Ads by Google X

رواية عودة الوصال الفصل الثالث و العشرون 23 - بقلم سارة ناصر

الصفحة الرئيسية

  

 رواية عودة الوصال الفصل الثالث و العشرون 23 -  بقلم سارة ناصر

« ماذا أفادتنى هدايا أُهديت بعد إكتفاكّ..
كيفَ التجمل فـى مرايا لا أرى فيها سواكّ
أخلقتها حتى ترى  من قَد خلقت لكى تراكّ؟!
فتشد من أحبالِ صوتي كلما صوتي دعاك.. -»- مُقتَبس



مشـروبّ من الليمون بالنعناع وهي وهو ، والشُرفتين ،بجانب بعضهما  والهواء المنعش يداعب وجه كلاً منهما ، وقفت تتنفس بعمقٍ ، اليومّ موعد زفاف شقيقتها ، أجواء متغيره ، شعور مختلفّ لا تعلم فرح  أم ماذا !! ، وهو وكوبه وشرفته  ؟! ، وقف أمامها  يمد يديه لها بكوب من الليمون بالنعناع البارد الموضوع به مكعبات من الثلجّ  رغم عدم توافق ذلك مع الجو ، التفتت برأسها منذ أن كانت تنظر أمامها ثم طالعته بابتسامه صافيه وهي تمد يديها لتأخذه منه ، بينما ابتسم لها "غسان" بحبٍ ثم قال بهدوءٍ ليسألها بعد أن قالت ما قالته منذ قليل :



_" يعنى خلاص  عرفتيهم انك مفيش مشكله  عندك من الموضوع ده والأمور مشيت ؟!"



أومأت له "نيروز" بهدوءٍ ثم رفعت أنظارها المتردده له حتى خرجت منها نبرتها التى ظهر بها الرهبه من الداخل:



_" حتى لو مش مصدقينّي بس مفيش مشكله طالما هقابله وهرفضه وخلاص بالنسبالهم ، بس أنا خايفـه لنوصل للمرحله دي ومنعرفش نعمل حاجه ، عمى مش هيسب الدنيا تمشي زي ما قال كده !! "



تنهد يخرج أنفاسه ثم حرك أنظاره صوب أعينها فقط ثم نبس بنبره هادئه يرسل لها من الٱمان الذي وُجدَ بنبرته ما يكفي :



_"  متخافيش ، ده مش هيحصل  أصلاً "



قالها ببساطه شديده مما جعلها تترقب بخوف ما هو الٱتى بعد اليوم !! ، لحظاتٍ من الصمت يتابه ملامحها  التي  لم تكن  تشعره بالراحه أبداً بالنسبه لموعد زفاف شقيقتها  واصل هو مجدداً يسألها باهتمام بعد ٱخر حدث كان أردفه هو :



_" راحه الكوافير مع ياسمين ؟"



_" اه ، كمان شويه صغيرين مستنياها تخلص بس !"



إبتسم باتسـاع ثم مد يده حتى يأخذ منها الكوب التي قدمته هي ، حتى انتهز الفرصه كالعاده وهو يمسك بيديها متمسكاً بها بشغفٍ ثم خرجت نبرته منه المهتمه لعلمه بما تفكر به  :



_" أومال مش فرحانه ليه ؟"



سحبت "نيروز"  يديها منه بارتباكٍ ، ثم أخذت أنفاسها تبرر سريعاً:



_" لأ فرحانه مش هفرح لاختى ازاي يعني ؟"



نظر لها بتفهمٍ من حالها ، حتى خرج صوته الصريح لها مما جعلها تنظر له بترد وكأنها كُشفت من أمامه :

_" بتكذبي !"



قالها بثباتٍ وكأنه يؤكد لها ذلك وبشده ، ترقب إجابتها بصبرٍ وهو ينتظر ، بينما تابعت هى تخرج ما بداخلها له رغم سؤال والدتها لها ولم تجيب ، رفعت أنظارها له ثم تجمعت بعض الدموع الخافته بعينيها وهي تجيبه بصدقٍ خرج له وحده من شعور متناقض بداخلها :



_"  فرحانه بس أنا زعلانه فعلاً ، حاسه إني هبقي لوحدي بعد ما هي تمشي ، حتى لو هي قريبه منى  وبيتها مش بعيد ، بس كل مره كانت هي سبقاني وترد عنى ، يمكن لولا وجودها فضهري  كان حصل حاجات كتير أوي من عمي ومراته وحسن مكنتش أعرف اتصرف  زي ما كانت بتعمل هي ، أنا مش عاوزاها تمشي ، عاوزاها تفضل جنبي ، رغم وجود ورده معايا بس وجودها مش ثابت حتى لو ثابت فـ ورده محتاجه اللي  يطمنها  دايماً ولو اتحطت فحاجه من اللي أنا بتحط فيها بسبب عمي ومراته مش هتتكلم زي ما أنا بتكلم ولو ذره ،  كنت ساعات بتدايق من نفسي وأقول إني ضعيفه بسبب انها بتدافع عني دايماً  وشخصيتي ضعيفه  ، بس الواحد مش بيكتشف الحاجه ألا لما يحس انها بتبعد عنه قدام عينيه لأن وجودها بيخليني قويه  ،  مش عاوزه أعمل دراما  بس أنا مش عارفه أنا حاسه بـ ايه ،  غير إن  هي الداعم ليا بعد بابا   و محاولتها بانها تخليني أثق فنفسي وميهزنيش حاجه وإن هي جنبي دايماً ملقتهاش ولا هلقاها غير .."



صمتت تتابع ملامح وجه المهتمه لحديثها حرك لها رأسه لتتحدث أكثر ، بينما ابتسمت هي تواصل رغم توترها بحديثها الصريح له وهي تكمل:



_" ملقتهاش بعدها غير فيك ومنك يا غسانّ  .."



حديثها الذي ظهر له بأن الحياه تفتح له ذراعيها للإشراق، ليس عادياً بتاتاً بأن لا نشعر بالسعاده عندما يحدثك أحدهم بأنك الٱن وبت مصدر أمانه واطمئنانه وسكيننته ، وحديثها فـ ٱخره كان صادقاً وبشده ، أظهر مكانته عندها وبصدقٍ تامّ  ولحظه ؟  نطقها لاسمه بحديث منطقي لا يوجد ألطف من هذا ؟! ،  إبتسم بسمه صغيره ثم تابع يكمل لها حتى يطمئنها كما كانت تنتظر تماماً :



_"  عارف إن ياسمين طول عمرها كانت الملجأ الٱمن ليكِ ، بس بصي كده من  نحيه تانيه ؟ هتلاقيها مبسوطه أوي عشان هتبقي مع الإنسان اللي كان من إختيارها واختيار قلبها من زمان وهو كمان ، طبيعي شعورك ده ، بس الأهم من  كله بالنسبالك وليا كمان ، إنك تبقي قويه لنفسك وبنفسك ، وكمان سنة الحياه إن كل  واحد  بيشوف شريكة حياته ، وكل واحده بتتجوز وتخلف  ، عشان الأسره تتكون ، والذريه تكمل ، وبيني وبينك أنا عايز أعمل ذريه وأطول إسم حامد  وأخليه جِد ، إيه رايك ؟!  "




        
          
                
ضحكت بخجلٍ من ٱثر تلميحه الٱخير ، الذي قاله هو بمشاكسـه ليخفف عنها  وأيضاً ليسشف رأيها بما هو قادم  ،بينما ابتسم هو لها باتسـاعٍ ثم حاصرها مجدداً بقوله الهادئ :



_"  مش هلاقي حد أحسن منكّ يشاركني الدنيا   ، حد عارفه بكل تفاصيله اللي فاكرها من سنين ولسه منستهاش ،  حد وجوده مريح  للعين والقلب أحن ما يكون عشان الأيام تعدي ، سلامه وأمانه فلحظة وجوده يكفيني لكتير  أوي قدام ،  واللي أول أول ما شوفتها من تانى قولت بس هي دي اللي هجيبلها  فينو ولبن وزبادي وأنا مروح .."



ضحكت بخفه ،ثم نظرت له بضحكتها البسيطة كما كانت ملامح وجهها ثم رددت تجيبه بنبره ساخره:



_"  مبتعرفش تكمل كلامك جد للٱخر ابدًا !"



_" أعمل إيه دمي خفيف زي وجودك !"



قالا ببساطه وهو يهز رأسه بقلة حيله ، نظرت له بشكٍ وهي تضحك ،وسرعان ما انتفض الإثنان معاً عند دخوله الشُرفه بهمجيه بعدما ٱتي من الخارج ، انتفض "غسان" من أثر دخوله كما انتفضت هي ، تنحنح "شادي" بحرجٍ ثم أشار لها بالترحاب بمرحٍ ، فنظر له "غسان" بضجرٍ متمتمٍ :



_" اللي انت عملته ده قطع خلف !!"



قلب عينيه باستفزازٍ ثم وجهها صوب "نيروز" الضاحكه ، وهو يقول :



_"  روحت الفرع النهارده ولسه جاي ، وخليتهم يوافقوا على الأجازه الصغيره دي ، ابسطي يا ستي.. "



ابتسمت بامتنان ثم قالت بحرجٍ:



_"شكراً بجد يا مستر شادي !"



_"  مستر شادي ايه يا شيخه خليها شادي بيه لحد ما تجبيلي رقم منه ، وابقي قوليلي يا شوشو "



ضحكت بقوه علي حديثـه ، بينما ضحك الٱخر عليه ، فـ  التفت "شادي"  يتحدث للٱخر بخفوتٍ :



_" يبختك ضحكتها حلوه !"



أمسكه "غسان"   من تلابيبه بقوه ثم مال  يهمس بجانب أذنيه قائلاً :



_" ومالو ، ألبسلك القرون نهيه ولون ايه ؟ "



_" الحمرا "
قالها ببساطه مما جعله ينظر إليها  وهو يمسكه بقوه ، ثم هتف لها :



_" طب بالسلامه إنتِ "



قالها "غسان" ثم أمسكه بقوه وهو يدفعه خارج الشرفه إلي الداخل ، بينما ضحكت هي بخفه علي ما حدث وهي تتدخل لتخرج لهم بالخارج بعد أن خرجت  من غرفتها ، أمسكه من تلابيبه بمزاحٍ شبابى ، ثم لكمه بوجهه حتى تأوى الٱخر فـ دفع "شادي"  "غسان" علي الفراش ثم رفع يديه ليلكمه هو الٱخر ولكن بمعدته ، حاول الٱخر الدفاع عنه  والإثنان يهاجمان بعضهما كحلبة  مصارعه ، فُتح باب الغرفه سريعاً  وظهر صوت الذي كان يدخل من الباب  بتلقائيه ولكنه توقف من  ٱثر رؤية المشهد من أمامه عندما كان يتحدث وقطع كلماته فجأه :




        
          
                
_" بقولك هتلبس ايـ.."



قطع "بسامّ" حديثه  عندما وجد الإثنان يهاجمان بعضهما وتوقف الوضع عند دخوله  حيث كان "غسان" يمسكه من يديه السليمه وهو يحاول  حتى لا ينحني الآخر عليه مباشرةً ،  فتح "بسام" فاهه بصمتٍ ولحظاتٍ من السكون ، فالتفت "بسام"  بصمتٍ حتى يسر للخارج مجدداً ليغلق الباب من خلفه  ليتركهما  كما كانا دون أن ينبس بحرف ! ،  أوقفه "غسان" سريعاً وهو يدفع الاخر بعيداً عنه ثم  هتف عالياً بتبرير  يوقفه :



_" إستني ، خد  هنا بقولك  !! "



وقف "بسام" ينظر  له بتعجبٍ ، فنهض "شادي" يهندم من ملابسه ثم توجه ناحية "بسام" وهو يضحك حتى يضع يديه عليك  كتفيه بمرحٍ ليبرر له ، فـ انتفض "بسام" سريعاً وهو يبتعد عنه ثم قال بتحذير:



_" انتَ بتعمل ايه .؟ "



قالها بخوفٍ زائف ، فكانت النظرات المتحركه علي أوجه كلاً منهم ساكنه ، دقيقه واحده وضحك كل منهم بقوه علي ما حدث من عبثٍ ، ضحك "شادي" بقوه وهو يجلس علي الأريكه ،  مردداً من بين ضحكاته :



_" مش قادر ، اه لو حامد كان  شافنا "



ضحكوا بقوه ، إلي أن توجه"بسام " يجلس بجانبهم وهو يضحك ، دقائق وانتهى كل منهم من ضحكانه حتى نظر هو إلي شقيقه ثم ردد:



_" كنت جاي اشوف هنلبس ايه النهارده لقيت الوضع كده !"



ضحكّ "غسان" بخفه ثم نظر لـ "شادي" فوجده يغمز له بأن يتحدث علي ما  ينوي فعله لشقيقه ليأخذ رأيه هو الاخر في ذلك الموضوع بعد أن حدث "بدر" به فـ الصباح :



_" هقولك هنلبس ايه بس قبل ده في حاجه مهمه قررت أعملها ولازم تعرفوها كلكم .."



صمت "بسام " ينظر له بفضولٍ وترقب للٱتي ، بينما اعتدل "شادي"  يجلس وهو ينظر له  وهو يحثه علي الحديث حتي يوضح لشقيقه ما ينوي فعله !



__________________________________________



_" خلي بالك من نفسكّ يا حبيبتي "



قالتها "سُميه" بحنوٍ لـ ابنتها وفي دموعها عيون الفرحه ، توجهت لتحتضنها  بحبٍ طغى علي  ملامحها ، حتى تنفست "ياسمين" بارتياح لها وبأحضانها ، كما إحتضنت الأولي "نيروز" أيضاً ، والتي ستذهبّ معها هي و "جميله"، خرجت من الشقه بعد وداعها لـ شقيقتها الكبري وصغيرها "يامن" بالأحضان ،  توجهت "ياسمين" المُمسكه بحقيبه بدييها وكذلك "نيروز" أمام شقة "عايده" تدق عليها الباب عدة دقات وما أن فتحت "عايده" لهما الباب أمام أنظار "سُميه" الواقفه علي أعتاب شقتها تتابع الوضع ، خرجت زغروطه عاليه  ما أن رأت زوجة  ابنها ،. إحتضنتها "ياسمين" بحبٍ هي و"جميله" التي تجهزت أخيراً ،، خرجت "وسام". و"دلال" سريعاً من شقتهم ينظران ثم خرجت زغروطه عاليه مره أخري هذه المره من فم "وسام" كان الوضع مبهجاً لأقصى درجة ،  ومن ثم بعدها خرج "غسان" وشقيقه وصديقه ، ينظران ،  ابتسم "حازم" بسعاده ثم  احتضن "غسان". و الشباب  ، بينما  كل منهم كان يتحدث  قبل الخروج وصوتهم أمام الشقق ،  كانت" عايده" تنظر لـ "ياسمين" بحبٍ وهي واقفه من أمامها ثم مالت عليها قائله بحنوٍ:




        
          
                
_" قلبي فرحان أوي ،  عاوزاكي تعرفي إن عمري ما كنت هلاقي أحلي ولا أحسن منك لابني ،  أصلك بقيتي بنتي  زي ما كنتِ زمان يا ياسمين بنتي برده ، ربنا يسعدكم ويبارك فيكم يارب ."



نظرت لها "ياسمين" بتأثرٍ وهي تدخل باحضانها سريعاً ، بينما  قد إعتلى  صوت الاغاني من الداخل الذي فتحها "بدر" فتلك هي اللحظه  الٱخيره قبل  الزفافّ ، وهم ينتهزون فرصه الفرح بأي طريقه ،  أمسك "غسان" يد "حازم" وهو يتراقص معه هذه الدقائق قبل النزول ،  و "ياسمين" و "وسام" وشقيقتها وشقيقتها الأخرى ،  و "حامد" و"يامن"  ، فُتح الباب تزامناً مع توقف كل منهم   لخروج العروسين إذن حتى لا  تتأخر العروس عن موعدها ، وقف كل منهم بترقبٍ عندما نظرت لهم "زينات"  بابتسامه لئيمه وهي تردد وكأنها تذكرهم :



_" عقبال  اللي هنعمله لـ نيروز قريب ، شدو حيلكم  واجهزوا للعريس .."



وكان الغير معهود  حدوثه عندما  توجهت "نيروز" المبتسمه باتساعٍ وهي تحيبها بثباتٍ تكيدها هي وليست الأولى :



_" طبعاً يا مرات عمي ده أكيد !"



أخرسها  قولها ،  مما جعل كل منهم يتجهز للخروج ، وقف "غسان" بجانب"نيروز"  وسط إنشغال الٱخرين بالحديث والمباركات ، فـ طالعته هي باستفهامٍ فمال يهمس قائلاً بخفوتٍ :



_"  قوليلي هقعد أعمل ايه فالكام ساعه  دول وانتِ مش موجوده !"



نظرت له بتشكك من نعومة نبرته المشاكسه وليست القاصده ، ثم مالت تهمس هي الاخري قائله :



_"صلي وإقرأ قرٱن وادعيلي"



_" بدعيلك من كل قلبي فـ كل صلاه ، بعد ما بقول يارب اجعل أم عباية سمرا    جننت أمى  تبقى من نصيبي .."



ضحكت بخفوت ثم وضعت يديها حتي لا تخرج ضحكاتها من أثر مرحه ،  فـ تدخل "شادي" سريعاً بينهم  علي  فجأه برأسه ثم قال بهمسٍ مشاكس:



_"  سمعوني عشان مخصمش مرتباتكم "



ضحك هو وهي بخفوتٍ علي مافعله الٱخر بينما أمسك "حازم" يد "ياسمين" ثم توجهت "جميله" تسير  لتتمسك بـ "نيروز". حتى يهبطوا لأسفل ، تحت نظراتهم ، قاطع سيرهم جميعاً نبرة "حامد" العاليه له هو تحديداً وهو يردد بنبره هادئه أثرت فالبعض:



_" خلي بالك من حُب العمر يا حازم!"



التفت يبتسم له باتساع ثم أشار علي عينيه قائلاً:




        
          
                
_"فــ عنيا .."



إبتسموا له بحبٍ ثم دخل هو وهي المصعد وسبقت "نيروز" و"جميله" إلي الأسفل، وعلت الزغاريط فالمكان مره أخرى ،  إلي أن دخلت "زينات" ثم أغلقت الباب خلفها بقوه ، كان طبيعي بالنسبه لهم ولكن منهم من انتفض قائلاً  بضجر من أثر انتفاضته ،مما جعل ضحكاتهم تعتلي فالمكان:



_" أل !  مالها الوليه دي !"



قالها "شادي"  برييه  ومن ثم ضحكوا هم عليه بخفه ، حتى دخل كل منهم يضحك بقلة حيله إلي الشقق مره أخرى !



__________________________________________________



بعد مرور بعض الوقتّ ، وقفّ الطبيب أمام "ٱدم" وهو يحدجه بسخطٍ بعد تفقد حالة الٱخر ، وكان "شريف" يجلس بالخارح بغير إهتمام ، نظر له "ٱدم" باستغرابٍ وهو يطالعه يلملم أشيائه ، فـ تحدث بنبره حانقه قائلاً له :



_" هو حد زعلك  فـ حاجه يا دكتور لمؤاخذه ؟؟ حاسك مش طايقني يعني ، ما تخلصني وتقولي حالته عامله ايه ؟"



رفع "الطبيب". أنظاره له ثم نبس بنبره هادئه يحذره:



_" يا أستاذ أنا ببصلك كده عشان اللي صاحبك فيه واللي شكلك انتَ كمان فيه .."



نظر له "ٱدم" بنفاذ صبر، ثم ردد :



_"  ما توضح يا دكتور !"



_" بإختصار ده دور برد عند صاحبك بس جسمه ضعيف جداً  وعشان كده لو اتعرض لايه بيأثر فيه ، ولأن مش محتاج تحليل دم ، شكله بيتعاطي وبيحقن ،   وخد مني كلامي ده ، لو فضل كده مش هيكمل كتير ، ربنا يعافيك ويعافينا "



إقترب منه " ٱدم" يسأله بخوفٍ قد ظهر أخيراً بنبرته واهتمامٍ:



_" يعني ايه يا دكتور  ؟"



_"   يعنى لازم يروح مصحه فـ أقرب وقت ، لأن حتى لو جه لوقت جسمه  أضعف من كده والجرعه اللي هياخدها زي أي جرعه ومش زياده ، الجسم هيعتبرها زياده وممكن تسبب فـ موته فـ لحظه غير متوقعه  زي ما بيحصل كتير ، وده تعب اعتبره عادي مع دور البرد لأنه لما هيفوق الجسم هيطلب بالجامد الجرعه..، أنا مش حابب أعمل مشكله ولا بلاغ  لاني بشوف من ده كتير وربنا يهدي  الجميع ، بس انتَ بايدك تلحق صاحبك.."



قالها بتفهمٍ تحت أنظار "ٱدم" المترقبه ، قد كان يعلم عن خلفيه بهذا الموضوع من المستشفي الذي وضع بها الٱخر من قبل !! ، تنفس  بعمقٍ و خوف من ما هو قادم ،  ولومٍ  للٱخر ! ، خرج من شرده عندما  قد له الطبيب الورقه  تزامناً مع قوله:




        
          
                
_" إتفضل يا أستاذ  ، أنا ركبت له جهاز  كويس أوي وده بقيت العلاجّ يستحسن تجيبه من دلوقتي عشان في هيتاخد بعد كام ساعه .."



ابتسم له بتكلفه وهو يأخذ منه الورقه ثم وضع يديه بجيبه يعطيه من الأموال  الذي قد  أعطاها له شقيقه بٱخر مره. ، خرج معه إلي الصاله ومن ثم ناحية باب الشقه حتى خرج منه بهدوءٍ ،. التفت "ٱدم"  ينظر له وهو يعبث بهاتفه بالامُبالاه  ، رفع "شريف" أنظاره له عندما وجد خيال بأن حد يطالعه ،  حتى  نبس له بنبره هادئه مختصره:



_" حصل ايه؟"



تنفسّ "ادم" بعمقٍ ثم توجه ليجلس بجانب "شريف"  حتى خرجت نبرته  الهادئه منه :



_" بيقولي ان معتش ينفع اللي احنا بنعمله ده يا شريف ، ما تيجي ندور على مصحه ونروح كلنا ونبدأ من جديد حتى لو هنتعب أوي بس لازم مقدمناش حل غير ده يا الموت!"



نظر له بتمعن وهو بنصت وسىرعان ما ضحك باستهزاء ثم حرك رأسه بغير اهتمام قائلاً:



_" كل الدكاتره بيقولو كده ،  سيبك انتَ مقلق ليه  بكره يقوم  ويبقي زي الحصان بلاش دراما  يخويا !"



لم يتحمل "ٱدم" أن يتخطى حديثه في كل مره بل قالها الٱن ، قال ما يود قوله وما انتبه له منذ فتره من الٱساس :



_" هو انتَ مبتحبش حسن ليه يا شريف!!"



حرك "شريف" رٱسه ومن ثم أنظاره حتى نهض من جانبه ثم التفت يلملم أشيائه قائلاً:



_" ولا بحبه ولا مبحبوش عادي .."



صمت ثم توجه ناحية الباب ثم قال بوداعٍ:



_"سلام أنا  .."



قالها تحت أنظار "ٱدم" المُشتته ، فنهض هو الٱخر ثم أخذ سترته سريعاً ليخرج  هو. الٱخر حتى يأتى بالدواء لعل هذا هو الشفاء له في هذه المره ! 



_______________________________________________



جلسـوا جميعاً بترقبٍ ينتظرون لما جمعهم وما الذي يود قوله ، جلس "حامد" وزوجته ، ومن ثم "بسام" و"وسام" ووقف أمامهم "غسان" و"شادي" و "بدر" ، كان كل ذلك بشقة "حامد" ،بعدما جاء "بدر" لهم ثم دخل لـ "غسان " كما طلب مجيئه للضروره للمره  الثانيه ،  توقع "شادي" لـ "غسان" بموضوع "نيروز" وبعدما قص له الٱخر ما ينوي فعله علي فجأه كان الجواب من الأول الأخذ بالخطوه من "غسان" تحسباً لرد فعل "سُميه" ،  يعلم ما يود فعله ولكن سيبدأ الأمر رسمياً وبحركه عبثيه مجنونه ولم  تكن محاصره كما كان ينوي!؟ ، طالعته "دلال" بخوف ظهر بنبرتها وهي تقول:




        
          
                
_" ما تقول يبني فيه ايه متوقعش قلبي !"



كما نظر له الاخرين بترقب ، فتنفس هو بعمقٍ يتحدث بعدما حدثه "حامد" بضجرٍ:



_"   ما تقول ياض وتريح دماغنا اللي بتودي وتجيب. دي !"



نظر لهم "غسان" بصمتٍ ثم تنهد يخرج أنفاسه وهو ينظر علي بقية الشباب الذين علموا من قبل والديه ،  خرج صوته أخيراً يرمي بمفاجأته الغير مرتبه:



_"  أنا هتقدم لنيروز  الوقتي وهتيجوا معايا ..  !"



طغى علي ملامح  وجوههم الصدمه للحظاتٍ  ،  فـ قاطعهم صوت "حامد" الذي توقع ما ينوي أن يفعله الٱخر ، لم يكن  مقتنعاً بأنه سيتركها لذلك العريس بتلك السهوله ، نظر له باستفهامٍ ثم هتف   قائلاً بتساؤل به بعد التهكم :



_"    تتقدم لمين ؟ وامته ؟ هي مش الحاجات دي ليها أصول ولا انتَ  هتلغي ده من القاموس ؟"



لم يجيبه بل هتفت "والدته"  سريعاً لتفسر رغم فرحتها بما قاله:



_"  طب والعريس يا بني اللي بيقولو عليه ده ، والوقتي ازاي ، هو ده وقته فرح اختها النهارده والناس مشغوله  ولا هي موجوده  فالبيت عشان  تروح تتقدم لها !!"



_" كل ده مش مهم  ، هتيجوا معايا ولا أروح لوحدي !"



قالها بحزمٍ ، فردد "شادي " مرفاً بجديه يوضح بعد رؤيته لنفاذ صبر صديقه:



_" يجماعه هو ده الصح ، وأنا اللي شورت عليه بكده  إنه يعمل كده بدري لانه كان كده كده هيعمل ده بعدين ،و  عشان عمها ده مش سهل ، وهو ده الصح بدل ما  تروح منه  وهو واقف مكانه!! ."



_" أنا معاهم بصراحه يا عمى ، لما جابني وحكالي  معارضتوش عشان عمها مش هيكست لحد العريس بس ومش بعيد لو موافقتش عليه يجوزها لحسن بالغصب ، بعد كده وبعد كل المشاكل دي توقع أي حاجه  تحصل !"



صمت "حامد" بتردد يحرك أنظاره عليهم بتمعن ، أمر غريب ليس بوقته تماماً. ، رفع أنظاره ينظر ، عندما هتف "غسان". بمفاجأته الثانيه:



_" مـ  أنا مش هتقدملها بس ، وعشان كده هاخدكم معايا ونقنع أمها بكتب كتاب "



لاحظ معالم الدهشه علي وجوههم ، بينما هتف "بسام" هذه المره بعقلانيه :



_" الحكايه دي  يا غسانّ لازم أمها وهي تكون مقتنعه أوي بيها  ويفكروا كويس  ، لكن اللي فات كله بالأصول ومفهوش حاجه !"




        
          
                
وقف "حامد" ينظر له بتعجبٍ ، بينما هتفت "دلال" بنبره خائبه:



_" سميه مش هتوافق علي كتب الكتاب بالسرعه دي ، احنا فـ ايه ولا ايه ، مستعجل ليه يا بني ما تمشيها خطوبه واحنا مستعدين نيجي الوقتي معاك نمهدلها الموضوع  بتاع الخطوبه عالأقل .."



حرك "غسان" أنظاره بتمعن عليهم جميعاً ، ثم حرك رأسه ينفى مردداً بثباتٍ يرمي لهم بقنبله صادمه جعلته يأخذ الخطوه سريعاً :



_"  عمها الناقص هيجيب مأذون مع العريس .."



شهقت "دلال"  كما شهق شقيقه وشقيقته ؛ كما كانت الصدمه علي وجه "بدر" الذي لم يكن يعرف هذه النقطه ، بينما كان يعلم صديقه ، شرد "حامد" بنقطة الجديه وهو يهتف بضياعٍ داخلي بكيف لعمها ٱن يفعل شئ كهذا !! 



_" وانتَ عرفت منين ؟!"



رفع أنظاره لوالده ثم حركها صوب والدته التي كانت بصدمه من أمرها حتى هتف هو باختصارٍ:



_" حازم  سمعه  وبعد ما سمعه بيتكلم معاه فالتليفون  واجهه ، بس كلمني وقالي شوف هتعمل إيه بهدوء وأنا معاكّ .."



حركت "دلال" رأسها بحزنٍ علي حال "نيروز" ووالدتها بينما أكمل "بدر" بعد سبه لعمها قائلاً بحده:



_" أقسم بالله لو كان ده حصل ومكناش علي علم بيه كنت مسكته  علقته فـ قلب  صالة الشقه هو والعريس ..!"



ترقبت الأنظار بارتباكٍ ، بينما نظر "حامد" له بحزمٍ ثم حرك أنظاره علي الأوجه المترقبه ،  ومن ثم هتف بنبره هادئه له قبل الموافقه:



_"  هنيجي معاكّ بس أنا مش. هضغط علي أمها لو عارضت فحاجه عشان ده حقها ، أما نيروز فانتَ واكل حقها فالموضوع ده   مادام هي مش هنا "



_"لا ما هي مش عارفه حاجه من دي لسه  "



قالها "شادي" بتلقائيه ، حتى سبه "غسان" بسره فكان علي  حافة أن يجعل والده يقنع الاخري بقوه علي طلبه من ابنتها  ولن يقبل والده بشئ كعدم علم "نيروز" ، نظر "حامد" له هتف باستنكارٍ:



_" يعني ايه مش عارفه ؟ إفرض مش جاهزه للخطوه دي ، ده مش لعب عيال ده جواز يا غسان يعني  ركوب الدماغ  مش فـ ده عشان  تكون عارف  !"



تنحنح "شادي" لما فعله بينما تحدث "غسان" باسلوب مقنع  يحدث والده به بهدوءٍ وهو يقف من أمامه :



_"  أنا اللي أعرف هي جاهزه ولا مش جاهزه وبطمنك من الناحيه دي،  وانا خبيت عليها اللي عاوز يعمله عمها عشان متخافش ومتتوترش ويومها يعدي مع اختها وتفرح من غير ما تشيل هم حتي لو واثقه إني مش هسيبها ! ".




        
          
                
_"   بجد أحسن حاجه عملتها إنك مقولتلهاش عشان تفرح وتتبسط  ومتخافش فعلاً  !"



كانت هذه الجمله الوحيده التي قالتها "وسام" بحبٍ وفخر لما فعله شقيقها ، خاصةً انها تعلم خوفها  جيداً وقد رأته من قبل عند رحيل شقيقها حتى لو حاولت الأولي أن تخفي هذا ! نظر لها "غسان" وهو يومأ لها برأسه علي حديثها الذي بدا له بأنها توافقه بما يفعله وسيفعله ، خرجت نبرته الجامده تلك المره معلناً بأنه سينفذ ما خطر له عقله ويحدث ما يحدث ، حتى نبس بنبره حازمه جعلتهم ينظرون بترقبٍ:



_" أنا قولت اللي عندي ،  وهروح حتى لو لوحدي ومش هسيبها ، واللي مش عايز  يجي ميجيش !"



قالها وكأنه يقول حديثه الٱخير ، وقف "شادي" بجانبه ثم هتف بنبره جاده:



_" يلا أنا جاي معاك ّ "



_" وأنا معاك يا غُس"



قالها "بسام"  بتأبيد شديد وهو يقف متوجه حيث جانب شقيقه ، ثم توجه "بدر" بجانب "حامد". قائلاً له :



_" وأنا معاه "



_" وأنا كمان معاكم أوي"



قالتها "وسام" بحماسٍ وهي تتوجه لهم ، بينما نظروا جميعاً لـ "حامد" بترقبٍ حتى نبس أخيراً بنبره جاده بعدما أومأت له زوجته بالتأييد:



_" وأنا كمان معاكم  يولاد الكلب ، قدامي يلا"



قالها وهو يمسك يد "زوجته" التي جلبت حجاب رأسها بسرعه وبلهفه ، بينما خرج صوت ضحكاتهم جميعاً على طريقته  في قول حديثه ، توجه"غسان" أولاً يفتح باب الشقه وهم جميعاً من خلفه استعداداً  للذهاب لشقة "سُميه" وما ينوي فعله هو تحديداً من أمر أهوج بالنسبه للبعض ، وبالنسبه له فكان وسيكون  محاولاً لأجلها ولم يسمح بضياعها منه مهما حدث حتي وإن لم يوافقه فالرأي أحد كان  سيحاول  بمفرده لأجلها !! 



________________________________________________



وقفت تقوم بكى الملابس للمناسبه في الغرفه وأمامها زوجها يجلس على الفراش  ، ناظراً علي شاشة التلفاز من أمامه ، كانت شارده  هي بابنتها بالتأكيد كعاطفة أي أم ستشعر بالضياع من ٱثر إختفاء ابنتها ولكن حقدها أقوى حتى وان تتألم لأولادها  ، محاولتها بأن تجدهم ليست متوقفه ، نظرت بشرودٍ ثم تنفست بعمق وهي تتحدث تزامناً بما تفعله:



_" أنا قلبي واجعني على فريده يا سليم  ، وحسن كمان مبيردش عليا وغايب بقاله كتير .."



حرك انظاره عليها وعلي ما. تفعله ثم تنهد يخرجّ أنفاسه وهو يردد:



_" أنا مش مبطل تدوير عليها وإتأكدت انها مجرلهاش حاجه!!"




        
          
                
التفتت تنظر لهُ بعجزٍ قد ظهر ولكن سرعان ما انقلب عندما حدثته بلومٍ وغيظٍ:



_" وحسن يا سليم ؟. هو مش ابنك بردو  ولا أنا مخلفاه لوحدي !"



_" أنا مش قولتلك مليش دعوه بيه ، يظهر يختفي يولع أنا شايل إيدي منه وابقي وريني بقا  هتعملي ايه معاه بدلعك ليه ، ما إن شالله ما ظهر ، مبيجلناش من ظهوره غير الهم ؛ عدي يومك  واسكتي .."



قالها بحده ، بينما  توجهت لتقف أمامه ثم أردفت قائله مره واحده :



_" أنا مش مرتاحه كده ياسليم وحاسه ان فيهم حاجه ، دماغي بتودي وتجيب ولو انتَ مش هامك فـ أنا هاممني ،  يعني مناسبه زي دي ولادي مبيقوش موجودين ليه   من ضمن الفرحه  اشمعنا هم ؟"



قالتها بحقدٍ جعلت زوجها ينظر لها باستهزاءٍ وهو يقول:



_"   عشان ابنك هو اللي مختار كده من الأول يسهر ويبات بره ، حتى قبل ما أقوله ميباتش هنا ، ألمحك بتقولي لحد ان بنتك متغيبه عشان كده مجتش الفرح !! ، وإن كان علي ابنك فـ ماشاء الله سمعته سابقاه ..!"



نظرت له بانفعالٍ ، ثم خرجت منها نبرتها تعنفه بقوه:



_" ده اللي عندك ؟. سايب ولادك يولعو  ورايح تركزلي مع فرح ابنك وعريس الهانم ! "



نظر لها بغير اهتمام ثم  نهض يقف أمامها قائلاً باختصارٍ:



_" اه ، ما انتِ مش عارفه حاجه "



نظرت له باستفهامٍ ،  مردده بنفاذ صبر:



_" مش فاهمه ايه ؟"



حرك "سليم" رأسه بغير اهتمام ثم تحرك من أمامها قائلاً ببساطه:



_" شوفي واتفرجي علي اللي هيحصل بعد يوم من دلوقتي "



نظرت له بتعجبٍ ثم هتفت تناديه قائله بفضولٍ:



_"يعني ايه ؟



_" مش قولتلك اصبري المره الأولى  وسكتى وشوفتي ، أصبري كمان إن ما علمتهم الأدب واحد واحد من اللي بيعملوه مبقاش أنا ، إذن كان هي ولا هو !!"



قالها بغموضٍ فنظرت هي بأثره بابتسامه متشفيه ، بعد أن علمت أنه لم يُخطط عبثاً كمثل المره السابقه !



______________________________________________



جلسوا جميعاً بشقة"سُميه" بترقبٍ ، لمن الذي سيبدأ الحديث ، كانت تجلس هي غير منتبهه لمجيئهم لشئ محدد  ، بل اعتادت علي وجودهم معها في بعض الأوقات ،و  بعد أن خرجت وقدمت لهم أكواب العصير ، ثم جلست أمامهم مبتسمه باتساعٍ قائله :




        
          
                
_" منورين يا جماعه واللهٍ.."



ابتسمت لها "دلال" باتساع كما ابتسم لها الجميع ، فتحدث "حامد" أولاً رغم  حرج الموقف:



_" ده نورك يا مدام سُميه ، وبصراحه يعني إحنا جايين لغرض تاني ، مش قعده زي كل مره اعذريني إني هفتح المواضيع دي الوقتي بس هنجيلك فالكلام ونخش فالأصول ونعمل بيها  .."



أيدته "دلال" بالحديث قائله ببهجه:



_" أيوه نمشي بالذوق والأصول ونقول اللي جايين عشانه واللي علينا.."



قالها الاثنان أمام الأنظار ، فمنهم من كان يكبت ضحكاته من غرابة الموقف مثل "شادي" الذي كان يوكزه "غسان" بأن يصمت  بتوعد ، تحت ابتسامة "وسام" الواسعه والسعيده لما يحدث ، بينما كان ينظر "بسام" بترقب ، نظرت لهم "سُميه" وهي تعقد حاحبيها باستغراب ثم قالت :



_" معلش عقلي مش فيا واللهِ يجماعه ، اتفضلوا قولوا اللي عاوزين تقولوه وأنا سامعه .."



قالتها بلباقه وإحترام رغم عدم فهمها ما الذي يدور ،  كان ينظر"غسان" بترقبٍ إلي حين أن يهتف والده بهذه الجمله المعروفه ثم ليكمل هو كما تحدث العادات ،. تنحنح "حامد" بحرجٍ ثم قال مره واحده يخرج  بحديثه أخيراً :



_" الصراحه إحنا جايين نطلب إيد "نيروز "لـ ابني" غسان " .."



نظرت بغير تصديق  والصدمه علي ملامح وجهها  إلي أن أردفت "دلال" بحرجٍ :



_"   أنا عارفه إن لا هو وقته ولا مكانه بس إحنا عندنا اللي نقوله  لو عايزه تسمعي وموافقه نكمل يا سُميه "



كان الارتباك محله هو شخصياً في هذه اللحظات القليله ، إلى أن. خرجت  شرودها قائله  بتعلثمٍ من ٱثر المفاجأه :



_" طبعاً كملو أنا ..سمعاكم .."



تنفس "غسان" بعمقٍ ثم خرجت نبرته الهادئه لها وهو يتحدث:



_" أنا بحب نيروز من قبل ما يجي العريس ده ، ومش عاوز أسيبها لحد غيري ، حتى لو الوقت مش سامح بس أنا بطلبها منك بكل احترام ومنتظر موافقتك بفارغ الصبر دلوقتي "



كان جريئاً في قوله لأول كلماته ، ولكنها  أومأت بتفهمٍ   ثم قالت بتوضيحٍ:



_" أنا عمري ما  هلاقي أحسن منك لبنتي يبني واللهِ بس أنا اتفاجأت وهي المفروض تكون موجوده عشان ناخد رأيها برده  ، وقبل ما تفسر أنا عارفه انك حبيتها من أول ما جيت هنا وراحت معاك  الشغل حسيت بالتغيير من نحيتها يمكن بسببك و  استنيت واتوقعت تيجي تطلبها مني بس قولت يمكن أنا بفهم وبحس غلط ، ولما عمها قالها علي العريس قولت هو انتَ بس رجعت قولت ازاي ولما قالت انها مش فارق معاها وهتبقي ترفضه إديتلك فرصه مع نفسي بيني وبينك  ، بس لازم بردو تكون موجوده ، ومن نحيتي أنا موافقه بس المشكله فـ  عمها واللي بيعمله وهيعمله  ده  ميبشرش بالخير أبداً .."




        
          
                
ابتهجت ملامحه عند سماعه ما تقوله كما ابتسم "حامد" وزوجته والاخرين ، فتنفس "غسان" بعمقٍ ثم ردد يجيبها بهدوءٍ عكس ما بداخله من مشاعر مختلطه الٱن :



_"  الخطوه دي كنت لازم هاخدها من زمان ، وإن كان علي  نيروز  أنا متأكد انها موافقه  ، ولما تبلغك بموافقتها  هعتبر كده انك وافقتي ؟ "



هزت رأسها بالموافقه بينما  ابتسم "حامد" وقبل أن يتحدث تحدث "غسان" بتفسيرٍ:



_"   بس أنا عاوز أكتب  الكتاب مش خطوبه "



نظرت له باستفهامٍ ثم حركت أنظارها مره أخري لتجد التوتر يعود مره ثانيه عليهم ، ثم اردفت هي برفضٍ:



_" مع  احترامي ليكم ، بس أنا مش أول ما بنتي يجيلها عريس يبقي كتب كتاب علطول ، مقبلش جوازها بالسرعه وكأنها فـ المسلسلات والأفلام ،  ولو حصل حاجه لقدر الله ميبقاش اسمها مطلقه ، معلش يبني أنا معنديش النقطه دي ولا عندنا عادتنا وتقاليدنا إن البنت أول ما يجيلها عريس يكتب كتابه عليها  كده ، حازم أهو عاش طول عمره  خاطبها بس رغم انهم بقالهم كتير مخطوبين وبيحبو بعض وأنا عارفاه عز المعرفه بس مخلتش كتب كتابهم ألا قبل الفرح بحاجه بسيطه.. !"



حديثها كان منطقياً إلي حد كبير ، لبعض العادات لم يحدث عقد القران إلا في حين اقتراب موعد  الزفاف ، كان يتفهم وضعها كما قالت له والدته ، نظر "حامد" اتجاهها ثم خرجت منه نبرته العقلانيه يخفف من توتر الأجواء متخليلاً عن حديثه مع ولده وهو يحاول أن يقنعها كي لا يخرج ولده مكسوراً بكل الطرق حاول هو بقوله :



_"  أنا محترم كل اللي انتِ قولتيه بالحرف ، لما  هو قال كده قولتله أنا ودلال إن مينفعش كتب كتاب بالسرعه دي بس كان عنده المبرر اللي خلاني قدامك هنا دلوقتي  ولولاه كنت أجلت كل حاجه لبعدين حتى لو مجرد خطوبه .!"



نظرت بترقبٌ ، فتنهد "غسانّ"  يخرج أنفاسه الثقيله ثم رفع أنظاره نحوها هاتفاً بنبره هادئه يرمي لها بالمفاجأه  :




        
          
                
_". عمها  جايب العريس ومعاه مأذون وهيجوز  نيروز غصب ، الحكايه مش حكاية  اقعدي معاه وارفضيه ، وكلام محله ثقه لأن حازم هو اللي معرفني  وخبى الحوارات دي  عشان اليوم النهارده يمشي بسلام ونشوف هنعمل ايه ، وان كان علي خوفك إن بنتك تبقي مطلقه ، فأنا مش هقولك عمري ما هخلي بينا مشاكل عشان ده  مستحيل بس بقولك إني بحبها وبخاف عليها وعمري ما هأذيها يعني هي فأمان  معايا  .."



صمتت رغم مفاجأتها تنظر بضياعٍ فلولا معرفتها الٱن ، لما كان الوضع كذلك !! هي تعلم أن"سليم",قادراً وبشده علي  أن يزوجها منه بغصب. !! وان لم يكن هو فظهور حسن ؟؟؟ توقف تفكيرها عن التحسبات السيئه حينما هتفت "دلال" بتفهمٍ للوضع:



_"  هو الموضوع محرج أوي فـ وقت زي ده ، بس صدقيني نيروز زي بنتي من زمان أوي ، ولو  هقولك كلمه حلوه فحق ابني من غير ما أعرفه فـ عمري فحياتي ما هلاقي حد حنين  زيه  ، وبعدين مش نيروز جاهزه من مجاميعه  يستي؟؟"



قالت ٱخر حديثها بمرحٍ ، بينما وكز "شادي" "غسان" مردداً بجانب أذنه:



_" اسمع مني  ... هتوافق اهي ، اهي بص."



نظر بترقبٍ وتوتر داخلي ، إلي أن تحدثت "سميه" أخيرا. بتردد:



_" نيروز جاهزه أيوه ، بس من حقي أقول إني خايفه عليها ! "



هنا وتحدث " بدر" قائلاً بعقلانيه:



_" تسمحيلي اتكلم بقا يا حماتي أو يحماتو فُكيها علي الراجل بقا ، الصراحه لو حطيتي بنتك تحت جناح غسان يبقي شيلي الخوف  من جواكي خالص ، أضمنهولك برقبتي  ، عيلة البدري كلها رجاله خدي بالك .."



غمز له "غسان" كما ابتسم "بسام" ووالده باتساعٍ بينما هتف "شادي" هو الٱخر:



_" يا حجة سُميه ممكن متعرفنيش أوي  بس خلي بالك بقا بنتك شغاله عندي  فـ شركتي المقطقطه الصغيره  دي يعني ممكن أرفدها  لو موافقتيش عشان صاحبي  يرضيكي؟ وبعدين لو علي الخوف فالراجل بيقولك هيشيلها فـ قلبه وفـ عينه وبيحبها وشاريها. ده غير انكم قرايب ونسايب وأصحاب وعيله  قولتي إيه يا  ام العروستين ؟"



قالها بمرحٍ شديد مما جعلهم جميعاً يضحكون  بشده حتي "سميه" التي ضحكت رغماً عنها مردده :



_" الله يعزك يابني ، دمك خفيف!!"



ابتسم لها بامتنان ، ومن بعدها خرجت نبرة "بسام"  وهو يردف قائلاً بهدوء:




        
          
                
_" صدقينا احنا هنا عشان نوفق راسين فالحلال  ونبعد مشاكل حتي لو هيجي غيرها بس ميتسببش  فتعب   نيروز نفسياً لحد هي مبتحبوش ومش قبلاه من غير ما تشوفه ، وغسانّ  أضمنهولك  أنا كمان  إنه يعمل بوصية رسول الله  ويحفظها   ويصونها  مش عايزينك تقلقي "



"صلي الله عليه وسلم" كانت اجابتهم جميعاً ،، تنفست "سُميه". بارتياحٍ ثم قالت بلباقه رغم تخوفها  :



_"  انا مش عارفه أقول ليكم آيه ولكلامكم ده  ، ومجيتكم فوق راسي وأنا مش محتاجه غير إن بنتي تبقي مرتاحه ومبسوطه  عشان حياتها مكنتش سهله عليها وعاوزاك يبني تقدر ده مهما كان ، ومن نحية الجواز فأنا مش عاوزاها تتجوز بسرعه كده ، لو حصل نصيب ووافقت علي كتب الكتاب نقعد فتره لحد ما الوضع يستقر  وأهو أكون سددت ديوني بتاعت جهاز ياسمين وربنا يسهل ونبقي  نشوف !"



ابتهجت ملامحهم بشده ، في حين هتف "غسان"  يجيبها بابتسامه رجوليه هادئه وسعاده ظهرت علي وجهه استشفها والديه  :



_" مقدر من قبل ما تقولي ، و إن كان علي الجواز فـ  عارف بردو. و مديها هي ذات نفسها.  الفرصه  ومش حابب اني اضغط عليها فالموضوع ده لو عليا عايزها فبيتي النهارده قبل بكره  ، بس راحتها النفسيه ووقتها أهم عندي من أي حاجه.."



كانت كلماته صادقه بالتأكيد تعلم رأي ابنتها جيداً لذا تسهل الوضع كثيراً ، هتف "حامد" من بعده وكل من الشباب والفتيات من "وسام" و"ورده " يهللون ببهجه حتي أوقفهم قول "حامد" الهادئ يفسر أمور الزواج:



_" يبقي اتوكلنا علي الله ومفيش غير رد روز ، وإن كان علي الجواز فـ براحتك وربنا يعينك المصاريف أنا عارف هي عامله ازاي كويس ، أما بقا النقطه اللي متكلمناش فيها عشان انتِ اكيد عارفاها بس بعيدها عشان الأصول .."



صمتت تفهم ما يود قوله كما الاخرين تماماً حتي واصل مجدداً :



_" الشقه طبعاً ، انتم عارفين إن لينا فوق فالعمارده دي فالدور السابع شقتين  جنب بعض  جاهزين تشطيب  ودهان وكله ، واللي كنت شاريهم وكاتبهم باسم كل واحد من ولادي للمستقبل ، طبعاً هما مقفولين ولا حد بيطلع لهم ولا شوفناهم من فتره بس كفايه انهم جاهزين  وكل واحد ليه شقته وكمان بنتك معاكى يستي فننفس العماره مش زي اخواتها يعني احنا بنضحي.."



_"عين العقل ، واحسن الكلام ياخويا ، ها ياسميه نقول مبروك ؟"



قالتها "دلال" فأومأت "سميه" برأسها بابتسامه واسعه رغم تخوفها مما هو ٱتٍ ، خرجت زغروطه من كل واحده  منهما حيث "ورده" و"وسام" وهلل الشباب  يحتضنون "غسان" بمشاكسه ،  كان الجو مبهح وإن انتبه أحد لصوت الزغاريط فلتكن بمناسبه زفاف" ياسمين وحازم" ، الأمر سري ومكتوم اذن !" خرج صوت "غسان " بعد دقائق  متحدثاً  يوضح أكثر:




        
          
                
_"  طبعاً كده كده نيروز هتعرف باللي حصل ده ، لكن عمها ومراته  لأ  وأنا قولت لحازم علي اللي  هعمله  وهو معانا ،  وعلي كلام   عمها العريس ممكن يجي بكره  بليل ، فـ كده كتب الكتاب هجهزله فمكان برا نروحه كلنا بكره  من غير ما حد يعرف ، وإن كان على الواصي علي العروسه فإن حازم مجاش ،  بدر  بردو موجود وهو أنسب واحد و حامد موجود ويسد زي أبوها برده ، ده إن مكنش صاحب عم سالم أوي الله يرحمه "



هزت رأسها بتفهمٍ ، وما أن انتهي الحديث نهض "حامد" والجميع ثم هتف يستأذن:



_"  الف الف مبروك وربنا يتمم بخير ، هنستأذن احنا بقا يدوب نشوف هنلبس ايه ونجهز عشان نروح القاعه.."



أومأت له باحترام بينما توجهت" دلال" تحتضنها بسعاده بعد قولها :



_" انتِ مش عارفه أنا مبسوطه قد ايه يا سُميه ، ربنا يبارك فيهم ويتمم عليهم بخير "



ردت عليها الاخري بنفس البهجة ، حتى  نظرت لهم واحد تلو الٱخر يخرح من الباب ، بينما وقف هو لم يرحل ، نظرت له مبتسمه ثم توجهت  تفتح ذراعها له ورغم حرجه إلا انه يعد مثل ابنها ، أخذت "غسان" بين أحضانها بحبٍ ، بينما هتف هو بهدوء قائلاً مستغلاً دخول "بدر". وزوجته الغرفه :



_" عايزك تعرفي إني عمري ما هاجي عليها صدقيني ٱنا بحبها  ، ومقدر خوفك عليها عشان عارف وعرفت اللي هي شافته ،  وعايز أقولك اني واخد خطوة كتب الكتاب وأنا بحاول محطهاش قدام الأمر الواقع ، عاوز اديها فرصتها  خصوصاً انها بتحتاح وقت عشان تثق فاللي حواليها ، كان عندي حل تاني عشان مضغطهاش ، وهي انها تمشي يوم العريس ده واخدها فمكان  لحد ما عمها يرجع عن اللي فدماغه، ودي فكرت فيها  لما لقيتها انها محتاجه تاخد وقتها ، ولما عرفت حوار المأذون غيرت كل حساباتي وعرفت ان عمها ممكن يعمل كده تاني  لما ترجع ومش هنخلص ،  جيت مشيت الدنيا بالأصول وقدامك وبعلمك ، و افتكرت اني شوفت فـ عنيها انها بردو بتحبني وعاوزاني  وتقريباً هي محستش إنها واثقه فيا إنها تكون معايا غير من موضوع عمها ده ، فـ أنا واثق ان رد فعلها مش هيكون الرفض أبداً. فـ اطمني  هي موافقه ومرتاحه  زي ما عاوزاها انتِ تكون ،  وقبل ما تكون فـ عنيا هي فقلبي "



إبتسمت "سُميه"  له بارتياحٍ ثم هتفت بنبره صادقه استشفها هو :



_" أنا عارفه إنتَ ايه ومتربي إزاي وانك هتحافظ عليها ، بس أهم حاجه بنتي متتعبش تاني نفسياً وتبقي مرتاحه وبعيد عن المشاكل ،  ولو اني عارفه إن بالخطوه دي المشاكل هتبدأ من تاني بس كونها معاك وعلي إسمك ساعتها هبقي مطمنه ، ولو جرالي حاجه  عارفه اني هسيبها فمكان ٱمن ، حتى معارضتي فكتب الكتاب بالسرعه دي بس عارفه ان عمها مش هيسيبها  بعد النهارده خلاص مادام خد خطوه جريئه زي دي  وده اللي خلاني مليش حل تاني غير ده .."




        
          
                
إبتسم لها باطمئنان ثم  خرجت نبرته منه وهو يطمئنها :



_"  ان شاء الله ربنا هيديكي طولة العمر  و هتشوفي عيالنا   !"



ضحكت بخفه علي عبثه ، حتي انه لم يمنع عبثه بأن يظهر لوالدتها هي الٱخري ، يبدو أن فرحته كانت طاغيه وبقوه ، ابتسم لها ثم أشار لها بأن يخرج حتى يذهب لارتداء ملابسه  ليتجهز للمناسبه  هو الٱخر !! .



_____________________________________________



فى المُستشفى  وقف "عز" بغرفة والدته وبجانبه "فرح" حتى يتجهز للذهاب ، طالعتهم والدتهم بحنوٍ وكل منهم يتجهز حتى يعودا للمنزل ليرتديا ملابسهما للمناسبه ،  خرجت نبرتها الحنونه وهي تحدثهم قائله :



_" خلي بالكم من بعض يا حبايبي .."



نظر لها هو بحبٍ  هو وشقيقته  ، ضحك "عز" بخفه وهو. يشاكسها قائلاً :



_" ايه يا حنان هو. إحنا لسه صغيرين !"



ضحكت بخفه وهي تنظر عليهم ، ثم قالت  تعارض ما قاله من بين ضحكاتها:



_". هتفضلوا طول عمركم صغيرين في عينيا  مش هتكبروا أبداً حتى بعد ما تتجوزوا وتخلفوا كمان .."



ضحكت "فرح" عليها ثم مالت تطبع قبله علي خدها تزامناً مع قولها:



_"  مفيش قول بعد قولك يا ست الكل هه!"



توجه "عز" لينحني يطبع قبله علي جبهتها ثم ردد بهدوءٍ :



_" إحنا هنمشي وبإذن الله هنحاول منتأخرش ، خلي بالك من نفسك الحبه دول "



أومأت له بهدوءٍ بينما أمسك هو يد شقيقته ثم توجه ليخرج من الغرفه تزامناً مع إشارته لها بالوادع  ، خرج وهو يسير بجانبها بهدوءٍ حتى يرحلا ، بينما تابعت "فرح" بمشاكسه له تزامناً مع سيرهما مع بعضهما :



_"  متحمس أوي انتَ يا عزوزّ ، ولا عشان  هنشوفها ؟."



التفت ينظر لها بمللٍ ثم هتف لها بحنقٍ:



_" خليكِ فحالك !"



ضحكت بخفه ثم إجابته بمشاكسه:



_" والله أنا فحالي الرك عليك انتَ "



ضحك رغماً عنه بقلة حيله منها ومن مشاكستها له ،  بينما سار بعدها بصمتٍ معها وهو يخرج من المصعد متوجهاً  للساحه وإلي بوابة الخروج من بعدها !! 



____________________________________________



بعد مرور ساعه كامله ،  كانَ قد ٱتى "حازم" من الخارج بعد ذهابه لحلاقة شعره  وتحديد ذقنه ، وتزين السياره الذي سيركب بها هو و"ياسمين"  ، حيث إتقق الآثنان معاً بأن "حازم" هو الذي سيقود السياره وبجانبه "ياسمين" حتى يُأخذ لهما بعض الصور بها ،  إرتدى حلته أخيراً  ثم نظر بتمعن لصورته فالمرٱه ، كانت حلته وهو جذابان  بشكل ملفتّ ، فـ كان "حازم" و"جميله" وحتى "فريده" و"حسن" جميعهم لديهم شكل ملفت بجمالهم البسيط ، فـ "عايده" كانت ملامحها جميله لذلك كان أولادها نفس ملاحها الهادئه حتي بعد أن مر العمر  بينما كان "سليم،" رجل له ملامح رجوليه رغم كبر سنه قليلاً ،  سمع صوت شهقاتها من خلفه  فالتفت سريعاً ينظر لها بلهفه حتي وجدها   تبكى  ،. اتجه ناحيتها يحتضنها وهو. يمسك يديها قائلاً بلهفه:




        
          
                
_" مالك يا ماما.."



إحتضنته "عايده" بقوه ثم أخرجته من بين أحضانها وهي تردد قائله بعاطفة أمومه:



_" دموع الفرح يا حبيبي ، كبرت وشوفتك عريس وقلبي فرحانلك أوي يبني "



ضحك  "حازم" بخفه وهو يحرك رأسه ثم قال بقلة حيله منها :



_"  مفيش فايده فيكي دموعك سابقاكى فكل حاجه كده .."



صمت يتطلع علي ملابسها الانيقه التي لاقت جيداً بسيده فـ عمرها ، ثم رفع يديه يديرها  كالعروس قائلاً بانبهارٍ جعلها تبتسم بسعاده :



_" ده ايه الحلاوه دي هتغطي علي ياسمين كده .."



_" وهو حد يغطي بردو عالعروسه ، بالذات لو قمر زي ياسمين ، ربنا يسعدكم يا حبيبي"



قالتها بحنانٍ فرفع يديه هو يقبلها ببرٍ ثم توجه ناحية قمة رأسها يقبلها مجدداً ،   قاطع لحظتهم "سليم"  الذي دخل عليهم مردداً بتهكمٍ:



_" كل الحب ده علي ايه ، وابوك اللي كبرك ملوش حق فكل ده !"



لم يظهر الضيق الذي بداخله بل سار رغماً عنه ثم قبل قمة رأسه بفتورٍ خرج منه دون أن يدري وكل ذلك بسبب ما يفعله الٱخر !! ، تحدث مره أخري علي  عجاله :



_" أنا ماشي علي القاعه علطول وهاخد زينات وعايده ، متتأخرش "



أومأ له وهو يهز رأسه فقط ، ثم أشار لوالدته بأن كل شئ علي ما يرام حتي خرجت من الشقه بأكملها ،   لم تكن سوى دقائق ثم خرج هو من بعدهم متوجهاً حيث شقة  "حامد" دق الباب عدة دقات إلي أن فُتح له بواسطة "حامد". الذي نظر له بسعاده ثم  دخل بين أحضانه بحبٍ فمهما حدث  أصبحت الٱن مكانته غاليه وأكثر  بعد أن أعلن لهم بأنه يقف بصفهم معارضاً لتحكمات والده  وإنقاذه للموقف ، دخلو إلي الداخل ، وما أن رأته "وسام" و"دلال" ابتسموا له بسعاده ثم خرجت من فم "وسام" زغروطه عاليه بعد أن أشارت لها والدتها بأن تفعل ، خرج الشباب   من الغرفه جميعهم ثم التفوا حول "حازم" يهللوون بقوه وبهجه ومن ثم صفقوا جميعًا. دون حماس أغاني بل كان حماسهم والفرحه بأعينهم أقوي وأكثر ، وقف "غسان" أمامه ثم هتف بنبره صادقه متأثره بعدما خرج من أحضانه:



_" ألف مبروك يا صاحبي ربنا يسعدك وأشوف عيالك وأبقا عم  وجوز خالة العيال !"



ضحكوا بخفه فردد"حازم" بنفس التأثر:



_" حبيبي يا غُس  ، وبعدين ده كده كده نحن السابقون وانتم اللاحقون يعم"




        
          
                
غمز له "غسان"   بعبثٍ ثم قال بمرحٍ:



_"غُس.. غُس يعم  ، بعد اللي عملته معايا  قول اللي انتَ عاوزه "



ابتسم له باتساع وسرعان ما رجع للخلف بقوه ما ان احتضنه "شادي" مرددا ً بحماس:



_" أبو الحزايم حبيب قلبي ، ألف مبروك  وربنا يسعدك ومش عارف أقولك ايه بصراحه كفايه انك افتكرتني "



_"حبيبي يا شادي "



ومن بعدها دخل باحضانه بهدوء "بسام" الذي إحتضنه بحبٍ أخوي ومن ثم خرجت منه نبرته الهادئه :



_" ألف مبروك يا متر وربنا يبارك لك فحياتك الجايه ويحفظكم لبعض"



ابتسم له بامتنان وهو يجيبه بحديث ممتن ، بينما فُتح الباب بواسطة "حامد" الذي أشار لهم بالتعجل،  فخرج  كل منهم ولكن كان اهتمام "حازم" جميلاً في ذلك الوقت حيث  قاطع سير "غسان" وهو يهتف:



_" شوف إنت هتعمل ايه بكره زي ما قولت وأنا معاكّ معنديش مشكله أنزل وأبقى واصي عليها كمان  ، وعلفكره أنا مهدت ليها بطريقه غير مباشره أنا وياسمين النهارده إذ كانت جاهزه للخطوه ولكتب كتاب من شخص بتحبه وكده وكانت عاديه  جدًا ومتقبله الوضع لو مع حد بتحبه ، متخافش من الحته دي اللي بيحب حد مبيفكرش هيعمل ايه ويسوي إيه فحياته الجايه ، غير  انه يدفع عمره كله عشان يبقي مع اللي بيحبه ودي كانت كلمتها "



نظر له "غسان" باهتمام ثم سأله بفضولٍ وبسمه واسعه لٱخر حديثه:



_"قالت ايه ؟"



_"قالت أنا مستعده أدفع عمري كله عشان ابقى مع حد بحبه  وواثقه فيه ،  والكلمه دي جت بعد كلام منطقي من تهويش كده علي الحوار "



ضحك بخفه ثم أشار له بالسيرٍ مردداً بغرورٍ :



_" بتفهم والله"



ضحك عليه ، تزامناً مع خروج كل منهم من الشقه فوجدوهم  بالخارج بعد أن تجهزت "سُميه" و"ورده" وزوجها وصغيرها ، وقف "غسان" أمامهم هو و"حازم" فهتف "غسان أولاً :



_"   في ٣ عربيات ، أنا وحازم و شادي، شادي يركب معاه بدر وورده وأمها ويروحوا علي القاعه علطول ، وأنا هركب عربيتي ومعايا بسام ووسام و..."



قاطعه "والده"  بضجرٍ :



_"  طب واحنا يا ابن الكلب "



ضحك رغماً عنه كما ضحك الٱخرين ، فهتف مره أخرى بتوضيحْ:



_" ما أنا جاي لك  فاكلام يا حامد ، إنتَ هتركب معايا انتَ ودلال أو مع حازم بردو لان هنوصلكم وهنرجع لهم ناخدهم تاني ونجيلكم "




        
          
                
أومأ كل منهم بتفهمٍ ثم بدأ منهم من ركب المصعد ومنهم من هبط علي السُلم سريعاً حتى  يذهبوا جميعاً..



________________________________________________



بعد مرور وقت ، وقفت هي  بجانب شقيقتها تتطلع علي مظهرها بتأثرٍ ، كانت جميله وبشده بفستان الزفاف  كأحد الأميرات ، فستانها الأبيض كان أنيقاً هادئاً رغم ضخامته ، كانتّ هي وشقيقتها  ووقفت "جميله " بالخارج تنتظر شقيقها ، شعرت "نيروز" بمشاعر عده تجاهها ، أدارت وجهها وبسرعه عنها قبل أن تهبط دموعها ، بينما لاحظت  "ياسمين" جيداً ما تفعله بل حاولت التحرك وبسرعه بفستان فرحها ثم أخذتها بين أحضانها بقوه ثم رددت بنبره مختنقه :



_" متعيطيش عشان خاطري ،  والله أنا هفضل جنبك ومعاكِ"



حاولت أن تكتم دموعها ثم خرجت من بين أحضانها تنظر لها بحبٍ لملامحها الٱن وهي تردد نبنره صادقه:



_"  انا عارفه ، انتِ طالعه حلوه أوي هو فيه حد ممكن يبقي جميل بالشكل ده ؟"



لم تقصد الغزل بل خرجت الكلمات منها بصدقٍ ومشاعر عديده ، ضحكت "ياسمين" رغماً عنها وهي تومأ لها  ثم قالت :



_" اه فيه ، انتِ "



ضحكت بخفه ، وفي لحظتها جاءت لها المشرفه فالمكان وهي تحثها علي أن تتجهز بسبب قدوم العريس فالخارج ، إلتفت سريعاً  بظهرها حتى تفعل ما يسمي الـ First look ،  دخل "حازم"  سريعاً  وببديه الورد ، بينما ، خرجت "نيروز"  إلي الخارج بسبب قدومه مع أحد مما رأته فالكاميرات ،لعلها تجده فـ باتت تبحث عنه في كل شي أمامها ،  أما  هما فـ   توجه "حازم" يضرب كتفها بخف وسط تصوير الكاميرات ، بينما  التفتت له سريعاً  ثم ابتسمت باتساعٍ وخجلٍ وقف ينظر هو لها بانبهارٍ لما رٱه من جمال ، أدمعت عينيه وهو يدخل بين  أحضانها مردداً بنبره مختنقه:



_"   أي حاجه تهون قصاد اللحظه دي يا ياسمين ، انا مش مصدق نفسي الوقتي ، ايه الجمال ده "



خرجت من بين اخصانه بتأثرٍ ثم هتتفت  بسعاده ودموع عينيها المكتومه :



_" بحبك اوي يا حازم ومكنش هينفع الفستان ده يتلبس  مع بدله عسل كده غيرك ! "



ابتسم لها باتساعٍ ثم التفت هو وهي يتلقطان بعض الصور قبل الخروج ، فلهم صور أخري بالقاعه بركن مخصص لعروسين مثل الـ سيشن !! . حتي يلتقط معه حينها الأقارب والأصدقاء ..



في الخارج قبل دقائق :  خرجت هي تبحث عنه وعن من معه ، إلي أن رأته يستند علي السياره وهو يمسك هاتفه ثم تاره يرفع أنظاره يبحث عنها هو الٱخر ، وما أن رفع  أنظاره  ينظر من أمامه توقفت سريعاً عليها وعلي فُستانها   ذو اللون البيج الفاتح فـ بدا للبعض أبيض داكن ! ،  وقف بغير وعي إلي أن وقفت أمامه تبتسم له باتساعٍ ، لم يشعر "غسان" بنفسه الا عندما هتف  بنبره تائه ناظراً لها من أعلي لأسفل بم ثبت انظاره علي عينيها  مردداً :




        
          
                
_" انتِ  هربانه من ديزني صح !"



نظرت له "نيروز"  وهي تبتسم باتساعٍ ثم رددت بعفويه له ممزوجه بالتأثر :



_" بجد يعني أنا حلوه ؟"



_" متسأليش  انتِ حلوه   ، قولي هو أنا فيه فحلاوتي !!"



ضحكت بخجلٍ الي أن رفع يديه يمسح خرزة فضيه وقعت علي وجهها من ٱثر الفستان ، ثم هتف بنبره ضائعه يطالع  لمعة عينيها التي ظهر بـ نظرتها  المَحبه التائهه به :



_'' فـ كل مره بشوفك.. بحبك تاني من الٱول "



صمتت  تنظر له  بسعاده ثم هتفت تسأله بمرحٍ متخليه عن جرحها:



_" أمير عيد ؟"



هز رأسه بالنفي ثم رفع يديه يشير علي نفسه غامزاً بعبثٍ يؤكد لها شئ ٱخر:



_" لأ غسانّ البدريِ.."



قالها بصدقٍ فقد كان يخرج منه حديثه دون حساب بأنها كلمات أغنيه معروفه ، ضحكت هي بخفه ولكنها انتقصت سريعاً عندما خرجت"وسام" برأسها من الشرفه قائله بضجرٍ:



_" ها خلصتم نحنحه ، عاوزه أخرج بقا "



نظرت "نيروز " لها بذهول وهي تردد:



_" ايه اللي مقعدك هنا ، انتِ محبوسه ولا ايه ؟"



_" ايوه الأستاذ اللي معاكى حبسني عشان مطلعش اقطع اللحظه ساعة ما تيجي .."



نظرت له "نيروز " باستنكارٍ فهز لها رأسه بتأكيد وهو يحرك كتفيه ببساطه ، ثم رفع يديه يمسكها سريعاً مقرباً منها له ثم التقط صوره بهاتفه عفويه جاءت  بها وهي تضحك بمفاجأه لفعلته ، شهقت لما فعله ثم نظرت له بغير تصديق ، ومن ثم ابتعدت سريعاً عنه بعدما كانت ملتصقه به ، أشارت له بأن يفتح السياره ، ففتحها هو تزامناً مع خروج "حازم" و"ياسمين" سريعاً ، وقفت "ياسمين" أمامهم  ثم رفعت ذراعيها وهي تنظر لـ "وسام" التي خرجت من السياره لتتوجه لها تحتضنها بحبٍ ،  ابتسم "غسان" لها ثم قال بلطفٍ:



_" الف مبروك يا ياسمين "



غمزت له هي الأخري مردده وهي تستغل انشغال الاخرين:



_". الف مبروك يا غسانّ "



ضحك بخفه من ٱثر  تلميحها ورد فعلها العفوي ، لم تمر دقائق وسارت هي بجانب "حازم" حتي يتوجها  للسياره  التي ركبت بها "جميله" بإنهاكٍ بسبب صداع رأسها ، بينما أمسك  هو يد "نيروز" سريعاً يقاطع سيرها :




        
          
                
_" راحه فين يا رزّه ، مكانك معايا أنا  ، اركبي يلا ."



ابتسمت له بحرجٍ ثم توجهت خلف "وسام" بعد أن أشار هو لـ "حازم" بأنها ستركب معه هو ،  وقف بتردد بينما فتحت لها "وسام" الباب الأمامي وهي تتحدث قائله لها بلباقه شديده استحسنها الآخر:



_" طبعاً مش هخليكِ تركبي ورا ،  اركبي يلا هنا وأنا معاكم ورا هتابع  كل التفاصيل متقلقيش !"



لم يكن لديها خيار ٱخر بل ركبت أخيراً ومن ثم الاخري بالخلف ، حرك هو السياره تدريجياً  حتى تحرك بعدما  وضع هاتفه لبلوتوث السياره الذي أخرج كلمات صادقه يود أن يرسلها لها مباشرةّ بطريقه  ذكيه  عبثيه :



« نفسي أحبك .. حب زمان 
زي العيال. .. ومعرفش أنام 
أشوفك أتهته فالكلام
وفُ بعدك افضل أعد واحسب الايام
وتفصلي دايماً عـ بالي.. أسرح فيكِ وأفكر طول الليالي
أسمع أغاني وافضل أعيدها تاني ، أحفظها وأغنيهالك وصورتك تفضل فِـ بالي
أنا نفسي أحبك حب زمان ، زي العيال ومعرفش أنام..»



كلمات إخترقت سهام قلبها وبقوه ، حتى وجنتيها التي أصبحت  حمراء بخفه، التفت بوجهه لها ثم غمز لها بعبثٍ قائلاً بلومٍ:



_" بقا كنتي عاوزه تركبي فمكان تاني وتسيبي الكريتيف اللي بيلمحلك بـ أغاني ده ،  خسرانه  والله "



ضحكت بخفه كما كانت تكتم شقيقته ضحكتها ، إلي أن نظرت له  "نيروز" بغيظٍ مردده بنبره ساخره :



_" متواضع أوي انتَ ."



__________________________________________________



بقـاعة الزفافّ ،  كان الناس مجتمعين علي الطاولات الكثيره ، ومنهم من كان على طاولات كبيره ، والذي جلس عليها "سُميه" و"عايده" و "زينات" و"بسام" و"بدر" و" ورده" وصغيرها ،  بينما كان يجلس "شادي" بجانب "بدر" من الناحية الٱخرى ،  لمح هو دخول "فرح" وشقيقها عليهم ليقوموا بالترحابٍ ،نهض "بسام" و"شادي" يرحبان به ،. من ثم أصر "بسام" قائلاً  بحماسٍ يعارضه:



_"  مش  هتقعد غير هنا ، الترابيزه كبيره اهي والله ، اتفضل"



قالها بلباقه  مما جعل "عز" يجلس بجانبه. من ثم "فرح" بينما انتبهت هي سريعاً لدخول" منه" عليها التي توجهت لتحتضنها سريعاً ، هتفت "فرح" لها بحماسٍ:



_"اقعدي عشان لما جميله تيجي "



أومأت لها وهي تجلس بجانبها بهدوء ، ثم مالت تحدثها بمرح كالعاده ، بينما قد انتبه هو لها فمال علي "بدر" قائلاً له:




        
          
                
_" خمسه وجاي"



قالها ومن ثم نهض بسرعه وهو يتجه وسط انشغال الاخرين ،  ثم توجه ليجلس بجانبها من الناحيه الأخرى، انتفضت هي سريعاً ثم نظرت له بغيظٍ مردده:



_"  انتَ تا ني ؟"



هز لها رأسه بتأكيد ثم هتف يجيبها قائلاً بمرحٍ :



_" قولي تالت ، رابع ، خامس ، سادس سابـ .."



_" خلاص ، ايه ؟ حصة رياضه ؟"



هز لها رأسه بعبثٍ ثم غمز لها قائلاً بمراوغه:



_" لأ حصة عربي ، هي دي عينيكِ ولا لينسيزز"



قلبت "منه"  أعينها بملل وهي تكتم ضحكاتها ثم إجابته قائله بسخريه منه:



_" عينك انتَ .. "



_' مالها ؟"



_" هخزقهالك"



نظر لها مبتسماً وهو يهتف بنبره لينه :



_" لو  انتِ اللي هتخزقيها معنديش مانع ،  بس ما تحن يا جن بقا .."



نظرت له بنفاد صبر والاخري التي بجانبها تكتم ضحكاتها بالقوه ، بينما قاطع لحظتهم تهليل الاخرون بقدوم العروسين ، ومن ثم ظهر من أمامهم "جميله " و"نيروز " و "وسام " وهن يدخلن عليهم مرحبين بهم بحراره ، ثم جلست كل واحده منهم ، حدق بها "عز" باعجابٍ  لما هي عليه ، جميله اسماً وقولاً بانظاره حرك رأسه سريعاً ينهر نفسه ،  ومن ثم قطع شروده  قدوم "غسان" الذي جلس بجانبها بعدما رحبت هي بوالدتها تريها منظرها هي وزوجة عمها ووالدته. و"حامد" الذي انبهر بها كثيراً ،  تنفس كلاً مهم بعمقٍ ثم بقيوا ينظرون علي تقديم العروسين للدخول بموسيقي حماسيه حتي يجلسلا ،  كانت "سُميه" تنظر.  بمشاعر مختلطه كما كانت "عايده" هي الاخري ، أما "غسان" فمال يهمس بجانب أذنها قائلاً بنبره هادئه:



_"  ما تيجي "



قاطعها هو سريعاً قبل أن تحدثه بحديثها   المعتاد ، فهتف هو بوضوحٍ والابتسامه لا تفارق وجهه:



_" قصدي ما تيجي فعلاً نقعد بره علي ما  الوضع يسخن كده ، هقولك حاجه مهمه ،  تيجي؟"



أومأت له بابتسامه واسعه ثم نهضت  بعد. أن نهض هو نظر بأثرهما "شادي" و"بدر" الذي علم كلاً منهم جيداً ما يفعله هو ، بينما كان  ينظر هو لها وهي مندمجه بالحديث مع الآخري حتي قاطعها قائلاً :



_" ييت دي عينيكِ ولا لينسيزز بقا حيرتيني !"



التفت " منه"  تنظر له بنفاذ صبر مردده :




        
          
                
_" علفكره انتَ أهبل  ، لأن دي عيني وبني عادي  مش مُبهر ، حتي مش عارف تعاكس جاتك نيله !"



أخرج صوت من فمه ينفي قولها ثم أشار بيديه بالنفي تزامناً  مع قوله:



_" قول  جاتك منه ،  وعيون منك ، وحلاوة منه ، مش نيله !!"



كبتت ضحكتها ثم رمشت بأهدابها بحرجٍ حتي صفق هو بحراره مردداً بمرحٍ:



_" ايوه بقا، كله يهون لأجل العيوون "



كبتت ضحكاتها رغماً عنه ثم رفعت يديها ترجع من خصلات شعرها السوداء هي ليست محجبه بل كان شعرها أسود قصير كما كانت ملابسها محتشمه غير جريئه ،  رفعت أنظارها تسأله بحزمٍ:



_" انتَ مش هتبطل بقا يبني انتَ ، عاوز ايه ؟"



_" عاوز رقمك!"



ركن ٱخر بالخارج:



جلس أمامها بعد أن  تحدث لها بما حدث اليوم  باختصارٍ ، ود لو يري بعينيها الموافقه أول شخص بل ليست والدتها ،  رفعت "نيروز" أنظارها المتردده له والخائفه قليلاً بسبب ما عملت به  من نية عمها ، فجائها  صوته ذو النبره اللينه وهو يسألها بترقبٍ مره أخرى :



_" موافقه ؟ "



صمتت يتابع ملامح وجهها ثم واصل مجدداً  قائلاً بنبره صادقه:



_" موافقه تبقي حبيبة عمري وأيامي وشريكة حياتي ؟ "



تنفست بعمقٍ وهي تتوعد داخلها  لعمها ومن ثم حاولت بأن تبقي أقوي من ذلك ، ثم رفعت  أنظارها المرتبكه من أثر عرضه ،  قائله وهي تبتسم بهدوء و علي فجأه  مردده بحديث جعلت طبول فرحته تعلو ليسمها الاخرين !!



_"موافقه.. "



صمتت عندما وجدته ينظر لها بغير تصديق ثم واصلت مره أخري تربكه دون أن تعلم ماذا تفعل هي بكلماتها به :



_" حتي لو خايفه ، فـ صدقني يا غسان مبعرفش ولا هعرف  الخوف وأنا معاكّ  ، موافقه "



ضحك  بخفه ثم ردد بغير تصديق رغم عمله بما ستقوله من موافقه ولكن الواقع شئ ٱخر غير الخيال :



_"   بـجــد !"



هزت رأسها بالايجاب وهي تبتسم بارتياح تخللها من فكرة وجوده ، بينما تابع هو بنبره هادئه سعيده  ناظراً بعمق أعينها البُنبه :



_" عارفه غسان البدري قال ايه بقا ؟"



قالها  "غسان" بهدوءٍ ومرحٍ جعلها تضحك بخفه وهي تجيبه:




        
          
                
_" قال ايه ؟"



_"  لم يدق القلب إلا لكِ ، وأعدكِ بأن  لا تخرج دقاته  لٱخري سواكِ، سوى نيروزُ  الورده ،  ونيروز البهجه  ، نيروز الحُب أه وربنا!"



قالها بمرحٍ إلي أن ضحكت هي بخفه ثم نهضت  من  مكانها عندما أمسك يديها لينهضها حتي  يتوجهها إلى الداخل مره أخري وتلك المره بسعاده متضاعفه ..



في الداخل :



كانت الساحه ممتلئه بالفتيات   وهن يرقصن مع العروس ، والشباب ، حتي نهض" بدر" و"شادي" و"عز" كما دخل بينهم "غسان" الذي ٱتي من الخارج لهم و"نيروز" و"ورده" كانا يتراقصا مع شقيقتهم ببهجه امتلئت المكان ، الدقائق السعيده تمر بسرعه ، بينما كان "بسام" يجلس علي الطاوله وهي من جانبه لم تنهض بل نهضت "منه"  و"جميله" وجلست هي ، التفت بوجهه لها يبتسم لها ثم نبس بنبره هادئه :



" عقبالك يا فرح"



ابتسمت له بامتنان ثم رددت  تجيبه:



_" شكراً يا دكتور بسامّ ، وعقبالك "



نظر لها بصمتّ وهو يبتسم ولمره أخري كان ينظر علي رموش عينيها واهدابها الكثيفه ، كان يراقب الأجواء "زينات " بكل من حولها بحقدٍ غير. راضيه بحضورها من الأساس وكان زوجها بجانبها ، مالت عليه تتحدث بتهكم:



_" شايف البجحه اللي كانت ماشيه معاه الوقتي عيني عينك كده  وانت قاعدلي ساكت!"



نظر لها بنفاذ صبر ثم ردد يجييها :



_"  بقولك ايه الفرح شويه وهيخلص ، فـ عدي ليلتك ، وبعدين أنا مش قولتلك اصبري وهتشوفي ؟"



يمر الوقت ويجلس هو بمكانه يتطلع بالشاشات علي أولاده ، وكز "حامد" دلال الجالسه بجانبه وهو يشاكسها بجانب أذنها متحدثاً:



_" هو انتِ حلوه أوي كده ، عشان عيالك يطلعو بالشكل ده يا  ام غسانّ"



ضحكت بخفه وهي تميل تجيبه بمرحٍ:



_" يخويا عيال ايه ده محدش شبهي ألا الصبيان و البت وسام نسخه منك "



_" ما عشان كده بضعف قدامهم يا أم غسان ، أمام وسام فـ دي الحب دي بعد  حبك انتَ يا جميل "



ضحكت بخجل ثم وكزته قائله بلومٍ:



_' يا خويا إعقل دا ولادك  يجوزو ويخلفوا الوقتي وتبقي جد  من بكره"




        
          
                
ضحك بخفه وهو يدقق النظر بها بشغفٍ بينما دخل عليه "غسان" بانهاكِ بعض رقصه مع "حازم "  ومن ثم "بدر" من خلفه حتى جلس كل منهم مره ثانيه ،  ومن ثم دقائق وعادت "نيروز" هي و"جميله" وكل منهم ينهض  ويعود مره ثانيه بتلك الليله التي اقترب موعد انتهائها ، فقد كان فصل الشتاء وكان طبيعياً عدم تأخر الزفاف لكثيرٍ ، جلست بجانبه بانهاكٍ وهي تضع المنشفه الورقيه علي وجهها لتزيل تعرق وجهها ، بينما انشغل "غسان"  مع "يامن" الذي أخذه من علي قدم جدته ليعبث معه  بمرحٍ حتى وجهه مره. واحده يقبل وجهها مره ثانيه ،  فتحت عينيها علي وسعها  من ما فعله أمام الأنظار ، كان واضح وبشده أن الاخر هو الذي قد حثه علي فعل ذلك أمام الجميع بمنتهى الجرأه ، ضحك من فهم جيداً ما فُعل أما من انتبه ولم يفهم ابتسم باتساع للطافة المشهد !!  ، كان الرقص تاره والجلوس تاره أخري ، وقد حان رقص العروس مع والدتها والعريس مع. والدته ،  وعند ذلك المشهد  جلس ينظر البعض بتأثرٍ شديد ،  بينما عاد "شادي" يجلس بعبث بجانب "منه"  المغتاظه من أفعاله وبقى "بسام" ينظر بين الحين والاخر لها ولعينيها ، بينما  كان "عز" تائهاً  مرتبكاً أمام نظراته ما أن وقعت عنيه عليها أول مره من ما يُقدر بساعتين..



لم يمر الكثير.. ووقف "عز"  للإستئذان منهم بلباقه حتى يرحل هو وشقيقته ، بينما وقف يحتضن "بسام" و"غسان" مفرقاً. بينهما هذه المره ، فـ ضحك "غسان" بخفه ثم ردد له مازحاً:



_' 'كده انتَ معلم وعال أوي يا عز "



ضحك "عز" يشكره بينما ودعه "بسام" بحراره كما ودع"فرح" بكلماتٍ ونظرات ، بينما سار في طريقهما إلي الخارج ومنظم الحفل ينهي الحفل أخيراً وبعد رحيل الناس تدريجياً ،  قابلها بطريقه  ولم تكن سوى "جميله" التي قد نهضت من قبل دقائق ، ابتسم لها باتساعٍ فبادلته هي البسمه قائله بلطفٍ:



_" نورتونا بجد "



ابتسمت لها "فرح" بسعاده وهي تخرج من بين أحضانها بينما وقف هو يردد بهيامٍ ناظراً لها :



_" بصراحه دا نورك انتِ لوحدك "



ابتسمت بخجلٍ ثم بادلتهم الاشاره بالوداع عندما وكزت "فرح" شقيقها من ما يفعله من نظرات  غائبه ، توجهت لهم حيث كل منهم كان  ينهض ليتوجهو للخارج حيث السيارات ، سار "غسان" بجانب صديقه وابن عمه ، ومن ثم "بسام" بجانب. والده ووالدته ، والفتيات بجانب بعضهن ، كما كانت النساء



دقائق ووصلوا جميعاً أمام السيارات ، ركبت "نيروز" مع "غسان". و"وسام" و"ورده" وصغيرها   و"بسام"  بينما كان مع "شادي" والدي "غسان"  و "بدر" 




        
          
                
و "عايد" و "زينات" مع "سليم"*  ومعهم "جميله" ، وقفت "سميه " قبل أن تركب السياره تحتضن ابنتها بحبٍ وتأثرٍ  بينما هربت الشقيقتين من أنظار شقيقتهم في تلك اللحظه ، رفعت "سُميه" أنظارها له ثم قالت بنبره مختنقه:



_" خلي بالك منها يبني عشان خاطري ، حطها فـ عينك وحافظ عليها وصدقني مش هتلاقي أطيب من قلبها واللهِ.."



ابتسم لها باطمئنان ثم توجه يقبل قمة رأسها قائلاً يطمئنها:



_" في جوه عيني متقلقيش "



ابتسمت له وهي تومأ ثم ودعتهم لترحل ، بينما كان يقف "حامد" أمامهما قبل أن يركب هو الآخر ثم احتضن "حازم" بحبٍ قائلاً باختصارٍ :



_"مش هقولك غير حاجه واحده بس يا حازم ، خلي بالك من حب العمر"



رفع أنظاره من بعدها لها هي ثم قال بنبره متأثره:



_"  وأنا يا بنتي بقولك خلي بالك من حازم ، راجل ويستحق  يتشال جوه العين والقلب ، وإن جه عليكِ فيوم ، فـ متترديش تجيلي وتحكيلي واعتبريني زي أبوكِ الله يرحمه .."



نظرت له بتأثر ثم شكرته بامتنان صادقٍ ومن بعدها ركبت هي السياره بمساعدة زوجها الذي  التفت ليركب السياره حتي يقودها إلي منزلهم ، بينما توجه كل منهم يركب السياره الذي وضِع بها حتى تحركت جميع السيارات وكل واحده منهم في  طريقها وطريق أصحابها إلي المنزل !!



____________________________________________



قبل ســاعه واحده ،  وقف مطولاً أمام الغرفه ، سهولته في صعوده أمام غرفتها كان أبسط شئ ، لكونه شقيق ابنها ، خاصةً أنها انتقلت لغرفه عاديه  الٱن ، أصبح ذهابه إليها شئ ليس صعب ، تنفس بعمق قبل أن يدق الغرفه دقات متتاليه ، يعلم أن شقيقه وشقيقته لم يكن موجدين ،أذنت هي للطارق بالدخول بصوتٍ ضعيف ، إلي أن دخل وفتح الغرفه ثم أغلقها من خلفه  ، التفت "شريف" ينظر لها بتمعن نظرات حارقه تحرقه هو شخصياً من الداخل ، أما هي فلم ولن تهابه بل ظلت رافعه انظارها تطالعه وهو يقف مكانه إلي أن خرج صوتها قائله بهدوءٍ وتعب:



_" كنت عارفه إنك  هتيجي يا شريـف ."



كانت ملامح وجهه خاليه ، يتمني لو  كانت رحلت هي إلي عالم ٱخر غير عالمه الذي يعيش ويتعايش به ، تؤلمه رؤيتها في كل مره ، في كل مره يظن أنه سيبقي أمامها شامخاً ثابتاً ولكن وجودها الٱن وأمامه وبصحتها ولم تمت يجعل به القهر الداخلي علي عائلته الصغيره ،  خرج منه صوته ٱخيراً بنبره ضائعه موجهها لها هي وحدها عندما هتف:




        
          
                
_" لسه  عايشه ليه ؟ ، متروحتيش للي خلقك  ليه وانتِ عايشه طول عمرك ظالمه .."



حديثه يتعبها وينهكها في كل مره جسدياً ونفسياً كما ينهكه نفسياً هو الٱخر ، وضعت يديها علي ققصها الصدري ثم تنفست بعمقٍ لتحاول أن تخرج الكلمات منها ثم رددت بنبره ضعيفه خافته :



_"  عايشه عشان معادي مجاش يبني ،   ومليش ذنب فـ اللي حصل ولا ظلمتك ، يمكن قرار غلط بس عمري ما جيت عليك وعلي اللي منك ولا ظلمتك  صدقني ، حاول تصدقني عشان نرتاح كلنا.."



_"قرار غلط !! "
قالها بتهكمٍ ونبره ساخره لاذعه منها ومن ما تفعله الحياه والأيام ، سار بخطوات ثابتة رغم عدم ثباته مم الداخل ثم وقف أمام وجهها مباشره ، ينزل أنظاره لها وهي جالسه علي الفراش ثم أكمل هو يواصل حديثه بنبره حاده:



_"  لا مش قرار غلط ، قرار ظالم ، مش عادل ليا ولا لأمي ولا لاختي ، ليه؟ لو مكنتيش وقعتي فطريقه مكنش حصل حاجات كتير أوي ،  لا ، انتِ ظالمه  ظالمه أوي وقاتله ، وكنتى السبب فموتهم بطريقه  مش مباشره ، قوليلي لو عز مكاني كان هيعمل فيكِ إيه ؟  أو كان هيبقي رد فعله إزاي ، طب لو كنتى مكان أمي  ، لو فرح حصل فيها زي بُثينه  ، انتِ عملتي حاجات كتير أوي انتِ وهو كفيله تخليني منتظر القيامه تقوم عشان أشوفكم فـ نار جهنم..، خلتيني أدوق المُر وأنا صغير معرفش ايه هو المُر ،  أنا بكرهك ، بكرهك كره معداش علي حد في الدنيا دي .."



حديثه بٱخره كان أشبه بصراخٍ ، لم يوصل الخارج ولكنها  كانت مترقبه بأن يفعل أكثر من ذلك ، نظرت له والدموع تهبط من علي وجنتيها ثم قالت بخيبه:



_" مش ظالمه ومش قاتله ،يا شريف ، حاول تفهم الدنيا صح يابني"



تحدث بانفعالٍ وهو ينحني ينظر لوجهها قائلاً ينفي قولها :



_" متقوليش ابنك ، أنا مش ابنك سامعه  ولا أستنضف أكون ابن واحده زيك"



تهبط الدموع من  عينيها بغزاره ، ثم أمسكت موضع قلبها بألمٍ في حين نظر لها هو نظرة استهزاء ، ثم القي عليها نظره حاده وهو يتوجه ليخرح من باب الغرفه تزامناً مع قوله  :



_''موتي بقا وريحيني ..!!!"



قالها أسفل نظراتها المُتعبه المختنقه من عدم استطاعتها لأخذ أنفاسها بانتظام وهي تحاول بعزم ما لديها أن تأخذ أنفاسـها ..



___________________________________________________



بعد مرور وقت معين يكفي لوصلهم المنزل ،  والٱن يحق لنا القول بأن يُكتب "في شقة حازم " ، في شقة "حازم" دخل هو بقدميه اليُمني كما دخلت هي منذ دقائق ، جلس هو أمامها وهو يتطلع عليها وعلي ما بقيا عليه وفيه بغير تصديق ، لم يشعر بنفسه إلا عندما هبطت دموعه وهو يفتح ذراعيه لها ناظراً علي فستانها الأبيض وهو يأخذها بأحضانه  ثم هتف بنبره مختنقه :




        
          
                
_" أنا فرحان أوي يا ياسمين مش مصدق نفسي لحد الوقتي ،"



تنفست بين أحضانه بارتياحٍ ثم هبطت منها دمعتها وهي تردد بتأثرٍ:



_" وأنا كمان يا حازم ، ربنا يخليك ليا ويبارك لينا فـ حياتنا الجايه"



قالتها وهي تخرج من أحضانه ومازال يمسك هو يديها بشففٍ ثم نظر إلي عينها مردداً بحديثه الصادق:



_"  عمري فحياتي ما  عيني حبت وجود حد غيرك ولا قلبي ،  عايزك تعرفي إني بحبك ، ورغم عيني اللي كانت متعوده علي وجودك طول الوقت قدامها الا انك كنتِ الوحيده اللي عيني بتحب وجودها وكأنها مخدتش علي حد غيرك  حُب العمر اللي فات واللي جاي وتحويشته  اللي لسه هييجي هو انتِ ،  حُب العمر هو ياسمين اللي مافيش قبله ولا هيكون بعده .."



رفع يديها يقبلها بحنوٍ بينما رفعت هي يديه تبادله الفعله و  إن لم يكن فعلها لما فعلتها هي ، ولكن الحب القائم بينهما يطغي علي الكثير ، ابتسمت بتأثرٍ ثم إجابته بنبره مختنقه متحشرجه :



_" عارفه ،ومكنش هينفع أبقي حُب عمر حد غيرك يا  أبو الحزايم والله .."



ضحك علي مرحها حتي وإن  كانت علي مشارف البكاء أو بكت بالفعل ، أمسك رأسها بين يديه ثم قبلها علي وجنتيها ركن مره والركن الآخر مره ثم نهض ببطئ وهو يمسك يديها قائلاً بلطفٍ  يسألها  ويحدثها بالاجابه بنفس الوقت ،  مما جعلها تبتسم بهدوء وهي تهز رأسها بالإيجاب :



_"    تعالي نصلي وندعي ربنا ونشكره  علي النعمه  دي ونبدأ حياتنا صح ، عشان ربنا يكرمنا  ويهدي سرنا .."



هزت رأسها بنعمٍ وهي تبتسم له بتأثرٍ بينما انحني هو يعدل من فستانها حتي. تستطيع السير ومازال يمسك بيديها متمسكاً بها لا يصدق بأنها معه وقلبها جوار قلبه حر  دون وجود وصف شعوره ليعلمه هو ! 
منزل واحد يجمعهم وسيجمعهم بكل موده ورحمه  ، قدرنا في الحياه هو شريك حنون هادئ ،  لم  ولن نرى  نحن سوى أحضانه  عندما تضيق بنا الحياه ، إثنين وقفت معهما الحياه ليكونا مع بعضهما بعد عناء من رفض والده لها بالبدايه ولكن حبه غلب كل رفض كما كان حبها هي أيضاً ، تمسكه بها وعدم إختيار قلبه إلا هي رغم أنها كانت ٱمام  أنظاره  طوال الوقت وحتى علاقتهم بعمها وهذا ولده ، عمها الذي  لم يكن شقيق والدها من الام !  ،  رؤيته للكثير غيرها ولم يتأثر ولا يميل إلا لها هى  وحدها ،  من يتمسك ومن يحب لا يترك ، لا يكسر ، لا يرحل ولم ولن يتهاون يوم ما في ذلك الحب الذي نشأ وسينشأ بعد عناء للوصول لهذه الخطوه  التي تستحق العناء لأجلها ، كونهما في بيت واحد الٱن  يتشاركان الحياه ببساطه كون قلب كل منهما اختار الٱخر ..




        
          
                
____________________________________________



المشاعر مختلـفه ومختلطـه بعد العودة لكل منهم لمنزلـه ، جلست "ورده" بجانب "بدر" بعد أن وضعت صغيرها بفراشه الصغير ، ابتسم لها بحنوٍ وهو يتسطح علي الفراش ثم رفع ذراعيه لتقترب هي حتى تدخل بأحضانه بهدوءٍ بينما تنفست هي بعمقٍ ومشاعر عده ، إلا أن  التفت مره واحده عندما شعر بدموعها الساخنه تبلل ذراعه من أسفلها ، نظر لها مردداً بلهفه  :



_" بتعيطي ليه يا ورده ؟"



التفتت تنظر برأسها له ثم تنهدت تخرج أنفاسها قائله بتأثر:



_" دموع الفرح يا بدر ، وكمان البيت ملوش حس من غيرها"



نهض يعتدل في جلسته ثم سحبها داخل أحضانه بتفهمٍ لما تمر به ثم نبس بنبره هادئه مطمئنه :



_" المفروض تتبسطي يا ورده ، دا انتِ فرح اختك النهارده وكتب كتاب التانيه بكره يعني  المفروض النكد ميعرفش طريق ليكِ يا حبييتي"



ضحكت بخفه علي ما قاله للتو ، حتى ضحك هو أيضاً ، بينما تحدثت هي تجيببه بتأييد:



_" عندك حق ، أنا نكديه أوي انتَ مستحملني ازاي ؟"



نظر لها باستنكارٍ ثم توجه ليقبلها أعلى رأسها قائلاً بحبٍ:



_" أستحمل أي حاجه عشانك وعشان كل تفاصيلك ، بس بطلي عياط ونكد ابوس ايدك "



قالها وهو يرفه يديها بمرح ليقبلها بينما قهقت هي عليه وهذا ما كان يريده ، حتى  تنقست بعمقٍ وهي تعتدل كما اعتدل هو استعداداً  للنوم بعد ذلك اليوم الشاق !!



في الغرفه الأخرى : كانت. "سُميه"  قد توجهت لغرفة ابنتها منذ قليل ثم قصت عليها باختصارٍ ما حدث وابتهجت ملامحها ما أن رٱتها ليست خائفه ،  تشبتت "نيروز" بين أحضانها ثم همست  بنبره هادئه تطمئنها:



_" عارفه انك خايفه عليا يا ماما ، بس أنا مش خايفه ومش عاوزاكِ تخافي"



ربتت عليها "سُميه" بشرودٍ ثم رددت بحزن لما كان سيُفعل بها:



_" خوفت يا نيروز ، وسرح بيا عقلي لو كنتي اتغصبتي فعلاً  زي ما عمك كان ناوي ، الله اعلم كانت هتبقي حالتك ازاي وأنا منفسيش ترجعي للي كنتِ فيه ، ولا أنا كان فاتني قلبي وقف وروحت فيها يينتي .."



ٱخر حديثها بعفويه قالته هي ، ولم تنتبه ، ولكن دب بها الخوف عندما تحدث "نيروز،" بلهفه قائله لها :




        
          
                
_" بعد الشر يا ماما قلبك ايه بس ، متقوليش كده ،  وأديني يستي  هيتكتب كتابي بكره ان شاء الله وحاجه يعني مبتحصلش بالسرعه دي ، افرحي  وفرحيني معاكِ ومتفكريش فـ أي حاجه بقا .."



_" رينا يريح قلبك ويسعدك يا بنتي انتِ واخواتك ومشوفش فيكم وحش أبدا ً ..،"



قالتها وهي تتنفس بأريحيه. شديده ثم دفعت "نيروز" بمرحٍ حتي تستلقي بجانبها علي الفراش مما جعل ملامح الاخرى تبتهج علي ما ستفعله والدتها!



__________________________________________________



تسطح علي الفراش  ممسكاً بهاتفه والإبتسامه تشق وجهه  وهو يتطلع علي صورتها العفويه معه ، كم كانت تلقائيه عفويه وهو يدفعها علي فجأه  ليلتقط الصور ، خرج من شروده بها وبملامحها عندما وجد الٱخر يخرج من المرحاض ، متوجهاً له يجلس بجانبه وبدييه المنشفه القطنيه ، وكزه "شادي" بخفه ثم هتف  له غامزاً بمرحٍ :



_" العريس الجاي بقا ، أيوه بقا "



ضحك "غسان" علي ما يفعله الٱخر ومن ثم ردد بنبره هادئه:



_"  متعرفش مكان حلو  أحجزه من دلوقتي لكتب الكتاب ونجيب المأذون علي هناكّ ."



قالها بتفكيرٍ بينما نظر له الٱخر بهدوء ثم  هتف بمفاجأه :



_" مكان ايه ؟ ، أنا حجزتلك  المكان خلاص وكلمت كمان المأذون وخدت رقمه من حازم ، انتَ بس جهز  بطاقاتك  وورقك وانتَ رايح انتَ وهي ،  والمكان محجوز من ساعة ما عرضت عليكّ إنك تفاتح أمها .."



نهض "غسان" ينظر له بغير تصديق مردداً بتبجحٍ لا يليق مع الموقف:



_" انتَ  مجنون ، إفرض مكنتش أمها وافقت ؟"



_" لا وافقت وكنت عارف انها هتوافق ، مفيش أم هتسيب بنتها تتكسر قدام عيينها وهي بتاخد واحد مبتحبوش واللي بتحبه موجود ولسه فيه فرصه يبقوا لبعض ، بالذات لو قرايب ونسايب وجيران زيكم ، ناس مين اللي مش هتوافق بكده وحازم نفسه اللي ابوه ناوي يعمل اللي هيعمله ده وواقف معانا إحنا وقالك خد الخطوه وفاتح أمها ، وهو عارف امها هيبقي رد فعلها عامل ازاي حتي لو عارضت فالأول ، وبعدين يعم لو كل ده  كان ف الفاضي  بمكالمة تليفون نلغي كل حاجه مش مشكله هي ، المهم الوقتي انتَ عريس ، عريـــس ياض "



ضحك "غسان" بقلة حيله  منه ثم مال عليه ليحتضنه بحبٍ أخوي وامتنان ،  ثم هتف له قائلاّ بشكرٍ:




        
          
                
_" مش عارف أقولك ايه يا شادي ، دايماً سابقني بخطوه حتي لو كنت قبلك  بلف وارجعلك تاني لما الدنيا تزنق عليا ، ربنا يخليك ليا يا صاحبي "



ابتسم له "شادي" باتساعٍ وهو يجيبه بعاطفة إخوه :



_" أقل حاجه تتعمل عشانك يا غسان ، قيمتك أغلي من كده بكتير ، وابسط يعم مش كده وبس ، انچي الجامده اديتك اجازه يومين علي ما تكتب بكره وتحتفل انتَ وهي عالاقل بعده ، زي ما هي خدت  أجازه بالظبط ، بس متخدوش عليها بقا  عشان أنا خلقي ضيق !"



قالها بمرحٍ مما جعل "غسان " يضحك عليه وبخفـه ، بينما اعتدل الٱخر بجانبه كي يتسطح علي الفراش ،و  اعتدل "غسان" في نومته وهاتفه بيده ، بعد أن نظر علي صورتها معه قبل أن يضعها خلفيه لشاشة هاتفه ، لتصبح قولاً وفعلاً لا تغيب عن باله ولا أنظاره ، تنفس بارتياحٍ منتظر  موعد كتابة اسمها علي إسمه حتي تصبح زوجته قولاً وأمام الجميع ، شرد بنقطة عمها وما ينوي فعله بها ، أيقن الٱن وتوعد بنفسه  ان اقترب أحد منها لن يحدث له خيراً كفى ما عانته بحياتها دون أن يعلم أحد إلي الٱن بأنها تذهب  لطبيب. نفسي ،  لا يعلم أينهر نفسه علي تسرعه بتلك الخطوه وهي إلي الٱن تهاب أشياء كثيره ، أم  يتنفس بارتياحٍ لكونه  أصبح مصدر أمانها وإطمئنانها ، الركن الٱمن الخالي من الخوف ، نظراتها وطبيعتها تظهر من أمامه دون تكلفه وهذا ما جذبه ناحيتها ليست متصنعهو بل كان كل ما فيها بسيط هادئ مريح لعينيه وقلبه ، خرج من شروده عندما هتف الٱخر بشرودٍ وهو ينظر للأعلي مردداً بسؤال تلقائيّ:



_" بقولك ايه ؟ أنا عاوز أسألك سؤال .."



همهم الٱخر وهو يطالعه بانتظارٍ فهتف "شادي" قائلاً بتفكيرٍ :



_" هو معني اسم نيروز ايه عشان غريب أوي وعايز أفهم  "



ضحك بخفه ثم رفع يديه يضربه علي وجهه وهو يضحك من عبثه ، بينما نظر له الٱخر مبتسماً بانتظار كي يجيبه حتى إجابه ٱخيراً بنبره هادئه لينه ، بلمعة عينيه  الذي لم يعرفها إلا سواها ، ثم  قال بهيامٍ لم يظهر إلي له هو وحده من يشعر بمعني اسمها حينما هتف بـ  معاني اسمها المتعدده :



_" نيروز يعني العيد و يعني الورده المتفتحه ، و بداية يوم جديد ، ويعني السعاده والسرور .. "



قالها بتوضيحٍ ، وقد ٱتى بكل معاني إسمها ، نظر له "شادي" بإعجابٍ ثم هتف بمرحٍ:



_" ده اسمها عاوز قاموس لوحده !"



ضحك بخفه عليه وهو يحرك رأسه فـ عاد "شادي" يسأله بفضول:



_"    حبيتها إزاي يا غسان وايه اللي شادك فيها  وانتَ جاي وعارف إنك مكنش فـ دماغك ان ده يحصل ،  ده النصيب ده عجيب  وغير متوقع بالمره ي جدع  ! "



تنفس بعمقٍ ثم أخرج أنفاسه الساخنه  للخارج تزامناً مع  إجابته له  بكل صدق وصراحه غير عابئاً بحديثه الكثير منذ أن عرفها  فمن قبلها كان قليل الحديث لا يشارك إلا بقليلٍ  :



_"  مش عارف ، بس مره واحده حسيت إني برتاح فوجودها والنفس كده بيخرج ويدخل  وأنا مرتاح ، يعني لفت نظري تفاصيلها الصغيره وكسوفها من أول ما نزلت معايا الشغل وركبت معايا العربيه  ودخلت معايا الشغل والعامل قالي  دي المدام ؟؟ ، مكنتش أعرف بقا ساعتها إنها أه المدام مستقبلياً ،  إحمرت هي فبعضها ومن ساعتها وأنا كنت بحاول من غير ما أحس إني انتهز كل الفرص واللحظات عشان تتكلم معايا وتكسر حاجز الصمت ولما اتكسر ، رجعت أستغل كل الفرص عشان أكسفها  من غير ما أحس بردو ، ولما حسيت بإني مش ثابت قدام عينيها وهي بتضحك ولا حتى بتعيط وشوفتها صدفه وهي كده وأنا مش عارف ايه ده ، عرفت إني بحبها لما لقيتني مهزوز قدام دموعها وقدام ضحكتها ، لما لقيتني الدم بيجري فعروقي عشان أعرف مين سبب زعلها ،  ولما غيرت أول مره عليها فالمستشفي لما عز جرى عليها وقالها فيروز  وكأنه كان فرحان إنه لقاها وكان بيدور عليها مش أنا ؟! ، ساعتها قولتله بالنون يحبيبي من غيظي  وكنت  قاعد بمسافه بعيده وقربت عشان اسمع هم بيقولو ايه  كل ده وأنا مكنتش حاسس إني بحبها ، بيني وبينك قولت ماله الواد ده  حاسس نحيتها  بحاجه ولا ايه ،  بس عرفت النهارده هو كان متلهف كده بسبب ايه ومين..، مش عارف أقول حاجه يا شادي بس أنا بحبها وخلاص من غير ما ندخل فـ تفاصيل "



لم يسمع سوي صوت ضحكات صديقه العاليه وبقوه وهو يردد بنبرته الضاحكه:



_" دا انت جبت  أم وجد وخال  وعم التفاصيل يجدع ، من غير تفاصيل ايه بس !!"



ضحك بخفه عليه وهو يراه يعتدل في نومته يكمل ضحكاته  ، بينما إلتفت هو يعتدل  للنوم ، ولم ولن يحمل هماً  بسبب فكرة أنها ستكون له ولا مفر من ذلك ،  إذن  لا انتظار بعد  هذه الثانيه إلا انتظار عقد القران ، عقد عقرانه عليها وعلي حُب طفولته البرئ ،عقد قرانه علي صاحبة الذكريات ، لـ يُكمل ما بدأه منذ ان كان صغيراً  ، من ذكريات البرائه العبثيه ، حتى تعود حبال برائتهما ، وذكريات  المأوى لدي كل منهما ،  عقد قران وعودة حبال البرائه لتوصل مره أخرى ، هو  غسانّ ، وهي نيروز  وبينهما الحُب كما يحب أن يكون !! 

google-playkhamsatmostaqltradent