رواية آخر نفس الفصل الثاني 2 - بقلم رشا روميه
•• الفصل الثاني ••
•• تميمتى .... !!! ••
إنطلقت الحافله على الطريق وسط حماس الجميع وتشوقهم لتلك المغامرة الرائعه ، وقف بمقدمه الحافله أحد المرشدين لهم بتلك الرحله يرحب بهم وبوجودهم ...
_ أهلاً وسهلاً بيكم معانا فى رحلتنا الرائعه للواحات ... حنقابل فى الرحله مناطق كتير مميزة وجميله جداً ده غير المغامرة والمفاجأة فى رحلتنا إللى أكيد حتسعدوا بيها ... طبعاً الطريق لسه طويل وأتمنى ترتاحوا شويه قبل ما نوصل عشان حنبدأ رحلتنا بسفارى أول ما نوصل بإذن الله ...
إستكان الجميع براحه بمقاعدهم بإنتظار مرور الوقت وبدأ مغامراتهم بتلك الرحله الحماسيه ليخلد البعض إلى النوم فمازال الوقت مبكراً للغايه ...
قلبت "يارا" عيناها متفقده الجميع لتلاحظ أن كثيراً منهم قد خلد بالفعل إلى النوم لم يبقى سواها وأفراد الإرشاد السياحى التابعين لرحلتهم ...
حاولت أن تتصنع النوم فهى لا تستطيع النوم أثناء إستقلالها السيارات مطلقاً لكن عليها تمضيه الوقت حتى يصلوا لوجهتهم ...
****
بيت ياسمين ...
إنتبهت والدة "ياسمين" لهاتفها الذى يدق إلى جوارها لتعتدل من نومتها بعد رحيل إبنتها فقد حاولت الغفو قليلاً فقد إستيقظت مبكراً للغايه اليوم لتوديع "ياسمين" قبل سفرها برحلتها ...
نظرت بإستياء نحو إسم المتصل لتزفر بضيق قبل أن تجيب هذا الإتصال الثقيل للغايه فوق صدرها ...
_ ألو ...
_ صباح الخير يا أم "ياسمين" ...
_ صباح الخير ...
_ مالك كدة بتردى من غير نفس ...؟!!
_ بقولك إيه يا "مندور" ... جيب من الآخر وقول بتتصل ليه على الصبح ... ما هى مش عادتك تتصل بيا عشان تصبّح ...!!
صمت "مندور" للحظات قبل أن يستكمل مكالمته بضيق من هجومها دوماً عليه كما إعتادت دوماً معه ، ربما لو لم تكن بتلك العصبيه والإنفعال لكانا مازلا ينعمان بحياة زوجيه سعيدة مستقرة ...
_ ماشى يا أم "ياسمين" ... عموماً أنا حكون أكرم منك وأتكلم على طول ...
_ يا ريت والله ...
_ فيه ناس طلبوا منى إيد "ياسمين" وأنا وافقت ... حضروا نفسكم بكرة عشان الناس جايه البيت ...
هبت والدة "ياسمين" منفعله وهى تردف بحدة بالغه ..
_ نعم ...!!! هو إنت تغيب تغيب وترجع لنا بمصيبه وعايز تدبس البنت فى جوازة ...؟!!! لأ طبعاً ...
صرخ بها منفعلاً هو الآخر فـ إلى متى ستظل تعارضه ولا تنصاع لأمرة ...
_ أنا أبوها وأدرى بمصلحتها .... وأنا شايف الراجل ده عريس لقطه ميتسابش ... وبعدين أنا حاولت كتير إنى أقولك أنا إتغيرت يا "سعاد" ... ليه بتعاملينى كدة .... ليه مش بتسامحى ...!!!!
تهدج صدرها بقوة فلن تترك إبنتها فريسه لهذا الأب الأهوج فمنذ متى يقوم بدور الأب معها ، متى إهتم بإبنته بأى شكل ...
_ أب ... إنت أب ؟!!! إنت مصدق نفسك ... إنت من إمتى إهتميت ولا حتى سألت !!!! ... عارف ليه لإنك راجل ندل ... عمرك ما فكرت فى بنتك إللى إنت بتقول عليها دى ولو لمرة واحدة .... ما تجيب من الآخر يا "مندور" وتقول مستفاد إيه من الجوازة دى ....؟؟؟
هجومها الغير مبرر عليه كان سبباً رئيسياً فيما تتهمه به الآن فمهما فعل هو مقصر بعينيها وتراه المخطئ طوال الوقت ، ربما إنفعالها وعصبيتها المستمره على أتفه الأسباب كانت سبباً فى عدم تحمله لإكمال زيجتهم تلك فقد كانت غير صبورة إطلاقاً منفعله بكل الأوقات ...
هو لم يكن يريد سوى فرصه يعوضهم بها عما فات لكنها لا تعطيه أبداً تلك الفرصه ...
_ جرى إيه يا "سعاد" هو أنا يعنى عشان ما ظروفى على قدها بتعايرينى كدة ... قلتلك عريس محترم جاى للبت ... أبقى أنا برضه الغلطان ... حتفضلى طول عمرك كدة تتبلى عليا وتتهمينى بحاجات عمرى ما أفكر حتى فيها ...
زفرت "سعاد" بقله صبر وهى تتملل من مكالمتها معه فبالتأكيد هو كاذب لغرض ما لا تعرفه بعد ...
_ عموماً بنتك فى رحله مش حترجع قبل عشر أيام ... ريح نفسك ...
بضيق شديد قرر "مندور" إنهاء تلك المكالمه وسيعود بطلبه عند عودة إبنته من رحلتها تلك ...
_ رحلة ... طيب ... لما ترجع حكلمك عشان الناس تيجى تتقدم رسمى ... سلام يا "سعاد" ...
ضغطت "سعاد" بإصبعيها السبابه والإبهام فوق عينيها بقوة فقد سبب لها هذا الإتصال بصداع مؤلم بعيناها من شدة إنفعالها بسبب هذا الرجل الذى كل ما به كان خطأ منذ الوهله الأولى ، لامت نفسها بشدة عن إختيارها له من الأساس فكيف كان عقلها مغيب لتلك الصورة لتبقى "ياسمين" هى الشئ الوحيد الصحيح لتلك الزيجه ...
****
فى الطريق ...
فتحت "ياسمين" عيناها الواسعتان بتشدق تحاول إدراك أين هى الآن فقد غفت بنوم عميق جعلها تتناسى أين تتواجد ولم هى هنا ...
لحظات طفيفه إستجمعت بها تشتت ذهنها وأنها مازالت تستقل الحافله برحلتها ...
مدت أصابعها تتحسس قلادتها لتنتفض بقوة وهى تعتدل بمقعدها ضاغطه بكفها بقوة فوق عنقها فقد إختفت قلادتها المميزة ....
تهدجت أنفاسها بقوة وإتسعت عيناها بصدمه وهى تهتف بهلع ...
_ السلسله ....!!!!!!
أخذت تنظر حولها وأسفل المقعد بتخوف وقد تجلت ملامح الذعر والإنفعال بنفس الوقت لتهتف بصوت أعلى قليلاً لكنه مهتز للغايه ...
_ السلسله بتاعتى ... السلسله بتاعتى راحت فين .... ؟!!!
لم تجد أى أثر لها مطلقاً لتلقى بنفسها بقوة فوق المقعد مرة أخرى لتصرخ ببكاء إنتفض له الجميع من حولها بإنتباه لما حدث ...
_ يا نهار إسوووود .... السلسله ضاااااعت .... حنموووت خلااااص .....
فتحت "زينه" عيناها بإنتباه لتحاول تهدئه صديقتها الباكيه ...
_ بالراحه بس مالك حصل إيه ...؟!!
_ السلسله بتاعتى ... مش لقياها ....
إلتف الجميع حول "ياسمين" يحاولون تهدئتها فالأمر بسيط للغايه ولا يستدعى كل ذلك الإنفعال ....
_ معلش يا "ياسمين" تلاقيها وقعت هنا ولا هنا ... وبعدين أنا مخدتش بالى إنك لابساها أصلاً ...
إتسعت عينا "ياسمين" بإرتعاب قائله ...
_ إنتوا مش فاهمين حاجه ... السلسله دى تميمه حظ ... و إللى إدهالى قالى لو قلعتها من رقبتى أو ضاعت منى حيحصل لى كوارث وممكن أموت ...
تقلبت بأعين الملتفين حولها نظرات ساخرة للغايه من تلك البلهاء التى تعتقد بتلك الخرافات لتتجلى تلك الإبتسامات المتهكمه بسخريه لتنطلق بعض الهمسات المستهزئه بها ...
_ يا سلام ... بلاوى وكوارث ....
_ ده إنتى راحت منك خالص ...
_ لا والله ...
لم يجاريها بأفكارها الغير معقوله سوى "هادى" الذى وافق "ياسمين" على معتقدها السخيف ...
_ بس يا جماعه ... لأن فيه فعلاً حاجات زى كدة ... إيه متعرفوش فى الأسحار والكلام ده ولا إيه ...
حركت "ياسمين" رأسها ببلاهه موافقه حديث "هادى" فأخيراً صدقها أحدهم ...
****
مع صرختها الأولى إنتفض "زيد" بقوة يشعر بضيق بصدره من صرختها وخوفها الظاهر بعينيها الواسعتان ...
دق قلبه خوفاً على فراشته ليقفز تجاه مقعدها يطمئن عليها أولاً ، يطيح قلبه مع كل حركه ودمعه ذرفت من عيناها يريد أن يجذبها من ذراعها نحوه ليخبئها بداخل قلبه بعيداً عما يؤرقها ...
لكن حين وصل "هادى" قربها ينتهز الفرصه ليبقى إلى جوارها وأنه الوحيد الذى يدعمها ويصدقها دبت الغيره بقلب "زيد" رغماً عنه ...
هى حبيبته هو ولا يتحمل قرب "هادى" منها ، لكنها إختارت "هادى" وقررت الإرتباط به ...
عقب "زيد" بعد صمت طويل لما يحدث دون التعليق منذ ضياع سلسال "ياسمين" فهو بعادته يخشى الإقتراب والتحدث حتى لا تفضحه مشاعره تجاهها ، بل ويتصنع دوماً عدائيته لها حتى لا يشك أحدهم بأمره ويعلم مقدار عشقه لتلك الفراشه ...
رفع رأسه بشموخ وهو يعقص أنفه برفض تام لتلك الأفكار التى لا ترتقى سوى لخرافات لا أساس لها من الصحه ...
_ تميمه إيه وحظ إيه ... إيه التخاريف دى ... لأ طبعاً مفيش حاجه كدة أصلاً ... إللى فهمك كدة بيضحك عليكى طبعاً ...!!!!!!!
مسحت "ياسمين" أنفها المتوهج إثر بكائها بمنديل صغير قبل أن تعتدل بجلستها تنظر تجاه "زيد" الذى لا ينفك عن معارضتها دوماً وإظهارها بمظهر الفتاه الغبيه الساذجه لتهتف به بحدة تدافع عن نفسها بلهجه مشاكسه وتحدى بالغ ...
_ إنت إيش فهمك إنت ... وبعدين إنت مالك بتتحشر ليه ...؟!!
أراد لو أنه يطلق العنان لقلبه اللين ويخبرها أنه لن يمسها سوء وأنه إلى جوارها ، أراد لو أن يطمئنها ويشعرها بالأمان لكن كيف ..... كيف وهى تحب "هادى" ... صديقه ... وربما ما هى إلا أيام ويتقدم لخطبتها رسمياً ويفقدها هو للأبد كما أخبره صديقه ...
لملم بقايا قلبه يخفى تلك المشاعر التى تنساب بحضورها ليستكمل بتحدى أكبر لتلك المشاكسه الصغيرة ...
_ أنا إللى غلطان ... خليكى إنتى فى دماغك إللى قد الحُمصه دى ... قال كوارث قال ....
صكت "ياسمين" بأسنانها غيظاً من هذا الشاب الذى يتفنن بمضايقتها كلما رآها ، بل ويُكذبها الآن ولا يصدق أن بضياع هذا السلسال سيتعرضون لمشاكل وكوارث حقيقيه لا حصر لها لتردف قائله ...
_ أيوة ... دة شئ أكيد ... ضياع السلسله دى حيودينا فى داهيه ...
تعالت الضحكات الساخرة منها ليتملكها الغيظ من إستهزائهم بها ، ليقطع تلك الضحكات صرخات متتاليه ونظرات فزعه حين سمع دوى إنفجار عالٍ للغايه وإهتزاز قوى بالحافله جعلهم جميعاً يشكون بالأمر وأن ضياع هذا السلسال سيجلب الكوارث عليهم جميعاً حقاً ...
إتسعت نظراتهم بخوف شديد وسقوطهم أرضاً بعد هذا الإنفجار المدوى ...
لحظات من حبس الأنفاس وقد تساقط الجميع فوق بعضهم البعض أرضاً كالأوراق المتساقطه وسط صرخات فزعه وشعورهم بأنها النهايه قد أوشكت وإقتراب شبح الموت منهم ...
•تابع الفصل التالي "رواية آخر نفس" اضغط على اسم الرواية