رواية الجلاد لقلبي رغم حبي الفصل الرابع 4 - بقلم دينا النجاشي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡
**"وبعد ليلةٍ طويلةٍ قضَتها في غمار التفكير، لم تدرك متى استسلمت للنوم. كانت تحاول الهروب إليه عبثًا، لا تصدّق أن الحزن سيتيح له أن يطرق بابها.
وعندما استيقظت، كانت عيناها منتفختين من كثرة البكاء. بقيت مستلقية، تحدّق في السقف بصمت، وفي داخلها حربٌ لا تهدأ.
مدّت يدها وسحبت بعض الصور من تحت وسادتها، راحت تتأملها بعينين يملؤهما الحب والحنين. تذكّرت كيف التقطت تلك الصور خلسةً، دون أن يلاحظ. رفعت أطراف أصابعها نحو صورته، وكأنّه حاضرٌ أمامها، ولم تتمالك نفسها... وانهمرت دموعها رغماً عنها.
لم تكن تعرف متى تسلّل ذلك الشعور إلى قلبها، أو كيف أحبّته بهذه القوة. لمَ كل هذا الحزن؟ لا تملك إجابة، كلّ ما تدركه أن الحب يمنح القلب حياة.
إنها مشاعر تُغيّر الإنسان... تُنضجه، تُرهقه، وتُغرقه. ارتفع صوت شهقاتها، وأغمضت عينيها، تاركةً الدموع الحارقة تنساب من قلبها... قبل عينيها."**
في تلك اللحظة دخلت شقيقتها ورأتها على هذه الحالة، لتحزن عليها. لقد كانت بخير خلال الأيام الماضية، لكن عودته ورؤيته مرة أخرى جعل الجرح ينبض بالألم مرة أخرى. اقتربت منها وعانقتها دون أن تنطق بأي كلمة، فزاد بكاءها أكثر،
وتحدثت بنبرة موجعة، مخنوقة من شدّة الألم:
— "أنا مش عارفة ليه بيحصلي كده يا سمر... مبقتش قادرة أتحمل كَمّ الوجع اللي جوايا... قلبي بيوجعني أوي، وكأنه بيصرخ فيّا: كان بإيدك... وانتي اللي حكمتي على نفسك بالوجع!"
انسابت دموعها بغزارة، وانقطعت أنفاسها بين شهقات موجعة، قبل أن تضيف بصوت مكسور:
— "بس إزاي يكون بإيدي؟! والله لو كان بإيدي... كنت شلته من قلبي من زمان."
اغرورقت عيون سمر بالدموع علي شقيقتها، ولم تعرف ماذا تقول، او كيف تهون عليها؟
ابتعدت عنها سارة، وتنفست بصعوبة، وأدارت عينيها إلى شرفتها لترى أشعة الشمس والأشجار خارج السرايا، ثم شعرت بيد شقيقتها حول يدها، لتسمع نبرة حزنها أيضًا.... سارة انا مش قادرة اشوفك كده
ابتسمت سارة بألم، وعيناها ما زالتا مثبتتين علي الشرفة لتتكلم بألم... حتي بابا اللي عمري ما حسيت من نحيته بحنيه ولا حسيت انه اب كملها علينا وبقينا أولاد تاجر المخد*رات
سمر بألم أغمضت عينيها وتحدثت بنبرة مرتجفة نافية ما تقوله... بـ بس بابا اكيد مظلوم يا سارة منكرش ان بابا طباعه صعبه وعصبي وفيه حاجات كتير كانت بتزعلنا منه لكنه مستحيل يمشي في طريق زي ده لأن احنا مكناش محتجين او فقره عشان بابا يتاجر في الكلام ده
سارة بسخرية.... بس انا متأكده ومصدقه كل حاجه اتقالت عنه لأن اللي يوجع بناته ويحسسهم باليتم اصدق انه يعمل كل حاجه وابوكي راجل قاسي معندوش قلب حتي اهلنا بيكرهونا بسببه وعمرنا ما حسينا اننا مرغوبين بسبب غله والكره اللي جواه
سمر بحزن... ربنا يتولانا. وبحب قامت بمسح دموعها وحاوطت وجهها.. اهلنا مش بيكرهونا يا سارة بالعكس عمو عادل ديما بيعاملنا زي عائشه وطنط وعمران بس بابا وماما هما اللي كانوا بيبعدونا عنهم
أومأت سارة برأسها باكية فاحتضنتها سمر مرة أخرى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل سماء...
كانت لا تزال منشغلة بكلمات والدها، فتنهدت بفرحة خجولة اختلطت بالتوتر والخوف. لم تجد أمامها سوى الاتصال بمودة، رفيقة قلبها والمصدر الوحيد لدعمها دائمًا.
مودة (بحماسة):
— سمسومتي! وحشتيني يا قمري.
سماء بابتسامة
— وانتي كمان يا مودة... احم، بصي، فاكرة آدم اللي كنت بحكيلك عنه؟
مودة (بفضول):
— أيوه، ماله؟
سماء (بتوتر واضح):
— جاي النهاردة… هو وماما حسناء، وأنا متوترة جدًا ومش عارفة أتصرف إزاي.
مودة بمشاغبه
— مش هو ده اللي كنتِ نفسك تشوفيه وتشوفي بقى عامل إزاي بعد السنين دي كلها أهو يا ستي، الأمنية هتتحقق، ليه بقى التوتر؟
سماء (بغيظ):
— يا برودك يا شيخة! بقالي سنين ماشفتوش، وجاي النهاردة... وكمان مش زيارة عادية.
شهقت مودة فجأة وانتفضت من مكانها):
— تقصدِي إيه؟! هتتجوّزي يا سماء؟!
سماء (بتنهيده ونفور خفيف):
— أنا أستاهل عشان بكلم واحدة هبلة زيك.
مودة (تجاهلت مودة تعليقها وردفت بجديه):
— مش وقته الهزار ده... قوليلي بقى! يعني إيه مش زيارة عادية؟ وعرفتي منين؟... و— (شهقت من جديد) — بتكلميه من ورايا؟ أخصّ، أخصصصص، ومتقوليش ليا!
سماء (بضيق):
— طيب اسيبك دلوقتي يا مودة!
مودة (بغضب مصطنع):
— اتكلمي! عرفتي منين؟ وبتحبوا بعض بقالكم قد إيه؟
سماء (بحدّة):
— اتنيلي! بقالي سنين ماشفتوش، تيجي تقولي بنحب بعض!
مودة بتفهم
— طيب، عرفتي منين إنه جاي يتقدملك؟ هو قال لوالدك؟
سماء (بهدوء):
— لا، بس ماما حسناء كانت قالتلي قبل كده إنه ناوي.
مودة (بحماس):
— يااه، أخيرًا هحضر خطوبة أو فرح وهجيب فستان جديد!
سماء (بمزاح غاضب):
— تصدقي إنك حقيرة؟
مودة (ضاحكة):
— اسمعي يا سمسومتي، مهما قلتلك متتوترّيش، هتتوترّي. طبيعي، لأنك ماشفتِهوش من سنين، وكلامك عن إنه شخص هادي وطبيعته ناشفة زوّد قلقك. بس لو على القعدة والكلام اللي هتقوليه، فأنتي أستاذة فيها، دايمًا بتنصحي زمايلنا، فاكرة؟
بس يا رب خوفك وذكرياتك ما يعموش عنيكِ عن اللي قدامك.
سماء (بتنهيدة):
— تمام... هقوم أنضّف البيت وأظبّط كل حاجة.
مودة (بمرح):
— تمام يا قلبي، هستنى مكالمتك تحكيلي فيها كل اللي حصل!
سماء بابتسامه
— ماشي... سلام يا مودة.
أغلقت سماء وحاولت أن تتخيل كيف سيكون الأمر، لكن قطع الأمر رنين هاتفها، فتفاجأت بالمتصل وأجابت بسرعة... السلام عليكم ياماما
حسناء بحب.. وعليكم السلام يا حببتي انا بتصل عشان اقولك ان ادم كلم بابا النهارده
سماء بتوتر... بابا كلمني وقالي بس انا خايفه اوي يا ماما ومش عارفه اعمل اي
حسناء.. متقلقيش انا هكون معاكي المهم مش عوزاكي تتوتري واتعملي عادي بطبيعتك ادم مش بعبع زي ما واخده فكره عنه
سماء بضحكه... حاضر يا قلبي
حسناء بحب... هقفل انا يا حببتي ولو احتجتي حاجه كلميني
أغلقت والدة آدم ،اما سماء ذهبت للقيام بمهامها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في شركة عمران، وتحديدًا داخل مكتبه الخاص،
كان منهمكًا في مراجعة بعض الأوراق حين سمع طرقًا خفيفًا على الباب.
عمران (بجمود):
— ادخل.
دخل أحد أصدقائه المقربين وشريكه في العمل.
سامر (بلهجة عتاب خفيفة):
— إيه يا بني؟ ما حضرتش الاجتماع ليه؟
عمران (بجديّة وهو ما زال ينظر في الأوراق):
— كان عندي مشوار مهم، وبصراحة عارف إنك هتدير الموضوع كويس... المهم، قولّي، اتفقتوا على إيه؟
ابتسم سامر وهو يجلس واضعًا قدمًا فوق الأخرى، وقال بثقة:
— عيب عليك يا وحش... أخدنا الصفقة واتفقنا على كل البنود.
عمران (بهدوء ومواربة):
— الأيام الجاية محتاجة شغل كتير، شد حيلك بقى، لأنك أنت اللي هتشيل الموضوع ده على كتفك.
سامر (وقد تغيرت ملامحه قليلاً، قال بجديّة):
— مالك؟ فيك حاجة؟
رفع عمران عينيه عن الملف ونظر إليه باستغراب مصطنع:
— مالي؟ أنا تمام، أهو قدامك.
لكن سامر لم يقتنع، وهز رأسه بنفي خفيف:
— بالعكس... انت شايل كتير، وده باين من فترة، بس أنا سايبك على راحتك. بس علاقتنا ما تسمحليش أسكت أكتر من كده.
تنهد عمران، ووضع القلم جانبًا، ثم أردف بصوت مرهق:
— شوية مشاكل... ملخبطة ليّ الدنيا، بس ماشية.
سامر (بتفهم وبنبرة مطمئنة):
— كل حاجة وليها حل، يا صاحبي. سيبها على ربنا. ولو في لحظة حسيت إنك محتاج تتكلم أو محتاجني، إوعي تتردد.
ماشي؟ أنا هسيبك دلوقتي، ورايا شغل كتير. سلام.
أومأ له عمران دون أن يعلّق. غادر سامر، لكن قبل أن يبتعد كثيرًا، سمع صوت عمران يناديه:
— سامر...
التفت سامر، ليجد عمران يناوله ملفًا:
— ده ملف الصفقة اللي هتشتغل عليها. ظبط فيه شوية نقاط... والباقي عليك.
سامر (بابتسامة وموأمة):
— تمام يا وحش.
أخذ الملف وغادر، تاركًا وراءه صديقًا لا يظهر من أوجاعه إلا القليل، لكنّها تنهش قلبه في صمت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مكان لا راحة فيه، محاط بأربعة جدران تنبعث منها روائح كريهة .. كان يجلس شارد الذهن، وعيناه مثبتتان على الفراغ، لكنهما يحملان كرها وحقداً قادراً على تغطية الأرض كلها. قطع الهاءه صوت العسكري ينادي بأسمه فنظر إليه بجدية..خير
العسكري بعمليه... جيلك زياره
حرك عيسى رأسه بسخرية وهو يفكر بمن جاء لزيارته. لقد تم تجنبه الآن من قبل أخيه وابنه وزوجته. فهو يعلم أنه من المستحيل أن يوافق عادل على مجيئها إلى هذا المكان، لكنه نفض الأمر وذهب ليكتشف ذلك بنفسه. وبعد خطوات قليلة، خرج إلى مكان الزيارة ولم يلاحظ أي وجوه يعرفها، لكنه فوجئ بالشخص المجهول يلوح له وأدرك أنه يخص الرجل الذي يعمل معه.اقترب منه وجلس أمامه وبجمود... خير
المجهول بجديه... البيه بيقولك اسمه لو اتذكر في الموضوع مش هيرحمك انت ولا اهل بيتك
عيسي بسخريه.... هو البيه ناسي انا مين واهل بيتي يكونوا مين
المجهول... انا رسالتي وصلتها وانت عارف ومتأكد ان انتقامه هيكون في بناتك وبطريقه غير متوقعه وغير مألوفه يعني زي ما تقول كده شرف وبوليس اداب والقبض متلبس ومش هشرحلك الباقي اكيد تخيلتها في عقلك
عيسى بشر... هي وصلت لكده
المجهول... اسمع يا عيسى انت شغال مع ناس عندهم الحرام والأزيه متعه وانت كنت غبي ووقعت فعليك تشيل الليلة لواحدك
تجهم وجه عيسى وصاح بنفعال.. يعني اي اشيلها لواحدي انتو جايين في الأخر تضحوا بيا وبغضب اعمي... اسمع بقا انت هتوصل للبيه بتاعك ان تهديده ده يروح يهدد بيه راجل من رجالته مش عيسى الشيمي ولو مهربنيش من هنا فأنا مش باقي علي حاجه ومش هو بس اللي اسمه هيتذكر لا الشله كلها من اول البوب الكبير لغاية البيه اللي بعتك ويلاه سلامات ياروح امك.
وخرج عيسى دون أن يستمع لرد الآخر وأقسم أنه سيفعل ما هدده به إذا لم يخرجوه من هذا المكان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي مقر شركة آدم كان منهمكاً في عمله بعد أن أنهك عقله بالتفكير في عمران وتصرفاته، لكنه لم يأت بإجابة مقنعة، فحاول بعد ذلك تشتيت نفسه في العمل، فانقطع انتباهه بسبب رنين الهاتف فأجاب دون أن يرى المتصل، وسمع صوت والدته الغاضب..... انت فين يا استاذ وليه لغايت دلوقتي لسا مجتش
اغمض ادم عينيه بغضب من نفسه فهوا قد نسي الموعد فحاول التبرير لوالدته لكنها اغلقت في وجهه بسبب غضبها منه فقام يلملم اشيائه بسرعه حتي لا يتأخر اكثر من ذلك واسرع في الخروج من الشركه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما في منزل سماء، فقد انتهت من تجهيز المنزل، وأعدت بعض الاصناف للعشاء ليدخل والدها بكل حب... اي الحلاوه دي كلها
سماء بابتسامه... اي رايك بنتك شيف قد الدنيا
والدها بتأكيد.. الصراحه نفسك في الأكل تحفه.. يلاه روحي خدي شاور واجهزي لان ادم كلمني وقال انهم في الطريق
أومأت سماء برأسها وذهبت لتستحم، ثم أدّت صلاتها وارتدت ملابسها، وكانت فاتنة بهدوئها ونقائها.
وفي تلك اللحظة، دوّى في أرجاء المنزل صوت والدها وهو يرحّب بشخصٍ ما...
تجمّدت في مكانها.
آدم؟!
هو وأمه هنا؟
تسارعت أنفاسها، وارتجف جسدها من التوتّر.
لم تكن تتخيّل يومًا أن تراه مجددًا، وتحت سقف بيتهم... بعد كل تلك السنوات.
حاولت أن تسيطر على نفسها، أن ترتّب أفكارها وتكبت رعشة قلبها، لكنها لم تنجح.
وقفت أمام مرآتها، تحدّق في انعكاس وجهها بثبات زائف، تتظاهر بالقوة، بينما في داخلها كانت العاصفة تشتد.
وفجأة...
اخترق أذنيها صوته، وهو يحيّي والدها.
كأن الزمن توقّف.
كأن كل جدارٍ من وهم الصلابة التي بنتها... انهار.
يا إلهي...
ما هذه المشاعر؟
إنها لا تفهمها، لا ترحّب بها، بل تكرهها...
لأنها تجعلها ضعيفة، وهي لا تريد أن تضعف أمامه.
في الخارج جلس آدم وأمه ووالد سماء وتحدث والد سماء بابتسامه... اخبارك اي يابني واخبار شغلك
ادم باحترام... كله تمام يا عمي الحمد لله انتى اللي اخبار حضرتك اي اعذرني الايام اللي فاتت كنت مشغول جدا ومسألتش
والد سماء بتفهم... عذرك يابني وكفايه مكلماتك وسؤالك الدايم والست حسناء الصراحه شايله كتير اوي من عليا اتجاه سماء
حسناء... سماء بنتي وبنت اختي وربنا يعلم انا من غيرها ببقا عامله ازاي
والد سماء... ربنا يديم المحبه
حسناء... طيب اتكلموا مع بعض وانا هدخل اشوف سماء
أومأ لها الاثنان وغادرت المكان لرؤية سماء فاقتربت من غرفتها وطرقتها، وسمعت صوتها يحثها على الدخول
دخلت حسناء وعندما رأتها ترقرت الدموع في عينيها. كانت جميلة وذكّرتها بصديقتها. فكانت سماء تشبه والدتها بشكل كبير... مشاء الله اي الجمال ده
سماء بابتسامه... مفيش جميل غيرك يا قمر
حسناء بضحكه.. يعيني عليك يا ادم يابني دا لسه متخيلك بيبي زي ما انتي مش متخيل انك بقيتي عروسه زي القمر
سماء بكسوف... وفي واحد يجي يتقدم لواحده لسا متخيلها بيبي يا ماما
حسناء بغمزه... ما انا اللي قصده انه ينبهر ويتصدم لما يشوف بنتي بقت قمر ازاي ومتنسيش اخر مره شافك فيها كنتي ساعتها في الاعداديه
أومأت سماء بخوف من هذا اللقاء. على الرغم من فضولها لرؤيته، إلا أنها شعرت بالخوف قليلاً من رؤيته قطع تفكيرها صوت والدها وهو يحثها على تحضير العشاء فذهبت هي ووالدت ادم لأعداد السفره واردفت سماء بتساؤول... ماما هو بابا عرف سبب الزياره اي لاني متكلمتش معاه في حاجه
حسناء بحب... اكيد ادم فاتحه دلوقتي في الموضوع ولو لسا مفتحوش هيتكلموا بعد العشا وقاموا بعدها بتجهيز كل شئ
لتفكر سماء، ولكن بصوت عال... يعني لازم الموضوع اللي حكيتي عنه ياماما لتنظر لها بلهفه طيب ما نأجل الكلام ده ياماما اي رايك انا اصلا لسا صغيره وبفكر اكمل
قطع حديثها صوته من الخلف.... اممم وناويه تكملي اي.. انا علي اللي سمعته انك معديه بالبركه
ضحك والد سماء، لكن حسناء كانت تسيطر على ضحكها بسبب الحالة التي رأت فيها سماء
احمر وجه سما وارتعش جسدها. فهي لم تنتبه لدخولهم، فتوجهت نحوه بعينيها وشقهت بخضه لتتراجع خطوتين الي الوراء
ابتسم آدم بخفة على رد فعلها ليستمع لوالدها وهو يحثهم على الجلوس لتناول العشاء، أومأ آدم برأسه وجلس وبجانبه والد سماء وجلست ايضا حسناء. أما سماء فبقيت واقفة وهي مصدومة
فنظر إليها آدم رافعاً أحد حاجبيه، فلاحظت نظرته، لتنظرت إلى الأرض بسرعة وتذهب بجوار حسناء التي كانت تحاول كتم ضحكتها على سماء وكسوفها.
كانوا يتناولون الطعام ويتحدثون في بعض الأشياء، اما سماء فـ صامتة وعينيها إلى طبقها لتهمس حسناء بضحكه بجوار أذنها.... اهدي يا قلبي محصلش حاجه للإحراج دا كله
سماء بإحراج همست هي الأخري... مش تقوليلي ياماما انهم دخلوا
حسناء بضحكه خفيفه... حاولت بس انتي اللي مكنتيش واخده بالك
سماء بغيظ...ابنك بيقول عليا فاشله
حسناء بمزاح.. محصلش دا هو اللي فاشل
رفعت سماء عيونها وبتأكيد... ايوه طبعا هو اللي فاشل امال انا.. لتتحدث بغرور مزيف دا انا ناجحه بجيد
استمع آدم لحديثها رغم تحدثها بصوت خافت ليبتسم ويكمل حديثه مع والدها
وبعد أن انتهوا ذهبت سماء لتحضير العصير، وتحدث آدم بجدية... عمي انا كنت عاوز اطلب منك طلب
والد سماء بستماع... اتفضل يبني
ادم بهدوء.. انا طالب منك ايد سماء وانت اكيد عارف سماء بنسبه لماما اي يعني لو حضرتك موافق فهي هتروح بيتها التاني
والد سماء بموأمه... عارف يا حبيبي واكيد انا مش هلاقي احسن منك لبنتي الوحيده بس بردو نعرف رايها
ادم بتفهم... اكيد
في تلك اللحظة دخلت سماء بالمشروبات وأعطت كل منهما كوبًا، ثم سحبتها حسناء بجانبها لتغمز للحاج محمد، وقد فهم قصدها.
الحج محمد بهدوء... سماء ادم جاي النهارده طالب ايدك وكنا عوزين نعرف رايك اي وايا كان هو احنا هنحترمه
نظرت سماء إلى والدها بصدمة فهي تعلم بالامر لكن سؤاله امامهم شعرها وكأن دلواً من الماء البارد قد سقط عليها في ليلة ثلجية قاسية، فتجمدت نظرتها عليه وكأنها تتوسل إليه أن ينقذها من هذا الوضع.
ضحكت حسناء علي تلك الطفله وتحدثت هي.. السكوت علامة الرضا بينا احنا يا حج محمد نقعد في الحديقه ونسيبهم يتكلموا مع بعض
وافق الحاج محمد، فأمسكت سماء بيد حسناء بتوتر فحررت حسناء يدها وبصوت خفيف.. بطلي خوف بقا الواد مش زومبي...
غادرو المكان وسماء تلعن حالها وادم يراقب وضعها والحاله التي عليها بمتعه فـ اردف بسخريه... هما قلولك عني اي اكل لحوم بشر ولا مصاص دما*ء
سماء بصدمه... هااا
ادم... لا الظاهر ان الموضوع اكبر من كده
تمالكت سماء نفسها، وتنفست بهدوء، محاولة السيطرة على حرجها تجاهه، وبنبرة خفيفة...الموضوع ان مشوفتكش من سنين وشكلك وكل حاجه اتغيرت وكمان مش عارفه ابدا ازاي او اقول اي
ادم بتفهم... تمام علي العموم انا عاوز اسمع رايك انتي مش راي امي هل انتي موافقه ومن غير احراج
سماء بهدوء... بس انا معرفش عنك حاجه
ادم... فاهمك واقصد بكلامي لو موافقه علي اللي قدامك بعيدا عن الطباع اللي متعمليش عنها حاجه يبقا كده فهمت انك موافقه علي مقابله تانيه وبعدها نحدد انا وانتي لو كنا مرتاحين او لا لو في قبول هنتفق علي الامور التانيه زي الشبكه وغيره
حركت سماء راسها بإحراج فرغم حديثه الطبيعي الا انها شعرت ببعض الحزن فنظرت له وبجديه.. تمام
وقتها دخل والد سماء. كان يعلم أن ابنته بداخلها، تتوسل إليه أن ينقذها ليقطع حديثهم بحب... ها اتفقتوا علي اي
ادم بحترام... هستأذنك يا عمي بكره هاخد سماء مشوار
سماء بصدمه.... نعم!!!؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على (الجلاد لقلبي رغم حبي) اسم الرواية