رواية مالكة قلب الزين الفصل الرابع 4 - بقلم ريشه ناعمه
عيون ليان كانت مركّزة على الشخص اللي ماشي جنب الحصان…
الهدوء اللي كان بيغلف الموقف اتقطع بصوت نهقة مفاجئة،
والحصان لفّ وشه ناحيتها،
وزين… رفع راسه، وبص للشباك.
نظرتهم اتلاقَت.
ثواني مش طويلة، لكنها كانت كافية تشيل حاجات كتير.
هي:
اتشدّت… مش خوف، لكن حاجة تانية.
حاجة مش مفهومة.
هو:
ثبّت عينه، ومارمش… كأنه بيختبر قوتها.
ليان رجعت خطوة صغيرة،
مش منكسرة… لكن مستغرَبة.
قلبها قالها:
"فيه حاجة... والليلة دي مش عادية."
❊❊❊ ريشة ناعمة ❊❊❊
تاني يوم – الصبح بدري
صوت الديوك، ريحة العيش البلدي، والخُطى اللي بتتحرك في الحوش الكبير…
ليان صحيت على صوت خبطة خفيفة على الباب.
"صاحيِة يا ليان؟"
كان صوت بنت ناعم، خجول.
ليان قامت وفتحت الباب.
"أهلاً… إنتِ؟"
"أنا سارة… بنت عمك احمد."
ابتسمت ليان وقالت:
"أهلاً يا سارة، اتفضلي."
البنت دخلت بهدوء، وشالت صينية فيها فطار.
"امى قالت أقدمهولِك بنفسي…
و… بصراحة، كنت عاوزة أشوفِك."
ليان ضحكت بخفة:
"شُفتيني؟ طب وطلعت إيه؟"
سارة بصت لها بتركيز، وقالت:
"مش زي ما اتقال علينا في العيلة… خالص."
الكلمة دي خبطت في ودن ليان.
"يعني اتقال عني إيه؟"
سارة سكتت لحظة، وقالت بسرعة:
"مش مهم… المهم إنك منوّرة، والبلد بقالها كتير ماشافِتش حد زيك."
ليان ابتسمت، لكن جواها حاجة بدأت تتحرك.
❊❊❊ ريشة ناعمة ❊❊❊
بعد ساعة – في الإسطبل
زين كان بيكمّم الحصان، بيركّب له السرج بنفسه.
إيديه قوية، وراسية… ووشه شبه ما بينطقش، لكن عينه كانت شغّالة.
خالد، أخوه، دخل عليه وقال:
"قُلت أهو أسبقك، وأشوفك بتفكّر في إيه."
"أنا مش بفكّر… أنا بشتغل."
"بس اللي بيشغلك… إيه؟"
زين رفع عينه ببطء، وقال بصوت خفيض:
"فيه بنات… لما يدخلوا مكان، المكان ما يفضلش زي ما هو."
خالد ضحك وقال:
"أمال لو عرفِت إن في العيلة كام واحد نفسهم فيها…"
زين اتوقف، مسح إيده في فوطة صغيرة، وبصلّه من غير تعبير:
"الموضوع مش مسابقَة…
واللي جاي، محتاج عقل قبل العين."
---
داخل البيت
ليان نازلة من السلم، لابسة بلوزه بينك، وتحته بنطال واسع ابيض وطرحة بيضه،
خطوتها ساكتة، لكنها واثقة.
كانت ماشية ناحية الحوش، لكن لقت زين واقف عند المدخل… ماسك كوب شاي، سايب ظهره للحائط.
هو شافها… وهي شافته.
بس المرة دي، كان لازم حد يبتدي الكلام.
ليان وقفت، وقالت بصوتها القاهري، له نغمة خفيفة من التحدي:
"كويس إنك سايبلي الطريق…
ولا كنت هتمنعه كمان؟"
زين لفّ ناحيتها، وبهدوء صعيدي ناعم قال:
"الطريق بيتسيب…
بس مش لكل حد."
"يعني إيه؟"
"يعني… اللي يعرف يمشي فيه، أهلاً وسهلاً.
واللي يتلخبط في أول خطوة… بيرجع من غير ما حد يزعّله."
سكتت لحظة، وبعدين رفعت حاجبها وقالت:
"غريب كلامك."
"وإنتِ… غريبة على البلد.
بس مش على الناس."
السكوت وقع بينكم.
مش بَرود… لكن بداية نار صغيرة.
لسه مش باينة… لكنها شغّالة.
------
💠 رواية "مالِكة قلب الزين" – الفصل الخامس
السكوت وقع بينكم.
مش بَرود… لكن بداية نار صغيرة.
لسه مش باينة… لكنها شغّالة.
ليان مرّت من قدامه، ونظرتها مكسّرة في الأرض…
لكن طرف عينها شافه واقف، ثابت كأن الموقف ماعدّاش عليه.
بس الحقيقة؟
الموقف وصل لآخره جواه…
وهو ساكت.
ما اتكلمش، بس قالها بعينه:
"أنا شايفك… وعارفك… وهفهمك."
❊❊❊ ريشة ناعمة ❊❊❊
قُرب المغرب – في الحوش الخلفي
ليان كانت زهقانة.
الستات قاعدين بيتكلموا في حاجات مالهاش فيها… طبخ، عزوة، خطبة يارا بنت سعيد، والخروف اللي اتدبح مبارح.
قامت من وسطهم بهدوء، وطلعت تمشي على الجنب.
“هخرج شوية… آخد نَفَس.”
حد قال لها:
“خلي بالك يا دكتورة، مش القاهرة هنا.”
ردت بابتسامة:
“اوك متخافيش.”
مشيت وسط الحوش الكبير، ولفت من السور الصغير اللي بيوصل للجنب التاني…
كانت عايزة لحظة سكون، تشوف السما من غير همسات.
لكنها ندمت.
في آخر الممر، شافت واحد واقف بيشرب سيجارة… شكله من خدم الأرض أو الرجالة اللي بيشتغلوا مع العيلة.
هو أول ما شافها، عدّل وقفته… وبصّ لها بزيادة.
هي ضيّقت عينيها، وكملت المشي بثقة…
لكن وهو عدا جنبها، قال بصوت واطي:
"القاهرة دي طالعة جميلة أوي النهاردة…"
وقفت مكانها.
•تابع الفصل التالي " رواية مالكة قلب الزين" اضغط على اسم الرواية