Ads by Google X

رواية عودة الوصال الفصل الثامن 8 - بقلم سارة ناصر

الصفحة الرئيسية

 

 رواية عودة الوصال الفصل الثامن 8 -  بقلم سارة ناصر

«أشعُر وكأننـى شخـص مُتكتف من جميع أطرافـى ، وكأننى جسم بلا روح به تُحركنى، ولا أستطيع سوى النظر بتلك العينين المتهالكتين ، وكأنه جاثوماً يكتم أنفاسى بتكتيف حركتـى !! ، فقط أستطيع التنفس بصعوبـه، والنظر بعينين هُلكـت من فرط ما بها ! وعندما تُفتح لترى العالم ، لا ترى سوى شيئا كبيراً مخيفاً ، قابضاً للقلوب !! ، فقط تنظر وترى برغم ما بـها ، وما أن رٱت لا تستطيع التحدث حتـى بنظراتها الضعيفه! »



جلســت "فرح" فى حاله صدمه من المكالمه الهاتفيه لها منذ قليل ، عندما صُدمت هى من ردة عليها ، أغلقت الخط بايدي مرتعشه، حاله صدمه توقف عقلها عند التفكير لبرهه من الزمن أيقصد هاتفها؟ صورها ؟ صور أصدقائها ؟ الفيديوهات الخاصه بها وخاصةً جميله!! ، وماذا يقصد بوالدتها ! المريضه! ، صُدمت أكثر من فكره تهديده لها عن طريق والدتها ! فتلك هي الصدمه الحقيقيه بالنسبه لها، فان وضعت والدتها بكفه وجميع من فى هذا العالم القاسي بكفه اخرى حتما ً سوف تعلو تلك الكفه التي توجد بها والدتها!! ، بالنسبه لها كـل شيئِ قد يهون وقد يتعوض عدا الاخرى عدا والدتها !! .



الصمـت المُمـيت لأعصابهـا كان هو سيد المكان ،حتى دق هاتفها من جديد نظرت له نظرات متردده ، أخذت تفكـر قليلاً قبل أن تلتقطـه بأناملها المرتعشـه ، وما أن أخذته عزمت على الرد مرةً أخرى لتزيل خوفـها منه لكن صدمها برده عليـها الذي أصابها بمقتـل وهو يقول:!!



_" بتقفـلى السكـه فى وشى يا فـرح !، ومالو هعديهالك ، بس فى حاجات تانيه مش هعديها زى مثلا لو حد شم خبر بالمكالمه دى ، صورك اللى كلها بقت عندي دى ،. هتبقى كلها متركبه على مواقع أستغفر الله انتِ فاهمه بقا، كل ده هيحصل ان حد عرف بالمكالمه سواء من بيتك أو من حد من إدارة وأمن الجامعه !! "



أجابته بنبره حاولت ان تخرج منها بثبات لكن فشلت محاولتها وخرجت نبرتها المرتبكـه الممزوجـه بالخوف وهى تبتلع ريقها:
_" أنا . أنا عملتلك ايه حرام عليـك!"



_"عملتى يا حلوه بس انا مش مكلمك عشان مثلاً مطينه سمعتى فالجامعه بين البنات ، وانى مش محترم والكلام الذي منه ،. وانا طبعاً كمعيد هاخد اجراء قانونى بس لا ، أنا أصلاً مش جايلك عشان كده لا، -أنا للأسف وللفرصه السعيده برده ملقتش حد ظروفه أطين منك عشان استغله وعشان الأوامر كده برده!"

_"قـ .قـصدك ايـه ؟"



اعتلت ضحكاته المريضه وهو يجيبها بنبره جامده ٱمره لها:
_" قصدي يا حلوه ان قدامك وقت مش كبير وجميله دى تبقى عندى ماهو مفيش واحده كلمتنى كده زيها فالجامعه كلها برده، وان ده طبعاً متنفذش بالحرف اللى هقولك تفاصيله بعدين على الرايق مش محتاج أقولك هيحصل ايه !، هجرسك بين الجامعه كلها واخلى اللى ما يشترى يتفرج ، لأ وايه اعرف أوصل للوالده المريضه دي اللى اي كلمتين هيتقالو ليها هتطب ساكته ياعينى، ولا لما الراجل بتاع بيتكم يعرف ،، وازود شطه من عندي الدم هيغلى فى عروقه والعرق هينط ، أصلي عرفت برده انه شاب ، واخوكى راجل البيت بعد ما مات الحج يا عينى !"



كانت تستمع الى حديثه بأعين مفتوحه من ٱثر صدمتها ، تسمتع بانقاس محبوسه ، جاهدت ان تجيبه بثبات و تتجرأ أكثر لعلها ٱخر محاولتها فى تلك المكالمه المُميتـه لأى شابه تُضع فى موقف كهذا :
_"بـ ـس أنا معمـلتش كده ، ايه هتتبلى عليا ؟.".



_"ياه ده انا تفوقت حدود البلى على الناس انتِ مش عارفه أصلى لحد دلوقتى ولا عارفه انا مين ولاحتى بشتغل ايه !، واه بتبلى ومش محتاج اقولك الكلام بين الناس بيتسيط الناس، ده غير الصور الجميله اللى هنتعمل وصورك لوحدك كمان يعنى رفيقه الدرب مش هعملها كده هعينها للاحلى، يلا سـلام خدتى أكتر من وقتك يا ٱنسه فرح ، فكرى كويس، وهكلمك تانى أعرفك الدنيا ماشيه ازاي ، وااه أنا استغلالى فعلاً وضربت بيكِ عصفورين بحجر واحد ! "



أغلق الخط بعد انتهائه من حديثه البارد الذي كان يردفه هو من بين ضحكاته الشيطانيـه!!



ولكن كان عليها هى هذا الحديث ، وكأنه سكين تالم ، 
يؤلمها ببطئ عند تفوهه بكل حرف يخرج من بين أسنانه الحاده وكأنها أنياب لوحش قرر الفتك بها فـ الحال!!



صدمه ،هذا ما تعايشه الٱن رعشه يديها الملحوظه ، ثباتها فى مكانها إلى الٱن لا تستطيع التحرك من التفكير بتلك العواقب المحسومه لديه !!. ، تجاهد البكـاء ، تجاهد أن تبكى ولكنها لم تفر منها أى دمعه إلى الٱن !، كان الأمر فى البدايه سهلاً ولكن الٱن أصبح أعسر من ذى قبل ، أصبح الحال أعسر وأصعب مما كانت هى عليه ، تلك التى لم تأخذ نصيباً من إسمها يوماً !!



__________________________________



«كَـانَ وداع الحلم بارداً وكأننى لم أبذل لـه شيئاً»



نهض ليستقيم وهو يضع بعض من أوراق عديده على جانب المكتب ، وأوراق أخرى كانت بيديه ، خرج "حازم" من غرفته ثم توجه ناحيه باب المنزل ، فوجـد والده يقف بصالة المنزل ويبدو إنه كان متوجههاً لغرفته ،قاطع "سليم"سيره ثم تحدث موجههاً أنظاره" لحازم "



_"خـير انت نازل؟؟"



أجابه "حازم" بنبره هادئه مقتضبه بعض الشيئ:
_"اه"



جاءه صوت الاخر بنبره جـامده:
_"اومال اختك فين؟"



تحرك "حازم" من أمامه ثم فتح باب المنزل تزامناً مع رده علي والده وهو يقول:




        
          
                
_"تقريباً فى أوضتها ، أنا نازل أصور ورق من المكتبه وجاي ، عن اذنك "



قال حديثـه ثم أغلق الباب من خلفه بهدوء ، تحرك "سليم" إلى غرفة ابنته ثم وقف أمامها ودق الباب دقات خافته ثم فتح الباب بهدوء بعدما همهمت هى براحه للطارق لكن لم تتوقع أنه هو! والدها!.
نظر "سليم " عليها فوجدها جالسـه على الفراش الخاص بها مُمسكه بهاتفها تبعث به بملل!! رفعت أنظارها عندما دلف هو إلي الدخل ثم تحدث قائله بتساؤل:



_"أيوه يا بابا فى حاجه ولا ايه؟"



_'اه فيـه!"
قالها بحده وهو ينظر لها بتعابير وجه خاليه من أية إنفعالات!! فنظرت له "جميله " تستجوبـه بعينيهـا!! ، بينما تحدث هو من جديد قائلاً بنبره حاده:



_لمـا أدخل الاقيكـى قاعده على السرير لأ وفـ ايدك التليفون كمان ولاهمك مذاكره ولا همك حاجه ولا كأنك فـ طب اللى أنا تعبت عشان تدخليها ويبقى اسمك دكتوره!



ضاقـت أنفاسـها من كلماته وهي تجاهد نفسها ليخرج منها حديثها بثبات:
_" أنا أول ما دخلت طب مكنتش قاعده كده يا بابا ! ، وانا أكيد بذاكر وكنت بذاكر واي حد بيذاكـر بياخد راحـه!!"



لوي شفتيه بتهكم وهو يجيبها قائلاً بسخريه:
_" راحــه!! ، الراحه دى لما تكونى فى كليه أي كلام يا هانم مش كلية الطب !"



حبست الدموع في مقلتيها وكأن حديثـه المألوف لها يؤلمها من الداخل كألم شخص يُذبح بسكـين حاده ، ولكن هذه المره قطعت السكيـن أخر إنش بها ، تحدثت بنبره متحشرجه ممزوجـه بجرأتها له:



_"هو حضرتك يا بابا قاعد تقولى طب طب !! ، مفتكرتش طيب لما دخلتهالى غصب عنى؟!، ولما ضربت بسقف طموحاتى الأرض، خلتنى إنسانه بسعى لحاجه حلوه لناس كتير بس أنا مش حباها !! ، كنت فاكره ان أي شخص النصيب والقدر هو اللى بيضيع منه حلمه مهما تعب ! ، لكن انتَ!، انتَ اللى ضيعت منى حلمى ودخلتنى حاجه مبحبهاش ، حاجه ببقى قايمه كل يوم الصبح وانا بتخيل نفسي راحه للى كنت حاباه مش دى ده عشان اقدر اكمل !، انا كنت قادره وجايبه الحلم بتاعى بس انت ضيعته ، وكمان ضيعتنى!! ."



كان يستمع إلى حديثها بتعابير وجه خاليه ، وما ان انتهت هى تحدث هو قائلاً بتهكم:



_" اه وانا القادر الظالم فى حكايتك الفاضيه دي!! "



نظرت له بخيبه أمل والدموع تسيل من عينيها تهبط وتهبـط وكأنها شلالات من الماء لا يُعرف لها طريقاً:



_" ايوه ظلمتنى !، لما من صغرى كنت مجتهده وبجيب أعلى الدرجات ، بس انتَ مكنتش جمبي مكنتش بتشجعنى، وكأنك كنت عاوز فوق أقصي اللى كنت بجيبه !، بعمل اللى عليا دايماً لكن بتحسسنى انى منبوذه ومهما عملت برده مش عاجبك !، ولما أنقص ربع درجه كنت تضربني وتحبسنى فى أوضتى لوحدي بالاسبوع عشان اتعلم من الخطأ اللى هو حرف مكان حرف بس إللى مكنتش بشوفه عشان كنت بتكسرلى النضاره فكل مره بتضربنى على الغلط !! ، أنا مختارتش حاجه واحده فحياتى ، كل حياتى ماشيه زى ما انتَ حابب انا مجرد ٱله انت اللى بتمشيها !، متخيل انك بتمشينى لحد دلوقتـى ! كل يوم الصبح وانا نازله ! ، بتمشينى زي ما حابب فكل مره بفتح كتبي أذكر!!."




        
          
                
قالـت حديثها بانهيـار وهي تخرج ما بقلـبها المتهالك !، كانت تبتسـم بسخريه على حالها تاره ، وتبكى بانهيار شامـل تاره أخري !!



نظر لها "سليم" بصمت ثم أردف قائلاً بنبره عاديـه وكأن الاخرى كانت تتحدث عبثاً !!:



_" انتِ كنتـى عاوزانى أعمل ايه وانتِ جايبه مجموع طب ان شاء الله!! ، أدخلك كليـة الإعلام؟؟ ايه إعلام دي !! بتأكل عيش؟؟ قوليلي ؟ انطقي ؟؟" ولا كُنت اطبطب عليكـى واخدك فى حضنى واقولك معلش ادخلى اللى عاوزاه وضيعى نفسك!"



_"اه كان المفروض تعمل كده !، حضـنك اللى معرفش المفروض احس بـ ايه وانا جواه !، تحسسني بحنانك !، اللي عشت طول عمرى محرومه منه وانتَ عايش!، طول عمرك جامد عليا عمرك ما كنت حنين!! ، محاولتش تحتوينى فى مره ولا تظهر حنيتك عليا! ، مخلينى امشي أدور على الحنيه فكل الناس وانت لسه موجود ! مخليني أدور عليها فكل الوشوش وانا بتمسك بمبادئي واقول لا مش هخون ثقتك ولا ثقه ماما وحازم فيا واحافظ على نفسى، وافضل طول عمرى محرومه من حنانك ، انتَ مش مخلينى أمشي ادور علي حنانك لوحدي لأ ، مخلى فريده تمشي تدور برده علي حنيتك !! ، للأسف برغم ان شخصياتنا عكس بعض وانها خدت حجات كتير مخدتهاش أنا ، واتدلعت اوي عشان الصغيره بس برده نقطه سوده فـ حياتنا احنا الاتنين اننا إلى الان بنمشي ندور ونقارن !، ليه ؟ ليه بتخلينى أقارن وانتبه لحاجه مش عاوزه انتبه ليها ؟، خلتنى ابص لحنان عمو سالم لنيروز وياسمين و كمان ورده ! ، خلتنى أقارن نفسى بيهم بإحساس الحزن الممزوج بالغيره من أقرب ناس ليا!! ، ليه خلتنى أعمل كده ليه...؟



كانت تتحدث بانهيار وهى تبكـى بكاءً لم يمر عليها قبل ذلك!، وكأن دموع عينيها قالت لها الٱن حانت اللحظه الحاسمه للهبوط بغزاره !!



تنهد. يأخذ أنفاسه وهو يجيبها بجمود:



_" أنا هسيبك ، تعرفى مع نفسك ازاى تكلمى ابوكى بعد كده !، شكلك نسيتى انتِ واقفه وبتتكلمى مع مين يا دكتوره جميلـه !!"



قال حديثه ثم خرج من الغرفه بانفعال وهو يزيح الباب بعصبيه بالغه !!



تركـها !!، كما تركها بحزنها أوقات كثيره، تركها منهاره بمكانها ركعـت علي ركبيتيها إلى الارض ثم بكت بصوت عالـى ، تود الصراخ!! ولو كان بامكانها أن تفعل لفعلت!! ، شهقات عاليـه ، همهمات غير مفهومه تشرخ قلبـها من الداخل تكسره للمره التى لا تعرف ما عددها!! ، ينزف قلبها من شدة قسوته اللعينه تلك !!



هرولـت "عايده" التى استمعت للاخر حديثهم من بعيد !! ، ركضت إليها وهي تتحامل على ٱلم قدميهـا ، ثم جذبتها من جلستها علي الارض و اتجهت بها ناحيه الفراش وهي تحتضنها ببكاء صامت ، شهقات الاخري تمزق قلب والدتها بكل معاني الكلمه !! ، احتضنتها بكل ما تملك من قوه وهى تضمها ، وكأنها تفرغ بها جميع حنان العالم ، لكن الاخري لا تفكر إلا فشئ واحد لما رحل وتركها !! ، لمَ لم يشعر بها يوماً أليست هى قطعه منه !! 




        
          
                
أردفت"جميله" من بين شهقاتها العاليـه بنبره باكيـه مُنهاره:
_" مشـى يا ماما مشـى وسابنى منهاره ، محسـ ـش بيا !! محضنيـش زي ما كنت فاكره !! ضرب بسقف طموحاتى الارض تانـى !"



خرج الحديث متقطـعاً من بين شهقات بكائها وهى تتشبت بوالدتها كمن هرب من وحش مخيف للتو!



أردفت الاخري وهي تهدهدها رابطه علي ظهرها بحنان وهـى تقول من بين بكائها الصامت الكاسر لداخلها:
_" بـس يا حبيتي بس ، بس ياضنايا !!"



قالت حديثها كعادة أى أم !!،. لكن تلك الـ "عايده" تعلم تمام العلم أن الٱخر صنع من ابنتها مريضـه ، ومعقده نفسيـه ، هشم الكثير بها منذ ان كانت طفلـه لا تفقــه شيئاً !!!.



_"اااه ، أنـ ـا تعبـ ـت واللـ ـه تعبـ ـت أووى يا مـامـ ـا "



أردفت "جميله" كلماتها الممزقه المتقطعه من شهقات بكائها ، بكائها الحاد الممزق لقلوب من رٱهـا كذلك !!



ربطت الاخري علي ظهرها للمره التى لاتعرف عددها وهى تتلو عليها ٱيات من القرءان الكريـم، كتابُ الله ،. ٱياته المطمئنه السَكنيـه للقلوب لأى شخصـاً مُحطماً.!!
__________________________________



كان قد مر الوقت عليهم وهم بالخارج معاً ، دلف ثلاثتهم إلى المبنى صاعدين الدرج ، كانت "وسام" تصعد بجانبهم وهي تبتسم ببلاهه فـ تحدثت قائله وهي تنـظر لهم :



_"إتبسـطت أوى ان انتم جيتولى وكمان اتبسطت بالخروجه الصغيره دى ، والأكتر واتبسطت وانتـم معايا ياولاد الحلوه"



ابتسمـا لها الاثنان بحـب ،، فتحدث "بسـام" من. بين ابتسامته وهو يقول بمرح:
_"إحنـا لينا إلا ويسـوو الرخمــه"



نظرت له بحنق ثم وجههت نظراتها لشقيقها الٱخر ، وكانت نظراتها له وكأنها تقول له خُذ حقى الٱن يا رجُل!!



ابتسم لها"غسـان" بثقه ثم وجه حديثه للٱخر مدرفاً بنبره تحذيريه:
_" متشتمهاش ياض عشان مزعلكش!!"



_"أخويا ابن امى وابويا"



قالتها "وسام"بمرح مشاكس لهم ، فضحـك الاثنان بخفه ، حتي تحدث "بسـام" بضجر مُصطنع:



_"حاسس ان انا مش اخوكم ومنبوذ من العيله القاسيه دي!!"



نظرا له الاثنين باستفزاز وكانت نظراتهم له مماثله !! ، وصلا هم إلـى الطابـق الذي يوجد به شقتهم !! ، خاصه أنه الطابق الثالث ، وليس من الضروري أن يصعد جميع من فى ذلك الطابق فى المصعد المتهالك قليلاً !! 



أخرج"غسـان" المفتاح من جيب بنطاله ثم بدأ فى فتح باب شقتهم ، حتى فتحه ودلف الاثنين أولاً. إلى الدخل بهمجيه !! وكأنهم أطفال!! ،، ابتسم هو على شكـلهم ! وكاد أن يدلف إلـى الداخل حتى وجدها تخرج من باب الشقه المجاوره له ، خرجت واتجهت نحو "جزامة الأحذيه " كالمره السابقه !! وجدها تبحث من جديد في نفس ذلك المكان من قبل ، ابتعد هو سريعاً حتى لا يصطدم به شيئاً كالمره السابقه ، ثم تنحنح بحنجرته وهو يقف خلفها ، إلتفتت له "نيروز" ثم وجدته ، فطالعته بحرج طفيف وهى تتجه بزاويه ما بعدما وجدته يقترب منها أكثر !! ، أقترب منها هو ثم جذب الحذاء المألوف له قبل ذلك ! من على المفرش المماثل له فاللون مره أخري ثم وضعه أرضا؟ وهو واقفاً بمكانه ، ووجه أنظاره لها قائلاً بثـقه وثبات؛




        
          
                
_"كده أحســن ، عشان متدوريش كتيـر!"



تنهدت هي براحه تأخذ أنفاسها ، ثم تحدث قائله بخفوت ممزوج بالإستغراب من ردة فعله:



_"شُكـراً"



أومأ لها بصمت ثم توجـه من جديد ناحيه باب المنزل الخاص به ، فـ التفت لها من جديد مره أخري فوجدها تحدق باستغراب في الحذاء أرضاً ويبدو على خديها الحمره القليله !!



تحدث قائلاً وهو يجلي حنجرته قائلاً. بتساؤل:



_"بيدق جامد ليه؟"



رفعت أنظارها تطالعه بارتباك من دقات قلبها المتسارعة من فرط حرجها !! ، ثم بدلت نظراتها للتساؤل وهى تردف قائله بهدوء:



_"هو. ايــه؟"



_"قلبــك؟؟"



حملقت به بصدمه حينما قالها الٱخر ببساطـه ، أحقاً يسمع دقات قلبها المتسارعه !؟ ، أتلك الدقات عاليـه تُسمع!! ، فلو كانت دقات القلب تُسمع فـ بالتأكيد ، لَكشف الخايـن وعُرف السارق ! 
وظَهر العاشق!!



لم ترد عليـه هى بل ظلت محدقه ببلاهه من طريقته الغريبه فى الحديث!! وعلمه لاشياء بديهيه !! ولكن مهلاً بديهيه لمن هم أقرب إليها فقط !! أما هو ؟؟.



فاقت من شرودها عندما إختفي من أمام أنظارها وهو يدلف إلى داخل منزله بهدوء!! ثم أغلق الباب وهو يستأذن بصوت خافت وهادئ حتى لا يُسبب لها الإحراج!! ، تنهدت تأخذ أنفاسـها براحه وهي تعقد حاجبيها كلما تذكرت الحوار ثم أردفت قائله بغير وعي:



_'غريـب أوى !! '



اتجـهت إلى حيث شقه عمها ثم دقت الجرس دقه واحده وهي تطرق الباب طرقتين خافتتين!! 
ثوانِ وفُتح لها الباب من قِبل زوجه عمها. "عايده" !



_" أدخلى يا نيروز تعالـى ، أدخلى يا بنتي جايه فـ وقتـك !!"



دلـفت الاخـرى إلـى الداخل بهدوء وهو تعقد حاجبيها بتسـاؤل لزوجـه عمهـا فأجابتها الاخري قائله من بين دموعها المتحجره بعينيها:
_"ادخلى يا بنتي لجميله ، شوفيها ، دى متخانقه مع ابوها وانا روحتلها وبعد كده قالتلى عاوزه اقعد لوحدي فـ طلعت وقفلت على نفسها ، و مش عارفه اعملها حاجه "



كانت تقول حديثـها بحسره وحـزن على ابنتها ، فـ هرولـت "نيروز" إلـى الغرفه بلهفه عندما استعمهت إلى حديث "عايده" ، دقت الباب دقات متتاليه ، و لم يأتيها رد!! ، دقت مره أخرى ولم يأتيها رد ٱخر ، كادت ان تفتح الباب حتى وجدته مغلق من الداخل ، 
فزعـت هى وجال بخاطرها أنها ليس سوي أن الاخرى فعلت شيئاً بنفسـها ، ولكنها تنفست الصعداء عندما سمعت صوت شهقاتها من الداخل!! ، فأشارت لزوجه عمها بان تذهب هى إلى غرفتها تستريـح !! ، ثم وجهت انظارها إلـى باب غرفة الاخرى بحزن وهى تتحدث قائله بخفوت حتى لا يسمعها عمهـا!! :




        
          
                
_" إفتحـى يا جميله !!، ده أنا نيروز ، مش هتفتحيلـى !!؟ "



لم يأتيها رد سوى صوت شهقاتها العاليه التى تعلو أكثر مع الوقت !! 



_"طب إفتحيلـى عشان خاطرى ، أنا الـ محتاجه لحضنك مش انتِ ، أنتِ أقرب حد ليـا إفتحيـلى لو بتحبيـنى ومش عاوزانى أمشى مخذوله !! لو بتحبيـنى ! افتحى "



قالت حديثها وهى تبكـى بصمـت ،. استشفته الأخري من الداخل واستسلمت أمامها ، اتجهت "جميله" لتفتح الباب من الداخل وهى تنظر للاخرى بعيناها الباكينين!! ، ثوانِ 
وارتمت "جميله" بأحضان "نيروز " بقوه ، وهى تسمح لانهيار ذاتها للمره التى لا تعرف عددها إلى الٱن ، مرت الدقائق وهما يحتضنان بعضهما وكل منهم يخرج كل ما لديه من بكـاء ، كانا الاثنتان يحتضنان بعضهمـا كمن يتقاسمـان الألم حتى لا يحمله أحداً منهم بمفرده !! 



وكأن بكائهما وشهقاتهما العاليـه تقـول بأعلى الأصوات لديـها :
«تباً‬ لتلك ‏القلوب‬ التي ‫‏تُجرح‬ دون أن ‫‏يشعر بهـا أصحابها إلا بعد حين !!.»



__________________________________
دخـل إلي المبني الذي يقطن به حتي وجد "شقيقه" الٱخر يصعد بتثاقل علي الدَرج بخطوات غير موزونه ، فـأسرع له علي الفور ثم صعد بسرعه سانداََ إيـاه و تحدث بلهفه واضحه قائلاً :
"_حســـن مالــك يـا حسـن انت كويس؟"



نظر له شقيقـه بأعين متثاقله ثم أردف يهمهم قائلاً بنبـره تائهه : 



_"انت مـالك ، ابعد عني ملكش دعـوه"



رد عليه "حـازم" بنبره منفعله قليلاً : 



_"يا خي فوق بقا من ال انت فيه ده!" تنهد قائلا بنبـره اهدأ من ذى قبل بعد ثوانِ : 



_"حـاضر هبعد ،بس لما اوصلك الشقه الاول في حالتك دي!!"



نظر له "حسـن" بـ صمت ثم بدأ هو بمساندته حتي وصلا الي الطابق الخاص بــهم ثم ترك اخيه يستند على الحائط بجانب باب شقتهم ويسنده هو ايضا من الناحيه الاخري ثم مد يده ليرن الجرس ومن بعدها دق الباب عدة دقات متتاليـه خلـف بعضها حتى انها كانت عاليه نسبياً ! .
ثوانِ وفتحت لهم «زيــنات »التي ما ان رأت حاله ابـنها شهقت شهقه عاليه لتمد يدها تتلمسه كـ محاوله الاطمئنان عليـه قائله بلهـفه وخوف واضـح: 



_"حسـن ، ابني!! ، حصـلك ايه يا حسن رد عليـا!!"



وجهت أنظارها الحاده لهذا الذي يقف بجانبه ثم نظرت له نظره حاده قائله بجمود: 



_"عملـتله ايه عملت لابني ايه ؟!



لم يهتم لـها هو ثم اسند شقيقه الي داخل شقتة الٱخر ، متجاهلاً حديثــها حتي اسنده علي الاريكـه التي توجد بالصاله و من بعدها التفت هو ينظر من ورائه ليجدها مازلت تنظر له نظرات حاده تخرج بشرر من اعينها وتعابير وجهها المتشنجه !! 
تـحدث هو بهدوء ممزوج بالبرود محاولاً التحكم بأعصابه :




        
          
                
_" أنا مش محتاج اقولـك اني معملتش لابنك حاجه ده هو اللي عامل فنفسـه"



نظرت له بحده ثم تحدثت بنبره منفعله عاليـه قائله وهي تجيبه علي حديثه: 



_"انت تبعد عن ابـني وملكـش دعـوه بيه فاهم!! ، سيبوه في حالو انا عارفه انك بتكرهه تلاقى امك الي مكرهاك فيه، مكرهـاك في ولادي"



رد عليها "حازم" بثبات : 



_"ابـنك انا لو سيبته لحاله اصلا ً ، هيروح خالص"



ثم أشار علي شقيقه وهو مسطح علي الاريكه غافل الأعين !!
ليردف قائلا مره اخري: 



_"ايه مش واخده بالك!! ، وأاه معلش انا أمي مبتكرهنيش في حد لأن ببساطه مربتنيش علي كده زي ما حسن وفريده طالعين ماشالله يعني العين عليهم جامده"



نظرت له بازدراء بعد حديثه لينتبهو هم لتلك التي تتجه اليهم مُسرعه من أثر الصوت والفوضي في منزلهم و ما ان رأت شقيقها متسطح علي الاريكه ويبدو عليـه التعب والانهـاك!!



فـ تحدثت" فريده" باستغراب مما يجول حولها قائله بلهفه :



_" فيه ايه ياماما وماله حسن نايم كده ليه!! "



لم تتفوه والدتها بكلمه بل ظلت تنظر لهذا الذي يقف أمامهم فتحدث "حـازم" قائلاً بسخـريه وهو ينظر لشقيقته :



"_لا مفـيش ، اصلي مليش دعوه زي ما أمـك بتقول و ابـقي خلي بالك من أخونـا بقا "



توقف هو عن الحديث ثوانِ ليكمل قائلاً بسخريه: 
_" قصدي اخـوكـي' 



ثم تركـهم ورحل من الشقه بأكملها تـحت نظـرات شقيقته المستغربـه لعدم فهمها الحوار الذي دار بينهم !، ونظرات اخري مشتعله حانقه غاضبه من تلك التي تسمي زوجـه والـده!! 



اتجـه هو ناحيـه شقته ثم أخرج المفتاح وهو يضعه بغير اهتمام ، ودلف إلـى الداخل ثم صفع الباب من خلفه كردة فعل لكبت أعصابه على الاخري!! ، دلف إلـى الداخل كان المكان هادئاً إلى حد ما ، انتبـه هو لصوت همهمات وشهقات من غرفه شقيقته !! ، عقد حاجبيه وهو يتجـه إلى الغرفه !! ، فوجـدها تبكـى والاخري تجلس بجانبها بحزن !! ، اتجه بلهفه إلـى الداخل وهو ينظر لها قائلاً بخـوف لاهف :



_"جميـله !! ، مالك يا جميلـه !"



رفعت "جميله" أنظارها تُطالعـه ، صُدم هو عندما رأي عيناها الحمراء الداكنه المتورمه !؟ ، نظرت له والدموع تهبط علي خديها بصمت ، اتجه لها هو سريعاً ثم جذبها إلـى أحضانه بقوه وهو يهدهدها رابطاً علي ظهرها بقوه فتحدث قائلاً لها بصوته المختنق المتحشرج :



_"اهدى يا حبيبتـى ، اهدى يا جميلـه.، بسم الله ، بسم الله !!"



قالها وهو الاخر مختنق بنبرته وهى تبكـى بانهيار فى أحضانه !! وكأن دموع عينيها كانت مخزونـه إلى وقت محدد وحان لذلك اليوم بالانفجار!! . ، نظرت لهم الاخري باعينها المكتوم بها الدموع ، انسحبت "نيروز" بهدوء من الغرفه تاركه لهم المساحه الكافيه لاخذ راحتهم فى البكاء واخراج ما بداخلهم ، انسحب متوجهه إلى باب المنزل تدلف من خارجاً حيث شقتها هـى!!




        
          
                
ظلـت الاخرى تبكـى باحضان شقيقها والٱخر يضمها بقوه بأحضانه رابطـاً على ظهرها بود 
تحدث "حازم" وهو يخرجها من بين أحضانه ليـجلسها على فراشهـا بهدوء:



_"مـالك يا جميله ، مالك ايه اللى حصللك؟؟"



طالعته والدموع تهبط منها بغزاره ثم تحدثت بين شهقاتهـا المتقطعه الممزقه لقلب الٱخر حتماً:



_"ليـه بيعمل فيـنا كده ليـه ؟؟ ،أنا تعبت يا حازم أنا لسه محتجاه والله العظيم غصب عنى بس مهمها حصل أنا محتجاه !! " 



صمتت من بين حديثها لشهقاتها المتقطعه ثم عاودت الحديث مره اخرى ببكاء:
_"حتـى ، حتى لو انت بتحاول تملى مكانه ، بس بردو لسه مكانه فاضى ، لسه فاضي والله العظيم !! ومحدش هيقدر يملاه غيره !!'



قالـت كلماتها بانهيار ، إحساس المهانه والكسره كان يظهر فى كل حرف كانت تخرجه هى من بين حديثها ، حروف وكلمات خرجت من هذا القلب المتهالك مباشرةً !!.
فهم هو مخزي كلماتها وحديثها ، نظر لها بخزى نظرات خائبه الامل والرجا من الٱخر ، هز رأسه بمعنى الاطمئنان لها وهو يأخذها بأحضانه وخرج منه حديثه المتحشرج وهو يقول:



_"أهدى ، إهدى يا جميله خلاص!، بصيلى محدش بياخد كل حاجه فدُنيتنا دي ، مش عاوزك تهلكى كل تفكيرك فـى المواضيع دي ، مش كل الوقت شاغله نفسك بـ دا ، اه هو صعب بس انتِ قويه وقادره تتحملى ، انتِ عارفه لما تفكرى بتوصلى نفسك ولنفسيتك لايه !، كلنا عندنا طباع وخِصال موجوده فينا وثابته كمان يعني الامل ميت انها تتغير!! ، هو كده مش هيتغير طباعه الجامده ثابته ، ويمكن تتغير !! الله اعلم !، بس أنا عاوزك ترمى ورا ضهرك ،فكرى بشكل ايجابي فحياتك ، أنا جمبك أنا وماما ، وكمان ياسمين ، ونيروز كلنا هنا معاكـى !، ومنقدرش نسيبك ! "



نظرت له تطالعه بأعين حمراء من كثرة البكاء وهى تخرج من أحضانه ! ، فهزت رأسها بهدوء لحديثه وهى تردف قائله بخفوت:
_"حـاضر "



استقام هو ثم انحنى مره أخرى ليطبع على مقدمه رأسها قبله حانيه بهدوء تزامناً مع حديثه لها قائلاً:



_'إرتاحـى يا جميله ، نامى وارتاحي الوقتي"
دثرها جيداً بالغطاء وهى تعتدل لتتسطح على الفراش ، ثم انتهى وخرج من الغرفه غالقاً الباب خلفه بهدوء ، خرج بعدم اقتناع لحديثه معها منذ قليل!! ، يفكـر متى سينتهو ا هما من هذا العذاب النفسى!! ، يفكـر ماذا لو كان الٱخر حنوناً معهم ، بالطبع لن يحدث كل ذلك !! .
_________________________________



كـان يجلس هو وشقيقه ووالديه بصالة المنزل أمام التلفاز يشاهدونه ، والاخرى فى غرفتها التى ما ان اتت من الخارج دخلت لتذاكر دروسها !!



تحدث "حامد" وهو يوجـه أنظاره لأولاده قائلاً. بحنق :
_"وانتــو بقا هتفضلو قاعدينلى كتير كده !، عاوز اتغزل فى مراتى لو سمحتم .!"




        
          
                
طالعته هي بخجل ، تزامناً مع نظرات أولاده الضجره لـه !!
_"مش كبرنا ياحج على الغزل والبتاع ده !"
قالتها "دلال" بخجل وهى تنظر له رامشه بأهدابها !!



جاءهم صوته وهو يُجيبها قائلاً :
_" كبرنا ده ايه يا أم غسان يا عسل ، طب والله انتِ اللى يشوفك ويشوف بنتك يقول ان انتِ الصغيره ! ده انتِ لسه بخيرك ولسه عسل زي ما انتِ "



ابتسمـت له هي بحب ، مع نظرات الاشمئزاز لكلاً من "بسام" و"غسـان"
وجه "حامد" أنظاره المستفزه لهم حتي يثير حنقهم أكثر وأكثر .



_"جرا ايه ياض انت وهو ، انتو مش شايفين ان في رومانسيه هنا ! ،، كل واحد ياخد بعضه ويختفي من هنا يلا !"



نظر له "غسان" وهو يتحدث قائلاً له بثبات ممزوج بالسخريه:
_" الرومانسيه بتاعتك دى عفى عليها الزمن يا حامد !"



بدل"بسـام" نظراته للهيام وهو يدرف قائلاً:
_"طب ونبى لتقولها تانى كده (يا ام غسان !) بدوب هنا والله !"



نظرت لهم "والدتهم " بخجل ،والاخرين تعلو ضحكاتهم بقله حيله من الاخر !! ، خرجت "وسام" من غُرفتها وهى تقف أمامهم بصمت و بشعرها الغير مرتب ،. تمسك القلم بايديها ثم تثاءبت وهى تضع يدها على فمها قائله لهم بينما هم ينظرون إليها ببلاهه ! :



_"معلش يا جماعة بس ،أين يذهب الإنسان حينما يشعر أن جميع الأماكن لا تناسبه! "



قالت حديثـها بجديه مرحـه مُضحكه وهى تحك رأسها بتفكير !! ، تجعل من يراها تتحدث كذلك بذلك المنظر يضحك عليـها! 
طالعها "حامد" بتمعن ، ثم أردف قائلاً بتلقائيه وهو يفرد ذراعيه لها :



_"لــحُضــن أبـــوه"



ابتسمـت باتسـاع وهي تتجه مسرعه له تدخل بين ذراعيه ، لتستكين بين أحضانه براحـه وهى تتحدث قائله بمرح:



_"البوب حبيـبى وحبيبنـا كُلنا وعم الناس واللهِ"



اعتلت ضحكاتهم جميعاً عليـها ، فتحدث "بسام" من بين ضحكاته بمرح قائلاً:
_"حاسس انك عاوزه تاخدى دُش. كده عشان شكلك مرعب بصراحه !"



نظرت له بحنق ، فتحدث "غسان" قائلاً بمشاكسه ماكره للٱخر:



_" طب ما تبس انتَ يادكتور ، متخلنيش أقول فثانويه عامه كانت ريحتك بتطلع عليا إزاي!"



قهقه جميعهم على حديثـه تزامناً مع النظرات الحانقه من الاخر لشقيقه ! 
تحدث "غسان " بعد دقائق قائلاً :
"_ انا داخل البلكونه شويه "



أومأو له جميعاً بالايجاب تزامناً مع ذهاب الآخري مجدداً لغرفتها ، فأصبح والديه وهو بمفردهم ، فتحدث "بسام" قائلاً بتساؤل مَرِح:
_" ايه يا كتكايت الحب مش ناوين تطيرو انتم كمان !"



_" بس ياض "



_" رايحين ننام يا حبيبي تصبح علي خير انتَ بقا"



اردف كلاً من والده ووالدته مع الترتيب، حديثهم ثم اتجها معاً إلى حيث غرفتهم والاخر يضع يديه على كتفيها بحب بالغ وهما يستندان بعضهما براحه إلى الغرفه




        
          
                
نظر هو بأثرهم بحنان ثم نظر حوله بريبه مصطنعه وتحدث قائلاً براحه وهو يجلس بأريحيه على الاريكه قائلاً بخبث:
_"حلو أوي ، كده الواحد يفتح إمبى سي3 علي رواقه !!"



__________________________________________



«تطمئننى عينيك بأن كل شئ على ما يرام حتى و إن احترق العالم فانتَ هنا و انتَ عالمى.»



يُنظـر كلاً منهم لسـقف الغرفه وهمـا مُسطـحان على الفراش بجانـب بعضهـما ، إلتفت هو برأسه لها يطالعها بعد وقت مرَ عليهما وهما كذلك ،وجدها شارده ويبدو من نظرة عينيها التائهه للأعلى أن بها بعض الحزن ، الذي استشفه هو ، تنهد يأخذ أنفاسـه وهو يتحدث قائلاً :



_" سرحان فـ ايه يا جَميل ، بتحبنى زياده على حـُبك ليا ولا ايه ؟"



التفتت له تطالعه وهي تبتسم بخفه على حديثـه ، فتحدثت "ورده" قائله بهدوء من بين ابتسامتها الواسعه:
_" كده كده بحبك ، ومبسوطه كمان اوي انك هتنزل معانا مصر "



ابتسم لها تزامناً مع تنهيدته الواثقه وهو يردف قائلاً :
_" بس حاسس انك مش مبسوطه اوى، فيكِ ايه يا ورده !"



صمتت لثوانِ ثم اردفت قائله بهدوء:
_"هو انتَ عارفنى كده ازاي!!"



_"أصلك ورده ! والورد مبيلفش ويدور ، لو حزين بيدبل علطول ويبان عليه ! ولو مبسوط ببقا مُبهج والانظار كلها عليه !"



قالها وهو يعتدل على الفراش يجلس عليـه وهو يطالعها بسهام عينيه الحنونه !!



ابتسمت له باتسـاع وتأثر وهي الاخري تعتدل جالسه بجانبه ، طالعها هو مجدداً بنظراته يطالبها بإخراج ما بهـا !
نظرت له بتردد ثم تنهدت تأخذ أنفاسـها قائله:



_" كنت بكلم ياسمين وقالتلـى إن نيروز مش متظبطه ومش احسن حاجه يعنى مبقتش زي ماكانت بقت تتزهق كتير ومش بتقعد دايماً معاهم ! ، تفتكر بترجع لنقطه الصفر؟"



جاءها نبرته الهادئه فى الحديث وهو يقول,:
_" هو أنا ممكن أقولك حاجه ملهاش علاقه بالسؤال، وهى أن نيروز دايماً بتخافو عليها وتعاملوها بطريقه زياده عن المألوف شويه ! ، يا حبيتي كل واحد وليه طاقـه معينه ، وانا شايف ان مش لازم كل شويه تبينوا قلقكم عليها لان كده اصلاً مش بيخليها تتقدم لقدام ، وعلفكره هى كويسه وقويه كمان بس محتاجه تدى لنفسها الفرصه مش حد غيرها خالص ، عشان لما تبدأ تبدأ صح من تانى! ، كلنا بيجيلنا وقت بننهار باختلاف المده اللى بتقعد عندنا كل شخص وعلى حسب قوة تحمله ، ونيروز شخصيه ان شاء الله تستحمل عاوزك متشيليش هم كل حاجه على قلبك ، و انا محتاجك تفكري فكل حاجه بنظره تانيه غير المعتاده عندك! عشان تعرفى تعيشيى وتتحملى"



كانت تستمع الى حديثه باهتمام ، فتنفست بعمق ثم تتحدثت قائله بهدوء :
_" مش عارفه يا بدر !، صدقنى نيروز بتتحمل كتير بس عند نقطه معينه وبتنفجر لما طاقتها بتخلص بتبقى شخص تانى ، حاسه من كلام ياسمين انها خلاص على ٱخرها ! ، وكمان عمى ، انا كل شويه بفكر فكلام عمى ليها لما ياسمين قالتلي هو قالها ايـه ، قالها كلام محدش يستحمله الغريبه انها ساكته علطول مدتش رد فعل دي حاجه تقلقنى هو اخ مش دايماً بتدي رد فعل بس المرادي قال كلام صعب وأنا وياسمين وهي اللى عرفناه يعنى لما ماما عرفت معرفتش هو قالها ايه متخيل تكون شايله كل ده وساكته ؟"




        
          
                
_" انا حاسس لما ترجعى وتروحيلهم الدنيا هتتحسن لما يشوفوكى ، صدقيني كل حاجه هتبقي تمام والاجواء هتتغير كده من الكبت للفرحه لما تروحيلهم بعد غياب ، بالنسبه لعمك فـ أنا مش حابب اتكلم بحاجه تخصه لأن انتِ عارفه!! "



قال حديثه وهو ينظر لها بعمق عينيها الخضراء وهو يمسك يديها يدلكها بحنان بالغ ، ابتسمت هى له وهي تنسحب داخل أحضانه الدافئه ، فتنهد هو بعمق يأخذ أنفاسه بشرود 
جاءه صوتها بعد دقائق وهي تتحدث قائله بثقه:



_"أنا متأكده انك انت كمان شايل فقلبك و ساكت مش هتحكيلى ايا بدري؟؟"



تنهد يأخذ أنفاسه وهى بأحضانه ثم تحدث قائلاً :



_" شيل هم الاخوات ده صعب علفكره حاسس بيكى ، أنا كمان مش احسن حاجه ، ٱدم بقاله كتير مبيكلمنيش ، ومكمل فطريق هلاكه لنفسه بردو ! ، حتى مراحش لعمى يزوره ، ولا حتى اختى راحتلهم لسـه ، بس اختى انا مقدر انها مش بتعرف تخرج عشان البيت وجوزها وحماتها ، انا من الاخر يا ورده حاسس اننا متفككين كده! أو مش عارف"



خرجت من احضانه بهدوء وهي تبتسم قائله ،محاوله بث الامان له:



_" اي رايك لما ننزل تحاول تلم الشمل ونعمل حاجه مختلفه ونتجمع كلنا حاسه ان هيبقي فى فرق ولا ايه رايك!؟ ، متأكده ان كل حاجه هنبقي تمام ، واختك ظروفها معروفه، حتي ادم فى جانب كويس غير انه طيب صدقنى هيبقي تمام ، انتَ احلى اخ بجد واحلى حبيب وأحلى أب يا بشمهندس بدري"



ابتسم لها بحنان وهو يومأ لها بالايجاب تأيداً لحديثـها ثم طبع قبله هلى خديها بخفه ،فتحدثت هى من جديد بعد ثوانِ قائله وهى تسمع صوت بكاء "يامن " من الغرفه الجانبيه:



_" شوفت اهو كده كملت هروح اشوفه يمكن يجي يحكيلنا احزانه هو كمان !! "



اعتلت ضحكاته على حديثـها وهو ينظر بأثرها عندما هبطتت من علي الفراش متجهه ناحيه باب الغرفه تخرج منه بقلة حيله !!
__________________________________________



كان قد مر الوقت وكانت هى تجلس شارده فى حالة ابنتها تفكر بـها وبانهيارها بأحضانها منذ وقت مر ! ، انتبهت له وهو يدلف إلى داخل الغرفه بعدما اتى من غرفة المكتب الخاصه به !! ، نظر لها ثم تحدث بغير اهتمام وهو يقول:
_"صاحيه ليه؟"



نظرت له "عايده" بصمت ثم اردفت قائله باقتضاب :
_"مفيش !"



قلب عينيه بملل وهو يتجه ناحيه المرحاض الداخلى بالغرفه ، فـ قاطعت هى سيره بنبرتها الٱمره:



_",استـنـى!"
التفت لها يطالعها بتسـاؤل ، نظرت له بتردد ، كادت ان تواجهه مدافعةً عن ابنتها يحترق قلبـها عليـها ولكنها لا تستطيع المواجهه !!
تحدثت قائله بتردد محاوله تغير ما كانت تنوي قوله:



_احنا معزومين بعد بكره يوم السبت عن دلال واستاذ حامد ! "



_"مش فاضى ورايا شغل"
قالها باقتضاب ، فتحدثت هى مره اخرى قائاه بهدوء:
_"لازم نعمل الواجب طالما اتعزمنا"




        
          
                
_"وانا قولتلك يا عايده انى مش فاضي روحي انتى ،"
قالها وهو يتجه مره ثانيه الي المرحاض !، فتحدث قائلاً مره اخري وهو يدلف الي الداخل:
_"وقومى طلعيلي هدوم البسها عشان رايح لزينات"



نظرت له وهو يغلق الباب خلفه ، نظرات معاتبه ، خائبه الرجا والأمل من تصرفاته الدائمه معها ومع أولادها !!
______________________________________________



_"يعنى مش هتقوليلي ايه قافل مزاجك؟"



نظرت "نيروز" لشقيقتها قائله بهدوء وهي تبتسم بسمه صغيره متكلفه:
_"عادى يا ياسمين مفيش حاجه !"



نظرت لها "ياسمين" ثم تحدثت قائله وهي تطالعها بتمعن:
_"أنا حازم قالى ، وعارفه انك زعلانه عشان جميله ، نفسي مره اسالك وتجاوبينى ايه مزعلك بجد"



_"مش حابه اتقل عليكـى "
قالتها "نيروز". بتلقائيه ، فتحدثت الأخرى قائله :



_" والدموع المحبوسه فعينك دي مش ناويه تنزل وانا موجوده جمبك عادي ولا انتِ هعيطى خلاص؟؟؟"



هربت هي بانظارها وهي تنظر لاي مكان غير عينين الاخري !! ، نهضت "ياسمين" تقف ثم تحدثت قائله بتفهم لحالتها :



_" هسيبك تقعدى مع نفسك زي ما انتِ عاوزه بس انا موجوده فـى أي وقت ونفسي نتشارك الزعل سوا !!"



رفعت "نيروز" أنظارها تطالع أثرها وهي تذهب من أمامها بعدما قالت حديثها وذهبت!



استقامت لتقف متوجهه حيث مكانها المفضل فـى الشُرفـه !
دلفت الي داخل الشرفه ثم وقفت رفعت رأسها بأسى وهي تنظر إلى السماء بشرود
وفي تلك اللحظه كان الاخر يقف نفس وقفتها تلك فى الشرفه الجانبيه لـها !! ، نظرت هي بعينها العسليتين إلـى السماء ، تنظر بتمعن وكأنها هي من تحتضن السماء بأعينها !



_" فى معلومه بتقول اللى بيبص للسما كتير يإما بيحب يإما فقد شخص غالى عليه "



التفتت منتفضه حينما جاءها صوته ، التفتت تنظر لهذا الواقف فوجدته يقف نفس وقفتهـا وهو ينظر إلى السماء وكأنه لم يقل شيئاً قبل عدة ثوانِ !!
خرج منها صوتها الخافت وهي تقول بتردد:



_" بس أنا مش .. بحب"



قالتها ببطئ خافت لتجيبه على حديثـه !، فالتفت هو بأنظاره لها يطالعها ، فـ تنهد غسان" يأخذ انفاسه ببطئ وهو يردف قائلاً :



_" سابك غالـى عليكِ !"



نظرت له بصمت وهى تهز رأسها بالايجـاب فجاءها صوته وهو يجلـى حنجرته قائلاً بثبات:



_"عارفه أحلى حاجه ربنا قالها ايه عن الموت!"



نظرت له بصمت ، ولكنه ممزوجاً بالفضول ، جذبها حديثـه ! ، هزت رأسها بتساؤل له دون وعى ، فنظر هو لها من جديد قائلاً بعقلانيه:



_وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ"




        
          
                
جاءه صوتها وهي تجيبه قائله بتأثر:
_"صدق الله العظيم"



_" الدنيا دى محدش بيديم فيها للتانى ،. فبنموت عشان نبقي لبعض و مع بعض فالٱخر علطول فاهمه حاجه؟"



توترت حينما فهمت إلى ما هو يرمي لها بحديثـه ، تسارعت دقات قلبها بسرعه وهى تفرك بيديها بهدوء !! ، فتحدث"غسان" من جديد قائلاً مره اخري بتساؤل:



_" قلبك بيدق جامد ليـه؟"



نظرت إلي الجهه الاخري بحرج ثم صمتت لثوانِ ، و اردفت مره اخري بتساؤل لإرادتها بأن تعلم من صاحب تلك المقوله تحديداً أهو أم توأمه الاخر أصبحت لا تفهم شيئاً ؟!:
_"هو ، هو انت مين ؟"



ابتسم ابتسامه صغيره لاحت علي شفتيه بالطبع لن تراها هي بوضوح لظلام المكان من حولهم ! او بمعنى أصح تلك الاضاءه الضعيفه !؟
_" عاوزه تعرفى اوي؟"



نهرت نفسها لتسرعها وهى تسأله ذلك السؤال ، بالطبع كانت تريد ان تعلم من هو صاحب تلك الكلمات الهينه أ هو نفسه من رَمت حذائها ليصطدم برأسه ، والذي أعتذرت له أكثر من مره أم الاخر !! ام من ؟



_"عن اذنك"
قالتها سريعاً بخجل وهى تنتجه ناحيه باب الشرفه تخرج منه. وقبل ان تضع قدميها خارجها جاءها صوته وهو يجيبها قائلاً :



_" لو عاوزه تعرفى فأنا اللى دماغه لسه وارمه من جزمتك! ، انا «غسان» المبطوح منك!!"



ابتسمت تلقائياً وهى تخرج من الشرفه ، حتى تحولت البسمه إلـى ضحكه خافته وهي نتذكر ذلك الموقف معه ! 



اعتدل فى وقفته هو الاخر وهو يمسـك زُجاجه المياه البارده ليـشرب منها !! 
كعادتـه فهو يعشـق شرب المياه المُثلجه البارده في كل الأجواء ، حتى وان كانت غير مناسبه ، وخاصةً في ليالى الشتاء القارصه!!
________________________________________________



«صديق السوء دائما يدعوك للفساد ، فبعض الاصدقاء فى الحقيقه هم أعداء ولكن يا ليتنا نشعر قبل فوات الٱوان !»



_" مش شايف يا شريف انك زودت اوى على حسن وخليته يتقل فالشرب ، ده ماشي مش شايف قدامه !"



هتقف "ٱدم" بهذه الكلمات وهو ينظر للاخر بتمعن وترقب !!
نظر له "شريـف" بغير اهتمام وهو يتحدث قائلاً :



_"أنا عزمت وهو داس أوى ، يعنى مليش فيه! ولا انت َ قلبك رهيـف وخايف ! ، وبعدين ما كلنا فالهوا سوا مالك!"



نظر له "ادم" بقله حيله وهو يردف قائلاً:
_" اه كلنا فالهوا سوا ، بس انتَ موصلتش لمرحله حسن يا شريف ! ، وبعدين ده بيجرب ويشرب اي حاجه وخلاص من غير ما يعرف ده مبيقولش لا يعنى متضغطش اوي فالعزومه عليه!"



_"متقلقش عليـه يا خويا هو أصلاً مسطول لوحده!!"



قال "شريف" حديثـه بتهـكم وهو ينظر للٱخر 
طالعه" ٱدم" بقله حيله ثم صمت هو الاخر لا يعلم ماذا يُجيب من تصرفات صديقه !!




        
          
                
___________________________________________



مر الوقت وذهب هو إلى شقته حيثُ زوجته الثانيه ! ، فـَ
تحدث "سليم" قائلاً وهو يجلس بجانب زوجته على الفراش 
_"حسن جه من برا؟؟."



نظرت له"زينات" بتردد وهى تتحدث قائله:
_"اه ، اه يخويا جه ونايم كمان من بدري جوه ، فى حاجه ولا ايه؟"
بالطبع سألته هذا السؤال ترقباً وخوفاً من أن الٱخر قد قال لوالده شئ مما حدث مهم منذ وقت !!



_'لا مفيش"



تحدثت هي قائله من جديد تحاول سب أغواره لموضوع ما!
_" مالك كده سرحان بتفكر فـى ايه؟"



اجابها قائلاً بهدوء:
_"متشغليش بالك "



نظرت له "زينات" بخبث قائله :
_" مشغلش بالي ازاى بس يا خويا قولى ايه شاغلك يكونش البت ياسمين ولا نيروز عندهم حاجه!"
قالت حديثها بمكر حتى تجعله يأتى بحديث معين هى تريده أولاً بالاساس !!



_"فكرتينى بالمحروسه قال ايه عاوزه تنزل تشتغل ولسه مديتهاش موافقه لحد الوقتي "



ردت عليه "زينات ", قائله بهدوء مصطنع عكس ما يجري بداخلها:



_"وماله يا سليم ما تنزل تشتغل احنا يعنى خسرانين !، خليها يخويا تغور والرجل تخف عند بنتك ، ما هو دي تروح لـ دي وبنتي فالنص وحيده ! ، سيبها مش خسران انت حاجه ،. ده احنا ممكن نبقي كسبانين يمكن العروسه تحن و توافق على حسن من تانى الله اعلم !"



فكر هو بحديثها ، وأنساق وراء ما كانت تريد هي من البدايه ، رد عليها قائلاً بتفكير:
_"تفتكري!!"



بالطبع كبتت الحقد والغل بداخلها وهي تجيبه بـ :
_"ومفتكرش ليه اسكت خلينا نخلص !"



_"طيب هبقى اقولها تنزل"
قالها بغير اهتمام مما جعل الاخري تبتسم بانتصار وغل بٱن واحد !!



_"قايمه راحه المطبخ وجايه تاني اعملك شاي؟"



نظر لها وهي تستقيم ناهضه ، ثم تحدث قائلاً :
_"لا مش عاوز "



خرجت وهى ممسكه بهاتفها الي خارج الغرفه ثم فتحت صفحه الرسائل الخاصه بها وصغطت على الصفحه الخاصه لـ"ياسمين"
دقيقتان ثم ارسلت لها رساله محتواها :.



_" بداية لموافقـه عمك، مبروك من برا قلبي"!!
ارسلت الرساله ثم أغلقت الهاتف بغل وهي تتجه مره اخري إلي الغرفه تكبت حقدها من جديد !!
__________________________________



كانت جالسـه تبعث بهاتفها بغرفتها بمـلل تقوم بارسال رسائل لـ "حازم" تاره وتتصفح هاتفها تاره!! ، جاءها إشعار يعلن عن قدوم رسالة مـا!! ، نظرت هي إلى مُرسل الرساله فوجدتها زوجـه عمها ، فتحت الرساله ثم قامت بقرائـتها 
سريعاً سرعان ما لاحت علي شفتيها ابتسامة الانتصار المتلذذه! ، ثم قامت هي بالضغط علي لوحة المفاتيح الالكترونيه لتقوم بالرد علـى محتوي رسالة الاخري :




        
          
                
_" اكيد هتبقى من برا القلب ، انتِ للصدفه الحلوه معندكيـش قلب أصلاً يا مرات عمـى" ضغطتت بالارسال بعدما وضعت رمز تعبيري كقبله لتثير حنق الاخري!!.
ثم وضعت الهاتف تحت الوساده علي الفراش وهي تبتسم بانتصـار وكأنها انتصرتّ في معركه للتو !
______________________________________________



مـر الوقت عليـه وهو يقـف فـى الشرفه ، عقد العزم أن يخرج هـو منها ، دلف "غسـان" بخطوات بطيئه إلـى خارجـها متوجههاً حيث صالة منزلهم ، فوجد شقيقه يجلس بأريحيه على الاريكـه الطويله التى توجد بالصـاله ، كان الاخر مندمجاً فى مشاهدة التلفاز أمامه ، فاتجه"غسـان" ليجلس بجانب شقيقه "بسام"
ثم التفت له ووجه أنظاره للٱخر !



_"خـشيلى كده شويه، ونيم الكنبه دى خلينا ننام عليها"
قال "غسان"حديثه للاخر وهو يجذب الغطاء بيديه من المقعد الذي بجانبه بذراعيه فقط !



انتبه له "بسام" ثم نظر له مبتسماً وهو يقول:
_"اشطا ، ويلا اتفرج معايا"



فرد الاخر الغطـاء عليهما بعدما تسطحا على الاريكـه بوضعية النوم !



_",ايه ده يالاا"
هتف بها "غسان"باستنكار للٱخر وهو ينظر لشاشه التلفاز !!



_"دى دورا "
قالها ببساطه وهو يحرك كتفيه بالامبالاه مثبتاً أنظاره على شاشة التلفاز من أمامه !



_"العــامــيــه !!!؟"
هتف بها "غسان" بصوت عالى نسيباً بملامحه المستنكـره الممزوجه بالسخريه من شقيقه!



هز له "بسام" رأسه بمعنى التأكيد لسؤال شقيقه المستنكـر!



نظر له "غسان" بصمت بتعابير وجهه الخاليه ثم ثوانِ ومد يده للاخر وهو يُحدثه بلهجه ٱمره



_"هــات الـريمـوت"



_"ولو مجبتوش يابو الغساسين !"
قالها "بسام" بمراوغـه وهو يبتسم بعبثيه للاخر.
ابتسم له "غسان" ببـرود وهو يهتف قائلاً بثبات:
_" بـراحتك"



عقد الاخر ما بين حاجبيه بتساؤل ، وهو يري شقيقه يهتف تلك الكلمه وسرعان ما قام على فجأه ثم جلس فوقـه ببرود وكتم أنفاس الاخر وقام بربط يديه باحتراف وهو يأخذ من بين يديه عنوه !!



كان يتحرك "بسام" بعنف وهو ويهتف بهلع للاخر :



_" خلاص ، خلاص انا اسف يا غس واللهِ"



_"وقتك خلص ابدأ ضرب منين ،؟ انطــق؟"



نظر "بسام" لشقيقه بتعابير وجه ضاحكه ممزوجه بالخوف فتحدث الاخر بترجي 
_"ونـبى لا ، خلاص ، خلاص يا بو الغساسين بقا"



في تلك اللحظه كان قد خرج والدهم من الغرفه متجههاً حيث المطبـخ حتى يأتى بزجاجه مياه !! ، توقـف حينما رأي ذلك المنظـر من أمامه ، شاهقاً شهقه عاليـه نسيباً مردفاً بـ



_" ااه يا رخاص ياولاد الكلب !! ... بتعمل ايه يازباله انتَ وهو!!"



نظرا له الاثنان بتعابير وجه منصدمـه ، فتحدث "بسام" سريعا ً محاولاً شرح الموقف !
_"بابا !! ، متفهمناش غلط!"



هزه "غسان" بقوه وهو يبرك فوقه يتحدث معنفاً شقيقه :



_" انت متخلف!! ، انت كده بثبتلهيا غَبى !"



_"يبثبتلى ايه يا زباله يا رخيص انت وهو !!"



نظرا الاثنان لبعضهم ثم وجههو نظراتهم لوالدهم ثم ثوانِ وانفجرا كلاً منهما بالضحك عاليـاً !



_"بتضحك؟، بعت نفسك بكام يا دكتور يا رخيص!!"
قالها "حامد" باسمئزاز معنفاً "بسـام"



ابتعد "غسان" عن شقيقه بسرعه ، عندما انتفص الاخر مدافعاً لنفسـه وهو يقول :
_"والله ياحج ما فى حاجه انت ظالمنا ، افهمنا بس "



_"اخرس يا كلب ، يعنى دكتور وكمان رخيص يا كلب!!"



قهقه "غسـان" عالياً خاصةً انه يعلم ان والده يمزح بالجديه الزائفة فقط لاثارة حنقهم ! 



وجههو جميعاً نظراتهم لبعضهم بصمت لمدة دقيقه ثم ما أن انتهت تلك النظرات ، وانفجر جميهم بالضحك عاليـاً تزامناً مع برك "بسام" أرضاً من فرط ضحكاته العاليه الرنّانه !



تحدث "بسام" من بين ضحكاته وهو يقول بحب مازحاً:



_"وربنا يا حامد دماغك دي!! ايه بس دمك زي العسل ،"



هندم والده ملابسـه ثم عدل من وضعية ياقته الوهميه بغرور وهو يهتف بـ
_"منا عارف ياض دمى خفيف مش يلطش زيكم!"



ضحكو الاثنين عليـه بخفـه وهو يقف أمامهم ، وكانت ضحكات ممزوجـه بحب العائله السويه القويه !! ، عائله بذلت قصارى جهدها ليحصد مالكها زرعها النقى النظـيف نتيجـه زرعـه بعد تعـب من بذلً الجهد!!
ظلو ينظرون لبعض بالضحكات المرحه وهم يتحدثون مع بعضهم بـ المشاكسـات الضاحكه لكلاً منهم ، يتبادلون جميع النظرات الجيده الدائمه مهما مرّ العُمـر ، ولكن النظره الدائمه لهم تكمن دائماً بـ دفـئ الحب !! 



_________________________________________________
انتَ ِ !!
ايوه انتَ اعمل ڤوت يا عسل عشان أخر نجمه خدتها كانت فالحضانه! تخيل؟ يعني من وقتها مفرحتش!
فرحوني بقا 🥰.

google-playkhamsatmostaqltradent