Ads by Google X

رواية عن تراض الفصل الاول 1 - بقلم ايه شاكر

الصفحة الرئيسية

 رواية عن تراض (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم ايه شاكر

رواية عن تراض الفصل الاول 1 -  بقلم ايه شاكر

مهيد
في ليلة مطيرة، بعد منتصف الليل صدح صوت صراخ أُنثوي من إحدى البيوت، واختلط صوت الصرخات مع صوت اصطكاك السحاب وأخذت الأمطار تتزايد رويدًا رويدًا...

أفاق أثر ذلك الصوت بعض سُكان الشارع فأضاءت بعض الشرفات.

فتحت شيرين نافذة البيت وهي تتدثر بمعطفها الشتوي وأخذت تراقب ما يجري...

وصلت سيارة الإسعاف أمام بيت أحد الجيران، وخرج ثلاثة أفراد، رجل وزوجته وابنته التي لم تبلغ العشرين وهي تصرخ متألمة وكانت تضع يدها على بطنها المتكورة أمامها، فأدركت شيرين أنها تصرخ من آلام المخاض، وكانت تجاورها والدتها سيدة لم تبلغ الأربعين وأيضًا بطنها متكورة أمامها، ظنت شيرين أنها ربما دهون متراكمة أو ربما انتفاخ ولكن فجأة اتسعت حدقتا تلك السيدة وصرخت هي الأخرى، ثم قالت لزوجها:
-شكلي هولد أنا كمان... الحقني أنا شكلي هولد يا كارم.

قالتها ونظرت لزوجها المضطرب من أصوات الصرخات، وهو يلتفت لابنته تارة ولزوجته تارة، والأبنه تصرخ ووالدتها ترد عليها صارخة، قالت الابنة من خلف آهاتها:
-الحقيني يا ماما.

آطلقت الأم صرخة مرتفعة وخاطبت رجال الإسعاف:
-الحقــــونــــا.

قال الأب «كارم» بارتباك:
-معلش، معلش هتعدي زي ما كله عدى... استحملوا.

ظهر صوت الابنة من داخل سيارة الإسعاف:
-آه... همـ ــــــــــــــــوت...

صرخت الأم ورددت:
-أنا اللي همـ ــــــــــوت...

انطلقت سيارة الإسعاف تصدر دويّ مزعج للنائمين، وبعض الجيران يحملقون من خلف النوافذ بهؤلاء الثلاثة الغامضين الذين جاوروهم فجأة، لكنهم لا يتحدثون مع أحد ولا يتحاورون.

خاطبت إحدى الجيران شيرين بضحك:
-الأم وبنتها بيولدوا في نفس الوقت!

وقالت أخرى بضحك:
-بس البنت شكلها صغيره دي متعديش ١٦ سنه؟ وفين جوزها؟ ليكون حد ضاحك عليها...

قاطعتها شيرين هادرة:
-بس إنتِ وهي ملناش دعوه بالناس دي أعراض، ويلا ادخلوا ناموا ملناش دعوه.

أغلقت شيرين النافذة في سرعة حين ارتفع صوت بكاء ولديها عمرو وعامر فجأة، وكان في ذلك الحين قد بلغا عامين.

أخذت تتفقد ما بهما هي وزوجها «دياب» ولم ترى لبكائهما سببًا واضح، ساعةٌ متواصلة من البكاء دون سبب حتى ناما، وهدأ صوت الأمطار وسكن الجو...

بقلم آيه شاكر
استغفروا♥️

*******
ومع آذان الفجر كان «كارم» يحمل بين يديه مولودتين، سألته الممرضة بابتسامة:
-هتسميهم إيه؟

نظر لابنة ابنته وقال:
-دي سراب، عشان لازم تفضل سراب تتشاف من بعيد لكن محدش يوصلها...

نظر لابنته وقال:
-دي بقا هسميها تُقى، ومن غير سبب.

قالت الممرضة بابتسامة باهتة:
-يتربوا في عزك.

-شكرًا... أمهاتهم عاملين ايه، طمنيني؟

ابتلعت ريقها فقد أتت إليه خصيصًا لتخبىه عن حالتهما، قالت الممرضة بأسف:
-زوجة حضرتك كويسه وولدت طبيعي، أما بنت حضرتك فـ... إن شاء الله تبقى كويسه ادعيلها...

قالتها وتركته يبدل نظره بين المولودتين ودموعه تسيل، فقد كان يعلم مسبقًا خطـ ـورة حالة ابنته، أطرق وقال:
-أنا آسف يا بنتي...

•تابع الفصل التالي "رواية عن تراض" اضغط على اسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent