قصة بلال الفصل التاسع و الاربعون 49 - بقلم lehcen Tetouani
تنظر ماهي في عيون ذلك الرجل القوي لترى تلك العيون الحادة كالصقر تنزل منها دمعة لأول مرة في حياتها
فتقول ماهي والدموع تترقق في عيونها وهي تنظر نحو
عاصم حسناً سأقول كل شئ لقد اتفقت أنا وأبي أن يكون زواجي من طارق الخميس المقبل
بعد انتهاء الحفل تذهب ماهي لغرفتها وتجلس على السرير وتبكي بحرقة ثم يذهب بلال خلفها لغرفتها ويجلس بجوارها ويضمها بقوة ويضع رأسه على كتفها قائلاً: حبيبتي سامحيني
أنا فعلاً عاجز ولا أستطيع فعل شئ لكِ
قالت أنا لا أستطيع الزواج من طارق فلا تتركه يأخذني
و تمسك بي كما أتمسك بك حارب من أجلي كما أحارب من أجلك
قال أتعرفين حبيبتي لقد أكتشفت أنني لا أمتلك تلك الجرئة التى لديك ولا استطيع الوقوف في وجه أبي أو الأعتراض على قراره كما تفعلين أنت لقد أدركت أن اليتم الذي عانيت منه في بداية حياتي افقدني قوة القلب التي أراها لديك
وخو.في من فقد أبي وأن أعود يتيماً مرةً أخرى يقيدني عند مواجهة أبي فأنا استمد قوتي منه وأشعر بالأمان وهو بجواري ويخطط لي حياتي حتى لو كان تخطيطه يمز.ق نياط قلبي
قالت ماهي ولكنك قوي بالفعل لقد رأيتك وأنت تتحدى اللصو.ص ولا تخاف المو.ت
قال نعم أنا قوي في عملي وقوي في جسدي وقوي في عقلي
ولكن لست قوياً كفاية عند مواجهة أبي فعلى العكس أنا أستمد كل تلك القوة منه وعندما يضمني ويقبل جبيني قبل أي عملية يعطيني قوة أكبر من قوتي قوة خارقة تتسلل إلى أعماق قلبي وتجعلني أقتحم الخطر عند المواجهات واقفز وسط النا.ر المشتعلة وأواجه اطلاق النا.ر بلا تردد
هذا هو أبي بالنسبة لي
قالت ماهي إذاً لم تكن لديك القدرة على مواجهته فالحل الوحيد هو أن نهرب من هنا ونتزوج صدقني بابو هذه الطريقة الوحيدة لنكون معا وبعدها سيقبلون بالأمر الواقع وساعتها سيسامحنا أبي أنا واثقة فهو لا يستطيع العيش بدوننا
قال بلال لا أستطيع فعل ذلك مامو سامحيني لأننا سنكون مشردين بلا هوية ولا عمل ولا سكن ولا مال لقد جربت حياة التشرد في طفولتي ولا أستطيع أن أجعلك تعيشين ماعشته سابقاً
يدخل عاصم الغرفة وخلفه ماجدة قال عاصم هيا بلال أذهب الآن ودع ماهي تنام وبالمناسبة تستطيع البقاء في شقتك حتى يتم زفافها الخميس المقبل ثم تعود بعدها للفيلا وقتما شئت
تمسك ماهس يد بلال لا تتركني
يقف بلال وهو يشعر أن الدنيا تدور به ويفك رابطة العنق بيده الأخرى بينما لا تزال ماهي تقبض على يده
قال بلال حاضر ياأبي سأذهب الآن حالاً ولكن ماهي تتمسك بيد بلال أكثر وتقول لعاصم لا يا أبي لا تفعل ذلك
على الأقل أتركه في الفيلا حتى يوم زفافي أرجوك
قال عاصم بقاء بلال هنا في هذا الوقت بالتحديد ليس جيداً لكما أنتما الاثنين وسيجعلني على أعصابي طوال الوقت
قالت ماهي أبي لقد نفذت ماطلبته مني وكسّرت قلبي بيدي ووافقت على الزواج من طارق حتى لا أفضح سرنا وعليك أن تنفذ طلباً واحداً لي، فأنا لا أطلب الكثير أنا أريد فقط رؤية بلال بجانبي لبضعة أيام قبل أن ينتهي كل شئ وأتزوج بغيره هل هذا كثير؟
ثم تنظر ماهي لماجدة التى تقف أمام الباب قولي شيئاً يا أمي لماذا تقفين صامته؟
ولكن ماجدة لا تتحرك من مكانها ولا تتكلم وتكتفي بالدموع التي تسقط على خدها
قال عاصم مادمتم في النهاية ستنفصلان عن بعضكما
فالآن هو الوقت المناسب ولا داعي للتأخير حتى تعتادي على الأمر
قالت ماهي بعصبية إمّا أن يبقي بلال هنا في الفيلا حتى موعد زواجي أو سأتخلص من حياتي وأريحكم جميعاً يمسكها بلال من كتفيها ويضع جبينه فوق جبينها
هل تريدين أن نفترق في الدنيا والآخرة أيضا أرجوك ماهي اصبري من أجلي وسنجد حلا بالتأكيد
قالت لا أستطيع لن أتركك تغادر إلى وأنا مي.ته
يشاهد عاصم مايحدث ويقول لنفسه ماهي مجنو.نة وقد تفعل شيئا بنفسها علي أن أرجع خطوة للوراء حتى أضمن سلامتها
ثم يتجه نحوها قائلاً حسناً سيبقي بلال هنا حتى موعد زفافك ولكن بشرط حاولي ألا تتقربي منه خلال تلك الفترة فأنت الآن خطيبة رجل أخر وستتزوجين منه قريباً
تبتعد ماهي عن بلال وتمسح دموعها حسناً سأفعل ياأبي
ثم يمسك عاصم بلال من ذراعه ويسحبه لخارج الغرفة
قائلاً: هيا بنا بلال لتبدل ماهي ملابسها وتنام
ثم يخرجان بينما ترتمي ماهي في حضن أمها التى تهدأ من روعها
•تابع الفصل التالي "قصة بلال" اضغط على اسم الرواية