Ads by Google X

رواية لعاشر جار الفصل الثامن عشر 18 - بقلم سلمى رأفت

الصفحة الرئيسية

  

 رواية لعاشر جار الفصل الثامن عشر 18 - بقلم سلمى رأفت

18-تحريات أنثى الثعلب
          
                
نكس رأسه للأسفل بحرجٍ وتلفظ قائلًا :



_والله يا بابا مكنتش بفكر كده أو إن ده هيقلل مني أنا كنت اتحرجت لما الكاشير قالي إن السجاير دي بتاعتي مجاش في دماغي صراحة حاجة ساعتها بس والله العظيم مكنش في نيتي حتى أجربها ولا حاجة فمش حرام عليَّ أنا مكنتش هشربها.



نفى "سعيد" برأسه قائلًا :



_لأ برضو حرام عليكِ، ما أنت ساهمت بفلوس أهو!
الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ).
فلوسك هتتسأل عليها جبتها منين وصرفتها في إيه، وأنا بديك كُل اللي تحتاجه من مصاريف والحمدلله شغلي حلال وده بفضل ربنا صرفتها في إيه بقى؟؟ الفلوس اللي صرفتها في العلبة دي كان ممكن مثلًا تتبرع بيها، تجيب بيها حاجة كنت عايزها، وبعدين الشيطان شاطر وأغلب اللي بيشربوا سجاير أو مخدرات بيبقى ناتج عن الفضول مش أكتر، "تميم" أنا واثق فيك بلاش تخلي الثقة دي تتهز من حاجة، تمام يا بطل؟



تبسم له "تميم" بفرحةٍ وقفز عليه يحتضنه بقوةٍ قائلًا وهو يقبل رأسه :




        
          
                
_ربنا يديمك لينا يارب وميحرمناش منك أبدًا.



ضحك الآخر عليه وربت عليه قائلًا :



_يارب يا حبيبي ويديمكم ليا أنتوا كمان.



________________________________________________



في شقة "مُحسن ونيس" :



كانت "فريدة" واقفةً أمام المرآة تضبط حجابها بينما كانت "لميس" جالسةً على الأريكة الموضوعة في غرفتهما تقرأ في إحدى الكتب حينها استمعا لصوت طرق باب غرفتهما ودلفت "يارا" إليهما بتوترٍ وقد لاحظتها "فريدة" من المرآة و تلفظت باستنكار قائلةً :



_إيه يا "يارا"؟؟ مالك في إيه؟؟



رفعت "لميس" رأسها نحو شقيقتها التي بدى عليها التوتر واستنكرت هي الأخرى بينما جلست "يارا" على الأريكةِ بجانب "لميس" وصرحت بقولها مردفةً وهي تتنهد بقوةٍ :



_مبدأيًا كده أنا ماليش علاقة بحاجة ومش عارفة أعمل إيه ومش قصدي حاجة بس مفيش غيركم أقوله.



أنصتت لها "لميس" جيدًا بينما كانت "فريدة" انتهت من ضبط حجابها وجذبت كرسي بلاستيكي تجلس عليه وهي تنظر لها بتركيزٍ تحسها على الاسترسال وقد أضاف هي قائلةً :



_كنت داخلة الأوضة أجيب حاجة عادي وكانت "چويرية" بتتكلم في الموبايل، ولما دخلت الأوضة حسيتها اتوترت ومحبتش أحرجها وهي بتكلم صاحبتها وخدت اللي عايزاه وخرجت، بس لما خرجت لقيت كلامها اتغير وكإنها بتكلم ولد مش بنت وكانت بتقول إنها هتنزل ويتقابلوا وكده وبصراحة خوفت أقول لحد أو أدخل أكلمها فقولت أقولكم، بس الله يسترك يا "فريدة" روح قناة الجزيرة اللي جواكِ متطلعش.




        
          
                
أغلقت "لميس" عينيها بغضبٍ بينما غر فاه الأخرى وأردفت "فريدة" قائلةً بصدمةٍ :



_ده لو حد عرف من أخواتك هنروح في داهية، الكلام ده فيها قطع رِقاب مش معنى إن بابا سايبنا على راحتنا يبقى نوصل للمرحلة دي!!، اوعي أنتِ بس تجيبي سيرة لحد ولا حتى "لارا" مش ناقصين مشاكل!!



أومأت هي بتفهم بينما ظلت "لميس" تحاول كبح أفكارها المشتعلة وتلفظت قائلةً بهدوء مصطنع :



_معرفتيش هتنزل أمتى وفين؟؟



ردت عليها الأخرى محاولةً التذكر مردفةً :



_في الكافيه اللي على الشارع، تقريبًا بكرة على العصر كده.



أومأت هي بتريث وقد خرجت "يارا" بعدما سمعت نداء والدتها حينها بصقت "فريدة" "لميس" بتشتت قائلةً :



_هتعملي إيه يا "لميس"؟؟ أنا مش مستريحة للموضوع ده، ده غير أن لو حد من أخواتك عرف هيقلب الدنيا عاليها واطيها!



نظرت هي للفراغ بشرودٍ قائلةً :



_ملكيش دعوة أنتِ، أنا هتصرف.



وقفت "فريدة" وسارت نحو الخارج قائلةً في نفسها :



_الواحد مش مستريح، ياتري "لميس" هتجيبها من شعرها ولا هتعضها؟؟




        
          
                
__________________________________________________



في الشرقية :



كانت جالسةً بشرودٍ كعادتها حتى وجدت والدها_الوهمي_ يدلف إلى الصالة عابس الوجه وتلفظ قائلًا :



_أنا مش عارف أعمل إيه في فلوس الحج "شوكت" دي.



انتبهت هي له قائلةً بتساؤل :



_مالها فلوس الحج "شوكت"؟؟



تنهد بقوةٍ قائلًا :



_كُنت سالف منه تلاتين ألف جنيه من كام سنة قبل ما أنتِ تيجي يعني أكمل بيهم جهاز بنتي وهو عايزني أردله الدين ده الضعف.



اندهشت هي بقوةٍ وتلفظت قائلةً بصدمةٍ :



_يا نهار أبيض!! سالف منه تلاتين تردهمله ستين؟؟ ليه يعني؟؟



رجع برأسه للوراء يستند على الجدار قائلًا :



_هو يابنتي بيعمل كده كُلهم مع أهل البلد اللي ياخد منه قرش بيردهوله قرشين.



تسائلت هي قائلةً باستنكار :



_بس هو مش كده حرام عليه؟



دلفت والدتها الصالة قائلةً بحسرةٍ :



_منه لله بيستغل الناس الغلابة اللي زينا!، ده اسمه رِبا يا حبيبتي.



مر الاسم على ذاكرتها يداعبها كإنها استمعت لهذا المصطلح من قبل، لكن لن تقوى على تذكر ما مفهومه لكنها أردفت قائلةً بهدوء :




        
          
                
_بابا، أنا رايحة معاك للراجل ده بكرة، أما نشوف آخرتها إيه، ده كده نصب!!



حاول هو منعها لكنها أصرت وبشدة وذهبت إلى كتاب الله عز وجل لأنها متأكدةٌ وبشدة أن هذا المصطلح يقبع بداخله.



__________________________________________________



كان "حسام" واقفًا أمام شقة خطيبته بتوترٍ خفي وضغط على زر الجرس وانتظر قرابة الدقيقة حتى فُتح له الباب وما كان سوى "مدحت" الذي أردف بجمودٍ :



_نورت، اتفضل أدخل.



دلف هو وجلس على الأريكة بينما جلس "مدحت" أمامه قائلًا بتساؤل :



_خير؟ موضوع إيه اللي عايزني فيه؟



حمحم هو ينقي حنجرته وتلفظ قائلًا بوقاحةٍ  :



_"مريم" يا حمايا مبقتش تسمع الكلام، احنا متفقين إن مفيش شغل وهي جاية دلوقتي تخلي بالاتفاق ده، والحال المايل ده ميعجبنيش و..



قطع "مدحت" كلامه بصرامةٍ قائلًا :



_مبدأيًا كده تحترم نفسك وتتكلم معايا وعن بنتي عدل، ثانيًا هو إيه اللي مش بتسمع كلامك؟؟ هي كانت على ذمتك وأنا معرفش؟؟ مبتسمعش كلامك دي تيجي تقولهالي وهي مراتك لكن مش وهي خطيبتك وهي لسه في بيت أبوها!! ثالثًا بقى أنا عارف أنا مربي بنتي إزاي وعارف إن هي مش هتعند لله وللوطن، رابعًا والأهم كلام مايع مين اللي أنت بتقول عليه؟؟ هي بتقولك نازلة تشتغل في الكباريهات؟؟ فوق كده معايا وركز أنت بتقول إيه علشان موصلكش لنقطة أنت مش حاببها!




        
          
                
كانت مريم واقفةً خلف الستائر تستمع لهما هي وصديقاتها وأردفت هي لهم قائلةً بخوفٍ :



_يا لهوي يا ياني! ده شكلهم هيتخانقوا!!



عقبت "لُچين" قائلةً وهي تحاول الاستماع لهم بتركيز :



_إن شاء الله لأ، هو أحنا قاعدين في الشار...



قطع كلماتها هذه صوت شجارهما العالي وكانت الجملة التي أطلقت الشرارة من نصيب"حسام" بعدما وقف يحرك يديه في الهواء قائلًا بوقاحة :



_هو في إيه يا عم "مدحت"؟؟ هو مش عارف تربي بنتك هتيجي تتشطر عليَّ أنا؟؟ هي مش الخضرا الشريفة يعني!



هرولت "مريم" تهدأ الوضع لكن دوت صفعة قوية سقطت على وجنة "حسام" من "مدحت" الذي تلفظ بصوته الجهوري قائلًا :



_أخرس يا زبالة يا و**، مين دي اللي متربتش يا حيوان؟؟



على الناحية الأخرى في شقة "محسن ونيس" :



هرولت "فريدة" تصيح قائلةً بصوتها العالي :



_يا جدعان الحقوا!! ده شكل في خناقة عند عمو "مدحت" تحت!!



نظروا إليها جميعًا باستنكار وأردف "ريان" قائلًا بعدم اكتراث :



_طب واحنا مالنا؟؟ ممكن تكون مشكلة عائلية!




        
          
                
نفت هي برأسها قائلةً :



_لأ ده تقريبًا بينه وبين "حسام" خطيب "مريم" سمعت كده حبة كلام وتقريبًا "حسام" غلط في "مريم".



أضافت "أصالة" وهي تأتي عليهم ممسكةً بكوبٍ من الشاي :



_طب انزل يا "ريان" أنت و أخوك شوفوا في إيه، هدوا الدنيا تحت ده مهما كان جارنا برضو.



هم "ريان" و "آدم" بالنزول وكان يصدر من شقة "مدحت" صوت الشجار العالي فأسرع "آدم" يطرق على الباب حتى فتحت لهما "حفصة" وانصدمت من وجودهما لكنهما لم يجدا وقتًا للاستفسار واندفعا على جملة "ندى" الساخطة قائلةً :



_اتهد يالا يا عبيط أنت!! قسمت بالله لو فتحت بقك تاني لامسح بكرامة أهلك الأرض!



همَّ "حسام" بصفعها قائلًا بسخطٍ :



_تمسحي بكرامة أهل مين يا بنت الـ...



قطع كلامه دفعة "آدم" له قائلًا بسخطٍ :



_أنت اتجننت يالا أنت!! عايز تضرب مين بروح أهلك!! ده أنا هطلع روحك هنا!!



واندلع بينهما اشتباكٌ حاد وحاول "ريان" سحبه لكن الآخر تملك الغضب منه وقد نزل معظم الشباب يحاولون فض هذا الاشتباك لكنهم بدلًا أن ينهوه اشتركوا فيه هم أيضًا بسبب حديث "حسام" اللاذع، كانت "مريم" وسط كل هذا تبكي في أحضان رفيقتها وبقية الفتيات يربتن عليها حتى وقعت مغشيةً عليها وارتطم جسدها بالارض بقوةٍ، حينها صاحت "ندى" بقوةٍ قائلةً بفزعٍ وهي تنزل لمستواها تحاول ضربها بخفةٍ على وجنتيها :




        
          
                
_يا "مريم"، فوقي يا حبيبتي!!



اندفع "مدحت" و "عمر" عليها بقوةٍ وظل "مدحت" يحاول إفاقتها بينما "عمر" نزل لمستوهما قائلًا بهدوءٍ _ظاهري_ وقلقٍ :



_معلش يا عمو ممكن بس أنا أفوقها؟؟



أفسح له هو المجال ورفع رأسها على فخذيه وتلفظ قائلًا يوجه حديثه للنساء :



_عايز بس Perfume وإن شاء الله هتفوق بعديها.



أسرعت "چنى" تجلب له مبتغاه وعادت تعطيه له وظل هو يمرر هذا العطر على أنفها حتى استفاقت تسعل بشدةٍ بينما كان "مروان" قد دفع "حسام" للخارج حتى رحل وهو يتوعد لهم جميعًا عمَّ فعلوه به.



توجه جميعهم إلى شقتهم وعادت الفتيات إلى منازلهن بينما ظلت هي تبكي طوال الليل في أحضان والدها وهو يربت عليها وهو قد قطع وعدًا على نفسه على إنه سيجلب حقها من هذا الوغد الحقير.



_______________________________________________



حلَّ الصباح عليهم جميعًا وتحديدًا في الشرقية :



كانت قد وصلت هي برفقة والدها أمام متجر "شوكت" وكان هو جالسًا بالداخل ممسكًا في يديه النارجيلة يدخن منها في استمتاع وهو يصيح على عماله بتآمر وتعالي، استنكرت هي وضعه ودلفا وحينما رآهما "شوكت" ضحك باستفزاز قائلًا :




        
          
                
_إيه يا "عاطف"؟؟ جبت الفلوس ولا لسه؟؟ ومين الحلوة دي؟؟



كاد أن يرد عليه هو لكنها قطعت حديثه من قبل أن يبدأ وتلفظ قائلةً بتذمر :



_ميهمكش تعرف أنا مين، بس ممكن أفهم وجهة نظر حضرتك لما تسلف حد جنيه يبقى مديون ليك الضعف؟



وضع هو النارجلية التي في يديه وصرح بقوله مردفًا بمكرٍ خفي :



_والله بقى ده حقي، أمال هبقى استفدت إيه لما اسلفك؟؟ وبعدين من تدخل فيما لا يعنيه لقى ما لا يرضيه وأنتِ مالك بقى بنظام شغلي؟؟ هما أهل البلد راضيين وعارفين محدش غصبهم يجوا يستلفوا مني أنا، ولا إيه يا "شماتة"؟؟



عندما انتهى من كلماته نظر لهذا الصبي الواقف بجانبه الذي يغير له فحم هذه النارجيلة وتلفظ هو يؤكد على قوله قائلًا :



_صح الصح يا معلم.



رفعت له هي إحدى حاجبيها واسترسلت قائلةً بهدوء :



_بس ده كده اسمه ربا، لو معندكش فكرة.



رفع "شوكت" يديه بصدمةٍ قائلًا :



_لأ يا آنسة، كله بالحلال، أنتِ عايزة تشبهيني ولا إيه؟؟



أكملت هي مضيفةً بضجرٍ :



_يعني هو في ربا حلال وربا حرام يعني ولا إيه؟؟




        
          
                
كاد أن يرد عليها لكن دلفت سيدةٌ يبدو عليها الفقر والمرض إلى المتجر قائلةً له بتوسل :



_بالله عليك يا معلم، اصبر عليا شوية، معيش غير المبلغ اللي استلفته منك ارحمني ربنا يرحمك برحمته.



غضب كثيرًا وتلفظ قائلًا بصوتٍ جهوري :



_هو في إيه منك ليها؟؟ هو أنتم عاملين رباطية عليَّ ولا إيه؟؟ وأنتِ يا ست متجيليش غير والفلوس معاكِ كاملة غير كده هقدم وُصولات الآمانة للحكومة وهما بقى يجيبوا ليا حقي.



وقفت "كنزي" بسخطٍ تصيح قائلةً :



_لم نفسك يا راجل أنت أنت فاكرها زريبة؟؟ احترم نفسك وأنت بتكلمني وبتكلمها، بدل ما أنا اللي اوديك في داهية، اسمعني كويس! لم الدور وياريت تبطل الهبل اللي بتهببه ده وشغل خدوكم بالصوت ليغلبوكم ده مش عليَّ!!



وقف هو الآخر واضعًا يديه على مكتبه بقوةٍ فأصدرت يداه صوتًا عاليًا يردف قائلًا :



_الله الله! مبقاش غير الحريم اللي تكلمني؟ هنقول إيه ما أنتِ مش لاقية راجل يشكمك ولا يحكمك...



دوت صفعةٌ اهتز لها المكان وانصدم جميع الواقفين أمام المتجر يشاهدون هذه المشاجرة_كعادة المصريين في إي شجار_ بينما استرسلت هي قائلةً وهي تقترب منه تهمس بفحيحٍ يشبه فحيح الأفاعي :




        
          
                
_إياك ثم إياك تغلط فيا وفي أهلي، تمام؟؟ 



وأضافت جملةٌ أخرى جعل الرعب يدب في أوصاله وسرعان ما تبدلت طريقته وأضاف هو بتوترٍ :



_شوفي اللي عايزة تعمليه وأنا معاكِ.



شهقت النساء الواقفة بصدمةٍ بينما غر فاه الرجال من تحوله المفاجيء لكنها أكملت قائلةً بهدوء :



_أولًا اللي كان سالف منك حاجة يرجع اللي سلفه منك بالظبط ميزيدش جنيه، ثانيًا اتقي الله الناس هنا غلابة وعلى قد حالهم حرام عليك تستقوى عليهم، تبقى راجل لو فكيت لحد آزمة، هتشوف نفسك عليه هتاخد بالجزمة.



توسعت عيناه لكنها استرسلت قائلةً :



_ربنا حرم الربا علشان الناس متتشغلش بالمكاسب، لو كل واحد عرف يجيب جنيه زيادة من غير تعب على حساب الناس هيفضل ياكل في حقوقهم وطمعه هيزيد ربنا بيقولك في كتابه :



﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ، يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ، إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ.




        
          
                
الآيات دي من سورة البقرة ومش كده وبس في آيات تانية من سور تانية ممكن تسمعها، بسم الله الرحمن الرحيم :



(وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ ۖ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ)



(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)



وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم قال : 
اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ.



المُوبِقاتُ هي الذُّنوبُ المهلِكاتُ؛ وسُمِّيت بذلك لأنَّها تُهلِكُ صاحبَها بما يَترتَّبُ عليها مِن عِقابِهِ في الدُّنيا، ودُخولِ النَّارِ واستِحْقاقِ عَذابِها في الآخِرةِ.



شايف حكمها عامل إزاي؟؟ تخيل بقى واخد ذنب كل واحد خدت منه ضعف اللي خدته، وكام واحد تعب عقبال ما يدبر المبلغ الضعف، اتقي الله علشان ربنا يكرمك وربنا يسامحك، العمر مبقاش في كتير علشان تعيش واكل حق ده وظالم ده!




        
          
                
أحس هو بالخزي الشديد بينما طرح عليها أحد الواقفين سؤالًا قائلًا :



_طب على كده بقى يا أستاذة الفوايد والقروض بتاعت البنك حرام؟؟



أومأت هي بتريث قائلةً :



_أيوة حرام، هي تعتبر برضو نوع من أنواع الربا.



شكرتها إحدى السيدات قائلةً :



_الله يكرمك يا بنتي ويصلح حالك يارب.



ابتسمت "كنزي" بفرحةٍ من هذه الدعوة بينما خرج "شوكت" من متجره قائلًا بصوتٍ عالي :



_أنا آسف ليكم يا جماعة اللي ليه حاجة عندي يجي ياخدها وياريت تسامحوني لوجه الله.



تعالت أسارير الفرحة عليهم بينما هي ابتسمت بهدوء وربت عليها "عاطف" قائلًا بحنو :



_الله يجازيكِ خير يا "كنزي" يا بنتي ربنا يطيب بخاطرك زي ما طيبتِ بخاطري وبخاطر الناس دي كُلها، مش هنروح بقى ولا إيه؟؟



ضحكت هي بخفوتٍ وصرحت بقولها قائلةً :



_يلا نروح.



__________________________________________________



_واد يا "ليث" في چيم فتح في آخر الشارع وسمعت إن اشتراكه رخيص ما تيجي نقول للعيال ونروح؟؟



نظر له شقيقه ببروده المعتاد قائلًا :




        
          
                
_ظبط معاهم وقولي.



تنهد هو بقوةٍ وسارع بإخبار أصدقائه حتى بالفعل تجمعوا جميًعا في مدخل البناية وكان "تيام" يقوم بفعل تمارين عشوائية قائلًا :



_اوعى بقى الرياضة، أنا عايز اعمل فورمة شبه فورمة البيج رامي.



رد عليه "مهند" قائلًا بمرحٍ :



_اتكن في حتة ياض، تعالى بس نشوف شكل الچيم ده إيه، هو إشتراكه كام صحيح؟؟



رد عليه "مراد" قائلًا :



_أنا سمعت إن هو بسبعين جنيه في الشهر.



توقف "تيام" عن فعل هذه التمارين الخاطئة ونظر له بهدوء ممزوج بالصدمة وأخذ يرمش بأهدابه عدة مرات بينما تلفظ "تميم" قائلًا باستنكار :



_چيم إيه ده اللي بسبعين جنيه؟؟ ده على كده چيم من غير أجهزة!



نظروا جميعهم إلى "غيث" بريبةٍ وشك بينما هو لم يكترث وتحركوا حتى وصلوا إلى المركز الرياضي وقبل أن يهموا بالدخول أوقفهم شخص بجانب الباب المؤدي للداخل قائلًا :



_معاكم كابتن "زعتر" اقلعوا الكوتشيات دي قبل ما تدخلوا الچيم وحطوها جوة.



استنكروا جميعًا وتلفظ "تيام" قائلًا بسخرية :



_نقلع الكوتيشات قبل ما ندخل الچيم؟؟ هو احنا داخلين نتمرن في الحرم المكي؟




        
          
                
كتموا جميعًا ضحكاتهم بينما أردف "زعتر" بجديةٍ وعصبية:



_دي التعليمات يلا اتفضلوا ادخلوا من غير نقاش.



تراجع جميعهم بخوفٍ من صياحه ونفذوا ما طلبه ودلفوا إلى المكان الذي كان في غاية من العبثية حينها أردف "مراد" قائلًا وهو يجول بنظره :



_چيم بإشتراك سبعين جنيه، هتوقع إيه يعني؟؟



سخر "تميم" مردفًا :



_هما واقفين طابور كده ليه على المشاية؟؟ ده طابور العيش بيبقى أقل من كده!



سمعوا صوتًا عاليًا أفزعهم جميعًا وألجمت الصدمة عقولهم.



__________________________________________________



كانت "لميس" ممسكةً بإحدى الكتب تراقبهما وهي مرتديةً النظارة الشمسية وكانت تحتسي قهوتها بصمتٍ حتى وجدته يضع يديه على شقيقتها  يحضتنها حينها لم تتمالك نفسها واندفعت نحوهما قائلةً بنبرةٍ لا تتحمل النقاش وهي تمسكها من ذراعها بسخطٍ :



_قومي معايا يلا، قومي بقولك!!!



دب الرعب في أوصال "چويرية" بينما تملك الرعب والتوتر من "حسام" وهرول بعيدًا قبل أن تستشف ملامحه كاملةً فتتعرف عليه بينما كانت "چويرية" تبكي وساكنةً في مكانها حتى صرخت فيها هي قائلةً :




        
          
                
_امشي معايا بقولك بدل وربنا اتغابى عليكِ في الشارع!!



سحبتها هي بقوةٍ وتحركت الأخرى باستسلام باكيةً وكانت الناس تشاهدهما بفضولٍ، وصلت "لميس" أمام شقتهما ودلفت بغضبٍ وهي تلقيها على الأرض قائلةً بصوتٍ عالي :



_هي حصلت كمان!! وقسمًا بالله لتتربي من أول وجديد!!



خرجت والدتها من الداخل وهي تهرول لتحتضن ابنتها قائلةً بفزعٍ :



_في إيه؟؟ وبتزعقي كده ليه يا "لميس"؟؟ وأختك بتعيط كده ليه؟؟



خرجوا جميعًا من غرفهم معادا أن والدها كان بالخارج وصاحت هي قائلةً :



_الأستاذة بنتك المحترمة نازلة تقابلي واحد وكان بيحضنها وسط الناس، أنا بقى المفروض أهبب إيه!!



توسعت عيناهم جميعًا بصدمةٍ وقد أدركت "چويرية" أن هذه نهايتها لا محالة واقترب "ريان" بهدوءٍ يسبق العاصفة قائلًا :



_الكلام ده صح يا "چويرية"؟؟



لم تقوى على الرد بل ظلت تبكي بشدةٍ حتى صاح فيها بقوةٍ مكررًا سؤاله ولم تقوى على الرد مرةً أخرى وأردفت "أصالة" قائلةً بغضبٍ :



_هو في إيه؟؟ ما براحة على البنت!! وأنتِ يا "لميس" إيه الهبل اللي بتقوليه ده؟؟ أنا مربياكم كلكم أحسن تربية!!



انفعلت الأخرى قائلةً :



_هو إيه اللي اسكت؟؟ أقوم أخدها بالحضن يعني لما أشوفها في منظر زي ده؟؟ ما تردي يا مدام "أصالة"!!



دوت صفعةٌ في المكان اندهش منها جميعهم وأردف صاحبها قائلًا :



_الظاهر إني معرفتش اربيكِ علشان تكلمي أمك بالأسلوب ده!



_____________________ 

  • يتبع الفصل التالي اضغط على (لعاشر جار) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent