك سايبها بقالك شهور. و بعدين لو حامل منك أ:كيد سقطته.

عقد سفيان ما بين حاجبيه قائلا

-مش لما أعرف الأول الكلام علي مين و لو الكلام علي ملاك ايه اللي فكرك بيها بعد كل ده ده انتي كنتي مش بطقيها لما بجيبها معايا زى ما تكون ضرتك.

ابتسمت محاسن بسخريه

-يعني ملاك مكنتش حامل منك يا سفيان في يوم من الأيام. أكيد حصل و ده اللي خلاك تختفي. عموما ارجع يا حبيبي الهانم دايرة علي حل شعرها.

زفر سفيان بنفاذ صبر

-أيوه عارف و مش محتاج واحده زيك عرفت حاجه بالصدفه تنبهني و لا تطمني علشان أرجع. أنا سفرى مش هروب من حشرة زيها . لا ده حلم حياتي.
💛💛💛💛💛 #مروه_البطراوى جروب #موكا_سحر_الروايات

انتهت مكالمته و أخذ يفكر بها و كأن تفكيره جعلها هي الاخرى تحلم به ككابوس حيث نامت بمكانها بعد رحيل هادي و ما سببه وجوده من متاعب نفسيه و تقليب ذكرياته الماضيه غاصت بأحلامها و كأنها استمعت الي صوت مزعج في هذا المكان القديم لأن هادي لا يملك غيره و القصر لكي يدعها فيه.استجمعت ملك شجاعتها و اقتربت من المشربيه تفتحها علها تريح دقات قلبها النابضه بفزع و فرحه في ان واحد...وجدت في الظلام عيون تحفظ نظراتها غرستها في مخيلتها للأبد،أغلقت المشربيه بسرعه هاتفه بفزع و هي تضع يدها فوق صدرها

-اعوذ بالله من الشيطان الرجيم،بسم الله الرحمن الرحيم.

و بالخارج من يكتم أنفاسه و ليس ضحكاته فقط،ينظر الي السماءفيرسم عيونها الزيتونيه وسط النجوم و تكتمل لوحته التي تمناها وجدته يدلف من باب الشقه بمنتهي الأريحيه...و قام بوضع يديه حول رقبتها قائلا

-نهايتك هنا هتكون في الشقه اللي جابك فيها هادي ...هو عبيط زيك جابك في أحب الأماكن ليا...بحب ديما الأماكن الشعبيه لذلك عشقت أختك.

استيقظت من نومها بفزع واقتربت أصابعها المرتعشه مرة أخرى تفتح المشربيه ببطئ،لكن تلك المرة لم تكن من أجل نبضاتها التي كادت أن تتوقف اثر رؤيتها لتلك العيون السوداويه و كأنها رأت الوحش في أفاق الليل،بل فضولا...فتحتها و تلك المرة رأت جانب وجهه،ذقنه حاد و أنفه طويل بعض الشئ،خصلاته تركت لنسمات الليل حرية التلاعب بها،و عيونه أصبحت أكثر اشراقا، و كأنها تطلق أشعه ضوء الي السماء لتعزز اضاءة النجوم الخافته لتتذكر كلماته في كابوسها الخاص به

-نهايتك هنا هتكون في الشقه دي اللي جابك فيها المغفل هادي...هو فعلا مغفل و عبيط زيك لأنه جابك في أحب الأماكن ليا ...بحب ديما الأماكن الشعبيه لذلك عشقت أختك.

التقطت هاتفها سريعا و هاتفت هادي ليعقد ما بين حاجبيه و هو ينظر الي الوقت و الي اسمها المضئ بشاشه هاتفه توجه نحو النافذه و وضع هاتفه علي أذنه مجيبا لها قائلا

-صاحيه بدرى ليه يا ملك ؟معرفتيش تنامي صح؟حقك عليا أنا تقلت العيار معاكي الليله اللي فاتت بس أوعدك أنا مش هقرب منك تاني لا في البيت و لا في الجامعه.

هزت ملك رأسها بالرفض

-أبدا انت مش ليك ذنب الكابوس ده بيجيلي كل يوم بس المرة دي مختلف لأني بعدت عن المكان اللي كنت مفكرة اني محميه فيه و بعيده عنه.

زفر بحنق

-طب ليه مش راضيه تيجي تعيشي معانا؟ و لو خايفه علي سمعتك نكتب الكتاب و يا ستي أنا هجي أعيش مكانك . ليه بتصعبي الأمور علي نفسك.

ابتلعت ريقها

-حاضر يا هادي أنا بعد الليله دي هجي أسكن مع مامتك.أنا حلمت بيه بيقتلني .يعني مش مكفيه انه السبب في موتها لا جاي يكمل عليا أنا كمان.

انفرجت أساريره من السعاده اثر موافقتها و لم يستمع الي باقي كلماتها بل قذف بهاتفه و ارتدي ملابسه علي عجلة من أمره و ذهب اليها و هي في قمة انهيارها و خوفهاليتحدث بصوت منخفض

-شكلك مش يطمن يا ملك.احكيلي الحلم كويس و اوعي يا ملك يكون حقيقه و انتي بتخبي عليا و اوعي تظني اني ضعيف مقدرش أجيبه تحت رجلي.

زفرت ملك بضيق

-لا كابوس و لو حقيقه مش هقول ليك يا هادي هسيبه يموتني علشان أنا أصلا مش عايزة أعيش من يوم ما ماتت ملاك. و لعلمك هو أكيد مش عارف انها ماتت.

تنهد هادي بتعب قائلا و هو يتذكر حواره مع والدته

-عارفه يا ملك انتي مفكراني ضعيف و أهبل و عبيط و سلبي صح؟بس عايز أقولك علي حاجه لو أنا كده كان عمرى ما ساعدت ملاك بالعكس أنا وقفت جمبها.

ابتسمت ملك بسخريه

-انت اتخليت عني لمجرد ان اليوم اللي اتصلت بيك فيه رفضت حتي تخليني أكمل كلامي و الحجه جدك مات. وده كفيل يخليني عمرى ما أثق فيك.

زفر هادي بحنق

-بصي أنا مهما عملت عمرى ما هخليكي تنسي ذكرى اليوم ده.أنا فعلا كان ممكن أعرفك ان جدي ميت و هكلمك كمان يومين و هبقي جمبك.بس ممكن تنسي علشان الموقف اللي احنا فيه دلوقتي مش مستاهل نقف لبعض

ابتسمت ملك بسخريه قائله

-حاضر و لازم دلوقتي أقولك حاضر لأني مش أملك غيرها. الكابوس كان زى الحقيقه بسبب تغير المكان و كمان لأني لوحدى يمكن لما أكون معاك ميجيش أصلا.

شرد في حديثها حتي أنه لم ينتبه علي نهوضها و دلوفها المطبخ و اتيانها بطعام الافطار...فتحدث قائلا

-ملك انتي جبتي منين الأكل ده أنا فاكر اني نسيت أعدي علي السوبر ماركت امبارح و أجبلك طلباتك اوعي تكوني ناديتي علي البواب.

جحظت ملك بعينيها في ذهول

-معقول يعني مش انت حاطط الأكل ده من قبل ما نيجي!طب انت مش بتقول كنت عايش هنا يعني أكيد كنت بتجيب أكل.يبقي ده منه. أنا مبعتش حد يجبلي اي حاجه

وجدها ترتجف فتوجه نحوها مسرعا ويده تحتضن رقبتها،شردت فيما بدر منه كان يشبه فرسان الحكايات،و لا شك أن بداخلها سر بحركته العفوائيه،فهو بطل تخيلاتها وحكاويها،تنحنح عندما وجدها ساكنه بين ذراعيها و أبعدها عنه برفق و أجلسها وجلس أمامها بهيأته لتركز في ملامحه كأنها تراه لأول مرة و بشكل أفضل مما تخيلت فارس أحلامها لألاف المرات،تذكرت أمر الكابوس و المشربيه عندما وجدتها تنفتح لأقصاها حتي تترك المجال للهواء لكي ينفذ بقوة داخل تلك الشقه المهجورة منذ شهور،شردت لبضع دقائق ثم التفتت له بمقلتيها اللامعتين مرة أخرى،و لكن تلك المرة لم تفزع خاصه عندما قام بغلق المشربيه باحكام دون النطق ببنت شفه.
🤎🤎🤎🤎🤎 عرض أقل

•تابع الفصل التالي "رواية غرام و انتقام" اضغط على اسم الرواية

تعليقات