رواية عودة الوصال الفصل السابع 7 - بقلم سارة ناصر
«أما عن يُوسف "فأسرها في نفسه"
وأما يعقوب "وتولي عنهم"
فأما مريم "فلن أكلم اليوم إنسيا"»
''وأما عنك أنت فلا تبُح لأحد عن ما في قلبك إلا لواحدٍ ، إلا لخالقـكَ ، وطبيبك من بعده لعلكَ تُشفـى من نداباتك التى بداخلك !!''
كـان قد مر الوقت بعدما نزلت هي من منزلها واتجهت إلي الوجهه التي عقدت العزم أن تذهب هي إليـها ، جلست تفرك يديها أمام الجالس أمامها بتوتر ، طالعها هو بتمعن ثم تنهد قائلاً وهو يوجه أنظاره إليـها قائلاً بهدوء:
_"متوقعتش تجيلى تاني يا "نيروز" بس اللى مُتأكد منه إنك أكيد مقولتيش لمخلوق انك جايه هنـا !و متأكد من كده زي ما انا متأكد انك قاعده قدام عينى دلوقتى.!!"
طالع هو حالتـها وفركها الهادئ ليديها وانخفاض رأسـها لأسفل .
دق قلبـها سريعاً. ورفعت انظارها له بصدمه داخليـه ومفاجأه بعلمه بما تُفكـر فيه هى!!
أيقنت هى من المفأجأه أنها أصبحت مكشوفه أمامه بعلمه لتفاصيلها الصغيره!! حتي وان غابت عنه لفتره !!
رفعت رأسهـا تُطـالعه ، فنظر لها هـو يطالـبها بالحديث وإخراج ما بداخلـها من شُحنات سلبيـه تؤثر بها !! ، حدجت به لثوانِ ثم وجههت أنظارها على المكتـب البعيد عنها قليلاً وخاصةً علقت أنظارهـا على تلك اللوحه الخشبيه الصغيره الملونه المُستعلمه عن هويـه الاخر ، والذى كان مكتوباً عليـها
«د/ عاصـم أمـين"» أوقفت نظراتها وراجعـت نفسـها لبرهه أحقاً هى إلى الٱن لازالت مريضـه !! ولن تتعافى!!
_"لأ ، مش اللى بتفكـرى فيـه ، انتِ مجرد إنسانه بتبدأى صح مش لسـه زي ما انتِ فاكره "
طالعته بريبه وصدمه فى ٱن واحد ثم أردفت قائله محاوله الثبات:
_"أنا جايـه عشـان تعبـت ، تعبـت من انى مبعرفش أواجهه لحد الٱن، قالى كتير وزعلنى وكسر فيا حاجات كتيـر ، وأنا ليا طاقـه وعند حد مُعين بنفجـر ، جايه مستغربه انى لحد الٱن ليه طاقتي مبتخلصش عنده !! ، ليـه مستحمله وساكته ، ليـه ببان ضعيفـه قدامه !! "
نظر لها "عاصم " بتعابير وجه خاليـه فتنهد يأخذ أنفاسه قائلاً بهدوء :
_"يمـكن لانك قولتى قبل كده فوسط الكلام انه شبه باباكى !! "
أجابته "نيروز" بارتباك قائله:
_"أيوه بس عمى حاجه وبابا حاجه !"
_"بس أنا مقولتش ان هم الاتنين نفس الشخص !! ، أو مأقنعتش نفسي بكده لمجرد الشبه زى ما عملتى انتِ ؛ انتِ عارفه انك بتثبتى لنفسك أن روحه موجوده معاكى؛ ومبتقفيش لعمك لمجرد الشبه بينه وبين باباكـى ، عارفـه انك بتعملى كده لمجرد لو واجهتيه باباكـى يزعل ، ده اللى بتقوليه لنفسك بصمت مع انك مش مقتنعه بس عاوزه تقتنعي أنه كويس وبيعاملك كويس عشان ميبقاش فرق بينه وبين باباكى وتحسي انه لسه معاك ِ فعلاً !!"
طالعته بصمـت وقله حيله من علمه لما يدور بداخلها فتنهدت قائله أخيراً :
_"بس أنا مش مجنونه !! "
_"وايـه الجنون اللى فكده !! ، انتِ مقتنعه من جواكِ انك مجنونه ؟؟"
فركت يديها تجيبه بتوتر:
_"ساعات ، لما بلاقي شخص بيهين فيا ويكسرنى وساكته !! ، بالذات لو اللى قدامى مش بيعمل كده زي ياسمين، ياسمين علمتنى ان دي حاجه غريبه لو أنا سُكت عن حقى فبعتبرها جنون منى!"
اجابها "عاصم" بتفهم لحالتها :
_" بس ياسمين مش انتِ وانتِ مش ياسمين ، خلينا نقول لما حد قالك حاجه زعلتك حسيتى بايه! أو مثلاً كان امته أخر مره !!
فركت يديها بتوتر قائله وهي تنظر أرضاً:
_"النهارده قبل ما ٱجى بشويه!!"
طالعها هو بتمعن وهي تقص عليـه ما حدث لها منذ قليل ممسكاً دفتراً بيده صغير شكله مريحاً للأعصاب ! ، دفتر كان خاص بها على شكل ورود كثيره كما تحب هى أحضره لها فى جلساتها حتي تنتبه وتتفاعل معه عندما أخبرته انها تعشق الورود في أول جلساتها من سنوات ! ! فهى تعد حاله قديمه بالنسبه له وتأتى له على فترات ، ومازال إلى الٱن محتفظاً به محتفظاً بدفترها الذي يدون به ما تقوله من ملاحظات !!
________________________________________________
مَـرت السـاعه بعدما ٱتى هو من الخارج من عمله، كان يقف بالمطبـخ يدندن بعض الألحان بطريقه مرحه ، يجهز عدة شطائر وأكواب من العصائر المختلفـه عن بعضها بطعمها! أخذ "بسـام" يتجهز الطعام وهو يعده بانتظام وتلذذ !! مرتدياً تلك"المريله" الورديه الخاصه بالمطبـخ ! على قميصه الابيض المفتوح من أوله ثلاثه أزار بإهمال من وقفته!!
في الغرفه الجانبيه كان يقف "غسان" ممسكاً بصندوق متوسط الحجم بيده كان قد دخل به المنزل عندما هبط وعاد من جديد ، خرج من غرفته متوجهاً حيث الغرفه الأخرى الخاصه "بشقيقته " ، دق الباب عدة دقات. خافتـه فأذنت له هى بالدخول ! وهي تجلس بمكتبها تُذاكر دروسها .
اتجه ناحيتها ثم جلس على المقعد أمامها
قائلاً لها بهدوء وهو يشير على المقعد الٱخر الذي يوجد بجانبه:
_"تعـالى "
اتجـهت له بحماس من ذلك الصندوق الذي يوجد بيديه !!
_" افتحيـه يلا"
أخذته منه عندما مد يده وأشار لها بأن تأخذه وتفتحه أمام نظراته !!
فتحته بحماس لتجد به أشياء عديده محببة لها ، أولهم كانت عدة أقلام كثيره مختلفه الألون وأقلام تحديد ملونه وأكثرها اللون الاصفر منه الذي تفضله هـى ، والثانى كان كوباً متوسطـاً الحجـم مرسـوم علي واجهته أقلام خشبيه والوان ولوح رمزيه صغيره ، اشياء تشير إلى حلمها وكان مكتوباً عليـه باللون الأسـود والابيض معاً
" You can do It"
والاخر دفتريـن من اللون الازرق والاسود ، بالإضافة إلى عُلبـه ألوان خاصه برسمها الذي تعشقه ، وكان ٱخر شيئ موجوداً كان عباره عن بوكس صغير الحجم بلاستيكـى به عده أوراق ملونه يوجد بها العديد م الرسائل اليوميه التحفيزيه لها !! ، عرفته هى على الفور من مجرد شكلـه المألوف بالنسبه لها !
كان يطالعها بحنان واهتمام ، رفعت أنظارها هي له بتأثر قائله بنبره متحشرجه :
_" كل ده عشانى ؟؟ "
_" وقليل عليكِ ، أى حاجه تتشري بمال قارون كلـه ! عجبوكِ ؟؟"
اجابته بتأثر حينا سألها :
_"أووى ، عجبونى اوي ، وانا بحبك أوي هات حضن"
_"لأ ، مراتى بتغير عليا"
قالها بمشاكسـه ، فضحكت هي بخفه قائله باستنكار:
_"دى يا ويلها اللى هتبقى. مراتك يا غُس خطافه الرجاله الحلوين دي يا ويلها بقولك اهو من الوقتي"
قهقه هو هلى حديثها قائلاً:
_" بس يا بؤ ، بصي بقا الحجات ديه بدل اللى تاهت وضاعت منك فى العفش والبهدله الايام اللى فاتت ،. وكمان عشان تبدأى بنفس مفتوحه على نضافه كده !"
ابتسمت له بحب قائله :
_" طول عمرى ببدأ صح فى كل مره بيكم !"
ابتسم هو لها بهدوء فتفاجأوا هم بصوته مقترباً منهم وهو يدخل الغرفه على فجأه غير منتبهاً لهم !!
" شيماءءءء ، شيمااااءءء
جـا جـا جـاا ، ٱشوشــووو"!!!"
أخذ يدندن هذه الكلمات وهو يتقراقـص ، حاملاً الصينيه بيده والسماعات فى أذنيه
كانا الاثنين يتابعانه باستمتاع جلى علي وجوههم !! ، كان يشاهدان بمرح يكتمون ضحكاتهم حتى لا يقطعون ذلك المشهد المضحك أمامهم
أنتبه هو لصوت الضحكات الخافته ، ثم خلع سماعات الاذن بسرعه واضعا ً الطعام على الكرسي بجانبه ، و وضع يديه بصدمه مصطنعه علي صدره يخفيه ويخفي المريله الخاصه بالمطبخ قائلا ً وهو يتصنع المفاجاه!:
_"غـســان!! ، متفهمنيش غلط ، أنا.. أنا بيسـو اه بس راجل أوي"
قهقه الاثنين علي حديثـه فشاركهم هو الاخر الضحكات ، حتي تحدث "غسان" من بين ضحكاته:
_" كمـل فصلتننا معاك ليـه !"
ابتسم له بخفه فاردفت "وسام" قائله:
_" جرا ايه يا عم بيسو ، وايه الاكل ده كمان !"
_" انا قولت بقا البت ثانويه عامه وغلبانه وشحاته ومكسوره وحزينه ، ومكتئبه ومسكينه ، وكمان جايه من برا من شويه من الدرس ولسه عليكى درس وحاجه اخر بهدله ، فقولت اروق عليكِ واعطـف ، وكلو بثوابه !"
قالها بمرح ، فتحدثت الاخري بحنق:
_" طب وريلنا السندوتشات الجميله دي كده بتنادي علينا ليه"
تحدث" غسان " مردفاً وهو يغمز له بطرف عينيه :
_" عال وعـ المظبوط يا حنين !"
_" أحنا نيجـى فيك ايه يا بو الغساسين يا مغسن يا معلم انتَ"
قالها بمشاكسه وهو يغمز للاخر بمرح
_"لا أقنعتنى ، وبقولك ايه انا عندي صداع أخد ايه ليـه !! "
قالها "غسان " بتساؤل للاخر فرد عليه شقيقه قائلاً ببساطه:
_" لا معرفش الصراحه !"
عقد "غسان " ما بين حاجبيه قائلاً بحنق:
_" هو ايه ده اللى معرفش انت مش دكتور يا بارد انت!"
وضع "بسام" يده علي راسه ثم تحدث قائلا بجديه زائفه:
_" أوبس ! نسيت ، دايماً بسقط الحوار ده أنا ، معلش عليا دي ، قوم تعال معايا اديك برشامه تروق دماغك وتوديك فمكان غير المكان وحاجه ايه صنف جامد!"
عقد "غسان" ما بين حاجبيه متسائلاً باستنكار من بين ضحكات الاخري:
_" انتَ ليه زانق نفسك فجو السرسجه والاجرام ! ، انتَ دكتور ياض بجد؟؟"
_"اه وربنا دكتور ، تعالى أوريك البطاقه وصورتي منوره وحدقه فيها كده ، تعالى أصورك صوره زيها"
اعتلت ضحكات " وسام" قائله:
_" واللهِ ما حد عارف انتَ دكتور ولا بلطجي ولا بتاع برشام ولا فوتغرافر ، بس الاكيد ! انك كل دول مع عدا دكتور ! "
إعتلت ضحكاتهم جميعاً دون استثناء على حديثها !! وعلي حديث الاخر المشاكس لهم.
__________________________________
_" ليـه قومتـى ومشيتى بعد الـلى حصل ! ، رغم انه معاكـى كده علطول زي ما بتقولى؟"
وزعت "نيروز" أنظارها بينه وبين ركن ما بعيد بشرود وهي تقول بخَيبه:
_"عشـان ، أثبت ليه فعلاً انى قادره ، وبعرف أتصرف وانزل شغل عادى ومحدش يقدر يتكلم معايا كده !"
ابتسم"عاصم" ابتسامه صغيره قائلاً بهدوء:
_"يعنى ده رد فعل؟؟ ، ودايماً هيبقى رد الفعل بتاعك بره زي جوه!"
صمتت لبُرهه تفكـر ، ما ردة فعلها تلك ! ولماذا تتحدث وكأنها عاقبته عقاب شديد !!
نظرت له قائله بخيبه أمل:
_" مش عارفـه ، بس أنا ، أنا معرفتش أعمل أقصى حاجه لرد فعلى معاه غير كده ، تفتكر أنا بره هبقي كده مع العالم والناس!"
رد عليها قائلاً بتفهم هادئ:
_" من دراستى لشخصيتك ، انها دايماً بتعكس رد الفعل خصوصاً مع اللى بعرفوكِ وتعرفيهم ،
يعنى ممكن تتكلمى مع شخص من برا مش عارفك كويس زي اللى قريبين منك ! تتكلمي عادى من غير ما تعملي كنترول لحد يكشفك أو يكذبك أو يقولك كلام صعب فى وسط كلامك او من غير ما تحسى قدامهم انك ضعيفه ! ، أو مثلا شخص مش واخده منه مواقف مزعلاكى فهطلعى كل اللى فقلبك !!"
قال حديثه بهدوء وهى تستمع إلى كل حرف يتفوه به بإهتمام ، تنهدت تأخذ أنفاسها ببطئ قائله:
_" أيوه بس ماما واخواتى دول قريبين منى ازاي مش هتعامل معاهم زي بره ؟"
تنهد بعمق قائلاً بتفهم:
_" انتِ شخصيه بتشيل مواقف من غير ما تعرف انها مستخبيه جوه ! ، خليـنا نقول ايـه بيخليكـى متتكلميش مع مامتك فى حاجه انتى عاوزه تشاركى حد فيها ، أو مثلاً مش دايماً أو دايماً أوي ،بتتكلمي مع أختك ياسمين على حاجه مزعلاكـى أو شخص !! ، الفكـره انك معاهم على طبيعتك عادى لكن باستثناء حاجات مبتحبيش تشوفيها فيهم أو مواقف واسلوب بيزعلك مثلاً حصل معاكى؟؟."
توترت ملامحها ثم هربت بنظراتها المثبته على وجهه و نظرت أرضاً قائله بخفوت:
_". هو فعلاً فيه مواقف بس مش عارفه هل المواقف دى مخليانى مش على طبيعتي معاهم بقالي كتير ولا ايه!! "
تحدث"عاصم" قائلاً بثبات هادئ:
_"طيب حابـه تحكى مواقف واساليب زي ايه؟ "
هزت راسها بالايجاب وهي تنظر في مكان مثبت قائله بشرود ممزوج بالتذكر:
_" أنا ، أنا بحبهم بس مش ببقي معاهم زى ما حابه أوي ، يعنى مثلاً ماما بحسها بتعاملنى دايماً كأنى تعبانه أو مريضـه ، خوفها عليـا مش مقنع ولا طبيعى مقارنـةً بياسمين وورده ! ، بس الاكيد انها مش بتفرق بيـنا ، بحس إنى صغيره أوى عشان طريقتها معايا بتحسسنى كأنى طفله وممكن أروح منها ومتلاقنيش! ، وهو نفس موضوع ياسمـين ، مش بتكلم أوي معاها لانها دايماً عاوزانى أبقى قويه من يوم وليله ، بتحسسني إن. انا ضعيفه ممكن ، دايماً تتكلم وترد عنى ، أوقات بفكر انها كده بتمحى شخصيتي !،. لكن برجع وبقول أنها أختي وبتخاف عليا خاصةً هى ، هى بالنسبالى حاجه ثمينه غاليه اوى بابا سابها تسندنى، بس فكرة انها أختى وسندانى غير ما يكون بابا جمبي وساندني !"
وجه "عاصم" نظراته لهـا ثم همهم قائلا بنبره هادئه:
_" باختصار اللى اتقال مش صح ومش غلط !! ، واللى عاوز أوصله ليكِ إنك فعلاً قادره تواجههى وقادره تردى ، بس كارهه كده لانك من جوه بتخافى شخص يحس ويتكسر زي ما انتِ حسيتى، أو يستغربى اللى بيعملو كده بيعملو كده إزاي !! ، بـصى انتِ باللى مريتي بيه بيخلى شخصيتك حاجه من اتنين يا قويه و مستقويه علي غيرك ومش سامحه لا حلو ولا وحش يحصل من شخص تجاهك ودى مش بتعرف تتغير بسهوله وبيحصلها عواقب ، يا شخصيه استسلمت وبقت هاديه وبعيده عن اى مشاكل ولا كلام ، لكن بردو شخصيه اتغيرت عن شخصيتها الحقيقيه ، وليها يوم ترجع لنفسها ، وانتِ بتفكيرك ومراجعتك لرد فعلك ورد فعل اللى حواليكى ده قرب أوى من تعافيكى ورجعولك لأصلك ونفسك لنيروز القديمه ! ، وزودي كمان تفكيرك فى شغلك والاختلاط بالناس بعد فتره وبعد !! "
استعمت"نيروز" لتلك الكلمات بانصات متفهمه حالتها الذي يعلم عنها هو أكثر منها ، أخذت انفاسها بهدوء وهي تهز راسها بتفهم !!
تحدث هو من جديد قائلاً بلباقه:
_" حاسس انك اكتفيتى ومبقتيش قادره تتكلمي أكتر !! "
تحدث مره أخري عندما وجدها صامته للدلاله علي صدق حديثه:
_" تمام ،. هتسناكِ تانى قريب ، بشجعك على تقدمك في خطوات كتير خدتيها وفكرتى فيها ، وكلعاده أنا اللى بشكرك انك خرجتي كل اللى فقلبك النهارده!، مش غريبه عليكِ بقا أنا دكتور بشكر الناس بتاعتى وبحترمهم ، الناس ها مش المرضى، عشان لو هتسألينى زي ما كنتي بتسألينى ، انتـو مش مرضي ، أو احنا باختصار مش مرضي نفسين ، إحنا ضحاياهم !! ضحايا لناس تانيه عندها خلل نفسى ممزوج بالمرض ! .
ابتسمت له بامتنان قائله باحترام :
_"شكـراً يا دكتور عاصم"
ابتسم لها بهدوء وهو ينظر بأثرها بعدما نهضت تخرج من الغرفـه بأكملها بعد تفرغـة كل هذه الندبات التى بداخلها!!
________________________________________________
بعد مرور وقت ليس كثيراً ، كانت قد ٱتت من شقه زوجة عمها ثم جلست مع والدتها بصالة المنزل تنتظر شقيقتها .!!
_" بردو ياماما تليفونها مقفول !! انا قلقت!!"
نظرت لها والدتها بريبه قائله:
_"يا بنتي متوترنيش ، هي ملحقتش تقعد برا كتير ! وبعدين أنا نفسي أفهم ايه اللى حصل "
نظرت لها "ياسمين" قائله بقلق:
_" عما تيجي ونتكلم ياماما معلش ، أنـا داخله جوه عمـ.."
قطعت حديثها عندما وجدت باب منزلهم يُفتح بواسطه " نيروز" وهى تتدلف إلى الداخل بهدوء!!
انتبهت لها "والدتها" ثم تنفست بعمق قائله:
_"حمدلله على السلامه يا حيبيتي"
نظرت "ياسمين" للاخري ثم توجههت تقف قبالها بهدوء و تحدثت بجمود قائله:
_" انتِ كنتى فين ؟ ، وليه قافله تليفونك؟"
نظرت لها "نيروز" ثم صمتت لثوانِ لتتنهد تأخذ أنفاسها قائله:
_" عند قاعده برا مع نفسي شويه "
_"وده مبرر يخليكى تقفلى تليفونك واقلق عليكى أنا وماما؟"
ردت "نيروز" بنفاذ صبر عندما حدثتها الاخري بذلك:
_" هو أنا صغيره يا ياسمين!! ، وبعدين متقلقيش أنا كويسه يا ستي"
عقدت" ياسمين" مابين حاجبيها قائله بنبره منفعله :
_" هو في ايه ؟ واخده الموضوع ببساطه كده ليه؟"
هنا وتحدثت"سميه" قائله بهدوء:
_" خـلاص اقفلوا الموضوع كفايه"
نظرت "ياسمين" لوالدتها ثم تحدثت قائله بثبات حاد:
_" لا مش خلاص ياماما ، يعنى ايه تقفل تليفونها وهي برا لوحدها ! "
_"مش شايفه انك كبرتي الموضوع يا ياسمين ، وعاوزه تتحكمي فيا!"
تحدثت "نيروز" بتلك الكلمات بحده موجهه حديثها للاخري التى تطالعها بتعابير وجه متشنجه !
إقتربت منها شقيقتها وهي تنظر لها ، بدلت نظراتها لحنـان وهي تربط علي كتفيها:
_"نيروز أنا خفت عليكـى ، مش بتحكم فيكى إفهمنينى، "
نهضت "سُميه" متوجههه إلـيهم تقف بجانبهم وهي تقول بهدوء:
_" يا حبايبي الكلام أخد وعطا ، لكن اللى عملتوه ده شد وشخط بالهداوه ، مينفعش الاسلوب ده" .
وجههت "نيروز" نظراتها لـ "ياسمين " ثم تحدثت قائله بأسف:
_" معلش يا ياسمين متزعليش منى انا بس مضغوطه شويه !"
_" أنا بحبك ويخاف عليكى ، بس مقدرش أزعل منك مهما كان ، تليفونك ده لو متفحتش تاني مره وانتِ برا هكسر دماغك يا حبيبتي ،. ماشي؟ وخصوصاً انك داخله على شغل !"
أجابتها" نيروز" بنبره ضاحكه عندما قالت لها تلك الكلمات المرحه:
_" اقعدي فجنب مش لما عمك يوافق "
ابتسمت قائله بثقه:
_" هيوافق ان شاء الله"
إقتربت منهم" والدتهم" اكثر ثم ضمتهم إليها بحنان :
_" شوفتو لما بتبقوا هادين بتبقو حلوين إزاي!! ، تعالو نقعد فالبلكونه شويه ! "
ابتسما الاثنتان معاً ثم تحدثت " نيروز" قائله وهي تخرج بهدوء من احضان والدتها:
_" هغير هدومي ، وهاجي وراكم"
أمأوا لها بالموافقه مع هزات رأسهم الهادئه وهما ينظران لها وهي تنسحب من أمام أنظارهم متوجهه حيث غرفتها!
________________________________________________
كـانت قد هبطت شقيقتهم من المنزل ذاهبه إلي السنتر من فتره قليله بعدما كانو معها اليوم ! ، كـان يجلس الاثنان بجانب بعضهم في غرفة" غسان" يتحدثون مع بعضهم بأمور عده .!
تحدث "بسـام" قائلاً للاخر:
_" حاسس انك احسن!! "
وجه "غسان" نظراته له ثم تنهد متحدثاً بهدوء:
_" اه ، شويه ، البرشامه سكنت الصداع ، اوعا ياض تكون مخدرات ، مش مطمنلك إنا لروح المجرم اللي كان نفسك فيه ده !"
قهقه "بسام" على حديث شقيقه مردفاً بمرح من بين ضحكاته الرنانه:
_" لا مش مخدرات ، هو الصداع ده من امته ومكانه فين"
أشار له الاخر من مقدمه رأسه وما فوقه ، فتوجه "بسام" يمسك رأس شقيقه يدلكها ، ثم أبعد خصلاته السوداء الكثيفه ، عقد ما بين حاجبيه عندما وجد مابين تلك الخصلات في مقدمه راس الاخر متورمه قليلاً!!
_"دي خبطه ، ووارمه ؟ مخبوط فـ ايه ؟."
عقد "غسان" مابين حاجبيه متحدثاً بغير إهتمام:
_" عادي مش مهم ! مش فاكر الصراحه "
تحدث" بسام" وهو يتجه ليخرج "دهان الرأس" من الدرج الموجود بغرفة شقيقه كان قد وضعه هو بكل غرفه للاحتياط من قبل!
_" المرهم ده حطه عليه؟ ، بقا في حد يتخبط وميفتكرش اتخبط فـ ايه؟"
نظر "غسان" له بصمت ، ثوانِ وهو يأخذ منه الذي بيديه ثم تحدث قائلا بتذكر:
_" افتكرت خلاص! "
_"ايـه؟؟"
نظر له " غسان" ثم تحدث قائلاً ببرود:
_" لأ هسيبك شويه مع فضولك"
تحدث الاخر بترجي مرح:
_"لأ كلو إلا ده !! لو سمحت متلعبش بولاد الناس اتكلم وقول بسرعه مش عارف اخد نفسي يا غُس"
اعتلت ضحكات " غسان" وهو يقول:
_" امسك حط المرهم ده وانت ساكت"
اتجه ليأخذه من بين يديه ليضع منه علي راس الاخر !!
فتحدث "غسان" مجدداً بعد دقيقيتين من انتهاء الاخر من وضع الدهان !
_"إلبس الجاكيت عشان ننزل نتمشي شويه عما وسام تخلص الدرس وبعد كده نروح نجيبها"
تحدث "بسام" وهو ينظر له قائلاً بمرح :
_"أيوه كده دلعنــااي ، فوريره هروح البس وننزل بدل الزهق ده"
أومأ له الاخر بابتسامه صغيره علي شفتيه وهو ينظر له بقله حيله والاخر ينسحب من الغرفه بلهفه !.
_________________________________________________
جلـس ثلاثتهم بالشُرفـه كما قرروا منذ قليل ! ، كانت اريكه كبيره نوعاً ما، كانت تجلس والدتهم بالمنتصف بينهم وهي تستمع إلى حديث"ياسمين"
_" وبس يا سُميه ده اللي حصل ومستنين عمى يناديها يديها الاوكاى، ونخلص مع ان نعرفه أنها تنزل وخلاص مش لازم يقرر هو يعنى!"
أجابتها" نيروز " قائله بنبره ساخره:
_" اه وميطقنيش بقا أكتر ما هو. مش طايقنى !"
تحدثت"سميه" بتعقل قائله:
_" خلاص احنا عملنا اللى علينا ، وبعدين مش عاوزين مشاكل معاه ، متنسوش اننا بنروح عند زينات جمعه اه وجمعه لأ ونقعد علي سفره واحده اه مش هنروح الاسبوع ده لكن اللي بعده ممكن يعمل مشكله واحنا قاعدين عشان اي حاجه ويتلكك !"
تحدثت "ياسمين" بنفاذ صبر قائله:
_"مشاكل ايه ياما ما أكتر من اللى المفروض نبقي فيها أصلا؟ ، لما أخدنا ورثنا وبابا عايش بالرغم انه طلع واخد أكتر من حقه! وهم ولدين بس اه مش من نفس الام لكن الاب واحد !، ولا لما بابا مات اخد هو من ورثنا تانى عشان احنا بنات بس ، اه حقه بس بردو داء فيه ياخد اكتر من حقه ! ، وانتِ محاولتيش تقولي لا ده حق بناتي وتتكلمي ؟، معملتيش كده ، وخلع بحجه اي كلام كالعاده !، لأ وكمان عشان يبقي الضمان صح؟ يقرر فجأه هو ومراته بعد مده انه يجوز حسن لنيروز عشان كل حاجه بتبقي فايده والكلمه كمان تبقي كلمته هو ومراته! ، عمل كده عشان معرفش يسيطر علي حازم بقربه مني! ،"
كان الاثنان يستمعا الي الحديث وملامح وجههما بلا استثناء كساها الحزن !
تنهدت "سميه" تأخذ أنفاسها بهدوء قائله:
_" فالأول والاخر نفس دمه هو اللى بيجري فعروقكم ! ، ومحدش بيختار اهله!"
همهمت" نيروز" لتتحدث قائله:
_" اه محدش بيختار اهله ، بس بتمنى لو كنا بعيد عن كل ده ، مكنش لازم ده يبقي عمى ولا من اهلي ، مش لازم يكون طالع بيكرهنى كده !، وانا معملتلوش حاجه غير بس رفضت شخص مش حباه ومش عاوزاه !، حقي !! ، ليه بيكرهنا أوي كده وكمان انتِ ياماما!!"
_"ولا يكرهنا ولا نكرهه ، احنا فحالنا، وربنا يسترها علينا مش محتاجين حاجه من حد حبهم مش هينقصنا ولا يزودنا !"
صمتتو هم يستمعون إلي كلمات والدتهم ، ثم ثوانِ ودق جرس منزلهم عالياً!!
تحدثت" ياسمين" وهي تنهض تقف تخرج من الشرفه:
_" راحه اشوف مين واعمل شاي، بلاها سيرة النكد دي!"
أومأو لها بعدما ضحكوا علي حديثها بخفه وهي تخرج من الشرفه أمام أنظارهم!!
__________________________________________________
«"أن يلتقطك شخص حنون لا يجرؤ على ضياعك من يديه ، أن تكون أنت كل الاشياء وأهمها في قلبه".»
دق جرس منزلها فقعدت حاجبيها وهي تجلس بجانب صغيرها بصاله منزلهم !! متساءله من هذا الذي سيأتي لهم وزوجها يفتح المنزل بمفتاحه الخاص !!
اتجهت تفتح الباب ، ثوانِ وفتحته ثم وجدت شخصاً يمسك بيديه الاثنتان بوكيه من الورد التي تعشقه هى ويضعه امام وجهه حتى أصبح شخص مجهول الهويه!! .
_" مفاجاه صح؟."
قالها وهو ينزل من البوكيه من أمام وجهه قابتسمت بسعاده وهي تتجه نحوه تحتضنه بحب قائله:
_" ده ايه الرومانسيه دي يا بشمهندس بدرى وايه الورد الجميل ده"
_" ولسه بدرك محضرلك مفاجاه! وبعدين الورد للورد"
قالها وهو يدخل الي داخل شقته ويسحبها خلفه من يديها ثم توجه إلي صغيره يحمله ووضع قبله علي خديه بمرح قائلاً :
_" بدرك مش هيسببك لوحدك تنزلي مصر ، هنزل معاكى!"
نظرت له بصدمه قائله بلهفه ممزوجه بسعاده:
_". بجد يا بدر !! ، دي أحلي حاجه سمعتها الوقتي"
تحدث "بدر" مردفاً بهدوء وهو يبتسم لها:
_" اه بجد ، لقيت مهندس رجع من اجازه وهيمسك شغلي لفتره "
_"أنا بحبك بجد و مبسوطه اوي اوي الحمد لله يارب"
قالتها بلهفه وهي تحتضنهم الاثنان ، فابتسم لها بحب وهو يضمها أكثر ليحتضنها هو وصغيره
_" جعان يا ورده"
قالها "يامن" وهو يخرج عنوه من أحضان والده
فتحدث" بدر" بحنق :
_" يخربيتك واد فصيل"
اعتلت ضحكاتها قائله بمرح:
_". حالا هناكل سوا يا حبيب ورده ، ايه يا بدري سيبه يفصلنا ده حب العمر ده علفكرة"
نظر لها بضجر ثم تحدث بحنق واضح:
_" بس انا حب عمرك من قبله خدي بالك"
بدل حديثه للمرح ثم أرسل لها غمزه مشاكسه فابتسمت بخفه قائله:
_" حب العمر كله ليـك لحد ما جه بقا حب العمر ليك وليه !!"
ابتسم لها بحنان بالغ وهو يضمها مره ثانيه ثم رفع يده وحاوط بها مقدمه رأسهة واضعا ً قبله صغيره. ، وفعل كالمثل مع صغيره!!
_______________________________________________
قبل قليل ٱتت هى من الخارج ثم صعدت المبنـى متجهه حيث شقتها تخرج المفتاح الخاص بها ، انتبهت لتلك التى تدق جرس منزل عمها الراحل!!
فتحدثت" فريده" قائله لتلك التى تدق الباب:
_" هو فى حاجه؟. ، عاوزاهم في ايه؟"
التفتت إليـها "دلال" ثم ابتسمت قائله:
_" اذيك يا بنتى، انتى اكيد عارفاني صح؟"
عقدت هي ما بين حاجبيها قائله بتبرم وهي تنظر للاخرى من أعلاها لأسفلها:
_" اه ، اكيد ممرش كتير عشان انساكم يعنى يا ..". قطعت حديثها ثم تحدثت مره اخري قائله:
_" معلش نسيت اسمك !"
قالتها بغير إهتمام ، وبتعـالي على الاخرى!!
نظرت لها" دلال ". ثم ابتسمت بتكلفه قائله:
_" طنطـك دلال يا بنتي اسمى دلال"
نظرت لها "فريده " ثم تحدثت قائله بغير اهتمام وهي تتدلف إلى الداخل:
_"أهلا!!"
ثوانِ ثم دلفت إلى الداخل وصفعت الباب خلفها كعادتها !! ،، تعجبت الاخري من طريقتها فى الحديث وأسلوبها المبتذل !! لم تشغل بالها كثيراً ، فهي طيله سنوات إقامتها فى تلك الشقه كانت لا تربطها علاقه قويه بتلك التى تسمي " زينات " وأولادها ، ليست قريبه منهم كـ "سميه" و"عايده" وكذلك أولادهن!!
كـانت قد فُتح لها الباب منذ قليل ، والاخري دلفت إلي الداخل بشقتها ، ثم اتجهت إلى غرفتها بعدما خلعت حجابها فقط !! ، تفـاجأت بمن يفتـح الباب بسرعه فائقه مُتجهه نحوها علي فجأه ولم تكن سوى والدتها " زينات"!!
وقفت أمامها وعينيها يتطاير منها الشرر ، ناظره للاخري بتعابير وجه حاده مُتشنجه نوعاً مـا !! ، فتحدثت أخيـراً بنبره جامده:
_"انتِ كنتى فين يا بت؟!"
نظرت لها "فريده" باستغراب قائله بملل وهى تقلب عينيها :
_"كنت فالكليه هكون فين يعني!"
ردت عليـها والدتها بنبره منفعله وهي تتجه نحوها ، ثم امسـكت خصلاتها السوداء قائله بحده وانفعال:
_"لا يا روح امك انتِ مكنتيش لا فـكليه ولا فـ هم إسود انتِ خارجه مع مين ، مين الشملول انطقي!"
تأوت هي من ٱثر امساك الاخري لخصلاتها قائله بنبره متحشرجه وصوت عالي نسبياً:
_"، اااه شعري ،. ايه الكلام ده بس! واحـ ـد مين ده ،ااه"
_"ده الكلام الصح يا زباله ، انتِ عارفه لو ابوكى عرف هيحصل ايه فيكـى ومش بعيد فيا ؟ "
قالت حديثها بانفعال ثم اشتدت من امساكها لخصلاتها أكثر وهي تقول مجدداً :
_"عارفه ولا مش عارفه ؟؟، عاوزاه يقولى ايه يا بت ، عاوزاه يقولى عايده نفعت فتربيتها عنك ها؟؟ ، ولا يقولى ان جميله الست الدكتوره محصلش منها زي ما حصل منك!! "
تأوت وهي تبـكى قائله من بين بكائها بترجى:
_" خلاص ، خـ ـلاص ونبى يا ماما ، بس أمانه ما تقولى لبابا أرجوكى"
نظرت لها "زينات " بحده قائله وهي تترك خصلاتها:
_" أقول ايـه؟ أقول انه معرفتش اربى مثلا زيها! ، ولا اقوله ان خلاص واحده ورا التانيه جايين هيشمتو فيا ! ؛ انتى تقعدي فتره هنا فى البيت لا كليات ولا زفت الا عالامتحانات فاهمه! ، حتي ياشيخه مش عارفه تستري علي نفسك وانتى خارجه معاه ومخلياهم يشوفوكي على الملأ ، دك نيله روحي وعلى اللى عاوزه خلف "
قالت حديثها ثم نظرت لها بإذدراء ، ورحلت من الغرفه بأكملها بعدما وجدت الاخري تومأ لها بالايجاب علي أوامرها!!
رحلت وتركت "فريده" تقف مكانها بصدمه من معرفه الاخري لشيئ كهذا!، ثوانِ وخطر علي بالها من اين يمكن لها ان تعلم!! ، متذكره ابنة عمها ! ، نظرت بشرر يتطاير من عينيها في الفراغ بشرود قائله بشر:
_" اقسم بالله ما هسيبك واللهِ لأخرب عليكى انتى وامك واختك كمان!!!".
توعدت لهما وبالأخص هى، بشرر وحقد حتي يحين موعد استرداد حقها هي من وجهه نظرها !!
_______________________________________________
_"زي ما قولتيلكم بقا على ميعادنا يوم السبت ان شاء الله تنورونى "
ابتسمت "سُميـه" قائله بحب :
_" واللهِ ما كان ليه لزوم تعملى كده يا دلال وتتعبى نفسك"
_"يا حبيتى لا تعب ولا حاجه ، ومتنسيش بقا تحاولي تاخدي أجازه من الشغل، اليوم بقا من أوله عندي"
ابتسمت"سميه" باتساع قائله بامتنان:
_" ماشى يا حبيتي ، كتر خيرك يا دلال"
ابتسمت لها "دلال" ثم وجهت انظارها للاثنتين وهما يجلسان بجانب بعضهما أمامها
_"هستناكم بقا يا حلوين "
أومأت لها "نيروز " بالايجاب وهي تبتسم ثم تحدثت "ياسمين" بمرح قائله:
_" حاضر يا طنط من النجمه هنبقي عندك "
أعتلت ضحكاتها وهي تجيبها قائله:
_" واللهِ انت ِ عسـل ، والواد حازم كمان معزوم ها!"
غمزت لها بعينيها في اخر حديثها ، فابتسمت هي قائله :
_" لا ده انا أجى ابات بقا من الوقتي واستناهم "
اعتلت ضحكاتهم علي حديثها فتحدثت "والدتها "بحنق زائف:
_" انا غلبت في البنت دي يا دلال واللهِ"
ً
تحدثت "نيروز" بتأييد لحديث والدتها:
_" متبديلهاش بوسام مثلاً يا طنط ؟"
ضحكت بخـفه على حديثها قائله بلباقه:
_" دي بنتي يا حبيتي تيجي من غير ما أبدلها ، ويبقو بنتين عادي وتلاته كمان"
ابتسمـو جميعا ً لـها بحب ، ثم اعتلت ضحكاتهم من بعدها خاصةً بعدما وجدو "ياسمين" تنظر بنحنق لوالدتها وشقيقتها !!
_" طب انا هستأذن انا عشان لسه هروح لعايده"
قالت حديثها وهي تستأذن منهن فأومأو لها بقله حيله عندما عقدو العزم ان تجلس مجدًا ولكنها رفضت حتي تذهب للشقه الاخري!!
__________________________________________________
«فإذا ظفرتَ بذي الوفاء فحُـط رحلـكَ فـي رِحابـه، فأخـوك مَـن إن غـاب عـنـك رعى ودادك فـي غيابـهْ، وإذا أصابـك ما يـسوءُ رأى مصابكَ من مصابهْ، ونراه يَـتوجـعُ إن شكوتَ كأن ما بك بعض ما بـهْ». "
مُقّتبَس.
علـى كورنيش البحر . كانا يجلسان سوياً بمفردهما بصـمت كلاً منهما شارداً وهو ينظـر للبحـر من أمامه !! .
وجـه" غسـان" أنظاره لشقيقه ثم سأله بهدوء قائلاً:
_" انتَ كويس؟؟"
فاق " بسـام" من شروده ثم التفت بانظاره للاخر وهو يُجيبه:
_" مـش عارف!! ، ليـه جايبني قدام البحـر بتثبتني يعنى!!"
ابتسم "غسان" بخفـه قائلاً بهدوء عاقل:
_" إحنا توأم ! بنحس ببعض! ، حاسس انك مكبوت وانت بتبص للبحر كده مالك؟ !"
تنهد هو يأخذ أنفاسه قائلاً :
_" مش مكبوت علي قد ما افتكرت كسرتى، أو دايماً فبالى ان قلبى اتكسـر ومش عارف أتخطى ممكن كده !! انت رايك ايه ؟"
نظر له "غسـان" بتمعن قائلاً بثبات:
_" رأيي انت عارفه ، اننا دايماً نزعل علي ناس تستاهل! "
_" بس هي كانت تستاهل ! ، ايوه كانت تستاهل ازعل ولسـه مش مقتنع انها ممكن تبيع وأنا كنت شارى !"
قلب "غسان" نظراته من علي وجه الاخر ثم وجهها ناحيه البحر قائلاً بشرود وهو يتنهد :
_" اللى شاري ، مبيشتريش حد بـيَاع !"
نـظر "بسـام" لشقيقه بخيبه أمل من وجهة نظره الدائمه الثابته تجاه موضوعه !!
_"ليـه يا غسـان ، ليـه أنا اترفض بالشكل ده ، وليـه اكون معمي ومتفوقنيش !! بندم لغايه النهارده علي كل الحب اللى حبيته ليها وكل الخوف اللى خوفته عليها ، واحترامى ليها ولأهلها لحد ما تبقي ليا!
نظر له "غسـان" وهو يخرج ما بداخله من كم الذكريات المؤلمه له ! ، ثم تحدث قائلاً بهدوء:
_" محدش بيخرج منها الا ما تعلم عليه ! ، لازم تدفع ضريبه في دنيتك ! اصلها مبتعلمش حد ببلاش! ، وبعدين أنا أخويا مشوفوش كده تانى ! ، مشوفوش مكسور كده ومبين ضعفه على حد وبالذات لو الحد دا ميستاهلش!!، "
كان يستمع إلى حديث شقيقه باهتمام ، وهو يهز راسه يؤيد حديثه ، فهمهم وهو يتحدث قائلاً محاولا ً تغير الموضوع:
_" تعالى نقوم نتمشى عند السنتر تكون وسام خرجت "
أومأ له الاخر بهدوء وهو ينهض واقفاً يتجهز للسير مع شقيقه !! .
________________________________________________
_" والله ما هقبل أي أعذار هتيجو يعني هتيجو كلكم "
هتفت" دلال" بتلك الكلمات أمام عايده وابنتها وولدها!!
تحدثت "عايده" باحراج قائله:
_" والله تاعبه نفسك يا دلال واجبك وصل ياختى من ساعه ما هليتى علينا فى العماره من تانى!"
ابتسمت "دلال" باتساع قائله:
_" الله يخليكى يا حبيتي ، هستناكى بقا انتى وأستاذ سليم ولأولاد"
ابتسمت "جميله" قائله بشكر:
_" شكرا يا طنط مع ان والله مش عاوزين نتعب حضرتك"
اجابتها الاخري قائله من بين ابتسامتها:
_" يا بت ولا تعب ولا حاجه، هستناكى انتى ونيروز وياسمين بقا و البنات الحلوه دي "
اببتسمو جميعاً على حدييها فتحدث "حازم" قائلاً بمزاح:
_" ياسمين كمان!!، يا ما شاء الله، ده كده فل أوي"
اعتلت ضحاكتهم جميعاً فتحدثت" دلال"مردفه من بين ضحكاتها!:
_" بالله نفس الدماغ يبنى ، ربنا يخليكم لبعض ويتمم عليكم فرحتكم بخير"
ابستمو ا لها جميعاً باتساع فتحدثت هي مجددا ً :
_" هستأذن أنا معلش بقا عشان حامد فاته جه من برا والبت وسام زمانها علي وصول"
اردفت" عايده " قائله باحترام:
_", انتى لسه قعدتي ، كملي العصير بس!"
_" معلش هقوم انا، والعصير بقا انتو تكملوه عندي يوم السبت ان شاء الله "
قالتها وهي تنهض حتي تخرج من شقتها ، فتبعها "حازم" ليقوم بايصالها حتي باب شقتهم !!
دقائق ودلفت إلي شقتها ، فوجدت زوجها جالساً بصالة المنزل وحده !!
_" كنتى فين يا دلال وفين ولادك البيت فاضي كده ليه !"
ابتسمت له وهي تتجه لتجلس بجانبه وهي تخلع حجاب راسها :
_" كنت عند الجماعه بعمل اللي قولتلك عليه ، و غسان وبسام نزلو من شويه ووسام فالدرس لسه"
ابتسم لها وهو يومأ لها بهدوء قائلاً بمشاكسـه:
_" وانتِ محلويه كده ليه النهارده بقا ؟"
قهقهت علي حديثه قائله بمرح:
_" يعني انا مش حلوه علطول ولا ايه يا حج !"
_" وأحلي من الحلاوه يا ام غسان "
ابتسمت بخجل وهي تنظر له بعينيه قائله :
_" والله انت فايق ، وفاكر نفسك لسه صغير علي كلام الحب ده"
ابتسم لها قائلاً بمشاكسه:
_" أنا فعلاً لسه صغير ، وبفكر اجيب كمان توأم "
شهقت هي شهقه عاليه وهي تقول:
_" لا يخويا استكفينا على كده. ، هما عيالك قليلين ! ، بكره يجيبولنا احنا التوأم !"
اتسعت ابتسامته وهو ينظر لها ولملامحها الهادئه الذي يحفظها هو عن ظهر قلب، ملامحها المفضله له. كنفس ملامح توأميه !..
__________________________________________________
وصـلا إلى مكان السنتر المخصص لدروس شقيقتهم ثم وقفا ينتظراها حتي ظهرت هي من علي بعد ، اتجههت ناحيتهم بلهفه بعدما لاحظتهما !!
_" احلفـو ! انتو هنا بجد ؟"
تحدث " بسام" يجيبها بمشاكسه:
_" لا لسـه هناك "
نظرت له بحنق زائف ثم وجههت انظارها لشقيقها الاخر قائله:
_" هتخرجني بقا؟؟"
نظر لها " غسـان" بهدوء مردفاً:
_"لأ ، هو مش الخروج فالاجازه !"
_" طب حسو بيا طيب ! "
قالتها بترجي زائف لتسيطر عليهما !!
تحدث "بسام" مستسلماً امامها ، موجههاً حديثه للاخر:
_" خلاص يا غس ، خرجها عشان متعيطتش وتزروط الدنيا ومناديل ومناخير وقرف "
نظرت له بضجر من حديثه الساخر منها فتحدث "غسان" قائلاً:
_" نص ساعه بس ، عشان نروح والجو برد كمان مش هتقدرى!"
_" أشطا عليك يابو الغساسين يا مغسن يا مستغسن"
قالها الاثنان بصوت واحد بوقت واحد مما جعلهما يتعالي ضحكاتهم جميعاً !!
فتحدثت هي من بين ضحكاتها قائله:
_" طب يلا نروح علي الكورنيش عاوزه اشوف منظر الغروب من هناك اوي"
أردف " بسام" حديثه المرح قائلاً:
_" رخيص والطلب غالى!!، قصدي غالى والطلب رخيص"
نظر له "غسان" بحده ، فتحدث "بسام" قائلاً:
_", خلاص انا اسف يا غس مش هقولها تاني ، بس حن يجن وخليك حنين وهادي كده"
ابتسم "غسان" بقله حيله منه قائلاً :
_" طب يالا خلينا نتحرك ، اصل روح المجرم تطلع وحنا مش ناقصين!"
اعتلت ضحكاتهم وهما يسيران معاً ، بعد عدة دقائق وصلو الي مكان فارغ ثم جلسا به بجانب بعضهما !..
_" الجو برد اوي عضمي يناس"
قالت" وسام" حديثها بصوت عالي نسبيا ً فتحدت "غسان " قائلاً :
_" مش قولتلك! يلا نروح لان هتاخدي برد وانتِ مش متقله"
ابتسمت له بحنان وهي تتجهز وترتدي حقيبتها ليستعدا إلُى الذهاب معاً
جاءهم صوته المفاجئ قائلاً بصوتاً عالياً. :
_" لاأ اا"ً
نظروا له باستغراب فتحدث هو مجدداً :
_" مش قبل ما نجيب ٱيس كريم"
وكزته شقيقته في كتفيه بضجر منه ، تزامناً مع نظره "غسان" الجامده له !
_" ايه يا غس هتتحول ولا ايه انا مش قصدي اخضكم والله ، طب ايـه ؟.، نروح ؟ انا بقول نروح وبلاش ايس كريم مبحبوش أصلاً يلا يلا".
قالها وهو يهرول من أمامهم مع ضحكاتهم معاً علي ردة فعله ، فتوجه" غسان" لذلك الكشك الصغير الذي يوجد علي قرب من مكانهم ، يجلب منه كما يريدان هما !.
_________________________________________________
كانت تجلس مع "والدتها "في غرفتها وهي تتطعمها بهدوء.
فتحدثت هي قائله بعدما انتهت من تطعيم والدتها:
_" ان شاء الله هتبقي تمام ، ومش هترجـعي الاكل ده ، احنا اتصلنا علي الدكتور وقالنا انه طبيعي الترجيع عشان الكيماوي، فانتى زي الفل اصلا يا حنان"
ابتسمت لها والدتها بحب قائله:
_" الحمد لله يبنتى ، راضيه بقضاء ربنا ، الحمد لله"
ابتسمت لها " فرح" ثم تحدثت قائله:
_" طب انا هروح احط الحجات دي فالمطبخ واصلى وبعدين اذاكر عاوزه حاجه منى ؟"
أومأ لها "حنان" قائله بحب:
_" لا يا حبيتى، روحي انتِ ربنا معاكى، وانا هنام "
ابتسمت لها ثم أومأت لها بالموافقه وهي تخرج من الغرفه إلي المطبخ ثم وضعت الاطباق وخرجت متوجهه إلى غرفتها فوجدت هاتفها يصدح عالياً بدقاته المعلنه عن اتصال ما ، في الغرفه ، توجهت لتجيب علي المتصل فوجدته رقم مجهول الهويه ، ترددت في البدايه أن لا تجيب ولكنها عقدت العزم ان تجيب علي ذلك المجهول !
_" ألــو !! "
جاءها صوت الٱخر قائلاً:
أهلاً كنت فاكرك مش هتردي على أرقام غريبه ! بس سهلتى عليا كتيـر !"
_'ميـن معايا؟."
_" هقولك ، أنا بس عاوز خدمه صغيره ، عاوز أقرب من جميله صحبتك أصلها عجبتني الصراحه لا و كمان بتخربش كده والنوع ده معداش عليا قولتي ايـه ؟؟ "
_" انتَ مجنون انت مين وازاي بتتكلم عن جميله كده!! "
_" لا مش مجنون أنا خالد يا فرح ولسه متعرفنيش ، احسن ليكِ تفكري فاللي بقولهولك عشان عندي حجات كتيره اعلملها وهتخسرك كتبر منهم زي الوقتي تليفونك بقا كله عندي بمجرد ردك ع الاتصال ده ! و زي مامتك المريضه دي مثلاً لو معملتيش اللى قولتلك عليه مش عاوز اقولك بقـ.."
صُدمت هى من رده ثم اغلقت الخط بايدي مرتعشه بعدما قطعت حديثه ، وهي فـى حاله صدمه ، توقف عقلها عن التفكير لبرهه ، أيقصد هاتفها ! صورها؟ الفيديوهات الخاصه بها وبصديقتها !! خاصةً جميله! ماذا يقصد بوالدتها! المريضه ! ، صُدمت من فكرة تهديده لها من خلال والدتها المريضه!! ، وان تحدثت عن الصدمه لها فبسبب كلمه والدتها تهديده لها من خلالها الٱن تعد هذه الصدمة الكبيره فـ بالنسبه لها كل شيئ قد يهون إلا هى !! !
-----------------------------------------------------------------------
اذيكم ياحلوين قولولي ايه رايكم وهتابع لحد الوقتي؟
ودا ان شاءالله اخر بارت الوقتي لحد ما الامتحانات تخلص ادعولى بجد أنا وصحابي مزنوقين والله!
وتفاعلو كده واعملوا فوت وكومنت برأيكم عشان أقدر أكمل حتى
هتوحشونى بجد ، سلام !.❤️
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عودة الوصال ) اسم الرواية