Ads by Google X

رواية عودة الوصال الفصل التاسع 9 - بقلم سارة ناصر

الصفحة الرئيسية

 

 رواية عودة الوصال الفصل التاسع 9 -  بقلم سارة ناصر

«جاء في المسند من حديث أوس بن أوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم «من أفضل أيامكم يوم الجمعة. فيه خُلِق آدم، وفيه قُبِض، وفيه النَّفخة، وفيه الصَّعقة. فأَكثِروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ»



جـاء اليوم التـالى وكان يوم عُطله نهايـه الأسبوع يوم الجُمعَه ، فى وقت ما بعد أداء الصــلاه تحديـداً ، بعـدما خرجَ ثلاثتهم من المسـجد ، كانوا يسيرون بجانب بعضهـم وأمامهم كورنيـش البحـر والمقاعد الذي يوجد فى بعضها أشخاص وأُخرى فارغـه ، والهواء الطفيـف المُنعش للروح مع ذلك المنـظر الذى يقوم بتطير خصلات شعر كلاً منهم ، تأمل كلاً منهم تفاصيل المكـان والبعض غارق بالذكريـات !!.
تنـهد "حازم" يأخذ أنفاسه بعمق ثم أردف بتذكر قائلاً بابتسامته الصغيره:
_"فاكـرين لما كُنا بنستنى بعض اليوم ده وكل جُمعه كُنا بنجرب مسـجد مختلف !!"



وجهه الاثنان نظراتهم لـه ، فتحدث "غسـان" قائلاً بتذكر:



_"أيـام ماتتنساش يا صاحبى !"
ابتسم الاخر له بود ، ثم جاءهم صوت"بسام "وهو يجيب الأول قائلاً:



_"طبعاً فاكرين يابو الحزايم ، وأدينا فضينا اهو بقا من الايام اللى فاتت وننزل نعمل الذكريات دي كل شويه بقا ، احنا ورانا ايـه يعنى!!"



ابتسمـو هما بخفه على حديثـه ، فتحدث "غسان" قائلاً بسخريه من حديث الٱخر:



_"ورانا ايه!!!، المستشفي والعيانين بتوعك بيبكو فى الزاويه "



اعتلت ضحكات الاثنان معاً على حديثـهُ، فتحدث" حازم" من بين ضحكاته مردفاً بمرح:
_"جرا ايه يا ابو الغساسين ما تسيبه يا صاحبي يشم نفسـه"



_"بغض النظر بجد عن ان فضينا بس كانت ايام جميلـه ، وكمان اخوك حسن يا حازم لما كان بيجى معانا بالغصب منك  عشان يصلى "
قال "بسام"حديثه بمرح طفيـف ، فابتسـم "حازم" مردفاً:
_"مُشكلتنا اللى مش مقتنعين انها طبيعيه وبنزعل منها ، اننا بنكبر ، ياريتنا فضلنا صغيرين مكنش حصل حاجات كتيـر، وحسن الله يهديه بقا"
فهم الاثنان على ما يرمى الاخر حديثه الذي يردفه بحزن طفيف حتي وان جاهد أن لا يظهر فى نبرته!!



_"كل حاجه وليها رجّعه ، قولي بقا عامل ايه فى المحاماه والشغل!"
قالها "غسان" لتغير مجري الحديث ، فتحدث"حازم" قائلاً بمرح:



_"محاماه  تحفه تحرق الدم "



_"أومال لو شوفتو الكَشف والحالات  اللى تجيب النقطه عندى هتقولو ايـه !، "



_"طب بس ، أومال لو شوفتو انتو المقابلات الشخصيه ولا المحاسيبن الجُدد اللى بتعامل معاهم ، انا بطلع عين امى ، ولسه هيطلع من اول يوم الحد فى المكان الجديد"



نظر كلاً منهم إلى بعضهم بصمت لمده ثانيتين ومن بعدها انفجر جميعهم  بالضـحك على حالهما وحديث كلاً منهم الممزوج بالسخريه والتعليه على الاخر !! ، فتحدث"بسام" من بين ضحكانه وبنبره جاهد أن تخرج ثابته من كثرة الضحك:

_" ثانيه يا جماعه لا لا مينفعش ، حب ما تعمل حتي تعمل ما تحب"
قالها بنبره مليـئه بالضحك !، فتحدث"غسان" يُجيبه من بين ضحكاته:
_"أبو العمل عـ اللى اختاره يا حبيب أخوك !".



قهقه ثانـيه لكلاً منهم على حديث الاخر الساخر !، فى جو يملئه النفوس المُحبـه الناضجـه ، والباقيه لكلاً منهم!



_",والله زمان يا رجاله"
قالها "حازم" بـحُب وهو ينظر إليهم ، بنظراته  المُحبه المرحبه، وكأنها نظرات ترحب بهم فى كل مره ينظر فيها إليهم
_________________________________________________



تقـف هى  تنـظر لشقيقتها بنفاذ صبر وهى تقف أمام المرٱه تقوم بضبط حجابها للاستعداد للخروج ووالدتهم تجلس أمامهم ، قلـبت "نيروز" نظراتها الموحيه بنفاذ صبرها ووجهتها إلى والدتها ثم عقدت مابين حاجبيها عندما وجدت الاخري يظهر على ملامحها الإجهاد !!



_"مـالك يا ماما! شكلك مرهق كدا ليه ؟"



ابتسمت "سُميه" ابتسامه صغيره مكلفـه وهي تردف قائله بهدوء يبث للأخرى بعض من الاطمئنان:
_"انا كويسه يا حبيتى متقلقيش،. هبطانه بس شويه ، خلو بالكم انتم من بعض ومن جميله هونوا عليها كده يا حبايبي"



_"احنا خارجين أساساً مش عشان نجيب لبس وحجات ناقصه للفرح ، انا قولت كده عشان هى تيجى وتخرج وتفك عن نفسها"
اردفت" ياسمين" حديثها وهى تقف أمام المرٱه تتطلع على مظهرها ، فأومأت لها والدتها وشقيقتها  تأيداً على حديثها



نظرت"نيروز" لوالدتها قائله مره اخري باقتراح:
_"طب بقولك يا ماما انا هقعد معاكِ عادي، اصل شكلك هبطانه وانا خايفه عليكِ ، أو بصى تعالى معانا ونكشف ونشوفك مالك بالمره!!"



_خلاص يا نيروز انا قولتلك يا بنتي هبطانه عادي مش حاجه ، المهم انتِ متسيبيش اختك لوحدها خليكِ معاها، وانا هاخد علاجى اهو وهبقى كويسه متقلقيش!"



نظرت "نيروز" بتمعن لوالدتها وهي تردف كلماتها ، ثم اضطرت فى النهايه إلى الرضوخ لعرض والدتها ، فنظرت لهم "ياسمين" وهى تلتفت برأسها اليـهم ثم أردفت قائله بهدوء ثابت محاوله تغير مجرى ذلك الحديث!:
_" روز روحى شوفى جميله خلصت ولا ايه وانا خلاص هلبس الجاكيت بس واجيب الشنطه ووراكى أهوو"



نظرت لها "نيروز" بحده قائله بتهكم:
_"طيب ياريت متتأخريش عشان زهقت"
قالت حديثها ثم اتجهت خارج الغرفه ، تأكدت"ياسمين" من خروج شقيقتها من الشقه بالكامل بعدما انتظرت بضعة دقائق ، ثم اتجهت تجلس قبال والدتها وهي تردف قائله بعدما أخذت أنفاسـها بهدوء:



_"انتِ شكلك تعبان فعلاً ياماما ولازم نروح لدكتور لأن كده مش هينفع ... انتِ ، انتِ مش بتاخدي علاجك؟؟"



جاءها صوت والدتها وهي تردف قائله بهدوء:
_"يا حبيتى باخده واللهِ بس معتش بيأثر زي الاول!"




        
          
                
_"طيب إعملى حسابك اننا هنروح نكشف لأن كده مينفعش ، انا حتى خلاص قربت اشك إن نيروز عرفت أو قربت تعرف وبقت شاكه فينا كأننا مخبين ٱثار !! ، وبعدين بصراحه بقا يا سميه هتعرف ومسيرها تعرف !"



تحدث "سميه" بلهفه واضحه من نبرتها ، مسرعه تجيب على حديث الاخرى!!:



_"لأ ..لا متقوليلهاش حاجه يا يبنتى مش لازم ما انتِ عارفه !"



نظرت الاخرى لوالدتها بقله حيله وهى تومأ لها بنعم ، ترسم ٱلالاف السيناريوهات فى مخيلتها للحظه الحاسمه ، وعلم شقيقتها بحقيقه مرض والدتها ! مرض هى تهاب إسمـه فقط !! ، مرض توفى منه والدها الراحل ايضاً التى ما ان عانت بعد غيابه لفترات ، وأصبح كل مخاوفها الفراق!! ورحيل الاحباب من جانبها ! ، اصبحت لديها  وكأنها فوبيا الفقدان ،  خوف من فقدان  أى شخص ما متعلقه به!!
_________________________________________________



«أحسن توصية يحملها الإنسان للناس هي التربية الحسنة ، فأكرم أبناءك ،و أحسن تربيتهم حتى تلـقَى النتائج الحتميه لتعبـك منذ البدايـه ، و كن لابنك معلماً وهو طفل، وصديقاً حين يكبر !» 



خـرجَ من غُرفتُه بعدما تجهز للخروج من منزله ، اتجـه بخطوات ليست ببطئه وليست بسريعـه ليفتح باب المنزل ، جاءه صوتها ، صوت والدته "زينات" وهى تتحدث قائله بغير اهتمام وبنبره خافته متهكمه بعض الشيء:
_"وده رايح فين ده !"



نظر لها وهو يقف بمكانه ثم أردف "حسن" قائلاً بنبره عاديه ممزوجه بالسخريه الطفيفه :
_"رايح أصلى الجُمعه ايه؟ مصليش؟؟!"



لوت فمها بسخريه وهى تعلو ضحكاتها المستفزه قائله بسخريه لازعه:
_"جُمعة ايه يا عين امك !، قول العصر بقا دول صلوها من زمان واتولد ناس ومات ناس وانت نايم زى السطيحه !"



نفخ  "حسن"بنفاذ صبر قائلاً بتشنج:
_"بقولك ايه ياما أنا مش فايقلك انا خارج عاوزه ايه من الاخر!"



_"وأنا هعوز منك ايه يا روح امك سكة السلامه يا حبيبى"
تركها بعدما قالت حديثها ثم فتح باب شقته ودلف منه للخارج بعدما صفع الباب خلفُه، 
اتجه عدة خطوات حتى لفت انتباهه تلك التى تقف أمام شقه والده وشقيقته، بجانبـها يقفان بجانب بعضهما ويبدو انهما ينتظران شخص ما!
لاحت نصف ابتسامه عبثيه على شفتيه وهو يتجه أكثر لهم ثم وجه نظراته نحو "نيروز" وهو يردف قائلاً بتلاعب:



_"على الفين العزم. ان شاءالله من غير ما تقوليلى يا خطيبتى؟؟"



_"رايحين مشوار يا حسن وبعدين هى مش خطيبتك وخلصنا من الحوار ده !"



قالت "جميله" حديثها قبل ان ترد الاخري عليه !
نظر هو لشقيقته ثم أردف قائلاً بسخريه وبنبره بارده:
_"وانتِ بقا حامى حمى الديار وبتدافعى عنها؟؛ وبعدين انتِ مالك اه لسه خطيبتى واركنى فجنب كده يلا"




        
          
                
نظرت له "جميله" بحده ، وكادت أن ترد على حديثه حتى بدأت" نيروز" بالتحدث قائله بجمود:
_"أنا مش خطيبتك يا حسن انا رفضتك افهم ده لو سمحت واحترمه"



_"لا خطيبتى يا نيروزه واوعى تفتكرى ان انا سايبك كده لحالك لا مش عشان رفضتينى مثلاً اسكت تؤ فوقى!!"



نظرت له "نيروز"بارتباك ثم حاولت أن تجيبه وأن تتحلى ببعض الشجاعه مثلما حفزتها شقيقتها تحدثت مردفه بثبات مصطنع:



_"لأ موضوعنا خلص من زمان وأنا مش عاوزاك من فضلك ابعد وشوف نصيبك فى حته تانيه"



نظر لها بحنق وهي تردف تلك الكلمات التى تثير حنقه ،. وما ان انتهت اعتلت نبرة "جميله" وهى تحدث الاخر قائله :



_"سمعت يا حسن؟؟، شوف بقا انتَ كنت رايح فين بعد اذنك عشان الموضوع ميكبرش !"



_"موضوع ايه ده اللى يكبر يا جميله !! بتكلمى مين كده"



قالت "ياسمين" حديثها وهى تخرج من باب شقتها تغلقه خلفها ثم اتجهت إليهم بخطوات ثابته !



نظر لها "حسن" وهو يقلب عينيه بملل، ثم أردف قائلاً لها ببرود:
_" موضوعى أنا ونيروز يا  سُوو"



نظرت له"ياسمين"باشمئزاز وهي تردف قائله بانفعال طفيف مكتوم!:



_"موضوعك اه قولتلى!! ، لا يا حسونه انتَ تشيل الموضوع ده من دماغك أصلاً ، اقولك هو اصلاً مفيش موضوع!"



قالت حديثها وشقيقتها تبتلع ريقها بترقب من الٱتى هي تعلم أن هذا المستفز وشقيقتها لا يتوافقان مع بعضهما ! أما الاخري فكانت تنظر لشقيقها بتشفى من رد إبنه عمها تلك العنيده تجاهه !



نظر "حسن" لياسمين ببرود مماثل وهو يردف قائلاً:
_"لا مش هشيله من دماغى، ده هو اساساً فى دماغى يا سوو ومطلعش منه خالص!"



نفخت "جميله " ثم اردفت قائله تقاطع رد الأخري ، ثم تحدثت بنفاذ صبر :
_"ما قالتلك يا حسن أنا مش عاوزاك ، رفضتك ، مش حباك !، خلى عندك كرامه طالما رفضتك يبقى خلاص خلصنا وحافظ على اللى اتبقى منك !"
تشنجت ملامحه من حديث شقيقته وهو ينظر لها بشرر خاصةً بعدما ابتسمت الاخرى بانتصار التى كانت تحدثه من قبلها ، اردف قائلاً بنبره منفعله وهو يتجه مسرعاً نحوها يجذبها من معصمها وهو يضربها على وجهها ضربات متتاليه تزامناً مع قوله الصارخ بها:



_"مين ده اللى معندوش كرامه با بـتّ!!، تعالى أوريكى مين ال عنده ومين ال معندوش !!"



حملقت "نيروز"بصدمه ثم وضعت يديها على وجهها والدموع تهبط من عينيها  بصمت،  وحاله صدمه من ذلك المشهد لا تعرف كيف تتصرف فيه؟ والاخري تتجه مسرعه تفصل بينهما وهى تتحدث صارخةده بانفعال لاكمه اياه من ظهره:



_"ابعد ! ، ابعد عنها يا حيـ ـوان!"



اتجهت "نيروز" مسرعه تتدق شقه والدة جميله عالياً ، ثوانِ وما ان خرجت عايده مسرعه وهى تنظر لذلك المنظر من أمامها، شهقت عالياً عندما رأت الاخر يمسك شقيقته و يتلفت ينظر من الذي فتح ذلك الباب ، فاتجهت مُسرعه تتدفعه بعيداً عنها وهى تأخذ ابنتها بين أحضانها قائله بلهفه صارخه بقله حيله وغضب:




        
          
                
_"عملت ايـه ؟. ، عملت ايه فى بنتى حرام عليك!"



نظر لهم بتشفـى ، والاخرين يحدجونه بنظرات مشمئزه ، فخرجت "زينات" مش شقتها مسرعه بعدما سمعت تلك الأصوات العاليه ! خاصةً ان شقتها تقرب أكثر لواقعه تلك المشكله ! ، نظرت لهم وهم أمامها، ثم توقعت هى جيداً ما الذي حدث عندما نظرت لابنها ونظراته لهم ، والاخري تجلس على الارض بأحضان والدتها وشكلها وهيئتها المبعثره ، وشعرها المشعت الخارج من حجابها باهمال نتيجه ضربة الاخر لها !
نظرت "عايده" بحده لـ "زينات" وهى تردف قائله بجمود:



_"شيلى ابنك عن بنتى يا زينات ولو مد ايده عليها تانى انا هقطعاله بنفسى ، انا ممكن اسكت عن اي حاجه إلا إهانه بنتى من ناس زيكم انتِ فاهمه !؟"



ابتسمت الاخري بتشفي واضح وهى تردف قائله بنبره بارده ولكنها حملت الكثير من الحقد !:



_"تلاقـى  الضاكتوره دى هى ال مش متربيه وعامله حاجه كده ولا كده خليته يتعصب عليها !!"



كانت "جميله " تشهق شهقات عاليه وما ان سمعت حديث الاخري عنها خرجت من أحضان والدتها عنوه ، ولكنها مازالت جالسه على الأرض وهى تتحدث قائله بإندفاع من بين دموعها:



_"انا متربيه غصب عن عين اي حد !!"



ابتسمت "زينات " بسخرية والاخر بدالها نفس النظرات وهو يردف قائلاً بتحذير:



_" ابقى فكري كويس قبل ما تتكلمى معايا  ، اصل شكلى هربيكِ من اول وجديد يا زبـ ـاله !"



_"هى بردو اللى زباله يا عرة الرجاله ؟"
قالت" ياسمين" حديثها سريعاً بصراخ وهي تتجه نحوه تلكمه بقديمها فى  مقدمة معدته ،حتى تأوه هو تزامناً مع قولها العالى المنفعل :



_"ايـه ؟!! ، جاى تستقوى على واحده وعامل راجل عليها وانتَ. متعرفش عن الرجوله حاجه !!"



ضربها علي وجهها سريعاً ثم دفعها بعيداً عنه بقوه حتى اصطدمت بباب شقتها هى ! وهى تتأه من ألم ظهرها نتيجه دفعته القويه ! حتى وقعت مُسطحه على الارض! 



شهقو جميعا ً بلا استثناء من الذي يحدث أماهم من أول ضربها له حتى نهايه سقوطها ارضاً. ، نهضت هى سريعاً تقف من جديد وهى تصرخ به مجدداً تحت صدمتهم بعدم التصرف بما يحدث!!
_"أنا هوريـك يا حسن والله لاوريك بدل ما انتَ فارد جناحاتك على اختك واختى يا راجل"



نظر لها بسخريه لاذعه ، دون أن يتفوه بحرف ثم اعتلت ضحكاته المريضه وكذلك والدته بعدما رٱته يضحك كذلك ! ، خرجت" سُميه" سريعاً من شقتها بعدما سمعت صوت صراخ ابنتها العالى ، ثم اتجهت مسرعه الى ", نيروز" التى كانت تبكى بصمت تأخذها باحضانها وهى ترى نتائج الذي حدث باستغراب!! 
ثم تحدثت قائله بلهفه وخوف وهى تنظر لبناتها ولجميله الجالسه بأحضان والدتها مره اخرى وهى تشهق عالياً :




        
          
                
_"فـى ايه .؟ ايه اللى حصل؟؟"
لم يأتيها رد سوى من "زينات" وهى تجيبها قائله بتعالى وغل واضح من نبرتها :
_"فيه ان بنتك مش متربيه ولا عامله حساب لحد ، ان كان هى ولا السنيوره بنت عايده!",
قالت حديثها وهى تمط شفتيها بمسـم قائله مره اخري بسخريه:
_"بنات اخر زمن !؟"



ضحك الاخر وهو يؤيدها بحديثها قائلاً:



_"بنات اخر زمن فعلاً دا لو كانو بنات اصلا ً ، وبقولك ايه يابت انتِ لو ايدك دى اتمدت عليا تانى هزعلك انا سيبتك بمزاجى فاهمه ؟"



اندفعت نحوه مره اخري وهي تصرخ عالياً بغضب جامح وهى تقوم بعَضّه باسنانها  فى كتفه الأيمن بقوه من ٱثر غيظها وهى تقول بتشفى:
_" ورينى هتعمل فيا ايه يا راجل والله ما هسيبك !"



قالت حديثها بعناد تزامناً مع فعلتها القويه له في كتفه ، صرخ هو بها عالياً حتي دفعها بقوه. تحت الصراخ العالى للنساء والبكاء من معظمهن ! و انتبه لهم بعض سكان المبني! ولكن ليس لهم التدخل بسبب ذلك الـ "سليم" وتعامله السئ معهم !! 
دفعها بعيدا ً ثم اتجه نحوها مره ثانيه ليقوم بضربها ، قاطع فعلته صعود عدة أقدام على السلم و ليس صراخ النساء من حوله وبكائهم !
وصل ثلاثتهم إليهم ثم وقف أمامهم كلاً من "حازم" و"غسان"و "بسام"
نظر لهم "حازم" بصدمه وهو يردف قائلاً بتساؤل ! :



_"فيه ايه بيحصل هنـا ؟"



اتجهت نحوه "ياسمين" سريعاً تقف بجانبه فنظر هو بصدمه لهيئتها ووجها المُحمر ، ثم وجه نظراته لشقيقته التى بأحضان والدته والاخرى التى تبكـى بصمت بأحضان والدتها ! ، و"زينات" التى تتطالعه بشماته، وجه انظاره الاخيره الى "ياسمين" ثم نظر لهم بحده قائلاً بانفعال: 



_" قولت في ايييه بيحصل هنا؟ "
ردت عليه ''ياسمين" قائله بهدوء يتنافي مع شده اعصابها: 



_"فيه إن حسن مد ايده عليا ومد ايده علي جميـله اختـكـم زي ما انت شايف"
نظر له "حسن" ببرود قاتم فتحدث "حازم" قائلاً بجمود حاد: 



_" الكلام ده حصل؟؟ "
نظر له "حسن" بـ صمت ثم تحدث قائلاً بسخـريه  ممزوجه بالبرود: 



"اه حصل هتعمل ايه يعني!!"
سرعان ما اندفع "حازم" نحوه بسرعه ليلكمه في وجهه وهو صارخاً به بانفعال حاد: 



_"يبجاحتك يا اخي بتمد ايدك علي اختك وعلي بنت عمك وكمان خطيبتـي يا زبـ ـاله ،  ده أنا هعرفك قيمتك من أول وجديد يا كلـ ـب"



اندفع "غسـان "وشقيقه نحوهم بسرعه يحاولون تهدئته والفصـال بينهم حتي فصلوهم عن بعضهم اخيراً
فتتحدث" حسن "بانفاس مسموعه قائلا:



_" ايه محموق عشان مديت ايدي علي اختك اللي مش متربيه ولا عارفه تتكلم معايا ولا محموق عشان خطيبتك الي مدت ايدها عليا ومش متربيه بردو"
صرخت "ياسمين" عاليا وهي تندفع ناحيته قائله بغضب:




        
          
                
_" اخرس يا حـ ـيوان انا اشرف منك ومن عشره زيك ومتربيه احسن من تربيتك العـ ـره"
كادت أن تضربه في وجهه فابعدتها 'والدتها 'بسرعه عنه صارخه بها قائله:



_" ابعدي ! قولتلك ابعدي عنه في راجل يجيب لك حقك!"
نظر "حازم" لـ "ياسمين" بحده ثم اردف لها قائلا بجمود:



_" خدي مامتـك واختك وادخلي جوا ، .... يـــــــــلا"



إنتفضت هي علي ٱثر صوته لتلبي أوامره وهي تفتح باب شقتهم وتدلف به هي وشقيقتها ووالدتها الي الداخل بهدوء



فتحدثت" زينات" قائله وهي تنظر" لحازم" بشرر مستغله الموقف: 
_"ابقي قول لحماتك تربي بنتها اصلهـ...."
قاطعها هو قائلاً : 



"بقولك ايه انتِ!!  ،ياسمين متربيه أحسن من تربيتك للعيل اللي بيمد ايده علي الأضعف منه وبيستقوي عليهم ..ما ده اخره!!"



نظر له "حسن" بملل ثم إردف قائلا بسخريه: 
_"وانت بقا متربي يا حازم؟ 
صمت عن حديثه لبرهه ثم واصل مجدداً 
_"اوعي تفكر إني هسيب حقي و إنها تمد ايدها عليا ولا هسيب نيروز لحد غيري كمـان ، وهعرف كل واحد مقامه كويس هنـا سامع!!"



اندفع "حازم" نحوه بغضب وشرر لاكما إياه في وجهه مره اخري قائلا بغضب: 



_"انا ال هعرفك قيمتك وهربيك أحسن  تربيـه يـا زبــ ـاله وربـنا لاوريك"
اتجه" بسـام " سريعاً يفصل بينهم قائلا بصوت مسموع عاليا: 



_"خلاص يا حازم خلاص يا حسن عيب اللى بتعمله ده ، عيب كده يا حسن دا حازم أخوك و أكبر منك احترمه ، اتفضل ادخل انت ووالداتك شقتكم لحد ما الأوضاع تهدي"



رد عليه" حسـن" بسخريه قائلاً وهو يدفعه بعيدا عنه بقوه :
_" وانت بقا اللي هتعلمني ايه العيب وايه الأدب يا محترم ،ملكش دعوه !!"
كاد الاخر أن يرد عليـه حتي انتبه هو لشقيقه يتجه اليه قبله هو!!
فاتجه نحوه" غسـان "يقف أمامه ببرود تام ثم اردف قائلاً بنبره هادئه وكأن لم يحدث شيئاً : 



_"هو فعلا محترم يا حسن بس تفتكر انا زيه؟؟ " ، 



نظر له اللٱخر بصمت ففاجئه "غسان" بلكمه قويه في وجهه من الناحيه الاخري بعدما أردف حديثه ليتأوه هو بصوت مسموع ،فرفع يديه يتحسس بأصابعه مكان ضربه هذا الغـسـان ، هذا الذي يعد عدوه منذ طفولته 
شهقت "جميله ؛ وعايده " بصوت مسموع حتي شهقت والدة الاخر أيضا من مفاجأه ضرب "غسـان" لهذا المستفز !! بسبب طريقته التي لم تكن ظريفه مع شقيقه التوأم.! فأكمل" غسـان "حديثه قائلا بنبره واثقه نابعه من حديثهُ: 



"فــ بلاش اللي مني عشان متزعلش مني يا بو علـي "



نظر له الاخر بشررر يتطاير من عينيه بعدما اتجه الاخرين يمـسكون «بغسـان» بعيداً عن هذا المسـ ـتفز الهمجـ ـي!! ، نظر "حسن" له بشرر مردفاً بصوت جهوري:




        
          
                
،_"ايـ ــه تلات رجاله على  راجل واحد ، دي رجوله يعنى!"



ابتسم "غسان" بسخريه وهو ينظر للاخر قائلاً بثبات ساخر:



_" ٣ رجاله على ايه ؟ راجل !! ، مفتكرش يا بو على!"



_"ايوه راجل غصب عن عين أي حد إيه مش مالى عينك ولا ايه؟"
قال" حسن" حديثه بانفعال ، فرد عليه "غسان" قائلاً ببرود مصطنع:



_"لا مش مالى عينى بصراحه هتملاها ليه ؟ هناسبك ؟ ولا هتجوزك؟ ، طب بص كده يا بسام شوفه كده مالى عينك ده يا حبيب اخوك !! ،"



قال "غسان" حديثه بسخريه من الاخر وهو يشير فى اخر حديثه لشقيقه !! والاخر يكتم ضحكاته على حديث شقيقه !
فـكان ينظر "حازم" و "بسام" للمشهد أمامهم بصمت وتمعن للاخر !



فبدل "غسان" نظراته للحده قائلاً مره اخرى وهو ينظر له هو ووالدته:
_" روح اتعلم تبقى راجل  ، ويـــلا هوينـــا من هــنا "
ثم وجه نظراته لـ "زينات" قائلاً مره اخري بحده 
_"يــــــلا"



_"يلا يا حسن يلا يلا خلينا نمشي من هنا بدل الهم ده"



اردف قائلاً مره اخرى عندما وجد الاخري تجذب ابنها وتتجه به ناحيه شقتها
_" ايوه كده خُدى الحيله للى ليكى وربيه من تانى ياأم الناقص...قصدي يا ام حسن !!"



نظر الاثنان له بحنق وشرر يتطاير من أعينهم ثم دلفو داخل شقتهم صافعين الباب من خلفهم بقوه ! ! ،   نظر "حازم" بأسف لهم وهو يردف قائلاً بحرجّ:



_"حقكو عليا من اللى حصل ده كله"



ابتسم لهُ "بسام " قائلاً بهدوء:



_" حصل خير يا حازم متزعلش انتَ نفسك و ربنا يهديه"



_" متتأسفس يا صاحبي ، كده تعادل ، ولو إن أخوك ناقص بصراحه ويستاهل اكتر من ده ،"
قال "غسان" حديثه بهدوء وثبات للاخر ، فتحدث "حازم" قائلاً مره أخري:



_" حقك عليا من تانى يا صاحبي!"



_"انتَ اخونا ياحازم خلاص ال حصل حصل "



ابتسم لهم بامتنان وبادلوه نفس بسمتهُ وكلٌ منهم يتجه حيث شقته بهدوء وكأن لم يحدث شيئاً  خاصهً عندما دلفت حازم داخل الشقه بعد والدته وشقيقتهُ عندما ٱشار لهم قبل قليل بان ينسحبو بهدوء عند المشاده الحاده بين"غسان" وشقيقهُ ،. دلف الى داخل شقتهم ثم أغلق الباب خلفهُ بعدما ابتسم بامتنان للٱخرين وتأسف لهم مرات اخرى ، اغلق الباب تزامناً مع دلوف الاثنين إلى شقتهم بهدوء  بعد تلك التى تُسمى بالعـارِكةٌ !!
_________________________________________________



بعد عدة دقائق مرت دلـفت والدتها إلى الغرفه وهى توقظها من نومها بعنـف قائله بصوت عالى نسبياً :
_"قُـومى،قــومى يا ٱخرة صَـبـرى ! ،شوفى أخوكِ حصلُه ايه ، قومى يابت!!"



تململت "فريده" بانزعاج وهى تعتدل لتنهض جالسه على الفراش بنفاد صبره قائله بعدما انتاب حديث الاخرى الفضول الطفيف بها:




        
          
                
_"ايـه يا مـاما خير ايه الـ حصل !؟"



_"يابت بقولك قومى جيبي تلج من الفريزر وتعالى على الصاله بسرعه !"
قالـت "زينات"حديثـها ثم اتجهت خارجه من الغرفه تاركه الأخرى يظهر على ملامح وجهها الاستغراب !! ، خرجت متجهه إلى الاريـكه الذي يجلس عليها "حسن" بصالة المنزل 



_"عينى عليك يا بنى!!"
قالتها وهى تتجه اليه ناظره له بشفقه !، نظر لها الاخر وهو يردف قائلاً بغضب دفيـن:



_"وعهد الله ما هعدى ال حصل ده ! بكره تشوفى"
انتبه هو لشقيقته وهى تتجه نحوهم ببطئ ثم مدت يديها بالكيس الذي يوجد به مكعبات الثلج  تزامناً مع حديثها :
_"ايه ده يا حسونه مين علم عليك كده ، اخصص بجد !"



نظر لها بشرر مردفاً بغضب:
_"انتِ مالك خليك ِ فحالك، وهاتى الزفت ده"



نظرت له بضجر ثم بدلت نظراتها للإصفرار وهى تبتسم بتشفى  ،ثم تركتهم واتجهت مرةً اخري إلى غرفتها وكأن ذلك المسطح على الاريكه باجهاد ليس شقيقها!! 
اخذت "زينات" المكعبات الثلجيه منه ثم وضعتها على وجهه بملامح وجه متشنجه !! ، تأوه هو عندما وضعت والدته الثلج على مكان ضربة "غسان" فى. الجهه اليسري من وجهه مردفاً بصوت متألم:
_"اااه ،  مابُراحــه يا مـا الله ، بتوجع"



لوت "زينات" فمها بتهكم مردفه  باشفاق بادى من نبرتها:
_"الله ما هى لازم توجع يا عين امك ده انتَ واخد بونيتين وجعونى أنا فوشي من صوتهم يا حبيبي، ولا البونيه التانيه ، تتقطـ ـع ايده ابن دلال ال عمل فيك كده هو والتانى ال ما يتسمى اخوك !"



أردف "حسن" قائلاً بتوعد وهو ينظر بنقطةَ ما فى الفراغ:



_"اه لو أعرف مين فى الاتنين ال عمل فيا كده  نقول ايه توأم ياما توأم ، ومتلخبط أنا لولا كده كنت هتصرف تصرف تانى !"



لوت "والدته" فهما بتهكم متحدثه بسخريه :
_"اتنيل يا خويا كده !"



اردفت مره اخري عندما نظرت له وأشفقت على حاله وشكله ُ…!!:
_" طب ااه لو أعرفّ اسمه ولا مين ال عمل كده  هدعى عليه ليل نهار "



_"مفيش غيره" غسـان " ..و اقولك يامّا إدعى على الاتنين وخلاص !"



نظرت له "والدته" ثم أردفت قائله بتفكير وهى تضع اصبعها تحكه بمقدمه رأسها!:



_" والله فكره يا واد ، ربنا يهدّهم ولاد دلال الاتنين ان كان ده ولا ده ! ، واللى ما يتسمى معاهم !!"



ابتسم ابتسامة انتصار وكأنه فاز للتو عليهم !! 
لايعلم أن حديثهُ هو ووالدته ليس مثيراً  للإنتصار ما، بل كانَ مثيراً  للضَحكِ الساخٓر منهم وبقوه !!
________________________________________________



_يامن كده غلـط ! ، لازم تلم الالعاب بتاعتك بعد ما تلعب ماشي؟؟"



قالتها "ورده" بلطف لصغيرها ، كانت جالسـه وزوجهـا كان بالداخل  وما أن أردفت تلك الكلمات خرج من. الغرفه متجههاً اليـهم بابتسامه واسعـه ، نظرت هى لهُ ثم اردفت قائله بمشاكسـه !:
_" مش خير يا بدري ايه مفرحك كده!"




        
          
                
نظر لها "بدر" ثم اردفت قائلاً. بمكر:
_"عادى ، مفيش حاجه غير كمان يومين بس هننزل مصر !"



كانت تستمع إلى حديثه بملامح وجه عاديه حتى سمعت ٱخر حديثه فابتسمت بفرحه قائله. بلهفه:
_" بتهزر ؟! ، بجد؟. لا بسرعه كده ازاي.؟!"



نظر لها بابتسامه صغيره ثم عدل من. ياقته الوهميه قائلاً بغرور زائف:
_" اه بجد هو أنا اي حد ولا ايه ؟"



_" ازاي ده ، ده انت احلي حد فى الحدات كلهم !"



قهقه  بقوه على حديثُها ، وهو يقترب من صغيره يحمله بين يديه بحُب ,   والأخرى تبتسم باتساع على منظرهم معاً حتى اتجه لها يأخذها بين أحضانه ،  فأردف يامن قائلاً  بتلقائيه:



_"جعان يا ورده !"
نظرت له والدته ثم نظرت لزوجها ، ثوانِ وانفجرا بالضحك بقوه !! ، فأردف "بدر",  بضجر من صغيره:



_" يخربيت فصلانك ياض !! ، ايـه ! مبتجوعش ألا فى الأحضان !"



ضحكت" ورده " بخفه على حديث الاخر مردفه بمرح:



_" ده أصلا ً أصلاً حبيب ورده "



ابتسم الصغير "يامن"  باتساع عندما وجد والدته تشاكسه بحديثها المرح وهى تنظر له وتضع يديها على خديه بحب تتدغ إياه ! 
نظر لهم "بدر" بحب. مردفاً بعناد:



_"حبيب ورده مين ! ، كلنا عارفين ان ده حبـــيــب بــا بــااه"



قهقه "يامن" بقوه علي تلك الكلمات من والده ، كلمته المعتاده مع دغدغته فى معدته ، ضحكو هم على ضحكته الرنانه الطفوليـه  التى تسلب عقل من يراه حتى وان كان لا يعشق الاطفال!!
خرج" يامن " من ضحكاته أخيراً مردفاً بنبره طفوليه تلقائيه :
_" يامن شطو ر"
ضحكت" والدته" بخفه عندما أدرف هو تلك الكلمات ، أيقنت أنه يريد تلك الكلمات الملحنه  مثل الاغنيه التى ترميها على ماسمعه ! والاخر أدرك ذلك  ايضاً. ، ابتسم كلاً من "بدر",, و"ورده"
مردفين بصوت  واحد بنبره هادئه ، يلحنون للٱخر ما يُريد قائلين بنفس واحد وصوتٍ واحد فى ٱن واحد ! :
(_يــــامِــــن الــــشَــطــــور 
بــيـــخَلــص الفُـــطــــور 
ويــشــرب اللــبــن 
ويشــرب الـلـبن 
ويــجرى عـلى النــوم 
زيّ مـيــن يا ولاد زي الــ الشــطــور ّ )



ابتسم "يامن" بحماس وهو يضرب كفيه معاً   يصَفق بهما بسعادةٍ ،  ضحك عليه والده ووالدته بخفـه مقبلينّ خديه معاً بجوانبه المختلفه فى وقتٍ واحد  بُحب فاض ووسع كل شيئ من حولهما!!
_______________________________________________



«يَخف ثقل الأيام بهم ! بالأصدقاء ، كلمه  نراها كثيراً  ولكن لا يعمل بها إلا القليل! ، الصديقُ قريب ،. ان يكون حنوناً ، لطيفاً ، يزال واقفاً رغم ما بى ،   يزال يتحمل  ما بداخلى وما بدر منى ، هذا هو الصديق ، أن يكون قوتى بأيام ضعفى ، وأن يكون  مسكنى وسكينتى فى وقت لا يوجد أحد ٌ بجانـبى !،  السـند وقت لا سند لى ، الظهر حينما يُكسر ظهرى ، الحُب الدافـئ حينما يخذلنى أحدهم ، الحضـن الحانى حين يقسو عليا كل ما فى هذا العالم   ،  فـ الصديق قريب ، والقريب صديق .!!»




        
          
                
مرَ الوقت وكانت هى تقف تنتظر ابنة عمها علي باب شقتها هى وشقيقتها !
تحدثت "نيروز" قائله بهدوء:
_"تفتكرى هتيجي وتنزل معانا ؟ ولا هتطلع تقول لا مش جايه؟"



نظرت لها" ياسمين" مردفه بثقه:
_"هتيجـى ، عشان بتحبك ، جميله عمرها ما تسيبك ابداً انتِ بالذات! !"



ابتسمت "نيروز" وكادت أن تجيب الاخرى ، فانتبهت" لجميله" تتجه إليهم بهدوء بعدما عدلت من مظهرها وحجابها مره أخري ، اتجهت وهي ترسم ابتسامه ، ولكنها كانت ابتسامه منكسره لا يعرفها سواهم !!



تحدث "نيروز " وهى تنظر لها قائله بلهفه:
_"جميله انتِ كويسه صح؟"



_"الحمد لله ، مش هتنزلو ؟ يلا"
نظرت لها "ياسمين" ثم اردفت بمرح حتى تخفف من المها:
_"إحنا أُسودّ مبيأثرش فينا حاجه ، يلا بينا"



ابتسموا بخفه على حديثها وهن يتجهن معاً ناحيه الدرجّ يهبطن من عليـه للاسـفل إلى حيثُ وجهتهم !
________________________________



«لينصر الاخ أخاه ظالماً أو مظلوماً، وإن كان ظالماً فلينهه، وإن كان مظلوما فلينصره»
"مُقتبس"



كان جالسـاً على المقعد فى غُرفته وبجانبه شقيقه   يرتشف كلاً منهم الشاى ، بعدما دخلو إلى شقتهم ، نظر "بسام" إلى "غسان"  بتردد وهو يردف قائلاً بمرح:



_"مالك يا غُس!!"
نظر له الٱخر بحده خاصةً انه ليس وقت ذلك المرح الٱن ، فاردف الاخر مره أُخرى 
_"متدايق صح ؟؟"
قالها ولم يأتِ من الاخر رد فأخرج "بسام"  هاتفه من جيب بنطاله ثم فتحه على وضع المكالمه ووضعه على أذنيه بجديه ! ، عقد الاخر مابين حاجبيه ثم أردف "غسان" قائلاً باستنكـار :



_" بتعمل ايه ياض!"



نظر له "بسام" وهو يردف قائلاً بجديه مصطنعه:
_"بتصلك بالراجل بتاع (بيو بيو أحمد محسن بيو بيو )، عشان يعملك فيديو من بتوعه  وتفرفش كده ومتبقاش متدايق !"



نظر له "غسان" بصمت ثم ثوانِ وانفجر الآخر بالضحك ، فتحدث "غسان" وهو يكتم ضحكاته قائلاً:



_"علفكره  مبتضحكش !"



_"والله كذاب ده انتَ كاتم الضحك بص بص هتموت وتضحك !"
ثوانِ وضحك "غسان" بخـفه. على حديث الاخر وبقلة حيله منه ، نظر "بسام" لشقيقه ثم أردف قائلاً بعقلانية متردداً  من ردة فعل الاخر بالفعل هو كان يهيأ لذلك العتاب بالضحك حتى لا يُثار غضب الاخر:



_"بعيداً عن الهزار ، ليه عملت كده يا غسان!"



نظر له "غسان" ثم أردف قائلاً بثبات:
_" وانتَ. عاوزنى أعمل ايه مش فاهم !،  اسيبه يتكلم معاك بالطريقه دي ! ، ولا اقفله ساكت وهو  فارد جنحاته عـ. الاضعف منه !"



_"لا طبعاً متسكتش، بس تتحكم فى دراعك   مكنش ليه لزوم ضربك ليه واخوه كان موجود .!"



اجابه "غسان" بحده:
_" انا مش مستنى حازم يجيبلي حقى يا بسام  سامعنى، وبعدين دي تربيه ناقصه يعنى مينفعش معاه الا كده وأبو كده كمان  ، افهم ده كويس  فاهم .؟! ، ده واللى زيه مش عاوز معاملتك المحترمه دى !! ، ده عيل حيلة امه ! عارف يعنى ايه؟  ولا بلاش نزود !"




        
          
                
نظر "بسام" لشقيقه وهو يومأ له بقلة حيله محاولاً تغير مجري الحديث  ، هو يعلم جيداً ان لا فائده من إقناعه بوجهة نظر اخري !!
_"أُمك نايمه ولا داريه باالى حصل ده كلو ، والبت وسام برده فأوضتها وبعيد  عن الصوت والسلم ، وابوك مش هنا ! ، والجو هادى خالص والدنيا هوس هوس وأنا وأنت يا حبيبي يا حبيبي!!"



نظر "غسان" له بريبه مصطنعه خاصةً عندما قام الاخر بارسال غمزه وقبله طائره له ، فاردف قائلاً باستنكار:



_",ما تتظبط ياض!"
نظر له الاخر وهو يضحك بخفه على كلمات شقيقه ، فتحدث "بسام" عندما انتهى من ضحكاته قائلاً:



_"بس ابوك أتأخر هيكون راح فين كده ؟"



_" أنا عارف هو راح فين ، هيجي اكيد مش هيتأخر اوي متشغلش بالك ، قوم إعملى كوباية شاي "



_"ما هو فـ ايدك اهو يا معلم !"
أردفها "بسام" بجديه مصطنعه محاولاً تقليد مشهد تمثيلي !!



_",اهو، اعمل شاي عشان  الكوبايه اتكسرت!"



_"ما الكوبايه فـ ايدك اهى يا معلم ""



_"اهيي، روح اعمل شاي بقا !"



_"ماشي ، هي نصيبها كده !! "



قهقه كلاً منهم عالياً عندما أردفو تلك الكلمات خاصةً انها معروفه من المقطع الشهير بالفيديوهات !! ،   فتحدث " بسام" قائلاً من بين ضحكاته العاليه !:



_" والله احنا تافهين !"
نظر له الاخر مردفاً بنبره ضاحكه :
_" البركه فيكّ ، عديتنى يا شيخ  وانا طول عمرى كاريزما!"



_" يا عم محدش واخد منها حاجه !، ادينى ٣ دقايق اعملك أحلى كوبايه شاي بدل اللى اتعملت من غير ضمير دي يا معلم "



قالها سريعاً بنبره ضاحكه وهو يهرول خارج الغرفه بمرح ، مما جعل الاخر يبتسم بقله حيله منه ، لكنه يعلم تمام العلم انه يفعل كل ذلك كي يخفف من غضب وضجر الاخر  من ذلك الموقف قبل  ما يقرب ساعه !, أخد يفكر مره ثانيه فى. الموضوع هذا، وكيف ذلك المستفز يجرؤ على معاملة شقيقه وشقيق الاخر كذلك ، كيف يجرؤ على ضربه لفتيات من دمه هو ! ، كيف له انه كان يريد الزواج من تلك الخجوله البريئه ، كيف لذلك المتخـ ـلف الارتباط بتلك التى يعرف انها عانت كثيرا ولن تتحمل شخص مثل الٱخر !!
___________________________________________________



«أتـأسفُ لكَ يا صديقى عن كل من خذلوك يوماً ، أتأسف كثيراً بالنيابةِ عن من أحزنوك ، أتأسف وأتأسف حتى يُشفى قلبك من الخُذلان !!»



بعد مرور سـاعه وأكثر على ما يقّرُب ، انتهت "ياسمين" من شراء  عدة أشياء خاصه بها ، خرج ثلاثتهم من المول ، وكانوا يسيرن بجانب بعضهن ، حتى وجدو منطقه ما فارغه للجلوس فيها على كورنيش البحـر كان قريباً بنسبة ً ما من  المبني الخاص بسكنهم ، تحدثت "ياسمين",  وهى توجهه أنظارها لهن قائله بإنـهاك:




        
          
                
_"تعالو نقعد هنا ، ونشم شويه هوا كده أصل هبطت !"



أومأو لها تزامناً مع اتجاههن معاً. للجلوس فى تلك البقعه الفارغه ، نظرت "نيروز" لـ " جميله" فوجدتها تائهه شارده خاصةً انها لم تتحدث كثيراً ؛ فتحدثت "نيروز" قائله بهدوء وأسف موجهه أنظارها وحديثها للاخري:



_"أنا ٱسفه يا جميله لو كان اللى حصل ده بسببى لما حسن شافنى ، ممكن اكون أنا السبب فى كل ده بس متزعليش نفسك ومتزعليـش منـى و...."



قاطعتها "جميله" بهدوء وبابتسامه صغيره قائله بكسره:
_"متحمليش نفسك ذنب انتِ ملكيش يد فيه يا روز ، انتِ ملكيش دعوه بحاجه ، أنا بس هاخد وقت صغير وهبقى عادى ما انتِ عارفانى متعوده ! ،بس صدقينى انتِ ملكيش دعوه مش انتِ اللى روحتى اتجوزتى على أُمى ، ولا انتِ اللى خلفتى واحد أقل ما يقال عنه راجل ولا انتِ اللى معرفتيش تربيه ، أنا اللى بتأسف ليكِ علفكره انك مستحملانا لحد دلوقتي وانتِ مش مُجبره على ده  منه !"



أدمعت عينى "نيروز" وكذلك الاخري بتأثر من حديثها ، فرفعت" نيروز" ذراعها تحتضنها من الناحيه الاخري خاصةً أن جميله كانت تجلس بالمنتصف ، كان ذلك تحت نظرات "ياسمين"  المتأثره ، كانت تنظر بتفهم لعلاقتهم القويه المترابطه وكأنهما توأمان بروح واحده وان لم تلدهم نفس البطن ، وان كانا من رحمين مختلفين ! ، دوماً  كشخص واحد يتقاسمان كل شيئ ٍ مع بعضهما  البعض  وكان للألم النصيب الأكبر من المشاركه معاً به ، تنهدت "ياسمين" بعمق وهى تأخذ ببطئ وهى تتحدث قائله:



_"هتأثر كده وهعيط ، وازروط الدنيا بقا "
ضحكت "نيروز" و" جميله" بخفه ، فرفعت "ياسمين" ذراعها هى الاخرى لتحتضن "جميله"  بحب ، فأصبح ثلاثتهم يحتضنن بعضهن وكأنهن شخصٌ واحد بثلاثه أجساد وروح واحده يتقاسم كلاً منهن ألمهُ للٱخر !!
___________________________________________________



«ٱمان العائلهَ ، الامان الأول والأخير، أول ما نشعر به من أمان كان فى هذا الركن الدافئ منها !»



كـانت والدتهم تَضع لهم الطعام على المائده ، بعدما نهضت من نومها وجاء والدهم من الخارج!، كانت تعد الغداء برغم تأخير موعده ، ولكنهم جميعا ً كانو يجلسون على المائده دون استثناء قبال بعضهم ، انتهت وضع الطعام ثم جلست بجانبهم هى وابنتها ! ، فبدأ "بسام" بالحديث قائلاً بمشاكسه لوالدهُ:



_" مقولتليش يعنى كُنت فين يا حجوج بعد صلاة الجمعه أتأخرت يعنى"



نظر له "حامد" بصمت ثم وزع نظراته بتردد على الجالسين خاصةً هى زوجته ، فأردف قائلاً بهدوء  وجديه متردده عكس طبيعته :



_" كُنت فـالمقابر عند "سَلمى " بزورها ! ..، وبردو أبويا وامى كمان "



نظروا له بصمت بعدما أردف كلماته ، ثم بدأو بالرحمه عليهم ، وقد أدمعت عيني "دلال" عندما جاءت سيرة "سلمى" ابنتها !! ، نظرو لها باشفاق  على حالتها ، وخاصةً نظرات "غسان" المهتمه منذ   بداية الحديث كان ينظر بتمعن لكل تفصيله كانت تفعلها والدته  هو يعلم انها تتأثر كثيراً بهذه السيره ،وان شقيقته لن تغيب عن بالها يوماً ، تنحنح هو قائلاً  ومحاولاً تغير مجري الحديث مردفاً بمرح مشاكس لوالدته :




        
          
                
_"الأكل حلو أوي يا دلال ، بس مسكر اوى !"



عقدوا جميعاً ما بين حاجبيهم فنظرت له والدته تستجوبه بعيناها فتحدث هو من جديد قائلاً بثبات:



_" عشان حطيتى إيدكِ الحلوه فيـه يا  جَميـل"



ضحكو جميعاً بخفه ، فتحدثت "دلال" قائله بحب:



_" بالهنا والشفا على قلبك يا حبيبى".
ثم أردفت قائله مره اخري بتذكر:
_"  وااه ، طب إعملوا حسابكم العزومه بكره ان شاء الله"



تحدثت "بسام" مردفاً بتلقائيه:
_"بإذن الله. بس هو انتِ عازمه ام حسن  معاهم؟."



_"لا مليش كلام معاها قد كده وانتَ عارف بتسأل ليه؟.."



نظر لها "بسام" وهو يردف قائلاً بتلقائيه:



_"أصل حصلت مشكله جامده النهارده "
نظر له "والده" يستجوبه ، فنظر هو لشقيقه  فوجد "غسان " يحدجه بحده فأردف "بسام " قائلاً بتردد:



_"بس  خلاص يعنى المشكله اتحلت "



_لاقول عشان انا فضولي مش هيكست يابيسو"
قالتها "وسام" بمرح ، فنظر له "والده " مردفاً بجديه  ممزوجه بالمرح هو يعلم ان هناك خطب ما ! :



_"اه طب يا ولاد الكـ ـلب قولولى حصل ايه كده يلا حالاً !"
قالها بهدوء يتنافى مع طبيعة حديثه ، تنهد "غسان" يأخذ انفاسه وهو يستقيم واقفاً  بجانب المائده قائلاً بنبره حملت التوعد :



_"قول بقا انتَ يا بسام عما اغسل ايدى أصلها مفيش فايده فيها بتتوسخ على طول !"



كان يرمى بحديثه بتوعد للاخر ، ابتلع الاخر ريقه بخوف مصطنع قائلاً :



_"مُصر تعرف يعنى يا حج ّ"



_"ايوة يلا واروى فضول البت بنتى الغلبانه دى كمان"



ابتسمو بخفه عندما قال حديثه بمرح  ،  فاتجه "غسان" ناحية الحوض ليغتسل فاردفت "والدته" من على بعد قائله:
_"لحقت تاكُل يا بنى"



_"الحمد لله يا حبيتي شبعت !"



قالها غسان من على بعد   وهو يبتسم لوالدته ، والٱخر بدأ بالفعل بقص ما حدث اليوم من أحدث ! لوالده وشقيقته  والاخيره تستمع له بحماس طغى على ملامحها !!



__________________________________________________



كـانتّ تجلس بجانب زوجهها بعدما ٱتى من الخارج ، وتفكر هل تقص عليه ما حدث اليوم وتضع البهارات الخاصه بها فى كل حديثها أم تؤجل ذلك. عندما يكونوا مجتمعين معاً جميعهم وتستطيع ان تتشفر بهم أمامهم وأمام نظراتهم  ، أخذت تفكر فى ذلك الحوار جيداً وترتب له  فقاطع شرودها مناداة زوجها عليها عدة مرات حتى انتبهت هى وهى تجيبه قائله بـ  :



_"ها!!  فى حاجه يا سليم ؟"



_", مالك مش مركزه ليه سرحانه فى ايه!"
قالها باستغراب ، فاجابته هى قائله بدفاع:



_"لا لا مفيش حاجه ، بفكر فـ  الواد  حسن اصله ، أصله تعبان !"



أجابها "سليم" ببرود قائلاً :



_" وده مالو المحروس"



_"ومالك بتقولها من غير اهتمام كده وليه ولا كأنه ابنك يعنى"



_"ابنى. ابنى يا زينات بس لما يتظبط هيبقي ابنى افهمى"
قالها بنفاذ صبر ، فاردفت هى بغضب وحقد بادى فى نبرتها :



_"لا مش هفهم يا سليم ،  طول ما انتَ واخد التانى تحت جناحك والدنيا  ماشيه وعند ابنى لأ !"



"_انا قولتلك ابنك  مفيش منه رجا لا فتعليم ولا شغل   ولا قرف ايه مبتفهميش خالص!"



قال حدثه بصوت عالى نسيياً ثم اتجه يقف من مكانه إلى باب شقته يخرج منه بنفاذ صبر صافعاً الباب من خلفه ! ، والاخرى تجلس وكأن شيئاً لم يكن. وهى تفكر بعلاقته بابنها ، تقسم بتفكيرها لهلاك الاخر وتعزيز ابنها عنه ، تفكر وكأنها أفعى سامه ، ليست فقط بلدغها ، بل بتفكيرها وكيفية التغلب على فريستها !!



_______________________________________________



_هيلووو يا حبايب عاملين ايه؟؟ 
_ بتأسف لأن حاسه ان البارت صغير واتأخرت عما نزلته كمان ،بس كله من الامتحانات منها لله 
_انچوي وقولولي رايكم في البارت واعملولى نجمه حلوه كده  زيكم 
_وان شاء الله البارت ده ليه جزء تانى لان الاحداث فيهم كتير شويه  
_مش هطول فى نزوله   ،هنزله بسرعه و مش هتأخر بإذن الله

«لـيس  الضـعف ،ضعفُ البُنيان ، بل ضعف العقل ، ضعف الحُكم ، ضعف التَصرُف »



كانت "فرح" تتجهز للخروج إلى حيثُ ذهاب والدتها للكشف على حالتها والحكم النهائي  بوالدتها ، كانت تُلبسها ملابسها بهدوء وتمشط لها شعرها وهى شاردة الذهن ، والٱخر كان يجلس أرضاً يقوم بتلبيس حذاء والدته الطـبى فى قدميها !  ، وقـع المِشط الخاص بتسريح خُصلات الشعر  منها للمره التى لا تعرف عددها بسبب رعشة يديها الغير ملحوظه للكل ، نظر شقيقها لها بتمعن ثم أردف قائلاً بتساؤل يحمل بعض اللهفه:



_"مالك يا فرح دى عاشر مره توقعى المِشط من ايديكِ ومش المِشط بس ، مالك انتِ تعبانه ؟"



نظرت له بإرتبـاك وملامح وجه متوتره ، وهو مازال ينظر لها ينتظر ردها ، ووالدتها تلتفت تنظر لها بتساؤل من عينيها ،. جاؤهم صوتها الهادئ قليلاً وهى تقول :



_"لأ ، لا مفيش شويه إجهاد بس تلاقيني..تلاقيني منمتش كويس !"



نظرت لها "حنان" بحب وهى تردف قائله:
_" طيب خليكِ هنا يا حبيتي ارتاحى وعز اهو معايا !"



_"لا لا أنا هاجى عادي"



نظر لها "عز" بتمعن و ليديها المرتعشه وملامح وجهها المُحمره قليلاً ً ،  واستغراب من تصرفاتها من بداية يومهم ، فتحدث قائلاً محاولاً. التخفيف عنها :



_"طيب خليكِ هعملك لَمون تشرييه يهدي أعصابك لانك بتترعشي لو مش حاسه بنفسك !"



ابتسمت له نصف ابتسامه مُكَلفه !، ثم نهض ليستقيم من جلسته وخرج من الغرفه بأكملها ناحية المطبخ حيث ما عقد العزم !  !  ..
نظرت لها "والدتها " وهى تجذبها من معصمها لتقف أمامها وهي تردف قائله بصوت ضعيف :



_"مالك يا فَرح ، أنا مش عارفاكى من إمبارح أنا أمك ! ، فيكِ ايه يا ضنايا ؟؟"



جاهدت هى أن ترسم ابتسامه واسعه مريحه على  وجهها وهى تردف بثبات جاهدت ان يخرج منها :



_"أنا كويسه يا حنون، بس متوتره تلاقيني عشانك او عشان الامتحانات قربت ، بس كل حاجه بتعدي متقلقيش عليا !!"



_"متوجعنيش فقلبى يا بنتى ، لو بتحبى أمك ، متشيليش هم ،  انتِ لسه صغيره !، ماشي؟؟"



أومأت لها" فرح " وهى تهز رأسها بالايجاب بضعف لتعود شاردة الذهن من جديد ، قاطع شرودها عندما دخل هو من جديد عليها ، ثم اتجه ناحيتها وهو يرفع الكوب على فمها لترتشف منه ، قاطعت فعلته هي وهى تمد يديها المرتعشه تأخذه من بين يديه ، لكنه أبعد يديه قائلاً بهدوء:



_"لأ ! ، اشربى وهو فـ ايدى كده ، عشان رعشه ايديكِ "



ابتسمت له بحب وكذلك الاخري ، وهى ترتشف ببطئ ، حتي انتهت  وهى تردف قائله بود:



_"شُكراً  يا عز  "



نظر لها بحده وهو يردف قائلاً :
_"شكراً ايه ده يا نُغه ، ده انا كنت بشيلك على ايدي دى فرق ٦ سنين  مش قليل ، كنت بأكلك واشربك وكمان كنت  بنيمك جمبى و فحضنى " 

ابتسمت بخفه وكذلك" والدته "وهي تنظر لهم بحب قائله : 



_"ربنا يخليكم لبعض يا  حبايب قلبى !"



__________________________________________________



_" بس يا حامد وده كل اللى حصل باختصار يعنى !"



قالها "غسان" وهو ينظر له والاخرين بجانبهم ايضاً يجلسون بجانب بعضهم ،. بعدما أكمل "غسان" الجزأ الاخير والاخر قص عليهم كل ما فى البدايه ! ؛  نظر "حامد" إليه وهو يردف قائلاً بعقلانيه :



_" هو طبعاً كويس انكم تدخلتم تهدو الموضوع ، لكن متورطش نفسك تانى بدراعك يا غسان !"



قالها بلطف لنصيحه ابنه ولكنه يعلم تمام العلم ، انه ليس  الا تصرفاً واجب فعله خاصةً بعد دفعه لاخيه !، هو يعلم ان نقطه ضعف ولده هى العائله  ولا يقبل عليها اي شيئاً ولو ذره !!.



نظر له "غسان" بتعمن وهو يردف قائلاً بجمود:



_"اللى يغلط فى حد من عيلة البدري لازم ياخد جزاته  ،  وبعدين ده غير القـ ـرف اللى كان ببعمله مع أهل بيته !"



_"حصل خير يجماعه "
قالها "بسام" فأيده "حامد" مردفاً بتفهم :



_"حصل خير فعلاً ، بس لازم تتحكم فى أعصابك ودراعك بعد كده دول جيران مهما كان "



_" لا من ناحية الاعصاب فهو تلاجه !!"
أردف بها "بسام" فنظر له شقيقه بـ بحده ،قاطعهم صوت "والدتهم" وهى  تردف قائله :



_"مهما كان دول جيران وكمان قرايب "



أجابتها "وسام" مردفه :
_"جيران ايه ياماما ده شكله بنى ٱدم مستفز أساساً !!"



قاطعهم صوت "غسان" وهو يرف قائلاً بهدوء:



_"أنا قايم البلكونه انا "



أومأوا له جميعاً. بصمت ؤ خاصةً انهم يعلمون ان تلك هي وقفته المفضله ، وان فى ذلك الوقت يريد هو الاختلاء بنفسه قليلاً .!! ، وكذلك استأذن الٱخر للذهاب إلى المَشفى لأمور عَلم بها فـى الحال !
والاخرى ذهبت إلى غرفتها ،، وكذلك والديها ! 
_______________________________________________



«لا عِتابُ إلا للحَبيب ، فإن عاتبَك أحدهم فأعلم أن فى قلبه حباً يفيضُ لكَ »



بـعد فَتره عادَ الثلاثَه إلى منزلهم يصعدن على الدرجّ  بهدوء حتى وصلن إلى الطابق الخاص بهن ! ، عقدت "جميله" العزم بأن يجلسا معها فتره ، فأرادا أن لا يزعجوها خاصةً بعد حالتها تلك ، دقت "جميله" الباب  عدة دقات وهم الاثنتان خلفها  ،  دقائق بسيطه وفُتح لهن الباب بواسطة "حازم" الذي ابتسم لشقيقته قائلاً :



_"حمدلله على السلامه يا چيچي "



ابتسمت له هى وهي تتدلف إلى الداخل وهما  من خلفها ، فتحدت هو من جديد قائلاً:



_" كويس يا روز انك جيتى كان بابا بيسأل عليكِ وكان عاوزنى اجى اناديكِ بس مقولتش يعنى انك مش موجوده !"




        
          
                
ابتسمت هى له وهي تتدلف إلى الاريكه فى الصاله ، أما الاخري فعقدت مابين حاجبيها لتجاهله اياها ، ليست من طبيعته بأن يعتبرها مثل الهامش ولا ينظر لها ولا يشاكسها بحديثه كعادته ! ، دخلت "جميله" و"نيروز" بالداخل حيث يجلس عمها !! ، والاخري دلفت الشرفه مع  "حازم" بصمت بعدما أردف لها بأن تأتى معه إلى الشرفه باقتضاب ! 



نظرت "نيروز" لذلك الجالس أمامها وكعادته بيديه بعض الاوراق ! ، انتبه "سليم", لها  فترك ما بيديه وهو يعتدل فى جلسته ، قائلاً بنبره جاده :



_" عاوزك عشان موضوع الشغل!!"



استمعت له باهتمام بعدما دق قلبها بتسارع وهى تنظر له بتعمن. تطالب بالمزيد بيعينها العسليتين ،نظر لها ببرود وهو يردف قائلاً باقتضاب:



_"أنا موافق!"
ابتسمت هى باتساع وكذلك الأخري بفرحه  فأردفت "نيروز" بسعاده :



_"شكراً يا عمى "



نظر لها بغير اهتمام وهو يواصل حديثه مره اخري قائلاً :



_" انزلى واشتغلى الشغل اللى انتِ عاوزاه بس خليكِ واخده بالك إن عينى عليكِ وياريت  ميحصلش من تصرفاتك الغبيه دى حاجه وتعرفى الحدود بينك وبين اللى برا البيت كويس،  لانك مبتعرفيش تتصرفى وممكن تفضحينا برا ، وأي حد يضحك عليكِ ، مش محتاج اقولك خلى بالك من نفسك ومن أفعالك برا بيتي عشان اي حاجه هتحصل منك هتبقى فوشي أنا ، مفهوم ؟"



تجمعت الدموع بمقلتيها لم تستطيع أن تكمل سعادتها بموافقته  ولكن كلماته اللعينه تلك فى كل مره تشرخ بداخلها شرخاً وتكسر بداخلها كسراً  لا تعرف كم عدده ، نظرت له بصمت وعدم وضوح لدموعها المتحجره  بعينيها التى تأبى أن تهبط أمامه هو خاصةً ، تريد أن. تهاجمه تصده ، تقف له ، لكن هى تعلم جيداً أن تحدثت بحرف واحد معترض سوف ينهى ذلك الحوار بعدم عملها ، أما "جميله" فنظرت لوالدها نظرات عدم رضا ، نظرات خزي منه  نظره حملت كل معانى الكلمه من خذلان!! نظرات خائبة الرجا بأن هو سيظل هو لا فائده منه !! لا تغير لطباعه الحاده ! لا لين لتعامله وقلبه القاسي ابداً !



جاهدت "نيروز",  أن تتحدث بنبره جاده ثابته ولكنها خرجت مهزوزه وهي تردف قائله :



_"حاضر يا عمى عن اذنك "
نهضت هى بسرعه ، حتى لم تلحق بها الاخرى   وخرجت من الشقه بأكملها ! ، نظرت "جميله" لوالدها نظرات معاتبه دفينه ، تحمل بداخلها كره له ولكن لا تستطيع قول ذلك تنهر نفسها لتفكيرها بذلك الأمر ، الا انه والدها كيف ذلك! ، لكنها فاض بها الكيل  الٱن وأصبحت تعى جيدا. أن هذا لا يستحق تلك الكلمه التى تناديه بها دوماً "أبى" !! 



_كانت" ياسمين "تقف بالشرفه بصمت  إلى الٱن تنتظر معاتبته لها ولكن بدأت هى بالحديث أولاً على فجأه وبتلقائيه :



_" حازم ، أنا ٱسفه !"



أجابها ومازال ينظر أمامه ولم يوجه نظراته لها وهو يردف باقتضاب:




        
          
                
_"على ايه ؟"



_"اللى حصل النهارده "



وجهه نظراته لها وهو يردف قائلاً. بهدوء:
"_ليه يا ياسمينا ؟"



حسناً هى الٱن أيقنت جيداً انه يعاتبها ، ويحزن جيداً لمنادته لاسمها الحقيقي دون أدنى تحريف به عادةً ما يردفه لها عندما يكون  غاضبا ً منها ! .



_"انتَ زعلان منى عشان  ال حصل النهارده منى صح ؟؟"



نظر لها بصمت وهو يردف قائلاً بعقلانيه وعتاب :



_أنا مش زعلان منك على قد ما زعلان منه ، انتِ غلطتى وصغرتينى وأنا واقف ، مينفعش تضربيه ولا تعملى فيه حاجه وانا موجود مد ايده عليكِ انا أقطعاله ، لكن انتِ عملتى ايه ، اتسرعتى وروحتى مديتى ايديكِ عليه  وانا موجود وكمان ونا مش موجود ، اتغاضيت وبتغاضى عن تسرعك  بدراعك بس كفايه كده، ده مش صح ليكِ خالص ، لازم تتحكمي بأعصابك وتفكرى كويس قبل ما تعملى الحاجه !! ، عارف انك بتدافعي عنك وعن جميله ! بس ده مش عاوز حد زيك يمد دراعه عليه لانه كده كده  دراعه أقوى منك ،  حوا اتخلقت من ضلع ٱدم يا ياسمينا ! "



نظرت له بتفهم ونظراتها المتأسفه هى تعلم أنها أخطأت بحقه عندما وضعته على الهامش وتصرفت هى !! 
_"أنا ٱسفه متزعلش منى ، أنا بس حاولت ٱخد حق ليا وحق  غيري مسئول منى وانتَ مش موجود ، بس فعلاً معملتش حساب  انك مش موجود بس هترجع  ، مقصدتش أقلل منك ، بس كلامه وتصرفاته عصبتى وحرقت دمى  وغلطه فيا كأنى واحده جايه من الشارع وأنا تربيتي معروفه كويس  هى ايه ،، وبعدين أنا بقول ٱسفه دي مش بقولها لكتير يا حازمى. حن يا جن بقا ،، سكوتك دا بيوترني ، تعالَ عاتبنى علطول يا حازم  متسبيش التراكمات تخلق حاجز ما بينا عشان خاطري ! "



ابتسم أخيراً لها بحب وهو يردف قائلاً :



_" مقدرش ازعل منك ،  بس بوعيكِ على اللى حصل واللي هيحصل ، متزعليش انتِ وانا أكيد  هجيبلك حقك منه "



_",أسدد أسدد جيبلي حقى حالاً بالاً فالاً بقا يلا أنا وجميله،  ....بجد جميله متستاهلش اللى حصل ده  حاسه انها مكسوره وزعلانه أوى ومش عارفه تقول لمين إن اخوها اللى من دمها جه عليها ! متخيل؟!"



_"أنا عارف وحاسس  بيها جميله مبقتش قادره 
وطاقتها خلصت من اللى حواليها وبالذات  أبويا اللى المفروض هى تروحله تشكيله أول واحد من اللى حصل لكن لكِ أن تتخيلي إن محدش قاله حاجه عن الموضوع أصلاً ، ولو عرف لو حصل ايه مش هياخد صف جميله ابداً  حتى لو ميته فـ ايد حسن  ، ضعيف ، ضعيف قدام مرات ابويا ، ست خربت حياتنا وأنا واعى عليها  ! ،  أبويا يتجوزها بعد ما أمى خلفتنى علطول  عشان أصلا ً زينات بنت عم ابويا وابوكِ  نقطه سوده فعيلة الأكرمى ،، جوزها مبخلفش  فجدى الله يسامحه يطلقها منه ويجوزها حد من  الاتنين ، يا بختك بـ ابوكِ.  راجل أصيل حب امك حب ميتوصفش ، لكن ابويا عند أول مطب باع امي واتجوزها عليها ، لأ وايـه يحبها اكتر منها ، وامى تستحمل عشانى   وكملت وخلفت جميله بعد مـ التانيه حملت فـ حسن زى ما جدك حكم !! ، حاسس انى المفروض مكنتش اوعى على كل ده ولا افهمه ، ولا مضطر استحمل  ، بس هى الدنيا !"




        
          
                
نظرت له بتأثر وهى تربط على كتفيه بحنان مع مراعاة المسافه بينهم ، لكنها فعلت ذلك دون وعى منها ، ابتسم لها بحب، فاردفت هى بتأثر :



_" انتَ قوي واستحملت كتير يا حازم ، مفيش غيرك يقف جمب مامتك وجميله ، انتم حلوين اوي مع بعض وربنا هيراضيكم  ويطبطب على قلوبكم "



نظر لها بعمق عينيها وهو يجيبها بنبره متحشرجه  :



_"كُل كلامك دوا لجروحى ، بحس معاكِ مشاكلى بتتبخر وإن ليها حل تتحل فـ ٣ ثوانِ  قوليلي بتعملي ايه فيا ؟؟"



_"لا مبعملش ده سر المهنه  وعيونها !"



ابتسم لها قائلاً بتلقائيه :



_"طب قولى لسر عيون المهنه اني بحبهم وبيهونو عليا كل حاجه !"



ابتسمت له بخجل ، فانتبهو هم لتلك التى تتدلف عليهم الشرفه بملامح وجه متشنجـه 
نظر لها شقيقها بتعمن وهو يردف قائلاً :



_" فى ايه يا جميله مالك؟. "



أجابتهم قائله وهي توزع انظارها عليهم :
_", بابا وافق علي شغل روز"



_"طب ودي حاجه تخليكِ عامله كده مش فاهم !"



نظرت "ياسمين" باستغراب من امرها فأجابته "جميله" قائله:
_"ما بابا حط بصمته في الكلام ومشت  زعلانه اوي !"



بدلت "ياسمين" نظراتها للحده وكل ما خطر ببالها ان ليس سوى  زوجة عمها من فعلت هذا !! 



_"قالها ايه؟"



قالها "حازم" و"ياسمين،" في ٱن واحد  فنظرو الي بعضهم ولكن ليس الامر مثيراً   للمرح الان صمتت "جميله" لاتعرف ماذا تجيب حتى لا تثير الموضوع للضجه أكثر!! .



خرجو حميعاً بلا استثناء ألي الصاله حيث يجلس الٱخر ، فتحدث" حازم" بتساؤل:



_" ايه يا بابا ايه الـ حصل مع  نيروز؟!"



لم ينظر له والده بل تحدث قائلاً بغير اهتمام:
_"مفيش ، وافقت على الشغل!"



_""بس يا عمى !"



نظر لها "سليم" بسخريه قائلاً بتهكم:
_",اه بس!! ،  هعملها ايه يعنى ؟"



نظرت "ياسمين" له بتعمن ، ثم ثوانِ واستأذنت  تخرج من أمامهم من باب الشقه تحت نظراتهم المستنكره من والدهم في هذا الموضوع !! 



_________________________________________________



كـانت جالسـه بأحضان والدتها تبكّى  بين الحين والٱخر دون علم والدتها بسبب بكائها ولكن أحضانها كفيله بأن تُسكنها ،  تحدثت "سميه" قائله بخوف :



_" مالك يا حبيتي مالك ايه ال حصل من ساعة ما جيتى وانتِ بتعيطـى ! المفروض تفرحى انه وافق! طيب قالك ايه؟ ايه ال حصل ؟"



خرجت "نيروز" من أحضان والدتها وهي تردف قائله بنبره متحشرجه:



_" مقاليش ياماما انا بس بحب ارتاح فحضنك فيها حاجه دي ؟"




        
          
                
نظرت لها" والدتها " بتعمن وهي تردف قائله بحده لم تعهدها الاخري  من قبل:



_"قولى قالك ايه لأن كده كتير معتش ينفع اللي بيحصل ده ! " 



نظرت لوالدتها بتمعن وهى تنهض واقفه تزامناً مع قولها :



،_"قولتلك يا ماما مفيش حاجه ، أنا هروح اتوضي واصلى  واقف فـ البلكونه شويه "



قالتها سريعاً. لتهرب من نظرات والدتها وهى تخرج من الغرفه بأكملها  ، نظرت والدتها بٱثرها بتشكك من أمرها ! وهى تفكر فى شيئ ما ؟. تفكر بمواجهة عمـها هذا الذي لا يكف  عن إيذاء ابنتها نفسياً  فقـامت لتنهض ترتدى حجابها وتذهب حيث عقدت العزم!!
_________________________________________________
«لن أسمح  لأي شخص مهما كان بأذيتكِ،لن أسمح لهم بكسر أخر ما يوجد بكِ ، لن أسمح لهم بالاقتراب من تلك الملاك  ، قطعةً من قلبى ،. وجزء لا يتجزأ من كل شيئ ، انتِ كل شيئ !!»



تـجلس هى أمامهم تشرب من مشروب الشاي باستمتاع وبرود ، وهم الاثنين أمامهـا  يطالعاها بحقد  وشرر !! ، حتى تحدثت "زينات" قائله بنفاذ صبر :



_" انتِ جيتى وشربتى الشاى وبقالك مده قاعده ، ايه ؟ عاوزه عشا بالمره ؟"



نظرت لها "ياسمين" بابتسامه صفراء وهى تردف قائله ببرود:
_" ومتعشاش ليه ؟ مش بيت عمى؟ بس تصدقى انا جعانه فعلاً قومى إعمليلي عشا !"



نظرت لها بحده ، فتحدثت "فريده" قائله بتعالي ونبره غاضبه دفينه بها :



_"ما تقصري !، وتقولى جايه ليه من الٱخر ولا مكفاكيش ال حصل منك المره اللى فاتت !، وبعدين  مش غريبه منك تيجى وتقعدى كل ده وكمان تشربى وعاوزه تاكلي!! "



نظرت "ياسمين"  للكأس الذي بيديها وهى تردف قائله دون النظر اليهم :



_" غريبه صح تصدقي!! ، ده مريبه كمان !، فعلاً محدش ضامن انه يشرب ميه حتى من عندكم ، بس اقولك يا صفرا انتِ عادي فدا روز حبيبة قلبى ! "



أجابتها "زينات" بنبره ساخره:
_"  ومالها ست روز بتاعتك إن شاء الله مش انتِ اتفقتي على حاجه وعلى ما اظن حصلت فيه ايه تانى!"



كانت "فريده" تستمع لهم بعدم فهم فجاءهم صوتها وهي تردف قائله بثبات:



_" صح ، بس بصمتك انا حساها وشماها فى الحوار ،  حطيتى بصمتك وشعللتيها صح ؟"



_"وانا هقول ايه ده انا اللى هتضر مش انتو!"



نهضت" ياسمين" علي فجأه وهى تردف بحده جامده لهن وبصوت تحذيري:



_" تمام أووي !! ، قمساً بربى اللى ما بحلف بيه كذب ، لو ما شيلتو اختى من دماغكم ، وبطلتو تفكير الحرابي اللى انتو فيه ده لكون متصرفه تصرف مش هيعجبكم !  سامعين!! ،، وااه ابقى قابلى فى حته فيها إضاءه حلوه عشان أعرف أصورك كويس يا فوفه  ، أُوكاي؟؟"




        
          
                
ابتلعت "فريده" ريقها بخوف من حديث الاخري ونبرتها التحذيريه، أما "زينات" فأردفت بتشنج قائله محاوله الثبات:



_" احنا كنا ماشين كويس، ليه الغدر؟"



_" الحرابى ما بيتأمنش ليها معلش! ممكن تلدغ فـ اي لحظه !  بس على مين أنا أكبر من حربايتين زيكو  ولدغتى متجيش جمبكم حاجه ماشي؟؟ ،  سـلام ،"



قالتها وهي تتجه خارجه من الشقه بأكملها  صافعه الباب خلفها والاثنان خلفها يبتلعان ريقهم من كثرة ارتباكهم من حديث الاخري الموحى بالدمار القادم !  هم يعلمون ان تلك الـ "ياسمين" ليست هينه ابداً !!
_______________________________________________



فى المشفى ، كان "عز" يقف أمام الطبيب الجديد الخاص بالجراحه والعمليات اللازمه فى تلك المشفى ! و الذي تولى حالة والدته بعدما  سلمها الطبيب الاخر له للعمليه الجراحيه! وبجانبه شقيقته  التى  يظهر على هيئتها الاجهاد  وملامح وجهها المصفره ! 



تحدث الطبيب قائلاً بهدوء وهم جميعاً أمامه  ناظراً. علي التحليلات الخاصه. بها :



_" فى تحسن  لكن هنحتاج نعمل عمليه استقصال   مادام ينفع يتشال وعشان مينتشرتش برده ، ومتقلقوش الاعراض دي عادى، استأذنك بس يا أستاذ عز ، تاخد والدة حضرتك وتعمل  اشعه  اخيره عشان العمليه عند الاوضه اللى هناك دي عشان ،!  وطبعاً الوالده بعد ما تعمل الاشعه اللازمه للعمليه هتضطر تقعد هنا كام يوم على ميعاد العمليه لو حضرتك جاهز"



نظر له "عز" وهو يردف قائلاً بخوف وبدقات قلبه المتسارعه ! هو يعلم أن سوف يأتى ذلك اليوم لتلك العمليه لا محال !:
_"شكراً يا  دكتور ... ا"



ابتسم الطبيب مردفاً بهدوء:
_" اسمى  بســام ، وبعدين  مفيش شكر دا واجبي ، بالشفا ان شاء الله وربنا يخليهالك ويبارك فى عمرها !"



ابتسم له "عز" بامتنان  وهو يتجه بوالدته ببطئ ناحيه الغرفه المحدده للاشعه  وهو بعالم ٱخر ووالدته تطمئنه وتبتسم راضيه  أينما حدث !! ، وبعدما أشار لشقيقته بأن تظل مكانها  هى ، 
وضعت"فرح" يديها علي رأسها باجهاد وصدمه غير قادره على النطق من الذي أرتمى على مسامعها وكأنه الشئ الوحيد الذي كان ينقص لسقوطها ! ، خاصةً انها تداهم تلك البقعه السوداء منذ بدايه اليوم ولكن استسىلمت لها  بالنهايه ووقعت  ترتطم أرضاً  بقوه!! ،  هرول "بسام" يصيح بالممرضين عالياً وهو يحملها أرضاً متجههاً بها ناحيه الغرفه الخاصه بالكشف  ، دخل بها إلى الغرفه وبجانبه الممرضه الخاصه به "عبير"  ثم سطحها علي الفراش وهو يحقن بها الابره  الطبيه  بعدما انتهى من كشفه !  نظر هو الي الممرضه قائلاً بلهفه :



_"  مدام عبير ، معلش هاتيلي كمان حقنه. من جوه !"



أومأت له الممرضه سريعاً  وهي تتجه إلى الخارج ، فاصطدمت بـ "عز" وهو يدور بالمكان يبحث عنها ! ،  انتبهت له  " عبير". وهي تسأله :




        
          
                
_"حضرتك بتدور على اللى كانت هنا ؟"



_"ايوه !"



_" هي وقعت  من طولها وهي جوا دلوقتي و.."
لم يستمع لها هو  بل اسند والدته التي شهقت عالياً علي المسند وهو يتجه للداخل بلهفه  بعدما قاطع حديث الاخري غير عابئاً بمناداة والدته عليه ! 



_"فرح ، فرح مالها يا دكتور ! ،"
قالها بلهفه وهو يصيح  عالياً ،  فوقف أمامه "بسام" وهو يردف قائلاً بهدوء متفهاً لحالته :



_" اهدي يا استاذ عز اهدى، هو بس تعب ، أو صغط نفسي  من اللى سمعته واضح انها ضعيفه ، هتبقى كويسه إن شاء الله بس هي محتاجه تبات النهارده فى المستشفى  وجمبها الممرضين يتابعوها !"



تحدث "عز" بلهفه وبنبره متحشرجه :
_"طب ، طب هى هتفوق امتي ، وهى هتقتد كده كتير ولا ايه طمني يا دكتور !!"



_" هدي نفسك يا استاذ عز ، مجرد ضغط نفسي بس هتبقي كويسه بس تاخد مجموعة العلاج  وتخرج وتبقي كويسه ، زائد إن جسمها ضعيف ومكلتش تقريياً بقالها فتره !  هي  بتعانى من مرض معين ؟"



_"لا لا خالص هي كويسه الحمد لله بس ، بس نفسيتها مش احسن حاجه عشان والدتى ! "



قالها "عز" بلهفه ، فانتبه "بسام" لتلك التى تتدلف الغرفه وبيديها العلاج الخاص بالاخري ويديها الاخري تسند والدة "عز" ، تحدثت الممرضه تشرح  له قائله:
_"والله يا دكتور  أصرت تتدخل تتطمن علي بنتها وكانت قالبه الدنيا "



ابتسم "بسام" مردفاً باحترام:
_"أم عز. تعمل اللي على كيفها ، اتفضلي قعديها مفيش مشكله بس ارجو عدم الازعاج عشان المريضه و خمس دقايق ولازم تخرجو  وطبعاً أوضه مدام حنان جاهزه فى الدور اللى فوق"



أومأت له  بانكسار تزامناً مع اتجاه "عز" لها يجلسها علي المقعد أمام ابنتها وهي تتحدث قائله بنبره باكيه :



_" يا حبيتي انا كنت حاسه انها تعبانه وفيها حاجه ، كنت حاسه، ااه يا بنتى  !"



اتجه"بسام"  يحقن بها الابره التي بيديه قائلاً للاخري بتفهم ! :



_" مفيش داعى للقلق ده كلو يا مدام ده ضغط نفسي بتحصل  ، بس. العلاج ده تروح يا استاذ عز تجيبه من الصيدليه ف االمستشفى فالدور اللى تحت !"



قالها وهو يتجه ناحيه المكتب يدون بعض الأدويه علي الورقه بسرعه ، فأخذها الاخر وهو ينظر له بامتنان صادق ثم اسرع علي الفور خارج الغرفه ، ليسمح بدمع عينيه المكتوم بالهبوط غير عابئ بمن يراه كذلك ،  اتجه يهرول سريعاً  ناحيه الجهه الذي يوجد بها العلاج  بلهفه شارداً فى حل معضلتين' والدته وشقيقته ' !! .
___________________________________________________



خرجـت هى متجهه ناحيه شقة شقيق زوجها تدق الباب دقات خافته نسبياً ففتح لها "سليم" ولحسن الحظ !! ،
نظرت له بشرر يتطاير من. عينيها قائله بجمود  ولكن بصوت غير ملفت :




        
          
                
_"قولت ايه لبنتى يا سليم مخليها مش مبطله عياط هو كل مره !! ، خد بالك انا معتش هسكتلك ،  مش عشان رفضت اتجوز واحد زيك بعد موت جوزى تعمل كده فيهم فاهم !!"



نظر لها ببرود  وهو. يردف قائلاً بثبات:
_" وانتِ جايه تخوفينى بالبوقين دول يا سميه ! ، بنتك  مين دي اللى تسلك فى شغل من غير مشاكل لغبائها وتصرفاتها ! "



_" لا لحد هنا  ومش هسكتلك كفايه بقا دايس فيهم بمرضك النفسي ومكمل  ، انتَ ايه ؟! ،  خلي فقلبك شوية رحمه يا أخى هتتحاسب على كل ده  ، وهتتحاسب  باللى بتعمله ببنتك يا ظالم انتَ راجل ظالم  ومفتري وملكش الا  حد ظالم يقهر فيك زيك !!"



قالتها بجمود ، اخذ هو يتطلع حوله خوفاً من أن يكون أحد يتصنت عليهم ،، فنظر لها بحده مردفاً :



_" قلبك جمد عشان تعملى اللى بتعمليه ده !؟ ،  اتجرأتى أكتر من اللازم يا سُميه !"



نظرت له هي مردفه بصوت عادي كالسابق ولكن بحده جامده :
_" سيب بنتى فحالها يا سليم وارحمها عشان ربنا يرحمك كفايه اللى هي شافته "



قالتها وهى تتجه الي حيث شقتها تفتحها  لتدلف منها الى الداخل ، فاغلق هو الباب بقوه يصفعه  قبل ان تغلقه هي !!
_______________________________________________
« اذكر أنني نمت بعد انهيارٍ مُفزع، فاستيقظتُ شخص لا أعرفه.»



بعد مرور وقت كانت تجلس بغرفتها وحدها بعدما دخل عليها والدتها وشقيقتها بطمئنان على حالها  بهدوء ولكن لا يعلم اياً منهم ما فعلته والدتها منذ وقت !  ، تجلس بمفردها وبعدما أدت فروضها والتدرع إلى الله بالدعاء  تشكو  وتخرج له ما بداخلها !، 
هي الٱن شاردة الذهن وهى تتجه ناحيه الدفتر الخاص بالمذكرات والظرف الذي يوجد به أشياء عده من طفولتها البريئه ، تبتسم تاره ، وتتشنج ملامحها من البكاء تاره ، أخذت المُذكرات الخاصه بها وفتحت منها صفحات معيـنه ، و كـانت الأولى يُكتب بها وهى تقرأ ما بها  بصوت متحشرج :



•(النهارده بابا جالى أول يوم فى الثانوى ، واستنانى لما خرجت ، وروحنا أحسن مطعم بعدها  وجابلي أنا وماما  واخواتى حاجات كتيره اوي بنحبها ، وقالى قد ايه هو مبسوط ا إن أنا بكبر وبنجح وبوصل ببطئ للي بحلم بيه )



ابتسـمت بسمه منكسره ، ولكن هى كانت تعيد علي تلك الجمل والكلمات بعدما توفي ، فأصبحت  بعد كل جمله تكتبها  تدون اسفلها الشعور العكسي لها عندما توفي هو وتركها وحيده !
كان أسفل تلك الجمله وبالتاريخ  أيضًا!



•( مكنتش أعرف انه هيسيبنى فٱخر الرحله ، متوقعتش إنه هيمشي قبل ما أحقق اللى كنا بنحلم بيه سوا !)



طالعت تلك الجمله الحزينه بدموع عينيها المحبوسه !! ، فتحت صفحه أخري غير تللك لتجد بها :



•( فوقت  لقيتو مش موجود عرفت انه راح وسابنى ، وانا مش واعيـه ، من وقتها حاسه إن قلبى مكسور وضهرى مقطوم ،  من وقتها  إحساس الأمان  هرب ومرجعش تانى !)




        
          
                
طالعت تلك الجمله بأسي وهى تنظر  على التى بأسفلها بخيبة أمل كُبري:



•(ولسـه قلبى مكسور لحد النهارده لسه ضهرى مقطوم ، ولسه الأمان  اللى  اتبخر  مرجعش تانى من وقتها !)



طالعتها بكسره وهى تهبط دموعها ببطئ على خديها دون صوت !، ففتحت عدة صفحات ٱخرى  قبل ذلك ،وكانت الصفحه  تحتوي  بجمله مكتوبه بمربع أحمر ويوجد تحتها  "سلسه على شكل ورده" مُعلقه بتغليف أسفل الجمله التى كانت تحتوي بـ :



•(النهارده غسان شوحلى للمره اللى مش عارفه عددها  جوابات فى البلكونه بس المرادي كان فيها سلسله على شكل ورده جميله أووى  وحظي انى بحب الورد  جداً ،  حسيت ان لحد هنا ولازم أقول لبابا عشان حاسه انى بعمل حاجه وحشه من وراه  !!)



نظرت مجدداً على الكتابات الموجوده اسفل تلك الفراشه المكتوب به :



•(قولت لبابا ، ضحك وقالى الطفوله جميله ، بس انتِ أجمل عشان مخبتيش عليا، قالى أشوحهاله تانى فى بلكونته  ولو هو جابها تانى لبلكونتى ساعتها أخدها أعينها للذكريات!، وقولتله كمان ، انه علطول بيجيبلى جوابات من البلكونه  بس بقرأها واشوحها تانى زي ما كانت  من غير رد ،  مضربنيش  لأنه عمره ما عملها ، بس قالى  لو خوفتى يبقى بتعملى حاجه غلط ،. بس أنا عمري ما خوفت لما كان بيشوح الجوابات  كنت أقرأها وٱشوحها تانى مكانها ، بس كنت حاسه انى همى على بطنى أوى لما كان بيحط فى الظرف شوكلاته بالفرواله وكنت باخدها أكلها ومرجعهاش مع الظرف ! ، قولتله كده ضحك عليا أوى ومن غير ما يتكلم خدنى فحضنه وطبطب عليا وقالى 
هتتمنى ترجعى   للأيام دى تانى !!)



أغلقت الدفتر الخاص بها وهى تبتسم وفى نفس الوقت تبكى بصمت عند تذكرها لكم هذه الذكريات !! ، اتجههت لتضعه مكانه ثم لتتجه ناحيه الشرفه تجلس بـها قليلاً. !! 
_________________________________________________



حل المساء بعد وقت ليس بعيد ، وفى شقه "حامد"كان هو يجلس بجانب زوجته على الفراش ، ينظر لها باهتمام وحب خاصةً بعد ذلك الحوار الذي فُتح على الغداء !، انتبهت هى لنظراته ، فابتسمت له بخفه وهي تتحدث قائله بخجل :



_" مالك يا حجّ بتبصلى كده ليـه ؟"
ابتسم لها يشاكسها بكلماته المرحه دائما الهينه على قلبها  فى كل مره يتحدثُ بها :



_"بُحب أبصلك ،  وبحب ملامحك ،  وكمان بحب ابص لولادى عشان ملامحهم نفس ملامحك  الحلوه دي !!"



ابتسمت باتسـاع وهي تطالعه بنظراتها المُحبه الحنونه قائله بخجل ممزوج بالمرح :



_"جرا ايه يا حجّ هو احنا لسه صغيرين يا خويا على الكلام الحلو الي بتقولهولي كل مره ده !"



_"اه صغيرين ، ده انا اللى حبيتك من بدري واتجوزت صغير، بالك انتِ لو كنا استنينا شويه مكناش جبنا عيال طويله وهبله كده !"




        
          
                
إعتلت ضحكاتها على حديثه ، فتحدث هو قائلاً  بهدوء:



_عارف انك زعلانه وببتتوجعى، عارف إنك لسه متعافتيش من موت سلمى هنا ، برغم سنها الصغير اللى ماتت بيه من زمان ، بس عارف ان قلب الام ملوش وقت ويداوي وبيفضل يوجع ، بس ده قضاء وحكمه من ربنا ،   خلفنا ٣ توأم  هى اللى اتولدت ضعيفه وفضلت ضعيفه لحد ما راحت عند اللى أعز منى ومنك  ومستحملتش اللى كانت فيه ،  عوضنا ببنت جميله بعد مده كبيره وكانت وسام ، وسام يا دلال اللى رفضتى تسميها سلمى عشان ميحصلش اللى حصل ، بس ده اي كلام ، لان. احنا فى امتحان من ربنا لازم الصبر والشكر ليه مهما حصل ، كله خير من عنده !، وسلمى دي هتشفع لينا انا وانتِ وهندخل الجنه على ايديها تعرفى كده ولا لأا ، أوعى تيأسي رحمة ربنا كبيره أوى وتسع كل شيئ من  حوالينا متخيله ؟ ! ،"



كانت تبتسم علي حديثه تاره وتبكي تاره أخرى !! ، فتحدثت هى أخيراً من بين شهقاتها الضعيفه ودموع عينيها  الصامته ، وهو يربط على كتفيها بحنان يأخذها بأحضانه بهدوء وهى الاخري تردف بـ :



_" أنا عارفه ، عارفه أنه الحمد لله قضاء وقدر من ربنا ،وراضيه ، بس قلبى ، قلب الأم ، قلبى بيوجعنى جواه نار على فراقها حتى معاشتش معانا  الفتره اللى تخلينى أعمل كده !، ، بس دي بنتى ، تعبت فيها وروحى فيها بخاف ، كنت خايفه اجي هنا مع ان عشت هنا  كتير بعد ما ماتت، بس بفتكر غصب عنى كل اللى حصل من  موتها لكل حاجه بعدها !! ."



نظر لها باشفاق وهو يربط على ظهرها بحنان قائلاً بنبره متحشرجه:



_"عارف انك مكنتيش عاوزه تيجي هنا ، وعارف انك خايفه تيجي ، بس ده مش صح ، احنا هنا بعد موتها بكتير ، متسبيش نفسك لتفكيرك  عشان تعرفى تعيشي يا دلال! ، وسلمى الامر لله"



ابتسمت بانكسار وهى تجيبه قائله:
_" الحمد لله راضيه ، عارفه انى ساعات بقول حاجات مش لازم تتقال ، بس ربنا قادر يطمن قلبي ويهديه  ، بس  الواحد ببفتكر الوحش اللى فالمكان قبل الحلو غصب عنى !"



_"ربنا يرحمها برحمته ، ويجمعنا بيها فى الجنه "



ابتسمت له بحب صادق وهى تتنفس بعمق بين أحضانه الدافئه ، وكلماته الهينه التى دوماً تخفف عنها ثُقل الحياه والايام !! .



_________
كـان هو على الجانب الٱخر بقف بالشرفه يبعث بهاتفه بملل واضح ، ولكن الأهم أنه يمسك تلك الزجاجه المُثلجه من المياه يتجرع منها على فترات وهو يقف والهواء يداعب خصلاته السوداء  ويُطيرها ، ابتسم حينما تذكر شقيقه وما فعله معه قبل أن يذهب الي عمله !،   بنفس ذلك الوقت كانت هي تقف بالجانب الآخر فى الشُرفه الجانبـيه له ، لكن تلك المره كان مصباح الشُرفه لديه مفتوحاً وينير المكان بعض الشيئ لكن هى لم تنتبه له ، تنفست بعمق وراحه كبري بأصوات مسموعه وهى تفرد ذراعيها للهواء المنعش الذي يداعب وجهها بالطبع كانت ترتدي "غطاء رأس خاص بالبيچامه التى كانت ترتديها هي" فلم يداعبها الهواء ككل مره من حيث خصلاتها ، انتبه هو لها وهى تتنفس بعمق مغماة الاعين ، فتنفس  بعمق يتنحنح قائلاً :




        
          
                
_"ده حماس ؟، ولا طهق من الدنيا ؟"



انتفضت كما تنتفض كل مره على صوته المتنحنح ، ثم التفتت منتفضه على صوته تنظر له قائله بتلقائيه:



_"بسم الله"



إبتسم "غسان" على تلقائيتها وهو يردف قائلاً بثبات:



_" بخَوف؟؟"



_"لا مش قصدي بس ، .بس اتخضيت!"
قالتها "نيروز" بملامح وجه  حرجه ظهرت عليها بوضوح  فتحدث هو يجيبها قائلاً:



_" عادى، أومال لو أتخضيتى وكمان أتخبطى بجزمه طويله كعبها عالى وفـ راسك !"



قالها بثبات لا يتماشي مع طبيعه حديثـه ، فهمت هي ما يرمى إليـها بحديثه ، فـ ابتسمت بحرج قاتل وملامح وجهها المحمره  فواصل هو من جديد قائلاً  وهو يوجه نظراته للبحر الذي أمامه علي بُعد :



_" عارفه ان عندى صُداع لحد الوقتى من جزمتك الدبابه القتاله دي !"



هربت بنظراته سريعاً بحرج ، ثم تحدثت قائله بتوتر :



_" حقيقي أنا مكنتش أقصد ،  بس ثوانِ اجيبلك برشام ليه هيروقه بُسىرعه !!"
لم تعطيه الفرصه للرد بل هرولت سريعاً من أمام أنظاره تختبئ من حرجها منه !،  فوجد هو شقيقه يتسحب بهدوء من وراءه ، فاردف قائلاً بثبات وهو. ناظراً أمامه :



_" حاسس بيك ورايا متحاولش ، وبعدين بزمتك ده شكل حد يخض!"



اعتلت ضحكات "بسام" وهو يتجه ناحيته يقف بجانبه ،  قائلاً بمرح:



_"ما هو وحياتك نفس الشكل !"



قهقه "غسان",  عالياً  يومأ له بالايجاب ، ثوانِ وهلت هى من الشرفه الجانبيه ، ولكن وقفت للحظه ما ان رأت الاثنان يقفان بجانب بعضهما  وبالأخص هما الاثنان يرتديان نفس الملابس ، يقومان بشرائها معاً  ويفعلون ما يُسمي بالـ (Matching )  وقفت تفتح فاها ، وهي تنظر بملامح وجه متوتره ، كان الٱخر يبتسم  على ردة فعلها ، أما شقيقه فكان يقف غير واعياً للذي يحدث !.،   عقدت العزم بان لا يصح أن تقف كثيراً دون التصرف ، اتجهت بالعلبه  توجهها وهى تقف على مقربه منهم ، ثم مدت يديها بها إليه ولكن لسوء حظها ، انها مدت يديها لـ" بسام" فأخذها هو بغير فهم للذي يحدث ، فتحدث "غسان"  قائلاً بهدوء من بين ابتسامته :



_"  مش  داا ،  أنا اللى محتاجه ! بس عادي أنا وهو واحد !"



ابتسمت بحرج قائله وهي تتجه بعيداً عنهم خطوه للوراء :



_" معلش ، أنا بس مش عارفه أفرق ، عن اذنكم "
اتجهت مسرعه إلى الداخل وعلى ملامح وجهها الإبتسامه المكتومه علي ردة فعلها الحمقاء! ولكن  كيف تفرق هي ؟ هي معذوره !!



ابتسم هو لشقيقه والاخر ينظر بتمعن لعلبه العلاج بين يديه ! 



_" وليه يعنى ما إحنا عندنا "




        
          
                
ابتسم "غسان" لشقيقه يشاكسه قائلاً بتبجح:



_"أصل أنَا بجح وبحب اللى عندهم  !!  "



_"يا جدع! "
قالها "بسام" بسخريه ، فتحدث الٱخر بجديه :



_"خش  ، خش  نروح لامك وابوك نشوفهم  مختفيين فين !"



اتجههوا  ناحية الغرفه فوجدو والدهم  يحتضن شقيقتهم. ووالدتهم ، فاتجه "بسام" سريعاً ييقف أماهم  كالطفل وهو يتحدث قائلاً :
_"يعنى من لقى حبايبه نسي أصحابه؟، ولانا مليش نصيب فى الاحضان دي ؟"



قهقت "وسام" عليه فابتسم والده بخفه ووالدته أيضاً ،  فاتجه هو سريعاً عندما أشار به والده بذراعه يجلس بجانبهم !



فتحدثت"دلال" قائله:
_"احنا ينولنا الشرف واحنا بنحضن الدكتور بتاعنا  اللى قد الدنيا ده"



ابتسم هو  متحدثاً بمرح:



_" عارفين ياجماعه مشكلتى في ايه ؟"



جاءهم صوتهم جميعاً وهم يردفون بـ:
_"ايــــه!!؟"



كان الاخر ينظر لهم من خارج الغرفه بحب طغى على ملامحه قاطع دخوله ذلك المشهد وهو يقف يتطلع اليهم ، بينما واصل" بسام". الٱخر حديثه قائلاً :



_مشكلتى ان دلال لسه مقالتش لعم سلطان البواب انى دكتور قد الدنيا !"



اعتلت ضحكاتهم علي حديثه ، فأكمل" والده "  يجيبه قائلاً:



_"لأ ازاي دي تفوتها بردو ،طبعاّ قولتله ، أمك قالتلي أقوله انك دكتور قد الدنيا وأنا مكسرش كلمه لمراتي ابداً !"



اعتلت ضحكتهم علي حديثـه ، بينما كاد ان يواصل"حامد" حديثه من جديد  ، فانتبه هو لـ للٱخر "غسان" واقفاً علي بعد منهم يبتسم بشرود!!



_"يخربيت ابوك  قطعتلي الخلف ياض واقف كده ليه ؟"



قهقه "غسان" عليه وهو يدلف  الي الداخل. قائلاً بتبجح مرح:



_"قطعتلك الخلف ايه ؟ ناوي تخلف كمان .!؟"
شهقت والدته  شهقه مصطنعه ، فإكمل  "والده" حديثه وهو يقول:



_"وماله مجيبش تانى قطاقيط حلوين ليه ؟ ولا ايه رايك يا ويسو"



نظرت" وسام" لوالدها وهي تردف بلهفه :
_"أيوه يا بابا أنا عاوزه .... عاوزه بنتين توأم "



ابتسمت والدتهم بسخريه  بالطبع من كبر سنها ، فاردف "بسام" قائلاً باقتراح :



_" في حل احسن ، احنا نجوز غسان ويجيب لنا التوأم  دول !!"



أردفت "دلال " ترد علي حديث الاخر بتعالى:
_"ده يوم المنى  لما يتجوز ويخلف بنات قمر شبه كده   ده اي واحده تتمناه ده محاسـب قـ ...."



قاطعوها جميعا ً دون استثاء وهم يردفون بصوت واحد  وكان  بنبرتهم العاليه:
_"مُحـــــــاســــــب قَــــــد الــــدِّنـــيــــا"




        
          
                
قهقت هي عالياً وهم ايضا. ، لاردافهم معاً تلك الجُمله المعتاده منها !



انتهت "وسام" من ضحكاتها بصعومه وهي ترد قائله:



_'طيب يا عيله يا بنت الحلوه ، انا كان نفسي اقعد أكتر معاكم  بس أستأذنكم ثانويه عامه عاوزانى فكلمتين ! مش هوصيك يا بوب علي البنتين التوأم بقا !!"



قالت حدثها وهي تتجه مسرعه خارج الغرفه ، فتحدث "والدها " بمشاكسه :



_"والله. البت دي بتفهم  إحنا نجيب توأم للبت الغلبانه  اللى ملهاش إخوات دي !"
ضحكو ا بخفه علي حديثه الذي أردفه بمرح ، فاتجه "غسان" يجلس بجانب والدته من الناحيه الفارغه ، والاخري تنظر له بحب يفيض من عينيها وهي تربط علي كتفيه  بحنان!!"



__________________________________________________



_"ده انتَ متخرشم ع الٱخر يا بو على ، بقا حُرمه تعمل فيك كل ده ؟"
قالها "شريف" بسخريه منه ، فتحدث"حسن" قائلاً وهو يجيبه:



_" لا وانتَ الصادق ، كان فى تيران عليا ، حرمة مين ال تعلم عليا !"



نظر له "ٱدم" بإشفاق وهو يلومه قائلاً:



_" أنا قولتلك يا حسن  غسان لأ وبعدين بصراحه ميضربكش فوشك ضربه زي دي ألا غسان ، اخوه ميعملهاش لأ ، وأنا قولتلك البعد عنه غنيمه بس انتَ فارد جناحاتك أوي إلبس بقا؟! "



أجابه "حسن،"قائلاً بنفاذ صبر:



_"  ونبى يا خويا بلاش تقطم فيا أعمل ايه يعنى وبعدين سيبني فى حالى أنا مغلول ومحروق دمى  ومش عارف اخد حقى إزاى وانتَ رايح تقطمني نقطنى بسكاتك !"



نهض "ٱدم" ومازالت سيجارته بدييه ، قائلاً بهدوء:



_" أنا سيبهالك أهو مخضره وماشي يكش انتَ بس تعقل لاحسن المره الجايه  مش محتاج أقولك مش هيبقى فجسمك حته سليمه منه ، ده عوء ولبط ولا تعرف هو ببفكر فى ايـه فخلى بالك بقا يا خويا وانا حذرتك وانتَ حُر سلام هطير أنا "



قالها سريعاً وهو يتجه خارج المقهي الليلي بأكمله ، نظر"حسن" بأثره بشرود ، خاصةً ان "ٱدم" صديق حسن المقرب منذ الطفوله مهما حدث كانا بجانب بعضمها برغم طريقهم الهالك لكلاً منهم ، نظر له "شريف" بخبث وهو يردف قائلاً:



_" طب واللى يقولك تاخد حقك بحرفنه ازاي يا بو على !"



نظر له"حسن" بعدم فهم وهو يردف قائلاً بتساؤل :



_" قصدك ايه ؟ مش فاهم"



اتجه "شريف" يجلس بجانبه وهو يربط علي كتفيه فتأوه الاخر قائلاً وهو يصيح به:



_"اااه ما تحاسب يا عم ، اللى ما تتسمي عضانى  ومتعور هنا "



_"لامؤاخذه ياصحبي دا انتَ حالتك صعبه "



_"طب كمل كنت بتقول ايه ؟"



نظر له "شريف" بمكر خاصةً ان خططه بدأت أن تسلك طريقها بوضوح فى كل شيئ 



_"هقولك !! ،  تروح القسم ، بشكلك ده وترفع عليه قضيه ، تعمله محضر يعنى ، تعدى ،  عدم تعرض اي بتنجان بحيث تكون خدت حقك كده ولو هه يعنى ومتسبيش اللى متبقي منك علي الارض كده ؟"



نظر "حسن" أمامه بشرود وهو يردف قائلاً محاولاً عدم الاستسلام لكتله شره. والانسياق وراء خيره :



_"ايوه بس ، بس ده ابن عم ٱدم ، و كمان قريبنا ، وان كان كده  هطلع ضامن نفسي ميه ميه يعنى  انه يتعلم عليه ! ، لا لا فكك "



_" يا عم اسمع بس ، محضر يتفتح يتجاب من بيته في ثانيه في شهود معاك على التعدي يبقى خلاص انت ال كسبان  كده والدليل اهو فوشك ، ولو عاوز كمان تتدبس البت اياها اللى علمت عليك  يبقى دوس ،  واخوك بردك  !"



قالها "شريف" بأسلوب إقناعى كي يقع الٱخر بشباكه !!



_" لأ هحبس أخويا ازاي !  ومينفعش أرفع قضيه على أخويا  ، بعدين ده محامي وابويا محامي يعني لا مش ظابطه خالص "



_"خلاص يا عم بلاش اخوك وقع ال انتَ محروق دمك منه وخلاص، وبعدين  انتَ حر انا همي على مصلحتك بردك"



نظر له الاخر بشرود ، وليس سوي ذره للانسياق وراء كتلة شر الاخر وتلبية ما يريد الفساد به !! ، شارد الذهن يفكر جيداً ، بنظراته التى تحولت للحده لاسترداد حقه ، بالتفكير فى ذلك "المحضـر لعدم التعرض!!"



__________________________________________________



• هيلوو يا حبايب  اخباركم!
•ايه رايكم فى البارت الجزء التانى بسرعه اهو تعبت فيه جداً خصوصاً انه عندي امتحانات بس مفيش حاجه تغلى عليكم ، إعملولى فوت بس هكون شاكره جداً ليكم ولتقديركم لتعبي
• إنچوي ، استمتعوا بالبارت، ونتقابل فاللي بعده بارت يوم السبت عندهم ! بارت العزومه عند عيله الحج حامد 😉 .


google-playkhamsatmostaqltradent