رواية ليل و لعنة الزمن الفصل الاول 1 - بقلم فريدة عبدالرحمن

  رواية ليل و لعنة الزمن كاملة بقلم فريدة عبدالرحمن عبر مدونة دليل الروايات 

 رواية ليل و لعنة الزمن الفصل الاول 1

 الفصل الأول: كتاب لا يشبه الكتب
"بعض الأبواب لا تُفتح بالمفاتيح… بل بالأمنيات."
كانت ليلى مختلفة.
تحب الهدوء، وتكره الزحمة. تحب الكتب، وخصوصًا كتب التاريخ.
مش زي البنات اللي في سنّها، كانت تحس دايمًا إنها مولودة في الزمن الغلط.
كل مرة تقرأ عن القصور، الجواري، والمؤامرات، تتمنى لو كانت هناك… في عالم الملوك، لا هنا.
وفي يوم ماطر، دخلت مكتبة قديمة في حيهم.
وسط الغبار، والكتب المنسية، وقع نظرها على كتاب جلدي غامق.
كان عليه نقوش غريبة وكلام مش مفهوم… لكنه كان بيناديها.
مدّت إيدها وفتحته… وفجأة، الدنيا دارت.
كل حاجة حواليها اختفت…
الهواء اتغيّر، الأصوات، الروائح… حتى النور.
ولما فتحت عينيها، كانت في ساحة ضخمة، مليانة ناس بملابس حرير، جنود، بخور، طبول…
وبمجرد ما تحركت:
> "اخفضي رأسك، أيتها الجارية!"
شهقت ليلى، وتجمّدت.
بصوت مهزوز قالت:
> "ءء… لم أقصد، يا سيدي… أعتذر."
وانحنت بسرعة، بس عقلها بيصرخ:
"أنا فين؟ ده حلم؟ ده جنون؟!"
جنبها، جارية همست لها:
> "أول مرة تشوفي الأمير؟ شكلك جديدة هنا… خدي بالك، نظرته ممكن تبعتك للسجن."
وصوت الأمير جه ساكن ومرعب:
> "اسمك؟"
ترددت، ثم تمتمت:
> "اسمي… ليل، يا مولاي."
الأمير لفّ للتاجر وسأله بهدوء:
> "كم سعر هذه الجارية؟"
ليل شهقت بقوة:
> "سعر مين؟!
أنا مش هتباع!
ايه العبث ده؟
ابتعدوا عني!"
حاولت تهرب، لكن الحراس مسكوها.
والأمير قال ببساطة:
> "خذوها للقصر… لا تُباع، بعد."
---
👑 الفصل الثاني: خلف جدران القصر
اقتادوها إلى جناح صغير داخل القصر.
غرفة بسيطة، فيها سرير وشباك صغير.
دخلت ست كبيرة أنيقة وقالت:
> "أنا زينب، كبيرة الجواري.
من النهاردة، هتعيشي هنا، وتنفذي الأوامر.
ويا ريت تتعلمي إنك تتكلمي أقل… وتسمعي أكتر."
ليل رفعت راسها وقالت:
> "أنا مش من هنا… ومش المفروض أكون هنا أصلاً."
زينب ضحكت بسخرية:
> "كلنا قلنا كده في الأول."
ثم خرجت، وقلب ليل كان بيضرب بجنون.
وقفت عند الشباك…
شافت ساحات تدريب، جواري بتجري، وحراس، وناس بتنحني قدام شاب وسيم…
الأمير.
وسمعت صوته من بعيد:
> "هاتوا ليل."
---
🔥 الفصل الثالث: صرخة التمرد
دخلت زينب والحرس، وقالت:
> "الأمير طالبك… استعدي."
ليل وقفت مكانها، بعينين مش خايفة، بل غاضبة، وقالت بصوت عالي:
> "ابتعدوا عني!
لن أذهب معاكم يا أغبياء!"
شهقة طلعت من كل اللي في الغرفة…
مفيش جارية اتكلمت كده قبل كده!
زينب همست للحرس:
> "فيها نار… والأمير بيحب النار."
دخل الأمير بنفسه… وساد صمت تام.
اقترب منها بخطوات واثقة، عيناه مليئة بالدهشة والتسلية، ثم قال بنبرة ساخرة:
> "أممم… كم أنتِ شرسة، أيتها الجارية."
رفعت ليلى رأسها بتحدٍ، وعيناها تلمعان بالغضب:
> "أنا لست جارية… وتكلّم معي بطريقة لائقة.
اسمي ليل، ولست ملكًا لأحد."
شهق الجميع بصوت مسموع، وكأن الكلمات كانت صاعقة هزّت المكان.
ابتسم الأمير بسخرية هادئة، واقترب منها أكثر:
> "وكيف يليق أن أُخاطبكِ إذن، يا… ليل؟"
ردت بثبات رغم خوفها:
> "لا تسخر مني… وابتعد عني."
لكن الأمير لم يتحرّك، وبصوت منخفض يقطر خطورة، قال:
> "وإذا لم نبتعد…
ماذا ستفعلين، يا غريبة الزمن؟"
---
🖤 يتبع…
---



تعليقات