Ads by Google X

رواية عودة الوصال الفصل الثاني و العشرون 22 - بقلم سارة ناصر

الصفحة الرئيسية

  

 رواية عودة الوصال الفصل الثاني و العشرون 22 -  بقلم سارة ناصر

_"  اذيك يا فرَحّ  وأخبار صحتك النهارده ؟"



طالعته بابتسامه صغيره ثم رددت بلهفه بسيطه حتى بعد ما حدث لها هي وشقيقها أمس ولكن إفاقة والدتها تثير بهجه كل شئ:



_" أنا كويسه الحمد لله ، وطالعه اشوف  ماما "



إبتسم لها "بسام" ثم طالع عينيها  الذي ظهر بها الحماسّ وهو يتحدث قائلاً:



_"  ربنا يباركّ فـ عمرها ، كان المفروض تقابلوها بدري عن كده بس الصبح مكنتش فايقه أوي ولما قالو نستنى ، عز قالي إنه نازل الشغل ، فـ ان شاء الله وانتِ طالعه الوقتي تشوفيها بألف خير وربنا يخليكم لبعض "



أومأت له  "فرح" بتفهمٍ ثم قالت بحبورٍ ممزوج بالأسف:



_"حتي لو دا  واجب عليكً بس شكراً ، وبتأسف على اللي حصل إمبارح ده"



_" لا يهمك ربنا يصلح ويهدي الحال ؛ محتاجه حاجه؟"



أومأت له بالنفي ثم نظرت له كعلامه لسيرها وهي تتوجه أكثر لتركب المصعد ، ومن ثم التفت هو بعدما اختفت من  أنظاره حتى يسير  يكمل طريقه  للخروج !!



_________________________________________________



_" يعني ايه مينفعش  الصوت يوطى ؟  انتَ معاهم ولا معايا بالظبط ؟"



قالتها "زينات" بانفعال أمام وجه زوجها بنبرتها الجامده ، فـ  قلب "سليم" أعينه بغيظٍ ثم أشار لها بحديثه  هو الٱخر:



_"  انتِ ست  اتهبلتي فـ  مخك شكلك كده !! ، يعني ايه عايزه النهارده الزفت الحنه وميشغلوش أغاني عشان خاطر  عيونك ولو شغلوها تبقي واطيه تتعمل ازاي دي !"



نهضت تقف ثم نظرت له بغضبٍ مردده بحقدٍ:



_" لا انتَ اللى الظاهر كده جرالك حاجه، يعنى بنتي متغيبه ومعرفش هي فين وابني كمان ودول رايحين يتبسطوا ويشغلو اغاني وعايشين الدور وأنا هنا أقعد اندب فـ حظي من اللي بيعملوه !؟ "



صمتت  عندما وجدته يطالعها بنفس نفاذ الصبر لديها حتى واصلت قائله مره أخرى:



_" لأ ومش بس كده  دا كمان قولتلك على الهانم  واللي عملته فيا امبارح هي والاستاذ اللي مشيالي معاه ومغفلاك ومغفلاهم كلهم ،  إيه؟ إن مراتك تتثبت  من واحده  وفـ فمكانها ومكان بيتها كده عيني عينك عادي ؟ ، والبجاحه واصله كمان  من عنده لعندها ، كل ده ميخلنيش ابقا كده ولا تتلحلح وتشوف بنت أخوك اللي رباطها فك منك ولا  عاد هاممها حد من ساعة مـ ماشيالي مع  ابن دلال  لأ وايه شغل بلطجه طالع منهم مش لايقلهم أصلاً بس ولا كأنهم ولاد شوارع اللي عيشت طول عمرك  تقول علي حسن مترباش وابن شوارع وبلطجي ، شوفت بنفسك ايه اللي حصل وسمعت وعرفت مين اللي مترباش وبلطجي إذ كان هي أو المحروس اللي معاها  ، يكون فعلمك أنا مش هسكت يا سليم ؟! "




        
          
                
نظر لها وهو ينصت بتمعن لكل حرف تردفه هي. وما أن انتهت نظر لها باستنكارٍ ثم ردد باختصار جعل فضولها يزداد:



_"  كل ده انتِ قولتيه يا زينات ورجعت أقولك برده بنت أخويا أنا عارف أنا هربيها ازاي وأوريها وألمها من اللي بتعمله ، لكن الحنه دي أمر مفروغ منه وريني هتقفلي الأغاني ازاي لو عرفتي تعمليها .. اهدي ومتعمليش مشاكل مش ناقصينها ، واقعدي اتفرجي الحق هيرجع ازاي من سكات ، هو كل حاجه بالدراع والصوت ، في عقل ، يارب تكون دماغك المتقفله دي فهمت ، واديني ماشي وسايبلك الحته ببعضها عشان تخفي نكد علينا واحنا لسه بنقول يا هادي"



رماها علي مسامعها. مع احتفاظه بغموضه ثم رحل من الغرفه بأكملها وهو يتركها ، توجهت من بعده  تتجهز لما نوت عليه فالحال تاركه فضولها ليشبعه هو  فالقادم مادام رمى علي مسامعها تلك الكلمات  الغامضه !!



______________________________________________



إن حدث كمثل تلك المناسبه فـ بيت وجو عائلي كمثل هذا لم تصبح الشقه هادئه ، تماماً كما كانت شقة "سميه". الوضع كالٱتي ..   المقاعد الكثيره فـ المكان بسبب  أن حنة العروس ستكون بالمنزل على هيئه مناسبه متوسطه ليست كبيره هائله فقط يكفي ليوم الزفاف بالقاعه ، كانت "ورده"  تنظم الشقه و"سُميه" تطهي بالمطبخ مع جميع النساء ، فاليوم موعد الغداء  سيكون بمنزلها هي والجميع سيحضر ، "يامن" يلعب بعشوائيه، و"نيروز" تساعد "ورده" ولأنها لم تذهب لعملها اليوم بل ذهب هو بمفرده فقط ، وكانت "ياسمين" تتجهز للخروج حيثُ سنتر التجميل  ، حتى وإن لم يكن فستانها كبيراً منفوشاً وحنتها صغيره بشقه ، فذهابها يعد مهم كما تفعل الفتيات من وضع مساحيق للتجميل ، كانت الأغاني صادحه بالمكان ، والحركه  تعم أرجاء المنزل  ، خرجت لهن "ياسمين". وهي تتجهز   ثم نظرت لهما  ، نظرت "ورده" لها بتأثرٍ وهى تتجه نحوها  ومن خلفها "نيروز" ، نظرت لهما "ياسمين" وهى تحاول أن تهرب من أنظارهما  بينما نظرت لهما بتأثرٍ وهي تتحدث بحديثها العفوي:



_" لا بقولكم ايه لو حد عيط هعيط وأزروط الدنيا هنا هه!"



لم تكمل الجمله إلا وكانت تتحدث بنبرتها المختنقه ثم هبطت الدموع من عينيها تأثرٍ بما يفعلانه ، فقد توجهها الإثنان ليدخلا بين أحضانها ، تمسكت بهما هي بقوه وهي تتنفس بعمق ، لحظاتٍ وخرج الاثنان من بين أحضانها حتى تحدثت "ورده" أولاً بصوتٍ مختنق:



_" فرحانه بيكِ يا هبله "



_"وأنا كمان فرحانه يا ياسمين أوي"




        
          
                
قالتها الاثنان بتأثرٍ ، حتى خرجت "سُميه" ومن معها بالمطبخ من النساء ،. رٱت ابنتها تتجهز للخروج فتوجهت ناحيتها ثم نظرت لها بحبٍ وسعاده وهى تتوجه لتحتضنها ثم خرجت من أحضانها قائله :



_"  متحطيش مكياچ كتير على وشك سامعه؟ عشان تباني كده يوم الفرح"



ضحكن عليها الفتيات والنساء ، بينما تحدثت "دلال" من بين ضحكاتها:



_" صح سُميه عندها حق بردك"



ضحكت "ياسمين" رغماً عنها  ثم أومأت قائله بقلة حيله:



_" حاضر ، حاجه تاني؟"



ابتسمت لها "سُميه"  ثم رددت  بنبره هادئه:



_" لا يا حبيتي ،  في رعاية ربك انتِ مادام حازم هيوصلك ، ونيروز هتبقى تجيلك بعد كام ساعه لما تخلصي وتجهزي ،. عشان في حاجات كتير عاوزه تتعمل  ، خلي بالك من نفسك"



أومأت لها وهي تبتسم ثم أشارت لهن بالوداع وهي تتوجه لتخرج خارج الشقه ، نظرت "ورده " بأثرها بتأثرٍ فانتبهت هي لمن يمسك بقدمها من الأسفل حتى وجدت صغيرها على مشارف البكاء حملته حتى تداعبه قليلاً بعيداً عن الأنظار ، بينما ابتسمت"دلال" قائله بلطفٍ:



_" ٱنا رايحه أشوفهم كده فاتهم جم من الشغل وهجيلك تاني يا سُميه.. "



ابتسمت لها وهي تومأ لها ، بينما كانت "عايده" بالمطبخ ، نظرت"سُميه" لابنتها التي وجدتها شارده والدموع  المكتومه بعينيها التي لاحظتها ، تنفست بعمقٍ ثم توجهت لتمسك يد "نيروز" وهي تسحبها خلفها بهدوءٍ إلى حيث الشرفه التي توجد بالصاله ،. إلي أن وقف الإثنان أمام بعضهما  ،. نظرت لها "نيروز" بترقب ،  فتنفست "سميه" ببطئ وهي تتحدث قائله بتفهمٍ:



_" مش هتقوليلي إنك زعلانه ومش فرحانه أوي ؟"



هربت "نيروز" بأنظارها ثم هتفت   تبرر بسرعه:



_" ايه اللي بتقوليه ده يا ماما أكيد طبعاً فرحانه ليها أوي بس زي ما فرحانه زعلانه إنها مش هتبقى معايا زي الأول "



أبتسمت لها والدتها ثم رفعت ذراعها لتحضنها بحبٍ حتى دخلت الأخري بين أحضانها وهي تتنفس بعمقٍ حتى جاءها صوت والدتها وهي تقول:



_" كلنا هنا يا حبيتي جنب بعض، افرحي واتبسطي ومتفكريش كتير لحد ما يجيلك نصيبكّ انتِ كمان "



خرجت من أحضانها وهي تردد  تلك الكلمه التي بدت وكأنها غريبه عليها الٱن:



_"نصيبي!!"




        
          
                
_" أيوه نصيبك وأفرح بيكِ وأشيل عيالك ، هو انتِ صغيره يعني  اللي قدك الوقتي معاهم عيال يا حبيبتي "



ابتسمت لولدتها  ثم تحدثت قائله وهي تهز رأسها تنفي:



_"  عارفه بس مش عايزه أفكر فالموضوع ده الوقتي خلينا فـ ياسمين "



ضحكت "سُميه" بخفه ثم أشارت لها بغير اهتمام قائله  من بين ضحكتها علي رد فعل الاخري:



_" يختي تفكري متفكريش كل واحده مسيرها بيت جوزها فالٱخر ..؛ أما أروح أشوف حلة المحشي اللي عـ النار وطنطك عايده لوحدها فـ المطبخ "



قالتها ثم تركتها تقف بمفردها تفكرّ فيما رمته علي مسامعها ، إقتربت هي من اختيار ما تنوي أن تكون معه ، ولكن  خوفها من تلك الخطوه تظل تحاصرها، ولكن على أية حال تعلم أنه سيحافظ عليها وربما تريد التأكد أكثر  .! ، نفضت من عقلها ما تفكر به ثم سارت تمسك بالمكنسـه وهي ترتب من جديد ، وصوت الأغاني كان الأقوي في أن يهزم أفكارها !!



_________________________________________________



قبل قليلٍ  دخلت "دلال" شقتها ،  تعلم أن زوجها خرج مع "بدر" ولم يكن موجود بالشقه وكذلك "وسام" التي ذهبت لدروسها ، دخلت تخلع حجاب رأسها بإنهاكٍ حتى ظنت أن لم يوجد أحدهما بالمنزل  من توأميها ،  ذهبت إلى الغرف وبالأخص غرفته فهو على الوقت الذي كان سيأتي به فمن المفترض أن يوجد هنا ،  دقت الغرفه دقه واحده ثم فتحتها سريعاً لتري هل يوجد بها أم لم يوجد ، دخلت إلى الداخل فوجدته يجلس على الفراش  وما أن رٱها  رفع يديه يمسح دموعه بسرعه قبل أن تنتبه ،  ابتسمت له من على بعد وهي تتجه تزامناً مع حديثها :



_" انتَ جيت يا حبيبي ، دا أنا  لسـ... "



ولأنها أم شعرت سريعاً بأن به شئ وما أن لمحت دموع عينيه ولون عيناه  الممزوحه بالإحمرار الخفيف هرولت بخطواتٍ سريعه  وهي تقف من أمامه بعد أن قطعت كلماتها ، ثم جلست بجانبه فوجدته يطالعها بالعجزٍ الذي عاش يخفيه أمامهم ، لم تشعر بنفسها إلا عندما دفعته سريعاً بين أحضانها بقوه وهي تردد بنبره مختنقه:



_" مالك يا حبيبي ، مالك !! ."



قد وجد الٱن أحضان دافئه ٱمنه يدخل بها لتكشف عن كل ما بداخله من رواسب ، سمعت صوت شهقته التي ما أن يسمعها أحد يقسم بأن شهقة هذا الرجل جاءت بعد عناء ، عاناه رجل كان صامداً  كالجبل حتي وقع مره واحده بعد صلابته !! ، سمعت صوت بكائه ، وقلبها ينهش لأجله ، أكان يتمسك ما أن يعود لمنزله ولأحضانها لكل هذا البكاء ،  صوته  الممزوج بالبكاء وهو يقول:




        
          
                
_" أنا تعبـ ـت أوي يا ماما"



جعلها تبكي لأجله دون فهم أي شئ ، ضمته أكثر ثم رددت بضعفٍ يقسم من يراه بأن ضعفه بنبرته كان كطفل عاجز عن القول وشرح ما به من ٱلام فقط كمن كان رضيعاً لايفقه شئ في هذه الحياه ، رددت هي بنفس الضعف الذي ظهر وكأن ضعفه مرض معدي أصابها للتو :



_" بسم الله عليك يا ضنايا... بسم الله عليك إهدى.."



ملابسها المنزليه التي كانت ترتديها  تبللت من عند مقدمه الصدر من دموع عينيه عندما كان يستند على قفصها الصدري ، لا يهم ذلك بل  كان أملها بأن تبتل بدموع فرحه وليس قهر كما تراه ، ٱهات عاليه  خرجت منه ومن بعدها خرج بحديثه المتألم :



_" ليه أنا ؟؟ ..قوليلي عشان خاطري "



عجزت عن الرد بل جاء بخاطرها موضوعه ولكن دون علمها بما حدث منها  إلي الٱن !! ، عندما عجزت عن الرد وجدته ينبس مره ثانيه بقسمه الذي يبرر لها به  وكأنه يبرر للحياه وبما فعله بها منذ   أن كان واعياً بالغاً لم يتقرف شئ بحق أحد !! :



_" ليه ؟  أنا معملتش حاجه لكل ده ، والله ما عملت حاجه  وحشه فـ حياتي لحد ، أنا .."



صمت يأخذ أنفاسه غير واعياً لشهقات وبكاء الٱخرى حتى واصل مجدداً بنبره مختنقه:



_"أنا عيشت طول عمري  مأذتش حد ، ليه أتأذى بالشكل ده ..قوليلي!!"



تقدمت برأسها تميل علي كتفه من الخلف وهي تحتضنه ثم هبطت دموعها علي قميصه ، مردده بنبره أجهشها البكاء:



_" عارفه  ، عارفه يا حبيبي انك  مأذتش حد ، مش ذنبك يا ضنايا إن الدنيا مش عادله ، والحقيقين محدش بيستحملهم ، حقك عليا يا بني ، حقك عليا بس متوجعش قلبى كده ، متبقاش ضعيف مكسور كده تانى عشان خاطري انتَ كده بتوجع قلبي عليك يا صنايا مش قادره ."



لم ينبس بأي كلمه بل ظل صامتاً يرد فقط بدموع عينيه التي تهبط مع شهقات بين الحين والٱخر ، كما أن  دموعها الساخنه بللت ملابسه كما فعلت دموعه معها وكأن دموع كل منهم للٱخر تطهر الجرح وتداويه ، لم يكن الوضع سوي  كل منهما بأحضان الٱخر وصوت الشهقات والدموع لكل منهما !!



طرف ثالث؟! دموع أخري غيرهما ؟؟ كان واقفاً يتابع المشهد منذ بدايته ومنذ أن جاء من الخارج ،  وقف خلف الباب  يستمع لحديث شقيقه المنكسر ، لم  يتحرك خطوه واحده بل ظل واقفاً مكانه حتى هبطت  دموعه  المُشفقه علي شقيقه والمتألمه له ،   يمنع أن تهيج الدماء بعروقه  مره أخرى ولكن دموع شقيقه لم تمنعه من خطوه كان ينوي فعلها والٱن قد تعجلت؟! ، التفت يخرج وهو يسير باتجاه باب الشقه بخطوات خفيفه حتى لا يسمعه أحدهما ، أغلق "غسان" الباب من خلفه بهدوء وهو يخرج منه إلي حيث ما كان يريد فعله بعد فتره ، خرج إلى الخارج  حتى كاد أن يتوجه للمصعد ، قطع طريقه هى وهي تمسك بالمكنسه تقوم يكنس مقدمة باب الشقه وترتيب "جزامة الأحذيه" ، التفتت تنظر من  يقف خلفها ، فوجدته هو ، إبتسمت له وهي تقترب لتقف أمام أنظاره ، فهرب هو من  أمام أنظارها وهو يدير وجهه الذي يوجد علي ٱثره  دموعه ، توجه ليقف أمام المصعد وهو ينتظر ، فـ سارت هي من خلفه ثم رفعت يديها تدير وجهه وهي تردد بلهفه تسأله:




        
          
                
_" انتَ بتعيط ؟"



رفع يديه يمسح ما تبقي من دموع عينيه ، حتى فتح له المصعد ، ولم يرفع أنظاره لها بل توجه ليدخل به ثم التفت بكامل جسده وهو  يبتسم بسمه صغيره مردداً بإختصارٍ:



_"لأ .."
قالها ومن ثم  قد  أغلق المصعد بابه تدريجياً ليختفي من أمام أنظارها ، نظرت بأثره  باستغراب  يغلغه الخوف عليه واللهفه ، التفتت  تكمل ما كانت تفعله وعقلها بمكان ٱخر  منشغل من تغييره اللحظي !! 



__________________________________________________



وقفت اللحظه عندها هي،   "فرح" ،   لم تأخذ نصيباً من إسمها ولكن كل ما قد كان وما يكون وسيكون لا فائده له الٱن مقابل تلك اللحظه ، لحظتها  وهي بأحضان والدتها ،  في حين معاناة الاثنان ، كان هو بأحضان والدته يبكي بحرقه وقهر من ما فعلت به الحياه وبنفس ذات الوقت كانت قد دخلت هي بين أحضان والدتها تبكي بحرقه هي الٱخري لا تعلم فرحه أم ماذا ولكن كل ما تعرفه بأن وجودها بأحضان والدتها يشعرها بالإطمئنان ، فتره كبيره لم تستوعب أنها  تجلس علي الفراش أمام انظارها ، تحدثت من بين دموعها وهي تقول بلهفه:



_" وحشتيني أوي ، أوي يا ماما أنا مش مصدقه إني قاعده قدامك  وانك كويسه وفوقتي "



إبتسمت "حنان" بتعبٍ ثم رددت بنبره منخفضه:



_" وحشتيني أوي يا فرح ، مش عارفه بقالي قد ايه بس أكره غيابي يبنتي لو هو اللي خلى شكلك كده ، مالك يا حبيبتي"



نظرت "فرح" لها بتأثرٍ يم هتفت بنبره هادئه تطمئنها قائله:



_" أنا كويسه وشكلى زي ما كنت ، المهم انتِ ، مكنتيش بتغيبي لحظه عني  ، كنت بدعيلك دايماً وبقرأ القرٱن اللي قالي عليه دكتور بسام ، بقيت بنتظر الصلاه فـ كل لحظه عشانك وعشان أدعيلك ربنا يسامحني لو كنت بدعيله وبتقرب منه لسبب ، بس من غير قربي منه وصلاتي مكنش هستحمل غيابك أبداً .."



ابتسمت والدتها بتأثرٍ وقد أدمعت عينيها ثم حاولت أن تأخذ أنفاسها وهي تسألها بلهفه:



"عز.. ، فين عز يا فرح !"



_" عز فضل مستني طول الليل عشان  عشان يشوفك ومعرفش ينام  لما الصبح جه وكان متلهف أوي بجد للحظه ولما قالو انك لسه نايمه وفضل مستني جاله مكالمة شغل مستعجله فـ راحها بسرعه وهيجي تاني ليكِ.."



إبتسمت بتأثرٍ ثم وضعت يديها علي يد ابنتها وهي تتنفس ببطئ واضعه يديها على  موضع قلبها :



_" انتِ مش كويسه يا فرح قلبي حاسس بيكِ.."



_"لا كويسه والله الحمد لله ، اطمني انتِ بس "




        
          
                
نظرت لها بتشكك ثم أردفت بنبره تائهه تسألها بترقبٍ:



_" شريف عمل ايه يا فرح ، أنا قولتله يجي قبل ما أدخل العمليات ومعرفش حاجه  قوليلي يا بنتي ايه  اللي حصل وطمنيني"



هربت بأنظارها ثم نهضت تجذب الغطاء لتضعه عليها حتى تغير مجري الحديث:



_" إفردي ضهرك وارتاحي يا ماما "



_"  قوليلي يا فرح وريحي قلبي.."



لم تنبس الأخرى بأي حديث بل ظلت صامته بينما انتبه الإثنان له وهو يدخل الغرفه بحماس ثم نظر وهو واقف مكانه بلهفه وعينيه تملئها الدموع حتى تحرك لها وهي تفرد ذراعيها له ومن ثم توجه ليدخل بين أحضانها قائلاً باختناق في نبرته:



_" كنت عارف إنك مش هتسيبني لوحدي فالدنيا دي !"



تشبتت به بقوه وتأثرٍ حتي خرج "عز" من بين أحضانها وهو يمسك يديها يقبلها بحنوٍ تزامناً مع قوله المتأثر المُبهج يسألها بفرحه:



_" كده أقدر أقول إن المعركه انتهت وانتى اللي كسبتي صح ؟"



قالها وهو لايصدق ذاته وكل ما يحدث لم ترد عليه هي بل ابتسمت بحبٍ أكثر عندما توجهت  "فرح" تحتضنهما بتأثرٍ وهي تقول:



_" مش عاوزين نقلبها نكد ، قولها يا عز علي اللي نويت تعمله هتفرح اوي بدل الجو ده !"



ترقبت"حنان" الحديث في حين وجدها "عز" اللحظه المناسبه حتى تتحسن نفسيتها أكثر مما كانت تفضله له ، إعتدل يجلس ومازال يمسك بيديها و "فرح" تجلس من خلفه ، ثم قال بنبره يملئها البهجه  و بها ذره من التردد الداخلي والخوف من ما هو ٱتي من تلك الخطوه:



_" لما عرفت انك فوقتي الفرحه مكنتش سيعاني ، لما وعدتك انك لما تقومي منها هفكر فموضوع جميله ، اتكلمت معاها وقولتلها إني هفاتح أبوها وأخوها فالموضوع واللي ربنا عاوزه هيكون ..!"



نظرت له بغير تصديق ثم رددت بفرحه عارمه وهي تتمسك بيديه:



_" بجد يا عز؟؟ "



اومأ لها هو وشقيقته بحماسٍ فتحدت هي مره أخري بسعاده:



_" ربنا يفرح قلبك يا بني ويجعلها من نصيبك وميكسرش قلبك أبداً ، شوفت لما  تنوي تعمل حاجه ازي حمل يأسك يخف من جوا شويه وتكافح .. زي ما طول عمرك بتكافح  يبني !"



مال يطبع قبله علي رأسها مردداً بهدوءٍ وهو يبتسم قائلاً لها :



_" قررت إني هحاول عشانها ، وكل اللي جاي من عند ربنا ، وبعدها من دعواتك ادعيلي عشان بقالي فتره ماشي من غير دعواتك ليا يا حنان ..!"




        
          
                
نظرت لهما بحبٍ ثم تنفست قائله بتنهيده:



_"صحيح بقالكو فتره من غير دعواتي بس كنت ولسه سيباكم في رعاية ربنا  اللي مفيش أحسن منه ، إستودعكتم الله يا حبايبي"



هز لها رأسه ثم أخذ الغطاء يضعه عليها باهتمام ما أن رأي علي وجهها الانهاك، ولكن توقفت يديه عندما سألته  :



_" مقابلتش شريف يا عز ؟"



حرك يديه مره أخري وهو يتظاهر بعدم الإستماع تحت أنظار شقيقته المترقبه ، فواصلت مره أخري تسأله وكأن السؤال لا يخرج محتواه عن عقلها:



_"  مشوفتوش ؟"



_" شوفته وقابلته  وكل حاجه عدت  وانتِ الوقتي تعبانه  مش وقته الكلام بس أوعدك لما تفوقي شويه هحكيلك علي اللي حصل ماشي ؟؟"



أومأت له رغماً عنها ثم مال يطبع قبله علي رأسها وهو يدثرها جيداً بالغطاء ، ثم أشار لشقيقته بأن تخرج وهو كذلك حتى أغلق الغرفه من خلفه تاركاً الممرضه  التي ترافقها تدخل لها فقط !!  ، وقف أمامها بالخارج ثم ابتسم لها وهو يضع يديه علي كتفها قائلاً:



_" حازم كلمني النهارده عشان الحنه والفرح ، فـ كمان كام ساعه هروح البيت اجهز ، وانتِ البسي من لبسك اللي معاكي هنا وهاجي أخدك بعد ما أخلص شغل ، اتفقنا؟"



أومأت له بابتسامه صغيره ثم رفعت يديها تمسح عرقه من علي جبهته  أثر فرحته بما حدث مما جعله يبتسم بحنوٍ لها  وهي تقول:



_"اتفقنا "



______________________________________________



بنفس المكان..مكان  رجوع وجع شقيقهُ ، عودتها عقدت من كل شئ ، جعلته تائهاً في الحياه مره أخرى ، لم و لن يسمح بترك شقيقه عمله والذي يعلم جيداً ما يفكر به الٱخر من هروبه من الواقع الأليم !! ، قيادة سيارته فور سماعه لحديث شقيقه المتألم جعله يأخذ خطوه كان سيأخذها عقب انتهاء أحداث اليومين القادمين ! ولكن دموعه ليست هينه عليه كذلك حتى وإن كان هو نفسه مكسوراً إلي الٱن من حديث شقيقه له وبما فعله به ! ، ملامح وجه التي دوماً ما تكون مبتسمه ليست صارمه عابسه بل كان بشوشاً هو وشقيقه الذي كان بشوشاً أكثر منه ! ، لم يكن يوما فظ فالمعامله ليأذي أحدهما وياليت تلك الحياه تعدل يوماً مع من عاش طيلة حياته يسير بجانب أحد الحوائط غير مبالياً بأحد  ليأذيه ! ، جاء لأخذ حق ٱخر ولكن ليس بيديه كما حذره شقيقه، كونه بالمستشفي  كشخصيه "بسام" وليس"غسان" جعل الأنظار ليست مُستنكره ، فوقوفه الٱن دون ارتداءه البالطو الأبيض وهو يشير لممرضه في الطابق الأعلي أمام المصعد ، جاءت له سريعاً كونه الطبيب  المعروف هنا ،  نظرت له مبتسمه وهى تجيبه علي ما سألها رغم استغرابها بكيف لم يعلم هو مكان الغرفه الذي لا يصعد إليها سوي  مرافق واحد للمريض والأطباء والممرضين فقط لا غير !! وبسهوله وكأنه شخصية الطبيب صعد في المصعد سريعاً بعدما أعلمته مكان الغرفه ورقمها بالتحديد ، خرج  من شروده بما يفكر به وهو يتوجه ليقف أمام الغرفه الٱن ، دقت اللحظه الحاسمـه  وخروج  شره عليها للمره الثانيه لم يدق الباب هو بل فتحه علي فجأه ثم دخل وهو يغلقه خلفه دون أن ينظر علي الجالس ثم جذب مقعد سريعاً يضعه خلف الباب حتى لا يفتح شخص من الخارج ، وقفت هي في الخلف علي فجأه وكادت أن تعنفه ولكن صمتت حينما التفت بكامل جسده يقف أمامها بشموخٍ، وزع أنظاره علي المكان فوجد والدها الجالس يظهر عليه التعب ،  حرك أنظاره سريعاً عندما هتفت هي بتعلثمٍ:




        
          
                
_" عاوز ايه ..تاني يا غسـ ـان !"



_"هقولك "



قالها باختصارٍ  وهو يتوجه يقف أمامها بهدوءٍ ثم حرك أنظاره علي والدها مشيراً عليه مردداً بتهكمٍ:



_"  كنت فاكرك ملكيش مكان غير جهنم بس الظاهر ده هيبقي سبب فـ العكس "



عقدت  "تاج" حاجبيها باستنكارٍ ثم توجهت لتقف أمامه متحليه بالثباتٍ :



_"عاوز ايه يا غسانّ.!"



تحرك من جانبها ثم توجه يجلس بجانب ذلك الذي يحاول التحدث ولكن وضع "غسان" يديه على فمه سريعاً وهو يميل ليتحدث بجانب أذنه قائلاً:



_" كان على عيني يا بشمهندس بس لازم تاخد بعضك وتصفي حسابك من هنا وتشوفلك مستشفى تانيه تتعالج فيها.. "



جحظت عينيها عندما وصل إلى مسامعها الحديث حتي تحدثت بانفعالٍ قائله وعينيها تتطلق الشرر :



_" انتَ مجنون ؟  نمشي ازاي ورحلة العلاج بدأت هنا ؟"



نهض علي فجأه من سبها له ثم توجه أمامها يمسك  خصلات شعرها  على فجأه كما فعل المره السابقه حتى تأوت هي تزامناً مع قوله:



_" أنا هسكتلك عشان خاطر أبوكي اللي معرفش يربيكي ولو أنا فاضيلك كنت ربيتك أنا ؛ تمشي من هنا وتنزلي تصفي حسابك وتنقلي أي مستشفى تانيه ، المستشفيات مفيش أكتر منها ، سامـعـه ؟!"



أومأت له وهي تتأوى حتى ترك خصلات شعرها عندما هتف الٱخر وهو يحاول أن يتحرك لنهوضه من علي الفراش قائلاً بضعفٍ :



_" سيبها ، سيبها  أنا هعملك كل اللي انتَ عاوزه بس سببها "



ما أن  قالها تركها وهو يدفعها باشمئزاز بعيداً عنه ، ثم ابتسم باتساع وهو يرفع يديه تعظيماً له قائلاً يقاطع نهوضه:



_" تعجبني يا بشمهندس، خليك مكانك والله ما انتَ متحرك ، وفر الحركه لما تمشي "



توجهت هي سريعاً تمسك بوالدها بلهفه ، ثم نظرت له بصمتٍ حينما هتف مره أخري :



_" أنا كده قولت اللي عندي ، لو لمحتك صدفه انتِ وخيالك فـ حياة أخويا ساعتها محدش هيقدر ينجدك من تحت ايدي .. الوقت لسه قدامك عشان تشوفي مستشفي تانيه ملهاش علاقه بشغل أخويا .."



نظر لها والدها بحزمٍ بأن تومأ علي حديثه فأومأت هي بالايجاب رغماً عنها وهي تتمسك بوالدها خوفاً عليه توجه "غسان" ليزيح المقعد حتى يفتح الباب وقبل أن يفتحه التفت ينظر لها  ثم ردد بجرأه وهو ينظر عليها يرمي لها حديثاً استشاط من  غضبها :




        
          
                
_"  إبقي قصري  الفستان شويه عن كده خليهم يتلمو حواليكِي  زي ما بتحبي"



قوله الوقح  ورغبتها العارمه في الرد عليه  لم يمنع انفعالها وردها سوى مسكة والدها بها بأن لا تنهض ،   ابتسم بسخريه علي عجزها ثم نبس بنبره  حاده يعيد علي مسامعها ما قاله لها :



_" سلام ، ومتنسيش لو لمحتك فأحلامه  حتى هزعلك !"



قالها ثم صفع الباب من غلفه بقوه ، تاركها مرغومه علي أمرها فحتى إن لم تكن تريد ذلك فوالدها الان يفضل ذلك ولن تهدأ نفسيته المؤهله للعلاج سوى لمستشفي ٱخري  تحنباً لشر أحدهم  والمشاكل الذي عاش دوماً يتجنبها حتى بعد رحيله بما هدده به  هو !؟ ، هدأ شيطان نفسه علي الأخذ بحقوقه حتي لو كان حق غير كاملاً وغير عادلاً لشقيقه ،  ركب المصعد  سريعاً حتى يهبطه لأسفل ومن ثم الخروج من تلك المستشفى ليعود مره ثانيه لمنزله بعد هدوء  صوته الداخلي  المتألم لشقيقه   ولو بنسبة بسيطه ، فحتى ما فعله يكفي لعدم ضغط جرح شقيقه أكثر سيكتفي بما لديه وفقط دون وجودها  لتذكره بما فعله معها ومع إختياره الخاطئ المتسبب بقهره !!



____________________________________________



_"بقولك كده بقاله يومين يا شريف انتَ مش واخد بالك ٱنا بقول ايه !!"



لم يهتم "شريف" الجالس أمامه وهو يعبث بهاتفه بل رفع أنظاره بعد لحظاتٍ يوزعها بإهمال عليه وعلي "حسن" المسطح علي الفراش بدرجة حرارته التي ترتفع تاره وتهبط تاره أخرى !! ، لم ينبس سوي بكلماتٍ مختصره وهو يتنهد أمام أنظاره:



_" عادي يا ٱدم ده برد يعني ، مش فاهم انتَ مقلق ليه كده ؟!"



نظر له "ٱدم" بتعجبٍ في حين  نهض ليقف وهو يقلب القطعه القماشيه علي جبهة "حسن" تزامناً مع. قوله الهادئ:



_" مقلق نفسي عشان خايف عليه يا شريف هو ده مش صاحبي برده !!"



_"صاحبك يعم ،  بس لو انتَ مكانه مش هيعمل اللي انتَ بتعمله ده ، فملوش لازمه مش بياخد علاج مسيره يروق ويفوق ويطلب كيفه تاني طري انتَ بس !"



قالها له  بالامُبالاه ، فـ التفت "ٱدم" ينظر له بقلة حيله مردفاً :



_" لا يا شريف ، حسن لو وحش مع كل الناس مش هيبقي وحش معايا ، وبعدين لو طلع وحش أنا يعم بعمل خير ليه  ، ما أنا مش هقدر أمنع خوفي عليه حتي لو ماشين فطريق غلط !"



تنفس "شريف" بعمقٍ ثم نهض من على الأريكه  متحدثاً بنبره هادئه:




        
          
                
_"والله انتَ حر بقا ، مبيجيش من وراكم غير وجع الدماغ  ، أنا ماشي !"



_" أومال أنا جايبك ليه ؟ أنا عاوزك تجيب دكتور البيت ليه لو فضل كده لـ بليل  أو لبكره ."



نظر له بصمت ثم توجه ليخرج من الغرفه  مع قوله الذي أظهر عدم إهتمامه:



_" طيب ابقا كلمني لو فضل كده اجبلك دكتور ، سلام"



قالها بغير اهتمام ثم توجه بخطواتٍ ثابتـه  ليخرج من باب الشقه بأكمله تاركه يقف يراعي صديقه !!



_________________________________________________



تجهز من المنزل من كل شئ وقد ترتب ،  كانت تنشر "نيروز" الملابس بشرفة الصاله ، بانهاكٍ بعد كل ذلك التعب ، لمحته من الأسفل وهو يدخل إلى داخل المبنى ، تركت ما بيديها ثم  توجهت  وهي تتحدث تزامناً مع سيرها  لشقيقتها بسرعه:



_" كملي يا ورده كده علي ما أشوف حاجه .. "



سمعتها شقيقتها بالكاد من صوت الأغاني ، فتوجهت هي لتفتح باب الشقه وهي تغلقه قليلاً فقط ، ثم انتظرته وهو يخرج من المصعد ، حتى خرج منه سريعاً ، وهو يبتسم لها ما أن رٱها أمامه ،  نظرت له من تقلب حاله ثم سألته باستنكارٍ:



_"مالك؟!"



لم يريد أن يذكرها بما شاهدته قبل خروجه بل ؛ بل ضحك بخفه وهو يرد علي سؤالها بمرواغه :



_"  والله ما عارف مالي من ساعة ما وقعت فيكِ ...!"



نظرت له بتعجبٍ من تغير حاله أم كانت تتخيل فقط ، نظر علي حجاب رأسها باستنكارٍ ثم أشار لها  وهو يتحدث بدهشه:



_" مش معقول خوفك عليا خلاكي تطلعي  بشعرك كده .. !"



وضعت يديها على رأسها سريعاً لم ترتدي حجاب رأسها وجلست بالمنزل بأريحيه لعدم وجود "بدر".  و "حازم"  إحمر وجهها بشده ثم نظرت حولها بتعلثمٍ وهي تتحرك سريعاً دون تفوه أي حرف حتى أغلقت الباب بوجهه ، انتفض هو سريعاً ثم ضحك  بذهول علي ما فعلته للتو  وهو يلتفت ينظر ما ان رٱها أحد أم لا !! ، حرك رأسه. هو يضحك  من عفويتها ثم توجه ليفتح باب الشقه ،  وهو يغلقه من خلفه ، وجد والدته تتجهز للخروج  حتي بعد ان جاءت شقيقته تبتسم له بسعاده ثم رددت بحماسٍ:



_" إحنا مش معزومين علي الغدا  مروحتش علي هناك ليه ؟"



_" جاي وراكم ، فين بسام ؟"



تعلثمت "دلال" بنظراتها ثم هتفت تغير مجرى الحديث:



_" نايم ، سيبوه ،، تعالو إحنا  نروحلهم علي ما أبوك يجيب الحلويات علي هناك هو. وبدر "




        
          
                
تلك اللئيمه بحركاتٍ يعلمها  من يقف أمامها ، ضحك بخفه من إخفاءها ضعف  ولدها حتي  لأولادها !!  نبس  بنبره هادئه وهو يدخل  غرفته :



_" جاي وراكم ، بالسلامه انتم "



قالها فنظروا بأثره ولم يضغطا عليه بل سار الاثنتان إلى الخارج ، عاد مره ثانيه ينظر  ، وما أن اطمئن من. عدم وجود  أحد،  دق غرفة "بسام" بخفه ثم دخل وهو يغلق الباب من خلفه   ومن ثم التفت وجده ينظر علي سقف الغرفه بشرودٍ  ، تنحنح "غسان" وهو يرفع الغطاء ثم دفعه بمرحٌ حتى يتسطح هو الٱخر بجانبه قائلاً بتبجحٍ:



_" ما تخش ياض وبطل أنانيه !"



ضحك "بسام" رغماً هو وهو يتزحزح قليلاً حتي يجلس الٱخر بجانبه ، رفع "غسان " ذراعه يضم رأس شقيقه ليضعها علي ساقيه  ، فكان الوضع كالأتي هو يجلس علي الفراش يثني ركبتيه ورأس الٱخر تميل عليها وكأنها وساده حانيه رغم صلابة عظامه !! ، تنفس "غسان" ببطئ ثم أردف بنبره هادئه:



_"  متستحقش الحب اللي انتَ حبيته ولسه مش عارف تشيله جواك من نحيتها ، جاور وإعرف اللي يهون عليك.الدنيا مش هيندمك حتى فالبعدين ، وإن ملقتش حد قابلك ، تعلالي يعم بكل حزنك  هستحملك ، إن مكنتش أول واحد لسه عندك فالمكانه دي  حتى بعد اللي حصل!"



تنفس "بسام" بعمقٍ ثم تحدث بنبره  هادئه له وهو ينظر لأعلى سقف  الغرفه:



_" مكانك متغيرش ولا عمرك هتاخد غير المكان الأول  لما الدنيا تضيق وأجري عليك أول واحد ، بس أنا مش قادر ، عاوز أسيب  كل حاجه وأمشي ، عاوز أسيب الشغل يا  غسان وابعد.."



علم الٱخر ما قاله بل اتخذ هو الخطوه من قبله عندما فعل ما فعله ، تنهد يخرج أنفاسه وهو يجيبه بنفس النبره الهادئه:



_" قولي لو سيبت الشغل إيه هيحصل ، حتى لو سيبت كل حاجه ومشيت ده مش حل ،  الهروب مش حل ، الحل إنك تقف علي رجلك وتقاوح  ويبقي عندك إراده فإنك تتغلب علي كل ده عشان ترجع انسان طبيعي عادي مش بيعاني من الماضي ، حتى لو حبيت واتجوزت وحصلك نصيب مع  واحده  تبقي إنسان سوي وعلاقاتك اللي قبل كده  متأثرش عليكّ ، وجودك مع نفسك فـ  أوضتك لوحدك عمره ما هيقلل من حاجه دا العكس ده هيخليك تقعد تجلد ذاتك كل شويه ،  لازم تقوم تقف على رجلك ..هتقوم ؟"



استقام "بسام" ببطئ حتى يجلس بجانب شقيقه ثم أومأ له وهو يهز رأسه بضعفٍ قائلاً:



_" مش قادر  أقوم"



نظر له  "غسان" بصمت ثم هز رأسه بتفهمٍ  حتى نهض علي مره واحده قائلاً :




        
          
                
_"هتقوم يا بسّام  لو مقومتش مش هسامحك "



قالها بجديه ونبره صادقه خرجت  بالكسره والتعب الذي بداخله ، بينما نظر له الٱخر بأسفٍ وهو يردد:



_" أنا أسف يا غسان سامحني"



نظر له بملامح وجه جامده ثم  نظر له مردفاً بنبره. تحفيزيه:



_" قوم يا بسام ، أنا مش عاوزك  ضعيف كده ، خرج  كل اللي جواك حتي لو هتكسر الأوضه دي الوقتي.. بس مش عليا يعني !"



قالها بجديه مما جعله يضحك بخفه وهو يومأ له ، نظر "غسان" علي سترة الٱخر الملقاه باهمال علي المقعد ، مد يده يلتقطها ثم   أشار لشقيقه بأن يفتح ذراعيه ليردتيه إياها مردداً بحزمٍ:



_" يلا عشان   نلحقهم  !"



_" سيبني شويه طيب وهبقي أجي .."



قلب أعينه بملل ثم  دفعه بيده بأن يسير بجانبه ، ابتسم الٱخر رغماً عنه وهو يسير بجانبه إلي الخارج حتى يتوجه كل منهما إلي الشقه الٱخري   وكأن أحدهما إستطاع وببراعه سحب بعض اليأس منه  وليس أكمله !!



____________________________________________



في الشقه الٱخري ، شقة "سُميه"   ، تجهزت الطاوله الكبيره ، وجلس عليها "حامد" و"بدر"  بعدما جاءا من الخارج بعد شرائهم بعض العلب المغلفه بالحلويات ، كعلامة بقيام الواجب نحوهم من جهة الأقارب والجيران ،  كان "يامن" يجلس على ساق"حامد" وهو يهزه ليرقصه بخفه علي الأغاني ، بينما كانت النساء  والفتيات فالمطبخ يجلب كل منهن الطعام ، دخل "حازم" عليهم منذ قليل ، حتى جلس ، باب الشقه المفتوح. يدخل منه بعد وقت الٱخر أحدهم إلي أن دخل "غسان" هو وشقيقهُ ، فذهب ليجلس بعدما هرول له "يامن" وليس  شقيقه  بسبب علامته من ذراعه ، ضحك بخفه ثم غمز لـ "حازم" وهو. يهلل وسط الاغاني:



_". أحلى عريس "



ضحك "حازم" له بسعاده ثم أشار له بأن يجلس تزامناً مع قوله:



_"حبيبي يا غُس !"



_" هعديهالك  غُس دي عشان انتَ عريس بس "



توجه من بعدها ليجلس وبجانبه شقيقه ، ومن ثم خرجن النساء والفتيات أخيراً وجلس كل منهن علي المقاعد  ، كانت تتحاشى النظر إليه وما أن تقابلت عينيه بعينيها غمز لها "غسان" بعبثٍ ، فهربت بأنظارها سريعاً ، كاد أن يبدأ الجو في المبهج بتناول كل منهم الطعام ولكن قاطعهم صوتها وهي تدخل الشقه المفتوح بابها دون إذن حتى تحت الأنظار وبجانبها زوجها الواقف بجانبها يطالعهم باستهزاء !! ،  وقفت "سُميه" تنظر لهم باستفهام ، فتحركا الاثنان وبدأت هي بالحديث أولاً من أثر غيظها :




        
          
                
_" ويصح يعني القاعده دي من غير عزومه ، إن مكناش قرايب ولينا مقام نبقي نسايب  ولا هي قلة الذوق والبجاحه واصله لسابع جد فـ عيلتك يا سُميه !"



نظرت لها "سُميه" بضيقٍ ثم هتفت بغضبٍ مكتوم :



_"  وهو يصح اللي قولتيه فٱخر كلامك ده ولا يصح أصلاً كل اللي حصل من أول اللي عملتوه فكتب الكتاب لحد قلم نيروز اللي نزل على و شها من جوزك بسببك !"



كانت الأنظار مترقبه للغايه ، في حين أن "حازم " كان قد نهض ليقف أمامهما بينما كان يترقب"بسام" بضجرٍ داخلى ، حتى "غسان" الذي  كان يجز على أسنانه محاولاً التحكم بانفعاله  و "نيروز"  التي كان يظهر علي تقاسيمها الغيظ !! ، بينما وقف "بدر" خلف "حازم " الذي ألحق بهم "غسان" و"سميه" وبقا "حامد" والٱخرين جالسين  بمكانهم للترقب فقط إن حدث شئ !! ، لم يكن "حامد" من محبين التدخل فيما لا يعنيه يوماً ولكن إلي حد معين كان هو ينتظر ! ، خرج صوت "سليم" الساخر لهم وهو يردد :



_"   هو  مبرر قلة الذوق دي؟  كلامك ده ؟ عالعموم مش عاوزين كلام كتير!!"



_" قولي يا بابا أنا عاوز أسمع كلام كتير معلش ،  انتَ هتفضل كده لحد إمته ؟  أراهن إنك جاي معاها اصلاً ومش عارفين إنتوا عاوزين ايه بس بتبوظوا اللحظه وخلاص وقبل ما تبوظ معلش أنا أسف عشان مش هسمح بكده !"



كان معه كل الحق ، فوالده شخصيه متناقضه لا يعلم ما يريد فعله بل يسير  خلف هوى الٱخري وفقط ، متظاهراً بأنه متحكم !! ،  قالها "حازم" بهدوء شديد فنظر له" والده" بغيظٍ مردفاً  بنبره جامده:



_"   يعني أنا بعملك مشاكل فوسط إني بحاول أمنعها عنك ؟! ، مش كفايه قاعدلي فـ طرابيزه واحده مع اللي  مسك أبوك وإتخانق معاه  ومد ايده علي مرات أبوك لا ولسه يا عالم هو اللي ورا موضوع اختك ولا لأ.."



كاد أن يتحدث "حامد" و"حازم" بٱن واحد ولكن قاطعهم اقتراب "غسان" ليقف أمام"سليم" مردداً بهدوء:



_" أنا عاوز أعرف حاجه واحده بس ..إنتَ مبتهبطش انتَ ومراتك  من العرض اللي كل شويه تيجو تعملوه ده ؟! ،. بصراحه أنا  زهقتلكم بس  نسكت المرادي عشان صاحبي عريس ولا ايه رايك يا متر !"



قال ٱخر حديثه وهو يرفع يديه  يشير بحركه خافته علي رقبة الٱخر عندما كان يحاول إختناقه حتى كاد الٱخر بأن تخرج أنفاسه الٱخيره بين يديه منذ أيام !  ، تفهم "سليم" ما يريد أن يوصله له ، نظر له بحده ، بينما تابعت "زينات" له قائله:




        
          
                
_" معتش ألا البلطجيه اللي يتكلمو ولا ايه !"



هز لها "غسان" رأسه يومأ لها وهو يؤكد قائلاً بتبجحٍ:



_" ايوه معتش الا هما ، ما تيجي أوريكي البلطجه اللي بجد يلا.. أنا مستعد يا أم الناقص !"



إلي هنا ولم يتحمل "سليم" من حديثه وتجرأه ، بل هتف بنبره منفعله:



_" انتَ قليل الأدب  ومشوفتش ربايه "



حاول "حامد" الفصل بينهما وهو يتحرك من مكانه بسبب نظرة زوجته له  الخائفه من تطور الوضع ،  بينما  نظر "غسان". لـ "سليم" وهو يردد ببرود تزامناً مع تحركه هذه المره ليجلس بجانب مقعد "نيروز":



_" اللي تشوفه يامتر أصل هقولك ايه يعني دي حاجه معروفه !"



التفت "سليم " يخرج من باب الشقه مره أخرى تزامناً مع قوله الذي أربك البعض:



_" عالعموم في خبر حلو أوي ليكو بعد ما الحنه تخلص ، ترقبوا ، سلام "



قالها ثم أشار لزوجته بأن تتبعه ، ولكنها تبعته بعد أن قالت بأمرٍ:



_" صوت الاغانى يوطي يا سُميه وبطلي يختي بجاحه أكتر من كده "



_"  قولتلك متكلميش أمي كده قبل كده  مبتسمعيش!"



قالتها "نيروز" التي اندفعت أمام الأنظار وهي تتوجه لتقف  ولكن أوقفها "غسان" الذي عاق خروجها من صف المقاعد بسبب جلسته بعد أن أمسك يديها  حتي تجلس ،   وقفت "زينات" على أعتاب باب الشقه ثم أجابتها  بنيره مستهزءه:



_" صحيح ما انتِ نص البجاحه منها  والنص التاني خدتيه  منه ،  هنقول ايه !"



كبتت الضحكات عندما ردد "غسان" ببساطه يمنع انفعال "نيروز"   وهو يقول بثباتٍ:



_" قولي ما شاءالله ربنا يزيدكم كمان وكمان "



نظرت له بغيظٍ مستنكره ثم خرجت تتوجه خلف زوجها إلي شقتها ، بينما كانت الأنظار منها من تكتم الضحكات مثل "ورده" و "بدر" و"بسام" و"عايده"و وسام" و "جميله " ، بينما بقى "حامد", صامت هو والٱخرين يكمل ما كان يفعله قبل مجيئهم منعاً لتعكير مزاجهم ، بينما تلك المره  جلس "غسان" بجانب "نيروز" الذي تحدث بجانب أذنها بنبره خافته :



_" لازم تجيلي أعلمك فنون الرد  يا رزّه "



ضحكت رغماً عنها وهي تكمل طعامها ، بينما انشغل الاخرين  بـ الطعام لفتره ،  ما حدث  جعل كل منهم ينهض بسهوله من علي الطعام واحد تلو الٱخر !!




        
          
                
__________________________________________________



وُضِع أمامها الورقه التي كانتّ تريدها ، بعد الكثير من الوقت ها هو يجلسّ فـ منزله ، نظرت "فريده" بترقبٍ لما يضعه أمامها ، إبتلعت ريقها وهو يقدم لها القلم ، و ورقه عقد زواج !! ، ستبدأ الٱن كما بدأت من قبل خيانة الثقه وخيانة نفسها وعلي ما نشأت عليه ، بل لم تمضي علي عقد  زواج ،  ولكنها ستمضي علي ورقة بعقد لدمارها !! ، نظر لها "شريف" بترقبٍ ثم ردد يشجعها :



_" امضي يا فريده!"



ابتسمت له بارتباك ثم فتحت القلم وهي تتوجه به ناحية مساحة الإمضاء ، ومن ثم دونت إسمها بالمكان المناسب ، حتى تقتل ترددها ، إبتسم بانتصار ثم أمسك الورقه قبلها وهو يطويها ليضعها بجيبه ثم تحدث قائلاً يبسمه واسعه ظهرت لها لطافة منه ولكن بداخله العكس تماماً:



_"   كده يبقي مبروك لينا أوي..."



إبتسمـتّ له "فريده"  ثم تنفست بإرتياح عندما نهض يأخذها بينّ أحضانه مردداً :



_" كده انتِ ارتاحتي أهو وعملت اللي عليا ، وبقا اسمك مراتي ؛عشان تعرفي  إني بحبك"



توترت عندما وجدته يهمس لها بكلماته ومن بعدها أمسك يديها يجلسها مره أخرى على المقعد ، حتى مال يطبع قبله هادئه علي خديها قائلاً مره أخرى بإسلوب وتعاملات  يجعلها تقع أكثر به:



_"  مش عايز أخليكِ تندمي فيوم إنك سيبتي الدنيا بحالها وإختارتيني"



تنفست بعمق ثم أومأت له بسعاده قائله نبره هادئه ناعمه:



_" مش ندمانه يا شريف ، ربنا يخليكّ ليا .."



إبتسم يجاملها ثم نهض وهو يتنهد قائلاً بإذن:



_" أنا نازل  ومش هتأخر .."



أومأت له وهي تهز رأسها ثم ابتسمت له باتساع عندما ودعها ،  حتى خرج من الشقه بأكملها ، وعادت هي إلى الغرفه التي تخصها مره ٱخرى !!



_________________________________________________



بعد مرور ساعتين رحل كل من كان بشقة "سُميه" إلى الشقق الٱخرى حتى يرتدي كل منهم ويتجهز لموعد الحنه الذي إقترب ، وكان في شقة "حامد"  كل منهم ذهب ليرتدي ثيايه الأنيقه للمناسبه التي قد تكون صغيره بالنسبه لكونها فالمنزل ! ، خرج "حامد" من غرفته متجهزاً هو وزوجته ، بينما كان يرتدي"غسان" ثيابه ومعه في غرفته شقيقه الذي جعله "غسان" يرتدي  معه حتى لا يتركه مع نفسه ، تجهز هو أخيراً حتى أصبح شكله منظماً جذاباً كشكل شقيقه ، نظر إليه "بسام"  بتمعن واعجابٍ بينما غمز له "غسان" برواقه وهو يهتف:




        
          
                
_" ايه رايك  بقا ؟ فلاحين ولا برا عنهم ؟"



_"فلاحين اي يعم ، لأ فنان ، فنان يعني"



ضحك بخفه ثم وضع يديه علي كتف شقيقه وهو يخرج  خارج الغرفه ، حتى خرج لهم بالصاله فوجد "والده" يجلس بجانب "والدته"  ناظراً لها بهيامٍ ، قلب أعينه بملل ثم حركها صوب"وسام" التي كانت ترتدي فستناناً من اللون البنى ،  ابتسم لها "بسام" بلطفٍ وهو يشير لها بدييه بأن ملابسها تبدو رائعه في حين وضع "غسان" يديه موضع قلبه بألمٍ زائف أمامها حتى عقدت هي مابين حاجبيها ببنما تابع هو بمرحٍ:



_" قلبي ، مش قادر ،  جالي هبوط من كُتر حلاوتك !"



ضحكت عليه ثم توجهت تشير له بأن ينحني لتطبع قبله علي خده بحبٍ ، ومن ثم فعلت كالمثل مع شقيقها الٱخر والذي إحتضنها براحه ، توجه كل منهم ليقف أمام والديهم ،  فـ طالعهم "حامد" بضجرٍ وهو يقول:



_" مفيش خصوصيه. فالبيت ده ؟ سيبوني اتغزل فمراتي شويه!"



ضحك "غسان" هذه المره ولم يقاطعه بل شجعه قائلاً برواقه:



_"حقك  تتغزل يا حامد ، حقك!!"



نظر له "حامد" بمكرٍ ثم قال:



_" ايوه يا خفيف حقي ، خلاص بقا متقدرش تقول غير كده !"



كانت تضحك "دلال" بحبٍ في حين تركز عينيها علي "بسام" ، سمعوا هم صوت جرس المنزل يرن  متواصل لم يأخذ الطارق راحـه ، عقدو جميعاً ما بين حاجبيهم في حين أثار أمر الطارق لهم الريبه ، أشار لهم "غسان" بأنه سيتوجه هو ليفتح ،حتى توجه ليفتحه وما أن فتحه وجده يقف أمامه هاتفاً بصوته المرتفع:



_"ٱن ٱنن!! ، مفاجأه صح ؟"



نظر له "غسان" بدهشه ثم ابتسم باتساع قائلاً بغير تصديق:



_"شـــادي !!"



هز له رأسه ثم تحرك بجانبه يبحث عن ٱخر ثم عاد مره ثانيه يدفعه حتى يدخل هاتفاً بمرحٍ:



_"  حامد حبيب قلبي أنا جاي أقعد معاك يومين بقا وأدلعك بقا وبص اللي قلبك يحبه يعم"



كبت كل منهم ضحكاته حتى "حامد" الذي وقف يعنفه قائلاً :



_" انتَ ايه اللي جابك ياض انتَ ؟"



_" جاي بيتي يعم"



قالها بحنقٍ زائف وهو يتجه يفتح ذراعيه لـ "دلال" التي نظرت له بسعاده ، حتى يدخل باحضانها ، فأوقفه نبرة "حامد" الزائفه:




        
          
                
_"  هتعمل ايه يا كلب ،. متحضنش مراتي !"



نظرت له "دلال"  بلومٍ ثم فتحت ذراعيها تأخذه بين أحضانها بحبٍ حتى ضحك "حامد" وأولاده ،    كان ومازال يتيم الأم والأب عاش صديقاً له اعتبرها والدته التي لم تنجبه ،  ابتسم لهم بحبٍ ثم توجه يرحب بـ "وسام" ومن بعدها إحتضن "بسام" بشوقٍ ثم جلس بأريحيه قائلاً :



_" أنا جعان يا حامد"



_"  معندناش أكل يا حبيبي ، تاني مره تعالي وانتَ جايب أكلك معاك"



قالها "حامد" بغيظٍ زائف بينما ضحك الآخرين ، فردد " شادي" بجديه هذه المره حينما وجد السؤال بعين "غسان" :



_" كنت فاكر حازم عشان ميعرفنيش معرفه جامده أوي مش هيعزمني لحدما لقيته بيكلمني بيقولي  لازم تيجي الحنه والفرح ، قولت أجي بقا وأطل عليكم وأقرفكم واقعد مع غسان يومين !"



ابتسمت"دلال"  له بسعاده ثم أردفت بحبورٍ:



_"  ينهار أبيض دا انتَ تقعد العمر كله يواد  ، ان شالله فوق راسي يا حبيبي  "



أخرج لـ "حامد" لسانه ثم قال له  يمازحه:



_"قالتلي يا حبيبي !"



ضحكوا بخفه بينما نهض "حامد"  وهو يقول  من بين ضحكاته:



_" خلاص طالما انتَ جاهز ومتشيك كده سيب شنطتك هنا ويلا بينا احنا نروحلهم ونرحب بالناس "



__________________________________________________



في شقة "سُميه " جلست هي  حتى تستقبل المعازيم القليله من الأقارب فقط ، فالكل سيأتى غداً يوم الزفاف بالقاعه ،  جلست بجانب والدة العريس "عايده" كونها حنه مشتركه بين العروسين بسبب صلة القرابه وقرب الشقتين من بعضهما فجعلوها مناسبه واحده بدلاً من كل واحد منهما مناسبه خاصة به ،  كان "بدر" يتلاعب مع "يامن" تحت أنظار "ورده". التي بدت رقيقه بفستانها ، دخل عليهم "حامد" وعائلته ومن ثم عرفهم بـ "شادي". ، بحث "غسان" عنها فالمكان فلم يجدها ، فمال يهمس بعدة كلمات لشقيقته التي لبت ما قاله لها متساءله لـ "سُميه" :



_" أومال نيروز فين يا طنط مش ظاهره ؟!"



ابتسمت لها "سُميه" باتساع أمام الأنظار وصوت الأغاني بالمكان :



_" راحت مع حازم وجميله عشان يجيبوا ياسمين من شويه خلاص فاتهم علي وصول ، عقبالك يا حبيبتي"



ابتسموا لها كمجامله ثم تلاشت الإبتسامه سريعاً ، عندما دخلت عليهم "زينات". و "سليم" حتى وقفا الاثنان أمام أنظارهم ، لم يرد "حامد" بأن يكون وقحاً ،. فمد يده يصافحه حتي يبارك له قائلاً بلباقه:




        
          
                
_" ألف مبروك يا أستاذ سليم وعقبال ما تشيل أولادهم وعقبال جميله واخواتها.."



قالها وهو ينتظر بأن يصافحه رغم كل ما حدث ، نظر "غسان" بترقبٍ وهو يقسم بداخله إن فعل غير ذلك فالمناسبه قد  تكون أخرى يكفي فقد تحمل منه الكثير ومازال صامت !! ، تنفسوا  بارتياحٍ حينما إبتسم "سليم" له بمجامله وهو يصافحه دون نبس أي حديث ،  بينما جاءت "وسام" من الشرفه وهى تزعرط عالياً  ثم قالت بحماسٍ:



_" جم،  العرايس جم يا جدعان !"



زغاريط  خرجت من "ورده" و "وسام" متتالييه و"عايده" بفرحٍ ثم ترصص كل منهم ناحية الباب ينتظرون مجيئهما ،  أخرح المصعد سريعاً صديقات "جميله" أولاً  جئن في نفس توقيت الٱخرين ، بينما لم تمر دقائق وخرج منه "حازم" وبيده "ياسمين" التي  كانت جميله وبشده ومن خلفها "نيروز" و"جميله " ، هللو سريعاً وببهجه فالمكان ثم توجهت صديقه "جميله" والتي جلبت لها الأوراق أسفل المنزل بـ وقت قد فات  والتي تسمى"منه"  وللحق كانت هي التي تثير البهجه فالمكان إن رٱها أحد  يقسم أنها لم تكن طبيبه  في كلية الطب  غالقه علي نفسها غلقه مُحكمه كما يظن  البعض !! .،  دخل الجميع إلي الداخل ، أما هو فبقى تائهاً بفستانها وملامحها التي أسرته ، تجمعت ساحة الرقص وبقت "نيروز" واقفه تنظر عليهم ، كان "غسان" يتابعها بتمعن إلى أن وكزه "شادي" بخفه وهو يقول:



_"  ايه البت الجامده دي !"



نظر له "غسان" باستنكارٍ ثم نظر إلي ما ينظر له هاتفاً بضيقٍ :



_" الشقط مش من هنا ، العنوان غلط ، دول لو قربت لواحده منهم  هتعلمك الأدب حلو أوي وانتَ  حر"



نظر "شادي" من أمامه بشرودٍ وهو يردد تزامناً مع حركته للسير:



_"هتشوف !! "



تركه يتجه ومن ثم توجه من بعده يقف من خلفها وهو يمسك يديها يسحبها  مستغلاً أنظار الجميع ، حتى إنتفضت هي بهلعٍ ثم سكنت تماماً ما ان رأته هو ،  فـ أصبح الاثنان يقفان بجانب من إحدي الجوانب الواسعه بصالة الشقه ، نظر لها من أعلى لأسفل ثم ردد بهيامٍ:



_"   هي دي حلاوتك بجد ولا حلاوة أمك سُميه !"



شهقت شهقه خافته وهي تنظر له كابته ضحكتها علي ما أردفه ثم دققت النظر علي منديل  جيب الحله القماشي وهي تنظر له بغير تصديق ، فقد كان نفس لون الفستان التي ترتديه !!! ، طالعته بغير تصديق   قد علمت الٱن لما كان يسألها ماذا سترتدي ! ، خرجت من شرودها عندما وجدته يغمز لها قائلاً  وهو يخمن ما تفكر به:




        
          
                
_" وصلت ولا لسه ؟!"



ضحكت بخفه ثم توردت وجنتيها وهي تجيبه قائله:



_"وصلت !"



_"  ما تيجي؟!"



قالها وهو يغمز لها بمشاكسه ، وقبل أن تهتف لتأدبه وضع يده سريعاً  أمام فمها بمسافه تزامناً مع توضيحه:



_" أيوه أنا قليل الأدب "



صمتت  تطالعه بصمت غلفه الغيظ البسيط، بينما تابع هو بمرازغه يشاكسها مجدداً هاتفاً :



_" بس أنا كان قصدي ما تيجي نعمل حنتنا بقا !!"



_"ومالو "



قالتها باستنكارٍ وهي تنظر له بنفس  نظرة الشغف ، استطاع وبكل سهوله أن يدمجها معه ومع طباعه متناسياً الٱخرين ، بل كان بفرحته منشغل ، منشغلاً بفرحة عينيه لرؤيتها كأميره ثلج بلون ردائها البسيط الهادئ كمثل ملامحها حتى وإن لم تكن ملكة جمال ، الجمال مقاييس ولكل شخص لديه من سيأتي فيوم من أيامنا هذه ليعشق ملامحه كما هي دون تجميل وبذل جهد لاظهارها أحسن وأفضل للأنظار ، خلقة الخالق لا يوجد أجمل منها !!،  لذا ، خلق الانسان في أحسن تقويم 



كان "شادي" يقف علي بعد مسافة منها ، وبخبرته  بجذب الفتيات له ،  تصنع الإصطدام بيديها فقط ، حتى إلتفت تنظر له باستنكارٍ ولم تكن سوى "منه" صديقة "جميله" ، طالعها وهو يبتسم ثم مالَ يهتف حتى تسمعه من ٱثر علو الأغاني :



_" هو الحلو منين !"



_" من عند أمك !"



قالتها ببساطه شديده ثم التفت  تنظر لهم وهي تصفق  بحراره ، فتهتف هو من. جديد وهو يقف بجانبها مردداً   بدراما  استشفتها:



_" بس أنا أمي ميته  ومحروم من الحنان ، ما تديني حنان "



تنفست بعمقٌ وهي تتحلى بالصبر ثم التفتت تنظر له قائله  :



_"حنان ماتت  ؛ واسكت بقا بدل ما اقلبلك الحنه دي  خناقه وأقلب  الدنيا  عليك، فـ مشيها بالحب !"



إبتسم لها  "شادي" بمراواغه ثم هتف من جديد:



_"  ما  ٱنا نفسي أمشيها بالحب وربنا ، بس انتِ اللـ.."



دققت النظر بملامح وجهه ، فقد كان وسيماً بنسبه لاحظتها هي  حتى انه كانت ملامحه جذابه عن "غسان" ،   أشار لها  أمام وجهها وهو يردف :



_"  عجبتك يا .."



صمت وكاد أن يسألها فقاطعته هي ببسمه واسعه:




        
          
                
_". أوي اوي ،  منه ،. معاك "منه ". "



رفع يده يرجع خصلات شعره من تسهلها معه بتلك السرعه وقبولها التعارف ، ثم  هندم ملابسه بغرورٍ وهو يهتف:



_" كُنت عـارفـ..."



وقبل أن يكمل كلماته ، كانت هي قد وضعت  قدمها بحذائها  ذو الكعب العالي بسبب قصرها ، ثم ضغطت بقوه علي قدمه  ، قفز وهو يتأوى ثم سبها بسره ، هاتفاً لها بصوته الحانق مع تأويه:



_" أه ، يخربيت عقلك، دا  انتِ شكلك هابه منك علي الٱخر"



ابتسمت باستفزازٍ ثم رفعت يديها تشير له بعيداً وهي تقول:



_" أه ، وامشي حالاً بدل ما تكه وهوريك الجنان علي أصله يا محترم"



رحل وتركها سريعاً ، ثم توجه بملامح وجهه المغتاظه يقف بجانب "غسان"  و"نيروز" التي ابتسمت له ، نظر له "غسان" باستنكارٍ  فوجده يوجه حديثه لها قائلاً :



_" مين البت  المجنونه اللى هناك دي ؟!"



أشار لها عليها ، فابتسمت "نيروز" له قائله بهدوءٍ:



_" إسمها منه ،ليه ؟"



_" كنت بحاول أشقطـ.. ، قصدي كنت بحاول أتعرف عليها إكمني  بدور علي عروسه وكده ، وشخصيتها بقا عامله ازاي ؟"



ضحك "غسان" بخفه كما ضحكت هي وهي تجيبه:



_"   معرفش عنها غير إنها شخصيه عسل أوي ودمها خفيف بجد وصاحبة جميله أخت حازم بس دي مش للشقط !"



_" أومال لايه ؟"



قالها بفضولٍ فضحكت هي دون أن تجيبه ثم تركته  متوجهة لتشاهد رقص العروسين ، أمسكه "غسان " من تلابيبه ثم هتف. بوعيدٍ:



_" هو أنا مش قولتلك بلاش الشقط هنا ؟! مبتسمعش الكلام ليه ؟ "



قالها ثم حرك أنظاره صوب "منه" الذي عرفها  من إشارة الٱخر قبل قليلٍ فوجدها تحدج "شادي"  بصمتٍ ؛   أخرج "غسان " صوت صفاره من فمه ثم هتف له وهو يعدل ملابسه:



_". لأ حلوه  ياض يا شادي وتستاهل ،و .. هي بتبصلك كده ليه انتَ عملت ايه ؟"



نظر له "شادي" باستنكارٍ ثم هتف يهدده بطريقه غير مباشره:



_"  والله؟ حلوه ؟؟ ،  يـــا أا..."



قالها وهو ينادي عليها ثم صمت يتذكر إسمها حتى واصل مجدداً. يهتف باسمها:



_" نــيـــروز "




        
          
                
وضع " غسان " يديه سريعاً علي فم الٱخر حتى يجعله يصمت قبل أن تأتي ووتنتبه لما يحدث ، كان يمزح ولكن الٱخر لن يضع حداً لحديثه بالتأكيد سيتسبب بمشكله هذا الأهوج !!



_" إسكت خالص ،  و تعالي  نرقص مع حازم "



دخلت هي وشقيقها من باب المنزل ،  ولأنها كانت تهاتف "جميله" قبل أن تصعد، حتى تعملها بقدومهما ، ابتسمت "جميله", لهما وهي تحتضن "فرح" ومن ثم  خرجت من أحضانها تبتسم له بخجلٍ ، أما هو فكان  ينظر لها "عز"  وهو بعالم غير عالمه !! شرد بجمالها  وجمال ردائها  الأحمر الغير مؤذي للعين ، بدت كورده في رييع عمرها متفتحه مُبهجه ! ، تنحنح بحنجرته سريعاً وهو يخرج من شروده حينما ذهبت "فرح" معها وجاء له "بسام" الذي رحب به  بحراره وهو يأخذه ليجلس بجانبه فالداخل !! ، رقص الشباب مع "حازم" والفتيات مع "ياسمين" حتى "فرح" التي رقصت بخفه مع "جميله" و"نيروز" و "وسام" التي كانت سعيده باهتمام "ياسمين،" بها وهي تمسك يديها لتتراقص معها رغم إنشغالها كعروس !! 



أربعة شباب  شاردين مركزين أنظارهم علي حيث ما  أختار قلبهم  أو  من المحتمل ما سيختاره  قلبهم ، من المحتمل فقط!؟؟ ، درجات الحب كانت تدريجياً ،  من حيث "غسان" الذي كان هائماً بها فقط أنظاره مسلطه عليها وكأنه يخشي بأن تختفي من العدم  ، كما كان "عز" الذي كان يبتسم بحماسٍ غريب لرؤيته لها ، وهو يتمني بأن تكون له وتلك الفرحة مضعفه بفرحتهم معاً ، و "حازم" الذي لم يكن ليصدق ما به الٱن فدرجة حبه لها فاقت حدود التحدث بكثيرٍ !؟ ، و"بسام" الذي كان يوجه أنظاره لـ "فرح" بين الحين والٱخر وكل مره ينهر نفسه لاهتمامه  هذا !! 



والخامس الذي لا يعد ذكره شئ من المشاعر ، كان "شادي" الذي كان يحدجها  بسخطٍ كما كانت تحدجه هي الٱخرى ، ليس منطقياً بداية تعارف بتلك الطريقه بل كان عبثاً منه ، وهي لم تعطه الفرصه  !!



ركنٌ ٱخر : 



_" وحشتيني يا فاطمه ، مجبتيش العيال ليه وانتِ جايه ؟"



قالها "بدر" الجالس بجانب عمه وهما ينظران لها بحبورٍ ، ابتسمت هي بهدوءٍ ثم أجابته :



_" وانتَ كمان يا بدر ابقي تعالي ، الولاد والله عارف قالي أسيبهم أحسن عشان محدش يتعب ،  وجيت النهارده عشان ممكن معرفش اجي بكره "



رفع "حامد"  يده يربت علي يديها قائلاً بحنان:



_" أنا عارف ومقدر يا بنتي اللي عندك وحياتك ، ربنا يعينك ،  ومتمشيش خليكي غسان هيوصلك بما إن بدر مش معاه عربيه هنا "




        
          
                
أومأت له بهدوءٍ  ، وعدد الحاضرين يقل تدريجياً ، وقبل كل ذلك كان هناك من يتابع كل ذلك بحقدٍ فاق الحدود  لم تكن سوى "زينات" ، أما زوجها  فكان يرحب ويودع الناس مع "سُميه" و "عايده" ،  أحداث من رقص وبهجه وعبث وحديث جانبي ، إلي أن قل عدد الحاضرين أكثر وأكثر ، وقف "عز" أمام "حازم" وهو يحتضنه ثم تحدث يودعه:



_" ألف مبروك يا حازم ربنا يسعدك"



_" حبيبي يا عز ، عقبالك  ، متنساش  تيجي بكره بقا هستناكّ .. "



أومأ له بالايجاب ، في حين كانت "جميله" تودع  "فرح" و"منه"  بعد  أن رحل باقي أصدقائها وتبقي المقربين ،  تحتضنهم بحبٍ وسعاده ، خرجت "فرح" تنتظر شقيقها بينما ، خرج "شادي" سريعاً علي السُلم يقاطع سيرها ثم قال بنبره  مرحه:



_"  يعني مش هتجيبي رقمك ؟"



ضحكت رغماً عنها ثم التفتت تهبط السلم تزامناً. مع قولها :



_" هو انتَ مجنون يا اسمك ايه ولا فى حاجه فـ مخك ،.. ربنا يشفيك"



قالتها وهي تهبط ولكن وصل إلي مسامعها كلماته حينما ردد:



_"   شادي ، اسمي شادي يا منه  ، أنا معجب بيكِ يا بت ، استني متمشيش !"



طريقته في قول كلماته جعلتها تضحك بقلة حيلة وهي تحرك رأسها  وهي تهبط أكثر ، التفت فوجد "عز"  يكبت ضحكاته وهو يدخل المصعد مع "فرح"   تفهم ما يضحك عليه ، بالتأكيد كان حاضراً ما حدث منذ قليل ، وفرح صديقه منه هي الٱخري !! ، تنحنح  بحنجرته ثم  دخل الشقه مجدداً فقاطع سيره  خروج "غسان" مع "فاطمه" ثم هتف علي عجاله له:



_" عشر دقايق هوصلها وجاي "



أومأ له ثم دخل بينما خرج الٱخر ، لم يتبقي سوي أفراد العائله ، والأقارب فقط من "حامد", واتباعه وعائلته ! ،  هتف "حامد" عند سكون الجو من حوله:



_" الف مبروك يا حبايبي عقبال أولادكم ان شاء الله ، وعقبال نيروز يا مدام سُميه"



قال ٱخر حديثه وهو يوجه حديثه للٱخيره ، بينما وجدها "سليم" اللحظه المناسبه الٱن  لرمي قنبلته. الذي مهد لها وهو يهتف ليمهد مره أخرى :



_"  بمناسبة كده ،  واللي كنت عاوز أقولهولكم ومش هتقبل أي نقاش فيه .."



ترقبت الأنظار جيداً حتى "زينات" التي لم تكن تعلم ما يود قوله ولكنها فتحت فاهها بصدمه كما الٱخرين تماماً حينما هتف :



_" في عريس جاي لنيروز كمان يومين "



صدمه حلت على وجوهم ، من "نيروز" التي تراخت قدميها  وارتجفت أوصالها ، إلي "شادي" الذي دق قلبه بخوفٍ  من ما هو ٱتي لعدم وجود "غسان " الٱن !، لم يتحدث أولاً منهم  سوى "حازم" الذي أردف بمعارضه دون علم  أي شئ:




        
          
                
_" يعني ايه يعني؟؟"



_" هو ايه اللي يعني ايه يعني بنت ومسيرها تتجوز ، ومش رفضتو. ابني ، اهو اللي كا ن  موقف حالها جالها غيره ،"



قالتها "زينات "   بشماته ، في حين. كان شعور "حامد" و زوجته ووسام  التي كانت تعلم ،  العجز  عن قول شئ لايحق المعارضه سوي أهل الشأن ولم يكن ربط  "غسان", بها شئ الي الٱن وقد أصبحت عقده ! ، هتفت "سُميه" بعضب وهي تنظر لهم:



_" أنا بنتي موقفش حالها ، ولا شخصيتها ممسوحه لدرجة  انك تجيب واحد من غير ما تاخد رأينا حتى !"



لم يرد عليها بل قاطع حديث كل منهم صوت"نيروز"  التي هتقف بصوت مرتفع تعارض. بعدما استوعبت الٱمر:



_"  أنا مش هقابل حد ، ومش هتجوز حد من طرفك ولا من مجايبك!!"



ضحك بسخريه كما ضحكت زوجته فردد هو بتهكمٍ:



_" مش بمزاجك أنا خلاص خد  معاه معاد وجاي قريب جداً بعد ما  ننتهي من جواز حازم و اختك المحروسه .."



_" وايه كمان ؟ مش عاوز تطلقني من ابنك بالمره ! ما دام  قاعد تتحكم فينا كده، ..  أنا مش هسمح لـ ده يحصل يا عمى "



قالتها "ياسمين" بغضبٍ ، فتجاهل هو حديثها ،  حتى تقدمت "نيروز" بخطواتها   وهي تحرك رأسها للبحث عنه ، تقابلت أعينها بأعين "شادي" العاجزه !! ،  خرج صوت "حامد"  منه وه يردف بهدوء:



_" مينفعش الكلام ده بالغصب دا جواز ، وبعدين أهم حاجه موافقة العروسه اللي هي زي بنتي ، وطالما مش موافقه تقابله يبقي ملوش لزوم !"



قالها "حامد" ، فخرج صوت "شادي" أخيراً يؤيده  أمام أنظارهم:



_" فعلاً ، الأمور دي بالهداوه ، وبلاش منه طالما ده كان رد فعلها اكيد نصيبها معيون !"



نظر له "سليم" باستنكارٍ هو وزوجته ثم هتف بسخريه:



_" وده مين ده كمان !"



أمسك "حامد" يد "شادي" تحسباً لحدوث شئ ، في حين  خرج صوت"بسام" وهو يقول:



_" يا جماعه كل حاجه وليها وقت وده مش وقته إستنو ربنا يعدي اللي جاي علي خير وابقوا شوفوا "



لم يتحدث "سليم" بل اقترب منه  "بدر" يقف بوجهه ثم قال بنبره حاده:



_"  هو أنا مش قولت قبل كده أنا راجل البيت ده  حتى انتَ  ملكش كلمه عليهم ايه هتغصبها ؟!"



أمسك يد "زوجته" يسحبها خلفه ثم هتف بغير اهتمام يفتك بأعصابهم:



_"  أنا قولت اللي عندي  واخدت معاد  مع العريس خلاص وهيجي ويشوفها "
قالها وهو يتوجه ناحية باب الشقه غير  مبالياً لنداء. الٱخرين عليه بالتوقف. من النساء والرجال ، إلا عندما صرخت "نيروز" صرخه عاليه جعلت كل منهم ينتفض بفزع. ومن ثم بعدها  تقدمت بخطوات سىريعه توقفه بقولها الصارخ:




        
          
                
_"  قولتلك مش هقــابله!!  "



أجابها "سليم"  بنبره جامده:



_" هتقابليه غصب  عن عينك ، ويبقي ربنا يسهل .."



قالها ومن ثم  سحب باب الشقه  خلفه ليغلقه ،  بينما توجهت "سُميه" حتى تذهب خلفه ولكن أشار لها "حامد" بأن تتوقف حتى لا يتأزم الوضع ، رحلت بخطوات سريعه وهي تكتم دموع  عينيها   إلي غرفتها وهي تغلقها خلفها  رافضه فتحها لمن جاء من خلفها ، بينما فضَّل "شادي" و"بسام" الخروج من الشقه ، و وقف "حامد" ينظر بعجزٍ لزوجته و "عايده"  وهما يواسيان "سُميه" ، تنحنح ليخرج من الشقه  بعد تأزم الوضع ، جلست "ياسمين"  تهز ساقيها بعصبيه ومن جانبها "حازم" الواقف  بجانبها ،  لم تمر دقائق وأدخل النساء "سُميه" بفراشها  وبقت "جميله" مع "ورده" تنتظر بأن يُفنح الباب من "نيروز" ثم رحل كل من  النساء ، كل منهم إلي شقته !!



_______________________________________________



بعد عدة دقائق ، كان يتحدث كل منهم بـ شقة "حامد" علي ما حدث ، إلي أن هتف "شادي" بانفعالٍ وبنبره صريحه يعلم من كان لا يعلم:



_" يعني ايه يا عم حامد متكلمش ، ما انتَ عارف ان غسان بيحبها  وعاوزها"



كان لا يحق له القول بعد قول الاخر بأنه بالفعل أخذ ميعاد ، صمت "حامد" لم يتحدث لم يفهمه  حتى ان تحدث ، بل انفعال وحدة الشباب ليست بهذه الأمور ، اما الذي لم يكن يعرف علاقة شقيقه هو "بسام"  ولكنه صمت رغم تفاجئه حينما هتفت "دلال". بخيبه:



_"قلبي عليك يابني ، لو عرف ايه اللي هيحصل دلوقتي يارب .! "



وما أن إنتهت كلماتها وجدته يدخل من باب المنزل وهو يغلقه من خلفه  ، هنا ووقف الجميع حتى يستعدو لاخباره بما حدث !!



_____________________________________________



وقفتّ  هى فالشُرفه ودموعها تهبط ، لا تعلم ماذا تفعل ، لم تفتح لأحد رغم أنهم  إلي الأن أمام باب غرفتها ،  خيبه كبيره ، وعجز،  كل ما جال بخاطرها هو  أنها بالفعل مرغومه علي أمرها وبالفعل لا يوجد أمامما خيار سوي الجلوس مع ذلك العريس ، وعندها سوف  ترفض ، تذكرت كيف  سيكون الحال إن كان والدها موجود بالفعل ، هبطت دموعها بكثره منتظره مواجهة "غسان"   لا تعلم كيف ستكون ردة فعله ، ولكن بداخلها رهبه من كونه سيتخلي عنها ويتركها !؟  بعد كل هذا !؟،  قلة ثقتها بمن حولها تجعلها تنظر فالأمر مائه مرة وأكثر ! ،  طالعت السماء بقهرٍ بدلاً من أن تكون ليله سعيده ، تلطخت ببعض الحزن. ،  الأمر بالنسبة للبعض سوف يمر لذلك لم يتأزم الوضع عندهما ولكن من يعرف علاقة "نيروز" و الٱخر سيصاب الحزن هذه الليله ولكن يجب أن تنتهي بأملٍ مهما كان ! ،  لم تشعر بنفسها إلا عندما جلبت دفترها سريعاً ، كمثل ما تفعل فوقت حزنها أو فرحها تدون ما تشائه لعله يخفف عنها ، وقفت تفتح القلم ورغم ارتجافة يديها الا انها دونت بخيبه تناجي ربها:




        
          
                
[ارزُقنا السكِينه والأُنس بك
واجعل الدُنيا اخَف
على قلوبِنا ياربّ.]



أغلقته مرة ثانيه وفمها لا يتوقف عن الدعاء بحدوث الأهون وعكس كل ما   يُخطط له !!



_____________________________________________



وقف  لم يشعر بنفسه عندما قص عليه صديقه و والده ما  حدث ، ذلك الثابت لم يكن ثابت  في هذه اللحظه ، ابتلع  ريقـه بصعوبه ثم خرج منه صوته المختنق من كثرة عدم تصديق ما سمعه:



_" يعني ايه ؟  سيبتها تضيع من ايدي وأنا مش هنا ؟"



صمت عندما وجد العجز علي ملامح وجههم ،   تبدلت ملامح وجهه للجمود وهو يهتف عكس النيران التي تتٱكل بداخله:



_"  ما حد يرد !"



رفع أنظاره المشتته يحركها فالمكان وهو يسير باتجاه غرفته سريعاً صافعاً الباب من خلفه حتى فتح الشرفه بقوه وهو يبحث عنها بأنظاره ثم تصنم مكانه عندما وجدها تبكي بصوت   وشهقاتها تعلو فالمكان ،  توجه ناحيتها ثم هتف بنبره تائهه يسألها بريبه ظهرت واضحه بنبرته :



_" وافقتي ؟"



التفتت برأسها وهي تنظر له بخيبه ، حتى توجهت وهي تتحدث بتعلثمٍ:



_"غسـان ، أنا.."



لم يعطيها فرصه بالرد بل سألها  بتعبٍ :



_" هتقعدي معاه !!"



بكت وبكائها يضعف بداخله بقوه ،  حاول بكل ما لديه من القوه الصمود حتى يأخذ الرد الذي يريده ، بينما تابعت هي نبره. منهكه تبرر:



_" أنا قولتله لأ ،والله قولتله لأا ، بس مشى وسابني ومعبرنيش وغصب عليا  أقعد معاه ."



صمت يتابع ملامح وجهها المرهقه من كثره البكاء ، رفع يديه يمسح دموعها كما يفعل كل مره  دون وعي ، ثم نبس بنبره هادئه يطمئنها رغم احتياجه لمن يطمئنه الٱن وبسرعه ، داخله مشتتاً يخرج الكلمات من عقله بالكاد بعد خوفه ورهبته من ضياعها منه :



_"  متعيطيش .."



مسح دموعها بحنوٍ غلب  الشعور بالخيبه والتشتت من الطرفين ، ثم تنهد قائلاً لها بريبه  مره أخرى :



_" نيروز انتِ بتحبيني صح ؟ قوليلي انك   حاولتي و هتحاولي، عشان أحاول !"



تشبتت بيديه بقوه ثم نبست بنبره متحشرجه صادقه تخللته:



_"  أنا بحبك ومش عاوزه الا انتَ ..قولي انك مش هتسيبني  ..! "




        
          
                
رفع أصابعه يدخل خصلات شعرها  المتمرده إلي داخل حجابها ثم مسح بيديه كحل عينيها من ٱثر البكاء ، وهو يهتف بلمعة عين صادقه ، وتلك المره كانت دمعته القريبه علي ٱخرها في عينيه حتى هبطت خافته منه :



_"   مش هسيبك ، والله ما هسيبك لحد غيري !"



وكأنها كانت تنتظر منه هذا الرد ، حتى توقفت دموعها من نبرته الصادقه ، وهي تبتسم بأمان ، فرفع هو يديها يقبلها مما جعلها تتراجع بعد فعلته تلك ،  قبل يديها حينها ثم هتفد بوعدٍ صادق:



_"  ما   دموعك مش سهله للدرجادي يا بنت الأكرمي !"



توقفت عن البكاء مع تراجعها للخلف وهي تسحب يديها ، ابتسم بهدوء على ما فعلته ، ثم ردد قائلاً بجديه:



_"   هتسمعي كلامي لما أقولك هتعملى إيه لما  عمك الناقص  يجيب الخروف اللي متقدملك ؟؟"



ضحكت بصوت علي ما أردفه ، رغم جدية ما كان يتحدث به ، ولكنها ضحكت كالمختله عقلياً ، كما تفعل غالباً ،  واصل هو الحديث قبل أن يتحدث لها بما ينوي فعله:



_"  قبل كل ده ، انتِ تخرجي وتبيني ولا كأن حاجه حصلت وإنك مش فارقه معاكِ  إذ كان هتقابلي الخروف ده ولا لأ ، لحد ما يجي ساعتها وقدامنا خيارين ، بايدك تختاري واحد منهم انتِ وامك !"



عقدت ما بين حاجبيها بتعجبٍ وهي  تومأ له ،  أما هو  فـ أحد الخيارين كان واجب فعله منذ فتره والٱخر كان من طبيعته الجريئه  لفعل أشياء عبثيه  لم يتوقعها  البعض ،ولإعطائها فرصه بما سيُفعل  ، خرج من شروده عندما هتفت هي بفضولٍ:



_"   ايه الخيارين ؟"



تنهد "غسان" يأخذ أنفاسه ثم تحدث قائلاً باختصارٍ:



_" نعدي بس فرحة حازم وياسمين ، وهقولكم  ساعتها ، متفكرؤش فحاجه الوقتي ،   ولاحتى  تسمحي  لدموعك تنزل ،  لأن كده كده انتِ بتاعتي .."



ضحكت من ما أردفه من مشاكسه طفيفه ، فصمت هو يتابع ما بقت عليه هي الٱن كان ينتظر حبها وكفاحها له حتى بدأ ، وكانت هي تنتظر عدم تخليه عنها حتي تحدث ،  من الٱن وسيبدأ حب الأفعال وليس الحديث ! ، طالعته بشفقه مما بقى عليه ، فقط هطبت دمعته منذ قليل عندما كان يمسح دموعها دون أن يدري ،  وثقت به الٱن  وعلمت مكانتها لديه ، ابتسمت ثم طالعته بتبجحٍ معهود منها منذ أن عرفته ، حتى قالت  لتخرجه من تحسبات عقله:



_"  طب  مش هتقولي   الست قالت ايه ؟"



ضحك بخفه رغم تعكر صفو مزاجه ،  وتابع نبره هادئه لها :




        
          
                
_" لا قوليلي انتِ  المرادي .."



عقله غير مرتباً لجمع كلمات كان هو يحفظها ومازال ، ٱثر الصدمه جعلته مرتبكاً تائهاً من فكرة ضياعها منه وبطريقة ما هرب من ما تود أن يقول وعقله منشغلاً بعديد من الأفكار ، بينما تنفست هي بعمقٍ وهي تردد قائله لتسأله:



_" عارف الست قالت ايه ؟"



_" ايه ؟"



قالها بابتسامه صغيره اتسعت حينما واصلت هي بـ :



_". خلينى جنبك خليني .."



صمتت تبتسم له ببهجه عادت لها، حتى واصل هو يكمل مقولتها لها غامزاً لها بعبثٍ :



_" فحضن قلبك خلينـى !"



سمع صوت تهليل كبير من خلفه التفت ينظر بدهشه فوجد الوضع. كالٱتي "شادي" يستند على "بسام" وهما   ينظران بهيام ، بينما كانت تقف "وسام" بجانب "حامد" " ودلال " من خلفهم !!  هتف "شادي" أخيراً والحاضر للوضع منذ غزلهما ببعضمها :



_"   يخربيت الحب ياض ، يخربيته !!"



ضحك أخيراً علي ما فعله. وما قاله صديقه التفت ينظر لها فوجدها اختفت من أمامه ، متجهه إلي الداخل  بحرجٍ ، بينما ابتسم هو بقلة حيلة وهو يدخل لهم يقف أمام  أنظارهم هاتفاً قبل أن يسأله أحد وهو  يتمتم باختصارٍ ليغلق  الحوار :



_"  كل حاجه تمام ،  علي ما تقابله بقا وترفضه ربنا يسهل "



قالها بكذبٍ فليس مش طبيعته أن يترك شئ يخصه لغيره ، ورغم استنكارهم الي أن حاولوا  جميعاً مجاراة الوضع،  توجه ليفتح الباب ثم قال  بتبجحٍ:



_" برا يلا عشان مصدع "



ترصصوا للخروج حتي نظر له والده باشمئزاز جعله يضحك ،  ثم خرج هو وشقيقه الذي غمز له وهو يوكزه فكتفه ، ومن بعدها خرج  الجميع ،  وبقى "شادي" الذي تحدث قائلاً  بحديث يثير الريبه تزامناً مع  غلق "غسان" الباب:



_" تعالالي يا  أبو الغساسين يا حلو انتَ يا مسكر "



نظر له "غسان" بشك ثم قال بخوفٍ زائف:



_" ولااا ، هناك كانت الحته واسعه ، لكن هنا اوضه  واحده وسرير واحد  وكنبه ، اهدى على نفسك  !"



_"  شوف دماغك بقولك تعالى علمني الست. بتقول ايه ابقا  أقولها للبت" منه" دي اللي مركبالي الوش الخشب !"



ضحك "غسان" بخفه تزامناً مع خلعة سترة الحله وقميصه  ، بينما ذهب الٱخر  ليجلس علي الأريكه منتظراً رده ،  ولكنه نظر له باستنكار  حينما ردد:



_" مينفعش ، كلام الست كله متفصل ليها هي لوحدها ، اختارلك  حد تاني غير الست !"



صمت "شادي"  يحك ذقنه ثم أردف علي فجأه :



ورده ؟!  ، وأقولها بقا ..بتمر ساعات بعد لقانا والروح لوجودك عطشانه!"



ضحك وهو يهز رأسه  يؤيد:



_" بالظبط حتى لايق "



_"طب سيبك بقا وقولي ، بتفكر  فـ ايه ، وهتعمل ايه ؟"



نظر له بصمت وهو شارد ثم توجه ليجلس بجانبه ،   متحدثاً بشرود:



_" فحاجات كتير أوي ، بس المهم إني مش هسيبها .."



ترقب "شادي" شروده وهو يسأله باهتمام:



_" ناوي تعمل ايه ؟"



التفت ينظر له وهو يفكر بالخيارين  مع ترتيب أحداثهم لما ينوي فعله  ، بدأ يقص ما   ينوي فعله بهدوء لصديقه الذي صمت يستمع باهتمام وملامح وجه جاده ولكنه استشعر  بدخول الأمور بنقطة الجديه حينما وجد   أن الخيارين بتفسيرهما كان أحدهما هـــروبها ..  وليس كأي هروب بل سيكون هروب بعلم أهلها بما فيهم والدتها ،   و لم يكن هروب بالمعني الحرفي بل كان هروب من مشكلة لتواجه أخرى ، أما الخيار الٱخر  فكان الخيار  الجاد الأكثر ..خيار بأن تكون معه  ؟!   ، خيارين قد ظهرا الٱن ولكن دون تفسير لاعدادهم وكيفية تنفيذهما ،   هُنا كان السؤال الذي لم يكن سوى : أحقاً  خياران أحدهما هروب والٱخر زواج ؟!.



________________________________________



• وإن كان هكذا فأي منهما سَيُطبق بموافقتهم ؟ وبضغطٍ أم بلا ضغطٍ من أحدٍ؟ وكيف سيكون الهروب ؟ وإن لم يكن فكيف سيكون الزواج بتلك السرعه  وهل ستكون الموافقه من أصحاب الشأن هي الغالبه أم العكس ..؟! 
كانَ وسيكون "غسـان" بعد الٱن بفعله لمعنى إسمه ولم يكن معناه سوى (حدة الشباب) .

google-playkhamsatmostaqltradent