رواية حب في الدقيقة 90 الفصل الثاني عشر 12 - بقلم نعمة حسن
_ ١٢ _
~ عاد لينتقم ~
_____________
كانت حياة بصدد استكمال لوحتها إلا أن جرس الباب قد دق فذهبت لتفتح الباب ففوجئت بخالد يقف أمامها ويقول:
_ مساء الخير حياة.
طالعتهُ بضيق أخفتهُ بصعوبة وقالت:
_ مساء الخير.
_ ألن تدعيني للدخول؟
تأففت بنزق وقالت:
_ للأسف لا، أبي غير موجود.
_ أليست والدتك بالداخل؟
_ إنها نائمة.
أومأ بهدوء وقال:
_ حسنا، أفهم أنكِ غاضبة ولا تريدين رؤية وجهي، ولذلك أتيت لأسترضيكِ.
نظرت إليه بغضب وانفجرت بوجهه وقالت:
_ هل تسترضيني؟ بعد أن تحرشت بي؟ بعد أن اتهمتني أني على علاقة بقاسم؟
نظر إليها مصعوقًا وقال:
_ تحرشتُ بكِ؟
_ أجل؟ عندما تود تقبيلي عنوةً أليس ذلك تحرشًا!
نظر إليها مغتاظًا وقال:
_ وما الجديد حياة؟ لقد قبلتكِ سابقًا؟ ما الجديد الآن؟
أغمضت عينيها بضيق وضمت قبضتيها بعصبية وهي تقول:
_ أرجوك، أرجوك لا تكررها ثانيةً، أحتقر نفسي في كل مرة أتذكر أني كنت أسمح لك بذلك.
طالعها متعجبًا وقال:
_ تحتقرين نفسك؟
أومأت بقوة وقالت:
_ أجل،لأنه لا يحق لنا فعل هذا، نحن لم نتزوج بعد.
أخذ يهز رأسه بعصبية وقد استفزته كلماتها فقال:
_ أجل أجل، هيا رددي ما أخبركِ به هذا المجنون ابن عمك كالببغاء دون تفكير.
نظرت إليه بغضب وقالت:
_ إياك وذِكر ابن عمي بسوء أبدًا، أولا أنا لا أردد كلامه لأني لست صغيرة كي أردد ما يقوله لي الآخرين دون تفكير، كل ما هنالك أنني اكتشفت أننا كنا مخطئيْن، كل ما كنت أفعله اكتشفت أنه خطأ، ليس عليك أن تغضب من ذلك أبدا..
_ ولمَ لم تكتشفِ ذلك من قبل؟ لماذا عندما ظهر قاسم بالتحديد ؟ وبعد ذلك لا تريدين أن أشك أن بينكما شيئا ما؟
_ اسمعني خالد أنا لا أقبل اتهامك أبدا، قاسم يعاملني كأخت له وأنا مقتنعة بذلك تماما.
_ وأنتِ؟
نظرت إليه باستفهام فقال:
_ هو يراكِ أختٌ له، وأنتِ؟
نظرت إليه بغضب وقالت بانفعال:
_ أنت لا تستحق أن أتحدث إليك أساسًا.
ودخلت ثم صفقت الباب بوجهه فقال غاضبا:
_ اهربي حياة، تستطيعين الهرب بمهارة.
وهدر صوته وهو يقول بنبرة زلزلت ثباتها:
_ ولكن اعلمي، أنتِ لي، أنتِ ملكي حياة، لن ينجح قاسم في الاستيلاء عليكِ كما يخطط، أنا أفهم ما يخطط له جيدا، هذا الكلب عاد لينتقم، ها أنتِ ترين بأم عينيك، عبدالله سيسجن، وتلك هي البداية ، سينتقم من عنبر، ومن والدك ، سينتقم من والدتك ومن أخته، سينتقم منكم جميعا، وفي النهاية يخطط للنيل منكِ كتعويض عن خسارته أختك..
فتحت الباب فورا وهي تطالعه بصدمة وقالت:
_ ماذا تقصد؟ هل تعرف ما حدث؟
ضحك ساخرا وقال:
_ للأسف عزيزتي، أعلم قبل خروجه من السجن ، لذلك نبهتك منه وحذرتك من التعاطي معه لأنني كنت أعرف أنه سيلعب لعبته القذرة تلك.
سألته وهي لا تزال تحت تأثير الصدمة:
_ كيف عرفت بتلك التفاصيل؟
_ من برأيك؟ عبدالله حين يثمل يقص علينا تاريخ أجداده منذ الجد السابع.
شهقت بصدمة ووضعت كفها تغطي فاها الفاغر وقالت:
_ الحقيـر، عديم الشرف.
_ اسمعيني حياة، ابن عمك ليس متزنًا نفسيا أبدا وكل ما يفكر به هو الانتقام ، يريد الثأر لسنوات عمره التي ضاعت هباءً من وجهة نظره، إن كان مظلوما فهذا لا يمنع أنه قاتل، لا يمنع أنه صاحب البلطجية وقطاع الطرق والمجرمين وآلفهم وأصبح مثلهم، قاسم الآن لم يعد مثل قاسم قبل عشر سنوات أبدا، لا تنساقي خلف وجهه الباسم وكلامه الحنون المراعي، لا تغتري بطيبته المزيفة حتى لا تعضين أصابعك من الندم.
وتركها وانصرف، بينما ظلت هي شاردة مشوشة وأخذت تردد:
_ لا، قاسم ليس كذلك أبدا، أنا أثق به.
////////////////
بالداخل كانت عنبر تجلس برفقة ابنها الذي يبكي بانفعال ويقول:
_ أنتِ تفعلين ذلك دائما، تكذبين علي وتخلفين وعودك كلها.
تنهدت بنفاذ صبر وقالت:
_ أنا لا أفعل ذلك إلا لأني أرى أن ما كنت قد وعدتك به سابقا أصبح لا يصلح الآن.
نظر إليها الطفل بعينين باكيتين وقال:
_ لا تعديني بشيء إذا.
تعجبت منطق الصغير وصمتت بقلة حيلة، ثم جلست على الفراش خلفها وقالت:
_ اسمعني كريم، أعرف أني كنت وعدتك أني سأشترك لك في النادي لتتدرب الكاراتيه، وأعلم أنك كنت متحمسا لذلك، ولكن الوقت الآن أصبح غير ملائما، والدك لن يكون موجودا لاصطحابك، وأنا لن أستطيع الخروج أكثر من مرة بالأسبوع، وكذلك لن يمكنك الذهاب بمفردك.
_ حياة ستصطحبني.
أجابت بحدة:
_ حياة ليست متفرغة لك، لديها همومها أساسا.
_ جدي لن يمانع باصطحابي.
نظرت إليه بضيق وقالت بعصبية:
_ توقف عن مجادلتي كريم، قلت لا يمكنك الاشتراك حاليا، انتهى .
أجابها بضيق وعصبية مماثلة:
_ لم ينتهِ، لمَ وعدتِني من البداية إذًا؟
صرخت به بقوة وحدة:
_ افهم أيها الغبي، والدك دخل السجن.. ولن يخرج الآن، وأنا أصبحت بمفردي، ولا يمكننا الاعتماد على حياة في شيء..
حينها دخلت حياة إلى الغرفة فجأة وهي تقول:
_ اصمتي عنبر، ما الذي تقولينه للولد بربك!
أشارت لها عنبر بالخروج وهي تقول بحدة:
_ من فضلك لا تتدخلي بيننا، هذا ابني أنا وأنا فقط أدرى بالطريقة الصحيحة التي أخاطبه بها.
نظرت إليها حياة وهزت رأسها وهي تهمس مستغفرةً، ثم مالت على الطفل تحتضنه وهي تقول:
_ لا بأس عزيزي، أنا سأفعل ما تريد.
انتفضت عروقها بغضب وقصف صوتها مدويًا وهي تقول:
_ هل تتعمدين تهميش صورتي أمام طفلي، أم ما الذي تحاولين فعله آنسة حياة؟ هذا ابني أنا ألا تفهمين؟ لا يحق لكِ تجاهل كلامي بتلك الطريقة أبدا.
همست حياة إلى كريم بهدوء وطلبت منه الذهاب للصالون وانتظارها هناك، ثم نظرت لأختها التي تحترق غضبا وقالت بهدوء نقيض تلك النيران التي تستعر بداخلها:
_ أنا لا أتجاهل كلامك عنبر، أنا أرمم ما تفعلينه بابنك.. بربك هل ترينهُ عدلا أن تحدثي الطفل بكل تلك القسوة وتخبريه أن والده سيدخل السجن ولن يخرج الآن؟ ألم تفكري بنفسية طفلك؟
_ أنا أدرى بنفسية طفلي منكِ!
هزت الأخرى رأسها بيأس وقالت:
_ أعلم أن الحديث معكِ لا طائل منه، ولكنني سأنصحكِ نصيحة لوجه الله، ابنك يحتاجك الآن أكثر من أي وقت سابق، هذه فرصتك كي تزرعي به الخير في غياب والده، أرجوكِ لا تفوتي تلك الفرصة في الركض خلف أوهامك ومساعيكِ الخبيثة.
///////////////////
في اليوم التالي..
كان الجميع يستعد للذهاب للمحكمة، حينها دخلت صفية إلى غرفة عنبر فإذ بها تتفاجأ برؤيتها وهي تجلس واضعًة قدم فوق الأخرى وتمسك بطبق به بعض حبات الفاكهة تتناولها بهدوء فقالت:
_ هل لازلتِ تجلسين؟ هيا لقد تأخرنا.
_ لن أذهب.
قالتها وهي تجلس بكل هدوء فنظرت إليها أمها بعصبية وقالت:
_ ماذا يعني أنكِ لن تذهبي؟ هل ستجلسين هنا بكل أريحية وزوجك يحاكم؟
_ وماذا سأفعل؟ هل كنت محاميه الخاص؟
خرجت صفية وتركتها تردد لنفسها بهدوء:
_ لا بأس عنبر، ساعات قليلة وتحصلين على هدنة لا بأس بها. أثق أن قاسم سيحرص على أن ينال أقصى عقوبة ممكنة.
___________
في تلك الأثناء كان قاسم يجلس بسيارته منتظرًا أمام باب بيت حسان الذي خرج ومعه ابنه وبيده حقيبته، فتح باب السيارة الخلفي ثم ساعد طفله على الركوب ووضع حقيبته بجواره، ثم صعد إلى المقعد المجاور لقاسم ونظر إليه بتردد فقال:
_ ابني أمانة في عنقك قاسم.
أومأ قاسم موافقا وقال:
_ لا تخف، ابنك في يدٍ أمينة.
نظر حسان إلى ابنه بابتسامة مهزوزة وقال:
_ أراك على خير صغيري.
نظر إليه ابنه بابتسامة وقال:
_ هل ستغيب بتلك الرحلة أبي؟
_ في الحقيقة لا أعرف، ولكن إذا استطعت الحصول على المال سأعود مبكرا.
أومأ بهدوء وقال:
_ ومن سيرعاني في غيابك؟
انقبض قلبه وأجاب:
_ عمك قاسم هو من سيرعاك بغيابي، إنه صديق عزيز ويمكنك الثقة به.
نظر قاسم بالمرآة إلى الطفل وأومأ مؤكدا بابتسامة، ثم نظر إلى حسان وقال:
_ هيا يا رجل، ستفوتك الرحلة.
فتح حسان الباب وهو يطالع ابنه بابتسامة حزينة ودموعه تتراقص بمقلتيه وقال:
_ كن لطيفا يا ولد، ولا تعبث بكل شيء، لا تتسبب في المتاعب لعمك قاسم.
أشار له الطفل بإبهامه في علامة إعجاب منه بما يقول والده وابتسم، ثم لوّح له مودعا.
اختفى حسان عن الأنظار، فنظر قاسم إلى الطفل ورفع حاجبه، فرفع الآخر حاجبه مقلدا إياه، فقال قاسم:
_ ما اسمك يا صديقي؟
_ ولمَ تريد التعرف على اسمي؟ هل ستستخرج لي بطاقة شخصية ؟
ارتفع حاجبي قاسم بتعجب من رد الطفل وقال:
_ ماذا؟ كم عمرك يا قصير؟
أشار له الولد بثمانِ أصابع وقال:
_ هل تستطيع العد؟ أم أنك جاهل؟
هز قاسم رأسه بيأس، ثم لف بجذعه إلى الخلف وأمسك بتلابيب الطفل ونزعه من مقعده، ثم وضعه بالمقعد المجاور له وهو يقول:
_ لا، لست جاهلًا يا طويل اللسان.
_ جيد إذا، هيا أخبرني أين سنذهب؟
بدأ قاسم بالتحرك وهو يقول:
_ سنذهب أولا لشقتي كي تضع أغراضك وترتاح قليلا ونتناول شيئا ما حتى يحين موعد الطبيب.
_ أولا اسمها شقتنا.
_ ماذا؟
_ ألن نقيم سويا؟
_ بلى.
_ إذا هي شقتنا وليست شقتك.
_ حسنا، وثانيا؟
_ وثانيا، لماذا سنزور الطبيب هل سأموت قريبا أم ماذا؟
_ لا، لا تقل هذا، سنزور الطبيب كي يعالجك وتتعافى تماما إن شاء الله.
_ وهل يتعافى أحدا من اللوكيميا؟
نظر إليه قاسم بصدمة وقال:
_ هل تعرف؟
_ أجل، سمعت والدي يتحدث مع الطبيب سابقا، ولكن والدي أخفى ذلك عني، ولكن لا أعرف لمَ تصرون على إنفاق الكثير من المال للأطباء وفي النهاية سأموت كما ماتت أمي.
نظر إليه قاسم بضيق وقال:
_ قلت لك لا تقل هذا، إن شاء الله ستتعافى.
تنهد الطفل وشبك أصابعه ببعضها ونظر اليه بحماس خافت وهو يقول:
_ يكون جيدا إذا. حينها ستصبح لدي فرصة في لعب الكرة مع رفاقي بحرية.
أومأ قاسم بابتسامة مشجعة وقال:
_ صحيح، ومن الممكن أن تحترف الكرة وتلعب بالنادي الأهلي أيضا.
نظر الولد إليه مغتاظا وقال بعصبية حادة:
_ أهلي؟ أفضل أن أموت إذًا.
ارتفع حاجبيه بصدمة وأخذ يرفرف بأهدابه بغير تصديق ويتمتم:
_ مستحيل، هذا الطفل طفرة في عالم الأطفال.
ونظر إليه بطرف عينه وقال:.
_ لم تخبرني بعد، ما اسمك؟
_ صبر!
نظر إليه قاسم متعجبًا وقال:
_ صبري؟
نفخ الآخر أنفه بضيق وقال:
_ صبر وليس صبري.
زم شفتيه متعجبا وقال:
_ صبر! اسم مختلف حقا!
_ نعم، أسمتني والدتي صبر كي أصبح صابرا في مواجهة الحياة.
هز رأسه وقال بأسف:
كأنها كانت تشعر بما ستعانيه.
_ ماذا قلت؟
_ أبدا، حسنا صبري .. أقصد صبر وليس صبري .. هيا لقد وصلنا.
نظر إليه صبر وإلى المكان من حوله وقال:
_ هل تسكن هنا؟
_ أجل.
_ هنا؟ في هذا الحي الراقي؟
_ نعم.
_ يا إلهي.
وفرك يديه بحماس وقال:
_ على ما يبدو ستكون رحلة ممتعة.
وفتح باب السيارة وقفز منها فهرول قاسم نحوه بخوف وهو يقول:
_ ما هذا الاستهتار؟ كنت ستسقط وتجرح ركبتيك.
نظر إليه صبر بابتسامة سمجة وقال:
_ معذرةً، لم يكن لدينا سيارة قبل ذلك.
هز قاسم رأسه بيأس وأمسك بيده وصعدا إلى الشقة وبمجرد أن فتح قاسم الباب حتى هرول الطفل إلى الداخل مصدرا صياحا عاليا وأخذ يركض هنا وهناك ويقفز فوق الأرائك بحذائه وقاسم يقف مصدومًا وهو يحاول استيعاب ما يراه ثم هدر به فجأة وقال:.
_ هااي!!! أيها العفريت توقف.
أخذ يقفز فوق الأريكة الوثيرة وهو يقول ببهجة:
_ هل صممتها كي تكون نطاطة ؟
أجابه ساخرا:
_ أجل، لأنني أشعر بالملل في بعض الأحيان فأقف وأقفز فوقها كفرقع لوز كما تفعل أنت تماما.
فتح الطفل ذراعيه بحماس وهو يقفز ويقول:
_ يا إلهي، لأول مرة أرى نطاطة على هيئة أريكة فخمة، ياااااي..
وقفز فجأة من الأريكة تلك لأخرى مجاورة وهو يقول:
_ وهل هذة أيضا تعمل كنطاطة؟
_ لا، تلك تعمل كساقية دوارة! يا إلهي ألهمني الصبر.
_ ياااااي… مدينة ملاهي عجيبة.
وقفز من الأريكة للطاولة المستطيلة وهو يقول:
_ وهل يعمـ…
حينها انقض قاسم فوقه يمسك به من قميصه ويقول وهو يجز على أسنانه بغيظ:
_ هل أنت من أولئك الذين يسيرون فوق الجدران ويتشبثون بالثريات؟
أجاب الطفل ببراءة مصطنعة:
_ لا، لست كذلك.
حمله فوق ظهره وسار به نحو الغرفة التي قرر أنها ستكون له وقال:
_ حسنا، هذة غرفتك، ولعلمك.. أنت مسؤول عن نظافتها، أنا بالكاد أستطيع تحضير شطائر الجبنة.
نظر إليه الطفل باستعطاف خبيث وقال:
_ وهل ستقوم بتشغيل طفل مريض مثلي واستغلاله بتلك البشاعة؟
رق قلب قاسم عند سماع تلك الجملة وقال بابتسامة وهو يقترب منه:
_ لا صديقي، كنت أمزح فقط!
//////////////
كانت عنبر تجلس تشاهد فيلما بكل أريحية وفجأة استمعت إلى صخب وأصوات متداخلة فعلمت أن أهلها قد عادوا.
نهضت بلهفة، تود معرفة بكم سنة تم الحكم على عبدالله حتى يهدأ بالها وتطمئن.
رن الجرس ففتحت الباب بلهفة ولكنها تيبست أرضا وهربت الدماء من عروقها عندما رأت عبدالله يقف أمامها ويبتسم بخبث قائلا :
_ مرحبا زوجتي الحبيبة
_ عبدالله!!!
_ أجل، اشتقت إليكِ!
زاغ بصرها وانخفض ضغطها فجأة وسقطت مغشيا عليها
______
يتبع
حب_في_الدقيقة_التسعين!
•تابع الفصل التالي "حب في الدقيقة 90" اضغط على اسم الرواية