رواية عودة الوصال كاملة جميع الفصول بقلم سارة ناصر حصريا عبر مدونة دليل الروايات للقراءة و التحميل
رواية عودة الوصال الفصل الاول 1 - بقلم سارة ناصر
«رحلـتُ أنا دون وداع لصداقتنـا ، دون وداع برائتنـا
رحلـت دون شعور قلبي الصغير بأنـه سيتأذي في رحيلك بعضُ الوقتْ
ورغـم عُمر قلبي الصغـير الا أنه كان به شعورا كان علي صعب فهمه!
أيقنـت انه حزين برحيلي دون إرادة مني ، أيقنت أنه يفتقد لهونـا ولهو البرائـه دون شعور منـي ، يحزن لرحيلي ويحزن أكثـر لرحيلي من جارك و من تلك الشرفه التي شهدت الذكريات بيننا
يحزن لافتقاده سرعة نبضه عندما يراكِ ، وعندما توقفت كل الطرق لإرسال خطاباتي
حَزن هو لفراق الوقوف بشرفته كي يستطيع النظر إليكِ
فـ مجرد نظـره كانت تبقيه سعيدا لا يفكر في شيئ سوي عدم ردهـا علـيه !
تأذيت بالرحيل قليلًا لكن لم يدوم طويلاً حتي أنني كنت طـفل
وكبر هذا القلب وذلك العمر وهو بعـيد عنها وعن مكان طفولته وبرائته..
حتي شاءت الأقدار لعودته لمكانه الأول ، الاول في مسكنه وسكينته وحبـه البرئ ،
ليعود هو جارها وجار قلبها من جديد
لكـن أبى عقله أن يظل قلبه يدق لها بعد طيلة هذه السنوات ، مقنعًا نفسـه بأنها ليس إلا سوي مجرد ذكريات بريـئه ، بالنسبه له خارجياََ عاد جارها فقط !
وبين صراع بينه وبين نفسه بأنها أصبحت عاديه مجرد فتاه تسمي جارته فقط و يربطه بها صله قرابه عاديه وبين عبثه الذي يخرج لها وكأن تربطهما علاقه قويه رغم البُعد!!
فـ هل سيقع في حبها من جديد أم سيظل هو يكن لها حباً دون أن يدري ؟!
وإن وُجد الحُب فكيف الفِرار مما ينتظرهما بمكانهما !! »
___________________________
أهلا بكَ يا صديقى في سطور تتلمس ما بداخلـنا ، أتأسف لكَ بالنيابـةِ عن من خذلوكَ يومـا ما ، وإن كان أكثر من يومٍ فكـل الأسـف أجمعه لك من كلِ العالم ، وكل الحب لك ولقلبك النظيـف ، الذين كســروه هم دون مُراعاة كم هو نقي للغايه!!
والٱن وداعـاً وكُن على يقين بأنك جميل وتستحق كل الحب، و الجَبـر من خالقك ،
سَيجبرك الله لا محال، فقط انتظر !
اجابه" بسام "قائلاً:
_"ولا ثانيه حتي ده الحج فاته برا بيتوضي الوقتي وانا خارج اتوضي كمان، قوم البس واتوضـى وتعالي ورايا يلا"
اومأ لـه شقيقه في صمـت ، فـترك "بسـام" شقيقه ثم اتجه خارج الغرفه وجد والده يجلـس علي الاريـكه في صاله المنزل ينـظر بزاويـه محدده مـطولا فيبدو أنه شارداً
انتفض هو بمكانه ثم تحدث قائلا بمرح:
"خضتنـي يا حج والله ، قطعتلي الخلـف ياراجـل."
ابتسم والده بسخـريه قائلا:
_" ايه ياض شوفت عفريـت" ثم تنهد قائلاً مره أخرى:" غَسّـان صحي؟"
رد عليه" بسـام" قائلاً بمـرح: "حاجه شبه كده ياحامد ولله ، اه غسان جاي ورايا اهو وانا رايح اتوضى"
اتجه هو ناحيه المرحاض ليتوضأ أولاً ،
دقائق بسيطـه حتي سمع والده يرد عليه بعد فتره من حديثه وكأنه كان لم ينتبه له أولاً!! :
" يعني انا أوحش من العفريت يا ابن الكلـ ـب طيب ماشي أما تتطـلعلـي"
خرج "غسـان "من الغرفه مرتديا ملابسه وعلي وجهه بعض قطرات المياه من أثر الوضوء في مرحاض الغرفه الخاص بـه
فتحدث قائلا وهو في طريقه للخروج من غرفته :
" بتشتم مين يا "حامد" علي الصبح كده؟ "
خرج "بسـام" من المرحاض الذي كان يترك بابـه مفتوحاً تزامناً مع خروج شقيقه من غرفـته واستمع لما يقول والده فتحدث قائلاً بفـخر وهو يتجه اليهم ويمسك بالمنشفه في يديه :
" بيشتمني أنا يابو الغساسين "
نظر له شقيقه في صمت ثم تحدث قائلا ببرود:
" الـعــادي".
ضحك والدهم علي حديثه تحت نظرات" بسـام "الحانقه لشقيقه
خرجت هي من غرفتها علي أثُر صوتهم ثم اتجههت ناحيتهم في صاله المنزل وهي تسير ببطئ تحدثت قائله وهي تبتسـم لـهم:
"_صباح الخير يا حبايبي."
قام "بسام" بالرد عليها قائلا:
"صباح الخير يا أمي تعالي شوفي جوزك قاعد بيشتمنى من اول ما صحيت وقارش ملحتي وجاي عليا وظالمني ومزعـلــ.."
قاطعه والده قائلا بحنق:
بس ياض ده انا كنت بشتم نفسى حتي ، هو انا جيت جمبك؟
ضحكت والدته علي حديثه ومزاح ولدهـا قائله بحنق زائف:
_"بقولك ايه يا "حامد" متزعلش عيالي عشان مزعلش منك ."
رد عليها زوجها قائلاََ بابتسـامه واسـعه:
"وأنا أقدر برده علي زعلك يا أم غـسـان يا عسـل يا..."
قاطعه "غسـان" قائلاً:
_ "احنا واقفين يا حج ،. وكان في صلاه فجر كده واخد بالك انتَ ولا نسيت؟"
اعتلت ضحكات شقيقه ووالدته فتحدث والده بضجر زائف:
_" جرا ايه يالا مراتي وام عيالي عندك مانع."
ابتسم "غسـان" ببرود حتي كاد ان يرد على حديثه فتحدث شقيقه قائلاً:
"معنـدوش مانع يحج يلا نصلـي عشان مُش هنخلـص النهارده أنـا عارف. "
خرج حديثا مضحكاََ ، فاعتلت ضحكتاتهم جميعاً وبالاخص والدتهم كانت تنظر لهم بحنـان يفيض من عينيـها وهم يتجهـوا معـاً كما اعتادا إلي باب المنزل يخرج كل منهم منه ، أخذت تنظر فالفراغ تبتسم وتدعي ربها ان يحمي لها هذه العائله ، ثم اتجهت ناحيه المرحاض حتي تتوضأ وتؤدي فرضها
مر الوقت حتي تخطي النصـف ساعه وقفـو ثلاثتهم امام باب شقتهم جانب بعضهم
يضع كـل منـهم يديه علي جيبه يبحثون علي المفتاح الخاص بشقتهـم نظر لهم" غسـان" ثم لوى فمه بتهكـم متحدثا ببرود:
_"معايا المفتاح معايا عدوني بقا "
رد عليه والده "حامد "قائلاً:
_"خلاص يا خويا متقلهاش بفخر كده، طب أنا وامك بتفضي جيوبي اول بأول ست نضيفه.؛لكن ده بقا مشكلته ايه؟ "
قالها وهو يشيـر علي بسـام ،
نظر له الاخر فـ تحدث قائلا:
_"أنا؟ والله يا حج انت ظالمني، ده انا نسيت عادى زي كل مره، بتحصـل ايه مبتنساش!! "
نظر له والده بسخـريه ، فافسحو هم المجال" لغسـان" ليفتح الباب ثم تحدث وهو يضع المفتاح في الباب قائلا:
"مش عارف من غيري كنتو هتعملو ايه ، ربنا يخليني. "
نظرو له بحنق زائف وهو يدلفو للداخل بعدما فتح غسـان باب شقتهم اغلق هو الباب علي الفور بعد دلوفهم الي الداخل ، اتجه "حـامد" يجلس علي الأريكة وهما بالخلف يسيران ورائه لفت انتباههم والدتهم التي تقوم بالتسىليم وهي تخرج من صلاتها ، فابتسمت لهم ثم تحدثت قائله:
_" حرماً يا حبايبي ".
ردو عليها جميعهم في نفس واحد:
_"جمـعاً ان شاء الله."
تحدث هي مره اخري قائله:
_"شوفولي حل في البت اللي مش عاوزه تصحي جوه دي شكلها عاوزه غُس غُس يصحيها يديها علي دماغها"
تحدث "بسـام" مردفـاً :
_"غُس غُس تاني يا "دلال"! بتضيعي الهيبه علفـكره وغسـان هيزعل"
ردت عليه والدته قائلـه بسـخريه:
" اتنـيل يا خويا ."
فتحدث "غسان" قائلا بهدوء:
"هدي اعصابك يادلال مفيش حاجه مستاهله ،وانتِ تقولي اللي عايزاه"
ابتسمت له والدته ثم تحدث قائله :
"هاديه اهو يا حبيبي والله انت اللي ليا هنا يا ابني."
تحدث" حامد" بضجـر:
" ما هي هاديه اهيه يا خويا بلاش جو العشق الممنوع بقا ده"
اعتلت ضحكتاهم علي حديث والدهم فتحدثت دلال قائله:
"جرا ايه يا حامد ابنى وخايف عليا مش زي ناس ولا انت بقا بتغير عليا منهم؟ "
رد عليها "حامد" بضجر زائف ناظراً لـها بعتاب :
"قصدك ايه يا دلال مبخافش عليكي يعني ،. وبعدين اه بغير دا انتي الحب القديم والحب الجديد وحب المستـقـبـ.. "
قاطعه" غسـان "قائلاً:
_ " يحج خلاص بقا احنا واقفين انت بتنسي دايما النقطه دي "
نظر له والده بحنق تحت ضحكات كل من شقيقه ووالدته فاعتدل هو ثم تحدث قائلا بهدوء:
" انا داخل انام ، و وسام نايمه بلاش تصحوها عشان نايمه متأخر كانت بتذاكر "
ردت عليه "دلال" قائله بشفقه علي صغيرتها:
" كبدي يا بنتي ربنا ينجحك وينجح كل اللي زيك يارب"
ثم نظرت لاولادها فتحدث قائله مره اخري:
"طيب يا حبايبي تصبحو علي خـير استريحو علي قد ما تقدرو ورانا بكره ايام صعبه وبعده كمان عشان تبقو جاهزين."
أومأ لها غسـان بالموافقه فتحدث بسـام قائلا بابتسامه:
" ان شاء الله ، والله المستعان"
ابتسمت لهم وهي تنظر لهم وكل منهم يتجه الي غرفته بهدوء.
فبدأ "حامد "بالحديث من جديد قائلا بمشاكسـه:
"ها يا حجه كنا بنقول ايـه فكريني؟! "
اعتلت ضحكات زوجته قائله من بين ضحكاتها:
" والله يا خويا انت فايق"
ابتسم لها وهو يطيل النظر في ضحكتها وملامح وجهها التي كانت ومازالت تخطف قلبه حتي حينما مر العـمر عليهم ومازال حبـها كما هو لم يتغير به شيئاً كما انه يعشق كل تفصيله بـها مهما مر الزمان!!
تحدثت هي من جديد فانتبه لها :
" ادخل استريح انت كمان شويه، عما اجمع انا شويه حجات في الكراتين اللي هنا، واهو لسه أوضة وسام يدوبك اللي فيها حجات كتير هتتلم ولسه محدش جه جنبها قدامنا يومين نفضيها فيهم وكده يبقي لمينا العفش المهم الي ناخده معانا، مصمصت هي بشفتاها ثم تحدثت مره اخري: " انا عارفه قرار ازاله ايه ده الي طلع مره واحده. "
رد عليها زوجها بهدوء قائلا:
" نصيب يادلال الحمد لله ان جالنا قرار ان العماره مهدده للسقوط عشان ضعف البنايه عشان من زمان ، قدر من ربنا بدل ما تقع علينا"
اومأت له زوجته بهدوء ثم تحدثت قائله: "مش القصـد يخـويا ، بس انت عارف يعني الموضوع جه فجأه كده والواحد اتلبخ ونقل العفش مش بالسـاهل بردك"
ابتسم لها حامد في هدوء فأردف قائلاً:
"الحمد لله اننا هنرجع عمارتنا وشقتنا القديمه والمكان هناك كان حلو والمسافه احتي لو بعيده بس مش اوي يعني، احنا بس اللي قطعنا عن هناك خالص ومروحناش بعد ما عزلنا متقلقيش علي العفش عارفك بتخافي علي عفشك اكتر من عيالنا."
شهقت هي شهقه عاليه نسبياََ ثم تحدثت قائله بعتاب:
" كده بردك ، يا حامد هو انا عندي اغلي منكم هو انا ليا أصلاََ الا انتم في الدنيا "
ابتسم علي حديثها قائلا بمرح:
"وأنا معنديش أغلي منكم في حياتي "
تحدثت وهي تنظر له قائله بود:
"طب يلا ادخل نام شويه ارتاح كده قدامنا تعب الايام الجايه."
أومأ لها بالموافقه وهو ينهض من علي الأريكـه متجهاً الي طريـق غُرفـتـه.
_________________________________
« صبـاحاً بمنطقه تُعـد مشهوره نسيباََ لِطل مبانيها علي مياه البـحر وكورنيشـه الجَميـل ، كل عماره امامها كورنيش البـحر وأغلـب الشُرف فـي المباني تَتطُل علي هواء ونسيم البحر ومنظـره المُريـح للأعين والسَكـين للقَلـب.»
في إحـدي الطوابـق من ضمن هذه المبـانـى كانت هـي تقف بالشُرفه تنـظر بشرود للمنـظر المُحبب لقلـبها وروحـها عادةً ما تقف بهـا دائما وتسبـح في عالم خاص بهـا وبذكرياتـها مع فقيدها الراحـل والمؤلـمه أيضا في نفس ذات الوقت فاقت من شرودهـا عندما وجدت والدتها تتدلف من ورائها تنادي عليـها عده مرات حتي استفاقـت هي أخيـراََمن شرودها
"صباح الخير يا "نيروز" ، خـيـرصاحيه بدري ليه ؟ ، ده أنا كنت داخلالك اصحيكِ"
ردت عليـها " نيـروز" بابتسامه خفيفه قائله : " صـباح النور ياماما " نظرت هي لها تتفحصها ثم اردفت مره ثانيه :"إيه ده انتي نازله الوقتي ولا ايـه؟ "
اجابتها والدتها قائله:" اه راحه مشوار كده قبل الشغل ، فـكويس انك صاحيه كنت جايه اصحيكى عشان جميلـه بنت عمـك واقفه برا وبتسـأل عليـكي."
عقدت "نيروز" ما بين حاجبيها قائله:" طب ليه قاعده برا مدخلتش ليه مش عادتها يعني!"
ردت عليها والدتها : "
معرفش اخرجي شوفيها وانا هنزل ومتنسيش تصحي ياسمين ماشي؟ وافطرو علي ما ٱجي"
اومأت لها" نيـروز "قائله:
"حاضر بس دي فيها كتير اوي عما تصحي "
ابتسمت لها والدتها ثم سارت في اتجاهها الي صاله منزلها وتتبعها نيروز من الخـلف
وجدت "نيروز "؛ "جميـله "تجلس علي الاريكه بجانب باب المنزل المفتوح .
فتحدث "نيروز "بابتسامه عريـضه قائله:
" صبـاح النور يا چيـچي ثوانِ ولاحظت هي توترها البادى علي ملامح وجهها فاردفت قائله مجدداً وهي تقترب منها: "ايه ده مالك ؟ "
قاطـع حديثهم عندما جاءت والده نيروز سُميه"وهي تحمل حقيبتها لتستعد للذهاب :
"_أنا نازله ياولاد عاوزين حاجه؟"
ابتسـمت لها "جميله "ثم تحدثت بهدوء قائله: "متحرمش منك ياطنط سُمـيه"
ابتسمت لها "سُمـيه "فانتبهت لابنتها قائله:
" اه هاتيلنا انا وجميله وياسمين حاجه حلـوه زيك كده وانتِ راجعـه. "
اعتلت ضحكات كُل من والدتـها وجميله ابنة عمـها
فتحدثت والدتها قائله: "ماشي يا نُغَه يلا سلام متنسيش تصحي اختـك لاحسن دي ممكن تـنـام اليـوم كُلـه."
ابتسمت لها "نيروز "وهي ترى والدتها تخرج من الباب فتحدث قائله: "متقلقيش هصحيها عندي طرق كتير للمهمه دي إدعـي تنجـح ."
رفعت يديها عاليا كإشاره للدعاء فضحكت كل منهم علي رده فعلها فتحدثت "جميله" موجهه أنظارها لنيـروز :"
_هتنجح لو جيبتلها اللي بالي بـالكم"
قهقهت والده نيـروز علي حديث جميله وهي تغلق الباب خلفـها من الخارج
كما اعتلت ضحكات كل منهما في الداخـل أيضاً ، ثوانِ واردفت "نيروز" بهـدء قائله: " مالـك يا جميله بجد؟ وبعدين انتي نازله بدري اوي الجامعه كده ليه؟اه عندك الصُبح بدري بس مش أوي كده!! "
نظرت لها" جميله"بـ صمت ثم اخذت انفاسها بهدوء وتحدثت قائله: "عـندي امتحان وخايـفه اوي من الماده دي، خايـفه لكل الي ذاكرته يكون اتمسـح واتنـسي هو مش اول امتحان بس الماده صعبه ."
تفهمـت الاخري حالتها دون ان تتفوه بأحرف علي تلك الكلمات لطالما هي جميله الأقرب لـها دائما بالرغم من عده عوائق تُنفي هذا واشدهم والدها ، نظرت نيروز لـها ثم اتجهت ناحيتها وهي تجلـس علي الأريـكه رَفعت ذراعيها تضُمـها بحنـان متحدثه بحب قائلـه:
_"إنتِ عارفه انك قويه وكل مره بتقولي كده وبتعـدي معاكِ ، هتعدي واللهِ زي كل مره عدت فيـها متخـافيش"
ثم نظرت لها واضافـت بمرح مزيج بالسـخريه:" هو صـحيح انا كنت تجاره ومتخرجه بقالي شويه حلوين و معرفش يعني ايه مذاكره من فتره بس هتعـدي ولله"
ابتسـمت جميله وهي باحضـانها علي كلماتها المرحه هي تعلم انها تقول هذه الكلمات حتي تخفـف من توترها فتحدثت بمـرح قائله: "مش هخاف بعد الحضن والكلام الواثـق ده! "
ضحكت عليها الاخري بعدما نهضت جمـيله تقف وتتجهـز للخروج قائله وهي تنظر للاخري التي تقف أمامها:" أنا بحبك اوي يا نيروز ، حقيقي لازم اجي كل يوم اخد الحضن بتاعك الي بيحسسني بالأمان لسـه."
ابتسمت لها الاخري بود قائله:
"أنا فخوره بيكى وللهِ وهترجعي مبسوطه، متأكده"
ابتسمت لها الاخرى بتأثر قائله: "إن شاء الله "
نظرت لها "نيـروز "بـحب واردفت:
" في رعايه الله، وانا بقا هشوف قدري واصحي ياسمينن
اجابتها" جميله" بمرح :
" لا ده موال طويل الله يكون فعونك ، سلام."
قالتها هي وهي تخرج من باب الشـقه مغلقه إياه خلفها وهي تبتسـم ، فتفاجأت هي بتلك التي تقـف على عتـبه شقتها تقوم بتنظيفـها بالصباح الباكر!!
فانتبهت الاخري لها قائله بسـخريه وحقـد دفيـن :
_" أهلا أهلا بالضَـاكتورَه "
نظرت لها "جميله" بصـمت ، فتحدثت الاخري مره ثانـيه :
"_إيـه يا ختـي المرواح حلو عند السنيـوره بس؟! إلا ما بتيـجـي تشوفي عيـالي قصـدي اخواتك ..والله قربت انسـي انكم إخوات ياختـي!"
تحدث "جميـله" اخيراً بهدوء من تلك النبره التي تعرفها جيدا عن ظهر قلـب من زوجه والدها التي تُسمي "زينات"هذه!! :
"هبقي اجي ، اصلي عندي امتحانات اليومين دول ومش فاضيه".
نظرت لـها الأخري بسـخريه قائله: "مـمـ ـم امتحانات ومـالو ياختـى ، معرفش يختي الواحد بيدخل حاجـه مش قدهـا ليـه؟! "
وكأن بحديثها هذا ضغطت علي جرح الاخري من ألـم وذكريات لا تريد ان تأتي علي عقلـها في هذا الوقت بالتحديد وقت أداء امتحان بكـليه هي لاتريدها ولا تريد دراستها حتي لو كانت في نظـر الجمـيع أفضل شيئ!!
فاقـت من شرودهـا علي حديث "زينات" زوجه والدها قائله مجدداً:
_"يــلا عن إذنـك "،ثم أغلقت باب شقتها بقوه فانتفضت جميله من أثر غلـقها الباب بهذه الطريـقـه فاردفـت بخفـوت قائله وهى تهـبط علي الدرج للاسفـل :
"أعوذ بالله أنا كُنت نقصاكي ع الصبـح أنا !!"
__________________________________
استـيقظ جميـعهم لـيقـومو بنقل الاشياء علي قدم وسـاق في الاكياس والعُلب الكرتونيه الخـاصـه بذلـك
تحدثـت "دلال "بتعـب وانهـاك واضـح :
" الحمـد لله أنجزنا كتير ربنا يعيـن،هروح احضرلكـم فطـار" اتجهت تسير في طريقها لطرقه المطـبـخ اوقفـها في طريقـها ابنتها الوحيده والصغـري منهم "وسـام "التي استيقظـت من نومها تحدثت قائله لوالدتها بابتسـامه: "صباح الخيـر يا ماما"
انتبهت لها والدتها التي ردت عليها بانهاك: "صباح الخير اغسلي وشك وتعالي نحضر الفطار"
ردت عليها ابنتـها قائله: "حاضر هتوضي واصلي واجي وراكِ فوريره علـطول"
اجابتها والدتها بحنق:
" اه ما انا غُلبت أصحي فيكي وانتي زي القتـ ـيله مبتصحيش "
تحدثت "وسـام" قائله بمرح: يادلال ما أنا كنت بذاكر سهرانه ها وبتعـب"
ضحكت عليها والدتها لتلميحها قائله: "ما أنا عرفت ايوه ادخلي ولما تخلصي تعالي ورايا"
اومأت لها" وسام "بابتسامه صغيره وهي تتجه ناحيه المرحاض.
كان يعمل هو وأولاده الاثنـان علي قدم وساق وبخـفه أنجـزو الكثـير حتى استطاعـو تجميع الاشيـاء الهامه التي يجب أخذها معهم عند الانتقال لسـكن ٱخـر حيث اتجهو الي كل غرفه منهم يأخذو منها كل الاشياء الخاصه والهامه والتى كانت اكثر الأشياء والأساس في الغُرف.
هم بالأسـاس ليس عليهم أن يجلبو كل أثاث منزلهم هذا ، منزلهم القديم كان ارقي وبه الاشياء الخاصه بهم منذ زمن حيث تَركو مكانهم دون اراده منهم لظروف عمـل والدهم !
تـحدث "حامد" بضجـر قائلاً: "ما براحه ياض علي الحاجه لو أمك سمعتك وانت بترزع فيها كده ممكن تروح فيـها"
رد عليه "غسـان" قائلاً بثباتٍ :
_" حاضـر هطبطبلك عليها."
ابتسم" شقيقه" ثم تحدث قائلا بهدوء: "هانت يا جمـاعه يدوب اوضه وسام ونبقي خلصـنا كده
ممكن بعد الغدا نبقي نعملها او بكره لسه قدامنا وقت يعني متقلقوش"
أومأ له والده وشقيقه بهـدوء ثم تحدث والدهم قائلا بهدوء:" أنا عارف أنكم تعبتم الايام دي أوي وسايبين شغلكم ، مع اني مكنتش حابب كده واتفحتو شغـل والواد الي خلقه فمناخيره ده تعب بردو اوي اشار هو علي "غسـان" في اواخر حديثه ثم أكمل حديثه قائلاً: بس ايه؟ مش رجاله ؟ وفـ ضهري دايمًا؟؟ ربنا يخليكم ليا واتسند بيكم انتم ضهـري فا اهدو كده بقا وخليني اتسند عليكم عدل عشان ضهري واجعـني!."
ضحك" بسـام" علي حديث والده
فتحدث غسـان ببرود قائلا:" مش بايخه يا حج؟ احنا فضهرك اه بس قلشات بلاش لو بتحبنا."
اعتلت ضحكات "حامد" قائلاً : جرا ايه ياض ده انا دمي خفيف وبقول نكت عسـل ، وبعدين انا عندي الا انتم احبهم"
دخلت الاخري بصينيه الطعام قائله بمرح:
_" وأنا يا بوب مش بتحبـني يعني ولا انا بنت البطه السوده"
ابتسم لها وهو يأخذ الطعام من أيديها قائلاً بمشاكسـه:
"طبعا يا حبيتي ده انتي الحب بتاعي اللي فيـهم سيبك من دول تعالي في حضني انتِ."
اتجهت هي مسرعه تحتضنه وهو يقدم لها زراعيه ضاحكه بملئ شدقيـها.
ابتسم "بسام" بهدوء قائلاً وهو يتجه ناحيه مائده الطعام: " طيب يلا اقعدو ناكُـل الاكل ميستناش"
أومأو له جميعاً ثم جلسـو بعدما جاءت لهم والدتهم من المطبخ وجلسـت معهم هي الأخري
فتحدث "غسـان "اخيرا بهدوء :
_أنا نقلـت ليكِ دروسك في سنتر تاني يا وسـام عشان طبعاً المسافه بعيده وكده كده بابا كان نقلك ورق المدرسه كمان.
أومأت له بهدوء قائله بابتسامة صغيـره: "تسلملي يا غُـس."
وعلي الرغم من انها حزينه انها ستودع مكان ذكرياتها ويعد مكان طفولتها فهي انتقلت من مسكنها الاخر عندما كانت طفله لاتدرك شيئا حينها كان غسان وبسـام مدركين انهم سينعزلو عن مكان طفولتهم وذكرياتهم ولمساتهم الأولي في كل شئ هناك لطالما كانو كباراََ بعض الشيئ ، هي حزينه انها ستودع صديقتها الوحيده علي الرغم من انها ليس لديها صداقات ولا علاقات كثيره ، ولكن تحمد ربها اخيرا يانها سوف ترحل ومعها عائلتها دون تفرقه اياََ منهم.
عبُس وجه "غسـان "قليلاً فتحدث" بسـام "بمرح قائلاً:
"_ ليه( غُس) ما كنتي ماشيه كويس"
ضحكو جميعا علي تعابير وجه "غسـان" فتحدث "غسـان"بابتسامه خبيثه : "عادي اي حاجه منها حلـوه زيـها."
خرج الحديث منه كتهديداََ لم يلحظه سوي شقيقه فتحدث "بسـام" قائلاً:
_"يا سيدي يا سيدي ،بس مش مطمن بردو خدي بالك علي نفسك يا وسـام "
ابتسمت علي حديثه فتحدث والدهم قائلا بضجر زائف:
"جرا ايه ياض يبقي حد يقرب منها كده!!"
اجابته "دلال" ضاحكه: " ايوه انت اقعد دلعلي فيها كده علطـول لحد ما هتتنفخ مننا"
اردفت "وسـام" قائله بعبوس وجه مضحك:
" ايه يا حجه انتي، هو انتِ امي ولا مرات أبويا ؟؟ "
اعتلت ضحكتاهم جميعاً دون استثنـاء علي حديثـها وتعابير وجهها الضاحـكـه.
__________________________________
بعد مرور وقت قليل انتهـت من الاختبـار الخاص بها خرجت هي وصديقتها من المدرج فتحدثت "فرح" صديقه جميـله قائله:
"كان امتحان غلس بس عدت ولله"
ردت عليها "جميله "قائله: "ايوة بجد الحمد لله."
تحدثت فرح قائله مره اخري:
" طب ايه هتيجي نقعد شويه ولا هتروحي؟؟ معتش محاضرات النهارده ؟!"
اجابتها جميله قائله:
"لا هروح أنا لاحسن دماغي مصدعه ومش قادره ومنمتش من امبارح ونا قاعده بذاكـر."
أومأت لـها بتفهم كادت ان تتحدث هى فلاحظت نظرات احدهم لهما من علي بعد
فتحدث فرح قائله: "الله هو الواد ده بيبص علينا كده ليه؟."
التفتت جميله لتنظر محل انظار فرح فوجدته ينظر لها نظرات مطولـه ،فالتفتت هي وتحدثت قائله يغير اهتمام :
" سيبك منه تلاقيه بيشبه متشغليش بالك"
تحدث الاخري قائله:
* مشغلش بالي ازاي انتي مش شيفاه بيبص ازاي ،علفكره الواد ده اسمه "خالد" عارفاه انا من جروب الدفعه وكمان معـيد شوف ازاي!!"
تحدثت الاخري بغير اهتمام لحديث صديقتها:
" طيب انا هسيبك تفكري في المعيد وهروح أنا."
نظرت لها لاخري بهدوء قائله:
" ماشـي ، انا هروح انا اشوف باقي صحابنا فين و هروح بعدك علطول عشان ماما مسيبهاش لوحدها كتير ، بالسلامه انتِ."
ابتسمت لها الاخري بهدوء قائله: اتفقنا سلميلي عليهم ، باي أنا بـقا "
لوحت لها الاخري وهي تنظـر لها تختفي من أماها شيئاً فشئ.
دقائق بسيطه في حوالـي النصـف ساعـه ووصلت هي الي المبني التي تقطن به نظرا لقرابة المسافه بين جامعتها والمبني التي تسكـن به وصلت هي المبني متجهه لأعلي لتصـل للطابـق التي تسكـن به لاحظت حركات خافته من الشقه الرابعه بين شقته والدتها وشقتها وشقه عمها يوجد شقه اخري بجانب شقه عمـها لكن مغلقه من فتره كبيـره لاحظت هي الباب مفتوحا وحركات صغيره خافته تأتي من الداخل ثم رأت بواب العماره يخرج من الداخل وبيديه ادوات للنظافه استغربت هي الامر لكن لن تدعه بعقلها كثيرا تقدمت هي لشقتها تطرب بايها عده طرقات غير عابئه بالذي يحدث بجانبها ثوانِ وفتحت الباب لهـا "والدتـها "بابتسـامـه قائله:
_"حمد لله على السلامه الامتحان كان عامل ايه؟"
دلفت "جميله" الي الداخل قائله: " الحمد لله كويس عقبال الباقي ما يعدو كده."
تحدثت والدتها وهي تنظر لـها:
"ن شاءالله يادكتوره كلها اربع خمس سنين وتخلصـي."
ردت عليها ابنتها قائله بحنق زائف: "بتفكريني ليه يا ست الكل سيبني ناسيه."
ضحكت علي حديثها ثم تحدثت قائله:
" نيروز جت تسال عليكِ بس انا قولتلها انك لسه مجتيش هتجيلك كمان شويه وهتجيب البت ياسمين معاها"
تحدثت "جميله "قائله بإدراك: "ياسمين!! دي تلاقيها جايه لحازم مش ليـا لا
اردفت والدتها من بين ضحكاتها : الله ما تيجي براحتها مش مخطوبين"
ابتسمت قائله بمرح:" والله ما أعرف شايفه ايه حلو في ابنك ياعايده"
ردت عليها "عايده"قائله بضجر زائف: .
"وماله ابني يابت، "حازم الأكرمي" ده أجدع وأحلي محامي وزينة الشباب كمان"
اجابتها ابنتها قائله بسخريه: "زينة الشباب اه قولتيلي!"
اجابتها الاخري بمرح:" طب كويس بقا انه مش سامعك اهو جه من الشغل وقاعد جوه"
انتفضت" جميله "من مكانها ثم حركت راسها حركات مضحكه قائله بخوف زائف:
"ايه جوه؟ ازاي؟ استأذن انا طيب ، ســـلام "
ثم اتجهت سريعا نحو غرفتها لتقوم بتبديل ثيابها تحت نظرات والدتها الضاحكه
وخلال دقائق وسمعت شخص ما يقوم برن جرس المنزل سمعته هي وهي بداخل غرفتها ثم خرجت لتفتح باب منزلها لتتفاجأ بشقيقتها تقف أمامها وتتحدث مردفه بتهكم قائله لها:
" ايه مبحلقه فيا كده ليه شكلي يخُض؟؟"
ردت عليها "جميلـه" بنفاد صبر وهي تترك الباب مفتوحا وتتوجه الي الداخل:
"وانا هبحلق فيكي ليـه وبعدين ان جيتي للحق شكلك يخض اه طالما جايه لهنا فعـاوزه ايه...؟"
نظرت لها" فريده "بحنق وهي تتدلف الي الداخل وتغلق الباب خلفها فانتبهت لزوجه والدها تخرج من المطبخ باتجاهها لهم فتحدث "فريده "بلؤم قائله :
"شايفه بنتك يا طنط بتقولي عاوزه ايه ناقص تتطردني. من بيت أبويـا؟!!"
تحدثت" عايده " قائله بأسف: "هي متقصدش يابنتي تعالي اقعدي."
نظرت لها "جميله" ثم تحدثت قائله باستفزاز :" لا أقصد.. ها يا فريده عاوزه ايه اصلك مش هتيجي عشان خاطر تشوفي جمال عيوني مثلاََ."
ابتسمت الاخري باصفرار قائله وهي تتجه تقف قباليتها :
" صح . جايه عشان اخد منك طقم كده البسه في خروجه مهمه مع اصحابـي"
تحدث "جميله" بسخريه:
" اه قولتيلي بقا!! ، خدي بالك خروجاتك كترت اليومين دول علفكرة، وشكـل ..بابا. .ميعرفش" قالت اخر حديثها بخفوت وهي تنظر لشقيقتها
ردت عليها الاخري بنفاذ صبر قائله:
"ايوه يعني هتديني الطقم اخرج بيه ولا انتي مش عاوزه تديني حاجه!!
كان يخرج متجهاً اليـهم وهو يسمـع حديث شقيقاته. فتحدث قائلاً: " تخرجي فين يا فريده".
انتفضت هي علي أثر صوته فتحدثت بارتباك حاولت اخفاءه ببراعـه:" خارجـه مع صحابي زهقانه شويـه"
تحدث "جميله "بخفوت قائله:." اه صحابك قولتيلي ، طب تعالي ورايا اما نشوف اخرتها."
تحدث "حازم "قائلا لها بهدوء:" تمام ياريت متتأخريش "
أوماأت له بصمت ثم سارت هي خلف شقيقتها متجهين معا الي غرفتها لتنقيه الثياب التي تريدها.
تحدثت "عايده" وهي ننظر باثرهم قائله:" ربـنا يهديكم."
جاءات نبرته بهدوء قائلاً:
"_طب انا نازل شويه عاوزه حاجه وانا جاي يا ماما؟"
اجابته قائله بابتسامه صغيره: عاوزاك تيجي بالسلامه يا حازم يا حبيبي
ابتسم لها بهدوء وهو يسير باتجاه باب المنزل يخرج منه ، تاركاََ اياها جالسـه علي الأريكة تنظر في نقطه ما بالفراغ بشـرود.
_________________________________
فـي الشـقـه المجـاوره لهم صدح صوتها العـالي في المكان
"قـوم يا "حسـن" قوم يخويا ده العصر قرب يأذن وتليفونك ده اللي مبيبطلش رن."
تملل هـو في فراشـه ثم قال لها بنـعاس:
" ايه ياماما ماتسيبيني نايـم هتخسي يعني...!!"
لـوت شفتيها بتهكم متحدثه يسخـريه قائله:
" اه هخس يا روح أمك لما تكون راجعلي البيت وش الفجـر امبارح وأبوك يسألني عليك ومعرفش أرد يبقي هخس"
تحدث "حسن "قائلا بضجر:
"هو أنا صغير أنا عشان الحوارت اللي بتعملوها دي أنا دماغي ورمت منكم."
ردت زيـنات " بنفاذ صبر:
"بقولك ايه انت عارف ابوك وعاميله فقوم ولم الدور ولو شوفته قولـه اي حوار من حواراتك مش ناقصين نكـد ...قوم يلا انت لسه نايـم!!"
تحدث" حسن "بحنق مردفـاً:
_" ما أنا قايم أهو وهغور من وشكـم عشان ترتاحو"
اجابته والدته بسخريه:
"اه تغور!!! ، تغور فين ياخويا دانت لاشغله ولا مشغـله غلبت فيك ومع ابوك عشانك ،. قــوم بـقا"
رد عليها بنفاذ صبـر قائلاً:
"_اه بدأنا بقا ،طب عديني أدخل الحمام وكملى انتِ الاسطوانه المخروبه دي عشان مش ناقص أنـا يامـا ."
نظرت له بطـرف عينيـها نـظره ساخـره ثم نهضت واتجههـت خارج غرفـته، .. انتبـهت لتلك التي تأتي من الخارج فقعدت هي حاجبيها ثم تحدث قائله:
"كنتـي فين يا بت؟"
ردت عليها" فريـده" قائله:
" كنت عند جمـيـله اختي هكون فين يعني!"
ردت عليها والدتها بغيظ:
_"بس ماقوليش أختـي دي وبعدين مش قولتلك متحتكيش بيهم اوي ؟"
ردت عليها ابنتـها قائله بسخريه:
"الله مش أختـي، وبعدين هتلزق فيها من فراغ يعني هو انا بطيقهم اصلا ، انا بس كنت بجيب منها لبـس مصلحه يعني.
قلبت لها والدتها عينها بمـلل ثم تحدثـت قائله:
طيب يا ختـي ورايا بقا نحضـر الغدا فـات أبوكـي جاي من بـرا .
نظرت لها وهي تتجه الب المطـبـخ فردت عليها وهي تتقدم ورائها عدت خطـوات قائله:
"_حاضـر وراكـــــي."
توقف هي عندما سمعت عده دقات خافتـه علي باب منزلـهم كان قد خرج الاخر من غرفتـه فتوجهت هي أولاً تفتح الباب فتفاجأت بابنه عمـها تقف أمام الباب
تحدث" فريده "بتبرم قائله:
هلا بالنيروز مش خـيـر؟.
اجابتها الاخري بهدوء قائلـله: " اذيـك يا فريـده"
انتفضت هي عندما سمعته يأتي من وراء شقيقته قائلاً لها
: طب ومفيش اذيـك لحسـن؟
ارتبكت هي علي الفور فتحدثت قائله بهدوء:
_أهلا اذيـك يا حسـن ؟؟
نظر لها الاخر بابتسـامه غير مريـحه بالنسبة لـها هي فتحدثت "فريده "قائله بمـلل: هـا مقولتيش جايـه في ايـه؟
اجابتها الاخري بهدوء:
"_كنت عاوزه أعرف عمو سليم موجود ولا لاء؟"
اجابتها هي قائله:" لا مش هنا عاوزاه في حاجه؟"
اجابتها "نيروز" قائله بابتسامه صغيره:" طيب شكرا انا كنت بس عاوزاه في حاجه كده بس اجيله قوقت تاني."
نظرت لها الاخـري بطرف عينيها فتحدث "حسـن " مردفـا بابتسـامه غير عاديه:
"طب ما تدخلي تستنيه جوا ولا بتخـافي!"
كان حديثه ساخرا يحاول أن يبث بها بعد القلق لطـالما رُفـض هو علي يـديها.
اجابته قائله بنبـره منخفـضه:
"شكرا اجيله وقت تاني عن اذنـكم."
وما إن التفـتت هي بظهرهـا حتي سمعت صوت صفعه الباب القويه فانتفضت هي من أثرصفعته!! بالطبع فريـده هي من صفعتـه!!.
اتـجهـت لبـاب شقتـها لتفتـحه تفاجأت هي بمن يفتـح من الداخـل!
نظرت لها ابنتـها باستغراب قائله: انتِ جيتي ياماما؟ انا نزلت وانتِ مش هنـا!
اجابتها والدتها قائله بمرح: لا لسـه هنـاك ....اه جيت يا حبيتي كنت جوا بس دخلت المطبخ علطول وبعدين انتِ كنتِ فيـن كده؟
اجابتـها" نيروز" بهدوء قائله وهي تتدلف داخلا تجلس علي الاريـكه:
_"كنت عاوزه اتكلم مع عمو سليم في الموضوع بس ملقيتهوش؛بس انتِ ايه رايك تاني؟"
اجابتها والدتها قائله بعدما جاءت وجلسـت بجانبها:
"والله هو الموضوع يفرق معايا اوي لو انتي مُصره عليه وحاجه بتحبيها وقررتي اخيرا فيـها بدل القافله علي نفسـك فانا مش معارضـه ، وانا عاوزاكي مبسوطـه دايماََ"
ردت عليها "نيروز" بـحب :
بحبـك أوي ياسمـسم.
ابتسمت لها والدتها بحب وضمتهاا آليها بحنان فانتبهوا هم لصوتها وهي تتجه اليـهم قائله بمـرح:
"ايه ده ومفيش بحبك لياسمـيـن؟"
ابتسـمت نيروز ابتسـامه عريضه قائله
: لأ فـى طبعـاََ ، تعـالي في حضننا بس انتِ قافله علي نفسـك ليه متخانقه مع حازومـك؟ "
قالتها هي بمـرح في أخر حديثها
فتحدثت "ياسمين" قائله بمرح هي الأخرى:
لا مفيش؛وبعدين أنا مقدرش ازعل من حازومي أصلاً.
أ نظرت لها سُمـيه ثم أجابتها قائله:
_" بس يابت متتكلميش بفخـر أوي كده دانا وافقت بس عشان عارفه انه بيحبك وبيخاف عليـكي ."
اعتلت ضحكات" ياسمين" قائله بسـخريه:
"اه بيحبني مش قادره اقولك ازاي !"
ابتسمت نيروز ثم قالت بـوِد:
_"ربنا يخليكو لبعض ونفرح بيكم قريب بقـا.."
ابتسمت لها هي ثم تحدثت" موجهه انظارها لوالدتها:
"علفكره احنا بعد شويه كده وهنروح نقعد عند جميله شويـه .
فاجابتـها والدتها بالموافقه تحت نظرات شقيقتها الخبيثه قائله: جميـله برده؟؟ ماشي هنمشيها جمـيله مع ان والله عيـب تبقي جميله بدقن كده!!
اعتلت ضحكات والدتها وشقيقتها أيضاََ ، وقهقهت هي أكثر عندما وجدت شقيقتها تغير ملامح وجهها للعبوس بطريقه مضحكـه.
__________________________________
فـــي المســاء وقفـو جميعهم بجانب بعضهما ينظروا لكـم الاكياس والعـلب الكرتونيه والحقائب الكبـيره تملأ المكـان.
تحدث" دلال "قائله بانهـاك: الحمد لله كده ببقي خلصـنا خالص وممكن نتحرك بكره بقا عادي.
اجابها "زوجها" بنبره مؤيـده قائلاً: "بإذن الله وأنا اتصلت بالبواب يفتح الشقه هناك وينضفها وتتهوي عما نروحها بالرغم ان لسه فيه يوم بس خير البر عاجل طالما خلصـنا."
نـظر "بسـام "للأكياس المترصصه أمامه ثم عاود النـظر إليهم وتحدث قائلاً يؤيد حديثهم هو الٱخر:
"_يبقي نتوكل علي الله مادام كل حاجه تمام."
فأجابه شقيقه" غسـان" بنبره هادئه:"
تمـام وانا كلمت ناس معارفي عشان يجيبو عربيتين ننقل بيهم الحاجه ونركب احنا فعربيتي."
أومأو له جميعاً بالموافقه بصمـت ثم تحدث "حامد" قائلاً بهدوء: والشـغـل تمـام ؟ عملتو ايه فالنقل؟
رد عليـه" بسـام "بنبره فَرحـه قليلاً:
"أ ه لا ده أنا الدنيا ماشيه معايا عسـل أوي كده كده المستشفي تعتبر تقريباََ قريبه من هنـاك يعني هنزل براحتي بقا بدل ما كنت بنزل من هنا بساعتين ،ده لما كنت بباب هناك كان أرحمني والله ساعتها!"
ابتسمـو علي حديثـه ثم أردفت "دلال" قائله بفـخر:
"يحبيبي دكتور قد الدنيا يعني ربنا يسهلك كل حاجه معاك أومـال ايه!."
قهقه" بسـام "علي حديثها حينما اابتسـم الاخر علي حديثها المعتاد هذا.
فتحدث "حـامد "من جديد قائلاً بهدوء:
"وانتَ يا غـسـان عملت ايه في شغلك ؟ الطلب اتوافق ؟"
أجابه هو بنبره هادئه قليلاً:
"قدمت طلب وفي قريب من هناك فرع صغير من نفس الشركه الي شغـال فيـها ومستـني تليفون من الاداره بالموافقه أهو."
رد عليه والده قائلاً: ان شاءالله هيتوافق عليه وبقولك ايه ياض انا مش قلقان عليك بأمانه يعني ،انا عارف انك بتعرف تتصرف .
ابتسم له الاخر ثم تحدث قائلا بفخـر:
"طبـعا اومال ايه ياحج متستقلـش بابـنك أنا مش قليل بردو " ، قال ٱخر حديثه بغمزه مرحـه
فابتسـمو له جميعاً باتسـاع حتي عندمـا بادله شقيقه وشقيقته بنفس الغمزه فتحدث بسـام قائلا بمرح:
"أيوة ياعم مين قدك".
تحدثت "والدتهم "قائله :
محدش قده طبعـاََ ،دا غســان الـبـدري" ونبـي عسـل ولايـقه كده ومحاسب قد الدنيـا كمـان.
اعتلـت ضحكاتـهم جميعاً عليـها وعلي طريقتها في الحديـث فتحدث "غـسان" قائلا من بين ضحكاته الهادئه :
"مصدقـك يادلال بكـلمه قد الدنيا دي "
فتحدث شقيقه قائلا بمرح:
"مش فاهم الدنيا عندك ايه عشان تعملي التشبيهات دي كلـها ولله. "
أجابته بابتسـامه عريضه ونبره خارجه منها بثقـه:
"-يعني هو في أكبر من الدنيا اللي خلقها ربنا ياواد ،ولا عشـان دكتور قد الدنيا بقـا هتتعمل عليـنا ".
اعتلت ضحكاتـهم جميعاً علي حديثـها فتحدث" بسام" من بين ضحكاته هو الاخر مردفاً:
"والله لو اتعملت علي الدنيا كلها مش هتعمل عليكِ انتِ يا دلال يا قمـر يا عسـل يا قشـطـ... "
قاطعه "والده" قائلا بضجر زائف: "بس ياض دي مراتي أنا،
يعني أنا بس اللي أقولها كده روح هاتلك واحده تقولها كده وابعد عن الحب بتـاعي "
ابتسمـت له هي بحنان وابتسـم كل منهم علي حديث والدهم ثوانِ وتحدث وسـام قائله:
"يا سلام يا سلام" .... تنهدت ثم اردفت مره اخري بنبره أهدأ من قبل :
" والمكان هناك حلو علي كده بقا لاحسن أنا مش فاكره حاجه هناك قد كده!!."
اجابها والدها بهدوء قائلاً:
"_المكان هناك هيعجبك وجمـيل وطبيعي متفتكريش انتِ جايه هنـا وانتي عندك يجي خمس سنين او اكتر بسـنه يعنـي ، سيبي الفكر لاخواتك كل طفولتهم هناك."
ابتسم" بسـام "قائلاً: اه والله فاكـر زمان وانا كنت بلعب واصحاب زمان أنا وأبو الغساسين .. أيام واللهِ "
مال شقيقه "غسـان" علي أذن الاخر فتحدث قائلا:
_صحـاب زمان اللي كنت بتتضرب منهم اه فاكرهم أنا.!
نظـر له الاخر بحنق زائف ثم التفت له وتحدث قائلا بخفـوت:
_"أسترر عليا يابو الغساسين ده أنا أخوك توأمك وحبيبك."
نظرت لهم والدتهم باستغراب ثم تحدثت قائله :
ج"را ايه يواد انت وهو بتتوشوشو في ايه كده يا خويـا."
تحدث "بسـام" مسـرعا:
_"لا يا أمي مفيش حاجه كنت بقول يعني نوصل هناك بالسلامه ونعرف نتأقلم من تاني وكده."
أردف والدهم بغير اهتمام قائلا بهدوء:
"طيب بينا ندخل نستريح كلنا كده شويه ؛عشان بكره يوم صعب."
نظر له" غسـان "باستنكـار فتحدث والده قائلا بضجر:
_"ايه ياض بتبصلي كده ليـه؟ تعالي اضربني تعال"
ضحك الاخرين عليه فتحدث" غسـان" قائلاً بهدوء:
"ودي تيجي بردو يا حج ازاي بس ،بس هنام ازاي في الكراكيب دي يعني!"
نظر له والده بصمت ثم تحدث قائلاً:
" معلش نستحمل الكام ساعه دول"
أومأ له الاخر ببرود ثم نهض من أمامهم تاركـاً كل منهم يتجه الي غرفه نومه أو ما أشبه بالغرفه!!
بعدما تم تجميع الاشيـاء واصبحت لا توحي بانها غرفـه ، ولكـن بالطبع يهـون كل ذلك عنـدما يري كل منهم وبالاخـص هو وشقيقه مكان مسكـنهم ووسكينتهم وذكريات طفولتهم والمكان الاول في كلل شيئ !!.
_________________________________
تجلـس هي بجانب الفراش في المستشفي تبـكي بصمـت مُممسكـه يد ى والدتها تدلكهـا بـحنـان تعلـم أن والدتها صاحبه مرض
هي تركتها صباحاً كانت قادره إلي حدٍ مــا عندما نزلت هي من منزلـها متجـهه الي جامعتـها عادت وعندمـا عادت وجدت أن لا أحد بمنزلـها اتجهـت مسرعه إلـي مكـان المشـفي عندما قالت لها إحدي جيرانـها أن والدتها قـد تم نقلـها باقرب مَشـفي عندما طلب لها شقيقها الٱخر حاله الطوارئ "الاسـعاف".
فاقت هي منن شـرودها عندما وجدت والدتها تضم اصابع كفـها عده مرات فتحدثت هي بلهفـه قائله من بين دموعـها:
_" مـا مـا سـمعاني؟! ،انا هنـا جمبـك فوقي عشـان خاطري أنا مليش غيرك إنتِ" وعـز" فحـياتـي مقدرش اعيش من غـيرك صدقيـني حـاولي متسيـبنـيش لو بتحبينى، انا جمبك مش هسيبك وعز بيحـاول عشـانك عشان تقدري من تاني ، عارفه...؟ حتي هو نزل يجيب لك العلاج ويدفع حساب المستـشفـي ، عشان قالولي هتقعدي هنا يوم ويمكن أكتر لو مفوقتيش، عشان خاطري فوقي أنا معرفش اقعد في البيت من غيرك."
فتـحت والدتـها عينيـها بتثـاقـل ثم أردفـت قائله ببطـئ
_:"فـ ـرح ، متخــ ـافيش يـا فـرح أنـ.."
انتفضت هي ثم نهضت من جانب فراشـها بسـرعه قائله بلهفه:
_"مش هخاف ..مش هخـاف بس فوقي بسرعه عشان خاطري ، انا خايفه اوي اول مره حالتك تسـوء وتتنقلـي مستشفي مكنش في دماغي سامحيني اني مفضلتش جمبـك ونزلت وسيبتك ومراجعتش علي علاجك !"
كانت تقول حديثتها بنبره متحشرجه خاب أملها عندما اغمضت والدتها أعينيها في نصف حديثـها ، تعلـم ان حاله والدتها كـانت مستقـره قليلاََ بالعلاج لكـن لن تكـن كذلك بعد هذا الحال عندما رأتها هي كذلك! ، فلم يمر ساعـات وها هي أصبحت والدتها شخص أخر بملامحهـا المُـرهـقه أكثر من قبـل !!
وهكـذا هـو المـرض يقـوم دون أدري علـم من أياً منــا ثم يضع الاحتمـلات المعـروفه لديـه ؛وهي انهـا سوف يأخذها منهم أم لا !! تحت صراعـات كثيره بين المريـض والمـرض الخبيـث ذلك ،لكـن الأمر أولاً وٱخرا بايدي الله وحده !، فـهو الشافي مغير الاقدار من اسواء حال لافضلها دائماً .!!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عودة الوصال ) اسم الرواية