رواية عودة الوصال الفصل الخامس و الاربعون 45 - بقلم سارة ناصر

_" بــــا بـــا "

التقطه "بدر" على الفور بإشتياقٍ وضمه بلمعة عين صادقة مستنشقاً رائحته بحبٍ مغمضاً عينيه بإستسلام لجمال اللحظة بعدما ترك حقيبته تقع أرضاً خلفه ، غير غافلاً عن "وردة", التي انتفضت الٱن تهرول واتسعت عينيها بصدمة ما إن وجدته ، هل حقاً بدرها هنا ؟؟ ، دخل ومازال يعانق صغيره بحبٍ ونزلت دمعته بتأثر من رد فعل "يامن" الذي فاجئة بذلك ، تعالت الكلمات بمفاجأة وسادت الفرحة بالكامل وهى وحدها من تقف الٱن في الخلف تحاول ربط الأحداث ببعضها!! ، من عناق لٱخر ومن حديث لٱخر ومن قبلات لأخرى حتى وجدت نفسها الٱن بمقابلته بعدما وقف الكل ينتظر ردفعل منها فركت "وردة" عينيها بصدمةٍ ويديها الٱن ترتجف ودفعتها من كتفيها "ياسمين"و"فريدة" تحت بسمة "نيروز", المتأثرة بذلك ، فآقتربت "وردة", تسأله بتقطعٍ ومازال صغيرها على ذراعه :

_" انـ ..انت هنا بجد يا بدر ؟ أنا مش بحلم صح ؟"

سقطت دمعتها بتأثرٍ قبال هذه اللحظة لم يترك لها الفرصة كي تتحدث أكثر بل دفعها بين أحضانه وبينهما الصغير يضحك بسعادة من عودة الإنتماء من جديد بين عائلته الصغيرة، ضمها بشوقٍ قبال نظراتهم وقال بنبرةٍ أشبه بمختنقةٍ :

_" وحشتيـني يا "وردة "، وحشتيني أوي انتِ ويامن !"

رفعت "وردة" ذراعها تضم ظهره بإشتياقٍ وخرجت تضحك كالمختله من بين الدموع تنظر لعائلتها فأكدت "سمية" لها بعينيها بأن هذه اللحظة ليست حلم بل واقع تعايشه الٱن!! ، ابتسم "بدر" بإتساعٍ وقد طالع شقيقه بعدما دخل بالحقيبة إلى الداخل وعاد مجدداً بسعادةٍ يطالع وقوفه ، أما هى فتلاقت عينيها مع "نيروز" التي تأثرت من نظراتها وأكدت لها هى الأخرى بحركة رأسها بأنها حقيقة !!

تعبه وإرهاقه جعل كل منهم لم يلبث كثير وقرروا تركه بعد وقتٍ وبعد حديث عشوائي قليل تاركين اللحظات هذه لأمس كي تأخذ اللحظات مجراها ببطئٍ بعد قسط من الراحة أما هى فهي الٱن تعايش حقيقة ملموسة ، لا تصدق أي شئ حتى وان كانت الٱن بين ذراعيه وبينهما صغيرهما ، طالعتها شقيقتها وشقيقتها الأخرى بحبٍ وسعادةٍ واستطاعت بحالتها أن تجعل "نيروز", تسعد وتشعر بالفرحة لأجل فرحتها ولهفتها بالكلمات المتقطعة الغير واضحة والغير مرتبة ، وعلمت أن عودته هى جبر من الله ولم تعلم هى ما في الخفاء لها من جبر ٱخر بالتأكيد سيسعدها! ، ولكنها الٱن تسعد بفكرة عودته من جديد لها وكأن عودته تشرح الفرحة كُلها فرحتها بـ عودة الـ "بدر" ، بدر قد اكتمل الٱن بسعادةٍ ، بدر أنار حياتها من جديد بوجوده !! وكانت فرحتها بـ"فرحة إكتمال البدر"!

_________________________