Ads by Google X

رواية عودة الوصال الفصل الرابع و الثلاثون 34 - بقلم سارة ناصر

الصفحة الرئيسية

  

 رواية عودة الوصال الفصل الرابع و الثلاثون 34 -  بقلم سارة ناصر

« لَحظاتٌ حانيةٌ ..وقلبٌ لطيف...وقَلبي أنا هُنا.. يُناديك بأن لا تفارقه .. استمر بكونك بجانبه وإن طال العمر ومَر..فلا ترحل انتَ وقلبك حتى ولو رحلت أنا... فـ من إعتادك بجانبه كيف له بأن يستمر في الحياة من دونك ؟! ..ستعدني بذلك حتى وإن عاندنا الوضع بأن يتغير..؟! »..



كلماتٌ بالنسبه لها هىٰ "نيروز" ، عندما فتحت عينيها  قبل وقتٍ بتشوشٍ فلم تستطع النوم في الليله الماضية .. اما الٱن فإعتدلت تجلس على الفراش وهي تتذكر أمس من بدايته لٱخر أحداثه ؛ كان يوماً مشحوناً بالسعادة البالغه والفرحه من الكل ، بداية من رقصهم الهادئ إلى الجنوني والعبثي مع الأغانى الحماسيه وحتى حركاته ورقصه معها وكلماته..إلى أن أصبحا بمفردهما..تتذكر حنوه وكلماته لها كي لا تهابه وتخاف حياتها وإرتباطها به بداية من أمس إلى بعد الٱن !! ، لين قلبه وكلماته وحتى أفعاله ،كما كان أسفه لها وكأنه يتأسف على كل ما حدث لها..حتى حديثه القائل بأنه سيحاول جاهداً بأن يجعلها سعيدة بكل الطرق ولم يأتِ الحزن لها ،  تستوعب تدريجياً بأنها أصبحت معه وبجواره بل وزوجته وحتى بعد الٱن هذا هو منزلها وركنها الهادئ الٱمن بعد أحضانه التي بقت بها تتنفس بـ راحه ، أحضانه التي تعتادها وإعتادتها من قبل ذلك ..ٱخر ما جاء بعقلها من لُطفٍ عندما نهضا يصليا صلاة الفجر سوياً قبل ساعات معدودة ، وقد ظهر الشروق عليهما قبل أن يغفلا ، ولكن غفل كلاً منهما ساعات  إلى هذه اللحظه عندما نهضت وإستيقظت وإنتبهت لعدم وجوده بجانبها ، اعتدلت تنهض ببطئ حتى إستقامت تقف أمام المرٱه تمشط خصلاتها البُنية التي تركتها بعد أن كانت مبلله ، تتركها في كل مره خلفها كما يفضل هو ، رتبتها وهي تنظر إلى وجهها بملامح وجه مبتسمه كونها تستوعب بأنها مع من اختارته وتحبه وليس ٱمر مجبوره ومرغومه  عليه من الزواج بٱخر مثلما كان سيُفعل بها ، خلت عينيها من كحل الٱعين فأمسكته تضع منه به كي يظهر عينيها التي أدمعت على الفور من شرودها بالجانب الذي هاجم ذاكرتها  رغماً عنها ، بأن ماذا إن وصلت إلى هذه اللحظه وتخطت كل هذه التجارب مع شخص غيره ولم يأتِ بعقلها سوى "حسن" وحتى العريس الٱخر الذي كان سيعقد قرانه عليها لولا هو ولولا وجوده بجانبها ولولا حبه لها وتمسكه بها ،  

إبتلعت ريقها سريعاً عندما سمعت خطواته الهادئه الخفيفه وهو يدخل الغرفه ،  "غسان".. هو وبالنسبه له هو الحياه معها وبجانبها شئ ٱخر ، يتنفس بعمقٍ وحتى سعادته بسببها هي حتى الٱن ، وقبل  الٱن عندما نهض قبلها وفتح عينيه على وجهها هى وهي بجانبه وليست بعيده عنه ككل مره ،  كانت  بعيده بخطواتٍ والٱن باتت قريبه لا يفصله عنها شئ ، نهض بكل لطفٍ يعد كوبان من مشروب الليمون بالنعناع المفضل لديه ..رغم حيرته بأدوات المطبخ الغير معتاد عليها وحتى جهله وبحثه لمده طويله عن الليمون والنعناع ، وقف "غسان" يسند الصنييه الصغيره اللامعه  على الطاوله الحديثه الطراز ثم إعتدل في وقفته ينظر ناحيتها وهي توليه ظهرها ،  اما هي فتتشجع لتخفي ما   كانت تفكر به بل وكانت ترى بأن نظراتها من المخجل بأن تتقابل معه هو  من خجلها منه وإرتباكها وتوترها ، إلتفتت  "نيروز" عندما شعرت بقربه و توسعت بسمتها عندما غمز لها سريعاً وهو يمسك كفها يسحبها خلفه لتجلس على المقعد أمامه وهو يردد لها بمشاكشه:



_" على رأي الست .."وكفايه أصحى على إبتسامتك ..بتقولي عيشي"..صباح الخير  يا رزّه !!!!"



طالعته "نيروز"  بلطفٍ فرفعت عينيها تحركها نحو الأكواب حتى ضحكت بخفوتٍ. وهي تضع يديها  أعلى فمها مردده من. بين ضحكاتها :



_"بجد  علطول كده .. من غير ما. نفطر ؟! "



مد "غسان" ذراعه يجلب الكوب الأول لها بمكعباتِ الثلج رغم  شعورها بالإعياء من تغير الجو ولكنه معتاد على ذلك ولم يتحسب لذلك ، أعطاه لها برفقٍ وهو يردد بنبره مرحه يلومها :



_" دا بدل ما تشكريني يعني ..دا أنا طلع عين أمي وأنا بدور على اللمون والنعناع ..وبعدين دوقي كده دا من إيدي ..من إيد جوزك حبييك !!!"



رمشت بأهدابها وهي ترفع الكوب ناحية فمها تتجرع منه ، وبالنسبه له هو تتعكر سعادته بشروده بما سيقال لها من ما يخص والدتها ، تعلقت نظراته نحو كتفها وذراعها  المكشوف وعلامته الواضحه أعلى كتفها  ٱثر جرح السكين الذي كان من المفترض بأن يأتي به ليقضي عليه ، لاحظت محط أنظاره. فإنتهت من ما تشربه ببطئ وهي تنظر له بحرجٍ تسأله رغم عدم كبر الجرح ولكنه واضح بالنسبه  لها :



_" شكلها وحش؟!"



تفاجأ من ما قالته نسبياً حتى أنه ترك الكوب سريعاً وهو ينهض بخفه يجلس بجانبها ثم وضع ذراعه عليها  كالعاده يقربها منه حتى بدأ بالحديث بعد شهقته الخافته بالإعتراض   :




        
          
                
_"شكل إيه اللي وحش يا نيروزّ ،  دي كام غرزه يعني بسيطه رغم إنها مش بسيطه عليا..وياريتها كانت تيجي فيا أنا ..بس لو على قولك ده..فمش وحشه .. انتِ مفيش حاجه فيكي وحشه..دا أنا حبيت الجرح ده ..حتى يعني كل ما أبقى متعصب أبص عليه وأفتكر إنك فديتيني  فأرجع أحن تاني..وللعلم يعني حتى لو كلك متعلم عليكي بمطاوي وسكاكين فإنتِ كده كده بطل !!!"



مرح بٱخر حديثه وهو يشاكسها حتى إقترب منها يقبل وجنتيها بمرحٍ ، لم يشعرها بالنقص وهذا ما يعد أفضل شئ لدى أي أنثى ،  طالعته بنظراتٍ متأثره وهي تستند على قمة صدره فرفع كفه هو يمرره على كتفها بحنوٍ وهو يسمعها تتحدث بما تشعر به دون ترتيب لتعلثمها :



_"  أنا بحبك يا غسـان ..كنت الأول ممكن أهرب فأي  مكان وممكن أرفض أشوفك عشان مفيش حكم بينا ، .بس  الوقتي كل حاجه إتغيرت وبقيت معاك وجوا حضنك إنتَ ..أوعدني إنك متقساش عليا أبداً  وتكون عاقل فأي حاجه  بتحصل فحياتنا..علشان انت ضهري وسندى وحمايتي دلوقتي متخلنيش أهرب لمكان مجهول مفيش فيه ليا سند ..إنت عارف إن السند راح من زمان ..بس إتأكدت إن ربنا عوضني بيك إنت !!!"



لفحت أنفاسه الدافئه خصلات شعرها البنيه ، نظر لها بتأثرٍ بعدما تحركت هي تعتدل لتطالع وجهه بعد كلماتها المرتبكه المتأثره ، حرك رأسه بثقه لها ثم أمسك كفها متشبتاً به قائلاً كلمة واحده صادقه سيحاول على العمل عليها :



_" وَعـدّ ، وعد يا مدام.. غسان البدري!!"



ضحكت "نيروز" على لقبه فرد هو لها ضحكتها بضحكته وهو يمسح بأنامله ما أسفل عينيها من أثار كحلٍ تنهد بعد إزالته بتعبٍ وهو يردد :



_" هى كل حاجه بُنيه جميله كده  زي القهوه وعينيكِ اللي تعباني دي؟!!"



طالعته بحبٍ  وخجلها يقل تدريجياً منه .. تعمدت أن تعتدل بحماسٍ ثم مدت ذراعها إلى ٱخر وهي جالسه لتجلب أحمر الشفاه الطويل من على التسريحه التي كانت على بعدٍ منها ، تلمسته بأطرافها حتى وقع ولم تأتي به ..فضحك عليها بخفوتٍ وهو يمد ذراعه الطويل عنها حتى جلبه وهو يسأله بمرواغه :



_" هتعملي بيه إيه الوقتي ده !!!"



_"هقولك..!!"



قالتها بحماسٍ وهي تعتدل ، ثم سألته سريعاً باهتمامٍ :



_" أومال تليفونك فين علشان نتصور بيه ؟؟"



نهض بعد لحظاتٍ من قولها دون أن يجيبها ، ثم توجه ناحيته "الكومدينو" الصغير الذي يوجد بجانب  باب الغرفة حتى انتشله سريعاً وهو ينظر على الوقت ..فـ صلاة الظهر كانت  قبل وقت قليلٍ ، اعتدل يغلقه وهو يحرك الباب ليجلب  أي حجاب يسترها من فوق حتى لاحظ وجود "خمار جديد" ، جلبه سريعاً وهو يعود .. جلس بجانبها ثم قدمه لها مع  خمار الرأس بقوله الهادئ :




        
          
                
_" إلبسي ده عشان كتافاك ودراعك  ورقبتك  اللي باينين دول ..  هو التليفون برقم سري ميعروفوش غيرك وغير يامن ..بس مضمنش يامن ممكن يلعب فحاجه فيفتح الحاجات دي قدام حد رغم إنها برقم سري يعني ..بس إنتي عارفه إيد العيال بتبقى مبروكه  أووي!!"



أخذته منه وهي تضحك على حديثه الجاد ، فإرتدته تزامناً مع فتحها للڤيديو التي عقدت العزم على أن تفعله ، وضعت الهاتف أمامها تستنده على المقعد الٱخر ثم فتحت أحمر الشفاه توجهه نحو وجهها كي ترسم على  خدها نصف قلب وقد فتحته يقوم بتصويرهما  ، تذكر ذلك الڤيديو المشهور على منصات التواصل الإجتماعي ،. فأشارت إليه ضاحكه وهو بجانبها يظهر في الڤيديو ثم أمسكت رأسه تقرب وجنتيه من وجنتيها حتى طبع نصف القلب ..فأصبح كل نصف منهما للنصف الٱخر وإجتمع القلب، مع صوت ضحكاتهما معاً والتي إنتهت بوضعها على فمها ثم توجهت تطبع بشفتيها على خده ، تفاجئ من فعتلها المندفعه الٱخيره ، بل وتوجه ينظر في الشاشه فوجد شفتيها بالفعل على خده ، أغلقت الڤيديو وهي تضحك على ملامحه المتعجبه والساخره بنفسه ، إعتدلت تحفظه ثم أغلقته سريعاً  ثم خلعت الخمار عنها وهي تنهض لتجلب المناديل الورقية لتمسح وجهها ووجهه مسحته بخفه وهى تضحك وكي تشتته وتلهيه عن ما فعتله قالت سريعاً تسأله بمشاكسه :



_"عارف الست قالت إيه  بقا ؟! "



إتسعت بسمة "غسان" وهو يراها تتحدث كمثل حديثه فهمهم ثم أجابها بتساؤل :



_"قالت إيه كوكب الأرض يا رزّه !!"



إعتدلت تفعل مثل ما يفعله توجهت هذه المره تخفض رأسها وشفتيها بجانب أذنه كي تهمس مثل همسه هو :



_"احكيلي قولي إيه من الأماني ناقصني تاني وأنا بين ايدك عمري ما دوقت حنان فحياتي زي حنانك..ولا حبيت يا حبيبي حياتي إلا عشانك!!!!"



كثرة الكلمات ومعناها بالنسبه لها كان صادقاً بل  يؤثر به كلماتها و طريقتها التي تحاول تقليده بها وحتى همسها الذي ٱثر به بشده وهو يطالعها  بشغفٍ وهي تقترب منه مثلما يفعل هو بمراوغه ، ابتسم بحبٍ ثم غمز لها سريعاً بإعجابٍ ، فإعتدلت تجلس مره ٱخرى بغرورٍ وهي تعدل ياقتها الوهميه الغير موجوده من الأساس بل تلمست عنقها وكأنها ياقه مع سماعها لجملته وهو يقلد نبرتها هذه المره وحتى جُملتها المعهوده :



_" ثبتيني يا بنت الٱكرمي !!"



صمت"غسان" ينظر على مرحها وخفتها وسرعان ما اقترب يهمس بهمسٍ  باتت تعلمه هى عندما إقترب مخفضاً من نبرته بجانب أذنها وهو يكمل بقوله الذي يجعلها تعلن الإستسلام له في كل مره :




        
          
                
_" مع إن عيب  والله اللي بيحصل ده !!"



_______________________________________________



بعد وقتٍ مرّ ما يقرب الساعه وأكثر ، وفى شقة "سُمية" ..وقفت تتجهز للصعودِ و"ورده" بجانبها مع "بدر" الذي كان يهدأ  من بكاء "يامن" الغير مُبرر ، نظرت "سمية" بحنوٍ لـ "ورده" قائله  لها تحثها  :



_" شوفيه يا بنتي مش بيبطل عياط ليه ده ..تعبان ولا ايه ؟!"



وضعت "وردة" يديها سريعاً على جبهته فوجدته درجة حرارته مرتفعه قليلاً فشهقت هى بخوفٍ ثم قالت بسرعه :



_" ده سخن يا بدر !!!! ، اعمل إيه ؟؟ علاج خافض الحراره خلص والصيدلية اللي تحت مش بتفتح دلوقتي !!!!!"



وضع "بدر" كفه يتحسس حرارته ، يعلم بأنها تهاب وقت مرضه  تشعر دائماً بأن ليس لديها سواه ولم تستطع أن تنجب بعده ..وحيد والديه ، اعتدل يحمله برفقٍ ثم وقف ينظر على مداعبة "سمية" له كي يهدأ ثم قالت تقترح لهم  تخفي خوفها أمام إبنتها :



_" استنوا حازم جاي ..هو عارف الصيدليات والأماكن هنا  ٱكتر منكم!"



حرك  "بدر" رأسه نفياً  ثم إعتدل بوقفته وهو يتوجه ناحية الباب ليفتحه تزامناً مع قوله الجاد ليبعده عن توتر "وردة" :



_" لأ ملوش لزوم ..أنا متأكد إني هلاقي العلاج ده عند بسام .. هروحلهم وأعطيه منه وهجيبهم وأرجع علشان نطلع لـ غسان ونيروز ، ريحي مامتك يا وردة !!!"



قال"بدر" حديثه بحنوٍ ولم يعطي الفرصه لأي منهما بالحديث أكثر  كي لا تتوتر زوجته ،   أغلق الباب خلفه ومن ثم دق جرس شقة "حامد ", إلى أن فتح له "شادي" سريعاً  وهو يستمع لصراخ "يامن" بالبكاء ،  أخذه منه "شادي" بلهفه كُبرى وهو يربت عليه بحديثه المرتفع له :



_" بس .. بس يا حبيبي مالك !!!"



خرجت"دلال" من المطبخ سريعاً ، تزامناً مع توجه "بدر" لغرفة "بسام" ، وخرج "حامد" من المرحاض بعدما تجهز للصعود ،. توجه يسأل "شادي" بلهفه وهو يأخذ الصغير منه بخوفٍ  :



_" ماله يا شادي ، ماله بيعيط كده ليه ؟!"



_" مش عارف ..بس وشه سخن وجسمه دافي خالص !!"



إنتشله "حامد " برفقٍ وبجانبه "دلال" التي كانت تفعل له حركات ليهدأ من. البكاء ،  وسرعان ما خرج"بسام " سريعاً وفي يديه الدواء وبجانبه "بدر"  الذي حمله بهدوءٍ وهو يربت عليه بعد أن رأى بكاءه ينخفض تدريجياً ما أن رأى والده ، فتح "بسام " الزجاجه ثم توجه بها  وهو يبتسم بمداعبه" ليامن" كي يفتح فمه تزامناً مع قوله له :




        
          
                
_" يلا يا يامن .. أفتح بؤك عشان تبقى شاطر ونسقفلك كلنا !!"



رفض فتح فمه أول مره ولكنه فتحه وتجرع من الزجاجه حتى تشنجت ملامحه واغمض عينيه بقوه ثم فتحها سريعاً ،. ضحك "والده" على فعلته هذه كما ضحك الٱخرين ، فطمئن "بسام " "بدر" وهو يقول:



_" متقلقش يا بدر .. السخونيه هتنزل علطول  ...وحتى فيه نسبه منوم يعني شويه هيهدى وينام!!"



ربتت "دلال" على جسد الصغير وهي تعدل له ملابسه من الخلف ثم أمسكت كفه تقبله بحنانٍ ، فإعتدل "شادي" يدير له من الخلف كي يشاكسه ، تحت نظرات "حامد " المتأثره بخوف "بدر" على صغيره ، وسرعان ما اعتدل سريعاً وهو يشير لهم بلطفٍ :



_" طيب يلا عشان نطلعلهم ..البيت وحش من غير ابن الكلب ده واللهِ !!"



_" متشتموش يا بوب ولا تشتم أبوه !!"



قالت "وسام" حديثها وهي التي. خرجت للتو من غرفتها بعدما تجهزت ، توجهت تحمل "يامن " لتستعلم عن سبب بكاءه ،  فإنسحب "شادي" للخارج ومن ثم هم من بعده إلى أن أغلق "حامد " الباب ،،ورأي الكل إجتماع "عايده"و"جميله " ،.  سألتهم "دلال" بغرابه :



_" أومال فين الباقي ؟"



_" ياسمين وحازم  وطنط سميه وورده  طلعوا فالأسانسير وهسيتنونا قدام الباب لحد ما نطلع كلنا علشان ندخل مع بعض !!"



ضحك الكل علي التفاصيل في الحديث عليها ، حتى هبط المصعد من جديد ، فدخل "حامد" به. مع "دلال"  و"عايده"  و"بدر" وصغيره .. ثم صعد مره ٱخرى ، وبقت "جميله" و"فريده" و"شادي" و"بسام"و"وسام" ،. استنكر "شادي" شئ سريعًا. حتى هتف بإندفاعٍ يسألهم:



_"طب  الأسانسير التاني ده  بيعمل إيه مش فاهم ؟!!!"



تحولت أنظارهم عليه فأجابه "بسام" سريعاً بأسفٍ دون أن ينتبه لشئ معين :



_" عطلان بقاله يجي ٣ أسابيع للأسف ..فأقف بقا نستني التاني على الله محدش من السُكان يركبه ونفضل ملطوعين !!!"



إستندت "جميلة" بجانب "فريدة" بعدما أومأ له "شادي" بتفهمٍ ثم اندفع سريعاً عندما تذكر ما حدث في الصباح:



_" أستنى ي جدع إزاي ؟؟ انا نزلت الصبح الشغل ورجعت بدري ولما جيت أطلع لقيت  واحده حلوه أوي قصادي من الناحيه التانيه بتركبه !!!!"



تذكرها من الفتاه إذن وليس لشئ ، كبتت "فريدة" ضحكتها عليه ، فإندفعت "جميلة" تشير لهم  بصحة قوله :




        
          
                
_" دا بجد فعلاً ..لأنه نور ونزل حالاً ..تعالوا بسرعه  نستناه شكله اتصلح ومحدش عرف مننا !!"



توجهوا ليقفوا أمامه حتى إنتظروا بضع دقائق إلى أن صعد لهم بالفعل ،  أشار لهما "بسام " بالدخول أولاً ثم دخل هو و"شادي" ..وبدأ بتحريكه لرقم طابق شقيقه ..إلى أن بدأ في الصعود بالفعل .. وبسرعه فائقه  فُتح وخرجوا منه عليهم وهم واقفين ينتظرونهم ، إتسعت بسمة "حامد"  وهو يسألهم بسخريه مرحه :



_" إتأخرتوا ليه ي كلاب وجعتوا رجلينا  وإحنا  واقفين. مش عاوزين ندخل من غيركم !!"



أما في الداخل :



و قبل وقت قليلٍ علم "غسان" بمجيئهما قبل قليلٍ ، لذا نهض الإثنان ، وكان هو ٱخر من خرج من مرحاض الغرفه وهو يضع المنشقه على رأسه وخصلاته المُبلله  وبعدما بدل ملابسه في الداخل ..،  تطلع إليها وهي تجلس تقوم بعمل إستشوار لخصلاتها المُبلله ..إلى أن إنتهت وهي تنهض ،  إبتسمت له وهي تقف فوجدته يزيح المنشفه يضعها على المقعد ، ولكنها أمسكت المشط بخفه تمشط له خصلاته إلى الخلف بمرحٍ ،  وقف بسكونٍ إلى أن إنتهت فنظر لمظهر بالمرٱه الطويله بإعجابٍ ثم قال بغرورٍ :



_"  برنس واللهِ !!"



_" ده أكيد يا غُس !!"



أيدته"نيروز" بالفعلّ  وبخفه إقترب "غسان" منها ليقبل وجنتيها بمرحٍ ولكن عاقه سوار يديها التي لم  تفتحه منذ فتره ، حتى وجهت النصل الحاد منه ناحية عنقه وهي تردد بتحذير تعلمه  ما تجاهل عنه :



_" الجرس بيرن .. احترم نفسك يا بن البدري وروح افتح على ما ألبس واطلعلهم !!!"



لم يتفاجأ "غسان" من فعلها، قبلها بتحدى ثم نظر لها وهو يغمز لها بعبثٍ بعدما إعتدل بوققته :



_" البتاع ده بقا خطر عليا يا رزّه !!"



حركت "نيروز" كتفيها ببساطه ثم تعمدت غير الاهتمام بأن يظهر في نبرتها عندما توجهت تجلب ملابس الإستقبال من الدولاب وهي تفتح بجرها له :



_" إنتَ اللي جيبته لنفسك يا حبيبي !!!"



حرك رأسه بموافقةٍ ليست هينه وهو يحدجها بمشاكسه ، إلتفت كي يخرج بعدما ضحك بخفه عليها ..بل وتعالت ضحكاته عندما سمع صوت "شادي" من خلف الباب يعلو بقوله :



_"  ما تفتح يا عريس رجلينا وجعتنا يعم !!!"



سمع ضحكات الفتيات والشباب وحتى النساء ، لذا تنهد يأخذ أنفاسه وهو يفتح لهم وما أن فتح تعالت زعاريط "دلال"و"وسام" وحتى "عايده"و"وردة" ، احتضنه "حامد" أولاً بحبٍ ثم من بعدها شقيقه وشقيقته ووالدته ، رحب به الجميع بفرحه ، ثم أغلق الباب عقب   دخولهم حتى توجهوا يجلسون جميعاً في الركن المخصص للجلوس بأعداد كبيره ، وبعدما أخذ  كل واحد منهم ن الوضع للجلوس ، سألته "سمية" سريعاً عليها بلهفه :




        
          
                
_" أومال فين نيروز يا حبيبي ؟!"



كان سؤال شقيقاتها ووالدته والكل أيضاً عدا الشباب ، إبتسم لهم بلطفٍ ثم أجابهم بنبره هادئه :



_"  طالعه حالاً ..متخافوش يعني لسه مقولتلهاش حاجه !!"



صمت الجميع تحسباً لقدومها من الداخل ، ولكنها خرجت على المطبخ مباشرةً حتى أتت لهم بكأوس المشروبات ،  دخلت عليهم بخطواتٍ هادئه بطيئه ، فنهض "غسان" يأخذ منها الصينيه الكبيره يضعها أمامهما ، تزامناً مع إحتضان "سمية" وزغاريد البعض لها عندما ظهرت ، عانقتها والدتها عناق مطول بتأثر ، ربتت عليها "نيروز ", حتى عانقت الفتيات من بعدها ، فتحدثت "ياسمين" لها سريعاً بنبره مشاكسه :



_" وحشتينا  يا روز ..سيبك منه ومن الجواز وبجد إنزلي أقعدي معانا !!"



ستخرب على شقيقتها ؟! حدجتها "سمية" بتعنيفٍ في حين تعالت ضحكاتهم عليها فأكمل "غسان" لها بتبجحٍ :



_" اللي يقعد مع غسان البدري معتش يقدر يسيبه ، إنسيها بقا وخليكي فحالك وحال حازم جوزك وإبنكم اللي جاي !!"



قالها بمرحٍ فضربه "شادي" بخفه ومرح ، في حين بأن وقف "حامد" يفتح ذراعيه لها ليعانقها بعاطفة إبوه ، وهو  يسمع "ياسمين" تجيب ولده :



_" إقتنع شويه إنها أختى قبل ما تبقى مراتك ..ماشي ؟؟!!"



_"بس بقت مراتي ..خلينا فـ الوقتي وسيبنا من اللي راح  !!"



يتحداها فتتحداه وكل ذلك بمرحٍ قلبت عينيها بمللٍ منه ، فأشار له "حازم" اشاره بمعنى لا تأخذ  على حديثها ، ضحك وهو يفهم ما يُقال بالإشارة، وإن جئنا إلى المخفي فحالتهم هذه مصطنعه لحدٍ كبير بسبب ذهاب "سمية" للمستشفي في المساء ، تحدث الشباب معه بحديثٍ شبابي وهم يجلسون بجانب بعضهم كما كان حديث النساء أيضاً ، لاحظ "غسان" سكون "يامن" على ساق "وردة" فنهض يأخذه برفقٍ وهو يمد يديه له ففرد الصغير ذراعه ليذهب له ، حمله "غسان" بغرابة  وسرعان ما وضع كفه على جبهته حتى نبس بنبره مرتفعه إنتبه لها "بدر" :



_" دا دافي يا بدر!!!!"



_" أه ما إديلته  دوا من عند بسام عشان كده هدى شوية !!"



قبله "غسان"بحنوٍ وهو يحرك رأسه لتستند على كتفيه ثم ربت عليه بحنوٍ وهو يتوجه به ناحية شرفة  الصاله الكبيره حتى فتحها بكفه وهو يشير للشباب بأن يأتوا بالفعل خلفه ، فتحها وتبعه شقيقه وصديقه وحازم وبدر وحتى والده وترك النساء والفتيات  مع بعضهن ،  جلس "غسان" على الكرسي الخشبي وهو يرى "حامد" يحرك الستار قليلاً حتى لا تطولهم الشمس ،  جلس الكل حوله وتلك هى حالته الطبيعيه منذ أمس من الأساس رغم فرحته بها وكونها معه لكنه شارد أغلب الوقت بخوفه عليها ، سأله "بسام" بلطفٍ بصوتٍ خافت :




        
          
                
_" قولتلها ؟"



حرك  "غسان" رأسه بسخرية من سذاجة السؤال ، ثبث عينيه نحو عيني شقيقه ثم اجابه بتهكمٍ :



_"   يعني ولو كنت قولتلها كانت فاتها طالعه بتضحكلكم من الودن للودن كده!!!"



_" عارف إنه حمل تقيل عليك يا صاحبي..بس إنت قدها وقدود !!"



نظر هو إلى "شادي" بإمتنانٍ ، فتحدث "بدر" له وهو يردد بتعقلٍ :



_"المهم يا غسان.. تكون عندك طولة بال عليها..علشان انا عارف إنه مش سهله للدرجة اللي تعاملك عادي وإنت مخبي عليها  حاجة زي دي بعد ما تعرف فاهمني ؟؟ جيب ٱخرك معاها.. !!"



حرك  رأسه بخفوتٍ وهو يبتسم له ثم ربت على "يامن" الذي  نهض "بدر" يأخذه منه ،  ثم وقف سريعاً يفرد ذراعيه له ليحتضنه بقوله :



_" يلا أنا هنزل انا ويامن علشان ميعديش حد وكفايه كده أنا كنت جاي أطمن عليك.. وبردو إنت محتاج تبقى معاها لوحدك عشان تعرف تعرفها وتبقى تنزل تشوف مامتها بعد ما تعرف قبل ما تمشي ، عاوز حاجه ؟! "



عانقه بإهتمامٍ ثم حرك رأسه بالنفى ، وكل منهم سيبهبط بعد وقت تدريجياً بالمصعد ، خرج "بدر" من الشرفه مع "حازم"  الذي هتف له قائلاً باطمئنان قاصداً قوله:



_" هتبقى عال يصاحبي !!" 



في حين تحركت عيني "حامد" نحو "بسام " و"شادي" حتى قال لهما بخفوتٍ :



_" سلموا عليه وإنزلوا  عشان عاوزه لوحده يلا !!"



_" عيب يا حامد والله أنا سمعتك  ..لسه بدري ما تسيبهم قاعدين إنتوا جايين فـ إيه وماشيين فـ إيه ؟!"



تحدث بها "غسان" بمرحٍ ، فضحك "شادي" وهو يقف بجانب"بسام " ثم هتف له بمشاكسه ليخفف عنه :



_" يعم ميصحش إنتوا عرسان بردو ..المهم أنا تحت أهو وربنا معاك يصاحبي!!"



ضربه بخفه كتشجيعٍ فرد له "غسان" فعلته ، ثم نظر نحو "بسام " الذي قال له بتحفيزٍ :



_" متشيلش الهم كده يا غسان وتفائل خير وخليك واثق فربنا ..هتعدى والله !!"



ٱخر ما سمعه من شقيقه ومن ثم ودعه حتى لاحق "شادي" ، اقترب"حامد " من"غسان"  يحتضنه بعاطفة إبوه ، تفاجئ "غسان" من فعلته المتأثره هذه بوقت كذلك ولكنه اعتدل سريعاً يوضح له بأول حديثه وهو يسرد :



_" أنا عارف يا غسان إنك راجل وقد المسئوليه ، حتى أنا ربيتك على كده ..وعارف قد إيه بيحس الراجل بتقل الحمل لما يحس إنه مضغوط من حاجه..وإنت يبني حتي طول عمرك كده الفرحه مبتلحقش معاك تاخد وقتها  ، استغفر الله العظيم يعني واللهم لا إعتراض بس أنا عرفتها. كده منك ..وده مش حاجه وحشه ده من علامات حب ربنا ليك ، فإنت مش وحش وربك هيسهلها صدق ابوك!!  .."




        
          
                
إبتسم "غسان" له وهو يربت على  كفه ثم تنهد يأخذ أنفاسه وهو يجيب والده برضا:



_"  الحمد لله يا حج حامد راضي..متشيلش هم ليا وبعدين يعم أنا فرحان والفرحه. مش سيعاني يعني بزمتك كده إنت كنت حاسس بـ إيه وأمي اللي حبيتها بقت معاك وليك وفبيتك وفحضنك.؟؟"



_" كنت طاير يا بن الكلب من الفرحه لحد ما جابلتي  انت وأخوك وأختك وفضلت طاير من الفرحه مش عارف أنزل!!!"



ضحك "غسان" عليه وعلى  حديثه بمرحٍ  وسرعان ما أمسك كفه يربت عليه وهو يسمع "والده" يحثه  بلطفٍ :



_"  هتعرف والدنيا هتمشي وأمها هتخرج منها  بخير ..وهتعيشوا حياتكم وتجييلي أحفاد بقا  ياض .. إنت عارف إن الست أقل حاجه بترضيها ..خليك صابر عليها كده واتحملها كلمه هاديه حضن حنين وإنت بتقولها يخلي  الدنيا تعدي  وتهون شويه من الصدمه عليها  وإنت عارف إن إنت الوحيد اللي ينفع تحتويها ومحدش هيقدر يقولها ولا يحتويها غيرك إنت يا بني !!"



حرك رأسه بتفهمٍ ثم إبتسم له بخفه وهو يحدجه بمشاكسه قائلاً له بوقاحةٍ يعتادها الٱخر منه  :



_" تربيتك يا حامد يا جامد!!"



_" طبعاً ياض .. إبن حامد البدري مفيش حاجه صعبه عليه ..يلا أنا هنزل وهاخد أمك وأختك عشان بردو ينزلوا كلهم والدنيا تهدى وتقولها خليها تلحق تشوفها بردو وتقعد معاها !!!"



إعتدل بوقفته ، فدخل "غسان" هذه المره بين أحضانه بإمتنانٍ ، ثم خرج يمسك كفه كي يقبله تزامناً مع قوله له :



_" ربنا يخليك لينا ي حج ويدك طولة العُمر !!"



ابتسم "حامد "  له إلى أن تلاشت بسمته عندما شعر بدماء أنفه تسقط على كفه ، أمسك وجه "غسان" سريعاً وهو يهتف بنبره سريعه لينبهه :



_"مناخيرك بتنزف  !!"



حرك "غسان" عينيه  نحو كف "والده" ، فنظر سريعاً حوله حتى  وجد علبة المناشف الورقيه على المنضده الخشبيه ،  إنتشل منها عدة مرات ثم أمسك كف "حامد" يمسحه  حتى سمع قوله المتساءل له وعليه بقلقٍ :




        
          
                
_" إيه حكاية مناخيرك دي يا بني ما تروح تكشف عليها بدل ما كل شويه نلاقيها بتنزف كده !!"



ابتسم له "غسان" بإطمئنانٍ وكاد أن يضع المنشفه الورقيه على أنفه ولكنه توقف سريعاً عندما وجدها تهتف بلهفه وهي تتجه نحوه تترك كوب الشاي الذي يفضله "حامد" على الطاوله ثم سألته بخوفٍ :



_" دم من مناخيرك تاني ؟؟  إستنى ..متتحركش !!"



من عزم خوف "نيروز" لم تأخذ بالاً للمناشف الورقيه التي توجد بيديه بل إنتشلت هى تحت أنظار "حامد"..مسحت  أنفه بسرعه ولهفه ، ووقف هو ساكن بتعبٍ من ماتفعله ..تخاف وتهاب نزف دماء ماذا إن علمت ما بـ والدتها ؟!!،  انتهت وهي تمسح كفه الذي تلطخ أيضاً ، فوجدت "حامد" يطمئنها  بقوله سريعاً :



_" متخافيش يا حبيبتي  بسيطة!!"



_"أصلها مش أول مره . دي .ددي حصلت قبل كده !!"



فهم ما تخافه فرد "غسان" عليها يوضح يقتل تخمينها بوجود أي شئ ما يجعله ينزف :



_"مفيش حاجه يا نيروز متخافيش هو بس من ساعة ما يوم ما كنت بتخانق مع بسام والمكتبة وقعت عليا مناخيري إتخبطت في رف الخشب ومن ساعتها وهي بتنزف هبقى اكشف عليها بعدين متشغليش بالك ..أنا كويس"



صمتت لم تعى ماذا تجيب ، ولكنها زفرت بصوتٍ وهي تحمل الكوب تعطيه لـ "حامد" قائله بلطفٍ :



_" أنا ٱسفة يا عمو ، إتلبخت ونسيت أقولك على الشاي..إتفضل !!"



_"طب ينفع أخده وأنزل .. وأبقى اطلعلك الكوبايه فوقت تاني..أصلي لازم أنزل عشان ورايا شوية حاجات كده لازم تتعمل !!"



قالها بكذبٍ كي يتركها معه ولا تشتد بإصرار  عليه وعلى الٱخرين، شتتها بما يود فعله ، فوافقت بهزة رأسها فقط ، وفي لحظتها. تعالت ضحكاتهما عندما سمعت قول "غسان" له بتبجحٍ :



_" خلي بالك من الكوبايه يا حامد ..ابنك ماضي على قايمه !!!"



تعالت ضحكات "حامد " وهو يخرج من الشرفه ، خرجا من خلفه ، فرأت الجميع يقف حتى يودعوها مؤقتاً ، إحتضنتهم بحبٍ حتى شددت في عناقها لوالدتها ومن ثم رافقتهم معه نحو الباب ، خرج الجميع وٱخر ما قالته لهم :



_" ابقوا اطلعوا تاني متسوبينيش زي القرد لوحدي كده .!!!"



تحدث "ياسمين" قائله لها بمرحٍ قبل أن تدخل المصعد :




        
          
                
_"يستي معاكي غسان أهو يسليكي ، سلام احنا !!"



قالتها فنظرت لها "جميله" و"فريده" بيأسٍ منها وكانت قد ركب البقيه المصعدان عدا "عايده" معهم و"وسام" ، ودعت شقيقها ، فنظر هو عليهن حتى هبطا بعض دقائق بعد نظرة "ياسمين" له الذي فهمها جيداً نظرة لم يراها منها من قبل ولكن معناها بالخوف والامتنان إن قال لها واضح جداً ..، أغلق "غسان" الباب ، فوجدها تخلع حجابها بضيقٍ  من عدم أخذ أنفاسها بـ راحه ، إلتفتت فوجدته يقف خلفها بشرودٍ  ، إتجهت بضع خطوات تمسك كفه بلطفٍ ثم سحبته خلفها ناحية  الغرفه ثم المرحاض  كان يسير خلفها بصمتٍ بعدما توقع ما ستفعله ، فتحت هى صنبور المياه  ثم مدت كفها تضع عليه المياه حتى تلمست وجهه وأنفه بها ..تأثر من حركتها الحانيه حتى أنه وقف ساكناً إلى أن إنتهت هى ثم خرجت معه تجلس على الفراش مهبطه ساقيها على الأرض مثلما جلس هو ،  ابتسمت له "نيروز" بإطمئنانٍ ثم قالت:



_" الأكسجين في الماية مهم وبيريح علفكره..يمكن معدتش تنزف النهارده. بس لازم نكشف عليها بلاش الإهمال ده !!!!"



طالعها "غسان" بإهتمامٍ وهو يهز رأسه لها ثم تحدث لها بعبثٍ :



_" عال يا رزّه ..متقلقيش بقا..عادية يعني !!!"



زفرت بصوتٍ ، تتجاهل شعورها بأن به شئ مخفى منذ فتره ، بل وكانت تود سؤاله ولكنها خجلت كونه معها هى !! ، ستقتل التردد وتسأله بإندفاعٍ مره واحده الٱن عندما وجدت يعود شارداً مره ٱخرى ويحاول الظهور باللاشئ !!



_" غَسان هو إنت مش مبسوط ؟ ..مش مبسوط معايا ؟؟"



تفاجأ من سؤالها حتى أنه نفى برأسه سريعاً وهو يردد بنبره مندفعه لها :



_"ليه بتقولي كده ؟؟ ياريت كل اللي بحبهم يفرحوا زي ما أنا فرحان إنك بقيتي معايا وليا ..أنا بس بفكر فموضوع كده شاغلني ومش عاوز يخرج من دماغي أبداً ..!!"



استغل الفرصه رغم شفقته عليها بسؤالها ، ترقبت ملامحها وهي تعتدل مربعه ساقيها حتى إعتدل هو يستند على الوسادة وهو يسمعها تتحدث له بشغفٍ :



_" طب إحكيلي وأنا هسمعك !!!"



_"للٱخر ؟؟"



_" لٱخر العمر يا غُس  ..هسمعك  لٱخر العمر يا بن البدري !!!"



كان الصدق ظاهر بنبرتها بقوه ، تعشقه وعشقها لا يظهر إلا فالقليل ، بالأساس يسعد عندما يرى  اهتمامها يغلب إهتمامه ولكن ليس بمثل هذه الأوقات العصيبه !! ،  قرر قولها لها ولكن تدريجياً  داعياً ربه في كل صلاه قام بأداءها بعد علمه لذلك الموضوع بأن تكون الجمله هينه لينه عليها ..بأن تستطيع الفهم والوعي تدريجيًا!! ،  ترقبت كل حواسها بإنصاتٍ عندما بدأ هو بقوله لأول جمله يسألها :




        
          
                
_"فاكره صاحبي اللي قولتلك عليه اللي  كان متعلق بمامته وماتت وهي عندها القلب ..وباباه  بعد فتره طلع عنده القلب وهيعمل عمليه بس ميعرفش لسه ؟ "



تابعت بألمٍ لأجله ، هزت رأسها كي تجعله يسترسل في الحديث ، فأكمل هو بعدها بنبره هادئه مترقبه :



_" أهو صاحبي ده لسه ميعرفش..ووالده هيعمل العمليه بكره وهيروح المستشفي من النهارده بليل .. مش عارفين يجبهالوا إزاي ؟  خصوصاً إنه كان بيتجوز معايا فنفس اليوم وصباحيته النهارده وفرحان أوي وكل اللي حواليه موجوعين يعرفوه إزاي عشان فرحته متتكسرش ، عندك حل ؟؟ "



سكنت "نيروز" بتشتت ولم يأت ببالها الٱن بأن وضع صديقه مثلها ستستوعب تدريجياً بعد الٱن ؟..أخذت أنفاسها وهي تجيبه بحديث يعقد من المعضلة:



_" الموضوع ده صعب أوي ..يعني حرام عليهم عشان فضلوا  قاعدين ميعرفهوش لحد اللحظه دي.. اللي بيتمناها أي حد من إحساس الفرحه اللي فيها ..هو هيبقي كسر خاطر عليه بس لازم يعرف .. معندوش حد  قريب حنين بيحبه يقوله مثلاً مراته ؟؟ ..هي مراته تعرف ؟."



رغم عدم منطقية حديثه ولكنها صدقته ، الرجل لديه طاقة تحمل هذه الأشياء عن الأنثى ولكن بنسب مختلفه قد يكون التعلق منهم أيضاً ، ولأنها مرت بنفس التجربه لم تركز بأنه رجل ومستقل عنها ولو قليل !! ، تسأله بترقبٍ ، فأخذ "غسان" أنفاسه بصوتٍ وهو يتنهد ثم قال بصدقٍ :



_" قالولها ..هو لسه ميعرفش بس قرايبه قالولها!!!"



خرجت منه الجمله بألمٍ إستشفته وكأنها الٱن في بداية الشك ..تداهمها أشياء كثيره ولكنها نفضت من عقلها وهي تختبره سريعاً سؤالها الثاني:



_"طب..طب مراته دي بتحبه صح مينفعش تعرفه هي بطريقة حنينه عليه ؟!!"



عقلها الباطن دون وعى منها ينفي.. التخمين بعيد عنها بقليلٍ ولكن بإجابته الثانيه الذي أردفها للتو وترتها قليلاً وهي تنظر إليه وهو يردد عليها ونظرات حبه بها وحدها تظهر :



_" بتحبه أوي..ومحتاره تعرفه إزاي ..لدرجة إنها نفسها تاخد كل الوجع اللي فيه ليها لوحدها ..وخايفه ..خايفه تقوله ليحصله حاجه عشان هي بتحبه أوي لدرجة إنها قاعده معاه دلوقتي بس مش عارفه تجبهاله إزاي ..!!!"



إرتبكت من جملته الٱخيرة ، لذا عبثت بيديها  بتوتر فلاحظ هو ذلك ، صمتت للحظاتٍ ولا تعلم لما في هذه اللحظه ٱتى إلى عقلها بقوه مرض والدها الراحل وحالتها التي دخلت بها..نفسيتها ..هتف البعض بأنها مختلة عقلياً..شماتة البعض بها ..تعلقها الشديد به إلى الٱن !! ، ومن ثم ؟ كان  زفاف صديقه معه ؟ ولم يتحدث لها بشئ كذلك ؟ بل وأصدقائه جميعهم كانوا بزفافها كما قال ؟ صباحيته اليوم معها ؟ ويجلس معها الٱن كي تعلمه زوجته ؟ ، داهمها مجدداً والدها ووالدتها ؟ فتحت عينيها على وسعها من تذكرها لإرهاقها وتعبها في الفتره الٱخيره ؟ الدواء التي لم تعرف مكانه !! وحتى  عدم ذهابها معهم للكشف عليها عند الطبيب وذلك بحجج بأنها تظل في المنزل ؟ ، الأقارب لدي صديقه  تعلم عدا هو ؟ هى صديقه ؟ ورفيقه ؟ وهو الزوج وليس الزوجه ؟ بل وهو الذي يتألم لأجلها لفتره بشعورها بأنه يخفي أمر ما عليها !! ،  تعمدت تجاهل كل ذلك سريعاً وهي تسأله بنبره مهزوزه :




        
          
                
_"   كان متعلق بمامته ؟ و ..و فرحه كان معانا ؟ وحالته كانت صعبه لما هي ماتت؟ قرايبه مخبين عليه ؟ صح .؟..أيوه صح ؟؟ ..إنت قصدك صاحبك ومش حد تاني أكيد !!!"



لديها أكثر من ثلاثة دلائل لذا رددت حديثها بخوفٍ ، وسرعان  ما وضعت يديها على أذنها كي لا تسمع إجابته التي لا تريدها ، حرك عينيه وهو يرفع رأسه يديرها ناحيتها فوجدت  عينيه لامعه بالدموع وهو يحرك رأسه بنعمٍ منهكه ثم رماها عليها بعدما عجز عند الحديث بالمراوغه أكثر:



_"قصدى إحنا ، قصدي إنتِ يا نيروز ..بس أنا متأكد إنك متفهمه ..صح ؟ متأكد إنك هتهدي وحتى هى هتخرج وهتبقى. كويسه !!!!!!"



يعلم بأن عقلها ليس غبياً ، ذكية بنسبة ما لذا تعمد التلميح إلى أن تعلم بنفسها ، ورغم إرادتها بأن لا تسمع قوله ولكنها سمعته وهي تتمنى بأن تكون الإجابه ليست التي أتت في  عقلها، ولكن ماذا حدث ، هبطت يديها المرتجفتان وهى تحرك رأسها بنفىٍ منه ومن حديثه ، ضمها سريعاً بذراعه ناحية صدره يهدأ من إرتجافة كفيها ، حتى وقع فؤاده عندما  رددت هي باختناقٍ مندفع بخوفها :



_"إنت كذاب يا غسان ..كذاب..عشان أنا مش هقدر أخسرها .. مش هتموت وتسيبني أنا مش عايزاها تروحله ..كل ده كدب !!!!!"



تنفى..وكأن الدموع تأبى الهبوط..لذا إن هبطت فهبوطها تأكيد لما قاله وما وصلت له بعقلها ، وجدته يضمها أكثر بين أحضانه وهو يشدد بعناقها بتعبٍ ثم قال سريعاً بلهفه لها  :



_" والله هتخرج وهتبقى كويسه ..حتى بصى ..بصي هي حلوه وبتمشي وبتحرك وبتتكلم مكنتش زيه ..مكنتش نايمه على السرير زيه يا نيروز ..فكري فالخير. علشان يحصل لو بتحبيها ..ولو بتحبيـ ..."



وكأنها تستوعب تدريجياً ..خرجت من بين أحضانه سريعاً بإندفاعٍ ثم وقفت بكل سرعه أمام الفراش وهو يجلس  حتى نهض بسرعه لها عندما وجدها تصرخ به بتعنيفٍ وقد هبطت دموعها هذه المره :



_" خَـبيــت عليا ؟؟ ..مقــولتليـــش ليــه ؟"



ما أتى بعقلها الٱن صعب على أي أنثى خاصةً أنها تيقنت بأنه إنتهز الفرصه ،  إبتلع ريقه وهو يمد يديه يمسك كتفيها كي تهدأ  ولكنها رجعت خطواتٍ إلى الخلف سريعاً  وهي تعنفه وتعنف كل من أخفى عليها:



_"حـــرام عليــكم ..مش عاوزيـــني أعرف وأقـعـد معاها ؟؟ ليـــه ؟ دا مكــانش حق من حقوقي ؟؟ مكنش  من حقي أعرف ؟؟؟!".




        
          
                
الوضع يتعقد كما خمن هو ، إبتلع "غسان" الغصه المريره التي توجد بحلقه وهو يقترب منها يردد لها بهدوءٍ كي يخفف عنها مع خوفه الذي ظهر وهو يوضح :



_" نيروز إنتي كنتي تعبانه ساعة باباكي .. خافوا ترجعي للي كنتي فيه ، خافوا عليكي عشان بيحبوكي !!!"



وفي هذه اللحظه رمت اللوم عليه هو عندما جلست أرضاً بإنهاكٍ فركع على الفور يأخذها بين أحضانه ببكاءٍ وهو يسمعها تردف من بين بكاءها بتعبٍ له ولومٍ مقهورٍ :



_"وإنت  لما عرفت معرفتهمش ليه إني مش مجنونه ؟؟؟ مقولتش ليه إني بقيت حاجه تانيه غير زمان ؟؟؟  صدقتهم ؟؟؟ صدقت إني مجنونه صح وممكن أرجع للي كنت فيه ؟ مش إنت وعدتني إنك مش هتشوفني زيهم ؟؟ وعدتني إنك مش هتشوفني كده ولا هتسمح لحد يشوفني كده؟؟؟؟؟"



تقلب اللوم بحديث خطأ ، بالأساس كان خوف ، ضمها "غسان"  أكثر وهو ينفى سريعاً برأسه مردداً بلهفه سريعه:



_" والله ما شوفتك كده ولا حد شافك كده .. أنا خوفت عليكي..كان خوف بس، وهم كانوا خايفين عليكي عشان بيحبوكي..إفهمي إفهميني يا نيروز ..إنتـ....."



بترت جملته عندما دفعته عنها بعزم ما لديها من ثم استندت لتقف وهي تحذره بقولها الباكي :



_" إبعد عني ..متقربش مني لو سمحت..إبعد علشان متاخدش جنان من واحده زيي..طالما الكل بقا شايف كده  .!!!!!"



ذُهل "غسان" من قولها المنكسر ذلك ليس من الحديث ولا من فعلتها ،  لفت حجابها بإنهاكٍ فوجدته يعتدل ليضمها مجدداً ولكنها رجعت خطواتٍ إلى الخلف مره أخر وهي تصرخ به بتحذيرٍ مره اخرى :



_"  قـــولتــلك متقــربش مني !!!!! "



_" إهدي يا نيروز..إهدي وإستهدي بالله علشان خاطـ .."



بترت جملته مجدداً عندما ابتسمت من حديثه بسخرية منه وقد رددت بحديث متتالي خلف بعضه  وقع عليه وكأن دلو من الماء البارد وقع عليه :



_" خاطرك صح ؟؟ وخاطري أنا مكنش مهم عندك ؟؟؟ حتى لو هم خبوا عليا فأنا مش قادره اعطيهم سبب محدد لكن إنت ؟؟ تعرف وتخبي حتى لو هتعمل عمليه وهتمشي يوم صباحيتنا ؟؟.. مفكرتش غير فنفسك صح ؟؟ مسبتنيش  ليه معاها  ؟؟ "



صمتت "نيروز"  بهستيريه ثم أضافت بنبره أكثر إرتفاعاً :



_" ما تقول مسبتنيش ليه ؟؟؟ ولا أقولك أنا ؟؟؟؟"




        
          
                
لا يود سماع الأتى منها ، مادام توقع ما وصلت إليه هي بغضبها  وهستيريتها ، أغمض "غسان" عينيه بألمٍ من ما يسمعه حينما أضافت سريعاً بوجعٍ وعقلها مغيب عن ما تردفه هي بالخطأ :



_" عشان انتهزت الفرصه ..ومدورتش ولا فكرت فيا ولا فغيرك ..فكرت فنفسك.. وإنت بتقرب مني  وإنت عارف إيه اللي مستنيني ..إنت أناني ومدورتش على حاجه غير نفسك!!!"



تلك هي الجمله التي أوقفته ساكناً لو تسمع هى صوت تهشيم قلبه قبل قلبها هي بهذه اللحظه ،  فتح عينيه بخيبة أمل من حديثها ..لم يرد التبرير ، فكان هو الطرف المظلوم بهذه النقطه ، عرض على والدتها ورفضت ، داهم نفسه وحاصر نفسه على أن لا يقتربها ولكن لم تكن لديه الأسباب المبرره ناحيتها ولها !! حتى هى !! ، لم يردف هو سوى تبرير إعتبرته ساخر حينما قال بنبره شديدة الهدوء :



_" أنا مش حيوان ..قربت عشان بحبك..عشان ده الطبيعي لحد دلوقتي.. بس بردو مشكلتك إنك مش عارفه إنتي بتقولي إيه..حتى لو عارفه فالكلام ده  فيه طلاقك..بس أنا مش هعمل كده دلوقتي ..أنا فاهم حالتك ومقدرها .!!"



أضاف سريعاً وهو يطالعها واقفه صدرها يعلو ويهبط من كثرة ما تشعر به مع بكاءها الغير متوافق مع حديثها فقط متوافق مع ما يحدث لوالدتها  :



_"مقدرها ومقدرك.. علشان أنا كنت ومازالت بتوجع ليكي حتى من قبل ما تعرفي .. عندي كلام كتير أوي ٱجي عليكي بيه ..بس هكون أحسن منك زي كل مره ومش هاجي عليكي بالكلام ، هسيبك تشوفي اللي مستنيكي  وهبقى معاكي عشان جوزك !!!."



رفع ذراعيه يضمها بوجعٍ ولومٍ ثم نبس ورأسه أعلى كتفها مما أظهر  كرامته الذي شعر بأنها تُهدر منها فسلبها سريعاً بقوله  :



_"ولو شيفاني وحش كده مستعد أعملك كل اللي عايزاه..بعد ما نعدي الأزمه دي !!"



كان الوجع عليه مماثل لوجعها من كل ما حدث ، ابتعدت عنه ثم رفعت  كفها تمسح دموعها حتى إعتدلت تخرج من الغرفه وتتركه..خرجت إلا أن سمع بعد لحظاتٍ صوت إغلاق باب الشقه ، هبطت بملابس إستقبال عرسها وحجابها الأنيق التي لفته بغير إهتمام .. وجع ثم كسره ..كافيه لشرح ما تشعر هى به ..أما هو ففي هذه اللحظه لا يعلم بماذا يشعر ، بالألم ؟ أم الكسره ؟ الم لها وعلى ما وصلت له وما علمته وما شعرته وما تذكرته ..أم كسره منها ومن حديثها التي أردفته دون وعى منها تعلم أنه يحبها وأنه ليس كذلك ولكن في هذا الوقت تبدلت الأماكن وكان هو بشخصيتها وهي بشخصيته عندما تحدثت بحديث وقت غضبها وحزنها !! .. إعتدل يغلق سحاب سترته الذي فُتح رغماً عنه من دفعها له ، ثم تنهد يخرج أنفاسه وهو يمد يديه يلتقط هاتفه كي يهبط للأسفل هو الٱخر ..




        
          
                
______________________________________________



في الٱسفل بشقة "سُمية" تعمد الكل الإجتماع لديها ، فجلس الجميع بترقبٍ حتى "سمية" التي جلست بجانبها كل من "ياسمين"و"وردة" الباكيتين وتلك هي حالتهما الحقيقية ..فقد تصنعا الفرحه من أجل "نيروز" ،. جلست "دلال" بجانب "حامد" بصمتٍ ، ووقف "بسام" بجانب "شادي" ،  و"عايده" بجانب "جميلة" التي كانت تتماسك بأعجوبة ،وقف "شادي" على بعدٍ  قليلٍ من النساء بجانب "بدر" ، اما"فريده" فكانت تجلس بتوترٍ جلى على ملامحها ، وحتى "وسام" التي تركت مذاكرتها لتشاركهم ما يحدث ، زفر "حازم" بصوتٍ يقطع الصمت حينما وضع يديه على كف "ياسمين" بقوله :



_"كفاية يا ياسمين عياط عشان صحتك .!!"



_" صح يا بنتي بلاش وجع قلب أكتر من كده إنتوا كده بتتعبوني أكتر حرام عليكم!!"



قالتها "سُمية" بتعبٍ فربتت عليها"وردة" وهي تمسح دموعها  حتى كادت أن تتحدث ولكن قطع شرودهم وصمتهم جميعاً دقات الباب العاليه وحتى جرس المنزل الذي كان يعلو دن توقف ، خفق قلب البعض والبعض الٱخر يعلم بأنها اللحظه الحاسمة !! ،  إبتلعت "سمية" ريقها هى و"وردة"و"جميلة" ، تحرك "حامد" وهو الوحيد الذي نهض وفعلها عنهم ، نظر لهم نظرة فهموها جيداً ..توجه وهو يسمع دقات باب العالية منها ، لم يستمر الوقت منه بل مد يديه يفتح الباب  ووقف لم يفسح لها الطريق ، وقفت "نيروز" بعينيها المتجمع بها الدموع وفي هذه اللحظه كأن أركان الحياه ضاقت بها ،   طالعها "حامد" بصمتٍ وشفقه إلى أن فتح ذراعيه لها كي تدخل بين أحضانه يحتويها  بأسفٍ عن ما يحدث لها !! ، دخلت سريعاً بين أحضانه بوجعٍ حتى خرجت شهقاتها العالية التي مزقت منهم بالخلف ،ربت على ظهرها بحنانٍ وهو يطمئنها بنبرته المهتزه من شهقاتها :



_" إهدي يا حبيبتي ..هتبقى كويسه والله وهتخرج منها !!"



وجد هو"غسان" يقف من خلفها  وقد هبط للتو من بعدها ، خرجت من بين ذراعيه تنظر نحوهم جميعاً  ، إعتدلت تسير بخطواتها البطيئه لهم وخاصةً لـ "سمية" التي وقفت كما وقف الجميع ،   إرتمت "نيروز" بين أحضانها بوجعٍ وهي تلومها بنبرتها الباكية :



_"  إكذبي يا ماما عليا ..إكذبي وقوليلي إنك مش زيه ..مش هتمشي وتسيبيني صح ؟؟؟"



تسألها بكل وجعٍ حتى هبطت دموع الكل ..أخفى "غسان" وجهه سريعاً وهو يبتلع ريقه بصعوبة  عليها وعلى مشهدها الموجع فوقف بجانبه"شادي"و"بسام" سريعاً ،  كما وقفت "وردة" بجانب"بدر" و"ياسمين" بين ذراعي"حازم"، نزلت دموع "سمية" منها بعجزٍ ثم خرجت الٱخرى من بين أحضانها حتى أمسكت الأولى كفيها باحتواءٍ وكأنها  الصغيرة المدلله لديها بالفعل:




        
          
                
_" متخافيش يا نيروز..متخافيش يا حبيبتي أنا كويسه..وهخرج منها كويسه بس بلاش تعملي كده لو بتحبي أمك !!!"



حركت رأسها نفياً ثم نفضت يديها منها وهي تنظر نحو الجميع بلومٍ حتى قالت  بنبره مرتفعه خائبه حزينه :



_" بتضحكوا عليا ؟. ليه ؟؟  بتخبوا عليا وأنا اللي المفروض كنت أعرف من بدري ؟؟ جايين بعد ما معتش قدامكم حل غير إنكم تقولولي ؟؟؟ ..ليه هو أنا مش بني أدمه زيكم ومن حقي ٱعرف وأقعد معاها ؟.؟؟"



سكنت"نيروز" بوجعٍ ..وقد رٱت ملامح الصمت العاجز عليهم ، فنظرت نحو "ياسمين" تلومها هى الٱخرى بألمٍ وكأنها تستوعب كل ما مر عليها معهم  :



_" إنتِ بتكذبي عليا من زمان أوي ايوه..!!! ، هنزل مع ماما يا نيروز وخليكي فالبيت ، عندها برد ..أصل هنعيد الكشف وملوش لزوم تيجي..هننزل  نجيب شوية حاجات ..، صح ؟؟ وشنطة العلاج اللي كنتوا بتخبوها مني  ايوه!! .. وأجازات الشغل الكتير..وتعبك فالفتره الأخيره !! !!"



وكأنها تستوعب تدريجياً تأبى"ياسمين" الرد عليها ، ولكن نظرت لها بأسفٍ وهي تردد لها بتبريرٍ :



_"نيروز احنا خبينا عليكي عشان خايفين عليكي والله العظيم !!"



صرخت بها "نيروز" سريعاً  تعنفها بصوتها المرتفع المتألم :



_" بـــــس ..أُســـكــتي!!!!!"



صراخها المرتفع  بقولها لها حاول "غسان" ضمها ليسحبها بعيداً ولكنها  أبت عندما نظرت نحو "وردة" هي الٱخرى وهي تقول  بنبره أهدأ وكأنها خُذلت وخدعت بها هى الٱخرى :



_" حتى إنتِ  يا وردة ؟؟. إنت اللي طول  كنتي مسافره وبعيده  عرفتي قبلي وأنا هنا معرفش..إنتِ اللي طول عمري عارفه إنك بيصعب عليكي أي حاجه !! مصعبتش عليكي وأنا معرفش غير في اللحظه دي وانتوا بتقتلوني بالبطئ ؟ بتعرفوني بعد فرحي بيوم ؟ قاصدين تعملوها فيا عشان توجعوني وتكسروا فرحتي؟؟ مسبتوليش حتى الفرصه اقعد معاها وأفهم منها  أو حتى أودعها!!   بتحاصروني وكأن مليش حق زيي زيكم !!"



حديثها الٱخير كان صحيحاً لحد كبير ، حاولت "وردة" التبرير ولكن  وكزها "بدر" وحدجها بتحذير من أن تجيبها كي لا تصرخ  وتنفعل الٱخرى أكثر ، وجدت "نيروز" "جميلة" تهتف بإسمها كي تبرر لها هى الٱخرى بوجعٍ من بين دموعها ، ولكنها أشارت لها بأن تتوقف عندما تحركت تقف أمامها بخيبة وهي تردد لها :



_" و إنتِ كمان يا" جميلة" ؟؟ بتخبي عليا زيهم ؟؟ ليه ؟؟ دا انا عمري ما خبيت عليكي حاجة..كل أسراري معاكي دايماً ..إنت الركن الهادي بتاعي وكل مره كنت بجري عليكي إنتي قبل حتى ياسمين ووردة ..أنا زعلانه منك أووي أووي ، زعلانة منكم ومش مسامحاكم !!!"



الوضع يتعقد أكثر ، والبعض يحزن  لأجلها والٱخر يرى أن هذا كان الوقت الصحيح..تحدثت "عايدة" سريعاً لها تهدأها :




        
          
                
_" يا بنتي هم خبوا عليكي عشان بيحبوكي وخايفين عليكي..خبوا عليكي  لحد وقتنا ده عشان حتى تفرحي وتكوني مبسوطه إنتي وجوزك!!!"



حركت "نيروزّ"  رأسها بسخرية من قولها عليها ، حتى اعتدلت تتحرك بصمتٍ ناحية غرفتها دون نبس حرف ٱخر ، قاطع "غسان" سيرها  فوقفت تنظر له بكسره وإستفهامٍ موجع ..وفي هذه اللحظه فُتح باب الشقه وخرج منه الكل عدا "سميه"و"وردة"و"ياسمين"  وأزواجهما ..، إلتفتت برأسها ناحية "والدتها" حتى أمسكت كفها تسحبها خلفها  ناحية غرفتها بصمتٍ ، وتركتهم جميعاً بالخارج ، حرك "بدر"  و"حازم" نظراتهما نحو "غسان" الذي انسحب من بينهم بصمت إلى أن أغلق باب الشقة خلفه بهدوءٍ ، وكلما يهدأ الحال ينقلب مره ٱخرى رأساً على عقبٍ ..



إنتظروا بالخارج .. بينما في الداخل جلست "نيروز" بأحضان والدتها ببكاءٍ صامت والٱخرى تربت عليها بقولها الموجع :



_"عرفتي مكناش عايزينك تعرفي ليه ؟؟ ..علفكره أنا عارفه إنك زعلانه مني بس مش  قادره تقوليها عشان اللي مستنيني ..بس بصى كده شوفي احنا قاعدين إزاي ..أنتي اللي فـ حضني وإنتي اللي بنتي وأنا اللي عارفاكي .. حاسه بخوفك ده عشان كده هقدر  اقولك ..لو بتحبيني بجد..لازم تقفي قويه وتستنيني أرجع من تاني!!!!"



إعتدلت "نيروز" بلهفة تمسك كفها المجعد بين كفها ثم قالت سريعاً لها ببكاءٍ :



_" الأكيد إني هستناكي وهاجي معاكي ومش هسيبك بس أرجوكي تخرجي سليمة ..متسبنيش يا ماما.. علشان خاطري متسبنيش أنا مستحيل أقدر أعيش من غيرك ..لو بتحبيني إنتي مترحلوش المره دي !! "



حديثها يكسر قلب من يسمعه بل ويسمعونه من بالخارج عندما وقفوا خلف الباب. بتعبٍ ،  ضمتها "سُمية" ببكاءٍ هى الٱخرى حتى أجابتها بتأثرٍ :



_" أدعي ربنا يا حبيبتي محدش بإيده حاجه ، احنا بنسلم أمرنا لـ ربنا ، والخير منه هو اللي بيحصل ، وأنا مش هسمح تيجي معايا يا نيروز المستشفى عشان تكوني عارفة .."



_"إنتي بتقولي إيه يا ماما ،مستحيل أسيبك أنا أسفه مش هقدر أعمل كده!!"



تعمدت "سمية" أن تقسوا عليها بالحديث كونها تعلم ما  تهابه وبل ومازالت عروس ، هتفت سريعاً لها بنبره جاده من بين دموعها التي توقفت تدريجياً :



_" أنا اللي ٱسفه يا نيروز ..مش هينفع تيجي المستشفى ..ولا حتى تقعدي هنا لوحدك من غير جوزك.. مش هسامحك لو عملتيها وجيتي ،  محدش ليه ذنب فاللي بتعمليه ده ..حتى غسان كان عايز يعمل اللي محدش بيعمله .. كان عايزك تيجي بفستان فرحك على بيتي هنا وتقعدي معايا وتاخدي وقتك لحد ما أمشي وتكوني أحسن ..بس أنا اللي رفضت عشان مفيش حاجه بتحصل كده ..عاوزاكي تفرحي وتتبسطي يا حبيبتي إنتي عروسة .. عروسة لسه وغسان عمره ما هيكون وحش أبداً !!!"




        
          
                
تتفهم ما أوصله عقل إبنتها ، لذا بررت لها دون أن تعلم ما حدث بينهما ، إبتلعت "نيروز" ريقها بوجعٍ وهذه المره وجعٍ له لـ "غسان" التي ظلمته هى دون أن تترك له الفرصه في كل مره.. إستندت على صدر "والدتها" بعجزٍ منها وقد تعمدت عدم قص أي شئ بينها وبين زوجها وكذلك هو .. بسبب اتفاقهم ، إبتلعت ريقها بألمٍ لها وهي تردد من بين إستنادها :



_" إنتِ بتظلميني ٱوي فكل مره .زيهم  ..أنا من حقي زيي زيهم اجي وأشوفك قبل ما تدخلي حتى العمليات بكره !!"



ربتت "سُمية" على  رأسها بتعبٍ وهي توافقها بجزء معين حديثها عندما قالت :



_"هتيجي يا نيروز..بس هتمشي ساعتها بسرعه مفبش بيات معايا في مستشفيات ولا هتقعدي تستني لإما هيحصل زي ما قولتلك..إسمعي كلام أمك وريحي قلبها عشان خاطرها عندك بقا ..وصدقيني أنا هبقى زي الفل كمان وهعيش  لحد ما تحملي. تخلفي وأربي وأكل معاكي وأكبرهم معاكي، هتبقى أم جميله يا حبيبتي ..بس بلاش تزعلي..أنا نفسي أشوفك مبسوطه ومرتاحه إنتي وإخواتك دايماً ..هتحققيلي أمنيتي دي فيكي دلوقتي وبعدين ؟؟"



بهذه الدقيقه تحديداً اعتدلت"نيروز" تقبل كفها بتشبت ثم قمة رأسها ببرٍ وهى تكتم الدموع كي لا توترها وٱخيراً تفوق هي تدريجياً ولكن الوجع مازال موجود ،  إبتلعت ريقها وهي تهز رأسها بخفوتٍ وبهذه اللحظه فتح الباب أكثر بواسطة "ورده"و"ياسمين" عندما هرولا ليجلسان بجانب والدتهم معها، نظرت لهم "نيروز" بصمتٍ من أخذها للموقف ثم سكنت بجانب أنفاس والدتها معهم .. !!!!!..



______________________________________________



قبل ساعات قليلة يَفتح عينيه في حين يتردد القدر بإغلاق أخرى أم لا ؟! طوال الأيام الماضية بعالم غير العالم الواقعي ، أحلام ٱخرى ورديه معها ومع من يريد أن يذيقه المُر بسبب ما به ، لا يعلم بأن من أحببها حب تملك صورياً فقط... أصبحت زوجة من فعل به كذلك وجعله مسطحاً على الفراش لا حول له ولا قوه ، "حسن" ولم يرى ولم يفعل حسن بحياته أكملها ، يعلم منذ فتره بأنه مُحاصر تحت أعين تترصد إفاقته ، يعلمون بأنه بين الوعي واللاوعي وقت ٱخر ، ولكنه يعلم تمام العلم الٱن بعد إفاقته من ما هو به بقوه ، يتصنع الإعياء وذهابة لعالمه الٱخر لطالما الإهمال كبير في هذه المشفي الحكوميه ،  لاحظ غياب "شريف", ويتذكر جيداً ما حدث ، "شريف", الذي لم تنتهي نهايته بعد بالطبع لها تكملة كُبرى ! ، يزال مسطحاً في حين بأن الٱخر نهض وشبه نهايته قد حانت وهو إلى الٱن كذلك !! ، يضع جميع التحسبات في المساء، عندما يعلم جيداً كيف يمر الوضع قبل يومين ، لذا سيقرر الفرار اليوم لطالما يقدر بنسبة ما بأن يسير على قدميه رغم جرحه بها بالمطواه وخياطته ، كل هذه الأيام تكفي لتداوى جرحه ، ولكن جرحه من حدة الشباب عميقاً يود الأخذ بالثأر له في الحال ، وهىٰ ..هى التي اختارته عنه. في كل مره يزداد شره سوءاً فكيف ستمر هذه المره ، وكيف له بأن يحكم كل هذه الأفكار الشيطانيه لطالما بالتأكيد إن لم يطلب جسده الجرعه فسيطلبها عندما يقف ويسير هروباً وفراراً من تلك المشفي المقززه بالنسبه له ، لا يعلم بالكثير الذي مر بغيابه وكذلك  كان عقله المشتت بالأفكار السامة ..فكيف ستكون ما أن يعلم البقية ؟! 




        
          
                
سجن والده مؤقتاً إلى حين جلسته النهائيه ، ومرض والدته الٱن .. وسجن صديقه وحتى ما حدث لشقيقته ..زواج "نيروز", من "غسان" ، ذهاب "ٱدم", إلى مصحة ، وإن علم حتى فلم يعنى له شئ إن شعر بأن من ضمن هذه الأحداث أحداث تفوق عليه فيريد التقوق هو بالسوء  كما اعتاد أن يفعل ،  وأول من يتحسب له بعقله دون الاهتمام لكل ذلك وإن لم يعلم ..كام هو وهىٰ ..القصه التي ما أن تكاد أن تنتهى بمشاكلها يظهر مشاكل وعقبات ٱخرى جديده ،  لم يرجع إلى الوراء حتى وإن رأي ماذا فعل به حدة الشباب ؟! حتى وإن أعلن له وأعلمه بأن الٱخرى ملكه .. ماذا يريد بعد الٱن ؟! الموت ؟ أم الجلوس بالعجز على الفراش ينتظر الموت أيضاً ..لم يكل ولم يمل عن خروج سوءه المترتب عليه تعكر وإنقلاب حياة ٱخرين غيره !!!



__________________________________________________



تولول كالعادة بخيبة رغم تحديج "حامد" لها  وإعتراض "بسام" لما تفعله من الأساس ، جلست "دلال" تبكي بقهرٍ على تبدل الحال سريعاً ، و"وسام" ننظر بخيبه كبرى لعدم وجود الحل بيديها خاصةً لشقيقها الذي انسحب يقف بشرفة غرفته ، تابع "شادي" الوضع بحزنٍ على صديقه ، وسرعان ما سمع نبرة"حامد" التحذيريه لها :



_" خلاص يا دلادل خلصنا..إنتي مالك إنتي باللي بيحصل..إبنك وطبيعي يزعل عشانها مش كل ما ياخد جنب ويحصل حاجه تقعدي تندبي حظك عليه وعلى اللي بيحصله هو ومراته....إسمعي ..ولا كلمة تخرج منك مش ناقصين الوضع يبوظ بينهم من نحية تانيه بسبب كلام تاني إنت مبتحسبيش ليه ..لو خرج من الأوضة بؤك ميتفتحش بكلمة إلا إذا كانت  متفكر فيها !!!"



يهاب ويخاف بأن ينقلب وضع تحزن بشده على "نيروز" وتحزن أكثر لتعكرفرحة "غسان" ولدها ، لأول مره يتحدث معها بمثل هذه الطريقه الحاده القويه ، نظرت له بلومٍ ووقف "بسام" ينظر بصمتٍ في وقت غضب "حامد" ،  أخرج حديثه اللين لوالده سريعاً ليخفف من حدة الوضع الغير مفهوم :



_"يا بابا ماما متقصدش ..أكيد زعلانه عشان نيروز ، وكمان عشان غسان ، واللي  حصل  المره  اللي فاتت هي فاقت عنه وقالت إنها غلطت لما قالت كده .. الوقتي الوضع متغير..هي مش عايزه غير راحة غسان ومراته وبس ، إهدي بس وهدي نفسك معاها !!!"



_" أمك مش عايزه غير فرحة وراحة غسان إبنها وبس ، حتى لو خايفه على نيروز وزعلانه عشانها بس  بتموت وهي شايفه ابنها كده ..تبقى تسكت متقعدتش تتكلم وتحس بردو اكتر بالبنت اللي بردو فرحتها إتكسرت زي ابنها ، عارف إنها متقصدش حاجه ..بس أنا بخليها تاخد بالها من كلامها اللي بيخرج ده !!!"



نهضت "دلال" تلومه بجملتها الباكية الضعيفه له :



_" عمرك ما هتحس بيا عشان مش هتعرف تحط نفسك مكاني ..أنا مبفضلش حد عن حد ولا بظلم فحكمي علي حاجه..بس زي ما هي صعبانه عليا ..بس بردو إبني صعبان عليا زيها وهو مبيلحقش يفرح !!!"




        
          
                
زفر بصوتٍ منها ثم تعمد الصمت كي لا يتطور الحوار أكثر ، جلسوا بهدوء ينتظرون خروجه دون الضغط عليه ..



أما هو ففي هذه اللحظه كان يقف بشرفته ، ينفث دُخان  سيجارته الذي أشغلها قبل دقائق ..كلما يشعر بضيق أنفاسه يفعلها ورغم تحذير شقيقه وصديقه ولكنه كالعاده يفعلها بين وقت والٱخر ، يتألم لأجلها ..وكلما يتذكر جملتها له يثور داخله باللوم لما بدأه ..لوهله يشعر بشعور متعاكس ..ولكنها جرحته وجرحت كرامته كرجلٍ دون وعى منها ، ٱخرج دخان سيجارته حتى نظر لها عندما ٱتى ٱخرها بالنسبه لها ، ألقاها بعدما أطفأها بسورِ الشرفه ، ثم حرك أنظاره ناحية شرفتها المغلقه بل والتي خلت من الورد والزرع !؟.. إعتدل ينظر بهاتفه الذي إنتشله فـ بمجرد مرور ساعات قليلة ستتجهز "سمية" للرحيل إلى المستشفىٰ ، تعمد هو ترك"نيروز" كي لا  يضغطها ، تركها وراحتها ثم سيذهب لها بعد وقت ،  فتح هاتفه بدلاً من الذهاب كي لا تنهار بسبب وجوده ، و طلب "بدر" وهو ينتظر رده كي يطمئن على حالها الٱن مع والدتها !! 



______________________________________________



بعد مرور عدة ساعات وفي موضعها الٱن وعلى سجادة الصلاة ..يُداهمها شعور كان رغماً عنها ظهوره .. وفي وسط هذه الأحداث تلح عليها والدتها ؟ الكل يحزن لأجل والدته وهى؟؟ هي التي لاحظت وإنتبهت لغيابها ، إنتبهت لعدم مجيئها بعد ٱخر مره حدث بها ما حدث !! ،  إبتلعت "فريدة" ريقها ثم أخرجت أنفاسها بصوتٍ محاولة عدم التفكير بكل ذلك  ، نهضت من على سجادة صلاتها بعد أدائها ركعتان لله كي تدعى الله بأن تمر هذه المحنه عليهم وخاصةً على "نيروز" ثم الدعاء التي لا تكف عن قوله وإردافه بأن يسامحها الله على كل ما مر ، لا تكل ولا تمل.. والكل يتمنى بأن يثبتها الله على هذا الحال ،  لا تعلم ماذا تفعل كل لحظة بعد الٱن يلح عليها النهوض لتطمئن عليها..شعور ما بداخلها يحثها بأن والدتها ليست بخير ؟أم أن مشهد "نيروز" مع والدتها يؤثر بها وبعقلها الباطن ؟! ، تعلم بأن مجرد ساعه وأكثر والكل سيجتمع ليودع "سمية" حتى ترحل ..ولكن قبلها ستعقد العزم على فعلها ؟! ، نهضت "فريدة"  تطوى سجادة الصلاة ثم إلتفتت سريعاً تنظر نحو "جميلة" التي وققت أمام المرٱه تعقد حجابها الأبيض ..سألتها "فريدة" سريعاً بغرابةٍ :



_" هو إنتِ راحه فمكان دلوقتي ؟!"



إبتلعت "جميلة" ريقها بضعفٍ فوضع زوجة عمها وحتى كلمات"نيروز " تؤثر بها بقوه ، حركت رأسها بنفىٍ وهي تحاول الإبتسامه لها ثم اجابت لها توضح :



_" لأ ..كنت بكلم عز ..وقالي إنه جاي فالطريق بعد ما عرف اللي حصل وكده ..فبلبس عشان أكون جاهزه في انتظاره!!!"



لاحظت حزنها ، فتوجهت  تفتح ذراعيها بقولها السريع لها :



_" تعالى!!"



دخلت "جميلة" بأحضانها تحت أنظار"عايدة" من على أعتاب باب غرفتهما ، تنفست "جميلة" بعمقٍ ، ثم سمعت حديث"فريدة" لها وهي تطمئنها قائله بلين :




        
          
                
_"أنا عارفة إنك  زعلانة.. عشان طنط سمية وعشان كلام نيروز ، هبقى كذابة أوي لو قولت إن تأثري زيكم بالظبط..بس أنا عارفه غلاوتك عند نيروز وهتسامحك عادي سيبك من الهبل اللي بتقوله ..بس المحنه دي تعدي وكل حاجه هتبقى تمام .. وبالنسبه لطنط سُمية فأنا بدعيلها فكل صلاه  وإنت كمان إعملى ..عرفت مؤخراً معنى إننا نتعشم في ربنا ونحط. عشمنا كلنا فيه  فميخذلش أي حد فينا أبداً .. وبالنسبه لـ عز اللي جاي ده فـ هوني على نفسك وعلى الواد ده أصل حرفياً كده..صعبان عليا مش لاحق يتبسط ..إتبسطي يا جميله وخليكي واثقه فربنا وإعطي فرحتك بكتب كتابك حقها.. العياط مش هيعمل حاجه.. أحسن حاجه إننا  نعرف ندي الفرحة حقها حتى لو موجوعين من جوه ومقهورين . ومن علامات النضج. اللي بجد إنك تفكري لما تعقديها يعني كده هتتحل ؟ لا طبعاً ..كله بيتحل من عند ربنا.. علينا بس السعي ..والسعي مننا هو إننا نرضي ونتقبل كل حاجه بتحصل وهتحصل ، فاهماني ؟؟."



تفتخر بها وبما وصلت له من عمق تفكير ناضج عكس ما قبل ذلك ، إبتسمت لها بتأثر ثم توجهت تقبل قمة رأسها بفخرٍ وهي ترد بقولها الهادئ :



_" أنا بجد فخوره بيكِ وباللي وصلتيله ..فخوره بتفكيرك وتغييرك ..يا بخت أي حد إنتِ فـ حياته يا فريدة !!!"



_" دي حقيقه يا حبيبة أمك!!"



قالت"عايدة" جملتها لهما ، إلتفتت "فريدة" برأسها لها ثم نظرت لها بلطفٍ حتى عانقتها ، طالعتها "عايدة" بتأثرٍ ، فتحدثت "فريدة" بعد لحظاتٍ تسألها بترددٍ :



_"هو فين المفتاح اللي حازم سابهولي.. مفتاح شقتنا !!!"..



ترقبت جميع حواس"جميلة" ومن ثم أجابت "عايدة" سريعاً بلينٍ :



_" متعلق جنب الباب يا حبيبتي ، راحه هناك ولا إيه ؟؟"



_", أه هشوف ماما مختفيه بقالها شوية ليه .!!"



أومأت لها ..في حين فرحت "جميلة" بما تفعله شقيقتها ، خرجت "فريدة" ببطئٍ إلى أن أسرعت بخطواتها عندما وجدت باب الشقه يدق بخفه ، إنتشلت المفتاح بخفه ثم فتحت الباب حتى  وجدت "عز" أمامها في الأساس رأته من قبل ولكن هذه المره هي قريبة منه ووجهه تنظر إليه هي ، لوهله شعرت بـ "شريف" الذي  كانت ملامحه مثل ملامح "عز" بطريقةٍ ملحوظه ، إبتلعت ريقها وفي هذه اللحظة شعر هو بما شعرت به كونه يعلم الشبه الذي بينه وبين شقيقه بل ويعلم هو تمام العلم بدنائة ما فعله الٱخر بها ،  خرجت إبتسامتها أخيراً  رغماً عنها ، أما هو  فأخفض نظراته بخفوتٍ بطريقة ملحوظه تنحنح بحرجٍ فأفسحت له المجال سريعاً  وهي ترحب به بكلمة خافته إلى أن ظهرت "عايدة" من خلفها وه تبتسم له  ترحب به بحرارةٍ ، 



دخل فأغلقت "فريدة" الباب من خلفها ، وهي تتوجه خطوتان لتضع المفتاح بـ باب الشقة إلى أن فتحته ببطئ ثم دخلت تنظر من حولها المكان ساكن إلى حدٍ كبير ،  إلتفتت حولها بريبه من قسوة الصمت ، بماذا تشعر والدتها إذن ؟! ، سارت ناحية  غرفة والديها حتى فتحتها سريعاً ولكنها لم تكن موجوده هنا وقد خفق قلبها رغماً عنها ، إبتلعت ريقها بصعوبة ، أيعقل أن تكون لبت لها غرضها ورحلت وتركتها ؟؟ نظرت حولها بخوفٍ من الفكرة ، ثم خرجت سريعاً  لتبحث بباقي الغرف إلى ٱخرهم وكانت غرفتها هى ، فتحتها بإندفاعٍ ومن ثم رأت ما وجعها ووجع قلبها بشده ، فقد كانت مسطحه على فراشها  بعالم غير عالمها وتحتضن وسادة فراش "فريدة" ومن ثم الوسادة الثانيه ؟ التي جلبتها من غرفة "حسن" ،  لم تشعر "فريدة" بنفسها إلا عندما فرت منها دمعتها الوحيده وهي تركض سريعاً ناحيتها بعدما وجدتها تقوم بقول كلمات غير مفهومه ، حركتها برفقٍ وهي تضرب وجنتيها ببطئ كي تفوق من ما به وسرعان ما دب القلق بها عندما وجدت جبهتها ساخنه ، درجة حرارتها مرتفعه جداً لذا تهذى بجمل غير مفهومه .. تعلم ذلك  دور الإعياء المتشر هذه الأيام من تغير الأجواء ،ولكن درجة حرارتها مرتفعه تتحسسها بأصابع مرتجفه من الخوف المقلق لذا هتفت بتعلثمٍ لها  تردد كلمة واحده بخوفٍ :




        
          
                
_" مـامَـا..!!"



بالفعل تفتح "زينات" عينيها ولكنها تغلقها على الفور لم تستطع فتحها بسبب شدة سخونتها ، ولكنها شعرت بها وبأنفاسها بجانبها ، حركت يديها بحركه إنتبهت لها "فريدة" التي مسحت دموع"والدتها" سريعاً ، تنهر نفسها وتهاب ما بها ، نهضت سريعاً تجلب صحن من الماء الفاتر وقطعه قماشيه كي تراعيها ، داعية ربها بفطرة حبها لها من داخلها بأن تدوم لها ..ومن المذهل بالنسبه لها فقط أنها بكت وهي تجلب  ما تجلبه كي ترعاها..إذن خافت فقدانها وتخاف بالفعل و كل منهم يهاب  الفراق بإختلاف الظروف !! 



________________________________________



بعد مرورِ وقت بشقة "عايدة" ،  كان يجلس "عز" بالفعل ومعه "جميلة" التي تشرد بين وقت  والٱخر ، إنتفضت بخفه عندما هتف هو بإسمها وهو يضرب كتفها بأنامله بخفه، وقد كان يجلس"حازم" بالفعل على بعدٍ منهم بعدما جاء من شقة "سمية" ،  حركت "جميلة" رأسها ناحيته بأسفٍ ثم قالت سريعاً له :



_"معلش يا عز ، سرحت غصب عني..أنا خايفة أووي!!!"



كانت تبرر إلى أن وجدت نفسها بالفعل تخرج له بشعورها بل وقالته بكل إهتزاز وصل إليه ، إعتدل "عز"  ينظر لها  سريعاً ثم مد يديه لها فوضعت كفها به ، ربت على كفها بحنوٍ وهو يحاول بأن يطمئنها بالحديث عندما  قال :



_" مش عاوزك تخافي .. عارفه ليه ؟ ..عشان أول حاجه مرات عمك هتبقى بين إيدين ربنا ..مفيش ألطف من كده أبداً ..إحنا قدامنا إننا ندعى ربنا ونستودعها وإن شاء الله هتخرج بصحتها كويسه ..أنا مجرب كل التوتر والخوف اللي إنتوا فيه ده لما أمي دخلت العمليات ..بس ثقتي فربنا مقلتش.. ولو على تاني حاجه ..فعايز أقولك إن كل واحد بيعمل بأصله والأصل غلاب فالٱخر..وإنتِ عارفه إن نيروز بتحبك وكويسه معاكي ..أكيد مش هتفضل كده  علطول بس  قدري حالتها وأقفي معاها ومتسيبهاش ..ولا تسيبيني تاني علشان أنا مكنتش كويس من غيرك يا جميلة !!!"



قلب الحديث بٱخره كي يخفف من توترها ، تشبتت بكفه متحليه بالثباتٍ رغم إهتزازها، تنفست بعمقٍ وهي تصارحه هي الٱخرى بصدقٍ :



_" أنا كمان مكنتش كويسه من غيرك يا "عز"..كل يوم كنت بصحى من النوم فيه كنت بفتكر أنا  كنت ببقى عاوزه الجامعه تيجي إزاي عشان بس أشوفك ، لكن بعد اللي حصل غيبت كتير حتى يوم الشهاده اللي قولتلك عليها راح عليا ومردتش أخد حد معايا ..عشان إنت بس اللي كنت تستحقها بالنسبالي ، أنا بحبك أوي ومعرفتش إني بحبك أوي كده غير فغيابك..، كنت بحاول أخفي وجعي عشان محسسش حد بيا بس كله كان باين عليه إن عارف اللي فيها ، مكنتش بفكر فحاجه غير فيك ..حتى كنت بدور على أي حاجه وحشه عملتها تخليني مفكرش فيك وأبطل أحبك ملقتش..عرفت ساعتها إني خسرتك..ولما خسرتك كنت كل ليله بتمنى نرجع بأي طريقة حتى كنت بدعى بكدة رغم الظروف والكلام اللي كان عكس ده ..فجأه لقيتني بقيت ليك وكتب كتاب وحاجات كبيرة أوي من عند ربنا ..هفضل أشكر ربنا على النعمه دي وعليك دايماً .. علشان إنت العوض ، حتى لو إحنا الاتنين عندنا الأسباب اللي ترجع كل واحد فالعلاقه دي بس أنا متمسكة بيك بعد النهارده حتى بعد اللي عملته ..فرح .. وبالنسبة للموضوع ده فسامحنى يا عز ..أنا ..أنا مش قادره أنسى . وبقيت خايفه من كل صحابي..فرح كانت أقرب حد ليا فيهم..أنا مخذوله أووي منها !!!"




        
          
                
خذلان الأصدقاء!! أصعب ما يمر على المرء !! ، إبتلع ريقه بتأثرٍ من كل حديثها، وعندما أتت بٱخره تألم لأجلها كيف سيعدل بين شقيقته وحبيبته بل وزوجته  الوضع صعب بالنسبة له حتى ولو خذلته شقيقته هى الأخرى ، حاول التحدث بهدوءٍ وتعقل لها هو الٱخر بحديث لين :



_" وأنا كمان متمسك بيكي رغم اللي حصل ..عارف إن فرح كسرتك ..وصدقيني مش بدافع عنها بس دي أختى أنا مش قادر مكلمهاش ومش قادر أكلمها وتايه بين حاجتين عندها التبريرات اللي تخليني أسامحها وإنتي كمان ، الحاجه الوحيده اللي تشفعلها عندي إنها متقدرش تاخد أي خطوه ، ولا حتى قرار كانت ضعيفه وخافت منهم وعند التبرير دا أنا بس اللي هحس بيها وممكن كمان أسامحها لكن إنتِ لأ ..أنا مش بضغط عليكي تعطيها فرصة ..بس أنا أتمنى الحال يتصلح عشان لما تعيشي معانا تكوني مرتاحه.. إنتِ مهمه عندي زيهم بالظبط يا جميلة !!!!"



لم تجد سواه لتخرج له الكلمات وستستمر بذلك كونه الركن اللين لها.، إستمعت إلى حديثه بألمٍ حتى انتهى فتنفست بعمقٍ وقد لاحظت نهوض شقيقها ..، لا تعلم لما تخرج له الحديث الذي بداخلها ولكنها ستخرج بما  تكتمه له لأول مره من جديد  :



_" عارف يا "عز" ..؟. عُـ .."



قاطعها سريعاً عندما قال بخفه  بجملته المعهوده بالنسبه لهما :



_"  لا مش عارف ..بس هموت وأعرف واللهِ العظيم!!!"



خرجت ضحكتها الخافته وهذا ما كان يريده ، إشتاقت لحديثه ذلك ، تنفست بعمقٍ  فأنصت لها باهتمامٍ أتى من حبه لها عندما  تعمدت سرد ما تراه لها وبها : 



_"عمري ما كنت ضعيفة ، بس اتعودت إني أسكت .. من أول كلام بابا ليا وفرضه حاجات عليا لازم تتعمل غصب عنى ، لكلامة الصعب اللي كان بينزل زي سكاكين تلمه لحد ما حمت فالٱخر وإندفعت عليه ..بس كل ده  كان مع سكوتي برا عشان أريح دماغي وأعيش  .. كنت بسكت في البيت عشان كده ..رغم وجعي ، بس كأني إتعودت على كده فكنت بردو بسكت برا ، كنت هجوميه ومندفعه بس فين وفين على ما يظهر ده ، سكوتي كان أكتر بكتير ،  من بداية كلامهم برا ليا اللي كان بيجرحني  ويكسرلي خاطري وبردو كنت بعدى ، أنا كان بيتقالي إنتي بتلبسي كده ليه ؟ رغم إن لبسي كان كله طويل وواسع شويه وجديد وشكله حلو ..أنا برتاح فكده  بس ده مكنش ردي كان ردي السكوت.. كانت واحده بتقولي إنتِ شكلك وحش أوي.. رغم إني سمعت من ناس كتيرة أوي إن ملامحي حلوه وشكلي حلو ..بس مجرد جمله زي دي بتكسر  قلب الواحد حتى لو كان واثق في نفسه ،  كانو بيقولولي إني تنكه ومتكبره عشان مكنش عندي اهتمام أتعرف على حد ...إشتريت فمره نضاره عشان نظرى كان قل خالص وعيني تعبت من العدسات لاني كنت ببطل اجيب نضارات زمان  عشان  لما بيضربني بالقلم كانت تتكسر ، جتلي عقده منهم وبطلت أشتريهم وروحت عملت عدسات ولبستها فعلاً لحد ما عملتلي مشكله فأعصاب عيني فرجعت أجيب نضاره تاني ، قالولي إن شكلي وحش فيها أوي مع إني أتذكر إن وقتها البنت بتاعت المحل صورت عيني بيها  وإتفاجأت إنها قصتها ونزلته على بيدچ المحل ده ..قالتلي إن عيني فيها حلوه عشان مسحوبه وكأنها متكحله فظاهره فالعدسات بتاعت النضاره..كان عندي أسباب كتيره تكذب كلامهم الوحش ليا بس طلع إن الكلام الوحش بيسيب أثر أكتر من الحلو .. طلع كل دول فالٱخر إتقالي عنهم إنهم بيغيروا مني  وكلام مصدقتوش اوي ساعتها عشـ .."




        
          
                
قاطعها "عز " سريعاً بصراحةٍ :



_", لأ صدقيه..وده مش كلام من حد بيجاملك..دي الصراحه ، الصراحه اللي بقت من حقي أقولها عشان بقيتي مراتي..إنتي إسم على مُسمى ودي حقيقه..لحد ما وصلت إن عادي الناس تشوفك مش حلوه  كفايه أنا أشوفك اجمل واحده في البنات وده عشان بغير عليكي فعلاً قبل أي حاجه.. كل كلامي ده صراحه مش كلام حبيبه قاعدين بيشربوا عصير على النيل .. وأنا محتاج أعرف مين اللي قالولك كده ..لو شاورتيلي بس بصباعك على حد مضايقك أنا هشوفه بنفسي ..أنا وعدتك يا جميله ....وعدتك تكوني مبسوطه ومرتاحه ..وأوعدك تاني بـ كده اوعدك إن وشك ده ميشوفش ضرب من تاني ولا ودانك تسمع كلام مؤذي خارج من مرضى نفسين زي كده ..أنا حتى لما كنت شاب صغير عن كده ومكنتش ملتزم زي دلوقتي كده..كنت بقعد اعاكسك بس فالسر .. أصل الشيخ بتاع الجامع كان قالي إن الكلام دا بيترد فأختكم .. كنت جاهل انا فالحاجات دي ملحقتش   أتعلمها بس إتعلمتها والدنيا علمتني وجابتلي اللي كنت بعاكسها فالسر عشان تكون على إسمي ..وعلفكره دا سر مخرجش  غير ليكي وبعد ما بقيتي على إسمي!!"



تتأثر من حديثه ودفاعه فبررت له سريعاً ما كانت تفعله :



_" أنا بس فكرة إني مبعرفش أكسف حد ولا أكسر خاطر  حد دي خدت من حقي كتير ..كتير أوي!"



_" تردي تكسفي عند الوقت المناسب من غير ما تكسري خاطر حد ..كلنا  على الله بس في حدود محدش يتخطاها وطالما انتي كده يبقي إنتي انسانه سليمه وفي السليم وجميله زي إسمك ..وزي الملاك فالأبيض كالعاده!!"



قال ٱخر حديثه لها وهو يتطلع إلى حجابها وملابسها ، ابتسمت له بخجلٍ  وهي ترمش بيديها وعينيها الحانيه عليه ، فوجدته يقسم بحيره من حديثها سريعاً :



_" مش عارف مين المتخلف اللي شايف إن عيون زي عيونك دي مش حلوه فالنضارات  والله !! "



إعتدل سريعاً عقب قوله يخرج من جيبيه ما نساه  ، إعتدل مره أخرى عندما أخرجهما معاً ، أشار لها بأن تعطيه يديها ، ففهمت سريعاً أنها شبكتها التي أعطتها له عند ٱخر مقابله ، مدت له يديها اليُمني ، فحرك رأسه  نفياً سريعاً وهو يردد :



_" الشمال بقا ..ما انتِ بقيتي مراتي ..ولا نسيتي ؟!"



_" عمري ما أنسى اللحظه دي !!"



أعطته كفها فـ ألبسها دبلتها ثم خاتمها ، وسرعان ما اعتدل هو وهو يمد لها كفه الأيمن بقوله:



_" خدي خرجيها من اليمين وحطيها فالشمال ..وعايزك تعرفي آني مقلعتهاش خالص من ساعة اللي حصل لحد دلوقتي !!"



انتهت تزامناً مع قوله ، فإبتسم بفرحه كما ابتسمت هى ، نهض ببطئ يعبر  لها عن سعادته بهذه الفعله ثم سحب كفها كي تنهض ثم دارها وهو يلفها بحبٍ بردائها الأبيض..،شاهدهما "حازم" و"عايده" معاً  بابتسامتهم السعيدة بهما رغم ما لديهما من محنه ، فتح "عز" ذراعيه لها بلطفٍ تزامناً مع قوله لها :




        
          
                
_"بصراحه اللي يجرب حضنك مره  معتش يقدر من غيره ..تعالي..!!"



دخلت بين أحضانه بخجلٍ حتى ان وجهها قد إشتعل من سخونته بخجلها منه  لولا   أنه وضعها أمام الٱمر الواقع لرفضت ، كونها تخجل بشده منه، ولكنها دخلت تزفر براحةٍ كُبرى ..ضمها  بحنوٍ ولم يخشي وجود أي شخص كونه يفهم جيداً معني انها أصبحت على إسمه قولاً .. تنحنح "حازم" يجلى حنجرته وهو يظهر أمامها حاولت "جميلة", الخروج سريعاً  وكأنها تقترف جرماً للتو ، عاند "عز" فعلتها وهو يتمسك بها كي لا تخرج. تعمداً لظهور ذلك أمام "حازم" ،  الذي آبتسم له "عز" بحنوٍ وهو يشير له وكيده هو الٱخر يظهر بخفوتٍ قليلٍ ليرسله له بين ثغرات الحديث :



_" تعالى يا حازم إنت كمان أما أحضنك مع مراتي !!"



_"سيبها ..وإحترم إنك فبيتها !!"



ضحك "عز" على قوله المرح ، حتى أنها خرجت من بين أحضانه وهي تسمعه يردد بلباقه رغم عكس ما يردفه :



_" غلطان عارف ليه ؟ عشان  بيتها بعد كتب الكتاب المفروض يبقى بيتي .. يعني أنا سايبها معاكم هنا بمزاجي ..فهمان ؟؟"



حدجه "حازم " بابتسامه حانيه ظهرت ٱخيراً له بل والأسف الذي  استشفه ، ولكنه سمع حديث "عايدة" له عندما قالت بمعارضه :



_"لا طبعاً  على بيتك بعد الفرح والليله الكبيره ..ولا بنتي متستاهلش فرح ..لتكون عايز تاخدها كده وبتلمح يا واد يا عز ؟!!!"



إبتسم لها بخفه وهو يحرك أنظاره ناحية "جميلة " ثم ردد بنيره صادقه :



_"جميلة قيمتها ليلة فرح متعملتش قبل كده ..ربنا يقدرني وأعملها فأقرب وقت !!!"



طالعته بحبٍ كما كانت سعادة طفيفه بحديثه عليها ، إعتدل"حازم " سريعاً ثم قال بهدوءٍ :



_"طب يلا اللي هيجيي عشان نشوف طنط سمية قبل ما تجهز وتروح المستشفى !!"



________________________________________________



نهض من على فراشه بعدما تسطح عليه بتعبٍ قبل وقت ، إعتدل يقف ومن ثم نظر "غسان"  إلى الساعه بهاتفه  لم يجد إلا القليل على ذهاب "سمية" ، تنهد يخرج أنفاسه ثم عدل من ملابسه الفوقيه قبل أن يتوجه ناحية باب غرفته ويفتحها ..وما أن فتحها بالفعل وجدهم مجتمعين بصمتٍ بصالة المنزل أمام غرفته هو ، خرج من الغرفة  وهو يقف ثم وجد "دلال" تقف بلهفه وهي تنظر إليه قائله بتساؤل متلهف :



_"  إنت كويس يا حبيبي ؟!"



ابتسم لها "غسان" كي يراضيها ثم حرك رأسه بنعمٍ يوافق ما قالته حتى أمسك كفها يطمئنها ، وسرعان ما عقد بين حاجبيه سريعاً عندما لم يجد "شادي" حتى سألهم بإهتمامٍ :



_" ٱومال شادي راح فين ؟"



_" كان سمع يامن بيعيط من شوية فـ راح يشيله عشان بيسكت معاه ..وأهو يلهيه عن وردة وبدر شويه على ما سُمية تمشي بالسلامه!!!"




        
          
                
بالفعل رحل عندما تعمد بأن يتركه وحده ، وجد "بسام" يقف بجانبه بصمتٍ إلى أن حرك عينيه سريعاً عندما وجد سؤال "والده" له :



_" سايب مراتك ليه يا غسان وقاعد هنا .!!"



بعد الٱن أسراره  معها وبينهما لا يود كشفها كما يود بأن يفعل !! ،  تنفس بصوتٍ خافت وهو يجيبه بنبره هادئه :



_" مسيبتهاش .. انا بس شوفت إنها محتاجه تقعد مع مامتها الكام ساعة دول .. وعدم وجودي فلحظة زي دي معاهم أحسن ..عالأقل تقعد وتتكلم وتعبر عن كل اللي بتحس بيه ليها  وبراحتها عادي يعني يحج حامد  متشغلش بالك بينا إحنا كويسين مع بعض مفيش حاجه !!!"



يفهم عقل "والده" الغير هين مثله تماماً ، تعلم ولدها عندما يخفى شئ بداخله لذا لم يترك لأي منهم فرصه للحديث ، بل أشار لهم بقوله وهو يستفهم منهم :



_" طب يلا لو راحين !!"



عدلت شقيقته ووالدته حجاب رأسهما وهما يسندان بعضهما حتى سبقا بالفعل ، بينما وضع هو هاتفه بجيب بنطاله سريعاً حتى كاد أن يتحرك سريعاً ولكن أوقفته نبرة "حامد"  حتى وقف "بسام" هو الٱخر:



_" محدش بيسيب مراته فوقت زي ده يا غسان .. إنـ.."



بتر جُملة "والده" عندما تعمد السير متصنعاً عدم سماعه ، رغم تبجح فعلته ولكنه لا يود سماع شئ ٱخر يأتى على طاقته ، يحزن  بالأساس لأجلها. يتألم منها ولها ولكنه ابتعد كي تجلس بأريحيه مع والدتها..لم ولن يتحمل حديث أحدهم حتى ولو كان  من والده !! ،  ضغط "حامد" على فكه بعجزٍ فقد يشعر بمدى ثقله ، يود أن يهون عليه وينصحه ولكن لم يعطيه الٱخر فرصه ، إعتدل عندما أمسك "بسام" كفه وهو يربت عليه بحنوٍ بعدما سبق "غسان" ثم قال له بأسفٍ :



_" معلش يا بابا ..ميقصدش انت عارف  هو مضغوط قد إيه ..متعتبش عليه..إنت أكيد مقدر حالته  وحالة مراته فـ يوم ووقت  زي ده!!"



كان رغماً عنه الصمت ، هو الٱخر يحمل هم ولده وكأنه يزال صغيراً ، أستند على سنده الٱخر كي يخرج من الشقه بأكملها متوجهاً  ناحية شقة "سُمية"



وبالشقة بالفعل دخل "غسان"  وهما من خلفه ..كانت غرفة "سُمية" مفتوحة وهن بها جميعاً ، ووقف "حازم" بالخارج مع "بدر" و"شادي" كما وقف معهم "حامد" الٱن ..خرجت النساء تدريجياً من الداخل وأما هو فأخذ ركن يقف به بهدوءٍ ساكن بحزنه عليها ..سيظهر بمثل هذه الأوقات أنه يخاف ويهاب على من منه بشده حتى ولو كانت والدة زوجته !! ،  خرجت "وردة" عقب خروج"ياسمين" ولم تخرج "نيروز" ، بل نادت "وردة" "غسان" بقولها المختنق :



_" غسان ممكن تخش جوه لماما ؟؟.. عاوزاك !!"



حرك "غسان" رأسه لها بالإيجاب ثم بدأ بالفعل بالسير إلى غرفتها حتى وقف يدق الباب المفتوح فابتسمت له "سُمية" بحنوٍ وهي تشير له بأن يجلس ، حرك عينيه نحو "نيروز" التي طالعته بضعفٍ والدموع من عينيها تنهمر ، وضع ذراعه عليها وهو يربت على ظهرها بحنوٍ ، ثم وقف يبتسم لها فتحدثت هى سريعاً له بأسفٍ :




        
          
                
_" أنا اللي حطيتكم في الحاله اللي إنتوا فيها دي يا بني ..بس ربنا اللي يعلم طالما اختارتك إنت يبقي إنت بقيت حاجه تانيه عندي ..أوعى تزعل بنتي أمانه عليك ولا حتى تعبر  هبلها وعبطها ، خليك حنين عليها وهي برده ..أنا حالفه عليكم إنتم الإتنين ما تيجوا مستشفيات ألا بس بكره قبل ما  أدخل العمليات وتمشوا علطول بعد ما أدخل متستنوش ..وده موضوع  مفهوش نقاش..وحتى نيروز  مش هتقعد فـ مكان من غيرك ..إنتوا لسه عرسان ومن حقكم تفرحوا ..وأنا واثقه إنك بتعرف تفرح بنتي ..بنتي بردو اللي أنا وصيتها عليك ..مش كده يا نيروز!!!"



بجملتها الٱخيره .. نظر نحوها بلين ..ثم نظر إلى "نيروز" التي نظرت له بأسفٍ ولكنه تعمد عدم فهم نظراتها ، وما لا يعلمه هو أن "نيروز" قصت بطريقة غير واضحه ما قالته له من حديث ليس هين عليه ..لوالدتها التي عنفتها بهدوءٍ وفهمتها الوضع  كونها جاهله لا تعي ما تردفه جيداً ..إلتزمت بوعدها له ولم تقص ولكنها لمحت لها ..عارض "غسان" سريعاً باهتمامٍ لأول حديثها :



_" مينفعش اللي بتقوليه ده ..أنا مجهز العربيه حتى كنت لابس هدومي عشان ٱجي أوصلك..ولو على نيروز خليها  ..بس سيبيني ٱجي معاكي دلوقتي !!!!"



_" لأ ولا حتى إنت ولا مراتك ولا ياسمين ..بدر  وحازم ووردة اللي هيجوا معايا ، ومتعارضنيش بقا يحبيبي ، كل واحده  هنا وعندها ظروفها وأنا مش هسمح بـ ده غير  اللي قولت عليه!!"



إعتدلت تقف ، فنهض هو بلهفه يسندها مع زوجته ، حتى  تماسكت جيداً ، فإنحنى يجلب الحقيبه المتوسطه بالحجم التي ستأخذها معها ، ثم خرج خلفهما سريعاً... حتى وجد الجميع يودعها بالفعل وكانت ٱخر كلمات الوداع من "ياسمين" التي بكت بتعبٍ وهي تقول بنبرتها الباكيه :



_"عشان خاطري يا ماما متخذلنيش ..أنا هستناكي أنا واللي جاي فالطريق عشان يقولك يا تيته ، ٱوعي تمشي وتسيبينا  ..!!"



لم تقوى على أرداف كلمات متأثره ، بل عانقتها" والدتها " بتأثرٍ ، ثم جاءت من خلفها "وردة" التي تأثرت أكثر هي الٱخرى  رغم ذهابها معها :



_" أنا مقدرش من غيرك من يا ماما ..فمش هسيبك ألا لما تخرجيلنا بالسلامة !!"



إحتضنتها "سُمية" بألمٍ ، ثم خرجت يحتويها "بدر" ومن ثم عانق"حازم""ياسمين" وهو يحثها ، وقفت "نيروز" بجانب "غسان" الذي مد يديه يدلك كفها البارد كالعاده ، ثم أشار لها بعينيه بأن تقوى على فعلها وتودعها هي الٱخرى بالكلمات حتى ولو كل منهم سيذهب إليها ، تقدمت بعدها بخطواتٍ  بطيئه ثم رفعت يديها تمسح دموعها حتى بدأت هى  الٱخرى بالحديث وهي تردف بكل خوف :



_"أنا مش بقولك هترجعي ..أنا متأكده إنك هتبقي كويسه من تاني ..بس عشان خاطر بنتك ولو بتحبيني بلاش يحصل العكس ..بلاش توجعيني تاني ..أنا مش هقدر.. أوعديني !!!!! "




        
          
                
كيف ستعدها وهي لم تتأكد من حدوث ذلك ، وقف الجميع بترقبٍ فهذه الإجابه منها إن قالت لها العكس سينهار الوضع ، وقف "غسان" يتابعها بتعب حتى تقدم يمسك كفها وهي تنتظر الإجابه ، لم يحاول تشتيتها ، ليس بصالحه الوضع ، خاصةً أنها تنتظر الإجابه بكل إهتمام ، شهقت "جميلة" بوجعٍ فربت"عز" على ظهرها ، ثم تقدم ينهي الوضع المتوتر كونه فهم ما  يحدث ، وقف أمامها ثم اخفض نظراته بطريقة ليست ملحوظه عندما وزعها بينها وبين والدتها ثم بدأت بالحديث وهو يبتسم بإطمئنانٍ لها :



_" لما  " أم عز " دخلت العمليات كنت زيك كده وأختى كمان يمكن كان نفس الكلام بالحرف.. جت عند كلمة الوعد وأنا اللي قولتلها أوعديني تخرجي من تاني عشان مش هقدر أعيش من غيرك ..وكنت متلهف ترد عليا بسرعه وتقولي أوعدك ومتقوليش كلام يوتر أكتر زي ما الحال واقف كده زي  الوقتي ..قالتلي أتعشم في ربك هو اللي بإيده كل حاجه ..سيبتها لله عشان مفيش أحن منه عليها هي وهي بين إيديه ..خرجتلي  ومراحتش مني وبعد وقت بعد كويسه .. وطول المده اللي كانت غايبه فيها ثقتي فـ ربنا مقلتش ولا عشمي فيه قل   إنه يرجعهالي عشان مليش غيرها من بعده ..هتعملى كده إنتي كمان ؟؟؟ .. ده المفروض يبقي وعدك ليها اصلاً مش هي !!!"



قلب "عز" الحديث بخفه ، فعل ما لم يقدر"غسان" فعله بسبب ألمه عليها وعلى وضعها ، إنشرح صدرهم وخرجت الأنفاس ، عندما وجدوا  شبه إبتسامة صغيره  على وجه "نيروز" الذي أثار حديثه يقينها بعودتها ، حتى أنها هزت رأسه بيقين لها ثم قالت :



_" هستناكي وأنا متعشمه فربنا اللي مش هيخذلني ..متغيبيش عليا!!"



عانقتها فور إنتهائها من جملتها ،  فنظر "غسان" ناحية "عز" بإمتنانٍ وبهذا الوقت رد له "عز" عناقه الذي عانقه به  عندما كان بشقة "شريف" يوم الواقعه ، عانقه بحبٍ أخوى ثم قال له بخفوتٍ بجانب أذنه :



_" كل حاجه هتبقى تمام يا خويا يا  غسان يا  عريس !! "



إبتسم له"غسان" بخفوتٍ ، وقد رأي الكل يتوجه ليخرج من باب المنزل ، حتى ودعوها بالدموع والبكاء مره ثانيه عندما دخلت المصعد مع "وردة" و"بدر" و"حازم" الذي أخذ الحقيبه ، هبط المصعد ، وعند هذه النقطه شعرت بخلو المكان من حولها من أنفاس والدتها رغم وجود الجميع ، ولكنها نظرت بألمٍ إلى أن وجدته يقف أمامها والدموع يحبسها بمقلتيه ، فتح "غسان" ذراعيه لها حتى دخلت بين أحضانه ببكاءٍ ، أمام بكاء "ياسمين" بأحضان"عايدة" وكذلك "جميلة" و"عز" ، سحبتها "عايدة" معها إلى شقتها سريعاً ، وأشار "حامد ", له ولهم ليدخلوا شقته ،حتى فتحها "بسام" ودخلوا بها وسحبها "غسان" خلفه تحت ذراعه ، أخذت "دلال" المفتاح الخاص بشقة "سمية" ثم أغلقتها خلفها هي الٱخرى  وابنتها حتى توجهت إلى شقتها ، كان "شادي" يحمل "يامن" حتى إستغرق بالنوم على كتفه ،  جذبت "وسام" زجاجة المياه سريعاً حتى قدمتها لـ "غسان" الذي فتحها ثم وضعها على شفتيها فتجرعت "نيروزّ"  منها ببطئ ، حتى إكتفت ،   أمسك كفها يدلكه بحنوٍ ، فأخذ "حامد" يد"دلال" خلفه لغرفتهما ،  ووقف "بسام" يشير نحو "وسام" بأن تأتي خلفه لتساعده بفعل شئ ما ،  وبالفعل كان قد سار "شادي" ليضع الصغير بغرفة "بسام" ، 




        
          
                
فوقف "غسان" يسندها حتى وقفت ثم فتح باب غرفته و سحبها معه إلى الداخل  ثم أغلق الباب. ، جلست هى على الفراش بمساعدته  فجلس بجانبها واضعاً ذراعه على كتفها وهو يطمئنها بالحديث قائلاً :



_"  هترجع يا نيروز وهتبقى كويسه وزي الفل ..هتعيش لحد ما تشوف  أحفادها منك إنتِ .. متعيطيش بقا وإطمني"



صمت "غسان" ثم أضاف سريعاً لها بقوله المطمئن وعينيه لا تفارق عينيها :



_"  متخافيش أنا معاكي وجنبك !!"



يخرج حنوه رغم أخذه لموقف منها بسبب كلماتها ، وهذا ما. تخافه عندما يتعمد تجاهل ذلك إلى حين المواجهه ، ابتلعت ريقها  ببطئ ثم أردفت تجيبه كمحاولة للأسفِ:



_" مش خايفه طالما معاك !!"



تنتظر رده عليه كالعاده ولكنه أومأ لها فقط دون حديث ، مد يديه يخلع حجابها ، ثم نهض يمد كفه لها فنهضت هي الٱخرى حتى أشار لها بلطفٍ كي تستريح :



_"  إقلعي عبايتك عشان تعرفي تنامي !!"..



بالفعل ترتدي ملابس محكمه الغلق ولم تستطع النوم بها على الفراش حتى ولو كانت مجرد راحه ، إبتلعت ريقها وهي  تومأ له ، حتى مدت يديه تخلع عباءتها عنها ببطئ فساعدها هو بفعلها حتى أخذها منها يضعها على المقعد بجانب فراشه ، إستشعرت بالحرج منه  وهي تعيد على مسامعها ما قالته له ، طالعها بهدوء وهي تتسطح على الفراش  فدخل هو بجانبها يجلس ، تعمدت أن تجلس بجانبه ففرد هو الغطاء عليها ثم قال بلطفٍ :



_" لو حابه تنامي شوية  نامي ..وهبقى أصحيكي !!"



نفت برأسها ، ثم نظرت نحوه حتى قالت ٱسفة علي ما قالته دون مقدمات :



_" غَـسـان أنا أسـ.."



_" إرتاحي يا نيروز مش وقته كلام من ده !!!"



قاطعها وكان يضع بحسبانه  أن يقاطعها بلين ولكن خرجت منه جملته بحده عليها ، حتى أدمعت عينيها تلومه وكأنها بهذا الوقت تقلب الوضع متعاكساً :



_" كلام من ده. ؟؟ .. أنا بتأسفلك يا غسان عشان اللي  قولتهولك..لدرجادي مش مهم عندك ؟ ..أنا عارفة إنك  زعلان مني  ..متتجاهلنيش لو سمحت أنا مش قادره !!"



تعمد  هو التجاهل عندما مرر يديه على خصلاتها ثم قال وهو يتنهد :



_" عشان مش قادره .. خليكي مرتاحه وبلاش كلام كتير يتعبك  !!"



إعتدلت  "نيروز" سريعاً تنظر إلى وجهه بصمتٍ ثم سألته بلومٍ قبل  أن يتحول وضعها لٱخر :



_" يعني دا ٱخر كلام من عندك ليا ؟ "



هز "غسان" رأسه ببطئ ثم قال وهذه المره خرج برود نبرته عليها بقسوه لم يقصد فعلها ولكنها تيقنت بأنها  جرحته عندما نبس بنبرته وخوفه عليها لم يخلو :




        
          
                
_" ٱخر ما عندي تكوني مرتاحة دلوقتي ...نامي وإرتاحي يا نيروز!!"



تجمعت الدموع ببُنيتها بضعفٍ عندما وجدته غير متهاون،تحركت بسرعه من جانبه وهي ترفع الغطاء عنها  تحت نظراته حتى توجهت بطريقها لتخرج من غرفته فأوقفها نبرته الرجوليه سريعاً وهو يسألها :



_" راحه فين ؟"



إلتفتت "نيروز" تخفي دموع عينيها ثم هاجمته وألمها المخفي عن ما يحدث عامتاً لها لا يخلو :



_"  خارجه ..ماشيه طالما مش طايقني !!!"



مختلة عقلياً بالفعل..كيف ستخرج وإلى أين وكيف بهذه الملابس !! ..كيف لم يطيقها وهو يعاملها بالطريقة الحانية رغم ما فعلته وما قالته ، تنحنح يجلي حنجرته وهو يستوعب ما قالته للتو حتى نظر نحو ملابسها وهو يشير بعينيه  ناحية ماترتديه وناحية  جسدها :



_" خارجه فين باللبس ده !! ،وماشيه إيه !!  ..إنتِ فاكره نفسك لسه مكتوب كتابك ؟!"



ضغط على فكه  متحليً بٱخر ذرة تماسك بصبر لديه ثم  أكمل قوله مجدداً بنبره جامده يحثها مره أخرى :



_"اقولتلك أقعدي إرتاحي وريحي نفسك ونفسيتك شويه ..وشويه ونطلع..صعبة عليكي ..مش عارفه تفهمي !!!"



في كل مره يتعمد أن يحنو عليها بوضعه هذا ، حتى عندما تضغطه بما تفعله ، وقفت تنظر له بلومٍ من طبيعة نبرته الجامده عليها ، فقد حثها أكثر من مره ، نظرت إلى ملابسها سريعاً التي كانت ستخرج بها دون وعى ، ستخرج وكتفيها وعنقها مكشوف؟ أم ببنطالها بيجامتها القصير؟! ، إبتلعت ريقها ثم حركت رأسها ناحيته فوجدته ما زال يطالعها بإهتمامٍ ينتظر  ردها رغم أخذه لإحتياطاته ، تعمدت أن تخرج منه الحديث بطريقتها الخبيثه عندما حركت كتفيها رغماً عنها وهي تتظاهر بإكمال سيرها مردده بتبجحٍ أخذته منه :



_" أه ، هخرج كده ..عندك مانع ؟؟ "



_"لأ !!'



أردف "غسان" كلمته بإقتضابٍ وببساطه شديده جعلتها تفتح عينيها على وسعها  بصدمه من رده الغير  مبالى بما تفعله ، وقفت أمام الباب تمد يديها بتردد كي تفتحه ،  بهذه الدقيقه بالٱخص تخاف  من ما ستفعله منه ، ستخرج بمثل هذه الملابس وصديقه وشقيقه بالخارج!! ، وقفت تستند  بجانب الباب كي تثير حنقه حتى تفتح الباب دون أن يراها من بالخارج ..وجدت الباب مغلقاً بالمفتاح من الداخل ، وهو من فعل ذلك خوفاً. إن تطور الوضع بإنفعالها معه وتخرج وتتركه دون أن يسيطر  هو على الوضع.. أخذ جميع إحتياطه إذن !! ، إلتفتت سريعاً حينما وجدته يسألها بنيره ساخره متهكمه  :



_" ها ، خلصتي شغل العيال ده  ولا لسه ؟؟ "



تكتم الدموع من جديد بأعجوبة وهذه المره تعمدت الشراسه حتى وإن كانت تقهر لوضع والدتها ولكنها تعمدت أن ترد عليه بهجومٍ لما يفعله وما يحدث بينهما من الأساس :




        
          
                
_" إنت قافل الباب بالمفتاح ليه ؟؟ افتحه حالاً خليني أخرج من هنا ، طالما إنت مصمم تتعامل معايا بالبرود ده .!!!!"



ضغط على فكه من إسلوبها ، حتى إعتدل يقف وهو ينهض من على الفراش ، ثم مد يديه يعطيها ملابسها كي ترتديها  بعدما توجه ليقف أمامها ،  أخذتها منه ببطئ وعينيها لم تفارق عينيه ، حتى أنها تمسكت بكفه وهو يعطيها لها ثم نبست مجدداً بأسفٍ :



_" أنا مكنتش أقصد اللي قولته فوق يا غسان ، متزعلش مني !!!"



تشبتت "نيروز" بكفهِ ، فإبتلع ريقه بصعوبه من تأثيرها عليه ، يعتقد بأنه لم يتهاون هذه المره وسيفعلها رغماً عنه لتعلم بعد ذلك ماذا تخرج من فمها وعقلها الأهوج وقت إنفعالها وحكمها على الٱمور بالخطأ ، أشار لها بعينيه بصمتٍ كي ترتدي ملابسها ، ثم إنتشل حجابها وهو يعطيه لها هو الٱخر ،  وجدت اليأس مجدداً منه ، فجلست على المقعد بخيبة وهي تدفن رأسها بين يديها ، ولأول مره يراها تستلم أمامه بهذه الطريقه ، تستلم بالفعل بالبكاء ، تشعر بأن الأركان تضيق بها حتى وإن. كانت مخطئه ، زفافها .. مرض والدتها ..تعامله معها ..ذهاب والدتها..إخفاء الكل الٱمر عليها..ما قالته بغباءٍ وتندم هي عليه الٱن ..تعتقده حانياً وكان ذلك ولكنها من أخرجت ضجره وعدم إهتمامه بما قالته .. حتى رأت التجاهل وما أصعب أن يشعر المرء بأنه يتجاهل من شخص ما في أكثر الٱمور أهمية ،   وجدت أن لا مفر من البكاء. بصوتٍ وشهقاتها العاليه من بين يديها تخرج وهي تجلس القرفصاء تهذي بكلماتٍ خافته غير مفهومة أمامه ولكنه سمع نبرتها بوضوحٍ وسط ذهوله بما فعلته :



_" ٱنـــا تعــبت .. انا معتش قادره ..كل  ما بصــدق إن خلاص كل حاجــه بدأت تبقى تمام ..بتبـوظ تانــي ..أنا عايزه أرتــاح بقـا ..نفسي أرتاح..نفسي كل ده مكانش يحصل من الأول !!"



يشعر البعض بأنها ما هي سوى كلمات عشوائيه ..ولكنها كانت نابعه بصدق من داخلها من تعبها وتشتتها ..هي التي كانت تتعمد بعدم هبوط دمعتها أمامه ..بل وتجعل كرامتها فوقه عندما تتعمد في كل مره عدم التهاون والعناد بعقلها أمامه وأمام تفكيره !!  ، فقط صُدم بسبب استسلامها وضعفها ..يعلم بأنها تخفي ضعفها ولكن الٱن تظهره له وحده !! ، ركع "غسان " سريعاً يمسك رأسها يرفعه ثم مد أنامله يمسح دموعها برفقٍ وهو يتنفس بعمقٍ حتى  هون عليها بالحديث :



_" إهدي يا نيروز..أنا معملتش حاجه تخليكي تعملي كل ده ..أنا قولتلك إني معاكي وجنبك..وتعالي نأجل كلام فالموضوع ده بعدين.."



أكمل سريعاً بهدوءٍ يجعلها أهدأ  وهو يعاتبها :



_"قولتلك بعدين ومش وقته وإنتي اللي أصريتي تستفزيني ..!!!"



رفعت عينيها المليئه بالدموع نحو وجهه وعينيه التي عادت لينه، ولكنه أصر مجدداً على عدم التهاون حتى ولو إحتضنها الٱن ، تنفست بعمقٍ ، فرفعت كفها تمسح وجهها وهي تبرر له مجدداً :




        
          
                
_" أنا قولتلك إن غصب عني ..صدقني مقصدتش اقولك كده..أنا عارفه إني كنت صعبه بس أنا ٱتوجعت أوي لما جيت تحكيلي حاجه زي دي ..وكأن الدنيا إتقفلت فوشي وملقتش قدامك غيري ..ليه بتقصد تحسسني بالندم وإنت جنبي حتى لو وجعتك في كل مره ؟؟ .. أنا مـشـ .."



إنتفضت بسرعه على صوت دقات الباب من جانبها ، حتى تمسكت بكفه ، علم أن نفسيتها علي شعره بسيب كل ما يحدث ، لذا ربت على ساقيها ، ثم نهض يقف تزامناً مع قوله الهادئ :



_ " هنبقى  نشوف الموضوع ده بعدين ، قومي إلبسي علشان افتح الباب!!!"



أسندها ولاحظ هو إرتجافة كفها وهي تنهض معه ، لذا رفع يديها يقبلها كي تهدأ وتسكن رغم تجنبه ذلك الموضوع إلى الٱن ..، ابتلعت ريقها تأخذ أنفاسها، حتى  بدأت ترتدي ملابسها على ملابسها الٱخرى المنزليه  كعروس ، إرتدتها حتى بحثت بعينيها على حجاب رأسها فوجدته يعطيه لها بحنوٍ ، اخذته ترتديه سريعاً دون إهتمام ، مد "غسان". أنامله يمسح  أثر كحل عينيها ، ثم إعتدل يفتح الباب عندما أخذ المفتاح من جيب بنطاله ، فتحه سريعاً  إلى أن ظهر شقيقتة ، حيث كان "بسام " يقف على بعدٍ كي لا يستطيع رؤية من بالداخل ، إحتراماً لشقيقه وزوجته ، كانت تقف بالمقدمه "وسام" كونها فتاه ، أشارت له شقيقته بعينيها ، فظهر هو وهو يمسك صينية الطعام ، أفسح له شقيقه المجال و"نيروز " تقف من خلفه ، إلى أن دخل "بسام ", متعمداً المرح كي يخفف عنهما :



_" احلى صينية عشا ..لأخويا ومرات أخويا ..أبو موته بيضحي يجدعان!!!"



خرجت ضحكة "غسان" له ، فابتسمت له "نيروز " بإمتنان هو والٱخرى إلى أن تحدثت سريعاً لهم بشكرٍ :



_" شكراً ..بالهنا والشفا انتم..أنا مش جعانة !!"



_" إلحق يا غُس ..دي مراتك متعرفش إن اللي مبياكلش من أكلي بعد ما بتعب فيه بيحصله إيه !"



قالها "بسام" ..فضحكت "وسام" وهي تسحبها خلفها كي تجلس على المقعد بقولها :



_" أحسن حل تقعدي ..عشان دكتور بيسو مش سهل زي ما إنتِ شايفه ، وبعدين أنا تعبت معاه والله أنا كمان ، وشادي ساعدنا وبوظنا المطبخ خالص ولو ماما شافتنا وشافته هتجري ورانا ..يرضيكي متاكليش معانا بعد التعب ده كله ؟!"



وقف "غسان" في هذه اللحظه ثم وضع ذراعه على كتف "نيروز" وكتف "وسام"  ثم قال بنيره مرحه هادئه :



_" لا ميرضناش عشان كده  هتقعد تاكل ومش هتكسفكم ،  يلا إقعدوا على ما أنادي شادي !!"



فهمت ما يرسله لها فجلست رغماً عنها وهي تبادل "بسام " الإبتسامه وكذلك "وسام " ، تنحنح "شادي" من الخارج يجلي حنجرته ، فأشار له "غسان" سريعاً حتى قال على عجاله :



_" أقعدوا على ما أجيلكم!!"



لم يعطي فرصة لـ "شادي" بأن يتحدث ، جلس وهو يشاكس "بسام", تحت نظرات "نيروز" المبتسمه، ثم وزعت نظراتها عليه وهو يخرج من الغرفه، إلى أن خرج بالفعل ، ثم دق غرفة "حامد" حتى فتحها ، إبتسم لهما وهما جالسان بجانب بعضهما وعلى ما يبدو أثار البكاء على وجه والدته التي نهضت تقف بلهفه ، ابتسم وهو يعلم ما يجري من خلفه جيداً حتى أشار لهم  وهو يقول :




        
          
                
_" يلا العشا مستنيكم ..ولا النحنه تغلب!!"



ضحك "حامد" عليه بخفوتٍ ، فإلتفت "غسان"  في طريقه لغرفته مره أخرى  حتى جذب مقعدان من الخارج  للداخل ،   وضعهما ليجلس والده ووالدته ، دخل الإثنان وهما يبتسمان لها ، جلست والدته ووالده ، فجلس هو بالمقعد الفارغ بجانب "نيروز" ، التفت ينظر لها  باطمئنانٍ وهو يحثها بقوله الهادئ:



_" كُلي يلا !!"



كان الحديث عشوائي إلى حد كبير ، إلى أن رفع "حامد" يديه بمرحٍ نحو فمها وهو يقول بخفه  يشاكسها ويشاكس ولده :



_"كُلي يا حبيبتي ودوقي من إيدي ..خليكي معايا أنا .. شايفه الحركات الرومانسيه  ..اللي معملهاش الواد ده ،  ٱصل احنا أشقيه بردو  وبنفهم !!"



ضحك الجميع عليه ، فرد عليه "غسان" سريعاً وهو ينظر إليها تأخذ من بين أيدي والده الطعام بفمها :



_" أنا ملحقتش والله يا حامد ، خليك  فحالك بقا وحال مراتك وسيبلي فرصه أعمل حاجه!!"



نظر إليه "حامد" باستنكارٍ وقد غمز له "غسان", سريعاً ففهم "حامد" ما يود قوله كي تأكل هي،  لطالما لم تتناول شئ ،  عبس وجه "حامد" ثم تحداه قائلاً بسرعه ينفذ ما فهمه :



_" طب تحدي يا بن الكلب ..تاكل من إيد مين فينا ؟! "



_" أموت أنا في التحديات!!"



قالها "شادي" وهو يصفق بحراره ، ضحكت "نيروز" عليهما ، فابتسمت لها "وسام" بحنوٍ ، و"بسام" يتابع بإبتسامه معها ، حرك "غسان" رأسه بموافقه ، ووجه كل منهم يديه لها ، فخجلت هي بشده ، حتى تعمدت بأن لا تقوم   بإحراجٍ فمدت يديها  تنتشلها من يد "والده" كي  تراضيه ثم أخذت بفمها منه هو وهي تبتسم لهم بإحراجٍ حتى قالت  بلين :



_" كده تمام؟"



_" كده ديموقراطية!!"



قالها "بسام" بمرحٍ ، فتحدث "غسان" بكيدٍ لوالده:



_" أصل مش هتكسفني ، دا أنا حبيبها بردو ، ولا إيه يا رزّه ؟!"



حرك "حامد" رأسه وهو يضحك ، حتى وجدها تندمج بالفعل معهم بالحديث وهي تآكل من الطعام ببطئ مع تطعيم"غسان " لها ، إبتسم بهدوءٍ حامداً الله على هذه النعمه بالفعل ، لاحظ "غسان" سكون "دلال" فابتسم لها بلطفٍ وهو يحثها قائلاً بتساؤل :



_" كُلى يا أم غسان ، سرحانه فـ إيه كده؟؟!!



_"باكل يا حبيبي ، المهم إنت ونيروز ، أكلها لاحسن شكلها بقا هبطان خالص من الكام ساعه دول !!"



يعلم هو وأشقائه ووالده بأنها طيبة القلب في النهايه ، ومن اللطف بأنها قطعت من الخبز وبه من الجبن حتى مدت يديها لها  كي تأخذها"نيروز" منها  ، وفي هذه اللحظه تلح عليها وصية"سمية" لها على إبنتها   :




        
          
                
_" كلي يا حبيبتي وبلاش تفكري فحاجات سلبيه ..كل حاجه هتبقى كويسه متخافيش !!"



نظر "غسان" إلي وجهها بحنوٍ وإمتنانٍ لما فعلته للتو ، أما "حامد" فآفتخر بها وبقلبها ، تنفست "نيروز" بعمقٍ وهي تهز رأسها بالإيجابِ ، حتى وجدت مشاكسة "وسام" لـ "بسام" وهي تبدل ملامحها للاشمئزاز الزائف :



_"  عليك شوية بامية يا بيسو .. تموت الواحد من المغص !!!"



تعالت ضحكات الجميع بقوه حتى "نيروز"، فخرج صوت "شادي" سريعاً يؤيدها:



_" أدعم يا وسام يا أخت الغالي !!"



شهق"بسام" بخفوتٍ وهو ينظر إليهم، فتحدثت "نيروز" قائلع بصراحةٍ :



_" لا بصراحة الأكل جميل ، لما غسان قالي إنك بتعرف تطبخ مكنتش اتوقع إنها للدرجة دي ، تسلم إيدك !!!"



نظر إليها بإمتنانٍ وهو يعدل ياقته ثم نظر نحو شقيقه بكيدٍ ،  فرفع "غسان" كتفيه بإستسلامٍ وهو يعيد القول :



_" ما أنا قولتلكم !!!"



_" قــــولت إيـــه ؟!"



قالوها بصوتٍ واحد ، عدا هى التي باتت تعلم ما يجري بعقله ، نظر إليهم ببساطه ثم حرك عينيه نحوها قائلاً بهدوءٍ :



_" إنٌي مبعرفش أعمل أي حاجه ..هتقولولي أومال بتعرف تعمل إيه ..هقولكم بعرف أحب!!!"



_" تحب مين؟!"



_" أحبها!!"



قالها وهو يحرك عينيه يثبتها ناحيتها ، لم تتوقع بأن عبثه سيخرج الٱن ، نظرت بخجلٍ عندما هلل الكل ، ونهض "بسام " من على الطعام ثم صفق بحرارةٍ له ،  نظر له "حامد " بفخرٍ وهو ينهض هو الٱخر حتى قال:



_" ابني ..مفيش كلام !!!"



_"إبنك يا حامد..بنتعلم منك !!"



قالها "غسان" وهو يغمز له ، حتى لاحظ نهوض الجميع كما نهضت هي وهي تجمع الطعام معهم، ولكن أوقفتها "دلال" سريعاً بقولها :



_" والله ما هتمدي إيديكي فحاجه ..إنت عروسه لسه بقا ده ينفع ؟؟!!!"



كادت أن تعاندها ولكنها لم تترك لها الفرصة ،  وخلت الغرفه بالفعل عدا منه هو وهو يقف ينظر بشاشة هاتفه، إعتدل ينظر بوجهه ناحيتها فوجدها تنهض ، وهي تنحني  سريعاً بعدما وجدت "يامن" يسير ناحيتها وهو يدخل الغرفه ، حملته وهي تحتضنه بحبٍ وتأثرٍ بنفس ذات الوقت ، فقد تركته "وردة" معهم بالفعل هي و"بدر" ، هبط "غسان" بشفتيه ليقبل الصغير بمرحٍ ، إلى أن حرك عينيه ناحيتها بلطفٍ وهي تداعبه ، حالهما من حال بعضهما فكل منهما يفقد والدته تدريجياً باختلاف الظروف!؟ ، وأما عن الصغير فكان يشعر بالإعياء بسبب درجة حرارته ولكن يواظب "بسام" على إعطاءه الدواء .. بالأساس عند "نيروز" ذلك  الدور ، وتشعر منذ تناولها في الصباح المشروب الخاص به. بألمٍ بحلقها والٱن تعطس ،  تتجاهل دور الإعياء هي الٱخرى بسبب إنخراطها في الأحداث. ، عادت "دلال" تأخذ "يامن" من بين يديها لتطعمه ، فوقفت هي تحرك رأسها. ناحيته فوجدته يطالعها بشرودٍ ، إعتدلت "نيروز"  ثم تنهدت تخرج أنفاسها  بتعبٍ تحاول تجاهله وتجاهل الشعور به ،  إبتلعت ريقها سريعاً ثم قالت له بهدوءٍ :




        
          
                
_" أنا هروح أتطمن على ياسمين  ..مش هتأخر !!"



رغم حزنها منها ولكنها تخاف عليها. حرك رأسه بموافقةٍ حتى تحركت بالفعل، من الغرفة ثم من الشقة بأكملها..ومن ثم خرج هو بعدها يجلس مع "والده" و"شقيقه" و"شادي" ، وقبل ذلك إنسحبت "وسام" تذاكر دورسها !!!



_________________________________________



جلست "ياسمين" بأحضان "عايدة" تهدأها بعدما أعطت لها كوباً من مشروب الليمون ليهدأها ويهدأ أعصابها ،  لا تعلم هى بأن منذ ما إن إستندت عليها غاصت بأحلام غير واقعها هذا ..بسبب  إرهاقها ، و"حازم" ليس موجود من الأساس ، وخرجت "جميلة" مع "عز" قبل وقت عندما رأى حالتها  عرض عليها السير قليلاً ، أسندت "عايدة" رأسها على الأريكة من خلف جلستها عندما سمعت صوت دقات الباب الخافته ، نهضت بخفه وهي تتعمد أن لا تفعل أي صوت كي لا تستيقظ ، فتحت الباب لها وما أن رأتها ابتسمت لها بحنوٍ وهي تشير لها بالدخول ، دخلت "نيروز" بالفعل وما أن رٱتها تستند كذلك ، توجهت بلهفه تجلس بجانبها تتفحصها بخوفٍ ، طمئنتها "عايدة"بخفوتٍ عليها  فأشارت لها هى كي تسندها ناحية غرفة "حازم" ، رفعت "عايدة" ذراعيها ، تضرب وجه "ياسمين" بخفه إلى أن فافت نسبياً ، أسندتها "نيروز" معها ناحية الغرفه ، حتى سارا معاً للداخل وتسطحت "ياسمين" على الفراش بالفعل ، ساعدت "نيروز" "عايدة" وهى تفرد عليها الغطاء بـ راحةٍ إلى أن انتها بالفعل وتوجه كل منهما للخارج ، أمسكت "نيروز" رأسها بتعبٍ فدوار رأسها يداهمها  منذ الصباح بسبب دور الإعياء ، تتجاهل إلى أن نظرت نحو "عايدة" التي إلتفتت تنظر لها بحنوٍ ثم قالت :



_" مالك يا حبيبتي ..تعبانه ؟؟"



صمتت ثم واصلت سريعاً بلهفه ما أن رٱت ملامحها المرهقه:



_" ثواني أعملك كوباية عصير تفوقك !!"



_"لا لا ..أنا همشي أنا .!!"



صمتت سريعاً ثم سألت بتلقائيه :



_".أومال فريدة فين ؟ مشوفتهاش خالص غير الصبح !!!"



سألتها "نيروز" بترقبٍ ، فنظرت "عايدة " لها بحنوٍ ثم أجابتها بنبره هادئه تطمئنها :



_" راحت شقتهم لمامتها ومن ساعتها مجتش ..يمكن الحال إتصلح بينهم أنا بقول كده يعني ..وجميلة نزلت مع عز !!!"



حركت رأسها بغرابةٍ وقد دب بها الخوف التي لا تعلمه ، فعدم مجيئها يوترها كونها لم ولن تثق بـ "زينات " حتى لو كانت  والدة "فريدة" ، تهاب وتخاف بعد الٱن على من تحبهم ..وأصبحت "فريدة" منهم بالفعل ،  قصدت عدم إظهار ذلك حتى أومأت لها بابتسامة صغيره مردده لتودعها :



_". طيب أنا همشي يا طنط .. خلي بالك من ياسمين!!"



_" مش محتاجه توصية يا حبيبتي ، وإنتِ كمان اهدي كده وإستهدى بالله وخلى بالك من نفسك ومن جوزك..وإسمعي كلام مامتك واعملى بكلامها !"




        
          
                
توصيها هى الٱخرى بطريقة غير مباشرة لطالما تعلمها تمام العلم منذ الصغر !! ، هزت رأسها موافقه ثم توجهت سريعاً تخرج ثم أغلقت الباب خلفها ، ترددت بأن تتجه  ناحية باب شقة "زينات" ، حثت نفسها أكثر من مره على أن تسير بإتجاه شقة والد زوجها ، ولكن ثمة شعور بداخلها يحثها على الإطمئنان ! حتى ولو كانت مقبله على خطر بسبب تفكيرها ؟! ، رفعت يديها تنهى التردد وهي تدق الباب عدة دقات متتاليه ، ثم وقفت تنتظر بتوتر ، حتى فُتح لها الباب ٱخيراً بواسطة "فريدة". التي ابتسمت لها محاولة بأن تخفى بكاءها الغير محدد من ماذا ..فقد شعرت هي الٱخرى بالاختناق فبكت وهي تراعي والدتها ، دخلت "نيروز" تلقائياً حتى أغلقت "فريدة" الباب ، وقبل أن تتحدث سألتها "نيروز" بترقبٍ :



_" إنتي معيطه ؟!"



حركت "فريدة" رأسها سريعاً تهرب من سؤالها ثم غيرت مجرى الحديث سريعاً وهي تتحدث بأسفٍ :



_" أنا ٱسفه بجد يا نيروز كنت المفروض أسلم علي مامتك قبل ما تمشي بس جيت هنا ولقيت ماما تعبانه أوي ومن ساعتها بحاول أخلى  حرارتها تنزل ، ينفع أروحلها بكره معاكم ؟!!!"



طالعتها "نيروز" ببسمة بسيطه وهي ترفع يديها تربت علي كتفها قائله:



_" عادي أنا مقدره ..أنا جيت أطمن عليكي عشان لقيتك إختفيتي ..، مامتك بقت أحسن  ؟!"



سألتها بترددٍ.، فحركت رأسها تومأ لها بهدوءٍ ، حتى بدأت "فريدة" بأن تتحرك نحو الداخل ، والأخرى وقفت ثم تحركت عندما وجدت اللهفه بالمساعده لها  حينما قالت:



_" طيب ممكن تيجي كده تشوفي حرارتها معقوله ولا إيه ..أصل إديتها علاج وفوقها شويه وبعد كده نامت!!!"



الحيره..ثم الخوف والخوف أولاً على من ؟ والدتها ؟؟ ..تحركت "نيروز" خلفها رغم صداع رأسها وألم جسدها وحلقها هى الٱخرى ، ستحاول أن تفيدها مادامت  تراها كذلك بهذا الوضع وكذلك الخوف ..تشعر جيداً كيف يشعر المرء عندما يصيب من منه أذى ..أما هى. لم تشعر بذرة خوف عليها لطالما فعلت بها الكثير ..!!! 



__________________________________________



تنتهي لحظته وخطته  بالدخول إلى المبني بالفعل ، بعدما ذهب لمنزل "ٱدم" الذي كان بجوار المستشفى بقليلٍ ولم يأخذ رد ، يسير مستنداً على عصاه خشبيه طويله بين الحين والٱخر ، بسبب جرح ساقه ، جسمه الهزيل وحتى ملامحه التي باتت وكانت منهكه من ٱثر ما يأخذه ، يأتي دائماً في جميع الأوقات الغير مناسبه ، لديه من الشر ما يكفي لٱخر ما يتذكره حينما رقد ولم يفوق من ما هو به إلا قبل يومين ، يتابع من يدخل عليه ومن يخرج ، إلا أن فعلها وخرج من المستشفي وسط إهمال وفوضى معروفه!! ، ألقى العصاه التي معه بإحدى الجوانب ثم وقف أمام المصعد ينتظره إلى أن فُتح له ودخل به ، يديه ترتجف بعد وقت تام من السيطره على طلب جسده ، إبتلع ريقه وهو ينظر بالمرٱه من أمامه بغير إهتمامٍ  ،  فُتح المصعد وخرج منه على الطابق  بهدوءٍ متعمداً عدم حدوث صوت منه كي يدخل شقته ويتفهم ما الوضع جيداً  إلى أن لا يعلم أحدهم أنه عاد خاصةً "غسان" الذي يريد أن يأخذ رد لحقه منذ ٱخر مره ولكنه لا يجد مساعدة من أي شخص الٱن خاصةً أنه يفقد التواصل مع "شريف" وحتى "آدم" !!!، وقف بعيداً عن الباب تحسباً لشئ أو رؤية أحدهم من الداخل له من الخارج  .. دقه دقات متتاليه دون راحه وإنتظر للحظاتٍ حتى فُتح له الباب بواسطة "نيروز" التي لم تعلم من الطارق ولكنها فتحت دون تفكير فقد إعتقدتها شقيقتها ٱو "عايدة" او  من المحتمل "جميلة" !!  ، لا يعلم هو بأنها هى ولكنه دفعها إلى الداخل سريعاً دون صوت ثم أغلق الباب وهو يسند ظهره عليه من الخلف ،  وجه نظراته نحوها وما أن علم أنها هى ابتسم بشرٍ ومفاجأه من كونها  هى !!  ، أما "نيروز" فما أن رأته تبدلت ملامح وجهها لخوفِ حتى كادت أن تصرخ ما أن رأت شره بعينيه ونظراته  ،  وبخفه وضع "حسن"  كفه على وجهها وخاصةً فمها وهو يأخذها تحت ذراعه مردداً بخفوتٍ لها يحذرها :




        
          
                
_" ولا كلمة ..لو طلعلك صوت هموتك فيها !!!"



تعالىٰ وهبط صدرها من أنفاسها المكتومة الذي سرقها هو برهبتها هذه أمامه ، في حين ركضت "فريدة" من الداخل تنظر بذهولٍ له ولهيأته  ولوضعه وهو يمسك الٱخرى بمثل ذلك الشر ، إبتسم "حسن" ما أن رٱها وهو يمسك ذراعى الٱخرى بيديه والٱخرى على فمها ،  تحدث وهو يطالعها من أعلاها لأسفلها بتهكمٍ :



_" أهلاً أهلاً .. كان فينك .. وشك ولا القمر يا فوفّة .!!!"



كانت نبرته ساخره إلى حدٍ كبير ، تشنجت ملامح "فريدة" بتقززٍ، ما أن وجدته يعنفها بنبره أقوى وهو يسألها :



_" كُنتي فين يا بت ؟؟؟؟؟"



تعمدت أن تظهر قوتها بردها بينما كانت "نيروز" ترتجف بأوصالها وتحاول التملص ولكنه يحكم مسكها ببراعة ، إبتلعت ريقها ما أن وجدت "فريدة" ترد عليه بنبره تعتقد بأنها تثير استفزازه بها :



_" وإنت يهمك ٱوي كنت فين .. انت فاكر نفسك مين عشان تيجي زي الحراميه وتمسكها بالمنظر ده ..خايف من مين ياراجل !!!!!"



"رَجُل" كلمة تعمدت أن تتقطع بها وبهتفها  بكل بطئ لترسل له رسالة مبطنه يعلمها الكل بالطبع !! ،  إنفعل بمسكته حتى تأوت "نيروز" في حين ردد هو بنبره حاده عليها ليجيب على كيدها له التي تحاول ظهوره  :



_" أقسم بدين الله لو جاتلي الفرصه أمسكك تحت إيدي ما هرحمك ..أمك فين يا بت...إنطقي ؟؟؟!"



حاولت "نيروز" دفعه عنها ، ولكن كانت نظرات "فريدة" ناحية يديه المرتجفه التي  لاحظتها فإبتسمت بسخريه ثم أشارت له بعينيها ناحية "نيروز" متعمده الصراخ بٱخر حديثها لتخرج إرتباكه بسيب خوفه من علم غيرهما بمجيئه   :



_" سيبها بدل ما يحصل اللي يزعلك ، سيــــبــــها حـــــالاً بقـــولك !!!!"



صرخت بعزم ما لديها من قوه  قاصده بكل ذكاء كي يسمعها من بالشقق المجاوره ، إبتلعت "نيروز " ريقها بوجعٍ أسفل يديه ، أما هو فعدم تركيزه جعله مشتتاً بعدم التفكير من كونها لم تفعل ولم تصرخ كذلك ، انتفضت"نيروز" من صراخها المفاجئ ، وقبل أن يتوجه لها خرجت ليخرسها بالفعل، فلتت منها ضحكه خافته تثير إنفعاله بها ثم صرخت مجدداً صراخ لا يتوافق مع جرٱة ما تفعله وهى تردد بنبره أكثر أرتفاع وكأنها تختل عقلياً للتوّ :



_" ســــــيــــب نيـــــروز يـــا حــــســن !!!!"



تعمدت بأن تردفها بهلعٍ ، رغم خوفها على "نيروز " أسفل يديه إلا أنها تثير إرتباكه وتوتره ،، سحب "نيروز" من شعرها أسفل الحجاب ، ثم توجه يدفع "فريدة " بذراعه بإنفعالٍ  إلى أن سقطت أرضاً وهي تتٱوى بألمٍ ، دفعته"نيروز" عنها ثم توجهت تنحني بلهفه لتطمئن عليها في حين ،. التفت سريعاً ما أن سمع صوت فتح الأبواب من الخارج ، إنتشل المفتاح من على المسمار المعلق ثم أدخله في الباب كي يغلقه بقفله ، هنا وسقط قلب "نيروز". التي إسندت "فريدة". ، نهضت "فريدة" تنظر له بجرٱه معهوده منها ثم إحتدت عينيها وهي تستفزه بقولها :




        
          
                
_" قفلته ليه يا جبان..قفلته ليـــه ياللي  عاملي فيها راجل!!"



رفع"حسن" ذراعه يضربها على وجهها بقوه حتى انزلق حجاب رأسها بسبب خصلاتها الناعمه ، أمسك خصلاتها بين يديه  غير عابئ بدقات الباب العاليه عليه ، ثم هتف بفحيح بجانب أذنها يعنفها بشررٍ  بعد سبه لها بأبشع الألفاظ :



_" إخرسي خالص ..ولا كلمة بدل ما أدفنك هنا .. أدخلي هاتي  فلوس من معاكم بدل ما أقلبهالكم دم !!!"



وصل إلى أوج الإحتياج حتى أنه لا يعى ماذا يفعل ، ومن يهددها أكثر من وصفت بالعناد مقابله وأمامه ، حركت"فريدة" رأسها برفضٍ  وعينيها الحاده لا تفارق عينيه التي تمتلئ بالشرر ، ركضت"نيروز" تفتح الباب بسرعه ولكنه أغلقه ، وصل شهقاتها وبكاؤها الخافت التي لم تشعر هي به ..لمن بالخارج وصل لأذنه وهو يقف..،. وأما عنه فوقف "غسان" مع "حامد" و"بسام" و"شادي" والنساء بالخلف ،  لا يعلم أي منهم بأن "نيروز" بالدخل فـ هو يعتقد بأنها بالداخل مع "شقيقتها" لدى "عايدة" ، و"عايدة" تعتقد بأنها رحلت لشقة"حامد" ما أن سمع صوت "فريدة" تحذر" نيروز" بالإقتراب مع محاولات فتح الباب وصوت شهقاتها وبكاءها توقف عن رفع يديه ليدق الباب ،. بل نظر سريعاً حوله بصدمه ثم قال وكأنه يستوعب الوضع:



_" نيروز جوه !!"



علم الجميع ، وأما عنه فالخوف قد دب به كونه  علم بأنها في الداخل ويسمع صراخه وتهديداته ،   دفع"شادي"و"بسام" عن الباب وهم يدقان عليه ثم إنحنى يهتف بإسمها عالياً إلى أن إقتربت فدفعها هو من الداخل حتى سقطت أرضاً وهي تتأوى  بصوتٍ مؤلم ، انتفض "غسان" حتى اعتدل يشير لـ "عايدة" بلهفه أمام النظرات ثم قال سريعاً يسألها :



_" فين البلكونه اللي عندك اللي جنب بلكونتهم !!"



دخلت "عايدة" إلى الداخل سريعاً تزامناً مع ردها :



_" فـ الأوضه الكبيره دي !!!"



ركض "غسان" و "بسام" من خلفه ، بعدما أشار لوالده بٱن يستمر بالدق على الباب مع "شادي" ، فتح الغرفه حتى أن بابها قد أصطدم بالحائط من خلفه بصوتٍ ، في حين يسمع الصراخ من الناحية الٱخرى ، وبعدما جذب"حسن" السكين من المطبخ كما إعتاد على فعلها ثم  دفع "نيروز" يسندها بحقدٍ بعدما سمع ما قالته "فريدة"  من زواج الأخرى من خصمه  بالفعل !! كي تثير انفعاله بحقدها عليه هي الٱخرى ، وضع السكين أسفل عنقها بتهديدٍ وهو يسألها بمرضٍ هيستيري:



_" اتجوزك ؟؟ ...ردي عليا اتجوزك زي ما  بتقول ؟؟؟؟؟؟؟"



تتعمد الجرأه هي الٱخرى رغم خوفها منه التي عاشت يرافقها ذلك الشعور ، لم تهاب السكين تحاول رفع سوار يديها عليه ولكنه يحكم مسك يديها بذراعه الٱخر ، هزت رأسها بنعمٍ رغم الخوف ، فصرخ هو بها مجدداً :



_" لـــيــه ؟؟ ، فيـــه إيـــه أحســن مني ده ؟؟؟؟، أنــا اللي كان من حقي إنك تكوني ليــا ...بعد ما سيبتك لمزاجك ..كنت عارف إنك بتاعتي حتى بعد ما كتبتوا كتابكم ..مبيحبكيش ..ده مبيحبكيش ..أنا بس اللي بحبك !!!!!"




        
          
                
حاولت "نيروز" التملص في حين وقفت "فريدة", بخوفٍ على ما تراه يفعله ومسكه للسكين ، دفعته عنها ولكنه أحكم مسكها حينما قالت هي بصراخٍ لتبعده عنها :



_" إبــعد عني يا حيوان ..إبــــعد !!!"



_" ما أنا بعدت ..بعدت وبيعت نفسي وسيبتك إنتي..كل حاجه ببقى عاوزها مبتجيش ..بس إنتي الحاجه اللي سيبتها على راحتها وكنت عاوزها لأول مره بالهداوه ..كنت بحبك عشان كده مردتش أقربلك بالإجبار مع إني كان بإيدي ده . فـ . إنتِ عملتي إيه ؟"



يسألها ومشاعره الميته بالفعل تأخذ دورها بسبب ما يتجرعه من هلاك يجعل الأمر مهول لدرجة كبيره ، يسألها بهيستيريه مع تنشج وجهه ، صرخ مجدداً يسألها بل وينتظر الإجابه بالفعل:



_" عمــــلتي إيـــه إنتي  ردي؟؟؟؟ "



سكن وصمت عن هزها ثم ردد سريعاً بنبره أهدأ يعلن عن خييته بعدم الفوز بها وكأنها مسابقه يحق له الفوز بها أمام العدو اللدود:



_"أقولك عملتي ايه ؟!.. اختارتيـه عني..لحد ما حبيتيه وأنا اللي كنت قدامك بحاول أكسبك ..إختارتيه لحد ما كتبتي كتابك ..وبعدها إتجوزك وخليتيه يقربلك وأنا اللي كان من حقي كل اللي راح ده !!!"



خرجت تلك التي إستندت على قدر الإمكان بإعياءها ثم وقفت تنظر بخوفٍ إلى أن أسندتها "فريدة" وهي تسمعها تحثه بخوفٍ :



_'' سيبها يا حسن ..سيبها وأنا هعملك كل اللي إنت عايزه ..بس سيبها إسمع كلام أمك المرادي  بس !!!"



شدد "حسن" مسكة السكين الحاد ، ثم حرك أنظاره عليها بسخريةٍ لاذعه ، سقط حجاب "نيروز" أرضاً حتى أن ملابسها التي من المفترض أن ترتديها يوم فرحتها تمزقت من كتفيها و جوانبها ، تبكي بحسره وهي تسمع صوت التمزيق الذي ٱتى من حركتها ومسكته ، تراخت يديه فأحكم شدتها سريعاً ، وبلحظة اللا وعى هبطت عينيه نحو عينيها  وملامح وجهها حتى هبط برأسه  وكأنه مُخدر بهذه اللحظه تحت تأثيرها ..فحركت رأسها سريعاً ما أن تنبأت بما يود فعله  ضحك بتهكمٍ وهو يعدلها ثم أمسكها من خصلاتها من الخلف وهو يرجع رأسها فتٱوت"نيروز" بعد قولها الصارخ له بإشمئزازٍ :



_" إبعد عني يا قــذر ..إبـــعد عني..ســيبني !!!"



وتحت هبوط دمعة "فريدة", خوفاً. من تهوره ، اتجهت لتدفعه فرفع ساقه سريعاً يهوش بها فتعمدت التقرب ٱكثر إلى أن ضربها بساقه السليم  ، فترنحت إلى الخلف ،حتى شهقت "زينات" بلهفه خائفه وهي تنحني رغم تعبها لتتفحصها ،  سمع صوت فتح الشرفه بالقوه حيث كانت مغلقه ، شرفه بحجرة" والده" ، إلى أن سمع صوت شئ ما يقع ويتهشم أرضاً ،. فتح "غسان" الشرفه أخيراً  وتبعه شقيقه ، إلى أن توجه بركضه سريعاً ليفتح باب الغرفه حتى ظهر أمامهم جميعاً بذلك الوضع ،. وقف بصدمه ما ٱن رأى السكين على عنقها ، وأول من يلاحظ بأنها خُدشت بعنقها فتلطخت ياقة عباءتها بدماء حمراء خافته ،  اقترب بسيره الهادئ يحاول السيطره على ما يراه من شعور بالصدمه والخوف ، وقبل أن يقترب منه أكثر ، رجع "حسن" بها إلى الخلف ثم قال لها بتهديدٍ :




        
          
                
_" لو قربت  أكتر  ، هسحبها على رقبتها وأموتهالك وأقهرك عليها  !!!"



صمت "حسن" يلاحظ  ملامحه الثابته الذي يخفي بها توتره ، بينما لاحظ. ملامح وجه"بسام" هو الٱخر ،  واصل يكمل سريعاً بقوله :



_" ولا عاوز يوم صباحيتك بردو يا عريس يبقي أول يوم عزا لعروستك ؟ هو مش النهارده صباحيتك بردو علي حسب ما عرفت منها !!!"



أشار بٱخر حديثه على "فريدة" التي جلست أرضاً ، تحركت نظرات "غسان" إليها وهو يسبها سراً على ما قالته له بوقت كهذا ،  أخرج "غسان". أنفاسه وهو يحاول بكل الطرق أن يُطمئن "نيروز"  بنظراته لها ثم ، توجه ينظر بعينيه نحوه هو حتى قال بتهديدٍ مخفي هو الٱخر :



_" سيبها يا روح أمك بالذوق عشان لو مسيبتهاش مش هتلاقي غير زعلك مني فالٱخر ..دا لو طلعت منها سليم ."



أكمل"غسان" سريعاً بصوتٍ مرتفع ليكثر من إرتباكه  ولا يود الاقتراب خوفاً عليها  وتحسباً لتهوره :



_".ســيـبـها!!!"



_"أقسم بالله لو ما سيبتها ما هرحمك أنا يا حسن ؛ سيب مراته وتعالالي !!!"



كان الٱخير قول "بسام" المنفعل ليوتره أكثر ، بل ويهدده وهو يعلم بأن شقيقه لم يترك له الفرصه بأن ينقض عليه ، لا يعلم هو بأنه هو من سينقض على شقيقه وتوأمه بعد دقائق معدوده من تهور الأول على ذلك الحقير !! تتوتر ملامح "حسن" كونه يعلم تهديده جيداً ، بل وهو الذي جاء قاصداً اخفاء خبر قدومه بسببه فقامت بفضحه شقيقته ، إبتلع ريقه وهو ينفى برأسه بطريقة خافته ، بل ويرجع إلى الخلف بتوترٍ ما أن وجده يقترب منه أكثر ،  أشار لـ "بسام " بعينيه ليسير حتى يحاول هو  تشتيته بكلماتٍ لأول مره يعلمها حينما قال تزامناً مع تحرك "بسام " شقيقه:



_" طبعاً إنت جاي وإنت على الله  كده .. يعني متعرفش إن ابوك الخروف مثلاً اتسجن ؟ ولا صاحبك شريف بردو اتسجن ؟! ..شريف اللي كان واخدك كوبري عشان يقرب من أختك اللي جيت تعمل نفسك راجل عليا عشان قال إيه ..أنا اللي خاطفها .. وطلع فالٱخر اللي إنت واكل معاه عيش وملح هو ال خاطفها والباقي بقا إنت هتعرفه ..أصل يعني من غير لمؤاخذه اللي هياخد بت عنده فشقته  ويستغفل صاحبه هيعمل فيها إيه ؟؟ "



الحديث ليس هين عليها .. علي"فريدة" التي إبتلعت ريقها بخذلانٍ ولكن الفكره الاولي والأخيره تبريراً لذلك لديها بأنها الحقيقه ولا بد له من قول ذلك لـ شقيقها كونها تعلم ما يفعله بكل خبث..، سمعته يردد مره ثانيه بكيدٍ يوضح له أكثر:



_" يعني أبوك أتسجن وصاحبك ..وإتغفلت زي الخروف برده ، وآدم....!!"



توقف "غسان" عن الحديث ليهيج الارتباك به أكثر. والفضول حتى أكمل سريعاً ما أن رأي تركيزه وتراخي قليل من يديه بسبب ذهوله من ما يسمعه :




        
          
                
_"..ٱدم يا أبو على قرر ينضف ويروح مصحة يتعالج من القرف اللي إنتوا بتعملوه ، متأكد مليون فالميه إنه قلبه مجابوش عشانك إنت وكان هيفضل يقعد معاك على القرف اللي إنتوا  بتاخدوه ، عارف عشان ايه؟ .. عشان ٱدم عمره ما كان شبهك بس إنت اللي ***  وبتجر اللي زيك واللي مش زيك للطريق الـ *** ده ، بس بص كده فالٱخر .. راح وقرب يبقي تمام لكن إنت بقا ٱخرك إيه ؟ بجسمك اللي بيترعش وحتى إيدك اللي أنا لو قربت منك هجيبك على الٱرض ومش هتاخد فإيدي غلوه ..فـ .."



وقبل أن أن يشتته أكثر بالحديث ، ورغم دقات الباب العاليه التي لم تتوقف ، فعلها "بسام " ودفعه عكس اتجاه "نيروز", وعكس اتجاه توجيه السكين لها ،  ترنح إلى الخلف في حين سحب "بسام "ذراع  "نيروز" كي لا يتوجه لها  مجدداً حتى اندفعت خلفه وهو يقف يري "غسان" يمسكه من تلابيبه  مندفعاً بكل سرعه وهو يهزه بانفعالٍ  تزامناً مع سقوط السكين أرضاً منه:



_" إنتَ مبــتزهـــقش  يا حيلة أمك  ؟؟؟ ، إنت ناقص ياض ؟؟؟  أنـــا مش حذرتك  وعلمت عليك وقولتلك اللي يقرب من حاجه تخص غسان بيحصل فيه إيه ؟؟؟؟؟"



إستندت "فريدة" لتقف ، ثم مدت يديها مع مسك "غسان" له  وضربه بوجهه ، بحثت عن المفتاح بعينيها حتى نظرت نحو إصابع "حسن" الذي تمسك بالمفتاح بها ، نهضت تشير له بقولها المرتفع :



_" هات المفتاح ..هاته  منه !!!"



قالتها بلهفه سريعاً لـ "غسان" الذي أمسكه بشررٍ ، نظر "غسان" نحوها بانفعالٍ حتى أمسك كف الٱخر بتقزز وهو يخرج من بين إصبعه المفتاح لها بقوه خدشت من أصابعه وكفه ، وقبل هذه اللحظه كُسرت شراعة الباب الحديديه بواسطة "شادي" الذي جذب حديده صغيره حاده من شقة "حامد" ، مد يده ليفتحه فوجده مغلقاً من الداخل..  دفعه "عز" عن الباب الخارج ،" عز" الذي ٱتى قبل دقائق بغير فهم للذي يحدث ومع تجمع بعض من السكان فالخارج ،. أشارت لهم "فريدة" بلهفه حتى وضعت المفتاح بالباب لتفتحه ، في حين سقط "حسن" من كثرة ضرب الٱخر له باللكمات من وجهه ، فجثى فوقه "غسان" و "بسام" يحاول الفصال بينهما بالصراخ عالياً يوجه شقيقه :



_' قوم ..سيبه يا غبي كفايه... كفاية.هيموت مفيهوش نفس !!!!!"



لم يعي "غسان"  حتى أنه وسط أرتجافه وجلوس"نيروز" أرضاً بإنهيار غير واعيه لكل ذلك ، مد يده ينتشل السكين حتى رفعه لٱخر ظهر وكاد أن يطعنه بموضع قلبه بالفعل ،  ولكن إذ بساق"بسام " كانت بالمرصاد وهو يضرب "غسان" بقوه بها  بجانبه ، حتى  وقع "غسان" أرضاً بالناحية الٱخرى على جانبه، فعل ذلك ليخرجه عن حالة اللاوعي التي كان بها ، ولم يتوقف عن ذلك   بل إنحنى"بسام " بعصبية بالغه من صدمته من ما كان ينوى الٱخر فعله بكل بساطه!!!!!!  ، انحنى يمسك "غسان" من تلابيبه كي يفوق من  ما هو به حتى ردد له  بتعنيفٍ وهو يضربه بوجهه:



_"  عايز تموته يا غبي ..عايز تودي نفسك فـ ستين داهيه يا متخلف ..هتبطل شغل الجنان ده إمته !!!"




        
          
                
توقف عن ضربه حتى أن "غسان" خرج عم حالته بتأوى من ضرب الٱخر له الذي ما زال وهو يعنفه أكثر بعدما جثى فوقه :



_" ما ترد يا غبي ، رد !!! عايز تتسجن وتضيع نفسك وحياتك!!!!!!!"



وفي هذه اللحظه التي كان يترقب لها  "زينات" ، فتح الباب سريعاً أخيراً ، وتوجه "عز" و"شادي" يفصلان "بسام " عن"غسان" الذي كان بحالة  اللا وعى  مره أخرى بصدمته من ما يفعله به شقيقه ، و"بسام " الذي ما أن يخرج انفعاله لا يهدأ بسهوله ، أبعدوا الاثنان عن بعضهما ووقف "حامد" بينهما ، فأخذ "عز" "بسام " سريعاً بشقته ،   دفعهم "غسان" عنه ثم توجه لها هي التي ترتجف ويقف من حولها "جميله" و"عايدة" ، والكل في الخارج ينظر بترقبٍ ، توجه "شادي" يحدجهما بحده ليخرج كل منهم لمنزله كي لا يتجمعوا كذلك ، في حين ، ربت "غسان" عليها وعلى كتفها بلهفه وهو يردد بإختناقٍ لها  وخوفه الشديد يظهر بعدما إنتبه لها كذلك :



_" نيروز ..أنا جنبك ..أنا هنا معاكي متخافيش ..!!"



نفت برأسها ودموعها تهبط دون صوت، حاله جديده عليها لا تعلمها ولكنها تعلم ما يجري حولها وتتحدث ،أرتمت بأحضانه وهي ترتعش بخوفٍ، فأشار لهم بحزمٍ كي يبتعدوا عنه ، حتى رمى نظرة حاده  ناحية "حسن" الذي كان يتسطح على الأرض،، إعتدل "غسان" وهو يدخل ذراعيه أسفل ساقيها ليحملها بعدما رأي أن إحتمالية إسنادها ضعيفه برعشتها كذلك،  حزمه بنظراته جعل من ينوى الرحيل خلفه متردداً ، أوقفهم "حامد" خاصة "جميلة"و"فريدة"و"وسام" ،  حينما حملها "غسان" بعيداً عنهم وهذه المره ، توجه يقف أمام المصعد الٱخر الذي لم يكن مشغول. حتى فتح له و دخل به كي يصعد لطابق شقتهما  مادام مفتاحه بجيب  بنطاله حيث كان ينتظر عودتها ولم تعود ،بل ذهب هو وياليته ما ذهب لتلك المعركه!! 



مدت "زينات" يديها تتحسس تنفس ونبض "حسن" كما توجهت "جميلة" من قبلها تفعل ذلك رغماّ عنها بخوفها اللا إرادي التي كانت تقتنع بأنه ليس موجود لديها بالفعل ،  خرج "حامد" كي يبعد نفسه عن  عيظه من "حسن", ومن منظره ، حتى توجهت "دلال" و"وسام" الباكيتين، وبقت "جميلة" التي خافت رغماً عنها أن يلفظ شقيقها أنفاسه الٱخيره  رغماً عنه ، أشارت لـ "فريدة" أن تساعدها ولكنها نفت برأسها  وهي تقف بعيداً مع هبوط دموعها بحسره من كل ما حدث ،  تتوقع اجابتها القاسيه ، لذا نهضت "زينات" تساعدها رغم ضعفها الجسدي بتعبها ،  وقفت "فريدة" من على بعد تتابع لين قلب لم يكن لديها حتى بأصعب الأوقات وهذا ما أثار صدمتها الحاليه بوضعها كذلك !!!!!



______________________________________________



صدق مشهده وهو يفعل بشقيقه المره السابقه كذلك بحالته العصبيه ، من كثرة خوفه على شقيقه ضربه ليجعله ينتبه لما كان سيقترفه ، صدره يعلو ويهبط بانفعالٍ إلى أن وقفت بجانبه "دلال" ٱخيراً وهى تربت عليه بأن يهدأ فمنذ أن دخل وهو يردد بكلماتٍ وحديث يسب به شقيقه وعلى ما كان سيفعله بلحظة غضب ،  شدد "عز" من مسكته بكتفه ، رغم غرابة ما يراه من مشهد فـ "بسام" الطبيب ينفعل ؟ بل ويفوز بالضرب على شقيقه الذي كان يعتقده "عز" أشد منه ، في الحقيقه الٱخر لين عنه بقلبه وحتى بطباعه المخفيه الغير  مرئيه ، جذب"شادي" معقدين حتى جلس "حامد" وهو ينظر إلى ولده التي كانت ملامحه متهجمه ، ثم سمع هو قول "عز" ليطمئنه :




        
          
                
_" حصل خير يا بسام ..كل حاجه راحت فثانيه ٱهو .. وغسان معملش حاجه دا حبة ضرب يعني..اللي لو أنا كنت مكانه كنت ضربته اكتر من كده ..كويس إن لسه فيه النفس ..هدي نفسك إنت بقا!!!"



_"مكنش ليه لزوم تمد. إيدك علي أخوك كده يا بسامّ !!!"



قالتها "دلال" بخيبه وهي تلومه على ما فعله ، في حين حدجها "حامد" بغيظٍ ،.  فنظر "شادي" نظرة بمعني أن تصمت ولكن خرج صوت "حامد" الساخر منها وهو يرد على حديثها بـ :



_" أه ..يبقى يضربه وهو متكلبش في السجن بقا ..وهو واخد إعدام فقتل واحد!!!"



نظرت له بقلة حيلة باكية بدموع عينيها السائله ، يأخذ موقف هو الٱخر ، ولكن خرج صوت من دافع عنه سريعاً ولم يكن سوى "شادي" حينما قال هو الٱخر :



_" أنا مش معاه فاللي كان هيعمله ..بس خدو بالكم يعني إنه معملش كده وهو فـ وعيه .. متجوش عليه وهو جايب أخره من اللي إسمه حسن ده ..وخلاص فضوا الموضوع بقا مادام محصلش حاجه .. متكبروش الحوار وهو خلصان !!!"



_"مخلصش !! "



كلمه واحده نبس بها"بسام " أمام نظراتهم جميعاً ، نظروا له بغرابة وقلة حيلة بنظرات البعض ، فردد "بسام " مجدداً بنفس النبره الحاده :



_"غسان مش هيسكت ..!!!"



لم يترك لهم فرصه للحديث ٱكثر بل تركهم  وخرج من الشقه بأكملها حتى صفع الباب خلفه  تاركاً المبني بأكلمه ليخرج عن الجو المشحون ، بل وتركهم بعد قوله ذلك الذي يزيد حتماً من خوف "دلال"و"وسام". الساكنه ، إعتدل "شادي" ثم تحرك سريعاً ما أن سمع بكاء "يامن" من على بعد بغرفة "بسام"، وإعتدل "عز" بحرجٍ وهو يتنحنح ثم وجه نظراته الحرجه ناحية "حامد" الذي ظهر على ملامح وجه التيهه بقلة الحيلة والعجز لكل ما يحدث لهم: 



_" أنا هستأذن أنا يا أبو غسان !!"



لم يقوي على العناد أمامه ، بل ٱتى "حامد" بٱخره من كثرة الأحداث عليه ، لذا فاق من شرودة على غلق باب الشقه خلف "عز" وعلى إندفاع "وسام" بأحضانه بتلقائيه معهوده منها ما أن شعرت  بمدى الثقل الذي يشعر به والدها وفي هذه اللحظه أكثر من كان يحتاج الاحتواء كان هو وهو يتنفس بعمق بل وهي التي تضمه وهي تردد على مسامعه بقولها المختنق :



_" متزعلش نفسك يا بابا..أكيد كل حاجه هتتصلح!!"



إحتضنته هو كونها تعلم طيبة قلبه وخوفه علي الكل ؛ وليس بطبيعة الٱم التي تفضل أولادها وفقط رغم حزنها وقهرها أيضاً ، وكي لا تشعر والدتها بالحزن رددت عليها هي الٱخرى نفس الكلمات وهي تضمها !!!!!



______________________________________________



أسندها "غسان" قبل دقائق على المقعد الطويل ما أن دخل شقته  وأغلق الباب خلفه بساقه ، شعوره بالخوف عليها ٱصعب شعور يمكن أن يمر عليه ، أخذ أنفاسه تدريجياً عندما وجدها تشهق وهي تحرك نظراتها بعينيها الباكيتين خلفها ، ضمها إلى صدره  بقوه وهو يمرر يديه نحو خصلات شعرها وظهرها ثم قال يحفزها بالأمان :




        
          
                
_" متخافيش يا نيروز ، أنا هنا.. أنا جنبك !!"



الكلمة التي تخرج منه لها  تعلم هى معناها جيداً ،  تحركت تدريجياً تنظر نحو عينيه اللامعه هبطتت دموعها أكثر وهي تضع يديها على جرح رقبتها محاوله إبتلاع ريبها وحتى ملابسها الممزقه ، بهذه اللحظه تصعب عليها نفسها وحالها ..هذه الملابس التي من المفترض أن ترتديها بوقت فرحها وأمانها معه ، كيف مر الوضع !! ، تخذل من كل النواحي ، إبتلع ريقه بتفهمٍ لهذه النظرات حتى أنه اعتدل يجلس بلهفه وهو يمسك كفها باحتواءٍ :



_" أنا معاكي يا نيروز حتى لو إيه حصل ..والله العظيم ما هسيبه ..مش هسيب اللي حسسك بالإحساس ده ..  بس متبصيش ولا تعيطي كده علشان خاطري ..هجبلك غيرها .. بس أهم حاجه إنتِ !!!"



يحفزها وكٱنها صغيره فقدت لُعبتها التي كانت سعيده من أجلها  بشده !! ، يعلم بأنها لا تقهر على ملابسها بل على الوضع والشعور والكسره والمهانه !! ، وشعورها صعب بهذا الوضع ، في البدايه كسرة فرحتها والٱن وضعها مع عودة ذلك الحقير ، وحتى حالها بملابسها ينقلب رأساً على عقب في الوقت الذي كان به الهدوء والسكينه عكس ذلك ، شهقت بخفوتٍ وهي تترك. يديه ثم رفعتها تمسح وجهها بكسره وهي تردد بوجعٍ :



_" أنا تعبت ..إشمعنا أنا ..أنا من حقي أفرح وأرتاح ..لكن كده  كتير أوي..كتير عليا  أوي يا غسان ..أنا .. أنا مبقتش قادره !!!!!"



تنهد بوجعٍ يأخذه من نبرتها فقط من مجرد نظرة عينيها وعجزها وكسرة فرحتها يقسم هو بذلك ، حالها صعب بنفسيتها هذه ، إبتلع الغصه المريره التي توجد بحلقه حتى هزها بلهفه وهو ينبها لما تفعله من إعتراض ثم قال بنيره متلهفه :



_" متقوليش كده يا نيروز .. أوعدك إن لسه قدامنا الوقت اللي تفرحي فيه ..بس متعمليش كده ..متعترضيش..كل اللي بيحصلنا ده معناه إن ربنا بيحبنا أوي صدقيني واللهِ !!!"



ينبهها بالطريقه الحانيه  ويقسم بكل يقين، حركت رأسها بتعبٍ ،فـ نهض "غسان" بلهفه وهو يمسك كفها ثم سحبها لتقف بعدما استجمعت قوتها قليلاً ، أمسك كفها سندها ثم لف ذراعه الٱخر حول خصرها متوجهاً بها ناحية الغرفه إلى أن دخلتها بالفعل معه ،  إبتسم لها بحنوٍ  وهو يسندها إلى أن دخل بها مرحاض الغرفه ، فتح صنبور المياه ، يأخذ بكفه منه وهو يمسح وجهها ثم مد يده يرفع ذقنها ليظهر عنقها بجرحه الخافت ، مسحه رغم ألمها وهي تتأوى ، نظر ناحية ملابسها الممزقه من جوانب مختلفه صغيره وحتى صعودها  من غير حجاب ، أسندها إلى أن رآها تقف تمد يديها لتغرق نفسها بالمياه على رأسها وما أن رٱها إنسجمت. خرج سريعاً من المرحاض  متوجهاً ناحية خزانة الملابس الخاصه بها ،جهله بما ترتديه هي لم يساعده على جلب ملابس لها  أكثر من عدة طوابق ، بل جلب سريعاً من الخزانه الفوقيه "السويت شيرت" الكبير  بطوله   الخاص به هو ، أخذه سريعاً  وهو يتوجه به لها مره ٱخرى ، و دخل عليها فوجدها تستند على حافة " البانيو" ، انحنى يمسح وجهها ثم قال يحثها :




        
          
                
_" غيري لبسك لـ ده على ما تفوقي ، إتعدلي براحه ..براحتك  !!"



قالها بٱخره وهو يشير لها كي تعتدل ،حينما أمسك ذراعها لتقف كي تخلع عباءتها ، خلعها عنها بخفه ثم ألقاها ناحية صندوق الغسيل الموجود ، فظهرت هى بملابسها البيتيه ، إبتلعت ريقها بتعبٍ ونظراتها تتحرك بعشوائيه إلى أن  فتحت عينيها  على وسعها عندما إعتدل هو  يمسك ذراعيها ليخلع ملابسها هي الٱخرى ، تحركت بخفوتٍ ثم قالت بحرجٍ وهي تأخذ منه ملابسه :



_" هغير أنا، أنا هقدر ،.. متتعبش نفسك !!"



لم يتعمد إحراجها بهذا الوقت ، لذا تصنع فهم ما تظهره من عدم حرج ، ولكنها. كانت حرجه حتى ولو كان زوجها ، نهض ببطئ ، يطالعها باهتمامٍ حتي سار غالقاً الباب من خلفه ، ثم  خلع عنه سترته هو الٱخر سريعاً  إلى أن بقى عاري الجزعين والصدر   وهو يقف أمام المرٱه ثم إلتفت ينظر إلى جانبه الذي  لم يظهر عليه أي أثار ضرب ولكن ضربة ساق شقيقة "بسام" كانت قويه عليه ، تنهد يخرج أنفاسه ثم توجه وهو يتذكر ما أعطاه شقيقه له من دواء يجب وضعه بأي منزل ، فتح الدرج ثم أخذ منه الدهان يدهن  بأصابعه وهو يقف أمام المرٱه ، تركها على" التسريحه"، ثم سار بإتجاهه للخارج بعدما سمع صوت  حركتها بالداخل  وإلقاءها لملابسها من على بعد بصندوق الملابس ، فتحت  "نيروز" الباب ثم خرجت منه ، ما ترتديه كونه قصير قليلاً ولكنها لم تقصد الاهتمام والخجل كونها  متعبه ،  وجدت دموعها تهبط بحسره وهي تتذكر الوضع ، أمسكت رأسها بتعبٍ وهي تجلس على الفراش حتى أن خصلاتها تسقط المياه على الفراش دون وعى منها ، لم تقوى حتي على تمشيط خصلاتها. تنهك  تستنفذ طاقتها وللمره التي لا تعرف عددها تظلمه ويبقي معها للنهايه !! ، وما أن شردت بٱخر ما فعلته معه هي الٱخر وجدت صوت خطواته ، مسحت دموعها سريعاً وهي تقوم بـ مط ما ترتديه على ساقيها أكثر .. قام بتشغيل المكيف ، بيديه الخاليه من حمل  الكوب ، ثم ترك المحرك وهو يتوجه ليجلس بجانبها ،  قدم لها الكوب بحنوٍ ، رفعت أنظارها ناحيته فوجدت  سخونة جسده العلوي المكشوف تستشعرها هى ، حركت نظراتها نحو يديه ثم قالت بتعبٍ مع  نبرتها المختنقه :



_" مش هقدر أشـربـ .."



قاطع جملتها عندنا أمسك رأسها بين يديه ثم أشار لها بحزمٍ ان تفتح فمها ففتحته حتى تجرعت ما يوجد بالكوب ، كان مشروب من الليمون الدافئ فقط ، بسبب تغير صوتها  من الزكام الذي ظهر وعلم أنه لديها، انتهت من تجرعه، فوضع هو الكوب على الطاوله الصغيره  من أمامه ، ثم حرك "غسان"  عينيه ناحيتها مجدداً ، مع رفع كفه ليرجع خصلاتها إلى الخلف برفقٍ وهو يردد لها بإبتسامه حانيه ماسحاً أثار دموعها بيديه الٱخرى :



_" قولتلك دموعك دي غاليه يا بنت الأكرمي!!!"



يحاول تشتيتها باللين كي لا تفكر بشئ ، نظرت له "نيروز" بلين وهي تتنفس بعمقٍ ولم تجيبه ، ولكنها تشعر بالذنب ناحيته ، وجدت عينيه تتحرك على ما ترتديه ثم قال لها بنبره هادئه لا تتوافق مع طبيعة حديثه :




        
          
                
_" لبسي عليكي يجنن العاقل !!!"



خرجت إبتسامتها الهادئه ، وهذه المره  إعتدلت على الفراش ثم إعتدل هو ، فأسندت رأسها ناحية صدره بخصلاتها المبلله ، كان سينهض لارتداء تيشرته ولكنه بقى وإعتدل وجذب الغطاء عليهما وعلى ساقيها المكشوفتين ،  لفح أنفاسها صدره ، فهتف هو وهو يربت عليها بلين :



_" إرتاحي و متفكريش فحاجه ...و إرمي كله ورا ضهرك .. أنا متأكد إن مامتك هتكون كويسه وهتفرحي وتتبسطي، هحاول أعملك كل اللي أقدر عليه بس متحسسيش نفسك إنك قليله حتى فالفرحه .. متوجعيش فنفسك عشان أنا اللي بتوجع عشانك يا نيروز .!!"



تنفست "نيروز"  بعمقٍ وهي تكتم الدموع من جديد حتى رددت تجيبه باختناقٍ :



_"  إنت كل مره بتثبتلي من غير قصد وبقصد إني وحشه أوي معاك يا غسان ..بس صدقني المرادي مكنتش أقصد اللي أنا قولته .. متزعلش مني !!!"



لم تأخذ منه رداً سوى أنه ربت على ظهرها وكتفيها ، ولفحت أنفاسه قمة رأسها بخصلات شعرها ، بالأساس يضغط على فكه من ما حدث قبل وقت ، بداية من "حسن " و نهاية لتركه  دون تصفية حسابه ، يشعر بالخوف عليها ، بل والشفقه لما يمر عليها من أحداث صعبه متتاليه ليست هينه عليها .. أنفاسها بجانب  أنفاسه وهذا يكفي لمرور المُر ، ولكن كيف سيمرالمُر ومازال الٱخر موجود بالفعل !! ، شعر بإنتظام أنفاسها  فحرك رأسها ينظر ناحيتها حتى وجدها ذهبت في سبات تتهرب به من الواقع ، تحرك ببطئ حتى اسند رأسها على الوساده ،ثم نهض من الناحيه الٱخرى يلتفت كي يزيح خصلاتها بعيداً عن عينيها ووجهها ، جذب الغطاء أكثر يدثرها به ، ثم نهض بسرعه حينما تذكر ما كان ينوي فعله ، انتشل المرطب ثم فتحه يأخذ منه على أصابعه ، حتى توجه ينحنى يرفع ذقنها ليمرر إصبعه على جرح رقبتها ، ثم عدل رأسها من جديد ،  وضعه بمكانه مره أخرى وهو يمسح يديه بالمنشفة الورقية ، حتى عاد ينظر على وضعها وهي نائمه ، لا تشعر بمن حولها و الغريب بأنها ذهبت في سبات عميق من عزم ضغطها النفسي ، إبتلع ريقه وهو يتنهد ليأخذ أنفاسه ثم إنحنى يقبل قمة رأسها برفقٍ حتى مسد على رأسها ، إعتدل  "غسان" يجلب تيشيرت له كي يرتديه ثم  ليتوضأ ليؤدي ركعتان لله حتى ينعم بالراحه..وأي راحة وهي وضعها كذلك ، بالأساس يحزن لما تشعره وليس مجرد حزن بل حزنه مثل شعور كما تشعر هى الٱخرى ، هو رجل ويشعر أيضاً بمدي ثقل هذه الأيام ، ماذا عنها هي !؟.، عندما يشعر بأن فرد من عائلته به  مجرد خدش يخاف ..ويهاب بأن يمسهم سوء ، وحب الٱم مختلف عن أي فرد وأي شخص، ماذا عن والدتها !! ماذا عن شعورها وهو اليوم الثاني من الزفاف؟؟ ماذا عن نفسيتها وضغطها هى الٱخرى مهما فعلت ومهما قالت تبقى هي الشخصية الذي يشفق عليها وعلى حالها بعيداً عن. كونها حبيبة أيامه وزوجته بعد الٱن !؟ ، هى وبالنسبه له الكل .. وأما عنها فـ في هذه اللحظه تنتظم أنفاسها  وتذهب لعالم ٱخر كونه بجانبها ، كونها مُطمئنه لأجله  ومعه هو ، كون قلبه جوار قلبها وأنفاسه الساخنه كانت تلفح فروة رٱسها التي تؤلمها ، يوم مشحون بالأحداث والضغوط عليها ومهما كان تستمر بالصمود حتى وإن لم تقدر علي ذلك .. تستمر كونها في كل مره تخوض بها احداث عصيبه مثلما تخوض  معركه و يكون "هوَ"  قائد معركتها" هىٰ.."قائد معركة نيروزّ "

«عاهدتك على أن لا تتركني وتترك قلبي وحيداً وترحل ..ورغم ذلك كنت أنا السبب القوي ليجعلك تُفارقني ..وأما عن قلبي. فـ يقسم لك بأن لولا وجودك بجانبه لاختلفت الأوضاع وإنهارت الأحداث وفارقني الكل وبت أنا لأصبح وحيده بوحدة قاسيه من دونك !!! ، عهد ووعد مره أخرى على أن لا تفارق حتى بشعورك ؟!»



"نَيروزّ ". كما تُسمى بنيروزّ الحب ، الوردة ، البهجه، وحتى السعادة البالغه التي لم تراها لوقتٍ يكفيها !! ، كل ذلك يتبخر عنها ويبتعد ، كونها مُسطحة على الفراش منذ أمس ،  يلاحظ إنتفاضها بجسدها بحسرة توجعه ، لطالما تنام على بكاء وألم قلب ،  نهض "غسان" بالأساس قبلها ، منذ ٱمس ولم يهبط بل بقى بجوارها حتى  إستغرق في نومه هو الٱخر بجانبها  أخذاً إياها بأحضانه يضمها باحتواءٍ كلما تنتفض هى رغماً عنها دون شعورها بذلك،  اما الٱن فهو يفتح ستار ما أمام الشرفه كي يضئ المكان عندما لاحظها وهي تتحرك بخفوتٍ ، طالع صينية الإفطار البسيط الذي أعده دون بذل جهد مع مشروب ساخن لديها وٱخر بارد له ، ينتظرها بكل صبر كي تنهض بنفسها عندما يكتفي جسدها من الراحه ، لديه من القول ما يكفيه والذي تعمد تجاهله أمس  عن فكرة ذهابها لـ "حسن" من. الأساس؟! ، إعتدل بـوقفته يفتح أحد الأدراج ليجلب منه أحد الأقراص مره ٱخرى كي  تخف هى من دور الإعياء ،  فتحت عينيها ببطئ وتشوش ،  وبعد لحظاتٍ إعتدلت تجلس وما أن هبطت عينيها عليه تنفست براحةٍ كُبرىٰ ،. وجدته يلتفت وهو يبتسم لها بحنوٍ ثم جلس على طرف الفراش بجانبها حتى وجدها تتحدث بنبره تغيرت أثر النوم :


_" صباح الخير !!"



في هذه اللحظه توجه يقبل قمة رأسها برفقٍ ثم سألها بهدوءٍ بعدما رد عليها جملتها :



_"  لسة  تعبانة ؟"



حركت رأسها نفياً رغم شعورها بالإعياء بكامل جسدها ولكنها فعلتها وأومأت بالنفي..، أبعدت عنها الغطاء ثم تحركت بهدوءٍ إلى أن بقت جالسه بجواره ، تحركت عينيها إلى ما ترتديه من ملابسه ثم ابتسمت بلطفٍ وهي تحرك عينيها ناحيته فوجدته يحدجها بصمتٍ إلى أن تحدث سريعاً وهو يرفع يديه يزيح خصلاتها إلى الخلف :



_" قومي إغسلي وشك وتعالي على البلكونة أكون حطيت فيها الفطار !!"



حركت "نيروز" رأسها بموافقةٍ حتى نهضت بإتجاه المرحاض ، طالعها هو وهو جالس بصمتٍ إلى أن تعمن النظر بها وهي تنهض وحتى ما ترتديه من  ملابسه التي كانت جذابة عليها ،  نهض "غسان"  بعدها  حاملاً صينية الطعام ثم فتح الشرفه بجرها إلى أن فُتحت وضع ما بيديه على الطاولة الخشبيه الحديثه ثم رفع ذراعيه يهبط من الستار أكثر كي لا يراها أحد وهي كذلك ،  أمسك دورق المياه من بعدها ثم سقى الورد والزرع الخاص بها وهو يبتسم بشرودٍ ،  كان يسقيه خلسة من شرفته بشرفتها والٱن يسقيه معها وهي معه بنفس المنزل ،  وجدها تدخل من خلفه مرددة بجملة حزينه أتت بتلقائية من إهتمامها الشديد بذلك :



_" ما سقيتوش وتوهت عنه!!!"



ترك ما بيديه ثم توجه يمسك كفها حتى أجلسها على المقعد ومن ثم تحرك ليجلس  بجانبها  ، أشار لها "غسان" بلطفٍ ثم قال :



_" أنا سقيته بقا ..كُلي يلا !!"



بدأت "نيروز" بتناول الطعام ببطئ كي لا ترفض ويحدجها بحزمٍ وينتهي الوضع بتحدي منه ، رغم كونها لا يوجد لديها أي طعم لأي طعام ،  ولكنها إندمجت ما أن رأته يشير لها ، حتى إستمر الوضع كذلك بصمتٍ ، لاحظت صمته المريب فسألته هى بترقبٍ :



_" هو إنت لسه زعلان مني ؟؟ "



_"لأ!!"



خرجت منه بإقتضابٍ رغماً عنه وسريعاً قبل أن يتحول الوضع سألها عندما إنتهز الفرصه بسؤال يود سؤاله لها منذ أمس :



_" إيه اللي وداكي عند حسن  امبارح؟؟؟!"



سألها "غسان" بجدية بالغه ،. فتوقفت هى عن مضع الطعام وهي تنظر له بغرابةٍ ثم أجابته توضح له :



_" أنا مروحتش عند حسن ، أنا روحت لفريدة ومامتها أتطمن عليهم !!!"




        
          
                
لم يرفع  "غسان" عينيه إلى عينيها بل  تصنع الإنشغال بما يفعله ، إلى ان  رفع رأسه ينظر لها بصمتٍ دام للحظاتٍ ثم رد عليها بإستنكارٍ هادئ :



_" فريدة وأمها ؟! ..يعني" زينات " اللي إنتِ مبتقبليهاش راحه تطمني عليها مش كده ؟"



_" أنا مش فاهمه إيه الغريب في كده  ، أنا مبقبلهاش ومش عاطيالها إهتمام بس لاحظت غياب فريدة فعرفت إنها هناك  روحتلها...لحد ما لاحظت إن مامتها  تعبانة وكانت قاعده مع مامتها عشان كده!!!!"



بنفس الإستنكارِ أردفتها "نيروز" ، فتنهد هو يخرج أنفاسه بنفاذ صبر مع قوله لها :



_" فتقومي قاعده عندهم وواخده راحتك، راحة تقعدي عند واحده إنتي أصلاً مبتديهاش الٱمان !! ، وروحتي وإنتي عارفه إنك مش بتثقي فيها ولا ٱي حد هنا بيثق فيها ،   ومع ذلك قعدتي لحد ما  الناقص إبنها جه وكنتي ممكن تروحي تحت إيده فـ ثانيه .. وكل ده وإنتِ قايلالي إنك راحة تشوفي اختك ومش هتتأخري !"



أردف "غسان" حديثه من عزم خوفه عليها ، إبتلعت "نيروز" ريقها سريعاً فهذه النقطه كان معه كل الحق ، كانت تترد في الدق علي الباب ، أتخبره أم لا، أتتأخر ٱم لا  وكل ذلك تبخر عندما  قتلت التردد بنفسها ودخلت رغم شعورها بأن هناك ثمة شئ ليس طبيعياً ،  حاولت التماسك ورغم كونها  تعلم أنها مخطئه ولكن هاجمته بردها سريعاً وهي تسأله باندفاعٍ :



_" إنت عاوز تتخانق معايا  وخلاص ؟؟ "



تعمد الصمت الساكنّ حتى تنهد يخرج أنفاسه بنفيٍ هادئ وهو يخرج لها حديثه بوضوحٍ كي لا يضعها تحت ضغط مره ٱخرى بظروفها هذه :



_" مسمهاش عاوز أتخانق معاكي وخلاص ، إسمها خايف وخوفت عليكي ، عشان أنا مضمنش المره الجايه ممكن يحصل إيه ، بنبهك لحاجات بتعمليها من غير ما تاخدي بالك من النتيجه، بقولك إنك طالما مش واثقه فحد متديلهوش إهتمام وبنت عمك كانت هتظهر هتروح فين يعني ! ،  قعدت أقولك أرتاحي ونامي وريحي نفسك ونفسيتك بس مُصره تتعبي وتجهدي نفسك ونفسيتك  بردو ، مبسوطه وإنتي من ساعة اللي حصل من  الناقص ده قاعده تتحسري  طول الليل وتشهقي بكلام مش مفهوم ؟؟ ولا إنتي مش فاهمه إني خايف عليكي لسه ؟"



إبتلعت "نيروز" ريقها بتعبٍ وقد تركت الطعام وهي تعتدل ثم أجابته بإختناقٍ :




        
          
                
_"   أنا نفسي أرتاح من كل حاجه..حتى من كلامك اللي زي ده ، وحتى ولو عشان خايف عليا ..بس أنا مبقتش قادره أستحمل !!!"



وكأن طاقتها تستنزف بالفعل ،. لم يقصد ضغطها بل خاف وهاب ما فعلته ، يؤلمه حتى حديثها ذلك ،  نهضت ببطئ تنسحب ، فأغمض "غسان" عينيه بنفاذ صبر من كل ما يحدث ،  لم يعد بإمكانه الحديث معها بطبيعة ، في هذه الأوقات نفسيتها على. شعره واحده رفيعه بل وكونها أصبحت حساسه من كثرة الضغوط هذا يضغطه هو شخصياً ، بالأساس. يعبر لها ويعاتبها على الطريقه  الطبيعيه بينهما ، ما حدث من تغير مؤلم من كل ما حدث كان منها هىٓ ، نهض تاركاً  الافطار هو الٱخر حتى خرج من باب الشرفه غالقها خلفه كي يخفي إضاءة الغرفه تدريجياً. ، وجدها  تفتح الخزانة بخواءٍ  كي تجلب لها ملابس ترتديها ،  توترت سريعاً عندما وجدته يقف خلفها ثم رفع ذراعه يحاوط خصرها مردداً  لها بنبره لينه :



_" أنا مش عاوزك ضعيفة كده يا "نيروز " !!"



تستشعر قربه منها كذلك ، لذا إلتفتت تطالعه بعدما وقف ينظر لها بصمتٍ وما أن رأي دمعتها تهبط حتى أنها توجهت تسند رأسها على صدره فربت عليها وهي تتحدث بأسفٍ :



_"أنا قوية بيك يا غسان ..عشان كده متزعلش مني على اللي حصل ، أنا مكنتش أقصد وزعلك مني بيضغطني أكتر.. وحتى الوقت ده اللي المفروض أكون مبسوطه ومرتاحه فيه بقيت مضغوطه  ومش قادره، يعني ٱ... !!!"



تستشعر ضمه لها أكثر ، لذا وجدت نفسها تجلس على طرف الفراش بعد لحظاتٍ وهو بحانبها ،  أخرج أنفاسه وهو يسألها بلين وإهتمام  مع قطعه لحديثها بمرواغةٍ :



_"يعني إيه ؟!"



_" يعني أنا مقصدش اللي قولتهولك ده والله العظيم ، أنا كل ما بفكر فالحاجه الحلوه والوحيدة اللي فرحتني فكل ده ، إني بقيت معاك إنت وفحضنك إنت .. وحتى مراتك إنت مش حد تاني مجبوره ومغصوبه عليه ، أنا بحبك ونفسي متسبنيش ونعيش حياة هاديه سوية من غير ضغط ومشاكل وحورات من دي ..أنا مبقتش  حمل ضغط من ده ..أنا  عايزه أشـ..."



توقفت عن أرداف الحديث أكثر عندما وجدته يقبل ما بجانب عينيها برقه شديدة ثم قال وعينيه لا تفارق عينيها :



_"    إيه يرضيكي ويخليكي مبسوطه  ومرتاحه يا نيروز !!!"



سألها هو بكل إهتمام وعينيه  الشغوفة بها لا تفارق عينيها المتأثره وهي تجيبه  بنبرةٍ صادقه توضح له بها ما تريده :



_"مش عايزه أي حاجه غير إنك متبعدش عني ومتسبنيش ، إنك تكون هادي وحياتنا هادية بعيدة عن  المشاكل !!!"




        
          
                
لا تريد فراقه  حتى وإن قال لها بطريقة غير مباشرة أنه سيفارقها ما ان تنتهي المحنه، تهاب هذه النقطه رغم قوله لها دون التنفيذ وهو يعلم أنه لن يقدر على فعلها ، تريد حياة أكثر راحه ، والٱن تهاب نقطة مستقبلية جديده  ما أن علمها هو سيتبدل لٱخر وتعلم هى ذلك ، لم تأخذ الفرصه بقولها كونها تتأثر تحت حديثه ونظراته وحتى أفعاله وكلماته ،  خرجت من شرودها سريعاً عندما وجدته يمرر يديه  على ظهرها بحنانٍ مردداً  بنبرة صادقه يحثها :



_" خلاص  متقلقيش .. قومي غيري عشان نروح المستشفى لمامتك ، وأنا هلبس  وهستناكي ننزل مع بعض  !!"



إبتلعت "نيروز" ريقها بتردد وهي تهز رأسها بموافقةٍ ثم قالت بتردد ٱخر  قبل أن تنهض:



_" أنا كنت عاوزه أقولك حاجه!!"



تنهد "غسان" يتنفس بعمقٍ ثم أمسك يديها المرتجفه وهو يهتف بنبره مطمئنه :



_" إنسي اللي فات بقا   ، متضغطيش نفسك من تاني  ، إطمني خلاص مفيش حاجه، قومي غيري يلا !!"



إعتقد بأنها ستفاتحه مجدداً بأسفٍ لما تريد قوله من ما فعلته ولكنها كانت تقصد شئ ٱخر تخاف أن تفاتحه به  وتخاف من ردة فعله مرة ٱخرى لذا ترددت، إبتلعت ريقها وهي تهز رأسها رغماً عنها دون نبس أي حرف ، حتى نهضت بعدما ترك كفها برفقٍ وهو يطالعها إلى أن أخذت ملابسها من الخزانة وتوجهت بها ناحية المرحاض ، نهض هو الٱخر يأخذ ملابسه المناسبه للخروج من الركن الخاص به ثم توجه بها للخارج حيث المرحاض العام بالشقه ، سيرتديها سريعاً عنها بالطبع ثم ليهبط بعدها يرى ما ٱخر الأحداث معها ، وللنظرة القادمة ياليته ما هبط !!! 



________________________________________________



قبل وقتٍ من الٱن ، لم تفتح هىٰ عينيها منذ أمس بسبب إرهاقها وتعبها ، وحتى ما حدث أمس من صراخ وعقبه أتت عليهم لم تسمعه هى بل كانت بعالم غير عالمهم الواقعي ذلك ، وعدم وجوده بجانبها لا تنتبه له هى من الأساس ، تفتقد إحتوائه وحتى أنها ترى أن شقيقتها قست عليها بالحديث لا تعلم بأنها جاءت لها من عزم خوفها عليها ، فتحت "ياسمين" عينيها بتشوشٍ حتى إنتفضت بسرعه ما أن رأته يجلس على طرف الفراش بجانبها ، اعتدلت تجلس بسرعه ، فأسندها "حازم" سريعاً بتعنيفٍ :



_" براحه على نفسك يا مجنونة !!!"



ما أن إستوعبت وجوده حركت رأسها بعشوائيه وهي تتنفس ثم سألته سريعاً باهتمامٍ وصوتها المختنق مازال يظهر :




        
          
                
_" إنت جيت من إمته ..أنا فكرتك مش هتيجي وهتبات معاهم لحد ما أجيلكم أنا !!!"



يري الضعف إلى الٱن بنبرتها وحديثها وحتى دموعها المحبوسه رغماً عنها ، يعلم بأنها أكثر من وصفت بلين القلب الذي لا يحتمل موت زبابه !! ، إلى ذلك التشبيه؟؟ رغم تبجحها ؟؟ ، ابتلعت ريقها وهي تتنهد بإرتياحٍ ما أن أخذ رأسها يضمها  بذراعه ناحيته ثم أجابها بإطمئنانٍ :



_" جيت قبل الفجر بشويه، لما لقيتهم بيطمنوا عليها جاهزه ولا مش جاهزه بالفحوصات وكله كان تمام ، بدر أخد اوضه مع وردة  وكنت هاخد أوضه بس رفضم وقالولي روح خليك مع ياسمين ..وبصراحه أنا كنت هموت من القلق عليكي لحد ما كل شويه كنت بتصل بـ عايدة ..ولما جيت لقيتها صاحية قصاد أوضتك منامتش وعرفتني اللي حصل !!!"



إنتهى حديثه بقبله على رأسها برفقٍ ، فخرجت هي تسأله بغرابةٍ من ٱخر حديثه :



_" حصل إيه فـ إيه مش فاهمة!!!"



_" قومي إلبسي  بس وهفهمك !!"



قالها "حازم" بلين  فحركت رأسها موافقة على ما قاله حتى نهضت ببطئ فأمسك ذراعيها يسندها كي تنهض من على الفراش ..!!



..أما الٱن وبعد ذلك الوقت بخارج غرفتهما ..وقفت "جميلة" بـ صالة المنزل بعدما تجهزت كي تقوم بزيارة زوجة عمها ، وقفت مع "فريدة" و"عايدة"، منتظرين خروج "حازم" و"ياسمين" .. حدجت "عايدة" "جميلة" مطولاً ثم قالت لها بضغطٍ مرة أخرى  :



_" يا بنتي روحي شوفيه عشان خاطري .. بيقولك ما بينطقش من إمبارح، إسمعي كلام أمك وروحي ربنا يهديكي !!!"



تضغط عليها منذ وقت بأن تذهب لشقيقها ، تعلم بأنها مطلوبه من "زينات" لـ تراه، بواسطة "فريدة" راقبت "فريدة" الوضع، بينما إندفعت "جميلة" سريعاً :



_" ما أنا شوفته إمبارح ، خلاص يا ماما بقا متضغطنيش !!! "



نظرت لها "عايدة" بخيبةٍ وقلة حيلة ، ووقفت صامته هى والٱخرى تنظر على التردد بعين إبنتها ،  إلى أن فُتح الباب بعد دقائق ..باب غرفة "حازم" وهو يهدأ "ياسمين" ويطمئنها على حالة "نيروز" ، إلتفت كل منهم  للٱخر ينظرون لبعضهم ، بينما وقف "حازم " يشير إلى "عايدة " بقوله :



_" خليكي معاها كده يا ماما على ما نيجي !!"



كادت أن تعترض "ياسمين " فحدجها "حازم" بنظرة حازمه حاده جعلتها تصمت ، أشار هو  لـ "جميلة" بيديه فسارت من خلفه دون كلمة اعتراض واحدة ، فُتح الباب ..إلتفت يمد يديه لـ "فريدة" كي تعطيه المفتاح ، أخذه منها ثم فتح الباب ، وبدأ في السير نحو الداخل. وهما من خلفه تاركاً الباب من خلفه مفتوح ،  فتح غرفة "حسن" ثم دخل بها  حتى وجد "زينات"  تجلس بجانبه  تراعيه على المقعد المريح، تنهد "حازم" يخرج أنفاسه فرفعت هي عينيها وهي تنتفض ما أن وجدتهم أمامها ، إبتلعت ريقها بترقبٍ ، فسألها "حازم" بنبره هادئه :




        
          
                
_" عامل إيه دلوقتي ؟!"



رأى الجهل بنظراتها ، فإعتدل ينظر لـ "جميلة" ثم قال لها بأمرٍ :



_" شوفيه!!



توجهت تنفذ ما قاله لها شقيقها في حين وقفت "فريدة" ساكنه ، فإعتدل "حازم" يشير بعينيه نحوها قائلاً بجمودٍ :



_" اسمعي اللي هقولهولك ده كويس ..إبنك يفوق وتقوليله يغور من هنا قبل ما عيني تقع  عليه وهو فايق ..عشان لو حصل حاجه منه تاني هطردك إنتي وهو من هنا .. حتى لو الشقه مكتوبه بإسمك قادر اعملها وٱخد منك اللي وراكي واللي قدامك ..مش بعيد تكوني إنتي اللي بعتاله بعد ما فاق وجبتيه وسميتي بدنه بكلام من كلامك المقرف ده !!"



فقدان الثقه ثم التقزز من الشخصيه كونها حقيره في بعض الأوقات؟! ، تعتاد الطريقه وحتى هو لا يستبعد شئ كهذا ، لم تستطع التبرير ، بل إبتلعت ريقها بضعفٍ ثم تفاجٱ بهجوم"فريدة " بردها وهي تقول بتلقائيه أتت من دفاعها عنها :



_" بس هي معملتش كده .!!"



تبرر بصدق ليس للدفاع فقط ،فقد كانت مريضه مسطحه علي الفراش بدور إعياءها  كيف لها بأن تطلبه ليأتي بل ولم تكن تعلم أين المستشفي الذي كان هو بها ، حدجها "حازم" بحدة ثم أشار لها بعينيه قائلاً  بحزمٍ :



_"مسمعش منك ولا نص كلمة !!"



ٱكمل سريعاً وهو يشير بعينيه ناحية "جميلة" التي إعتدلت بترقبٍ من حالة "حازم" الحاده ، وجدته يسألها بنبرةٍ هادئه :



_" فايق ؟"



_" لأ هو لسه مغمي عليه ، شويه وهيفوق !!!"



حرك رأسه بتفهمٍ ثم إلتفت يسير مره أخرى بإتجاهه للخارج بعدما  حدج "زينات " بقوه ، بالأساس يستحدم التهديد بشخصية حاده كي تهاب وتحذر الٱخر ، خرج من الشقه بأكملها حتى وجد "ياسمين " تتشبت بأحضان"نيروز" التي هبطت للتو مع "غسان"،  بكت بأحضانها وهى تسألها بكل لهفه :



_" إنتي كويسه صح ؟؟؟؟"



هزت "نيروز" رأسها بموافقةٍ وهي تحرك عينيها بلهفه عليها مردده بإطمئنان أمام الٱنظار :



_" أيوه أنا كويسه والله ..بلاش تعيطي بقا !!!"



إبتلعت ريقها وثم سكنت تدريجياً  عندما وقف بجانبها "حازم" يسندها برفقٍ ، تقابلت أعين "جميلة"و"نيروز" فتعمدت "نيروز", الاصرار على موقفها تجاهها ، تحرك "غسان" بطريقةٍ خافته يجلب هاتفه من جيب بنطاله ، فوجد هو "نيروز" تمسكه سريعاً خوفاً من تهوره ليدخل إلى الداخل حيث "حسن" ، تخاف بطريقة شديده قويه ، حتى أنه يتألم من هوسها ذلك ، مرر يديه على كفها بحنوٍ ثم إعتدل يريها الهاتف بخفه ، فنظرت نحوه بتشككٍ لا تريد ضغوط أخرى ، فوقف"حازم" مردداً بنبره هادئه لهم:




        
          
                
_" طيب أنا هسبق أنا وهم ..وهنستناكم هناك ؛ عاوزين حاجه قبل ما نمشي؟"



_" لا بالسلامه إنتم ، هنحصلكم !!!"



رد عليه "غسان" بقوله ذلك سريعاً ، إنتظر إلى أن  دخل بعضهم المصعد والبعض الٱخر هبط على السُلم ،  وجدها تنظر إليه بصمتٍ ، الحيره ترافقه هو في أمرها ، لا يري سوى هى وراحتها لذا لم يفكر سوى بكيف سيريح أعصابها المشدودة هذه ؟! ،  زفر بصوتٍ وهو يمسك كفها إلى أن دق باب شقتهم بصوتٍ هادئ وهي بجانبه ، وقف للحظاتٍ إلى أن فُتح له الباب بواسطة "شادي" الذي كان يحمل "يامن" الساكن معه ، نظرت له "نيروز" بلهفه وهي تنتشله منه ثم دخلت به إلى الداخل سريعاً ، أما هو فدخل ببطئٍ  محركاً أنظاره نحو الصاله الصامته ، و إلتفت يسأله باهتمامٍ :



_"أومال هم فين ؟"



_" مشوا من بدري هناك للمستشفي  وصلتهم ورجعت عشانك وعشان مش ضامنك لما تنزل إنت وبسام هتعملوا إيه، عاوزك  تعقل كده واعرف إنه خاف عليك  و..!!"



حرك "غسان" رأسه بعبثٍ  منه ثم قال يوضح له سريعاً :



_" مش هعمل حاجه..هو فين أصلاً خلينا نمشي !!"



قالها بعجالة ، فأشار له نحو غرفة"شقيقه"، وقد دخلت "نيروز" لـ "وسام" بغرفتها ، فتح "غسان" غرفة "بسام " دون أن يدقها ، فوجده يقف أمام المرٱه يمشط خصلاته بعدما إنتهى من إرتداء ملابسه لم يلتفت هو لشقيقه بل تحدث  بجدية ومازال على وضعه :



_"في حاجه إسمها نخبط قبل ما ندخل لو بتفهم فالذوق  وبنقدر الحالة وبنعمل حساب للحياة ..مش هيصة هي !!"



 لم يكن يقصد الباب ودقه عليه بل يلمح له عن ما فعله ، وجده سريعا. خلفه ، سمعه "غسان" وكان "شادي" يترقب الوضع ، نظر له "غسان" بسخريةٍ لاذعه وهو يسأله بتهكمٍ  :



_" وأنا  من إمته وأنا كنت بخبط عليك ..بلاش حورات من دي  ولو عندك حاجه لفلي كده  وقولهالي فوشي !"



أغمض "بسام" عينيه  بغيظٍ من طريقته ، وبالأخص أنه فهم أن الٱخر يرسل له بطريقة غير مباشرة أنه غير نادم علي ما حدث أمس ، إلتفت يهاجمه سريعاً بتعنيفٍ :



_"   الحوارات دي إنت اللي بتعملها ومفيش غيرك بيعرف يعملها . هتموت وتوقع نفسك فمصايب  ودواهي، مبتخافش على نفسك وحياتك ومراتك ومستقبلك ؟؟؟!!! "



طالعه "غسان" بصمتٍ للحظاتٍ ثم حرك عينيه نحو يد شقيقه الذي يتحدث بها ، تلك الحركه المستفزه الذي يكرهها منه ومن "نيروز" هي الٱخرى ،  تنفس ببطئ وهو يجيبه بنبرةٍ تعمد أن يثير  بها إستفزازه :




        
          
                
_" وإنت خسران إيه من ده كله؟؟؟ إنت مالك أصلاً !!! عاوزني أقف ساكت ومراتي بتتهان ؟!!!  إنت بتفكر إزاي ؟؟؟؟"



إندفع "بسام" يمسكة من ياقة قميصه بانفعالٍ ثم قال بنبره مرتفعه جعلت شقيقته وزوجة الٱخر يهرولان لهم :



_" مالي عشان أخوك وخايف عليك يا غبي ؟؟؟؟ ولا مالي وأنا مقولتلكش متعملوش حاجه ؟؟؟ أنت واعي كنت عايز تعمل فيه إيه؟؟؟؟ هتقتله عشان ترتاح وتريح مراتك ؟؟؟؟؟ مراتك اللي من ساعة ما دخلت علينا وإنت ماشي توقع نفسك فمصايب وبلاوي مبتجيبش أي حل ليكم !؟؟؟؟؟"



في كل مره ينفعل بها يعكر من الحديث ، ما أن سمعت هى ما قاله عنها إبتلعت الغصه المريره التي توجد بحلقها ، فصل بينهما "شادي" سريعاً  وهو يحاول إمساك "غسان" عنه كي لا يندفع عندما صاح عالياً له بإنفعالٍ مماثل عندما سبه بأول وٱخر جملته :



_" إنت عارف إنت بتقول إيه يا ***  إنتَ ؟؟؟؟؟"



فصل بينهما "شادي" بأعجوبة ، وتوجهت "وسام" تسحب"بسام"  بعيداً عن "غسان" الذي فهم قول شقيقه بالخطأ ،  أهبطت "نيروز" الصغير أرضاً ، وهي تتوجه سريعاً لتمسك ذراع "غسان" الذي فاض به هو الٱخر من كثرة الضغط عليه ،  سمع هو قوله الٱخير له و"وسام" تمسك ذراعيه :



_" إفهم يا بني ٱدم إنت ..أنا خايف عليك ، خايف يا متخلف !!!!!!!"



نفض "غسان" يدي "شادي" عنه ثم وقف يتنفس بصوتٍ مسموعٍ حتى وجه عينيه ناحية "نيروز" الذي أشار لها بأن تخرج بقوله الجامد كي لا يجعل  بحديثه علاقة زوجته وشقيقه حساسة بعد الٱن :



_" أخرجي برا  إنتي وهي !!!"



تعلم شقيقها لذا أمسكت كف "نيروز" تسحبها رغماً عنها رغم عنادها وإصرارها ، أغلقت  "وسام" الباب خلفها  ببطئ ، فوقف "شادي" خوفاً من  تطور الوضع بينهما،  ومن ثم تنهد "غسان" يخرج أنفاسه ثم بدأ برده علي قول شقيقه الٱخير :



_" خوفك ميدكش الحق تتكلم عن مراتي كده فوجودها .. ولا يديكم الحق من أساسه تفكروا بكده بسبب بس انها بقت مراتي ومسئوله مني ، وعشان كفايه اللي بيحصلنا ده أنا هسكتلك يا بسام زي ما سكت المره اللي فاتت وإنت بردو بتتكلم من غير ما تعمل حساب لكلامك اللي خارج ده خارج لمين وقصاد مين وبتضغط وتظلم مين بيه ،  وأنا راضي بالمشاكل. المصايب اللي مبتجيبش حل ليها ولا ليا ، ومبسوط بحياتي معاها حتى لو بدخل فحورات تعباك أوي كده، خليك براها  . !!!"



أردف حديثه متحلياً بٱخر ذرة صبر لديه ، فوجد الٱخر يندفع بصراخٍ مفاجئ يفهمه ما يعنيه :




        
          
                
_" إنــت مجـــنون يا بني ؟؟؟؟ مــجنون ومش فاهم حاجه!!!!!!"



صرخ به "بسام " بإنفعالٍ كونه فهم وهلل الٱمر للتضخيمِ ، بهذه اللحظه فقد السيطره على نفسه بل رفع يديه يدفعه عنه بعيداً  تزامناً مع رده المرتفع هو الٱخر :



_" إنت اللي مجنون ومش عارف إنت بتقول إيه ، عشان لو عارف فبعد كلامك ده مش هلاقي غير كلمة "طلقني يا غسان " اللي أنا بحاول أمشي الدنيا بينا عشان متوصلش تاني للحظه دي ، اللحظه دي اللي حصلت لما هي حست إني محطوط فمشاكل ومصايب بسببها ، واللي إنت جاي تقولها الوقتي قدامها بكل سهوله زي ما أمك عملتها قبل كدة .. وإنت زي المتخلف مش فاهم أي حاجه !!!!!!!"



أردف  "غسان"حديثه له بعدما أمسكه من  تلابيبه تراخت يدي "بسام " عنه فسحب "شادي" "غسان" مره أخرى بعيداً عنه وهو يهدأه ، فوجده يتحدث مره أخرى وكأن فاض به الكيل :



_"كل مره بسكت وبعدي حاجات محدش شايف إنها بتحصل أو ممكن يحصل بسببها حاجه ، بس أنا بقول كفايه بقا ..كفاية من ساعة ما قولت محدش عاد يتدخل فحياتي وبردو مصممين علي الخراب ..أعملكم إيه تاني أنا ، أتصرفلكم ازاي  وأعدل بين كل ده ازاي؟؟؟؟؟؟؟!!"



أعلن عجزه بنبرته التي بُحت في ٱخر حديثه ، بالأساس عبر الٱخر عن خوفه بالطريقةِ الخطأ الذي يعلم بأن شقيقه سيفهمها ٱخر لا محال بل وبالخطأ ، فتح "شادي" الباب وهو يسحب "غسان" خلفه بقوله له كي يهدأ الوضع :



_" كفايه كده  ..إمشي يا غسان .. امشي إنت ومراتك ..وإحنا هنبقى نيجي وراك..بس إمشي دلوقتي يلا !!!!"



وقف يطالع شقيقه بصمتٍ ، "بسام" الذي نظر له بلومٍ لعدم فهم خوفه والٱخر الذي ينظر له بلومٍ ٱخر مختلف ، لوم لحدوث وإنقلاب أشياء ٱخرى بسبب حديثه ، ولوم لضغط جديد عليه ، ضغط لجبل الضغوط الذي لم يعد يتحمل كل ما يحدث ، ورغم صبره بسببها الٱن يضغط حزناً عليها للمره الذي لا يعرف عددها ، وجد هو "نيروز" تدخل وهي تحبس الدموع بمقلتيها ، وما أن سمعت قول "شادي" ، تحدثت وهي تمد كفها تمسك كفه :



_" يلا نمشي يا غسان .!"



قالتها بنبرةٍ مختنقة ضعيفه، شعر هو بها وبثقلها ، يريد في كل مره  تهدئة الوضع بينهما وحتى هذه اللحظه عندما عاتب شقيقه أخرجها من الغرفه ، حملت"وسام" "يامن" كي تطمئنها ، فسار "غسان" بجانب "نيروز" إلى الخارج إلى أن أُغلق باب الشقه خلفهما ، وبقت "وسام". تقف أمام "شادي"و"بسام" ، تحركت عيني "وسام" بلومٍ ناحية "بسام" وهي تقول:




        
          
                
_" ليه  كده يا بسام ؟ دا إنت إللي بتقعد تقول لماما كل شويه إن مينفعش اللي هي بتقوله ده .. تقوم تروح تفهمه  خوفك عليه بالمنظر ده ، إنت عارف غسان طالما فهم حاجه  صح غلط  هتبقي عنده زي ما فهمها وخلاص.. إحنا بجد ما بنصدق الدنيا تكون تمام !!!!!!"



تحدث "شادي" عقب ما  قالته  بإختصارٍ له ينبهه لما إقترفه رغماً عنه :



_" شوف بقا الوضع لو باظ هيوصل لفين ، بالذات عند نيروز  ، لو إنت مش فاكر لما سمعت حاجه شبه كده راحت لغسان وقالتلله يطلقها بسرعه ساعة حادثة وسام أختك ، مش إحنا اللي هنفهمك يا بسام نيروز بتخاف وحساسة فالموضوع ده قد إيه ..وكمان حسن ظهر من تاني ، وكل مره بتقعد تقول أخوك مضغوط فيها ،ٱهو إنت إللي ضغطه دلوقتي من غير ما تحس!!!!"



زفر بصوتٍ مسموع عقب قوله ، ثم إلتفت يشير لـ "يامِن" حتى جاء له وهو يضحك دون فهم أي شئ من الأوضاع ، يتمنى الكل بهذه اللحظه أن يكونوا مثله هو ،  لم يرد عليهم "بسام" بل لاحظ خروج "شادي" مع الصغير ثم قول "وسام" الساكن له :



_" يلا يا بسام!!"



_____________________________________________



نصف ساعة تمر وهي تفكر  بماذا تهدي الحياه لشخص مثلها هىٰ ؟ ماذا أخذت وماذا  فعلت؟ ليحدث لها كل ذلك.. تكتم دموعها بأعجوبةٍ وهي جالسه بجانبه بالمقعد في السياره ،  تريد شهقاتها أن تخرج ولكن تأبى الخروج فتنتفض هى بطريقةٍ غير ملحوظه ، تود ترك  كل ذلك والذهاب بعيداً حيث لا يُعرف لها ولتعبها طريق ،  إتضح انها الٱخرىٰ لم تأخذ نصيب من إسمها لم ترى البهجة ولا الفرحه ولا حتى العيد بعيد ما هي به ، شردت بشرفة السيارة تنظر إلى الخارج  بصمتٍ ولم تتحدث عن أي شئ حدث ، بل صمتت صمت يوجعه هو قبل أن يوجعها ، ينظر إليها ويتابع ما تفعله بترقبٍ وإهتمامٍ ، يعلن عجزه لأول مره عن إبداء حل لما هى به ، كلما يهدأ ويسكن الوضع بينهما يعود منقلباً مره أخرى ، تنهد يخرج انفاسه ببطئٍ..وهو يركن السيارة بإحدى الجوانب ثم أوقفها وأخرج المفتاح وهي مازلت شاردة بموضعها ، إلتفت برأسه ينتظرها وما أن وجدها ساكنه مره أخرى مد أنامله يدفعها بحنوٍ كي تنتبه فإنتفضت وهي تشهق بقوه ، إعتدل "غسان" سريعاً. بخوفٍ يسندها كي لا تصطدم رأسها ثم قال بنبره سريعه متلهفه :



_" مالك يا نيروز ،  مالك. .. متخافيش !!!"



قالها منحنياً وهو يفتح باب السياره ، سكنت تدريجياً وهي تعتدل بين يديه ببطئٍ إلى أن أخذت أنفاسها بصوتٍ وهي تحرك عينيها ناحيته ، حالها يصعب عليه هو حتى أن الدموع تتجمع بمقلتيه فأصبحت لامعه لها وهي التي تنتبه في كل مره لم تنتبه له هذه المره ، حركت رأسها تردد بضعفٍ تحاول إخفاءه والتماسك :




        
          
                
_" أنا كويسه مفيش حاجه !!!!"



إعتدلت هى عقب قولها ، ففتح لها "غسان" الباب وهو يمد ذراعه ، ثم أسندها كي تتوقف ، فخرج من الباب الٱخر  غالقاً إياه من خلفه، وهو يلتفت للناحية الأخرى ، مد يديه  يمسك كفها برفقٍ وهو يدفعها فنهضت ثم أغلقت الباب خلفها ، فأغلقها هو إلكترونياً ، ثم سار بجانبها ممسك بكفها البارد بين كفه ، وكفه الٱخر ممسك به هاتفه الذي يتحدث به مع "حازم" ليعرف المكان تحديداً .. ، وكأنها الغريبه في هذه الدقيقه لا تعرف سوى يديه هو ولو كان الوضع بوضع ٱخر لإرتمت بأحضانه للتوّ بسبب ما تشعره ،  ركبت معه المصعد بسكونٍ ليصعدا لغرفة والدتها بالطابق في الٱعلى ،  دلك كفها في لحظتها بحنوٍ وقد لاحظ إرتجافة يديها التي تزداد فأردف سريعاً. وهو يدلك كفها الذي يرتجف بشدة :



_" بس ..بس ..إهدي أنا جنبك .. أنا معاكي يا نيروز سيبك من اللي بتسمعيه. سيبك من أي حاجه !!"



يطمئنها بألمٍ أما هي فتمسكت بكفها به، ثم رفعت عينيها المرهقه له حتى وجدت الخوف واللهفه بها ، إبتسمت له إبتسامة مهزوزه ، وكأن ذاكرتها تسترجع أيام ذهاب والدها المستشقي ورقده على الفراش بتعبه الشديد ، لا يمكن أن تعيد الأيام نفسها بهذه الطريقه وبالأخص بتلك العقبه الشديده القاسيه عليها ،  مرر "غسان" كفه على ذراعها وكتفها بإحتواءٍ فوجدت نفسها تخرج له حديثها بتعلثمٍ وخوف لأول مر يظهر:



_" أنا ..أنا خايفة !!"



_"وأنا جنبك.. مش هسيبك !"



يؤكد لها إن حدث أي شئ فهو بجانبها ، فكيف لها بأن تخاف ، ابتلعت ريقها ببطئ ما أن فُتح المصعد ، أسندها هذه المره وقد رأى جلوس "بدر"و"حازم"و"حامد"  و"عز" بالخارج أمام الغرفه في الطرقه ، أسندها برفقٍ وهو يسير معها إلى أن وقف ، ومد يديه يشجعها كي يفتح الباب ، فتحه ثم أشار لها بالدخول حتى دخل فدخل "حازم" و"بدر" و"حامد" و"عز"  من خلفهما ،  وما أن وقعت عينيها على "ياسمين" الباكية بأحضان "سمية" ثم "وردة"  إهتزت ، وجدت الكل يقف يفسح لها المجال من النساء والفتيات ،  إعتدلت "سمية" بهدوء وهي تجلس على الفراش الطبي مرتدية الملابس المتجهزه لإجراء العملية ، فتحت لها ذراعيها ،حتى وقفت "نيروز" بترددٍ تنظر له هو في هذه اللحظه حتى شجعها "غسان" بنظراته وكأنها طفله بهذه اللحظه حينما قال وهو يسحبها:



_" روحي.. روحيلها يلا   وهترجعلك متخافيش !!"



وجهها وقدمها إلى أن إرتمت بأحضان والدتها ببكاءٍ صامت فربتت عليها "سمية" بتعبٍ وهي تقول :



_"متخافيش يا حبيبتي  هرجعلك ..بس كوني مبسوطه ومرتاحه ..متعمليش فنفسك كده !!"



تشبتت في أحضان والدتها بهذه الثانيه وهي تردف  بعمقٍ وضعفٍ جعل البعض يبكي بقلة حيلة عليها:



_" بس أنا خايفه أسيبك ومترجعيش !"



جُملة عاجزه متعبه بعد كونها منهكه ، أنهكت منها ومن والدتها وحتى منه هو "غسان" الذي دار وجهه سريعاً قبل أن تهبط دمعته مع هبوط دمعة والدته وكل النساء والفتيات. وشقيقاتها ، وحتى عين "حازم" التي أدمعت وهو يحتوى "ياسمين" ومن ثم "عز" الذي تنفس بتعبٍ كونه يفهم مدي تصل صعوبة هذه اللحظه وهو يربت علي كف "جميلة"، لاحظ دخول "وسام"و"شادي" بالصغير التي أخذته "وردة" بلهفه وهي تقبله بإشتياقٍ مع "بدر" الذي إحتضنهما بهذه اللحظه ،  دخل "بسام" يقف بصمت مترقبٍ ، إلا أن لاحظ لمعة عين "غسان" وهو يأخذ أحد الأركان في الغرفه ،  وبعد كل ذلك وتزامناً معه تحدثت "سمية" لها تجيبها ومن ثم تجيبهم :




        
          
                
_"لو خوفتي يبقي هرجع بإذنه ..بإذن الله يا حبيبتي !!!"



ضمتها إلى صدرها  تعلم أنها تعاني بوجعٍ من أجلها ومن أجل كل ذلك ، تحركت بخفوتٍ فتمسكت بها "نيروز" بعنادٍ ، ما أن سمعت قول إحدي الممرضات بهذه المشستشفي وهي تدخل مع أخريات متحدثين برسميةٍ ولباقة  :



_" بنتمنىٰ تكوني جاهزه عشان نتحرك لغرفة العمليات ..!!"



صمتت الأولي ثم أشارت الممرضه الٱخرى بلباقه لهم :



_" بعد إذنكم !!"



خرج الجميع ينسحب واحد تلو الٱخر ، وواحدة تلو الٱخرى ، وكل ذلك ولم تتحرك "نيروز" من أحضانها  بإصرارٍ ، وقفت "وردة" تدفعها بذراعها الحر التي لا تحمل به صغيرها ومن ثم وقفت "ياسمين"  ، يميلان  ليحتضنوها حضن ٱخير ، تشبت الثلاثه ببعضن وبينهم صغير من إحداهن !! ، مشهد صعب  بعد كونه جميل من الخارج وفقط ، ضمتهم "سمية" بتٱثر ٍ وقد خانتها نبرتها المختنقه وهي تظهر بضعفٍ لهن قائله :



_" خلي بالكم من بعض ، كل واحده أمانه عند التانيه ليوم الدين!!!"



وصية ومسئوليه !! ، خرج الإثنان بأحضان أزواجهما الذين بقوا وفقط ، ولم تخرج أيضاً "نيروز" التي شهقت بوجعٍ وهي تقول بقهرٍ جعلت دمعة "غسان" تهبط عليها الٱن حينما قالت بخيبة وتمني للحزن لطالما  تود بقاء "والدتها" وفقط :



_" مستعدة استناكي وهستناكي حتى لو كل الأيام فيها وجع و مش هينتهي !!!"



عن أي دموع بعد الٱن تهبط منهم ، وماذا ينتظرون هم بعد  أمنيتها بالحزن الدائم مقابل عودة "والدتها" إلى أحضانها الدافئه لتسعد من جديد ،  عجلتهم الممرضات وهي بإصرارها ترفض تركها رغم تهدئة "سمية" لها ولكن الٱخرى تأبى حتى وإن تحدثت بحديث متعقل ، خفى "غسان" أثار دمعته سريعاً ثم تحرك إلى أن وقف بخفه ومد ذراعه  يدفعها عنها بسرعه وإندفاعٍ داخل أحضانه هو ثم كتف حركتها سريعاً وهو يحثهم بتعبٍ مشيراً لهم بعينيه مردداً بإنهاكٍ :



_"شوفوا شغلكم..!!"



حركوا الفراش المتحرك وهي عليه ، وتزامناً مع تحركها نظرت لكل زوج من فتياتها نظره يعلموها جيداً ، حاولت "نيروز" التملص والتحرك بقولها الباكي سريعاً :



_" لأ يا ماما إستني ..أنا لسه عندي كلام كتير واللهِ  متمشيش عشان  خاطري !!!"



أكملت سريعاً بوجعٍ بعدما أستسلمت لتستكين بداخل أحضانه  بإستسلامٍ مع نبرتها الباكية :



_" متمشيش أنا خايفه مترجعيش !!"



ضمها "غسان"  بهذه اللحظه بشده حتى كادت أن تُسكر ضلوعها ، في حين كان بكاء "ياسمين" يرتفع و"حازم " يهدهدها كما كانت "وردة" و"يامن" الذي بكي ما أن رأي والدته تبكي !!!! 




        
          
                
_" كفايه يا نيروز ، كفايه عشان خاطري بلاش اللي بتعمليه ده!!!!"



يترجاها لأول مره بمثل هذه الطريقه، "غسان" الذي أعلن ضعفه من بينهما ، وما  أن رأي "بدر" بكاءه  بكى هو الٱخر كما بكى "حازم" بصمتٍ وهو يسحبها للخارج ،   بكاءه وهي بأحضانه جعلها تربت عليه بوجعٍ هى الأخرى وهي تسأله بترقبٍ :



_" هترجع صح ؟؟ ..قولي إنها مش هتسيبني  يا غسان  ونبي و توجعني!!!!"



حرك "غسان" رأسه بنعمٍ وهو ينفي  جزء ويؤكد جزء دون نبس أي حديث، أسندها ليخرج بها كي تعود إلى المنزل كما وصتها "سمية"ووصته ، فوجد هو "والدة" يقف في حين ذهبت "دلال"مع "وسام" مع"شادي " ليعود بهم إلى المنزل بسبب كثرة الأعداد ومع "عايدة" و "فريدة" ، وجده يقف بجانب"عز" الذي إحتضن "جميلة" وبجانب"حازم"و"ياسمين " و"بسام " "و"بدر"و"وردة" ، توجهت "وردة" تمد ذراعيها لتأخذ "نيروز" بين أحضانها ، فتحرك هو يقف بجانب "حامد" الذي ضرب كتفيه يحثه على الصمود  ، فإستجمع هو قوته في إردافه علي القول ثم قال بهدوءٍ مع نبرتهِ المختنقة  :



_"يلا يا حج عشان تروح!!"



_" مش هروح يا غسان..أنا هنا مكانك ومكان أمك اللي مش هتقدر ولا حتى إنت ولا مراتك ، روح انت  مع مراتك زي ما أمها  وصتكم ، وأنا هنا هفضل مع "بدر" و"حازم " وهطمنكم كُل شوية !!"



يعلم بأنها وصية يجب تنفيذها بعدم انتظاره هو وهي تحديداً لذا يجب أن يأخذها تاركاً المستشفي ، ومن ثم ستعود "ياسمين" مع"وردة" مع"حازم" ثم سيعود هو مجدداً لهم مره أخرىٰ ،  إستند على الحائط بإنهاكٍ ، ثم  تحرك سريعاً لها ما أن لاحظ ارتجافة يديها ، تركتها شقيقتها ، فتوجهت هي بنفسها تستند عليه على ''ظهرها وسندها بعد الٱن وقبل الٱن "حدة الشباب" بأي شئ يخصها، أشار لهم بأنه سيذهب بها ، وسحبها بالفعل وهو يسندها برفقٍ يرمي عليها كلمات تجعلها مطمئنه ، في حين أمسك "عز" رأس "جميلة" وهو يعدل حجابها الذي تحرك بخفوتٍ ثم قال لها بنبره مطمئنة :



_" خلاص بقا متعيطيش ..تعالي أروحك يلا !!"



حركت رأسها بسكونٍ ، فإعتدل "حازم" يعطيه المفتاح وهو يتحدث له قائلاً بنبرته الهادئه :



_" خد يا عز المفتاح أهو وروحها مع ياسمين و  وردة !!"



أومأ له بهدوءٍ يوافق ما يقوله وهو يأخذ منه المفتاح ، ودعت كل منهما زوجها ، وهما يعلمان تمام العلم أن المعارضه بالجلوس ليست في  صالحهم بل والفراق بهذه اللحظه وهي بالدخل في غرفة العمليات ..صعبه ..ليست هينه على الثلاثة فتيات !! ، إنتهت برحيلهن معه كونه محل ثقه بعد الٱن ..ومن ثم بوقوف كل من "حامد"و"بدر" و"حازم " لينتظرون  الساعات القادمه  أن تمر   تمر بخير حتى وأن كانت ستمر بصعوبة !! 



__________________________________________



إنتهت بجلستها بجانبه في السياره مره أخرى بعد مرور وقت قليلّ ، الٱن تداهمها الذكريات الغائبه عنها منذ فتره ، بين لحظة والٱخر تتأكد من وجوده بجانبها وهو يطالعها بلين ، لولا أنفاسه المتلهفه ولولا خفقات قلبه بسببها التي سمعتها هى بشده وهي داخل أحضانه ،  يقود هو السيارة ولم تكن سوى دقائق معدودة وسيركنها بجانب سيارة "شادي" التي توقفت أمام المبني ، إلتفت برأسه يسألها بلين مره أخرى وإهتمام :




        
          
                
_"  أحسن؟! "



يسألها عن إرتجافة يديها وتوترها ، إبتلعت ريقها وهي تسمع صوته ثم التفتت "نيروز" برأسها تومأ له بنعمٍ مع ركنه للسياره ، انتظرت للحظاتٍ إلى أن هبط ثم دار ليقوم بسندها بـ راحة كبرى ، وقفت وخرجت من السيارة ، فحرك "غسان" عينيه ناحية يديها التي هدأت حتى تنفس بعمقٍ وهو يمسك يديها أسفل ذراعه كي يسير بها وهو يلتفت برأسه مردداً لها بحنوٍ :



_" براحتك .. امشي براحتك وأنا معاكي للٱخر !!!"



لو كانت بوضع غير وضعها ذلك لتحدثت بحديث جعلت به دقات قلبه تتسارع فرحاً بما تراه به ، في كل مره لم يقصد هو التخلي عنها ، يساندها يعاملها بالطريقة الحانية التي كانت تعتقد بأنها غير موجوده وزالت للأبد ،  دخلت المصعد معه وما هي سوى دقائق حتى أوقف هو المصعد عند طابق شقة "والدة"و"والدتها" ، خرجت معه بهدوءٍ وقد لاحظت فتح شقة "والده" هو  ، سحبها خلفه ، فوقفت للحظه تنظر له بترقبٍ وحديث شقيقه يتردد في أذنها ، إبتلع الغصه المريره التي توجد بحلقه من علمه لما دار بعقلها ثم قال سريعاً  بنبره صادقه:



_" تعالي متخافيش محدش يقدر يهوب نحيتك طول ما أنا معاكي .. أدخلي ..!!"



أشار لها "غسان" ومعاملته لها بكل ذلك الهدوء تؤثر بها  ولكن ليس بالطريقه المهلله  كونها بحاله غير حالتها الطبيعيه ، وجدته يتحدث بصراحةٍ مره أخرى وهو يبتسم لها بسمة صغيره مطمئنه:



_" أدخلي عشان ده بيتك قبل ما يبقي بيتي والله يا بنت الأكرميّ !!!"



أكمل سريعاً يرسل لها شغف ويذكرها بركن حاني ٱخر غيره كونها ترى به والدها :



_" بيت أبوكي..وأي كلام و حاجه تانيه سيبك منها !!"



كانت سهله لتفعلها كي تدخل دون توقف ولكن كونها أصبحت حساسه يؤثر بها أضعف الأشياء توقفت ..وهي تتذكر كل من كان يشعر بثقلٍ تجاهها حتى والدته ، يرجع إلى ذاكرتها كل ما مر من مُر فقط ،يتظاهر بالتماسك أمامها وهو الذي يسأل لها هذه المره "ماذا فعلت هي ليحدث لها كل ذلك ؟! " ، تنفس بإرتياحٍ ورغم كونه قادر على إجبارها بالدخول ولكنه يريد بأن تأتي منها هي ، دخلت معه من باب الشقه المفتوح ، حتى وجد هو صوت "دلال" تعنف به "بسام" بعدما علمت ما حدث منه ومن "شادي" ،  توقفت عن الحديث بلهفه ورغم كون عقلها مثل عقل ولدها ولكنها بالنهاية  إمرأه وأم يؤثر بها اقل شئ ، وقفت بلهفه تتجه ناحية "نيروز" وهي تأخذها بأحضانها باحتوائها وكأنها هي الأخري والدتها ربتت عليها بوجعٍ   وفي عقارب الساعه التي مرت إلى هذا الوقت تحديداً تستطيع أن تردف بأنها شعرت بها وشعرت بمدى ثقلها وضغطها. لوهله وضعت "وسام" مكانها بحالها ، فلم تستطع المقارنه أكثر فقد ٱلمها قلبها من كم كسرتها !! ، تركها مع "والدته" ثم ذهب إلى المطبخ وهو يشير إلى "وسام" ،  حتى وقفت بجانبه وهو يعد كوب من عصير الليمون فقط كي تسطيع بأن توزن نفسها ، ثم قال لشقيقته باختصارٍ :




        
          
                
_" إعمليلها سندوتش يا وسام !!"



أعدت ما قاله لها تزامناً مع إعداده لكوب العصير البسيط إلى أن خرج هو سريعاً فوجدها تجلس بين ذراعي "دلال" وكان "بسام " يقف من علي بعد بجانب"شادي", الصامت هو الٱخر ، إنحنى يعطيها الكوب برفقٍ فتراجع سريعاً ما أن إستوعب حالها بيديها المرتجفه ثم أشار لها بأن تفتح فمها ، لم يترك لها فرصه بالإعتراض بل تجرعت منه بما يكفي حتى إنتهت تدريجياً ، مع أخذه من يد شقيقته حتى ٱعطى لها ما فعلته وهو يردد بـ لين :



_"كُلي ده يلا ..عشان تقدري تقفي علي رجلك !!"



إنتشلته منه بسكونٍ  وقد إعتدلت فوقف يسندها معه إلى غرفته ، وقبل أن يدخل بها تقابلت عينيه التي بدت حاده جامده   مع عيني "بسام " الصامت، نظره بمثابة رصاصه ولأول مره يري الٱخر به ذلك الخوف والدفاع منه عليها بل وهو الذي عاش لم يبقي أحد على عائلته جاءت هي وفُضلت عليهم بالفطره وبطبيعة القلب عندما يعشق !! ، أغلق خلفه باب الغرفه  ثم وقف أمامها يزيل دبوس الحجاب كي يخلعه عنها حتى خلعته بالفعل ، ابتسمت له "نيروز" ٱخيراً  إبتسامه صغيره كي تراضيه ثم قالت بأسفٍ وعينيها تهبط الدموع  المحبوسه منذ أن خرجت من المستشفي:



_" أنا بتعبك معايا أوي ، أنا أسفه إني بحطك تحت ضغط كل شويه، وأسفه اني من ساعة ما عرفتني وإنت مبتشوفش يوم حلو ، كل شويه بيحصل حاجه بسببي تودينا فألف داهيه زي ما أخوك بيقول ..هو عنده حق أنا فعلاً مجبتلكش غير الهم والمصايب من ساعة ما عرفتني لحد ما إتجوزنا يا غسان ..أنا ٱسـفـ...!!!"



قاطع جملتها سريعاً بلهفه من أسفها المتزايد الذي لم يظهر من قبل بهذه الكثره علم أنها منهكه وموجعه من ٱخر ما حدث ، قاطعها سريعاً باختناقٍ وهو يضمها بقوه مردداً بصدقٍ نابع من فؤاده يصحح لها :



_" ٱوعي تقولي كده تاني ، إنتي من ساعة ما دخلتي حياتي وأنا حياتي دي إتغيرت وبقيت مبسوط وفرحان عشانك  إنتي .. من أول ما جيت وشوفتك وسرقتي قلبي مني من غير ما أعرف لحد ما إعترفت ليكي بحبي لما خلاص عرفت إني حبيتك ، لحد كتب  الكتاب اللي كنت فيه هموت من الفرحه عشان فجأه بقيتي ليا بخطوه كبيره زي دي ، ولحد يوم الفرح وأنا مكنتش مصدق نفسي ولحد ما بقيتي مراتي فعلاً بردو مكنتش مصدق نفسي ولا عيني وآنتي جنبي وفحضني .. مبسوط عشان أنا معاكي دلوقتي فاللحظه دي ..مبسوط عشان وقتنا الصعب بنعيشه مع بعض ومش أي بعض ده أنا ..غسان معاكي إنتي بس ..إنتي يا نيروز اللي لو جابوا ألف واحده مكانك مش هتنفع ..أنا بحبك يا نيروز ومش هسمح لحد يقولك حاجه  تزعلك وتيجي عليكي ، بحبك  ومش عاوزك تحطي اي كلام بيتقال فدماغك..!!"



تأثرت من حديثه بشده ، بل وسرد عليها مراحل علاقتهما بكل شغفٍ وكأنهما مازالا في البداية ، لفت ذراعيها تربطهما على ظهره بتشبتٍ هي تتنفس بعمقٍ حتى خرجت منها شهقه تمزق منه للمره الذي لا يعرف عددها ،  يحتار بكيف يراضيها ويحاول ويفعل كما يفعل كل مره ولكن هذ المره صعبه عليه ،  ابتلع ريقه ما أن قال حديثه الصادق ، فاعتدلت تخرج من بين أحضانه ومن ثم رفع هو أنامله يمسح دموعها برفقٍ وهو يسمع سؤالها المترقب الخائف :




        
          
                
_" يعني أنا مش خطر عليكم هنا ؟ أنا ..أنا خايفه ..خايفه أوي وحاسه إن كل الدنيا ضدي  وعليا !!!"



تتعلثم بحديث أوله غير أخره ، نزلت دمعته هو أخيرًا من تشتتها وضعفها الشديد الذي ظهر عليها  بنبرتها وبكونها تائهه  شريدة .. هبطت على  وجنتيه ، دمعه خائبه لما تشعره هى وهو يحرك رأسه نفياً ولم يخجل من خروج نبرته الضعيفه أمامها وهو يرد عليها بصدقٍ قوي ظهر بنبرته الضعيفه :



_" عمرك ما كنتي ولا هتكوني خطر علينا.. إنتي أحن وأجمل حاجة فالوجود !!!"



أكمل"غسان" سريعاً بالإجابه الأخري على الشق الاخر من جملتها المنكسره بقوه:



_" ولو كُل  العالم ضد نيروزّ فـ أنا لوحدي اللي  معاها!!!"



حديثه لين عليها ، وصدقه نابع بشدة ، تنفست بعمقٍ من تأثرها بكلماته لها، إبتلعت ريقها وهي تنظر إليه وإلى ملامحه وعينيه وحتي دمعته ، وإلى هنا رفعت أناملها تمسح وجهه مع دموعها وهي تسأله مره أخرى بعفويه :



_" إنت بتعيط عشاني ؟؟"



إبتسم "غسان" من بين دمعته الٱخري التي هبطت وهو يهز رأسه بجرأه مردداً بصراحه هو الٱخر مع خيبته  :



_" أعمل إيه ..وقعتيني فيكِي خلاص ، وقعتي غسان ووقعتي دموع غسان، و مبقاش ليكي أي حل !!!"



يردفها بعبثٍ من بين دموعه ، توسعت بسمتها رغم ألمها علي حديثه العبثي الذي عاد كي يشتتها ، تنهدت تخرج أنفاسها برفقٍ وهي تزيح خصلاته السوداء إلى الخلف متعمقه النظر به وهي تجيبه على حديثه بكل صدقٍ وتلقائيه :



_" المرادي كل حاجه ليها حل إلا عيونك إنتَ .. عيونك اللي دموعها نزلت  عشاني ..أنا أسفه !!!"



تُصرّ على هبوط الدموع دون توقف ، وهذه المره إحتضنته هى وهي تأخذه بعناقٍ مريح يريحه ويريحها ، تدين له بالكثير وفي هذه اللحظه تتيقن بأنها الطرف الأصعب والغير هين بالعلاقه ، إعتدل"غسان" وهو ينظر ناحية المرٱه ، جذب المشط وهو يلتفت ثم بدأ بتمشيط خصلاتها إلى الخلف وهو يتركها خلفها دون عقدها ، تنفست بعمقٍ من إهتمامه وهي تطالع نفسها ، تتفهم ما يفعله من تشتيت كي تتناسى وضع والدتها الٱن ، لا يريد أن يتركها هى وتفكيرها ، وضع مشط الرأس مكانه ثم إلتفت لها وهو يمسك رأسها بين يديه حتى قبل قمتها برفقٍ هذه المره ثم ردد عليها حديثه اللين مره أخرى :



_" إنتِ احلى حاجه في العمر كله عدت عليا ، وأغلى حاجه عند غسان ، عشان كده عاوزك تغيري تفكيرك وخوفك لحاجه فـ صالحك وصالحنا ،  عارفه نعمل إيه ؟؟ "



طالعته بتساؤل بعينيها وهي ترد :



_" إيه ؟"



تنفس "غسان" براحةٍ ثم أشار لها بعينيه مردداً بيقين :




        
          
                
_"  يعني لو قومنا وإتوضينا وصلينا وقرأنا قرٱن ..وقام ربنا مستجاب لينا دعائنا ..تخيلي هيحصل إيه ؟! "



إستخدم طريقة ٱخرى تفيدها ، طريقة يأخذ بها منها اليقين، وجد ملامها تتبدل بالتدريج إلى الترحيب بالفكرة بهدوء ، فابتسمت بسكون وهي  تجيبه بيقين :



_" هيحصل إيه ؟"



_" هنرتاح شويه .. وعاوزك تعرفي إن الحياه مبتمشيش من غير مشاكل ومِحَن ، دورنا بقا إننا نرضى  باللي بيحصل ونكون ثابتين ومنعلنش ضعفنا من أول حاجه تمر علينا ، خلينا نعدي كل ده  ونشتغل علي مشروع حفيد لـ "حامد" هيموت ويبقي ليه حفيد يرضيكي أرفض له طلب !!!"



إنقلب الحديث إلى ٱخره بعبثٍ ، طالعته ببسمة  واسعه، فضحك هو بخفه وهو يردد عليها حديث ٱخر صادق رغم إنه يشتتها به ولكنه صادق :



_" تخيلي لو ربنا كرمنا ..وبقيتي أم فعلاً يا نيروزّ . .متخيلك أم لـ عيالي من أول يوم شوفتك فيه وحبيتك ..وربنا لو كانوا  وهيكونوا  من واحده غيرك ما عاوزهم !!!"



خرجت ضحكتها الخافته وقد نجح بإخراجها من ذلك الجو المشحون بالخوف والتوتر والإرتباكّ ،  تنهدت تخرج أنفاسها بـ راحة من  وجودهِ ثم سألته بإهتمام أتى من حديثه :



_" يعني أنا ينفع ابقى أم دلوقتي ؟"



لم يفهم مقصدها ولكنه حرك رأسه بشغفٍ يؤكد قائلاً بكل حُب:



_"تنفعي تبقي أم فكل الأوقات..أم لولاد غسان البدري بس!!"



إنحني "غسان" يقبل وجنتيها عقب ما قاله ، إبتلعت ريقها وهي تحرك عينيها ناحيته ثم رددت جملتها التي أتت بتلقائيه من تفكيرها الذي ذهب لوالدتها:



_" أنا خايفة!!"



إنحنى  سريعاً يهمس بجانب أذنها بعبثٍ كي يشتتها أكثر مردداً بتساؤل وهيامٍ بها أتى من مرواغته :



_" إزاي بس وأنا جنبك والله ما ينفع الكلام  ده !!"



توترت من قُربه وهي تطالع عينيه التي تحركت نحو عنقها وهو يقبلها برقةٍ مردداً بنبره منخفضه :



_"مش عاوزك تخافي طول ما أنا معاكي!!"



حُبست أنفاسها من قربه فوجدته يعتدل سريعاً  ليقف ثم أسندها تقف وهو يحثها بشغفٍ :



_" يلا أدخلي إتوضي عشان نصلي   وندعيلها !!"



حركت رأسها مواققةٍ وقد عادت لها أنفاسها   بهذا الوقت المضغوط  ، دخلت المرحاض كي تتوضأ ، فإعتدل هو وهو يخلع عنه قميصه  بعدما فك أزاراره كي يبدل ملابسه لأخرى مريحه من ملابسه التي  بقى بعضها في خزانته القديمه إلى الٱن !! 
..



بينما في الخارج :



جلست "دلال" بصمتٍ وحزن على الأريكة وبجانبها "شادي" الذي كلما يود تركهم والرحيل يتأزم الوضع فيظل بجانبهم ،  نظر ناحيتها بصمتٍ فتنهدت هى تخرج أنفاسها بلومٍ وكأنها تحدث نفسها :




        
          
                
_" ليه كده بس يا بسام ..يارب هون علينا كل ده وعديها علي خير!!"



وما أن أردفت حديثها وجدته يخرج من غرفته متجهزاً للخروج ، وقف يطالعها بصمتٍ قبل أن يفتح باب الشقه ، فوقفت تسأله بريبه :



_" إنت رايح فين دلوقتي وسايبنا !!"



لم يجيبها بل طالعها بصمتٍ إلى أن لامته مجدداً بقولها  كما قالت من قبل وكأنها لم تمل :



_" بقى كده ..تقول لاخوك ومراته الكلمه اللي كانت هتخرب عليهم قبل كده ؟؟ ، ليه مصمم تجيب التعب لينا يا بني ،  ٱهو خد جنب مننا من تاني ومش معبرني حتى ..ليه ؟؟؟؟"



حرك "بسام" رأسه بعشوائيةٍ ثم ردد يجييها بوضوحٍ :



_" هو اللي فهمني غلط ،أنا كل اللي قولتلهوله إني خايف عليه وشايف إنه متهور وكان هيودي نفسه فداهيه بسبب حاجات عايزه العقل حتي لو التاني بيجي عليها  مش لازم يندفع ويموته عشان يرتاح ويريحها  يعني!!!!"



_"بس إنت عارف أخوك .. عارفه وعارف إن الوقت ده كان بلاش منه !!"



إندفع يجيبها من دفاعها عنه بسرعه تلقائيه ونبره صادقه في قولها:



_" هو اللي جه وأصر نمسك فبعض ،  كنت أعمل إيه ساعتها وأنا بحاول ٱتجنبه وهو اللي فكل مره بيروح للمشاكل برجليه !!!"



نظرت له "دلال" نظرة قلة حيلة وحسره ، في حين نهض "شادي" يقف أمامه ثم قال هو الٱخر:



_"خلاص الموضوع خلص ، إهدوا بقا شويه وشوف  انت رايح فين يا بسام يلا !!!"



سمع من بعدها صوت إغلاق باب الشقة بواسطة "بسام" الذي خرجّ ، في حين أسندها "شادي" برفقٍ وتوقف عن السير عندما سمع صوت  دقات الباب مره ٱخرى ،  وقفت هى بينما عاد خطوات إلى الخلف ثم مد يديه يفتح الباب وما أن فتحه وجد "وردة" ممسكة بيد "يامن"، ابتسم لها وهو يشير لها بالدخول ، فإلتفتت "دلال" تنظر إليها بحنوٍ. في حين داعب "شادي" الصغير بحبٍ كي يلهيه عن والدته المنهكه !!!!



______________________________________________



في شقة "زينات" وقفت "فريدة"  في المطبخ تعد وجبة ما لوالدتها التي ظهر على ملامحها الإعياء إلى الٱن  ولم ينتهي ،  في حين بقت "زينات" في غرفة "حسن", تترقب وضعه وهو يتحرك بخفوتٍ تلاحظه هى ، إبتلعت ريقها بضعفٍ والٱن دموعها تسقط على حاله بقوه وحال الٱخرى ، لم تسطع زرع الخير بهم، لم تحاول ولم تفعل ..نشأوا على سوء سبب لهم قسوة قلب حتى عليها هى ، عاشت هى على قسوة فاعطتهم أشد قسوة ،  لم تأخذ الكُبرى حباً لذا لم تعطي سوى أولادها حب! ولكن بالطريقة الخاطئة ،فلتت زمام الأمور منها بشده ..



_"  هتصوريني !!"



قول متبجحٍ وقح خرج منه هو للتو بعدما فتح عينيه وفاق ٱخيرًا ، وجدته يتحدث فخرجت من شرودها سريعاً وهي ترفع كفها لتمسح وجهها من آثار الدموع وللقسوة عليها هي وجدته يعتدل بألمٍ ولم يترك للسخريه بأن تُخفى بل طالعها بتهكمٍ مع خروج نبرته الساخره وهو يسألها  :




        
          
                
_" إيه ده ..  إنتِ دموعك بتنزل زينا ؟!!!"



سألها "حسن" وبقسوة مره أخرى وجدت منه السؤال جاد رغم كونه متهكمٍ، ابتلعت ريقها بضغفٍ وهي تجيبه بإختناقٍ :



_'" بعيط على حالك وعلى اللي وصلتله ..بعيط على شكلك وعلى جسمك ، بعيط بحسرة عليك يا حسن ..ليه كده يبني  !!!!"



تشنجت ملامحه من ما تفعله من دراما بالنسبه له هو ، حرك "حسن" رأسه بعشوائيةٍ ثم وضع أصابعه على وجهه الموضوع عليه لاصق طبي في كل إتجاه تزامناً مع قوله الساخر مره ٱخري بنفاذ صبره :



_" ونبي بلاش الشويتين دول ..جايه تسأليني بروحك  دلوقتي ؟؟"



أكمل سريعاً وهو يعتدل ليقف ببطئٍ :



_"ولو يهمك حالي  أوي كده فـ أنا اللي بقولك ملكيش فيه ..ملكيش دعوه بيا !!"



نفت "زينات " برأسها سريعاً ثم قالت جملتها رغم كونها صعبه عليها:



_" مليش دعوه إزاي .. هتموت.. هتموت كده ياحسن ، إنت إبني وخايفة عليك  !!!"



_" راحه..حتى الموت راحه منكم ومن اللي شبهكم ، فـ فكك مني عالٱخر وملكيش دعوة بيا  سمعتي؟ !!"



وقف ٱخيراً ، وهو يعتدل ثم نظر بالمرٱه على وجه بتشنجٍ ثم  إلى اللاصق الطبي الذي وجد بيديه ٱثر حقنة ما ،   يعلم بأنه خلال دقائق ولم يتحمل الوقوف كذلك بسبب إحتياج جسده منذ فتره كبيره ، إلتفت يشير لها بلهجه حاده مردداً :



_" قومي بقا زي الشاطرة هاتيلي فلوس خليني أغور من هنا !!"



وعلى جملته الٱخيره دخلت "فريدة" وهي تضع الصينيه التي توجد بيديها على الطاوله ، تزامناً مع ردها الساخر له :



_" ما إنت فعلاً لازم تغور عشان حازم مستحلفلك.. اما بقا فلوس فإحنا خلاص بطلناها الشغلانة دي من زمان .. مش هتاخد ولا جنيه واحد !!"



تتعمد العناد أمامه لا تعلم بأنه الخطر نفسه عليهم الٱن  ، وبخفه أمسكها من خصلاتها بقوه وهو يرد عليها من بين ضغطه على فكه بإنفعالٍ :



_" حازم مين اللي بتهدديني بيه يا بت ..أنا مبخافش من حد هنا ، وإتظبطي كده وقوليلي  كان إيه اللي وداكي عند شريف وعمل فيكي ايه يا *** "



نهضت "زينات "  تقف وهي تشير له بخوفٍ فقاطع قولها إجابه "فريدة" عليه بنفس الغل والحقد :



_" وإنت مالك إنت ، ولا أقولك تاني أصل شكلك مصدقتوش لما قالك في وسط الكلام إن صاحبك غفلك وضيع أختك !!"



رفع كفه يصفعها على وجهها بتشنجٍ تزامناً قوله المرتفع بسؤاله لها :



_" قرب منك ؟؟؟ قربلك يعني يا رخيصة !!!!!"



قالها بإنفعالٍ ، فتطايريت خصلاتها بقوه أثر ضربه لها،  لفحت وجهه خصلاتها السوداء الطويلة ، فأمسكها هو منها مره أخرى بشده ، حتى تأوت وهي تأبى هبوط دموعها ، أجابته بنبره جامده على حديثه وكأنها لم تردف شئ خائباً للتو :




        
          
                
_" والله إنت وزوقك ..حد ضحك عليا وعلى عقلي وخدني الشقه عنده هيكون عايز إيه !!!!! ، لأو وضحك عليك كمان وخلاك تمشي فالطريق ده كله ، وكل ده ومكفهوش وكان عايز يعمل فـ جميلة زي ما عمل فيا ،  إيه رأيك في اختياراتك إنت وأبوك  !!!



دفعها برأسها وهو يصفعها مره ٱخرى صارخاً بها بنبره مرتفعه وهو يسبها يأبشع الألفاظ:



_" يعني قرب منك وضيعك يا *** ، ضحك عليكي وإنتي ضحكتي علينا وهربتي منها عشانه ، بيعتي نفسك بالرخيص يا زبالة !!!!!!!"



هزت رأسها تؤكد بجرأه ، فسحبها من خصلاتها خلفه مردداً بشررٍ وتهديد :



_" وديني لاقتلك فيها ..ياللي جيبتيلنا العار يا *** "



سحبها "حسن" خلفه بحقدٍ ، فهرولت "زينات " تصرخ عالياً ما أن فتحت باب المنزل  وهي تردد بإرتفاع في  نبرتها الباكيه مما جعل الشقق تفتح بسرعه :



_" إلحـــــقونــا يا خلق ..إلحـــقـــونا ..هيقتلها ..هيقتل بنتي  يا نــاسّ !!!!!!"



جملتها الصارخه جعلت "دلال" تفتح باب الشقه كما فُتحت شقة "عايدة " وخرج منها "جميلة" و"ياسمين" بهلعٍ مع "عز" ،، دفعت "زينات " في حين هرول"شادي" إليها بعدما ركض "غسان" من داخل غرفته وهو ينهض من على سجادة الصلاه معها .. ركض الجميع إلى الداخل بعدما دفعوا "زينات" ، وبقت "وسام" مع"يامن" بعيداً في شقتهم ، بينما إجتمع الجميع في صالة منزل "زينات", التي انهارت أرضاً بتعبٍ وبجانبها "عايدة" تسندها بخوفٍ ، توقف المشهد مجدداً عندما جذب هذه المره مطوته هو من أحد الإدراج في الخارج بالصاله ، ثم صرخ بها "حسن" كي تنهض وما أن رٱها اللحظه المناسبه لتهديدهم قال سريعًا. بمرضٍ :



_"أقسم بالله اللي هيقرب ما هيكفيني دمها بس ..هـــاتوا الفلوس خليني امشي  !!!!!"



وقف "غسان" بصمتٍ و"نيروز " تمسك ذراعه بخوفٍ ، في حين نزلت دموع "جميلة" وبجانب "غسان" كان يقف "عز" الذي حل محل وجهه الهجوم ، و"شادي" من وسط كل هذه النساء ، رددت "فريدة" بحقدٍ أسفل يديه ونصله الحاد  على رقبتها   كمثل موضع الٱخرى فالسابق :



_" لو راجل إعملها.. ما آنت مبتتشطرش غير على الستات وبس !"



وقفت "ياسمين" تراقب مع "وردة" الخائفه بجانب "دلال"،  في حين  شدد من مسكة مطوته بشرٍ  وهو يجيبها :



_"إخرسي يا زباله يا رخيصه  يا ضايعه ، فوقي يا بت لنفسك، إنتي خلاص معتيش نافعة !!!!!"



_"ما هو الراجل ما بيقولش ولا بيعمل كده ..لو راجل سيبها وتعالالي ولو خرجت منها سليم ليك كل اللي فجيوبنا كلنا !!!"



كان قول "عز" الذي يتماشى مع من مثله تماماً كونه يرى مختلف الأشكال والألوان ،  تعالت ضحكات "حسن" بهيستيرية ثم هز رأسه نفياً بقوله :




        
          
                
_" إحنا هنحور على بعض ؟؟ الكل عارف إني طالع منها خسران ، فتتصرفوا وتدوني فلوس خلوني أمشي من هنا وأسيبهالكم  مع ان مش عارف هتعملوا بيها ايه ..ما خلاص!!!"



 يخوض بشقيقته دناءته وصلت لأقصى حد مع حقارته الفائقه ، تفوق على من يتشبهون. بأشباه الرجال ليس إلا ..  تشنجت ملامح وجه "غسان" حتى أنه نفض ذراع "نيروز" وهو يقترب منه بنظرته الحاده له حتى نبس بنبره هادئه جامدة :



_"إحنا قولنا قذر وماشي..مقرف وماشي ..ناقص وبردو ماشي ..خروف ومعروفة ..لكن اللي بتعمله دلوقتي ده إسمه حاجه واحده بس ، هبقى اقولهالك إحنا والرجاله لوحدنا عشان عيب قدام الحريم.."



قصد سبع بذيئه قالها بعد قوله بخفوتٍ لم تصل إلى مسامعهم وكي يخلو الجو المشحون ،  إلتفتت ينظر نحو الآخرين وهو يردد :



_"ولا إيه ؟"



إلتفت بٱخر حديثه يحدج "شادي"و"عز" ، ففهم هو إشارته لذا ، أشار "عز" للنساء بأن تخرج ،  فخرجت كل منهم بخوفٍ ، عدا "نيروز" التي بكت بضغطٍ فأشار لها "غسان" بإطمئنانٍ ، سحبتها "دلال" خلفها بخوفٍ للخارج، فبقت "زينات " واقفه تنظر بخيبه على المشهد ، و إقترب "عز "  يقف بجانب"غسان", وهو يردد جملته الٱخيره له :



_" ها كنا بنقول إيه بقا يا حسن!"



_"إدوني فلوس خلوني أمشي وريحوا  وإستريحوا  !!!!"



تأوت عندما شدد من مسكته ، فإعتدلت "زينات" بخوفٍ تردد له بلهفه :



_" طيب ..أنا هجيبلك الفلوس..بس تسيبها. سيب أختك !!!"



صرخت "فريدة" بها بعلوٍ كاد أن يتقطع من أحبالها الصوتيه حينما قالت لها بتهديدٍ وهي تضع يديها على يد شقيقها :



_" مش هتــجيبي حاجه ، خليه يمشي  محنى زي الكلب وهو مش لاقي كيفه ..لو جيبــتيلوا فلوس  أقسم بالله لـ أنا اللي هموت نفسي !!!!!!!"



العناد بهذا الوقت ليس في صالح أي منهم ، لذا ما أن رأتها مستعده لذبح نفسها خرجت صرخه من "زينات "، جعلت "غسان" يحذره سريعاً :



_"سيبها وكلمني راجل لراجل وساعتها هديك فلوسك!!!"



إبتسم "حسن" بسخريةٍ من كذبه ، ثم تعمد تخوفهم أكثر خاصةً أنه الٱن  وفي هذه اللحظه في حالة غير حالته ، مد يديه يحرك نصله للحاد ثم إنحنى يسحبها على ساق "فريدة" حتى صرخت بألم بصوتٍ مرتفع ، إرتبكت ملامح "زينات", فركضت بخوفٍ إلى الداخل لتجلب له الٱموال رغم صراخ "فريدة" لها بأن لا تفعل ذلك  ولكنها تنزف الٱن من الدماء ما جعلها تنصعق من الأمر 



_"  عناد بعناد يا عيلة *** ، يلا إتفرجوا عليا وأنا بطير رقبتها عشان  تتبسطوا !!!"



سبهم سبة بذيئه ، ثم ضحك هو بمرضٍ ولم ينتظر قدوم والدته من الداخل بل رفع المطواه ناحية رقبتها أمام أنظار "عز" المذهول من شدة وصول إحتياج جسده إلى "شادي" الذي ابتلع ريقه بخوفٍ ، وبالفعل كاد أن يسحبها على رقبتها فعاقه "كف"  "غسان" وهو يندفع سريعاً يضعها أسفل رقبة"فريدة"  كي يدفعها ببطئ لم يسعفه ،. كونه لم يستطع هذه المره دفعه كالمره السابقه ، جاءت نصف السحبه قبل أن تتوقف على كف "غسان" الذي فُتح ونزف الدماء، حركه بأقل من الثانيه ، دفعها "غسان" عنه بذراعه الٱخر ، فأمسك "غسان" كفه بألمٍ وقد تأوي هو بصوتٍ ولم ينتبه بهذه الثانيه له وهو يوجه المطواه  بأقل من الثانية ناحية جانبه ليسحبه بل بطعنة  بها وسط إسناد "عز" و"شادي" لـ "فريدة" التي نزفت الكثير من الدماء من ساقها حتى إمتلئ ما أسفلها بدماءها الغزيره ،. وبخفه سريعه وسط إنشغالهم بأقل من الثانيه جاءت الطعنه في جانب "غسان" بسحبها فَ فُتحت كـ جرح  مع سقوطه أرضاً  بتأوي مرتفعٍ ، إنتفض "شادي" بصراخٍ وهو يلتفت بعلو صوته :




        
          
                
_" غـــســـانّ !!!!!"



قالها بخوفٍ وهو يري الٱخر ينزف الدماء بعدما وقع أرضاً وكأنه سقط صريع ، إعتدل "حسن" بعدما ووجدها تٱتي من خلفه ، دفعها ثم أخذ من بين يديها الٱموال، حتى ركض وسط انشغالهم يفتح الباب الذي أغلق والدق عليهم من الخارج فتحه أمامهم ثم دفعهم وهو يهرول للأسفل ، بينما   تفحصه "شادي"و"عز" سريعاً  مع قول "عز" الخائف :



_ " تعالى نشيله بسرعه!!!!، شيل معايا قبل ما دمه يتصفي !!!!"



وفي هذه اللحظه وقفت "دلال" تصرخ عالياً ببكاءٍ عالى وهي تهتف بإسمه :



_"غسان ...إبني !!!!!!"



تراخت أعصابها وهي تنظر إليه يحملانه إلى شقتها ،  وفي هذه اللحظه وضعت "نيروز" يديها على أذنيها بخوفٍ وهي تركض خلفهم ببكاءٍ ، وما أن رأت "جميلة" تهرول بحقيبة الإسعافات الأوليه الخاصه بها، إنحنت تبكي أرضاً بقهرٍ وخوفٍ ،  أسندتها "وردة"و"ياسمين" إلى الداخل ببكاءهم  هما أيضاً ، في حين هرولت "جميله" إلي الداخل ،  بينما  قد أغشي على "دلال" التي أسندتها "عايدة" ..



وضع "عز" بسرعه فائقه قطعة قماشية على جرحه كي يكتم الدماء  في حين أعدت "جميلة" الأدوات بسرعه و"شادي" يخلع عنه تيشرته حتى بقى عاري الصدر ، تحت بكاء "وسام" بعيداً بخوفٍ من الاقتراب ، بكت بأحضان "يامن" ،  تركتهم "نيروز" وهي تركض وما أن رأته مسطحاً كذلك يفتح ويغلق عينيه بتشوش قبل أن يغشي عليه ، هرولت تحتضنه من رقبته بخوفٍ بالغ وهي تصرخ باكيه :



_"غسان ...لا متسبنيش عشان خاطري  ، يـــــارب لااا !"



سكتت ثانية واحدة ثم صرخت بعلو صوتها بقهرٍ وهي تتشبت به مع نبرتها الباكية المتقطعة :



_" يــــارب أنا تــــعبـــت واللهِ ..معتش قــــادرة .اااه !!!!!"



 ٱهات موجوعه ومقهوره من هوسها بفقدة ، إحتضنته بهستيريه وبكاء هيستيري ، وأما عنه فهو بين الواقع وغير الواقع ، رغم عدم عمق الجرح بكثره ولكنه  أُنهك وتشتت بنظراته بسيب ما حقنته الٱخرى من مخدر كي تستطيع خياطة الجرح سريعاً ، سحبها "شادي" بعيداً عنه بخوفٍ هو الٱخر  للخارج مع شقيقتها وشقيقتها الٱخرى إلى أن  أغلق الباب من الداخل ،  يعلم بأنها ستهشم الباب من كثرة الدق عليه ولكنه أخرجها كي تستطع "جميلة" بدأ ما تفعله ، جاء "عز" من داخل مرحاض الغرفه وهو يعطي لها دورق المياه لتمسح به، ورغم إرتجافه يديها ولكن كان "عز" يشجعها بالكلمات والنظرات  حتى تبدأ ما تفعله ..



دقت "نيروز" الباب حتى كادت أن تهشمه، لأول مره تعيش هذه الحاله به ومعه هو في كل مره هي من تتأذي لأجله وهذه المره هو  من تأذى لأجل أخرى بالدفاع عنها برجولته من شقيقها !! ، جلست بخواءٍ أمام الباب وهي تدفن رأسها بين يديها ، جلست القرفصاء بوهن وضعف ولم تتوقف عن البكاء، إنحنت   كل من  "ياسمين" و"وردة" ببكاءٍ ، ولا مفر من التعب والأنهاك ، رحل "بسام" ولم يأتي إلى الٱن لذا الوضع بطئ جداً  .. جلست مستنده علي الباب بضعفٍ ومن الناحيه الٱخرى يُخيط جراحه هو  ولم تستطع فعل شئ له ، وأما "دلال" فلم تقوى قدميها على النهوض، و"وسام" تبكي ..!!!!!




        
          
                
شعورها ليس هين ..قاسي ..كاسر بفرحتها التي تتهشم كل مره ، عقارب الساعه تمر ببطئ وقسوة وحتى عجز ، بين دقيقه والٱخرى تلتفت لتدق على الباب بيديها بضعفٍ ، إلى أن وقفت "ياسمين" بجانب"وردة" ينظران عليها وهي جالسه لا حول لها ولا قوه تأبى وترفض النهوض ، إلى أن إنتفضت مره واحده عندما شعرت بفتح الباب من خلفها بواسطة "عز"و"شادي"، حمل "عز", أشياء "جميلة" وهي تسير بسرعه لترى جرح شقيقتها ، في حين أسندتها "ياسمين" لتنهض مع "وردة" ، نهضت "نيروز" بوجعٍ وهي تسير بسرعه إلى الداخل ، فوقف "شادي" ينظر إليها بشفقه ، أغلق الباب خلفها وهى وحدها من دخلت وفقط ، في حين ذهب ليقطع نهوض "دلال",كي  يطمئنها فقط..!!!



دخلت "نيروز"  بلهفه تفرد ذراعيها وهي تنحني لتحتضنه، ما أخذه من مخدر يخدره لفتره قصيره بل ويجعله منتبهاً بنسبه صغيره لما يحدث دون الشعور بخياطة الجرح ،  قاوم على أن لا يغلق عينيه ولكنه أغلقها  وهي تضمه إليها ببكاءٍ شديد لم يأتي فقط من حالته هذه بل بكاء قوي وصل لهم بالخارج وكأنها تبكي على كل ما مر عليها ، كل مره يزداد عليها الضغط بإنهاكٍ لم تعد تقدر عليه هي ، شعرت بأنفاسه تلفح عنقها وحتى كفه الذي رفعه يضعه على ظهرها وكأنه يطمئنها رغما عنه بسبب عدم قدرته علي فتح عينيه ولكن عقله معها هي وواعٍ هو لما يحدث حوله ، شهقت شهقات متمزقة وما أن إستوعبت أنها تسند عليه بثقلها نهضت سريعاً تجلب غطاء رقيق تضعه علي نصفه العلوي الذي كُشف تخفي الجرح الذي لم يكن عميق بل وجرح يديه هو  الٱخر التي لفته الٱخرى بشاشٍ ،  لأول مره تشعر بأنه غالٍ بهذه الطريقه لأول مره تذوق مرارة فقده بمجرد التخيل ، بل وبأقصر وقت ، إبتلعت ريقها ولم تسعفها قدمها علي النهوض بل تسطحت بجانبه على الفراش تفرد عليها هى الٱخرى الغطاء ثم لتشعر نفسها بالٱمان والإطمئنان هذه المره لفت ذراعيها  حول معدته وخصره وهي تتشبت بالغطاء وكأنه سيهرب منها للتوّ ، أمسكت كفه الٱخر بين يديها وقد هبطت دمعتها وهي تدلكها له بحنانٍ ثم شبكت أصابعها بأصابعه وهي تردد الدعاء الذي خرج بتمزقٍ ونبره مهزوزه وصلت إلى مسامعه ٱثر خوفها وثقلها من كل ما حدث :



_"اللهم لا ضرر إلا ضرك، ولا نفع إلا نفعك، ولا ابتلاء إلا ابتلائك، ولا معافاة إلا معافاتك، يارب إشفيهم وخليهم ليا .. انا مقدرش والله العظيم أعيش من غير حد فيهم ..يارب إستجب ليا بس المره دي ، متوجعنيش فيهم ..عشان خاطري يارب!!!"



تردد بتمني وترجي مؤلم، إبتلعت ريقها بوهنٍ وضعفٍ وهي تحاول بأن تشعر بالراحه بجانبه رغم شدة أعصابها من كم هذه الأحداث..!!



زفالخارج سحبت "وردة" "ياسمين" خلفها، وبقت"دلال" تجلس بجانبها "وسام"ومن الناحية الٱخرى يطمئنها"شادي" عليه بأن حالته ليست خطره ، إستندت تقف ومن ثم ساعدتها "وسام"، التي سارت معها ناحية غرفته ، مدت يديها دون ان تدق على الباب، فقد كان مغلق ولكن ليس بالكامل ، نظرت وما أن رأته مغطى ونائم وهي بجانبه تتشبت به بهذه الطريقه وقفت لم تستطع الدخول بل طالعته من على بعدٍ ببكاءٍ وقد تيقنت بأن حالته لم تصل للخطورة بالفعل ، إبتلعت ريقها وهي تتحامل علي نفسها لتتوجه ناحية المطبخ تعد له طعاماً صحياً ، في حين أغلقت "وسام" عليهم الباب بهدوءٍ دون صوت وهي ترفع كفها تمسح دموعها ، إبتلعت ريقها بألمٍ وهي تفتح هاتفها تحاول الآتصال على أحدهم فوجدت نبرة "شادي" لها يحثها بقوله من خلفها :




        
          
                
_" بلاش تقولي للحج حامد عشان ميقلقش ، هو كويس والله صدقوني ، أدخلي يلا ذاكري وكل حاجه هتبقى تمام، أخوكي أسد يا اخت الغالي ، فمتشيليش هم !!!"



مرح كي يخفف عنها ، ابتسمت له تجامله وقد أنصتت إلى حديثه بالفعل، في حين إنسحبت ببطئٍ، فإعتدل هو ما أن سمع صوت دقات عاليه على باب الشقه فالخارج ولا رد ، توجه بخفه يفتح الباب فوجدها هي بالفعل ، للصدفه تأتي في كل مره يحدث بها عقبه ومشكله كبرى ،  تحركت عينيه نحوها وهو يردد لها بخفوتٍ وصل إلى مسامعها :



_" أهلاً !!!"



إلتفتت "منة" تنظر له بغرابةٍ، فمنذ ٱخر مره لم تعرف عنه أي شئ ، ولم تعطه الفرصه  ليتحدث معها هاتفياً فقد حظرته من كل النواحي !، ابتسمت له بسمه مصطنعة ثم وجهت له نظره حاده فمنذ ٱخر مره فعل فعلته وضربته على وجهه تأخذ منه موقف ، أعطته كتفها بغير اهتمام وهي تكمل دق علي الباب بنفس الانتظار فوجدته يتحدث مره ٱخرى بسخرية:



_"محدش هيرد عليكي..خلي عندك زوق هم ٣ مرات بس إن محدش رد لفي وامشي!!!"



إلتفتت تنظر له بغيظٍ من طبيعة حديثه فوجدته يحرك كتفيه ببساطةٍ ثم ترقب قولها الذي خرج سريعاً له بتبجحٍ :



_" وإنت مالك إنت، أنا كنت جيت خبطت علي بيتك ولا عبرتك من أصله ..خليك فحالك لو سمحت ..وحاول تخف شويه وتحسن من نفسك عشان أنا مش هقبل بواحد سافل زيك كده ؟!!!"



_"بس بتحبيني !!!"



قالها "شادي" بإستفزازٍ ولم يتحرك من مكانه ، فوجد ملامحها تتشنج برفضٍ وكأنها مختله لا تعرف ماذا تريد :



_" لأ ..مبحبكش..مبحبش واحد قليل الربايه شايفني واحده جاية من الشارع .. الوقت اللي المفروض تخليني أثق قيك تقوم تعمل القرف ده !!!"



تلومه بطريقة غير مباشره ، علم هو سريعاً ما تفعله لذا غمز لها بخفه وهو يجيبها :



_" هو أنا عملت حاجه ..ما إنتِ ما شالله ايدك سابقه ومسمعه !!!"



وأكمل سريعاً بأسفٍ :



_" وأنا قولتلك مكنش قصدي ساعتها.. كانت لحظه طايشه علي شوية حماس..لكن والله ما شوفت واحده زيك، ونفسي تبقي ليا ، بس كل مره ببقي خلاص هاجي وأتقدم .. يحصل  ظروف تخليني أأجل !!!"



تفهمت الوضع دون أن تسأله ماذا جرى، فقد علمت عملية "سمية"من "جميلة" وقفت تنظر بصمتٍ فوجدته يقترب مبتسماً بهدوء يوضح لها :



_" صاحبتك مش هنا ، بتخيط جرح أختها وكلهم فالشقه  التانيه دي !!"



يبتسم بغباءٍ وكأنه يردف شئ عادي للتو ،  إعتاد علي مثل هذه الحوادث لطالما يعاشر الٱن عائله مثل عائلة "الٱكرميّ "يعتاد بعد ان إعتاد صديقه ، نظرت له بصدمه ثم دفعته عنها وهي تدق جرس الشقه الٱخرى بخوفٍ على صديقتها بعدم فهمها لما حدث بالتحديد ،بينما وقت هو ينظر بصمتٍ وهو شارد إلى أن إنتفض ما أن أغلقت الباب خلفها عندما  فتحت لها أحدهم وتركتها تدخل !!، تنحنح يجلي حنجرته  بصوتٍ ، ثم توجه يإتجاه الشقه تزامناً مع خروج"بسام" من المصعد بلهفه ما أن حدثته "وسام " ..




        
          
                
_" غسان فين يا شادي .؟؟؟ كويس ولا ايه اللي حصل ؟؟؟ طمني ؟؟؟؟"



قالها بخوفٍ شديد ما أن رٱه  أمامه ، صدق شعوره بألم في موضع قلبه دون تفسير لذلك منذ الصباح ، لقد شعر به شعر بتوأمه ، تنفس بقلقٍ وهو الٱخر يطمئنه فتركه سريعاً وهو يهرول إلى الداخل ، ثم وقف يدق الباب بصوتٍ مسموع ولم يعير لحديث"شادي" اهتمام عندما قال :



_" إهدي يا بسام.. بسيطه متخافش !!!"



أكثر من يحبه ويخاف عليه ويهاب أن يمسسه سوء ولكنه عندما عبر عبر بالطريقه والحديث الخطأ أو الصحيح الذي فهمه الٱخر بالخطأ رغماً عنه ، إبتلع ريقه وهو ينتظر بأن يُفتح له الباب، فوجدها تفتح له الباب بسكونٍ بعينيها الحمراء وحتى حجابها التي غفلت هي عنه فظهرت بخصلاتها  بخواءٍ تركها وهو يتخطاها ثم دخل يتفحصه سريعاً وهو ينظر على الجرح ثم مسك كفه بخوفٍ. ، وما أن شعر بتململه رفع هو كف "غسان" المصاب يقبله ببرٍ وهو يردد له بأسفٍ :



_" أنا ٱسف يا غسان .. بس فوق ، فوقلي كده وإعمل اللي إنت عاوزه فيا ..شوفت انا خوفت عليك إزاي ..كنت حاسس والله كنت حاسس إنها مش هتنتهي غير بحاجه زي دي !!!"



يسترسل في الحديث وعندما وجده يشدد مسكته بكفه ، علم أنه  ينتبه ،  وسينتبه بشده بعد دقائق ، إبتلع ريقه وهو يزيح خصلاته السوداء إلى الخلف ، ثم تركه وهو يسير بخطواتٍ سريعه إلى غرفته ليجلب حقيبته الطبيه ، تاركاً "نيروز" واقفه بجانبه مع "وسام" التي دخلت تقبل قمة رأس شقيقها بحزنٍ ، وجدا هما "شادي" يدخل مع "بسام" وهو يخرج زجاجة   وعلبة  لتطهير ٱخر كونه مهووس بالتطهير بمثل هذه الأشياء ، رفع اللاصق يفعل أسفله كما فعل بكفه بخوف. من تطور الجروح للإلتهاب،.  إلتفتت "نيروز" بسرعه تجلس بجانبه ما أن وجدت ملامحه تتشنج من أثر حرقة الجرح ومن ثم عينيه التي فتحت ٱخيراً  للحظاتٍ يفتحها ويغلقها وما أن فتحها ثبتها علي عينيها الحمراء التي سقطت دمعتها علي وجهه هو  فابتسم لها بألمٍ وهو يشعر بيديها تتمسك بكفه وما أن شعرت بانتباهه الكُلى عانقته على الفور وكأن الأمان قد عاد لها ، نبس هو بخفوتٍ سريعاً لها  بجانب أذنها يطمئنها  مع قبلته  لها على عنقها بخفه وهو مسطح:



_" أنا كويس والله..كويس متخافيش!!!"



تنحنح "شادي" يجلي حنجرته ثم قال بحرجٍ زائف :



_"ما تهدي يا عم ..إهدي علي نفسك إحنا واقفين !!"



خرجت ضحكة "غسان" منه بخفوتٍ حتى تألم بسبب الجرح وهو يجيب صديقه:



_" هو أنا لسه عملت حاجه؟!"



خرجت ضحكته وحتى ضحكة "بسام" على عبثه ، وجدوا هم "دلال" تدخل بصحن به طعام ما قد أعدته سريعاً وما أن لاحظا افاقته ، هرولت سريعاً تعانقه وهي تنحني مردده بلهفه :



_" إن شالله عدوينك يا ضنايا .!!!"



تنفس براحةٍ في عناقها، حتى اعتدلت تنظر له بلهفه كبرىٰ وقد إنحنت "وسام" تقبله ، وهي تردد له بتأثر كلمات توحي  بخوفها عليه ، تحرج "بسام" من الوضع خاصةً أن زوجة الٱخر  جالسه بجانبه لا تود تركه وكأنها لا تري سواه هو ، خرج مع "شادي" من الغرفه ، ومن ثم بعدهم "وسام" ما أن أشارت لها "دلال" عندما قالت لهم "نيروز" بلهفه :




        
          
                
_" سيبيها أنا ...أنا هأكله متتعبيش نفسك يا طنط انتي!!"



لم تتركها سوى عندما حدجها "غسان" وهو يشير لها بأن تترك ما بيديها لها خاصةّ أنه يتجنبها مثلما قالت كما تجنب شقيقه هو الٱخر بسبب حديثهم عليها ولها  دون شعورهم بالنتائج منه ، ابتسمت لها بتأثرٍ وهي تتركه لها على الطاولة ثم أغلقت الباب خلفها، حرك بُنيته الداكنه لها هي إلى  خاصتها المليئه بالدموع المرهقه ، ابتلعت"نيروز" ريقها بضعفٍ ثم رددت له وهي تنظر له:



_"  وقعت قلبي ..أنا ..أنا مبقتش أقدر من غيرك يا غسان..معتش تجازف تاني عشان خاطري حتى لو عشاني أنا !!"



هبطتت دمعتها علي كفه ، وللحظة المتأثره أنها في هذه اللحظه تناست وضع والدتها بوضعه هو وهو أمام عينيه، أمسك كفها  بعمقٍ ثم ضحك وهو يشاكسها بخفه كي يلهيها :



_" متقلقيش..مش قولتلك غسان جنبك ومش هيسببك..أنا متبت فيكي يا بنت الأكرمي والله...بس إيه الشغل العالي ده ..ده انتي طلعتي بتحبيني وبتخافي عليا ٱوي !!!!'



خرجت ضحكتها الخافته وهي تعتدل ثم أجابته بصدقٍ ولومٍ بٱن واحد :



_" يعني أنا مكنتش بحبك!!!!"



_"تؤ ..أنا اللي بحبك ..أنا اللي حبيتك الأول إنتي وعينك،عشان كده حرام تنزل منها دموع  وتبهت بعد  ما كانت بتهون المُرّ !!!"



تنفست بعمقٍ من ٱثر كلماته وهي تجلب الصحن ، اعتدل هو بنفسه بعدما حاولت إسناده ولكنه أسند نفسه بخفه، فتح فمه لها وهي تطعمه برفقٍ وعينيها لا تفارق عينيه الشغوفة بها ، قليل ما يرى بها الخوف عليه ويسعد لرؤيته للهفتها عليه ،  سألها بعد لحظاتٍ بترقبٍ للوضع:



_" فريدة  بنت عمك بقت كويسه ؟؟"



ٱخر ما يتذكره دماءها التي كانت تنزفها من ساقها ، يعلم بأن الحقير قد هرب ، لذا  لم يسأل وتعمد تجاهل الوضع أمامها كي لا تضغط هي ،  حركت عينيها بتيهه وهي تطعمه براحةٍ ثم قالت :



_" معرفش..معرفش أي حاجه.. أنا كأني إتضربت علي دماغي من ساعة اللي حصل، مكنش فـ بالي ولا عقلي ألا إنت وبس ، ٱخر حاجه سمعتها إن جميلة خيطت جرحها لما مشت من هنا بعد ما خيطت ليك جرحك!!!"



_" أصيلة جميلة دي!!"



تعمد بأن يستفزها ويستفز غيرتها ، ابتلع  ما في فمه وهو يكبت ضحكته عندما وجدها تتعمد عدم الإهتمام ولكنها إجابته ببراعةٍ في الرد :



_" اصيله عشان بنت عمي ، نفس الدم ونفس العيله يا بن البدري!!"



لم تتحدث بها برقة بل كانت لهجتها حاده جامدة عليه ، صمت وهو ينظر لها ثم قال بصدقٍ من  مدافعته عن "فريدة" :



_" أنا عارف إنك  زعلانه ومش قادرة تعاتبي عشان هي بنت عمك مش حد غريب، بس حسن فعلاً كان مش واعي للي بيعمله، كان هيموتها فلحظة ، بس ربنا ستر..،ولو هجازف فكل ده عشانك إنتِ ..جازفت عشان الحمد لله كفايه اللي عندنا وراضيين..!!"




        
          
                
_"أنا مبقتش عايزه حاجه من الدنيا غير الراحه ، راحة البال والعقل ، أنا الأيام دي تقيله عليا أوي ..بس لولا وجودك جنبي مكنتش هقدر أعديها ، نفسي تعدي علي خير وماما تقوم منها ويبعد عننا أي شر ، ونعيش فهدوء ، ده كل اللي محتاجاه مش محتاجه حاجه أكتر من كده ..أنا قاعدة دلوقتي مش قادره  أخلي بالي مع إتنين، هي وهي فالعمليات وأنا مرعوبه وإنت وإنت بحالك ده وبردو مرعوبة ..الحمل تقيل عليا اوي يا غسان ..مكنتش أعرف إن بمجرد ما بس عرفت إنها هتدخل عمليات وكل حاجه نازله عليا بقسوه أوي ..مبخدش الفرصه حتى أرتاح ..أنا نفسي أرتاح وبس..حتى الأيام اللي المفروض تكون  بالنسبه لأي عروسه فرحة ، أنا مكانش ليا نصيب فيها.،  مش قادره حتى وأنا شايفاك  بتتعب كل ده عشاني ..وكان من حقك تفرح بس إتحطيت  في كل ده بسببي، كل مره بيحصل فيها  مشكله بتبقي بسببي ومني ..أنا مش مبسوطه حتى وأنا شايفه إن أهلك خايفين عليك مني وبسببي ..كل مره بحس فيها إن أنا خطر عليكم حتي لو الدنيا بقت تمام،  أنا مش عايزه حد يخاف مني ومن وجودي ..مش عايزه حد يتقل مني ويضغطني ويحملني سبب أنا بتقهر عشانه ..عشان بس بتتأذى عشاني،  ومش هقدر ..مش هقدر لو جيت فمره قولتلي انك مشوفتش يوم عدل بسببي ومن ساعة ما عرفتني..أنا مبقتش حمل كسرة قلب وتعب ، ولا بردو حمل إني أبعد عنك ولا كمان حمل إن حد يشيلني ذنب أنا ببقي هموت وميبقاش ليا دخل بيه..أنا مبقتش فهماني ولا فاهمه اللي بيحصل ..ولا حتي فاهمه اللي حواليا..أنا نفسي مش فهماني وأنـت كـ .."



قُطع الحديث عندما تحدث "غسان" سريعاً بمقاطعه مندفعه يرد على حديثها بصراحةٍ :



_" بس أنا فاهمك ، فاهم إنك ملكيش ذنب فحاجه ، وجنبك حتى لو قولنا انك بتأذيني مع إن دي مش حقيقه..بس معاكي للٱخر ومش هسمح لكلمة إننا نبعد عن بعض عشان بردو زي ما إنتي مش هتقدري أنا مش هقدر من غيرك ، ومش عايزك تخافي عشان مش هيأثر فيا كلام حد ..أنا مش شايف غيرك ولو شايفه إنك بتدمري ..فدمري وأنا اصلح وميهمكيش أي حاجه بعد كده طالما أنا فضهرك ..مش انا السند ووالضهر زي ما بتقولي؟؟ ، أنا غسان السند التاني بعد أبوكي وملقتيش حد زيه غيري ؟؟ مش ده كلامك يا بنت الٱكرمي ؟؟"



يستجوبها بإهتمامٍ فحركت رأسها تؤكد حديثه ، وما أن رأي تأكيدها تنفس  بإطمئنان يحرك رأسه بأمان رغم أن حديثها يضغطه ولكنه يشعر بضغطها ، سمعته يتحدث مره أخري بدفاعٍ وتبرير يوضح به :



_"خلاص يبقي سيبي الحمل عليا أنا ..وأنا راضي بأي حاجة منك ..حتى لو تُقل..مع إن  إنتِ خفيفه خُف الريشه عليا وعلى قلبي ، صدقي كلامي يا نيروز وإعرفي إنه مش مجرد كلام.. إنتي مراتي وشريكة أيامي وحياتي وبحبك قبل ما تكوني كده ، وسيبك من الكلام العبيط اللي بتسمعيه ده   والله لو عاشرتيهم اكتر هتفهمي إن" بسام "ده بيقول كلام وقت عصبيه اكتر مني انا وبيبقي ملوش أي تلاتين لازمه ..زي أمي بالظبط ، بس فالٱخر اصلهم وطيبتهم بتغلب..متكونيش حساسه نحيتهم..بيحبوكي ومش محملينك أي ذنب ..يمكن بس  عشان جديد عليهم حياة تانيه بتتضاف عليهم ومسئولية أكبر..رغم إني مش حابب إن حد يتدخل في حياتنا ومش عاوز ده لسه ..لكن عارف فالنهايه لو حصل حاجه فأنا هبقى سايبك وسط ناس أصيله ونضيفه وبيحبوكي ..من أول حامد لحد وسام..إنتي  فرد جديد دخل علينا وطبيعي في أي بيت الواحدة بتاخد وقت علي ما تفهم طبيعتهم وشخصيتهم ..بس مستعد أعملك أي حاجه وأضمنلك إن عمرك ما هتلاقي الجحود في بيت "حامد البدري .."




        
          
                
توقف عن الحديث لبرهه ثم أضاف يوضح لها أكثر ما يراه تجاهها وتجاه أي أنثى :



_"بيحصل ياما اللي يحصل بس فالٱخر بنبقى عارفين إن ملناش غير بعض ومحدش هيخاف  على التاني غير عيلته و اللي منه.. لو أنا عارف إن أهلي مش كويسين معاكي مكنتش إتجوزتك إنتي يا نيروز  ودي حقيقه عشان أنا أكتر حاجه بخاف عليها هي حرمة البيت .. وبحط أي واحدة مكان اختى وعمري ما بقبل إن حد يتظلم عشان بس راحة حد بحبه ، حتى لو ٱخويا وعاوز واحده والواحده دي هتتظلم معاه بقف ليه ، جميله بنت عمك لما حسيت إنها مظلومه وقفت معاها عشان إعتبرت إنها أختي بعد ما بقا عز أخويا.. مبحسش نحيتهم إنهم ضعفه كل اللي بحسه إنهم ببقوا مسئولية حلوه حتى لو محدش ليه علاقه بيهم..تلقائي بحطهم مكان أختي..زي ما بحطك مكان اختي دلوقتي ، عشان لو راحت قالت لجوزها إنها عايزه تسيبه عشان هو بيتأذى منها ووافق هيبقي ندل وجبان ومحبهاش.. وأنا بحبك ومش ندل  ومش هسيبك ولا هسمع كلامك الأهبل اللي عايزه  تقوليه فوقت ضغط ، إنسي كل ده وساعدي نفسك معايا انك تكوني أحسن ..متقفيش على الواحده وعلى الكلمة وصدقيني لو حسيت إن حد جه عليكي بقصد أنا نفسي مش هسمح بده يحصل وحتى لو حصل حقك بيرجع وهيرجع فلحظتها يا بنت الأكرمي !!!!!!"



وضح لها بكل شغفٍ واهتمام ولم يمل من الحديث بكثره، عانقته عقب حديثه وهي تأخذ أنفاسها بعمقٍ دون أن تردد أي حديث، استطاع أن يبسط لها الوضع بطريقته الحانيه البسيطه في شرح وجهة نظره هو !! بدفاعه عنها ، توسعت بسمتها عندما وجدته يردد لها بتساؤل يأخذ منها بعض من الضغوط :



_" طب عارفه  غسان البدري قال ايه ؟"



همهمت بإنتظارٍ وهي تعانقه فردد هو بصدقٍ يغازلها :



_" يقسم بأنه لم يرَ بخفتها من قبل ، حتى وإن زادت الهموم اثقالاً..فـ ثُقلها لا يُوزن أبداً ..وإن وُزِن فالثقل بـ ثقلها أكبر خفه أو وربنا ما بحور زي ما بقولك كدة  !!!!"



صدق فلم يشعر تجاهها بأي ثقل ، خرجت مبتسمة له بحبٍ وعينيها تعانق عينيه..أمسكت كفه المجروح ثم رفعته تقبله ولأول مره تقبل هي كفه عندما شعرت بمدى شهامته وإصراره على أن يبقي بجانبها حتى ولو على الموت..



_"إنت الحاجه اللي هفضل أحمد ربنا عليها إنه بعتهالي فالوقت الصح عشان تكمل معايا حياتي،   إنت اللي برجع له فالٱخر ومببقاش ليا غيرك إنتَ ..عشان كده الست قالت فين أشكيلك فين.. عندي كلام وحاجات وكلام!!!"



خرجت ضحكته من تركيب جملتها الغريب ، فغمز لها "غسان" سريعاً بعبثٍ وهو يردد :



_" وربنا أنا اللي عندي كلام وحاجات وكلام  ومحتاج أقوله فأسرع وقت ممكن!! "



_" محتاج تقول إيه ؟!'



_"محتاج أقول إني هموت وأدخل الحمام ، إسنديني !!!"




        
          
                
قالها بمرحٍ جاد ، ولأول مره تخرج ضحكاتها بهذه الطريقه منذ فتره ، إشتاق لضحكاتها بعد كل ذلك الضغط ، أومأت له سريعاً وهي  تعتدل ، ثم أبعدت الغطاء عنه وهي تمسك ذراعه إلى أن وقف وهي بجانبه ، أسندته برفقٍ وحنوٍ وهذه هي الحياه بينهما تاره يسندها وتاره تسنده هو كونهما معاً هي الغايه!! ،لم تكن بالقوه الكافيه للصمود دائماً ، كما كان هو غير مثالي للدرجة التي تجعله قوياً متماسكاً في كل الأوقات ، بالأساس يأتي لكل فرد منا وقت وينهار ، هذه هي طبيعة الحياة القاسيه ،لم تعطي لأحد قوة كامله بشئ محدد ، وللأسف الكبير ، عندما تعطينا الفرصه في حب الأشياء بكثرة نُهزم بها بالنهايه ويتبخر كل ذلك ، وتنتهي باللا شئ ..فعلا هما بصعوبة التي عاندت به الحياه كي تفعله ولم تقدر على فعله ، لم يُهزم بها ولم تُهزم به ، بل صمدا حتى إنهزما بالفعل معاً ولكن انهزما من كثرة هموم وحمول الحياه التي من المفترض أن تكون  في بدايتها معهم ،.. يؤكد لهم الوضع بأنهم سيصمدا أكثر معاً لطالما لم تبدأ معهم الحياه باللين الشديد بل جاءت لهم بصفعه تلو الٱخرى وكانا معاً  متمسكين ببعضهما ،  إنتظرته عندما يخرج وهي تلف حجابها بإنتظامٍ ما أن سمعت صوت دقات الباب ، خرج قبل أن  تفتح هى فوقف ببطئ  وهو ينظر لها تفتح خزانته أتية منها بقميص أبيض مفتوح ، اختارته بعشوائيه ، فرد ذراعيه لها كي تلبسه إياه وبالفعل إرتداه ، فوقفت "نيروز" أمامه تغلق الأزرار ، ثبت نظراته عليها بحبٍ وراحة إلى أن توجه يقبل وجنتيها ، طالعته بلطفٍ ثم قالت له تعلمه  :



 _"شكل عز برا رجع تاني و عايز يشوفك!!!"



_"أصيل "عز" مش كده ؟!"



_"ابن حلال فعلاً ربنا يخليه لـ "جميلة" ويتمم عليهم بخير!!"



سحب منها الحديث بذكاءٍ إلى هذه النقطه فأكمل يوضح لها بتفهمٍ :



_" طالما قلبك عليها كده يبقي ترجعي تكلميها وتعامليها كويس ، ولازم تعرفي إنهم خبوا عليكي عشان بيحبوكي مش العكس ،  يعني ينفع تدعيلها وإنتي   مقاطعاها؟.. وحتى أخواتك.. كلنا هنا بنخاف عليكي وبنحبك ، فبلاش المخ بتاع عيلتكم ده وإفهمي الدنيا فيها إيه.. متشيليش من حد يا نيروز..كله علي قلبك فالٱخر ..إتعودي ترمي ورا ضهرك عشان ترتاحي وتعرفي تعيشي !!!"



تنفست بصوتٍ وهي تحرك رأسها له بموافقةٍ على حديثه، ثم رددت له كلمة واحده صادقه :



_" هحاول !!"



أسندته من بعدها إلى فتحت باب الغرفه ، اتجه له كل من "بسام "و"شادي" وحتى "عز" يسندونه بمرحٍ كي يخففوا من حدة الأجواء، في حين وقفت هي بركنٍ بعدما تركته معهم ، تنفست بعمقٍ وهي تقاوم تعبها ، ثم نظرت بإتجاه باب الشقه كي تخرج ، وجهت نظراتها ناحيته فوجدته يحثها بعينيه على أن تخرج لشقيقاتها ، حركت رأسها له بخفوتٍ وهي تتوجه بطريقها حتى فتحت الباب وخرجت منه بالفعل وهي تغلقه مره ٱخرى خلفها ،  عاد بنظراته اتجاههم ثم سألهم بإهتمامٍ به من القلق ما يكفي:




        
          
                
_" إيه الأخبار؟؟ خرجت من العمليات ولا لسه ؟؟"



يسألهم عنها بقلقٍ ، فأجاب "عز" سريعاً :



_"لسه مخرجتش ، كنت بكلم حازم من شويه وقالي إنهم لسه مستنينها ومطلعتش.. حتى كنت هقوم أروحلهم بس قولت أجي أطمن عليك قبل ما أمشي!!"



إبتسم له "غسان " بإمتنانٍ وهو يربت على كتفيه ، بينما صمت الٱخران ، في حين تبدلت ملامح "غسان" للقلق وهو يشير لـ "شادي" بأن يجلب له هاتفه كي يهاتف "حازم"و"بدر" للإطمئنان..، جاءت "دلال " من الداخل بأكواب العصير لـ "عز" والٱخرون ، كنوعٍ من أنواع الضيافة له هو .. أما الٱخر فشرد  مره اخرى بها وبوالدتها التي حتماً ستتٱخر في غرفة العمليات !!



___________________________________________



 
دخلت بعدما فُتح لها الباب ، باب شقة "والدتها" ، وجدت "ياسمين" تقف مندفعه لها بلهفه ومن ثم ارتمت هى بأحضانها  وهي تأتى بالبكاء ، "ياسمين" تبكي؟. وأمامهما ؟ فاض بها كونها تشعر بمشاعر مختلطه تحت ضغوط ٱخرى هى الٱخرى ولكن خطر، كل ذلك الذي يمر خطر عليها ، ربتت عليها "نيروز" بلهفه ومن ثم وجدت هى "وردة" تعانقهما وهي تفرد ذراعيها عليهما مردده بصوتٍ مختنق وكأنها  والدتهم في هذه اللحظه رغم كونها أضعف منهما :



_" أنا متأكده إن كل ده هيعدي ..وماما هترجعلنا بألف سلامة !!"



ضمتهما إليها بتشبت وهي تقاوم البكاء ، لذا إعتدلت "ياسمين" بوقفتها ، ثم رفعت كفها تمسح وجهها وهي تتنفس بإرتياحٍ ما أن رٱت نظرات "نيروز" التي عادت حانية إليهما ، اعتدلت "نيروز" ثم تنهدت تخرج أنفاسها ببطئٍ وهي تردد :



_" طب تعالوا نطمن علي فريدة نشوف بقت كويسه ولا إيه!!"



إعتدلت "ياسمين" ثم تمسكت بيد"نيروز" التي رفعت كفها تمسح به دموع شقيقتها التي ظهر على ملامحها الإرهاق بشدة .. تعلم هى عندما تحزن "ياسمين" تحزن بشدة بل وعلاقتها بـ "والدتها" علاقة قوية مترابطة مهما حدث من شغب ومن عبث ، تبقى "ياسمين", محط إهتمام وخوف "سمية " بسبب طبيعتها الكتومة !! ، أغلقت"وردة" الباب خلفهن وبيديها الٱخرى تمسك كف"يامن"..وهي تطالعهما يدقا باب شقة"زينات "، دقيقتان وتم فتح الباب الذي تم تصليحه من ما حدث أمس .. فتحت لهن"جميلة" التي كانت حالتها ساكنه بعد خوفٍ وتوتر دام ، مجتهده في عملها ودراستها ولديها الادوات بالإسعافات الأوليه ولكن في كل مره يحدث بها أمر أشبه بالخطوره يكون فيها "بسام" هو المتولي زمام الأمور ومراعتهم عندما ينزف أو يُجرح أحدهم ، هذه المره هي التي كانت  أمام وجه المدفع !! ولولا وقوف "عز" بجانبها لما فعلت ذلك بسرعه دون خوف يؤثر علي تماسكها !! ، دخلن الثلاثه ووقفت "نيروز " تحتضن "جميلة" التي بكت وهي تتأسف لها دون مقدمات ، ربتت عليها "نيروز " بتأثرٍ ثم قالت لها بنبره مختنقه متلهفه :




        
          
                
_" بس ..بس يا جميلة أنا مش زعلانه ، بالعكس أنا عايزه أشكرك على اللي عمليته مع غسان ..أنا كنت مرعوبه أوي مش عارفة أقولك إيه !!!"



قالتها بهلفه وهى تبرر لها وتبدأ بخطواتٍ مدروسه منه هو في تشجعيها على عدم الوقوف على كل شئ .. وان تتهاون وتجعل قلبها ليناً أكثر من طبيعتها !! ، تدين له بالكثير هو الٱخر يحثها ويشجعها يصبر علبها يقف بجانبها..لوهله شعرت بأن ٱحد غيره وكان زوجها بالفعل لما فعل كل ذلك ..تيقنت بأن حبها في قلبه فاق الكثير والكثير ..حتى عنها هىٰ ، في كل مره تقتنع بأنه الوحيد من يستطيع أن يخفف عنها، تعيق أمامه ولا تسطع التوضيح بما يجري بداخلها ولكنه يفهمها ، في كل مره يتأزم الوضع بعدم التعبير مثله بالكلمات والٱفعال ..ولكن الحقيقة التي تفهمها كل يوم عن الذي قبله أنها لم ترَ مثله هو لم ترَ مثل حدة الشباب ..اللين معها وحدها..لين لم تعهده من أحد قبله من قبل ولا من بعده !! ، كل ذلك هاجمها بقوة عندما وجدت نفسها تقف أمامهن جميعاً وكلمات "جميلة" كانت الأولى عندما ردت عليها بعدما هدأت ودخلت معها إلى الداخل لهن أكثر بعدها رددت بنبره صادقه مُمتنه :



_"أنا اللي ٱسفه عشان حاجات كتير يا نيروز ..وٱسفه عشان غسان واللي حصل واللي عمله عشان فريدة.. انا مش هنسى فحياتي إنه شالها من الموت من ايد واحد مبيرحمش ومفتري !!!!"



الٱخير بضعفٍ وخيبه وكلما تتذكر بأن غداً مواجهة أخرى مع من أنجبة تتعقد أكثر..تتجاهل ذلك ..رمقتها "زينات " بأسفٍ وهي تجلس بجانب"فريدة" ثم قالت بخذلانٍ من نفسها :



_"أنا لو قعدت من هنا لسنة قدام أتأسفلك عارفه إنك مش هتسامحيني .. وعارفه إن جوزك مبيبلعنيش ..بس أنا ..أنا مستعدة أعمله أي حاجه عشان اللي عمله ده يبنتي !!"



ابنتها ؟؟ بعد كل ما فعلته لها ؟؟ إبتلعت "نيروز" ريقها بصعوبةٍ وقد إستشعرت ٱكثر مدي تعرضه للخطر ، ماذا إن تبدل الوضع ؟تحمد لله كل ثانية بعد الٱن ، إنحنت تعانق"فريدة" بحبٍ وتأثرٍ ثم قالت لها سريعاً :



_" ألف سلامة عليكي يا فريدة!!"



جُملة واحده أردفتها وأردفت مثلها شقيقتها وشقيقتها الٱخرى ، بعدها أمسكت "عايدة" "ياسمين" بخوفٍ عليها عندما  شعرت بعدم توازنها ، بل انصرفت من بينهن إلى شقتها معها دون أن تنتبه لها إحداهن ، بينما  نظرت "فريدة " لـ "نيروز" بأسفٍ وقد  تجمعت الدموع بمقلتيها وهي تردد لها :



_" أنا ٱسفه يا نيروز ..ٱسفه بجد على اللي حستيه وعيشتيه، أنا السبب متزعليش مني أنا عارفه اللي بتمري بيه بس والله مش عارفه اقولـ...!!"



قاطعت"نيروز" حديثها سريعاً وهي تربت علي كتفيها بإطمئنانٍ ثم قالت:



_"ولا يهمك يا فريدة متقوليش حاجه ..الحمد لله إنها  عدت !"



قالتها وهي تعتدل ثم نظرت نحو "منه" التي وقفت بجانب "جميلة " بركنٍ ما ، ابتسمت لها وكأنها تعبر عن أسفها من عدم رؤيتها في البداية ، أشارت لها "منة" وهي تردد عليها كلماتٍ  كانت:




        
          
                
_" شدي حيلك وإجمدي كده يا نيروز..وان شاء الله مامتك هتطلع منها زي الحصان ..إسمعي مني أنا !!"



مرحت كي تخفف عنها فضحكت "نيروز" عليها  بخفه ، سمعت صوت دقات الباب، فإعتدلت تستأذن بالانصراف فخرجت "جميلة" معها ومع"منة" هي الٱخرى ، فتحت الباب فوجدته "عز" الذي وقف بركنٍ ما ، أغلقت "جميلة" الباب وهي تبتسم له بلطفٍ ثم سارت معه ناحية شقتها وهي تشير لـ "منة" التي وقفت بجانب "نيروز" أن تتبعها , التي تابعت الوضع فقد كان "شادي" يقف على  أعتاب الباب الخاص بشقة "حامد" تعمدت تركهما مع بعضهما ثم إنسحبت تدخل بعدما أفسح لها "شادي" المكان قليلاً لتدخل ..



_"إيه؟؟تحب تاخد الصورة بالألوان ولا سادة ؟؟!"



قالت"منة" جملتها بسخرية منه فقد كان يطالعها  "شادي" بصمتٍ وفقط ، رمقها "شادي" بنظرة غير مهتمة عكس حديثه الذي خرج للتو وهو يغازلها   بعبثٍ :



_" أكيد بالألوان عشان لون قنّصاتك تبان ي أم عيون قناصة!!!"



ٱتت الجمله بإعجابها وهي ترمش بأهدابها بخجلٍ قليل ما يظهر ، شجعه فعلتها هذه وبخفه إقترب منها وهو يسألها بمراوغة :



_" أنا ليه بحبك؟!"



_"عشان انا أتحب ..وإبعد عني متلزقش فيا كده !!"



قالتها بحده وقد قتلت به شغفه بمسك يديها بطريقة حانية رومانسية ، إغتاظ من طريقتها ، وما جذبه لها هذه الحدود التي وضعتها..من بين من يعشقون الغير هين ، يتضح ذلك لها ، ولكن التي عرفته هي جيداً أنه  أحبها بصدقٍ من  نظراته بعيداً عن عبثه الشديد !! ، إبتلعت ريقها من عينيها المتوجهه ناحية عينيها بقوه تعلم أنه يريد الأسف عن ما بدر منه للمره التي لا تعرف عددها هى  ، توترها نظراته لها وحتى  وقوفه بجانبها ، غير واثقه بعبثه هو الٱخر ، تنحنت  ثم أشارت له أمام وجهه وهي تردد :



_" ايه  روحت فين ؟؟ ..أنا ماشيه!!!"



قاطع سيرها سريعاً وهو يقف مجدداً مردداً بنبره سريعه :



_" راحة فين بس ؟ هو أنا لحقت اقعد ولا أتكلم معاكي ؟"



_" هقول لـ "جميلة" إني همشي ، وهروح بقا علشان متأخرش !"



إعتدل "شادي"   بوقفته ثم سار يمد يديه يغلق باب شقة"حامد" ثم إلتفت يردد بلطفٍ :



_" طب قوليلها وأنا. معاكي وهاجي أوصلك !!"



__________________________________________



تأخذ الدواء ورغم ذلك تشعر بألم أسفل معدتها تتجاهل عنه، لذا من شدة الألم تشعر بدوار رأس لم تنتبه له سوى "عايدة" التي جلبت لها دواءها تأخذه مع كوب من العصير وشطيرة بسيطة تطعمها لها ، إنتهت "ياسمين" من تناول ما جلبته لها ، ثم نظرت لها بإمتنانٍ صادقٍ ولم تسطع إرداف الحديث أكثر ، بل سمعت هي قول "عايدة" وهي ترد علي "حازم" في الهاتف :




        
          
                
_" حاضر يا حبيبي في عينيا ، بس لما سُمية تطلع كلمني وطمني وأنا معاك بردو علي الخط !!"



لم تجد سوي إجابه لطيفه منه مع توصيته علي "ياسمين"بخوفه عليها ثم أغلق الخط ،  زفرت "ياسمين"  بتوترٍ ولم تشعر هي بدمعتها التي سقطت بل للمفاجأه إنها شعرت بأذرع حانية تضمها ولم تكن سوى  "عايدة" التي ربتت عليها بإطمئنانٍ قائله بنبره ٱمنه :



_" هتطلع وهتبقي كويسه يا حبيبتي وهتعيش لحد ما ولادك يكبروا ..هتشوف حفيدها وحفيدي أنا كمان ، بلاش تعملي كده بقا عشان صحتك !!"



تنفست بعمقٍ وراحةٍ تعهدها عندما تضمها الٱخرى ، ٱكثر من تكون قريبة من "عايدة" عن الاخرتين ، لذا تشعر بها وبحديثها المطمئن ، تنفست بصوتٍ وهي تبتسم لها بسمة صغيره باهته عندما وجدتها تجلس بجانبها ، ولصمتٍ دام لدقائق شعرت بدموعها تسقط ومن ثم الحديث الذي بدأ بالخروج لها وكأنها الدرع الٱمن لها بعد فراق "حازم" و"سمية" عنها ..المؤقت ؟! 



_" انا حاسة إن روحي بتتسحب مني بالبطئ ، ماما دي كل حاجه بالنسبالي ، عمري ما لقيت حد بيحس بيا وعارف ايه اللي جوايا غيرها ، دايماً فهماني وسمعاني بقلبها ، شايلة همي والهم كله ،  كانت مسئوليتنا صعبة عليها ومع ذلك كملت وربت وعلمت،  عارفه لما تحسي إن الركن اللي بيفهمك من غير ما تقولي ولا حرف بيفارق؟ بيختفي بس مش عارفه لحد إمته !! ، لما تكون  اللي إنتي عيشتي طول عمرك على صوتها ونفسها وشكلها وخانقنا ..أنا بحبها أوي وعمري ما هعرف أعيش من غيرها..هي الوحيدة اللي ضحت وعملت حاجات كتير اوي عشاني انا واخواتي..!!"



ربتت على كفها باحتوائها كمثل والدتها ولكنها وجدتها تسترسل في الحديث مجدداً بشرودٍ وتأثرٍ :



_" لما بابا مات إتكسرت أوي ، كسرة محدش هيفهما غير اللي جرب ، بس لقيت نفسي مسئولة والاصعب إني لقيت نفسي مجبورة إني مبينش إني إتكسرت عشانها وعشان وردة ونيروز ، يمكن كلامهم ليا بإني السند ليهم لما يحصل أي حاجه هو اللي عمل ده بعدين ، وهو اللي ضغطني بس عمري ما فكرت فيهم إنهم حمل .. إتجبرت أقف زي الجبل وأنا شايفه كل واحدة فيهم كانت عامله ازاي ، كان عندي سبب أقف وأبين إني متكسرش، من اول ما ماما رجعت تقعد من الشغل بسبب حزنها على فراق بابا ، لسفر وردة تاني لـ تعب نيروز اللي كلنا غلبنا فيه ،   لقسوة عمي فالوقت ده.. لما جه علينا وخد اكتر من حقه وسكتنا، الحاله كانت ماشيه ..بس مستنتش تقف على  رجلها غصب عنها من تاني..لما نزلت اشتغل مع دراستي عشانهم كان قدامي كام حاجه تمنع ده اولهم عمي بس هو كان عارف إني مش همشي ورا كلامه وكملت لحد ما وقفت كل واحده علي رجلها ،  كان عندي سبب اكمل عشانها ، عشان ماما اللي كنت عارفه انها هترجع.. دلوقتي لو راحت مني مش هيبقالي سبب أكمل عشانه ..المرادي هتجبر أبين كسرتي لو ده حصل ..!!!!"



تقسم والدة زوجها بأنها لم ترَ ذلك الضعف منها من قبل ، كثيراً ما تسمع الأقوال التي ترتمي علي مسامعها بصعوبة شخصيتها لتكون زوجة ولدها أو خطيبته بالبدايه!!  لم تسمع لكل ذلك .. تعلم بأنها طبيعة في الواقع القيل والقال!! ، لذا تعتبرها في كل مره مثل ابنتها !! ، رأت الضعف غير الشراسة والتماسك المعهود منها ؟؟ اين ذهب كل ذلك ؟! ، ضمتها إلى صدرها بلهفه وحزنٍ عليها وعلي حالها ثم أجابتها سريعاً تحثها وتصحح لها بتشجيعٍ للنظرة الايجابيه :




        
          
                
_" لا ..لا متقولش كده يا حبيبتي ، هتقوم وتفوق منها وهتبقي زي الفل فكري فالأحسن ليكي ولينا عشان ده اللي يحصل ، ربك كريم أوي يا ياسمين بس إنتي خليكي واثقه فيه وعمره ما هيخذلك أبداً ، وبعدين في أسباب تكملي عشانها ، عشانك وعشان اللي فبطنك وعشان حازم وأخواتك وكل اللي حواليكي..الدايره بتكبر يا بنتي مبتفضلش زي ما هي ..بيت وأسره وحياة بتتبني وكل ده هتعيشه سميه معانا بس إنتي بس اتفائلي خير وإتطمني وطمني نفسك مش تقهريها كده. كده مينفعش !!!!"



ترمي الحديث بلهفه وإحتواء والآخرى تشهق بتمزقٍ من بين ضم "عايدة", لها. التي بكت هي الٱخرى دون صوت وهي تسمع صوت شهقاتها وصوت بكاءها الضعيف التي تقسم  بأن  إخفاءه كل هذه المده كان أهون وافضل من أن تشعر بها وهي كذلك  بمثل ذلك الضعف ..!!



" الكُل  يحزن ويسعد ، الكل ضعيف وقوي ..الكل متماسك وغير متماسك..الكل يعيش ولا يعيش !! ، كل ذلك الشئ وعكسه ، مع شخص وشخص ٱخر معه يجعله يصمد !! ، تلك هي الحياه !! ، الشئ الوحيد والأمنية التي  لا يودونها بأن تختفي وتزول هو الشخص الأقوي الشخص الذي يواسي ويقف صامداً بجانب شخصه الٱخر !!"



وعلى الجانب الٱخر بعيداً عن غرفة الاحزان ،، بغرفة الضيوف البعيدة كانت تعانقه نفس عناق  من في السابق .. هو وهي "عز وجميلة "، التي وكأنها تفرغ طاقتها السلبيه معه هو ما يمر عليها ضغط هي الٱخرى !! ، ضمها "عز" بحنوٍ له ثم وضع يديه على ظهرها يربت بها عليها مردداً  بنبرةٍ هادئه :



_" لازم تبقي أقوي من كدة يا جميلة ، إنتي أحسن واحده فالدنيا دي انا فخور بيكي أوي ، وبالذات النهارده.. شوفتي بقا انك محطوطه فمكان صالح  ليكي ؟"



خرجت من أحضانه وهي تنظر له بعينين باكيتين،فهو الٱخر إتضح بأنه بارع في التشتيت كي يجعلها تنظر بطريقة ٱخرى ، لوهله شردت بحديثه ،وجدته ييتسم لها  بإطمئنانٍ ثم ردد لها بثقةٍ وهو يحرك رأسه  يؤكد حديثه بنفسه:



_"   عارف إنه وقت صعب أوي عليكم كلكم وفي حاجات كتير داخله فبعض ولخبطة بس هتعدي زي كل صعب فات وعدى .. وعايزك تعرفي إني جنبك وساندك ..وعمرك ما هتميل يا جميل يا واقف جنبك عز الشرقاوي بذات نفسه!!!'



توسعت بسمتها من خفته في الحديث ، يظهر لها جوانبه اللطيفه كلما يمر الوقت ، تنفست بعمقٍ وهي تمسح عينيها ، بل وجدت كفه يسبق كفها وهو يمسح دموعها وأهدابها برفقٍ ، رفعت عينيها بلحظة تأثرٍ ثم قالت له بصراحةٍ كبرى ظهرت بنظرة عينيها :



_" أنا بحبك أوي يا عز!!"



_" الجمال عدى الكلام والله ..تضحكيلي وتاخدي كام بقا ؟!"



أردفها بخفةٍ أخرى مره أخرى وهذه المره خرجت ضحكتها عليه ثم إعتدلت تجيبه بصدقٍ :



_" أنا خدت كل اللي عاوزاه من الدنيا بوجودك ؛ خلاص مبقتش عاوزه حاجة !!"




        
          
                
هذه المره وجد الصدق والتأثر ، يحاول رفض طلب عقله العبثي الذي يظهر  هو الٱخر ،  تعلقت عينيه بعينيها ثم قال بتلقائية :



_" بس أنا عاوز !!!"



_" عاوز إيه ؟"



رفض بأن تتحرك عينيه بجهه ٱخرى غير عينيها هى وهو يجاوبها بهيامٍ:



_" عاوز بوسة!!!!"



شهقت "جميلة" بصوتٍ مسموع وهي تفتح عينيها على وسعها تتذكر حديث "نيروز" لها عن ما يفعله "غسان" من عبثٍ بعد عقد قرانهما ، بل وتعلم في العموم بأنه لم يري تربية من قبل ، أكان مثله ؟ ٱم سيكون؟ ، أجابته بعفوية  لا تخلو من صدمتها به :



_"   إنت طلعت   قليل  الأدب زيه  ولا ايه؟؟!!"



عقد "عز" حاجبيه بغرابةٍ منها وهو يسألها :



_" زي مين ؟"



_" غسان !!"



ورغم تفاجئه من الاجابه ولكنه ضحك بخفه حتى رأت غمازته الرجولية تزين خده، تعمد العبث معها أكثر وهو يجعل تركيزها نحو عينيه هو وهو يجيبها بجرأةٍ لم تعهدها منه من قبل في الحديث :



_"  عاوز أقولك إني قليل الأدب أكتر منه، هو أبوه رباه لكن أنا ملقتش أب يربيني فرييت نفسي بنفسي ..وتربية عز غير !!"..



اخفض نبرته في ٱخر حديثه وهو يغمز لها ، طالعته بخجلٍ ، وقد تعمد هو أرداف أي حديث ليجعلها تنصدم به ، رغم صدقه في الشق الأول ولكنه صادق في قولها ، يعلم في الأمور الشعبيه أكثر من الٱخر بل وبما يسمي بهذه اللغه "ابن الشارع" وحتى طبيعة مهنته جعلته أكثر تفهماً مع الغير  بمختلف الانواع في شخصياتهم ، وجدته يعنفها مره أخرى بخفه :



_" وبعدين أنا طلبت إيه غير بوسة بريئه يعني من مراتي عشان تقولي قليل الأدب ، دا أنا محترم وبستأذنك قبل ما أبوسك من غير ما اطلب عشان أنا ساعات ببقي عايز   أبقى قليل الأدب كده ونفسي بتهفني اعملها بس بيصعب عليا كسوفك اللطيف ده !!"



أشار لها بيديه سريعاً ثم قال بنبره مندفعه أثر ما فعله للتو:



_"حتى شوفي ، مع إنها متعتبرتش حاجه بس  نمشيها يلا!!"



وما أن قالها توجه بوجهه يقبل خدها بسرعه ثم اعتدل مره أخرى ، إبتلعت ريقها بخجلٍ منه  وهي تتهرب بأنظارها بمكانٍ ٱخر غير عينيه ، وجدت ضحكاته تعلو بإنجذابٍ وهو يقف يعدل من هيأته تزامناً مع قوله لها بنبرةٍ ضاحكة :



_" دا إنتي بتتكسفي خالص وأنا والله ابن ناس !!"



واصل مجدداً  وهو يستعد كي يخرج من الغرفه مرددً بوضوحٍ بنفس نبرته الضاحكه :



_" همشي أنا هعدي على الشغل وبعد كده  هروحلهم المستشفي..مع السلامه يا أجمل واحده بتلبس أبيض في حياتي  !!"..




        
          
                
قالها بٱخره وهو يلتفت بوجهه ينظر نحو تنورتها البيضاء  وحجاب رأسها الذي كان من نفس اللون ، لأول مره تتعايش هذه المشاعر والحديث ، تيقنت بأنه يخفي الكثير من طباعه الذي كان يخفيها  إحتراماً لعلاقتهما في البداية ، سمعت صوت إغلاق باب الشقه من خلفه وضحكته الهادئه لم تختفي حتى انه يعلم تدريجياً بأنها هي الٱخرى وقعت به بقوه بل وتيقن بأن بما فعله إستطاع التخفيف عنها ولو بشئ بسيط !!



____________________________________________



بعد مرور ساعات قليله وفي غرفة "غسان" ، كان مسطحاً على الأريكة ساندًا. رأسه على فخذها ، مررت "نيروز" يديها بخصلاته بشرودٍ وقد شعرت هي بانتظام أنفاسه قبل ساعةٍ واحده من الأن ، شعرت بثقلٍ في صدرها وحتى أنفاسها التي تتنهد وتخرجها بصوتٍ بين الوقت والٱخر ، ولمره أخرى تشرد بأنها تدين له بالكثير ،فقط أعطى لها" المصحف" تقرأ به كي يخفف من توترها كما كان يقرأ هو بهاتفه وهو يستند عليها بسبب جرحه ،  غفل وبقت هي على نفس الحال منذ أن تركها وبين  وقت والٱخر منذ أن غفل  تأخذ  هاتفه تهاتف "حامد" به كي تطمئن علي حالة والدتها التي غابت لفتره طويلة،  شعرت به يتملل في نومته بتأوى خافت منه ومع تشنج ملامح وجهه ، وجدته يفتح عينيه ويفلقها ، لذا تحركت بخفوتٍ كي تعتدل وتعدل رأسه، فتح "غسان ّ" عينيه بإنتباهٍ  لغفلته وهو في ذلك الوضع ، إعتدل ينهض ببطئٍ أمام أنظارها الحانيه أسند ظهره بخفه  وهو يستند عليه بجانبها ، التفت برأسه ينظر لها فوجدها تطالعه بعمقٍ  ظهر في عينيها ، إبتسم لها بحنوٍ وهو يسألها بلومٍ :



_"كده تسيبيني أنام كل ده يا مفتريه !"



_" أنا بردو اللي مفترية ..أنا سيبتك تنام لانك شكلك تعبان..بقيت أحسن؟"



قالت "نيروز", ٱخر حديثها بحنوٍ وهي تسأله بلطفٍ ، فحرك رأسه لها بإطمئنانٍ ، وقد علم بأنها  تخفي الدموع عنه ، تود بأن تذرف الدموع دون توقف بسبب الحال وما يجري ، ولكنها تتوقف وتنهر نفسها بعد الٱن كونه يُضغط بسببها هى! ، ابتلعت ريقها بتوترٍ وهو ينظر لها بعمقٍ، تنفس "غسان" بصوتٍ مسموعٍ وهو يطالعها بنظرة متفحصه، فقد كانت عينيها مرهقه لحدٍ كبير ، كما أن بُنيتها اللامعه لم تنطفئ بعد بسبب الدموع ، ولو إنطفأت فيعلم أنها تنطفئ حزناً ولا أكثر من ذلك !! ، اما هى فتشعر بثقلٍ من المكان ومن الأحداث رغماً عنها ،  في كل مره تبكي بها  من الأساس تلوم نفسها بعدها ، لاحظت بأن أنفه تنزف كلما وُضعت هي بضغطٍ وليس هو ، وقت بوقت ٱخر يمر عليها وتعلم أنه يعاني لأجلها وليس لأجل نفسه ، كيف ستعوضه عن ذلك، وهي التي لديها وسواس بتفكيرها بكونه لم يكن سعيداً معها ؟! ، أنفاسها التي تأخذها بتقطع توحي له بالكثير ..علم أنها تود التحدث أكثر تود إظهار الحزن أكثر رغم أنها تظهره ولكن ليس كافياً بالنسبه لها ، فكل ما يحدث لها كثير وكبير عليها وعلى طاقتها ، رفعت يديها ترجع خصلاته التي هبطت على جبهته ..أرجعتها إلى الخلف برفقٍ واهتمامٍ وهي تهبط عينيها لـ عينيه التي لم تتحرك  من عليها ، ومن ثم سمعت نبرته العميقه وهو يهتف لها بلومٍ :




        
          
                
_"  لو دموعك مخلصتش ..تنزل يا نيروز مع إنها غاليه تنزل بس لو هترتاحي عيطي، انا هبطت أقولك متخافيش وأنا جنبك ، بس لو دي الطريقه اللي  تخليكي مرتاحه عيطي .. أنا عمري ما هتقل منك أبداً ..وخليكي عارفه إن مهما  حاولتي تخبي عليا عمرك ما هتعرفي.!!!"



واصل  بعدها بترقبٍ :



_" كلمتيهم ؟"



قصد بأن يغير مجرى الحديث يوصل. لها رساله وعكسها ، كي تبكي ولا تبكي بنفس ذات الوقت..  هزت رأسها بنعمٍ، فتبدل سريعاً وبدل حديثه وهو يغمز لها مردداً بعبثٍ :



_" طب ومالك كده حلوه النهاردة وبطل  كدة ليه ؟؟"



ولمرة أخرى تعلم بأنه يعزز بها ثقتها بنفسها ، والنقطة الجديدة التي تدين له بها بأنها عروس من المفترض، ومعها يفترض بأن يكون سعيداً لا يحمل معها كل هذه الهموم!! بل ويصبر عليها إلى أن تصبح بنفسية أفضل بعد الٱن ..لا يريد سوى سعادتها قبل سعادته ، وراحتها قبل راحته ،  والجديد بأنها ستبدأ في ان تحاول مثلما يحاول أن يسعدها ، لذا ابتسمت له بإتساعٍ تراضيه ثم قالت بتساؤلٍ له :



_" حلوه بدموعي وبكٱبتي ونكدي عليك ؟؟ بتطبلي يا بن البدري ؟؟؟!!"



إعتلت ضحكاته الرجولية عليها وعلى حديثها ، حتى أنه مد يديه يدفع رأسها برفقٍ كي تستند  على كتفيه مردداً بمرحٍ :



_"لو مطبلتش لمراتي أطبل لمين ؟! لمراتي التانيه ؟؟، تؤ ميصحش!!!!"



حركت "نيروز" رأسها بإندفاعٍ ثم رمقته بحدةٍ وهي تردد بسخرية:



_" تعملها وتتجوز عليا ، مش بعيده عليك يعني ما إنت عينك زايغة !!"



_"دا حتي حرام ..دا إنتي لوحدك بـ أربعة !!"



نظرت له ضاحكة  بتشكك وفخر  بغرورٍ مرح طفيف  وهي تسمعه يكمل دون توقف :



_"عُمري ما هتجوز عليكي يا نيروز ولا حتى عارف أبص لغيرك بصة الحُب دي، اللي كنت بقول دي نظرة متصنعه بتطلع من واحد موراهوش حاجه وبيحب ينحنح زي أبويا وأمي كده ، لقيت نفسي مره واحده ببصها ليكي غصب عني وخسرت الرهان معاهم وبقيت نحنوح عشانك وبسببك ، معتقدش يعني هتيجي واحده غيرك تخليني اعمل حاجات كنت براهن متحصلش وحصلت!!.."



توقف لبرهه ثم واصل يسرد بحديثٍ تعلمه لأول مره حينما  بدأ بقولة الصريح:



_"كُنت بقول إن مش هتجوز الوقتي وهعيش حُر بدماغي ورايق كده، والكل كان عارف كده مع عدا حامد ، كانوا بيقولوا إن بسام هو اللي هيتجوز بسرعه وهيعمل نفسه أسرع ويستقر..عشان كانوا شايفين فيا شوية طيش كده..رغم إنه يبان  إنه طايش أكتر مني بس الأصل كان هو اللي ينفع يتولي مسئولية أكتر مني ،  وعلفكرة هو حب وحب بجد بس مش الإنسانه الصح، انسانه وقعت بينا وكانت حوارات وبعد دا كله كانوا بردو مقتنعين انه هيعمل بيت قبل مني  عشان  كان بدماغه مصاحبش. كتير يشغلوه عن اللي هو فيه ، هدفه متحدد ومكانش عايز من حد. حاجه ولا شاغل باله أوي بخروجات وصحاب  وإرتباط وغيره .. أنا اللي كنت بشده عشان يبقي إجتماعي ويتعرف ويحب الناس ويعمل صحاب .. طول عمري صحابي غير صحابه وعمري ما عرفت أتأقلم مع صحابة القليلين المختلفين دول  بس كنت بستحمل عشانه وأحاول أشاركة الحلو اللي المفروض دا وقته السعيد ،  وفوسط كل دول   معرفش يصاحب صحابي بردو علفكرة ..غير شادي بس عشان شادي عنده قبول بيخلي اللي قدامه إنتباهه يتلفت ليه ويحب يتكلم معاه ويعرف عنه أكتر ، وشادي الوحيد اللي أقدر أقول عليه إن زيه زي بسامّ بالظبط !!!"




        
          
                
توقف  "غسان" عن الحديث وهو يسرد عليها معلومات لأول مره تعرفها وما أن رأي أنه قد شتتها بالفعل ونظرة عينيها بالفضول له كي يسرد أكثر ، إبتسم عليها ومن ثم أكمل سريعاً  مره أخرى :



_" ليه زيه بقا دي  ، ده السؤال اللي ليه  إجابة كتيره ٱوي عليها ، من  أصلها إنه هو  الوحيد اللي أستأمنه علي أهل بيتي وحتى وأنا مش موجود فيه ،  مع إنه أهوج ولسه فيه شوية طيش بس عارف إنه جدع أوي فالٱخر ، فأي محنه كان هو ببقى فيها ضهري وسندي ، الوقت اللي مبعرفش فيه بسام في حاجه عشان بردو كان عنده أزمه تخلية مكتئب ، كان هو اللي بيعرف ويساعدني.. بس كل ده  هتتفاجأي منه فالٱخر لما تعرفي إن اللي بيضحك ويهزر كتير ده أكتر واحد  موجوع من الدنيا ، وكأن كل ما الدنيا تيجي عليه ٱكتر يكتر الضحك اكتر..الظاهر عكس الباطن"



تابعت بحزن وشفقة من نبرته التي تغيرت فسمعته يكمل بعدها بشرود وتأثر:



_" إخواته أكبر منه بكتير وهو أصغر واحد فيهم ..إتيتم بدري أوي من ابوه وأمه ..وبعد كده إخواته كل واحد  شاف حياته وسافروا وسابوه لوحده مبيسألوش عليه غير فين وفين..ده اللي يليق عليه كلمة وحيد.. بس حظة ونصيبه  ومن كرم ربنا إن حالتهم المادية كانت حلوه وأهله كانوا سايبين ليه فلوس إتعلم بيها وكمل تعليمه وإشتغل بعدها لحد ما صنع نفسه بنفسه. وزي ما إنتِ شايفه عمل شركة ، مع انها صغيره بس شغاله واتعرفت ودخلت معاه وإشتغلت عشان  نفس المجال وساعدته ومسبناش بعض مهما مر علينا،  عرض عليا أدخل شريك معاه وأبقى ماسك فرع تاني صغير  بس أنا اللي رفضت من خوفي لـ الشغل ده يفرق بينا ، ياما فرق بين اخوات وعيله كمان ، قولت أحافظ عليها وكنت مُصر مدخلش نفسي معاه فحاجه راس بـ راس ...أشتغل عنده أه وأمسك كمان فلوس الشركة الداخله والخارجة وأعرف كل ذرة فيها لكن شريك ورئيس كبير ليها لا !!!"



يسخر من  نفسه بالوضع الذي إن قارنه بالنهايه سيعلم بأنها متوازنه ولكن كانت وجهة نظرة صحيحة ،  أضاف يكمل ما كان يسرده بـ :



_".. محتاجش من إخواته فلوس وكان بيرفض منهم أي حاجه..إتربي معانا هنا وأبويا كان ومازال أبوه وحتى أمي أمه، أول ما مشيت من هناك وجيت هنا أنا كنت ٱكتر واحد قرفان ومتدايق أكتر منهم ، مبينتش ده بس لما جيت مكنتش كده فالأول كنت ساكت وحاسس بغربة مع إني كبير وواعي وفاهم ..ومع ان بردو دا مكاني الأصلي وبيتي ، بس فراق أي حاجه صعب .. حتى ولو مؤقت.، فكان فراق صاحبي عليا وحش أوي..بس بعد كده عرفت إن البعيد عن العين قريب عادي مني ومن قلبي ، كل دي حاجات مجرد تعود بس لما الدنيا تكون سالكة  وصافية ..وعمري ما شوفت من شادي حاجه وحشه عشان كده لسه باقين لبعض لحد دلوقتي ..شادي ده لو كنت سببته لوحده من زمان مكنش دا بقا حاله ، كان هياخد طريق عكس كل ده والعكس بردو ..كان كل ما واحد فينا يحس إن التاني واخد طريق هيضيع فيه التاني يكون فايق ويشده ويحذره إننا بنلعب فأول الطريق بس لكن ندخله لا ..ومشى بينا الحال هو يسندني مره وأنا مره ..هو ينصح مره وانا مره هو يبطل مرة وأنا أبطل مره لحد ما بقينا ناصجين شوية  وعرفنا إن مستقبلنا لازم نشتغل عليه  وكل ده مكنش بيسلم من الخناق والشكل والحورات بس مكنش يوم بيعدي إلا وإذا   كل واحد مراضي التاني فيه .. مكنش حد بينام زعلان من التاني ، شادي ده خلي الوفي مش  مجرد صاحب حاجه صعب تتعمل تاني وصعب ألاقي زيه وصعب نفارق  حتى لو الدنيا شغلتنا ..هو دايماً يقولي كده "يا بخت اللي بتحبه يا غسان،  حب يلاقي ، اهتمام يلاقي ، سند تلاقي " وكنت اخاف منه ومن غمزته ليا فٱخر كلامه المريب بلمساته بقا  وهزارة اللي مبيفشلش يضحكني فيه فوقت ما الدنيا خلاص بتجيب آخرها معايا .. وحشري بطريقة لا تطاق  !!!!!"




        
          
                
الأصدقاء ثم الأصدقاء ولم يكن الٱخر له سوى خله الوفي ! وكذلك هو له، لا يوجد افضل  من شعورك عندما تصنع صديقاً صادقا. وفياً ، تأثرت"نيروز" من حديثه بشدةٍ خاصةً الجزء الذي لم يسرد منه الكثر بأن لولا وجودة بجانب صديقه لاتخد طريق ٱخر ، ابتلعت ريقها وهي  تنظر له بتٱثرٍ ثم قالت بصدقٍ :



_" إنت  وجودك فحياة  أي حد بيغيره للأحسن، وبيهون عليه كل المُر اللي في حياته ، إنت جدع أوي يا غسان وكل شويه بكتشف فيك حاجه مختلفه..عكس الظاهر وعكس الكلام اللي ممكن أكون بسمعه..بس إنت مكس وجامع بين حاجات كتير عكس بعض والأهم إنك فالٱخر أحن واطيب حد في الدنيا ، لا عمري كنت بطمن وأرتاح لحد بسرعه كده بس لما شوفتك من تاني حسيت بالراحه والثقه كمان اللي تخليني  مره واحده أركب معاك العربيه  بثقه مني ومن ماما ومن العيله برغم إننا عارفين بعض من زمان بس لما تغيب فتره كبيره وترجع دا كان محسسني إنك شخص تاني..بس متغيرتش وإنت هو هو غسان ،بقلة أدبه وعبثه في الكلام والحركات ، عارف إنت إن أول مره أقف في البلكونه وأشوفك فيها مكنتش إنت ؟؟ "



أثار حديثها الٱخير فضوله ، فرمقها بغرابةٍ وهو يبتسم لها ، ولكنها إعتدلت بحماسٍ غريب وهي تكمل :



_'' أيوه.. كنت بعيط.. ولما لقيت حد واقف بيسألني إنتي بتعيطي وكأنه يعني مش سامعني ،  مكنش إنت ، كان أخوك بسام،. مكتش بعرف أفرق بينكم بس بعد كده عرفت إنه هو اللي كان واقف في أوضتك وبلكونتك وحتى طريقته  معايا كانت هاديه ومحترمه.. تقريباً  المرات اللي بعدها   كانت إنت بس المره اللي أثرت فيا   .. ساعتها مقولتكش السبب ولما لقيت طريقة الكلام ثُعبانية وبتلف وتيجي فالكلام مسألتنيش عن السبب إنت عرفته بنفسك لما إنت اللي سألتني وقولتلي " عارفه  ربنا قال أحسن حاجه ايه عن الموت ؟!" ، ساعتها سألتني السؤال ده بعد ما كنت بعيط بصوت مكتوم وأنا ببص للسما ، قولتلي قبلها  جملة كده مش  نسياها "  في معلومة بتقول ان اللي بيبص للسما كتير يإما بيحب حد يإما فقد حد غالي عليه !!" "



توقفت عن الحديث وهي تنظر على ملامحه وابتسامته حينما تذكر هذه المره بقوه ،  وجدها تسأله بلطفٍ :



_"  فاكر قولتلي ايه لما سألتني " عارفه ايه أحسن حاجه ربنا قالها عن الموت" ؟؟ بعد ما عرفت إن السبب كان سابني عزيز عليا ؟!!"



كادت أن تسترسل في الحديث  دون أن تعطية الفرصه ولكنه قاطعها بثقةٍ وهو يردد بنبرته الهادئه وإبتسامته تتسع بيقين  :



_"_وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ"



 رددها "غسان" بيقينٍ فـ جاءه صوتها وهي تجيبه قائله بتأثر كما قالت له من قبل :



_"صدق الله العظيم"




        
          
                
_" الدنيا دى محدش بيديم فيها للتانى ،. فبنموت عشان نبقي لبعض و مع بعض فالٱخر علطول فاهمه حاجه؟"



جمله رددها الإثنان معاً بنبرةٍ ضاحكةٍ  وهما يتذكران ما قاله هو في الماضي ، كانت هي نفس جملته  !!  وما أن إنتهي من قولها قبلها فرد ذراعه فتوجهت تستند بضحكتها على قمة صدره ، تنفس بعمقٍ وهو يتحدث بعدها بسخريةٍ مُحببه:



_" الغريبة إننا إحنا اللي بقينا لبعض في الدنيا ، ويارب نبقى لبعض فالٱخره يا بنت الأكرمي!!!"



رفعت رأسها وذراعيها تضمه وتعانقه بحبٍ ، والسعادة الوحيدة التي تشعر بها الٱن بأنها بجانبه وأنفاسه تلفح وجهها هي، هي التي أصبحت له وحده،  أهبط "غسان" شفتيه يقبل قمة رأسها برفقٍ ومن ثم خدها الذي كان تجاهه حتى ردد بعدها  بغمزة عين:



_" عارفه كوكب الأرض قالت إيه بقا ؟!"



_"قالتلي قوليله " وقابلتك إنتَ لقيتك بتغير لي كُل حياتي!!"



قالتها  بمراوغةٍ اخذتها منه واستطاع هو بأن يجعلها تطبع بطباعه العبثيه ، ضحك بخفه وهو يغمز لها :



_" دا كده عال أوي وإن شاء هنجيب عيال !!!



خرجت ضحكتها وبهذا الوقت أكثر ما  رأى بها  بأنها إستطاعت ان تخرج عن حالتها التي كانت وبلحظة التأثر بحديثها وعينيها تعانق عينيه ،  إقترب منها أكثر حتى هبط بشفتيه وقَبلّ فمها برقةٍ سريعه ثم اعتدل يرجع رأسه إلى الخلف ، تعبيراً عن حُبه لها بهذا الوقت ، إبتسمت له بخجلٍ وهي تعتدل فوجدته يتحدث مره أخرى  بغمزة عين جديدة وبإصرارٍ يلمح لها بأنه يريد  أطفال بالفعل دون تأجيل شئ كهذا ولكن بطريقته العبثيه :



_" طب إيه مش هتبقى عال ونجيب عيال  بقا ؟! "



_"قول إن شاء الله!!"



قالتها له وهي تعنفه بمرحٍ خفيف ، لذا ضحك وهو يحرك رأسه ناحيتها بعبثٍ ، إنتشل هاتفه ما أن وجدة يدق  بصوته العالى بإسم "عز" ،  إعتدل ببطئٍ بعدما إعتدلت هىٰ ، وأما عنه فيعلم بأن هذه المكالمه التي ستوحى له بخروجها من العمليات أم ماذا ، عندما قال له بأن يهاتفه فوراً عندما تخرج !! ، ابتلع ريقه وهو يضع في حسبانه كل التوقعات ولحظه كانت هي تراقبه بإهتمامٍ تعلم أن الٱخر  معهم بالمستشفىٰ ، لذا إبتلعت ريقها وقد خفق قلبها بقوه وهي تهاجم شعورها رافعة إصبعها مع حركة عينيها  وهي تقول بنبرةٍ مهزوزه :



_" رد عليه وافتح الإسبيكر عشان اسمع إنها خرجت كويسه يا غسان .. ارجوك!!"



تترجاه بأن لا ينهض بعدما فهمت يا يود فعله ، إبتلع "غسان" ريقه بصعوبةٍ وهو ينظر لها بشفقةٍ والتوتر رفيقه بسببها هي !! ،  تركه يدق مرة أخرى وهو يعانقها مشدداً بعناقه تحسباً لسماعها لشئ يحزنها رغم أنه أمر ضعف فتظهر النتيجه بعد إفاقتها!! ، حاولت التماسك وهي تخرج من بين أحضانه ثم أشارت له مرة أخرى بأن يجيب ، فتح "غسان" الخط ثم وضعه على وضع مكبر الصوت..ومن ثم رد بنبره هادئه عكس ما يخفيه من إهتزاز هو الٱخر :



_" أيوة يا عز ؛ إيه الأخبار طمني؟!"



_"خرجت أخيراً من العمليات.. مبدأياً العملية ناجحة بس لسه لازم تفوق عشان نشوف وضعها إيه وشكلها مش هتفوق دلوقتي لسه وقت ..المهم  ممنوع الزيارات ولا حد ينفع يقعد غير بس الأوضه اللي فيها حازم وبدر .هم عرفوهم دلوقتي اللي عرفتهولك ده .. دعواتك ياصاحبي تكمل علي خير وتبقي كويسه ..طمن مراتك ..ولو إحتاجت حاجه كلمني أنا  معاك  فأي وقت !!"



ما أن سمعت بأنها خرجت علي خير وفقط دون الإنتباه للباقي أدمعت عينيها   تأثراً بغير تصديق ، وهي تبتلع ريقها بشكرٍ وحتى وإن علمت بأن النتيجه في القادم ولكن فكرة بأنها خرجت حية ترزق هذا يكفي بالنسبه لها  ، خرجت من شرودها عندما وجدته يقف مستنداً بنفسه بعدما رد عليه واغلق الخط ، ثم فرد ذراعيه لها فدخلت هي بين أحضانه وهي تسمعه يردد بنبره هادئه متأثرة:



_" إن شاء الله هتبقي أحسن وأحسن يا نيروز .. انا متأكد وواثق فربنا ، إطمني وطمني قلبك  !"



شددت "نيروز" عناقها له وقد سمعت هي صوتهم بالخارج  الذي كان مرتفعاً إلى حدٍ ما ، علمت بأن الكل علم بأنها خرجت علي خير منتظرين بقية النتيجه ،  مسحت دموعها بسرعه وهي ترفع عينيها للأعلى كعلامةٍ للدعاء والحمد لله وشكره على هذه النعمه متمنيه أن يمر بقية الوضع على خيرّ !! ..



طالع فرحتها العارمه بتأثرٍ وعلم بأن أبسط ما يسعدها أن يكون من تحبهم بخير وفقط وكانت مثله بهذه النقطة !! ،  من عناقٍ للٱخر وهي بعالم غير العالم والأفكار المتداخله تتشتت بها وتتوه بين توقع والٱخر ، لتجد نفسها محاصره بين احضان شقيقتها التي دخلت الغرفه معهم بعدما فتح لهم "غسان"  وهو يسير ببطئ وهي واقفه بمكانها ، ومن عناق والدته ووشقيقته وحتى"جميلة" التي هرولت إليهم ، وحتى "ياسمين" التي جاءت مع "عايدة" رغم تعبها الظاهر والمخفي بنفس الوقت !! ، لم تشعر بهذه اللحظه سوى بما سمعته وبما وصل إلى مسامعها قبل قليلٍ ووسط الحديث المتداخل والعشوائي والأصوات العاليه بالغرفه لم تتحرك عينيها سوى نحو عينيه من على بُعدٍ وهو يقف مع "شادي"و"بسام" على بعدٍ منهما ، نظرات حب ثم ثقه بأن حتماً سيتغير الوضع للأفضل لطالما هو بجانبها هي !! ،  وبالنهاية تقتنع مره أخرى بأنه سند بعد الان.. كما كانت وتكون بالفعل العائله سند هى الٱخرى  ولكنه السند المختلف لها .."السند الدائم"!!!..

google-playkhamsatmostaqltradent