رواية عشق صعيدي الفصل الثامن و العشرون 28 - بقلم سيليا البحيري
فارس بنبرة هادئة لكنها تحمل تهد*يدًا خفيًا:
الليلة لازم تختاري، يا زينة… يا تبصي لبنتك وهي بتنهار… يا تقولي وداعك الأخير.
سيلا بصدمة وعينين دامعتين:
بنتي؟ تقصد إيه بكلامك ده؟
فارس بابتسامة باردة:
البنت ؟ دي مش بنتك… دي بنت "جبل العزايزي"، أنا اللي أخدتك منهم من سنين وربيتك مخصوص لليوم ده… يا تتخلي عن كل مشاعرك، يا كل شيء بينتهي.
(فارس واقف، في يديه شيء يخيف الجميع، ينظر مرة إلى زينة ومرة إلى سيلا، وسيلا يداها ترتجفان بشدة)
سيلا بانكسار:
إنت عايزني أختار بين أمي وبين كل اللي عرفته؟ إزاي تطلب مني كده؟
فارس بنفس البرود:
الاختيار مش سهل… بس لازم يتم.
سيلا تبكي بحرقة، تنظر لوالدتها ثم إليه، ثم ترفع يدها ببطء نحو فارس، لكنها بالكاد تستطيع الثبات:
لو في عدل في الدنيا… يبقى إحنا التلاتة لازم نواجه النهاية سوا.
فارس بابتسامة ملتوية:
يبقى نخلّصها دلوقتي.
(فجأة، أحد الرجال الذين معه يتدخل، يضرب سيلا من الخلف بعنف لتسقط، وتصدر منها حركة غير مقصودة تحدث فوضى)
(فارس يتجه إليها غاضبًا، يدفعها بعنف فتهوي أرضًا وهي تأن من الألم)
فارس بصوت غليظ:
انتهت لعبتكوا خلاص… ابنك وقّع على كل التنازلات قبل ما يختفي، والشركات بقت تحت سيطرتي، هبيع كل حاجة وأسافر… ساعتها، مش هيبقى فاضل ليكي غير الذكرى.
زينة بصوت متهدج:
حرام… كفاية ظ*لم. إنت ماكانش فيك خير… كل اللي كنت أتمناه لحظة صدق، لكن طلعت سراب.
فارس بسخرية مريرة:
أنا ما كنتش يوم بحبك… كنت بتفرج على لحظاتك الصعبة واتفرجت على كل انهي*ارك، وكنت السبب في كل ده…
ولادك؟ فرقناهم عنك… وبنتك؟ خليت اللي وثقتي فيه يتحوّل لسلا*ح ضدها.
(يتجه نحوها ببطء، نظراته باردة، بينما هي تغمض عينيها بسلام)
زينة بصوت خافت لكنه قوي:
"بسم الله الرحمن الرحيم... (وإن بسطت إليّ يدك لتق*تلني ما أنا بباسط يدي إليك لأق*تلك) صدق الله العظيم"
(لحظة صمت ثقيلة تسبق العاصفة…)
(صوت ضوضاء يتعالى، هرج ومرج عند البوابة، رجال فارس يركضون نحو الخارج…)
فارس بفزع:
إيه اللي بيحصل؟ في إيه بره؟!
(صوت هتافات وأصوات عالية تقترب بسرعة، يتبادلون النظرات… المشهد ينقلب فجأة!)
********************
في "إسرائيل" – مقر العملية
غصون بنبرة ضيق:
كده كتير… مفيش أي خيط يوصلنا لمصطفى. يمكن لازم نبلغ الإدارة إن المهمة وصلت لطريق مسدود.
يوسف وهو يتفحص جهازه بتركيز:
غصون، فين الصور اللي صورناها لمتابعة تحركات "السيف هاوس" الفترة اللي فاتت؟
غصون قامت وجابت شنطة ممتلئة بالصور:
دي كل الصور اللي عندي، بس للأسف مافيش فيها حاجة واضحة تساعدنا.
يوسف وهو يبتسم بثقة:
هقولك حاجة، يا حضرة الضابط… مفيش صورة مافيهاش معلومة. التفاصيل الصغيرة ساعات بتكون هي المفتاح.
(بدأ يوسف يتفحص الصور بدقة… غصون كانت تراقب ملامحه بانبهار، خصوصًا وهو في قمة تركيزه)
يوسف فجأة بصوت عالي:
غصون! خدي بالك معايا!
غصون بدهشة:
نعم؟!
يوسف بنصف مزاح:
عارف إن شكلي جذاب، بس إحنا في وقت شغل.
غصون بتحدي:
فاكر نفسك "مهند" مثلًا؟ فوق يا حضرة الظابط!
يوسف وهو يضحك:
احترمي نفسك وركزي معايا، شوفِ الصورة دي.
غصون نظرت للصورة بتساؤل:
دي صورة قديمة من حوالي أسبوع، الشخص فيها مش واضح… على راسه غطاء كبير ومش باين ملامحه.
يوسف بتوتر مفاجئ:
استني!… دي صورة مصطفى!
غصون بدهشة:
إزاي؟ أنت شايف ملامحه؟!
يوسف بثقة:
مش لازم أشوف وشه… شوفي إيده، فيها وشم صغير… وكمان في علامة واضحة مكان إصابة قديمة.
غصون بتركيز:
فعلاً… وشم وعلامة شبه أثر جرح.
يوسف بابتسامة أمل:
يبقى مصطفى لسه عايش… ولسه مخلصش مهمته.
غصون بقلق:
بس لو هما ماسكينه، أكيد بيضغطوا عليه بقوة… يمكن يكون اتكلم؟
يوسف بثقة:
مستحيل. مصطفى من الأقصر… اتربّى على الإخلاص. مابيسهّلهاش لأي حد… أنا واثق إنه مادلّش على حاجة.
غصون بانفعال:
يعني دلوقتي مهمتنا اتغيّرت؟
يوسف بوضوح:
آه، لازم نحاول نوصله ونرجّعه بلدنا… مش بس علشان المهمة، لكن علشان نرد له كرامته.
غصون بتنهيدة:
المكان اللي محتجزينه فيه مش سهل… بس عندك حق، لو حصل حاجة أو تعبوه، هيضطروا ينقلوه… ساعتها تبقى فرصتنا.
يوسف وهو يضع الصورة في جيبه:
مصطفى إنسان عظيم… ماينفعش حد من أهله يفضل عايش وفي قلبه ظن إنه خانه.
(نظرت له غصون بابتسامة دافئة، ثم قالت بهدوء)
غصون:
نستنى اللحظة المناسبة.
يوسف بلطف:
صحيح، عيونك دي طبيعية؟ ولا عدسات؟
غصون وهي تبتسم:
ليه بتسأل؟
يوسف وهو يضع يده على قلبه بمزاح خفيف:
أصل قلبي وقع من أول نظرة.
غصون مبتسمة:
يعني إنت حبيتني؟
يوسف بنظرة صادقة:
من أول مرة شفتك فيها، حتى لما كنتِ غاضبة… حسيت بحاجة مختلفة، بشخصية قوية، روح جميلة، حاجة جذبتني ليكي.
غصون بابتسامة خجولة:
عارف؟ يمكن أنا كمان حسيت بحاجة تجاهك… وده كان بيضايقني.
يوسف بدهشة:
ليه بقى؟
غصون وهي تنظر بعيدًا:
لأني عمري ماعرفت الإعجاب… فجأة ألاقي نفسي قدام إحساس أكبر من اللي كنت فاكرة إني أعرفه.
يوسف وهو يقترب منها بابتسامة:
يعني بتحبيني؟
غصون بهدوء:
يمكن… وشكلي كده وقعت خلاص.
يوسف وهو يضع يده على قلبه:
وأنا بحمد ربنا عليكِ… وأتمنى نعدّي من المرحلة دي، ونرجع بلدنا سوا… أعرفك على الناس اللي بحبهم.
غصون بصوت خافت:
إن شاء الله… نرجع كلنا بخير
******************
في المخزن
(اندفعت قوة الإنقاذ إلى الداخل بقيادة "صقر"، وعلى جانبه "فهد"، و"أسر"، و"رعد"، و"سليم"، و"أسد"، و"جبل"، و"رائد"، و"مالك"، و"جينا"، وقوة من الشرطة)
زينة بفرحة ودموع:
فهد! صقر!
(الشرطة بدأت تتعامل باحتراف مع الموجودين… أصوات إنذارات وتحذيرات، الجو متوتر، وكل شخص في مكانه مستعد للتدخل)
فارس بذهول:
إزاي؟! أنا شوفت جثة "فهد" بنفسي! وانت يا صقر… العربية انفجرت بيك!
(وبسرعة، أمسك فارس بذراع "زينة"، ووجه أداة حادة تجاهها)
**زينة نظرت إلى "سيلا" ثم نظرت إلى الأداة الصغيرة على الأرض… وسيلا فهمت المقصود من النظرة فورًا)
فارس بتحذير:
اللي هيقرب خطوة، هيكون آخر ما يشوفه!
جبل بخوف وقلق:
فارس… إنت فاهم غلط. زينة عمرها ما كرهتك، بالعكس، هي حبتك من قلبها.
فارس بانفعال:
كفاية كلام!
(سيلا خطفت الأداة بسرعة، وبحركة خاطفة أصابت "فارس" في قدمه. زينة استغلت اللحظة، تخلصت من قبضته وركضت نحو سيلا، وضمتها في حضنها لأول مرة بعد فراق دام عشرين سنة… أم التقت بابنتها أخيرًا)
(فارس كان متألمًا، لكنه ما زال ممسكًا بالأداة… وجهها نحو "سيلا" وهي في حضن أمها)
(زينة نظرت له للحظة، ثم ضمّت ابنتها بقوة… فجأة سُمع صوت قوي…)
(الجميع تجمد في أماكنهم… زينة تنهار أرضًا بعد إصابتها، والدماء تتسرب من ظهرها)
(جينا رفعت أداة الأمن خاصتها، بثبات، ووجهتها نحو فارس… صمت… ثم صوت حاسم آخر… سقط فارس على الفور)
(الجميع ركض نحو زينة)
جبل بدموع:
زينة!! لا… بالله عليكي، اصبري! ما تسيبينيش دلوقتي!
زينة نظرت إلى الأولاد، ثم إلى صقر، بنظرة ممتلئة بالحب والوصية)
زينة بصوت ضعيف:
خلي بالك عليهم يا صقر… سيلا… ملاك… وفهد… دول حياتنا.
فهد بانفعال:
ماما، قومي! أنا بخير، وكلنا بخير! ماينفعش نكمّل من غيرك.
زينة بابتسامة باهتة، تنظر إلى "جبل"، وتضع يدها على ذقنه بحب:
أنا كده وفيت بوعدي… حميتهم… خلي بالك عليهم يا جبل.
جبل باكٍ، ممسكًا بيدها:
هنحميهم سوا يا زينة… إنتِ هتعيشي معايا… هتفضلي جنبي.
زينة وهي تغمض عينيها بهدوء:
هتفضل حب عمري…
(تفقد وعيها بهدوء، والكل يحيط بها)
بعد ساعات – في المستشفى
جينا:
صقر بيه… كده مهمتي انتهت.
حور بانزعاج واضح:
أنا مش فاهمة أي حاجة!
(فجأة يدخل صوت أنثوي مألوف)
سارة:
وحشتوني!
(نور، بريق، حور، ملاك، والأم… يقفون مذهولين! الدموع تتساقط)
الأم بصدمة:
سارة! إنتي؟!… إزاي؟! إزاي لسه عايشة؟!
(سارة تحتضن أمها باكية)
سارة بدموع:
أنا آسفة… كنت عايزة أقولك… بس "صقر" منعني… آسفة يا ماما… سامحيني.
الأم:
هونت عليكِ؟! دا أنا كنت بموت كل يوم… إزاي قدرتِ تسكتي؟!
سارة:
كان لازم نعمل كده يا ماما.
رعد وجبل:
ماكانش ينفع حد يعرف إنها أو "فهد" عايشين.
بريق بانفعال:
يعني إنتوا كنتوا عارفين يا جبل؟! إنت ورعد؟!
جبل بهدوء:
دي خطة "صقر"… الموضوع كبير جدًا.
(شاب وسيم يدخل ويحضن "جينا")
حور تنظر باستغراب إلى "صقر" ثم إلى "جينا"
حور بغيظ:
هو إيه اللي بيحصل هنا؟!
جينا مبتسمة:
أعرفكم… خطيبي "الرائد غسان القاسمي".
حور بدهشة:
خطيبك؟! و"صقر"؟!
جينا:
ماله "صقر بيه"؟!
حور:
أنا هتجنن… فهموني!
صقر وهو يبتسم بهدوء:
أنا و"حضرة الضابط" جينا… ماحصلش بينّا جواز من الأساس، يا "حور"، وقلتلك قبل كده… إنتِ حبيبتي، وأنا مكتفي بيكي.
سليم:
سيلا بنت "جبل بيه" العزايزي.
سيلا وهي تنظر إلى صقر بامتنان:
إنت أنقذتني… شكرًا ليك.
نور بتوتر:
استنوا! كده في مليون علامة استفهام!
إزاي "سارة" و"فهد" عايشين؟
وإزاي أنتم مش متجوزين؟
وإيه قصة العربية والانفجار؟
و"سيلا" و"سليم"؟
دي بقت قصة فيلم هندي حرفيًا!
صقر وهو يبتسم:
ولا فيلم هندي ولا حاجة… نطمن على "ماما" الأول… وبعدين هتفهموا كل حاجة.
بعد ساعة – الطبيب يخرج
جبل بلهفة:
طمني يا دكتور… "زينة" كويسة؟
الطبيب:
الحمد لله، قدرنا نخرج الجسم الغريب، والحالة مستقرة… هتنتقل لغرفة عادية بعد شوية.
جبل بسعادة:
الحمد لله… شكرًا يا رب!
بعد يومين – غرفة "زينة"
(الجميع حول السرير، "زينة" تفتح عينيها)
زينة:
ممكن نفهم بقى… كل ده كان إيه؟!
صقر:
نرجع شوية لورا…
لما اكتشفت وجود كاميرات مزروعة في البيت والمصنع والشركة… كان في جهاز مزروع في القصر… أول ما التقط الصور، بدأت أربط الحوادث الغريبة، ومحاولات الاستهداف…
وكان لازم أعرف مين ورا ده كله.
فلاش باك
(صقر وجينا في السيارة)
جينا:
أكيد عارف إن الشركة تحت المراقبة، وكان لازم أتصرف كده.
صقر بحذر:
انتي مين؟
جينا:
الضابط "جينا الأنصاري" من وزارة الداخلية.
صقر بدهشة:
وكل اللي حصل… معناه إيه؟!
جينا:
عارفة إنك ذكي… بس كان لازم نمثّل الدور، عشان نكشف "نُهى"…
مرات والدك الأولى… اللي افتكرنا إنها ماتت… لكنها هربت من السجن، وفي حد بيستغلها لتدمير عيلتك.
صقر:
ليه دخلتي حياتنا؟
جينا:
في البداية… كنت أداة في إيد "نهى"، وطلبت مني أجمع عنها كل حاجة… ولما طلبت تتجوزك بأي طريقة، نفّذت الخطة عشان نوصل للحقيقة… كانوا عايزين توقيعك على أوراق تنازل عن كل ممتلكاتك.
صقر:
ولما حصل موضوع الزواج؟
جينا:
كان تمثيل قدام العيلة… لأنهم بيراقبوا كل خطوة.
صقر:
فعلاً… كنت حاسس.
عودة للواقع
زينة بدهشة:
يعني كنت عارف كل ده؟!
صقر:
من أول كاميرا… لحد اللي عملوه مع "فهد"، و"ملاك"، و"أسر"، و"سارة".
زينة:
وإزاي بقوا عايشين؟
صقر:
سارة فاقت من الغيبوبة… وفي نفس الوقت، حاولوا يوصّلوا لفهد داخل المستشفى، فقررت نحميه بخطة بديلة.
قلنا إنه… للأسف… توفاه الله.
كتبنا كتابهم وسافروا المزرعة القديمة، بعيد عن العيون.
سارة فضلت تعالجه…
والانفجار؟
أنا كنت ضابط الوقت… قفزت من السيارة في اللحظة المناسبة… عشان نأكد للعدو إنه خلص علينا تمامًا.
زينة:
وليه ماقولتليش؟!
صقر:
كان لازم نكمل الخطة، عشان نحمي الكل.
ولما اتخطفتي يا ماما… قدرنا نوصل ليكي بفضل السلسلة اللي في رقبتك… كنت زارعلِك فيها جهاز تتبع… زي كل واحد فينا.
صقر وهو يضع يده على يدها:
سامحيني يا أمي… كان لازم نكمل للنهاية.
جبل وهو يمسك يد "زينة":
وحشتيني… الحمد لله عالسلامة… الشر راح.
زينة بابتسامة:
الحمد لله…
بنتنا "سيلا"…
(جبل ينظر لسيلا، بعينين دامعتين)
جبل:
بنتنا جميلة زيك يا زينة…
(ويضمها لحضنه)
سيلا بدموع:
أنا عشت سنين مستنية اللحظة دي يا بابا…
تعبت أوي.
ملاك تقترب منها وتضمها:
يعني أنا عندي أخت جميلة كده؟!
فهد:
وأنا بقيت عندي أختين!
(صقر يحتضنهم جميعًا… مشهد عائلي دافئ)
حور واقفة تنظر إلى "صقر" بغضب لطيف
حور:
وسيبتني أنا كل الفترة دي… أدوّخ من تصرفات "جينا"؟!
صقر وهو يبتسم:
ما إنتي لسانك محتاج حد يضبطه!
حور:
هونت عليك يا صقر؟!
صقر وهو يضمها بشغف:
عمرك ما تهوني عليا… يا قمر… تيجي أقولك كلمة سر؟!
جبل:
ولدي… احترم نفسك!
صقر وهو يضحك:
بالله عليك يا كبير… خليني أعيش لحظة رومانسية بعد كل اللي شفناه
يتبع ❤️
يتبع الفصل كاملا اضغط هنا ملحوظه اكتب في جوجل "رواية عشق صعيدي دليل الروايات " لكي تظهر لك كاملة
•تابع الفصل التالي "رواية عشق صعيدي" اضغط على اسم الرواية