رواية عودة الوصال الفصل الخامس 5 - بقلم سارة ناصر
« هل يُعقل أن يوجد في هذا العالم النابض بالظُلم والأحقاد والشراسة، شخص بلا أنياب أو مخالب !!
لــ "أنطون. »
كانت جالسـه علي الاريكـه في صالة منزلها شارده بعدما خرجت من غرفه ابنتها و حدثتها بحديثها الغامض المهدد بالنسبـه للاخري !! ، انتـبهت هي لتلك الرائحه المعروفه للٱخر عندما ازدات رائحته هو أكثر كان قد ٱتي من الخارج واغلق الباب خلـفه ، انتبهت هي علي ٱثر دلوفـه للداخل ،
نظرت له وهو يتـجه ناحيتها ،ثم أردفت قائله وهي تلوي شفتيها بتهكم:
_" مانا قولت بردو ريحة السجاير الفاقعه دي موجوده ازاي وانت مش هنا ، أتاريك كنت قدام الباب يا عين أُمك!!"
نـظر لها بتعابير وجه خاليـه ثم ثوانِ وجلس بجانبها وحاوط زراعيه كتفيـها ثم تحدث قائلاً بمشاكسـه:
_"مسـا يا زينات مالك قالبه علينا كده ليه ايه مدايقك كده!!"
اجابته قائله بغيظ مكتوم:
_"مبقتش عارفه ايه اللي بيدايقني غيرك انت والمحروسه اللي جوه دي "
_"سيبك منها يا زوزو دي بت هبله أصلاً شاطره بس تقعد تتكبر وتترسم علينا وتعملنا فيها السفيره عزيزه!!"
نظرت له" والدته" باستنكار ثم أردفت قائله:
_" ولو مش السفيره عزيزه تبقى هى عشان انا امها يا خويا ؛اومال ايه!!"
نظر لها بابتسامه ثم تحدث قائلا بمرح:
_"طبـعا يا زوزو محدش يقدر يقول غير كده"
كانت قد خرجت من غِرفتها متجهه إليهم ثم جلسـت بجانبهم دون تفوه اي حرف ، نظر لها كل من والدتها وشقيقها باستنكار ، فتحدثت "فريده" قائله:
_"بتبصلي كده ليه انتَ؟ وبعدين انا اه فاكره نفسي السفيره عزيزه ملكش فيه؟"
نظر لها "حسن" ببرود مردفاً :
_"وده من ايه بقا؟ اقعدي في جنب بس كده لاحسن دماغي مش نقصاكي"
نظرت له ببرود ثم اردفت قائله بخبث:
_" تمام هقعد في جنب ، علي الاقل سفيره مش زي ناس ريحتها سجاير والله اعلم ايه تاني !! ، وجايين عاملين علينا رجاله ! "
نظر لها بشرر يتطاير من عينه ثم نهض من مكانه علي فجأه مردفاً بغضب:
_" انا هسكتلك وهعمل نفسي مسمعتش عشان لو عملت نفسي سمعت محدش هينجدك من تحت إيدي سامعه!"
كانت "والدتهم" تتابع الحوار بأكمله فتحدثت هي اخيراً مردفه بصوت مسموع:
_"خلصـنا يا خويا انت وهي موتو بعض يلا ، انتِ يا بت ما تقصري لسانك يا ختي معانا وطوليه برا علي ولاد عايده ولا علي اي حد غير هنا ، وانت يا خويا روح غير هدومك دي وحطها في الغسيل بدل ما ابوك يجي يقولي ريحه مش عارف ايه وابنك مش عارف ايه انا مش ناقصاكو !!"
قالت حديثها في اخره ببرود ثم قامت من أمامهم وتوجهت ناحية غرفتها وتركتهم ينظرون باثرها ببرود مماثل !!
_"أنا داخله اوضتي أصل بصراحه يا ابو علي مش طايقه الريحه ، يا خي دا انت لو كنت اتجوزت نيروز بقا كانت هطيقك ازاي بس بالقرف ده !!
قالت حديثـها باستفزاز ، هي تعلم انها ضغطت علي جرح الاخر ، تعلم انها استثارت غضبه الان خاصةً بالحوار الخاص بتلك النيروز ، لكنه فاجئها برده البارد عليـها وكانها ليست قائله حديث كفيل بموتها تحت يده الٱن ، لكن هيهات لتلك المواد المخدره !! ، تغير من طباع الانسـان وتجعله شخصاً ٱخر غير الذي كان عليه ، تجعله يُثار غضـبه عند نقطه معينه ولكنه لم يحن موعد انفجاره حتى الٱن!!
_" متقلقيش يا فريده ، هجيبهالك هنا فـ اقرب فرصه وهتعرفي بتموت في ريحتيى إزاي !! ، وخدي بالك انا مستني منك حاجه قد كده قد النمله عشان ساعتها مش هعرف انا هعمل فيكى ايه؟ يلا خدتي من وقتي كتير ؛ وعلفكره يا فريده انا بكرهك من زمان اوي عشان تبقي واعيه بس"
قال ٱخر حديثه وهو يشير لها بيده ثم تركها ودلف إلي غرفـته ببرود هادئ يتنافي مع حديثها له منذ قليل!!
تركها واقفه مستغربه من ردة فعله هو لكن لم تظهر له ذلك بل دبدبت بقدميها في الأرض بغيظ لتفوقه عليها في الحديث هي تعتبر انها بمنافسـه معه !! بالحديث ، توجهت إلي غرفتها هي الاخري وهى غير رابحه ، و بغيظ مكتوم منـه!!
__________________________________
دخلـت "جميله" منزلها بعدما كانت في الشقه المجاوره لـ "نيروز" ، دلفت هي إلي الداخل فوجدت والدتها تخرج من غرفه شقيقها الٱخر
نظرت هي اليها ثم توجهتت مردفـه بهدوء:
_" مساء الخير يا ماما؟ ، هو بابا هنا؟"
ابتسمت لها الاخري ابتسامه صغيره وهي تردف قائله:
_" لا نام يا حبيتي ، خير في حاجه؟"
_"لا عادي ، بس نيروز كانت بتسأل عليه هبقي ابعتلها ماسدچ بقا ؛ قوليلى هو حازم فين مش ظاهر يعنى وياسمين المفروض انها جت معاه؟؟"
اجابتها "عايده" قائله :
_"اخوكى دخل ينام ، جه من برا من شويه"
أومأ لها "جميله" وهي تهز رأسها بالإيجاب
_"ماشي ، انا هدخل اذاكر ، ادعيلي يا عايده بقا"
ابتسمت لها "والدتها" باتسـاع قائله:
_"ربنا يوفقك يا بنتي يارب وينجحك، وتبقي اشطر دكتوره بإذن الله"
ابتسمـت هي لوالدتها بسـمه صغيره بالطبع ليس هذا الدعاء ما كانت تريده هي من قبل ذلك! ! ، سارت هي متجهه آلي طريق غرفتها تفكر ماذا لو كان ما تعايشه حلما؟!!
________________________________
«أتعجب من نفسي ، من تفاوت قدرة قلبى على التحمل ، في بعض الأحيان أبدو قوياً لا يقهرني أي حتي يتهمني بعض مَن حولي بالشدة التي تصل للقسوة ، وفي أحيان أخري تهزمني لمحة خزلان عابرة ، تؤلمني وتزعزع ثقتى بنفسى ، تكاد تعصف بى ! ، أتأرجح بين شدة القوة وشدة الضعف ، كأن بداخلي شخصين؛ أحدهما لا يبالي بأفعال البشر واثقاً بنفسه ، وأخر تهزمه كلمة قاسية في موقف عابر أو سند انتظره ولم يجده ، بداخلي اثنان يتنازعان ، وبينهما أتمزق أنا فى المنتصف»
مـرت نصـف ساعه تقريبـاً وهي تـقف فى شُرفتـها بمفردها تستنشق بعض الهواء تاره ، وتسـقي الزرع بجانبها تاره ، زرع والدها الراحل الذى كان يهتم به وهي معـه ، فَـرت منها دمعه عابره من عينيها سقطت علي خديـها بصمـت ، صمـت كاسـر ، صمت مؤذي يأذي صاحبـه ، أمسـكت كوبـها ثم ارتشفت منه بخواء ومازال يوجد بأيديها لا تعي ما تفعله هي الٱن شارده في كَمّ ذكريات السند الراحل بالنسبة لـها ، دَلـفت شقيقتها الشُرفـه بهدوء من خلـفها انتبهت هي لذلك التفتت لها ثم ارتسمت علي وجهها بسـمه صغيره وهي تردف للاخرى بتساؤل :
_"ايه يا ياسمين منمتيش ليه، تعبانه؟"
تحركت شقيقتها إليها ثم وقفت بجانبـها اصبحت وجهها بوجه الاخري بعدما جلسا الاثنتين امام بعضهما علي الاريكه الصغيره بالشرفه، ابتسمـت هي لها ثم اردفت بهدوء:
_" مجاليش نوم ، واقفه وسرحانه انتِ فى ايه بتحبي؟"
اعتلت ضحكات الاخري ثم تحدث بين ضحكاتها:
_"احب ايه بس ، لا طبعاً ، بس قاعده بشم هوا عادي! ، من حق قوليلي ؟؟
نظرت لها "ياسمين" وهي تعقد حاجبيها بتساؤل فتحدثت "نيروز " مره اخري مردفه:
_"انتٓ قولتيلى ان عمو سليم موجود عند طنط عايده النهارده وكنت خلاص هروح بس نايم الوقتي!!
اجابتها الاخري بهدوء مماثل:
_" هيصحي مش هيفضل نايم علطول متقلقيش يعنى ،و لو صحي هروحله وهاخدك معايا ".
أومأت لها "نيروز" بالموافقه ، نظرت لها شقيقتها بحنان ثم أردفت بثقه :
_"شوفتي انتِ دخلتيني في ايه وايه، لكن بردو متوهتش عن الموضوع الاساسي ، متوهتش عن عينيكِ المدمعه اللي أنا شايفاها برغم الاضاءه الضعيفه !!"
ارتبـكت هي بنسبه قليله ثم اردفت بهدوء تحاول الثبات:
_"لا عادي مفيش حاجه!"
_"اصدقك؟؟"
نظرت لها "نيروز" بتردد ثم نهضت من مكانها والتفتت إلي جهه السـور قائله بتيهه للأخـري:
_"ياسمـين!!!"
تمتمت الاخري لها كعلامه للدلاله علي تكمله حديثها ، حديث هي تعلـم انه سينبع من قلبها لطالما تفوهت باسم الاخري بشرود وهي تقف شارده بمكانـها المُفضـل!!
_"هو، هو أنـا ضعيفه؟؟ ، يعنى أنا مش قويه كفايه انى أخد قرار من غير موافقه شخص غيرى زي عمـك مثلاً؟ اللى أنا عارفه أنـه احتمال كبير جداً ميوافقش أصلاً إنى أنزل اشتغل!!"
ابتسمـت لـها "ياسمين " بسمة ثقـه هي الٱن تعلم أن شقيقتها تُريد أن تري بعد الامان والثقـه لـها حتى لا ترجع في قرار قد أخذته هي
_"انتِ عارفه ان انتِ جميله أوى من جوا ومش ضعيفه ؟ طب عارفه انك محترمه ، وهى اسمها محترمه وجود عمك مش ضعيفه ، وعامله حساب لحاجات كتيره أوي بعيده عن الضعف! متقوليش انك ضعيفه دى ابداً وانا موجوده معاكى وفـ ضهرك ماشى؟؟"
أومأت هي بابتسـامه لها ثم اردفت قائله حديث ينبع من اعماقها :
_" بابـا مغلطش لما كان بيقولك دايماً انك انتِ
الولد اللي كان نفسـه يخلفـه ، مغلطش لما قالك انك انتِ اللي هتبقي السند من بعده ليـنا !!"
ابتسـمت لها الاخري ابتسامه صغيره دون ان تتفوه بأي حرف ، فتنهدت "نيروز" ثم أخذت أنفاسـها وهي تقول:
_"بس تفتكري لو كـان بابا موجود كُنا هنبقي كده! يعني عمك مكتفنا بتحكماته! أو خلينا نقول مكتفني أنا بالذات عشـان أنا وماما رفضنا حسـن يتجوزنى؟ يعنى لو كان وسطنا كان هيوافق على حسن، وكان هيوافق انى أنزل اشتغل صح؟؟"
قالـت أخر حديثها بلهفه كَمن ينتظر ليأخذ طلب الموافقه من والدته لتناول الحلوى!!
ابتسـمت لها هي ثم تنهدت قائله من بين ابتسامتها العريضـه:
_"أولاً ده عمره ، يعنى خلينا نقول مفيش حاجه اسمـها لوكـان عايش ، بس أنا هقولك ،لو كـان فعلاً معانا مكنش هيرفض ليكِ حاجـه انتِ حباها وعاوزاها كان هيرفض فحاله واحده بس ، إلا إذا كانت فيها أذى ليكي ، أما بقا بالنسبه لموضوع حسـن فـ بذمتك حد يوافق علي المتخلف ده؟ "
اعتلت ضحكاتها علي حديث شقيقتها خاصه انها كانت تقول ٱخر حديثُها بمرح مزيج بالسخريه انتهت هي من ضحكاتها ثم تنهدت قائله بتفكيـر:
_"عندك حق ، بس ساعات بفكر يعني لو كان معانا ومكنش هيعرف يرفض طلب لعمو سليم كنت هتجوز غصب!!"
_"محدش يقدر يغصبك على حاجه انتِ مش عاوزاها وماما كانت عارفه كويس انه لا بتاع جواز ولا مسئوليـه ولا كـان هيحافظ عليكِ"
قالت "ياسمين " حديثها وهي تحتضن الاخري بنظراتها وكـأنها تحميها من قساوة العالم الخارجي بنظرات عينيها الحنونه
استشفت "نيروز" نظرات شقيقتها الواثقـه التي شجعتها علي إكمال حديثها دون الخوف
_"بس أنا بخـاف ، بخاف لحد دلوقتى أتقابل انا وهو فمكان واحد ، ساعات بتوتر أول ما بشوفه، بخاف من نظراته الغير مريحه دي ، بخاف نفضل أنا واهو في مكان واحد فأي بيت من بيوت عمـك!"
أجابتها "ياسمين" بنبره مليـئه بالثبات:
_" بـصي أنا مش عاوزاكى تخافى وأنا معاكى ، عاوزاكي كده تقفي فوش أتخن تخين زي الاسد يا بت"
قالت أخر حديثها بمرح حتي اعتلت ضحكات الاخري فتحدث "ياسمين" مردفه مره اخري:
_" انتِ متستغربيش أصلا ، الخوف ده شيئ أساسي للكائنات اللي زي دي !، يعني مثلا البطن اللى شالت أبونا مش نفس البطـن اللى شالـت عمـك ، ودي تربيـة زينات يعني بطن غير بطن عايده يا حبيتي"
ابتسمت "نيروز" ثم تحدثت بخبث قائله:
_"طب وتربيـه عايده؟؟"
_"لأا ، كـلو إلا تربية عايده ، دي تربيه سُكر وقمر وعـسـل وجمال وحاجات حلوه كتيره كده"
نظرت لها هي ثم عده ثوانِ وانفجرا كلاً منهن علي هذا الحوار الواثق النابع منها ، ضحكـات عاليـه ، نقيـه ، نظيـفه، ٱمنـه ، خاليـه من النـفوس الخبيـثه .
تحدثت"ياسمين" مردفه بعدما توقفت أخيرا من ضحكاتها:
_"ما تيجى نطـلع نقعد مع ماما في الصاله ، لسه بدري شويه علي ميعاد النوم ، وحازم نايم بدري أوي وأنا زهقانه بصراحه وفاضيالكـم بقا!!"
أومأت لها شقيقتها بالموافقه وهي تبتسم علي حديث الاخري ، تزمناً مع تحركهما من خارج الشُرفه بأكملـها مُتجههين إلي حيث تجـلس والدتهـم!!
__________________________________
«شيء ما يُدفَعني للبكاء، لكني أُشفقٌ على وسادةٍ لم تعد تحتمل الدموع، لكنـه كان شيئاً ثمينـاً ، غاليـاً بالنسبةِ لـى ، شيئاً يجعلني لن أكف بكاءً علي حاله ، شيئ يستنزف طاقتـي ببطئ ، بُكاء وحيد ،صامت، كاسـر مؤذي ، يتٱكـل كل انش بداخلى !!»
كانت شهقات بُكائها عاليه مسموعـه ، تبكـى من فرط تحملها لكل ذلك ، تبكـي قهراً علي حاله والدتها التي تسوء ولم تستطع ان تفعل لها شيئ ، حالتها أشبـه بـحاله الجالس مكانه علي فراشـه لا يستيطيع التحرك من الجاثـوم ، جاثوم عدواً للحركه ، فقط تستطيع أن تأخذ أنفاسها بصعوبه هذا هو الشيئ الوحيد الذي تستطيع ان تفعله ولكن يُأخذ بالنهايه بصعوبه!!
جالسـه علي فراشها وصوت بكاؤها هو التردد الوحيد بينها وبين عقلـها ، تُريد أن تنهض هي لتري مستقبلـها الذي أهملت هي به ، وصوت أخر يحثها علي عدم القدره والاستطاعه، يهيئ لها بأنها غير قادره نفسيـاً علي تلك الخطوه!!
سمعت عدة دقات خافته علي باب غُرفتها هممت هي بصوت ضعيف لتأذن للطارق بالدلوف ، فتح شقيقها باب غرفتها ثم توجه ناحيتها وجلس بجانبها علي الفـراش نظرت له هي عدة ثوانِ باعينها الحمراء من فرط البكـاء ، تجمعت الدموع بمقلتيها من جديد حتي أصبحت لا تَقوي علي الرؤيه ، بادلها هو بنظراته المُشفقـه ، بادلها بنظرات حزيـنه منكـسره ، نظرات قليله الحيله ، نظرات تقسم للاخري بأنه يفعل ما بمقدرته هو ، تجمعت الدموع بمقلتيه لكنه أبـى أن تسقط أمام نظراتها الضعيفه تلك !! ، رفض أن يبادلها الضعف بالضغف ، رفع ذراعيـه علي كتفيها ثم ضمها بقوه علي فجأه بأحضانه ، هُنـا وسمح لدموع عينيه بالسقوط!! ، سمـح بسقوط ثباته الزائف وهي بأحضانه !!
بكـت هي بأصوات مسموعـه عاليه ، تـمنت لو أن باستطاعتـها الصراخ عاليـاً لتفرغـه ما بهـا هممت بعده كلمات غير مفهومه من بين شهقاتها ، أخذ يُهدهدها لاخر وهو يربط علي ظهرها ودموعه تسقـط علي شَعـر الاخري ، حتي أصبحت خُصلاتـها كَمن خارجه من دورق مليئا بالماء الساخن للـتو!!
أصبحا علي هذا الحال مرت الدقائق عليهم لم يعلما هم كم من الوقت ظَلو هكذا!! ، مسـح هو وجهه من ٱثار دموعه المتبقيه ، ثم أخرجها من أحضانه بهدوء ورفع ذراعيه ممسكاً بمقدمه رأسها يقبلها ، تحدثت هي أخيراً بعدما هدأت ، تحدث قائله من بين شهقاتها التي أصبحت ضعيفه:
_"أنا خايـفه أوي يا عز ، أنا ، أنا مبقتش قادره أشوفها بتتعذب كده !! ، دي ، دي شعـرها معتش فـيه زي الأول!!"
ابتسم لها بانكسـار وهو يردف محاولاً الثبات أمام أعينها:
_" أنا واثق آنها هتبقي كويسـه ، وتعمل العمليه وهتخرج وهتبقى تمام ، أنا عارف إن صعب الوقتي اللى إحنا فيه ده ، حاجه عامله زي محدش هيحس بكده غير اللي جرب ، وجعها دا هتاخد عليه أجر كبير أوي وثواب ، وإحنا أهو جمبها طول ما هي شيفانا كويسين وحلوين ممكن حالتها تتحسن، ومتنسيش إن حالتها النفسيه مهمه ، أنا عاوزك قويه عشان خاطري ، عاوزك ميأثرش فيكِ حاجـه؛ اتفقنا ؟؟"
هزت "فرح" رأسها بضعف بالإيجاب فخرج منها صوتها الضعيف وهي تقول:
_"اتفقنا ، بس أنا مش قادره مش قادره اعمل حاجه ،انا بتماسك قدامها بالعافيه حاسه انى بعيده ومس عارفه اعمل ايه قلبي مش مرتاح، أعصابي مش مساعداني إنى أعمل حاجه!"
لاحت ابتسامه صغيره علي شفتيه متحدثاً بيقين:
_"دي ليها حل ، كل حاجه وليها حل صدقيني ، قومي صلي واتكلمي مع ربنا ، ادعيه يشفيها ويقويها ، ادعيه يصبرنا ويقوينا، ادعيه يقويكي ويجعلك قادره ، ادعيه يوفقك ، ادعيه يدب فيكِ الأمل والشغف عشان تقدري تذاكري وتنجحي ، ربـنا بيقول "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"
مفيش أحن من ربنـا عليـنا وجه وقتك جه وقت انك تنتظمي بقا فصلاتك اللي انتِ مش منتظمـه فيها ، بقول إنك كبيره كفايـه ومحدش يقولك كل شويه صلي ومتصليش ، لكن دا فرض ، إرجعي لربنا عشان يريح قلبك وقلوبنا كلنا ، ربنا الاقرب ليكِ دايماً ، أقرب ليكِ من نفسـك ربنا بيقول يا فرح
"ونحن أقرب إليـه من حبل الوريد"
قريب جداً ليكِ ، ودي حكمه ، حكمة ربنا الجميله فكـل شيئ ، خلاني أسمع صوتك وانتِ بتنهاري، ربنا ،خلاكِ تنهاري ومبقتيش قادره عشان ترجعـى ليـه يا فرح ، قربي منه ، قربي من ربنا عشان ترتاحي ، اتوسليه وادعيه واشكيله ، ممكن الدعوه تستجاب منك عنى ويشفيها ومتحتاجش لعمليات ، اشكيله من كل الي تاعب قلبك ، الشكوه لغير الله مذله يا فرح"
كانت تستمع إلي حديثه وهي تبكي بصمت تاره وتبتسم تاره ، أنهي هو حديثـه فابتسمت له هي بسمـه هادئه ثم نهضت بعدما نهض هو وقف أمامها ثم ربط علي ذراعيها بانكسـار وتوجهه إلى خارج الغرفه ، توجهتت هي خلـفه بلهفـه متوجهه إلي طرقـه المرحاض للتتوضأ وتبدأ في أول خطوات قُربها من الخالق لعله يسكن ذلك القلب المتهالك!! ، ولكن بالقرب منه يُسكنـه سَكيـنه مليـئه بالراحه ولن نحتاج بعدها شيئ !!
_________________________________
عـلى الجـانب الٱخـر كان يجلسـوا جميعـم عالاريـكه بانهـاك واضـح بعدما أنهو تنظيم بعض الاشيـاء بمنزلهم ، ظهر علي "دلال" الانهاك والتعب وهي تردف قائله :
-"هانـت ، الشقه تخلص كده علي بعد بكره ان شاء الله ولا حاجه"
إعتدل "حامد" في جلسـته ثم رفع يديه وهو يربط علي ظهرها بهدوء قائلاً:
_"كـتر خيرك يا دلال ، الواحد تعب ، أومال لو انتِ بقـا الله يعينك"
ابتسمـت له باتسـاع وهي تنظر له قائله:
_"ولا يهمك يا حبيبي ، أيـام وتعدي يا خويـا"
ابتسم "حامد" قائلا بمرح:
_"ايه؟ قولي أخويـا كده تاني دي و الله طالعه منك زي العسـ.."
قاطعه "غسـان" كالعاده قائلاً:
_"ايـه؟ انت مكمل؟. يعني ناوي تكمل وبتحلف كمان؟. دي بتقول يا خويا ايه اللي فيها يعني طب علق حتي علي يا (حبيبي ) مقنعه أكتر !!"
نـظر له "والده" بحنق تزامناً مع ضحكات الاخرين جميعاً:
_"انت مالك يا أخي ، مراتي بتتدخل ليـه"
ابتسم هو لوالده باستفزاز فتحدث شقيقه الاخر"بسـام" مردفاً من بين ضحكاته:
_"حقـك ياحج بس راعى الجفاف اللي عندنا بقا ، وكمان معانا أطفال "
قالـها باستفزار ليثير حنق الاخري فتحدثت "والدته" قائله بابتسامه:
_"ربنا يرزقكم يا حبايبي ببنت الحلال يارب "
_"أنا مش طفله ، أنا كمان كام اسبوع وهبقي ١٩ سنه علفكرة"
قالت "وسام" حديثها بضجر فتحدث "بسـام" قائلا بسخريه:
_"يــااه كبيره فعلاً!"
نظرت له بحنق فتحدث" والدهم" قائلاً بفخر:
_"حبيية أبوها كبيره وعاقله وراسيـه مش زي ناس"
تحدثت "دلال" قائله بتعالي:
_"هو في زي ولادك ولا تربيتهم يا خويا"
اجابها بمرح قائلاً:
_"الصراحه لا انتِ هتقوليلي؟"
نظرت له تستشف كلماته ان كانت ساخره منها أم لا فتحدث هي أخيـراً وهي تنهض :
_"طب أنا راحه المطبخ وجايه وسعولي بقا"
تحركـت هي إلي طرقه مطبخها ومن بعدها إنسحب كـل من "بسـام" و"وسام" منصرفين بعدما أستأذنت للدلوف إلي غرفتها لتنظيـم كتبها الدراسيه خاصة انها ستبدأ دورسها بدايه من الغد ، حينها رد عليها "غسـان" بأنه سيوصلـها إلي حيث مكان السنتر الخاص بدروسها!!
نظر"حامد" إلي الاخر مردفاً باستفزاز:
_"ايه انت كمان؟ مش ناوي تقوم.؟"
اجابه "غسـان" وهو يبتسم بخبث:
_"لأ ازاي!! ودي تيجي؟ ، أنا قاعد أسمع شعر الحج للحجه "
نظر له "والده " ثم اردف قائلاً بتعالي:
_"لا طرقنا من هنا ....، ولا اقولك ! خليك واتعلم"
نظر له "غسـان" وهو يردف قائلاً:
_" يبقي انتَ مش عارفني بقا يا حامد ، بس ومالو ، معــلم ومــنــك نـتـعـلم"
اعتلت ضحكات والده وهو يمد يديه يربط علي ذراع الاخر بحـب تزامناً مع خروج"دلال" من المطبخ متجهه لهم وهي تحمل عده أطباق وصينيه متوسطه الحجم قليلاً
فتحدثت قائله وهي توجه أنظارها لولدها:
_"قوم يا بني ودي الحاجات دي «لسُميه »واشكرها كده على ما أقابلها بكره "
_"لازم يعني!!"
اجابته هي حينما سألها هو:
_"ايوه طبعاً أومال الحاجه تبات وتتأخر عندنا ميصحش"
لوي شفتيه ثم تحدث بسخريه :
_"ليه حالفين عليها ماتبات برا بيتها !!" تنهد هو ثم أردف قائلاً مره أخري:
_"طيب هاتـيهم "
ابتسـمت له باتسـاع وهي تقدم له الاشياء ليحملها الاخر بانتظام وترتيب !!
_________________________________
كـان يجلـس ثلاثتهم علي الأريكـه بجانب بعضهم فأردفت "والدتهم" من بين حديثهم قائله:
_"أومال جميله مجتش ليه؟"
اجابتها "نيروز" قائله بهدوء:
_"بتقول هتذاكر ولو فضت بعدها هتيجى "
تحدثت "ياسمين" بإشفاق:
_"ربنـا يعينها على طب دى ، الواحد لما ببعمل حاجه غصب عنه مبيبقاش طايق نفسه مابالكم بحاجه ليها علاقه بالمستقبل!"
ردت عليها"سميه" بقناعه:
_"ده نصيب يا حبيتي ، وبعدين حب ما تعمل حتى تعمل ما تُحب "
اومأا لها الاثنتين بتأييد حتي سمعها هما صوت دقات الباب الخافته ورنه جرس المنزل ،
تحدثت "نيـروز" قائله باقتراح:
_"لتكون جميله!! خليكم أنا هروح أفتح أنا"
نهضت هي من علي الاريكـه ثم توجههت عده خطوات ناحيه باب شقتـها حتي فتحت الباب
ظهر هو أمامها وهو يقول :
_"مـسـاء الخير ، خدي الحجات دى وقولي لمامتك شكراً علي تعبها !! "
قال حديثـه وهو يمد يده لها بالاشياء لتحملها هى ، استوعبت هي الامر ثم اتجههت بجانب الباب سريعاً ثم وضعت علي راسها الحجاب بارتباك وعادت لتحمل منه الاشياء ، نظرت هي أرضاً وهي تحمل من بين يديه الاشياء قائله بخفوت:
_"لا شُكـر على واجـب "
عقد ما بيم حاجبيه قائلاً :
_"ايـه ده انتِ بتتكلمى؟ ، طب ممكن تعلي صوتك مش سامع قولتي ايه بصراحه!"
رفعت راسها تتطالعه ثم تحدثت قائله بارتباك:
_"لا شكر على واجب"
تحدثت والدتها من علي بُعد قائله :
_"مين يا نيروز وواقفه لسه ليه عندك"
التفتت هي تجيب والدتها قائله بتوتر :
_" دا ، داا..."
قاطعها هو قائلاً وهو ينظر لها متحدثاً بخفوت:
_"قولـيلها ، غـسان ، لو مش عارفه انا مين فيهم"
قال حديثه لها بخفوت ثم قام بتعلية رتم صوته يجيب والدتها قائلا:
_"ده أنـا ، غسـان"
نهضت "سُميه" من علي الاريكه سريعاً متوجهه اليه مُردفه :
_"اتفضـل يا بني ، ميصحش تقف على الباب كده "
وزع نظراته بينها وبين الاخري ثم تحدث قائلاً بشكر:
_"شكراً ، كنت جاي اديكِ الحاجه بتاعت الغدا وتسلم ايدكِ علي تعبك "
ردت عليه هي وهي تنظر له :
_"ولا تعب ولا حاجه تعبكم راحه يا حبيبى"
أومأ لها بابتسامه مكلفه ثم تحدث قائلاً بهدوء:
_" عن اذنك"
قالها وهو يتحرك من أمامهم متجههاً إلي الناحيه الاخري حيث شقته هو ، أغلقت الأخرى باب منزلها ثم توجهتت إلي الداخل في المطبخ لتضع الاشياء ثم خرجت مجدداً لهم وجلسا هم بجانب بعضهم من جديد ، فتحدثت "ياسمين" قائله بمرح:
_" ودول نفرق بينهم إزاي ؟!"
أجابتها الاخري بتأييد لحديثها :
_"فعلاً ، شبه بعض، انا مكنتش عارفه أقول مين واتحرجت اوى"
تحدثت" والدتها " موجهه انظارها لـ "نيروز" :
_" والله يا عين امك لو عارفه مين بالظبط ما كنتي قولتي انتِ بتتكسفي من خيالك مش زي ناس"
ابتسمت لها "نيروز " بهدوء وهي تهز رأسها بالايجاب تؤيد حديث الاخري
فتحدثت " سميه " من جديد قائله:
_" قومي يا ياسمين هاتيلي كوبايه مايه والعلاج "
أومأت لها الاخرى بالموافقه مبتسمه وهي تنهض من جانبهم تحت أنظارهم!
__________________________________
جلسـا هما معاً بصالة المنزل بعدما إنتظرت هي زوجها يأتي من الخارج ، كان يجلس بجانبها وهما يشاهدان صغيرهم يجلس أمامهم وهو يلعب بالألعاب الصغيره الخاصه به
تحدثت " ورده " بابتسامه قائله بحنان:
_"الحمد لله طالما فاق ولعب بالالعاب كده ومسهرني جمبه يبقي بقا تمام"
نظر لها "بدر" نظرات حانيه ثم تنهد يأخذ أنفاسه وهو يقول:
_" قولتلك ان شاء الله هيبقي كويـس ، كل الاطفال بتتعب كده يا حبيتي "
_"أيـوه الحمـد لله ، بس غصب عني مببقاش قادره استحمل أشوفه بيتألم ويتوجع وأنا مش عارفه أعمله حاجه ، عندي هوس من فكره انه يروح مني ويسيبني ، أنا بحبه اوي ، أنا أُم لازم أقلق كل القلق ده ، عارف الأمومه دي صعبه أوي ، كنت بستغرب ازاي ماما بتقلق علينا كل القلق ده أنا واخواتي وكانت بتخاف أوي ودايما مكتفانا حواليها ، لما حد كان ببتعب كانت بتبقي شايله الهم وتقل كبير وتبقي ملبوخه في انها تكشف وتتطبخ أكل صحي وتنظم العلاج وتعمل حاجات سخنه وتروح كشف إعاده ، وواحده تتعب وتروق والتانيه كانت تستلم ، أُمي دي يتعملها تمثال ، ست عظيمه بجد برغم ان بابا كان بيساعدها وحنين اوي معانا وعليها لكن هي بردو شالت واستحملت كتير ، أنا بحبها أوي وخايفه عليها بردو نفس الخوف اللي كان علي يامِن يا بدر ،
خصوصا انها تعبانه في قلبها ، ودايماً بقلق عليها ومبرضاش اقولها حاجه تزعلها أول أخليها تشيل الهم بمجرد ان عندي حاجه صعبه انا مش مستحملاها!! "
طالعها بسـهام عينيه ، كان ينصت لها باهتمام يدرك كل حرف تتفوه هي به ، تنهد ثم اخذ أنفاسه قائلاً :
_" ان شاء الله هتبقى كويسـه ، الأم دي حاجه عظيمه فحياة أي إنسـان، يعني أنا لما أمي راحت حسيت أن الحاجه اللي المفروض عايش عشان اخدمها راحت ، وكان قبلها ابويا كان ميت وهي اللي شالت واستحملت ، وقبل ما تمشي وصتني علي ٱدم ، أقنعته كتير يجي هنا معايا مرضاش ، بقيت ببعت ليه فلوس يعيش بيها وأنزله من فتره والتانيه، بس بردو ٱدم بعيد عنـى ، وضايع وفي سكه غير اللي المفروض عاوزه يكون فيها ، بس أنا بذلت كل جهدي عشان يطلع كويس لكن هو مُصـر ، عايش بس علي الفلوس اللي ببعتهاله ، مبيكلمنيش ألا كل فين وفين ، بقينا بُعاد عن بعض جداً ، الام لما تموت غالباً الأولاد بيتفرقو لكن لما بتبقي موجوده بنبقي متجمعين علي حسها وصوتها في الدنيا ، بس أنا فشلت في أدم ، جوايا صوت ببقولي انى كنت أنانى نحيته برغم انى عملت كل اللي بوسعي أعمله عشان يبقى بني ٱدم كويس وماشي مظبوط!!"
نظرت له والدموع تتجمع في مقلتيها رفعت ذراعيها تحاوطه بداخل أحضانها قائله بثبات زائف. حتي تبث بعض الامان للٱخر :
_" مسيره هيفوق ويرجع للصح ، ادعيله يا بدر ادعيله دايماً"
ربطتت علي كتفيه بحنان حتي لاحظهما "يامِن" ثم اتجه اليهم وصعد علي قدم والدته ثم رفع يديه الصغيره يربط علي صدر والده بحنان بالغ وهو يقول بنبرته الطفوليه:
_" متـز عـلـ ـش يـا بد ي"
ومع خروج حروف اسم والده بطريقه خاطئه وطفوليه ابتسم والده له ، واعتلت ضحكات والدته ، فجذبه والده علي قدميه ثم انحني ووضع قبله علي خديه الممتلئ قليلاً وهو يدغده والاخر يضحك بصوت عالـي بمرح ، والاخري بتبتسم باتسـاع ، فتحدث"بدر" قائلاً من بين دغدغته لصغيره الضاحك:
_" قولت كام مره ، دا حبــيــب بــابــاه!!"
قالها هو بطريقه مرحه وهو يشاكس صغيره والاخري تشاركهم بابتسامتها الواسعـه الحنونه ، بنظرات تترجى بها الخالق بأن يديم عليها تلك العائله الصغيره !!
__________________________________
«أن تحظى بثقة الآخرين خير لك من أن تحظى بحبهم.»
.كانت تجلس بغرفتها تتحدث بخفوت فى هاتفها الممسكه به بين يديها
_"أيوا يا شريـف كنت فين كل ده برن عليك مش بترد !"
جاءها صوته وهو يجيبه عليها قائلاً :
_"معلـش يا حبيبتي كنت فمشوار كده ، وبعدين أنا قللت إتصالاتى بيكِ بعد اللى حصل فى المطعم ، والرساله اللى بعتيهالى أمشى عشان أخوكى شافك "
_"أيوه فعلا شافني بس مخدش باله من حاجه العقربه خطيبته هى اللي شافتك يا شريف "
_"شافتني ازاي!! ودي مش هتقول لاخوكى ولا ايه؟ ؟"
_"لا معتقدتش هي عاوزه تمسك عليا حاجه تتضغط عليا بيها فأي وقت سيبك منها الوقتى، قولي بقا أنا موحشتكش؟؟"
_"طبعاً وحشتينى ، مفكرتيش فالموضوع اللى قولتلك عليـه ؟؟"
_"ياشريف انت مبتساش بجد؟ بس أوعدك هفكر ، بس أنا خايفـه أنا مقدرش أعمل كده ومحتاجه فرصه بس شويه "
_"تمام ، براحتك ،. هقفل أنا بقا عشان صحابي بيرنو عليا عشان اروحلهم"
_"ماشي يا حبيبي ، باي "
أغلق هو الخط بعد حديثها ثم اتجههت هي إلي الدولاب تخرج منه ملابسـها لتتجه إلي المرحاض من بعدها وهي شارده بحديثه معها منذ قليل ، ليس علي بالها بأنها قد خانت تلك الثقه الموضوعه بينها وبين عائلتها ، وقبل كل ذلك ثقتها بنفسها وعلاقتها بربها ، بأنها تفعل شيئاً محرماً لها !!
__________________________________
«الاجتهاد والتعب هو البذور التي تثمر بالأهداف دائماً، فأعظم الناس لم يولدوا على القمم، بل تسلقوها وجدوا لذلك وجدوا، فقيمة الشخص الحقيقية تكمن في قدر عمله وتحمله للصعاب في الطريق حتى وان كان طريقاً ليس له من البدايـه !! ، كل الطرق أحياناً ان اجتهدنا تؤدي بنـا إلي نتيجه حتميه نتيجه للوصول!! »
مـرت السـاعات عليـها وهى تجلس علي مكتبها تفرك عينيها باجهاد وتعب دقت والدتها عليها الباب ثم دلفت بهدوء وبيديها بعض الشطائر وكوباً من المشروب الساخن ، ابتسمـت لها " جميله" وهي تتحدث قائله:
_"مساء الخير يا ماما اي مصحيكى بس لحد الوقتى؟!"
وضعت "عايده" الصينيه التي بيديها علي المكتب أمام الاخرى وهي تردف بهدوء :
_" مجاليش نوم يا حبيتي ، المهم كُلي دول كده ، انتِ مكلتيش حاجه من بدرى"
ابتسمت الاخري بحب لها وهي تقول:
_" ماشي يا عايده، دك داء فحنانك اللي مفيش منه ده "
قالت أخر حديثها بمرح مما جعلت ضحكات الاخري ترتفع علي حديثها فتحدثت هي من بين ضحكاتها قائله:
_" الله يصلح حالك يا بنتي ، كلي بقا ونا هدخل الاوضه ، عاوزه حاجه منى؟؟"
هزت لها"جميله" رأسها بالرفض فابتمست لها الاخري بهدوء وهي تتحرك من امامها خارج غرفه " جميله" ، ابتسمت جميله بحب في اثرها ثم امسكت الشطائر تتناولها وهي تمسك بديها الاخري هاتفها لتقوم بارسال رساله تطمئن بها علي صديقتها !!
__________________________________
«عائله جميله ، حنونه ، هذا فقط ما نُريد !!»
كـانت "دلال" تجلس علي فراشها وهي تتدلك قدميها بانهاك مستعده للذهاب إلي النوم لتنعم بساعات من الراحه ، حتي تكون قادره علي العمل مجدداً بشقتها في الغد
نـظر لها" حامد" بإشفاق:
_" كـتر خيرك يا دلال ، نامى وارتاحى ، هبطي النهارده"
أومأت له مبتسمه ثم تسطحت هي علي الفراش ، جذب هو الغطاء عليها ثم دثرها جيداً وهو بجانبها ، حتي ذهبت هي بثبات عميق فالحال!! ، ابتسم زوجها علي حالها ثم ربط علي كتفيها بحنان واستدار هو الٱخر متسطحاً بجانبها مستعداً للخلود إلي النوم!!
دلف هو إلي غرفه شقيقه فوجده مسطحاً علي الفراش يتفحص هاتفه بملل ، فتحدث "غسان" قائلاً له بتساؤل:
__"انتَ صاحى ليه؟ ، انت مش نازل شغلك بكره!! وقالولك محتاجينك ومش هتتنهني بالاجازه؟"
نظر له "بسام" ثم أردف بمرح:
_"دا ذل؟ يا غس ولا ايه ، عالعموم اه نازل بس مش لازم أصحالها بدري عشان الطريق الطويل انا بقيت قريب منها خلاص يا سـطـا"
تحدث الاخر وهو يطالعه مردفاً بسخريه:
_"ياسـطـا!! ، فى دكتور يقول ياسطــا؟"
_"أه ، أنا"
قالها ببساطه فنظر له الاخر نظره مطوله ثم خرج هو من غرفه الاخر وتركه ، متوجهاً إلى غرفه شقيقته ، دق هو الباب عدة دقات ، حتى سمحت له بالدخول،دلف هو إلي الدخل ثم جلس بجانبها وهو يطالعها
_"كنت عارف انى هاجى الاقيكِ حمرا فبعضك كده!"
اجابته " وسام" بابتسامه زائفه:
_"لا عادي مفيش حاجه "
_"لأ ده فيه حاجات مش حاجه!" تنهد هو ثم أكمل قائلاً بهدوء وهو يضع يديه أسفل ذقنها
_" يا بت بصيلي!!"
رفعت رأسها ثم نظرت له وهي تبتسم ابتسامه صغيره ، فأردف هو مجدداً :
_"أنا عارف إنك متلغبطه وحاسه انك تايهه وكمان ثانويه عامه ، يعني تغير الدروس والمدرسين مش أحسن حاجه ، بس أنا بقولك إن إحنا لسـه فالأول ومش عاوزك تفكري فحاجه تأثر علي نفسيتك ، كون انك بتفكري فالمكان اللى سيبتيه ومتربيه فيه من صغرك وصحابك مثلا اللي سيبيتهم دا مش سهل ، واسأل مجرب وأنا بقا مجرب ، بس انتِ هتتأقلمي وهتتكيفى علي المكان والناس ، ومع الوقت هتعرفي ان هنا أفضل من هناك كمان !"
تحدثت هي قائله بنبره متحشرجه قليلاً:
_", مش زعلانه علي قد ما أنا حاسه بغربـه برغم انكم معايا ، يعنى مكان غريب وجو غريب فمش متعوده بس أنا والله لو فرحانه ففرحانه انى معاكم وان احنا دايماً مع بعض!"
اجابها" غسـان" مبتسماً :
_" مش عاوزك تعلقي نفسك بحاجه من دلوفتى ، سيبيى الدنيا تمشي زى ما ربنا حاسبها ،وشوفى ايه اللى وراكى ومتديش فرصه للزعل يتمكن منك عشان تقدرى تكملى من غير ما عقلك يتشغل بحاجه ، وتحاولي تحطى تركيزك كله علي مستقبلك ، لأنه أهم حاجه دلوقتى ، وتفكرى بقا فاللي انتِ بتتمنيه وعاوزه توصليله ، غير ده بتهيألي مفيش حاجه تفكرى فيها!!"
ابتمسـت له ثم فرت منها دمعه كانت تكتمها بيعينها وهي تنصت له فتحدثت قائله. من بين نبرتها المتحشرجه:
_" أنا بحبك أوى يا غسان مش عارفه من غيرك الدنيا هتهون عليا إزاي !"
ابتسم لها شقيقها قائلاً:
_" مينفعش تشيلي هم وانا موجود بنفسي جمبك عيب والله!"
إعتلت ضحكاتها فتحدث هو مره اخرى مردفاً :
_"يلا ارتاحى ومن بكره تبدأى تشوفى مذاكرتك ومستقبلك بقا ، خليكي زي الدكتور بسـام ، دحيحه ، هو اه دكتور ودكتور أي كلام وشاكك فيه ، بس دكتور قد الدنيا علي رأي دلال"
قالها وهو يقلد والدته مثلما تقولها هي ، فقهقهت الاخري على حديثه المَرٓح
فتحدث هي قائله بمرح:
_" حاضـر ، هعمل زيه مع إنـى أدبى بس هخترق قوانين العالم وابقى دكتوره من أدبى"
_"أدبى، علمـى، أى حاجه مش فارقه كتير طالما عندك حلم وعاوزه تحققيه " غمز لها بمرح وهو يردف مجددا ً :
" أنا واثق أنك هتتدخلى فنون جميله وتبقي فنانه قد الدنيا زي ما بتحلمي ، ودلال تقولك دا انا بنتي فنانه قد الدنيا يا خويا "
اعتلت ضحكاتهم معاً علي الحوار الدائر بينهم .، ثم تحدثت " وسام" اخيراً. بحب:
_"شُكرا انك دايماً جمبي ، وفأي وقت بتحس بيا من غير ما اتكلم "
ابتسم لها ثم تحدث بثقه:
_" أنا فضهرك دايماً طول ما بيجري في عروقنا لسه نفس الدم !"
ابتسمت له بحنان فانحنى هو ناحيتها ثم اخذها باحضانه بهدوء ، نهض هو بعدها ثم نظر لها وهي جالسه وارف قائلاً:
_" يلا تصبحـى على ترويق ، شقـه "
ابتسمت هي له ثم ابتمست مره اخري بأثره بحنان بعدما اختفي من أمامها وخرج من الغرفه بأكملها !! ، رفعت اعينها إلي الاعلي كعلامه للدعاء إلي ربها ، تشكـره وتحمده علي وجود مثل ذلك الاخ بحياتها ومثل تلك العائله معها!!
__________________________________
كـانت هي مسطحه علي فراشها بغرفتها وبجانبها شقيقتها ينظر كل منهم لسقف الغرفه بشرود
فتحدثت "ياسمين" قائله بمرح:
_" لا بس أنا منوره اوضتك النهارده ، إيه رايك بقا هنام هنا علطول جمبك لحد ما اتجوز "
تحدثت" نيروز" بحنق من الاخري':
_" بت أنا سمحتلك بس النهارده عشان صعبتي عليا معرفش هنام ازاي وانتِ جمبي ؟"
_"لا مانا مش قايمه أنا لازقه زي اللبانه المارميلو الكِور"
نظرت لها شقيقتها ثم تحدثت مردفه بابتسامه:
_"مش عاوزاكي تقومي ، بهزر معاكى ،بس ادخلى شويه ومتضيقيش عليا المكان"
اجابتها "ياسمين" بمرح:
_"يا ستى، اعتبرينى امك وخدى حنان زياده"
_" ولا حنان ولا دلال خشي يا بت شويه عشان مش عارفه اتنفس بجد"
ابتعدت عنها " ياسمين" بلهفه. قائله:
_" مش عارفه تتنفسى ازاي ، مقصدش والله انا فاكره ان الحاله دى معدتس بتجيلك"
ابتسمت لها "نيروز" بحنان قائله:
_" متخافيش أنا بس مخنوقه عادي مش حاجه كبيره يعني!"
_"قطعتيلي الخلف خدي بالك الله يسامحك "
اعتلت ضحكات"نيروز" ثم أردفت هي قائله بهدوء:
_"قوليلى أعمل ايه فعمك ده اللى قرر ينام وميقومش يوم ما افاتحه "
_"حظك بقا ، بس استنيلك كمان يومين ولا حاجه "
نظرت لها هي ثم اردفت بقله حيله:
_" مش عارفه يا ياسمينا بس كنت عاوزه اقوله بدرى عشان لسه وقت للتقديم ووقت للمقابله الشخصيه انا شوفت الاعلان كان ببقول خلال اسبوعين ، وعدى منهم ايام وخايفه يكتمل العدد"
ربطت "ياسمين " علي كتف الاخري باطمئنان وهي تحدثها قائله:
_" متقلقيش أنا هحاول أعمل حاجه كده لو عمك رفض او لاوع معاكى فالحوار ده"
عقدت هي ما بين حاجبيها بتساؤل:
_" هتعملي ايه؟"
_"لا متاخديش فبالك ، ونامى بقا عشان جالي صداع"
قالت حديثها بغموض ، لم تهتم الاخري بل حدثتها قائله وهي تعتدل في نومتها علي الفراش:
_" تصبحي علي خـير ، أو تصبحي علي حازومك ايهما أقرب يعني!"
_" الاتنين خير بالنسبالي عموماً"
اعتلت ضحكات الاخرى علي حديث شقيقتها المعروف دائماً ثم سحبت الغطاء عليهن وهي تمد يديها تغلق إناره المصباح الصغير الذي يوجد بجانب فراشها ، مستعده للنوم هي والاخري التى بجانبها!!
__________________________________
«صديق السوء أسوأ من العدو الصريح»
في أحد الاماكن الليليه كان يجلس جميعهم بجانب بعضهم يتحدثون بعده أشياء ليس لها علاقه ببعضها!! ، فتحدث "حسن" وهو ينفث دخان سيجارته!!
_"أبويا مديقها عليا أوى يا جدعان!! ومبقاش فى ايدى فلوس زي الأول!!؟"
نظر له "أدم" ثم أردف قائلاً :
_"أنا بقا الفلوس حاضره ، بس العيشه ملل من غير اب يزهقني فعيشتي يعم إحمد ربنا!!"
اجابه "حسن" بتهكم:
_"انت مين قدك يا عم انتَ ولا قد اخوك ، ألا قولى صحيح عمك جه بيته القديم من جديد مجتش تزوره يعنى ولا حاجه ولا تشوف ولاد عمك "
_"أزور مين بس ، مش ناقص وجع دماغ ، هم ليهم بدر دا حبيبهم ، وبعدين أنا مبقتش أطيق ولاد عمي أساساً خصوصاً غسـان بحس انه قافش عليا حاجه دايما ً كده "
_" غسـان ده نفسي فى مره أعلم عليـه ، طول عمره كان بيجى عليا "
نظر له ٱدم ثم حدثه بنبره تحذيريه:
_" بلاش غسان يا حسن. ملكش دعوه بيه البعد عنه غنيمه ، ده متخشش معاه فحاجه وتكسب انتَ ، انت اه كياد ، بس متجيش فيه حاجه !! ، "
اجابه "حسن ". بسخريه:
_"مين هيشهد للعريس يا خويا ؟، وبعدين اما أعرف أفرق بينهم بس الاول الوقتي ابقى اتكلم"
تحدث "شريف" مقاطعاً حديثهم:
_"شكلك اتسطلت يابا انت وهو ، اسمها مين هيشهد للعروسه مش العريس وبعدين مش هنقضى الحوار كله فمشاكلكم العائليه دي ،
قولي يا حسن اعرف يعنى انك عندك إخوات ما تقلب منهم اى حاجه يعم وعيش وخلي عندك دماغ شغاله كده! متبقاش زي خبيتهم"
رد عليه "حسـن" بتفكير:
" والله فكره بس الاخوات دول مش زي أي اخوات دول أخوات متفرقين مع بعضنا كده ، مش معقول يعني يا صاحبي مش هطيق اخواتي واروح اجيب منهم فلوس !!"
_". ومين قالك انك تجيب؟؟ ، انت تاخد من غير ما يجببولك هم يصاحبي شغلها ، تكسب"
شرد "حسن" بحديث الاخر ، أحقاً يُمكن أن يكون سارقاً ، سارق لأموال أشقائه وبيته؟؟ أيصبح شخصاً غير ٱمناً علي نفسه وعلي أهل بيته!!
إلي هنا واحدثك بانه ليس سوي بدايات للضياع الحقيقي ، ضياع سمح لنفسه بأن يتخلله ، أصبح مدمناً ومن بعدها سيفعل هو أي شيئ قد يخطر علي البال ، سيئاً يتعاطى وينهـب ، ويدمر نفسه دون أدنى شعور بأن هذا ليس سوى الخطــر ، الخطـر القادم علي ايدى أصدقائه ثم نفسه ، أصدقاء السوء ونفسـه الشريره الخبيثه التي توجد بأي شخص مِنا ، والرابح هو من استطاع التغلب عليها!!
ولكن ماذا عنـه ، هو قرر استسلامه أمام الخصـال السيئه بنفسه أصبح منهزماً أمامها والخطـر يداهمه أينما كان ، وليس سوي خطـر الضياع ، خطر ضياعه !!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عودة الوصال ) اسم الرواية