Ads by Google X

رواية لعاشر جار الفصل الرابع و العشرون 24 - بقلم سلمى رأفت

الصفحة الرئيسية

    

 رواية لعاشر جار الفصل الرابع و العشرون 24 - بقلم سلمى رأفت

24-قسم النُزهة_Round 2
          
                
بينما على الجهة الأخرى نظر "أحمد" إلى "تيام" نظرة متوعدة قائلًا :



_أهلًا ياللي مشرفنا! بقى على آخر الزمن تدخلنا قسم علشان نضمنك!! 



تفوهت "عائشة" قائلةً وهي تحاول كتم ضحكاتها :



_يا بابا ده المفروض نعمله تمثال! ده الواد طلع شهم وجدع وداخل يتخانق علشانها.



جاء إليهم أمين الشرطة قائلًا بغلظة :



_يلا يا باشا أنت وهو أقفوا على جنب وأنتم معايا يلا علشان تدخلوا لحضرة الظابط مش حفلة عمرو دياب هي واقفين بتتسامروا!



كان جميعهم يحاولون تهدئة "أصالة" وقد أردف "عزت" قبل أن يدخل برفقتهم مطمئنًا لها :



_متقلقيش يا مدام مش مستاهلة وهما اللي صحاب الحق.



نظرت "أصالة" إلى "أمل" الصامتة تمامًا مردفةً :



_مقلقش ازاي يا أستاذ "عزت"؟؟ ده الاتنين لسه يدوبك داخلين تالتة ثانوي! 



ربت "آدم" عليها قائلًا بحنو :



_متخافيش يا ماما ده بنتك تفوت في الحديد.



دخلوا إلى الضابط الذي كان واقفًا يعطيهم ظهره وهو يتحدث في الهاتف قائلًا بمرحٍ :



_لأ بس النجرسكو حوار يا دودو...يا فضيحتي! لولو إيه اللي بتقوليها دي؟... ماشي يا روحي هجيب معايا بامبرز وأنا جاي.




        
          
                
التفت وهو يبتسم وما أن وقعت عيناه عليهم أغلق المكالمة بسرعةٍ ثم جلس على مقعده الوثير وهو يحمحم بخشونةٍ قائلًا :



_إيه ده؟؟ مين العيال دي؟؟.. أنت تاني!!



على صوته عندما رأي "حسام" الي كان يحاول وقف سيل الدماء المتدفق من رأسه وتلفظ قائلًا بألمٍ :



_يا باشا هي البت بنت القادرة دي هي اللي فتحت دماغي والله ما عملت حاجة!



صاحت "لارا" قائلةً بسخطٍ :



_أنت هتحور يالا؟؟ ما أنت اللي ضايقتني من الأول!



ضرب "لؤي" كفيه على مكتبه قائلًا بضجرٍ :



_أخرس منك ليها! أنتِ إيه يا بت أنتِ قد إيه أنتِ علشان تفتحيله دماغه وتبوظي وشه بالمنظر ده؟؟



ردت هي بزهوٍ قائلةً :



_رايحة تالتة ثانوي يا باشا، دعواتك بقى.



صاح "لؤي" قائلًا باستعجاب :



_يا قادرة!! انطقوا اخلصوا جايين في إيه!



نطق "تيام" الذي كاد يبكي قائلًا :



_يا باشا طيب مشيني أنا من هنا، ده أنا كانت نيتي بيضا وقولت اتدخل من باب الجيرة، بس كانت جيرة سودة!




        
          
                
حدجته "لارا" بسخطٍ وكادت أن تصيح عليه فتكلم أحد الشهود قائلًا يلقي ما رآه :



_أنا كنت واقف يا باشا والجدع ده هو اللي بدأ كلام معاها و "تيام" ده يا باشا أيقونة في الأدب والأخلاق والهدوء والعقل والشهامة، فصوتهم بدأ يعلى وواضح إن الآنسة جارته والجدع ده بصراحة قال كلام ميتقالش فالاتنين نزلوا فيه ضرب.



زفر "لؤي" بضيقٍ قائلًا :



_أنت حواراتك كتير يالا أنت وأنا خلقي بدأ يضيق! 



دلف "عزت" وهو يضع بطاقته وبطاقة "تيام" و "لارا" قائلًا :



_جاي اضمنهم يا حضرت المقدم ده أهاليهم قالبين الدنيا برة!



حاول هو تهدئة نفسه عندما رأى "عزت" وتفوه بهدوءٍ قائلًا :



_أنا بقول كل واحد يروح لحاله وبلاش محاضر والجو ده.



وافق "تيام" بسرعةٍ بينما كادت "لارا" أن تتكلم فمال عليها قائلًا بجديةٍ :



_بلاش هبل، مش حلو نفضل ممرمطين أهالينا برة كده وكمان داخلين على نص الليل، اخزي الشيطان كده ويلا نروح بهدوء.



نظرت له بعدم استعاب فهي دائمًا تسمع عنه المرح أول مرة تستمع لطريقته الجدية وفي وسط تفكيرها كان قد انتهى كل شيء وخرجوا من مكتب الضابط وطمأنهم "عزت" بينما لمحوا "حسام" الذي يخرج وعلى محاياه ابتسامة ساخرة وهو ينظر لهم وبالأخص "چويرية"؛ ارتعبت هي كثيرًا ولكن لمحه "ريان" و "عمر" اللذان كادا أن ينقضا عليه ولكن أمسكهما "آدم" و "مروان" وتفوه "ريان" قائلًا بسخطٍ :




        
          
                
_الواد ده عايز يتربى! هي حصلت يدخلنا القسم كمان!



على الجانب الآخر كان "عمر" يتلفظ قائلًا بوعيدٍ :



_هو مرة أنا ومرة أخويا! والله اروح فيه في داهية!



سارع "حسام" بالخروج من قسم الشرطة وحاولوا تهدئتهما حتى نجحوا بالفعل حينها اقترب "محسن" من "تيام" قائلًا بودٍّ :



_تسلم يا ابني على جدعنتك، ومعلش على مرمطتكم في القسم لحد دلوقتي.



تلفظ "سعيد" قائلًا وهو يبتسم :



_مفيش حاجة يا "محسن" احنا عشرة عمر من زمان أوي وولادي هما ولادك و"لارا" دي بنتي بالظبط.



ابتسم له "محسن" حينها اقتربت منه "أصالة" تحتضنه قائلةً والدموع تلتمع في مقلتيها :



_ربنا يحميك يا حبيبي يارب ويباركلك، مش ناسية موقف الاسانسير وآدي أهو موقف تاني.



احمرت وجنتيه بإحراجٍ وابتعدت عنه هي وأضاف قائلًا بمرحٍ يخفي به خجله :



_والله ما عملت حاجة، ده هي المواقف بتيجي كده.



ابتسمت له هي وشكره إخوتها كثيرًا على موقفه بينما كانت هي واقفةً تنظر له بإعجابٍ خفي حتى وجدت "فريدة" تميل إليها قائلةً :




        
          
                
_عينك يا روحي هتطلع عليه!



نظرت لها هي بصدمةٍ وتفوهت قائلةً بإحراجٍ :



_أنا كنت سرحانة على فكرة مش بصاله كفاية تفكير شمال!



ضحكت "فريدة" ضحكة ماكرة وتوجهوا إلى البناية جميعًا بينما في الطابق العاشر كانت "أمينة" جالسةً كعادتها تشاهد مسلسلها المفضل وهي تأكل أحد التسالي بانسجام حتى سمعت لصوت المفتاح وتبعه دخول "نوح"، تفوهت هي قائلةً باستهجان :



_أهلًا بالديلر، إيه اللي أخرك كده؟ أنت فاكرها سايبة؟



نظر لها بضجرٍ قائلًا وهو يخلع حذاءه :



_آديكِ قولتي أهو، ديلر مش موظف في بنك هاجي بعد المغرب،؟أنتِ متعرفيش احنا بنتعب وبنشقى في شغلنا ده ازاي! ده احنا بنلف لف!



ضحكت بسخرية قائلةً وهي تغلق التلفاز بعد انتهاء الحلقة المعروضة :



_على كده بقى أنت متتخيرش عن الرقاصة؛ ما هي برضو بتقعد طول الليل ترقص مش بتتعب الست دي برضو؟؟



تجاهل هو قصفها لجبهته وصاح قائلًا :



_لأ مسمحلكيش! أنا شغلانتي شريفة! ماله الديلر يعني؟؟ وبعدين أنا عمري لا بصيت على واحدة ولا الحاجات قليلة الأدب دي، يعني ديلر باحترامي!




        
          
                
قذفت على الوسائد قائلةً بسخطٍ :



_غــور! غور داهية في شكلك!



تحرك مسرعًا لغرفته بينما هي اتجهت لمطبخها تعد أحد أصناف الحلوى باستمتاع وهي تدندن أحد الأغاني وكأن لم يحدث شيء.



____________________________________



_اتفضل كوبايتك.



رفع نظره إليها يشكرها لكنه صُعق عندما رآها، هي إنها هي! شقيقته وتؤام روحه! كيف هي تتنفس الآن أمامه وكيف هي على قيد الحياة من الأساس؟؟ غر فاهه بصدمةٍ وحينها شعر بدوارٍ عنيف في رأسه وتسارعت أنفاسه ودون أن يدري وقع مغشيًا عليه.



انتفض جميعهم وأمسكه "براء" وهو يضرب على وجنته بخفة قائلًا برعبٍ :



_يا "يحيى"! فوق ياخويا مالك كده؟؟



تحركت "كنزي" نحو غرفتها تجلب أحد العطور لعل وعسى يستفيق بسببها وبالفعل نجح الأمر وساعده "عاطف" على الاستلقاء على الأريكة وناوله كوبًا من الماء يرتوي به ووقع نظره على "كنزي" وقلبه يخفق بشدة، يا الله! مازالت كما هي، نفس نظراتها الحنونة ونفس توترها، ركز على محاياها حتى لفت نظره جرحًا صغيرًا بجانب وجنتها اليُمنى لا يستطع أحدًا رأيته إلا من يركز في وجهها، كان هذا الجرح في وجهها منذ طفولتها لا شك بأنها هي ولكن كيف؟




        
          
                
كانت هي تنظر له بمشاعر مختلطة، لا تدري ما سبب هذه الأحاسيس ولكنها ليست مشاعر حب بل مشاعر أخوية، ظلت تنظر له حتى وقف "براء" وهو يسند "يحيى" قائلًا باعتذار :



_أنا آسف يا جماعة هنيجي وقت تاني.



أوصلهم "عاطف" حتى الباب وكان المنزل قريبًا وما إن دلفوا نطق "يحيى" أخيرًا قائلًا بإحراجٍ :



_والله ما أعرف إن ده هيح..



اقترب منه "براء" يربت عليه قائلًا بإخاء :



_أنت بتقول إيه؟ ارتاح يا عبيط هي هتطير يعني؟



ابتسم له "يحيى" فتوجه "براء" للخارج قائلًا بمرحٍ :



_طب أنا هسيبك ترتاح وهخرج أجيب لينا أكل علشان نغذيك يا بيضة.



ما إن خرج أخرج هو هاتفه يتصل على شخصٍ ما وعندما جاءه الرد تفوه قائلًا بتوترٍ :



_سيادة اللوا، أنا معرفش ده ازاي بس أنا شوفت "كنزي" أختي.



لم يأتيه أي رد فنطق مرةً أخرى بنبرةٍ ساخطة :



_أنا أعمل إيه أخدها ازاي ولا أعمل إيه؟؟ دي مش فكراني ومش هعرف أروح أخدها كده!!



_اهدى يا "يحيى" تصرفك ده صح أنت مش في هويتك الحقيقية أنت كده كده مهمتك خلصت يعني تكون في القاهرة من بكرة و "كنزي" هبعت ليها قوة تجيبها لأي سبب من الأسباب ونفهم هي مش فاكراك ليه وهل هي أصلًا "كنزي" ولا لأ.




        
          
                
أغلق معه المكالمة وبقى طوال الليل يفكر كيف لذلك أن يحدث وكيف هي مازالت على قيد الحياة وهي أيضًا التي رآها تقتُل أمامه وبركة دمائها تتكون حولها، بالتأكيد هناك ما يُخفى، وصدق من قال :
"وما خفى كان أعظم"



_________________________________



كانت تدخن كعادتها السيئة في شرفتها واستمعت لصوت لحنٍ لم تستطع تميز من أين يأتي ولكنه دغدغ عواطفها.



"You were the shadow to my light
Did you feel us?
Another star, you fade away
Afraid our aim is out of sight
Wanna see us, alight"



نفثت دخان لفافة التبغ وكانت الدموع تلتمع في مقلتيها قائلةً بقهرٍ مع كلمات الأغنية :



"Where are you now
Where are you now?
Where are you now?
Was it all in my fantasy?
Where are you now?
Were you only imaginary?"



أنهت تلك اللفافة وتركت ذلك اللحن الممتزج بالكلمات _اللعينة بالنسبةِ لها_ فبالرغم أن هذه الأغنية تعتبر للأحبة ولكن بالنسبةِ لها كانت لها معنى آخر يؤلمها.



منذ سبعة عشر عامًا :



_أول يوم مدرسة، أول يوم مدرسة، اصحى يلا يا "آدم"!



كانت تلك النبرة الطفولية البريئة مميزة لديه فاستيقظ وهو يغلب عليه إثر النوم قائلًا بحبٍ :




        
          
                
_قومت أهو يا ستي، بس إيه الحلاوة دي كلها الـ Uniform هياكل منك حتة، والقطتين دول عسل شبهك.



قبلته في وجنته وارتمت في أحضانه قائلةً بمرح طفولي :



_أنا بحبك أوي أوي أوي.



حملها وخرجا من فراشه ومازالت هي تعانقه وخرج بها لوالدته التي كانت في المطبخ تعد لهم وجبة الإفطار فقال لها بنبرةٍ مرحة :



_صباح الفل يا ماما، بقى بعتالي الحلويات دي تصحيني؟ 



قالها وهو ينظر لها بحبٍ يفيض العالم أجمع فكانت هي أول شقيقة أنثى تجلبها أمه، تعلق بها كثيرًا وكان ومازال يحنو عليها ويعاملها وكأنها ابنته بالرغم من صغر سنه، انتشله من أفكاره صوت والدته قائلًا بابتسامة :



_دي حبيبة قلبك دي مفيش حد بيعرف يصحيك غيرها، سيبها يلا وادخل غير هدومك علشان تلحقوا الباص، وعدي على "عدنان" صحيه، وقبل ما ترغي "ريان" راح الكلية عقبال كده أنت وأخواتك أما اشوفكم في الجامعة يارب.



تركها وهو يضع قبلة على وجنتها ونفذ ما قالته والدته وبعد مرور نصف ساعة كان يتوجه للباب وهو يمسك في يده اليمنى "لميس" ويده اليسرى "عدنان" وقبل أن يخرج ألقى السلام على والديه ولكن قبل أن يخرجوا ويغلق الباب استمع لصوت والده الآمر قائلًا :




        
          
                
_مفيش نزول تعالى أنت واللي في إيدك دي كده.



كان "محسن" ينظر ناحية "لميس" التي لم تقوى على فهم نظراته فتفوه "آدم" قائلًا باستغراب :



_نعم يا بابا؟ مالها "لميس"؟؟ دي حتى شطورة وبتسمع الكلام وشكلها جميل انهاردة، مش كده يا لولي؟



نظر لها وهو يطمئنها فهو من المرةِ الأخيرة لم يعد يأمن أباه، ولكن استوقفهم صوت "أصالة" المستنكر قائلًا :



_في إيه يا "محسن"؟؟ موقفهم كده ليه؟؟ الباص تحت ومينفعش يتأخروا أكتر من كده!



ألقى بكلماتها عرض الحائط وأخذ "لميس" من يد "آدم" وأعطاها لوالدتها قائلًا بجمودٍ :



_مفيش نزول كده، لبسيها طرحة.



سقط فكها من هول الصدمة بينما توسعت أعين "آدم" من الذي يتفوه به بينما كانت هي تنظر لهم بتناوب ولم تستطع فهم أي شيء ولكن فجأة على صوت والدتها قائلًا بسخطٍ :



_أنا رميت كل اللي قولته المرة اللي فاتت وقولت أكيد بتهزر، لكن طرحة إيه اللي عايز تلبسها لعيلة في تالتة ابتدائي؟؟ فهمني بس كده!



دبت مشاجرة كبرى بين "أصالة" و "محسن" بينما هي بكت وهرولت لأخيها تحتمي به فنزل لمستواها يدخلها إلى كنفه لعل وعسى يبث بها الآمان، ولكن كيف تجد الآمان وآمانها هو من أخشاها؟




        
          
                
استمرت تلك المشاجرة عدة دقائق وانتهت بالموافقة على كلامه باستسلام وقد جلب وشاحًا ووضعه على شعرها بعدما فكه وعقده وضبطه عليها بينما هي كانت لا تستوعب ما هذا الذي على رأسها وتفوه قائلًا بابتسامة :



_شكلك كده أحلى، أوعي تقلعيها لو حصل إيه طالما لبستيها مينفعش تقلعيها غير لو في البيت بس.



نظرت له بتيهٍ بينما جذبها "آدم" ونزل بها ولحسن الحظ كان ينتظرهم سائق الحافلة ولم يتحرك، استغرب الطلاب من هيئتها فكانت هي من ذوات الأجسام الضئيلة والقصيرة أيضًا، اقتربت فتاة تماثل "آدم" في عمره قائلةً باستنكار له :



_هو إيه اللي لابساه "لميس" ده يا "آدم"؟؟ دي لسه صغيرة أوي ده أنا ذات نفسي مش محجبة!



لم يرد عليها وجلس بجانب شقيقته بينما ذهب "عدنان" ليجلس مع أصدقائه فتكلمت هي قائلةً بتيهٍ :



_الجو سقعة بس البتاع دي خنقاني أوي ومش عارفة اتنفس.



نظر لها بقلة حيلة وهو يربت عليها قائلًا :



_متقلقيش إن شاء الله مش هتلبسيها تاني دلوقتي، أنتِ لسه صغيرة أوي عليها!



_آه!!



وضعت يدها على رأسها تتفحصها بعدما ألقت عليها "لارا" الوسادة بقوةٍ ألمتها وتكلمت قائلةً بضجرٍ :




        
          
                
_إيـــه! بقالي ساعتين بنادي عليكِ وأنتِ ولا هنا!!



التقطت زجاجة مياه كانت على الطاولة التي تقبع بجانب سريرها وسكبتها عليها بسرعةٍ ثم ألقت عليها الزجاجة الفارغة قائلةً بشرٍ :



_اخفي من وشي بقولك!



كادت أن تنقض عليها ولكن جذب انتباهما الصوت العالي الذي يأتي من الخارج فخرجا يشاهدن ماذا حدث فكان المشهد كالآتي :



كان "آدم" يسير ذهابًا وإيابًا بعصبيةٍ كبرى و "ريان" جالس على الأريكة وجهه متصبغ باللون الأحمر من شدة غضبه وكانت "چويرية" تستند على عمودٍ في الصالة تبكي في صمتٍ وبجانبها "چوري" و "يارا" يربتان عليها، وجدا "مراد" و "مهند" يقتربان منهما والأول يردف باستغراب :



_هو في إيه مالكم؟؟



لم يأتيه ردًا وبعد دقيقة دلف "عدنان" من باب الشقة قائلًا باستنكار من هيئتهم :



_هو إيه مالكم عاملين زي اللي اتاكل ورثهم كده ليه؟؟



التقط "آدم" هاتفه وأعطاه له قائلًا باستهجان :



_شوف كده اللي مكتوب.



التقطه باستعجاب وأخذ يقرأ ما المكتوب حتى توسعت عيناه بصدمةٍ قائلًا :



_ده ليلتنا سودة!



_______________________________________




        
          
                
كانا يتكلمان وكل واحد في شرفته بمرحٍ فاسترسلت "حنين" قائلةً بخجلٍ :



_بس كده، ومن ساعتها وأنا مبقتش أنزل حاجة تاني.



كانت أحاديثها بالنسبة لأي شخصٍ تافهة ولكن كانت بالنسبةِ له تعني الكثير ولكن قبل أن يرد عليها باغتته بسؤالها قائلةً بفضولٍ :



_"عبدالله"، هو ليه أنت واخد جنب من مامتك كده؟ مش قصدي اضايقك بس الوضع غريب.



نظر لها بألمٍ ولكنه تفوه قائلًا بهدوءٍ :



_أنتِ عارفة إني ماليش أخوات، وكانت مشكلة الخلفة من عند بابا مش منها هي، فكانت ساعتها لسه صغيرة وطلبت الطلاق بالحجة دي إن هي عايزة تتجوز وتخلف، واطلقوا فعلًا بس في شهور العدة طلعت حامل، بابا قال أكيد هترجع أصل إيه تاني يمنعها؟ طلعت أصلًا كانت متفقة على الجواز من ابن خالتها من بعد شهور العدة بس حوار الحمل ده قلب كل حاجة، اتولدت أنا وبابا عايش على أمل إن هي ترجع تاني بس اللي حصل إن هي بعد شهرين بالظبط من ولادتي وبابا مكنش بيسيبها طول الوقت ده، جت ورمتني ليه وقالتله سوري مكنتش عاملة حسابي على كده وإن هي مش هتعرف تربيني ولا تاخد بالها مني، بابا مرضاش يتجوز تاني وفضل يربيني هو وهي ولا كانت بترفع سماعة الموبايل تسأل على اللي خلفته ورميته ده عامل إيه عايش ولا ميت، وعاشت حياتها ونسيتني وأنا كمان كبرت على إن معنديش أمهات ،لحد من سنة بالظبط لقيتها راجعة وعايزاني انسى كل حاجة ونبقى زي أي أم وابنها.




        
          
                
مسح دمعة فرت من عينيه بينما هي كانت تنظر له والدموع تنهمر على وجنتيها واقتربت أكثر من الحائط الفاصل بينهما قائلةً وهي تمسك كفه بيديها :



_متزعلش خلاص، هي اللي خسرانة واكتشفت خسارتها دلوقتي، متزعلش يا حبيبي.



نظر لها بصدمةٍ قائلًا ببريقٍ يلمع في مقلتيه :



_مزعلش يا إيه؟؟



أدركت هي ما فعلته وما تفوهت به فرمت كفه بسرعةٍ وهرولت للداخل بخجلٍ، نظر في أثرها بضجرٍ قائلًا في نفسه :



_يعني كان لازم تتأكد أوي ياخويا! 



دلف هو أيضًا للداخل وهو يدندن بكلمات أغنيةٍ يحبها واستلقى على فراشه وسرعان ما خلد في النوم.



___________________________________



استيقظ "يوسف" على صوت طرق الباب المزعج فتوجه ليفتحه فوجد أمامه عدة أشخاص وكان لا يستوعب من هم ولا لماذا هو هنا وما اسمه تحديدًا فانتشله من أفكاره هذه صوت الضابط الغليظ قائلًا :



_أنت "يوسف" كرم طلعت الزهراوي؟



هز رأسه بالموافقة فاسترسل الضابط قائلًا بنفس الغلظة :



_"يونس" و "نوح" كرم طلعت الزهراوي اللي هما أخوات سيادتك موجودين؟؟



أومأ مرةً أخرى وكان يشبه السكارى وتوجه للداخل يوقظ أخاه اللذي كان يغط في سباتٍ عميق وكان لا يدري من حوله حتى استيقظ قائلًا بضجرٍ :



_في إيه على الصبح!



جذبه وراءه بدون أن يتفوه ببنت شفة وقال "يوسف" وهو يشير إليه للضابط قائلًا :



_هو ده "يونس" و "نوح" في الشقة اللي وراكم دي، خير بقى حضراتكم مين على الصبح؟



لم يرد أحدًا عليه حتى فتح "نوح" الباب المقابل باستغراب وجاء بجانبهما قائلًا بتساؤل :



_هو في إيه؟؟



تفوه الضابط قائلًا بسخرية :



_لأ مفيش بسيطة، مطلوب القبض عليكم أنتم التلاتة بس يا حبايب قلبي.



_________________________________

 

  • يتبع الفصل التالي اضغط على (لعاشر جار) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent