رواية عودة الوصال الفصل السادس و العشرون 26 - بقلم سارة ناصر
« لم أعد قادراً على التحمل ، نفذت طاقتي وإمتلأ عقلي حتى إزدحم بكمٍٍّ من التساؤلات ، كان من بينها ، لما أنا ولما الوجع و لما لا يذهب إلا لقلبي تحديداً !!»
"_أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ (1) وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ (2) ٱلَّذِيٓ أَنقَضَ ظَهۡرَكَ (3) وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا (5) إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا (6) فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ (7) وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب (8) "
ٱيات من القرٱن الكريم خرجت من الهاتف الخاص بـ "ياسمين" وهي تردد خلفه بهدوءٍ ، تزامناً مع إرتدائها ملابسها لتتجهز للذهاب لبيت العائله خاصةً شقة "حامد" الذين سيجتمعون بها على الغداء ، تطلعت على نفسها بالمرٱه ثم إلتفتت تنظر له وهو يخرج من مرحاضّ الغرفه مرتدياً ملابسه عدا ستره مفتوحه سيرتديها هو عند الخروج ، عقد حاجبيه من تشغيلها لتلك السوره منذ أمس ولم تقوم هي بتشغيل أخرى غيرها ، منذ ان جاء أمس ولم ينبس عن ما يشعر به رغم ما يظهر عليه من حزن ولكنها تتركه يتحدث تلقائياً كما يفعل معها عندما تضيق به الحياه ، أما هي فلم تستطع الصبر عليه وعلي ما تراه يحدث له وهي صامته ، توجهت بابتسامه واسعه تمسك يديه تسحبه خلفها ثم جلس هو علي المقعد وهي بجانبه فـ مالت تطبع قبله علي وجنتيه بخفه وهي تبتسم له باتساعٍ دون نبس أي حديث ، عقد "حازم" ما بين حاجبيه باستنكارٍ ثم هتف بمرحٍ :
_" ده ايه الروقان ده ؛ ربنا يستر والله! "
إبتسمت له "ياسمين" ، ثم قررت هى بأن تفتح معه الحديث قبل الخروج ، حتى نبست بنبره هادئه تسأله :
_" مالك يا حازم ، إحكيلي بجد ومتخزنش جواكّ قولي كل اللي بتحس بيه بس متسكتش كده ، عارفه إنك من إمبارح مش تمام وقعدت أشغل سورة الشرح عشان بتريح القلب كده وبصوت الشيخ اللي انتَ بتحبه كمان، تعالى فحضني وقولي كل اللي مزعلك وأنا أوعدك حضني هيبقي دافي وحنين عليكّ ، بس اتكلم متسيبش نفسك للأيام تودي وتجيب فيكّ وساعه تكون كده وساعه كده .."
ترك المنشفه التي توجد بيديه ، وهو ينظر لها بتأثرٍ ، ثم نظر لها بخواءٍ وكأن العالم قد إختفى ولا يوجد أمامه سوى هي أحضانها ؟ أحضانها الذي اتجه إليها بهدوءٍ يتنفس بعمقٍ وهي تربت علي رأسه يإختناقٍ ومن ثم سمعت هي صوته الضعيف يبوح لها بوجعٍ :
_" مش عارف !! ، أنا مختارتش كل اللي أنا فيه ده ، بس حقي أقول إني تعبت ، تعبت من فكرة إني لازم أكوم معاه ومش معاه ، مش عارف أقول ايه ، غير إني مش عارف أودي وشي منك فين وهو عمل كده فـ اختك ، مش عارف أخد راحتي فبيتكم وأنا قاعد وسطكم بعد اللي حصل ، أرفع عيني فعين غسان إزاي حتى لو عارف إنه مش رامي عليا لوم ، تعبت يا ياسمين الحمل تقيل عليا من غير حمل!! ، حمل دماغي وحمل اللي بيعمله واللي بيحصل مجبر أبقى عادي بعد ما بقيت حرامي فنظره ونظر الباقي حتي لو ده مش مصدقينه ، مجبر أكون زي الفل لما يمد إيديه عليكِ وأنا أوقفه وأمسك إيده ، مجبر أستحمله وأستحمل اللي بيعمله فيا وفـ جميله اللي إستحملت أذى نفسي محدش يستحمله .، مبقتش قادر حتى لو اللي حصل منه كان معروف بس اللي حصل منهم بعد كده خلاني مصدوم من فكرة إنه ممكن كانوا يأذوا اختك أكتر من الضرب وإن الحكايه مش حكاية فرض حاجه وبس ، مش عارف المفروض أنا أبقى إيه وأتعامل إزاي مع حد زيه المفروض أبقى بار بيه مش أقف قصاده ..!"
ضعف وكسره لم يشعر بها كما شعرت هي به وكأن كل ما لديه إنسحب لها وحدها ، حاولت التماسك وهي تجاهد بأن يخرج صوتها المتحشرج قائله بعد لحظاتٍ عندما سمعت شهقاته الخافته بوجعٍ وإنهاكٍ :
_" أنا شايفاك أحسن راجل فالدنيا ، صدقني كلنا عارفين إنك راجل ومش مهم عندنا اللي حصل قدام عيونا ، إحنا بنحبك زي ما إحنا من زمان عارفينك بإنك مفيش منك ، لازم تاخد راحتك زي ما كنت بتاخدها ، بيتي بيتك وحضني راحتك ، وأقسم بالله ما هسمح لحد يجي جنبك تاني ، هموتهم أياً كان هم مين ، بس خليك قوي وجامد وحازم من تاني عشان خاطري "
قسمها من شراستها المعهوده ، لم يتفاجأ منها بل ابتسم فقط من بين دموعه، فتنفست هي بإنهاكِ عندما وجدته عاجز عن الرد ، أردفت بهدوءٍ بـ حديث كانت قد قالته لها شقيقتها عندما يضيق صدرها ويؤلمها قلبها لتحثها على قوله كما تحثه هى الٱن :
_" قول ورايا يا حازم ، صدقني هتحس إنك تمام ، قول.."
قالتها "ياسمين" بإهتمامٍ ، فاعتدل هو بجلسته ثم مد يديه يتمسك بيديها وهو ينظر إليها وهي تردف الدعاء مردداً خلفها حينما قالت هي بهدوءٍ :
_" اللهم يا مسهل الشديد ويا ملين الحديد، ويا منجز الوعيد، ويا من هو كل يوم في أمر جديد، أخرجني من حلق الضيق إلى أوسع الطريق، بك ادفع ما لا اطيق، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، رب لا تحجب دعوتي، ولا ترد مسألتي، ولاتدعني بحسرتي، ولا تكلني الي حولي وقوتي، وأرحم عجزي فقد ضاق صدري، وتاه فكرى وتحيرت في أمري، وأنت العالم سبحانك بسري وجهري، المالك لنفعي وضري، القادر علي تفريج كربي وتيسير أموري..."
قالتها "ياسمين " بهدوءٍ بينما ردد "حازم " خلفها بارتياحٍ كلمه تلو الٱخرى ،. من ثم اعتلت ابتسامه علي ثغره ، ابتسامه أرسلت لها كل ما هو يشعر به اتجاهها ، إنتشلت الستره من علي المقعد ثم أشارت له بأن ينهض ليرتديها بواسطتها هي تزامناً مع حديثها المرح. :
_" قرة عيني يلبس بإيدي أنا ، ..يعم بحبك وبحب أمك عايده كمان ! "
توسعت إبتسامته حتى أنها أظهرت غمازته التي أظهرته وسيماً نوعاً ما ، رفع ذراعه يقرب وجهها من وجهه ثم طبع قبله علي جبينها برضا قائلاً بحبٍ :
_" مبتفشليش فكل مره تثبتيلي بإنك فعلاً الراحه والأمان ليا مش العكس يا ياسمين !"
احتضنته بنظراتها ثم إلتفتت تسير بجانبه إلى خارج الغرفه ، ومن بعدها لخارج الشقه كي يتوجهها إلى حيث الوجهه المحدده ،. هما اللذان دُونت سطور حبهم بالطريقه المعكوسـه رغم إحتفاظه بما عليه كونه رجل يحميها ، ولكن المؤكد بأنها هى التى تشعره بالأمان والراحه أكثر من العكس !! .
______________________________________________
في شقة "حامد" كانت "دلال" و"سميه" في المطبخ بينما كان "غسان" يجلس بجانب"شادي" وهما مندمجان بمشاهدة هاتف "شادي" ،و جلست "نيروز" بجانب "وسام" و"ورده" ، و "بدر" بجانب عمه وهما يتحدثان معاً ومعهم "بسام" ، إعتدل "شادي" بجلسته وهو يمسك الهاتف ومن ثم نظر لـ "غسان" الجالس بجانبه ثم تساءل بإهتمامٍ :
_" إيه رايك بقا ؟ حلوه البدله دي ولا الحمرا اللي فيها لمعه"
رفع "غسان" أنظاره من على الهاتف باستنكارٍ ثم هتف قائلاً له بصوته الهادئ :
_"لا دي ولا دي ، مبيعرفوش يرقصوا !"
رفع "شادي" شفتيه بإستنكارٍ ثم أمسك الهاتف تزامناً مع قوله بحماسٍ :
_" طب في واحده كانت بترقص علي أه لو لعبت يا زهر جامده ،. استنى "
نظر له "غسان" بترقبٍ ومن ثم هز رأسه له بغير إهتمام إلي أن جلب الفيديو الخاص بالذي قاله صديقه حتى صدح صوته بصوت متوسط قليلاً ، غمز له "غسان" فابتسم له الٱخر بثقه ، إلى أن إنتفض الإثنان معاً وهما ينظران خلفهما بسرعه عندما هتفت "وسام" بصوتٍ عالى جعل الجميع ينتبه :
_" يخربيت أبوكم ، رقاصات !!"
قالتها بصدمه وبصوتٍ عالي كما كانت تقف بجانبها "نيروز" التي أمعنت النظر بوجهه بسخطٍ ، بالأساس لاحظت هي وشقيقته هو، إنشغالهما منذ فتره ، وبعقلٍ كعقل "وسام" تسللت بخفه من خلفهما هي والٱخرى التي سحبتها خلفها ، نهض "شادي" يهز رأسه بالنفي وهو يغلق هاتفه سريعاً ، بينما هو إنتبه لنبره "وسام" العاليه بمضمونها الجميع من كانو يجلسون بالصاله ، كبت "بدر" ضحكاته كما فعلت "ورده" بينما هتف "حامد" بشماته :
_" أحسن ، عشان لما أقولك إن انتَ مش مظبوط تبقى تصدقني ، بتبوظ ابني ياض؟! ، شمتان فيكم وفاللي هيحصل لصاحبك، أحسن "
أشار له "شادي" بغير إهتمام ثم قال بسرعه :
_". يعم هو بايظ لوحده من غير أي حاجه !!"
قالها فضحك الجميع ، عداها هى وهي تحدجه بغيظٍ بينما كان "غسان" يحرك كتفيه ببراءه لها قائلاً :
_" أنا مالي هو اللي كان بيجيب وأنا بتفرج!"
قالها وسط إنشغال الٱخرين ، فالتفتت "نيروز" توكزه بذراعه قائله بضجرٍ :
_" في حاجه اسمها غض البصر ايه مسمعتش عنه ؟"
قالتها "نيروز" أمام أنظاره ثم التفتت تتوجه لهم بحنقٍ ، وهي تتركه ينظر بأثرها بتسليه ، بينما لاحظ هو تقدم "شادي" له مره أخرى وبجانبه "بسام" و"بدر " ، حتى هتف "شادي" يسأله بترقبٍ :
_" هي زعلت بجد ؟"
نظر له "غسان" وهو يبتسم ومن ثم لم يعطه شقيقه فرصه بالرد ، بل تحدث "بسام" بعقلانيه قائلاً لهما بنبره هادئه :
_" حرام أصلاً يا باشا انتَ وهو ، لازم نغض البصر عن حاجه زي دي لأنها تعتبر فتنه ،وكمان دي حاجه محرمه علينا نشوفها ومطلوب مننا نغض البصر زي ما بردو مطلوب منهم يتستروا وكل واحد يعمل اللي عليه عشان يختار الٱخره مش الدنيا ، وإهدى يا شادي لحد ما تبص يعم علي الرقص ده بالحلال ، بتخرب بيت غسان من قبل ما يتفتح يا شادي ..؟!"
قالها بمرحٍ مقرراً بنفسه بأن يبقي علي طبيعته كما حفزه شقيقه وبل ينصحهم بالطريقه الهادئه وليست المتشدده ، سمع صوت ضحكاتهم علي ما قاله بٱخر حديثه ومن ثم أومأ له "شادي" بتفهمٍ بينما اتجه "بسام" يقف بجانب "غسان" ثم ردد بتفهمٍ وهو يبتسم :
_" إحترم نفسك شويه يا غُس وروح شوف اللي بتبصلك وزعلت دي !"
قالها بمرحٍ وتحفيز ومن تلك التي كانت تحدجه بغيظٍ ، تنفس "غسان" بعمقٍ ثم وجد الشباب ووالده يجلسون بجانب بعضهم من جديد ، ومن ثم دخلت "ورده" المطبخ وتبقت هي وشقيقته ، توجه بخطواتٍ ثابته لها إلى أن وقف يطالعهما بتعمن ومن ثم رفع يديه يدفع "وسام" قائلاً لها بنبره متوعده :
_" وسعيلي ، حسابك معايا بعدين !"
نظرت له "وسام" بضجرٍ وهي تنهض ومن ثم تحدثت "نيروز" قائله. بشراسه :
_" وهي كانت عملت ايه ، ما إنتَ اللي قليل الأدب !"
شهقت "وسام " بمرحٍ في حين كبت هو ضحكاته وهو يطالعها بمكرٍ ثم مال يهمس بجانب أذنيها قائلاً بتسليه :
_" قلة الأدب مش كده !"
إبتعدت عنه "نيروز" قائله بسخرية أمام الأنظار المترقبه والتي توجهت لهم ما أن رأوه يتجه ويقترب منها حتى جلس بجانبها :
_"والله؟ أومال إزاي !"
إقترب "غسان" بوجهه ثم طبع قبله صغيره علي خدها سريعاً ثم نبس بنبره واثقه وهو يغمز لها بطرف عينيه :
_" كده !"
صفق له صديقه و "بدر" و"بسام" وحتى شقيقته بينما شهقت هي سريعاً من ذلك الموقف المحرج ، ومن ثم وجدت "حامد" يدفعه من. جانبها وبخفه من تحركه بإتجاههما ، ثم جلس هو يبتسم لها بأسفٍ على موضعها المخجل قائلاً هو الٱخر بمرحٍ :
_" مش قولتهالك يا روز ، مجنون ولازم تستحمليه يبنتي !! "
ضحكت "نيروز" بقلة حيله مع إمتزاج صوت ضحكاتها مع ضحكاتهم جميعاً ، بينما توقف الجميع عندما دق جرس المنزل عالياً ومن ثم نهض "غسان" ليسير صوب الباب حتى يقوم بفتحه لمن بالخارج ..!!
_______________________________________________
«أضعت الطريق للمره الخمسائة ألف وأكثرّ، في كل مره لا أرى شئ سوى أفكار عقلى التي تخدعنى وتهلكنى ، يصدح الصوت الذي بداخلي في كل مره تضيق بي الأركان بها من أفكارى : أيها الأحمق لم يعد لدي مساحه لأفكار أخرى كفاك!! ، كفاك ألماً ، كفاكّ تشتتاً ، كفاكّ كل ما هو مُهلك لك !! »
ضائعه هي مع أفكارها وألمها النفسي والداخلي، كالذي تركها أحدهم فى صحراء جافه يصدح بها فقط صدى صوتها ..، والتي ما أن أخرجت كلمة واحده ستكون ٱهات الألم ولم تكن سوى بالصراخ فقط وصدى الصوت القاسي ، لم تعد الدموع تجدى بشئ ، هي التي ظُلمت عندما جاءت هي وأشقائها وشقيقتها من رجل لا يعرف له العدل طريق ، بل به من الجبروت ما يكفي ، معاملته لهم سببَ بالكثير!! ، أخذت نفساً عميقاً بعدما أخرجت ما تشعره تجاه والدها وما حدث لها للطبيب من أمامها عندما جاءت قبل قليل، أيقنت هي بأنها ستعود له إلى أن تتخطى ذلك ! ، تنفس "عاصم" ببطئ وبعد لحظاتٍ يستعد هو للإجابه على ما قالته :
_" عارفه إن الندم ده شعور مؤذي أوي !! ، يعني ممكن تتعاملي مع شخص وهو يستاهل ده بس تندمي مع إن الندم مبيبقاش فمحله ، بس الفكره بتيجي منك انتِ ، شخصيتك ،طريقتك !، إسلوبك اللي انتِ ندمانه إنك كلمتيه بيه ، مش هقولك هو صح وكده بس إحنا مأمورين ببر الوالدين للٱخر إلا لو بحاجه تغضب ربنا فبنرفض ، حتى لو هما عملوا ايه "
صما يأخذ أنفاسه وهو ينظر لإنصاتها ثم هتف من جديد يواصل :
_"السؤال هنا ؟ هل انتِ ندمانه ندم فمحله ؟ يعنى ندمانه عشان بتحبي باباكِ ومحبتيش. تتكلمي معاه. كده ، ولا ندم من الإسلوب اللي إتكلمتي بيه معاه مع ندم إنك إتكلمتي وواجهتي أصلاً وانتِ شايفه إن المواجهه والكلام مش هيعمل حاجه !"
هزت رأسها بتأكيدٍ علي ٱخر حديثه ، بينما لم تشعر هي بمشاعر تجاهه بل تفكر فقط بما وصلت له حالتها ، تفهم هو الوضع ثم هز رأسه يواصل بكلماته المتفهمه :
_" طيب عاوزك تعرفي إن علاجنا بالدين وبالفرض والسنه وكل حاجه ليها علاقه بالإسلام ، قبل ما يكون نفسي متطور ، وعشان تبدأى صح وعالأقل تتخطى أو تبطلى تتأذي في حاجات كتير لازم تعرفيها ، انتِ عارفه إن مش مسموح لينا بإننا نستسلم لمشاعر الكراهيه والبغض من نحية والدينا ، وكمان لا يجوز هجرنا ليهم ، بالعكس بل بيتوجب علينا المعامله بالمعروف حتى لو هم ظالمين ننصحهم متنصحوش ومفيش منهم فايده من هنا وبيدأ إن الصبر بتاعك بقا عليه ٱجر والحساب بتاعهم عند ربنا بسبب عدم مراعاتهم ورفقهم بأولادهم ، طب ايه نعمله عشان نحاول نوقف الألم اللي بيحصل غصب عننا لينا ؟، طبعاً مش نسكت ونقف وناخد جنب ، الحياه فيها ركن كويس وجانب مبهج ، هسألك سؤال يا جميله ! ، جربتي تبصى لدراستك من جانب تاني ؟ وتوفقي بينها وبين اللي كنتِ نفسك فيه ؟"
كانت تسمتع له بإهتمام وحديثه المنطقي يريحها ولو بذره ، هزت رأسها بجهلٍ ورفض بٱخر حديثه عن ما قاله عن الدراسه ، فابتسم هو بسمه صغيره ثم شرح لها بتوضيحٍ ونبرته المتحمسه التي توجبت عليه بخروجها لها كي يرى ما يود رؤيته :
_" يعنى تبدأي صح وفاللي انتِ بتحبيه وترضي جميع الأطراف ،في حاجتين تعمليهم عشان تتجنبي الأذى النفسي اللي أنا متأكد إنك هتتعافى منه بسرعه ومش هتطولي فيه لأن برغم إنطفائك إلا انك فيكِ أمل مستخبي محتاج اللي يطلعه بس بردو لازم بمساعدتك ، مواجهتك مع باباكِ اللي وارد تحصل تاني عادي ممكن كمان متأثرش فيكِ زي الوقتي لإتك بتحاولي تكوني أحسن ، بقدرتك إنك تسيبي دماغك من كلامه ومن مواجهته يعني تحاولي تتأقلمي مع وضع إنه موجود وتمام ومش موجود زي أغلب الوقت وتمام بردو منروحش للأذى برجلنا ونتعمد كل ما نشوفه منفكرش فاللي حصل واللي بيحصل يعني بكل بساطه تجاهل بس تجاهل محترم ليكِ وليه ولغيرك ، إن كان فـ ايدك قول الحق بيتقال بس طبعاً بطريقه هاديه مهذبه خالص ، وتحاولي متتعمديش تحطى نفسك فمواقف مفيش فيها غير الأذى والإنهيار ، أنا شايف شخصيتك قويه مش ضعيفه قابلني حالات كتير ضعيفه بس حد قدر يكمل فحاجات كتير مأذي ومجبور فيها يقدر يعدي ده وبكل سهوله من قوة شخصيته.!. "
أنصتت له "جميله ", بتمعن بيما أخذ هو أنفاسه ليواصل ببقية حديثه :
_" وكده قولتلك أول حاجه ، وهي إن فيها بردو نوع من الترفيه عن نفسك ، جربتي تخرجي مع نفسك خروجه رايقه كل كام يوم ؟ ، تنزلي تتمشي بس طبعاً بما يتوافق مع عادات عائلتك ، مثلاً تاخدي أقرب صديق أو بلاش..، أكتر صديق مرح عندك وتنزلي وتفصلى من كل حاجه ، على الأغلب إن كل اللي بيحصلك إنك مبتاخديش راحه ولا فاصل من ده دايماً محاصره نفسك فيه .!! .."
أومأت له "جميله" بتفهمٍ وهي صامته تنظر له بترقبٍ لما هو أتٍ ، ولكنها تحدثت بتساؤل قائله له كي ينتبه :
_" طب وموضوع الدراسه والتوافق بين اللي بحبه ومبحبهوش !"
إعتلت إبتسامه واسعه على وجهه ثم نظر لها بفخرٍ وصل لها مع توضيحه:
_"قصدت متكلمش عشان أشوف إن كنتِ مهتمه ومتحفزه تكونى أفضل هتسألى ! ، موضوع الدراسه ده شائع جداً بتحبي حاجه وحد من أهلك حاجه فطبعاً يجبروكِ علي الحاجه الخاصه بيهم ، بس فالموضوع ده بعد المواجهه وإن ده مش بحبه ، وهم لا ده الأصلح ليكِ و غيره .. ، فالٱخر وارد كلامهم يمشي ودا بنسبه كبيره ووارد كلامك واختيارك يمشي ، وبردو ممكن الندم يجي بعدين من إختيارك وإنهم كانوا الأحسن ، وفالحاله الأولى فـ بنلجأ إننا نعمل اللي بنحبه فاللي مبنحبوش واللي هنحبه ! ، بس اللي ينفع معاه كده !!"
إعتدلت تنظر بإهتمامٍ وعينيها تلمع بلمعه حلمها الذي إنطفأ من فتره كبيره ، ولكن طريقته في الحديث كطبيب يعرف مخارج ومداخل الشخصيه جعلها تهتم بطريقه ملحوظه ،. نظرت له بترقبٍ وإنصات حتى واصل هو يكمل ما كان يردفه :
_"بمعني .. عرفت إنك دكتوره فـ طب بشري لسه ومفيش تخصص ، بس كان نفسك تدخلى كلية الإعلام ، مش شايفه ان في عامل مشترك ؟! ، يعني الإعلام ده داخل فكل حاجه دلوقتي ، وممكن وبكل بساطه تستخدمي اللي بتحبيه فاللي مبتحبيهوش ، يمكن يتحب!! ، قدامك كام جريده وكام كورس وكام موقع على السوشيال ميديا ممكن تبدأي فيهم اللي بتحبيه بعد دورات تدريبيه ، ممكن وبكل بساطه تكتبي معلومات مفيده جداً ومختلفه عن الطب وعن جسم الإنسان واللي بيحصل فيه ، الطب ملوش ٱخر ولا حتى العلم ليه ٱخر ، بس انتِ هاتي أخرك فيهم،.. ممكن تنشري مقال فيه معلومات عن حاجه معينه وطبعاً باسمك من خلال إنك ممكن تشتغلي تبع جريده أو صحيفه أونلاين ، ده ممكن يصعب ويتقل عليكِ الحمل بس لو بتحبيه فعلاً هتنظمي وقتك الفرعي ليه مش الأساسي !!، لحد ما يبقي مع الأساسي وتتعرفي وتخيلي بقا يعني الدكتوره والإعلاميه جميله الٱكرمي !! ، مش بعيده صدقيني وشغقك هيرجع عادي لما تفكري إنك ممكن تبقي حاجه فعلاً مش دكتوره بس ، زائد إن حبك لدراستك اللي مش بتحبيها هيجي عن طريق حلم كنتِ روحك فيه وحباه !! "
إبتسامة بهجه زينت محياها بطريقة غير ملحوظه ، بينما أومأ هو بعد حديثه بتفهمٍ، نظرت له بإمتنان وهي تتنفس بعمقٍ تفكر بحديثه ثم هتفت بعدها بنبره هادئه :
_" شكرًا يا دكتور عاصم ، وإن شاء الله هحاول "
_" دا واجب عليا ، علمياً انتِ تتكملي أكتر ، بس فـ حاجه زي دي وشخص زيك مساعد نفسه يكون أحسن رغم كل اللي حصل ، يبقي لازم يسمع ويحاول يعمل اللي بنوجهه.."
فكرت بكل ما قاله ولم تنس هي شئ ، بل تنهدت"جميله" تأخذ أنفاسها ببطئ وهي تبتسم بانكسارٍ إستشفه هو وراهن مع نفسه بأنه لن يدوم طويلاً !!
_" هحاول أتظبط وأمشي على اللي هعرف أعمله!"
قالتها بشرودٍ ومن ثم إعتدل بجلسته هو ثم ردد بمنطقيه :
_"متأكد من ده زي ما متأكد إنك مش محتاجه علاج يخليكِ أفضل ، بالعكس انتِ علاج نفسك يا جميله.."
كانت قد نهضت تزامناً مع طريقته وحديثه الدال على إنتهاء الجلسه، ابتسمت له "جميله" وهى تومأ له بتفهمٍ وأملّ ومن ثم أشارَ لها بالوداعِ تزامناً مع تحركها ناحية الباب ذو الشكل الحديث حتى تحركه ناحية اليسار ومن ثم خرجت منه تحت أنظار الجالس الذى يثق بهذه الحاله بأن فترة تعافيها لن يدوم بالأذى رغم صعوبة ما تمر به من مشاكل عائليه يصعب من بها التخطى ، وكشخصيه مثلها يأمل هو بأنها ستتعافى !!
_________________________________________________
وقف يمسك مفرش السفره الكبير ، وكل منهم يسير فـ اتجاه المطبخ للإستعداد لجلب الطعام ، وقف "غسان" يفرد المفرش وهو يشير لها بأن تمسكه من. أمامه ، ثم لاحت ابتسامه صغيره على شفتيه متذكراً تلك المره التي كانت تنظر بها إلى المفرش وهي تقوم بمساعدته ، إلتفت "بسام" و "شادي" يجلبون المقاعد حتى تترصص، بينما ذهب "حازم" يساعد "ياسمين" و"وسام"و"حامد"في جلب الطعام ، بعد أن يُفرش المفرش ، نظرت له "نيروز" باستنكارٍ عندما وجدته متوقف عن ما يفعله وبل ينظر لها فقط وهو يبتسم ، قلبت عينيها بإستفزازٍ ثم أشارت له أمام وجهه توبخه:
_" سرحان فـ ايه يا بتاع الرقصَّات !"
خرجت منه ضحكاته العاليه وهو يحرك رأسه منها ثم إقترب يتحدث أمامها وهو يعطيها طرف المفرش قائلاً بابتسامه واسعه :
_"سرحان فـيكِ وفـ المره اللي كانت قبل دي لما فرشتي المفرش معايا ، عارفه ساعتها أنا كنت بعمل ايه ؟"
أثار حديثه الغير هين تبدل ملامحها إلى الاهتمام والفضول الممزوج بالإعجاب خاصةً أنه يبدو عليه بأنه يهتم بالتفاصيل التي تغفل عنها هي ، طالعته بتساؤل وهي تبتسم فنظر لها "غسان" تزامناً مع وضع المفرش علي السُفره الكبيره بمساعدتها :
_" ساعتها كنت ببصلك غصب عنى وكنت مركز معاكِ بطريقه غريبه بالنسبالي ، ساعتها قصدت أتجاهلك ومبصش ليكِ ومركزش معاكِ ، لكن عينيكِ هدت كل اللي حاولت أمنعه فلحظه !"
ابتسمت له"نيروز" باتساعٍ تزامناً مع فردهم للمفرش أخيراً ، ومن ثم تطلعت عليه بإعجابٍ نفس نظرة المره السابقه ، ابتسم هو لها بحنوٍ من ردود أفعالها الغير متغيره مهما مر عليها ، ومن ثم أشارت هي له بأن تتوجه ناحية المطبخ ، عندما رأت بالفعل أحدهم يجلب الصحون ، توجه ليسير بجانبها ليجلب الصحون هو الٱخر ، حتى دخل المطبخ وهي من خلفه ومن ثم صدح صوت "دلال" لهم جميعاً حتى هتفت عالياً تزامناً مع دخولهما المطبخ :
_" لا بلاش عصير فراوله ، لأحسن غسان يحبة عيني بيجيله حساسيه منه . خليها مانجه بعد الأكل .."
قالتها وهي تتحدث قبل أن يدخلا هما بذلك الموضوع ، حيث كانت "سميه" و"ورده" و"ياسمين" ومن ثم "وسام" بينما كان الشباب فالخارج يضعون الصحون عندما جلبوها قبل لحظاتٍ ، تنحنح "غسان" بحرجٍ عندما وجد الفتيات تكتم الضحكات ومن ثم صدح صوت ضحكات"نيروز" بالمطبخ ، نزامناً من إقترابه هو لوالدته قائلاً لها بخفوتٍ :
_" عاش يا أم غسان الواحد مش عارف يقولك ايه عالفضايح دي.."
قالها بسخريه ومن ثم نظرت هي له ضاحكه حتى وضعت كفها عليه تربت بحنانٍ بينما وجدت الفتيات يأخذن ما تبقى من الصحون ، حتى خرجت هي من خلفهن ومن ثم "سميه" فتوجهت "نيروز" لتمسك الطبق المتوسط بالحجم الذي يوجد بجانب ما سيحمله هو ، كبتت ضحكاتها تزامناً مع إنتشالها له بينما نظر لها "غسان" بجديه ثم قصد تجاهلها وهو يأخذ ما بجانب التي حملته ، فقاطعت هي سيره هذه المره ثم تحدثت قائله بمشاكسه :
_" إنتَ زعلت يا بن البدري ؟"
هز رأسه ينفي بخفوتٍ ثم توجه يمسك ما بيديها تزامناً مع شهقته المفزوعه مما رٱه خلفها ، حتى إلتفتت تنظر بهلع وهي تتوجه للأمام حتى إصطدمت بكتفه فرفع هو ذراعه الممسك بالصحون حتى تدخل أسفل ذراعه تزامناً مع صوت ضحكاته العاليه وهو يغمز لها قائلاً لها وهو يهبط أنظاره إليها :
_" متلعبيش معايا تاني يا رزّه ، ورايا يلا ..!"
نظرت له بذهول من برود ما فعله عندما رأته يخرج من المطبخ وهو يطفئ الإضاءه ثم سار من قبلها خاصةً أنه حمل ما كانت ستحمله هي من ٱخر شئ كان موجود ، حركت رأسها منه وهي تخرج من خلفه ثم سارت تجلس عندما وجدتهم يجلسون جميعاً. ، جلست بجانبه عندما وجدت كل الأماكن قد إمتلئت ، بدأ كل منهم بالطعام بينما وجهت "نيروز" نظره حاده له إلتقطها هو علي الفور ثم ابتسم لها بإستفزازٍ ، إن أصرت هي علي جعل علاقتهم مثل قط وفأر فلا مانع له ذلك العبثي ، يأتي لها من جميع المداخل ما دامت هي ٱخره ! ، كانت الأحاديث جانبيه كل منهم مع الٱخر ، إلى أن صدح صوت "حامد" عالياً ببهجه :
_" متجمعين عند النبي يا جماعه! "
قامو جميعاً بالصلاة علي من ذُكر إسمه صلى الله عليه وسلم ، ببهجة ومن ثم أجابته "دلال" بحديث طيب تلقائي :
_"ٱمين يارب ، ودايماً فالفرح وعقبال ما نتجمع ففرحة غسان ونيروز اللي بجد ونعملهم الحلو كله.."
نظرت لها "سُميه" بإمتنانٍ كما فتياتها هما الٱخرين ، أما الشباب فغمز كل منهم بتهليل له هو، "غسان" والذي نظر لـ "نيروز" بعبث لما قالته والدته ثم نبس قائلاً بمراوغه :
_" شوفتي ؟ ما تيجي؟"
نظرت له "نيروز" بتمعن ثم تساءلت بنبره هادئه عكس ما كانت تردفه من تعنيف في كل مره :
_" اجي فين ؟"
_" شقتي ، نعمل فرح ، ونتجوز ، ونبقي عال ونجيب عيال !"
ضحكت بخفوتٍ.علي ما قاله بينما كان يجلس"شادي" بجانبه ومن ثم ما أن سمعه صدح صوت ضحكاته بعلوٍ فالمكان ، حتى نظروا إليه بترقبٍ ، إلى أن رفع يديه متحدثاً وهو يبرئ نفسه ويورط الٱخر حينما هتف يوضح لهم :
_" بيقولها هنبقى عال ونجيب عيال !"
فتحت "نيروز" عينيها بصدمه منه ، بينما حركت رأسها له هو عندما وجدت الجميع يضحكون عالياً ، حتى نظرت بخجلٍ ومن ثم وجهت أنظارها له فوجدته يحرك كتفيه ببساطه مردداً بثباتٍ :
_" صاحبي وبحبه و بيأكد عـ المعلومه ، ها قولتي ايه ؟"
طريقته في قول كلماته تجعلها دائماً تضحك عليه بقلة حيله ، حركت رأسها وهي تضحك ثم عادت تتناول طعامها ، منذ أن رأته ولا يخلو يومها من الإبتسامه التي تقسم هي بأنها تخرج من القلب ليس إلا !! ..
_______________________________________________
أشعل قداحته أمام وجهه وهو يمسك سيجارته بفمه ومن ثم أمسك "ٱدم" علبة السجائر يخرج منها هو الٱخر واحده بغير إهتمام ، بينما توجه "شريف" يشعلها له بيديه ، وكذلك لـ "حسن" ، خرج صوت "شريف" الساخر وهو يجلس أمامهم قائلاً بتهكمٍ :
_" مبطلتش يعني يا حسن إنتَ ودومي ، ده أنا ملحقتش ولسه جايب لكم تاني !"
نظر له "حسن" بغيرِ إهتمام في حين كان يمسك "آدم " هاتفه الذى يضئ بين الوقت والٱخر بأحد الإتصالات ، بينما خرجت إجابة "حسن" قبل الٱخر متحدثاً بغيرٍ إهتمامٍ له :
_" هنبقى نبطل !"
قالها كمحاوله لتغير مجرى الحديث بسبب ما يسمعه من "ٱدم" عادةً ، بينما ابتسم "شريف" بتهكمٍ أما "ٱدم" فنظر لهم تزامناً مع تفحصه لهاتفه الذي لم يفتحه إلا قليلاً :
_" قريب أوي يا حسن انت وشريف هعملها وهدور على مصحه ."
أبله لا يعرف هو إتخاذ قرار بل ولا يعرف معنى كلمة قرار !، ويضع ما في الأمر ويوقفه عليهم هما ، علي الخطأ والمذنبين بحقوقٍ لهما يد بها وليس لهما بنفس ذات الوقت ، كان هو وسيكون الغريب بينهما ، الراحل والمتجه من طرق ليست له من الأساسِ ، وجهته الدنيا والحياه منذ زمن لطريقٍ خطأ حتى محاولته بالفرار منه باتت فاشله وهو يعلم ولكنه يتماشى مع الٱمر كي لا يستيقظ ضميره عليه بقوه كما يفعل هو في أوقات وحدته ، تائه حائر وليس لصاحب هذه الصفات العيش لفتره طويله كذلك ، إما أن ينجو أو لا ينجو .!! نظر هو باستنكارٍ على صوت ضحكات "شريف" العاليه ، الذي كان يجلس هو بالمنتصف بينهما ، ولكن صوت دقات هاتفه العاليه صدحت وأنارت شاشة هاتفه الطويله على الطاوله من أمامه ، مد "حسن" يديه ببطئ يلتقطه بغير إهتمامٍ ليعطيه له ومن ثم توقف سريعاً عند مشاهدته الإسم المدون "فريده !" إلتقطه "شريف" منه بسرعه ومن ثم أكمل ضحكاته كي يشتته بسبب ما رٱه ، أما "حسن" فلم يأت بباله سوى عبث من ما رٱه حتى هتف بغمزة عين أظهرت مدى غبائه وإنعدام رجولته رغماً عنه :
_" مين فريده دي يا شريف ، بتلعب من ورانا ولا ايه .كده من غيرنا .؟"
إبتلع "شريف" ريقه ثم وجه أنظاره صوب الٱخر الذي إنشغل في هاتفه وما يتصفحه به ، تنفس بإرتياحٍ لانشغاله بينما ولأول مره يعجب بسذاجة الٱخر عند عدم ذهاب عقله من أنها نفس اسم شقيقته !! ، ضحك "شريف" بخفه ثم تحدث بنبره عاديه يجيبه بهدوءٍ وحديث كاذب لم يستشفه الٱخر :
_" لا دي أختي يا حسن تلاقيني عشان إتأخرت عليهم فالبلد فـ بتتصل..!"
كذبهُ لا يتبقى منه كي يستطيع هو توزيعه علي من لا يكذب عليه إلى الٱن ! ، لم يسمع هو سوى صوت شهقه " ٱدم " ومن ثم ضحكاته الهيستيريه التي أوقعته أرضاً من كثرة الضحكّ ، نظرا له هما باستنكارٍ ، ومن ثم تساءل "شريف" بتهكمٍ وهو يحرك رأسه للٱخر :
_" منين الدماغ دي وعملها إمته ؟! "
ضحك "حسن" تزامناً مع مد يديه ليخرج سيجارته من فمه ومن ثم خرج الدخان من أنفه سريعاً تزامناً مع سؤاله الضاحك له كالأبله :
_" مالك يا ياض؟"
لم يهدأ هو من ضحكاته إلا عندما. وقف على قدمه وهو ينهض ثم كبت ضحكاته وهو يشير عليه قائلاً بصوتٍ. عالٍ :
_". عاوز تشوف ؟"
قالها وهو يكبت ضحكته فنظر له "شريف" باستغرابٍ ثم حرك أنظاره علي هاتفه الذي يتمسك به وكأن به شئ خطيراً مسلياً للتو ،، أما "حسن" فنهض يقف باستغرابٍ عندما رفع "ٱدم" الهاتف لكى يأتى هو ليأخذه كنوعٍ من التسليه ، نهض "شريف" هو الٱخر بخفه ومن ثم أمسك "حسن" الهاتف حتى ضغط على ما يوجد أمامه من ڤيديو ومن ثم فتحه يرى ما به ، بينما وقف "شريف" ينظر معه إلى أن رأى الٱخر ما يحدث به من أمرٍ كان لا يخطر على باله. تحضتنه هو ؟ وتمسك باقة ورد؟ وتبتسم له ؟ تلك التي لم يرى منها سوى الرفض ، لا يشعر ناحيتها سوى حب تملك لشخص ضعيف كما يفهم هو ، بل وبعده عنها يكمن بثقته بأنها لم تستطع بأن تدخل بعلاقات. لطالما كانت تهابه وتهاب من مثله وتهاب ما يفعله عمها بها !! ، لا يعلم هو كيف مر الوقت حتى أن المقطع يُعاد أكثر من ثلاث مرات كما أنه هاجت الدماء بعروقه وخاصةً عندما رٱه هو معها ؟ شخص يعرفه ويكرهه وبل يعد خصمه. ومن ثم عنوان الڤيديو ؟ ، درات التساؤلات بعقله ، في حين قد لمح الٱخر لـ "شريف" إختصار الموضوع حتى سمع صوت ضحكاتهما العاليه وبقوه ، قذف الهاتف بعيداً عنه حتى وضع على الأريكة القطنيه ٱثر قذفته ، ومن ثم سمع صوت "شريف" الضاحك وبقوه عندما قال بسخريه :
_" تخيل يا جدع! ده انتَ أُرواني من زمان بقا!"
قالها بسخريه قويه حتى أن "ٱدم" وكزه من بين ضحكاته ولكنه رجع إلي الخلف بقوه عندما توجه "حسن" يلكمه بوجهه فتفاداها الٱخر وهو ينظر له ببرودٍ حتى أمسك يديه وهو يقول بحده :
_" أنا عاذرك عشان كده هسكت ، روح يا أبو على طلعها عليهم ، كده انتَ جاي فالوقت الصح للشخص الغلط خد بالك !"
طالعه "حسن", بحده في حين ترقب "آدم ", الوضع ومن ثم نظر له حينما هتف "حسن". وهو يتساءل بنبره منفعله :
_" انتَ جبت الفيديو ده ازاي من عـالفيسبوك ؟"
نظر له "ٱدم" بتردد عندما رٱه بحالته تلك لطالما يراه طوال الوقت تعامله ببرودٍ ، ولكن يبدو أن الاخرى خالفت التوقعات وجعلت شره يخرج ، تحدث أخيراً يجيبه بتفسيرٍ عندما وجد الأجواء قد توترت بسببه هو :
_" لا ما هو الفيديو مش على صفحة حد لو تاخد بالك ! ده تريند ومعرفش الصراحه من إمته لان مفتحتش تليفوني ألا الوقتي بسبب زن أمك !"
إلتقط سترته بسرعه من على المقعد ومن ثم توجه سريعاً ناحية باب الشقه غير عابئاً بمناداة "ٱدم" عليه والذي أيقن جيداً بأنه تسبب في شئ لم يكن ليحدث ! ، لم يسمع "حسن" الا صوت" شريف". الساخر له وكأنه كان لا يسمح باختراق سمعه سوى صوته هو. حينما هتف له بسخريه :
_" اتمني ترجع راجل يا بو على وتخلص عليهم قبل ما يتخلص عليك !"
قالها وهو يضحك ومن ثم التفت للٱخر عندما سمع صوت اغلاق باب الشقه ، فوجد "ٱدم" ينظر بشرودٍ ، فجلس هو بأريحيه وكأن شيئاً لم يحدث ثم تحدث قائلاً بسخريه لاذعه:
_" كتر خيرك يا ٱدم ، قومت بالواجب وبالذي منه !"
قالها بتشفي من الداخل فنظر له "ٱدم" وهو يجلس بجانبه تزامناً مع قوله القلق :
_" ربنا يستر يا شريف أنا مكنتش أعرف إنها فارقه معاه أوي كده ! "
قالها بحيره من أمره كمن يفعل الفعله دون حساب لما فعله ، بل والأمر قد بدا قلقاً بعد أن كان مضحكاً ..!!
_________________________________________________
قبل قليلٍ ، جلس الجميع بصالة المنزل عقب إنتهاء الغداء وكل منهم يري من يجلس أمامه في جلسه دائريه على الٱرض كي يسع لهم المكان ، وبالرغم من عدم قبول " عايده" وابنتها العزومه بسبب موقفهم المحرج ولكن كان "حازم" موجود بالفعل مع "ياسمين" ، كانت البهجه عامه فـ المكان خاصةً أن كل منهم يتحاور مع شخص غيره أو أكثر بحديث جانبي غير موحد ، كانت تجلس "نيروز" بجانب "غسان" الذي جلس بجانبه "شادي" وبجانب الأولى كانت تجلس "وسام" التي جلست وبجانبها "ياسمين" ومن ثم "حازم" الجالس بجانبه "بدر" و "ورده" وصغيرها ومن ثم "دلال" وبجانبها "حامد" و "بسامً " والركن الٱخر "سميه" التي تجلس بجانب "دلال " !! ، جعلت هى الأنظار تتوجه لها وكل منهم ينظر بترقبٍ ، ومنهم من ترك كوب العصير ينتظر ٱثر ما فعلته من تصفيق حتى ينتبه الجميع ، نظرت لهم "وسام" بتمعن ثم نبست عالياً بنبره حماسيه تقترح :
_" تيجو نكرر اللي عملناه المره اللي فاتت بس بشكل مختلف !"
كانت تقصد اللعبه التي إقترحتها في المره السابقه ،وجدت وجوههم متحمسه إلى حدٍ كبير ، في حين هتفت "ياسمين" بتفكيرٍ:
_" المره اللي فاتت كانت لو كنت شعور وإحساس، المره دي هتبقي إيه بقا ؟"
_" هتبقى إعتراف وإعتراف !"
قالتها "وسام" بحماسٍ جعل"غسان" يعقد حاجبيه كما الٱخري مردداً باستفسارٍ :
_"يعني ايه بالظبط !"
نظرت له مُبتسمه وهي تستعد لتجيبه أمام الأنظار المتوجهه لها ، حتى خرجت منها نبرتها الواضحه تأتى بالإجابه لمن لا يعلم :
_" يعنى إعتراف بحاجه خاصه بيك وإعتراف تاني لشخص قاعد معانا هنا وإختاروا براحتكم !"
هلل "غسان" و "شادي" بإعجابٍ بينما نظر "بدر" و"بسام" بإنتظار في حين هتف "حامد" يشجعهم قائلاً قبل بدء أي حديث يؤجل اللعبه :
_" جميل جدًا ، مين هيبدأ .؟"
_" إنــــتّ"
قالوها جميعاً بصوتٍ واحد مرتفع مما جعل الجميع يضحك بقوه ، حتى "نيروز" التي وكزت "غسان". علي ساقه بعفويه من ٱثر ما تفعله ، ضحك هو عليها بخفه من ما فعلته ، تعتاده بالتدريج دون خلق حواجز! ، خرج صوت "حامد" ٱخيراً منه وهو. يجيبهم بمرحٍ :
_" صحيح ما أنا التوب هنا ، هقولكم .!!"
صمت يتابع النظرات المهتمه والفضوليه ، حتى تنفس بعمقٍ يجيبهم بنبره هادئه :
_" الإعتراف الخاص بيا ، وهو إني مبحبش أقعد فالبيت وهو فاضي ، خدت أه على قعدة البيت بس لما ولادي مبيبقوش فيه هما ومراتى مبحبهوش ببقى كئيب وبايخ ومش عارف أنا المفروض اللى أحس كده ولا دلال بس مش عارف لما يتجوزوا هعمل ايه ...، هبقي أروحلهم أعيش معاهم كل واحد يوم وأمري لله .."
ضحكوا عليه بخفه خاصةً ٱخر حديثه ، نظرت له "دلال" بتأثرٍ ، بينما رفع "بسام" يد والده الجالس بجانبه يقبلها ببرٍ أمام الٱنظار ثم قال :
_" ربنا يخليك لينا يا حج ، وانتَ تعيش فوق راسي كمان !"
إبتسم له والده بتأثرٍ في حين أرسلت له "وسام" قبله طائره ، بينما خرج صوت "غسان" منه حتى نبس بنبره هادئه متبجحه يجيبه علي حديثه الممزوج بالحنان :
_" لا ياحامد متجيش تعيش معايا .."
صمت ليجد الأنظار متوجهه نحوه بضحكاتهم ونظراتهم الحانقه من البعض بينما أكمل هو يكمل ما كان يبدأه :
_" عشان مش هسيبك ، هفضل قاعد هنا معاك وهملالك البيت عيال يقولولك يا جدو هو بابا الجامد ده حب ماما العسل دي ازاي !"
قلب الحديث بأقل من لحظه لصالح والده ولصالحه ، خرجت الضحكات العاليه منهم في حين هتفت "دلال" بمرحٍ له :
_" هتفضل هنا إزاي انتَ نسيت إنك متجوز وهيبقي ليك شقه وبيت وحياه ولا كلام أبوك داس على عرق الحنان .."
قالتها بمرحٍ توبخه ، أما "نيروز" فكانت توكزه كي يصمت من وضعه لها بمواقف محرجه دائمًا ، كبت هو ضحكته ثم التفت برأسه ينظر لوالدته حتى غمز لها قائلاً بمشاكسه :
_" الأوضه شِرحه وبِرحه وتاخد من الحبايب ألف !! ."
حديثه المقصود منه مشاكستها جعل "شادي" ينقذ الوضع سريعاً عندما وجدها تنظر بغيظٍ له :
_" الألف اللي هم نيروز يعني وكده يجماعه "
قالها بتبريرٍ أهوجّ لا يعرف له تحديد تاره يوقعهما ببعضهما وتاره أخرى ينقذ الوضع، ضحكوا هم علي ما حدث ، أما هي فتحدثت قائله بابتسامه مستفزه وبنبره خافته :
_" مبتكادش يا بن البدري لو بتحاول يعني !"
كاد "غسان" أن يجيبها بمشاكسه ولكنه إلتفت يسمع اجابه "والده "الثانيه حينما هتف:
_" اللي بعده بقا بناءً علي طلب الجماهير ، هو إعتراف لشخص مجهول ممكن يسمع ده وممكن لأ بس عاوز إعترف للشخص ده بحاجه ، عاوز أقوله إني بحبه ومستنى رجوعه لأصله اللي إتعودت عليه منه ، عاوز أقوله إنى بدعيله فكل صلاه إن ربنا يريح قلبه دايماً ويعوضه بحاجه تستاهل.. وعاوز أقوله كمان إنه فخر ورافع راسي من زمان ، بحبه وبحب اللي منه وعاوزهم أحسن ناس فالدنيا .!! ."
قصد أن يتيه بحديثه فأوله لعدم معرفة المجهول ولكن من عرفه كان كل أفراد عائلته ، كان المقصود بالقول "بسام" الذي علم سريعاً بأنه يقصده ،نظر له بتأثر ولولا أن الشخص مجهول لنهض يقبل قمة رأسه ، أما "غسان" فابتسم بهدوءٍ ومن ثم حنوٍ عندما تقابلت نظراته مع شقيقه وشقيقته ما أن علموا ، أما "دلال" فموضعها المتأثر جعلها تدعو فقط بسرها ، لم يستعلم الجميع عن هويته بسبب أنه مجهول ولكن استشف البعض والبعض الٱخر ابتسم بإعجابٍ ، في حين هتفت "ياسمين" ببهجه وهى تقول:
_" اللي عليه الدور مين ؟"
_" أنا عاوز أقول !"
قالها "حازم" بحماسٍ وابتسامه واسعه جعلتهم يشجعونه ، فأجاب هو بنبره هادئه وهو يبتسم :
_" هو إعتراف واحد بس اللي عندي ولازم يطلع فاللحظه دي ، يجمع الإعترافين مع بعض وهو لولا وجود ياسمين جنبي مكنتش هبقي كده ، كنت هبقى تايه وكئيب. ولا أطاق بس زي ما معروف عنها وجودها خفيف على القلب والروح وبيهون كل مر في الدنيا عليا .."
صفق الجميع له بحراره في حين ابتسمت هي له بحبٍ ، بينما نظرت "نيروز" إلى "غسان" المبتسم لهم ، ثم وكزته قائله بسخريه :
_" اتعلم ، مش رايح تقولي حبايب وألف يا بتاع الرقصات !! "
ضحك "غسان" وهو يحرك رأسه منها ثم نبس بغموضٍ:
_" أنا متعلم ومخلص علام وعلامي ياخدوا منه ويفيض ، أصبري ومتستعجليش على رزقك !"
قالها بثباتٍ جعلها تنظر له بفضولٍ ومن ثم حرك رأسه يجيبهم هذه المره هو ثم قال بنبره مرتفعه يقطع تفكيرهم بمن سيأتى عليه الإختيار :
_" أنا اللي هقول !"
_" وسع الطريق يبني عشان أبو الغساسين داخل !"
قالها "شادي" بحماسٍ جعل البعض يهلل بقوه ، بينما عدل "غسان" من ياقته الوهميه بغرورٍ. زائف ثم هتف بنبره هادئه واثقه :
_" بعترف أنا" غسان البدري " إعتراف واحد بس ملهوش تاني زي وجود "نيروز". واحده بس مش هتتكرر "
قالها بطريقه مختلفه مما جعل البعض يبتسم بإعجابٍ وترقب لما هو أتٍ ولم يكن الٱتى منه سوى غزله بها عندما إلتفت ينظر لها تحت أنظار الجميع مع قوله وإعترافه بنفس الوقت :
_" أعترفُ بأنها : نيروزُ الحُب التي أخدتني من دون وعى مني ،لأصبح لها وحدها، لأصبح عاشقاً لها و لعينيها الـbrown ،فـ بات عشقها فالقلب يَسكُن ، وما أجملها هي وحدها وما أجمل ما يَسكُن وما يُسكَن ... أه والله العظيم بجد !!"
قال أوله بهيامٍ وٱخره بمرحٍ جعل صديقه يخرج صوت مشجع من فمه كصفاره ، بينما صفق "بدر " و "بسام" و "حامد" و"حازم " والفتيات وحتى النساء !! ، مع قول "حامد" المُعجب به قائلاً بتشجيعٍ ومرحٍ له:
_" ابن حامد البدري ياض مفيش كلام ، تربيتي بصحيح !"
إبتسم له "غسان" وهو ينظر له بفخرٍ ، ومن ثم عاود النظر إليها فوجدها تنظر له بتأثرٍ ثم نبست بتعلثمٍ ومشاعر مختلطه قائله بعفويه :
_" ثبتني يا بن البدري !"
_" وهو المطلوب با بنت الأكرمي !"
قالها ومن ثم ضحكت هي حتى طالعته بحبٍ عندما رفع كفه يربت علي كفها بإطمئنان. علم هو الٱن بأنها تحتاج بأن يبث لها الإطمئنان بين الحين والٱخر ، خاصةّ بعد ما حدث أمس وهو يحاول بكل الطرق الممكنه بأن لا يتركها مع نفسها لحزن فقدانها وروتينها المعتاده عليه بذلك بل جعل وبطريقة ما الحديث بينهم بالمشاكسه والغيظٍ حتى تنشغل به وبما يفعل وتندمج هي فيما يحدث ، فاق من شروده على إجابة شقيقه حينما هتف "بسام" قائلاً بهدوءٍ لهم :
_" ماشي أنا اللي هقول ..، الإعتراف الأول وهو غريب شويه بالنسبه للبعض ومحدش يعرفه أوي ولا إتكلمت فيه قبل كده بس لاحظته جداً ، أنا بحس أحياناً بـ غسان لو حصل ليه حاجه لو مجرد ألم جسدى ساعات بحس بيه ولو نفسي بردو بس ده مش دايماً ده أحياناً .."
نظر له البعض بدهشه بينما هتفت "نيروز " بغير تصديق :
_" ده بجد فعلاً؟"
هز لها رأسه بالايجاب ثم واصل يكمل وهو يجييها بعقلانيه :
_" أيوه عادي ، في دراسات أثبتت ده بس مش لما هو يتجرح مثلاً أقوم أنا أحس بيه فنفس المكان أو الوجع ممكن حاجه تتعبني فجأه أو مكان معين فجسمي يشد عليا من غير سبب ده برجع اكتشفه بعدين ، وكمان انا بس اللي بيحصل معايا كده لكن هو. لأ .."
نظروا بإعجابٍ لما قاله للتو بينما ابتسم كل من كان يعلم ولو ذره بذلك. الموضوع ، فهتف هو من جديدٍ يتحدث بإعترافه الثانى لأحدهم :
_" الإعتراف التاني بقا ، معنديش حد معين أعترفله بحاجه غير أهلى اللي محدش بيستحملني غيرهم فأصعب أوقاتي حتي لو محدش عرف إيه اللي فيا بس بقولهم إني بحبهم بحب الحج حامد اللي عمره ما جه عليا فمره إلا لو عشان مصلحتي وبحب أبويا التاني غسان اللي إكتافه وحضنه المكان الوحيد اللي بهرب فيه لما الدنيا تقسى عليا وعقله اللي دايماً معايا وبيفكرلي ازاي أكون سعيد ، وأمي اللي حنيتها مكفيانا وفايضه واللي فاض كله راح لغسان ، وبحب وسام عشان هي صاحبي المرح اللي دايس معايا وموافقني فكل حاجه بعملها ، رفيق أيامي فالهبل حتي لو مبقتش الوقتي كده بس هبقي ! وبحب بدر أخويا الكبير وحازم كمان زي أخويا غسان والواد شادي اللي جاي يخرب الدنيا بعزه وبحبه!"
كلماته أكثر كلمات جعلت الجميع يتأثر ، ابتسم له الجميع بسعاده ، بينما رفع"حامد", ذراعه ليضعه عليه بحبٍ أبوي كعلامة للدخول بين أحضانه ، بينما هلل الشباب ، خاصةً الكلمه المعهوده من "غسان" و"شادي", حينما خرجت منهما بصوتٍ واحد :
_" حـــبــيــب أخــــوكّ.."..
ضحك الجميع بخفه ومن ثم وقف "شادي" يتركهم ليجيب علي اتصال هاتفه الذين صدح صوته فتحرك ناحية الشرفه ليقف بها بعيداً عن الاصوات..!!
______________________________________________
فـي الأسفل قد مر وقت بعد رحيلها من عيادة الدكتور النفسي حتى أنها خرجت تفعل أول خطوات ما قاله لها ، حيث إنتظرت "جميله" صديقتها "منه" بإعتبار أنها أكثر شخص مرح قد يظهر أنه لا يحمل للحياة هم بل يقضي الوقت بالمرح وققط وهذا ما تريده عكس" فرح " تماماً التي لا تعرف عنها سوى مرض والدتها ومرضها الٱن ، بعدما صعدت لدقائق هبطت بعد أن قالت لوالدتها أنها ستهبط تقوم بتصوير عدة أوراق وستقوم بالسير قليلاً ، لن تعارض الأخرى بل واقفت بكل ترحيب مادامت هي وابنتها تضمن عدم رجوع "سليم" المنزل في هذا الوقت ووجود "حازم" بالشقه الٱخرى حيث شقة "حامد" ، والذي أعلمها بأنه سيأتى لها بعد إنتهاء العزومه ! ، وقفت تنظر من على بُعد حتى رأتها أخيراً تأتى بطريقها لها ، ابتسمت "جميله" بارتياحٍ من الإنتظار ثم أشارت لها وهي تستند على إحدي السيارات ، ومن ثم جاءت لها الأخرى تقف من أمامها حتى مدت كفها تحتضنها بحبٍ قائله بمرحٍ :
_" جيت بدري أهو ، عشان تعرفي إن مواعيدي مظبوطه!!"
ضحكت "جميله " بسخريه وهي تحتضنها وقبل أن ترد عليها جاء صوته من الٱعلى بارتفاعٍ وهو يقف فالشرفه :
_" بــــــــت يــــــا مِــــــنَـــــه ، يخــربـــيت حــــلاوتك يبت ايــه اللـي جابــك ، إســتني خليـــكِ مــكانك !!"
لم تكن الكلمات سوى من"شادي" وهو يهتف عالياً باسمها ، إنتفضت "منه" كما انتفضت الأخري وهي تتلفت حولها باستفهامٍ ، لم يستطعا هما رؤيته بسبب وجوده فالأعلى أسفل الستار الضخمه ، أخذت تلتفت حولها بريبه ، أما الٱخر فما أن قال كلماته بعلوٍ ، انتفضوا من الداخل ثم وجدهم ملتفين من حوله تخطاهم هو سريعاً وهو يخرج من الشرفه ثم فتح باب المنزل غير عابئاً بمناداة "حامد" عليه عندما قال وسط ضحكات من فهم الٱمر جيداً :
_" رايح فين ياض !"
_" نازل ..وجاي بسرعه "
قالها على عجاله من أمره ففر الجميع ناحية الشُرفه لترقب الوضع ، وكزت"نيروز" غسان" من بين ضحكاتها العاليه ثم قالت :
_" دا مجـــنون بجد ".
حرك "غسان" رأسه بقلة حيله منه ، فخرج الجميع من الشرفه وكل منهم يضحك ، بينما توجه "حازم" يشير للشباب جميعاً وحتى "حامد" بالجلوس ، ففهموا هم بأن لديه شئ يقال ! ، جلس "حازم" و "بدر" و"غسان" و"بسام" و"حامد" ، وبركن ٱخر جلسن النساء والفتيات على بُعدٍ قليل منهم .. فى حين بدأ الحديث عند الرجال من "حازم" عندما قال :
_" عاوز أخد رايكم فموضوع !"
ترقبت الأنظار وإعتدل كل منهم في جلسته ، بيما هتف "حامد" بلطفٍ له :
_" قول يا حازم ، سامعينك !"
تنفس "حازم" بعمقٍ ثم نبس بنبره هادئه لهم جعلتهم يبتسمون بلطفٍ :
_" في عريس متقدم لجميله وعاوز أشوف رايكم فيه !"
إبتسم "حامد" باتساعٍ بينما هلل الٱخرين بالمباركه في حين هتف "بدر" يسأله وهو يعقد حاجبيه بتساؤل :
_" مين ده ، حد نعرفه يعني ؟".
هز رأسه وهو ينظر على الوجوه المترقبه لما هو الٱتي ، فهتف هو يجيب تساؤلاتهم :
_" عز الشرقاوي ، أكيد كلكم عارفينه من الأيام اللي فاتت وخصوصاً بسام "
إبتسم "غسان " عندما تأكدت شكوكه ثم إبتهجت ملامح الٱخرين ، خاصةً "حامد" الذي هتف بهدوء :
_" شكله ابن حلال يبني ، وإن شاء الله ربنا يجعلهم من نصيب بعض ، فاتحتهم وفاتحت أبوك ؟"
_" لأ لسه بس عاوز أخد رايكم فيه واللي انتوا شايفينه فيه وبعد كده ربنا يسهل .."
تنفس "غسان " بعمقٍ ثم إبتسم يجيبه بنبره هادئه:
_" الصراحه يا حازم أنا متعاملتش معاه أوي عشان أقول رأيي فيه بس شكله محترم ومشوفتش منه حاجه وحشه غير إنه مبيعرفش يفرق بيني وبين بسام فـ أرفضوه وخلاص بقا !"
ضحكوا بخفه علي حديثه ومن ثم أجابهم "بدر" هو الٱخر ووجهه لا يخلو من الإبتسامه الهادئه :
_" وأنا كمان معرفهوش أوي بس شايف بردو إنه محترم ده غير إني شوفته خجول وعينه فالأرض دايماً لما يكون موجود معانا فتجمع فيه ستات وكده فـ شكله محترم يعني والله أعلم بردو .."
_" أنا عارف إنه محترم بس القرار ده صعب بالنسبالي عشان أختي فـ رايكم مهم بالنسبالي إحنا بقينا عيله زي ما كنا بردو عيله "
قالها"حازم" بهدوءٍ فنظر له "حامد" بإمتنان ، بينما خرج صوت "بسام" أخيراً بتوضيحٍ ليبدى رأيه هو الٱخر :
_" هقولك رأي فيه بصراحه ، هو شخص مكافح ومراعي ربنا فـ والدته وأخته الصراحه ومتخافش من واحد بيعمل اللي هو بيعمله ده ، ده غير إنه بيصلي وعارف ربنا واللي شوفته إن شغله ميخليهوش يحط والدته واخته فمستشفي زي دي بس بيجاهد عشان هم يبقوا أحسن واللي شايفه إنه بيتعب أوي ، فـ ربنا يعينه ويجعلهم من نصيب بعض لأن هو شخص كويس جداً.."
نظروا له بإعجابٍ ، حتى "حامد" الذي نظر لـ "بسام" بحنوٍ ، بينما هتف "حازم" له بسؤالٍ جعل الجميع يترقب :
_" يعني لو جه لـ أختك شخص زيه هتوافق عليه ؟"
ابتسم "حامد" بتفهمٍ لما يشعره الٱخر حتى تيقن جيداً بأنه أصبح أب قبل وقته ! ، بينما ابتسم "بسام" وكاد أن يجيبه حتى قاطعه نبرة "غسان" العقلانيه الهادئه يفسر له :
_" كل واحد بيتمنى لأخته أحسن واحد فالدنيا يا حازم ، والأفعال هي اللي بتقول مش الكلام ، ولو أختى أكيد لو إنسان مكافح ومراعي عيلته وقبل كل ده عارف ربنا ومش معقد ولا هيوقع أختى معاه فـ صراع وأذى نفسي فأنا معنديش مانع ، وبعدين بسام مش هيضرك عشان إنتَ أخونا ومادام إنتَ أخونا يبقي جميله زي وسام يصاحبي!"
إبتسم له "حازم" بإمتنان بينما هتف "حامد" قائلاً بعقلانيه :
_" كلامي من كلام غسان ، وربنا يقدم لكم اللي فيه الخير يا بني"
هز "بدر" رأسه بتأييدٍ ومن ثم نظر لهم "حازم" بامتنانٍ صادق وهو يشكرهم :
_" مش عارف أقولكم أيه يا جماعه ، .. يعني أفاتح جميله وأبويا ؟"
ابتسموا له وكل منهم بهتف له بتشجيعٍ ومن ثم الدعاء بصلاح الحال و ما هو خير ..
_________________________________________________
أما فالأسفل .. قبل قليلٍ وقفت "جميله" تضحك بعبثّ على " منه" التي تتلفت حولها بريبه ، وما أن وجدت المكان ساكن من جديد ولا يصدح ذلك الصوت الذي هتف بإسمها ، نظرت إلى "جميله" بريبه ثم رددت قائله باستنكارٍ :
_" هي عمارتكم مسكونه يا بت انتِ ولا أنا اللى بقيتfamous ولا ايه .؟"
هزت "جميله" رأسها بالنفي وهي تضحك بخفه ومن ثم التفتت تبحث من جديد عندما وجدت الأخرى تنظر بريبه ، وما أن رأته "جميله" يأتى من خلفها بتلك السرعه فقد هبط هو فالمصعد سريعاً ، نظرت بغير تصديق عندما جمعت الخيوط ببعضها ، عقدت " منه " ما بين حاجبيها سريعاً بينما التفتت تنظر محل أنظار الأخرى حتى وجدته يأتى لهما ثم وقف أمامها وهو يبتسم باتساعٍ ثم هتف بنبره مرحه قائلاً لها بغمزه عين :
_" متقوليش إنك جايه عشاني وإني وحشتك وكده !"
أبله أهوج ، قال كلماته بطريقه مضحكه مما جعلها تلتفت تنظر لـ "جميله" الصامته بصدمه من ما قاله ومن ثم إلتفتت "منه" تنظر له من أعلى لأسفل ثم قالت بإشمئزازٍ :
_" انتَ بتقول ايه يا متخلف إنتَ ،وحش لما يبقي يلهفك !"
إستند "شادي" على السياره من خلفه ثم حرك رأسه بخفه قائلاً بتساؤل:
_" أنا متخلف يـا بتّ .. ؟"
حركت رأسها بالايجاب ثم التفتت تنظر لـ "جميله" تزامناً مع قولها الجرئ :
_" هو الانسان ده قريبكم إزاي ، يلا..يلا نمشي بلاش هبل وهطل ؟
وقف يقطع طريقها وهي تسحب الٱخرى بيديها حتى تحدث قائلاً بنبره تائهه كي تقع به :
_" مش هسيبك ولا هسيب عيونك تمشي كده يـا بت ، إديني تذكار !"
قالها بمرحٍ كعلامه لآعطائه رقمها ، بينما عبس وجه "جميله" منه ثم تحدثت قائله له بضجرٍ:
_" مينفعش اللي انتَ بتعمله ده إحنا فالشارع ، دا غير اننا بنات عيب كده !"
نظر لها "شادي" وهو يبتسم لها بأسفٍ بينما أشارت لها " منه" بالصمت ثم تحدثت هي قائله له بتساؤل مريب :
_" يعني عاوز تذكار؟."
_" أه"
_" أوكَ"
قالتها "منه" بابتسامه ناعمه ثم رفعت كعب حذائها العالى تضغط على قدمه بقوه فرجع هو إلى الخلف حتى جاءت ضربتها علي الأرض من أسفلها ، بينما ابتسم "شادي" بلؤمٍ ثم قال :
_" اللي اتلسع من الشوريه ينفخ فـ الزبادي يا منون ، متكرره شوفي غيرها !"
صمت يتابع ملامح وجهها التي تشنجت بغضبٍ بينما كانت الٱخرى تتابع بضجر ما يحدث ، فهتف هو من جديد :
_" ما تجيبي رقمك وبلاش فرهده بقا .."
نظرت له بابتسامه صفراء ثم قررت تفعل ما كانت تريده ولكنها تحلت بالصبر ، إقتربت تقف أمام وجهه ثم نبست بهدوءٍ شديد تسأله :
_" جربت تتكلم مع حد بيلعب بوكس يا .. شادي بيه ؟"
_" لأ ،وقوليلي يا " شوشو" هيبقي أحسن منك يا منون!"
قالها "شادي" بابتسامه هائمه حتى هزت رأسها بالايجاب ثم قالت بوقاحه:
_" من عيوني ما أنتَ هتبقى شوشو فعلاً ، جاهز ؟"
عقد "شادي" ما بين حاجبيه بتساؤل ثم نبس يستجوبها قائلاً بابتسامه:
_" لإيـه ؟"
لم تعطه الفرصه للرد يل وضعت يديها أمام وجهها كما تفعل بالتمرين ثم وجهت واحده له تلكمه بوجهه حتى ترنح إلي الخلف وهو يتأى بينما ضحكت هي بانتصارٍ ، ثم التفت تنظر على "جميله" التي شهقت من تأزم الوضع الٱن حتى عنفتها قائله بتوبيخٍ :
_" يخرب عقلك ،انتِ عملتي ايه يا مجنونه!"
نظر لها "شادي" بغضبٍ ثم توجه يصرخ أمام وجهها بانفعالٍ وهو يشير بيديه :
_" انتِ ايه اللي عملتيه ده ، قده دا يا غبيه انتِ ..؟"
نظرت له باستفزازٍ بينما تابعت "جميله " بقلقٍ إلى أن تبدلت ملامحها للصدمه عندما وجدته هو يتوجه ناحيتهم ووجهه لا يبشر بالخير ، شهقت بقوه، حتى جعلتهم يلتفتان لينظرا من ٱتى خلفهما ، بينما كان الٱخر يتوجه لهم بشرر ما أن لمحهم من على بعد عندما كان ينظر ليدخل بمدخل العماره ، توجه "حسن " يقف أمامهم ثم نظر لـ "جميله " حتى ردد بنبره حاده مستنكره :
_" انتِ واقفه بتعملي ايه هنا ؟ ومين ده !"
قالها بإنفعالٍ يظن نفسه رجل في حين أنه سيد المغفلين !! ، وبحركه خفيفه ما أن رٱها تنظر بتعلثمٍ وهي صامته توجه يرفع يديه ليمسك خصلاتها من أسفل الحجاب بشده حتى تأوت بقوه وهي تحاول بأن يتركها بينما نظر "شادي" بذهول من ما يحدث أمامه ، ومن ثم "منه" التي تعلم من هو ذلك الحقير . !
_" قدامي يا زباله ياللي وقفالي مع شباب ، وصلتلك البجاحه تجبيهم قدام البيت يابــــت !"
قالها "حسن" بشرر وهو يسحبها خلفه بينما وقفت "منه" تدفعه عنها بقوه إلى أن رفع ساقه يدفعها للخلف حتى. إصطدمت بـ "شادي" الذي خرج من ذهوله عندما أمسكها قبل أن تقع سريعاً ، بينما نظرت له هى بضياعٍ ثم صرخت به سريعاً علي فجأه :
_" شيلها من ايده بسرعه. عشان خاطري!"
صرخت به بقوه حتى استوعب ما يحدث بينما رفع يديه سريعاً يفصله عنها بقوه وهو يردد بانفعالٍ :
_" سيبها ، ...بقولك سيبها !"
قالها بإنفعالٍ جعل "حسن" يدفع "جميله " ناحية"منه" حتى إصطدمت الاثنان ببعضهما ، ومن ثم توجه ليمسك "شادي" بقوه من تلابيبه وهو يصرخ به :
_" انتَ بــقـــا الراجل والدكـــر.."
خرجت منه بتهكمٍ جعل "شادي" يرفع يديه هو الٱخر يمسكه بقوه حتى دفعه ليسقط أرضاً ومن ثم جثى فوقه كي يلكمه بوجهه مردداً ليجيبه بانفعالٍ :
_" أرجل منك ومن عشره زيك يا ***"
صراخ "منه" و"جميله" جعل الجميع يتلفت حولهم ومن ثم فصل بينهما الرجال بسرعه حتى وقف كل منهم أمام الٱخر ينظر له بشررٍ، هتف أحد الرجال كي ينهيا الوضع:
_" مينفعش كده يا أستاذ انتَ وهو ، انتَ ... اتفضل شوف انتَ رايح فين..، وانتَ إهدى .."
كان يوجه حديثه لـ "شادي" الذي كان ملابسه غير مرتبه من ٱثر ما حدث بينما حثه الرجل علي الذهاب كي يهدأ الوضع والاخرين يمسكون بـ "حسن" كي لا يتوجه ناحيته ، بينما بصق "شادي" عليه باشمئزازْ ثم نظر لهما بحده مشيراً لهما قائلاً دوم علمه بأنه شقيق الاخرى يل يسمع عنه فقط :
_" يلا إطلعوا "
قالها بحده كي لا يتركهم معه وهما فتاتين وهو الرجل الٱن بينهم ، تحركت "جميله" من خلفه وهي تتمسك بـ " منه " حتى إختفى أثرهم عندما دخل كل منهما إلى المبني بينما تركته الرجال ومن ثم حثونه بالهدوء بينما طالعهم هو بحده وهو يبتعد عنهما ثم سار بخطواتٍ متوسطه ليدخل هو الٱخر المبني تحت نظرات الرجال بقلة الحيله ولكن علي الأقل قد تم الفصل بينهما ورحل الآخر أولاً وقبله بدقائق هذا ما يعلمونه !
__________________________________________
كانَ يجلس بجانب والدته ، تجلس على الفراش ، أما هو فجلس على مقعدٍ وبجانبه شقيقته ، إبتهجت ملامحها بشده عندما حدثها "عز" بأنه قد فاتح شقيقها وينتظر الرد فقط ، ابتسمت بحنوٍ له ثم هتفت بنبره حنونه :
_" ربنا يسعدك يا حبيبي وأشوفك أسعد واحد فـ الدنيا يارب "
إبتسم لها "عز" بسعاده ثم مد ذراعه وهو جالس ليحتضنها ثم قال بمشاكسه:
_" مفيش سعاده من غير ما أشوفك ماسكه نفسك وواقفه على رجلك وفرح كمان ، نفسي تبقوا كويسين دايماً وكمان تجهزوا عشان لو حصل نصيب طبعاً انتوا اللي هتيجوا معايا ، يكون ساعتها ربنا سهلها وحسيتي انك تمام ونخرج بقا من المستشفي "
إبتسمت "فرح" لهما بحنوٍ ثم أجابته بنبره هادئه وهي تبتسم باتساعٍ :
_" أنا متحمسه يا عز أوي ، ويارب تكون ماما اتحسنت أكتر ويتكتب ليها على الخروج مع الوقت اللي هتروح فيه عشان نبقي مع بعض فاللحظه دي "
_" أكيد إن شاء الله مقدرش أعمل حاجه من غيرك ولا من غير حنان و.."
قالها"عز" ببهجه بينما قاطعه ذلك الصوت الذي جاء لهم من خلف الباب وهو يستند عليه ثم قال بنبره متهكمه يسأله :
_" ولا من غيري ؟"
لم يكن سوى "شريف" الذي استند على الباب منذ دقائق يتابع الوضع بحرقه وسخريه بنفس ذات الوقت ، وقف "عز" على مره واحده بينما نظرت "فرح" بصدمه في حين نظرت "حنان" بخوفٍ لما هو أتٍ، الغرفه عاديه ووصوله أمام الغرفه ليس صعب لهذه الدرجه بل وتعارفه مع إحدى الممرضات في جلبها الأخبار له تسهل من الوضع أكثرحتى لو كان سهلا ً الٱن وكان العكس من قبل !، ٱتى إلى هنا بعد أن رحل من شقة ٱ"دم" خلف الٱخر عندما شعر بالإنتشاء من فكره مسه للسوء ، فذهب ليمس أحدهم بسوء هو الٱخر ! ، دخل بخطواتٍ واثقه وهو يبتسم ناظراً على وجوه كل منهم حتى ثبت نظراته عليه هو حينما هتف له شقيقه بتحذيرٍ :
_" أنا مش قولتلك متجيش ،ولو جيت مش هيحصل كويس !"
قالها وهو يتحامل على نفسه بأن لا يخرج إنفعاله في هذا الوقت خاصةّ حالة والدته الصحيه! ، إعتدلت"حنان" في جلستها بخوفٍ بينما وقفت "فرح" بجانب "عز" تنظر للٱخر بترقبٍ حينما ابتسم بسخريه ثم هتف :
_" ومجيش ليه ؟ مـا أنا ليا حق فالقاعده الحلوه دي ولا هو خلاص عشان لسه عايشه هتتفرعن علينا يا عز ؟"
لم تخرج سوى نبرة "حنان" عندما قالت محاوله تهدئته وتهدئة الوضع:
_" عاوز إيه يا شريف ، قولي نعملك ايه يبني يرضيك وأنا اللي هعملهولك بس تبطل تظلم فينا .."
صرخ "شريف" بوجهها بقوه حتى انتفضت "فرح " عندما هتف هو بإنفعالٍ ونبره صارخه :
_"قــــولتــلك أنـــا مش إبـــنـــكّ .."
قالها بصراخٍ جعل "عز" يلتفت لها يصرخ هو الٱخر بانفعالٍ :
_" مش هنـــرضي ولا هــنتذل لحـد !!"
صراخهما الإثنان نابع من ما يشعران به كل منهما بشعر عكس ما يشعر به الٱخر ! الوحده ، الغربه ، التشتت ، العجز!! ، إقترب "عز" يقف أمام "شريف" ثم رفع يديه يشير له بوجعٍ :
_" إمشي يا شريف إحنا مش قادرين ولا عندنا طاقه لكل ده !"
_" ولا أنـــا "
قالها "شريف" بوجعٌ هو الٱخر ثم رفع ذراعه يضعه على شقيقه ثم ضمه إليه بقوه حتى إنصدمت الأنظار ، عندما ضمه هو بقوه ثم مال يهمس بجانب أذنيه قائلاً :
_" مش قادر يا عز أشوفك كده وأنا لوحدي ! ، رغم إنك بتحسسني لما ببصلك إنك مني أوي بس مش قادر ومش ..أسف .."
قالها ومن ثم دفعه مره واحده بعيداً عنه حتى إصطدم أرضاً ومن ثم وقف يضع ساقيه علي معدته بقوه مردداً بنبره قويه مرتفعه :
_" إشمعــنا إنتَ هــا ؟؟"
سؤال يود أن يرميه له وللحياه ! ، هو الذي عاش وحيداً منذ فتره ينظر عليه وهو بين أحضان والدته وشقيقته الذي حُرم منهم الٱخر !! ، حاولت "فرح" دفعه ولكنه أمسكها من ذراعيها بقوه عندما كتفها يحكم حركتها قائلاً لها بوجعٍ هو الٱخر :
_" مش عارف أحبك وانتِ نسخه من واحده قادره وجاحده سرقت أب من مراته وعياله ، نفسي أحبك بس مش هعرف يا فرح وكل اللي بيحصلك قليل عليكِ .."
لم يعطي لها فرصه بأن تدافع عن نفسها يل دفعها حتى إصطدمت بشقيقها الذي حاول النهوض بألمٍ ، كل ذلك ووالدتهم تختنق من عدم إستطاعتها أخذ أنفاسها ، وقف ينظر عليهما وهما يسندان بعضهما وكل منهم يحاول أن ينهض الآخر حتى نهضا وفرت "فرح". للخارج حتى تأتى باستغاثه بينما وقف "عز" ينظر له بشررٍ ومن ثم التفت حوله بريبه من صوت والدته بعجزٍ ، هذا ما كان يريده ! جعلهم مشتتين تائهين كل منهم يدور حول نفسه ، إنسحب بخطواتٍ خفيفه يخرج من الغرفه عندما وجد الممرضات تدخل منهم واحده تلو الأخرى تعدل من الوضع سريعاً كى ينظران بلهفه علي الٱخرى التي تختنق تحت نظرات "عز" التائهه المشتته العاجزه و"فرح" الباكيه ..، خرج بخفه. تحت انشغال الٱخرين ثم سار بخطواتٍ ثابته بعد أن دمر الوضع بالداخل..، رغبته العارمه في أذية الجميع تلح عليه بقوه في كل الأوقات ولم ولن تهدأ بعد !
_____________________________________________
وقف بإندفاعٍ عندما قصت عليه "زينات" ما حدث بل وبدلت الكثير من الحقائق ولم تأت بما قصته بأن والده كان يريد بأن يزوج "نيروز" لٱخر غيره ، هتف بشرر وهو يقف يوزع نظراته علي وجه "سليم" الصامت الذي صمت أثر حديث "زينات" المشتعل ، وما ببن وجه "زينات" المترقب لما سيفعله ، هتف هو بشرر وهو يتحدث بإنفعالٍ :
_" كـــل ده حصل ازاي ، ازاي من غير ما اعرف!"
قالها بصراخٍ بينما نجحت الٱن خطة "زينات" حتى أنها هتفت تؤكد له ما قامت بتأليفه :
_" أهو حصل يا خويا ، ولما أبوك عرف إنها مقضاياها معاه وقفلها وقال لها إنتِ مش لحد غير حسن ومينفعش تروحي للي خطف بنت عمك وكان هيحبسها بس اللي حصل إنهم غفلونا وكتب عليها ابن دلال وكل ده وهي موافقه وضحكتها من الودن للودن !"
نظر "سليم" لها بذهولٍ داخلي من قلبها للوضع لوضع ٱخر ، أما الٱخر فلم يكون الفارق معه سوي أنهم تزوجا ؟! ، لم يسب سواه وسوى نفسه لغلقه هاتفه طيلة الأيام الماضيه!! ، فر ناحية المطبخ سريعاً تزامناً مع قوله بصراخٍ:
_" ودينـــي ما سايـــبهم يتـــهنوا !! .."
قالها بصراخٍ مع وقوف "زينات" بتشفي وانتصارٍ و وقوف "سليم" الذي تفاجأ من الٱخر ، عندما خرج من المطبخ وبيديه سكين كبيره حاده، جعلت الاثنان ينظران بصدمه، منهم صدمه من ما سيفعل ومنهم صدمه منه ومن شره الذي كان أقل من توقعاتها ، وقف أمامه "سليم" ليقطع خروجه من باب الشقه وهو يقول بصراخٍ جعل "زينات" تنتفض كما خرج من الشقه الٱخرى "عايده" ، أما "جميله " و"منه" فتوجهها مع "شادي" لشقة "حامد " خاصة أن "جميله " كان حالتها ليست هينه فقد ارتجفت أوصالها حتى أن صديقتها حاولت اسنادها في المصعد مع "شادي" الذي ذهب بها إلى شقة صديقه ، ما فعله "حسن" بها أمام الأنظار جعلها خائفه ! ،، وقف "سليم" يمنع سيره بقوه وهو يصرخ به :
_" شـــيـــل الســكيـــنه دي من إيـــدك يا غبي !!"
قالها وهو يعنفه بينما أمسكته يديه كي يكتفه حتى لا يخرج و وقفت الٱخرى تتابع شر ابنها بصمتٍ ، توجهت هي إلى الخلف عندما رفع "حسن" ذراعه يدفع "سليم", بقوه إلى الخلف حتى إصطدم بـ زوجته التي رجعت هي إلى الوراء ، تزامناً مع قول "حسن" الحاد وعقله قد تغيب أثر ما تفعله المخدرات به :
_" لو مـــبعدتش عنـــى هقتــلك بيـــها !!"
كلمات قاسيه صفعها بقوه عليه هو. ، هو الذي أصبح سيئاً بقوه منذ فتره كبيره منذ تناوله الدمار ، مع سوءه الذي نشأ عليه ، عاش معتقداً بأنها له هو وليس لسواه ، كلمات والده بأنه لن يتزوجها كان يعلم أنها مجرد كلمات وٱنها له بالنهاية ، حب التملك والشر فاض بداخله بل وتتزوج أكثر شخص يكرهه ويبغضه منذ ان كان هو طفلاً !! ، تأوى "سليم" وبقوه هو والٱخرى الذي وقع عليها حتى حاولت النهوض بنفسها ومن ثم أمسكت زوجها تساعده وعقلها قد خطر عليه بأنها لم ولن تفعل بكلماتها سوى أنها تزيد الشر والكراهيه لحدٍ كبير لا تعلمه هي !! ، خرج هو من الشقه سريعاً ما أن فتحها ومن ثم التفت ينظر على من يقف ويدق الباب فوجدها "عايده" التي. نظرت له بريبه ورهبه من كونه يحمل سكين. حاده كبيره !! ، حتى رجعت إلى الخلف بخوفٍ ظهر بنظراتها ومن ثم وجدته يتوجه يدق باب شقة "حامد" عندما علم من والدته التي تتصنت بأن العائله بأكملها لدى شقة "حامد" ، دق الباب بقدمه بقوه وهو يهتف باسم "غسان" يسبه تحت نظرات الثلاثه من خلفه
سليم المنصدم ، وزينات التي فاق حقدها صدمتها وذهولها و عايده التي كانت تترقب بخوفٍ ولم يأت ببالها سوى إن مس ولدها سوء وهو. بالداخل شعورها كأم لم يوصلها إلا لذلك لا تعلم هي بأن "جميله" هي الٱخرى بالداخل !! ، من يرى وضع الثلاثه من إثنان مترقبان بخوف وأخرى بحماسٍ لم يظهر سوى بعينيها ، يعتقد بٱنه سيُنشب حرب بعد دقائق ، حرب بجماهير منها خائفه لفوز الطرف الٱخر ومنها مترقبه بخوفٍ من فكرة أنها حرب بل وبسلاحٍ حاد من أحدهم !!
_________________________________________________
قبل قليلٍ بشقة "حامد" وقف الجميع بترقبٍ وكل منهم ينظر على "جميله" وهي بأحضان "حازم" ، بينما قص عليهم "شادي" الملخص وتفاجأ هو من علمه بأن ذلك هو "حسن" ، عندما حث "جميله" و" منه" على الدخول بشقة "حامد" بسبب ما رٱه من ارتجافة يد "جميله", وبالٱخرى دموعها التي لا تتوقف من أثر فزعها ، وقفت "نيروز" بتيهه وملامح وجهها قد تحولت للخوف من فكرة عودة "حسن" التي تعرف هي جيداً مدي قوة شره !! ، الأنظار والوجوه كان محلها الصدمه والضياع رغم أنه شئ متوقع حدوثه من عودة الٱخر!! ، أما "غسان" فقد تهجم وجهه ومن ثم شرد بما فُعل منه قبل قليلٍ ماذا لو علم هو البقيه ، خرج من شروده عندما هتفت "سميه" بخوفٍ ظهر بنبرتها :
_" هنعمل ايه الوقتي ، زينات مش هتسيب الليله دي تعدي كده أكيد هتقوله اللي فيها !"
تحدثت من بعدها "دلال" هي الٱخرى بقلقٍ داخلي وُضع بها :
_" قلبي مش مطمن ، أسترها يارب !!"
كل منهم يتحدث بحديث خائف بينما صمت الشباب بحيره والأخرى الفتيات ، بينما قاطع صوت أفكارهم الخائفه ، صوت "حامد " عندما قال باطمئنانٍ :
_" إهدوا كده وسموا الله وخير إن شاء الله "
تحدث الشباب مع"حازم " القلق من حالة شقيقته بينما وقف "شادي" يترقب الوضع بجانب "حازم" و"منه" بجانبه ، بينما كان يقف "غسان" بركن قريب منهم وبجانبه "نيروز" التي يدق قلبها بخوفٍ وهي تنظر له بكل مره تجده شارد ، حرك أنظاره صوبها ثم وجد الدموع تتجمع بمقلتيها ولم تخرج مع نظرة الخوف ولم يكن الخوف سوى عليه هو وحده ، استشف نظراتها حتى رفع يديه يربت على كتفها بأمانٍ مردده كلمه واحده :
_" متـخفيش.. ''
حركت "نيروز" رأسها بنفي ثم رددت بنبره مختنقه من ٱثر كتمها للبكاء حتى أن أعصابها لم تقوي علي جعلها تقف بجانب "جميله" :
_" خايفه لـ يحصل حاجه !!"
نقطة شروده كانت من توقعه لما سيحدث حتى لو كان ضعيفاً ، أردف "غسان" بنبره هادئه وهو يحذرها قائلاً :
_" نيروز !! ، لو حصل أي حاجه متقرييش وخليكِ بعيد ، ماشي؟؟. "
قالها برهبه ان مسها سوء فيكفي هو إن حدث شئ ، ولعلمه بشخصية الٱخر قال هو ذلك ، حديثه جعلها تنفي برأسها بقوه ومن ثم فتحت أعينها بصدمه عندما سمعت صوته من خلف الباب وهو يهتف بإسمه يهتف بإسم هتف قلبها بحبه ، أمسكت يديه بقوه كي لا يتوجه بينما ترقب الجميع بخوفٍ ، حتى خرج صوت "دلال" التي بكت بخوفٍ وهي تقول:
_" متفـتحش يا غســان ، مترحلوش.."
قالتها بخوفٍ وبكاء جعل "وسام" برهبه تؤيدها وبقية الفتيات ، بينما وقف "حامد " يقول هو. الٱخر :
_" مش هيطلع !"
قالها تحت أنظار "بدر" الذي وافقه بينما كان يرفض"شادي" بنظراته وبسبب سب الآخر بالٱخر لهم هاجت الدماء بعروقه ، حتى "بسام" الذي وجد نفسه محصوراً بين أمرين سيخرج أم لا ؟؟ خوفه علي شقيقه جعله يؤيد والده ووالدته ، بينما إنفعل "غسان" وصدره يعلو ويهبط من ٱثر ما يسمعه بالخارج حتى "حازم " كان نفس ردة فعل "غسان" والذي فاض به هو الٱخر ،
أمسكته "نيروز", بقوه من يديه وقميصه وهي تتشبت به عندما شعرت بأنه سيتحرك ، حتى أنها هتفت بترجي ودموع عينيها تنهمر :
_" لأ عشان خاطري متخرجش ،.. متخرجش يا غسان !"
إلتفت ينظر لها نفس نظرة الٱسف التي كانت من قبل ، حتى أنزل يديها رغماً عنها ثم قال :
_" مينفعش ، كل حاجه وليها حد ، احنا مش هفضل طول عمرنا مستخبين منه ، أنا أسف !"
قالها بصوت مرتفع بأول حديثه والأسف لها وحدها عندما مد ذراعه يضمها داخل أحضانها ثم قبلها قمة رأسها ويديه تلتف حول خصرها من ضمه لها ومن ثم دفعها بعيداً عنه وهو يتوجه بخطواتٍ سريعه ناحية الباب ، بينما كانت تبكي هي بصراخٍ هي ووالدته ، أما "حامد" و "بدر" و"بسام" وقفوا بطريقه يمنعون سيره ،. صوت الٱخر وصراخه من الخارج يوحي بشده بسوء الوضع ! ، نظر لهم بعجزٍ ثم هتف بتفسيرٍ يضعف من وقفتهم أمامه :
_" محدش هيمنعني إني أطلعله ، زي ما محدش هيقف قصاده لما يمس مراتي بسوء أو أي حد منا ، لازم يبقي في وقفه ، نيروز مش هتفضل طول عمرها تخاف منه ، ولا أنا هسكت ليه علي كل اللي بيعمله واللي بيقوله ، لا المكان ثابت ولا الناس ثابته مسيري هقف قصاده فيوم لو موقفتش الوقتي ، إبـعدوا "
ترددت الأنظار في حين بقى شقيقه ووالده من منه هو وحده !! علي مبدأهما ، ومن ثم إنتفضا هما بعض إن صرخ بوجهما علي مره واحده بعد هدوء ما قاله قبل لحظاتٍ :
_" إبـــــعــدوا ."
صراخه جعلهم يعلمون جيداً بأنه أمر قطعي غير قابل للنقاش بل وحديثه عن مواجهته كان صحيح ولكن الخوف من فكرة أذية أحدهم طغى وبقوه عليهم جميعاً ، بكت والدته بقوه هي تهتف بنفيٍ :
_" لأ أوعى تفتح يا غسان ، متفتحش لو بتخاف عليا وبتحبني يبني !"
توجهت سريعاً تتمسك به ومن ثم "نيروز" التي تمسكت به هي الأخرى من الناحيه الأخرى ، تنفس بعمقٍ ثم أمسك يد كل منهم وهو يتجه بهم إلى الداخل أكثر حتى فتح الغرفه وهو يحثهم على الدخول ، علم والده ما ينوي فعله من ما خطر على باله حتى إنتظر ٱخره ، بينما نظر "غسان" لـ "شادي" ففهم الآخر ما يود فعله ،. حيث جمع هو "جميله" و"منه" و"ورده" وهو يشير لهن رغماً عنهن بالدخول الغرفه مع الاخريات و "وسام" الذي أشار لها "غسان" بحزمٍ ، حتى "سميه" التي ذهبت بخوفٍ وهي تعلم ما سيحدث ، إنتشل "غسان" وبخفه المفتاح من الداخل الذي كان فـ الباب من الداخل ومن ثم أغلق الباب بسرعه بالمفتاح غي عابئاً هو بصراخِ" نيروز " الذي يجعله مهزوزاً وكأن أحبالها الصوتيه تتمسك به كي لا يرحل، أغلق الغرفه سريعاً ثم وضع المفتاح على الطاوله بجانب الباب من الخارج ، ثم التفت ينظر لهم ولم يكن بالمكان سوى الشباب ووالده !! ،. نبس "حامد" بنبره عاليه مرتفعه. كي تصله بسبب أصوات البكاء والمناداة باسمه وصراخ "نيروز". :
_" ده حــــل ؟"
_" عالأقل متوجعش فأكتر ناس غاليه على قلبي لو حصل حاجه ! "
قالها "غسان" وهو. يحرك رأسه بقلة حيله بينما تشبتت به نظرات شقيقه ، فحرك رأسه بالنفي دون أن يتحدث الٱخر ثم توجه يشير لهم بأن يرجع كل منهم خطوه إلى الوراء ثم أمسك مقبض الباب حتى تنهد يخرج أنفاسه التي خرجت بقوه وهو يفتحه عندما هتف "حسن" من الخارج وهو يدق الباب بقوه :
_" بــقـــولك لو دكــر إفتح ، أنا مش ماشي يا غسان ، أنا بايتلك فيــها ، ســـــامع..مش هَـــمـشي".
فتح الباب بإندفاعٍ ، حتى وجده يقف من أمامه ويرجع يد إلى خلف ظهره، و يطالعه بشررٍ بينما توجه "حسن" يدفعه بقوه إلى الداخل وهو يصرخ به بصوتٍ عالٍ جعل أصوات البكاء تعتلى بالمكان من الداخل :
_" بتتحداني يا *** ، هي فـــيــن ، خلــيــها تــطـلــع !!"
قالها وهو يدفعه بقوه إلي الخلف حتى إلتفت يسنده علي الحائط أمام الأنظار التي تصنمت عندما رفع هو السكين الحاده ناحية عنق "غسان " بقوه والذي سكن تحت يديه بهدوءٌ مريب ناظراً له بعينيه بقوه والٱخر يبادله نفس النظره ، تحت أنظار "حامد ". الذي تصنم هو و"شادي", و"بسام", و"حازم " و"بدر" عندما هتف "حسن", بتحذير صادق إستشفوا هم صدقه حينما هتف.بشرٍ لم يعهده أحد منه من قبل سوى الذي يعرف شخصيته جيداً :
_" اللي هيقـــرب خطوه واحده هتكون رقبــته نزلت عالأرض ودمه مغرق المــكــان ! !"
دب الرعب بـ "حامد " وهو يرى ولده أسفل يد شخص أهوج يتوقع منه ويشده بأنه من الممكن بأن يفعل ذلك ، بينما نظر "بدر" بشتاتٍ هو و"حازم" في حين أن حالة "بسام " كانت لا تختلف عن حالة والده ! ، والٱخر ساكن تحت يد "حسن" ، وهو ينظر له بصمتٍ وصوت أنفاسهما العاليه كافياً لشرح الموقف ، أمعن "غسان" النظر بعينه التي تتطلق الشرر ، بينما يشدد الٱخر بقرب السكين عندما يجد بعين الأخر نظرة التحدي وكأن الوضع معكوس نظرة يتذكرها منذ ان كان صغيراً ، لا شئ يشرح الوضع سوى أنهما خصمان وعدوان ،، وكأنهما محاربان بمعركه نُشبت بينهما فقط وكان أحدهما بلا سلاح و الٱخر يمسك بـ سكين حاده ، "غسان" الساكن أسفل يديه يطالعه بترقبٍ وصمت يقسو على الٱخرين و"حسن" الممسك بسكين حاده وُضِعت أمام رقبة الٱخر ، الأنفاس محبوسه وكأنها ساحه حرب بين إثنان ، والنظرات يظهر عليها الرهبه والفزع ، و"غسان" مُهدد ، و"حسن" يضع أمام عنقه سكين حاده ،أحدهما محارب بسلاحٍ حاد والٱخر محارب بدون سلاح !!
« يقسو الضياعّ فى أوقات لا يتطلب فيها بالشعور به ، عندما يذهب الحق لغير صاحبه ،أو يتأذى شخص ليس لديه ذنب ، أو عندما تحاسبنا الأيام على أخطاء هي وحدها من رأتها كذلك ..!»
أصوات البكـاء من الداخل عاليـه ، ولو ضربات القلب تُسمع وتفعل شيئاً لامتلأ المكان بأصوات دقاته العاليه التي تخفق بقوه ، شر أحدهم ودقات قلب الأخرين وأصواتهم بالمناداة على إسمه والٱخرى تصرخ بعزم ما لديها من الداخل مع محاولتهم جميعاً بفتح باب الغرفه عنوه حتى يتم فسخه ، لا يوجد بـ عقلها سوى هو وفقط ، كل منهم لديه خوف ورهبه على ما لديه والعامل المشترك بين الأغلب كان هو .." غَسّـان"..
_" اللي هيقـــرب خطوه واحده هتكون رقبــته نزلت عالأرض ودمه مغرق المــكــان ! !"
جمله كفيله لبث الرعب و الخوف بل وخرجت بصراخٍ طغى على صراخهن بالداخل ، دب الرعب بـ "حامد " وهو يرى ولده أسفل يد شخص أهوج يتوقع منه وبشده ، بل و بأنه من الممكن بأن يفعل ذلك ، بينما نظر "بدر" بشتاتٍ هو و"حازم" في حين أن حالة "بسام " كانت لا تختلف عن حالة والده ! ، والٱخر ساكن تحت يد "حسن" ، وهو ينظر له بصمتٍ وصوت أنفاسهما العاليه كافياً لشرح الموقف ، أمعن "غسان" النظر بعينه التي تتطلق الشرر ، بينما يشدد الٱخر بقرب السكين عندما يجد بعين الأخر نظرة التحدي وكأن الوضع معكوس نظرة يتذكرها منذ ان كان صغيراً ، لا شئ يشرح الوضع سوى أنهما خِصمان وعدوان ، وكأنهما محاربان بمعركه نُشبت بينهما فقط أحدهما بلا سلاح و الٱخر يمسك بـ سكين حاده ، "غسان" الساكن أسفل يديه يطالعه بترقبٍ وصمت يقسو على الٱخرين و"حسن" الممسك بسكين حاده وُضِعت أمام رقبة الٱخر ، الأنفاس محبوسه وكأنها ساحه حرب بين إثنان ، والنظرات يظهر عليها الرهبه والفزع ، و"غسان" مُهدد ، و"حسن" يضع أمام عنقه سكين حاده ، أخرج "غسان" أنفاسه بوجه الٱخر وهو يقف ساكن أسفل يديه ، بينما توترت ملامح "حامد" بشده كما الٱخرين ، فرفع "حازم" يديه كعلامه للإستسلام لطالما يعلم هو كيف يفكر وكيف سيصل ردود فعل شقيقه ، هتف بنبره هادئه كي يوصل له بأنه سيفعل أي شئ ليرضيه :
_" طب سيبه ..سيبه ونزل السكينه وقولي عاوز إيه وهعملهولك ! "
قالها وكأنه يحاول مراضاة طفل صغير أهوج ، بينما وقف "حامد" يبتلع ريقه بخوفٍ كما كان "بدر" ، بينما تحرك "شادي" ينظر جيداً على الوضع ، حتى هتف "حسن" يجيبه بشرٍ :
_" مــــــش هــــسيبـه ألا مــا يطلقها !!"
عاود هو النظر على باب الغرفه التي تخرج منها الاصوات العاليه ، بينما سمع هو صوت همهمة "غسان " الخافته وهو أسفل يديه حتى أجابه بتحدي على حديثه :
_" بتحـلم !"
قالها "غسان" ومن ثم عادت ملامحه تتغير وبل وتلك المره تتغير بملامح وجه متهجمه ،و مسكة الٱخر التي إشتدت عليه ما أن قال هذه الكلمات حتى تأوى بخفوتٍ وهو يرجع رأسه للخلف قليلاً ، بصق "حسن" عليه من فمه بينما ، إقترب "بدر" بحذرٍ مردداً بنفس بنبرة "حازم" :
_" سيبه يا حسن وهخليه يطلقها ، بس سيبه !"
إبتسم "حسن" وهو يهز رأسه بالنفي ثم ردد بنبره مرتفعه يصرخ بصوتٍ منفعل :
_" طـــلعـــها ! ... إفـــــتح الأوضـــــه ! "
هز "غسان", رأسه بالنفي وهو يحذرهم بنظراته ببنما كانت حركته متكتفه من ما يفعله الٱخر خاصةً أن كامل تركيز "حسن" معه الٱن وإن قام بحركه غير متوقعه فستسقط رقبته أرضاً ، يتوجب عليه بأن ينتظر لحظة الانشغال ؟! ، كان أول من هز رأسه بالايجاب هو "بسام" الذي نظر بخوفٍ أكثر من "حامد" الذي تصنم ، انتفض الجميع على صوت صراخ "غسان" عندما رأى الضعف بأعين "بسام" :
_" لأ ، متفــــتحــوش ، متـــفتـــحش يا بســـــام ..!"
قالها بصراخٍ وحديثه لن يخرج براحه من فمه بسبب مسكة الآخر القويه والمتركزه بقوه عليه ، بينما كان يترقب الوضع"زينات و عايده وسليم" الثلاثه الذين دخلو الشقه يقفون بركن أمام "حامد" ، هز "بسام" رأسه بترددٍ ومن ثم لفت إنتباه "حسن" ، "شادي", الذي ينسحب ببطئ قرأ هو أفكاره حتى هتف بنبره مرتفعه يحذره وهو يعدل من مسكة "غسان" أقوى :
_" أقف مكانك ، لو حد إتحـــرك هتزعـــلو كــلكم ! "
صمت يتابع صوت الأنفاس المحبوسه والمترقبه بخوفٍ بينما أيقن هو أنه لم يوجد بينهم شخص هين حتى شقيقه ، إبتسم عندما إستشعر بأن ملامح "غسان" تبدلت للقلق عليها هي بل وصوت دقات قلبه يستشعرها أيضاً من قرب يديه منه وهو يكتفه ، نظر لهم ثم قال بتهكمٍ وسخريه :
_" خليكم والله ما حد متحرك ..!!"
قالها بطريقه مستهزءه ثم إلتفت بأنظاره يشير لـ "زينات " وهو يهتف عالياً بنبره قويه :
_". روحــي إفتحـي الباب !"
هز "حامد" رأسه بضياعٍ ، كما كان شعور "غسان", هو الرهبه بينما حاول التماسك ثم سبها عندما رٱها. تتحرك بالفعل ناحية الغرفه ، تحركت قدم "بدر" و"شادي" ولكن أوقفهم نبرة "حسن" المتوعده مره ٱخري عندما هتف بإنفعالٍ وهو يظهر مدي حدة السكين على رقبه "غسان" بقوه :
_" قولت محدش يــــتحـــرك !!"
قالها بحزمٍ شديد وتحذير تحت نظرات الذين وقفوا بالفعل خوفاً من تهوره ، بينما توجهت "زينات " بهدوءٍ مريب وتشفي وصل بداخلها إلى حدود كثيره ، مدت يديه تفتحه حتى وجدته مغلقاً ببنما بحثت بعينيها كثيراً وبيديها ومن ثم إنتفضت حينما صرخ "حسن " من خلفها بإنفعالٍ ليعجلها :
_" إخـــلصّـي !!"
إتتفضت وهي تبحث بعينيها ويديها كما أن أصوات البكاء والصراخ من الداخل تشتتها ومحاوله فتح الباب منهن ، إبتسم بانتصارٍ عندما وجدت المفتاح موضوعاً على الطاوله مدت يديها تنتشله سريعاً تحت نظرات "غسان" المشتعلة وبقوه وهو ينتظر لا يعلم لما ينتظر وإن تحرك هو سيسوء الوضع بسبب تركيز الاخر وبقوه معه ومع مسكة يديه ، فتحت الٱخرى الباب سريعاً حتى وجدتهن جميعاً من أمامها ، خرجن واحده تلو الٱخرى بينما هرولت " نيروز" أولاً ومن ثم "دلال" والاخرين ، حتى توقفن ما أن رأو الوضع ومن ثم تحذير "حسن" لهن بأن تتوقف كل واحده منهن بمكانها ، إبتسم باتساعٍ بسمه مريضه ثم قال وهو يشير بعينيه لـ "نيروز", التي دق قلبها بخوفٍ وضياعٍ ودموع عينيها تنهمر :
_" تعالـــي يعروسـه !"
نظرت له بشرٍ بينما أشار لها "غسان" بعينيه بعدم التحرك ، ولكن لحظة حثها لنفسها وحثه لها بعدم الضعف كانت الأقوى ، توجهت بخطواتٍ ثابته متوسطه تقف أمامه وهي تنظر برهبه عليه ، فهز هو "غسان" أسفل يديه وهو يحثه على القول حينما قال :
_"طلقها !! ."
صمت "غسان" ثم أشار لـ "نيروز" بعينيه هو يثبت نظراته علي سوار يديها بقوه حتى تحركت نظراتها بشتاتٍ إلى أن فهمت مخزي نظراته ، صرخ "حسن" مجدداً له بنفس القول و "غسان" يرفض بنظرة عينيه البارده فقط دون نبس أي حديث ، وبحركه سريعه خفيفه مدت "نيروز" يديها بسرعه فائقه وهي تضع مطوتها على عنق "حسن" الذي إنتفض بمفاجأه حتى تراخت يديه بطريقه ليست ملحوظه للجميع ، بينما صدم هو منها ولم يصدم الٱخرين بل وجدوا الأمل ولو بذره ، وسرعان ما بدل "حسن" نظراته للحده والسخريه بٱنٍ واحد عندما هتفت "نيروز" بتوعد وهي تثبته بيديها وبما تمسكه وترتديه :
_" شيــل إيــدك "
صمتت تبتلع ريقها بخوفٍ ثم واصلت تصرخ بوجهه :
_"إرمي السكينه بقـــولــك !"
ترقبت الٱنظار بخوفٍ بينما تهجمت ملامح "زينات". وأصيب شلل الحركه مجازياً جسد "دلال" و"سميه" ، أما البقيه فـ في حاله من الخوف والرهبه لما هو قادم ، إبتسم "حسن" بإستهزاءٍ ثم هتف يجيبها بسخريه وعنقه أسفل يديها وعنق الٱخر أسفل يديه كلوحه طُلب رسمها للتو لإثارة الجدل والدهشه ليس إلا !! :
_" ده إحنا إتجرأنا وإحلوينا يا نيروزه !"
كم تكره هي ذلك الإسم الذي يهتف به دائماً ، نظرت له ببغضٍ ومن ثم أشار "غسان" بعينيه لـ "شادي" حتى إلتفت "شادي" بسرعه يدفع "حسن" ناحية اليسار ومن ثم أخفض "غسان", جسده سريعاً للأسفل وهو يسحب يد "نيروز" له حتى وقع الثلاثه على الأرض ، نهض "غسان" بسرعه في حين إنتشل هو السكين بخفه وهو يمسكها بيديه ثم وضعها أمامه وهو ينحني أرضاً تأوى "حسن" من الدفعه بينما وقف "شادي" بجانب "غسان", وهو يشير للجميع بأن يتوقف كل منهم بمكانه ، نهضت "نيروز" بألمٍ من جسدها ودفعها بواسطة يد "غسان" الذي سحبها يسبب عدم إمساك "حسن" لها وتقع هي بيديه بدلاً منه. ويتحول الوضع ، حاول "حسن" النهوض حتى وقف أمام "غسان" الممسك بالسكين له ، وقف والٱخر يقف أمامه وبينهما رفعة السكين تزامناً مع نبرة "غسان" الساخره وهو يصرخ بوجهه بصوتٍ جهوري:
_" جــاي لحــــد عنــدي برجــــلك يا *** ؛ مـــش هســـيبك ..ويــا قـــاتل يـــا مقــتول الليلادي ! "
ترقبت الأنظار بخوفٍ في حين وقفت النساء تبكي بصمتٍ من تأزم الوضع، الفتيات تراقب بخوفٍ من "نيروز" التي تنظر بضياعٍ وبكاء بنفس ذات الوقت ، ومن "ياسمين" المترقبه بقلقٍ وهي تتماسك وبين "جميله " الباكيه هي و"ورده" الباكيه حتى أن صغيرها موجود بغرفة "وسام" يبكي من الداخل بسبب عدم قدرته على فتح الباب وهي العاجزه عن السير له بسبب ما تراه بل والخوف إن حدث له شئ ، وبين "منه" التي هبطت دمعتها بخوفٍ و بتيهه وتشتت ومن ثم لوم بماذا ٱتى بها إلى هذه العائله المعقده !! ، و"حامد " والشباب الذين تيقنوا جيداً بأن هذه الليله لم ولن تمر مرار الكرام ، وقف "غسان" أمامه و"حسن" يطالعه بشرٍ ، و"نيروز" تترقب بخوفٍ والنساء في الخلف والشباب بجانب "غسان" على بُعد ، و"زينات" تتابع بحقدٍ وترقبٍ لما هو ٱتي بعد أن كانت سعيده بفوز إبنها إلى الٱن !! و"سليم" يقف. يتابع بصمتٍ وكأن يديه وعقله قد أخذا الوضع! وضع بأن ولده ان خسر سيخسر نفسه وإن فاز فسيخسر أيضاً لا يوجد بيديه حل زمام الٱمر لطالما هو صاحب الشخصيه الضعيفه التي تسوقها زوجته الحقوده !!
صوت سقوط السكين على الأرض بواسطة "غسان" جعل الجميع يترقب حينما هتف هو بشرٍ ونظرات عينيه المشتعله :
_" لو راجـــل قابلنــي انتَ.. ومن غير سكاكين ، ونشوف مين بالظبط اللي هطلقه مراتي ..ولا انــتَ ..!! "
قالها "غسان" بوقاحه إمتزجت بإنفعاله ، إبتسم "حسن" بتهكمٍ ثم اعتدل أكثر يعدل من ملابسـه بينما فاجئه "غسان" بلكمه قويه بوجهه أسفل عينيه حتى ترنح إلى الخلف ، حاولت "زينات " الدفاع عن ولدها وهي تتحرك نحوهما فأوقفتها يد"ياسمين" تقطع سيرها ثم ابتسمت بوجهها بسمه ليست هينه وهي تردد :
_" راحه فين ؟ .. حسابنا مع بعض يا مرات عمي .!"
قالتها "ياسمين " بشرٍ ثم رفعت يديها تدفعها بقوه أمام الأنظار المتشفيه الصامته لما يحدث ، حتى إصطدمت "زينات" بالطاوله ومن ثم سقطت هي أرضاً وبلحظه واحده جثت "ياسمين" فوقها وهي تضربها بعزم ما لديها وكأنها تخرج بها كل ما حدث منها على مر السنوات ، بل وللمفاجأه توجهت "جميله" هي الٱخرى تساعد "ياسمين" تحت نظرات النساء المصدومه والواقفه بصمتٍ في حين كانت نظرات البقيه متشفيه وبقوه ،
بينما ما أن ترنح "حسن" إلى الخلف طالع "غسان" بابتسامه بارده رغم وجعه من ما فعله الٱخر به ، فمد يديه هو الٱخر يخنقه برقبته ويديه الآثنان تلتف حوله بقوه مبتسماً بتشفي رفع "غسان". ركبته بسرعه ثم وجهها ناحية معدته يضربه حتى انحنى بوجعٍ يتركه ، وبحركه خفيف أمسك "شادي" سليم" من تلابيبه ثم هتف له بفحيح :
_" أخرج مشي الناس اللي متجمعه برا دي ، يــــلا !!"
قالها بصراخٍ بٱخر حديثه حتى يخرج ليبعد الناس المتجمعه أمام الشقه من ٱثر الصراخ ، أومأ له حتى خرج ، بينما وقف "شادي" بجانب الشباب الذين لم يعد لديهم يد في التدخل كونها وكأنها حلبه خاصه فقط بـ "غسان", و "حسن" ، أمسكه "غسان" من تلابيبه بقوه ثم أسنده علي أحد حوائط المنزل هاتفاً له بتوعدٍ وبنبره شديده بالانفعالٍ:
_" اللــــي فـــات تنـــساه والــلي جـــــاي إســـتـنـاه يا روح أمك !"
قالها ومن ثم ارجع يديه إلى الخلف ثم وجهها وبعزم ما لديه ناحية معدته بقوه هذه المره حتى صرخ "حسن" بألمٍ ، توجه الشباب ناحيته ثم حاولوا الفصل وبقوه عنهما كي لا يقترف "غسان" جرماً ، بينما فعلها "غسان" مره ٱخري قبل أن يتوجهها إليـه حتى وقع الٱخر على الٱرض أثر الألم !! ، صرخ "حازم" بقوه كي يفصلهما عن بعضهما مع مساعدة الآخرين له :
_" خــــلاص كـــفايــه، إبعدوا !!"
قالها مع صراخ "نيروز" وبقوه ومع صراخ "دلال" و"سميه" ، أمسك "حازم" "حسن" بينما أمسك "شادي" و"بدر" و"بسام" أيدي وذراع "غسان" ، اتجه "حامد" من بعدها يقف بجانب "نيروز" وهو يضع يديه علي ظهرها وكتفها بإحتواءٍ من صراخها الذي كاد يقطع من أحبالها الصوتيه ، تنفس "غسان" بأصواتٍ عاليه ثم وزع نظراته عليهم جميعاً حتى "زينات" التي كانت منحنيه أرضاً من شدة الألم والٱخريات ينظرن بتشفي ، هو يجلس أرضاً ووالدته نفس الٱمر ، خرج صوت"غسان" المنفعل وهو يهتف عالياً محاولاً الانفلات من بين يديهم :
_" ده أخركم يا عيلـه *** "
سب العائله بأكملها دون وعي منه بأن زوجته من نفس العائله ، سبه غير واعيه وغير متحسبه منه ، ربت صديقه عليه كي يهدأه والآخر شقيقه ، يينما ترك "حازم" "حسن" وهو يشير لـ "والده" الذي دخل منذ لحظاتٍ يقف بعجزٍ. :
_" خدهم وإمشي من هنا "
قالها بوجعٍ في حين كان "غسان" يحدجه بشرٍ وهو يهتف :
_" محدش ماشي على رجله منهم ، خليك براها عشان متتجابش جواها ..!"
جانب سئ منه هو قول أشياء ٱثر إنفعاله الشديد ، بل وقال له هذه الكلمات وواجه شقيقته هي الٱخرى منذ فتره صغيره !! ، يظهر للبعض بأنه ليس له عزيز إذن ، حملق الجميع به بذهولٍ عندما هدد "حازم" بهذه الكلمات ، كلمات من المحتمل بأنه سيندم عليها ، نظر له "حازم" بغضبٍ وهو يتحامل علي نفسه بأن لا ينفعل حتى لا يتأزم الوضع أكثر ، سار "حازم" بصمتٍ وهو يشير لوالده بأن يرحل ومن ثم أشار لـ "ياسمين" بأن تبتعد كي يري تلك التي تقف خلفها بوجعٍ وهو يشير لها بأن تخرج بحزمٍ ، بينما كان يتأوي "حسن" على الأرض وهو يتمسك بيديه كي ينهض حتى عاق يديه تلك السكين الذي قذفها "غسان" على الأرض أمسكها بخفه دون أن ينتبه له أحد ثم هتف بإسم. "غـــسان" وهو يدفعها نحوه بعزم ما لديه كي تأتي وللجبروت كان نصلها الحاد من المفترض أن يتوجه لعنقه ورأسه ! ، صرخت "نيروز" عالياً في حين تحرك "بسام" بنفس الوقت التي تحركت هي به ولأنها كانت تقف من خلفه بجانب "حامد" التي دفعته رغماً عنها وهي تتوجه لتفديه من السكين مع صراخها عالياً. :
_" حاســــب يا غســـان ..!"
سرعتها الفائقه نبعت من قلبها وحبها له بأنها من الممكن بأن تُقتل لأجله ولحمايته وليسأل الجميع من بعدها بأي ذنبٍ قُتلت هي !، إصطدمت بجسد "بسام" من الناحيه الٱخري وهو الٱخر يحاول أن ينقذ شقيقه ويفدي بروحه بدلاً منه ، ولكن جاءت السكين بها هي "نيروز" !! التي عاشت تتألم وتتوجع نفسياً وجسدياً بل وبعد ظنها بأنه لها هو الراحه لم يكن كذلك بل إزداد الألم والخوف عليه لا منه ! ، أصابتها السكين حتى صرخت بألم بعد صرختهم جميعاً على ما حدث ، ما حدث كان بأقل من الثانيه أما كان عليهم هم فكان بمثابه ساعات ولا تمر !! ، أصابتها. السكين في كتفها بسبب قصرها عن "غسان" ، صرخت "سميه" بإسمها عالياً وهي تتوجه ناحيتها بينما صرخت "نيروز" بألمٍ وكادت أن تسقط أرضاً ، حتى أمسكها يد "غسان" الذي هتف بإسمها بخوفٍ ودقات قلبه تتسارع ، نظر "حسن" حوله ثم حاول النهوض و هو ينسحب بهدوءٍ بعد فعلته والتي تعد جريمه !! ، أسندها "غسان" وهو يحملها بهلفه والصدمه لن تتركه ، دفع عنها كل ما يحاول بأن يتقرب ناحيتها ثم صرخ بهم بقوه وهو يحملها بذراعيه بواسطة والده الذي ساعده وبالرغم من أنها بكتفها الا أن وجع الدفعه من سكين كبيره كان قوي عليها حتى أن صدمتها شلت حركتها :
_". إبـعــدوا عـــنها..!"
قالها بصراخٍ وما أن شعر بدماءها الساخنه علي يديه وقميصه ارتجفت يديه ونظر لها بضياعٍ في حين أنه وقف. ولم يستطع أن يكمل طريقه بل ركع أرضاً بخوفٍ وهو ينادي بإسمها برهبه يترجاها كما حدث من قبل :
_" نيـــروز ، لا.!! "
كلمه واحده ينفي بها ما يراه ، بينما فر "بسام" سريعاً يأتي بحقيبته والأخري تبكي ألماً بل وشدة ألم الجرح تجعلها لم تتحمل كون جسدها جسد لين جسد أنثي !! ، يديها المرتجفه بل والغارقه بدمائها التي تلطخت بملابسها وملابسه ، أمسك يديها بضياعٍ من منظر الدماء حتى تلطخت بدمائها ، وما أن رٱت "سميه" الدماء وقفت للحظاتٍ ومن ثم أغشي عليها و"دلال" تسندها ، لم ينتبه هو إلا لها ، بل وحمل "حازم" "سميه" سريعاً متوجهاً بها خارج الشقه حيث شقة "عايده" التي تصرخ بأن يخرج بها سريعاً لفعل الإسعافات الأوليه لها قبل أن تدخل بما يخص مرضها ، بكت "ورده" بضياعٍ و كذلك "ياسمين" التي توجهت تمسك بيد ",نيروز" الثانيه حتى ٱتى "بسام" من الداخل سريعاً وهو يحثه على حملها ، و يشير لـ " حامد" قائلاً بلهفه :
_" إنقلوها بسرعه ، لازم أشوف الجرح بسرعه !"
قالها في حين أن "غسان" كان ينظر لها بضياعٍ ودموع عينيه تهبط وقد أذن لها هو رغماً عنه بالهبوط لم يخرج من دوامته هو إلا عندما هزه صديقه بقوه ، نهضت "ياسمين" وهي تركض لتأخذ حقيبتها من علي المقعد ثم صرخت عالياً لتوجههم :
_" أنا .. أنا هفتح الشقه بســـرعه ، تعالــوا .."
قالتها وهي تركض سريعاً تبحث عن المفتاح بضياعٍ ، بينما هز "شادي" "غسان", وهو يهتف بجانب أذنه كي يخرج من دوامته. :
_" قــوم يا غســـان ، قــوم دمها هيتصفى ..!! "
قالها بقسوه كي ينتبه الٱخر الذي وأخيراً أخرج أنفاسه وهز رأسه ينفي ثم نهض وهو يحملها بمساعدة والده وشقيقته و"بسام" ثم. سار بخطواتٍ أشبه بالركض وقدميه تحفظ المكان وعقله مغيب ، عندما خرج من الشقه سريعاً ثم دخل بها الشقه الٱخرى خلف "ياسمين" التي كانت تشير له بلهفه ومن بين دموع عينيها حتى وضعها هو أخيراً على الفراش ، وضعها علي الفراش وهو ينظر لها تتأوى بألمٍ و دموع عينيها تنهمر ، جرح ذراعها كان ليس صغيراً بالمره وطريقتها لوضع يديها كأنه شُل بالفعل ودمائها الغارقه التي توحي بأن هذا الجسد مطعوناً خمسمائة مره لا أكثر ، تحسس ذراعها وجسدها بلهفه ودموعه تهبط بقوه ثم هتف بنبره مهتزه مبتلعاً غصة مريره بحلقه ، يترجاها للمره الذي لا يعرف عددها بنظراته وحديثه. :
_" إســـتحمــلي عشـــان خاطري يا نيروز ، إستحــملي .."
قالها بترجي وهو يمسك يديها بيديه. و الإثنان يلطخهما الدماء .!! ، دخل "بسام" بسرعه بينما جاءت "ياسمين " بالمياه سريعاً كي تمسح ما عليها من الدماء ، ووقف "حامد" ينظر بخوفٍ عليها وعلي ولده الذي يراه بأصعب حالته كما لم يراه كذلك من قبل !! ، أخرج الأداة الذي سيشق بها كتف ملابسها كي يظهر من أمامه جرح ذراعها التي بقت السكين به ومن ثم هبطت بعدها بلحظاتٍ مما أثار ذلك نزف الدماء وبقوه، وضع القطن عليها ثم جهز أشيائه وكطبيب ماهر بالجروح يعلم هو كيف سيخيط هذا الجرح حتى لو ستعاد هي الكشف عليه ولأنه سيتولى الأمر ، كان يفعل ما عليه فعله ، بينما لم ينظر "غسان" إلا لوجهها المتألم وصمتها من عدم إستطاعتها الحديث ولم يقوم "بسام" بوضع المخدر علي الجرح بل دس بيديها حقنه مخدره تجعلها غافله لفتره بسبب علمه لما ستفعله وما ستشعر به هي من ألم شديد ، ألم جرح السكين ليس هيناً ، إنتفض "غسان" ما أن رأى أعينها تغفل ثم توجه بنظراته يسأله بلهفه دون انتباهه لما يفعله شقيقه :
_" إيــه اللي حصل ، قفلت عينها.. ، قفلت عينها يا بسام!!"
قالها بلهفه وخوفٍ فاق الكثير حتى أن شقيقه لم يستطع الرد عليه بسبب شفقته إلا بعد لحظاتٍ ، بينما نظر له "حامد" بشفقه وحزنٍ حتى أنه توجه ليفصل يديه عنها ، نظر له "غسان" بخواء، حتى أن "حامد " أمسكه يسحبه من جانبها كي يسير خلفه ثم فتح الشرفه التي توجد بالغرفه وهو يدخل بها ومن ثم ولده حتى أغلقها من خلفه كي يبعده عن التوتر الذي يقسم هو بأن ولده سيجن خوفاً من جرح ليس حد الموت !! ، وقف "غسان" ينظر له بضياعٍ وغير وعي حتى أن كلماته قد خرجت منه بصعوبه وهو يقول :
_" سيبني أشوفها وأبقى جنبها .."
قالها بإنهاكٍ وهو يلتفت ولكن أوقفته يد والده حينما دفعه يدخل بين أحضانه وهو يضمه بقوه ، متيقن هو بأن ألمه الداخلي الٱن أقوى من ألم جرحها ، بل وجرحت هي جسدياً ليُجرح هو بالكامل ، أخرج أنفاسه الثقيله ودمعته تهبط علي خده بوجعٍ لا يعلم من ماذا تحديداً بل وقبل أن ينهر نفسه ويبوح له كما باح لوالدته من قبل كان يعلم والده بماذا سيذهب له عقله مادام يعرف بأن لديه وسواساً في الخوف علي من يحبهم ، هتف "حامد" يقاطع أفكاره وهو يتحدث بإطمئنان رابتاً علي ظهره وهو يحتضنه:
_" لأ ، راجل وابن راجل وحميتها من شره حتى لو هي إتأذت بس إتحمت !"
قليل ما يحتضن والده ورغم أحضان والدته إلا أنه شعر بأن قوته تأخذ من والده ، من نسخته ، بل هو النسخه الثانيه منه هو !، خرج من أحضانه بصمتٍ دون أن يتحدث ثم وزع نظراته بمكان ٱخر غير عين والده عندما هتف بلومٍ ونبرته الضعيفه من ما يشعر به ظهرت وبشده للآخر وهو يطالعه بشفقه :
_" دي كانت هتموت عشاني و...بسببي !! "
قالها وكأنه يستوعب تدريجياً ، بل ويصدم بعد وقت والآخر ، عجز "حامد" عن الرد بل معه الحق في ذلك ، رفع "والده " كفه يمسح دماءها من على وجه ولده بحنوٍ حتى أن يديه تبللت من دموعه ومن ثم رفع الٱخرى يزيح خصلاته السوادء إلى الخلف كي لا تهبط علي عيناه ، وكأنه طفل صغير متذكر هو أيام طفولة توأميه !، الحركه المعهوده دائماً في وقت الصعاب والتي فعلتها والدته من قبل ، ليست إلا عندما رفع "حامد" كف ولده. يقبله ، الٱمر معكوس ولكن تلك الفعله معهوده ومعروفه لديهم كعائله ، ردد بعدها بنبره هادئه عميقه يحثه كما يعلم هو بماذا يريد. :
_" كل حاجه هتبقى عال ، عــال وبس يا غسان !"
قالها بثقه وهو يستخدم إحدى كلمات ولده ، نظر له "غسان" بصمتٍ ثم تنهد يأخذ أنفاسه ببطئ حتى إلتفتت ينظر وهو يفتح باب الشرفه بهدوءٍ وعلى الأقل سُحب منه بعض القلق والرهبه ولو ذره ، توجه ومن بعده والده حتى أغلق الشرفه من خلفه وهو يراه يتوجه ليجلس بجانبها علي الفراش ويرفع يديه يتحسس بشرتها المتعرقه ، نظر هو إلى شقيقه الذي وبخفه ومهاره استطاع خياطة الجرح بدقائق ولكن لم تكن قليله جداً وبمساعدة "ياسمين" التي كانت تلبى ما يقوله لها من فعلها لشئ ، نهض "بسام" ومن ثم وضع "غسان" الغطاء علي ذراعها المكشوف ، بينما هتف "بسام" لـ "غسان" و "ياسمين" باهتمامٍ :
_" هنزل أجيبلها من الصيدليه اللي تحت دوا معين كده تاخده لما تبقى تفوق وحامل ذراعي تبقى تلبسه ، و.."
صمت ثم وجة حديثه لـ "ياسمين" التي جففت دموع عينيها :
_" و ابقي غيري ليها هدومها عشان الدم ..!!"
هزت رأسها بالإيجاب وعقلها لم يستوعب ولم ينتبه بعد لسقوط. والدتها أرضًا منذ قليل ، خرج "بسام". في الخارج حيث يقف "شادي" و"وسام" و"جميله" و"منه" وكل منهم تسند الأخرى خاصةً أعصاب "جميله" الغير متماسكه بالمره ، بينما ذهب "بدر" و "ورده" حيث شقة "عايده" مع "سميه" ، وقفت "ياسمين" تنظر على شقيقتها المسطحه بألمٍ على الفراش بحزنٍ وسرعان ما التفتت تبتسم بتكلفه عندما قال "حامد" :
_" طب هستأذن أنا يبنتي على ما تغيري لبسها وأنا معاكم لو إحتاجتم حاجه ."
أومأت له وهي تراه يخرج بل واغلق الباب من خلفه وينسى شئ ، بل وينسى شخص !، إلتفتت تنظر له باستفهامٍ وهي تتحدث بنبره جاده:
_ " ايه ده ؟ وانتَ مش هتخرج علي ما أغيرلها !! "
_"لأ "
أردفها "غسان" بإقتضابٍ وإختصار دون أن ينظر لها بل ينظر فقط لوجه الأخرى بتمعن ، نظرت له "ياسمين" باستنكارٍ ثم هتفت برفض :
_" ازاي مش هينفع !! "
حرك "غسان" رأسه ناحيتها ثم ردد يجيبها ببساطه شديده :
_" خلاص أخرجي وهغيرلها أنا ، مش مستاهله يعني"
الإثنان متقاربان إلى حد متوسط قي تشابة الشخصيات، المتشابهان على الأغلب في طباع العند والجرأه لم ولن يتوصلا في أي شئ إلى حل يرضي كل طرف وحده !
_" وده هيحصل إزاي. ان شاء الله!"
_"ملكيش فيه هتغيريلها وأنا معاها وأسندها تخلصي.. يا تطلعي وأشوف أنا الحوار دا بنفسي !! "
وجدت أخيراً أحدهم يفوز عليها في الردود المتبجحه الجريئه ، نظرت له بذهول من طريقته معها ومن ثم أشار لها بيديه بنفاذ صبر كي تتعجل في جلب الملابس الفوقيه فقط ، ببنما نهض هو يسندها ببطئ ثم أخذ الغطاء يضعه بعيداً حتى رفع يديه يفتح أزرار قميصها الواسع بشكله الحديث حتى أنها كانت ترتدى بنطال أسود اللون واسع أيضاً ، جلبت "ياسمين" ملابس فوقيه فقط من تيشيرت و ستره بيضاء أخرى مفتوحه ،و وضعتهم على الفراش بقلة حيله وهي تطالعه بعدما إنتهى من خلع القميص عنها ببطئ حتى أنها بقت بـ تيشيرت أسود اللون بنصف كم فقط ، توجهت سريعاً تأخذ القميص من بين يديه ثم نظرت له بغيظٍ قبل أن يكمل وهي تقول :
_" دور وشك لو سمحت !! "
أتستأذنه ؟! بل ومن المفاجأه بأن الحديث اللبق يخرج منها هي ، بالرغم من أنه يعلم بأنها ليست هينه بهذه السهوله ، لم يمنع بسمته بأن تخرج حينما نظر لها تزامناً مع قوله وهو يتلفت يقف يوليها ظهره ووجهه الناحية الأخرى :
_" عشان لو سمحت بس !"
نظرت له بضجرٍ ومن ثم بدأت سريعاً في خلع ملابسها الفوقيه بحذرٍ مع قولها له بتحذيرٍ :
_" لو دورت وشك وبصيت يبني ٱدم انتَ. هزعلك !"
إبتسم وهو يتحامل على نفسه بأن لا يلتفت لها ويخرج صبره عليها ثم قال بنبره متحديه يجيبها :
_" علفكره دي مراتي ، وتعالى زعليني كده أما نشوف هتعمليها ازاي دي !!.."
كتبت ضحكتها وهي تنظر بقلة حيلة تزامناً مع إرتداء شقيقتها الملابس بواسطتها ثم تنحنحت بحرجٍ وهي تجيبه كي لا تُهزم في الحديث:
_" خلينا قرايب ومعارف أحسن وبلاش الجو ده عشان مش بتاعنا ، وعارفه إنها مراتك وخايف عليها بس بردو هي أختي !"
التفت بكامل جسده عندما وجدها تهتف بأنها انتهت عقب حديثها ، بينما وقف "غسان" ينظر لها بصمتٍ ولم يجيبها بل توجه ناحية "نيروز" يجلس بجانبها ومن ثم ربت على وجهها وهو يزيح خصلاتها البنيه إلى الخلف ٱثر خلعها للحجاب بواسطة يد شقيقتها ، نظر هو لـ "ياسمين" وهي تنظر لهما ببسمه حانيه اختفت عندما نبس هو بنبره ثابته :
_". لما توقفي حد عشان مبيصش علي مراته حلاله وراه إبقى وقفيه في مكان ميكونش فيه قدامه مرايا.. "
نظرت له بغير تصديق ثم سبت نفسها بسرها على عدم انتباهها ، بينما تحولت ملامح وجهها للضجر وهي تجيبه بتعلثمٍ ولأول مره تتعلثم تلك الشرسه بالحديث :
_" إنـتَ قليل الأدب..!! "
_" عارف وأختك عارفه ، ممكن بقا تاخدي الباب فإيدك ؟! "
قلبت عينيها بضجرٍ وحرجٍ بٱن واحد ثم جذبت ملابس شقيقتها وهي تخرج إلى خارج الغرفه لتغلق الباب من خلفها بغيظٍ ، ومن ثم وجدتهم جالسين في الصاله بترقبٍ حتى وقفوا ما أن خرجت هي ، وضعت ما بيديها علي آحدى المقاعد المختفيه قليلاً ثم توجهت تقف وهي تبتسم لهم بتكلفه ، حتى سألتها "جميله " بلهفه:
_" بقـت كويسه صح؟"
قالتها "جميله", ومن ثم "وسام" التي وقفت تنتظر بالخارج رغم أعصابها ، نظر "شادي" لها يستجوبها بعينيه هو الٱخر كما كانت "منه" تنتظر الإجابه:
_" الحمدلله أحسن بس هي نايمه دلوقتي"
تنفست "جميله" بارتياحٍ حتى ابتسمت لها "ياسمين" ثم عقدت حاجبيها قائله بتساؤل قَلِق :
_" فين ماما وورده وحازم راحوا فين ..؟"
توقفت تتذكر ما حدث وعقلها لا يستطيع تجمع الأحداث، كما أن "حامد" أعلمها بأنه سيقف بالخارج ولكنه ليس موجود !! ، انتبهت هي لصوت "شادي" الهادئ وهو يردد لها بإطمئنان :
_" مامتك أغمى عليها وشالوها شقة حازم ومعاها هناك كلهم !"
وقفت"ياسمين " تنظر بضياعٍ حتى أن عقلها لا يستوعب ما حدث لها منذ قليل ولم ينتبه ، نظرت بخوفٍ ظهر على وجهها ومرض والدتها لا يغيب عن بالها ، توجهت سريعاً بخطواتٍ أشبه بالركض لشقة " عايده " وهي تتماسك كي لا تقع ، بينما وقف "شادي" بجانب "منه" و"وسام " و"جميله"التي لم تعد تتحمل ، كان المشترك بأن الجميع يراقب الوضع بشتاتٍ !!
__________________________________________
بشقة "عايده" وقفت هي ووقفت"دلال" وهما ينظران على "سُميه" التي تسطحت على الأريكه في الصاله ، أُم !! تهبط دموعها دون أن تدري هي بأي عالم يوجد عقلها !! ، وقفت "ورده" تمسك بيديها وهي تبكي بصمت بينما كان يقف "بدر" يحمل "يامن"، و"حازم" يقف ينظر بإهتمامٍ على "بسام" الذي جاء لهم دون علم "ياسمين" و"غسان" بل فر خلفه "حامد " ليجعله يرى "سُميه". سراً كي تبقى "ياسمين", مع شقيقتها !! ، نبست "ورده" بخوفٍ لـ "بسام" وهي تقول :
_"هي عامله ايه الوقتي .. ؟!"
تنفس "بسام" بعمقٍ ثم نهض يقف وهو يعتدل تزامناً مع نبرته الهادئه :
_" ضربات قلبها وضغطها بقوا إلى حد ما كويسين بس عندها هبوط شويه من الصدمه ، ومش هقدر أفيدكم بالظبط لأنها لازم تكشف مادام عندها القلب يعني اللي حصل ده مش أحسن حاجه لبعدين فهماني ؟؟ "
هزت رأسها بتفهمٍ ومن ثم رأت هي "بدر" يتوجه إليها ليسندها بيديه الٱخرى كي تقف وهو يحمل صغيره ، بينما تحدث "حامد" بهدوء يقترح :
_" طيب التجمع ده مش كويس وأنا قولتلكم إن نيروز ربنا سترها وجرحها إتخيط وتمام وغسان وياسمين معاها ، من الأفضل عشان توتر الجو يروح كل واحد يشوف هو رايح فين ، شيلها يا "حازم " يبني لشقتها مهما كان هي أم ولو فاقت فأي لحظه مش هتتردد إنها تخرج وتقوم عشان بنتها فخليها هناك أفضل ، ويلا يا بدر إسند ورده وروحوا ارتاحوا يلا إن كان عندي أو فشقة أمها مش فارقه .."
أومأوا له بتفهمٍ في حين توجهت "دلال" لتفتح باب الشقه لـ الطارق ومن ثم وجدتها تهرول ناحية والداتها ودموعها تهبط أمام "حازم " الواقف ينظر إليها بألمٍ من ما تشعر به ، فصلها "حازم" عنها بهدوء ثم رفع يديه يربت وجهها الغارق بالدموع مع قوله المطمئن :
_" كويسه ، كويسه والله متعيطيش"
تنفست بإرتياحٍ من نبرته ثم دخلت بارادتها بأحضانه تبكي من كل ما حدث من ثقل وحمل اليوم ، ربت على ظهرها بحنوٍ ود لو كان بمفرده معها لبكى هو الآخر من أعباء ما فعلته عائلته به بالأخص والده !! ، أسند "بدر" زوجته وهو يحمل صغيره لخارج الشقه ، في حين إستأذن "بسام" ليهبط إلى الأسفل كي يجلب بعض الٱدويه والحامل الذراعي ، بينما أمسك "حامد" يد "دلال" وهو يسحبها معه إلى شقتهم ، أخرج "حازم " زوجته من أحضانه ثم نظر لها بأمان حتى توجه يستعد لحمل "سميه" بحذرٍ كي يخرج بها من الشقه بعد أن أومأ لوالدته ، خرج بها متوجهاً للشقه الٱخرى بينما أغلقت "عايده" الباب من خلفهم وهي بالداخل بعد أن فهمت من حديث "حامد" أن لا فائده الٱن من التجمع ، خاصةً أن لديها فتياتها الوضع ليس سهل للغايه !!
سارت "ياسمين" سريعاً تفتح غرفة والدتها وهي تجهز الفراش حتى يضعها "حازم" ، ولم تمر دقائق قليله إلا وكان قد وضعها على الفراش ومن ثم ساعد زوجته في وضع الغطاء عليها ومسح وجهها برفقٍ ، لطالما كان "حازم" ومازال ابن "سميه" التي لم تنجبه !!
أما في الخارج وقفت "جميله" تنظر على الوضع بتيهه إلى أن نظرت إلى "منه". وهي تستوعب تدريجياً ثم قالت بأسفٍ وملامح وجهها المرهقه تظهر :
_" أنا أسفه يا منه بجد على كل اللي حصل ده "
_" ولا يهمك يا جميله أنا معاكى لو إحتاجتي حاجه !"
إبتسمت لها"منه" عقب إنتهاء ما قالته ، ثم إبتسمت لها "جميله " ، وكل ما يحدث أمام أنظار "شادي" الذي وقف يتابع ، بينما إبتسمت "منه" لها ثم تحدثت من جديد تستأذن :
_" طب أنا لازم أمشي ، محتاجه حاجه ؟"
هزت لها "جميله" رأسها بالنفي وبإمتنان ثم أسندتها الٱخرى كي تخرج من باب الشقه حتى وقفت "جميله " تدق باب شقتها تزامناً مع قولها لـ "منه" التي توجهت لتفتح المصعد:
_" مع السلامه يا منه ، خلي بالك من نفسك "
هزت لها رأسها بالإيجاب ومن ثم رأته يخرج لها ثم قال بهدوء شديد :
_" استني هوصلك مينفعش تمشي لوحدك الوقتي "
الوقت ليل ولكن ليس بشده !! ، نظرت له بصمتٍ ثم دخلت المصعد تحت أنظار "جميله" المترقبه والتي نظرت بقلة حيله عندما وجدته يدخل المصعد هو الٱخر معها سريعاً قبل أن يُغلق ، بينما فتحت لها والدتها الشقه حتى دخلت "جميله" شقتها هي الٱخرى وكل منهم يذهب للوجهه الذي يريدها الٱن .!!
____________________________________________
في شقة "حامد" ، وقف هو يساعد زوجته في مسح الأرض وبقع الدماء الملطخه بها ، إلى أن وقف ينظر لها وهي تذهب إلى المرحاض تضع القطع القماشية به ومن ثم خرجت تنظر بإنهاكٍ ، حتى وجدت باب الشقه يدق عدة دقات متتاليه ،. توجه "حامد" يفتحه حتى وجد "وسام" تدخل من أمامه ، بينما وقف ينظر لها بتمعن حتى سألها يإهتمامٍ :
_" كويسين ؟!"
هزت رأسها بنعمٍ ، ومن ثم وزعت أنظارها على والدتها ، التي تنهدت تخرج أنفاسها قائله لها وهي تشير :
_" طب تعالي ورايا خدي غيار لأخوكي "
قالتها وهي تتذكر فزعها من تلطخ الدماء بملابسه ويديه وحتى وجهه ، دخلت خلفها "وسام" وهى تنظر لها تفتح خزانته تجلب منها سترة ييتيه وبنطال رياضي مريح ، ثم طوتهم وهي تلتفت لها تقدم لها ما بيديها ثم ابتسمت بتعبٍ قائله:
_" خُدي ، خليه يغير وهاتي لبسه المتوسخ وتعالي يا حبيبتي"
قالتها ومن ثم جلست على الأريكة بإنهاكٍ حتى خرجت "وسام" من الغرفه ومن ثم سمعت هي صوت إغلاق باب الشقه ، مدت قدميها تدلكها بإنهاكٍ ودموع عينيها المحبوسه تهبط كلما تتذكر بأن كان من المحتمل أن تفقد ولدها ، لحظه قاسيه على قلبها ، فؤادها يؤلمها من مجرد الفكره ، بل و تحزن أكثر على الأخرى التي لم ترى يوماً هادئا حانياً ، كل ما يحدث حولها يعوق من علاقة ابنها بـ ابنة الأخرى ، فاقت من شرودها عندما وجدته يقف ينظر لها بحنوٍ ثم جلس بحانبها على الأريكة بغرفة ولده ، حتى مد يديه يمسح دموعها الهابطه والعالقه ثم ابتسم قائلاً بنبره هادئه عميقه :
_" بتعيطي ليه يا أم غسان !"
نظرت له "دلال" بقلة حيله ثم حركت رأسها بيأسٍ قائله بتحشرجٍ :
_" أنا تعبت يا حامد، وقلبي معدتش حمل إنه يستحمل كل ده ، ولسه يدوب البدايه ، يا عالم المره الجايه هتيجي فـ مين ، أنا خايفه ، خايفه على عيالي وخايفه من اللي جاي ..!"
تفهم ما تفكر به جيداً ، لذا تنفس بعمقٍ ثم إعتدل يجلس بجانبها وهو يجيبها بإطمئنانٍ واضعاً كفه المُجعد على كفها :
_" متخافيش يا دلال كله عند ربك مكتوب واللي انتِ بتفكري فيه ده مش منطقي علفكره ، دي فدت إبنك وكانت مستعده تموت مكانه يعني فاهمه ده ايه .!!"
ارتبكت أنظارها بقوه وهي تهرب من عينيه المسلطه عليها ثم سحبت كفها من بين كفه هز رأسه بتفهمٍ ثم أخذ أنفاسه يوضح :
_" أيوه عارف إنتِ بتفكري فـ إيه رغم قلبك الطيب بس طبيعي مش هتخافي على حد أكتر من ولادك ، عارف إنك بتقولي إنها من ساعة ما دخلت عليكِ وابنك إتجوزها وإحنا فـ مشاكل وكمان حاسه إن في خطر على غسان ، بس إبنك روحه فيها ولو سابو بعض مش هتبقى حالتك زي دي الوقتي بالعكس انتِ هتشوفي غسان تاني غير ابنك اللي بتشوفيه الوقتي واللي بيعمله وهو مكانش كده ، مش أنا اللي هقولك يا أم غسان الحب بيعمل إيه فالـواحد انتِ أكتر واحده عارفه ، أديكي شوفتي دموعه اللي نزلت فـ عز ما كانت مستحيل تنزل قدامك حتى ألا فـ الشديد القوي ، والشديد القوي كان هي واللى حصلها "
تنهدت "دلال" تخرج أنفاسها ببطئ ثم هتفت تبرر بصدقٍ وهي تنظر له:
_" مش قصدي بس أنا قلبي واكلني كده مش مرتاحه ، ونيروز ربنا يعلم أنا بحبها قد إيه ولو كنت بحبها فـ زاد حبها الضعف بعد اللي عملته النهارده، بس دماغي مش عارفه تفكر غير فـ إن علاقتهم ببعض كده مجاش منها غير الوجع أهو لكل واحد فيهم ، ربنا يسترها ويعديها على خير !! "
إبتسم لها بإطمئنانٍ ثم نبس بنبره هادئه وهو يستند بجانبها على الأريكة يأريحيه :
_" ربنا ما يجيب وحش يا أم غسان ، إطمني وطمني قلبك !!"
قالها "حامد" بإنهاكٍ وهو يحاول بأن يُريح جسده مع بسمته الحانيه وألم اليوم النفسي قبل أن يكون ألم جسدي مُرهق، إبتسمت له بحنوٍ ثم تزحزحت قليلاً لتفسح له مكان يتسطح هو به ثم وضعت يديها على كفه وهو بجانبها تربت عليه بحنانٍ ، رقم إثنين في هذه الحالة كان واحد ، واحد في حمل الهم وحُب الأولاد والخوف عليهم ولهم ، كان رقم واحد المشترك في أنهما سويان نفسياً !..
__________________________________________
قبل ساعات ليست بالكثيره ، وقفت لحظته هو عندما خرج شقيقه من الغرفه ووقف "عز" ينظر بضياعٍ على الممرضات وهن يتفقدن حالة والدته بينما كانت "فرح" تبكى ، تلتف به الدنيا الٱن بل وعقله ليس بمكانه وكل ما حوله يُدار ، وقف يتنفس بأصواتٍ مسموعه ثم تحركت قدميه أخيراً يترك المكان بأكمله ليلحق بالٱخر الذي جعل الأحداث تنقلب رأساً على عقب ، خرج من الغرفه وقدميه تحثه علي الركض بسرعه وبالٱخر عقله الذي بث له الشر ، فـ هي والدته !! ، ركض "عز" وهو يدفع من يأتي بطريقه حتى يلحق بالٱخر ، والذي ما أن رٱه يهبط علي ٱخر درجة بالسُلم للتوجه إلى الساحه كي يخرج من للخارج هبط هو الٱخر بسرعه فائقه ، حتى ركض فالساحه ومن ثم خرج من المدخل وهو يهتف بإسم "شريف" قبل أن يقوم بالسير للطريق الٱخر ، أما "شريف" فوقف بظهره عندما وجده يهتف باسمه ومن ثم سمع صوته الحاد وهو يقول من خلفه وصوت أنفاسه عاليه حتى سمعها الآخر ممزوجة مع صوت سير السيارات على الطريق بل والهواء من ٱثر الجو ، ظهرت بـعوامل كافيه لارتباك الأجواء:
_" أنا لســه مصَفّيتش حسابي !"
ابتسم "شريف" بسخريه ثم التفت بكامل جسده حتى وجد معالم وجه لا تبشر بالخير وما أن يخرج إنفعال "عز" لن يبقي شئ كما عليه ، وقف "شريف" بثباتٍ ثم رفع إصبعه يشير له بأن يأتى مردداً بنبره جاده وكأنه يشجعه علي العراك بجديه شديده. :
_" تعالى خده !"
نظر له "عز". وهو يتنفس بقوه ، بينما صرخ على مره واحده عندما سار له خطوه واحده وهو يدفعه أرضاً حتى سقط والٱخر من فوقه يضربه بوجهه ليس بانتصارٍ بل بوجعٍ تزامناً مع قوله الصارخ :
_" أنـــا مليـــش ألا هي !، ليـــه عاوز تحـــرمني منـــها !"
طريقته في صراخه وقول حديثه لم ولن تليق بما يفعله الٱن بل وليس هذا الآنفعال !! ، طريق لا يوجد به ما يراهما إلا قليلٍ كونها منطقه راقيه وأمام مشفي كتلك ! ، حاول "شريف" بأن يدفعه بينما كان يمسكه الٱخر بقوه وهو يلكمه بوجهه وكأنه يخرج كل ما به من قساوة الدنيا عليه !! ، نهض "شريف" ثم غير الوضع بصعوبه حتى أصبح هو فوقه يضربه بقوه على وجهه هو الٱخر ، لا يوجد صراخ منه بل هو الآخر يلكمه بوجعٍ ، توجع الإثنان من الحياه بطريقه تعجز الكلمات عن الوصف لها ، هما اللذان كُتب عليهما المشقه والوجع لأقصى حدٍ ، تراخت يد "شريف" عندما وجد "عز" توقفت يديه وهو يلكمه هو الٱخر بل ودموعهما تهبط!! ، الاثنان ؟! شريف يبكي؟! ، دفعه بقوه حتى نهض بوجعٍ ثم رفع يديه يزيل الدماء الذي شعر بأنها على وجهه تهبط من أنفه ، وتأوى الٱخر وهو يفعل نفس فعلته ولكن بجانب فمه !! ، حاول "عز" النهوض بألمٍ تزامناّ مع سؤاله الذي لم يكن بمحله :
_" لـيـه !"
تحسس "شريف" جرح أنفه وهو يزيل الدماء ثم مسح دمعته بقوه وهو يبتسم بوجعٍ ثم قال ليجيبه بسخريه وكأنهما لم يدخلا بعراكٍ قبل قليلٍ :
_" بتسألني أنا ؟! "
_" أسأل مين !"
قالها بتشتتٍ ونبرته الضعيفه ظهرت بألمٍ في حين هز "شريف" رأسه بأسى ثم أجابه بتهكمٍ موٌجِع:
_" إسأل الدنيا ، وإسأل أبوك قبل أمك وليه عملت كده !"
إجابته خرجت بصدق ولكن لم يمنع طريقته المستفزه من الخروج بٱخره ، حتى نظر له الٱخر وإنفعاله يخرج مره ٱخرى ومن ثم رٱه بالفعل يرفع يديه الإثنان وهو يدفعه بقوه على الطريق قائلاً بانفعالٍ يحذره :
_" إمشـــي "
دفعه بعزم ما لديه حتى أنه رجع خطوات إلى الخلف وهبط رغماً عنه درجة عاليه ومن ثم بقى هو علي طريق سير السيارات وتزامناً مع دفعة "عز" جاءت سياره تسير بتمهلٍ ثم إصطدمت به حتى توقفت على فجأه عندما وجدته الٱخر قد وقع أرضاً بألمٍ عندما دفعته السياره بجانب جسده الأيسر حتى أنه تأوى من معدته بالجانب وذراعه ليست حد الخطوره ولكنها من الواضح بأنها ستجعل ٱثرها كدمات زرقاء اللون ، وقفت السياره مع وقوف "عز" الذي تبدلت ملامحه للبرود وكأن شئ لم يكن ، من المفترض بشخص مثله بأن يتلهف ولكن ما حدث له من الزمان بل وقبل قليل بسبب الٱخر وحالة والدته جعله بارداً ينظر فقط بتيهه، نظر وهو لم يتحرك على الرجل الذي هبط يسند "شريف" بخوفٍ وهو يقول :
_" إنتَ كويس يا أستاذ !! "
_" مـــلكـــش فيــه ، إبــعد عني!"
قالها "شريف" بإنفعالٍ جعله يتأوى من بعدها ومن ثم نهض رغماً عنه وهو يطالع الاخر ببغضٍ حتى نبس بنبره حاده :
_" اللي بينا مخلصش يا عز ، مخلصش والله ما خـلــص"
قالها "شريف" له. ومن ثم بتوعدٍ ظهر حتى للرجل الذي وقف ولم يفهم هو شئ ، إلتفت يسير بالطريق للطريق الٱخر يشير لإحدى سيارات الأجره وهو يتأوى رغماً عنه ، ركبها ما أن وقفت له بسرعه ، حتى أنه جاء دون تأجير سيارات في كل مره يكون بها متواجد بين الذين يريدهم بأن يتجرعون من نفس الكأس !! ، تحركت السياره بسرعه كما تحركت سيارة الرجل الذي فر خوفاً من أن يواجهه "عز" ، ولغبائه كان الخطأ منهما وليس منه لأنه طريق سير سيارت لا سير عام !! ، إلتفت بكامل جسده ينظر بصمتٍ على مبني المسشتفي الكبير الذي على بُعد ليس كبير ومن ثم سار بسرعه وبخطواتٍ أشبه بالركض رغم ألمه الجسدي وألم فكه ولكن كي يري ما وصلت له حالة "والدته"، حيث هو الراكض بطريقٍ إعتاد على الركض والسير به من الأساس ، طريق التعب والإنهاكً..!
___________________________________________
_" القطة كلت لسانك ؟"
قالتها "منه" التي سارت بجانب "شادي". بجانب الطريق كي يوصلها أمام بيتها ، لاحظت هي صمته وتبدل ملامحه للسكون وبشده ، خاصةً أنها علمت الٱن بأن شخصيته ليست كذلك ، إلتفت بوجهه ينظر لها ثم ابتسم بتهكمٍ قائلاً بتبجحٍ :
_" و انتي مالك!"
تحركت أنظار "منه" المستفزة نحو عينيه بغيظٍ ثم إجابته بعبثٍ :
_" مالى فالبنك يا حبيبي ! "
قالتها بعفويه شديده مما جعله يهتف باستنكارٍ ظهر على ملامح وجهه التي تتعمد هي عدم النظر إليها :
_" حبيبك !!"
_" أنا بقول حبيبي لأي حد حتى لو مش حبيبي فمتفكرش نفسك حبيبي !!"
أردفتها "منه" بإندفاعٍ كي تبرر له بطريقة غير مباشره ، في حين ابتسم "شادي" بقلة حيله ثم عاد يصمت من جديد ، استشعرت هي مدي إختناقه من الداخل ، فالتفتت برأسها تنظر له ثم قالت بنبره جامده عكس طبيعة حديثها الذي يجب من المفترض بأن يكون لطيف :
_" لو متدايق ممكن أسمعك يعني مش هيحصل حاجه "
تقذف صخور بحديثها، حرك عينيه ينظر لها باشمئزازٍ ثم أجابها بوقاحه :
_" معتش ألا إنتِ يا أم عيون قناصه ولا ايه ؟"
غزل مشمئز إذن ، نظرت له بغير تصديق ثم حركت رأسها تنظر علي الطريق من أمامها تزامنًا مع قولها :
_" علفكره ممكن يكون الكلام أحسن وأفضل من كده ، وعشان تكون عارف أنا كده كده مش هسيبلك فرصه تتعرف عليا ولا هسيبلك مجال للي بتعمله دا عشان أنا مش زي الكتاكيت اللي انتَ فاكرني منهم ، فـ لازم تفوق وتتكلم معايا بأدب عشان معلمكش الأدب يا ..شادي بيه ، ولما قولت إحكي هسمعك كان بغرض إني أخفف عنك كشخص حزين كئيب ومحدش طايقه ومش طايق حد و محتاج مواساه مش أكتر !"
حديثها الذي من المفترض بأن يكون معسول أصبح مغلف بالأتربه والغبار من قولها ، رغم دهشته من تناقض ما تقوله ولكنه أعجب بالشق الأول من حديثها ، ولم يظهر ذلك بل هز رأسه وهو يكبت ضحكاته ثم حرك رأسه منها فإردفت هي من جديد تسأله بشراسه :
_" دمك تقيل دا أولاً ، ثانياً ضحكني معاك ؟ قولت ايه يضحك أنا ؟"
_" بس يا عكاكه !"
وقفت تنظر له بصدمه ثم هتفت بغير تصديق وهي تشير علي نفسها بغيظٍ:
_" أنا عكاكه ؟"
_" أه ، كل كلامك عك وعماله تغلطي فيا وأنا ساكت وممكن أخد حقي بكل سهوله، وكمان مننستش البوكس حتى شوفي !"
قالها وهو يشير علي أسفل عينيه بمكانها ولونه الأحمر الخافت ، نظرت له بأسفٍ من أول الطريق وهي تنوي بقول ما تريده والٱن قد شجعها ، تنهدت تخرج أنفاسها ثم تحدثت بنبره متأسفه :
_" ممكن معاك حق فـ دي أنا كنت عاوزه أتأسفلك على ده عشان أشكرك عـلى اللي عملته معايا ومع جميله ، بس خساره فيك !!"
إبتسم علي أول حديثها بلطفٍ ومن ثم. تحولت ملامحه للذهول ثم هتف يقول بنبره متهكمه :
_" متتأسفيـش تاني ..أقولك؟ متتكلميش خالص "
سارت من جديد ثم رفعت يديها تشير بغير إهتمام قائله :
_" أحسن انتَ تطول اصلاً. ..! "
حرك "شادي" رأسه بقلة حيله منها وهو يبتسم ببنما تنهد يخرج أنفاسه بعد دقائق وهو يتحدث بأريحيه :
_" عارفه يعني إيه خوف؟"
إنتبهت حواسها بشده لحديثه العميق ، فحركت عينيها لتنظر بعينيه للحظاتٍ ثم أجابته بعقلانيه :
_" الخوف أنواع كتير أوي ، بالنسبالي الخوف عارفاه ، وشايفه أصعب أنواعه إني أخاف من حاجه حصلت لتحصل تاني ودي حاجه مخلياني مقعش فنفس الغلط مرتين ومسيبش فرصه للحاجه تتكرر وأنا عارفه أضرارها حتى لو طبعي وأسلوبي مش أوي بس لو ايه حصل لازم أمنع وانت؟ .."
ابتسم لوجهة نظرها حتى تنهد يخرج أنفاسه وهو يجيبها بوجهة نظره هو الٱخر والمختلفه :
_" الخوف بيجي من حاجة حصلت فـ حياتنا أو حاجه هتحصل ، ممكن حصل فحياتك حاجه خليتك تخافي من ده ، لكن أنا الخوف بالنسبالي مش رهبه من حاجه على قد ما خوفي كله راح لما أمي ماتت ومن بعدها أبويا ، وبعد كده كنت بخاف على فراق أخواتى من سفرهم لحد ما جالي تبلد فالمشاعر تجاههم وبقوا عادي كل واحد يشوف حياته بقا ، بس اللحظه اللي بيرجعلي فيها خوفي إني أخاف على حاجه لسه موجوده من زمان ، زي غسان صاحبي ، بحس إني بخاف عليه أوي كأني أبوه هو الحاجه الوحيده اللي بقيالي من الدنيا الوقتي وحالياً يعني لو حصل حاجه هلاقيه قبل إخواتي ، عارفه ..؟"
صمت يتابع ملامحها التي لانت وهي تنصت له باهتمامٍ فابتسم يواصل مره أخرى :
_" ببقى عارف هو بيفكر ازاي وعاوز يعمل إيه ، ببقى عارف لما أبص وأشوف رد فعله هو حاسس بـ ايه وايه اللي محاول يداريه ، أنا مشوفتوش تايه كده وخايف للدرجه دي ، في وقت ما كان هو بيعمل مش فارق معاه وأنا كنت بنهارله كان بيتقهر هو من جوه ، بس الحب حلو برده..، يعني بيخلى الواحد يخرج كل مشاعره اللي جوه حتى لو مكانتش حب ، بيظهر الحقيقه وحقيقته توجع لو هو بيبقي فعلاً كده من جوه وحد قريب منه بيتوجع !! "
حديثه نبع من أعماق قلبه ، لم يسمي صديقه بل يسمي خله الوفي ورفيق دربه وأيامه ورغم البعد يلتقيان !! ، أثار حديثه إعجابها وبشده حتى أنه. ظهر في نبرتها العفويه وهي تردد :
_" انتو بجد علاقتكم كصحاب جميله أوي ، تعرف إني بحب أشوف صداقة الولاد وبصدقها أكتر من صداقة البنات !!"
عقد حاجبيه بتساؤل ، بينما هزت رأسها تنفي ما يفكر به قائله بتوضيحٍ :
_" مش قصدي إن صداقة البنت وحشه بالعكس دول لو حبوا بيحبو بجد ، بس ممكن تكون نقطة الغيره عندهم موجوده ودي طبيعه يعني ، بس بقول من قوة الصداقه يعني قليل أوي لما بشوف علاقة فيها غيره من ولد للتاني ، بيبقوا علي طبيعتهم مع بعض محدش محتاج يبقي متصنع ، كـ ولاد بحسها مريحه وكل واحد فيها ببقي علي طبيعته أوي كده !"
هز "شادي" رأسه بتفهمٍ ثم ابتسم يهز رأسه بالتأييد حتى أجابها:
_" وجهة نظر ، بس أنا شايف مادام في إخلاص وأصل قبل الحب تبقى متفرقش بقا علاقة مين أحسن وأريح وأقوي ، ولو هتكلميني عن الأصل فـ أنا عرفت غسان بقلة الأصل أصلاً ..!! "
ضحكت "منه" بخفه ومن ثم توقف أمام مبني صغير مما دل علي أنه بيتها ولكنها وقفت تستجوبه حتي ابتسم يجيب بأريحيه :
_" كان منقول من سكن لسكن تاني عندنا وكنا ساعتها فـ إعدادي مش فاكر فـ سنه كام بالظبط بس فالٱخر اكيد مش قدام أوي ، كنت بتخانق مع واحد كان بيحب بنت أنا بحبها ، وكان ساعتها غسان موجود وشافني وأنا بتخانق فـ دخل يدافع عني ولما لقى العدد كتر حواليه وكله ملفوف حواليا وحواليه قام بطل ضرب فاللي كنت قصاده ودور الضرب فيا لحد ما عدمني العافيه وبعدها كل اللي واقفين كانو بيزيطو معاه ، عشان يخلع منها عمل فيا كده وبعدها جه اتأسفلي وحضني وقالي " متزعلش ما أنا مش هضّرب عشانك يعني وأنا معرفكش فعرفني بيك عشان أضرب معاكّ المره الجايه " ، وثبتني إبن الإيه وكنت أكبر كلاون وأنا بسامحه !"
لم يسمع هو سوي صوت ضحكاتها العاليه بقوه وهي تضع يديها علي فمها كي لا تخرج الأصوات ولكنها خرجت منها ، فنظر هو لها تائهاً بعفويتها حتى نظرت له تردد من بين ضحكتها :
_" هغير نظرتي فصداقة الولاد ، هخليها صداقه الأندال ..!"
_" وأجدع ندل عرفته والله !"
قالها بضحكٍ ، فأشارت له بالوداعٍ وهي تصعد السُلم ومن ثم التفتت تنظر له بغيظٍ حينما هتف هو بصوتٍ مرتفع كي يصل لها :
_" يعني بعد كل ده مش هتجيبي رقمك !"
_"روح يا شادي..بيه "
_"سلام يا أم عيون قناصه "
قالتها بسخريه وهي تلقبه اللقب الذي لا يليق عليه بتاتاً ورغم طبيعة عمله ولكن لا يظهر عليه أي نوع من أنواع الرسميه بل كان بسيطاً ، ابتسمت وهي تكمل صعودها ، بينما إلتفت هو يرجع وهو يسير نفس الطريق ولكن بمفرده بعد إردافه بخفوتٍ عندما إلتفت يسير :
_" دي طلعت عيونها قناصه يواد يا شادي ومراعتش الجريح زي ما ويجز قال بالظبط !! "
_____________________________________________
... وقفّ هو أمام باب الشقـه بعدما فر هارباً وكأنه هرب من الخطر بأكمله ، لا يعلم هو بأنه كان هو الخطر نفسه ومازال ، دق الباب بقوه وهو يمسك معدته من ٱثر ضرب "غسان" بها ، استغرق "ٱدم" وقت عندما نهض يفتح باب المنزل ، وما أن فتحه ذهل من شكل وجه الٱخر الذي وُجد به كدمه زرقاء ، وملابسه ليست مرتبه إلى حد منظم ! ، بل ركب هو سيارة أجره سريعاً ولم يأخذ الوقت الكثير بسبب صغر المسافه ، أسنده "آدم" سىريعاً وهو يدخله إلى الداخل حتى أغلق الباب بقدمه سريعاً وهو يتوجه به ليجلسه على الأريكه تزامناً مع قوله المتساءل بلهفه :
_" إيـــه اللي حصل !! "
إستند "حسن" على الأريكة وهو يتأوى ثم أخذ أنفاسه مع محاولته للرد عليه وهو يتوجع مع نبرته الحاده المنفعله :
_" هموته يا ٱدم ، هموت ابن عمك! !"
حرك "ٱدم" رأسه باستنكارٍ ثم قدم له الزجاجه يتجرع منها تزامناً مع قول "ٱدم" المستنكر :
_" تموت مين انتَ عبيط ولا جرا لـ مخك حاجه.!! "
_" هموت غسان هموته .. السكينه مجتش فيه جت فيها وفلت منها ..بس مش هسيبه ،وربنا ما هسيبه!! "
قالها ومن ثم دفع الزجاجه بيديه لتهبط بانفعالٍ ، وكأنه يقول حديثاً عادياً ، حملق "ٱدم" به بصدمه وهو يهتف بصراخٍ من ما يسمعه :
_" انتَ إتهـــبلت، سكينة إيــه وجــت فــ مين !!"
قالها بصدمه وقد جمع عقله ما فعله الٱخر ، فهز له "حسن" رأسه بإنفعال وكاد أن يمد يديه يهزه كعلامه بأن يفوق الٱخر ، لايعلم هو بأنه من يحتاج لذلك ، عاق يديه مسكة يد "ٱدم" له وهو ينهض بانفعالٍ ثم هتف بنبره مرتفعه يستجوبه :
_" دي مصيبه ، انتَ مستوعــب ؟ ، السكيــنه جت فــين ، إنطــــق !"
_" معرفش !"
قالها ببرود عاد بعد إنفعاله منذ قليل ، دفعه "ٱدم" وهو يترك يديه حتى رجع إلى الخلف على الأريكه وهو يسمعـه يهتف عالياً له :
_" يعــني إيـــه متعرفش ، لـــو حد دور عليك ، أول مكان هيدورا فيــه هـــنا يا غبي ، غســـان مش هيســــيبك والموضوع مش هيمشي كده ، انتَ لازم تمـــشي ، لازم تمــــشـــي يا حســــن "
قالها وهو يحثه بصوته القوي وهو يصرخ به ، بينما إعتدل "حسن" بتأوى ثم أجابه وإنفعاله يخرج مره أخرى :
_" أروح فيــــن هـــو أنـــا عــارف مكــان غيــرك !"
_" بتتصــــرف مـــن دمــاغك ليه يا *** ، أنــا المفروض عليا أعمــل إيه أخبيك هنا وبدر لو عــرف ممكن يمــوتني فيــها بعد اللي إنتَ عملتــه ، ولا أخــبــيـك وانتَ كنت عاوز تمــوت ابن عمـي اللي لو عرف إنك عندي هيــجــي يطربق الدنيــا على دماغنا ؟؟"
قالها "ٱدم" بصراخٍ وهو يدفع أحد المقاعد بعصبيه ، بينما نهض "حسن" ينظر له بغضبٍ حتى قاطع ما سيقوله نبرة "ٱدم" الذي أمسكة من تلابيبه بعدما إلتفتت وهو يلومه بنبره غاضبه:
_" هنعـــمل إيـــه يــا غبــي ، أنــا مش قولتلك إتقي شره ، قولتـلك إنه مش زي ما انتَ شايفه ولــو قــام عليكّ هيزعــلك ، مين هيشيــلنا إحنا الإتنين من إيـــده الوقــتي يا *** "
كان يهزه بيديه بقوه وقد وصل إلى أعلى درجات غضبه ، سكن "حسن" بين يديه لم ينبس بشئ ، ببنما تراخت يدي " ٱدم" وهو ينظر حوله بتشتت فقد يتوقع قدومه بأي وقت وأي طريقه ، توجــه سريعاً يغلق الباب بقوه من الداخل ومن ثم جذب مقعدين كي يضعهم خلف الباب حتى لا يُفتح بسهوله ، إلتفتت سريعاً يقف من أمامه مره أخرى فقد تشتت بين أمرين ، إلى أين سيذهب الٱخر ، لا يعلم بأنه يجلب المصائب له هو الٱخر !! ، تنهد يخرج أنفاسه بقوه ثم دفع ناحيته المقعد حتى اصطدم بقدم "حسن " عندما هتف "آدم " :
_" خلينـا قاعدين مستنينه يجي فأي لحظه ، كله بسبب غبائك !! "
_" هنتصل بشريف يقعدنا عنده !"
قالها "حسن " ببساطه وهو يطالعه بينما ابتسم "ٱدم" بتهكمٍ وهو يجيبه :
_" شريف أه ، دا لو رد عليك ، هو ده حد بيعتمد عليه ، أراهنك إنه مش هيرد وجرب مش هنخسر حاجه زي ما بجرب وبخسر أنا ..!! "
وجد اليأس بحديثه كما كان لديه أيضاً بعض اليأس من الطرف الثالث ، نظر له بصمت ومن ثم جلس من جديد عندما دفعه "ٱدم" بقوه وهو يتخطاه مع سبه له الذي خرج من فمه بضيقٍ مغلف بأواخر الإنفعال، أحدهما يعلم مدى وصول شر الٱخر والآخر لا يتوقع بأنه سيفعل شئ ..!!
___________________________________________
بعدما إنتهى من إرتداء ملابسه المريحه في مرحاض شقتها هي ، ومن ثم توضأ هو ليؤدى ركعتين لله كما إعتاد فـ وقته الصعب ، فكرة ضياعها منه باتت تؤلمه وبشده وكأن الغصه المريره لم تكن بحلقه بل بقلبه ومتوقفه ، لحظة إستنكار لغيره بـ ردة فعله الغير معهود ، تخلل تعلقه بها به وبقوه حتى أنه بات يشعر بأنه الذي يهاب الفراق وليست هي !! ، ما مر منذ زواجهما قولاً ليس هين ، بل كان أذى جسدى لها وحدها كما كان نفسي له وبشده ، في كل مره يجاهد هو بأن يحميها وبالفعل يستطع حمايتها ولكن المعهود دائماً بأن فكل مره تتأذى وتتوجع هي ، شعوره بتأنيب الضمير ومراجعة نفسه في كل شئ حدث منذ عقد القران لا يتركه ، الأولى كانت تجاهد لأنها زوجته وتألم جسدها بشده من ضرب زوجة عمها ، أمـا الثانيه فكان من المحتمل بأن ترحل هي عنه وعن الحياه وكل ذلك لأجله وحمايته ، ما الذي يدفع الإنسان ليعرض روحه للخطر بإرادته !؟ ، طوى سجادة الصلاه الخاصه بها ثم نهض يضعها بهدوءٍ على المقعد الخشبي الموضوع عليه مفرش به رسمة ورود كثيره ومتشابكه إبتسم بسمه صغيره على ما تضعه في كل شئ يخصها ، توجه ناحية الفراش ثم جلس بجانبها يضع يديه علي جبهتها ، وباليد الأخرى أمسك يديها السليمه يتحسس نبضها وهو يتملسها بحنوٍ ، يتجنب النظر إلى جرح ذراعها ولكنه نظر ، علي أية حال موضوع عليه لاصق طبي أبيض كبير وإن نهضت ستضع حامل ذراعى ، تحكم بقبضة يديه المتكوره عندما شرد بـ "حسن" ، بالتأكيد هرب يعلم هو بأنه لم يكون اليوم بشقته، هروبه كان في غاية السهوله عندما إنشغل الجميع بما حدث ، تحركت عينيه سريعاً عليها عندما وجدها تتملل بأنين وهي تحاول أن تحرك ذراعها وجسدها ، أعلمه شقيقه بأنها ستفوق بعد مده ليست كثيره بل وجلب له الدواء والحامل الذراعي ، كما علم هو بأن كل منهم دخل إلي غرفته الٱن ، الليل الهادئ والقاسي بنفس ذات الوقت !! ، ربت على رأسها بهدوء وهي تخرج أنين صوت خافت من ألم خياطة الجرح والذي خرج منه المخدر تدريجياً ..، ضمت "نيروز" عينيها بقوه ثم فتحتها تدريجياً وهي ترمش ببطئ أمام أنظاره المتمعنه على وجهها وبالٱخرى يمسك يديها ، إبتسم "غسان" رغم ألمه. ومن ثم خرجت نبرته المتلهفه يهتف باسمها :
_" نيروز ! "
لم يرى هو سوى ابتسامه صغيره رغم ألمها وهي تنظر له ومن ثم تمسكت بيديه بقوه كي تستطع بأن تعتدل ولكن خرج منها تأوي مؤلم من ذراعها أوقف حركتها ، جعلته يستقيم بسرعه وهو يتحدث بلهفه :
_" إستنى خليكي ، هسندك براحه"
قالها ومن ثم رفع ذراعيه الإثنان يمسكها من أسفل كتفيها حتى تحركت وهي تحاول عدك تحرك ذراعها. ، ابتسمت له بحنوٍ عندما إستطاعت أن تجلس الٱن ، رفع هو الغطاء ثم دخل ليجلس بجانبها وهو يضعه من جديد عليهما ، ومن ثم نظر لها وهو يمسك ذراعها المجروح بألمٍ ، ألا يستطيع التحدث ؟ ولا النظر لعينيها ؟! لم تكن ردة فعله هذه المعهوده لديها ، تفهمت هروبه من نظراته حتى تحدثت هي أخيراً بنبره هادئه تسأله :
_" مبتبصليــش ليه ؟"
رفع "غسان" بنيته الداكنه يواجه بنيتها الفاتحه ثم أجابها بضياعٍ وهو يسألها بلومٍ مُتهكم :
_" يعني مش حاسه إنك كنتي هتروحي فيها ؟ "
سؤال سأله لها بطريقه جامده وبنفس الوقت ضعيفه منه ، رأت الخوف والضعف بعينيه بل ولمعة الدموع لم تنطفئ بعد وكأنها تنتظر لتراها هي حتى تختفي ، إبتلعت ريقها بألمٍ ثم تنهدت تأخذ أنفاسها قائله بتوضيحٍ كان عليه هو وجع :
_" مروحتش فيها ، بس صدقني مكنتش هستحمل لو حصل ليك حاجه ، أنا بتعب ومبلقاش حل للتعب ده ، مبلاقيش حل ليا وانا بفكر لو حصلك حاجه أنا ممكن يحصلي إيه ، أنا مش عاوزه وجع نفسي يا غسان ، لو جت علي قد وجع جسدي عشان متوجعش فيك أهون مليون مره من وجعي عليك "
حرك "غسان" أنظاره التائه لعينيها ، بل وحديثها كان مبثابة داء وبنفس الوقت دواء ، شعر بعدم قدرته على الرد ، لذا تنهد يخرج أنفاسه ثم عدل من حركة وجهه ليقابل وجهها ثم خرج حديثه بعد لحظاتٍ يواجهها بهجوم في الحديث:
_" وأنا وجعي وخوفي ملوش قيمه عندك ؟ إنتِ لما تروحي فيها أنا مش هتوجع صح؟ هو انتِ ملك نفسك لوحدك ؟ محدش ليه فيكِ ولا خايف عليكي لـ تروحي منه ، أنا ليه قولتلك إبقي بعيد ومتقربيش وليه قفلت عليكي باب الأوضه!! ، انتِ مش حاسه بيا وحاسه بتأنيب الضمير اللي أنا فيه فكل مره بتتحطي فيها فـ أذى ، أنا مش عاوز لا أذى نفسي ولا جسدي ولا أي أذى خالص ليكي ولا ليا ، أنا عاوزك تبطلي أنانيه وتبطلي تفكري فاللي هيحصلك ، وتفكري فيا وفاللي هبقي فيه مش فيكي وفاللي حاسه وهتحسي بيه واللي هيحصل ليكِ ايه ..!! "
تجمعت الدموع بمقلتيها من حديثه رغم أنه هادئ ولكن طريقته بقوله كان كمن ظلمته ظلم لا يوجد بعده كما كانت الكلمات جامده ، نظرت له بتيهه ثم نبست ترد بنبره مختنقه تلومه :
_" أنا مبفكرش غير فـ نفسي عشان خايفه عليكّ؟! ، أنانيه عشان دماغي بتوجعني من التفكير إن ممكن يحصلك إيه ، تقدر تقولي كان. ايه هيبقي رد الفعل لو انتَ السكينه جت فيك. وصابتك بلاش خليتك تروح مني!! ، عارف كان هيحصل ايه؟ ، انتَ مش فاهم أنا بحس بـ ايه ولا بفكر إزاي وأنا خايفه لاانتَ ولا اللي منك يتأذي بسببي وبسبب علاقتنا اللي جت فـ وقت مش مناسب ..!! "
كان أول الحديث دموع عينيها ولكنها أكملت عندما رفعت يديها تمسحها وهي تواجهه بحده ، نظر لها "غسان " بصمتٍ حتى حرك عينيه عليها وهي تجلس مستنده بينما هتف بعدها باستنكارٍ به من الحده ما وصل لها رغم عدم توافق الوقت مع هذا الحديث :
_" مش مناسب !! ، كان إمته هببقي الوقت المناسب ، أو قوليلي حسن كان هيختفي من على وش الأرض إمته هو وامه وابوه طالما مش مناسب وهنستناه يكون مناسب ؟!! ، ولما هو مش مناسب وافقتي نكتب كتابنا ليه وقولتيلي أنا معاك فـ اي حاجه ، جايه الوقتي بتحسسيني إني جيتلك وخليتك تاخدي الخطوه غصب عنك ؟ وكمان مش بموافقتك ! "
صمتت تستمع إلى كلماته التي كانت تهاجمها ، كلماته التي اعتبرتها صحيحه كونها أردفت حديث مندفع دون وعي ! ، نظرت له من جديد عندما هتف قائلاً مره أخرى يواصل بقية كلماته وحديثه :
_" انتِ مش عارفه انتِ بتقولي ايه يا نيروز ، ولو عارفه وواعيه يبقى أنا اللي بأذيكي وانتِ عاوزه تقولي ده بس مش عارفه تقولي كده !! .."
حركت رأسها بالنفي بلهفه ثم هبطتت الدموع منها علي وجنتيها وهي تجيبه بنبره متحشرجه :
_" لا يا غسان ، إنتَ عمرك ما كنت أذى ليا إنتَ ووجودك ، بالعكس أنا اللي حاسه إني بأذيك وبأذي اللي حواليكّ عشان أنا اللي جيبتلكم المشاكل من ساعة ما جيت ولا عمري كنت هسامح نفسي لو كنت انتَ اللي إتصابت أو حد منكم ، أنا بحبك ومن ساعة ما بقيت جنبي وأنا حاسه بالأمان محاوطني ، بس خايفه عليكّ وعلى نفسي ليحصلك حاجه ومش غلط لو قولت كده صدقني "
دموعها وضعفها وحتي خوفها الذي يقف عائق الٱن بينهما يضعفه ، يكفي شرح حاله بأنه يحثها علي عدم الخوف لمرات كثيره ماذا بعد ؟! ، رفع ذراعه يضمها نحو صدره وهو يتنفس بعمقٍ ثم رفع يديه يمسح بأنامله دموعها التي تهبط على وجنتيها تزامناً مع خروج أنفاسه من على صدره الذي يعلو ومن ثم هبط :
_" مش هبطل أقولك متخافيش ..يبنت الأكرمي .."
إبتسمت علي حديثه الذي عاد لين ، حتى رفعت رأسها المستند على كتفيه وصدره وهي تمسح بيديها دموعها المتبقيه ومن ثم ابتسمت بإتساعٍ وتأثرٍ عندما وجدت حنانه قد غلب وبقوه عندما توجه برأسه يرفع شفتيه ليقبل قمة رأسها بهدوءٍ ، رغم صحة حديث الطرفان ولكن أيقن كل منهما أن وقت هذا الحديث ليس الٱن ، بعدما انتهي ؟! أو لم ينتهي بعد !!
_"عارفه الست قالت ايه بقا ..؟! "
قالها "غسان" من ببسمه صغيره كي يخفف عنها بينما تابعت بتساؤل تجيبه:
_" إيــه ؟!"
_"وعمري ما اشتكى من حبك مهما غرامك لوعنى"
قالها بهدوءٍ ، فنظرت له بحبٍ وقبل أن تجيبه وجدته يلمح لها بقول ٱخر وهو يغمز لها :
_"وخليني جنبك خليني ، فحضن قلبك خليني !"
إبتسامة علي محياها زينته ومن ثم وجدته يطالعها بحنوٍ وهو صامت ، ودت لو تفعل شئ تعبر له عن أسفها لما شعر به بسببها هي ! ، تعلم أنه يرهق نفسياً لأجلها ، توجهت بوجهها ثم رفعت يديها تضعها علي وجهها حتى قربت وجنتيه منها ثم قبلته من وجنتيه بحبٍ ولأول مره تفعلها هي وهي تتخلي عن خجلها منه ، بل ينسحب الخجل تدريجياً بسبب عبثه هو ، ضحك بخفه رغم دهشته ثم رفع يديه يصفق قائلاً بحماسٍ :
_" ولع الدنيا !!"
خرجت ضحكاتها العاليه حتى أنها تأوت ، فوجدته يربت عليها بحنانٍ ثم غمز سريعاً وهو يردد :
_" دوري أنا بقا ؟!"
نظرت له مبتسمه ببنما أمعن هو النظر بملامح وجهها الذي حفظها عن ظهر قلب ، حفظ ملامحها التي حُفرت بذاكرته ، نظر لعينيها الدافئه ومن ثم شفتيها وجرح ما بجانبها الذي كان موجود بغير لاصق طبي ، ٱثره الخافت بلونه الٱحمر وقشرة الدماء التي تزول تدريجياً ، إعتدل بجلسته وعينيه تقابل عينيها للحظاتٍ بصمتٍ حتى توجه ببطئ يقبل جرح ما بجانب فمها بخفه ثم إعتدل مره أخرى ، قبلة أسف عن كل ما يحدث لها بسبب ما هم به ، تسارعت دقات قلبها من فعلته ثم حركت أنظارها بعبثٍ لمكان ٱخر حتى تفاجأت به بجانب أذنها يهمس. بجملته العبثيه :
_" يحلاوة القلب لما يدق يدق .."
قالها ومن خرجت ضحكاته بعبثٍ علي وجنتيها الورديه ، رفع ذراعه يأخذها لتستند عليه وبداخل أحضانه ، مالت تتنفس بعمقٍ وارتياحٍ ورغم علمها بأن المواجهه فعلت به الكثير كما بها ولكن كل منهما صمت ، سمعت هي صوت دقات الباب ، بينما نهضت هي تعتدل وهي تشير له قائله بهدوء :
_",الباب بيخبط !"
نهض بمللٍ وهو يزيح الغطاء عنه ثم سار بخطواتٍ ثابته هادئه يمد يديه ليفتح الباب، حتى وجد "سُميه" ويسندها من الناحيتين "ياسمين" و"ورده" بينما كان يجلس بالخلف علي المقاعد في الصاله "بدر" و "حازم"
_" ايه ؟ هتصورنا ؟"
قالتها "ياسمين", بغيظٍ من ٱخر مره كانت بها معه ، وكزتها "ورده" بينما هتفت "سميه" بتوبيخٍ لها :
_" عيب يا بت !"
ضحك هو وهو يحرك رأسه ثم أفسح لهما الطريق ومن ثم خرج بعدما دخلن هن حتى أغلق الباب خلفهن وهو يتوجه لهما بالصاله ، وقف "بدر" ينظر له بينما ابتسم له " غسان" باطمئنانٍ ، إلى أن تحركت قدميه ناحية "حازم", الجالس بصمتٍ ثم أشار له بأن يقف قائلاً بحزمٍ :
_" أقــف !! "
نظر له "حازم" باستنكارٍ ثم لبى غرضه رغم أخذه موقف منه ، نهض يقف وقبل أن يتحدث رفع "غسان" ذراعه يضمه من الخلف داخل أحضانه مردداً وهو يربت علي ظهره من الخلف :
_" حقك عليا يا حازم ، متزعلش مني "
ابتسم "بدر" عليهما ببنما رفع "حازم" يديه يربت علي ظهره العريض هو الٱخر قائلاً له بهدوء:
_" خلاص مش زعلان يا غسان ، عارف إن وقت الغضب بيعمي ،ولو كنت زعلان فـ كل حاجه من نحيتي تمام !"
نظر له "غسان " وهو يبتسم بينما جلس "حازم " من جديد تزامناً مع غمزته بقوله :
_" الا قولي ريحة هدومك بنج ليه ؟"
إعتلت ضحكات "بدر" في حين حرك "غسان " كتفه ببساطه مردداً بثباتٍ :
_" أصلي كنت بحضن ، وانتَ عارف الحضن بيلقط أي حاجه "
قهقه "حازم " و"بدر" عالياً ، ومن ثم فُتح باب الغرفه و"ياسمين" تشير لـهما بالمجئ ، وقفا هما إلا أن توجه "غسان" أولاً ثم سار ناحية الغرفه فوجدها مرتديه حجاب رأسها وتجلس معتدله لتستعد بمقابله زوج شقيقتها وزوج الٱخرى ، ابتسم وهو يقف حتى دخلا الإثنان ، مع قول "حازم" لها :
_" ألف سلامه عليكِ يا نيروز "
ابتسمت له "نيروز" بإمتنانٍ ، في حين سمعت صوت "بدر" هو الٱخر :
_" حمد لله على السلامه يا نيروز ، شدي نفسك واجمدي كده"
ضحكت"نيروز" بخفه وهي تجيبه بلطفٍ :
_" إن شاء الله!"
عادت تنظر إلي وجه والدتها بتمعن في حين إنشغال الٱخرين ، فلاحظت "سميه" نظراتها المتمعنه علي تعابير وجهها المرهقه ، حتى هتفت تهرب من نظراتها قائله يابتسامه :
_" طيب أنا هقوم أرتاح يحبيتي ، وياسمين هتعملك حاجه سخنه وورده هتطبخلك لسان عصفور كده يفوقك !"
قالتها وهي تنهض ناظره علي خروج "حازم" و"بدر" بينما إعترضت"نيروز" وهي توقف من حركة "ياسمين" والٱخرى :
_" لا متتعبوش نفسكم ، أنا مش عاوزه أكل ، لو إحتاجت هقولكم "
_" وأنا روحت فين ، أنا رنيت علي دلال تعملها حاجه تاكلها ملوش لزوم متتعبوش نفسكم !"
قالها فأومأت له "سميه" بإمتنانٍ كما فعلت"ورده" بينما هتفت "ياسمين" باستفزازٍ :
_" منتعبش نفسنا إزاي هي مش أختنا !! "
سحبت "ورده" يديها بينما وزعت "سميه" نظراتها ثم ثبتتها علي بتوبيخٍ في حين كبتت "نيروز" ضحكاتها ، فوقف "غسان " يطالعها بتحدي ثم أجابها بثقه:
_" أختك انتِ لكن مراتي أنا "
قلبت عينيها بمللٍ منه ومن ثم سحبتها شقيقتها خلفها للخارج بينما وقفت "سميه" ترفع يديها تربت علي ذراعه بأسفٍ :
_" معلش يا بني متقصدش !"
نظر لها "غسان" وهو يبتسم بهدوء كعلامه بأن لا عليكِ من الٱمر ، حتى توجهت هي تلتفت ، فهتف هو يوقفها قائلاً ليعلمها :
_" متتعبيش نفسك النهارده ، أنا هفضل جنبها وهديها علاجها وابقي أمشي الصبح لما تبقي كويسه شويه "
_"براحتك يا بني ، .. وأنا واثقه فيك."
إنتظرته بأن يتحدث كي لا تقع هي بما وقعت به من قبل عندما حدثه بطريقه لم يحبذها ، نظرت "نيروز" لها بلومٍ بينما هز رأسه فقط لها دون تبرير حتى إلتفتت تغلق الباب من خلفها ، طالعته بصمتٍ إلى أن اعتلت ضحكاتها وهي تتساءل بمرحٍ رغم تأويها الخافت من الضحكات التي هزت من ذراعها وجرحها :
_" هو ايه حكايتك مع ياسمين!! "
نظر لها "غسان" وهو يتجه ليجلس بجانبها على الفراش تزامناً مع قوله وهو يحرك كتفيه بجهلٍ :
_" معرفش حكايتها إيه ، كأني قاتلها قتيل !"
ضحكت "نيروز" بخفه ثم ابتسمت بهدوء توضح له طبيعة شقيقتها :
_" علفكره طيبه أوي واللهِ وعمر ما الطريقه بينكم يعني كانت كده بس عشان هي عارفه كويس إحنا ايه ، هو ممكن خافت عليا ومعرفتش تعبر غير بكده ، هي لسه حكيالي اللي حصل وبصراحه يعني ..."
صمتت عندما تذكرت المرٱه ، ولكنه إنتظرها تكمل بتسليه حتي قالت ما توقع هو بأنها سترميها علي مسامعه:
_" انتَ اللي قليل الأدب !"
_" أنا ؟!"
قالها "غسان" ببراءه فهزت رأسها بخجلٍ وهي تكمل رغماً عنها :
_" أه مكنش لازم توضح لها إنك بتبص فالمرايا وترد قصادها وهي ٱصلاً مبتسكتش !! "
_" لما بحلف بالله مبحلفش بيه كذب يا رزه وعشان كده أنا مش مضطر أبرر بس بقولك والله ما بصيت فالمرايا ونزلت عيني أبص فالأرض لحد ما هي خلصت "
لم يحرك نظراته بالفعل عليها وهي ترتدي ملابس أخرى نظيفه ، إستشفت صدقه ، أما هو فتحلى بالأدب ولم ينظر ، هزت رأسها تومأ بينما وقف هو يعتدل ثم قال بجرأه :
_" أنا أه قليل الأدب بس بمزاجي وفالوقت اللي أنا عاوزه مش اللي أختك عاوزاه ، هي لو مكانتش عملت كده يبقى ميتقالش عليها أخت مكان أخ زي ما قولتيلي .."
نظرت له بتفهمٍ رغم غيظه ، بينما إستنكرت هي وقفته ، ولكنه مد يديه سريعاً كي تمد يديها تضعها بكفه حتى تنهض ببطئ وهو يسندها ، إلى أن وقفت ومن ثم التفت ينظر خلفه علي الحامل الذراعي حتى جلبه بخفه وهو يفتخه ثم أمسك ذراعها بحنوٍ يدخله به ومن ثم علقه بداخل عنقها حتى أسنده أخيراً وهو ابتسم قائلاً بمرحٍ :
_" يلا أنا أحطه مره وانتِ مره وأديها ماشيه ، وموسم الأحضان بيتعطل !"
ضحكت بقوه وهي ترفع يديها الٱخرى توكزه بصدره بعفويه شديده كما تفعل عادةً عندما تضحك بقوه ، لاحظ هو فعتلها هذه والسابقه حتى أن حركتها لاقت إحسانه وإعجابه بشده ، أمسك يديها بسرعه قبل أن تسحبها ثم رفعها يقبلها برقه ومن ثم رفع يديه يربت الأخرى علي وجنتيها الساخنه حتى أنه مد يديه يزيح حجاب شعرها وهو يلقيه علي الأريكه ثم إلتفت يفك عقده شعرها وهو يفرده تدريجياً خاصه أنه لن يسترتسل لأنه مموج بطبعه ذو لون بني ، تنحنحت بحرجٍ حتى أنه فرده وقد أخذ لحظاتٍ عندما فرده عن بعضه ومن ثم دار وجهها له وهو يجلب خصلات منه إلا الأمام عند جبهتها ثم نظر لها بإعجابٍ مردداً بغمزه عين :
_" كده أحلى، كده بطل !"
ابتسمت له بخجلٍ ، فواصل يكمل من جديد بإعتراف صادق وهو يري لون خصلاتها ولون عينيها :
_ "وربنا ما حبيت البني من قليل !"
تنفست بأريحيه مع خروج ضحكتها الخفيفه الذي أمعن النظر إليها ومن ثم باعترافه الٱخر قال وهو ينظر لها مع تمرير يديه على خصلاتها المموجه فرده له كان كعلامه لتغيير النفسيه وجعلها تتنفس براحه أكثر خاصةً بعد المخدر والذي يخرج أثره تدريجياً من الرأس:
_" أنا مبعرفش أسرح الشعر ولو كنت مسكت المشط مكنتش هتحكم ولا هعرف أسرحه، بس سيبه كده علطول أنا بحبه كده من غير أي حاجه زي ما بحبك انتِ وبساطتك من غير ما ما يحصل حاجه بردو عشان تلفتني ليكِ "
أخفى فشله في تمشيط الشعر بغزله بٱخر حديثه ذلك الغير هين ، أما الكلمات فكانت صادقه وبشده كل ما يفعله هو بأنه يمشط خصلاته للخلف وفقط أما شعرها الطويل فيكف سيمشطه وهو جاهل بذلك ، رفعت يديه تزيح خصله نزلت على عينيها ثم أجابته بابتسامه واسعه :
_". وأنا بعرف أسرحه عادي ،كده مش محرومين من حاجه "
ضحك بخفه ثم توجه يفتح الشرفه حتى دخل من قبلها يهبط من الستار كي لا يراها أحد بشعرها دون حجاب ولكن لم يغطي الستار ناحية شرفته بل تركها تأتي لهم بنسمه هواء ، أشار لها بالمجئ ثم جلست هي على المقعد حتى أنه وقف يمسك دورق المياه وهو يسقي زرعها و ورودها القليله الرقيقه مثلها تزامناً مع قوله المهتم :
_" لازم تاكلي عشان تاخدي الدوا علفكره "
صدح صوت هاتفه بجيب ملابسه الرياضيه المريحه، حتى استقام يقف بعدما كان يستند ليسقي الزرع ، فتحه يجيب أخيراً بهدوءٍ :
_« ماشي هاتيه أنا واقف !»
قالها ومن ثم أغلق الهاتف تحت نظراتها المستغربه ، وضع الهاتف بجيب بنطاله ثم وقف يسقي الزرع من جديد بهدوءٍ حتى سألته هي متجاهله ما حدث :
_" بتعرف تطبخ ؟"
_" هو مش المفروض أنا اللي أقول كده بردو ولا الدنيا حالها إتشقلب !"
قالها وهو يضحك بخفه موليها ظهره مع سقيه للزرع بالترتيب ، سمع هو صوت ضحكاتها فأجابها بهدوءٍ بعدها :
_" أنا فاشل في حكاية الطبخ والمطبخ ، أنا أعمل لمون بالنعناع أه لكن أكل لأ ، الله يصلح حاله بسام هو اللي غاوي المطبخ وكان بيعمل الأكل لو دلال تعبانه أو نايمه ويجيبه لينا أنا ووسام ، ولحد دلوقتي بيدخل المطبخ ساعات يعمل سندوتشات ليا ولوسام لما تكون بتذاكر ، أنا مبعرفش أسرح ولا اطبخ مبعرفش أعمل حاجه من دول !"
قالها ببسمه واسعه وكأنه فخر وهو يلتفت فوجدها تنظر له بسخريه مردده :
_" أومال بتعرف تعمل ايه ؟"
_" بعرف أحب !"
قالها يغمزة عين فضحكت هي وهي تبادله غمزة عينيه ، ومن ثم سمع هو صوت فتح باب الشرفه الخاصه به حتى ظهر من أمام نظراته والده ووالدته وشقيقته وصديقه وشقيقه الذي لم يذهب للعمل !! ، إبتسم لهم وما أن رأي "بسام" شكلها وهي تجلس دون حجاب ، حرك نظراته سريعاً بخجلٍ ثم نظر لشقيقه قبل أن يدخل مجدداً وهو يسحب "شادي" معه كي لا يراها كذلك هو والٱخر ، إنشغل "غسان" بـ "والدته" والاخرين حتى أن "نيروز" نهضت ببطئ تتوجه لهم وهي تطمأنهم بحبٍ ، بينما قامت "دلال"برفع يديها بالصحن الموجود به الطعام الصحي ليأخذه "غسان" من بين يديها بامتنانٍ ، حتى هتفت "نيروز" بشكرٍ :
_"شكراً يا طنط تعبتك معايا "
_" انتِ بنتي يا حبيتي تعب إيه ، يلا أدخلي كلي ونامي وارتاحي كده وهجيلك بكره مادام بقيتي كويسه شويه، وكمان الوقت إتأخر "
أومأت لها بالايجابٍ ثم انتبهت هي علي إشاره يد "حامد" لتقترب منه مع قوله الهادئ :
_" ألف سلامه عليكي يا حبيبتي "
قالها ومن ثم توجه يقبل قمة رأسه ويديه تتلمس خصلات شعرها بحنوٍ وعاطفه أبويه إلي أن فعلت "وسام" معها نفس ما فعله والدها ، إبتسمت لهم بإنتماء وقد شعرت بأنهم عائلتها والحب الصادق يظهر وبشده ضحكت بخفه عندما تحدث "غسان" يشير لهم بمرحٍ به ضجر زائف :
_" كفايه بوس فـ مراتي بقا .يـ عِيِلَه ما بتصدق !"
ضحكت والداته بينما قلب "حامد" نظراته باستفزازٍ حتى أنه أمسك يديها يقبلها وهو يريت علي كفها بعاطفه أبويه قائلاً له باستفزازٍ :
_" أب وبنته ، انتَ مالك ..وعشان تحس أوي باللي بحس بيه !"
ضحك وهو يحرك رأسه بخفه ثم أشار لهم بالوداع عندما رٱهم ينسحبوا ليخرجوا من الشرفه بعد أن ودعتها "وسام" بيديها ، التفتت يشير لها بأنظاره لتدخل من أمامه إلى الداخل ، لم تكن سوى دقائق ودخلت هي حتى سمعت صوت إغلاق الشرفه بيديه الخاليه من حمل شئ والأخرى بها الصحن ، توجهت لتجلس على المقعد حتى أنه وضع الصحن على الطاوله الصغيره من أمامهما وهو يجلس بجانبها ، لاحظ أن ذراعها الأيمن هو المُصاب ،فـ رفع الملعقه يطعمها بيديه ببطئ وهو يجلس يبتسم لها حتى نبس بعد لحظاتٍ يقول :
_" عارفه إن حركتي كانت محكومه أوي لما دراعي الشمال إتكسر عشان بعمل حاجات كتير أوي بيه بكتب بيه وحتى ساعات باكل بيه بعد محاولات كتيره إني أكل باليمين بس عشان أنا أشول فخدت على كده من صغري بدعى ربنا يسامحني إني مش عارف أغير اللي بعمله وأعمله باليمين عشان يبقي فيه بركه .."
إبتلعت "نيروز،" ما يوجد بفمها ثم تحدثت تجيبه بعقلانيه كما أنها تعلم بأنه يفعل أشياء كثيره باليد اليسرى:
_" أنا قرأت قبل كده إن مش حرام طالما بتحاول تاكل باليمين ومعرفتش ، هو أه سنه اننا ناكل باليمين بس ربنا بيقول:"فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ"، والرسول بردو بيقول: "إذا أمرتكم بأمر فاتوا منه ما استطعتم" ، يعني مادام مش عارفين وحاولنا يبقي مش حرام زي إني قرأت إنه مكروه، بس إن شاء الله ربنا هيسامحك طالما مش قادر تعمل غير ده !"
أومأ لها وهو يتنفس بعمقٍ ثم شعر بأنها إكتفت حتى وضع الصحن على الطاوله ومن ثم رجع يرفع ذراعيه يمسح ما بجانب فمها تزامناً مع قوله لها :
_" إن شاء الله ربنا يتقبل ، قومي بقا عشان تاخدي العلاج "
نهضت ببطئ ثم سارت بخطى هادئه تتوجه ناحية الفراش وقبل أن تجلس عليه إلتفتت تنظر بالمرٱه على قلادتها القديمه والحديثه ، القلادتين الخاصه به هو. وحده بعنقها هي فقط ، ابتسمت بحبٍ فنظر هو لها وهو يخرج الدواء من علبته ثم قال بهيامٍ :
_" يا بختهم !"
نظرت له ضاحكه ، ومن ثم جلست تزامناً مع مد يديه لتأخد منه ما أخرجه بيديه ثم وضعته بفمها مع إنتشال الزجاجه منه كي تتجرع منها بتمهلٍ حتى يُبتلع الدواء ، إعتدل هو بعدما وضع ما بيديها على المقعد بجانب الفراش ثم إعتدلت لتستريح. جلس "غسان" بجانبها بأريحيه وهو يرفع الغطاء عليها ومن ثم هو ، حركت رأسها له باستنكارٍ بينما إبتسم لها بعبثٍ وهو يهز رأسه قائلاً :
_" أمان يا رزه ، نامي يلا "
نظرت له "نيروز" بخجلٍ ثم إعتدلت تتسطح ومن ثم هو بهدوءٍ حتى وضع وساده بجانب أسفل كتفها كي لا تتألم ، نظرت له وهي تتسطح بأريحيه ، يهبط أنظاره ببنما ما زال هو يجلس بأريحيه فقط ، لاحظ شرودها وهي تنظر لسقف الغرفه حتى أنها حركت أنظارها له من جديد قائله بتساؤل مع خوفها من الإجابه :
_" هتعمل ايه؟ "
تفهم إلا ما ترمي له بكيف سيفعل هو بـ "حسن " ، نظر لها "غسان" بصمتٍ ثم مد يديه يغلق الاضاءه الخافته من جانبه تزامناً مع قوله الغير هين بالنسبه له :
_" إن شاء الله خير ، تصبحي علي خير ! "
قالها ومن ثم فاجئها هو بالنهوض من جانبها ، مما يعني بأنه لم يبقى بجانبها. بل كان يعبث فقط ، نهض كما أنه يري في الظلام الأريكه الموضوعه أمام الفراش ، جلس عليها براحه ثم أسند ظهره بإنهاكٍ ، بينما ابتسمت هي على ما فعله ومن ثم لم تثق به بل تتأكد هي بأنه سيأتي إلى جانبها بعد وقت مادام هو غسان الذي يُعرف بعبثه ومكره !!
_''و إنتَ من أهلى "
قالتها بمرحٍ لتجيبه بعد لحظاتٍ حتى أنها لم ترى ضحكته الخافته في الظلام بل سمعت صوته الساخر من بين ضحكته :
_" وانتِ اللي من أهلى ، معرفش مالك قالبه الٱيه النهارده كده ليه وعاكسه الأدوار !"
قالها قاصداً سؤالها عن الطهي والٱخرى بقولها بأنه هو الذي يعد من أهلها وعلى إسمها وليست هي ! ، ضحكت بخفه وهي تعتدل ثم تنفست بعمقٍ كي تبدأ في النوم كما فعل هو ، يظن نفسه سيغفل بهذه السهوله في حين بأن عقله لم ولن يهدأ بالتفكير وبكيف سيرد هو الحق !!
_____________________________________________
وقف أمام باب الشقه بعدما تجول بالخارج بعد مواجهته مع شقيقه في الطريق ، حتى أنه جلس بمقهي ليلي يهدأ قليلاً من ألمه ومن ثم تجرع مشروب جعل عقله بمكان ٱخر ، حيث حركته لم تكن موزونه أبداً ، أخرج المفتاح وهو يحاول بأن يدخله بالباب من أمامه بينما أخذ هو وقت في فعل ذلك ، حتى فُتح الباب بواسطتها هي "فريده" ، فتحته بلهفه من تأخره بينما نظرت له من بعدها باستغراب من عدم توازن حركته ، أمسكت يديه سريعاً حتى أنه نفضها وهو يتحرك ببطئ للداخل متحدثاً بحديث يهمهم به وغير مفهوم ، أغلقت الباب وهي تنظر له يقف من خلفها يستند على أحد حوائط المنزل ثم رفع يديه يمسك رأسه بوجعٍ ، في حين أنها إستنكرت رؤيته كذلك ، تحركت تقف من أمامه ثم رفعت يديها تمسك وجهه بينها قائله بتساؤل ممزوج بلهفتها :
_" مالك يا شريف ؟"
رفع "شريف" يديه بضيقٍ ثم أنزل يديها بقوه من على وجهه، هز رأسه لها بنفى لا يتوافق مع إجابته لها ، كانت تهتز رأسه بطريقه مريبه ، اقتربت من وجهه ترى ما الذي يوجد عليه بعد الدماء الخافته أسفل أنفه حتى أنها تحسستها بخوفٍ ولكن قطع سؤالها سؤال ٱخر عندما وصلت رائحته إلى أنفها :
_" إنتَ شارب ؟!"
_" أه"
قالها وهو يدفعها بعيداً عنه حتى رجعت خطوات إلى الخلف ببطئ ، بينما نظرت له بصمتٍ وصدمتها الداخليه تتحكم بها هي ، إقتربت مره أخرى من خوفها عليه وهي ترفع يديها تتفقد جرح أنفه الغير مرئي مع قولها دون تحسب لما سيفعله:
_" طب خليني أشوف الـ فـ.."
لم تكمل "فريده" حديثها بسبب دفعته القويه مع قوله الصارخ بها حتى صدمها رد فعله علي شئ لا يُقدر بفعل ذلك:
_" إبــــعدي !!"
دفعها بقوه حتى وقعت على الأرض من دفعته عندما رجعت إلى الخلف تأوت بألمٍ وهي تنظر له بصدمه بينما وجدته يقترب منها يمسك خصلات شعرها وهو يقف مردداً بنبره هامسه :
_" متقــربيش مني تاني سامعه ؟.!"
تأوت من مسكته ولكنها حاولت التماسك ثم هزت رأسها دون وعي منها حتى أنها ظنت بأنها ليست إلا أعراض من يشرب الخمر !! ، ترك خصلاتها ثم وقف ينظر عليها وهي تجلس أرضاً من أعلاها لأسفلها ، لاحظت هي نظراته التي تهاجم جسدها بقوه ، إعتدلت سريعاً ثم نهضت رغماً عنها ، حتى أنه لم يحرك نظراته من عليها إلى الٱن ، تعتقد أنها زوجته ولكن ليست بهذه الطريقه لم ولن تسمح ، تنهد يخرج أنفاسـه وهو يحاول التحكم بنفسه رغم عدم توازن عقله بشده كما في الطبيعه له ، توجه يقترب منها خطوه بينما رجعت هي إلي الخلف بخوفٍ حتى إصطدمت بحائط عريض وصدرها يعلو ويهبط من ما تفكر به ، هل تستحق هي ذلك ؟! ، من تخون نفسها وثقة أهلها تستحق بأن يُفعل بها ذلك ؟ ، من تترك الجميع من أجل علاقه محرمه ليس بها شئ ليرضي الله ،تستحق ؟، لفحت أنفاسه الساخنه وجهها وهو يقف من أمامها ، حثت نفسها على دفعه عنها كي تدخل أي غرفه وتغلق عليها من الداخل ، وإذ يديه كانت بالمرصاد عندما رفعها يضع رأسها ناحيته حتى أسند رأسه علي كتفها والٱخري رأسها على صدره ، ثم هتف بنبره ضائعه يطلب منها :
_" نفسي حد يحضني ، إشمعنا أنا !! "
بوادر تخاريف حقيقه ستظهر لها ؟! ، أم يرمي علي مسامعها لوم لها ؟ لما يلومها ؟ لما يخرج ضعفه أمامها ، مشاعره اتجاهها معدومه بشده لم و لن يتحرك قلبه لها ، لن تصبح علاقتهما صحيحه مادامت هي ابنة رجل ظالم كان ذو وجهين معه ، تذوق من كأس المر بسببه. !! ، رفعت يديها بتردد ثم ربتت على ظهره بمواساةٍ ، حتى شعرت هي بابتلال قميصها البيتي من الكتف ، يبدو أنها دموعه التي خرجت رغم صمودها أمام الجميع وإصرارها بعدم الهبوط...
_" ليه الدنيا ممكن تيجي علي واحد زيي كان كل اللي عاوزه.. انه يعيش فـ بيت دافي هادي وسط أهله !"
لا توجد طريقه لقولها سوي قولها بالوجع ، لم تفهم حديثه ولكن أنصتت بشده وهو داخل أحضانها يردف بتكملته لحديثه :
_" أنا تعبــت ، تعـبت من زمان أوي ولسه ..لحد الوقتي تعبـان !! "
الندم!! لا يوجد لديه سواه عندما يخرج من حالته هذه ، خرج من أحضانها بهدوءٍ ثم إلتفت يتركها واقفه وهو يتوجه بإتجاه غرفه معينه كالمختل عقلياً ..!! سيره وتركه لها لا يتوافق مع حديثه ، لا يعلم هو ماذا يفعل من الأساس ! ، وقفت تخرج أنفاسها بحزنٍ وجهل لما أردفه و لم يذهب عقلها سوى لعدة نقاط ظهرت لها ، بأنه قد كان يعاني بحياته ، أم أن حياته ليست هينه ، لا يُعرف له وجه وطباع وقصه معينه ،. لم تنظر سوى بشتاتٍ على ما رأته وصل هو له ، أما المؤكد بأن حياته كانت قاسيه حتى أنه لام ما فعلته به الحياه بـ واحد وثلاثون كلمه فقط ، طريقته في إرداف كلماته لم توحي سوى بصعوبه ما رٱه ، وياليت الحديث يجدي بشئ ، يا ليت الحياه ترحم من بها ، ياليت عدل الدنيا ينقسم على كل منا بالتراضي ، أهات الوجع من الحياه وما يحدث لنا منها ، هي التي لم تكن عادله يوماً ما ، بل وظلمها يحول من بها من طفل برئ إلى وحشٍ هائج يبحث عن فريسه ، يبحث عن حقه متسائلاّ للحياه ومن بها : لما الحياه وأنا بلا حياه ؟! ، لِما لم يكن عدل بينما كنت أنا تائه لا أعرف بماذا تعني الكلمه؟! ، لِما الوجع وأنا صاحب الفؤاد المُنهك ؟!
ثم يعود بعد كم التساؤلات يسأل نفسه بخيبه كبرى ، يسأل الحياه ويسأل الغربه التي تؤلمه بها :
" بأي ذنبٍ أُصبح الغريب التائه بينما كنت أنا القريب الثابت !" ،
"بأي ذنبٍ أتجرع من كأس المُر ؟!"
بل ويتساءل بعدها من رأى معاناته :
" بأي ذنبٍ قَست عليه الحياه فجعلته أشد قسوةً منها ؟! "
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عودة الوصال ) اسم الرواية