Ads by Google X

رواية لعاشر جار الفصل الثاني و الثلاثون 32 - بقلم سلمى رأفت

الصفحة الرئيسية
الحجم

    

 رواية لعاشر جار الفصل الثاني و الثلاثون 32 - بقلم سلمى رأفت


32-مفاجأة مستحيلة
          
                
_دي "كنزي" يا ماما، اللي "نوح" كان بيحبها وماتت من تلت سنين، ومتسألنيش هي عايشة ازاي.



شهقت "أمينة" بفزعٍ تبع شهقتها ارتطام يدها على صدرها، نظرت لهما برعبٍ وسارعت بالقول مردفةً:



_سلامٌ قولا من ربٍ رحيم!!، "كنزي" ازاي يعني؟؟ ده أخوك اتقتل يوم موتها وعمل مناحة، ولسه لحد دلوقتي عامل مناحة ومكتئب وعامل فيها العاشق الولهان، ده كان شوية هيطلع يعمل برنامج وينافس فيه أسامة منير! ده كان بيحبها أكتر مني!!



لم يلتفت أيًا منهما لها بل ظلا يراقبان ذلك المشهد بتمعن وكأنه عرض سينمائي جذاب..



بينما هو كان يبكي بحرقة لم يعدها من قبل، وبلا وعيٍ منه اقترب يأخذها في أحضانه، لكن استفاق عندما صاحت والدته قائلةً باستنكارٍ شديد وسخط :



_إيـــه!! أنت نسيت نفسك ولا إيه؟؟ هتحضنها قدامي كمان!؟



تراجع هو على الفور بينما هي عادت إلى حالتها الطبيعية وخجلت عندما اقتربت "أمينة" منها تتفحصها ثانيةً وهي تقول بنبرةٍ ذات مخزى تحمل في طياتها الكثير :



_حاضر يا حبيبتي، هلم الغسيل حاضر، بس مكنتش عاملة حسابي إني هلم حاجات تانية..




        
          
                
ضحك "يوسف" بشدة من تلمحيها المبطن ولكن أسرع "يونس" يكتم فمه حتى لا تصب غضبها عليهما أيضًا، تحركت "كنزي" مسرعةً على الدرج لم تستخدم المصعد حتى من فرط تخبطها بينما نظرت "أمينة" له بتهكم قائلةً بسخريةٍ مريرة وهي تستند على الباب بعدما أغلقته خلفها :



_لأ بس حلوة حكاية ماتت ورجعت من الموت دي، أمال يا ابن الجزمة كنت معيشنا في هم ليه؟؟ يعني مقاطع أخواتك علشانها وفي الآخر تطلع عايشة؟؟ أنا في ظرف ثانية ملمحش حيوان فيكم قدامي!!



وبالفعل انطلق ثلاثتهم من أمامها في هي الآن في أشد حالات عضبها، ظلت تتمتم بكلماتٍ غير مفهومة أعربت عن غظيها الشديد فهي تظن أن كل هذا تمثيلٍ ليس ألا، وكانت هي طوال الوقت المغفلة في تلك القصة، بالطبع لن تتركهم قبل أن تعرف كل شيء، فهي عندما لا تعلم حقيقة أي شيء أو عندما يخبئ أحد أبنائها عنها أي شيء من المحتمل أن يصيبها شللًا رباعي..



__________________________



_يعني لسه مصمم إن معندكش رقم؟؟



شد "تيام" شعره بغيظٍ منها ووقف أمامها قائلًا بضيق العالم أجمع :



_أنتِ يا بت مين اللي وزك عليا؟؟ أنتِ أكيد أبويا هو اللي باعتك علشان يشوف بكلم بنات ولا لأ، قوليله بقى إن ابنك محترم، ومتربي، ومالوش في حاجة، وعمري ما كنت ولا هكون بتاع بنات..




        
          
                
تلفظت هي بسذاجةٍ وثقلٍ قائلةً بابتسامة لزجة :



_أمال بتاع إيه؟؟ بتاع ولاد؟؟ استغفر الله العظيم يارب..



لا حتمًا ستصيبه نوبةٌ قلبية من تلك الفتاة، فهو لم يعد قادرًا على تحملها، بينما هي سارت بجانبه وهي لا تدري ماذا تفعل معه، فمن الواضح أنه من الصعب توقيعه في شباكها الماكرة هي ووالدتها، توقفت هي باستغرابٍ عندما سمعت صوت فتاة تناديه، التفتت هي لترى من هذه لتتصنم هي من وقوفه بل لمحت ابتسامة شقت محاياه عندما رأها..



ظلت واقفة عندما اقتربت "لارا" منه قائلةً ببراءةٍ مصطنعة :



_معلش يا "تيام"، أصل عايزة أجيب حاجات من الماركت ومحدش من أخواتي موجود فوق، وماما بتطمن ليك وبتقولك خد بالك مني.



شملتها "ياسمين" بضجرٍ وذراعيها متقاطعين في ضيقٍ، قلبت عينيها باشمئزازٍ منها وابتسمت بسخرية فهو الآن سيحرجها ولكن جحظت عيناها عندما سمعته يقول بمرحٍ ممتزج بالود :



_من عيوني طبعًا، طب تحبي تروحي أني ماركت؟؟ اللي هنا ده ولا الهايبر الكبير؟؟ 



نظرت له هي بدهشةٍ منه بينما هي تحركت بجانبه قائلةً بانتصارٍ خفي :



_الهايبر الكبير أحسن، بقولك صحيح، اكتبلي رقمك علشان عايزة استفسر عن كذا حاجة منك على المدرسين اللي بتاخد معاهم.




        
          
                
استنكر هو لوهلة ولكنه لم يكترث فأخرجت هي هاتفها تعطيه له بينما هو كتب رقمه وأعطاه لها قائلًا بفكاهة :



_لو عايزة الفيسبوك والأنستا مفيش مشاكل، علشان ابعتلك أكونتات المدرسين من هناك أسهل.



لو للغيظ رائحة فأظن أن المدينة بأكملها اشتمت إلى رائحة غيظها الشديد منهما، فهل كان يخادعها؟؟ وقفت أمامه قائلةً بغلٍّ ممتزج بالنقم :



_طب واشمعنى هي؟؟ يعني هي أداءها أحسن مني يعني؟؟ ولا علشان لابسة نص حجاب وشعرها ناعم؟؟



ادركت هي أن مقدمة شعرها الأمامية غير مغطاه فأسرعت بتغطيها على الفور فهي دائمًا يظهر منها مقدمة شعرها فهي لا تعترف باختراعٍ اسمه مرذم "دبوس"، فهو دائمًا ما يجرحها فالحجاب بالنسبةٍ لها تلك القطعة القماشية التي تعلو رأسها وتضع أحد طرفيها بالخلف والطرف الأخر أمامها ليكونا متقاطعين، بينما رد "تيام" عليها بازدواجية وذكاءٍ متحججًا بأسبابٍ واهية :



_استغفر الله العظيم، هو أنتِ عايزة تلبسيني أي مصيبة وخلاص؟ وبعدين الآنسة "لارا" محتاجاني في خدمة إنسانية وعلمية وهتفيد مستقبلها، لكن أنتِ بقى إيه مبرراتك؟ ده أنا حتى لسه متعرف عليكِ!



التزمت هي الصمت طوال الطريق بينما على الجانب الآخر قررت "لارا" التزام الصمت أيضًا فهي من خلال تلك المدة القصيرة فهمت أن "تيام" ذكي للغاية ولكنه يحب تمثيل دور المراهق المرح الساذج ليس إلا!




        
          
                
قطع طريقهم انضمام "عائشة" و "رقية" لهم عندما قابلوهما صدفةً في الطريق، أمال "تيام" على "عائشة" قائلًا بضيقٍ :



_أنتِ نازلة دلوقتي ولوحدكم ليه؟؟ أنتِ بتستهبلي؟؟



نظرت له هي نظرة ماكرة وتفوهت بهمسٍ أعرب عن خبثها قائلةً :



_إيه؟؟ قطعت عليك رزقك ولا إيه؟؟



قلب عينيه بضجرٍ منها حتى وصلوا جميعًا إلى المركز التجاري الضخم وما إن دلفوه وجد "تيام" صوت صفيرٍ يأتي من يساره، نظر ناحيته فوجد صديقه يتفوه باندهاشٍ قائلًا :



_أربعة مرة واحدة يا قادر!! لــيــه؟؟ ميشيل موروني؟؟



صوته جذب من حولهم له بينما أنقذ "تيام" الموقف قائلًا بضيقٍ يكمن في داخله بأنه سوف سيبرح ذلك الأحمق ضربًا ولكن ليس الآن :



_إيه ياعم؟؟ دول أخواتي الله يخربيتك هتلبسنا سمعة!



حمحم الآخر بإحراجٍ واعتذر منه واختفى على الفور فهو لا يريد أن يخسر كرامته أمام كل هؤلاء، قبل أن يحدث شيئًا آخر هاتف "تيام" شقيقه يستنجد به وعندما رد عليه تفوه هو برعبٍ قائلًا :



_تعالالي على الهايبر اللي على الطريق، حيات أمك بسرعة علشان معايا بلاوي هنا ومش ناقص مصايب تاني.




        
          
                
لم يفهم "تميم" مقصده لكنه استجاب له على الفور وذهب له  خوفًا من أن يكون في مأزقٍ بحق..
وصل له الآخر في بضعة دقائق حمد الله فيها الآخر عندما وصل، وعندما وقعت عيناه عليه أدرك لمَ كان يستنجد به، هرول "تيام" ناحيته بينما بقية الفتيات كان كُلٌ منهم منشغل في قسمٍ ما ليشتروا أغراضهم، أمسك "تيام" به من ذراعه قائلًا بنبرةٍ أوشكت على البكاء :



_وحيات أمك شوفهم علشان معرفش طلعولي منين، والبت اللي اسمها "ياسمين" دي كلت دماغ أمي طول الطريق وعايزة رقمي، البت دي كمين وخطر علينا، بقولك إيه، أدخلهم أنت وأنا هروح عند مروان الصيدلية أشوفلي حاجة للصداع علشان أنا طهقت!



هرول "تيام" للخارج قبل أن يستفسر منه الآخر عن أي شيء، بينما في الداخل وقفت "لارا" حائرة فهي لا تريد سوى مشروبٍ غازي فليس هناك ما يستدعي أن تقطع كل تلك المسافات حتى تأتي لهنا من أجله، أخذت مبتغاها وحاسبت عليه وخرجت هي تبحث عنه بعينيها، وجدته على مسافة قريبة منها فركضت باتجاه حتى وصلت إليه وهي تقول بإحراجٍ :



_أنت نسيتني ولا إيه يا "تيام"؟؟



التفت نحوها وبالفعل قد نسى أمرها، نظر إلى ما في يدها واستنكر بشدة، فهذا المشروب الغازي يُباع في كل مكانٍ وليس يُباع خصيصًا في المراكز التجارية الكبرى، ولكن على أي حال قال لنفسه أن هذا لا يعنيه، سار بجانبها بينما هي لم تتفوه بأي شيء طوال الطريق حتى قررت هي قطعه قائلةً بتساؤل :




        
          
                
_بس غريب أوي اللي عملته مع البنت اللي اسمها چايدا، دي حلوة أوي وولاد المدرسة كلهم هيموتوا عليها.



نظر لها بتمعن وعقله منشغل في التفكير في أسئلتها الحمقاء تلك ولكنه رد على أي حال بجديةٍ ممتزجة بالمرح الطفيف :



_والله يا "لارا" أنا مش فايق لحوارات المرتبطين والجو ده، وأنا عندي أخت بنت ومرضاش ليها أي حاجة، وأنا مش مستفيد حاجة من العلاقة دي سواء معاها هي أو مع غيرها، يغور جمالها لو هتشوف نفسها عليا أو هتفكر إني شنطة من شُنطها تلبسها وقت ما تحب وترميها وقت ما تحب.



الآن يوجد مباراة هامة تدور في عقلها، فتلك التي تُدعى "چايدا" كانت تحاول مرارًا وتكرارًا التحدث معه والتقرب منه سواءٌ بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة، لكنه كان دائمًا يرفض تلك الألاعيب بدهاءٍ ممتزج دائمًا بالمرح والفكاهة، فكانت في كل مرة تكون كمن ذا الذي رجع بخُفّي حُنَيْن..



يعلم هو تمام العلم أن تلك الفتاة لا تحب سوى نفسها وغرورها فوق كل شيء، وعندما يتقرب منها أي شاب تبدأ هي في نشر الأكاذيب والإشاعات حوله بأنه هو من يركض وراءها وهي لا تكترث له إطلاقًا..



ظلت تسير بجانبه حتى قطع صمتهما هو قائلًا بنبرةٍ أعربت عن ارتياحه ونادرًا هو أن يتكلم بهدوءٍ ورزانة :




        
          
                
_نسيت أشكرك على انهاردة، صحيح، "كارما" هتبات عندكم؟؟



نفت هي برأسها ثم تحدثت بشرودٍ طفيف نتيجة لتفكيرها به :



_العفو، لأ باباها جيه خدها قبل ما أنزل كده، ربنا يعينهم يارب.



بعد عدة دقائق، وصلا أمام البناية مباشرةً فتوقفت هي تنظر له وسرعان ما ابتسمت له قائلةً بلطفٍ وكأنه حبيبها وأوصلها إلى منزلها لتوه :



_ميرسي يا "تيام" والله، معلش تعبتك معايا.



ابتسم بملء شدقيه لها ثم تفوه قائلًا بنبرةٍ ظهرت لها بأنها نبرة خجلة قليلًا ولكنها في الحقيقة كانت تعرب عن إعجابٍ خفي لها ومازالت الابتسامة لا تفارق شفتيه :



_لأ عادي مفيش حاجة، مفيش شكر ما بين الأخوات.



أخوات؟؟ عن أي أخوة يتحدث هذا؟؟، كان هذا ما يدور في عقلها ولكنها تداركت نفسها سريعًا ثم تحركت للداخل بينما هو ظل واقفًا ينظر في أثرها بإعجابٍ وضح الآن في عينيه ولكنه يدرك عواقب هذا الأمر فأسرع بإخراجه من رأسه سريعًا..



__________________________



_ يعني إيه يا "يحيى" الكلام ده؟؟ أنت بقالك كام شهر وسطهم ومفيش أي حاجة اتغيرت ولا لاحظت حاجة عليهم؟؟




        
          
                
زفر "يحيى" بحنقٍ فهو يعرف جيدًا أن أولئك السكان المختلين من المستحيل أن يكون فردًا منهم مجرمًا خطيرًا أو حتى لص ملابس أخرق..



تلفظ قائلًا بهدوءه المعتاد وهو الآن يخشى أن يفقده أمام قائده ولكنه على أي حال انتقى مخارج كلماته :



_يا سيادة اللوا أنا عارف أنا قاعد وسط مين، دول سكان متخلفة..
أنت مش مصدقني ليه؟؟ يعني مين فيهم اللي هيبقى مشترك مع المنظمة دي؟؟ "علا" اعتراض ولا "عزت" ديسكو؟؟
طب بص أنا عازمك عندي بكرة، بالمرة تشوف "كنزي" وكمان تتأكد بنفسك..



قلّب الآخر عينيه بمللٍ ولكنه قرر مجاراته فهو يعلم أن من المستحيل أن يحدث هذا، عقب على حديثه بقلة حيلة قائلًا :



_تمام يا "يحيى"، أما نشوف أخرتها..



____________________________



وقفت هي أمام ذلك الباب بتوترٍ مبالغ فيه وتحاول ضبط أنفاسها قبل أن تطرق على الباب، لحظات مرت ثم استجمعت شجاعتها وشرعت في الطرق على الباب، ثوانٍ وفُتِح الباب وظهر من خلفه هو بابتسامته المعهودة وما إن رأسها جذبها داخل أحضانه قائلًا باشتياقٍ فاق كل الحدود :



_وحشتيني أوي أوي يا "لميس"، لأ بجد وحشتيني بغباء...




        
          
                
بادلته هي العناق بقوةٍ وكأنها تتحامى به من شرور ذلك العالم، سكنت بداخل أحضانه بينما الآخر لم يتفوه بكلمةٍ واحدة بل ظل يربت على خصلات شعرها القصيرة الكثيفة بتروٍ محبب له ولها..



خرجت بعد فترة من عناقه وهي تبتسم له بعذوبة بينما الآخر ظل يتفحصها بعينيها ثم أمسك يدها ليذهب بها للجلوس على الأريكة ومن ثم افتتح هو الحديث قائلًا يتفقد أحوالها :



_عاملة إيه في شغلك؟؟ والبيت عندك أخباره إيه؟؟



استندت هي على الأريكة ثم أغمضت عينيها وكأنها تسترح قليلًا من مشاجرات منزلها التي لا تنتهي أبدًا، نظر له ثم تحدث قائلةً بنبرةٍ متعبة تحمل في طياتها الكثير :



_كل شوية مشكلة شكل تحصل وتعبت أوي بجد...
وبعدين كل ده في دبي؟؟ أما افتكرت إنك تعرف واحدة اسمها "لميس"؟؟



قهقه هو بقوةٍ وسرعان ما اقترب منها يقبلها من جبينها قائلًا وهو يحاول التوقف عن ضحكاته بعدما حدجته بنظرةٍ مشتعلة من فرط غيظها :



_والله العظيم كان في ضغط شغل وأنتِ أكتر واحدة عارفة الكلام ده، طب يلا قومي أنا عازمك على الغدا برّة.



أخرجت علبة سجائرها ثم اقتطفت منها واحدة ثم أخرجت قداحتها لتشعلها بينما هو زفر بضيقٍ منها واقترب ينتزع تلك اللفافة المحشوة بالتبغ معللًا بحنقٍ من تصرفها :




        
          
                
_ما قولنا نبطل أم السجاير الزفت دي! هو أنا مستغني عنك يعني؟؟



ظلت تنظر له وشرارة الغضب تتراقص في عينيها بينما هو مازال ينظر لها بضيقٍ وسرعان ما انقلب بتحدٍ لها...



____________________



مر ذلك اليوم وأتى فجرٌ جديد يعلن عن بداية أحداث جديدة ومشوقة للبعض ومجحفة للبعض الآخر..



كان "حسام" جالسًا أمام رئيسه الذي بدأ في توبيخه كالطفل الصغير الذي توبخه والدته عندما يسكب القليل من الحليب على الأرض التي نُظّفت لتوها.



استاء هو فأسرع متحدثًا يبرر ما حدث معه قبل أن يتلقى المزيد من الإهانات :



_يا باشا والله أنا كنت مأمن نفسي وكنت باعت كمان نسخة منهم لـ "سيف" صحيت لا لقيت نسختي ولا نسخة "سيف"! أعمل إيه يعني يا باشا؟؟ وبعدين ما تشوف "سيف" غطسان فين بدل ما أنت قاعد تبكت فيا!



حدق فيه رئيسه بشررٍ يتطاير من عينيه فكانت تلك الصور بمثابة كنزٍ من الكنوز التي يجمعونها، وفقدت بسبب غباء هذا الأحمق الذي أمامه، ضرب هو على المكتب بيديه بقوةٍ انتفض لها الآخر تبع قوله بنبرةٍ أشبهت فحيح الأفعى قائلًا :



_البيه التاني اتقبض عليه بسبب غباءه، أقسم بالله في ظرف يومين ألاقيك اتصرفت وطلعته، مش كفاية البلوة اللي سايبها وراه، غور من وشي دلوقتي أحسن ليك..




        
          
                
هرول "حسام" للخارج وكان هروبه حقًا يشبه يشبه هروب الفئران إلى جحرها، انطلق يفكر في وسيلةٍ ينقذ بها غريمه قبل أن يصدر قرارٍ بقطع رؤوسهما..



__________________



_مامي..



خرج نداؤها لوالدتها من فمها بنعاسٍ شديد سرعان ما اقتربت منها "بوسي" تحملها قائلةً بحنو أمومي :



_قلب مامي، صباح الخير يا حبيبتي، روحي يلا اقعدي مع خالتو شوية وبابا سايب ليكي حاجة حلوة برّة.



صاحت الفتاة معلنةً عن فرحتها وقفزت على الأرض تهرول ناحية خالتها في سعادةٍ ولكنها في لحظةٍ توقفت ثم التفتت تنظر إلى والدتها وتلفظت قائلةً وكأنها تذكرت شيئًا للتو :



_مامي صح، "مارينا" هتيجي تقعد معايا انهاردة.



لم تستغرب هي فقد فرحت كثيرًا أن هناك صديقة لابنتها تقضي معها معظم الوقت وبالطبع رحبت بها وبوجودها..



مرت بضع ساعات حتى سمعت طرق على باب الشقة فركضت "كارما" تعلو بصوتها قائلةً بمرحٍ :



_"مارينا" جت، "مارينا" جت..



فتحت باب الشقة فوجدتها أمامها سرعان ما احتضنتها وكان بالخلف يقف خالها ينظر إليهما بابتسامة صغيرة، مرت لحظات حتى ظهرت "بوسي" في الصورة بعدما ارتدت خمارها المنزلي وابتسمت لهذا الرجل ابتسامة بسيط تطمئنه بها أن هي الآن بأمانٍ..



دخلت هي للداخل معهما وسرعان ما رحل خالها ولكن قطع دخولهم إلى غرفة صديقتها قول "بوسي" اللطيف :



_تعالي يا "ميمي" سلمي على طنط، هتحبيها أوي وهتقول ليكم أفكار للعب حلوة أوي..



ابتسمت لها "مارينا" ثم سارت بجانب "كارما" حتى وصلت أمام "سوزي" الشاردة في وادٍ آخر، تم انتشالها من بئر أفكارها صوت شقيقتها تحثها على التفاعل معهما لكن لُجم لسانها من فرط الصدمة وتفوهت قائلةً بغير تصديق :



_"مارينا"؟؟ أنتِ بتعملي إيه هنا؟؟



نظرت لها "مارينا" بعدما تعرفت على صوتها وانصدمت الأخرى من وجودها وسرعان ما ارتمت في أحضانها متفوهةً بنبرةٍ غلب عليها البكاء :



_ماما "سوزان"، وحشتيني أوي..



ارتفع أحد حاجبي "بوسي" ورددت تلك الكلمة باستنكارٍ :



_ماما؟؟ ماما ازاي يعني؟؟



نظرت لها "سوزان" ولم تقوى على التحدث بينما أردفت الطفلة بسعادةٍ عارمة قائلةً :



_دي ماما "سوزان"، مرات بابي.



اتسعت حدقتي الأخرى بدهشةٍ تبعها شهقة خرجت بصدمةٍ من الموقف بأكمله، لا يمكن، لا يمكن هذا!!!



__________________
 
  • يتبع الفصل التالي اضغط على (لعاشر جار) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent