Ads by Google X

رواية عودة الوصال الفصل الواحد و العشرون 21 - بقلم سارة ناصر

الصفحة الرئيسية

  

 رواية عودة الوصال الفصل الواحد و العشرون 21 -  بقلم سارة ناصر

«ألا تدري الراحه فـ وجودك بجانبي ؟، الدفء في عينيكَ ، والسـلام في نظرتها ، وأمانكَ في مسكة يديك بيدي هذا ما كنت أريده، كنت أريد الإطمئنان وأمانك وسلامك ودفء يديك فقط، هذ كان وسيكونّ كل شئ بالنسبه إليّ !!»



كانَ يجلس وبيديه مشروب من الليمون بالنعناع البارد و المفضل لديه وكذلك هي الأخرى بجانبه ، إلتفت ينظر لها فوجدها تشرب منه بتمهلٍ ، يعلم أنها تخفي ما كانت تود قوله ليلة أمس ، لا تريد أن تواجهه بمخاوفها ، بعد المحاولات منه كي تصبح معه علي راحتها ، لاحظ أنها صامته بنسبه بسيطه وحده من انتبه لذلك حتى وإن كان غير ظاهراً بوضوحٍ ، كان ينظر لها وهو يدقق النظر بينما التفتت هي علي فجأه كي تتحدث ولكنها صمتت حينما وجدته يطالعها بصمت ، ابتسمت بهدوء ثم رفعت عينيها تقابل عينيه بتمعن ، بينما تنفس هو بعمق ثم تحدث بنبره هادئه يسألها على فجأه :



_" هو انتِ بتخافي مني؟"



نظرت له "نيروز" باستغراب ولكنها تعلم سبب سؤاله بسبب حديثه معها عن سبب ذهابها للطبيب النفسي، لم تبدي ردة فعل مستنكره بل ابتسمت بهدوء ثم حركت رأسها بالنفي حتى تنفي حديثه ، لحظاتٍ وقد خرج حديثها منها بنبره هادئه لم يظهر بها الضعف الذي بداخلها:



_" مش منك ، من حاجات تانيه كتير !"



يريد وبقوه محو كل شعور سئ بداخلها وإخراج كل مخاوفها ورهبتها للهواء حتى يتبخر ولا يعود مره ثانيه !! ، خرجت منه ابتسامه صغيره ثم ردد بشغفٍ:




        
          
                
_" عاوزك تعرفي إنك طول ما انتِ معايا الخوف مش هيعرف ليكِ طريق ، !"



ابتسمت بتأثرٍ ثم تساءلت بريبه تعيد علي مسامعه حديثها ليلة أمس النابع من قلة ثقتها بمن حولها :



_" يعني مش هتشوفني مجنونه ؟ "
سؤالاً تكرر على مسامعهِ مما سبب له فكرة خوفها من مَن حولها عن الإنطباع ،حرك رأسه بالنفي ثم نظر لها بصمت حتي تابعت بنبره خائفه خرجت له بوضوحٍ :



_" أنا خايفه تسيبني وتمل مني ومن مخاوفي التافهه !"



_"قلبى دايماً جنبك و هيساعدك وكتفى هيشيلك لو ميلتي عليه، متخافيش"



قالها بصدق ظهر في كل تفصيله فعلها عند الحديث نبرته ،كلماته، حركة يديه ، نظرة عينيه ، لا يدري لما يرمي على مسامعها كلمة عدم الخوف منه أو من غيره ،ولكنه استشعر خوفها لا يعلم هو أ منه أم من الزمان ؟! ، أما هي فنظرت بتأثر من صدق كلماته الذي رماها علي مسامعها للتو ، لم تشعر بنفسـها سوى عندما تحدثت مره واحده قائله باختناقٍ ظهر في نبرتها :



_" هخاف تسيبني بعد ما إتعلقت بيك ، كل ما بتعلق بحد بيمشي ويسيبني متعلقتش أوي بحد بعده ألا انتَ إمته معرفش !! ، خوفي من إني أتعلق وأتكلم واتعرف علي ناس جديده كان بيظهرني فـ نظر الكل مجنونه أنا معتش بثق في وجود حد معايا ، محدش عارف إني لسه بروح لدكتور نفسي منهم غيرك انتَ وجميله .!"



صمتت تأخذ أنفاسها ثم طالعته فوجدته يستمع لها باهتمام ظاهري ونظرة عينيه المتمعنه بها واللامعه بلمعة الحزن تلك المره أما من داخله لم يكن ثابتاً بتاتاً ، حرك عينيه بمعنى الإطمئنان حتى واصلت مره أخرى تتحدث براحه إستشعرتها فالحديث معه منذ فتره :




        
          
                
_" زمان لما بابا مات أنا قعدت فتره فاقده النطق ، عايشه فـ أحلام مع نفسي إنه لسه معايا وموجود ، رفضت الواقع بكل اللي فيه واختارته هو لوحده ، كلهم بلا إستثناء كانو شايفني إتجننت خلاص بسبب اللي كنت بمر بيه ، بس أنا مكنتش ساعتها مجنونه ، لو حد عرف إني لسه بروح لدكتور نفسي منهم هيفتكروني حصلي حاجه زي زمان مستحيل أرجع نظرتهم المشفقه دي تاني ، أنا مش عاوزه أشوفها ، كل مخاوفي منها من مرات عمي اللي كانت فضحاني فكل مكان بإني خلاص اتجننت محدش كان بيتكلم غيرها ، كلامها فكل مره كان بيرجعني لورا حتى لو كان في تقدم ، كام مره عمي جه عليا واتظلمت بسببها ، كام مره حد فكر إني ممكن أكون مجنونه فعلاً بسبب كلامها عليا وانهم خلاص شايفني ناقصني مستشفى المجانين ، ليه مكنتش بخرج وليه منعت نفسي إني اتعرف ؟ كان بسببها بسبب إن نظرة اللي برا وبعض الجيران ليا بإني خلاص بقيت لا أصلح أكون إنسانه عاقله ، كلامها وكلام الناس والجيران والقرايب خلاني معتش واثقه فـ اللي حواليا حتى نفسي ، بقيت بعمل حساب لنظرتي ورد فعلي قدام حتى أخواتي وماما ليفكروني مش طبيعيه تاني ، وحسن اللي عاوزني بالغصب كان حتى نظرته ليا كأني ضعيفه وهيضحك عليا عشان مجنونه كانت باينه أوي محدش وقف جنبي غير ماما وإخواتي ، و ياسمين هي الملجأ الوحيد ليا لو الدنيا قست عليا وحد كلمني ، حتى أنا خايفه أقول إني مش مبسوطه إنها هتمشي وتسيبني .."



صمتت تأخذ أنفاسها وهي تحاول بقدر الإمكان بأن لا تهبط دموعها ، كلمات وحديث ألمه من الداخل حتي وإن لم يكن حزنها وأسبابه كفيلاً لأذية غيره ولكن من يعاني مثلها كان سيتفهم جيداً ، وضع نفسه مكانها كما يضع في كل مره بسبب طبيعته التي تضحي من أجل من يحبهم فقط ، يوقعه القدر في أشخاص يعانون مع الحياه حتي شقيقه الذي كان يشعر به ولو ذره لم يعترف بذلك ، أما هي ؟! ، من كان سيشعر بها وهي تشعر بأنها بمفردها وفي نظر الجميع كانت مختله عقلياً حتى الصامتين الغير معترفين ظاهرياً. بذلك في البدايه ، نظر لها بحزنٍ ثم خرجت منه نبرته الذي حاول منذ لحظات بأن تخرج ثابته منه حتي تحدث قائلاً :



_" انتِ الواحد يتعافى بيكِ ، وعمرك ما كنتِ مجنونه ، وكل اللي وصلك للحاله دي انا مش هسيبهم يفضلوا يأذوا فيكِ كده صدقيني "



نظرت له بامتنان صادق وهي تطالع عينيه التي بدت صادقه وصريحه في نظرتها ،ثم تساءلت بخوفٍ داخلي وريبه ظهرت له بقوه مما جعله يقلب الحوار لٱخر :



_" يعني مش هتسيبني؟"



_" تؤ



_" هتكسرني؟"




        
          
                
_"تؤ"



_" يعني بتحبني"



_"تؤ"



قالها بمرح حتي يخفف من الأجواء المشحونه بمشاعر عده ، لم يسمع منها سوي شهقه خافته ومن بعدها صوت ضحكاتها ، ضحك بخفه عليها ثم صمت للحظاتٍ ولم يريد أن يفتح الحوار مره ثانيه بل راوغ في حديثه كي لا تبكى كما يراها تكتم الدموع بعينيها ثم سألها باهتمام:



_" بتعرفي. تدافعي عن نفسك ؟"



عقدت"نيروز" مابين حاجبيها بتساؤل ثم قالت:



_"إزاي ؟"



_" يعني تثبتي حد ، تعوري حد ، تضربي حتي حد حاول يتهجم عليكي بالضرب .!"



نظرت له باستنكار ثم تحدثت بتلقائيه وهي تضحك:



_" أثبت وأعور !! ، انتَ بتهزر صح؟"



نظر لها "غسان" بتمعن ثم هز رأسه وهو يخرج ما بجيبه تزامناً مع قوله:



_" زي ما. توقعت.."



نظرت له باستفهام ، ثم تفاجأت به وهو يمسك يديها حتي يلبسها سوار فضي اللون صلب بعض الشئ ، ألبسه اياها بهدوء ، حتي نظرت له بتساؤل من غرابة شكله وهي تقول بتعجبٍ :



_"إيه ده يا غسان ؟"



أحكم غلقها علي يديها ثم رفع أنظاره قائلاً لها ببساطه:



_"مطوه عشان لما عمك ومرات عمك وأي حد يقربلك وأنا مش جنبك تعلمي عليه وتثبتيه علطول .."



تبجحٍ منه يرسله لها بعد أن أخذت منه بعض الجرأه في الحديث معه نظرت له بذهول ثم رددت بغير تصديق قائله بحديثها العفوي:



_" انت مجنون ؟ عاوزني أعورهم بالبتاعه دي !"



_" لسانـك بقا طويل معايا يا رزّه ، مره قليل الأدب ومره مجنون وكده كتير !"



نظرت له بعدم استيعاب ،فـ قالها بمكرٍ ثم نظرت له وهي تتحدث بجديه :



_" انتَ جبت البتاعه دي منين؟ وشكلها عامل كده ليه!"



_" جبتها وأنا جاي بعد ما قولتيلي إن عمك مد ايده عليكِ، ثانياً محدش قالك عوريهم ، ثبتيهم بيها لو حد قربلك هتلاقي كل واحد فيهم اتصنم مكانه متبقيش طريه كده !"



قالها "غسان" بهدوء شديد مع بساطته في تسهيل أمر ليس طبيعياً ، فضحكت هي من قمة هذا العبث وهي تعيد النظر بها ثم مدت يديها لتضغط علي زر يشير لفردها حتي فُتحت علي فجأه بشكلها وهي تنفرد بالطول متعلقه فقط من يديها ، ناظره علي الجزء الصغير الحاد جداً بها ، كانت لا تظهر كلياً بأنها أداه حاده بل كانت كأنها سوار ، لم يسمع سوى صوت ضحكاتها عندما استوعبت الأمر سريعاً ، إبتسم علي ضحكتها ثم تفاجأ بها وهي ترفع يديها حتي تعبث معه لتضعها أسفل عنقه بتلك الأداه التي توجد بيديها ومعلقه بها ممسكه بها علي فجأه ، وقبل أن تلمس عنقه مباشرةً أوقفها علي فجأه وهو يمسك يديها يمنعها ثم غمز لها قائلاً بتسليه وإعجابٍ:




        
          
                
_" ده اللي هو علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني؟"



قالها باستنكارٍ فسمع صوت ردها بضحكتها الخافته حتي أنزلت يديها ببطئ ، فواصل يكمل هو وهو ينظر لها قائلاً بفخرٍ :



_" لا بس عال أوي كده "



ضحكت من غرابة الموقف فقد تتوقع أي شئ منه ،ثم نظرت له تبادله الغمزه وهي تتحدث قائله بمرح وعفويه :



_" لا دا أنا أعجبك أوي"



غمز هو لها هذه المره ثم خرج منه صوته الرجولي وهو يعبث كعادته قائلاً ليحاصرها بحديثه وهو يقول بتبجحٍ ووقاحه معهوده لديه:



_" انتِ كده كده عجباني "



حركتّ رأسها بقلة حيله منه ثم تنفست بعمق وهي تنهض بعض أن رأته ينهض ، حتي وقفت بجانبه ثم رفعت رأسها حتى تطالعه فوجدته ينظر من أمامه قائلاً له علي عجاله :



_"يلا عشان نروح"



___________________________________________



بعد مرور بعض الوقت وقفت السياره أمام المنزل لتُنزل كلاً من "سُميه" و"عايده" و"دلال" وأخيراً "ورده" ، جاءت بهن السياره علي مرتين ، من شقة "حازم" التي كانت تتجهز بواسطتهن ، دلف كلاً منهن المبني عندما إنتظرن الاخريات ، وبقت "ياسمين" معه في السياره حتي يقضون بعض الوقت مع بعضهما فالخارجّ ، صعدت "سُميه" علي السُلم بسبب مرضها وحتى لا يقل ضغط الدم لديها عندما تصعد في المصعد قليلاً ما تصعد به ، فضلت النساء وابنتها الصعود معها علي السُلم إلي أن صعدن جميعهن ، ووقفت كل واحده منهن أمام شقتها ، لم يشعر أي منهم بتلك التي خرجت تنظر لهن باشمئزاز ولم تلقي السلام عليهن بل ظلت تنظر لهن نظرة إستحقار ، توقفن عن فتح كل واحده منهن لشقتها عندما صاحت "زينات" عالياً وهي تتوجه ناحية المصعد تنتظره تزامناً مع قولها :



_"عقبال ما تفرشي لبنتك التانيه يا سُميه ولا هتفرشيلها إزاي وامته يختي وهي عايشه ومقضاياها قدامك أو من وراكي يا وانتِ زي الـ..!"



كلمات خرجت منها بطريقه مُستفزه ، وقفن جميهن بصمت إلي أن نظرت لها "سُميه" بحده تقاطعها كما كان حديثها بنفس الحده وهي تقول:



_" قولتلك متتكلميش علي بنتي كده ، ودي المره الاخيره اللي بقولك فيها ملكيش دعوه ببناتي يا زينات ، خليكي فحالك .. "



قالتها بجديه بالغه إلي أن نظرت لها الاخري نظره إستنكارٍ ، أما هن فدلفت كل واحده منهن إلي شقتها دون نبس حديث حتي لاحظو هدوء الوضع ما أن هبطتت الٱخري ، هبطت "زينات" في المصعد بعد أن ركبته وهي تنظر من أمامها بغيظٍ. وتشفي ، اليوم أول خطواتها في البحث عن ابنتها بمفردها !! ، خرجت من المصعد ثم سارت في طريقها إلي الخارج وهي تُعدِل من مسكة حقيبتها بيديها وعلي ذراعها ، دققت النظر من أمامها من تلك السياره التي إصطفت إلي جانب أمام المبني ليهبط منه الإثنان معاً ، مهلاً علي وجهها بسمه واسعه لم تراها من قبل ، نظرت بخبثٍ وهي تقف بمكانها حتى يأتي الاثنان في المدخل لها ، ولم تكن سوى "نيروز" و"غسان" الذي سار بجانبها إلي الداخل ، وقفت "نيروز" بمكانها ما أن نظرت أمامها حتى نظر "غسان" علي الركن التي تنظر له ، وما أن نظر علم ما أوقفها ، رفع يديه يمسك بيديها بقوه ثم سحبها بجانبه للتقدم وما إن وصلا إلي المدخل وقفت أمامهم "زينات" بطريقه غير مباشره حتي تمنع سيرها ، طالعتها من أعلي لأسفل ثم ابتسمت بسمه تهكميه تزامناً مع قولها :




        
          
                
_". يعني مش قليلة الربايه ولسانك عاوز قطعه زي اختك لأ وكمان بجحه وماسك ايدك عـ العلن عجبي عليك يا زمن، عيني عينك كده يختي ؟!"



في كل مره تخوض بها كذلك وتشعل من نيران أعصابها ، لم ترد هي بسبب مقاطعة "غسان " لها برده حينما رفع يد "نيروز" وهو يضغط علي السوار الذي يوجد بيديها حتي خرج النصل الحاد الغير ظاهر ، وهو يقدمه بسرعه أسفل عنق الأخرى بواسطة يد "نيروز" المُمسك بها ، تفاجات "نيروز" من فعلته التي كانت غير متوقعه بالنسبه لها ،، أما "زينات" فانتفضت سريعاً وهي تنظر لتلك التي بيد الاثنان معاً أسفل عنقها ، إبتسم لها "غسان" ثم ردد بثباتٍ وهو على ذلك الوضع الغريب :



_"قوليلي كده كنتي بتقولي مين اللي قليل الربايه ولسانه عاوز قطعه وماسك ايد مين و. . ايه ؟"



قالها وكأنه يسأل بينما إبتلعت ريقها وهى تنظر لهما نفس نظرة الغيظ ، نظر "غسان" لـ "نيروز". ثم غمز لها وهو يترك يديها المُمسك بها حتي بقت "نيروز" هي التي تضع علي عنقها ما بيديها ومن ثم جاءتهم نبرة "غسان" المتسليه بالفتك باعصاب الأخرى وهو يقول:



_"شوفي شغلك بقا يا رزه ، أصل ده شغل حريم برا عني الوقتي "



أومأت له حتي وقف هو أمامهما ينظر علي شراستها التي ستظهر بعد أن أردف كلماته ، كادت أن تهددها "نيروز" إلي أن جاءهم صوت "زينات" وهي تقول رغم تثبيتها أسفل يدي التي تقف أمامها :



_" انتو فاكرين إن كده هخاف يعني ولا إيـ.."



توقفت عن كلماتها عندما قربت "نيروز" النصل الغير ظاهر إلا في حدته أسفل العنق ، وهي تقربه من عنقها أكثر حتى بات قريباً منها ثم توعدت لها بنبرتها الحاده الغير معهوده منها :



_" أقسم بالله لو إتكلمتي فـ حقي وخوضتي فيا كده تاني بكلام زباله أنا مش عاوزه اقولك هعمل فيكِ ايه ،. ســامعــه ؟"



قالت أخر كلمه بصراخ ، وهي تشدد أكثر في مسكتها ، أمام أنظار الاخر الذي ينظر باستمتاع وكأنه يشاهد أحد أفلام السينما ، هزت لها "زينات " رأسها هزه غير واضحه ، خافته حتي لا تقلل من نفسها مهما حدث وهى تبتلع ريقها ببطئ ، هبطتت يد "نيروز " من عليها وهي تنظر لها باشمئزاز ثم تحركت من أمامها إلي الداخل أكثر ، بينما نظرت "زينات " بأثرها بشررٍ حتي قاطع نظرتها ذلك الواقف بمكانه حتى جاء ليقف من أمامها مردداً بنبره بارده:



_" والله أنا شايف إنه قليل أوي اللي هي عملته ، يعني أنا قولتلها شوفي شغلك معاها وجابت أرخص ما عندها ، عارفه لو أنا ..؟"



صمت يلاحظ تعابير وجهها الممتعضه ، فـ واصل يكمل بنظره حاده عكس ما سبق :



_" لو أنا كنت هخرجك مفرفره من. تحت ايدي وسايحه فـ دمك ، ساعتها هتعرفي بقا مين اللي قليل الربايه ، ..وبقولك ايه أنا أه ماسك ايدها عادي انتِ مال أهلك ، يخصك فـ حاجه ؟؟ "




        
          
                
صمت يلاحظ تعابير وجهها مره أخري ورغم ذلك لم تتحدث بعد الٱن ، ضحكه ساخره خرجت من فمه ثم من بعدها تخطاها ليذهب إلي الداخل تزامناً مع قوله الخافت الذي قصد أن يصل إلى مسامعها:



_"طريقك أخضر يا أم الناقص.!! "



قالها وهو فـ اتجاهه للداخل ما يبدو أن الأخري قد صعدت وتركته بعد ما فعلته أمام أنظاره وأنظار زوجة عمها ، توجـه ليقف حتى ينتظر المصعد إلي أن ركب به أخيراً وهو يفكر بكيف تكون هذه أحد أسباب مرض الأخرى وتخوفها من ما سبق ومن ما هو ٱتي !!



__________________________________________



_" السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله"



قالها "عز" الجالس يقوم بأداء فرضه جماعة مع شقيقته ، نهضت "فرح" بتمهل ثم جلسـت علي الفراش وهي تقوم بالدعاء في سرها لشفاء والدتها ، جلس "عز" لفتره قصيره ثم نهض هو الٱخر ، حتي إرتدى الستره البيضاء خاصته وهو يعدل من ملابسه جيداً ، حتى ابتسم لها وهو يتجـه ليجلس بجانبها على الفراش قاطع تنفسه العميق وحديثـه صوت دقات الباب الخافته نهض ليفتح الباب بعد لحظاتٍ من السير ،ثم فتحه بخفه أخيراً إلى أن وجدها من أمامه ، لم يستوعب الٱمر سوي عندما ابتسمت بحرجٍ وهي تهتف:



_" إذيكّ يا عز وإذي فرح؟"



حمحم بحنجرته ثم تراجع ليفسح لها المجال حتي تدلف تزامناً مع قوله الهادئ:



_" الحمد لله كويسين اتفضلي"



ما ان دلفت وقفت "فرح" وهي تتجه لها لتدخل بين أحضانها بحبورٍ ، مردده بنبره مختنقه:



_"وحشتيني يا جميله.."



اشتدت في احتضانها لها لطالما كانت ومازلت "جميله" كمثل شقيقة "لفرح " فكيف لها بأن توقعها بشباكّ من يريدها حتماً. الأمر صعب حتي انها لاحظت عدم إتصاله وتهديده لها متمنيه بذاتها بأن لا يهاتفها مجداً وكأن شئ لم يكن، خرجت من أحضانها ثم جلست بجانبها على الفراش بهدوءٍ تحت أنظاره الغير واعيه مجازياً من رؤيتها ،حاول الهروب من شعوره وتٱكل ما بداخله بسبب رؤيتها لها ولم ولن يستطع أن تكون له له بمحاولته لفنح الموضوع ، وللمحاوله وقتها وللقدر رأيه في وقتٍ ٱخر إبتسامه صغيره ارتسمت على وجهه ثم قال بنبره هادئه ليترك لهما المساحه الخاصه:



_" طب أنا هستأذن أنا بقا عشان تبقوا علي راحتكو .."



أومأت له "جميله" ثم تحدثت سريعاً قبل أن يرحل:




        
          
                
_" أنا أسفه بس قبل ما تمشي كنت هقول حاجه مهمه ، حنة ياسمين بكره وكنت عاوزه فرح تيجي وتفك عن نفسها وكده كده الفرح بردو انتو معزومين أكيد"



حرك أنظاره صوب شقيقته ثم تنفس بعمقٍ وهو يردد بلباقه:



_" ان شاء الله هنيجي ورينا يسهل ، محتاجين حاجه .؟"



أومأوا له بالنفي ،تزامناً مع سيره ليخرج من الغرفه حتى يتركهما مع بعضهما ، خرج من الغرفه حتى انتبه له وهو يقاطع سيره متحدثاً بلهفه وكأنها والدته هو عندما رأى "بسامّ" يتحدث والبسمه تزين وجهه:



_"إذيك يا عز عندي خبر كويس جداً ليك انتَ وفرح"



ابتهجت ملامح "عز" وهو يتمني بأن يكون ما خطر علي عقله ولكن أدمعت عينيه بفرحه حينما ردد الاخر كلماته :



_" والدتك فاقت من شويه"



نظر له بفرحه وتأثرٍ ثم رفع ذراعه تلقائياً حتي يحتضنه ، ورغم تفاجأ "بسامّ" من فعلته إلا أنه تمسك به جيداً وهو يبادله الإحتضان مشاركاً اياه بفرحته ، خرج سريعاً من بين أحضانه ثم تحدث بتعلثمٍ:



_"لمؤاخذه يادكتور الفرحه بس خدتني "



_" انتَ بتقول ايه يا عم عز إحنا مش اتفقنا إننا صحاب ، ربنا يخليها ليكم ويبارك فعمرها ،طبعاً هي مش واعيه أوي أوي فـ هتاخد وقت كده لحد ما تستوعب وإن شاء الله خير.."



أومأ له "عز" بلهفه ثم تحدث سريعاً وهو يسير من أمامه تزامناً مع قوله:



_"مش عارف أقولك ايه علي الخبر ده ، لازم اروح أفرح فرح وجميله "



قالها ثم أشار له بأن يتبعه ، لا يعلم أيضحك الآخر علي ما يفعله أم ينظر بتأثر ، وليس فقط هذا ما فعله بل أشار له بالسير معه كي يشاركه فرحته !!



___________________________________________



كانت تجلس معهم بعد أن انتهوا من تناول الطعام منذ وقت فات ، نظرت "سُميه" لابنتها بتمعن فالابتسامه لا تفارق وجهها كما أنها تتحدث بأريحيه ، خاصةً أن "حامد" و"دلال" فقط كانو موجودان معهم ومع "بدر" وصغيره ، توجهت "نيروز" ناحية المطبخ حتي تجلب صينية العصير من "ورده" التي نادت باسمها عالياً ، خرجت من المطبخ بعد لحظاتٍ وبيديها صينيه عليها أكواب من عصير الفراوله ، توجهت به ناحية "حامد" أولاً حتي يأخذ منها ، فابتسم لها باتساع ثم تحدث بلطفٍ:



_"تسلم إيديكِ الجميله يا روز"



ابتسمت له بحرجٍ وهي تتوجه لتعطي لهم جميعاً حتي وقفت عند "دلال" التي ابتسمت لها بحبٍ وهي تأخذ منها قائله بتلقائيه وتمنيّ:




        
          
                
_" عقبال ما نشرب شرباتك قريب يا حبيبة قلبي.."



لاحظت "نيروز" تلميحها كما لاحظ "حامد" الذي تنحنح سريعاً بحنجرته ، تحت أنظار "بدر" الذي يكبت ضحكاته وهو يتفهم الوضع جيداً ، لم تجلس معهم من بعدها بل توجهت بكوبها إلي غرفتها وهي تستأذن ثم دلفت شرفتها به وهي ترفع يديها تقف علي أطراف أصابعها وهي تدق دقه علي باب الشُرفه الخشبي لديه ، لم تستمر دقائق حتى خرج لها وهو يرتدي سترته القطنيه الزرقاء علي جزعه العاري وهو يغلقها من السحاب إلي مقدمه صدره ، لم تنظر له بل حركت أنظارها بعيداً متظاهره بعدم انتباهها لذلك ، تنفست ببطئ أخيراً ثم طالعته وهو يبتسم لها قائلاً علي ما فعلته عند مجيئهما من العمل فهما لم يتقابلا من وقتها ، نبس بنبرته المُعجبه وهو يغمز لها بمرحٍ مردداً:



_" دا ايـه الحلاوه اللي عمليتها تحت دي!"



نظرت له ببسمه صغيره ثم قدمت له الكوب تزامناً مع قولها الساخر :



_" قول ايه النمره اللي انتِ عملتيها تحت !! "



ضحك بخفه وهو يأخذ منها الكوب ثم وضعه علي السور تزامناً مع قوله:



_" هتلبسي ايه فـ الحنـه ؟"
نظرت له بدهشه من إردافه لحديثه ذلك ثم طالعته فوجدته ينظر لها باهتمام. حتي أردفت قائله تجيبه:



_" فستان بسيط كده لونه بيبي بلو ، ليه؟"



_"طب مينفعش فستان أبيض وناخدها من قصِرها وخلاص!"



قالها وهو ينظر لها بتسليةٍ ، بينما طالعته بحرجٍ وهي تنظر له ثم قالت تجيب حديثه:



_" لا مينفعش ، هو انتَ مش جاي ؟"



_" لا ما تيجي انتِ !"



قالها ببساطه ، فوجدها تنظر له بحده مردده:



_" أجي فين؟؟ بردو يا قليل الأدب؟!"



عقد حاجبيه وهو ينظر لها ثم ردد يقول:



_" مش بقولك لسانك طوِل !! ، عالعموم أنا مش جاي فعلاً أنا رايح أشتري هديه لوسام اللي مش عارف ايه هي وبعدين ورايا مشوار ، فبقولك ما تيجي"



تراجعت بحديثها ثم وزعت نظراتها فالمكان ، وهي تتنفس بعمقٍ ثم تساءلت:



_" مش عارف تختار هديه؟؟"



_" لأ عارف بس محتار !! "



أومأت له بتفهمٍ ثم نظرت له حتي تحدث قائله له:



_" طب أنا كنت هنزل أشتري كام حاجه لبكره ، أنا هختار معاكّ ، عال ؟"



مهلاً هذه ليست كلمتها بل كلمته هو ؟! ، إستطاعت وبكل سهوله أن تمتزج طباعها لطباعه وحديثه بحديثه ، لم تسمع هي سوي صوت ضحكته الخافته وهو يردد لها بزهوٍ:




        
          
                
_" لا ده إحنا كل شويه بنتطور وهنوصل لمرحله الكوبي بيست قريب ده بسامّ معملهاش"



ضحكت علي حديثه ثم نظرت له بتمعن تزامناً مع قولها من بين ضحكاتها:



_" انتوا مش شبه بعض أصلاً ودي حاجه مُحيره بصراحه ، كنت بفكر إن كل توأم ببقوا شبع بعض أوي حتى فالطباع !"



نظر لها هو بفهم مما تقوله ، تنهد ليخرج أنفاسه وهو ينظر لها ثم ردد بعد لحظاتٍ بعقلانيه فـ أول حديثه ومشاكسه بٱخره :



_" لا مش صح غالباً كل توأم هما شبه بعض فالشكل بس ، حتي الطباع بتبقي العكس ، وأنا مش زيه ولا هو. زيي ، بس الشكل واحد والجدع اللي يعرف يفرق زيك كده !"



_" انا معرفتش أنا عرفت أفرقك إزاي فجأه كده ، بس انتَ مش زيه وده اللي عرفتوا بعدين "



ابتسم لها باتساع فوجدها تكمل حديثها بأريحية وهي تقول:



_" أول حاجه خطرت فـ بالي وأنا خارجه أشوف مين اللي واقف ومتبهدل قولت ممكن يكون أخوك حتي لما بصيت اتلخبطت يمكن عشان مش عاوزه أصدق إنك انتَ اللي واقف كده وبتنزف دم من دماغك، بس لما استوعبت الوضع جريت عليكّ ومسحت دمك من غير وعي وأنا خلاص عرفت من جوايا إنك انتَ ، بعدها قولت ليه ممكن يحصل فيكّ كده وهو لأ ، عشان انا كنت اتوقع إنك تضربه وتعوره لكن هو لا بحكم آنه ظاهرلنا هادي ومحترم كده وملوش فـ حاجه ، بس عرفت كلمتك وإفتكرتها علطول " الإخوات جزء من الروح وانا كل روحي إخواتي" ، ساعتها عرفت إنتَ مشيت واتٱذيت ليه، حتي من غير ما أعرف أسباب بس عارفه إنك مش تمام ! ، إنت ممكن تقول كل اللي فـ قلبك وأنا هنا هسمعكّ. !"



كان ينصت لها بتمعن وهو يخرج أنفاسه الثقيله من. علي صدره ، لا يعلم كيف فهمت وشعرت به كذلك ولكنها يبدو أنها أحبته منذ فتره كبيره دون أن تعلم هي نفسها حتي تفهمه !! ، لم يظهر لها سوى بسمه صغيره وهو. يتحدث بهدوءٍ ناظراً في عينيها بقوه :



_" كنتِ خايفه عليا وأنا مش هنا ؟"



حديثه بغرض الهروب بطريقته الغير هينه في طرحه لسؤال يربكها به ، نظرت له باستنكارٍ ثم وزعت أنظارها فالمكان قائله باختصارٍ:



_" لأ !"



_" كذابه ، دا البلد كلها عرفت إنك خايفه عليا ، لأ وكمان دافعتي عني ووقفتي لبسام وسألتي حامد ووسام ودلال ..!"



نظرت له بدهشه من ما علمه ، ثم هربت بأنظارها وذ عنفته قائله:




        
          
                
_" انتَ هتبطل امته تزنق بالكلام عليا !"



قالتها بغيظٍ ثم التفتت لتخرج من الشرفه حتى تذهب كي لا يلاحظون غيابها ، فـ قاطع سيرها صوته وهو يناديها قائلاً من بين ضحكاته الخافته:



_" استني !"



التفتت تنظر له ثم تساءلت بغيظٍ مكتوم:



_" نعم؟"



هز كتفيه ببساطه ثم قلب عينيه وهو يشير لكوب العصير الوضوع على السور تزامناً مع قوله:



_" خدي الفراوله "



توجهت تسأله بهدوء بعد أن كانت ستخرج من الشرفه وهي تحدثه بلين:



_"مش هتشربه ليه ؟"



_" بيعملي حساسيه"



ضحكت بقوه لتثير استفزازه ، ولكنه نظر لها مطولاً وهو يردف:



_" بتضحك أوي!"



هزت رأسها لتؤكد له من بين ضحكاتها حتي ابتسم رغماً عنه علي ردة فعلها وهي تأخذ الكوب أخذته وهي تشير له بأنها ستخرج من الشرفه ، فـ تركها ودلف إلى الداخل مردداً بخفوت لنفسه وهو ينظر بالمرٱه :



_" طب ما حاجه تضحك بردو ، يعني راجل طويل و عريض وبدقن وبيجيله حساسيه من الفراوله !!"



قالها وهو يخلع سترته حتي يبدل ملابسه لاخرى مناسبه للخروج ، كي يستطيع الخروج إلي حيث ما نوى !!



_________________________________________



لم يكن سوى بكاء ، بكاء وإحتضانها لصديقتها ما أن علمت أن والدتها قد فاقت ، ربتت عليها "جميله" بتأثرٍ وقد أدمعت عينيها هي الأخرى ، تحت أنظار " بسام " و "عز" الواقف من أمامهم ، نظر "بسام " لها وهي تبتسم بفرح بينما كان ينظر الٱخر لها فإفاقة والدته خطوه جيده وعادله بالنسبه له حتي يتقدم لها وسيتركها تأتي كما تأتي فقد تردد كثيراً. ولكنه سيفعلها على أية حال ! ، تنفس "بسامّ" بعمقٍ ثم خرجت نبرته الهادئه وهو يقول:



_" ربنا يبارك فعمرها ، طبعاً احنا هنستني لـ بليل كده نشوف الأوضاع ايه ومستوعبه ولا لأ ولو كويسه طبعاً هتتنقل أوضه تحت الملاحظه شويه قبل ما تخرج إن كانت حالتها مش محتاجه رعايه لسه !"



أومأ له "عز" بتفهمٍ ، ثم عاود النظر لشقيقته وهو يأخذها بأحضانه بسعاده ، تنحنحت "جميله " ثم تحدث قائله بلباقه:



_" طب أنا هستأذن علشان منتأخرش أكتر من كده "



أومأت لها "فرح " وهي تحتضنها ثم خرجت معها من الغرفه ومن بعدها خرج الإثنان حتي وقف "بسام" أمام "جميله" وهو يهتف باحترامٍ:




        
          
                
_" استني أوقفلك تاكسي ، أو لو مش عايزه تتأخري ممكن تستني وتبقي تروحي معانا "



قالها تحت أنظار "عز" المترقبه للوضع ، لم يأتي في عقله سوى تخيل بعيد ، رغم حديثه العادي ولكنه بسبب رؤيته لمهنته وهي كذلك ؟؟ والطبيعه المشهوره بـ لا يأخذ الطبيب سوى طبيبه. ، وهما أقارب ؟! ، نفض من عقله سريعاً وهو يهتف عالياً حتي اثار دهشتهم من اندفاعه:



_" لا لا خليكّ يا دكتور احنا بنفهم فالأصول وهي كانت جايه لفرح هنزل معاها هنا ، اتفضل شوف شغلك ربنا يعينك ..!"



قالها وهو يشير لها بلطف بأن تتحرك معه ، ورغم خجلها من الموقف سارت معه بخطوات عاديه ، عقد "بسامّ" حاجبيه من اندفاعه السريع ذلك ، حتى نظر لها فوجدها تبتسم بأثرهما بحماس ، هتف بنبره هادئه يسألها:



_" بقيتي أحسن؟"



التفتت تنظر له بابتسامه واسعه ثم رددت :



_" بعد الخبر ده المفروض أكونّ أحسن حاجه "



أومأ لها بابتسامه ولكنها إختفت سريعاً عندما وجدها تتجه ناحية المصعد ولكنها وقفت تنظر عليه من على بُعد حتي تحركت ناحيته ، علم "بسام" بما تنوي فعله من كلمات ترميها علي مسامعه ، توجهت أمام أنظارهما لتقف أمامه ، ثم طالعت "فرح" من أعلاها لأسفلها وهي تردد بغير اهتمام :



_"مش بطاله ، مقولتليش إن زوقك بقا بيئه أوي كده !"



فتحت "فرح" أعينها علي وسعها من أثر تلمحيها الوقح ، نظر لها "بسام" بشرر من عينيه وهو يستأذن من "فرح" حتي أشار للأخري بأن تتبعه لمكان ٱخر بعيد عن "فرح" إلي أن وقفا الاثنان علي بعد منها يكفي لعدم استماع حديثهما ! حاول مسك يديه وهو يضغط عليها ثم هتف أمام وجهها بجمود:



_" عاوزه ايه يا تاج مش هتبطلي ترخصي من نفسك وتجري ورايا فكل مره ، ما كفاية بقا !"



ضحكت بسخريه وهي تطالعه قائله باستفزازٍ:



_" أجري ورا مين يا دكتور انا اللي يـتجَرى ورايا مش أنا اللى أجرى ورا حد ، وبعدين أنا جايه أخد التقارير بتاعت الحاله مش قولتو إنها خلصت النهارده عايزه أعرف النتيجه !"



كما توقع تماماً ، نظر لها وبداخله يتذكر حديث شقيقه حتى أجابها:



_" تعالي بعد ساعتين المكتب يكون اتكتب واتعاد عليه كمان مره وبالشفا"



قالها وهو يتحرك من أمامها متجهاً حيث الأخري الواقفه وهي تنظر لها بغضب مما أردفته ، حتى وقف أمامها قائلاً بأسفٍ:




        
          
                
_" أنا أسف حقيقي يا فرح مجرد سوء تفاهم بس "



نظرت له وهي تومأ له ثم التفتت لتتجه حيث الغرفه حتى تدلف بها غالقه اياها من خلفه ، فـ سار هو باتجاهه لاسفل وهو يتخطى الأخرى التي كانت تطالعه بغضبٍ منذ أن تركها واقفه وسار للٱخري !! 



أما فالأسفل فوقف "عز" بجانبها علي الطريق ينتظر سياره يتمنى بداخله بأن لا تأتي سياره بهذا الوقت ! ، غلب تردده حتى أردف علي مره واحده يقطع الصمت الذي يحدث بينهما:



_" ينفع أتكلم معاكِ علي الاستراحه اللي هناك دي خمس دقايق بس؟"



هزت رأسها فقط من طبيعة حديثه المريبه وهو يردفها لا تعلم أتضحك أم تخاف من حديثه الذي قاله بسرعه من تردده !! ، توجهت عدة خطوات حتى جلست وهو بجانبها مع حفظه للمسافه بينهما ، تنفس بعمق ثم تحدث يسألها بجديه:



_" أنا عاوزه أقولك حاجـه بس مش عارف فمش عارف أقول ولا مقولش بس لو قولت هخاف من ردة فعلك ولو مقولتش هقعد أأنب نفسي !"



أخذ رداً واحداً منها وهو صوت ضحكتها علي ما أردفه ورغم أنه هادئ وعاقل ولكنه أمامها لا يشعر بما يفعله ، كان وسيكون الحب الذي يغير من طباع أكثر رجلّ غامض مهما حدث ! ، أما هو فنظر لها بترقب إلي أن نظر بصدمه من كثرة ضحكها الذي لم يراه من قبل ، كم كانت جميله إسماً وفعلاً وشكلاً في ضحكتها ! تنحنح سريعاً يصلح ما أفسده ولكنها قاطعته وهي تتحدث من بين ضحكتها:



_" قول اللي عاوز تقوله أنا سمعاك بجد"



تنفس بعمق يخفف من توتره ، حتي واصل ليتحدث بنبره هادئه مبتسماً :



_" جميله أنا حاسس نحيتك بحاجه من زمان وعاوز أدخل البيت من بابه عشان أقدر أقولهالك صراحتاً لو لينا نصيب مع بعض وقبل ما تجاوبي علي كلامي أنا قررت إني هكلم باباكى وأخوكي وربنا يسهل "



كانت تستمع ونظراتها موزعه بالمكان لا تعلم بماذا تجيبه ولكنها صمتت تنظر له بلومٍ حينما اكمل هو بصدق:



_" عارف إني ممكن أكون عيني جامده عشان بطلب دكتوره وممكن مكونش شبهك ولا اللي خيالك كان عاوزه لشريك حياتك ، بس صدقيني أنا مش عارف أقولهالك بس أنا محتاجك فحياتي وعاوزك بحلال ربنا وربنا يعلم إني هراعي ربنا فيكي ومش طمعان فحاجه غير وجودك معايا بالحلال "



نظرت له بلومٍ ووجنتيها مشتعله من حرارة الخجل ، أمسكت يديها حتى تتحكم بنفسها ثم أخذت أنفاسها تجيبه بهدوءٍ به بعض اللوم:




        
          
                
_" لا يا عز انتَ مش عينك جامده خالص إنتَ بجد إنسان مكافح وشهم عشان اللي بتعمله مع مامتك واختك ، وصدقني .."



صمتت من حرجها بما ستردفه ولكنها أدرفتها علي مسامعه حتي ابتهج :



_" صدقني انتَ أي بنت تتمناك لأن اللي ليه خير في مامته واخته هيبقي ليه خير فـ شريكة حياته وربنا يقدم اللي فيه الخير .. "



قالتها بهدوءٍ فنظر لها ببهجه وهو يتساءل :



_" يعني أكلم باباكِي "



نظرت له بحزن وفرح بٱن واحد لا تعلم بما تجيبه ولكنها عقدت العزم بأن تحدثه قائله بصدقٍ:



_"مش عارفه اقولك بابا عامل إزاي ومش عارفه رد فعله بس الأهم بالنسبالك إنك قررت تحاول "



استشف ما تريد قوله عن والدها فهو يعلم أنه غير هين ، حتى بحديث شقيقته عنه أيضاً بعض الوقت ، نهضت على فجأه ثم نهض هو من بعدها وهو يقول:



_" هحاول عشانك .."



كلمه اربكت من نظراتها فالحال ، فرحته بافاقة والدته جعلته يفعل أشياء يتردد بها منذ فتره كبيره ! كيف ليوم وبساعات ووقت قليل كفيله لقوله ما يشعر به حتى وإن. كان غير مباشر ، دقائق بسيطه أخمدت نيران العجز والتردد ولو بذره !! ، وقف بجانبها إلي أن وقفت لهما سياره أجره بيضاء ، أشار هو لها بأن تركب بها ثم توجه للسائق حتى يقول له العنوان ويعطى له الأموال بدلاً منها كعلامه من علامات الذوق والرجوله . !



___________________________________________



وقفـت أمام المنزل لتنتظره بعد أن أعلمتهم بأنها ستهبط لتقوم بشراء بعد المشريات ، خرج من الشـقه أخيراً وهو يدندن كلمات أغنية من أغانيه المفضله وما أن رٱها قام بتعلية الصوت وهو يدندن بقوله الملحن الهادئ مُبتسماً لها :



_" . وقمره وسهره .. وانتَ وأنا يا حبيبي أنا .. يا حياتي أنا "



قالها برواقه وهو يعدل من سترته السوداء بعد أن أغلق الباب من خلفه ، ابتسمت له بسعاده مردده خلفه بدندنه:



_" والهوى أه منه الهوى !!"



غمز لها بإعجابٍ ثم ردد لها بحبٍ ومرحٍ:



_" دا الله عليكِ يا ست ! "



ضحكت بخفه وهي تتجـه معه ناحية المصعد وقبل أن تدخل نظرت له بتحذيرٍ غير واثقه بعبثه ، فطالعها باطمئنان قائلاً بثبات لها :




        
          
                
_" أمان متخافيش"



ابتسمت وهي تدخل وهو من بعدها حتي ضغط على الزر للهبوط إلي الأسفل ، لم تكن سوى لحظاتٍ حتي توقف المصعد ليخرجا منه وما أن خرجا وجدوها هي مره ثانيه وهي تنتظر المصعد ، نظرا لها باستنكار حتي كانت تطالعما "زينات" بحقدٍ ، التفت"غسان" برأسه ينظر لها ثم تحدث قائلاً علي مره واحده بتلقائيه وهو يحرك رأسه لـ "نيروز ". :



_" هو كل شويه هنعيد ؟"



ضحكت بخفه ثم نظرت لها وهي تقف من أمامها حتى تخطتها بجرأه تزامناً مع ردها الذي امتزج بالكيد التي أخذته منه:



_" لأ ، إحنا مبنقولش كلامنا ألا مره واحده بس "



نظر بأثرها بغير تصديق من تطورها ، سبتها "زينات" بخفوت ، فكان يضحك هو بخفه وهو يتحرك من خلفها ناظراً للاخري بقوله:



_" مش هبشرك باللي جاي عليكم طالما بقت معايا لأ وكمان بقت نسخه ، وكوبي مني ، الله يعينكم والله .."



قالها باستفزازٍ ثم سار ليتركها وهو يخرج حيث السياره التي وقفت تستند عليها الٱخرى متمسكه بأعصابها نظر لها بفخرٍ وهو يقول تزامناً مع فتحه للسياره ناظراً بعينيه لأعلى يشير :



_" دا الفخر وصل لأعلي دور فأعلي عماره هنا ."



نظرت له وهي تكبت ضحكتها تزامناً مع ركوبها بجانبه في الأمام حتى يتحرك بها بعيداً عن المبني!!



__________________________________________



"_مبتاكليش ليه ؟"



هتف بها "شريف" الجالسّ و من أمامه الطعام بينما كانت هي تجلس بجانبه ، نظرت "فريده" له بتردد ثم رددت تجيبه باختصارٍ:



_" مش جعانه"



نظر لها بتعمن ، ثم حاول إعطاء سبب لما تفعله من تجنبه ، بينما تابعت هي مره واحده مما فاجئه قولها الذي امتزج بالجديه:



_" شريف هو انتَ بتحبني؟"



بسمه جانبيه لاحت بجانب شفتيه علم ما تهابه وما تخافه وما تفكر به ، لذلك حاول التعامل عكس ما كان يفعله ، حتى نهض ثم أخذ يديها بين يديه وهو يتجه لمقعد أكبر ثم ردد بنبره هامسـه لها :



_"بتقولي ليه كده ، مش باين عليا إني بحبك؟"



نظرت له بتعمن وأثر كلماته تؤثر بها وقبل أن ينجح بما يفعله هتفت بتلقائية لما تشعر به تجاهه تلك الأيام:




        
          
                
_" بحسك بتاخد جنب مني ومش بتحبني زي ما بحبك ، أنا سيبت الدنيا كلها عشانك ولسه بردو مقعدني معاك من غير حتى ورقه تثبت إني هبقى مراتك وعايشه معاك بسبب كده ! ! "



نظر لها بتمعن ثم رفع يديه يقبلها برقه علي فجأه مما أثار ريبتها منه فهو لم يكن ليفعل ذلك بتلك السهوله ، ابتسمت له بسعاده تزامناً مع قوله:



_" قريب هتبقي مراتي بس أنا بحاول الاقي وقت مناسب عشان عندي مشاغل اليومين دول ، بس هجيب الورقه وتمضي طالما مش حابه تقعدي معايا وانتِ كده ، حقك "



رفعت ذراعها كالمغيبه لتحتضنه وهي تردد بنبره ناعمه من أثر ما أردفه للتو:



_" براحتك أنا عارفه انك بتحاول تلاقي الوقت المناسب بس أنا مبقتش أحس بالراحه وأنا كده !"



رفع يديه يربت علي ظهرها بهدوء ، هدوء عكس ما بداخله ، بماذا تقصد الراحه ، عن أي راحه تتحدث ، هو الذي لم يري الراحه بسبب من حوله وبسبب ما حدث له حتي والدها الذي كان سبب من أسباب عدم راحته !! تأجيله لما ينوي فعله بسبب وزنه للأمور ينتظر أشياء وأحداث معينه حتى يفعل ما يفعله وقت تدميرها لابد أن يحدث مع وقت تدمير شقيقها أكثر من ذلك ، حتي شقيقتها الاخري الذي ينوي الوقوع بها ولكن ليست كحد إهتماها هي وشقيقها ، بالأساس يريد الوقوع بذلك الرجل ويشعره من كأس المراره الذي تجرع منه ، خاصةً بفتياته وإن كان يشعر!! ، لم يخرج من شروده سوى علي دق الهاتف بجيبيه حتي خرجت هي من بين أحضانه سريعاً وهي تراه يمسك هو الهاتف وهو يخرجه من جيبه دون النظر لمن الذي يطلبه فقد كان رقماً فقط هو يعرفه ظاهرياً ، نهض ليجيبه بكلمه واحده ، حتي أتاه الرد الذي أصابه بمقتل وضغط علي جرحه أكثر كان لم يتوقع ذلك بتاتاً بل تمني أن تفارق الحياه كلياً كما فارقت الأخرى التي حملته في أحشائها ، أغلق الهاتف سريعاً ثم جذب سترته ليرتديها سريعاً ، وهو يخرج من باب الشقه بغضبٍ دفين أمام أنظارها المُسعجبه من ما فُعل للتو ، آثار فضولها ما فعله ومن كان يهاتقه ، ولكن علي أية حال سيأتي لها وتعلم هذا كان من وجهة نظرها ، حتى عادت تبتسم باتساع وهي تتذكر كلماته لها منذ قليلٍ. ..!!



__________________________________________



« وجودها في كل شئ يُهَونه ، وكأنها دواء لداء الجرح الداخليّ ،كيف بإمكانك أن تسحبي أوجاعي ناحيتكِ بسهوله ، كيف لكِ وكيف لعينيكِ أن تجعل ما يحدث أبسط ما يكُون !»



قبل عدد ساعات قليله منذ ذهابهم لمطعم سوياً ، أخذ النادل الأطباق من أمامهما بينما كانت تطالعه "ياسمين" جيداً منذ بداية جلستهم يتحدثان بأمور عده تاره تشاكسه وتاره يشاكسها ، ولكنها تنفست بعمق الأن حان موعد حديثها معه ، عندما وجدته شارداً ، تنهدت تخرج أنفاسها ثم سألته بعد إنتهاء كلاً منهما من الطعام:




        
          
                
_" ممكن تقولي مالك بقا أنا متكلمتش فحاجه تخصك ولا قولتلك مالك من أول القاعده ، بس أنا حاسه إنك مش مبسوط يا حازم إحكيلي وأنا جنبك عمري ما هبطل أسمعك واللهِ ..!"



نظر لها "حازم " مُبتسماً ثم ردد بهدوءٍ يطمئنها:



_"أنا كويس والله ومبسوط أكتر من أي حاجه مش كفايه خلاص الحنه بكره وخلاص قربنا خالص وهتبقي فـ بيتي ومعايا دي مش حاجه تبسط الواحد بزمتك؟"



نظرت له بحبٍ ثم أومأت له وهي تهز رأسها قائله بوضوحٍ:



_" أنا عارفه إنك مبسوط بـ ده ، بس بردو مش مبسوط من حاجات تانيه ، عارفه إنك تعبت من عمي وتعبت من. مراته حتي اتهامها ليكّ وانه مدافعش عنك ولا وقفلها دي حاجه خبيتها جواك وقفلت عليها ، حتى إختفاء فريده اللي مش مفهوم كل ده. مزعلك واكتر بس أنا عارفه ان كل ده هيعدي والله ، طالما أنا جنبك ويا عم مش إحنا اتفقنا نتسبط ونفرح ونبقي نشوف للزعل وقت تاني بعد. ما وقت الفرحه يخلص ، حبني يا عم أنا ناقصه حُب الله!!"



قالتها بمرحٍ حتي تخفف عنه ، حتى وان كانت غير قادره علي التخفيف ولكن بنظره هو ، فوجودها فقط يخفف من عليه أي ثقل ، ابتسم على ما أردفته من مشاكسه تشاكسه بها حتى رد هو عليها مشيراً بيده بغير اهتمام :



_" على رايك إحنا بنتشعبط فـ الفرحه أصلاً ، وخصوصاً لو فرحة مجيتك لبيتي وانك هتبقي معايا وفـ حضني خلاص يبقي نفرح لحد ما نقول بس !"



ضحكت بخفه ثم نهضت وهي تمسك يده قائله بحماسٍ:



_" كده تعجبني يا أبو الحزايم ، قوم بقا نتمشى وناكل أيس كريم ونتصور كده ونعمل كل اللي نفسنا فيـه ونروق علي نفسنا وننسى أي حاجه تعكر مزاجنا .."



نهض بسعاده من بهجتها التي أصابته للتو ، سار ممسكاً بيدها وهو يخرج من المطعم بعد أن وضع الأموال علي الطاوله ، نظر لها قائلاً وهي تسحب يده بحماسٍ كي تخفف عنه :



_" استني يا مجنونه.. براحه الناس بتتفرج علينا "



قالها من بين ضحكاته وهي تسحبه خلفها بسرعه ، من المفترض أن يفعل هو ما تفعله الٱن ، ولكن صدق قوله عندما هتف بها مره واحده أمام الجالسين عندما نبس بقوله بأنه هو الذي يشعر بالأمان والإطمئنان في وجودها وليس العكس!! ، لم يأخذ منها صوتاً سوي صوت ضحكاتها وهي تسحبه خلفها في الشارع لتسير معه بعشوائية مُمسكه بيديه وهي تهزها هزات بمرح ، تاركاً سيارته تركن بأحد الجوانب ، ثم سار معها وهي تهز يده علي صوت لحن الأغنيه التي كانت مُشغله في الشارع عند خيمه ما !!




        
          
                
_" الناس بتبص علينا يا هبله ، هنرقص فالشارع يا مجنونه!"



ضحكت بخفه وهي تأخذ يديه الأخرى قائله بصوتها العالي المُبهج:



_" مش مهم الناس تقول ايه ، المهم إحنا نتبسط "



صمتت ثم واصلت مره أخرى تهتف عالياً للبائع الذي يقف علي شاحنه صغيره مُحمله بـ " الترمس" وهي تقول:



_" ممكن تعلى يا عمو "



_"بس كده من عيني يا ست البنات "



قالها الرجل الكبير فـ السن ثم التفتت برأسها تنظر لـ "حازم " الذي ينظر بدهشه من تجمع الناس من حولهم كلاً منهم أمسك شقيقته ومنهم من امسك زوجته ومنهم من أمسكت يد ابنتها الصغري ، حتي يتراقصوا بخفه وبحركات محكومه للرقص الغير خادش للحياء الرقص الهادئ ، نظرت له "ياسمين" بسعاده ثم أمسكت يديه حتي تتراقص معه بهدوء هي الأخرى على الكلمات الخارجه من الشاحنه الصغيره صاحبها الرجل الكبير فـ السن ذو الوجهه البشوش !!



_"قد ياروحي ما تمنيتك بكل روح الروح حبيتك
دانا من حبي بخاف عالحب ...دانا من حبي بخاف عالحب
دانا من حبي بخاف عالحب... دانا من حبي بخاف عالحب
يوم يخلص يوم يخلص مايفضلش لغيرنا حب
ويجوا الناس يحبوا في يوم ويجوا الناس يحبوا في يوم
مايلاقوش.. مايلاقوش شوية حب
يالي ابتديت الحب معاك ..عمري الحقيقي ابتدا وياك "



لم يأخذ منها سوي فتاه مختله عقلياً ، بريئه ، كل ما كان ناحيتها تجاهه هو الحب الذي جعلها تفعل أشياء عفويه لا تعرف ما نتيجتها بعد بل تعيش وتتعايش هي وهو مع اللحظه السعيده وفقط ، نظرت بحبٍ وهي ممسكه بيديه علي الأطفال الذين يقومون بالتصوير بالهواتف لوالدهم ووالدتهم ، ولأنه كان شارع بخيمه من فوقه لم يلاحظ الكثير بل لاحظ من كان بالمكان ومن شارك معهم البهجه فقط ! ، كان يصفق بحراره كبار السن ذوات الأوجه البشوشه الغير قادرين علي الحركه ليفعلوا مثل من يرقص أمامهم بحركه يد وأرجل فقط !! ..



____________________________________________



_" تمام ، غلفلي دول "



قالها "غسان" لذلك الشاب الذي يقف من أمامه ، قاصداً على الهديه التي اختارتها وهي بجانبه ، التفت ينظر لها فوجدها تبتسم برضا علي ما اختارته لها بمساعدته ، ابتسم ثم طالع الاخر وهو يقف من أمامه مقدماً له الصندق المتوسط فى الحجم ، طالع هو ( بوكيه الورد) وأكثر بجانبه بجميع الألوان ، حرك أنظاره صوبها فوجدها لم تنتبه له ، أشار لها فنظرت له "نيروز" باستفهام ، فابتسم لها وهو يأخذها بركن ما قائلاً بهدوء وهو يشير علي الورود:




        
          
                
_" ها تختاري ايه ؟ ولا اختارلك أنا .؟!"



نظرت له بحرجٍ ثم وزعت أنظارها علي الورد قائله بابتسامه صغيره:



_"لأ مش مهم"



_"يبقى أختارلك أنا "
تركها بعد أن قالها ثم جذب بوكيه ليس كبير الحجم ، بل كان متوسطاً إلي حدٍ ما ممزوج بين اللون الأبيض والوردي ، أخذه ثم وجدها تقف أمام. الهديه الأخري المغلفه ، توجه ليقدمه لها ثم تحدث قائلاً وهو يقدمه بيديه لها :



_" إمسكِ كلاكيت تاني مره Roses for roses يا رزّه . "



ترددت في رفع يديها من خجلها وأيضاً ذلك الواقف ينظر لهما ، أمسكته أخيراً وهي تبتسم بتوتر ، فجاءهما صوت الشاب وهو يهتف مُبتسماً لها :



_" علفكره الورد ده لونه جميل ومتنسق حلو أوي فـ اطمني دي حاجه نضيفه ، ومتروحش غير لحد رقيق وجميل زيك و..."



قاطع حديثه المسترسل ، إشاره "غسان" له بيديه تزامناً مع قوله الحانق الذي أحرجه بشده:



_" و ايه يا حبيبي ؟؟ ألبسلك حجاب لونه ايه بقا ؟"



صمت يتابع ملامح وجهه التي امتعضت ما أن أكمل حديثه ، فواصل "غسان" مره أخري يوضح بتبجحٍ:



_" أيوه حجاب طالما إنتَ شايفني سوسن !"



حاول الشاب التبرير كطبيعه عمله وهو يبتسم بسمه مصطنعه:



_" العفو ، مش القصد يا فندم ، التعبير خاني أنا أسف ، ربنا يسعدكم ويخليكم لبعض"



نظر له من أعلي لاسفل وهو يترك له الأموال علي الطاوله التي بدت وكأنها حاجز من أمامه ، وإن لم تكن حاجز لفعل الٱخر شئ غير الحديث غالباً وليس مؤكداً فمهما كانت غيرته فهي ليست حد اللعنه متي واين حبها لفتره طويله كي يتسطيع بأن يدمر كل شئ بسبب كلمه !! ، هذا ما يبدو أن يجب عليهم أخذ فتره أكثر أيضاً بالتعارف حتى وان كان يحبها ويغير !! وهي كذلك !! التمعن في إختيار شريك الحياه أمراً ليس سهلاً حتى وإن كانا يحبان بعضهما لدرجة فهم كلاً منهما للآخر فالوقت كفيل لتحذيرك من عيوبهما قبل مميزاتهما !! ، أما هي فارتبكت وخجلت ما ان أردف الآخر لها هذه الكلمات ، ثم ترقبت بخوف ما حدث من الٱخر الذي بدا وكأنه يخفي شئ بداخله بإردافه لكلماته التي بدت بارده للعامل ، لم تخرج من تفكيرها به وبما فعله سوي عندما ركبت السياره وهي بجانبه الٱن ، حتي تحرك بها بعيداً عن المكان ، التفت ينظر لها وكأن شئ لم يكن حتى نبس بنبره هادئه يسألها بابتسامه صغيره:



_" حلو الورد؟"



ابتسمت بتوتر ثم تنفست بعمق وهي تتحلى بالثبات قائله بهدوءٍ:



_" أه ، حلو أوي "



__________________________________________



بعد ما يقرب من النصف ساعه وأقل ، كان هو يجلس بمكتبـه ينظر من أمامه بشرودٍ يفكر بماذا سيحدث بعد قليلٍ وبماذا ستقول هي ، هل ستقول حديثها التي أردفته عليه أم أن لديها حقيقه أخرى ، نظر علي شاشة الهاتف التي أضاءت عن مُتصل ولم يكن سوى شقيقه ،فتح الهاتف ثم رد بهدوء إلي أن جاءه صوته :




        
          
                
_" أنا تحت ومعايا نيروز تعالى وديها أوضة أخت عز تقعد معاها علي ما نخلص اللي إتفقنا عليـه !"



_" طيب أنا نازل أهو "
قالها وهو يتنفس بعمق ثم أغلق الخط وهو يخلع البالطو الأبيض الخاص بالطب ثم تركه وهو يخرج من الغرفه سريعاً ليهبط لهما ، دقائق بسيطه وظهر من أمامها ، إبتسم هو لهما بترحابٍ ثم أشار لممرضه بأن تاني له قائلاً:



_" ودي الٱنسه غرفة الانسه فرح الشرقاوي فوق ، "



نظر لها "غسان" وهي تنظر له فأومأ لها تزامناً مع سيرها بعيداً عنهم ، حتى حرك أنظاره صوب شقيقه وهو يتساءل :



_" ها قولتلها تنزل تشوف نتيجة التحاليل؟"



_"أيوه يلا قبل ما تروح ومتلاقيش حد .."



أومأ له وهو يسير بجانبه ، إلي أن صعد معه حتي مر بعد وقت لدقائق بسيطه ثم دخل " غسان" الغرفه ومن بعده شقيقه ، التفت "غسان" ينظر علي البالطو الأبيض الذي إرتداه بسرعه وهو يشير إلي شقيقه بأن يدخل يقف خلف أحد الأعمده التي توجد أمامها ستار غليظه تخفي من يقف خلف وخلف العمود العريض ، لم تمر سوى دقائق بسيطه وهو يفتح الشُرفه معطياً ظهره للباب وهو يقف بـ البالطو الأبيض الذي يخص الٱخر ، إبتسم بإصفرار ما أن سمع صوت دقات الباب ، لم يرد بل تركها تدق أكثر من مره حتى يأتي بٱخرها الذي يعلم بأنها ستفعله ، تأكدت توقعاته. عندما فتحت الباب بقوه وهي تغلقه من خلفها تزامناً مع صوتها المغتاظ قائله بصوتها الذي ظهر مُنفعل وهي تقف خلفه وهو يزال يعطيها ظهره:



_" ايه ؟ مبتسمعش يا دكتور للدرجادي؟ يعنى أعمي البصر والبصيره وكمان اطرش!"



صمتت وهي تطالعه باستهزاء وهو لم يلتفت لها إلي الٱن ، حتي تقدمت بغضبٍ تمسك ذراعه المكسوره من الخلف التي لم تنبته له بأنه مكسور في حامل ذراعي ،تزامناً مع قولها وهي تديره لها :



_" هو أنا بكلم نفسي ما نخلصني وتديني التحالـيـ.."



بُترت كلماتها المنفعله عندما التفت ينظر لها ، وما إن طالعت عينيه التي بدت لونها غريباً وإن لم يكن لونها فلم تجد به الٱخر ! كيف لسنوات ماضيه تُنسيها نظرته ، إستشعرت أنه لم يكن هو بل وإن لم تعرفه هي وإن لم تكن تستطع التفرقه بينهم فـ خصلات شعره السوداء كـ لون شعوره تجاهها كان واضحاً ولون لحيته الخفيفه الذي كان ظاهراً لمن يستطع التفرقه بينهما ، فتحت أعينها علي وسعها عندما وجدته ينظر لها بتحدي ولم يخرج منها سوى كلماتها المتعلثمه التي حاولت اخفاء توترها بها :



_" إنـت بـتعمـ ـل ايه هنا ؟؟ ..إيه اللي جابك!"



ضحكه ساخره مع نظرة تحدي. وهو يقترب أكثر في خطواته حتى رجعت هي إلي الخلف تزامناً مع قوله:



_" بالنسبه لـ بعمل ايه هنا فـ أنا وبسام بنبدل مع بعض كده ساعات وأهو بالمره ميشوفش خلقتك المره دي ، أما بقا إيه اللي جابني فـ دي فيها كتير يا تاجّ"




        
          
                
قالها ببطئ ليثير إرتباكها إبتلعت ريقها برهبه من كونه يعلم عنها وعن حقارتها كل ما يمكن قوله وبسبب حديثها أيقنت أنها أوقعتهما ببعضهما وانتصرت هي ، ولكن يوجد من لديه رأي أخر !! ، إستندت علي الباب من خلفها بقوه لم يعد هناك خطوات لترجع بها إلي الخلف حاصرها بنظراته إليها حتى باتّ قريباً منها بشده ، خرجت ضحكته المتسليه حينما أردفت هي بنبره حاولت أن تخفي بها الخوف من الداخل حتى برعت في ذلك بقولها :



_" ابعد عني ، انتَ بتعمل ايه ؟"
إقترب أكثر وهو يهز كتفيه ببساطه ثم تحدث قائلاً بـ لا مُبالاه:



_" مش هعمل حاجه !"



قالها وبكل سرعه أخرج من جيبه مطوته ثم فتحها بقوه أمام أنظارها حتى شهقت بقوه ما أن وضعها أسفل عنقها وهو يقول بنبره حاده مستهزئه:



_" ابعد عنك !! ، ضحكتيني لسه مين مقربش منك عشان تقوليله إبعد عني !"



قوله الوقح زاد من حدة انفعالها ، رفعت يديها حتى تبعده عنها ولكنه شدد من قربه للنصل أسفل عنقها المكشوف ، حتي تحدثت هي بنبره بها بعض الصراخ:



_" إخرس ، اخرس يا حيوان انتَ ازاي تقول عليا كده "



نظر لها بشراسه ثم إحتدت نظرة عينيه التي عرفتها وتذكرتها ، ثم قال بانفعالٍ:



_" إزاي أقول عليكي كده ؟! انتِ ناسيه انتِ كنتي ايه وعملتي ايه؟ واختفيتي ازاي ، ولا تحبي أفكرك ونفكر بعض باللى حصل ؟"



حاولت أن تأخذ أنفاسها من ضغطه علي عرق رقبتها واختناقها وهي تهبط يده ببطئ تزامناً مع قولها الصارخ:



_" محدش هيصدقك حتى أخوك ، أنتّ جاي هنا من اللي حصل بكلامي اللي قولته لأخوكّ ، ايه اثباتك علي كلامك ده ، ماتقــول "



صرخت بوجهه فابتسم بسخريه ثم ردد وهو يطالعها باشمئزاز:



_" لا من نحية الاثبات فـ انا أطلع الفيديوهات بتاعتك اللي كانت مبعوتالي واللي أنا برده محتفظ بيها لحد الوقتي ونشوف حد كده بتاع مواقع استغفر الله وينزلها عليها طالما ظهرتي تاني فحياته وملتزمتيش باللي هددتك بيه "



قال أول حديثه بكذبٍ فهو قد مسح كل ما كان مرسل له من فاعل خير ، نظرت له بغضبٍ. جامح وهي تردد بنبره قويه:



_" مش هتعرف تعمل كده، حتى تهديدك ليا أنا قلبته فـ ثانيه وبقا تهديد قربك مني فـ نظره هو ، انتَ بقيت قذر واللي جايبك تقف مكانه مغفل ومش هيشوفك غير قذر ومريض "



لم يمنعه إنفعاله بمسكها بقوه من خصلات شعرها الطويله، حتي تأوت بألمٍ تزامناً مع قوله المنفعل وهو يردد:



_" انتِ اللي واحده **** ، كنتى ماشيه مقضاياها وانتى مخطوبه لأخويا وكنتى مكمله فـ إنك تستغفليه وانتى لمؤاخذه مدام !!"




        
          
                
نظرت له باشمئزاز وهي تبصق عليه بتحدي ، فـ شدد من مسكته وهو يقترب ليتحدث بنبره أعلي وهو يضغط علي أسنانه بقوه و نبره أثارت ريبتها مع وجعها من مسكة يديه:



_" عرفتي يعني ايه القذاره ، لأ ومش بس كده ، كملتي معاه علشان يتستر عليكي وانتى عارفه إنه كان بيحبك ومن كتر حبه ليكي مكنش شايف قذارتك ولا كان عارف إنك كنتى علي علاقه بـ واحد غيره ضحك عليكي ومش مكفيك ده لا دا كمان بعد. ما واجهتك بالحقيقه اللي عرفتها بعدين ، جيتي تتمسحي فيا زي الرخيصه اللي مع كل واحد شويه وبكل بجاحه وحقاره جيتي تعرضي نفسك عليا عشان أسكت!"



حاولت أن تلفت من بين يديه ولكنه كان يمسكها بقوه إلا أن صاحت عالياً تخرج بالحقائق:



_" ايوه عملت كده ولو رجع بيا الزمن مش هرجع أعمل غير كده ، ولو واحد أهبل ومغفل وبرياله مش هيكون غير أخوكّ ، وحتى بعد تهديدك ليا قدام بابا بإنك تبعدنا لمكان تانى ونمشي وأختفي وأبعد عن بسامّ كل ده مخوفنيش منك ، وكنت عارفه إني مسيري هرجع وأبوظ الدنيا بينكم زي ما متأكده إنه حصل ، أنا بكرهكم ، بكرهكم يا شوية متخلفين ومغفلين..."



قولها الوقح وبشده أثار ثورة إنفعاله وهاجت الدماء بعروقه ، لم تأخذ منه سوي صفعه قويه علي وجهها حتي أرجعتها للخلف ومن ثم وضع النصل الحاد بقوه تلك المره وهو يهتف بانفعال فاق الحدود:



_" أول مره لما سكت لروح أمك كان عشان خاطر أخويا اللي هو ٱغلي ما عندي حتي بعد قذارتك اللي حاولتي تعمليها بينا ، لكن الوقتي إيه اللي هيمنعني إني أقتلك وأدفنك هنا مكانك ؟! "



حاولت أخذ أنفاسها من أثر إخناقه بيديها تحاول وبكل جبروت بأن ترد له كلماته الوقحه بأوقح منها ولكن قاطعهما ذلك الذي خرج من مكانه والذي نزل عليه الحوار منذ أن بدأ وكأن كلماتهما الآثنين تذبح به بكل بطئ ، بل وجرحه الذي بداخله أصبح أضعافاً مضعفه ، عاش تستغفله وهو معها ولم ترى منه سوى كل شعور وتعامل جيد ، لما صفعته مائه صفعه وأكثر بما فعلته ولما صفعته الحياه أكثر وأكثر حتى تقع هي فطريقه !! ، خرج أمامهما وهو يهتف بأمر قطعي تزامناً مع فصله عنها :



_" بــس كــفـــايه !"



يكفى من ماذا منها أم من الحياه التي لم تكن فـ يوم عادله معه ، تنفس "غسان" ببطئ وهو ينظر لها باشمئزاز باصقاً علي وجهها كما فعلت وهو يرجع خطوات بسيطه إلي الخلف ، أما هي فطالعتهما بحقدٍ وكره لا يعلم أياً منهما كيف جاء لها هذا الشعور ولم ترى منهم سوى كل خير فـ البدايه !!، خرجت نبرة "بسام" وهو يتحامل علي نفسه بأن يبقى ثابتاً ثم ردد يسألها بخيبه يلومها بكلمه واحده :



_" ليه ؟"



بما يفيد اللوم والعتاب لشخص لا يشعر بذرة ندم واحده ! ، نظرت باستهزاء ثم رددت بوقاحه:




        
          
                
_" متقوليش ليه ؟ قول لنفسك يا دكتور ليه عرفت واحده زيي ؟! اللي كانت ومازالت ولسه هتكون نقطة سوده فحياتك "



ألا يوجد حد لوقاحتها وجرأتها الزائده ؟! ، إندفع "غسان" نحوها بسرعه حتى أمسكه شقيقه مردداً بنبره حازمه وهو يمسكه بقوه حتى لا يتوجه ناحيتها بنصله الحاد الذي يوجد بيديه:



_" إمشي يا تاج ، إمشي "



نظرت له بصمت وقبل أن تردف كلماتها ردد هو من جديد بضغفٍ داخلي:



_" إمشي عشان أنا مش عاوز أشوف وشك تانى فحياتي ، ليه؟ أنا عمري ما وريتك حاجه وحشه ، ولا عمرى أذيتك ولا حتي جربت أعرف عليكى ولا أحب بعدك ، كان نفسي ميكونش حب ويكون لعب عيال يوجع القلب شويه ويمشي بس انتى مفشلتيش بانك تخلييني أحبك ، فرق كبير كان بين الملاك والشيطان ، طول ما كنتى معايا مكنتش شايفك غير ملاك ،. اتعميت وأنا ببص عليكى ومش شايف غير المميز فيكى ، طلع مفيش فيكي ميزه واحده تشفعلك عندي ، ازاي قدرتي تخليني أتوهم إنك بتحبيني ؟ وازاي قدرتي تتعاملي معايا كده عادي ولا كأنك تعرفي عليا لأ وكمان علي علاقه بغيري وعاوزه تستغفليني ، واحد غيري كان موتك فـ ايده ، بس أنا مش هعمل كده ،ولا أي حاجه تسمحلي ولا من تربيتي إنى أذيكي ، مش عاوز أشوف وشك تانى، و أي حاجه تخصك أنا هبقى براها ، إمشي..! "



نظر له "غسان" نظرة تعنيف من عدم قوله لكلماتٍ تجرحها كمثلها ، حتى اندفع يترك يد شقيقه وهو يهتف عالياً بجمود:



_" تمشي فين ، مش طالعه من هنا من غير ما تاخد حقك منها !"



هز له شقيقه رأسه بالنفي ، حتى تركه "غسان" وهو يمسكها بقوه مقرباً المطواه من وجهها تلك المره هاتفاً بشرر:



_" غلطتي غلط كبير لما قررتي تكسري كلامي وتيجي وتتجرأي زي الـ **** لأ و كمان بتوقعي بينا ..بس حلو اوي ولا أجدعها دكتور تجميل هيعرف يصلحلك اللي هعمله فـ وشك دلوقتي ، سمي الله وقوليلي أبدأ منيـ..."



دفعه "بسام" عنها بقوه وهو. يصرخ به عالياً :



_" قولتلك بس ، سيبها تمشي مش هنأذي حد "



نظر له "غسان" بغضبٍ بينما كانت هي تبتلع ريقها بخوفٍ حتى انسحبت بالتدريج لتخرج وقبل أن تفتح الباب التفت لها "بسام" وهو يقول :



_" عمري ما هسامحك ولو دخولك الجنه واقف علي مسامحتي عمري ما هنولهالك ولا هسامحك يا تاج ، لو بينك وبين الجنه ذنبى عمري ما هسامحك سامعه؟! ، إمشـي "



صمتت تطالعه بصمت ولكنها خرجت وهو يمنع شقيقه مردفاً مره أخري بتعبٍ:



_" قولتلك إمشي يا تاجّ "



قالها بتحذير عالياً وهو يمسك بشقيقه بقوه إلى أن خرجت وتركت الباب مفتوحاً من خلفها ، تركه "بسام" ، وهو يطالعه بخزي فنظر له "غسان" الواقف أمامه وتعلو أنفاسه من فرط غضبه مردفاً يعنفه:




        
          
                
_" سيبتها تمشي بعد ما عملت فيك كل ده يا غبي ، هتفضل طول عمرك كده؟؟ "



نظر له "بسام" وهو يكتم الدموع بعينيه مردداً بإختناق:



_" مش لازم تتأذي مني حتى لو أذتني ، مش أنا اللي أمد ايدي علي واحده ست ، بيني وبينها الجنه اللي لو ركعت عشان أسامحها مش هسامح وانتهي الموضوع "



قالها كي يغلق ما هو مفتوح ولكن جرحه يزال ينزف بداخله بل وأكثر من قبل ، سمع صوت "غسان " المختنق لأجله وهو يردد:



_" مخلصش يا بسامّ ، عارف إنه مخلصش عندك ولا هيخلص بالسهوله دي"



سقطت دموعه الساخنه علي وجنتيه من أمامه وهو يطالعه بأسفٍ من مافعله وبـ خزي وتعبٍ لما فُعل به ولومٍ لما فعله الآخر كي يعلم الحقيقه لم يشعر بنفسه سوى عندما توجه يدخل بين أحضان "غسان" الذي فرد له ذراعه السليم كي يدخل به عله يشعر بالاطمئنان الذي عاش لم يشعر به !! ، بكى بأحضانه دون صوت بل كان بكاء قلبه من الداخل أقوى وكل ما يوصف حالته قوله الداخلي المكتوم " اللعنه للعدد الذي لا أعرف عدده علي قلبي كان أعمى دون أن أدري" شدد "غسان " من مسكته بداخل أحضانه وكأنه يتأسف له بالنيابةِ عن ما حدث ، كتم كل دموعه التي تريد الهبوط وبشده علي كل ما حدث من البدايه الآن ويعلم جيداً كيف يشعر الرجل عندما يُكسر ويُقهر بتلك القسوه !! ، ربت عليه بحنانٍ ولأول مره يعجز لسانه السليط غالباً واللين في أوقات أخرى عن المواساه والرد ، أي كلمات ستواسي قلبه الذي اُنهك بهذه الطريقه ، دقائق كثيره على وضعهما وكل منهما يشعر بأن الٱخر هو الملجأ والأمان والراحه بالنسبه له ، توأمان إن كُسر أحدهم حتماً سوف يشعر الٱخر ولو بنسبه ليست كثيره !! ، مُلتصقان في الجروحِ يداوى أحدهم الآخر بطريقةٍ ما ، كان "بسام" يُعطي ظهره للباب و"غسان" وجهه له ، حرك أنظاره صوب الباب فوجد أحدهما واقفاً وبجانبه هي والإثنان ينظران بدهشه فالأحضان ساكنه من غير حديث مما يثير الريبه ، أخرج "غسان" شقيقه من بين أحضانه بقوه وهو يدفعه للخلف كي لا يفهما بالخطأ ما يفعلانه ، تزامناً مع نظراته لهما ، ولم يكن سوى "عز" التي أتت معه "نيروز" نظر بحرج وهو يتحدث بتعلثمٍ:



_"أنا أسف إني جيت فوقت مش مناسب والله بس الأنسه نيروز حست آنها إتأخرت وإنكم إتأخرتوا عليها فـ جيت أعرفها مكان الأوضه "



حرك "غسان" نظراته فالمكان ، بينما الآخر كان يمسح وجهه بقوه حتى لا يلاحظ أحد ، أما "عز" فكان ينظر لذلك الذي يرتدي البالطو الأبيض وهو يتحدث بحديثه مقتنعاً بأنه الاخر حتى واصل مجدداً:



_" من فضلك قولي حالة والدتي عامله ايه الوقتي لو في جديد لأني هموت وأشوفها ومش قادر انتظر لبليل . "



نظر "غسان" له بضجرٍ زائف تحت كبت "نيروز " لضحكتها وابتسامة شقيقه ثم ردد:



_" عليا الطلاق أنا. ما دكتور بسام !"




        
          
                
قالها فضحك "عز " و هي وشقيقه كذلك ، فابتسم "غسان" علي ضحكاتهم تزامناً مع رد "بسام" وهو يحاول أن يبقي ثابتاً:



_" عليا دي يا عز ، أصلي إديته البالطو يلبسه شويه "



_" أيوه بلعب بيه "



قالها بمرحٍ فنظرت له "نيروز " تسأله من بين ضحكاتها:



_" لا بجد ايه اللي ملبسك البالطو ، مش لايق عليكّ خالص ده انتَ واحد لسه ملبسني مطوه فـ ايدي !"



انتهزت فرصة انشغال الاخرين بالحديث فابتسم لها قائلاً وهو يغمز لها :



_"و عقبال ما البسك شبكتي .."



ضحكت بخجلٍ ثم التفتت لتخرج من الغرفه ، تزامناً مع خروج "غسان" وهو يقول:



_" هستناك بكره يا بسام ، سلام يا عز وابقى فرق بقا يعم تعبتني"



أومأ له وهو يضحك ثم تحدث من بين ضحكاته :



_" طب استني رجع البالطو لاصحابه !"



التفت "غسان" وهو يبتسم تزامناً مع خلعه وهو يقدمه لشقيقه تزامناً مع ربته علي كتفيه بقوه وكأنه يحفزه علي الصمود ، ثم تركه حتي يلحق بها بالخارج ومن ثم العوده إلي منزلهما !



____________________________________________



بعد أن وصلا الاثنان من ما فعلوه اليوم من أفعال مختله عقلياً بالنسبه له ،جاءوا ليجلسوا معهم في شقة "سُميه" والدته هو "عايده" وكذلك "جميله" التي اتت هي أيضاً ، أصبحوا مجتمعين مع بعضهم حتى "حامد" و "زوجته" و "وسام" التي أتت من دروسها قبل فتره ، كل منهم يتحدث حديث جانبي والأصوات متداخله فـ المكان ، كانت "ياسمين" تقف معه بالشرفه بصالة المنزل أمام الأنظار ، نظرت له بتمعن إلي أن أردف هو وهو يمسك الكوب من بين يديه :



_" بتبصيلي كده ليه ؟"



صمتت تبتسم ثم رددت بفرحٍ:



_" مبسوطه .. قلبي مبسوط أوي وكمان حاسه إن العبث اللي حصل النهارده ده خلاك فريش كده شويه .."



ضحك بخفه وهو يحرك رأسه بقلة حيله مع قوله لها:



_" كله من جنانك اللي من غيره كنت هبقي تايه مع أوجاعي اللي جوايا "



جمله كفيله لتجعلها تتراقص أمامه من بهجتها لما قاله للتو ، عقد حاجبيه وهو ينظر في الأسفل عندما نظر له وهو يخرج معها من السياره ، نظرت علي ما ينظر عليه هو ثم ابتسمت قائله بمرحٍ:



_" لا دا حوار يطول شرحه عاوز تعرف ؟"



نظر لها باستنكارٍ ثم حرك رأسه بنفي وهو يتحدث بثقه أدهشتها:



_" مين قالك اني مش عارف الحوار ، عرفت ده يمكن كمان من قبل ما كل واحد يعرف إنه حب التاني أصل مشيهم مع بعض الوقتي مبين أوي إن كل واحد إعترف بمشاعره ، وأنا عرفت من نظرات غسان ليها يعني نظرات ميعرفهاش غير راجل وراجل بيحب ، هيفهم أوي ، أنا بس مستغرب إنهم مع بعض والشغل خلص من زمان يعني !"




        
          
                
نظرت له بغير تصديق ثم ابتسمت بسمه واسعه علي ما علمه حتي ردد هو مره أخري بقوله:



_" عارفه ؟ حاسس إني مش مستغرب ، يعني لايقين علي بعض من صغرهم ، مش فاكره غسان واللي كان بيعمله !"



ضحكت تهز رأسها بتذكرٍ ثم أشارت له بقدوم شقيقتها وحدها من الباب أما الٱخر فذهب إلي شقته، دخلت وهي تتمسك بالأكياس الصغيره التي توجد بيديها والتي ابتاعتها ومن ضمنهم ما يوجد به الورد الذي إشتراه لها ، بعد أن رحبت بهم دخلت إلي غرفتها بإنهاكٍ حتى تبدل ملابسها بعد أن أشارت لـ "جميله " بأن تتبعها منذ قليل عندما رأت في عينيها الحديث المكتومٍ ، إستأذن كل من "حامد" وزوجته وابنته ، كما رحلت "عايده" بمفردها ، وبقى "بدر" وزوجته وصغيره مع "سميه" التي نهضت لتدخل غرفتها تاركه كلاً من فتياتها مع أزواجهما والأخري بغرفتها ..



______________________________________________



سارت به قدميه إلي أمام الغرفه التي تقطن بها شقيقتهُ بعد أن خرج من المنزل سريعاً حتى جلس قليلاً بالخارج ثم قرر الذهاب لهما ليخمد نيرانه ، كل ما يعرفه بواسطة ممرضه نقلت له الأخبار حتى وإن كانت مستشفى راقيه لم ولن تخلى من أصحاب العقول دون ضمير !! ، تنفس بعمقٍ ثم رفع يديه يدق الباب دقه واحده ليست طبيعيه بل أبطأ من حركتها وهو يدق ، لم يرد هو بل إنتظر لمن يأتي من الداخل حتى يفتح له ، وما أن فتح له الباب وجد نظرة الصدمه على وجهه ، نظر "عز" له بصدمه وسرعان ما تبدلت لنظره عاديه مغتاظه ما ان دفعه "شريف" باستفزاز ليدخل إلي الداخل ، نظرت "فرح" له بمفاجأه وهي تنهض من على الفراش سريعاً ، ابتسم بسخريه وهو يهتف أمام أنظارهم :



_" هو أنا مقولتش إني هاجي تاني ؟"



نظر له "عز" متحكماً بإنفعاله وهو يردد:



_" جاي ليه يا شريف عاوز ايه ؟"



لم يعطيه رد بل توجه ناحية "فرح " التي تراجعت للخلف ولكنه اتجه ناحيتها ثم ابتسم بتهكم وهو يدفعها نحوه حتى تدخل بين أحضانه رابتاً علي ظهرها مع قوله لها وهو يهمس بجانب أذنيها :



_" تفتكري اللي بيحصلك ده بسبب مين يا فرح؟"



لم تفهم مقصده بل توجه له "عز" يقف أمامه مردداً بنبره جامده يعيد ما قاله:



_" بقولك عاوز ايه يا شريف وجاي ليه ؟"



_" مش عايز منك حاجه أنا قولت أجي اعرفك إن قصاد فرحتك بانها فاقت في قصادك واحد مقهور وبيدعي متفوقش وتموت "



نظر له "عز" بغضبٍ ثم أشار ناحية الباب بقوله المختصر:



_" إمشي ياشريف إحنا مش كل مره هنقعد نبرر ليك حاجات ملناش يد فيها "
ضحك بسخريه ثم هتف وهو واقف بمكانه :



_" تعجبني يا عز ، أصلك عاقل ومش عاوز مشاكل ، واحد تاني كان حاول يضربني وكنا قلبناها عاركه هنا ولا ايه رايك ؟"




        
          
                
ترقبت "فرح" الوضع بخوفٍ من الٱتي عندما توجه ناحيته "عز" يهتف بحده :



_" ما أنا بعرف أعمل الاتنين ، وسهل أوي أوريك جناني اللي مش عاوزه يطلع علي حد أكبر مني و دمي نفس دمه وإسمي كمان ، فـ خدها من قصرها وإمشي يا شريف "



ضحك باستفزازٍ ثم رفع يديه برهبه زائفه وهو يهتف بسخريه:



_" خوفت بصراحه ؛ عاوزك توريني جنانك ، يلا"



ضغط علي إنفعاله وهو يتمسك بٱخر ذرة صبر لديه ، اختبر قوة تحمله وجاء علي نقطة استفزاز بعض الرجال بقوتهم ! رفع "عز" يديه وهو يلكمه بوجهه بقوه حتى ترنح الٱخر من أثرها مع شهقة "فرح" العاليه ، وضع الآخر يديه علي وجهه ثم ردد ببرودٍ من ضمن ألمه من اللكمه :



_" لأ حلوه ، وصابت ، تعالى بقا "
قالها ثم رفع ساقه يضرب ساق الاخر حتى ركع علي الأرض ومن ثم انحني الآخر وهو يهتف أمام وجهه بالأسفل :



_" قالو زمان أخوك الكبير زي ابوك التاني ، والصراحه أنا مستنضفش فخليلك انتَ الاحترام"



لم يأخذ رد من الآخر سوي لكمه بوجهه جعلته ينحنى بجانبه هو الٱخر مع خوف ورهبة "فرح" وتصنمها بمكانها ، تحدث "عز" من بين ابتسامته المستفزه ليردها له قائلاً:



_" وبردو قالو زمان اللي عاش ملوش خير فـ ابوه يبقي ملوش خير فـ حد ، ومش مشكلتي انك ملكش خير فـ حد ، بس أنا ليا تعالى أوريك خيري فيك بقا "



قالها ثم جلس فوقه بسرعه وهو يمسكه من تلابيبه ،حتى صرخت "فرح" عالياً بهما وهي تتجه لتفصلهما عن بعضهما ، حتى دخل عليهم "بسام" الذي جاء ليخبرهم بمقابلة ورؤية والدتهما، توجه سريعاً يمسك "عز" وهو ينهضه من علي الٱخر ، حتي نهض الإثنان ، وبقى "شريف" يطالعه ببسمه مستفزه قائلاً :



_" حلوه منك أوي يا عز ، لا راجل ويليق عليك مسئولية اتنين ستات مش كلام ، هنتقابل تاني فـ عزا امك ، سـلام يا ..راجل !"



قالها ثم وزع نظراته عليهما وهو يتجه ليميل يطبع قبله على خد "فرح" حتى إرتجفت تزامناً مع قوله الهامس لها:



_"جبانه يا فرح وهتفضلى جبانه "



قالها تحت أنظارهما ، فنظر "بسام" بدهشه وضيق لما فعله ذلك المجهول ومن غرابة سكون "عز" كذلك ! ، خرج من الغرفه ، ومن ثم التفت "عز" ينظر له حتى تحدث "بسام " يسألهما بنبره هادئه عكس حرب الجروح بداخله:



_" مين ده ؟"



_" أخويا "



قالها الاثنان بنبره واحده مُتعبه ، صمت لا يعلم بماذا يجيب بل تنحتح يتركهما بعد أن رأي سكون المكان والصمت فقط ، فضل ترك المساحه لهما ثم رحل بعد قوله لهما :



_" أتمني ده ميحصلش تاني فـ مكان زي ده ، وكصديق ميحصلش خالص يا عز خليك متفهم وهادي الدراع مبيحلش كل حاجه ، أياً كان هي ايه، أنا بايت هنا لو احتاجت حاجه ، ووالداتك فاقت بس بفضل تشوفوها بكره ، عن اذنكم "




        
          
                
ما حدث له اليوم من أحداث جعله غير قارداً علي المواساه بطريقه أحن بل رمي الكلمات علي مسامعهم ثم رحل سريعاً ينفرد بنفسه ومع أوجاعه الذي لم ولن يستطع الهروب منها وهناك من كانا أمرهما متشابه معه في الأوجاع والماضي الذي بقى للحاضر من ألامٍ !



______________________________________________



جلست علي المقعد بالشُرفه تشرب بعض المياه من الزجاجه والٱخرى بجانبها ، ردت "نيروز" عليها قائله بهدوءٍ ولهفه بسيطه:



_" واللهِ اللي قولتيه ده فرحني أوي ، هتقولي لعمي ولا هتعملي ايه ؟"



تنفست "جميله" بعمقٍ ثم رددت تفسر لها قائله:



_" بصراحه أنا خايفه من رد فعل بابا ، مش هقول لحد هو قالي أنه هيجي عشان يشوف أنا موافقه علي الفكره عامتاً ولا لأ ، لو قولت مش هقول ألا لـ ماما وأديها فكره بس ويبقي هو يكلم حازم وبابا وربنا يقدم اللي فيه الخير "



رفعت "نيروز " ذراعها لتضعه عليها متحدثه بمرحٍ:



_" حساكي بايعه الدنيا وفنفس الوقت خايفه من الرفض ، واقعه للدرجادي؟"



نظرت لها الاخري بتحذيرٍ وهي تبتسم فضحكت"نيروز " بخفه وهي تقول:



_" لأ بجد أنا عاوزاكي تطمني وعلفكره لو مكتوبلكم نصيب مع بعض هتبقوا لبعض لو مين وقف فطريقكم ، وبعدين احمدي ربنا ده بجد باين عليه أصلا ً ومن كلامك عن اللي قاله ليكي إنه محترم وغلبانّ أوي مش زي ناس"



قالتها بشرودٍ فعقدت " جميله " مابين حاحبيها بتساؤل ثم أردفت:



_" ناس ايه مش فاهمه "



_"لا متاخديش فـ بالك"
قالتها بغير اهتمام فنهضت الأخرى وهي تبتسم قائله بهدوء تودعها:



_" طب أنا همشي محتاجه أرتاح بقا وأقعد ٱذاكر شويه عشان كالعاده عندي امتحان ، دعواتك "



رفعت "نيروز" يديها تدعي لها تزامناً مع سير الاخري من أمامها:



_" روحي يا جميله يا بنت عايده ربنا ينجحك ويجعل عز من نصيبك"



قالتها بهدوءٍ فضحكت الأخرى بخفه وهي تخرح من غرفتها ، فنظرت "نيروز " من أمامها مره أخرى وهي تبتسم براحه حتى قاطع شرودها ذلك الذي خرج للشرفه في الحال وهو يقول:



_" كل شويه واقفه مستنياني كده ، مش عارفه تتقلي !"



قالها وهو يعلم أنها كانت تتحدث مع أحدهم حينما حاول الخروج ولكنه سمع صوتهما فرجع حتي لا يقاطع جلستهما، نظرت له وهي تقلب أعينها قائله:



_" مكنتش بستناكّ !"



_" بس أنا مستنيكِ"
قالها بمرحٍ حتى ضحكت هي بخفه ثم أردفت له بهدوءٍ تسأله :



_" وسام عجبتها الهديه ؟؟"



_" أه"
قالها وهو يهز رأسه مبتسماً ، فنظرت له بغرورٍ وهي تعدل من مظهرها قائله:



_" انا مختارش حاجه وحشه أبداً "



_" وانا من إختيارك برده ، فـ عندك حق "



قالها بغرورٍ يرد لها ما فعلته ، حتى ضحكت بخفه وهي تتوجه ناحية ثم ضغطت علي السوار الذي يوجد بيديها بمرح مقربه اياه أمام وجهه قائله بتحدي:



_" أنتَ هتبطل غرور امته ؟"



نظر باستنكارٍ علي فعلته ثم أمسك يديها علي فجأه وهو يعكسه ناحيتها هي ثم أغلقه تزامناً مع رده علي حديثها وهو يترك يديها :



_" لما أبطل احبك هبطل غرور "



_" وده ليه ؟"



تساءلت باستنكارٍ فغمز لها بقوله:



_" عشان انتِ حاجه غاليه كفيله تخلي الواحد يبقي شايف نفسه عشان انتِ معاه..!! "



ابتسمت بخجلٍ ثم نظرت له مردفه بمرحٍ:



_" تاخد ألف من عشره فـِ التثبيت والكلام الحلو !"



ضحك عالياً علي حديثها ثم نظر لها بدقه فوجد عينيها البُنيه المتسعه تطالع عينيه بلمعتها ، لم يشعر نفسـه سوي عندما ردد بهيامٍ:



_" وإن سألني أحدهما كيف وقعت بها فـ هقوله وانتَ مال أهلك ي عم !! ، بس من جوايا قد أوقعتني شِباك عينيها الذي أبدو أمامها مشتتاً هائماً بِها ، وإن سألوني ماذا تعشق لم يكن الجواب سوى: واللهِ أعشق القهوه ولون عينيها الذي إمتزج بها فـ جعلني مشتتاً بكيف خلقها الخالق بـ مثل هذا الجمال !! "



لا تعرف أتضحك أم تخجل من حديثه وغزله بها بتلك الطريقه بل وزعت نظراتها فالمكان ثم توجهت بخطواتٍ متعلثمه لتدخل إلي الداخل كي تستطيع أن تأخذ أنفاسها وتهدأ ضربات قلبها التي تسارعت في الدق ، أما هو فنظر بأثرها وهو يضحك ثم دخل إلى الداخل وهو يرفع يديه يرجع خصلاته وهو يتنهد ليخرج أنفاسه مردداً بخفوت لنفسه :



_" صحيح علي رأي الست ، و الهوى.. أه منه الهوى !"

google-playkhamsatmostaqltradent