رواية شهد الحياه الفصل الرابع و العشرون 24 - بقلم زيزي محمد
البارت الرابع والعشرون
بمنزل زكريا
جلس بجانب والدته بوجهه العابس :صباح الخير ياما.
_ صباح النور ياحبيبي، ليه مبوز كدا .
حك رأسه بقوة وهو يهتف بألم : منمتش ياما، سلمى طول الليل كوابيس، مش عارف ايه دا.
هتفت بحزن مصطنع : علشان ياعيني امها ماتت، وابوها القاتل، صعبة بردوا يا زكريا .
اؤمئ بحزن واردف : كلامك صح فعلا ياما، بقى عم حسني يقتل ام سلمى كدا بالساهل وعلشان ايه..
هتفت باندفاع : علشان الفلوس .
قطب مابين حاجبيه مردفا وهتف بتساؤل : الا من حق ايه اللي وادكي عندهم ياما في الوقت دا، وايه اللي عرفك انه علشان الفلوس.
نظرت له بارتباك وهتفت بتلعثم :. ها،، اصل اااا، اصل انا روحت اشتكيله كامن الواد اللي عنده خمني في ميزان اللحمة، فروحت اشتيكله واقعد معاهم شوية، لقيت الباب موارب وبيضربها بالسكينة انا جسمي انتفض ياخويا ومحستش بنفسي غير وانا بصرخ، وكان بيقولها يا حرامية فين فلوسي.
اندفعت نحوها سلمى بغضب وهتفت بصراخ : انا امي مش حرامية، فاهمة والا لأ، انا امي اشرف منك ومن عشرة زيك .
شهقت مديحة بصدمة واردفت : بسم الله الرحمن الرحيم بيطلعوا امتى دول.
امسكها زكريا بقوة وهتف مهادئا اياها : اهدي يا سلمى امي مش قصدها حاجة، هي بتحكي اللي حصل وبس.
سرعان ما تدراكت الامر وهتفت ببكاء مصطنع استكمالا لمخطاطتها الشريرة : والله يابنتي انا امك صعبت عليا اوي مكنتش تستاهل كل دا، دي كانت طيبة وانا كنت فاهمها غلط، متزعليش مني اعتبريني امك يابنتي.
رمقتها بشك، بينما هتف زكريا : ربنا يخليكي لينا ياما، والله امي طيبة يا سلمى...
ثم امال على اذن سلمى يهتف بهمس شديد: هي طيبة اه، بس اوقات بيجلها هفوات كدا، متركزيش معاها.
داهمها ذلك الدوار مجددا تمسكت سريعا بزكريا، وهتفت بنبرة ثقيلة : اه الحقني .
************************************
جلس بخوف وهو يتابع وكيل النيابة بعينيه المرتبكة، حتى قطع الصمت .....
وكيل النيابة : اسمك وسنك وعنوانك.
جف حلقه من الارتباك، الان اصبح مدرك انه قتلها، الان بدأ مستقبله يتحدد امامه ويرى حبل المنشقة يلتف حول عنقه بقوة، ارتعد في جلسته ووزع نظره بين وكيل النيابة والشخص المسؤول عن المحضر بخوف، حتى هتف وكيل النيابة بحدة : ما تخلص قول اسمك وسنك وعنوانك...
هتف حسني بارتباك : انا اسمي حسني عبد الرحيم على حميدة وسني ٥٥ سنة وعنواني شارع..... .... .
س : المجني عليها سميحة كارم متولي تقربلك ايه؟!..
ابتلع ريقه بصعوبة واردف : مراتي يابيه..
س: قتلتها ليه؟!.
توتر في جلسته وتذكر زميله في الزنزانة وهو يملي عليه ما يقوله : اي حاجة يقولك عليها قول معرفش معملتش مقتلتش اوع تعترف....
هتف باندفاع : انا مقتلتهاش يابيه...
ابتسم وكيل النيابة واردف : اه انت حافظ مش فاهم، بص من الاخر كدا انت ممسوك متلبس، بصماتك على اداة الجريمة، الجيران كلها اعترفت عليك، ومهما تقول معرفش مقتلتش مسيرك هاتعترف بردوا، انطق بقى بالذوق، قتلتها ليه؟!..
هتف حسني وعينيه تطلق شرارت من الغضب الممزوج بالحقد : قتلتها لانها تستحق الموت، دي حرامية يابيه سرقت مني مية الف جنيه بتوعي خبتهم بعيد عني، مرضتيش تقولي فين وكانت عاوزة تهرب مني، الشيطان سيطر عليا يابيه، محستش الا وانا بضربها، هو مش من حقي اموتها يابيه، دي سرقت فلوسي يا ناس تعبي وشقايا، فين القانون اللي هايجبلي حقي يا بيه.
اردف المحقق بهدوء : اهدا كدا وقولي فلوس ايه وسرقتهم ازاي.......
******************************
بمصنع المالكي...
_شهد استني هو انا مش بكلمك.
استدرات تهتف بضيق واضح على ملامحها : يا استاذ سامي، بجد مش عاوزه احرجك بس انا مش عاوزة مشاكل مع رامي ولا يتقال عليا كلام وحش .
قطب ما بين حاجبيه مردفا : مين يقدر يتكلم عليكي، دي هي واحدة وانا عارف مين زقها عليكي.
هتفت بفضول : مين؟!.
هتف بنبرة خبيثة : هايدي.
هتفت شهد بعدم تصديق : نعم!!!، هايدي ليه تعمل كدا؟!.
ثم استطردت مستفهمة : هي مش هايدي دي بنت عمك متهايلي؟!.
اؤمئ براسه وهتف : اه بنت عمي، بس بردوا يا شهد انا مع الحق، وهي غلطت لما زقت شيماء عليكي، بس هي عندها مبرر.
شهد : مبرر انها تسوء سمعتي؟!، وياترى ايه هو ؟!!.
هتف بمكر : اصل بتحب رامي جدا، ورامي كان بيحبها فحست انك ممكن تخطفيه منها.
رفعت حاجبيها ببرود وهتفت : هو رامي كان بيحب اميرة ولا بيحب هايدي، ما ترسى على بر .
تلعثم في رده وقال : لا اقصد هو كان بيحب اميرة، كان فعل ماضي، لكن هايدي هي المستقبل انتي مبتشوفيش نظراتهم لبعض، دا انا قولت انك قفشتي الموضوع.
هتفت ببرود عكس ما بداخلها وما تشعر به من نيران الغيرة التي تهنش في قلبها : لا مقفشتش، ربنا يهني سعيد بسعيدة عن اذنك.
تركته وهو يبتسم بمكر : كنت غلط من الاول لما قولت انه بيحب اميرة، انا كدا ماشي صح.
********************************
بمنزل زكريا...
هتف زكريا بنبرة حنونة وهو يمد كوب اللبن لسلمى : اشربي يا سلمى، لازم تتغذي كويس.
اردفت ببكاء حاد : لا مش عاوزة حاجة، انا عاوزة اروح لامي، ربنا ياخدني واروحلها.
هتف سريعا بغضب بسيط : بعد الشر عليكي يا سلمى، ليه بتقولي كدا وتسيبني لمين، طب مش عاوزة تشوفي النونو اللي جاي في السكة دا.
قطبت ما بين حاجبيها ونظرت له باستفهام، بينما هو اؤمى بقوة وهتف بسعادة: اه انتي حامل يا قلبي، في بطنك في نونو جميل.
هتفت بصوت مرتجف للغاية : ايه؟!، انا حامل، لا مش عاوزاه، مش عاوزاه.
ربت زكريا على يديها بحنان وهتف : ليه يا قلبي، دا حتى دي نعمة والله، انا مبسوط انك حامل.....
قاطع حديثه دخول مديحة وهي تحمل صينية الطعام وعلى وجهها ابتسامة مصطنعة : اتفضلي الاكل يا سلمى .
ابتسم زكريا بسعادة : تسلم ايدك ياماا، شفتي ياسلمى امي حاسة بيكي ازاي.
وضعت مديحة الصينية امامهم وهتفت بهدوء: يابني العمر بيروح في ثانية، واديك شوفت موت ام شهد.....
لكزها زكريا بخفة هاتفا بتحذير : في ايه ياما، ما تراعي كلامك.
مديحة : يعني اقصد يابنتي انا كنت غلطانة في حقك، سامحيني كلي يالا واشربي اللبن، ومن هنا و رايح انا مش هازعلك ابدا وانتي هاتشوفي دا بعنيكي.
تركتهم مديحة وعلى ثغرها ابتسامة خبيثة، بينما كانت سلمى تنظر في اثرها بخفوت وتهتف في سرها : ياترى مجهزالي ايه يا مديحة، شكلك ناوية على موتي.
استفاقت على هزات زكريا لها وهو يقول : سلمى هي اختك شهد فين؟.
هتفت باعين دامعة وصوت حزين : عند خالتي.
زكريا : طب ما تقوليلي عنوانهم اروح وابلغها لازم تعرف.
سلمى : مش عارفة عنوانها ولا حتى اعرف رقم تليفونهم، حتى رقم تليفون شهد كان مسجل على تليفوني وهو كسرهولي.
زم زكريا شفتيه بضيق : طيب انا هاحاول اتصرف واوصل لعنوانهم، اسال اي حد من الحارة على رقم شهد لعل وعسى يكون حد معاه.
ثم استطرد قائلا : سلمى انا مش عاوزك تخافي مني، انا والله ما ارضا ازعلك تاني او اضايقك، اللي حصل ما بينا فات ومات وندفنه كمان، انا مبسوط بابنا اللي جاي دا.
****************************
•تابع الفصل التالي " رواية شهد الحياه" اضغط على اسم الرواية