رواية منعطف خطر الفصل السادس والاربعون 46 - بقلم ملك ابراهيم
سمع صوتها قريب منه:
ـ خالد… انت نِمت؟
رد وهو مغمض:
ـ آه.
قعدت على الأرض قدام الكنبة وقالت:
ـ طب أنا خايفة.
قال بهدوء جامد:
ـ متخافيش… أنا معاكي في نفس الأوضة.
ردّت برقة:
ـ بس ممكن الكهربا تقطع تاني…
رد بنفس الجمود:
ـ متقلقيش… مش هتقطع.
سكتت.
حاسه إنه مش هيسامح بسهولة.
قامت،
ورجعت قعدت على السرير.
هو كان مغمض عينيه…
بس قلبه بيضحك.
فرحان بمحاولاتها معاه.
مسكت تليفونها،
وقعدت تقلب فيه،
ودموعها لسه سايبة أثر على خدها…
لحد ما غلبها النوم.
خالد فتح عينيه،
بص عليها،
ابتسم بحب،
وغمض عينيه براحة وهو مطمن ان حبيبته رجعتله.
..........
في وقت متأخر من الليل.
صحى مهاب على صوت جرس بيرن بإلحاح،
وصوت خبط جامد على باب شقته.
قام من على السرير وهو مش فاهم في إيه،
فتح الباب بسرعة…
اتفاجئ ببنت واقفة قدامه،
وشكلها مرهق ومنهارة،
وعنيها فيها لهفة مش طبيعية.
قالت بسرعة، وهي بتتنفس بصعوبة:
ـ لو سمحت… عندك خافض حرارة لطفل صغير؟
مهاب كان بيدعك في عينيه، بيحاول يفوق:
ـ وأنا هجيب خافض حرارة لطفل صغير ليه؟!
البنت اتكلمت بتوتر،
صوتها متلخبط من القلق:
ـ أنا كلمت الصيدلية وطلبت الدوا… بس اتأخروا جدًا… والولد سخن أوي ومش قادرة أسيبه كده!
بدأ يفوق شوية، وبص لها باستغراب:
ـ وأنا مالي يا أستاذة؟
وبعدين انتي مين؟ جايه تخبّطي على شقتي في وقت زي ده ليه؟ ما تبعتي ابوه ينزل يجبله خافض حرارة!
ردت بغيظ ممزوج بالدموع:
ـ أنا جارتك… لسه ساكنة جديد في الشقة اللي قدامك.
من فضلك… ممكن تنادي على المدام أكلمها؟
الولد حرارته عالية ومش هعرف أنزل أجيب الدوا في الوقت ده!
قال باستغراب:
ـ مدام إيه؟! أنا معنديش مدام أصلاً.
بصت له بذهول لحظات، وبعدين قالت بتوتر:
ـ يعني إيه؟!
قال وهو متضايق:
ـ يعني أنا عايش لوحدي… ومش متجوز.
هي اتفزعت أول ما فهمت،
وبعدت عن بابه بسرعة وهي بتقول بإحراج:
ـ أنا آسفة… مكنتش أعرف. آسفة بجد.
وجريت على شقتها بسرعة،
دخلت وقفلت الباب وراها بخضة.
مهاب وقف لحظات مكانه…
عنينه سابتت على الباب اللي اتقفل،
وكلامها عن حالة الطفل ما سابهوش.
فضل لحظة واقف،
وبعدين دخل أوضته،
لبس هدومه بسرعة،
ونزل على أقرب صيدلية.
اشترى خافض حرارة للأطفال،
ورجع وهو ماسكه في إيده،
واقف قدام باب شقتها متردد.
بيكلم نفسه بصوت مش مسموع:
ـ طب لو جوزها رجع؟
ولو شافني واقف كده قدام بابهم؟
أنا ممكن أسبب لها مشكلة من غير ما أقصد.
قرر في الآخر،
يخبط خبطة خفيفة على الباب،
وحط الدوا على الأرض،
وسحب نفسه بسرعة على شقته،
قفل الباب وراه في هدوء.
في نفس اللحظة.
البنت فتحت الباب،
شافت علبة الدوا قدامها،
ولمحت باب شقة مهاب وهو بيتقفل.
خدت الدوا بسرعة،
وقرأت العلبة…
خافض حرارة للأطفال.
دخلت الشقة وعيونها كلها امتنان.
دوّرت على السيرنجة،
وإدت الطفل الجرعة،
وقعدت جنبه وهي بتقيس حرارته كل شوية.
وبعد دقايق طويلة من التوتر…
بدأت الحرارة تنزل،
والولد بدأ يهدى… وينام.
أما في شقة مهاب.
كان ممدد على سريره،
لبسه لسه عليه،
وعنيه بتبص في السقف.
سأل نفسه بصوت جواه:
ـ يا ترى خدت الدوا؟
والولد بقى كويس؟
ولا لسه تعبان؟...
فضل سابح في أفكاره،
مش عارف ينام.
بيفكر ويسأل نفسه:
ليه ابو الطفل مش موجود وسايب ابنه تعبان كده؟ ومراته مش عارفه تتصرف لوحدها؟
وهمس لنفسه قبل ما يغمض عينيه ويستسلم للنوم: لما هما مش قد الجواز بيتجوزوا ليه!
..........
في الصباح.
مهاب صحي من النوم ولبس هدومه عشان ينزل شغله.
وأول ما قفل ازرار القميص…
رن جرس الباب.
فتح…
لقى نفس البنت واقفة قدامه،
بس المرة دي كانت أهدى بكتير، وشها فيه ابتسامة خفيفة…
يتبع الفصل كاملا اضغط هنا ملحوظه اكتب في جوجل "رواية منعطف خطر دليل الروايات" لكي تظهر لك كاملة
•تابع الفصل التالي "رواية منعطف خطر" اضغط على اسم الروا