رواية عودة الوصال الفصل السادس 6 - بقلم سارة ناصر
«أجمل ما في الأيام الماضية أنّها مضت، وأجمل ما في الأيام الحاضرة أنّها ستمضي، وأجمل ما في الأيام التي ستأتي أنّها لم تأتِ بعد، وأجمل ما في الحياة أنّ هناك أمل يتجدّد ولا ينتهي».
مَرت ثلاثة أيـام دون ذِكر أحداث تذكـر، حـيثُ إنتُهت "دلال" من فراشـة شقتها وتنظيم كل أركانـه حتي أصبحَ مُرتبـاً ، وعـاد "بسـام" إلي عمله من جديد، وكمـا جاء طلب التأكيد النهائى لعمل " غسـان"؛ بدايه من الاسبوع القادم وانتظمت "وسام" فى دروسها وأصبحت منتظمه تذهب إلي السنتر التعليمـى في المواعيد المُحدده لها
ظُهـر يوم الخمـيـس ، كـانو يجلسون على المائده الخاصه بالطعام يتناول كلاً منهم وجبة الغداء ، وجـههت "دلال" أنظارها حيثُ زوجهـها الجالس بجانـبها ثُم أردفـت قائله بهدوء:
_"بقولك إيه يا حج ، عاوزين نبقي نرُد الواجب اللى سميه وعايده عملوه ونعزمهم يوم "
ابتسـم "حامد" وهو ينظر لها ثم أردف من بين ابتسامته:
_" كتر خيرهم صُحاب واجب ، وكل واحده جابت غدا يوم ، كنت هقولك الموضوع ده عمرك أطول من عُمري يا أم غسـان ، عالعموم إعملي اللى يريحك ولو محتاجه حاجه مفيش مشكله"
_
" my motherاللي بتفهم فى الأصول ن
نظروا هم لبعضهم ثوانِ ثم إنفجـروا ضاحكين علي طُرفة "بسـام" ؛
فتحدث"غسان" من بين ضحكاته :
_" اه هو اللى بتفكروا فيـه ،سرسجـه بالانجليزي أيوه "
قالها وهو يهز رأسه بالتأكيـد وهو ينـظر لوالديه وشقيقته!!
تحدثت هي بعدما تنهدت بعمق:
_"انت بتألس عليـا يا روح المازر؟؟"
ابتسـم هو لـها ثم أردف قائلاً بمرح:
_"لاعاش ولا كـان يا أُمـى، طب دا أنا حتي عامل حسابي أخفضلك فلوس الكشف كل ما تيجي وهعاملك باحترام وحاجه محصلتش ، ظلمانى انتِ !"
شهقت هي شهقه عاليـه فتحدثت"وسـام" قائله:
_"أصيـل يا بن أمك وأبوك"
عدل هو من ياقته الوهميه بغرور ، فنظر له "والده "بحنق زائف مردفاً:
_"عاوز تكشف على مراتى بفلوس ؟؟ اه يا قلبي ويا فلوسـى اللى ضاعت فتعليمـك ااه"
وضع يده علي موضع قلبه وهو يتحدث بطريقه مُضحكه !
_"بس هو اللى تعب يا حج"
قالـها "غسـان" ببساطه وثبـات ، مما جعل الاخر يبتسم له مردفاً بمرح:
_"ابو الغساسين يا مغَسن يا مستغـسن أخويا وربنا "
قالها بلحن وكنغمـه بمزاج!
إعتلت ضحكاتهم علي حديثه وبعد دقائق نهض "غسـان" ثم تنهد قائلا. بهدوء:
_"أنا هغسل إيدى ونازل شويه، حد عاوز حاجه ؟؟"
_"سلامتك يا حبيبى خلى بالك من نفسك"
قالتها "والدته" فابتسم هو لـها بعدما أومأ له والده وشقيقته وبادلهم نفس الابتسامه فتحرك هو فى طريقه لطرقه المرحاض ، جاءه صوت شقيقه قائلاً من على بُعد:
_"يخلى باله من نفسـه؟؟ ، ده ميتخافش عليه ده يا دلال"
رد عليـه "غسان " قائلاً وهو يقف بمكانه علي بُعد:
_"عندى انياب أنا !! وباكل بني ٱدمين! ، ما تهدي يا عم الدكتور بدل ما اقول على ماضيك المُهين ده ، ها أهدي واعقل!"
غمز في أخر حديثه موجهها إلي الاخر فإلتقطها الاخر علي الفور
_"إحــم ! ، كنا بنقول ايه يادلال فكرينى !! ...ااه افتكرت كمليلي بقا عملتي طشـه الملوخيه ازاي!!"
اعتلت ضحكات الاخر هو وشقيقته حتي ابتسم والدهم وبدأت والدتهم بالفعـل في شرح تلك الطبـخه له باستمتاع واندماج معه!
_________________________________________________
تقـف مُنتظره شقيقتـها ليذهـبـا معاً إلـى شقة عمهما بعد أن علما أنه يقطن بالفعـل في شقة "عايده "، ولا يوجد لديهم عواقـب إذاً لمُفاتحته فى الموضوع الخاص بـ "نيروز"
_" كل ده يا ياسمين ، خلصى يلا بقا"
نظـرت لها "ياسمين" ثم اردفت قائله ببرود:
_"ايه كنت باخد شاور ؟ أروح جايفه؟ اصبري البس ، بلبس بسرعه ، اطلعي وانا وراكـى أهو"
نـظرت لها "نيروز" بنفاذ صبر قائله:
_"أنا طالـعه ، أطلع شبشب من الجزامه مش عاوزه أفضل مستنيه كتير بقا!"
إتجـهت هى إلي حيث باب منزلها ثم فتحته ودلفت للخارج ثم وقفت أمام" البوكس المخصص للأحذيـه" هلى الرغم من قِصر المسافه ، لكن أخذت تبحث عن شيئ ترتديه هى والأخري ، إنحنت للأسفـل لتبحث بعمق ، استمرت بالبحث قليلاً ولكنها لم تجد الشيئ المقصود ، وجدت أخيراً حذاء ولكنه كان حذاءً طويل العُنق ، أمسكته ثم قذفته ورائها بنفاذ صبُر لعدم عثورها علي الذي تريده هى!!
تزامنـاً مع خروجـه أمام باب شقته هو ، فتفاجئ بشئ ثقيل وطويل إلي حدِ مـا يقذف في مقدمه رأســه ، فتأوه بصوت مكتوم ومنخفض !! ، لاحظت هى صوت همهمه خافته من خلفها ، التفتت وهى جالسـه ثم رفعت أنظارها إلي ذلك الواقف وما إن رفعت رأسها شهقت شهقه عاليـه وهي توزع أنظارها بين الذي يطالعها وبين الحذاء الذي وقع بجانب قدميه!!
إستقامت هي لتنهض سريعاً ثم أغلقت الادراج والتفتت سريعا ، طالعته بأسـف وهي تتحدث قائله بلهفه:
_"أنـا !! ، أنــا ٱسفه ، مكنتش أقصد! ،"
طالعها بنظراته وعينه مثبته أمام أعينها بتعابير وجه خاليـه ، فأخفضت أنظارها أرضاً وهي تتحدث مره أُخري :
_"أنا كُنت بدور علي ، علي الشُبشب ولما ملقتوش جه فيك مكنتش أقصد "
تقدم "غـسـان" ناحيتها عدة خطوات ثم أردف قائلاً بثبات وهو ينظـر خَلفها :
_"حصـل خـير"
إرتبكت هي من طريقته ومحل نظراتها الغريبه خلفـها فالتفتت تنـظر محل أنظاره، فوجدت "الشُبشب" الذي تريده موضوعاً علي "جزامه الاحذيه". من الأمام ولكن كان بنفس لون المفرش!! ولم تلحظه هي، وجهت أنظارها له فوجدته يوزع أنظاره بين الحذاء الموضوع خلفها والانظار الاخري علي قدميها الخاليه من أية أحذيه!
أشار بإصبعه أخيراً على الحذاء من خلفها :
_"اللى بتدورى عليـه هنـاك!!"
هزت رأسـها له بحرج ثم التفتت سريعاً تجذبه أرضاً ثم قامت بارتدائه بعدما هبط الاخر بهدوء على الدرج !
وجدت شقيقتها تخرج من باب منزلها ، لاحظت ياسمين ظهر الاخر وهو يهبط الدرج فقعدت حاجبيها وهي تنظر لـ "نيروز" التى كانت وجهها مُحمراً ويظهر علي ملامح وجهها التوتر!:
_"هو فـى حاجه!!"
_"لا لا مفيش ، يلا نروح لجميله؛ أخيراً خَلصتى؛,كلو بسببك"
قالتها بحنق من الاخري فعقدت "ياسمين" جبينها قائله:
_"سبب إيه مش فاهمه حاجه"
نظرت لها" نيروز" بتوتر ، فبدأت بإمساك يدها تجذبها ليتجهها معاً حيث شقه عمهما !
دَقت "ياسمين" البـاب عدة دقات ،ثوانِ وفتح لهم "حازم" مبتسمـاً:
_"أخيراً ، أدخلو يلا ، بابا فى الصاله اهو يانيروز"
قالها وهو يوجه أنظاره للأخيره، فدلفت الاثنتين معاً إلى الداخل
_"أعمل ايـه يا ابو الحزايم ، نيروز اللى أخرتني، أقولها يلا يا بنتى عاوزه أقعد مع حازومى شويه تقولى لا مش وقته !!"
حملقت "نيروز" لها بصدمه من حديثها ، فتحدث "حازم" مردفاً بسخريه:
_"أاه هتقوليلى مصدقك طبـعاً"
ثم قام بغمز أعينه للٱخري يشير لها بأنه يتفهم الأمر جيداً ، نظرت "ياسمين" لشقيقتها وهي تبتسم ، فبادلتها الاخري نظراتها بحنق !! ، وهي تتجه إلى الاريكه التى توجد بصالة المنزل ، فوجدوا هما "جميله" ووالدها ووالدتها
رحبت "جميله" بـهم بسعاده :
_" أخيرا تعالو تعالو "
إتجهت "نيروز" تجلس بجانبها وتبعها شقيقتها والاخر خلفها ، رفـع "سليم" أنظاره من الاوراق التى توجد بيديه ببرود ثم وجهها لـ"نيروز" مُردفاً بجمود:
_"مش خـير ؟؟ ، عاززه تفاتحينى فـ إيـه "
نظرت" نيروز" له ثم أردفت قائله بهدوء:
_"كنت عاوز استأذن حضرتك فى حاجه كده!"
_"طب أنا هقوم أعملكم عصـير ! عما تتكلمم براحتكم"
أستأذنت "عايده " بهدوء تاركه اياهم جالسين مع بعضهم!
_"ها قولى عاوزه تقولي ايه ولا عاوزانى لوحدي؟"
ارتسمـت ابتسامه صغيره علي وجه "ياسمين "وهى تردف قائله:
_"لأ لوحدكم إزاى يعمى، ده مفيش حد غريب هنا " وججهت أنظارها لشقيقتها ثم أردفت مره أخري :" اتكلمي يا روز "
قاطعته وقالت حديثها هي لعلمها بغايه الاخر في الاستفراد علي الاخري واستغلال هدوئها وضعفها في الرد عليـه !! ثم نظرت لشقيقتها تبث بها بعض الامان والثقه !!
تنهدت "نيروز" بعمق ثم أردفت بثبات جاهدت أن يظهر عليها لتتحلى بالشجاعه كما حفزتها شقيقتها :
_"كُنت بستأذن حضرتك يا عمى ، أنزل أشتغل في فرع تبع شركه منزلين ليها أعلان وكده ، على إدارة حسابات بما إنى تجاره ، والمكـان يعني قُريـ..."
قاطـعها "سليم" قائلاً بحده:
_"أاه شـغل!! ، يعـني عاوزه تنزلى تشتغلى وانتِ مش محتاجه الشغل أصلا، الستات ليـها بيت جوزها فالاخر، لحد ما يجيلها نصيبها ؟، وانتِ ايه ؟ جالك نصيبك ، جالك حسن وانتِ عملتي إيه ؟ إتفرعنتي ورفضتى انتِ وامك!"
تحدث "حازم" بهدوء محاولاً تهدئه الوضع:
_"يا بابا ده موضوع وده موضوع ! ممكن تفهم منها الاول لحد الاخر بس!"
تنهدت "ياسمين" قائله بثبات:
_" دا مش موضوع ودا موضوع ، أصل يا عمى ، دا موضوع واحد بس والتانى اتقفل خالص ، أو اتقفل ايه لأ دا مات وملوش راجعه؛ معلش يعني"
قالتها وهي تبتسم ببرود إستفز الاخر فتحدث "سليم" بجمود:
_"وهو لو كان ابوكِ كان عايش كان وافق تنزلى تشتغلي ؟"
كانت تتابع الحوار وهي تحبس الدموع فى عينيها والاخري تجلس بجانبها وتشعر بما تعانيه!
أردفت "ياسمين" تُجيب الاخر:
_" أااه يا عمى لو كان عايش فعلاً كان شغلها ومكانش عارض شغلها أصل معلش يعنى مش عيب ولا حرام وحاجه هتبقى مبسوطه فيها فـ ليه يمنع!! ، ده الله يرحمه يعنى ، الفاتحه علي روحه يا عمى ونبى يلا"
قالتها بابتسامه صفراء ظهرت له فقط ، ترحموا عليـه جميعاً بهدوء ، صمت هو ثوانِ ثم أردفت قائلاً مره اخري:
_" بس أنا مش سالم !! ، واللى ترفض راجل من دمها يتجوزها ؟ ، هتطلع برا تعمل ايـه؟؟."
صُدمت هي من رده كانت خزانات دموعها ممتلئه علي ٱخرها تنتظر لحظه الانفجار ، كما صُدمو جميعاً من حديث الاخر ، ونظرت" جميله" له بخيبه أمل كمـا توقعت تماماً !
تنهد" حازم" بقله حيله منه قائلاً وهو يحاول التحكم في حديثه الخارج منه:
_" ايه ده يا بابا مينفعش اللى بتقوله ده !!، كلنا عارفين "نيروز" عامله ازاي وتربيتها إزاي!!"
هنا وتحدث تلك الوحيده التى لم تُصدم منه وتوقعت ردة فعله تماماً ، تحدثت" ياسمين " تُجيب عمها قائله بثبات:
_"عندك حق يا عمى فعلاً ، حضرتك مش زي بابا الله يرحمه ، لان مفيش زيه أبداً ، وعشان مفيش زيه ، مفيش بردو من ترييته لينا الوقتي خالص!"
طالعها "سليم" بضجر ثم وجه أنظاره للاخري
فتحدثت "نيروز" قائله بنبره متحشرجه:
_" أنا هطلع بره شغل محترم يا عمى ومش هعمل حاجه غلط"
_" سيبوني أفكر وهبقي ابلغكم بالقرار النهائى!"
ردت عليه"ياسمين" تجيبه:
_"براحتك يا عمى طبعاً ، إحنا بس بنعرف حضرتك ونكبرك ، عشان مثلا لو هي نزلت تشتغل من غير ما تعرف متتضايقش وكده"
نظر لها بغيظ مردفاً بسخريه:
_"لا كتر خيركم فعلاً؟!"
ابتسمت هي بهدوء ثم وزعت نظراتها عليهم جميعاً ، فتحدثت " نيروز" قائله بهدوء:
_" هستنى رايك يا عمي ، هستأذن أنا عن اذنكم"
نهضت هي من مكانها متجهه إلي حيث باب المنزل ، جاءها صوت"جميله" قائله:
_"استني يا روز ، انتِ قعدتي لسه!"
_"معلش عندي صداع مره تانيه ، باي"
قالتها سريعاً ثم انصرفت خارجه من باب شقة عمها !!
تحدث "حازم" محاولاً تلطف الجو:
_"نيروز شاطره فعلا وتستاهل الشغل يا بابا ، واهو أحسن اليها من القافله اللى على نفسها ،"
طالعه" والده" ثم تحدث بسخريه لاحظتها الاخري:
_" امــ ــم فعلاً شاطره زي أختها!!"
تفهمت "ياسمين" ما يرميه الاخر من حديث، فطالعته بنظراتهاو الابتسامه البارده لا تفارق وجهها !! .
_"انا قايمه ارد علي صحبتي عم اذنكم"
أومأو هم "لجميله " بالموافقه بعدما قامت من أمامهم !! ، فنهض "والدها " هو الاخر تاركاً المكان بأكمله !! .
تحدث"حازم" بمرح:
_"عايده من كُتـر إندماجها مع الحوار نست العصير باين"
قهقت "ياسمين" علي حديثه فتحدتت قائله من بين ضحكاتها :
_" والله أنا واثقه أنا حاضره الموضوع بس فعلا مش هتعرف تتدخل بسبب عمى كالعاده !"
طالعها مجدداً وهو يردف مجدداً :
_"ايه الاسلوب في الاقناع المحترم القليل الذوق المنطقي المتناقض ده ، ده انتِ تبقي محاميه مكاني بقا!"
قالها وهو يغمز لها بمرح ، فابتسمت له قائله بثقه:
_" عجبتك!"
_" ده انتِ عجباني من زمان أوى واللهِ "
ابتسمت له هي وهي تهندم كتفيها بوهميه بغرور مازح ، فاعتلت ضحكاته هو عليها ثوانِ ثم تنهد قائلاً :
_"قومي نشوف اختراع عصير عايده ده"
نهضت هي معه ثم اتجهها إلي المطبخ معاً !
_"ايــه يا عايده بتخترعي الذره ؟؟"
اجابته" والدته "بحنق زائف:
_" ولا ذره ولا بتاع يواد ، بس يعني لقيت مش احسن حاجه مردتش اتدخل الوقتي"
وزعت "ياسمين" نظراتها بينها وبين صينيه الاكواب من العصائر
_" طب ما توريلي كده يا حماتي العصير ده ببقول ايــه "
.اعتلـت ضحكاتهم على حديثا تزامناً مع تناولهما الكوبين معاً متجهين معاً حيثُ الشُرفــه!!
________________________________________________
﴿وَالذّاكِرينَ اللَّهَ كَثيرًا وَالذّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَغفِرَةً وَأَجرًا عَظيمًا﴾
كـانت تقرأ بمصحفها منذ قليل بعدما أغلقته هي ثم استقامت تنهض وهي تضعه علي مَكتبـها الخاص ، خلعت حجابهـا بـهدوء مريح ثم وضعته بجانب فراشـها وخرجـت من عُرفـتها متجهه آلي حيث غرفـه والدتها .
دقت "فرح" الباب دقات خافته حتي أذنت لها والدتها بالدلوف ، دلفت هي إلي الداخل بهدوء وهي تبتسم لها ثم جلست بجانبها ، فتحت لها والدتها ذراعيها فانسحبت هي داخل أحضانها بهدوء ، حتي يسكن قلبها السكينه الثانيه بعدما اقتربت من ربها وقرأت ما تيسر من القرٱن ، فرت منها دمعه صغيره علي خديها ، كادت ان تمد أيديها تمسح ٱثرها سريعا ً ، وجدت والدتها تضع يديها علي وجهها ثم قامت بالمسح عليـه تخفي أثار دمعتها ، ثم ضمتها بحنان وهي تقرأ عليها ٱيات صغيره من القرٱن الكريم !.
تنهدت الاخري براحه وبعد عدة دقائق خرجت "فرح" بهدوء من أحضانها وهي تنظر لوالدتها
فابتسمت لها "والدتها" قائله:
_" قلـبى بيحس بيكِ ، قلبـى ده مربوط بـ ده !! ، ولما تعيطـى ده بيتوجع أوي عندي يا فرح!"
قالتها وهي تشير موضع قلبها ، فابتسمت "فرح" بانكسـار قائله :
_" أنا كويسه متقلقيش!! ، أنا بس خايفـه أوي ، بحس ان انا الـ بتوجع بس وانتِ مش قادره من جلسات الكيماوى ! "
طالعتها"حنان" بحب فتحدثت بلهفه بعدما تحدثت هي بذلك:
_"بعد الشر عليكِ من الوجع يا حبيبتي"
_"أنا خايـفه ياماما متسبنيش عشان خاطري! أوعدينى انك مش هتسيبني "
نظرت لها" والدتها" بقله حيله فاردفت قائله بهدوء:
_" مقدرش أوعدك بحاجه مش فـ إيدي يابنتى ، بس أنا لسـه جمبك يا فرح ، لسـه جمبك ومعاكـى"
ابتسمت هي لوالدتها فاردفت قائله محاوله تغير مجرى الحديث:
_"طب بقولك ايه يا حنون أنا هقوم أعملك حاجه واجبلك أكل. متناميش بقا ، عشان أجبلك الحاجه واجهز الغدا لعز عشان لما يجى بالمره ، واخش اذاكر ؛ هتدعيلي؟؟"
ابتسمت لها الاخري بحنان بالغ وهي تقول:
_"من كـل قلبي! ، بدعيلك من كل قلبي يا بنتى"
اتسمعت ابتسامه "فرح" ثم استقامت تعتدل ونهضت هي خارجه من الغرفـه !
_______________________________________________
«لـقد هُلكت تماماً ولكنـى لا أعرف طريقاً ٱخر سوى الصمـت ، فـكُل شيئ علي ما يرام ، عدا قلبى المُتألم بفـراق الأحبه عدا قلـبى المُتهالـك بفقدانـك ، فقُل لـى كيف يمكننى العيش بسلام من دونك!!»
- كيف حالك يا أبي ؟
"إني مازلت أراك أمام عيني و لم تغيب عن بالي ، وإني أُجاهد الحياة و الناس حتى أبقى بهذا الثبات و أن حاجتي لك بلغت منّي مبلغًا لايعلمه إلا الله ، رحمك الله يا من رحلت الى دارًا خيرًا من دارنا و حفّ الله قبرك بالنور و الرضى وجعلك امناً مطمئن ف قبرك"
أغلقت الدفتر الخاص بها بعدما كَتبت هذه الكلمات المُنكسره ، أغلقته بشرود ، كان قد مر الوقت عليـها وهي تقف شارده حزينه في كم الذكريات مع والدها الراحـل ، هي تفتقده بكـل مَعانى الكلمه من فُقدان !! ، لطالما كـان الأقرب لها من روحهـا ، لو كـان هو. بجانبـها الٱن لن تتعرض مثل هذا الموقف مع من يُسمي عمهـا ، وكلامه الجارح المُبطن الممزق لداخلها ، بـكت بشهقات متقطعه ، بكت بكل ما لديها من مخزن هائل منه ، مستغله عدم وجود أحدً. معها في المنزل ووقوفها بعيداً فى الشُرفه ، كُل شهقه تخرج منها يخرج معها تَذكر أشياء عفى عليها الزمان ولكن محفوره بداخلها لا تسطتيع نسيانها ، ذكريات متداخله مع بعضها ، فـ كان هو بجانبها بكلماته التحفيزيه لـها ، في حياتها ودراستها ، تذكرت عندما كانت تَحصل علي درجات عاليه في الاختبارات ، تذكرت ارتسامة ابتسامته العريضه لها ، نظره الفخر في عنينيه دون أن تبذل مجهود لطلبـها منه !، كـانت تَبذل كـل ما لديها من مجهود لتحصل علي "الهندسه" كـان حلمها عندما كان هو بجانبها ، حلمها وحلمه الاثنان يحلمان ويشردان كيف ستكون هى فالمستقبل ، يتشاركان الحلم معاً بكـل عزيمه ، تذكرت عندما شاء القدر وجاءت اللحظه التى غيرت من شأنها ، لـحظه وفاته وهي بالشهاده الثانويه !! ، والاخري كانت بعامها الثانى بالجامعه !! ، تذكرت عندما أهملت دراستها بغير مقدرتها وسوء أحوالها النفسيـه ، تركت حُلمـها بعد عناء من تشتيتها لـه ! ،. تذكرت عندما حصلت علي كليه "التجاره" بالرغم من تقديرات عاليـه بتخرجها منها ، لكـنها تعيش قصـه مؤلمـه بضياع إثنين منها ، الاول كان هو ، والثانى هو وحلمه وحلمها ، هو الضائع منها بكل لحـظه تعيشها!! ، أصبحت مُتيقنه بأن الفرحه لم تكن فرحه مكتمله يوماً ما بدونه !! ،. والحزن لديها كاملاً متكاملاً بـه ومن دونه ! ، تذكرت عندما كانت غير قادره على الوعى للحياه بدونه ، تذكرت انتكاستها ومرضها النفسي فى فترات مزدحمه!! لم تكن تسع لذلك، تذكرت كُل شئ سيئ مر عليها من بعده ، معامله عمها لها وزوجه عمها ومعايرتها المريضه لها هي وابنتها!! ، تذكرت شماتة من هم أقرب إليـها !! ، أصبحت تعى من وقتها أنها ليس سوي کَسر لظهرها من دونه !! وضياع السـند من خلفـها ..
- كانت تبكـى بصمت ، صمت مَزق داخلها إلى أشلاء!! ، تركت العنان لدموع عينيها بالسقوط فى صمت وهى تنظر إلى السمـاء .
فاقت من شرودها عندمـا سَمعت صوت همهه من جانبها ، إلتفتت تنظر لذلك الواقف وما كان إلا هـو نظر لها وهو يقطب جبينه قائلاً:
_" أنا ٱسف علي التدخل بس هو انتِ بتعيطـى؟؟"
وضعت يديها على وجهُها بارتبـاك حَرِج لثوانِ ثم أردفت :
_"لا مفيش حاجه ، أسـفه عـ الإزعاج"
عقد مابين حاجبيه وهو صامت فأردفت"نيروز" قائله من جديد بتردد:
_"و ..و ٱسفه على موضوع الجَزامه مكنش قصدي ، عن إذنك!"
عقد "بسـام" ما بين حاجبيه لعدم فهمه ما ترمي عليه هى!! ، لـف أنظاره ليسألها من جديد
لكنها كانت قد إختفت من أمام أنظاره تاركه الشرفه التي بجانبه!!. ، هز كتفيه بقله حيله لعدم علمه !!
خرجـت من الشُرفه فوجدت والدتها بالشقـه تقف من على بعد ، حدثتها هى من بعيد حتى لا تلاحظ إحمرار عينيها:
_" انتِ جيتى من الشغل امته يا ماما؟"
التفتت "والدتها " تجيبها :
_"لسه جايه يا حبيتى بس كنت بحط الخضار فـ المطبخ ، مادام انتِ كنتى هنا أومال اختك فين؟"
_"عند جميله"
أومأت لها "سُميه" بالايجاب ، فعقدت "نيروز" الغزم لتردف لها قائله:
_"بقولك أنا عاوزه أنزل اتمشى شويه كده مع نفسي محتاجه اقعد لوحدي شويه ، موافقه ؟؟"
إقتربت منها "والدتها" فأخفضت هي رأسها على الفور ، فمدت الاخرى يديها أسفل ذقنها ترفع وجهها أمام أنظارها ، فقعدت ما بين حاجبيها قائله :
_"إنتِ معيطه، ليه إنتِ كنتى عند عمك؟؟؟"
اجابتها الاخري بتردد لعلمها أن والدتها سوف تتم بكشفها فى. الحال!!
_"لأ !! ، قصدي ااه مخنوقه شويه فقولت أفك وعاوزه أنزل ؟"
نظرت لها هي بتشكك ثم تحدثت قائله بثبات:
_" موافقه تنزلي رغم إنى خايفه عليكِ ، بس ما تتأخريش عشان لينا قاعده نعرف مالك وايه اللى حصل!"
هزت "نيروز" رأسها لوالدتها بتردد ثم انسحب من أمام أنظارها بهدوء ، نظرت الاخري بٱثرها شارده في تقلب حال ابنتها!!.
________________________________________________
«قَدّ تَشعُر بِالوحده ُ بَينَ كثير من يَجلسون حَولنا ، وقَدّ نشّعُر بالأنس بوجود شَخصٌ واحد!! ، وكٱن الأمر ليسَ متعلقاً بكثره من حولك!! ، بل كانَ متعلقّاً بقلبّ مَن مَعكَ »..
كانا يجلسـان معـاً بالخـارج في الحديقـه ، وأمامهما صغيرهما يلـعب أمام أنظارهما!!
نظرت له هي شارده مُبتسمـه ، لاحظ الاخر نظراتها لصغيرها فأردف قائلاً. من بين ابتسامته:
_"حاسه نفسيتك بقت أحسن ؟؟"
التفتت له تطالعه بعينان يملئها الدفئ:
_"اه إرتاحت شويه بعد ما خرجنا وشوفت الزرع!! كده والجو"
قهقه "بدر" على حديثها قائلاً بسخريه:
_"أعرف ناس تقولك إرتاحت لما شوفت البحر!! مش الزرع؟"
نظرت له هي مبتسمـه وهي تقول:
_"ما انتَ عارف إنى بدوب فالورد والزرع! حساها چينات بقا من بابا الله يرحمه ، بس طالعه چينات متقسمه علينا كُلِنا !
أنا وياسمين ونيروز متعودين على حُب الزرع والورد وأى حاجه مُبهجـه ! وفريده من نوعهـا كده "
ابتسم لها بحب قائلاً من بين ابتسامته :
_" كـل الحُب للورده الفريده من نوعـها ،. كفايه ان اسمـك ورده كمان"
اعتلت ضحكاتها قائله بغرور زائف وهي تطالعه :
_" علفكـره كَلنا فريدين من نوعنا يا بشمهندس ! أنا ورده مش ورد ! وياسمين إسمها أصلاً ياسميـنا !! بس بنخفف الاسم لياسمين فالعادي ؛ إحنا ناس متطوره"
قالتها بهدوء وهي ترمش بأهدابـها بمرح ، فاعتلت ضحكاته هـو وهو يؤكد حديثـها :
_" وأحلى ورده فى الورود كلـها ، عشـان كده عاهدت نفسى إنى مقطفش من الورده اللى معايا وأحافظ عليها وأخلى بالي منها دايماً زي ما وعدت باباكـى "
ابتسمت "ورده" بتأثر من كلماته :
_"وكـنت ومازلت قد الوعد با بدر " ..."عارف!! بابا وحشنى أووى ، جاي على بالى أوى الأيام دى ممكن عشان ذكري وفاته قربت!! "
_" اكيد دايماً على بالك علطول ، الاب ما بيغيبش عن البال لحظه خصوصا لو كان أب مثالى زي بابا سالم"
مد يديه يمسك يديها بين كفه العريض ونظر لها بعمق عيناها الخضرواتان مثل شقيقتها الأخري!!:
_"أنا حاسس بيكِ وعارف بتمرى بـ ايه خصوصاً لما بتقرب ذكرى وفاته كل مره بتبقي نفسيتك كده بسبب أنه توفي وانتِ مسافره وبعيد من غير ما تشوفيـه ولا تودعيه ! ، بس عاوزك تعرفى أنه حاسس بينـا وفرحان كمان بيكِ وأخواتك والاكيد أنه فرحان بيامِن اللي ييلعب هناك ده زي ما إحنا فرحانين!!"
سألته بتشكك قائله:
_"تفتكـر!!!"
"_أفتكـر أوى كمان!"
قالهـا بأسلوب مقنع ليرسل لها بعض الأمان وهي بجانبـه وجانب قلبـه المتأذى بحزنها الدفين !!
__________________________________
مر وقت قليل وهي تتحدث بهاتفها مع صدقتها بغرفتها
_"خلاص يا منـه تمام صوريلي نسخه وكمان لفرح معاكِ وعدي علينا وانا هنزلك أقابلك قدام العماره"
أغلقت هي الهاتف بعدما أخبرتها صديقتها بالموافقه بالفعل ثم وضعته بجانب فراشـها وخرجت من الغرفه بأكملها !!
_________________________________
مر الوقتُ عليهما وهما يقفا معاً بالشرفه يتحدثون بأمور مختلفـه ، حتـى تحدثت "ياسمين" قائله :
_"أنا لازم أقوم أمشى بقا بجد ، لان فات ماما جت من الشغل من زمان ، ونيروز بتعيط و ..."
قاطعها "حازم" مردفاً بسخريه:
_"وايه؟ نيروز بتعيط؟ دا روتين يعنى ولا ايه ده"
_"لا طبعاً. مش روتين ولا طبيعي بس أنا عارفه أنها أكيد مشت تعيط من كلام عمى مرضتش أروح وراها عشان هتحبس دموعها فعينها ومش هتفك قدامى الوقتي وكان لازم اسيبها مع نفسها شويه!"
قالت حديثها بثبات هادئ ، فتفهم الاخر مردفاً بهدوء:
_"مش محتاج أقولك يا ياسمين متحطيش كلام عمك فى دماغك ، انتِ عارفه هو بيقول كده ليه ، عارف انه كلام جارح وصعب ، بس ده فالأول ولٱخر أبويـا !! عارفه يعنى ايه ؟ يعنى مهما أذانى ومهما أذي اختى نفسياً وجه علي أُمي ، مقدرش أقطاعه ولا أقدر أعمل حاجه فيه تغضب ربنا!! ، بعامله بما يرضى الله لحد ما نتقابل عند رب كريم يعرف منه أنه غلط فى حقنا وٱذانا واحنا واقفين ناخد الحقوق وهي بترجع لاصحابها ، مش بحامى عن كلامه لكن أنا بردو بقف فى وشه واقنعه علي قد ما أقدر وبقيت أعمل اللى عاوزه من غير ما أخاف منه ولا من رد فعله ! بس أنا عارف إن الكلام كسر نيروز ، حقك على راسى "
نظرت له بتأثر عميق لما يحمله هو بداخله فأردفت قائله بتفهم:
_"أنا مبحطش في دماغى يا حازم على قد ما نيروز هى اللى بتتأثر ، وعلى قد بردو مانا عارفه وفاهمه اللى انتَ فيـه كويس عارفـه انك جواك كتيـر وشايل ، بس لو ينفع أعوضك هعوضك زى ما انتَ معوضنى عن حجات كتيـر لكن أنا عارفه ان فى حاجات معينه مبتنفعش تتعوض لكن بحاول وهحاول،..... دك داء فحلاوتك روح"
قالت أخر حديثها بمرح حتي تخفف من ألم الاخر وتغير مجري الحديث المؤلم لهما
قهقه هو علي حديثها عالياً وهو يقول:
_"وربنا ما حد حلو الا انتِ ودمك!"
ابتسمـت له باتسـاع وخجل، ثم أشارت له بايديها بمعني أنها سترحل ، ثم خرجت من الشرفه ، تاركه إياه يشرد بأثرها.!
_"لسـه بدري يا ياسو ما تقعدي شويه!"
قالت "جميله" حديثها موجهه أنظارها "لياسمين"
فأجابتها "ياسمين" بمرح:
_"قريب أوي هقعد براحتى يا چيچى ،اقولك! وهبات كمان!!"
أجابتها الاخري من بين ضحكاتها :
_"دا هيخللك جمبه ده مفيهاش جواز السنادي باين"
نظرت لها "ياسمين" بإصفرار قائله:
_" ومـالو أنا بحب المخلل قد عينيه بالظبط"
_"قصه حب عبيطه تجزع من المحن بجد"
قالت حديثها لتستفز الاخري
فاعتلت ضحكات"ياسمين" قائله:
_"بكره نشوف الجمال لما يـحب!"
قالت حديثها بارسال غمزه عينيها بمشاكسه للاخرى ، ثوانِ وارسلت قبله طائره أخري لها ثم سارت متجهه سريعاً إلى باب المنزل تفتحه . وهي تخرج منه !
_________________________________
جاء من الخارج منذ قليل ، ودخل جالساً بشرفته مُمسكاً بهاتفه يتفحصه بمـلل ، حتى دخل عليـه شقيقه "بسـام" وهو يتحدث له قائلاً بلهفه بسيطه:
_"بقولك يا غُس هات مفتاح العربيه ، أصل كلموني في المستشفى وفي حاله هناك مستعجله"
انتبه له الاخر ثم التفت يطالعه وهو يردف قائلاً وهو يخرج المفاتيح من جيبه:
_" خُد ، وبراحتك وانتَ سايق "
_" إشطـا عليك يا ابو الغساسين ، اعتبره حصل"
قالها وهو يخرج سريعاً من الشرفه دون الاستماع لرد الاخر ..!
نظر "غسان" باستنكار بأثره قائلاً بسخريه:
"دكتور من أنهو زاويـه ده !!!"
تنهد بقله. حيله مبتسماً علي حديثه وكأنه يقول بتنهيدته الضاحكه
"نعمة لا تُضاهى بثمن"
______________________________________________
كانت قد هبطت هي تقف أمام المبنى لتنتظر صديقتها التي ستأتى لها بالأوراق !!
_"لو سمحتي ممكن تبعدي شويه؟"
نظرت له "جميله"باستغراب قائله:
_" طب ما تتفضل المكان واسع!!"
اجابها "بسام" بهدوء :
_"المكان واسع فعلاً ، بس دى عربيتي اللى انتِ سانده عليها!!"
نظرت له بحرج من هذا الموقف الذي وُضعت هي به
_"أنا .. أنا مكنتش أعرف "
قالتها بحرج وهي تنظر أرضاً من فرط خجلها
نظر لها بهدوء ثم أردف قائلاً ببساطه:
_"ولا يهمك ، بعد اذنك مره تانيه طيب عشان انتِ لسه سانده! ، وكده المريض هيفطس قبل ما أوصل "
ابتعدت بحرج ٱخر مضاعف لثباتها في المكان وعدم التحرك منه عندما أخبرها هو !!
ابتعدت فى ركن ما بعيداً ، فركب هو السياره ثم إختفي عن الانظار سريعاً !.
نظرت هى لتلك التى تقترب منها ولم تكن سوى صديقتها "منه" وهي تحمل الاوراق بيديها إقتربت هى منها ، فتحدثت "جميله" قائله بحنق:
_"كل ده يا استاذه منه؟ جايه من الهجره ؟"
اجابتها "منه" بثبات :
_" انتِ شحاته وبتتأمري يا بت! ، وبعدين عما صورت ليا وليكِ و لجميله ولباقى الشله وكل واحده عندها ظرف ومش عارفه تنزل ، قولت انزل أنا بقا، وقرمط يضحى"
ابتسمت لها " جميله" مردفه بشكر:
_"شكراً يا منون بنتعبك معانا واللهِ "
_"ولا يهمك يا ست جميله ، أنا رايحه الوقتي لفرح اديلها النسخه بتاعتها واطمن عليها وعلى مامتها بالمره هتيجى معايا ؟ ولا لسه مقولتيش لباباكـى"
اجابتها "جميله" بأسف:
_"للأسف لسه ، بس هقوله ويارب يوافق وهبقى أروحلها وٱخد اي حد معايا "
_"إشطـا ،. همشى عشان يدوب ألحق"
تحدثت"جميله"بلباقه :
_"طب ما تطلعى تقعدي معايا شويه ، وماما عاوزه تشوفك كمان "
طالعتها "منه" بحرج:
_"معلش مره تانيه عشان الدنيا زحمه فى المشاوير المرادي "
_"ماشـي بجد هستناكِ "
ابتسمت الاخري قائله لها :
_"ان شاء الله يالا سـلام انا بقا"
قالتها وهي تشير للاخري وهي تتحرك من أمامها ، بادلتها "جميله" نفس الاشاره وهي تومأ لها ثم تحركت تدخل المبني تصعد الطابق الذي تقطن هى به !
________________________________________________
كانا يجلسان في مقابلة بعضهما يتبادلاتان النظرات المحتده ، والأكثر بتلك النظرات كانت"زينات " لكن الاخري كانت تبادلها نظراتهاا ببرود قاتم .
_"مش خيـر بقا يا بنت سُميه ؟ ، قاعده قُبالي بقالك كتير ومنطقتيش إيه اللى فان عليكى يا ختى تتطلى ! ده وشك انتِ واختك وامك ولا القمر !"
نظرت لها "ياسمين" ببرود ثم تنهدت قائله بثبات:
_"واللهِ هو من نيحية خير فهو بالنسبالى مش فارق لكن عندك انتِ بقا الله أعلم بتهيألى مش خير لا!"
_"ما تجيبي اللى عندك "
اجابتها "ياسمين " حينما قالت لها الاخرى ذلك:
_" هجيب اللى عندى طبعاً !! ، مستعجله على ايه بس .... فريده طبعاً مش هنا من ساعت ما نزلت ومش هتحضر القاعده اللذيذه دى! "
نظرت لها "زينات" بغيط من مماطلتها فى الحديث قائله:
_"لا مش هنا وبقولك ايه خلصينى أنا مش فاضيالك"
_"لا ده انتِ معلش يعنى تفضيلى وتركزيلى ده كلام مهم جداً !!
نظرت لها الأخري بفضول ، فابتسمت "ياسمين"باصفرار قائله:
_"بنتك دلوقتي للأسف مبتروحش الكليه "
نظرت لها ببلاهه ممزوجـه بالصدمه حاولت الثبات قائله :
_"هو ايه ده يا بت أنتى، جايه تتبلى على بنتي فى بيتي !! ، وبعدين مبتروحش ازاي هتزوغ مثلاً ؟؟"
ابتسمت الاخري ببرود قائله بكيد:
_"صح انتِ صح ! يا بنت الايه يا مرات عمى عرفتى ازاي! ، لأ وكمان زودى بتخرج مع شباب وواضح انهم بينهم كميا جامده اوي زي بنتك كده ! أصلى بفهم فلغه العيون والـ eye contact والحجات دى!! اكيد عارفه بقا بنات اليومين دول !"
وقعت الكلمات عليها كمن وقع عليه دلو من الماء البارد لطالما هى بشخصيتها القويه ذو التأثير على زوجها لكن حتماً زوجهها لن يتهاون بشيئ كهذا؟!
حاولت الثبات وجاهدت أن يخرج منها كما تريد :
_"انتِ بتقولى ايه يا بت انتِ انا بنتى متربيه أحسن تربيه ، وتربيه متخليهاش تعمل كده ! ، أنا عارفه بنتى كويس!"
أجابتها "ياسمين" بثبات وابتسامه عبثيه متلاعبه علي شفتيها تهز من ثقه الاخرى حتماً:
_"لأ إزاى طبعاً دي تعمل كده لو تربيه حضرتك يعنى ، أوعى تزعلي ولا تشيلى فقلبك الابيض اللى زي اللبن ده منى! معلش أنا صريحه!! وانتِ أكيد عارفانى بقا!"
قالتها ببرود ساخر مستفز استفز الاخري وجعلها تردف قائله بغضب:
_"إحترمى نفسك يا بنت سُميه ، واعرفى انتِ بتقولى ايه ولا بتتكلمى مع مين ؟"
_"مـ.ـمم هكون بتكلم مع مين تفتكرى! اللى ربت واحده ضايعه ماشيه فغلط أخره وحش ! ولا اللى ربت لمؤاخذه شـ ـمام كان عاوز قال ايه يتجوز أختى وهو ميقدرش يصرف عليها وعليه ٣ جنيه على بعض!! ، أصله بياخد المصروف لسـه من بابّاه ومامّاه"
قالت حديثها بسخريه لاذعــه ، مما جعلها تثير غضب الاخري وهي تقول:
_"اتكلمي كويس عن عيالى ، أنا عيالى أحسن تربيه فيكم انتِ فاهمه؟؟"
_" طبعا ً فاهمه معاكِ حق فالجزأ الأول هم فعلا عيال ، ما هو مفيش حد ناضج بيعمل اللى بيعملوه ده !! ، بس الجزء التانـى انتِ غلطانه فيه ليـه؟ لانك عارفه مين اللى مربى عياله كويس ومين العكس!! باينه اوي !"
صمتت لثوانِ ثم جذبت هاتفها من جيب سترتها تفتحه أمام أعين الاخرى وهي تكمل حديثها بهدوء تالف لأعصاب التي تجلس أمامها تبادلها نظرات حاده :
_"أنا بقا أتصل علي عمـى ،ويشوف الحوار ده أصلك باين كده والله أعلم مش مقتنعه قالأسهل نقنع عمى ، واهو قريب فى الشقه هنا جمبنا وان مردش نروحله عادي"
تفاجأت هى بزوجه عمها تنهض بسرعه ثم انتشلت الهاتف سريعاً من بين يديها قائله :
_"انتِ بتعملى ايه عاوزه تقتلى بنتي علي ايد عمك!!" انتِ مجنونه ؟!".
ردت عليها "ياسمين"ببراءه زائفه:
_"أنا ؟؟ ، حدَّ الله بينى وبين القتل ، وبين أي حرام مش زي ناس يعني أستغفر الله عديني أتوضي وأصلي لسوء التفاهم ده عديني"
قالت حديثها وهي تنهض فأوقفتها الاخرى قائله:
_"استني هنا !! ، انتِ عامله النمره دي لايه قولى وخلصيني"
_"نمره حقيقيه تفرق!! ، أما بقا عاوزه ايـه فانـا هقولك " تنهدت ثم أردفت مره أخري عندما وجدت الاخري تنصت لها باهتمام:
_"أنا عارفه ان عمى بيقتنع برأيك أوي ماشاء الله الطيور على أشكالها تقع بيقولو ، المهم ! هتقنعيه بأي طريقه من طرقك الجميله دى إن نيروز أختى تنزل تشتغل وانه مش خسران حاجه لو نزلت "
نظرت لها "زينات" ثم اردفت بتردد:
_"ايوه بس انا هعرف منين انها كانت نازله تشتغل!! "
_"لا ما هو هيجي يقولك لوحده ، ومش هقولك يعنى هتقنعيه إزاي بدماغك الجميله دي !"
قالت حديثـها وهي تتجه تأخذ هاتفها من بين يدي الأخري متجهه حيث باب الشقه مردفه مره اخري :
_"هستني رساله منك انه وافق وفاتحتيه بالفعل فى الموضوع وانه اقنتع برايك ! قبل ما ينادي عليها هو طبعاً يقولها انه وافق! ، يومك ظريف زي أولادك المحترمين المتربين دول ، يالا سـلام"
قالت حديثها ثم أغلقت الباب خلفها بعدما قالته وهي تقف على حافه الباب !؟ ، تاركه الاخرى تستشيط غضباً. !!
__________________________________
كـان قد مر الوقت بعدما نزلت هي من منزلها واتجهت إلي الوجهه التي عقدت العزم أن تذهب هي إليـها ، جلست تفرك يديها أمام الجالس أمامها بتوتر ، طالعها هو بتمعن ثم تنهد قائلاً وهو يوجه أنظاره إليـها قائلاً بهدوء:
_"متوقعتش تجيلى تاني يا "نيروز" بس اللى مُتأكد منه إنك أكيد مقولتيش لمخلوق انك جايه هنـا !و متأكد من كده زي ما انا متأكد انك قاعده قدام عينى دلوقتى.!!"
طالع هو حالتـها وفركها الهادئ ليديها وانخفاض رأسـها لأسفل .
دق قلبـها سريعاً. ورفعت انظارها له بصدمه داخليـه ومفاجأه بعلمه بما تُفكـر فيه هى!!
أيقنت هى من المفأجأه أنها أصبحت مكشوفه أمامه بعلمه لتفاصيلها الصغيره!! حتي وان غابت عنه لفتره !!
---------------------------------------------------------------------
اذيكم يا حبايبي ! ايه رايكم في الروايه لحد الوقتي ورايكم فبارت النهارده ؟؟
اعمولي فوت بجد وقولو رايكم في الكومنتات وتفاعلوا ، رايكم مهم عندى جداً. ❤️
وادعولى تاني بقا عشان زنقت تاني نفسي فالامتحانات 😂.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عودة الوصال ) اسم الرواية