رواية حب في الدقيقة 90 الفصل التاسع 9 - بقلم نعمة حسن
_ ٩ _
~ كيدهن عظيم ~
______________
بعد مرور أسبوع..
كانت عنبر تجلس برفقة والدتها التي تتحدث إليها وهي تقول بضيق وانفعال:
_ صراحةً لا أصدق استهتارك! هل ستخرجين وتذهبين لصالون التجميل وزوجك مسجون؟ بربك هل أنتِ جادة؟
تأففت الأخرى بملل وهي تقول:
_ وكأنني سأذهب للرقص بملهى ليلي ؟ بربك أنتِ أمي لا تبالغي، بالكاد أتحمل ما أمر به.
_ هذا ما ينقص أساسًا، أن تذهبي لصالون التجميل وبعدها مباشرةً إلى الملهى الليلي وكأنكِ إمرأة منحرفة.
نظرت إليها عنبر بصدمة وقالت:
_ من فضلك أمي، غضبي يبلغ حده فلا تطيلي.
_ حسنا يا عنبر هانم، لن أطيل، اذهبي وتسكعي كيفما شئتِ، ولكن لا تنسي أن زوجك سيعرف، عبدالله له عيون بكل مكان وسيخبرونه أنكِ خرجتِ دون علمه. وأنتِ أدرى بزوجك مني.
طالعت أمها بضيق وهي تقول:
_ وإذا؟ وإذا عرف أني خرجت ماذا سيفعل؟
_ تتحدثين ببرود وكأنه لن يخرج أبدا، يا ترى ماذا سيحدث بعد أسبوع!
_ إن شاء الله لن يخرج، بإذن الله سيتعفن ويموت بالسجن وأكون قد نجوت بما تبقى من شبابي.
فزعت أمها لما تسمعه ونهضت وهي تكمم فمها بيدها وتقول:
_ اخرسي، قد يسمعك ابنك ويخبر والده. هل جننتِ؟ لقد طاح عقلك على ما يبدو.
شردت عنبر وهي تقول:
_ منذ زمن أمي، طاح منذ زمن!
وقفت صفية وهي تتطلع لابنتها بيأس وقالت:
_ أنا ذاهبة لأنام، ضمي ابنك واذهبا للنوم هيا.
دخلت صفية لتنام بغرفة كريم، بينما ظلت عنبر واقفة بغرفتها أمام المرآة تتذكر عندما أخبرها أنه أصبح ينفر منها ويشعر تجاهها بالقرف وسالت دمعاتها بهوان وهي تراقب ملامحها وتتحدث إلى نفسها وتقول:
_هل كبرتِ يا عنبر؟ هل كبرتِ وأصبحتِ بشعة لتلك الدرجة؟ أم أنكِ فقدتِ تأثيرك عليه بمرور الزمن؟ أم أن قلبه الذي كان يهيم بكِ عشقًا أصبح حجرا لا يلين، إنه قاسم. قاسم الذي لطالما كان شغوفًا بكِ، قاسم الذي كانت عينيه تلمع دفئًا وتشع حماسًا كلما رأى عيناكِ، عيناكِ اللتان كانتا مرساه دومًا، وكان هو البحّار العاشق الذي يجوب كل بحار العالم ولا يجد مرسى سوى عينيكِ.
تحسست ملامحها بأنامل مرتجفة كقلبها الرابض بين ضلوعها يرتجف بخوف وقالت بهمس:
_ هذه فرصتك يا عنبر، يجب أن تستعيدي قاسم!
اتخذت قرارا جنونيا ، تقدمت من خزانتها وفتحتها، ثم انتقت ثوبًا حريريًا باللون الأسود، تقدمت من المرآة مرة أخرى وأمسكت بقلم تحديد العيون ورسمت عينيها ببراعة فكانتا كعينان قطٍ بريّ مفترس، هي تعلم أن عيناها لطالما إمتلكت تأثيرا بالغا عليه؛ لذلك اهتمت باظهارهما بتلك الطريقة المغوية، ثم تناولت أحمر الشفاه الخاص بها بلونه الأحمر القاني وطلت به شفتيها الممتلئتين المرسومتين بعناية، ألقت أحمر الشفاه على طاولة الزينة بإهمال ثم تناولت قنينة عطرها المثير والذي تضعهُ فقط في أوقاتها الخاصة ونثرت منه حول عنقها الأبيض المرمري وخلف أذناها وعلى شعرها، ثم إرتدت أخيرا قميص نومها الأسود الطويل الذي كان يحتضن إنحناءاتها بمهارة، ثم طالعت مظهرها النهائي بتقييم وابتسمت برضا، ثم خرجت من الغرفة وقلبها يدق كطبول الحرب.
خرجت من شقتها وهي تسير على أطراف أصابعها وكلما تقدمت خطوة نظرت خلفها بخوف وترقب إلى أن فتحت الباب وخرجت وهي تتنفس بصعوبة كاتمةً أنفاسها وكأنهم سيسمعونها ويمسكون بها .
صعدت درجات السلم بخفة وتوتر بالغ فكانت تصعد كل درجتين معا وكأنها تلاحق الزمن إلى أن وصلت أمام شقة قاسم.
وقفت أمام الباب تحاول التقاط أنفاسها المتلاحقة، مدت يدها وعدلت شعرها بعشوائية ومن ثم دقت الباب ودقات قلبها تعلوها صوتا.
ثوانٍ مرت عليها كالدهر، بعدها انفرج الباب فهرولت للداخل دون النبس بكلمة واحدة.
||||||||||||||||||
كان قاسم لايزال مصدومًا.
ألقى عليها نظرةً بهيئتها المغرية تلك سريعا وراقب ملامحها التي لم تنجح في محو الخوف عنها وما إن وجد صوته حتى نطق:
_ ماذا تفعلين هنا؟
إقتربت منه وبدون مقدمات ألقت بنفسها إلى أحضانه وتشبثت بقميصه وهي تقول بنبرة ملتاعة:
_ اشتقت اليك كثيرا، ضمني قاسم أرجوك.
تمتم مستغفرا وأبعدها عنه بقوة وقال بازدراء:
_ ما الذي أتى بكِ إلى هنا وما حالتك المزرية تلك؟
نظرت بعينيه بقوة وهي تمسك ذراعيه بقبضتيها وقالت:
_ أتيت لأفعل ما تحاول أنت فعله بطريقة غير مباشرة ، أتيت لأشبع عيناك اللتان تلتهماني كلما وقعتا عليّ، أتيت لأستعيدك قاسم.
ابتعد عنها وهو يرمقها بازدراء ما انفك أن ازداد وهو يستمع إليها تقول:
_ ليس عليك أن تظهر مظهر الرجل المثالي، أعلم جيدا أنك تحترق شوقا إلي كما أتلهف أنا إليك وأكثر، عيناك لا تجيد الكذب أبدا خاصة إن كنت أنا من أقرأهما.
دنت منه خطوتين حتى وقفت أمامه مباشرة ومدت أصابعها تحاول العبث بأزرار قميصه وهي تقول بنبرة أنثوية مغرية:
_ أعلم أنك لازلت تعشقني، لم تستطع الحقد علي أو نسياني أبدا، أنا أيضا أعشقك قاسم..
ومالت بشفتيها على خاصتيه وهي تهمس بفحيح مثير:
_ لم أتمكن من نسيانك أبدا، لم أتمكن من نزع حبك من قلبي مهما حاولت، حاولت مرارا ولكني فشلت، روحي مدموغة بعشقك أنت فقط.
صرخت بألم عندما شعرت بقبضته تطبق على شعرها وهو يميل رأسها للخلف ويهزها بقوة ويقول:
_ رخيصة، حقيرة وخائنة.
ذهلت لسماع كلماته المهينة وحدقت به بنظرات متألمة ولكنها لم تؤثر به بمقدار ذرة وأكمل ما كان بصدد قوله وقال:
_ ما إن غاب زوجك حتى قفزتِ إلى حضن رجل آخر، يا إلهي لا أصدق كم كنت مخدوعا فيكِ ! ألهذه الدرجة كنت أعمى؟
تنهد تنهيدة ساخرة وأفلت شعرها من قبضته دافعا إياها للخلف فتعثرت وكادت أن تسقط لولا أنها تمسكت بطاولة الطعام المحازية ووقفت تنظر إليه وجسدها يرتجف بشدة من فرط الصدمة وكأنها ستسلم روحها بعد لحظات.
_ سأقوم بفتح الباب حالا وتأمين الدرج، ستنزلين بعدها لشقتك وكأن شيئا لم يكن، ستمحين ما حدث من ذاكرتكِ الغبية للأبد وإياكِ وأن تُقدمي على تلك الحماقة تلك مرة أخرى و إلا..
كان صدرها يعلو ويهبط من الخوف والتوتر ومدت يدها تدلك عنقها وكأنها على وشك الاختناق خاصة وهي تراه يتقدم نحوها رافعا سبابته بتحذير ويقول:
_ و إلا أعدِك أنني سأقوم بجرك وإلقائك أمام والدك كامرأة رخيصة لا تساوي قرشا جاءت وعرضت نفسها علي بكل فجور ودناءة.
ظلت تنظر إليه بغل وحقد، ثم دنت منه ودفعته بصدره فاصطدم بالحائط من خلفه وهي تقول ببكاء:
_ كفاك كذبًا، أعلم أن داخلك يحترق من أجلي، أعلم أنك كلما رأيتني انقبض قلبك وبُعثِر كيانك، هل تراني غبية أو عمياء؟ لقد رأيتك أكثر من مرة تتطلع نحوي كاللص، عيناك تلتهمني في كل مرة تراني بها، يوم الافتتاح، يوم العزيمة، في كل مرة تختلس النظر إلي بخوف أيها الجبان، على الأقل أنا أجرأ منك وأقولها صراحةً.. قـــاســـم أنـــــا أريــــدك!
صفعها قاسم بقوة حتى أن وجهها مال للجانب من شدة الصفعة وقال بازدراء:
_ وأنا كرهتك، قلبي كان ينقبض لأنكِ بتِ تمثلين لي أيامّا سوداء، كياني يتبعثر لأني أراكِ بكوابيسي ، جسدي ينتفض لأني أنفر منك، أصبحت أشعر بالاشمئزاز في قربك.
كانت تضع كفها فوق أثر صفعته وهي تبكي لا من قوة الألم، بل من الشعور بالخزي، واستمعت اليه يقول:
_ لم يطعنني أحد كما فعلتِ، ولم أحتقر أحد كما احتقرتك، اذهبي حالا، واعلمي أني سأتغافل عن وقاحتك لأجل عمي فقط!
تجاوزها متجها نحو الباب، أدار المقبض بهدوء وبطء، ثم أشار لها بعينيه ناحية الخارج فتقدمت منه مطأطأة الرأس صاغرةً، توقفت أمامه تستجديه بنظراتها المنكسرة فرمقها باحتقار وعبس بشدة، ثم أشاح عنها بوجهه للجانب.
نزلت عنبر درجات السلم وهي تجاهد كي لا تنفجر باكيةً كرامتها المهدرة.
////////////
قبل دقائق..
انتفض كريم من نومه مفزوعًا وظل يبحث عن والدته بجواره ولكنه لم يجدها، انتقل إلى الغرفة التي تنام بها جدته وأيقظها متسائلا عن والدته فخرجت صفية تبحث في أرجاء الشقة دون جدوى.
صعدت صفية على الفور إلى شقتها، وأخبرت زوجها وهي تقول بلهاث:
_ مصيبة، عنبر لا أعرف لها طريقا.
نهض صالح مفزوعا من نومه وقال:
_ ماذا؟
_ كانت بغرفتها وذهبت لأنام بالغرفة المجاورة ، وإذ بكريم يوقظني ويقول أن أمه ليست موجودة.
نهض من مكانه مسرعًا وهو يقول:
_ أعطني هاتفي، سأتصل بها.
_ هاتفها ليس معها، لقد تركته.
حملق بها مذهولا وهو يهز رأسه بغير تصديق ويتمتم:
_ ماذا فعلتِ عنبر، ماذا فعلتِ؟
ارتدى جلبابه على عجالة وخرج مسرعًا وكان بصدد نزول الدرج ولكنه استمع لقاسم وهو يتحدث بانفعال فصعد إلى شقته وهو يرجو الله ألا يصدق حدسه وتكون ابنته بالأعلى.
وصل امام باب شقة قاسم وإذ به يسمع قاسم وهو يتحدث بعصبية ويقول:
_ اذهبي حالا، واعلمي أني سأتغافل عن وقاحتك لأجل عمي فقط!
تسمر صالح بأرضه وشعر بقلبه وقد زادت خفقاته بشكل جنوني، وفجأة انفرج الباب وظهرت عنبر التي كانت تنتحب بصمت وفور أن رأت والدها تجمدت الدماء بعروقها.
أغمض قاسم عينيه بأسف، هو يعرف أن عمه لن يظن به ظن السوء أبدا، ولكنه لم يتمنى أن يرى ابنته في موقف كهذا أبدا.
تكلم صالح أخيرا بصدمة وهو يحاول جمع كلماته المتقاطعة ليكوّن جملة مفيدة وقال:
_ عنبر! ماذا تفعلين هنا؟
تراقصت الأحرف فوق شفتيها وهي تبكي وتتمنى لو أن الأرض تنشق نصفين وتبتلعها حتى تهرب من ذلك الموقف المخزي ولكن فجأة اقترب والدها منها وهو يطبق على شعرها بقبضته ويقول:
_ ماذا تفعلين هنا تكلمي؟ كيف تصعدين لشقة رجل أعزب بحالتك تلك؟
وصفعها بقوة وهو لا يزال ممسكًا بشعرها بين قبضته ويقول:
_ أخبريني لمَ جئتِ إلى هنا؟ جئتِ لتراودينه عن نفسك يا حقيرة؟
قالها وهو يلقيها أرضًا ويرمقها باحتقار، حينها هرولت أمها التي كانت تقف على بعد خطوتين وانحنت على ابنتها بلهفة ولكن زوجها منعها وهو يقول:
_ ابتعدي، لا تلمسيها، ابتعدي عنها، هذا هو مقامها ومكانها الذي يليق بها.
_ أرجوك صالح..
_ الموضوع منتهي صفية، من الآن فصاعدا ليس لدي ابنة اسمها عنبر، ابنتي لا يمكنها أن تكون حقيرة ورخيصة لتلك الدرجة.
كان قاسم يقف على مقربةٌ منها ولكنه لم يتحرك قيد أنملة وهو يراها تتعرض للتعنيف والإهانة على يد والدها ويقف مشاهدا لا أكثر.
بينما كانت حياة تقف على الدرج السفلي، تبكي وهي تستمع لما يحدث بالأعلى بصدمة.
أمّا عنبر والتي سالت الدماء من أنفها إثر صفعة والدها؛ زحفت على ركبتيها وهي تتقدم نحو والدها وتشهق وهي تقول:
_ أرجوك أبي اسمعني، صدقني هو من استدعاني إلى هنا، هو من كان يلح علي لمقابلته هنا، هو المذنب ولست أنا.
ابتسم قاسم ساخرا، لم يهزه ما قالت، لأنه لم يتفاجأ من الأساس، فلقد أصبح يتوقع منها كل خسة وحقارة يمكن أن تكون.
أما والدها رمقها بامتعاض وهو يقول :
_ للأسف، كلما تفوهتِ بكلمة احتقرتك أكثر، لا يمكن أن تكوني ابنتي التي ربيتها، ابنتي ماتت.
تشبثت بقدمه وهي ترجوه وتقول:
_ صدقني أبي، صدقني هو من أغواني، هو من أراد الايقاع بي في ذلك الفخ.. أرجوك صدقني.
وجثت أمام والدها وهي تشير صوب قاسم بسبابتها باتهام وهي تبكي وتقول:
_ لذلك سجن عبدالله ، كي يتسنى له مطاردتي، جميعكم تعلمون ذلك، هو من يطاردني ويلاحقني ويحاول الايقاع بي صدقني أبي.
كان صالح يهز رأسه وهو يقول بأسف:
_ هكذا أخبرت إمرأة العزيز زوجها عندما راودت سيدنا يوسف عن نفسه فقالت أنه هو من كان يراودها عن نفسها ولكن الله أظهر الحق لأنها قد شقت قميصه من الخلف أي أنها هي من كانت تلاحقه، أنتِ أيضا تتهمينه أنه هو من كان يلاحقك وأنتِ بشقته! بعُقر داره! ترتدين قميصا فاضحا وتضعين كامل زينتك، وتريدين أن أصدق أنه هو من حاول إغوائك، أليس كذلك؟
طفقت الدموع تسيل على وجنتيها بضعف وندم فقال وهو يمسح وجهه بخزي:
_ صدق ربي حين قال إن كيدكن عظيم!
ثم نظر إلى زوجته وقال:
_خذيها واغربا عن وجهي.
أسرعت صفية تساعد ابنتها على النهوض، ثم اصطحبتها للأسفل، مرورًا بحياة التي كانت لا تزال واقفة بالدرج تبكي بغير تصديق، وأصابها الذهول وهي ترى اختها بمظهرها المثير للنفور ذلك.
أما قاسم فكان لا يزال واقفًا بمكانه لم يتزحزح، اقترب منه عمه وهو يقول مطرقًا رأسه بخزي:
_ أعلم أن مهما قلت لن يفيد كلامي بشيء، ولا أعرف كيف ينبغي أن أعتذر لك، أنا آسف بني، كل البشاعة التي واجهتها بحياتك كنا نحن من تسببنا بها.
تحدث قاسم بأسف لرؤية حال عمه والذهول الذي يحيطه وقال:
_ لا تعتذر عمي، لبس ذنبك.
لم يجد صالح ما يقوله؛ فخرج مطأطئ الرأس ونزل درجات السلم بتعب وهو يستند إلى الحائط وقد أوهنت الصدمة ركبتيه.
أسرعت حياة نحو والدها وأسندته وساعدته للنزول، فطلب منها الاتجاه لغرفته على الفور.
/////////
صفق قاسم الباب وتقدم نحو الحمام، وقف أمام الحوض ووضع رأسه أسفل الماء البارد وظل واقفا هكذا لدقائق لا يعلم عددها ، أوصد الماء ورفع رأسه ينظر لانعكاس صورته بالمرآة، كان يتنفس بقوة وهو يشعر بأن بداخله نيران تلتهم صدره وهو يتذكر الافتراءات التي افترتها عليه وهي تنظر بعينيه بكل وقاحة
غرس أصابعه بشعره وأطبق على خصلاته يكاد يقتلعها بغضب وضيق، وأطلق زمجرةً مخيفة كوحشٍ يحتضر، ثم مد يدهُ وضرب بها المرآة أمامه فتهشمت وتناثر حطامها على الحوض وأرضية الحمام.
ظل واقفا لدقائق ينظر لقطرات الدماء وهي تتساقط من راحة كفه على الأرض دون أن يشعر بألم، فقط كل ما كان يشعر به هو الغضب.
كان يشعر أن قلبه يحترق وتلتهمه النيران، أوصد عينيه وضم قبضته بقوة وأخذ يضرب بها الحائط من أمامه عدة مرات بغضب حتى شعر بأنها ستصاب بالشلل من فرط الألم.
خرج من الحمام متجها إلى دولاب والدته وفتحه وأخذ بعضا من قصاصات القماش الأبيض التي كانت تحتفظ بها لمثل تلك الطوارئ ولف يده بها، ثم ألقى بجسده على فراش والديه وأغمض عينيه بتعب وهو يقول بصوتٍ عال:
_ يا إلهي، لم يعد باستطاعتي الصبر!
/////////////////
ملحوظة: وجب التنويه حتى لا يختلط عليكم الأمر… أنا لا بقارن بين مشهد النهارده وقصة سيدنا يوسف وزليخة، ولا أقصد التشبيه حتى.. أنا غرضي واضح .. عشان مفيش واحده تطلع تقولي انتي بتقارني بين قاسم وبين نبي!! الله يكرمكم اقرءوا المشهد كويس عشان ميحصلش أي لبس..
ومحدش يقول الفصل قصير عشان أنا عارفه .. بس ده الجزء ال عرفت اكتبه النهارده.. بكره ان شاء الله اعوضكم بفصل طويل.
يتبع
حب_في_الدقيقة_التسعين.
•تابع الفصل التالي "حب في الدقيقة 90" اضغط على اسم الرواية