رواية عودة الوصال الفصل الخامس و العشرون 25 - بقلم سارة ناصر
« أبإمكانك أن تخبريني لما انتِ ؟ ولما عينيكِ ؟ ، لما تخرج دقات قلبي لكِ تحديداً ولما أصبح مشتتاً عندما أنظر لعينيكِ ، أكانت بئر سقطت به ؟ أم دفئها كان بمثابة مياهه الدافئه..؟! »
منذ الليله الماضيه و لم تغفل له عينّ ، بل طوال الليله يتحرك ما بين غرفة شقيقه الذي يتسطح بها بجانب صديقه وبين غرفته ليطمئن على حالها ، كانت عينيها تفتح وتغلق كإشاره على إستيقاظها الٱن ، بينما نهض هو من على الأرض يطوى سجادة الصلاه ليضعها على المقعد ، ثم إلتفت بوجهه لها ينظر لها بإهتمامٍ ، ٱخر ما يتذكره أنها غفت بين أحضانه بعد بكائها بألمٍ من ما حدث ، لا يعلم هو أكانت هي تطمئنه أم هو ، يبدو أنهما الإثنان ، تذكر هو وهو يعدل من نومتها ثم عندما وضع الغطاء عليها بإنتظامٍ وبين الحين والٱخر يأتي لينظر ويطمئن على حالها ، خرج من شروده وهو يقف ينظر لها وعقله بمكانٍ ٱخر عندما هتفت هى تسأله بابتسامه صغيره ، تحاول بأن تنهض لتجلس ببطئ تزامناً مع قولها له. :
_" بتبصلي كده ليه ؟"
تحركت عينيه بسرعه وهو ينتبه لها ثم توجه سريعاً ليمسك يديها يسندها حتى تجلس برفقٍ ، تحرجت من ما فعله من فكرة وجودها إلي الٱن على سريره هو !! ، إبتسم لها "غسان" بإطمئنان وهو يرفع يديه يمررها على خصلات شعرها متسائلاً لها بإهتمامٍ مما جعلها تنظر له بحنوٍ :
_"بقيتي أحسن دلوقتي ، لسه بطنك وجسمك ببوجعوكي ؟"
إبتسمت له "نيروز" ورغم وجود ألم بها ولكنها هزت رأسها بالنفى ثم حاولت أن تعتدل أكثر ولكن سرعان ما انكمشت ملامحها من ٱثر الألم ، أوقفها هو عن التحرك ثم رفع ذراعه مره ٱخرى يدفعها برفقٍ حتى جلست هي بطريقه صحيحه مستنده على الوساده من خلفها ، تنحنحت هى يخجلٍ من لمساته علي ذراعيها وكتفها كي يساعدها لتجلس بينما تابعت بنبره متساءله واهتمامٍ مع خوفها الذي ظهر الٱن عندما جمعت كل الأحداث أكثر :
_" هي ماما فين يا غسان وورده ، كويسين ولا لأ !"
تنهد يخرج أنفاسه ثم جلس على طرف الفراش بمساحه خاليه وهو يدفع الغطاء عن مكان جلسته ، حتى أجابها "غسان" بنبره مطمئنه يوضح لها :
_"كويسين متقلقيش ، جم من كام ساعه عشان يشوفوكي بس قولتلهم إنك نايمه ، فـ مشوا بعد ما أستنوكى تفوقي ، بس فضلتي نايمه ، هو. سريري مريح للدرجادي ؟"
قال ٱخر حديثه ليشاكسها بينما ضحكت "نيروز" بخفه ثم إجابته ترد له المشاكسه :
_" أكيد مريح، أصل الراحه فوجودك قولتلك !"
غمز لها بإعجابٍ وهو يضحك علي مشاكستها التي لم تحدث منها إلا قليلٍ ، بينما فعلت هي ذلك لتخفف من ما تراه يكتمه أمامها ومن ماحدث منه الليله الماضيه من إنهياره الغير مباشر بأحضانها ، خرج هو من ضحكاته ٱخيراً تزامناً مع حديثها الهادئ تستأذنه بلطفٍ غير مباشر كي لا يقطع طريقها :
_" ممكن أقوم بقا وأروح شقتنا عشان أغير هدومي دي لأحسن مينفعش كده "
أنصت لها بإهتمامٍ وما أن انتهت من حديثها ، اقترب أكثر بكامل جسده وخاصةً وجهه حتى يتحدث بجانب أذنها بعبثٍ ليربكها. :
_" مينفعش ليه ؟ لا دا ينفع ونص وتلت تربع كمان !! "
ابتعدت "نيروز" برأسها عنه بخجلٍ فواصل هو يكمل بابتسامته الواسعه :
_" وبعدين محدش هيدخل هنا عليكِ وانتِ كده متقلقيش ، ألا أنا طبعاً ، قومي بقا وريني البيچامه دي بتقول ايه ؟"
حركت أنظارها سريعاً صوب الباب الذي نجدها من خجلها ، نهض هو بخفه ليفتحه حتى يري من هو الطارق أولاً ، وما أن وجدها والدته وشقيقته من جانبها توسعت بسمته ثم مد يديه يأخذ صحن الطعام الصحي التي أعدته هي ، ثم أشار لهم بأن يتبعونه ،. فدخل "غسان" بتمهل يضع الصحن علي الطاوله بجانب الفراش وهو يسمع صوت "دلال" القائله للٱخري بنبره متأثره :
_" حمد لله عالسلامه يا حبيبة قلبي ، ده أنا قولت هاجي أصحيكِ بقا عشان تاكلي مينفعش كده ، كويس إنك فوقتي وصحيتي !"
إبتسمت لها "نيروز" بتأثرٍ ثم قالت :
_" الله يسلمك يا طنط "
شعرت من بعدها بـ "وسام" التي التفت حولها من الناحيه الٱخري تجلس بجانبها وهي تضع يديها علي كتفيها ثم مالت تحتضنها بحنوٍ وهي تقول:
_" كنت هموت من القلق عليكِ بجد ، هو انتِ غاليه عليا كده ؟"
لم يعطيها "غسان" فرصه للرد بل رد هو علي الٱخرى بنبره مازحه :
_" الغالى عليا غالي عليكِ يا جَميـل"
ضحكت بخفه ، بينما سمعت صوت ضحكات والدته العاليه وشقيقته ، والأولى تحرك رأسها بقلة حيله منه ، رفع" غسان "الملعقه أمام وجهها ثم أشار لها بأن تفتح فمها كي يطعمها برفقٍ ، تنحنحت هي بحرجٍ فاستشفت "دلال" حرجها بل وأيقنت أنها إلى الٱن تخجل ، أشارت لـ "وسام" بأن تخرج بعينيها ، ومن ثم انسحبت الاثنتان خلف بعضهما بهدوءٍ ، تزامناً مع تناول الطعام بواسطة يديه وهي تبتسم بحرجٍ ، فـ خرجت نبرته منه وهو يفعل ما يفعله ليسألها بإهتمامٍ :
_" قادره تتحركى وتقفي عشان نروح المستشفي؟"
انتهت من مضغ الطعام ، ثم أهبط هو يديه ينتظر إجابتها ،فنظرت له بتساؤل بينما تابع هو يجيبها دون أن تخرج بسؤالها:
_" هنكشف ونطمن عليكِ..! "
هزت "نيروز" رأسها بتفهمٍ ثم خرجت منها نبرتها لتجيبه قائله بإطمئنانٍ، :
_" هقدر أقف علي رجلى إن شاء الله"
غمزّ لها بمراوغه ثم وضع الصحن بجانبه وهو يعتدل ليجلس بجانبها قائلاً بنبره متسليه. :
_" وإن مقدرتيش أشيلك أنا جوه قلبي !"
ضحكت "نيروز" بخفه علي عبثه ، فمال هو كي يطبع قبله على وجنتيها سريعاً دون أن تلحظ هي ، فسمع صوت دقات الباب التي قطعت ما ينوي فعله ، توقف عن هذه اللحظه فحركت رأسها ناحيته فوجدته مقترباً منها بطريقه غريبه ، نظرت له باستنكارٍ ثم حركت رأسها تسأله :
_ انتَ بتعمل ايه ؟"
_" كنت هبوسك بس اللي بيخبط واحد فصيل معندهوش ريحة الدم !"
قالها وهو ينهض رغماً عنه ثم فتح الباب بسرعه وهو ينظر ، فـ وجد"والده" يقف بالمقدمه ومن خلفه "سُميه" و"ورده" ، أما "بدر" فجلس بالصاله مع "شادي" ، تنحنح بحرجٍ عندما سمع صوت ضحكات "نيروز" من خلفه والذي سمعها هو فقط ، أفسح لهم الطريق فدخلت "سميه" و "ورده" سريعاً ، بينما وقف هو ينظر" لوالده " و "والده" ينظر له بتشكك حتى سأله باستنكارٍ :
_" مالك ياض مش على بعضك ليه كده بتبصلي كده ليه !! "
خرج هو وهو يكبت ضحكاته ثم أغلق الباب من خلفه تزامناً مع قوله له ليجيبه :
_" مسامحني ؟"
كان يقصد سبه للطارق ، ولم يكن الطارق سوى والده ، عقد "حامد" ما بين حاجبيه ثم ردد بتلقائيه :
_" إيه الكلام ده يبني أكيد طبعاً ..لأ ."
قالها بجديه زائفه دون أن يفهم هو حديث الٱخر له ، لحظاتٍ ومن ثم خرجت ضحكات "غسان". العاليه علي ما فعله الٱخر ثم توجه من أمامه ليجلس علي بُعد حيث مع "بدر" و"يامن" و"شادي" ..!!
________________________________________________
بعد مرور بعض الوقت ، في شقة "زينات"، وضعت هى الكُوبّ أمامه وهي تنظر له يجلس شاردٌ ، ومن ثم توجهت لتجلس بجانبه وهي تنظر له تزامناً مع قولها له :
_" إشرب اليانسون يا سليم "
كانت تعابيره متهجمه منذ أمس ، إلتفت لها مع مسكة يديه لعنقه ، بسبب جرحه من مسكة يد "غسان" ، تأوى وهو يحركها يميناً ويساراً ثم رفع أنظاره ناحية باب شقته وهو يجلس على الٱريكه بالصالة ، إبتسمت "زينات" بتهكمٍ له ثم تحدثت بنيره ساخره منه علي ما فعله ليلة أمس إلى الٱن :
_" يا خييتك يا زينات ، جوزك قافل علي نفسه الباب بالمفتاح من امبارح مش مكسوف من نفسك يا راجل ؟"
قالتها بسخريه منه ومن ما فعله أمس وهو يغلق الباب عندما هرب من أمام أنظارهم كما إنسحبت الٱخري ، نظر لها بحده ثم نبس بنبره جاده جامده:
_" طالما مش فاهمه حاجه تسكتى ، عاوزاني أعملك ايه ، كان يجي ورانا ويدشدش جسمك زي ما عملتي فـ مراته كنتى هترتاحي كده ؟"
صمت يستوعب ما قاله ثم واصل يكمل بنبره مستهزءه :
_" ما هي بقت مراته بقا ، وابقي قابليني لو انتِ نفسك خرجتي من بيتك وهو هنا ، حطى لسانك فبؤك واسكتي خليني أفكرّ .."
نظرت له "زينات " بفيظ ثم نبست بتهكمٍ من ما أردفه :
_" هتفكر فـ ايه ان شاء الله هو عاد فيه حاجه يتفكر فيها بعد ما الزباله بنت أخوك عملته هي وأمها "
هز "سليم" رأسه بشرودٍ ثم خرجت منه نبرته الهادئه وهو يردف قائلاً لها :
_" لما حسن يرجع هيبقي في كتير أوي يتقال ويتفكر فيه.!! "
قالها بشرودٍ ونظرة عينيه قد إحتدت أما هي فنظرت له بغيظٍ ثم رددت بتهكمٍ تعنفه :
_" الوقتي عاوز حسن يرجع وعرفت انه غايب وابنك وسألت عليه ؟ ولا عشان خلاص لقيت نفسك معتش عارف تسيطر لأ وكمان لا عارف تحميني ولا تحمي نفسك بقفلتك للباب دي !"
نظر لها بحده ثم نهض من مكانه يمسك بكوبه قائلاً بنبره منفعله :
_" إوزني كلامك يا زينات بدل ما تزعلي مني والا اقسم بالله مـ..."
قاطع صوته دقات الباب ، نظر هو بترقبٍ ثم حول أنظاره عليها فوجدتها تنظر له بتشفي ، توجه وبيديه الكوب يفتح شُرفة الباب الصغيره حتى وجده يطالعه بابتسامه ليست هينه من خلف الباب بل وبجانبه صديقه و حازم !! وبدر !؟ ، مفاجأه بالنسبه له ، فتح الباب بتمهل خاصةً أنه كان مغلق من الداخل ، ثم وقف أمام أنظارهم ، ولكن دخل "حازم" بوجهه المتهجم بعد أن علم من "بدر" ملخص ما حدث ، وقف يطالع والده بصمتٍ حتى خرج صوته منه قائلاً على فجأه :
_" ليه ؟ قولي نيروز عملت فيك إيه انتَ ومراتك عشان يحصل فيها كده ، ده أنا لما عرفت بقيت واقف مش مستوعب لساعه كامله وبعدها جريت أنا وياسمين علي هنا دلوقتي وجبته ليكّ يقف قدامك بعد ما قالي إنه عاوز يقف قصادك يأما هيموتك ؟ عارف؟ ولا اتهز فيا شعره عشان إنتَ راجل مفتري ، وأنا اللي جبته عشان تعرف إني مليش علاقه بيكّ ، زي ما قررت من زمان.. "
كان ينظر له "والده" بصمتٍ وانتظار لما هو الٱتي من الحديث منه ، بينما كان ينظر له "غسان" بتمعن إلى أن أجابه هو وليس ولده و بنبره حاده. :
_" قولي إيه هيشفعلك عندي غير حازم ؟.. مراتك تروح تقف قدام مراتي حالاً عشان مراتي تاخد حقها ، غير كده صدقني أنا اللي هاخد حقي منها وهمد إيدي على ست عادي !"
شهقت "زينات " باستنكارٍ بينما كان يقف "سليم" ينظر بتعابير وجهه الخاليه مستمعاً لحديث الٱخر ، ولولا أن "سليم" لم يمس " نيروز" جسدياً بسوءٍ لفعل الٱخر غير ذلك ، خرجت نبرة "سليم", أخيراً يستجوبه :
_" وإن مراحتش إيه اللي هيحصل هتموتها وتموتني يعني ، انتَ بتهددني ولا إيه ؟"
كان يتحسب لذلك ، ٱخرج مطوته من جيب بنطاله بكل سرعه ثم فتحها بإندفاعٍ وهو يمسك الٱخر من تلابيبه بقوه يرجعه إلي الخلف ،ثم نبس بنبره حاده يتوعد :
_" أه بهددك ، أنا بقول كلامي مره واحده بس ، وحيث كده بقا استنى..!! "
صمت ثم دفعه حتي إصطدم بالمقعد من خلفه ومن ثم أمسك "غسان" سريعاً "زينات " وهو يوجه المطواه أسفل رقبتها ومن هذه النقطه هاجت الدماء بعروقه أكثر ، وقف "حازم" بخزي وعجز محاولته بالدفاع عن ما يسمى والده باتت فاشله فاتره ، وقف يترك الٱخر يفعل ما يود فعله بل ورحل من الشقه بأكملها بانكسارٍ ليتوجه حيث شقة "حامد" الذي رفض المجئ كي لا يصطدم "سليم" معه وينفعل "غسان" لأجله ظناً منه بأن الأمور وديه ! ولكنها لم تكن كذلك ! ، فصل "شادي" "غسان" عنها وهي تختنق من مسكة يديه القويه لها ، أما "بدر" فوقف علي أعتاب باب الشقه بسبب قسمه بأن لا يدخل هذه الشقه ، دفعه صديقه عنها بقوه ، فوقفت هي تأخذ أنفاسها حتى زوجها لم يحاول أن يدفعه عنها ، تركه "شادي". عندما هتف "غسان" مره أخرى مشيراً لها :
_" إمشي قُدّامي عشان مسيحلكيش دمك يا أم الناقص .."
يبدو أنها كانت جمله منه ليكيديها ولكنها خرجت منه بصراخٍ ، حتى انتفضت تنظر من حولها بضياعٍ ومن ثم وجدت نفسها تخرج وهي تقسم بنفسها بأنها لن تترك هذا الٱمر فيما بعد ، خرجت بحجاب رأسها الصغير علي ملابسها البيتيه الطويله ، أفسح لها "بدر" المكان وهو يشير علي شقة "حامد" بتسليه كي تتوجه هي ، بينما وقف " غسان" أمام "سليم" يمنع سيره خلفها متحدثاً باستهزاءٍ :
_" انتَ رايح فين ؟ مبَدخلش بيتي ناقصين ، غير مراتك دي حاله خاصة دي ، إنتَ تقف هنا مكانك وعلى أعصابكّ واستنى مراتك ، وكسبان لو طلعتلك سليمه إدعي مراتي تكون ايدها خفيفه ، ..سلام يا ..متر ".
قالها "غسان" بتحذيرٍ له ثم خرج من باب المنزل فوجد "بدر" ينتظره والأخرى تقف أمام الباب المغلق ، توجه "غسان" أولاً يخرج مفتاحه من جيبه حتى فتحه بينما دخل هو ثم صديقه وابن عمه ومن ثم هي ، التفت ينظر إلي والده الذي وقف علي فجأه ينظر لتغير الوضع بالطبع لاحظ تهجم وجه "حازم" ولكنه لم يخبره الوضع أنه كذلك بل طمأنه !! ، توجه "بدر" يقف بجانب "حامد" ليفهمه هو الوضع بينما وقف "شادي" حينما توجه "غسان" يفتح باب غرفته سريعاً ، حتى إلتفت له جميع النساء والفتيات اللاوتي لم يعرفن هن ما يجري ، بل منذ أن جاءت "ياسمين" قبل قليل جلسن جميعهم بالداخل منشغلين بـ "نيروز" ، صُدم الجميع حينما وجدو "زينات" تدخل من خلفه ، حتى وقفن من يجلسن ، وحتى "نيروز" التي إعتدلت سريعاً بصدمه كيف لها بأن تأتي إلي هنا ؟! ، حاولت النهوض ، فتوجه "غسان" يسندها حتى تقف علي قدمها أمامها ، ويبطئ ولحظاتٍ ومن ثم ساعدها حتى وقفت هي تستند علي ذراعه بينما أمسكها هو حتى تقف أمامها ، توجهت "زينات" أكثر بالصمت والجميع لم يفهم ما يحدث وقبل أن يتحدث "غسان" كانت قد أتت لها تلك الشرسه "ياسمين" حتي وقفت أمامها بجانب "نيروز" ثم هتفت بنبره ليست هينه قائله لها :
_" جايه لحد هنا برجليكِ قبل ما أجيلك أنا ، أقسم بالله لهموتك فـ ايدي تعاليلـ..."
وقبل أن تكمل أكثر وجدت يد "غسان" تمسك يديها بقوه وهو يسحب "نيروز" كي يتجه هو لها ، حتى هتف أمام أنظارها بنبره لا تحمل النقاش :
_" مش انتِ !! ، نيروز اللي هتاخد حقها ويإيدها.."
قالها تزامناً مع إشارته لـ "نيروز" وتركه ليد شقيقتها ، بينما وقفت النساء تتفهم ما يحدث بعد الٱن ، حتى "عايده" التي ٱتت ما أن علمت من ابنها والٱخري" جميله "التي كانت تتردد في المجئ ولكن خوفها علي الٱخري قد غلبها علي ما حدث أمس ، طالعتهم "زينات " بملامح وجه خاليه ، بينما حركت "نيروز" نظراتها من علي وجه "غسان " الذي نظر لها بجديه ، تنفست بعمقٌ وهي تغمض عينيها تتذكر ما حدث أمس ، بينما إهتز جسدها وانتفض حينما هتف "غسان " يصرخ بوجهها. مما جعل الشباب يقفون بالخارج إلي أن توجه "حامد" سريعاً يدخل ليجده يصرخ بوجه "نيروز" قائلاً بانفعالٍ :
_"بــقـــولك خُـــدي حـــقكّ !! "
إنتفضت هي كما إنتفض جميع النساء والفتيات ، فوقف "حامد" ينظر بترقبّ من حالة ولده حتي توجه يقف بجانب "نيروز" ليسندها حينما وجد وقفتها إهتزت رغم وقوف "غسان " بجانبها ، ما جاء بعد انتفاضتها هو فتح سوار يديها بسرعه بعد أن قُتل هو التردد بها بسبب نبرته ، ابتسم باتساعٍ لنجاح ما فعله للتو حينما وجد سوار مطوتها الحاده الصغير يتوجه حيث وجه "زينات" بينما شهقت النساء بقوه مما رٱته أعينهن حتى "حامد" الذي صدم مع تركه لها بعد أن كان يسندها ، بينما هتفت "نيروز" لها بتوعدٍ وعينيها تطالعها بحده : مع نبرتها الصارخه لها :
_" قولـــيــلي أمــوتك وأذيـــكِ إزاي .."
سؤال؟؟ أترمي علي مسامعها سؤال بكيف سترد لها ما فعلته بها ، ترقبت جميع الأنظار ، بينما لم تتفاجئ "ياسمين" بل ترقبت باستمتاعٍ وترقب لما هو ٱتي ، حينما رٱت وجه "زينات" تنكمش تعابيره بخوفٍ وصدرها يعلو ويهبط ما أن رأت صدق شر الٱخري ، واصلت "نيروز" بنفس النبره مجدداً :
_" مــش هتقــولي يعنــي ، ماشي .."
استشعر "غسان" ما ستفعله الٱخرى لذا ابتعد عنها حينما شعر بتحرك جسدها نحوها. ، وبالفعل تحركت "نيروز" بالتدريج ثم فاجأت الٱخري بدفعه قويه كما فعلت معها أمس ، نظرت "سميه"" ودلال" و" عايده" للذي يحدث بصدمه ، ومن ثم توجهن ليفصلن "نيروز" علي ما ستفعله ، ولكن أوقفهم "غسان" وهو يقف بكامل جسده مردداً بنبره قويه أوقفتهم :
_" إرجـــعــوا مــكــانكـم.."
أما "نيروز" فوقفت تنظر لها والأخري تحاول بأن تنهض بشرر حتى رفعت يديها تدفع "نيروز" إلي الخلف ، رجعت "نيروز" الي الخلف أما "ياسمين". فتوجهت بانفعالٍ ترفع يديها لتلكمها هي علي كتفها ٱثر ما فعلته بشقيتها الذي أسندها "حامد" ، ثم أمسكتها "ياسمين" من تلابيبها حينما وقفت ، حتى أصبح الاثنان يقفان أمام "نيروز", و"غسان" الذي توجه يسندها هو الٱخر ، تركتها "ياسمين" باشمئزازٍ وهي تنظر لها بينما هتفت "نيروز" عندما شعرت بهبوطها. :
_". امشـــي "
إبتمست "زينات " بسبب ما تراه من ألم أعلي وجهها ، ومن ثم انتفضت هي عندما وجدت "نيروز" تندفع لها تدفعها إلي الخلف بيديها الاثنان تزمناً مع قولها :
_" بـــقولك إمشي من هنا ، إمشي اطلعي برا "
كاد أن يوقفها "غسان" وهو يترك "نيروز" بينما وقف"حامد " أمامه وهو يمسك ذراعه هاتفاً له بتحذيرٍ :
_" إرجع مكانك ، .. إرجع لمراتك !"
نظر له "غسان" بغضبٍ ثم رفع يديه يدفع "والده" بهدوءٍ رغم اشتعال ما بداخله ليلحق بها ، ولكن أوقفته هذه المره نبرة "نيروز" التي جلست مكانها بعد أن كانت واقفه أمام الفراش ، ومن ثم نبست بنبره مختنقه وفي عقلها فكرة ذهابه خلفها لعمها !! :
_" متمشيش يا غــسان ، خليك عشان خاطري ..!"
قالتها بترجي ، ومن ثم هبطت دموعها من ٱثر ألم جسدها الذي اشتد عليها من حركتها الأخيره بيديها المجروحه واندفاعها مما سبب ألم مكان معدتها وكليتها ، ابتلع ريقه ثم وجد والده مازال يقف ، بينما التفت بكامل جسده يتوجه ناحيتها ينحني أرضاً أمام جلستها ثم هتف بنبره مطمئنه جعلت البعض يأخذ أنفاسه بارتياحٍ :
_" أنا معاكِ ، مش همشـي "
قالها وهو يرفع كفه يربت علي يديها التي وضعت علي ساقها ، التفت "غسان" ينظر لهم ثم نبس بنبره هادئه :
_" حد يروح يجهز ليها لبس علي ما ٱجيبها ،عشان أنزلها أكشف عليها "
أومأت له "سميه" ورغم تبجح ما حدث قبل قليل من أسلوب ليس جيد ، ولكنها علمت أنه وبطريقة ما أصر على رفع شأن ابنتها ليجعل رأسها مرفوعه مره أخري بعد أن حدث أمس ، إنسحبت وإنسحب من خلفها جميع النساء والفتيات ، بينما أشارت لها "ياسمين" و"جميله" كعلامه بأنهما سينتظرونها بالشقه الٱخرى ، فأصبح "غسان" يجلس أمامها بمفرده وهو وهي ، ولحظه ؟؟ هناك من يقف خلفه ؟ التفت برأسه ليجد والده يطالعه بتمعن ، ابتسم يحرك رأسه بقلة حيلة ، بينما تجاهله "حامد" وهو يتوجه ليجلس بجانب" نيروز" ثم مد يديه يفصل مسكة "غسان" ليديها وأمسكها هو ثم رفع يديه الأخري يربت علي ظهرها بحنوٍ تزامناً مع قوله المطمئن لها :
_" عاوزك متخفيش وتقفي ثابته كده ، ولازم تجمدي وتقفي علي رجلك يا حبيبتي ، وتستحملى جنان ابني ماشي ؟؟"
قالها بجديه شديده ، أمام أنظار "غسان" الذي نظر له باستنكارٍ ، ورغم خجل "نيروز" من الوضع ولكنها ضحكت أخيراً بخفوتٌ كما كان يريد الٱخر ، بينما خرجت نبرة "غسان" الحانقه له وهو يدفعه لينهض من علي الفراش بجانبها :
_" طب خمسه روقان أقعد جنب مراتي ، عشان تستحمل جناني ، طرقنا بقا "
تفاجأت من أسلوبه الوقح بالحديث مع والده بينما نظر له الٱخر بضجرٍ ثم توجه برأسه يقبل قمة رأس الٱخري بحنوٍ ، واستفزاز للٱخر ثم نهض بهدوءٍ يقلب عينيه له بكيدٍ حتى توجه بصمت ليخرج من الغرفه تزامناً مع قوله الخافت الذي وصل لمسامعهما. :
_" مردوده والدنيا دواره يبن الكلب.!"
ضحك هو بخفه وهو يسمع صوت إغلاق باب الغرفه ،بالٱساس ضحك حتى ضحكت هى من قبله وهي تكتم ضحكتها ، بينما إلتفت ينظر لها بوجهه مدققاً في ملامح وجهها ،نظر لها باستنكارٍ حينما هتفت هي من أسلوبه مع والده قبل دقائق :
_" هو انتَ قليل الأدب كده مع كل الناس !"
قالتها "نيروز " باستنكارٍ ، فوجدته يهز رأسه لها ببساطه ثم إلتفت ليتوجه وهو يخلع سترته السوداء القطنيه ، حتى يأتى بملابس مناسبه للخروج كي يخرج معها للمستشفي ، التفتت بوجهها إلي الناحيه الٱخرى تتصنع الإنشغال يينما كان يرتدي هو بنطال مناسب للخروج ولكن سترته لم تكن مناسبه ، إرتدي ستره أخرى من "سويت شيرت أبيض اللون على البنطال الأسود الذي كان يرتديه " ثم وضعها بإهمالٍ علي الأريكه وهو يلتفت يعدل منها عليه أمام المرٱه ، نظر لها بتمعن فالمرٱه فوجد وضعها ثابت ، ابتسم عليها ، ومن ثم وضع يديه علي رف صغير يجلب من عليه العطر خاصته ، وهو يضع عليه منه ، ثم توجه بخطواتٍ ثابته يضع منه بالغرفه ، ثم انحنى يضع مكان ما كانت "زينات" منحنيه أرضاً ، نظرت له باستغرابٍ من أمره وهو يفعل ما يفعله بهدوءٌ ثم تساءلت وهي تعقد حاجبيها :
_" انتَ بتعمل ايه؟"
_" بطهر مكان القذاره !"
أغلقها سريعاً بينما توجه ناحيتها عندما وجدها تنظر ببلاهه لما قاله ، فهز رأسه يؤكد لها ما سمعته ثم جلس بجانبها تزامناً مع وضعه العطر علي الفراش ، حتى رفع ذراعه يضعه كتفيها ثم قال بنبره هادئه لها :
_" أنا جيبتها هنا مش عشان أفكرك باللى حصل ، عشان أخليكِ تواجهيها وتعرف إن انتِ مش هتسكتى ، وكنت برد لك حقك وأخلى راسك مرفوعه لو روحتي وجيتي قدام عنيها ، مش عارف مغزتهاش مره واحده فـ بطنها ليه خلينا نخلص ، جايبلك أنا البتاعه اللي فـ ايدك دي تتصوري بيها ولا ايه ؟ "
ضحكت بخفوت علي حديثه الجاد وبشده ، والذي برر لها بواسطته كل ما فعله حتى انفعاله عليها كي تأخذ خطوه ، تنفست بعمقٍ ثم نظرت له ببنيتها الفاتحه تجيبه بقولها اللين :
_" طول ما أنا معاك راسي مرفوعه ، بس أنا مش عاوزاك تدخل نفسك فـ حاجه مع عمي عشان أنا خايفه عليكّ يا غسان ، أنا إتعلقت بيك ولو حصلت حاجه أنا مش هقدر صدقني !"
ابتسم لها باتساعٍ ثم غمز لها بعبثٍ وهو يوكزها بكتفها قائلاً بمشاكسه :
_" ما أنا زي الأسد قدامك أهو ، وهفك الجبس النهارده عشان أعرف أحضن براحتي بقا "
ضحكت "نيروز" وهي تحرك رأسه منه ثم سألته باهتمامٍ :
_" هتفكه إزاي ، وهو مقعدش الفتره كامله يعني ..عشان يتحسن !!"
_" لا ما أنا بتخنق منه ، وحاسس إن إيدي بقت كويسه ، ولو مش كده ، فطالما اتحطت علي كتفك تروق يا نيروز .."
كان يقصد بمعنى مجازي. كوجودها بجانبه يختفي كل ألمه ، نهض بخفه ثم وضع هاتفه من علي الطاوله بجيبه ومفتاح سيارته ، بينما رفعت أنظارها له من بعده حينما قدم لها يديها لتتمسك بيديه حتى يسندها بخفه إلي شقتها ، سارت معه بخطوات متوسطه فكانت قادره علي السير ولكن بعد عدة خطوات من سيرها تؤلمها معدتها قليلاً فتأخذ نفساً ثم تسير ببطئ ومن بعده تسير بخطواتٍ هادئه وهو يسندها بخفه !! ، أوقفها هو سريعاً قبل أن يفتح الغرفه ثم توجه يجلب لها الحجاب الطويل التي قد جلبته شقيقته من ضمن الملابس ، مما يعد "خمار" طويل لأسفل ركبتيها وأكثر ، فرده يدخل رأسها بهدوءٍ منه حتى إرتدته رغم انها ترتدي ملابس طويله ولكنها ضيقه ومع حجاب رأس" البيچامه " ولكنها كان يضعه قاصداً عدم ظهور جسدها المرسوم وبشده من ملابس شقيقته نظرت له بامتنانٍ وخجلٍ بٱن واحد ، فربت هو علي رأسها بعد أن انتهي ثم أمسك يديها من جديد يسندها حتى يتوجه ليفتح الباب مره أخري بيديه السليمه ثم خرج والتفت يشير لها وهو يمسك يديه بأن تسير بتمهلٍ رغم قدرتها ولكن فكرة وجود ما قاله شقيقه من إحتمال يوتره !!
______________________________________________
جلسّ "عز" بغرفة شقيقتهُ يمسك بهاتفه بإهتمامٍ وهو يطلب أحد الأرقامّ ليضع الهاتف علي أذنيه بترقبٍ ، أمام أنظار "فرح" المهتمه والمترقبّـه لما هو ٱتى ، أخفض الهاتف بقلة حيله ليغلقه أمام أنظارها ، بينما عقدت ما بين حاجبيها هي ثم قالت بنبرتها المتساءله تسأله :
_" ها ، ايه اللي حصل ؟!".
رفع أنظاره لها وهو يخرج أنفاسه ثم وضع هاتفه بجيب بنطاله وهو يعاود النظر للٱخرى المترقبه حتى أجابها قائلاً بهدوءٍ :
_" مبيردش يا فرح ، تليفونه مقفول ، رنيت عليه مرتين !"
هزت "فرح" رأسها بتفهمٍ ثم توجهت ناحيته تضع يديها علي يديه قائله بنبره مطمئنه له :
_" عادي يا عز أكيد خير يعنى ، وبعدين الصراحه المفروض لما تفتح معاه الموضوع أول مره تكون وش لوش كده ، فاهم ؟"
تنهد "عز" يخرج أنفاسه الثقيله من على صدره ثم رفع أنظاره الحانيه لها كي يجيبها بهدوءٍ ليفسر لها. :
_" مش عارف يا فرح ، هو بردو فرحه كان من يومين ، بس لما قررت أفتح الموضوع وأقول إني عاوز أخطب جميله قولت مش هقول غير لـ حازم الأول وبعد كده باباها بسبب اللي حسيته من نبرة جميله لما قعدت أفكر ، فكرة إني أروحله بيته دي صعبه شويه قولت أستني أسبوع كده بس مقدرتش أصبر أكتر من كده وأنا قايلها هي إني عاوز أخطبها وأجي أكلم أهلها ، حاسس انه عيب فـ حقي كراجل إن أول ما اتكلم أتكلم معاها هي وأرجع استني عشان أقرر أكلم مين الأول !! ، عشان كده قولت أرن عليه أقوله إني عاوزه شويه ونتقابل فحاجه خير عشان ميقلقش وبعد كده لو لقيت قبول منه هحس إنه هيبقي الداعم وأبوها يعرف من غير رفض لمجرد إني كلمته لوحدي مش مع حازم ، أنا مش مستعد للرفض يا فرح !"
صمت عندما إحتاج أن يأخذ مهله ليخرج بما يشعره ، وجدها تنظر له بدفء ويديها تمرر علي يديه بإطمئنان ثم قالت :
_" كل ده مش مهم يا عز ..عارف الأهم إيه ؟"
حرك رأسه بقلة حيله تعبيراً عن سؤاله وإجابته بنفس ذات الوقت ، فواصلت "فرح" تكمل له قائله بنبره هادئه :
_" الأهم يا عز إنك قولتلها وقولتلنا إنك هتحاول عشانها ، ومش بحبطك بس لو لقيت رفض مره متيأسش خليكّ برضو معاها وشويه واتقدم تاني ، أنا عارفه باباها عامل إزاي بس متأكده إن أخوها هيقف معاك علفكره هو محترم أوي بجد وإنتَ عارفه وهو صاحبك بردو ولو شويه ومعرفه ، وانتَ يا بخت اللي إختار قبلها انتَ ، عشان مهما لفيت عمري ما هلاقي زيك يا عز ، أنا بحبك أوي ونفسي ربنا يعوضك ويجبر قلبك وإن شاء الله هيحصل ويارب تبقى من نصيبكّ .."
نظر "عز" لها بتأثرٍ ثم أجابها بنبره هادئه بها بعض الضياع :
_" عارف يا فرح ، بس أنا مش مستعد ولا قلبي مستعد إنه يتكسر أو يترفض ، حبي ليها مش كفيل ولا مبرر إني أتقبل ، واثق إن كل اللي هيحصل هو خير من عند ربنا ، بس مش عاوز أشوف نظرة حد ليا بإني قليل عنها ساعتها ممكن أسيب أي حاجه وأمشي حتى قلبي اللي حبها ، بس مبانش قليل وضعيف قدام حد ، لو ده حصل أنا مش هعرف أعمل غير البعد مهما قلبي وجعني .!"
نظرت له "فرح " بلومٍ ثم حاولت التماسك وهي تلف ذراعيها حوله لتضمه ، ثم تحدثت بنبره مختنقه عندما دخل هو بين أحضانها وهي تستند علي كتفيه من الخلف :
_" بس يا عز متقولش كده ، إن شاء الله مفيش وجع ولا كسره ، كل اللي جاي قبول وبس خليك واثق من ده زي ما أنا واثقه إنك أكتر واحد الناس بتحلف بجدعنته وشهامته ، لو قولت كده تاني مش هسامحك ، وبعدين شيل موضوع التعليم ده من دماغك أو الفروق الماديه ، كلنا لها فالٱخر ، ومش كل واحد متعلم ومعاه كليه كويسه بيبقي شاطر ومؤدب ومفيش منه ، ولا كل واحد مش مكمل تعليمه يبقي إنسان بلطجي ومش كويس ، متمشيش مع اللي بيشوف كده لأنها الظروف !! ، الظروف يا عز خليتك كده غصب عنك ، تعبت وشقيت عشان أطلع دكتوره ، محرمتنيش من ورقه واحده كنت محتاجاها عشان أتعلم وأبقي أحسن ، شيلت من نفسك حاجات كتير عشاني وعشان ماما ، والدنيا ، الدنيا كفيله تعلم اللي مش متعلم وتعلم عليه أكتر ما تعلمه ، ساعتها الانسان اللي بيحصل فيه كده ببقي خبرته من الدنيا كبيره أوي وفاهم الدنيا صح ،صدقني مش لازم فكرة إنها دكتوره فتاخد دكتور أو مهندس وحد متعلم كويس ، دي عادات متخلفه إتعملت من الفضى عشان كل واحد بيشوف نفسه وميليقش بيه غير حد تعب زيه ! ، بس مش بينطبق ده علي كل الناس صدقني ، مش كل الناس تعبت ودخلت. حاجه عاليه ، ناس كتير أوي تعبت وملقتش بس مستنيه العوض ، وانتَ تعبت بس فحاجه تانيه غير التعليم ، وأنا تعبت بس ارتاحت وكبرت وبقيت وهبقي دكتوره عشانك وبفضلك بعد ربنا ، صدقني يا عز اللي هياخد شهاده التخرج ويتكرم علي التعب هو انتَ أصلاً ، انتَ مكانتك وقيمتك عاليه أوي ومش لازم كلنا ل نبقي من القمه اللي الناس عملوها من غير أسباب دي ، كلنا بنكمل بعض ، بس محدش لا هيقدر ولا هيعرف يكملني ويبقي جنبي زي ما كنت وهتكون انتَ ، أنا قولتلك قبل كده وبقولها تاني وهقولها علطول ..إنتَ عز الرجال "
كلمات صادقه مندفعه تبرر له سريعاً عن ما يفكر به ، خرجت مع حديثها دمعتها المكتومه عندما علمت أنه يشفق علي حاله بخزي من نفسه علي شئ لم يفعله هو من الأساس بإرادته ، إعتدل ينظر لها بتأثرٍ من كلماتها ثم أمسك يديها يضعها أمام فمه ليقبلها بامتنانٍ ، لقد فعلت كلماتها شئ بداخله ولو بذره ، هربت الكلمات من كل ما سمعه من دفاع عنه بواسطتها بدت شرسه بطريقه غير مباشره عند مس أحدهم بالحديث عن شقيقها عن شئ كهذا ، تنفس بارتياحٍ ثم نبس بنبره هادئه حنونه:
_" ربنا يخليكِ ليا يا فرح ، هموم الدنيا بتخف فثانيه من هوا نفسكم اللي خارج ، لما بحس إن نفَسكم خارج بـ راحه بحس ساعتها إني مبسوط والدنيا هتمشي حتي لو وقفت معايا ومحتاجه زقه عشان تمشي ، ربنا يبارك فعمركم وأفضل سند ليكم طول العمر "
إبتسمت له هى برضا وهي ترسل له عبر نظراتها بأن كل شئ لا يُقدر بثمن إلا بوجوده هو ، بل والقادم سيبقي علي مايرام ، تنفست بارتياحٍ عندما وجدته يتحدث بإريحيه ٱخذاً بنظرتها ولو بذره حتي يخفف ما يشعر هو به من نقصٍ ، لا يعلم هو بأنه خير من تعلم من هذه الدنيا وأخذ من الجوائز منها بما يكفي ، تعبيراً عن قوة تحمله ، مسئوليته ، رجولته ، صبره ، وقدرته على تحمل كبد وعناء عمله الغير هين !!
____________________________________________
في شقة "سُميه" وقف "غسان" ينتظر بالخارج في صالة المنزل "نيروز" التي ترتدي ملابسها في الغرفه بمساعدة "ياسمين" و"ورده" ، كان يقف وهو يوزع أنظاره علي الجالسين تاره وعلي باب غرفتها تاره أخرى ، كانت تجلس "سميه" بجانب"بدر" وعلي ساقيها "يامن" إلي أن تنتهي "ورده" بالداخل ، بينما كان يجلس "حازم" وهو صامتّ ، إستشعر "غسان" ما يشعر به الٱخر !!
_" أقعد يبني إرتاح علي ما تطلع!"
قالتها "سُميه" بهدوء ولطفٍ وهي تجلس ، بينما بالأساس كانت ستذهب معهم ولكن اعترضت "ياسمين" بأنها هي ستذهب معهما هي و "حازم" ، نظر لها بصمتٍ ثم هز لها رأسه بالنفي تزامناً مع فتح باب الغرفه ، الذي سمعه هو سريعاً ثم التفت برأسه ينظر من على. بُعد حتى وجدهن يخرجن ، "ياسمين" تمسك يديها بحنوٍ و "ورده" بجانبهما ، سار بخطواتٍ ثابته إليهم أكثر ثم أشار لـ "ياسمين" بأن تتركها ليسير هو بجانبها ، أومأت له بتفهمٍ حتى نظرت له"نيروز" بلطفٍ قائله بنبره هادئه :
_" أنا بقدر أمشي عادي ملوش لزوم "
_"طب اسكتي."
قالها بتبجحٍ وتعابير وجهه خاليه وهو يتمسك بيديها لتستند عليه ، نظرت له بدهشه من تبجحه في الأسلوب ، بينما سبق الإثنان أمامهما ، سارت معه بخطواتٍ متوسطه ، إلي أن وقفا أمام باب الشقه قبل أن تخرج هي ، وقفت "سميه" المتجهه لها تنظر لها بحنوٍ :
_" براحتك يا حبيبتي ، وهبقي أكلمكم أطمن !"
أومأت لها "نيروز" بينما وقف "حازم" ليسير بجانب "ياسمين " إلي الخارج معهم ، حتى أغلق الباب من خلفه وهي تتوجه لتجلس علي الأريكه مره أخرى بإنهاكٍ ، بجانب "ورده" التي لاحظت ملامح وجهها المرهقه ، بينما قطع حبل أفكارها نبرة "سميه" التي خرجت دون مقدمات :
_" ربنا يريح قلبك يا حازم يارب ! "
قالتها بخيبه نسائيه وهي تجلس ومن ثم أخرجت أنفاسها بصوت مسموع ، بينما هز لها "بدر" رأسه بتأييد ثم أردف يؤيدها بتفسيرٍ :
_" حاسس إنه مش أحسن حاجه من زمان أوي ، بس كأن موضوع نيروز ده جه عليه وكان التكه ، مع أن رد فعله مفيش!! بس أنا متأكد إنه بينهار ومش من الوقتي ده من زمان !"
أمسكت "ورده" يد صغيرها وهي تجلسه بجانبها تزامناً مع ردها وهي تلتفت برأسها لهم قائله بحزنٍ من حالتهم :
_" لا حال حازم كويس ولا جميله علفكره ، يعني صعبانين عليا لما هم نفسهم حاجه عكسه ، حازم طول الوقت كان معاكم وواقف جنبكم في الصعب قبل السهل ، وجميله نفسها أقرب من نيروز عنى كمان ، لما الواحد يفكر بيصعب عليه إنهم بيعطوا بس مبيخدوش زي اللي بيعطوه !!"
_" لا يا ورده ، مش هياخدوا غير العوض بس هي رحلتهم صعبه ومعايشه للأمر الواقع ولما يعطوا خير ربنا يديهم خير ، مش عكس ما الواحد يطلع وحش بسبيهم ويعطي وحش وياخد وحش ، إنتِ متعلمه يعني وعارفه إن كل اللي بيحصلنا فحياتنا ابتلائات من ربنا و اختبارهم صعب بس كل واحد ربنا حاطط ليه فحياته اللي هيعوضه أو حط بالفعل ، وبياسمين حازم مش هيحس بصعوبة الدنيا ، يعني ان شاء الله تكون ليه الركن والكتف الحنين ، وجميله إن شاء الله ربنا يعوضها باللي يستاهلها أو يعوضها بعد كده فـ شطارتها فـ شغلها حتى لو مش بتحبه ممكن ساعتها تعرف إن ربنا اختار ليها الٱحسن ، محتاجين نفهم دايماً إن ربنا لما بيقطع من حته بيوصل من حته تانيه ..!!"
أردفها "بدر" كلمه تلو الأخرى بصدقٍ ، أثر بالاثنان معاً ، حتى نظرت له "سميه" مبتسمه بهدوءٍ ثم هتفت برضا قائله :
_" ونعمه بالله يبني ، ربنا يجعل اللي جاي خير ويهون علي قلوبهم وقلوبنا "
«ٱمين» كانت الكلمه التي خرجت من فم الإثنان معاً ، بينما نظرت "سميه" لـ "يامن " وهي تفتح له ذراعيها قائله بدلالٍ له يتماشي مع كونها جده :
_" تعالى لـ تيته يا يامن ، أديني بوسه يلا .."
____________________________________________
بـشقة "عايده" ، كانت تجلس "جميله" بالصاله وهي تمسك بهاتفها بمللٍ ، وعقلها منشغل بالكثير ، ولكنها الٱن قد هدأت كثيراً عن أمس من فكرة خوفها علي "نيروز" ، بينما أصبح إنشغال عقلها الٱن بأن تفاتح والدتها بما قاله "عز" لها ، إلى الٱن لم تفتح معها ذلك الموضوع ، بل كل قرار تأخذه هي بفعل ذلك يحدث شئ وتنشغل به من زفاف شقيقها ومناسبة نيروز وما حدث أمس ، كانت الأجواء غير مناسبه لفتح ذلك ، تحرك إصبعها بملل علي الشاشه وهي تقلب بصفحه الفيسبوك الرئيسيه منذ دقائق ، ومن ثم إعتدلت بجلستها سريعاً ٱثر ما رأته للتو ثم شهقت شهقه عاليه ، جعلت والدتها تنتفض وهي تجلس بجانبها تقوم بخياطة بعض الملابس ، وضعت "عايده" يديها علي موضوع قلبها مردده بنبره قلقه بعد إنتفاضتها تلك :
_" وقعتي قلبي يا بنتي ، في ايه ؟"
إعتدلت "جميله" سريعاً وهي تفتح عينيها بصدمه قائله بغير وعي وهي تنظر إلي شاشة الهاتف :
_" مش معقول ، ده هما بجد .. أيوه هما "
قالتها بصدمه بينما إعتدلت"عايده" تنظر لها بغير فهم عندما هتفت الٱخرى بذهولٍ:
_" تريــنـد !"
_"ترينج ايه يا بت مش فاهمه حاجه!"
ضحكت "جميله" بخفوتٍ ثم حركت رأسها بقلة غير وغير تصديق بنفس ذات الوقت حينما وجهت الهاتف ناحية والدتها لتظر لها تزامناً مع قولها :
_" فيديو لـ غسان ونيروز تريند فيسبوك وهي ماسكه الورد وهو حاضنها حتى شوفي .."
نظرت لها "عايده " بدهشه بينما أمسكت الهاتف منها سريعاً وهي تنظر باهتمامٍ وهي ترى المقطع الذي ٱتي عندما أخذها "غسان" بين أحضانه بعد صدوح صوت الأغنيه وهي تمسك بيديها باقة الورد ، ثم حركت عينيها علي عنوان الڤيديو وهي تقرأ : « الحُب كما يجب أن يكون من جهة الرجال» مع وجود تعابير إلكترونية من قلوب حمراء كثيره ، والإعجابات التي تزداد !! ، لم تسمع هي سوي صوت "جميله " بضحكتها الواسعه بينما إبتسمت "عايده" باتساعٍ قائله بلطفٍ :
_" ربنا يسعدهم ويكمل فرحتهم على خير ، كان مين يصدق كل ده يحصل ، بس الله يحميه ابن دلال راجل وصاينها ومش قابل عليها حاجه وحشه أبداً ، ربنا يحميهم من العين ، وعقبالك يا جميله لما أفرح بيكِ كده .."
إبتسمت "جميله" بحبٍ علي ما أردفته كاملاً من أوله لٱخره ، بينما تنفست تخرج بمفاجأتها قائله بنبره هادئه لها :
_" بخصوص الموضوع ده ، كنت عاوزه أقولك حاجه مهمه .."
ترقبت "عايده" الٱتي باستغرابٍ وسرعان ما ابتهجت ملامح وجهها حينما هتفت الٱخرى :
_" أنا جايلي عريس بس.."
قاطعتها "عايده" بسعاده وهي تردد بغير تصديق:
_" بجد ؟ مين وشافك فين قوليلي !"
إبتسمت "جميله" علي ردة فعلتها ثم أجابتها بنبره ساخره وهي تطالعها :
_" عاوزه تخلصي مني بالسرعه دي يا عايده !! "
ضحكت "والدتها" بخفه ثم تحدثت تبرر لها بحبٍ صادق:
_" يا بنتي أنا نفسي أفرح بيكِ وأجوزك كده وأشوف عيالك ، حتى لو جوازك قبل ما تخلصي تعليم وتاخدي الشهاده ،معندناش مشكله لا أنا ولا أبوكى كمان ،بس أشوفك مبسوطه ومرتاحه وربنا يبعتلك نصيبك الللي يصونك ويحميكي يا حبيبتي .."
_" عالعموم اللي قالي إنه عاوزنى وهيكلم حازم أو بابا هو عز أخو فرح!!"
صمتت تتابع ملامح وجه والدتها ، فوجدتها تبتسم باتساعٍ ثم نظرت لها بغير تصديق قائله بحماسٍ:
_" صحيح يا جميله الكلام ده ! ، ربنا يجعله من نصيبك يابنتي ، واللهِ واد أمير ومراعي أمه وأخته ومحترم أوي ، أنا معنديش مانع إن شاء الله خير وأبوكى يوافق عليه وحازم يارب "
تنفست "جميله " بارتياحٍ من ردة فعلها ، بالأساس لم يكن هذا رد فعلها إن كانت زوجه وحيده لزوجها ، ولكنها تعلم جيداً الٱن أنها ليست بالمناصب العليا ،.وأن "عز" لم يكسرها مادام هو يراعى والدته وشقيقته منذ زمن ، بل ويكافح أيضاً بعمله لكي يستطع أن يجلب أموال تجعلهم قادرين علي العيش بسلام !! ، لا يـلدغ المؤمن من جحر مرتين ، وهكذا كانت ما تفكر به "عايده " بأنها لم ولن تعطي ابنتها لرجل لديه نقص ، ليس عادلاً. أو ما شابه !! ، جاءها صوت"جميله" بنيره هادئه وهي تقول:
_" تفتكري بابا هيوافق !"
تبدلت ملامح "عايده" للعجزٍ ، بينما تحاول جاهده أن تبث الثقه بها حتى قالت بهدوءٍ وهي تربط علي يديها بسعاده كي تستشفها الٱخري منها ولا تفكر بالأمر كثيراً :
_"إن شاء الله خير يا حبيبتي ، بس نتفائل خير وهو اللي هيحصل ، ربنا ما يجيب العكس أبداً ،ولو في نصيب إن شاء الله هيبقي من نصيبك غصب عن الكل كمان ، محدش بيقف قدام حكمة ربنا ، بس أصبري وتفائلي خير ، ونستنى اللي جاي .....لتكوني بتحبيه يا بت يا جميله ..!! "
قالتها "عايده" بدهشه بٱخر حديثها من طريقة الأولى التي كانت تنتظر جواب سؤالها بلهفه !! ، هربت "جميله" بأنظارها سريعاً ثم رددت بتبرير مندفعه بقولها :
_" حب ايه يا ماما بس ، لا عادي !!"
قالتها بسرعه ولم تعطي والدتها الفرصه بالرد بل نهضت تبتسم وهي تأخذ هاتفها ثم رددت بسرعه:
_" طب أنا هخش أذاكر بقا ."
تحركت سريعاً من أمامها لتهرب من نظراتها التي تكشف عن ما بداخلها أمامها ، حركت "عايده" رأسها بقلة حيله وهي تبتسم علي ما فعلته الأخرى للتو ثم أيقنت جيدًا كأي أم تشعر بأولادها لتعرف ما بهم سريعاً بأنها تشعر بشئ إتجاه الٱخر ، رفعت عينيها للأعلي وهي تتنفس بعمقٍ ، كعلامه للدعاء لها بصلاح الحال وحدوث ما هو خير وفقط !!
____________________________________________
كان يجلس علي مقعد بغرفة الكشف إلى أن تنتهي "نيروز" وكان "بسام" ينتظر بالخارج للإطمئنان علي حالهما مع شقيقتها وزوجها ، سمع "غسان " صوت الطبيبه من خلف الحاجز للدلاله علي الإنتهاء ، فنهض هو سريعاً بعد أن خرجت الطبيبه وبقت الٱخرى تعدل ملابسها لتستر ما إنكشف من معدتها ، بينما توجه "غسان" بخطواتٍ أكثر كي يمسك يديها لينهضها ، ابتسمت له "نيروز" بحنوٍ عندما أمسك يديها لتنهض هي ومن ثم نزلت الملابس تدريجياً من أثر نهوضها ، بينما سارت هي فمد يديه يعدل ملابسها أكثر من الخلف والأسفل حتى وقف يعدل حجاب رأسها أكثر ، نظرت له بخجلٍ ومن ثم ابتسم هو لها بإطمئنان ثم التفت ينظر إلي الطبيبه التي تحدجهم بإعجابٍ، بينما خرج صوتها قائله لهما بهدوءٍ :
_" إن شاء الله خير ومفيش حاجه الحمد لله ، حطيت لها لاصق طبي كبير علي المعده يشيل الوجع بالتدريج وتبقي تشيله بس بعد يومين كده ، وألف سلامه!"
ابتسم "غسان" لها بلباقه ثم أردف لها بتساؤل أظهر قلقه الواضح لهما:
_" يعني مفيش نزيف ولا حوارات من دي يا دكتوره؟"
كبتت الطبيبه ضحكتها من طريقة حديثه ، بينم ابتسمت وهي تجبيبه باطمئنانٍ :
_" لا مفيش حوارات يا أستاذ ، إنا عملت سونار وكل حاجه زي الفل "
هز لها رأسه بهدوءٍ ببنما مد يديه ليفتح باب الغرفه ، حتى سارت بخطواتٍ متوسطه وهي بجانبه ، ومن ثم ظهر أمامها "بسام" و"حازم" و"ياسمين" ، التي اتجهت صوب شقيقتها سريعاً لتطمئن علي حالها ، حتى طمئنتها. بهدوء وكذلك الٱخرين ، توجهت لتجلس هي علي أحد المقاعد بالطرقه لتستريح فأجلسها هو بهدوء ومن ثم جلس "غسان", بجانبها ، فوجدها تلتفت برأسها تنظر له بإمتنانٍ ، لظهور حنانه عليها التي لم تكن تعرفه هي ، إستشف. نظراتها له بينما مال يهمس بجانب أذنها لما قيل قبل قليلٍ :
_"عقبال ما تعملي سونار إبننا "
حركت "نيروز،" رأسها سريعاً بخجلٍ وهي تكبت ضحكاتها ثم نبست بنبره هادئه :
_" انتَ مش هتبطل أبداً اللي بتعمله ده ! "
حرك "غسان" كتفيه ببساطه ثم هز رأسه بالنفى ناظراً لها بتبجحٍ، بينما حركت رأسها منه بقلة حيلة صوب "ياسمين" و"حازم" و"بسام" من أمامها ، حيث كان "حازم", يغلق الهاتف بعد حديثه به وهو يسأل "بسام" عن غرفة أحدهم ، بينما توجهت "ياسمين" سريعاً ناحية "نيروز" ثم هتفت لها باقتراحٍ :
_" إحنا رايحين أوضة فرح ،عشان عز كلم حازم وعاوزه ، تيجي معايا نشوف فرح ؟"
نظرت لها "نيروز" بترددٍ بينما هتف "غسان" أولاً بتشجيعٍ لها :
_" روحي معاها علي ما أفك الجبس وهاجي أخدك بعد شويه "
قالها بهدوءٍ فأومأت له بالايجاب ، حتى نهضت هي لتسير بجانب شقيقتها ناحية "حازم" الذي سار بجانبهما حيث ما وصف له الٱخر ، بينما وقف "بسام" ينظر بأثرهما إلي أن إلتفت ينظر فوجد شقيقه يجلس يطالع أثرهما بشرودٍ ، توجه يقف أمام شقيقه ثم مد "بسام" يديه له لينهض ، فتمسك به "غسان" إلي أن وقف ثم وضع ذراعه علي كتفه بخفه وهما يسيران بجانب بعضهما ، فتحدث "بسام" تزمناً مع سيره بحديث أردفه علي مره واحده دون مقدمات :
_" مشيتها ليه ؟"
حرك "غسان" أنظاره ناحية عين الأخر فوجده ينتظر الجواب ، أما الٱخر فظل يتجنب ما يخصها إلي أن علم مجرد صدفه بأنها رحلت هي ووالدها من المستشفي بأكملها ، إنتبه علي صوت "غسان" وهو يجيبه بنبره هادئه صادقه:
_" عشانك ،عشان تبقى كويس"
_". و إن مبقتش يا غسان ، مش مبرر إنها تمشي هي ووالدها المريض وحالته مش كويسه عشاني ، أنا حاسس إنك ظلمـ.."
قاطعته "غسان" وهو يهبط يديه من عليه ثم توقف عن السير قائلاً بحزمٍ:
_" إسكت !! ، محدش إتظلم ولا هيتظلم غيرك ، انتَ مش كنت عاوز تسيب الشغل ؟ ولو. هي كانت فيه كنت انتَ سييته ؟! ،هتبطل تتعاطف مع الناس الغلط امته...، لو انتَ حاسس إنها اتظلمت كده فـ أبوها ، فانتَ اتظلمت أكتر منها بكتير ، قولي ٱخر مره قعدت قاعده كده مع أبوك وأمك امته ؟ ولا هزارك اللي كان طول الوقت شغال فالبيت وعامله صوت ، ولا حتى ٱخر مره قعدت مع أختك تشوف مالها ولا تتكلم وتفتح قلبك معاها ، مشوفتش منك غير إنك من ساعة ما هي ظهرت تاني خدت جنب من كل الناس وكأن كل الناس زيها ، دمرتلك علاقاتك وانتَ مش حاسس حتى لو بتحاول تعمل عكس كده ، معنديش إعتراض تاخد وقتك بس طول أوي يا بسام ، طول بسببك لأنك مش عاطي فرصه لنفسك تتخطى كل ده ، الحمل تقيل عليا من كل حاجه ، حب نفسك واتعافي أنا مش قادر أشيل من دماغي كل شويه انتَ عامل ايه الوقتي ولا حاسس بإيه. ، بتشتغل فالشغل ولا قاعد مش قادر بسبب نفسيتك ، بتتكلم مع غيرك ولا واخد جنب زي ما خدت مننا ، أمك اللي بسمعها تعيط بليل وهي بتصلي عشان تدعيلك ، ولا أبوك اللي مش قادر يفتح معاك الحوار عشان خايف لضعفك يظهر قدامه وساعتها أبوك مش هيستحمل يبص لك وانتَ كده ، ولا أختك اللي حست إنها قليله وحبك للتانيه أكتر من حبك ليها لحد الوقتي مش واثقه فيا إني لما إتجوزت نيروز مش هبقى معاها زي الأول ، إنتَ بتعمل فنفسك حاجات كتير أوي ، وبتعمل فيهم ، وفيا عشان أنا كل شويه دماغي مبتهداش وأنا قاعد بفكر فكل اللي هيحصل واللي بيحصل ، انتَ لازم تفكر فنفسك وفاللي حواليك مش فيك وفيها وفالحياه اللي وقفت عندك بسبب اللي هي عملته وانتَ وغيرك بيدفعوا التمن .!!"
وقف بنصف الطرقه متحدثاً بكل ما يفكر ويشعر به هو والٱخر ، كان حديثه يوصف مايشعره الٱخر بنسبه كبيره ، وقف "بسام " يستمع بخيبه له بل وما أن انتهى توجه يلف ذراعيه أعلي خصر الٱخر وهو يحتضنه بقوه ، من المفترض أن يحدث العكس ، ولكن إتضح من يأخذ القوه من الٱخر الٱن ، رفع "غسان" ذراعه ليربت علي ظهر الٱخر وهو يخرج أنفاسه ، بينما سمع نبرته وهو. يتحدث قائلاً بضغفٍ :
_" أنا أسف ليك وليا وليهم يا غسان ، أنا مش قادر صدقني بس بحاول"
ربت "غسان" علي ظهره بتحفيزٍ ثم تحدث بنبره هامسه وهو يدفعه عنه قائلاً :
_" طب ابعد ، ابعد الناس هتشك فينا يخربيتك "
قالها بطريقة مضحكه لكي يضحك الٱخر وبالفعل خرج من أحضانه وهو يكبت ضحكاته موزعاً نظراته علي من حوله بحرجٍ ، بينما أشار للٱخر بأن يتبعه ليقوم بفك جبسه كما أخبره شقيقه !!
بعد وقت قليلٍ بنفس المكان بغرفة "فرح" ، ٠جلست "نيروز" علي المقعد المريح وبجانبها "ياسمين"و من أمامهما "فرح" التي طالعتهما بسعاده من زيارتهما ، بينما خرج صوت "ياسمين" منها وهي تقول بمرحٍ :
_" كنتِ منوراني يا فوفو فالفرح بس زعلانه منك ، متطلعيش ترقصي معايا ، دي منه كانت خارباها عالٱخر وربنا إن ما طلعت بعريس من الفرح مبقاش ياسمين يستي هه ..."
ضحكتا الإثنان.وبقوه بينما نظرت لها "فرح " من بين ضحكاتها قائله بأسفٍ بأول حديثها ومرحٍ بأخره :
_" معلش كنت تعبانه شويه بجد ، وبعدين من نحية العريس فـ في واحد مش سايبها فحالها من يوم حنتك أصلاً ولما سألتها علي إسمه قالتلي إسمه شادي قريبكم ده؟"
ضحكت "نيروز" عالياً كما الأخرى تماماً ، بينما بررت الأولى لـ "فرح" قائله بعد إن علمت أن "نيروز" قد تزوجت "غسان " بعقد قران بمناسبه صغيره :
_" شادي ده صاحب غسان أصلاً يا فرح وسألني عليها كمان !"
ضحكت عليها بخفه ، ثم حركت "فرح" رأسها بقلة حيله منهما قائله بهدوءٍ :
_"لا بجد حالته صعبه ، وهي مش بتسكتله فـ بيزن عليها "
_" طب والله لا يقين علي بعض ، يعني هو شقي كده ودمه خفيف وهي جريئه ما تيجو نوفق راسين فالحلال إيه رايكم ؟"
لم تسمع "ياسمين" منهم سوى صوت الضحكات العاليه وصوت دقات الباب المتتاليه ، إعتدلت "نيروز" في جلستها سريعاً ثم نهضت "فرح" لتفتح الباب فوجد نستخين بجانب بعضهما ، ابتسمت بحرجٍ ومن ثم خرج صوت "بسام" من بعدها قائلاً بلطفٍ :
_"أهلاً يا فرح ، ممكن تنادي نيروز لـ غسان!"
أومأت هي له بالايجاب ولم تتحرك هي خطوه واحده بل ظهر من خلفها سريعاً "نيروز" و"ياسمين" بينما ، ابتسمت "ياسمين" بتفهمٍ حتى نبست قائله بنبره هادئه :
_" طيب روحي إنتِ يا نيروز معاه ، وأنا لسه قاعده هستني حازم يجي من برا مع عز وبعد كده هنروح ، خلي بالك من نفسك !"
أومأت لها بهدوءٍ ومن ثم خرجت خطوه واحده للخارج حيث يقف هو ، حتى رفع أنظاره من علي هاتفه الذي يمسك به ثم وضعه بجيبه بإهتمامٍ عندما وجدها من أمامه ، بينما دخلت "فرح " والٱخري ، ووقف "بسام" بجانبها ، وهو يسمعه قائلاً لها وهو ينظر بعينيها :
_" يخربيت حلاوتك هو اللي بيتعب ببقى حلو كده !"
قالها "غسان" بمرحٍ هو يرفع يديه يضعها علي كتفيها حتى يسير معها بينما تنحنحت هي بحرجٍ عندما وجدت الٱخر ينظر لهما بحرجٍ متنحنحاً بحنجرته ، نظر له "غسان" باستنكارٍ ثم هتف قائله بنبره مستفزه :
_" ايه يا عم ، مراتي !"
_"حقك يـ غُس الله يسهلك "
قالها "بسام" بمشاكسه بينما ضحك الٱخر بخفوت ثم إعتدل ليسأله باهتمامٍ:
_" هترجع إمته ؟"
_"بليل إن شاء الله"
قالها ومن ثم أشار له بالوداع عندما وجد أحدى الممرضات تهتف بإسمه من بعيد ، فنظر له "غسان" وهو يشير له بالوداعٍ ، بينما وجد "نيروز" تنظر له بتمعنٍ وهي ترفع أنظارها له ، فعاود هو النظر إليها حينها ثم هتف بنبره مهتمه يسألها :
_" عاوزه تروحي؟ ولا نروح نجيب الحاجه اللي كانت مفروض تحصل ومحصلتش ؟ !"
عقدت "نيروز" حاجبيها بتساؤل ثم سألته بفضولٍ:
_" حاجة إيه مش فاهمه !"
رفع يديه يضع كفها بداخل كفه ثم سار يسحبها خلفه بهدوء و بنبره لا تحمل النقاش هتف هو :
_" لا دا موضوع تسيبهولي أنا ،وتيجي معايا من سُكاتّ .."
ترقبت ما هو الٱتي بقلقٍ من طبيعته كشخص أهوج في بعض الأوقات ، بينما تابعت بصدمه ما يفعله عندما مسك يديها يسير بجانبها بصمت ولم يتحدث هو لها بكيف سيكون الٱتي أو ما هو من الأساس بل تعمد تجاهلها ..!
_____________________________________________
إلى الٱن لم يتحدث هو بموضوعه الذي طلب "حازم" لأجله ، جلس "عز" أمامه بـ "coffee shop" بجانب المستشفى ، إلى الٱن لم يكن الحديث رسمياً بل كلها تتعلق بأمورٍ حياتيه لا أكثر ، إرتشف "حازم" من قهوته بهدوءٍ قم نظر بتمعن يشجعه بأنظاره علي الحديث حينما هتف "عز" بنبره هادئه يجاهد بأن لا تخرج مهزوزه من ٱثر توتره :
_", الحقيقه يا حازم كنت عاوز أفاتحك فـ موضوع مهم ، جاهز تسمعني ؟"
_" انتَ بتقول ايه يا عز لو مش جاهز أجهزلك طبعاً ، اتفضل.."
قالها "حازم" باهتمامٍ ثم ترك كوب القهوه وهو يترقب الوضع ، أما "عز" فأخذ نفساً عميقاً ثم حاول قتل تردده وتوتره ، حتى هتف بنبره هادئه يفسر له بلباقه ويفاتحه :
_" أنا كُنت عاوز أخد الخطوه دي من فتره بس بسبب مرض والدتي حاجات كتير إتلخبطت ، كنت متردد بس قررت أحاول ، أنا عاوز أطلب إيد الأنسه جميله وأخش البيت من الباب وأمشي بالأصول وبحلال ربنا .."
صمت "حازم" بمفاجأه من عرضه ، بل نظر له بتمعن يستشف صدق كلماته هو يعلمه جيداً ولكن الأن إختلط الكثير بداخله ، تنفس بعمقٍ إلي أن إستوعب ثم هتف بنبره هادئه باسلوبٍ لطيف:
_" رغم ان أنا اتفاجأت ، بس انتَ محترم أوي يا عز وأي حد مكاني يتمناك لأخته بصراحه ، بس زي ما انتَ عارف محتاج أعرف أكتر عنك .. وأنا موافق مش عندي مشكله !"
ابتهجت ملامحه بشده ، ثم نبس يجيبه بنبره بها بعض من الحماس:
_" طبعاً حقك تعرف عني أكتر ، عندي كلام كتير يتقال ، بس الأهم إني أوعدك لو حصل نصيب هحافظ عليها وهصونها ، من نحية الشقه فـ البيت فيه شقتين شقة والدتي ودي اللي قاعد فيها معاهم لحد الوقتي وفي شقة تانيه فوقها علطول ودي بتاعتي ومتجهزه حتي لو مش أحسن حاجه بس ظبطها علي قد ما أقدر الحمد لله .."
صمت "عز" يتابع ملامحه المهتمه ، ومن ثم نبس بحديثه الٱخر الذي كان يتردد بقوله ولكنه قرر الحديث به كي لا يخدعه أمام ضميره :
_" وبصراحه عندي إخوات غير فرح من الأب بس مش ساكنين هنا عشان لو هتسألني على عيلتي وكده ، كان عندي أخت بس ربنا أراد إنها تموت ، وأخويا الحمد لله موجود لحد دلوقتي بس في بينا مشاكل مش مخليه علاقتنا أحسن حاجه لكن والدي ووالدته متوفين بردو ، عشان أنا عارف إن ممكن فرح متقولش لجميله عن الحوار ده لأن محدش بيتكلم فيه كون إنه حساس بس أنا داخل بالمعروف ومن غير تحوير وإن شاء الله تكون متفهم للوضع"
تنهد"حازم" يخرج أنفاسه وهو يرجع ظهره للخلف ثم تحدث بعقلانيه وتفهمٍ رغم صدمته :
_" بص يا عز أنا مقدر وفاهم ومش فضولي ولا بجح عشان أصر إني أعرف سبب الخلاف إيه ، بس الأهم من ده كله إن أضمن إن جميله متتحطش فضغط ولا أذي نفسي ليها ، كل اللي محتاجه منك راحتها النفسيه ، زي ما مش مهم إنك لازم تجيبلها بيت كبير عشان يليق ، انتَ راجل ومكافح وأنا عارف ده ، بس بردو أختي راحتها عندي أهم من أي حاجه ولو حصل ليكم نصيب واحده واحده هتفهم إنها مش محتاجه غير سند وضهر وحنيه !"
هز "عز" رأسه بتفهمٍ ثم تحدث قائلاً بوعده الصادق:
_" وأنا أوعدك إن لو حصل نصيب ، هبقى خير السند ليها وعمري ما هأذيها ولا هكسرها ، بالعكس هحاول وأعاملها بما يرضي الله "
_" علي بركة الله يا عز ، هكلم والدي فالموضوع وناخد رأيها وهكلمك تيجي المعاد اللي تحبه والمناسب ليك ولينا إن حصل نصيب بإذن الله. وكانت هي جاهزه ومرحب بالوضع دلوقتي أو لأ ، وإن شاءالله خير "
_____________________________________________
جلستّ بجانبه علي المقعد الطويل بالغرفه عندما دخل هو عليها قبل قليلٍ ، كان من أمامهما التلفاز ينير الغرفه بما يحدث بداخله ، وضعت هي صحن تسالي صغير ومن ثم جلست بجانبه منذ قليل ، كان "شريف" يعبث بهاتفه بإهتمامٍ غلفه بعض المللٍ ، بينما تابعت "فريده" التلفاز جيدًا بتمعن ، إلى أن حركت رأسها له بمللٍ ثم هتفت بما كانت تنوى قوله :
_" أنا زهقانه يا شريف ، وبصراحه عاوزه أكلم ماما أطمن عليها وإنتَ خدت التليفون عشان محدش يعرف أنا فين وشيلت الخط وبجد الجو زهق وأنا قلقانه !! .."
حرك "شريف" أنظاره ببطئ من علي هاتفه ثم وجهها على ملامح وجهها وبالأخص عينيها ثم هتف بنبره هادئه يهدأ من أفكارها بطريقه غير مباشره:
_" أنا شيلت التليفون يا فريده عشانك وعشان لو حد وصلك مش هيسيبك ، وبعدين أنا قاعد معاكِ ٱهو ومسليكـى عاوزه حاجه أكتر من كده !"
توقفت عن الحديث تتابع ملامح وجهها الحانقه الذي رسمها هو ببراعه ، ومن ثم أخذت أنفاسها ببطئ قائله :
_" طب ما تتكلم معايا يا شريف ، قولي حاجه عنك عن حياتك عيلتك بلدك كده يعني بدل الملل ده"
عائلته !! الذي كان والدها أحد أهم الأسباب الغير مباشره لتبخرها ! ، تنفس بعمقٍ ثم اعتدل بجلسته يرسم ابتسامه زائفه يجيبها بهدوءٍ :
_" ما أنا قولتلك إني مقطوع من شجره قبل كده !!"
_" قولي قبل ما تتقطع من شجره ، إحكيلي عنهم !!"
إصرارها ليس لصالحها بتاتاً ولكن علي أي حال تنفس هو بهدوءٍ ثم بدأ بالحديث باختصارٍ وكذبٍ :
_" كان عندي أخت بس ، وأبويا وأمي ماتو فـ حادثه وكان معاهم أختى ، فقعدت مع جدي وهو اللي رباني لحد ما مات ، أمي كانت ست عظيمه واستحملت كتير أوي فحياتها ، وأختي مكنش أطيب ولا أحن منها فالدنيا كانت أكبر مني ، لما الدنيا كانت تضيق بيا مكنش بيشيلني غير حضنها ، كنت متعلق بيها أوي .. الواحد لما يتعلق بحاجه بتروح منه بسرعه ولما يكون عاوز الحاجه تمشي بتفضل موجوده تفكره بحاجات هو مش عاوزه يفتكرها بس غصب عنه !"
وجد نفسه يسترسل بالحديث رغماً عنه ولم يكن مختصراً ، بينما كان يكذب هو بأوله والٱخر كان بمنتهي الصدق ، لاحظت عدم حديثه عن والده ورغم شفقتها إلا انها سألته بنبره فضوليه:
_" طب وباباكّ !!"
حرك "شريف" أنظاره صوب الهاتف يجيبها بغير إهتمام كي لا يتعمق أكثر:
_" الله يرحمه كان كويس بردو ، أصيل لدرجة اني ملقتش أصله فـ حد !!"
سخريه وتهكم وإستهزاء بداخله بل وألم ، نظرت له بحنوٍ ثم هتفت بنبره هادئه أثارت إهتمامه وجعلنه ينصت لها عندما تحدثت هي :
_" هقولك أنا بقا ، عاوز تسمعني ولا ؟"
_" أسمعك يا فريده لو كل الناس بطلت تسعمك !"
حديث معسول قاله لها باهتمامٍ وهو يبتسم بتكللفه كي تستطيع تصديقه ، وبالفعل حدث وواصلت تكمل هي بألمٍ تخرج ما بداخلها له ويا ليتها ، بل كان هو الشخص الخطأ !
_" لو هتكلم عني وعن عيلتي مش هعرف هقولك إيه ، بس أنا إتحطيت فمكان مش مكاني ، مكان كل ما بطول فيه بحس إن محدش عايزني مع إن المفروض إن دول عيلتي ، أُمي عمرها ما جربت تسمع مني كلمه دايماً معترضه على كل اللي بعمله حتى لو معملتش حاجه ، و بابا دايماً بيقعد يذلني يضغط عليا فـ حاجات مليش ذنب فيها ، طول الوقت شخط وشد مفيش مره كان لين معايا فيها ولا حضني فمره واحده أفتكرها عنده ، يمكن حازم أحسن منه بكتير مهما عملت فيه ومهما حصل مننا ليه من زمان لحد ما كنت ، فهو كان كل همه إنه يشوفني كويسه بس مبقتش أتقبل ده منه بسبب كلام ماما عنه ، يعني بحس إنه بيكرهني فنفس الوقت هو وجميله ، جميله اللي بحس إن قلبها بيلين تاني يعني بقعد أبص ليها أحس إن عيونها حضناني من غير ما هي تعمل ده ، مش فاهمه ده معناه ايه بس بحس إن نظراتها ليا كذابه ، يمكن هم أحسن من حسن ، عارف؟ ..حسن أنا بقعد أقول لنفسي إني بكرهه ، بكرهه من غير سبب واحد معين ، غير إنه كان بيفرد سيطرته عليا فبعض الأوقات وكان بيضربني وماما تسكت وبابا ، عمري ما شوفت منه نظرة حنيه واحده رغم انه أخويا ، أخويا مش زي حازم ، بس أنا مش واثقه فيهم مش قادره أصدق انهم بيحبوني عادي ، ساعات بقول لا هم كويسين بس كلام ماما عنهم بيشككني فكل حاجه بيعملوها !! "
صمت يستمع لها بإهتمام ، وملامح وجه قد تشنجت بطريقه غير ملحوظه ، مر عليه بالحديث والدها وشقيقها ، لم يحدث نفسه سوى بأن شقيقها سئ إلى هذا الحد دون أسباب قالتها هي !! ، لا لم ولن تثير شفقته ، بل مجرد خدعه هي ، رسم علي ملامح وجهه الحزن لأجلها ثم مد يديه لها حتى أمسكت بيديه وهي تتوجه له حتى تدخل تحت ذراعه ليحتضنها هو رغماً عنه ، مجبر على فعل ذلك ، بل وهو من يحتاج للأحضان والمواساه لذا لم يستطع تفوه أي حرف ليس من مشاعره كي يواسيها بل ربت علي ظهرها بمواساة فقط !!
___________________________________________
وقفت في محل المجوهرات تنظر علي ما أخرجه لها الرجل من سوارٍ وخواتم والأهم "الدبله " ، لم تعرف هي أنها ستذهب إلي محل مجوهرات بل فاجأها "غسان" إلي أن دخلت ووُضِعت أمام الٱمر الواقع ، تنفست "نيروز" بتوترٍ ثم رفعت أنظارها تطالعه بحنوٍ فوجدته يحثها علي الإختيار ، تركهما الرجل ليجلس علي بُعد قليل منهم إلي أن يتناقشا كما فهم هو ، وقف "غسان" يتابع ملامح وجهها بإهتمامٍ وهي تنظر له بل وتركت الأنظار من علي ما يوجد أمامها ، مجازاً بأنه أغلي أو أصبح أغلى ما يوجد لديها الآن وفيما بعد ، نظر لها بترقبٍ حينما نبست هى بنبره هادئه متأثره :
_" مكنش ده لازم يحصل ، أنا مبسوطه معاكّ من غير شبكه ولا دهب ولا أي حاجه من دي !"
حديثها نابع من قلبها بل وخرج بكل صدق ، ولكنه لم يتماشى مع العادات والتقاليد لديهم ورغم ذلك لم يكن يهتم هو بتلك العادات بل فعل ذلك لأجلها فقط ، وبالٱخص في هذا الوقت كي يخفف عنها ماحدث أمس ، إبتسم "غسان" لها بلطفٍ ثم أجابها بنبرته الهادئه حتى خرجت منه بثباتٍ غلفه حبه لها :
_" انتِ قيمتك أغلى من كده بكتير ، ولا لازم يحصل انتِ مش أقل من أي حد ، طب عيني فعينك كده ؟ والله نفسك تلبسي دبلتي !"
ضحكت "نيروز" بخفه وهي تنظر له نظره لم يعهدها هو من قبل ، وقبل أن يتأثر من نظراتها حثها علي الإختيار الٱخيراً قائلاً لها وهو يشير لها بيديه :
_" إختاري اللي هيكلبشك بيا يا رزه !"
التفتت تنظر له بعدما أومأت له بخجلٍ ، فاقترب الرجل أكثر وهو يبتسم بوجهه البشوش لهما ، أمسكت "نيروز" إحدى "الدبل " البسيطه التي لم يكن بها نقوش ثم أشارت علي قلب قلاده صغيره من حرف الـ« G» كعلامه بأنها ستحمل بعنقها حرفه هو فقط بعد قلادته التي كان بها قلب ورده ، نظر لها بإعجابٍ ثم قال بمشاكسةٍ :
_" حرف واحد بس ؟ مينفعش تشيليني كلي فرقبتك ، وربنا ده يوم المنى لما اتحط فرقبة حد جميل كده !"
ضحكت بخجلٍ ومن ثم سمع هو صوت ضحكات الرجل الذي كان يتابع الحوار ، تنحنح "غسان" ثم أردف بجديه لها قائلاً :
_" إختاري خاتم ليكِ ، ودبله ليا بقا"
نظرت علي المخصص للرجال بشكله المربع ، ثم أمسكت واحده بلونها الأسود ولم تختار هي الخاتم لها ، بل إلتفتت له فوجدته يمد يديه يمسك بالدبله التي اختارتها هي ومن ثم بحرفه الذي عُلق بسلسله صغيره بخفه من العامل ، بينما أمسكت هي دبلته حتى هتفت بنبره هادئه له :
_" كفايه دول وبعد كده إبقى هاتلي الخاتم عادي أنا مبسوطه بـ دول ـ !"
قالتها بقناعةٍ ، خاصةً أنها تعلم مدي غلو أسعار الذهب ، وبالٱخرى حالته الماديه التي لا تعرفها تحديداً إلى الٱن ولكن دفعه للأموال بالمستشفي الخاصه الذي يعمل بها شقيقه كانت كثيره إلى حد ما ، لا يعلم هو كيف تعلو بنظره وهي فوق أعلى إرتفاع ، هز لها رأسه وهو يفكر بأن يهديه لها بيوم الزفاف أو مناسبه أخرى ، ثم أمسك يديها ببطئ يدخل بها "الدبله" ومن ثم رفع القلاده ثم توجه من خلفها يلبسها القلاده علي ملابسها فالتفتت تنظر له بسعاده ثم رفع هو يديه أمام يديها فأمسكت كفه الأيسر تضع به "الدبله السوداء" خاصته ، مما يعني بالأيسر بأنهما متزوجان ! ، ورغم تفاجئ العامل بموضع إرتداءهما إلا انه أشار للفتاه العامله معه بأن تزغرط ، وبالفعل صدحت زغروطه عاليه بالمكان ببهجه ، لم يترك يديها بعد أن ألبسته بل تمسك بها ثم رفعها أمام فمه ليقبلها برقه ومن ثم رفع يديه الإثنان يأخذ رأسها بين يديه يقبل قمتها ، ابتسمت هي بسعاده ومن ثم تأثرٍ ولأنها تفهمت الوضع جيدّا. فيما هو ٱتى نبست بنبره هادئه تزامناً مع سيرها :
_" هستناك بره فالعربيه ، علي ما أظبط حجابي وكده "
قالتها بكذبٍ كي لا تضعه بموقف محرج بسبب الحساب ، ضحك بخفوتٍ علي ما أوصله لها عقلها وهي تخرج ، تلك الغبيه ؟ أتظن نفسها بأنها مخطوبه وليس الواقف هو زوجها بل والمسئول عن تكاليفها ومصروفاتها بعد الٱن !؟ ،توجه للعامل يستعلم عن الحساب وهو يأخذ منه العلب الفارغه الخاصه بما في أيدي كل منهما وعنقها ، بل ينتظر فقط الفاتوره !!
جلست بالسياره تتنفس بعمقٍ وهي تغمض عينيها بسعاده ، الٱن تشعر بأن يربطه بها شئ حقاً كمثل باقى الفتيات ليس كجشع و طمع ولكن الفكره بنفسها لاقت إعجابها وتأثرها بها جعلها تنظر لنفسها مجدداً بأن العوض منذ وفاة والدها كان هو !! ، لا تعلم لما نزلت منها دمعتها إلى الٱن ولكن كل شعور كان يجب شعوره عن عقد قرانها وربطها بإسمه تستوعبه هي تدريجياً ، خرجت من شرودها سريعاً عندما وجدته يشير أمام وجهها وجالس بجانبها بالسياره ، يبدو أنها شردت لدقائق ، ابتسمت له بحنوٍ حينما مد يديه بكيس به بكوس صغيره خاص بالمجوهرات ، ثم إعتدل يأخذ هاتفه من جيب بنطاله ثم مد يديه لتضع كفها الأيسر بكفه ثم وضعهما علي الدريكسيون الخاص بالسياره كطريقه حديثه لما يراه علي مواقع التواصل الاجتماعي ثم ضغط هو علي زر التصوير ليأخذ لهما الصوره !! ، سحبت كفها سريعاً بعد أن انتهى ، ثم غمز هو لها بإعجابٍ حتى بدأ ليحرك السياره ، تزامناً مع قوله المهتم:
_" مبسوطه ؟"
_" أنا بحـبكّ يا غُس!"
أقالتها مجدداً بصدقٍ دون شعور منه لتتحدث كذلك ، أم أقالت ذلك الإسم الذي لا يحبذه هو ، أوقف السياره علي فجأه حتي اندفعت هي إلي الأمام بخوفٍ وهي تنظر له باستفهامٍ ، فوجدته يتحدث قائلاً وهو يكبت ضحكاته :
_" قولتي ايه ؟"
نظرت "نيروز" له باستنكارٍ ثم هتفت تتخلى عن خجلها:
_" قولت يعني إني بحبك وكده .."
_" لا دي عارفها دي ، اللى بعدها بقا ؟"
قالها بثقه جعلتها تنظر له بغيظٍ ، فخرجت صوت ضحكاته العاليه وهو يردد من بينها :
_" انتِ عارفه المشكله فـ ايه ؟"
_" ايــه ؟"
هدأت ضحكاته ثم أمعن النظر بوجهها المستنكر من ردة فعله فواصل هو يكمل بتوضيحٍ :
_" إنه طالع منك حلو أوي ، هعتمده بعد النهارده خلاص !"
ضحكت " نيروز " بخفه عندما وجدته يحرك رأسه ناحية الطريق ليكمل سيره ، حتي هتف هو بنبره هادئه جاده :
_" عاوزه تقعدي فـ مكان ولا عاوزه تروحي ترتاحي ؟"
تنفست بعمقٍ ثم نظرت له بترددٍ للحظاتٍ إلى أن هتفت علي مره واحده تهزم صوتها الذي ينفي ، ثم قالت بما كانت تريد أن تفعله وبشده:
_" عاوزه أروح المقابر !"
لم يلتفت لها هو ، بل إبتلع ريقه من ما قالته ، وهو يعلم ماذا تريد هي بعدما استشف طريقة حديثها ، كي لا يشعرها بالغرابه أو الإشفاق لم ينبس بحرف بل هز رأسه فقط ، وكون المكان التي تقول هي عنه قريب من مكان سيره الٱن فلم يأخذ هو سوى بضعة دقائق ، أخذ أنفاسه بهدوء وهو يحاول بأن يبقي ثابتاً بعدما قالت هي بتوضيحٍ. :
_" عاوزه أشاركه فرحى زي ما كنت بروح وأشاركه كل الوحش اللي كنت بحس بيه فـ غيابه ، أشاركه إنتَ وأقوله إنى أخيراً لقيت حد زيه فـ حنيته وحبه وأمانه وحتى سلامه وكلامه اللي بيطمن .."
طريقتها في قول كلماتها أظهرت وبشده مدي تعلقها بوالدها وليس به أولاً ، لم ولن تسطع الكلمات وصف شعور من فقد والده , عجز عن الرد رغم كلماتها الممزوجه بمدحها به ،لايريده هو بل يريد تعافيها ! ، خانته شفقته وحزنه لأجلها رفع ذراعه وهو يمسك بالٱخرى يقود السياره بينما مد الآخر علي بُعد لها كي تدخل هي تحت ذراعه ولم ينبس بأي حرفٍ ، أما هي فتمكست بقوه حتى لا تبكى ، صف السياره بأحد الجوانب سريعاً ، بينما إعتدلت هي كي تستعد لتهبط من السياره ، تزامناً مع هبوطه هو الٱخر ، وقف "غسان" أمام البوابه بينما وقفت هى تلاحظ وقوفه بمكانه ، إبتسمت له بهدوءٍ وتفهمٍ لما يفكر به هو ، لا يعلم بأن هذا مصدر راحتها وليس حزنها كما يشعر ، وقف "غسان" ينظر لها بتعاطفٍ من ما تفعله ومن ثم خرجت منه كلماته التي عبرت عن مدي حفاظه علي عدم شعورها بالحزن والقهر :
_" بلاش يا نيروز ، حاسس إن كده بوجعك!"
يحمل نفسه الذنب ! لما تشعره هي ، بسبب ما شعرته اتجاهه ، أم يريدها بأن تكون قويه ، زيارة المقابر تكسر بذلك الوقت ! ، هزت رأسها له بالنفي ثم وضعت كفها بكفه قائله بنبره واثقه رغم ضعفها الداخلي :
_" مش بتوجع ، بالعكس أنا جايه بفرحى ليه هو ، هو اللي يستاهل يشاركنا اللحظه دي الوقتي !"
لايريد بأن تتأخر حالتها ، لا يعلم هو زيارتها له بين وقت والٱخر، سار بجانبها ثم دخل من البوابه الكبيره ، بصمتٍ وهو يتنهد ليأخذ أنفاسه ، سار خلفها بينما كانت تتحرك بخفه وكأنها تحفظ المكان عن ظهر قلب ، لم تمر سوى دقائق صغيره حتى وقفت أمام قبره ومن ثم وقف هو بجانبها ، لم تتحدث هي بل وقفت تنظر علي القبر لفتره ، بينما ابتلع "غسان" غصه مريره بحلقه وهو يخرج أنفاسه الثقيله من علي صدره ، هربت الكلمات منها ؟؟ هي المعتاده دائمًا علي الحديث عنها بالحزن فقط ، كيف ستشاركه فرحه تفرح هي بها ولكنها تقهر لعدم وجوده بجانبها ، تظاهرت بالقوه أمامه بينما كان يعلم هو مدي ضعفها الداخلي ، إلتفت يضمها بقوه وعلى فجأه بأحضانه ! هذا ما كانت تريده بموقف كهذا ، هي التي وقفت أمام بحر تائهه ثم قررت بأن تقفز لتغرق فوجدت أحضانه بقاع البحر !! ، التفت كلتا ذراعيه عليها يأخذها بعناقٍ طويل وهو يضمها بقوه غير عابئاً بنظرات من حوله بل مهتم فقط لها ولما تشعره الٱن ، بكت بأحضانه بحرقه لا تعلم هي كيف الحديث وكأنها طفل رضيع هبط من رحم والدته لأحضان والده ! ولم يكن والدها بتلك اللحظه سوى هو !! ، حاول جاهداً علي أن لا تهبط دموعه ليس لمن يجلس حولهم من الزيارات بل لأجلها ، خرجت نبرته المختنقه سريعاً وهو يواسيها ومع ضمه لها بقوه ، حتى أنها لم تري هي سوى ظلام أحضانه بالداخل وتسمع فقط صوته المختنق الذي يوحي بٱخر ذره بالتماسك :
_" ادعيله ، إدعيله يا نيروز ، والله هو فـ مكان أحسن من ده بكتير ، بس متعطيش عشاني ، متعيطييش وأنا هفضل جنبك مش همشي ، مش هسيبك بس أ.."
لا يعلم لما لم يقوي علي الحديث أكثر ، لم يشعر بنفسه سوي عندما أخرجها من أحضانه ثم رفع كفيه يمسح دموعها برفقٍ ثم ابتسم لها بإنكسار أخذه منها يقسم هو !! ، ثم رفع يديه يمسك بيديها يخرج من المكان بأكمله ، مقرراً بعدم الحديث بهذا الموضوع وكأن شئ لم يحدث حتى تتماسك هي أكثر ما دامت هذه هي حالتها عند رؤيتها القبر ، بكائها وهي تقف أمام قبره يقسم لها بقولها المكتوم بداخلها :
"و قُل لمن سكن القبر ، بأنه واللهِ مازال يسكن القلب... ولن يرحل..!"
____________________________________________
بعد مرور وقت ، جلست تحدجـه بغضبٍ منذ ما حدث وهي تتحاشي الحديث معه عندما تركها ولم يحاول الدفاع عنها !! ، إعتدلت في جلستها ثم أمسكت المحرك الخاص بتغير قنوات التلفاز لتغلقه وهو يجلس من أمامه ، إلتفت "سليم" بوجهه سريعًا ينظر لها بإستفهامٍ ممة فعلته بينما نظرت له بصمت وهي تنهض للتجه ناحية الفراش ، فنهض هو يحدثها بنبره منفعله :
_" انتِ مش شايفاني قاعد بتفرج، ولا خلاص اللي اتعمل فيكِ النهارده عماكى "
كرامته تكاد معدومه إذن ، نظرت له باشمئزازٍ ثم هتفت قائله بتهكمٍ:
_" كويس إنك عارف اللي إتعمل فيا النهارده ، قاعده مستنيه أشوف هتجيبلي حقي إزاي بس أنا شكلي مش متجـوزه راجـ.."
قطعت استرسال حديثها عندما وجدته يدفع الزجاجه من أمامه لتقع أرضاً مردفاً بنبره عاليه:
_" لو قولتيها هزعلك مني يا زينات ، حطي لسانك جوا واسكتي فاهمه ؟؟"
صمتت " زينات " تتابع ملامحه الجاده بما قاله ثم رأته ينظر لها بمللٍ حتى أردف قائلاً تزامناً مع سيره للخارج :
_" سايبلك المكان ببعضه ، عشان ترتاحى وتريحي ."
لم تسمع هي سوي صوت إغلاق باب الشقه بقوه بعد لحظاتٍ ، خرج "سليم" من الباب وهو يصفعه خلفه بعد أن جذب المفتاح سريعاً ، كانت ملامح وجهه متهجمه إلى حدٍ كبير، سمع هو صوت فتح المصعد قبل أن يضع المفتاح بـ باب شقته الثانيه ، تطلع عليهما بكرهٍ ما أن. ظهر هو وهي بجانبه ، ولم يظهر من المصعد سوى "غسان ونيروز" ، تبدلت ملامحها للقلقٍ عندما وجدت "غسان" يقف بمكانه وقد امتنع عن السير ما أن رٱه ، تطلع "سليم" عليهما وهو ينظر من أعلى لأسفلٍ بغيظٍ إلي أن هتف "غسان" بنبره مستفزه يسأله من ٱثر تطلعه :
_" ايه يا متر الـ outfit مش عاجبك ولا إيـه ؟"
قالها وهو ينظر له بكيدٍ عندما رٱه ينظر عليهما من أعلى لأسفل ، حاول "سليم" أن يتعامل ببرودٍ كما يفعل الٱخر معه كي لا ينفعل ويخسر ، أجابه بنبره هادئه بارده وهو يبتسم بتهكمٍ :
_" هو مش اللبس بس لا دا الشخصيه والأسلوب والمعاملة وكلك علي بعضك !"
ضحك "غسان" بطريقه مستفزه بارده ثم إلتفت برأسه ناحية "نيروز" يسألها باهتمامٍ :
_"عارفه غسانّ البدري قال إيه يا رزه ؟"
طالعته هي بترقبٍ ، بينما إبتسم "سليم" بسخريه علي ما يفعله ومن ثم تهجمت ملامحه سريعاً حينما هتف "غسان" يجيب علي سؤاله وحديث الٱخر عن شخصيته وما لا يحبذه به :
_" بيقول ، اللى مش عاجبه شخصيتي ينزل ياخد سيلفى مع جزمتي ..يا متر !"
إهانه .؟ بل وصريحه ومباشره ، إغتاظ "سليم" أكثر حينما وجد الٱخري تضع يديها تكتم ضحكاتها علي ما فعله الٱخر ، التفت بغضبٍ بعد أن حاصره يفتح الباب بالمفتاح حتى فتحه وقبل أن يغلقه بقوه من خلفه سمع صوت "غسان" ينادي مردداً بضحكٍ :
_" استنى بس .. نسيت السيلفي !! "
لم يجد الرد سوي صفعة الباب القويه بوجههما ، نظرت له "نيروز" بقلة حيله ، فواصل هو يكمل لها بتفسيرٍ مع ملامح وجهه الحانقه :
_" لا عصبي أوي ، وبعدين احنا منقلناش من عماره تانيه عشان عمك ينقلنا تاني من دي بسبب رزعه الباب كده هو ومراته ، أنا مش حمل فرهده ، دي مبقتش عيشه !!"
ضحكت من عبثه ، بل وطوال الطريق يقصد بأن تضحك هي كي لا تشعر بما فُعل قبل فتره تعامل معها وكأن شئ لم يكن توجهت تدق جرس شقتها وهي تضحك بخفه ببنما كان يقف هو بجانبها !!
____________________________________________
_"فين بنتكّ..؟! "
كلمتان قالهما "سليم" الواقف أمام أنظار "عايده" الجالسه على المقعد بالصاله بينما كانت "جميله" بالداخل تذاكر ما فُرض عليها مذاكرته منذ أن جبرها ذلك الواقف !! ، طالعته هي باستغرابٍ من طريقته الحاده في طرح سؤاله ، ربما قد حانت اللحظه الحاسمه الٱن بمواجهتهم بعد أن علم أن "حازم" قد تخلى عن الوقوف بجانبه ، لم تجيبه هي وهي تنظر له بقلقٍ بعد أن علمت ما يود قوله وفعله ، أشار أمام وجهها بإنفعالٍ ثم ردد بنبره قويه :
_" أنا بكلم نفسي ولا ايه ! "
وقفت "عايده" أمامه بعد أن كانت جالسه ، ألا يعلم هو بأن ابنته بالداخل ؟! تأكدت شكوكها به ثم خفق قلبها بقلقٍ عندما نبس هو بوعيدٍ :
_" كنتِ عارفه إنتِ وبنتك انه هيتجوزها وهيكتب كتابه من ورايا صح؟ بتســـتغـــفــلونــي ؟!"
وقت ممارسه نقصه عليهما قد حان ، لاحظ ما حدث منهم منذ فتره ولم يخرج هو لهما سوى في هذا الوقت بسبب ما فُعل أمس ، حديث زوجته الثانيه في كل مره واضح وغير واضح ، مباشر وغير مباشر يؤثر به وبشخصيته الضعيفه حتى لو كان يظهر عكس ذلك في بعض الأوقات ، إنتفضت "عايده" على أثر صراخه بها ، حاولت التبربر سريعاً كي لا يتوجه لغرفة "جميله" ويفعل ما تهاب هي أن يُفعل ، تعلثمت بالحديث وهي تبرر له قائله بنبره قلِقَه :
_" لا ، مـكنش ..حد عارف غـيـ. ـري جميلـه مكـنتـ.."
وقبل أن تكمل كلماتها ظهرت "جميله " من خلفه ومن ثم قاطعتها سريعاً وهي تتحدث بنبره عاليه وصلته :
_" لا كنت أعرف معاهم ، وكنت عارفه كل حاجه وهيمشوا إمته وفين!"
تزيد من إنفعاله ، إلتفت ينظر لها بغضبٍ من جرأتها وصراحتها ، تحت أنظار "عايده" الخائفه ، خرج صوته المُنفعل يجيبها باستهزاءٍ وتهكمٍ :
_"دا إنتِ بجحه بقا وإتجرأتي وبقا ليكِ صوت من ايه ده بقا فهميني!"
كلماته تزامناً مع نظراته عليها وهي تقف أمامه بعدما إلتفت لها ، نظرت له بتعابير وجهها الغير واضحه بأي شعور إلا عندما تشجنت مع قولها الواضح له :
_" بجحه عشان وقفت وخبيت علي الصح واللي المفروض يتعمل ؟! ، مش فاهمه مين ممكن يعمل كده فـ بنت المفروض يكون ليها السند ، مش القهر ، عملت إيه غير إنك كنت ماشي فخطوة إنك تكسرها وتجوزها واحد غصب عنها مش خطوبه كمان ، يعني جواز غصب وفجأه !! ، مفكرتش فيها وهي ملهاش أب يقفلك ولا يقف لجبروتك ، متدايق عشان خبيت إنها خلاص هتتجوز اللي بقا يقفلك ويقف لمراتك ، ممكن تقولي لو حد جه وفرض عليا أتجوز غصب وعاوز يكسرني كان هيبقي رد فعلك إيه ؟ ..ولا حاجه عشان طول عمرك كاسرني ومش عارفه أتعافى من ده ، أتوقعها منك إنك تجيبلي أنا واحد مبحبهوش ولا أعرفه وتجوزهولي غصب ، ما هو اللي بيجي علي بنات الناس ويعمل فيهم إيه ، بيتردله فـ بناته ومراته ، قولي مفكرتش فريده فين لحد دلوقتي ، لما هي كويسه ومش فمستشفيات ولا سجن ولا غيره ، إيه اللي خلاها تمشي من غير سبب واضح ، أقولك أنا إني شكيت شك كبير وإحساس جوايا بيقولي إنها مشت بسببك ، محدش ممكن يفكر فـ كده علطول غيري أنا ، عشان عارفه هي ممكن تحس بـ ايه ، واللي بيتعمل يخليها تسيب الدنيا وتمشي مش البيت ، انتَ راجل ظالم ومفتري ومتستحقش تكون أب ، هان عليك كسرة حازم وهو لسه متجوز ومن حقه يفرح ، هان عليك تبقى عينه فالأرض من الناس والقرايب بسببك ! ، ليه تخلي شكله كده قدام مراته اللي أختها لعبه فـ. إيدك وعاوز تحركها زي ما انتَ عاوز لمجرد إنها رفضت حاجات وعملت حاجات انتَ مش عايزها ، أنا عمري ما هسامحك علي العذاب اللي انتَ بتعيشني فيه كل يوم ، حتى لو مبتعبرنيش وحازم كان هو. المسئول فالفتره الأخيره بس وجودك ذات نفسه قافلني من الدنيا واللي فيها ، قـــــولي بـــتــخلـــفنـا ليه مــادام بتـــأذيـــنــا ..!!"
صراخٌ كاد يقطع من أحبالها الصوتيه ، مع بكاء عينيها والدموع المنهمره منها ، تتألم الٱن من مجرد رؤيته ليس بما يفعله فقط !! ، وقفت أمام وجهه المتشنج المصدوم من ما خرجت به هي ، رفعت يديها بسرعه تمسك يديه بهستيريه وهي تحثه قائله باندفاعٍ :
_" يــلا القــلـم مترفعش علي وشي ليـــه ، إضـــربنـــي عشــان ترضي نفسك ، إضـــــربني!!"
حثته بقوه علي أن يصفعها كما كانت تنتظر هي ، ومن ثم تفاجأت هي بوالدتها تدفعها بسرعه عنه قبل أن يرفع يديه ، ثم وقفت "عايده ". أمامه ومن ثم الٱخرى خلفها ، خرج صوت "سليم" الذي بدت تعابير وجهه بارده ولم يرفع يديه ليصفعها كما هو متوقع ، بل رد عليها بنبره هادئه جاده :
_"ظـلمتك فـ إيه ، عشان عاوزك أحسن واحده ، وأخوكى !! اللي خدته معايا وعلمته فوق علامه عشان يبقي مجتهد وقيمته عاليه وسط الناس ، بنت أخويا اللي عيارها فلت وكانت عاوزه تتربي ، وأجوزها راجل عادي يستتها فـ بيته وتتلم !! ، بدافعي عن كل ده وسيبتي أبوكِي ومرات اخوكي اللي متربتش وكل ساعه تتكلم بكلام جاي من قلة تربيتها ، بتهين أبوكي فوسط الناس وانتِ. وأخوكي ولا هنا ، إيه الظلم فحاجات بتتعمل حتى لو فرض بس ده الجزاء ! ، ما تقـــولي !"
ٱخر حديثه لها كان صراخ لتجيبه هي ، تخطت والدتها بانهيارٍ ثم هتفت بصوتٍ عالى تبرر بنبره قويه :
_"مــش انـــتَ اللـي تفــــرض عليــنا كلنا حاجات مبنحبهاش ومش عــاوزيــنها ، كفــايه ظـلم بقا !!"
لبى غرضها وطلبها الٱن حينما نزلت صفعه قويه علي وجهها منه وبشده ، دفعتها "عايده" سريعاً بعد أن صُفعت تأخذها بين أحضانها بينما خرجت"جميله" من أحضانها بإندفاعٍ ثم رفعت يديها تمسح دموعها بتحدي قائله كلمه واحده عكس ما يحدث وما حدث وما سيحدث :
_" عـــــادي"
لم يكن عادياً بتاتاً ، بل والٱن أصبحت لا تخافه ولا تهابه بسبب ما يفعله هو ، للطاقه حد معين ! حديثها المتألم صحيح أما الطريقه فيجد البعض بأنها صحيحه والبعض الٱخر بعكس ذلك ، لا يتوجب عليها معامله والدها كذلك !! ولكن طاقتها وما فعله الٱخر بها له رأي ٱخر ، نظر هو على ٱثرها ببرودٍ. وهي تتحرك من أمامه تتدخل غرفتها ، بينما التفت ينظر علي " عايده" التي هبطت دموعها بغزاره ، رفع يديه يدفعها بعيداً عنه بهدوءٍ ثم توجه ليخرج من الشقه بأكملها دون نبس أي حديث تاركها من خلفه منهاره وهي تتوجه لتدق علي غرفة الٱخرى بعجزٍ. !!
_____________________________________________
وقف معها بشرفة الصاله بعدها دخلا هما وجاءا من الخارج ، وجد هو والدته ووالده ٱتيان لحث الٱخرين علي العزومه لديهم في الغد ، ومن ثم نادت "سُميه" "شادي" بأن يأتي ليجلس معهم ، حتي "وسام" التي جاءت لهم بعد فتره كبيره من مذاكرة دروسها ، بالطبع هلل الجميع ببهجه وسعاده عندما علموا هم بما فعله "غسان" من إرتدائها الذهب وهو الٱخر بما يردتيه بإصبعه ، وقفت "نيروز" تتنقس بعمق وإرتياحٍ وبيديها كوب من العصير ويقف هو بجانبها ، إستشف ملامح وجهها التي ظهر عليها الإرتياحٍ ، إلتفتت بوجهها تنظر له فوجدته يطالع ملامح وجهها. الهادئه ، إبتسمت له بإتسـاعٍ ثم تحدثت يإهتمامٍ وعفوية خرجت منها عندما دققت النظر بوجهه:
_" عينك حلوه أوي !"
كانت عيناه عاديه فقط ما يجعلها جذابه ليس بلونها بل بأهدابها الكثيفه والسوداء ، ورغم جرأة ما تحدثت به ولكنها تعتاد أكثر عليه وعلي فكرة وجوده بجانبها كونه زوجها ، إبتسم "غسان" بهدوءٍ ثم أجابها بنيره عميقه لينه :
_" هي فعلاً حلوه عشان مختارتش تشوف حد غيرك حلو !! "
غمزت هي له هذه المره بمشاكسـه ثم أجابته بنبره متسليه وحديث أخذته منه هو مما جعله ينظر له بدهشه وإعجاب بنفس ذات الوقت :
_" ثبتني يا بن البدري ..!"
_" أقل حاجه عندي يا بنت الأكرمي !"
قالها رغم دهشته من حديثها المريح ، ضحكت هي بخفه وهي تحرك رأسها صوب "شادي" الذي كان يحمل "يامن" على ذراعه بمرحٍ ومن ثم دخل يقطع عليهما اللحظه في الشُرفه ، بينما حمله "غسان" منه بحنوٍ وهو يقبله بمرحٍ وقف "شادي" ينظر لها متحدثاً بنبره حانقه علي فجأه :
_" يعني مش هتجيبي رقم منه ؟"
حركت رأسها بالنفي وهي تضحك بخفوتٍ بينما دفعه "غسان" بمشاكسه تزامناً مع حديثه :
_" إصرارك غريب يا شادي ، مش ملاحظ إنك طولت أوي عن العادي فالحكايه دي !"
رفع "شادي" يديه يضعها وجنتيه بهيامٍ ثم ردد بنبره هائمه قائلاً:
_" مش قادر أتخطى عيونها ، علي رأي ويجز ليه عيونك قناصه ومتراعيش الجريح ! ! "
_" ده أنا اللي هجرحك الوقتي حالاً .."
لم تكن الكلماتّ سوى من "حامد" الواقف خلفه خارج الشرفه و "بدر" الذي بجانبه يقف هو ، إلتفت "شادي" ينظر له وهو يكبت ضحكاته بينما نظر له "حامد" باستنكارٍ مردداً بمزاحٍ. :
_"مين دي اللي عامله عليكّ تقيله ومجنناك فـ عيشتك ياض!"
_" مِنَّه !! ، مِنه التي ما ان أراها أكادُ من فرطِ الجمالِ أذوبُ !"
قالها بهيامٍ فوجد "حامد" يمصمص شفتيه برواقه ، بينما هلل "بدر" و "غسان" بمرحٍ وإعجاب ، في حين ضحكت "نيروز" عليه ، بينما هتف "حامد" بعدها بنبره جاده:
_" والله لو الموضوع جد ياض يا شادي لٱجي وأخطبهالك.."
ضحك "غسان" بقوه حتى أنه أردف كلماته من بين ضحكاته القويه :
_" جد ، شادي وجد !!"
طالعه "شادي" بضجرٍ بينما ضحك الٱخرين ، فتحدث هو قائلاً بجديه شديده:
_" شادي والجد ميتجمعوش بس ليه الشك؟!"
لم يسمع هو سوي صوت ضحكاتهم العاليه خاصةً صديقه وزوجته ، بينما توقفت الضحكات عندما دخلت "ورده" سريعاً وهي تمسك بهاتفها قائله باندفاعٍ. :
_" إلحقوا ، نيروز وغسان تريند فيسبوك يجماعه !"
نظروا لها بغيرٍ تصديق ، خاصةً أن كل منهم لم يمسك بهاتفه بغرض الترفيه بسبب ما حدث من مشاكل وعقبات خاصةً عقبة" نيروز" حتى "شادي" و"بدر" لم يظهر لهما ذلك الـ "تريند " يبدو أن تلك الساعات ساعدت في نشره أكثر وأكثر منذ أن رأته "جميله ", وأنشغلت فيما لديها ، نظروا جميعاً علي مقطع الفيديو وعنوانه للحظاتٍ بمفاجأه ، بينما تبدلت ملامح "نيروز" للصدمه في حين سمعت صوت الضحكات والتهليل بـ "غسان"، ضحكت هي إلى أن استوعبت ما حدث الٱن ، في حين قد رفع "شادي" صوته يتحدث بمزاحٍ :
_" صاحبي بقا تريند يا حاره .."
قالها وهو يخرج من الشرفه خلف "بدر" و"ورده" بواسطه "يامن" الذي أخذ الهاتف وذهب ، فسارو جميعاً خلفه بمرحٍ يضحكون ، في حين نظر "غسان" لها ولوجهها المبتسم ، فهتفت هي تعنفه بهدوءٍ :
_" عرفت إنك فضيحه!"
_" وإيه يعني ، فيه حاجه غلط فالڤيديو؟ راجل ومراته ولبسنا محترم وورد ريحته حلوه وكوكب الأرض وناس بتتدخل فـ اللي ملهاش فيه ، أكيد مش حابب اللي حصل ده بس إنك تحاولي تخفيه بعد ما ظهر تريند صعب ، لو متدايقه ممكن أدور علي حد يشوف الحوار ده ! "
هزت رأسها بالنفي وهي تبتسم إبتسامه صغيره له وبداخلها قد خطر علي بالها شئ بث الرعب بها قليلاً ، نظرت له بسعاده عندما غمز هو لها مردداً بتسليه :
_" وبعدين هو انتِ تريند سوشيال ميديا وبس ؟! ، دا انتِ تريند قلبي وتريند عقلي كمان !"
لم تستطع هي الرد علي كلماته ، ولكنها ابتسمت بسعاده فقط بينما استشعر "غسان" تغير ملامح وجهها بسرعه حتى سألها بترقبٍ :
_" مالك .؟"
حركت أنظارها بترددٍ في المكان فمد يديه يحرك رأسه ناحيته وهو ينتظر الرد ، بينما هتفت هي تخرج له بما قد خطر علي عقلها :
_" بصراحه خوفت! ، خوفت من التريند ده عشان ممكن يجيب حسن وأنا متوقعش إيه اللي هيحصل منه غير الأذى لو عرف حاجه زي دي .."
أنصت لها بإهتمامٍ وتمعن وما أن انتهت هي حرك كتفيه ببساطه ثم ابتسم لها بإطمئنان مردداً بثقه وإستنكارٍ بنفس ذات الوقت :
_" ماشاءالله عليكِ بتدوري علي النكد فـ أي حته عشان تروحيله بنفسك، دا ايه الكفاح ده !!"
إغتاظت من طريقته وكادت أن تتحدث هي ولكنه واصل مجدداً وهو يحرك كتفيه ببساطه:
_" ما ييجي ، أنا عاوزه ييجي بس !"
إستشعرت الأمان بعينيه رغم عدم لين كلماته بينما طالعته مجدداً وهي تبتسم له بإمتنانٍ. حينما واصل هو يكمل حديثه لها بنبرته الهادئه :
_" مش هيقدر يعمل حاجه ولو عمل ملوش الحق خلاص ، مادام بقيتي معايا ، يبقي يوريني رجولته الناقص ده ساعتها مش هيلاقي غير شري، خليكي واثقه فيا وإتحكمي فخوفك حتى لو عليا ، وإطمني .."
قال كلماته بصدقٍ كي لا تخاف هي ، حاولت التغلب علي ما تشعر به وهي تبادله الإبتسامه ، التغلب علي شعورها مره أخرى وهي تجاهد بأن لا تتخيل ماذا سيحدث إن جاء الٱخر بعد غيابه ، أو إن جاء من مجرد شئ قد إنتشر وسيشاهده الجميع أو البعض ومن يمسك بهاتفه يتصفح علي الآنترنت ، شئ سماه البعض بـ تريـند ، ولم يكن التريند الخاص بهما سوي تريند علي موقع موجود لدى الجميع ،" الفيسبوك" ، فماذا إن ٱتى مندفعاً من تريند أحد مواقع السوشيال ميديا !!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عودة الوصال ) اسم الرواية