رواية ليل و لعنة الزمن الفصل العاشر 10 - بقلم فريدة عبدالرحمن

 

 رواية ليل و لعنة الزمن الفصل العاشر 10 - بقلم فريدة عبدالرحمن

الهدوء في الغرفة كان خانق.
كأن الزمن وقف شهيقه، بين الحقيقة اللي اتكشفت…
والخوف اللي لسه بيزحف من جُرح قديم.
ليل كانت واقفة…
إيدها بتترعش، وعينيها بين الدموع والصدمة.
كل حاجة رجعت مرة واحدة:
النار، المرآة، الخيانة، والساحرة اللي قالت لها:
هترجعي… بس قبل ما تنسي الكل.
بصت لأويس، وصوتها كان هامس:
أنا اللي مشيت…
بس كنت بحاول أنقذكم
مش عشان أنساكم
بس عشان… ما أنساكش
أويس قرب منها، إيده كانت بتتمدّد ليها بخوف:
وإنتِ فاكرتيني؟
ولا ده حلم كمان؟
ليل مدت إيدها… ولمست وشّه
أنا كنت هناك…
في زمن مش بتاعي
لكن كل ليلة… كنت بصحى على اسمك
كأنك بتندهلي من ورا المرايا
أويس حضنها… بصمت، بحب، بخوف، بندم
لكن اللحظة ما طولتش
صوت يُمنى قطع السكون:
في حاجة لازم تعرفوها…
اللي حصل زمان، ما انتهيش
في حد…
لسه بيراقبكم
ولسه مستني الفرصة… علشان ينهي كل شيء بدأتيه يا ليل
ليل بصوت واطي:
مين؟
مين اللي لسه مستني؟
يُمنى رفعت عينها، وقالت:
اللي الكل نسي اسمه
بس لقبه لسه بيخوف:
ملك الظلام 
 ليل بصوت واطي وهي تمسك قلبها:
أنا شُفت الاسم ده قبل كده… محفور على باب المرايا.
ريان وهو ماسك راسه، صوته مليان تعب وضغط:
أنا تعبت
بجد
التفاصيل كتير، واللي بيحصل فوق أي خيال
مش قادر أربط حاجة بحاجة
مين عدوي؟ ومين صاحبي؟
ليل قربت منه، بهدوء واضح في صوتها رغم اللي جواها:
اهدا يا ريان…
كلنا تايهين
بس لازم نمسك نفسنا
لو ضِعنا دلوقتي، هنخسر اللي فاضل مننا
ريان ابتسم ابتسامة صغيرة باهتة، وقال وهو بيبص فيها:
إنتِ… مش عادية
أنتِ مش ليل… إنتِ حاجة تانية خالص
ليل بصت له بثبات، وقالت بهدوء:
أنا… لسه بدوّر على نفسي
بس أوعدك
مش هسيبكم تاني
ولا هسيب الخوف يحكمنا
أويس بصّ لهم، وصوته كان هادي لكن حاسم:
كفاية عليها كده
ليل محتاجة ترتاح
العقل مش بيستوعب حاجة وهو مرهق
بصّ ليل، وقال بلطف وهو بيقرب منها:
تعالي
مش لازم تكمّلي كل حاجة النهارده
إنتي عدّيتي أكتر من اللي حد يقدر يتحمّله
ليل بصت له، وعينيها مليانة مشاعر… بس سكتت.
كل اللي قدرت تعمله إنها تهز راسها بخفة، وتسيب نفسها تمشي جنبه.
ريان وقف مكانه، بيبص ليهم بصمت.
ويُمنى حطّت إيديها قدامها وقالت بهمس:
اللي جاي… أخطر
بس اللي بقوا… أقوى 
ليل مشت جنب أويس، خطواتها بطيئة… كأنها بتعدّي وسط الضباب.
لكن قلبها كان بيدق بهدوء جديد…
مش لأنه مافيش خوف،
بل لأنها مش لوحدها.
دخلت أوضتها، وهو معاها.
قعدت على طرف السرير، وفضل ساكت.
بس عيونه كانت بتتكلم بصوت أعلى من الكلام.
قال بهدوء وهو واقف قدامها:
لو تعبانة… نامي
لو خايفة… أنا جنبك
ولو مش عارفة تقولي إيه…
ممكن تسكتي، وأنا هافهم
ليل بصت له، والدمعة اللي نزلت ماكنتش ضعف… كانت راحة.
قالت بصوت واطي:
كنت بدور على حاجة تمسكني
حاجة أصدق إنها حقيقية
وإنت… كنت الحاجة دي
أويس قرب منها، وركع قدامها، مسك إيدها وقال بنبرة دافية:
إنتي مش لوحدك يا ليل
ولا هتكوني تاني
مش بعد دلوقتي
ليل بصوت هادي، وعيونها تقيلة من التعب:
محتاجة… أنام
أويس ما قالش حاجة
بس قرب منها بهدوء، ونام جنبها على الفراش
مد إيده… وسحبها في حضنه بهدوء
كأنّه بيحاول يحميها حتى من أحلامها
قال بصوت واطي، وهو بيطبطب عليها:
نامي يا جود قلبي…
أنا هنا
وساد الصمت…
بس ماكنش صمت خوف
كان صمت أمان.
يتبع...  
تعليقات