رواية غرام و انتقام الفصل العاشر 10 - بقلم مروة البطراوي
مد لله الذى بنعمته تتم الصالحات 💛💛💛
عوده الي المستوصف عند هادي
ارتعبت نهال من نظراته المتشفيه قائله
-في حد تاني سفيان عمل معاه كده؟ مستحيل أن لا يمكن أصدقك. انت طول عمرك بتحقد عليه علشان هو دايما البنات كانت بتنجذب ليه.
هز رأسه ردا منه بنعم و كان ينظر لها بكل شماته،شعرت نهال بالارتباك و لكنها حاولت التحدث و لكن أوقفها قليلا بابتسامته الخبيثه و هو يقول
-ليه البنات كانوا بينجذبوا لسفيان و أنا لا يا نهال؟
ردت بوضوح
-لأن مفيش أي سبب انهم ينجذبوا ليك.
رد عليها بكل ثقه لم تشهدها من قبل فيه
-بس في سبب كبير يا مدام نهال ان أنا انسان عندي شرف و أمانه و لا يمكن أحطم شرف أي بنت زيه.
نظرت اليه متسائله فهو ما زال السؤال يلح عليها هل هناك أخريات لدي سفيان قام بمراوغتهم ليستطرد هادي قائلا
-أنا من زمان و أنا عايز أفهمك مين سفيان بس انتي وفرتي عليا كل ده لما اتجوزتي مجاش في بالي انك ممكن تعملي كده.
كادت أن ترد عليه ليقاطعها هو قائلا بنفس الثقه التي تفاجئت بها اليوم
-حتي لو كنتي قولتي له أنا هستناك لحد ما تكون نفسك كان هيغدر بيكي يا نهال.
و استطرد بقيه حديثه وهو يشير الي فراش الكشف
-المستوصف كله يشهد بالحالات اللي سفيان قام باغتصابها و في الأوضه دي تحديدا و علي السرير ده. منهم اللي كان بمزاجها زيك و منهم اللي صحيت اتلاقت كل حاجه راحت منها خالص.
لا تدرى ان كان علي الحديث أن يبدو هكذا،أغلبه شماته،لكنها كانت تؤمن في قرارة نفسها أنه له الحق في أسلوبه هذا فهو استشاط غضبا منذ لحظة تركها له خصيصا من أجل غريمه، الذي تخلي عنها،و لجأت الي الأخر الذي لم تحافظ علي شرفه،الأمر الذي بدا له أشبه بأنها امرأه تحمل كل مواصفات الخيانه الذي لم يقبلها في شريكه حياته.
انهارت علي الكرسي خلفها تحاول جاهده التحكم في حزنها، وقلبها يخفق و هي تحاول التقاط أنفاسها بانتظام، و لوهله بدأ ينظر لها نظرات متفحصه،توترت الأجواء و رق قلبه لما يحدث معها و هو ينكر أن داخله توتر أكثر كان يوشك أن يثور عليها لما اقتعلته .
تحدثت بتلعثم حيث اخراج الكلمات كان صعبا عليها للغايه
-ازاي دكتور حالف اليمين يعمل كده؟ طب أنا قلت انه اشتاق ليا و علشان أنا متجوزة مش هتفرق معاه فضيحتي. لكن البنات دي نهايتهم كانت ايه؟
ضرب هادي علي سطح مكتبه بغضب حتي أصابتها الضربه
-هتكون ايه في نظرك يا ست نهال.؟ كلهم اترموا في الشارع و لو حد منهم اعترض أكيد هتبقي نهايتها الفضيحه.بس زى ما قلتي دول مش حيلتهم غيره.
ابتلعت غصه في حلقها ليستطرد قائلا
-ايه بقي اللي يجبر واحده متجوزة انها تعمل كده معاه؟ حب مثلا؟ طب ايه اللي صحي الحب ده بعد السنين دي كلها؟ علي فكرة اللي حصلك ده استحاله هيكون فخ.
تنهدت بعمق بالرغم من سحقه لها
-لا فخ يا هادي. لما تلاقي الانسان اللي مش حبيت غيره و لا قادر تتعايش و لا تتأقلم الا معاه بيمد ليك ايده من جديد يبقي فخ. فخ اسمه الحب.
ابتلعت ريقها و استطردت قائله
-في حاجات مقدرتش أحسها مع جوزى. خصوصا لما قالي اني عقيمه .
همس كفحيح الأفعي
-لا كده كتير و كمان جايه تكذبي و تقولي انك حامل من سفيان.؟ جربي كده تروحي تكذبي نفس الكذبه علي سفيان و شوفي هيعمل فيكي ايه.
تنهدت نهال بوجع
-الحمد لله و لا الهوا كأني بكلمه عن واحده قريبته من بعيد و ده اللي خلاني ألجأ ليك لعل و عسي تقدر تأثر عليه. و بعدين انا حامل فعلا خالد كان بيكذب عليا .
نظر هادي الي ساعه يده و جدها اقتربت علي موعده بملك فنهض و توجه نحو باب غرفة المكتب و أردف قائلا
-أه معلش يا مدام نهال عندي ميعاد مهم انتي طبعا عارفاني من أيام الجامعه بحترم مواعيدي جدا . ما بالك بقي ده ميعاد شخصي و مش مع أي حد.
نظرت اليه نهال بذهول
-ايه هتتخلي عني و تسيبني غرقانه في المشكله دي و مش هتحاول تحلها معايا يا هادي؟ طب ليه؟ أنا يمكن كنت وحشه معاك زمان بس انت شايف حالتي.
رفع هادي حاجبيه باستعلاء قائلا
-مالها حالتك؟ عادي جدا . ست متجوزة و كنت عايشه احسن عيشه دمرتيها علشان نزواتك .بلاش توقعي نفسك في فخ اكبر مع سفيان.
جحظت نهال بعينيها فهي ترى هادي جديد يتحدث
-يعني أنا لو فضلت أزن علي سفيان و بالحمل تفتكر ممكن يفضحني؟ بس لا يمكن حد هيصدقه و خصوصا جوزى ده معاه كل الأدله اني مش بخلف.
رد عليها بجمود قائلا
-أنا قلتلك سفيان معندوش قلب. شاله من بين ضلوعه يوم ما انتي اتجوزتي. أنا مش بحملك الذنب يا نهال. أنا هنصحك نصيحه كأخت ابعدي عنه.خالد نفسه هينتقم منك لو عرف .
تركها هادي في حيرتها و لم يعطي لها أي حلول لتخرج من هذه الأزمه التي اصطنعتها لنفسها.
في وسط محيط زيارتها له خرج عن السيطرة، ها هي بظهورها الأن ذكرته بفساد والده وابن عمه،حيث هي التي هدمت ما كان ينوى بنائه معها،كان حبها مثل الثورة التي هزمت ديكتاتور، و هزيمته بدت جليه حيثما غادر مقعده بعشوائيه متوجها نحو باب المكتب لأنه لا يريد أن يجلس أمامها كثيرا يكفيه الانفعال الذي يسرى في أوصاله و هو يحاول أن يكبته، و يخفض معه دقات قلبه.كان يود أن يقول لها في بداية زيارتها
-أنا مش قلت لك مش عايز أشوفك وشك تاني يا نهال؟
و لكنه وجد منها أنها كانت علي أتم استعداد لمواجهه كتلك، بل و حسبت لها حسابا طول فترة فراقهما،لكنها الأن في حاله من صدمه لا تغادرها
أما عنه كان يود أن يخرج من جسده و يحلق بعيدا و يعود الي أيام الجامعه بعد كل ما وصل اليه،لا يعلم متي كانت أخر مرة حزن بها دون أن يلج الي عالمه الجديد، و هناك عاد يلتقي بأميرة أخرى،تلك الأميرة التي صادفته في أحلام الغفله و عاد ليلتقي بها في أحلام الصحوة.لمحها من بعيد،في احدي أحلام المطارده التي كان يبحث بها عن شبيهه لنهال،وجدها لم تحادثه مثلها و تجاهلته و لم تقربه، بل تركته يطفو و يعدو في عالم غريب لأول مرة يراه، و كان قلبه يتمسك بها في كل فعل يصدر منها،لقد كانت والدته علي حق،الأخلاق كلها يمكن ايجادها و لكن بالتريث، و يتم استكشاف ذلك بالصبر و النظر بأعين ثاقبه،الأخلاق هي كل الجمال الذي يصبو اليه القلب و العقل الواعي، و كل أخلاقها و صفاتها أثارت خياله.
خرج و ترك نهال بمفردها في الغرفه مما أثار استغراب وفيه وذهبت اليه قائله
-دكتور هادي!حضرتك سبت المريضه جوه ليه لوحدها و خرجت .في مشكله. لو في أنا موجوده. أو حتي كنت استدعيت أي حد من الممرضات.
رد عليها هادي
-تعالي يا وفيه ادخلي ليها و بلغيها تروح. دي مش مريضه دي واحده من بلاوى الدكتور سفيان.بس بلوى كلاس شويه ملهاش في جو المستوصف.
جحظت وفيه بعينيها
-و جت هنا برجليها. و دلوقتي؟ وقت الشغل بتاع المستوصف. ده ايه العالم اللي غاويه تفضح نفسها دي. الله يرحمها ملاك.كانت بتحاول تدارى نفسها.
نظر اليها هادي بحده
-أيوه لأن اللي جوه دي مش عبيطه زى ملاك و لا ملك. دي عايزة تاخد حقها تالت و متلت و ترجعه يجوزها. رغم ان الهانم أصلا متجوزة.
لاحظت وفيه ضيقه
-دكتور هادي. ممكن تهدي شويه. الانفعال ملوش لازمه. اللي حصل حصل لملاك و أي حاجه مش هترجعها. بس معلش استحمل ملك هي عنديه.
نظر اليها هادي قائلا
-مش قادر يا وفيه علي عنادها تعبت. أعمل ايه تاني علشان تقتنع. هي غبيه مش عارفه اني خايف عليها. مفكرة اني زيه.رغم اني أمي أكدت ليها غير كده.
هزت وفيه رأسها قائله
-طب بالراحه عليها. دي برضه موجوعه بسبب أختها. و الوجع جاي من عندكم يا دكتور. فأكيد كل اما هتقرب من عيلتكم هتفتكر . ما بالك بقي لو شافته.
هز رأسه بتفهم و كادت أن تدلف الي حجرة الكشف لتخرج نهال الا أنه أوقفها قائلا
-خليكي مع ملك الأيام دي يا وفيه. حتي لو هي رفضت ده. هي ان شاء الله الليله هتكون في بيتي و أنا هحاول أنقل بيت جدي علي بال ما نكتب الكتاب.
ودت وفيه أن تتم الأمور علي ما يرام
-طب ما تطلب المأذون الليله و تكتب كتابك عليها. بدل ما تنقل بيت تاني و ترجع ملك تاني تعاند أو تهرب و احنا ما صدقنا تقتنع بالعيشه معاكم.
هز رأسه بالرفض
-لا يا وفيه. أنا قايل ليها مش هكتب كتابي عليكي و لاتهلمسك الا لما تكوني مقتنعه. أنا قصدت أخلي الحاجه شريفه تطردها علشان تعرف ان ملهاش غيرى.
فجأة وجدوا نهال تخرج من الغرفه فترك وفيه و توجه الي خارج المستوصف كي يتحكم في أعصابه أمامها.
ياله من مشهد مثير للعجب فهو الذي وقع تحت سحر الأنثي المتساويه في كل شئ ليقع تحت سحر أنثي أخرى متعاكسه لها تماما و لكنها متناسبه له،الجمال كله يكمن فيها و في تناسبها له و تقابلها معه و انعكاسها عليه،هي تعكس عليه الضوء من بعيد رغم أن ضيائها أصبح باهتا حيث طغي لون الدماء الأحمر فوق خضار قلبها،أصبح قلبها بعد أن كان بياضه مثل بياض القطن الامع تحول الي لون الرمال، و نهر حبها ود أن يكون فرديا الي أخر العمر،سريع الجريان لا يوقفه الا نهر روح أخرى هائمه مثله،روح تجسدت بهيئه رجل،ذو شعر أسود و ملامح حاده، متجسد الدفء به، و لكنها لا تريد أن تقترب منه،رغم فضولها،لأنها المرة الأولي التي تصادف بها طيف أخر غير طيف شقيقتها التي اعتادته،و انتظر ربما تلاحظه لكنها كانت ساهمه، و لا تريد أن ترفع رأسها اليه تعبث بأصعابها فقط و هي تطيل النظر الي الفراغ، و عندما أطال هو النظر اليها،فاز فضولها فحط طيفه و عادت بقلبها الي لون القطن اللامع تاركه لون الرمال.
🥳🥳🥳 #غرام_وانتقام بقلمي #مروه_البطراوى
عادت الي المنزل لتجد حقيبه ملابسها علي باب الشقه. حاولت فتحها لم تفتح . طرقت بابا جارتهم لتفتح لها السيده شريفه و ملك تنظر اليها
-في ايه يا حجه شريفه و ليه شنطه هدومي مرميه علي السلم و الكالون متغير. هو انتوا كده طردوتني. طب أروح فين و أنا مليش غيركم؟
ردت شريفه
-الساكن الجديد علي وصول. انتي عارفه العيشه بقت صعبه و احنا عايزين نجوز نادر و نفرح بيه. و وجودك قدامه موقفه و انت حاليا في واحد يتمناكي روحي له.
كان يعلم أنه يصارع مع القدر،خاصه عندما يرى كل سنه تمضي من عمره،و هو يعاكس التيار و يلغي كلمه الحتميه، يدرك أيضا انه مغامر، واتخذ قرار ألا يضيع اليوم و الساعه،قرر أن يؤجل المواجهه و التحول في شخصيته فقط حتي يدخلها الي عالمه،و يقضي ما بقي له من وقت في رسم الطريق المنقذ لما يواجهها في الزمن، و يعلم أن المواجهه ستحدث في النهايه بينها و بين ابن عمه،لا يعلم ما الذي استخدمه سفيان لمعرفه أخبارها،لكنه يعلم أنها هناك في أرض جرداء بعد أن كشفت لها صاحبة المنزل أنها لا تريدها،و ذلك بعد أن أكدت له زوجه صاحب المنزل أنها غيرت مفتاح الشقه،أصبحت تهيم هناك في عالم لا يريدها،لتكتسب القدرة علي التحكم في أحلامها و أوقاتها،بل وصل بها الأمر أن تخرج عن السيطرة و تحنق شديدا.
تتذكر عندما كانت في الخامسة عشر من عمرها لا تعلم ان كانت طفله أم مراهقه مثل قريناتها من البشر و خاصة شقيقتها و كان اسمها لا يهم أحدا يستكفوا بمنادتها ملاك مثلها و لا يتطرقون الي اسمها الخاص بها. اعتاد والدها و والدتها علي ذلك و العائله كلها علي تلقيبها بملاك لدرجت أنها نسيت اسمها الحقيقي و كادت تطلب منهم تغيير اسمها في شهاده الميلاد الي ملاك وتذكرت أنه كان عليهم أن يفتعلوا ذلك منذ بادئ الأمر حتي يوفروا نقودهم حيث كان أبيها لا يستطيع تغطية حاجاتهم الأساسيه ليدفع نقوده في الهواء لأجلها و لاعتقادها أنها لا تستحق ذلك.
هتفت ملك بضيق تحدث السيده شريفه
-خليهم ينفعوكي يا ست شريفه. فعلا كل حاجه في حياتنا مهمه و أهمها الفلوس لأنها هي اللي بتعمل البني أدمين. بس أنا كنت مفكراكي غيرهم.
💞💞💞 #موكا_سحر_الروايات رواية #غرام_وانتقام
ذهبت الي لوكانده قريبه من الحارة و أخذت تتلفت نحوها الي أن استمعت الي صوت عامل الاستعلامات و هو يحدثها
-بطاقتك يا شابه. و لو مش معاكي بطاقه عادي أهم حاجه تدفعي و لو مش معاكي فلوس نصبر. الجمال ده كله له تمن و غالي أوى.يا حلوة.
همت أن تعطيه هويتها الشخصيه قائله بخوف
-عايزة أوضه بسرير واحد و دي بطاقتي و معايا فلوس الليله دي. مفيش داعي للي قلته من شويه. أنا مش من الأشكال المشبوهه دي.و علي فكرة هي ليله واحده.
كاد أن يتحدث عامل اللوكانده لولا دلوف هادي و ضمه اليها من خصرها قائلا
-ايه يا ملك؟ هو علشان اتأخرت عليكي في المحطه تزعلي و تتقمصي و تيجي تباتي هنا.بلاش لعب الأطفال بتاعك ده.و يالا علي بيتنا ماما مستنيانا.
اتسعت حدقه عينيها بذهول
-انت! عرفت منين اني هنا ؟ انت بتراقبني يا هادي؟و لا انت السبب في كل اللي حصل ليا من شويه؟ أيوه أنا عيله و مش هاجي معاك.و أنا و انت ملناش بيت.
نظر اليه عامل الاستعلامات بتدقيق فقبض بيده علي خصرها
-مالك يا ملوكه انتي رجعتي للتهيؤات تاني و لا ايه؟ بقي أنا سفرتك تتعالجي ترجعي زى ما انتي. لاا أنا كده هشرف علي علاجك بنفسي. ما هو تخصصي.
صرخت ملك في وجهه قائله
-أنا مش مجنونه. انت اللي مصر تعيشني معاك غصبن عني. و زودتها أنا عايزة أعيش حرة. و أنسي اللي حصل زمان. اللي كل اما أشوفك هفتكره.
انحني هادي و حمل حقيبتها و نظر اليها بازدراء
-خلصتي كلامك. أنا هسبقك علي العربيه. مش هتباتي هنا من غير هدوم. و انت رجعلها بطاقتها. أظن فهمت أنا بشتغل ايه و ممكن أعمل فيك ايه.
ظلت متسمرة في مكانها الي أن عاد اليها و جذبها من معصمها نحو سيارته و هي تتملص منه و لا تريد ركوبها فقام بصفعها بقوة و لأول مرة يصفع بها امرأه فصرخت قائله بذل
-ملكش دعوة بيا. ابعد عني. انت ملكش تضربني. لا انت أبويا و لا أخويا. و لا يمكن تكون جوزى في يوم من الأيام. حتي حبيبي الكلمه دي ماتت.
أدخلها سيارته عنوة و توجه الي مقعد القياده قائلا
-زمان كنت حبيبك و هفضل طول عمرى حبيبك. و هتجوزك يا ملك. يا اما هشهر بيكي و الدليل أهو جايه لوكانده ملهاش اسم و لا ترخيص.
أخذت تسدد له الضربات قائله
-يبقي تشهر بيا أحسن و ساعتها هنتحر و أخلص من حياتي لأن خلاص مبقاش ليها لا سعر و لا قيمه. انت بدل ما تجيب حق ملاك جاي تتجوزني؟
كانت تريد منه انقاذا لحالتها المدمرة و ليس زواجا و انهارت أمامه قائله
-لازم أخد حقي منه يا هادي. مش قادرة أتنفس و أعيش و هي ماتت حتي لو كانت غلطت بس ده مش جزاتها انها تموت. من حقها تاخد تارها.
تخبط في كلماتها و تذكر شيئا لطالما استمعه من والده أن سبب ما كان به هو وجوده في الحياه حيث كان لا يرغب في الانجاب و كان يريد تحقيق ذاته و اللف حول العالم حيث عندما علم بمولده خسر أكبرصفقه كانت ستساعده علي تغيير مسار حياته دون اللجوء الي والده و منذ تلك اللحظه لم تنجح له أي صفقه و ترك عمله و عاد الي مصر الذي زاد من الأمر سوءا هو استئصال الرحم لوالدته في يوم مولده أيضا لحدوث مضاعفات أثناء ولادته و تخيير الأطباء لها بينه و بينها فاختارت ولادته و استئصال رحمها،هنا عندما عاد والده رفض وجوده و اعتبره نذير شؤم، هو أيقن ذلك الأن عندما شعر أنه نذير شؤم أيضا لملك و كأن التعاسه خلقت من أجله وحده.
وجد نفسه يهمس بدون شعور قائلا
-ازاي ؟وامتي؟
اندهشت لشروده و همسه ...هو كان في عالم أخر يتذكر حديثه مع جده عندما أشار له بكل ما حدث منذ ولادته و حتي هذا اليوم،و هادي يستمع اليه في صدمه أجاد اخفائها جيدا خلف ملامح وجهه الثابته.كيف حدث كل ذلك بتلك الطريقه؟ وكيف استطاعت والدته تحمل كل ذلك بمفردها؟و لكن صوتا أتاه معاندا ليقول...هذا هو الأفضل للجميع،فلو كانت اختارت التضحيه به كانت ستعاني ما تلاقيه من خزى و عدم اهتمام من والده يكفيه انكاره له،فمهما حدث ما كان ليقبل بطفل أخر فهو لا يريد اثبات نسبه في تلك الأرض يريد البعد دائما.
ردها كان مفاجئ علي أسالته لتفيقه من حالة شروده
-بقولك لازم يموت زيها. هو ايه اللي ازاي.هو انت مش دكتور و بتساعد الناس يعيشوا.ساعدني أموته بايدي و أبعته ليها. و امتي في أقرب وقت.
🤍🤍🤍 #مروه_البطراوى
علي الجانب الأخر فور سحبه لها من اللوكانده التي كانت تنوى المبيت فيها.دلفت صاحبه هذا المكان المهترئ و هي تقطب جبينها و تسأل الموظف
-مش دي ملاك اللي كانت بتيجي مع دكتور سفيان و لا أنا بتهيألي. بس مين اللي ساحبها وراه زى البهيمه كده. ايه هو سفيان بقي بيسيب اللي يخصه لحد تاني؟
جحظ العامل بعينيه فقد تذكر للتو أين رأي تلك الفتاه لتستطرد السيده قائله
-في حد أهبل كده زى البت دي. تيجي هنا و مع واحد تاني. أما عجايب. أنا لو منها أستخبي لا يقفشني تاني.ده لو عرف هيعمل منها بطاطس محمرة.
ثم أردفت قائله
-انا كان نفسي أقولها من أول يوم جت المكان هنا. يا ملاك انتي ملكيش في العك ده. انفدي بجلدك. انتي لا أول و لا أخر واحده جت معاه هنا
تذكر العامل شيئا و أردف قائلا
-اسمها ملك يا ست احسان. مش ملاك. أنا أخدت بطاقتها و كنت لسه هملي البيانات بس خطيبها دخل و أخدها من هنا و قال انها مجنونه.
ابتسمت بسخريه قائله
-ما هي يا أهبل مكنتش هتقول اسمها الحقيقي لينا فقالت تشيل ألف علشان منعرفهاش. بس الغريبه ايه اللي جابها هنا تاني. وخطيبها ازاي و هي لا مؤاخذه.مش هستغرب جايز ضاحكه علي الزبون ده علشان يتجوزها و عامله فيها مجنونه.ما هو اللي زيها لازم يعيش حياته بقي.
ترك كلا من هادي و ملك بوابه لو فتحت علي مصرعيها لن تكون أقل ضخامه من اللي صادفت شقيقتها،حيث صادفات بوابات كثيرة فيها يعظم الشر،و الشعور الساحق أن لكل بوابه قصه خلف قصه،كل بوابه بنقوشها نكبه و انعدام الأمل لها،لكن هذه البوابه التي تركتها ملك تحوى الكثير بالرغم من أنها مواربه الا أنها ليست بسيطه، فهي تمويه عما خلفها، و عندما تم فتح تلك البوابه أصبح سفيان ينتظرهم،فكرت احسان أن سفيان تغير، و لكن كيف لرجل مثله يملك ملامح ضبابيه و كل أفعاله لم تمحو من الذاكرة، كل النزلاء الذين صادفتهم لم يحاولوا أن يهددوها،رغم أنها أعلنت له عدم رضاها عن وجوده،لكن سفيان الوزير مختلف،،ربما تناست أو نست أن كل هؤلاء الرجال بسيطون أمامه،أمر غريب كيف لهؤلاء يخضعون في كيفيه النزول عندها عدا هو. عرض أقل
•تابع الفصل التالي "رواية غرام و انتقام" اضغط على اسم الرواية