رواية عودة الوصال الفصل السابع عشر 17 - بقلم سارة ناصر
«مَن قال أن كسرة الفؤاد وتهتكه شيء يصيب البعض المحدودين!؟ بل ويصيب طرفين يحبان بعضهما فقط؟. ماذا عن كسرةِ قلبٍ من الأهل؟؟ الإخوة ؟. الأصدقاء؟؟؛ أكثر ما يمر علي المرء من صعوبةٍ، حين يجد نفسه فجأة في أنظار الجميع بأنه المخطئ المذنب بينما كان هو الطرف الأكثر حذرًا، والأكثر تضحية !، أن يجد نفسه بمفرده بعدما خَيّبَ ٱماله وخذله أقرب شخص إليه!»
تلكّ هي حالته ، عندما وقف فى الأسفل في ركنّ صغير أمام جراچ سيارته ، وقف يتنفس بصوتٍ عاليٍ منذ مده وصدره يعلو ويهبط من أثر ما به ، كان يتأوى بشده وهو ينحني ليجلس أرضاً واضعاً يده علي ذراعه الٱخر وأخري علي رأسه من أثر إصطدامه بالحائط ، مما سبب له دوار رأس جعله يجلس علي ركبتيه بإنهاكٍ ، تنهد بقوه وهو يكتم دموع عينيه ، متحدثاً لنفسه من الداخل بأنه ليس بإمكانه البكاء في هذا الوقت ليس بإمكانه البكاء من الأساس بل يتوجب عليه الصمود، خُيبت ٱماله حينما نزلت منه دمعه وحيده علي خده إمتزجت بلحيته الخفيفه ، حتي سارت إلي عنقه وهي تدخل أعلي مقدمه صدره المكشوف بسبب تمزق قميص حلته !! ، صمت تام فالمكان وصوت أنفاسـه هي العاليه ، ولأن الوقت قد مر قليلاً إلا أن المكان حول المبني لايوجد به أشخاص، حتي منظر البحر من أمام المبني خالى من الأشخاص بسبب جو الشتاء الذي يقسو فى الليل، صوت البحر فقط وأمواجه هي العاليه ، وكأن الأمواج تشاركه ثورته المكبوته والمكتومه ، كان بإمكانه أن يبرح شقيقه ضرباً ، كان بإمكانه أن يجعله ينزف من الدماء ما يكفي ، ولكن ردة فعله كانت هادئه ، منكسره ، ولأول مره يظهر عليه التعب والكسره من شخص ما قد ٱثر به ، ولكنه شقيقهُ لما لا يتأثر بتفضيلها عليه وتكذيبه ، وظهوره بالصوره السيئه ، لم يقوي علي الحركه الٱن ، يبدو أنه يفكر في الإنتظار بضعة دقائق حتي يقوي علي الحركه وقيادة السياره لمده ليست قصيره حيث الوجهه الذي نواها هو ، الٱن رأسه تؤلمه بشده ولكن ألم تفكيره بما فعله هو وبما فعله شقيقه كان أقوي من ألم رأسه الحقيقيّ ، رفع يده السليمه ثم ضرب الحائط من أمامه بقوه وهو يصرخ ليخرج ما به من تعبٍ على صدره المتألم يهدأ من أثر صراخه !!
__________________________________________
قبل قليلٍ ، كانت ومازالت واقفه بالشُرفه شارده من أمامها لم تستطع النوم أو إغفال أعينها للحظه !! ، سكون تامّ حتي في شقتها من الخارج قد دلف البعض للنومّ ، عدا "بدر" الذي يوجد بالشقه الأخري إلى الٱن !! ، بعد ذلك اليوم المشحون بالأحداث ما يكفي رحل كل منهم إلي شقته بهدوءٍ غلفه بعض الحزن وبقت هي بمفردها ، توقفت عن البكاء ، وهي تنظر علي أمواج البحر البعيده من أمامها ، صوت الأمواج !! كافياً لشرح ما يمر به الاثنان ، مهلاً صوت صرخه ولكن لم تكن عاليه!! سمعتها سريعاً ،. طبقة هذا الصوت تعرفه جيداً ، ظلام دامس فقط لا تري شيئاً سوي ضوء خافت ، وقفت علي أطراف أصابعها وهي تتقدم أكثر لتري بوضوح من الذي يوجد في هذا المكان ، ولكن مهلاً أهذه دفعه ثانيه ليده في الحائط ، دفعه مكتومه لم تصل إلي مسامعها جيداً ولكن وصل إلي مسامعها صوت صراخه الدال علي عدم قدرته لاخراج ما بداخله ، تسارعت دقات قلبها من تخمينها بأنه من المحتمل بأن يكون هو ولم يذهب بعد ، توجهت سريعاً لتلتفت وهي تضئ مصباح الشرفه القوي وليس الخافت ، ثم توجهت مره أخري حتي تقف علي أطرافها كما كانت ، ولكن لم تري شئ صوت فقط !! ولأنها في الطابق الثالث لم تسمع جيداً ولكنها سمعتّ بخفوت، لم تنتظر لتخمن من هو بالتحديد ورغم خطر الموقف وخطر الوقت ، إلا أنها خرجت من الغرفه بهدوء علي أطراف أصابعها ، وبالأخص هي لم تبدل ملابسها منذ ما حدث، جذبت المفاتيح من المسمار المعلق بجانب الباب ثم هاتفها والأشياء البسيطه التي توجد بجانبه ثم فتحت الباب بهدوءٍ وهي تخرج من خلفه مغلقه إياه بصوت خافت من بعدها ، لم تتوجه إلي المصعد ، بل نزلت سريعاً بركض متوسط في السرعه وهي تهبط علي السُلم ، لحظاتٍ حتي وصلت فالأسفل، لم يكن العامل موجوداً علي البوابه الخاصه بالمبنى حسناً هذا جيد ، ولأنها إنتشلت هاتفها سريعاً معها ، ففتحت الضوء الخافت منه وهي تتوجه جانبياً بعيداً عن الضوء الأصلي من الأمام ، حتي إخترق مسامعها صوته المتأوي ، إلتفتت سريعاً ثم دلفت بالجانب فوجدته يجلس أرضاً وهي تسلط الضوء عليه حتي أغلق عينيه بقوه من أثر فعلتها ، أبعدت الضوء بسرعه ثم توجهت عدة خطوات أمامه ومن ثم وضعت الضوء مره أخري لتراه جيداً ،. هو ؟. ، تسارعت دقات قلبها وأدمعت عينيها وهي تنحني من أمامه تجلس على ركبتيها، طالعها بتعبٍ ثم ردد بنبره مندهشه ولكن لم تظهر بنبرته بسبب طغو الألم:
_" نيــروز !! "
أومأت له بابتسامه ضعيفه ثم رفعت يديها تتحسس جرح رأسه بأصابع مرتجفه وبارده ، حسناً يوجد معها إلي الٱن عُلبة المناشف الورقيه، أخرجت منها منشفه وهي تضعها علي جرح رأسه الذي جدد من إنزاف الدم ، كتمتها بقوه حتي لا تنزف مره أخري ، تاركه ذلك الضوء بجانبها مما أنار المكان ! ، فـ خرج منها صوتها المتحشرج وهي تسأله بضعفٍ:
_" بـتوجعك.. لسه ؟"
أيقول لها بأن وجع فراقه أصعب من ذلك الوجع ؟. أيقول بأن تهتك روحه وكسرة نفسه طغت على كل ذلك ؟. لم يكن يفضل بأن تراه كذلك في أوقات ضعفه ، وهو منحني أرضاً وينزف دماً ؟! ، وذراعه مكسوراً ، أمسك يديها المرتجفه وهو يبعدها عن وجهه ببطئ ثم نهض رغم ألمه ، فنهضت هي من بعده تنظر له ، لحظاتٍ من تقابل الأعين اللامعه من الدموع في الظلام ، فـ خرج منها صوتها علي فجأه بعد صمت دام ، ثم أردفت قائله مانعه بأن تهبط دموعها وهي تسأله:
_" هتمشي !!"
هرب بأنظاره ، منها ثم رفع من الجراچ الألي بضغطة زر ، حتي وجد السياره من أمامه ، ومن ثم أجابها بنبره مُنهكه:
_"لازم !"
قالها وهو يتوجه حيث سيارته وهو يتحامل علي ألمه ثم فتحها ولكن أوقفته نبرتها وهي تقف أمامه ، نبرتها التي إخترقت سهام قلبه المُنهك بما يكفي حينما رددت بترجي:
_"متمشيش!"
صمتت ثم واصلت بغير وعي بنبره بطيئه مختنقه :
_" أنا كنت لسه ..بقولك.. بخاف من الفراق ، بخاف حد يسيبني بعد ما أتعلق بيه!!!"
كانت تعابيره خاليه ، نظر لها بخزي ثم تحدث بأسفٍ للمره الثانيه وهو يهبط من نظراته في أعينها إلي وجهه أخري:
_" غصب عني لازم أمشي ، أنا أسف ، بس دا قلبى ودي كرامتي"
قالها ثم هرب سريعاً من نظرانها وهو يركب السياره بحركه بطيئه حتي أنارت المكان من الخلف، أما هي فلم تستطع الإنتظار أكثر من ذلك ، كُسر قلبها قبل أن يُشبع بحبه ، التفتت لتسير بخطوات سريعه أشبه بالركض وهي تصعد الدرجّ ، وعندما شعرت بأن بكائها سيخرج منها رغماً عنها وضعت يديها علي فمها وهي تصعد حتى وصلت وهي تفتح الباب بيد مرتعشه ، ثم أغلقته من خلفها وهي تستند عليه من الخلف ، تتنفس بأصوات عاليه ، لحظاتٍ وهي تقف بمكانها ، ثم انحنت لتجلس أرضاً وهي تنظر علي يديها والمنشفه الورقيه الملطخه بدمائه في يديها ، المكان ساكنّ ، صامتّ ، تحاملت علي نفسها وهي تنهض لتسير في طريق غرفتها من جديد ، تحزن وتدهش من نفسها لأمرين الأول تحزن عليه ومنه ، والثاني لما تحزن من الأساس وهي تحبه من فتره قليله !! ، أيقنت أنها أحبته وأحبت وجوده من فتره كبيره ولكن لما لم يختارها أليس يحبها ؟؟ تحزن منه وعليه !! ولكن ياليتها تشعر ويا ليتها تسطع بأن تحدد مشاعرها قبل فوات الأوان!
____________________________________________
في شقة "حامد" كان يجلس ومن جانبه "دلال" الباكيه لا حول لها ولا قوه ، والأخري ابنتها الصامته بصدمه مما حدث من شقيقها وبالأخص "بسام" أيعقل ؟؟ هو يفعل كذلك؟؟ هذا الذي عاش طيلة حياته كتوماً لغضبه وحزنه ، ولكن يبدو أنه مريضاً بالكتمان !! وإنفجر إلي حدٍ معين ، كان "بدر" يواسيهم بين فتره والأخري خاصةً زوجة عمه وابنتها ، أما "حامد" فكان صامت!! ، التفت "بدر" لينظر على ذلك الذي خرج من غرفته للتو يقف من أمامهم ، وهو يتنفس بأصوات عاليه ، ووجه محمراً من أثر إنفعاله الذي يهدأ منه تدريجياً ، نظرو له جميعاً بخيبه كبري مما فعله ، فخرج صوت"حامد" له مردفاً بحده :
_"إرتاحت كده ؟. خليته يمشي ؟؟ كسرت أخوكّ !!"
لم ينظر إلي "والده "بل حاول التحكم بنفسه وهو يجيبه بنفس الحده مشيراً بيده بعصبيه أمام وجهه:
_"هو اللى كسرني الأول !"
إقترب منه "والده "وهو يشير بيده بإنفعال عليه قائلاً وهو يصرخ بوجهه:
_"بردو لسه غبي!؟"
إقترب "بدر" يقف بالقرب منهما تحسباً لشئ ، فواصل "حامد" ليكمل:
_" تاج يا بسام؟؟ تفضّل تاج وتصدقها علي أخوك؟؟، ليــه ؟ ليه كده !"
صرخ بوجه " والده" وهو يردد بانفعال:
_" أيوه بصدقها وهصدقها عشان هو يحصل منه كل اللي قالت عليه ، طب ليه خبي عليا من الأول طالما هو الصح وهي اللى كذبت ليه مدافعش عن نفسه بتفسير ؟؟ "
صمت "حامد" تحت بكاء الاخرين ، ونظرات"بدر" من أمامه ، فواصل يكمل بضحكه ساخره وهو يصرخ عالياً:
_" إيه معرفتش ترد ليه ، ما تقول؟"
_" ساكت عشان أول مره اشوفك بالتخلف ده ، كنت فاكرك متفتح عن كده ، أنا اللى كنت بقول طول عمري إنك أعقل من اخوك، وأنا بردو اللى عيشت طول عمري باجي علي "غسان "وبغلطه دايماً فكل اللي بيعمله عشان بيتعامل بدراعه ، بس كنت عارف إن قلبه الطيب وحنيته تغلب كل حاجه ، وإتٱكدت لما سابك تموت فيه بالبطئ وهو ساكت ، واللي شوفت منه خوف عليكّم بدأت أحس إن هو اللي أبوكم مش أنا !! "
إنتهى من حديثه ثم رفع يده يصفعه بقوه علي وجهه تحت نظرات الجميع المصدومه ، فواصل "حامد" يكمل يثباتٍ:
_" ده عشان إسلوبك معايا ، وعشان دموع أمك وأختك ، وعشان تعرف إن أخوك خد كتير من القلم ده علي قلبه مش على وشه !"
لم يصدم "بسام" بل بقى ثابتاً من أمامه لم يحرك له جفن ، فنهضت "دلال" سريعاً وهي تحاول أن تتغلب علي عاطفة الأمومه ثم قالت من بين بكائها:
_" ليه يا بني تعمل كل ده ، ليه يهون عليك وجع قلبي !"
طالعها بصمت فـ تحدث "بدر" سريعاً وهو يمسكه قائلاً :
_" خلاص يا بسام شوف انتَ رايح فين الوقتي يلا"
أنزل من يده ثم التفت ليتوجه بصمت ناحية غرفته حتي قطع دلوفه صوت شقيقته الباكيه:
_"مش هاسامحك يا بسام لو غسان مرجعش "
لم يلتفت بل أكمل سيره بعدما توقف وهو يتجه حيث غرفته غالقاً بابها من خلفه ، اتجه "حامد" ليسند "دلال" وهما واقفان بجانب بعضهما رابتاً علي ظهرها بمواساه ،فتحدث "بدر" سريعاً:
_" متقلقوش يا جماعه ، إحنا مش تايهين عن غسان ده ميقدرش ميشوفكوش كام ساعه علي بعض ! ، هيرجع والله والدنيا هتبقي زي الفل"
رفعت "دلال" يديها تنفي ما قاله ثم تحدثت بنبره مختنقه:
_" لأ يا بدر ، لأ ، الدموع المحبوسه فـ عين ابني دي أنا عارفاها ، دموع كسره عمري ما شوفتها فيه قبل كده !"
قالتها بانهيار ، فتوجه سريعاً يسندها من الجانب الٱخر وهم يتجهون معاً حيث غرفتهم ، فوقف "بدر" علي الباب وهو يدخلهم إلي الداخل ، ثم أغلق الباب من خلفهم متوجهاً لتلك التي تجلس بشرود من بين دموعها ، فوقف من أمامها ثم تحدث قائلاً باطمئنان:
_"قومي يا وسام واستهدي بالله وحاولي تنامي ، شوفي دنيتك ودروسك حتي لو غسان بعيد الوقتي عنك عمره ما هيحب يشوفك فالحاله دي !"
طالعته بحزنٍ ثم جففت دموعها متحدثه بحديث ٱتي من أعماق قلبها للتو كخبيره درست شخصيته:
_" عارف يا بدر ، غسان طول عمره هو اللي بيواسينا زي ما انتَ بتعمل كده دلوقتي ، وهو اللي بيشيل هم أي حاجه عندنا ، ولما يحصله حاجه بيبقي لوحده ومبيلاقيش حد معاه ، انا خايفه عليه أوي عمره ما بعد عننا ، خايفه يحصله حاجه ده كان ماشي غرقان فـ دمه مش شايف قدامه "
نظر لها بحنوٍ ثم مد يده يسندها لتنهض وهو يقول:
_"إن شاء الله كل ده هيعدي. خليكِ قويه كده "
قالها ثم حثها علي السير أكثر إلي الأمام إلي أن اتجهت بمفردها نايحة غرفتها فوقف إلي أن دلفت الغرفه ، ومن ثم نظر هو علي غرفة "غسان" تحديداً بحزن ثم توجه ليخرج من باب شقة عمه !!
____________________________________________
في شقة "زينات" دلف كل منهم إلي غرفته منذ وقت ، حتي هي لم تهتم كثيراً لوجود ابنتها ، بل اتجهت منذ أن دخلت تفتح باب غرفتها فوجدتها مسحطه عالفراش أسفل الغطاء ، ولكن مهلاً هذا من وجهة نظرها فقط ، أما هي فوضعت بعض من الوسادات المنحنيه والعريضه أشبه بجسدها أسفل الغطاء ، حتي يعتقد البعض بأنها متدثره جيداً فالغطاء ويتركها لمده بسيطه ، مر الوقـت ولكنّ هي الٱن جالسـه علي الفراش ولم تغفل بعد ! وبجانبها زوجها ، حتي ولدها منذ أن خرج مع "ٱدم" في نصف عقد القران لم يأتِ بعد ، كمثل عادته إما يأتى متأخراً ، أو سيظل خارجاً من الأساس، تنفست بصوت مسموع وهي شارده ثم رددت بتفكير:
_" ما هو بردو الموضوع ده مش داخل دماغي مش معقول فـ لحظه كده ؟؟"
همهم "سليم" بجانبها ، ثم قال بنعاسٍ:
_" نامي يا زينات الصبح قرب يطلع ، إحنا مالنا !"
_"مالنا ازاي يا راجل ، ليكونوا بيدبروا لحاجه أنا عارفه الأشكال دي كويس!"
التفتت إلي جانب ٱخر ثم ردد مره أخري بغير اهتمام:
_"إطفي النور وسيبيني أنام شويه"
نظرت له بضجرٍ ثم أغلقت الإضاءه الخافته من جانبها وهي تتسطح بجانبه هي الأخري حتي تستغرق في النوم ، إن استطاعت من كثرة تفكيرها وفضولها مما حدث ، ولكن لحظه تشفي وسعاده بنفسها إلي مافعلته اليوم بالفتيات وكسرتهن التي رٱتها في أعينهن !! ، لم يعطي أحد بالاً لما حدث منها ومن ابنتها بسبب جري الأمر ورقص ابنتها مع والدها ، نظرة فخر وابتسامه سمجه زينت محياها علي ابنتها ، ورغم استغرابها من ذهابها للنوم مبكراً ، ولكن لم تعطي لها اهتماماً فهي دائماً بمفردها في غرفتها ولم يتوعد لهما سوي واحد!!
___________________________________________
قبل عدة ساعات كثيره :
ركضت سريعا؟ خارج المبني وهي تحمل الحقيبه بيديها المرتعشه، ثم سارت بخطوات كبيره إلي شارع جانبي حيث تقف به سيارته هو ، وما أن رأته ركبت السياره بجانبه سريعاً ثم نظرت له بتردد، كل ذلك وهو. ينتظر وما أن ركبت إلتفت لها "شريف" ثم ابتسم بسمه جانبيه قائلاً بترحابٍ:
_" حمد الله عالسلامه !"
إبتسمت له ثم التفتت توزع أنظارها فالمكان وهي تحثه قائله:
_"طب يلا نمشي بسرعه ، أنا خايفه"
انتفضت حينما سار بالسياره بسرعه علي فجأه ثم تحدث وهو ينظر من أمامه قائلاً بحديث إعتبرته هي مطمئناً:
_" طول ما انتِ معايا يبقي مينفعش تخافي !"
إبتسمت له بحبٍ وكالمغيبه تماماً لما يريده هو من الأساس
، وها هي الأن جالسه بغرفه صغيره في شقته التي لم تبعد كثيراً عن المكان ، تبتسم بشرودٍ على حديثها معه ،. ثم تذكرت هروبها من أمام أنظاره لغرفه بمفردها ، إلي أن ينفذ ما قالته له ، هي ضحت وهو إلي الٱن لم يضحي بعد ، مشاعر كثيره متضاربه معها تشعر بها مابين فرحتها بهروربها مع من تحب ، ومايين هروبها وتقليل من شأنها ، وأهلها؟؟ ماذا سيفعل والدلها الٱن وشقيقها؟؟ والدتها هذا ما تهابه وتخافه أكثر من خوف ووجع ضميرها !!، تلك التي ينطبق عليها مصطلح الخيانه ، فليست كل الخيانه خيانة حبيبين فقط !! بل خانت أهلها بعد أن خانت نفسها أولاً ، تنفست بعمق من كل تلك الأفكار المتضاربة ، ثم التفتت سريعاً تنظر لذلك الذي دلف عليها الغرفه دون حتي أن يدق الباب أولاً ، ابتسم لها "شريف" وهو ينظر لها من على بعد مرتدياً ملابس مريحه عكس التي تراه بها ، دب بها بعد الحرج مع الخوف وهو يقترب منها ثم جلس بجانبها وهو يحاول أن يبقي طبيعياً أمام أنظارها ، فتحدثت هي سريعاً من قبله وهي تقول:
_" مبسوط يا شريف ؟؟"
ابتسم لها بسمه مصطنعه ثم تحدث يجيبها قائلاً بمراوغه:
_"ومتبسطش ليه ؟.. انتِ منمتيش لحد دلوقتي ليه ..خايفه مني ؟"
_"لأ طبعاً مش خايفه بس يعني لازم نبقي موجودين مع بعض تحت مسمي ، أنا خايفه لأي حاجه تحصل وحاسه بالذنب بصراحه من اللي عملته ، انتَ لازم تجيب مأذون عشان أنت مش هتقعد معايا كده ولا تقرب مني ألا ما نتجوز !!"
ضحك عالياً بخفه ثم التفت بوجهه ينظر لها بتعابير وجه خاليه ثم خرج منه صوته موضحاً :
_" ما انا مفهمك ومراسيكى علي الحكايه من الأول وإن مفيش فيها مأذون ، عاوزه تعيشي معايا علي كده ومالو ، مش عاوزه براحتك ، ما هو أصل أنا لو حبيتك أكيد مش هسيبك وهاخدك تعيشي معايا زي الوقتي ، بس انتِ شكلك ليكِ رأي تاني يا فريده !"
قالها وهو يتصنع الحزن الغير المباشر بلؤمه ، فوضعت يديها سريعاً علي يده وهي تتمسك بها بقوه قائله بلطفٍ واندفاع سريعاً:
_" متقولش كده يا شريف أنا مش قصدي حاجه من دي ، ومستحيل أسيبك وأمشي بعد ما سيبت الدنيا علشانك ، بس أنا عاوزه أحس إني غاليه وإني زي أي بنت نفسها تفرح حتي لو بكتب كتاب !"
نظر علي يديها الممسكه بيده ببرود ثم نظر لها مجدداً وهو يتنهد أيقول لها بأنها مجرد حيله ؟؟ مجرد قضيه ؟؟ مجرد فعله ينوي أن يفعلها ولكنه ينتظر الوقت المناسب وما يروق له ؟؟، أيقول لها بأنها حقاً ليست كأي فتاه تترك أهلها وتهرب ؟؟ ، خرج منه صوته بعد لحظاتٍ وهو يمسك يديها قائلاً بهدوءٍ:
_" أنا قولتلك إن هو ده اللى أقدر أعمله ، ورقتين عرفي وتخلص الحكايه من غير دوشه ، ومحدش هيقدر يقربلك طول ما انتِ معايا ، لو واثقه فيا أكيد هتفكري فكلامك قبل ما تقوليه !"
صمت ثم تابع ليسألها عن مجهول:
_"عملتي اللي قولتلك تعمليه عشان محدش يدعبس وراكي؟"
أومأت له وهي تهز رأسها بالايجاب لاخر حديثه أما أول حديثه فتعاملت كالمغيبه والغبيه المتخليه عن مبادئها ، رفعت ذراعها تحتضنه بقوه كتعبير عن أسفها ، تردد بأن يرفع ذراعه هو الٱخر يربت عليها من ظهرها ، ولكنه رفع ذراعه يحتضنها بشرودٍ ، في نقاط متعدده ، تلك التي توجد بأحضانه سيشعرها بما شعرت به شقيقته ؟؟ ولكن مهلاً شقيقته كان رغماً عنها كل ما حدث ، وهو يجب عليه أن يفعل ذلك ؟؟ بالقوه والغصب من ناحيتها وناحيته؟؟ وما أن وصل إلي تلك النقطه خرج من أحضانها وهو يستقيم لينهض واقفاً تحت أنظارها ثم سار بخطوات ثابته إلي خارج الغرفه إلي الأخري بعدما أغلق الباب خلفه تحت أنظارها المتأسفه ، هذا هو الرجل إن أخذ أكبر من حجمه ينظر للفتاه من منظور أخر ، وتلك هي الفتاه التي تكسر كرامتها بنفسها ثم تتخلي عن ثقة من حولها بها وترحل ، هذه هي نتيجتها من رجل كهذا ؟؟ والقادم لا يبشر بأنه أفضل أبداً !!
________________________________________
«وعُدتُ مِن المَعاركِ لَستُ أَدرِي عَلامَ أَضَعتُ عُمرِي فِي النِّزَالِ! »
هذا ما يفكر به !! ، هذا حاله ، لقيادته السياره لمدة ساعـه كامله وأكثر، وهو يتحامل علي جميع ٱلامه ، أوقف السياره ، أمام ذلك المنزل الموجود من أمامه ، منزل صديق أيامه ، هذا الذي بقي له رغم بعدهم الٱن عن قبل ولكن قربهم في البعد أقرب من القرب ، هبط "غسان" من السياره وهو يقف أمام المنزل بانهاك اتجه عدة خطوات ثم رفع ذراعه السليمه وهو يدق جرس المنزل بقوه ، ثم إستند بتعبٍ علي الحائط إلي أن يُفتح الباب من قِبل من فالداخل !! ، دقائق مرتّ ثم لحظاتٍ وهو ينتظر ، ذلك الذي اتجه ليتفح الباب له ، فُتح الباب أخيراً من قِبل صديقه ، فنظر من أمامه علي الطارق إلي أن وقعت عيناه علي ذلك الذي يقف بتعبٍ من أمامه وهو ينتظر ، استوعب الأمر «غسان !! » ذلك الثابت من أمامه طوال الوقت ماذا حل عليه الٱن وهو يقف الٱن ووجهه ملطخاً ببعض الدماء ، نظر إليه "غسان" وهو يبتسم بضعفٍ ثم نادي عليه بتعبٍ بنبره ضعيفه:
_"شـــادي ."
قالها ومن بعدها انحني ليجلس أرضاً لعدم قدرته ، فاتجه صديقه يسنده سريعاً بلهفه بعد استيعابه للأمر ، ورغم ثقل جسد"غسان" الا أن" شادي" يعتبر في نفس طوله وجسده !، تحامل علي نفسه والٱخر يسنده إلي أن سارا الاثنان معاً ببطئ إلي الداخل ، ثم اغلق الاخر الباب من خلفه بيده الاخري سريعاً ، توجـه به ثم أجلسه علي تلك الأريكه الواسعه حديثة الطراز ، فجلس "غسان" عليها بهدوءٍ ومن أمامه صديقه الذي ينظر له بخوفٍ وهو يحاول أن تخرج منه نبرته سريعاً بلهفه:
_" غسان !! ، مـــالك يا غسـان ؛ إيه اللى حصل ؟"
لم يقوي "غسان" على الحديث بل بقى صامتاً ، من يراه ومن يعرفه جيداً سيري دموعه المحبوسه جيداً فعينيه ، تفاجأ صديقه من كونه يراه قي هذه الحاله لأول مره ، تقدم "شادي" أكثر وهو يربت علي ذراعه المكسور فتأوي الٱخر بخفوتٍ ، فابتعد هو سريعاً ثم أردف وهو يخلعه ردائه الأمامي من ناحية ذراعه فقط ثم قال بصدمه وهو ينظر علي ورم ذراعه ولونه الأزرق الداكن :
_" ده ، ده شكله مكسور!"
أومأ له "غسان" وهو يهز رأسه بالايجاب ، وجرح رأسه ينزف مجدداً ، فرفع الاخر يده يتحسس ذلك الجرح بلهفه، ثم نهض سريعاً إلي الداخل وهو يجلب علبه من الإسعافات الأوليه ، بحث عنها لدقائق حتي التفت ليرجع مره أخري فوجده مسحطاً علي الفراش غافل الأعين يبدو أن من أثر قوة جرح رأسه لم يستطع الصمود أكثر من صداع ودوار رأسه ، اتجه سريعاً له يتحسس نبضه ثم وضع علي رأسه منديل قماشياً وقطن معقم ، وما أن انتهي دثره جيداً من الغطاء وهو يسطح الأريكة الكترونياً حتي تتسطح أكثر ، ثم أغلق الأنوار، وهو يتجه سريعاً ناحية غرفته يجلب هاتفه وهو يطلب رقم طبيب اعتاد طلبه له في هذه الأوقات عندما يكون بمفرده ، فهو يعيش بمفرده في هذا البيت لعمله ولنفسه ، فهو يعتبر وحيداً بعدما مات أهله وسافر أشقائه وبقي هو يكون نفسه بنفسه من أموال إرثه ، حتي يوصل لما كان يريده. ، إلي أن أصبح صاحب تلك الشركه الصغيره التي يحلم الي الأن بأن تكبر أكثر وأكثر !! ، إنتظر رد الطبيب في ذلك الوقت المتأخر وهو يدق عليه مره أخري حتي يعلمه بحالة الٱخر بالتفصيل حتي يأتِ له علي الأقل يقوم بخياطة جرح رأسه أما ذراعه فله أمر ٱخر !!
________________________________________
بدايـات الصباح إذن بعض مرور كل ذلك الوقت وأكثر، ٱتي الصباح محملاً بمشاعر عده مختلطه ، أخري حزينه ، أخري سعيده شامته ، أخري ضعيفه مكسوره ، إستيقظ في الصباح في شقة "سميه" هي نفسها وابنتها الكبري، والذي لم يكن طبيعياً "ياسمين" أيضاً ، بعد أن إستيقظ كل منهم وقاموا بفعل ما يفعلونه في الصباح من الإغتسال والجلوس قليلاً حتي الإفاقه !! ، الٱن يجلس كل منهم أمام الاخر بصمتٍ علي الأريكة ومن أمامهم الإفطار ، نظرت "سميه" لـ "بدر" الصامت من أمامهم ثم تحدثت قائله ببسمه صغيره:
_"عامل ايه دلوقتي يا حبيبي، ودلال وحامد كويسين من امبارح ولا أخبارهم ايه ؟"
أومأ لها وهو يهز رأسه بالايجاب مبتسماً وهو يقول:
_"الحمد لله ، مشكله وتعدي"
التفتت "سميه" تنظر على ابنتيها فوجدت واحده تطعم صغيرها والأخري تجلس شارده ، نهضت تقف وهي تتجه لـ "ياسمين" ثم جلست بجانبها واحتضنتها علي فجأه بسبب ما حدث من كثره في عقد قرانها، بالطبع ستشعر بأنها ليست صاحبة حظ جيد !! ، رفعت "ياسمين" يديها تحتضنها هي الأخري ثم تحدثت قائله باطمئنان يغلفه المرح:
_" انتِ ناويالي علي ايه بعد الحضن ده يا سميه هتقتليني؟"
ضحكت عليها" والدتها" بخفه ثم ربتت علي كتفها قائله بحبٍ:
_"الله يصلح حالك يا بنتي ويسعدك يارب"
ابتسمت لها "ياسمين" كما ابتسم الاخرين الذين يتابعون. مايحدث ببسمه صغيره ، فتنهدت "ياسمين" ثم نهضت تزامناً مع قولها:
_" هروح أشوف نيروز "
أومأوا لها تزامناً مع اتجاهها حيث غرفة شقيقتها ، دقت الباب عدة دقات ثم دلفت من بعدها مباشرةً تغلق الباب من خلفها مره أخري ، فوجدتها جالسه علي الفراش ، التفتت لها "نيروز" وهي تبتسم لها باتساع ، فتوجهت "ياسمين" لتجلس بجانبها ثم رفعت ذراعها عليها بحركه مرحه وهي تسألها بمراواغه:
_" مش هتروحي الشغل يا حب ؟"
ابتسمت "نيروز" لها ثم رددت قائله بصوت هادئ:
_"لأ مش قادره ، تعبانه وهبطانه من إمبارح"
اعتدلت "ياسمين" سريعاً تنظر لها بتمعن فوجدت عينياها يبدوا أنهما حمرواتان ولكن ليست بشده ، كما أن أنفها أيضاً من النفس اللون الخافت !! ، عقدت "ياسمين" ما بين حاجيبها قائله بتساؤل:
_"كنتى بتعيطى ؟"
هربت بانظارها وهي تومأ لها بالنفي تزامناً مع حركتها وهي تهبط لتتجه ناحية الشرفه حتي فتحتها وهي تتدلف لتقف بها ، تابعتها "ياسمين" لتتحرك من خلفها تقف بجانبها هي أيضاً ، ثم نظرت الآثنتان بشرودٍ من أمامهما ، ولكن هي حركت رأسها إلي حيث شرفه غرفته التي توجد بجانبها وجدتها مغلقه !! ، لاحظت "ياسمين" نظراتها المثبته عليها ، فتنهدت تأخذ أنفاسها ثم خرج منها صوتها وهي تتحدث بثقه :
_" بتحبيـه صح؟"
التفتت سريعاً بمفاجأه تنظر لها ، وسرعان ما تعلثمت وهي تحاول أن تتحدث لتبرر، فقاطعتها "ياسمين" بسرعه وهي تتحدث قائله بهدوءٍ:
_" مينفعش تقولي لأ ، مش هصدقك !!"
تابعت بعقلانيه وهي تلتفت بوجهها لتنظر لها:
_" لو بيحبك هيرجع علشانك"
قالتها ثم توجهت ناحينها تحتضتنها بقوه ، فرفعت "نيروز" يديها تتشبت بها وهي تتحدث بنبره مختنقه:
_" مش عارفه ده حصل إمته وإزاي !!"
تابعت لتتحدث من بعدها وهي تحاول بأن يخرج صوتها من أثر كبت دموعها:
_"بس أنا قولتله ميمشيش و...مشي"
ورغم إستغراب "ياسمين" من حديثها إلي أن تحدثت تجييها قائله وهي تربت علي ظهرها بحنانٍ:
_" أنا متأكده أنه هيرجع ، دا واقع خالص اسكتى انتِ"
خرجت من أحضانها وهي تضحك بخفه ، فواصلت "ياسمين" قائله :
_" تعالي نروح نفطر ، وننزل نشتري هديه حلوه كده عشان وسام عيد ميلادها النهارده، وأهو نروحلها ونهون عليها ، إيه رايك؟؟"
أومأت لها بحماسٍ طفيف دب بها بسبب مواساة شقيقتها ، فابتسمت لها الأخري وهي تشير لها بأن تتبعها إلي الخارج حيث والدتها وشقيقتها ، خرجت لهم ثم ابتسمت ، فبادلتها "والدتها" البسمه ثم قالت:
_"اقعدي افطري يا حبيبتي، ملبستيش ليه عشان الشغل؟!"
_"لا مش قادره أروح ، محتاجه أرتاح شويه"
نظرت لها "ورده" الجالسه بجانبها ثم توجهت ناحية وجنتيها لتقبلها بخفه ، تحت أنظار "بدر". لهن، ولـ "نيروز" الذي أيقن من تعاملها ليلة أمس مع "غسان" بأن بينهم ما يسمي بالحب! الذي جعل الاثنان يقفان في وجه بعضهما يتواجهان بطريقه غير مباشره ، وأيضاً لهفتها ما أن رأت جرحه وشكله التي لم يأخذ أحد بالاً لها بسبب صدمتهم !! ، إبتسم لها "بدر" بخفه ثم تحدث قائلاً بمشاكسه وهو يراها تُقبل من زوجته:
_"يا بختك يا روز ؛ خدتي بوسه عالصبح كده رايقه من غير نكد ولا حاجه "
ضحكوا عليه بخفه ، فعبست ملامح "ورده" كما خجلت أيضاً وهي تردف قائله باستنكارٍ زائف:
_" يعنى أنا نكديه ؟؟
_"أبداً يا روحي دا انتِ ملاكّ انتِ وابنك "
ورغم ما به من حزن علي ما حدث إلا أنه يتوجب عليه التظاهر بالثبات دائماً ،قالها بسخريه مما جعلهم يضحكون بخفه علي حديثـه ، وكل منهم ينظر للٱخر نظرة دفء ، نظره خاليه صافيه من الخبث ، نظره خائفه على الأخر مما يمكن أن يُصيب !!
___________________________________________
كان يجلس في شرفة الصاله يستنشق بعض الهواء النقي وهو يفكر بأمورٍ عده أبرزها حزنه علي ما حل بصديقه دون أن يتفهم الوضع! ، والأخري عدم مواجهة شقيقته علي ما فعلته جيداً ليلة أمس ، كان يتوعد لها حتي ينتهي عقد القران ولكن حدث ما حدث من بعدها ثم انتظر إلي حين مواجهتها ومحاسبتها اليوم !! دموع "ياسمين" ليست هينه بالنسبه له ! ، كما قال لشقيقته ولوالدته إلي ما ينوي فعله بـ "فريده" ، التفت ينظر علي شقيقته التي تقف من خلفه فهي لم تذهب لجامعتها اليوم !! ، ابتسم لها وهو يشير لها بأن تتقدم لتجلس بجانبه تقدمت ثم جلست علي المقعد من أمامه وهي تضع أكواب الشاي من أمامه ، فابتسمت له بحنوٍ ثم أردفت قائله تعطي له كوب المشروب حتي إنتشله بيده :
_" انا فرحانه عشانك أوي يا حازم بجد وعشان البت الهبله ياسمين .."
إبتسم لها بحبٍ فاض من عينيه، ثم تنهد يتحدث قائلاً بهدوءٍ:
_"عقبالكّ يا جميله هتبقي الفرحه اللي قلبي مستنيها ، إني أشوفك مبسوطه وربنا معوضك باللي يحافظ عليكِ ويعوضك عن كل حاجه أياً كان هو مين بس لازم يكون محترم ويصونك إن شاء الله"
شردت بتلك النقطه بعدما ابتسمت له ، أياً كان !! حديثه يطمئنها لكن ماذا إن جاء نصيبها من "عز" ورفض والدها !! هذه وجهة نظر مختلفه ، أشار لها أمام وجهها بيديه ثم تحدث بمرحٍ:
_"إيه يا حجه روحتي فين ؟؟"
خرجت من شردوها ثم تحدثت سريعاً تجيبه :
_"لأ مروحتش ولا حاجه ، كنت بقول العزال بقا هيروح امته شقتكم أصل مش واخده بالي؟"
_"من أول بكره بإذن الله معتش حاجه عالفرح وعلشان نلحق بردو نظبط الدنيا فالشقه !"
أومأت له بهدوءٍ فتركّ هو الكوب وهو ينهض حتي ينفذ ماقاله ، ولكن عقدت هي مابين حاجبيها ثم سألته قائله:
_"انتَ رايح فين الوقتي ، انتَ مش اجازه من الشغل وقافل المكتب؟؟"
_" هعمل اللي كان لازم يتعمل إمبارح ، متشغليش بالك"
نهضت سريعاً من خلقه لتوقفه بعدما عرفت مخذي حديثه ثم صاحت حتي أوقفته مكانه مما جعلت والدتها ننتبه وهي تأتي تقف أمامهم:
_" بلاش ياحازم ، هتطلع خسران ، ومحدش هيقتنع انها غلطانه وأولهم بابا!!"
_"خليكّ يا بني بلاش مشاكل "
قالتها "عايده" بترجي ، ففتح الباب وهو يكمل :
_" دموع ياسمين اللي بقت مراتي ومسئوله مني مش سهله للدرجادي !"
هرولوا خلفه سريعاً بسبب إردافه لتلك الكلمات بحده ، فتوجه هو يدق باب الشقه التي توجد بجانب شقتهم مباشرة ، ووالدته وشقيقته من خلفه بعدما وضعا حجاب رأسيهما سريعاً من علي الأريكه ، دقائق وفُتح لهم الباب بواسطة "زينات" التي يظهر علي وجهها أنها مستيظه للتو بسبب نومها المتأخر ! ، عقدت ما بين حاجبيها باستغراب من أمرهم هم جميعاً أمامها وهو ملامح وجه جامده !! ، إستوعبت سريعاً حينما أردف "حازم" يسألها:
_"بـنتـك فــيـن؟"
نظرت له باستنكار ثم تعمدت تجاهله وهي تترك باب المنزله وهي تتثائب واضعه يديها علي فمها ثم دلفت تجلس بجانب زوجها علي مائده الطعام من جديد ، فدلف هو من خلفها ومن خلفه والدته وشقيقته ، ثم خرج منه صوته قائلاً بجمودٍ:
_" ايه مبتسمعيش؟"
التفتت تنظر له بحده ، بينما طالعه "سليم" بغيظٍ وهو ينهض من مكانه قائلاً :
_" هو فيه ايه عالصبح؟"
كانت أنظار الجميع مترقبه للذي سيحدث ، نظر "حازم" إليهم ثم تحدث بتهكمٍ:
_"لا من ناحية في فيبقي فيه، ايه اللي فريده عملتوا إمبارح ده ؟، ولا انتوا مش شايفينها غلطانه ؟"
نظرت له "زينات" بغضبٍ ثم تصنعت البرود وهي تتحدث قائله لتفتك باعصابه:
_"بقولك ايه بنتي معملتش حاجه ، ونايمه لما تبقي تصحي ابقي تعالي يلا هويـنا !!"
لم يستغرب من وقاحتها ولا الأخرين حتي زوجها لم يتحدث لها بشئ لم يعير لحديثها انتباه فتوجه بخطوات سريعه أشبه بالركض ناحية الغرفه وهو يدقها ومن بعدها دلف بها بسرعه ومن خلفه الأخرين يهرولون من خلفه ، توجه ليكشف الغطاء سريعاً ثم وجد ما لم يتوقعه أحد !! ، نظر للوسادات بصدمه ثم وجه أنظاره لهم جميعاً فوجد علي معالم وجوههم الدهشه ، ومن ثم سريعا ً توجهت "جميله" ووالدتها تبحث في المكان ، بسبب ما هو ظاهر ! لا أحد فالغرفه ، وقفت "زينات " وقدميها مثبته أرضاً ، وكذلك "سليم " الغير مستوعب !! ، جال بخاطر زوجته انها ليست هنا من ليله أمس إذن كونها فتحت الغرفه ووجدتها علي نفس الوضع !! ، تحدث "حازم " بتيهه وهو يسألهم :
_"فـريده فين ؟؟"
تحرك"سليم " سريعاً في المكان ، وهو يبحث عن أي شئ يدلها عليهم كما يوجد في قضايا معينه يعلم بها تلك الأشياء ، وما أن إستوعبت صرخت"زينات " عالياً بولوله وهي تندب حظها ، حتي نظر لها "سليم" بحده ومن ثم تحدث سريعاً بجمودٍ:
_"بنتك راحت فين ؟"
نظرت لهم بغضبٍ ثم صاحت عالياً بغير وعي:
_"محدش هياخد بنتي ولا هيعمل فيها حاجه غيرهم"
أشارت عليهم فتوجه "حازم " يقف من أمامها وهو يصيح بانفعال:
_" انتِ واعيه انتِ بتقولي ايه ؟؟!"
كادت أن تجيبه فوجدت زوجها يشير لهم بأنه وجد شئ وما هي سوي ورقه بيضاء من كشكول دراسي ! فتحها سريعاً بعد أن توجهوا يقفوا بجانبه ، فتحها حتي يقرأ ما بها ، فوجد بها ما صدم الجميع من كذبه ابتكرتها حينما كتبت مثلما قال لها "شريف":
(غــسان اللي قالى أعمل كده ، غصب عني)
تفاجأ الجميع وحل محل وجوههم الصدمه ، هكذا كتبت حتي توقعهم ببعضهم وللحق ليست هي بل "شريف" الذي كان يعلم منها كل تفاصيل ما يحدث وكل أسرار بيتها التي كانت تخرجها له من شجار شقيقها معه وبالأسباب ولكن للصدفه أنه رحل هو أيضاً فنفس اليوم التي رحلت هي به ،فأصبح الأمر مؤكداً بالنسبه لديهم !! ، هي وهو لا يعلمان برحيل" غسان" ليلة أمس لانها رحلت من قبله ، يبدو ٱنها فرصه ثمينه جاءت لهما علي طبقٍ من ذهب ، وقعت الورقه من يد "سليم" حينما صاحت "زينات" عالياً بقهرٍ:
_" إزاي مفكرتش في كده بعد اللي حصل إمبارح ، هو أيوه ..يبقي هو ابن دلال اللي أخد بنتي عشان اللي بينه وبين حسن ، هو مفيش غيره اللي بيكره عيالي!"
قالتها تحت مفاجأتهم جميعاً ثم هرولت بملابس منزلها تخرج من الباب الشقه سريعًا ، وهم من خلفها مباشرةً توجهت بعدما انحنت تأخذ الورقه بيديها وهي تخرج من. الغرفه ثم خرجت من الشقه بأكملها تدق دقات عاليه علي الشقه التي توجد أمامها ، فتح لهم"بسام" بضجرٍ من تلك الدقات العاليه فأمسكته "زينات" بغير وعي من تلابيبه وهي تصرخ به بإنفعال جعلت شقة "سُميه" تخرج بأكملها:
_" بنتي فين ، وديت بنتي فين عملت فيها إيه؟"
توجه "حازم" يفصل بينهما سريعاً هو و"بدر" بعدما خرجت بقية عائله "بسام" ، ثم صرخ "حازم" بها وهو يبعدها قائلاً:
_"ده مــش غــســان مش هــو!"
سكنت تدريجياً ثم نظرت لهم جميعاً بحده ومن ثم قدمت تلك الورقه لـ "حامد" الذي صُدم من الأمر، بعدما فهم ما سمعه من حديث لولده ، قدم لها الورقه ثم نظر لها بحده وهو يهتف :
_"عيـب اللي بيحصل ده ابني ملوش علاقه ببنتك ،. ولا في أي حاجه تربطهم ببعض !"
تلك المره صاح "سليم" عالياً وهو يقول:
_"لأ في ، معناه إيه الورقه دي ، ومعناه ايه ان ابنك يمشي امبارح فجأه بعد ما كانت الدنيا تمام ، وخناق ابنك مع ابني ده مش كفيل ياكدلنا ده ؟"
تقدمت "دلال" التي هرولت لتسندها "سميه" ثم تحدثت بضعفٍ:
_"سيبوا ابني فحاله ، ابني ميعملش كده أبداً حرام عليكم !"
_"أيوه أيوه آعملي فيها البريئه تلاقيكي مطبخاها انتِ وابنك"
قالتها "زينات" وهي نتوجه لها وكأنها ستقوم بضربها ، أمسكها "سليم" بحده هو وابنه ، تحت نظرات فتيات "سُميه" المنصدمه وخاصةً "نيروز" التي تصارعت أفكارها بصدمه ! توجه "سليم" بها إلي شقته ثم وقف علي أعتابها متحدثاً بنبره تحذيريه:
_"لو بنتي مظهرتش وطلع فعلا ابنك ليه علاقه بالموضوع مش هيحصل طيب يا حامد لا ليك ولا لولادك كلهم !"
قالها ثم دفع زوجته للداخل وهو يصفع الباب بقوه أمام أنظارهم المتفاجأه ، توجه "بدر" يسند "دلال" مع "سُميه" إلي الداخل ، ومن ثم تقدم" حازم " يربت علي كتف "بسام" الغير واعي لما يحدث من كثرة صدمته ، فالتفت"بسام " ليدلف إلي الداخل ، ومن بعدها "حازم " الذي أسند"حامد" الغارق بصدمته ومفاجأته !! ، حتي أصبح جميعهم في شقة "حامد" من الداخل!
_________________________________________
هبط من سيارة صديقـه أخيرًا. بعدما ذهب إلي مشفي قريبه ومن ثم قام بجـبس يده ورفع ذراعه الأيسر في حامل ذراعي أسود اللون ، خياطة جرح رأسه كانت من الطبيب ليلة أمس حينما جاء إلي المنزل وقام بخياطة رأسه فقط وهو غافل الأعين في عالم عير عالمنا ، هبط بحركه بطيئه فأوقفه صديقه وهو يهبط ثم ليتجه له من الناحيه الأخر ليسنده ، ابتسم له "غسان" بسخريه ثم ردد :
_"مش للدرجادي يا شادي"
_"يعم اسكت ده انتَ مدشمل خالص "
ضحك بخفه وهما يسيران معاً حتي دلفا المنزل بخطوات عاديه ، إلي أن جلس ومن أمامه صديقه ، نظر له صديقه بتعمنٍ ثم تحدث قائلاً له:
_". مالك يا غسان أنا أول مره أشوفك بالشكل ده ، ايه حصلك يا صاحبي، ؟"
شرد "غسان" وهو ينظر من أمامه ثم تحدث بنبره هادئه :
_" بسامّ صدق تاج يا شادي ، أكيد قالتله أي حاجه هبله عشان يصدقها ، حتي مواجهنيش وقالي ده حقيقه ولا لأ ، كذبني علطول وطلعني فالٱخر اللي أذيته !"
نظر له "شادي" بصمتٍ هو يعرف جيداً ذلك الموضوع ويتفهم مدي خوف صديقه علي أشقائه ، فتحدث مره أخري ليواسيه:
_" أكيد هيرجع لعقله والدنيا هتتصلح ، ما هو محدش يصدق تاج دي خالص ، وانتَ خبيت عليه حاجه صعبه جداً يمكن هو لحد دلوقتي ميعرفهاش فأحسن لما تجيله بالتدريج"
خرج صوت "غسان" منه بتعبٍ إستشفه الٱخر وهو ينظر له :
_" مقدرتش أقول ليه لحد دلوقتي وأنا واقف قدامه ، أنا عندي يعمل فيا اللي عاوزه بس مشوفوش مكسور من تاني أكتر من الأول "
أكمل من بعدها بنبره ضعيفه ولكن ظهرت بحده من حديثه عندما ذكرها:
_" أقوله ايـه؟؟ ، أقوله إن صورها وهي بتخونه إتبعتتلي ، أقوله إن هي لما قضيتها من وراه قضيتها من كل حاجه وكانت هتستغفله وتلبسه فيها وهو مغفل ، أقوله إن هي كانت معاه مجرد سد خانه بتضحك عليه وبتستنزف طاقته ، اللي زي تاج دي مريضه عاوزه الرجاله حواليها ، أقوله كده ازاي ؟، أقوله إني روحت هددتها بالصور تمشي وتسيبه وتختفي ، أقوله إني هددت أبوها وهددتها ووريتلهم الصور ومرضتش أفضحها عشان خاطر أبوها ،كل ده كان بيحصل من غير ما هو يعرف ولا يحس بحاجه ،ايه اللي يخلي واحد يمشي ورا واحده بالشكل ده ؟ "
قالها مره واحده بإندفاع فربت عليه صديقه بهدوءٍ فرفع "غسان" أنظاره له متنهداً بحراره:
_"أنا مشيت علي عيني يا شادي ، لما حسيت إن قلبي إتكسر وكرامتي إتداس عليها ، مكنتش عاوز أمشي عشانها ، لو كان ينفع أستني عشانها كنت إستنيت !!"
تفهم "شادي" الوضع هو يعلم ما يتحدث عنه الاخر ، فهو كان يحدثه فالأونه الأخيره بمعلومات طفيفه عن شعوره ناحية "نيروز" جاءه صوت"غسان" مردداً مره أخري بشرودٍ:
_" أنا ملقتش نفسي غير معاها ، حتي لو هي مبتعملش حاجه ، وهي بتقولي متمشيش عشان بتخاف من الفراق ، قرفت من نفسي أوي، حسيت إن بأذيها وباجي علي وجعها من غير ما أعمل حاجه !"
قالها ثم وضع يده علي رأسه عقب إنتهائه من إخراج ما به حتي لو لم يكن كاملاً أو بوضوحٍ، فنظر له الاخر بشفقه ثم تحدث قائلاً بمرح حتي يخفف من الجو المشحون:
_" كل حاجه هتتحل ياصاحبي إرتاح وأنا هاخدلك أجازه ، أهو تلحق تستجم عشان تروق كده وانتَ بتفكر فـ الحب والموب والأسد والدوب بتاعك ، وترجع يا غسان علي قد ما فرحان إنك معايا زي الأول علي قد ما زعلان عشان أنا عارف دلوقتي أمك حالتها عامله إزاي وأكيد حامد مش هيبقي تمام من غيرك يا صاحبي"
_"حب وموب!! دي مش بعيد تكرهني بعد ال عملته وأنا عارف إنه صعب عليها !! "
صمت ثم أكمل بعقلانيه:
_" هم كويسين طول ما أنا بعيد عنهم الوقتي !"
أومأ له صديقه ثم تحدث من بعدها قائلاً علي عجاله:
_" خليكّ زي ما انتَ كده قبل ما تنام عشان العلاج "
قالها ثم اتجه سريعاً إلي الغرفه وهو يجلب علب معينه. بيديه وبالاخري زجاجة مياه ، ثم توجه له من بعدها وهو يقف من أمامه يقدم له ما بيديه بعدما أخرج له الدواء المحدد ، انتشلها "غسان" من بين يديه ثم تحسس بيديه زجاجة المياه ليتجرع منها ومن الدواء إلي أن انتهي ، فنظر له "شادي" بتفكير وهو يردد:
_" أطبخلك بايدي يا غُس ولا نطلب ونريح دماغنا ؟".
_"بلاش غُس وإقفل النور وإطلع برا"
قالها "غسان " وهو يمدد علي الأريكه بأريحيه ، فنظر له "شادي" باستنكار ثم ردد :
_"بس إحنا فالصاله ؟!"
_"انتَ عاوز إيه ياض أنا مبقتش مطمنلك ؟."
تحدث"شادي" سريعاً وهو ينفي ما يفكر به قائلاً:
_" يخرب عقلك الشمال!! ، أنا طالع يعم من هنا ، هطبخلك شوية شوربه وفراخ يرمّوا عضمك المدغدغ ده !"
جذب "غسان" الغطاء وهو يبتسم ثم ردد بخفوتٍ من أثر نومته :
_"لو هتعرف تعملها زي دلال اعملها !"
ضحك صديقه علي تبجحه الدائم و الذي ينتظره منه منذ أن جاء له منزله من الأساس ، يريده بأن يصبح وأن يستعيد طبيعته ، يريد له الراحه الدائمه نظر له بحبٍ صادق من صداقتهم الطويله ، وهو يطفئ الإضاءه ، يدعوا الله له براحة باله وسكينة قلبه ، ما أجمل أن يكون لديك صديق كهذا يفرح لفرحك ويحزن لحزنك ، قريب رغم بعده ، صادق ، صافي بعيداً عن ما أصبح يحدث، يهاب السوء بأن يمسك دائما ً ، و أينما حل عليكّ ، حنوناً رغم ما يحدث لكل منهما بحياته ، صبوراً في أوقات ضعفك ، حزنك ، فشلك، سقوطك ! تلك هي الصداقه الحقيقيه !!
__________________________________________
وقفت لحظتهم جميعاً عندما آجتمعوا بصالة منزل "حامد" جلست النساء بجانب "دلال" وهن يواسونها ثم جلست الفتيات بجانب "وسام" ، تحدث "حامد" بحده وهو يرفع صوته وكأنه يفكر بصوت عالي:
_" يعنـي إيه اللي بيحصل ده ، غسان ابني مستحيل يعمل حاجه زي دي "
رفعت "دلال" أنظارها الباكيه وهي تولول قائله بنبرتها من بين بكائها:
_" ابني معملش كده يا حامد والله ما يعمل كده ، اتصل بيه شوفه فين ولا عمل ايه ، قوله يرجع عشان يعرفوا إنه معملش كده !"
التفت "حامد" لها بجمودٍ وهو يردد:
_" أظن ابنك مش غلطان عشان يضطر إن يثبت حاجه أنا متأكد إنه معملهاش،.. هيرجع يا دلال هيرجع ..!!"
قالها تحت أنظارهم الحزينه ، خاصةً "نيروز" التي تاره تشرد في الوضع وتاره تفكر أين هو الٱن بجروحه !! ، تنهدت بتعبٍ وهي تأخذ أنفاسها تكتم دموعها وهي تحتضن شقيقته هو !! ، فخرج صوت "بدر" وهو يهتف عالياً:
_" أكيد غسان ميعملش حاجه زي دي وكلنا عارفين ده حتي حازم ، إطمنوا..!"
التفت "حازم " برأسه ثم نظر لهم جميعاً بأسفٍ وهو يتحدث قائلاً بهدوءٍ:
_"أنا أسف يجماعه علي اللي حصل ، أنا متأكد إن غسان ملوش دعوه بالموضوع ، وهثبت ده ، بس مضطر هستأذن عشان اشوف هعمل ايه فالموضوع ده ، بتأسف مره تانيه يا أم غسان ، حقك علي راسي يا حج حامد"
قالها وه يشير لهما ، فنظرت له "دلال" بصغفٍ بينما ابتسم له "حامد" وهو يردد:
_"انتَ ملكش ذنب يبني ، الله يعينك إبقي قولنا ٱخر الأخبار.."
مرت دقائق وهو يخرج من باب الشقه بهدوءٍ بعدما أومأ لهُ ، نظر الجالسين إلي بعضهم بقلة حيله ، ومن ثم خرج من غرفته "بسام" الذي قد دلف بها بعدما حدث ما حدث ، هو الٱن يخرج وهو يتوجه ناحية باب الشقه ليقوم بفتحه دون النظر إليهم ، أوقفته نبرة "والدته" وهي تتحدث تزامناً مع مسح دموعها :
_" ارتاحت كده يا بسام ؟ كل اللي بيحصل بسببك يا بني الله يسامحك ، ورطت أخوك فحاجه معملهاش !! "
نظر لها "حامد" بجمودٍ حتي تصمت ، وأمام أنظار الجميع الغير واعيه والأخري التي دب بها بعض الشراسه ولم تكن سوي "نيروز" التي يمكن أن نقول بأن خصلة شراستها قد نظهر الٱن بعدما ربطت الأمور ببعضها ، نظرت إليه بحده من بين دموعها لم يستشفها أحد ، ولكن كاد أن يخرج من باب الشقه ، فنهضت "نيروز" علي فجأه ثم تحدثت بهدوءٍ في الظاهر ولكن يقتلها من الداخل ثم رددت عله يقتنع بما يتحدثون:
_" علفكره غسان كان بيحبك أوي يا دكتور ! ، ومستحيل يعمل حاجه فيك وحشه أياً كان اللي حصل ، كلامه معايا عليكّ بيظهر قد ايه هو كان بيحبك أوي "
قالتها أمام أنظار الجميع الذين تركوها تتحدث بحديثها الصحيح من وجهة نظرهم ، نظر لها "حامد" بتعمن ثم توجه يربت علي كتفها بعاطفة أبويه ثم ردد:
_" الكلام ده معتش بيأثر يا بنتي ، ربنا يهدي كل واحد !"
قالها وهو ينظر للآخر بجمودٍ معلناً مقاطعته حتي يعود شقيقه ، وكذلك بقية عائلته ، أما "بدر" ففاض به كل ذلك ولكن لا يجب عليه أن يعقد الأمور فتحدث محاولاً الثبات وهو يتجه يفتح باب الشقه للآخر:
_"روح يا بسام شغلك واتمني تفكر فكل اللي إتقال واللي عملته ، الموضوع الأول كام بينكم وبين بعضكم بس بسبب كل اللي حصل ده غسان دخل فحوارات تانيه خالص مكنش ليها أي حساب ، وغيابه بسببك هو اللي بيأكدلهم اللي حصل !!"
كانت ردة فعله صامته يبدو أنه سيمرض بالكتمان مره أخري بعدما هاج ودمر كل شئ بهيستيريه ، خرج من الشقه أمام أنظارهم المستنكره من ردة فعله البارده ثم أغلق الباب من خلفه ، فنهضت "سميه" و"عايده" التي يجب عليها النهوض سريعاً بسبب زوجها ثم من بعدها الفتيات ، فتحدثت "سميه" سريعاً بلباقه:
_" ربنا يهدي الحال ويصلح الأمور بإذن الله ، وانتوا عارفين غسان عاقل وهيرجع ولو علي الموضوع بتاع فريده فأنا متأكده إنه برا الموضوع ده خالص وكلنا كده ، أكيد سوء تفاهم أو حاجه غلط ، الصبر حلو أوي ربنا هيراضينا فالاخر"
أومأوا علي حديثها ، فتحدثت "عايده" سريعاً بأسفٍ:
_" سميه معاها حق، هنستأذن آحنا نشوف ايه اللي حصل فالموضوع ده ، وهبقي أطل عليكم تاني ، عاوزين حاجه ؟"
أومأو لها بابتسامة وشكر ثم بدأو جميعاً بالخروج من المنزل واحده تلو الأخري ، ليتوجهوا جميعهم ناحية شقة "زينات" عدا "بدر" الجالس معهم !!
___________________________________________
جلس مُمسكاً بعظامه ورأسه بتعبٍ بجانب ذلك الذي سيكون مثله خلال وقتٍ ولكن بسبب تعاطي "حسن" أكثر من اللازم هذا ما يسبب تأثره بسبب نقص المخدر من جسده ، أمسك رأسه بقوه وهو ينظر لـ "أدم" الذي يحاول الإتصال بـ "شريف" الذي أصبح يجلب لهم تلك المخدرات في الأونه الاخيره، نفخ "ٱدم" بنفاذ صبر ثم ردد بانفعال:
_" مبيردش يا حسن ، هنعمل ايه ؟ "
وقف "حسن" ثم انتشل من بين يديه الهاتف وهو يطلب الرقم من جديد ولكن لا رد ، دفع الهاتف وهو يقذفه علي الفراش بقوه ثم عاد ليجلس بتعبٍ من دوار رأسه يبدو أنها أعراض الانسحاب فهو منذ أمس ولم يتعاطي شئ ، خرج منه صوته الذي يجاهد بأن يخرج وهو يسأله:
_" حتي لوشريف رد أنا مش معايا فلوس يا ٱدم ، هنعمل ايه أنا مبقتش قادر!!"
كان الحديث وكأنه ذره لانفجار "ٱدم" بلا سبب ، رعشة يديه الملحوظه بدأت تظهر يبدو أن أعراضه هو الأخر بدأت تظهر !! ، رفع رأسه إلي الأعلي وهو واقف ثم تحدث بصراخ :
_" متسألنيش هنعمل ايه مش أنا قولتلك زفت نبطل !"
هذه الأعراض من تلك المخدرات التي تؤثر بالجسد والعقل لا يتوقع لها أي ردة فعل فعندها إما يكون الإنسان منفعلاً أو يكون بارداً ، ولكن يبدو أن آنفعال"حسن" بدأ يظهر الأن أكثر من الأول وبسبب صراخ الأخر ، توجه "حسن" يمسكه من تلابيه ثم صرخ به بعنفٍ:
_" نبطل إيه يا غبي إنتَ شايف إحنا عاملين ازاي ؟؟. هنمــوت !"
دفعه "ٱدم" إلي الخلف وهو يجلس بسبب عدم قدرته علي حمل جسده أكثر! ، قطع حينها لحظتهم دقات الباب العاليه ، توجه "حسن" ليفتح الباب بخطواتٍ بطئيه ، إلي أن فتحه وظهر هو من أمامه ، دلف "شريف" بخطوات ثابته بارده إلي الداخل ومن خلفه "حسن" الغير واعياً سوي لشئ واحد هل جلب ما يريده أم ماذا ؟؟ ،طالعه "ٱدم" بحده ثم نهض علي. فجأه وهو يدفعه إلي الخلف ثم أمسكه بقوه وهو يصرخ بانفعال:
_" انتَ مبتردش ليه ؟ بتذلنا معاك ليه؟"
نفض "شريف" يديه ثم قدم له تلك الأكياس التي مد يده"حسن" ليمسكها سريعاً بغير وعي ،ثم تحدث "شريف" من بعدها وهو يعدل من مظهره بثباتٍ:
_" اللي انتَ عملته ده غلط يا ٱدم وعيب ماشي؟؟"
قالها بسخريه ثم واصل يكمل بنبره ساخره:
_" غيرت رقم موبايلي فأكيد مش هعرف أرد ،أما بقا بالنسبه للي عايزينه فأهو ، ومن غير فلوس كمان أصل مزاجي رايق وحبيت أجبلكم هديه فالوقت الصح ، أصل أخر مره جبت فيها كان كتير أوي وبعدها جبت تاني وبعد كده سيبتكم تعرفوا قيمتي ، شوف يا أخي كام ساعه قلبت حالكم آزاي ، براحه شويه مش كده .. الله !!"
جلس"ٱدم" بانهاك علي الفراش ،ثم مد يده يأخذ تلك الإبر من الأكياس، التي قد أخذها "حسن". من قبله ثم حقنها به وهو يشعر بالانتشاء ، ابتسم بتشفي علي "حسن" الجالس يحقن ما به من هلاكّ دون وعي !! والأخر دقيقه ثم سيفعل مثله ! ، عجباً من هذه المخدرات ، وعي بلا وعي ، جسد بلا روح ، عقل فارغ يمتلأ بها فقط!! ، إنسحب هو بهدوءٍ ثم تحدث وهو يخرج من باب المنزل:
_" عدوا الجمايل ها؟ !"
نظروا له من علي بعد بأعين زائغـه ، ومن ثم خرج هو من المنزل غالقاً الباب من خلفه ، تاركهم كمثل ما يكونا في بداية غيبوبه وتسكين جسدهم وعقلهم من أثر ما حقنوه وفعلوه بأنفسهم !!
______________________________________________
_"مينفعش نبلغ عن غيابها ألا بعد ٢٤ ساعه أنا اللي هعرفك يا بابا ؟"
قالها "حازم" أمام أنظار الواقفين جميعاً ناظراً علي وجه والده وزوجته التي تجلس بجانبه بمشاعر مختلفه ولكن غيظها وحقدها طغي علي خوفها !! أحقاً ؟!، أردفت قائله بانفعال لهم جميعاً وهي تنظر عليهم واحداً تلو الٱخر:
_"إنتوا بتقولوا ايه ؟ بتعملوا ايه وبنتي متغيبه بسبب اللي ميتسماش غسان ، إنتوا مش واخدين بالكم من النقطه دي !! بتدورا عليها وهي ال قايله بنفسها إن هو ال قالها تعمل كده ؟"
نظر لها الجميع بترقبٍ فتحدثت "سميه" مدافعه:
_" أكيد في حاجه غلط يا زينات لأن غسان مستحيل يعمل كده ، دا أنا عارفاه من وهو صغير !!"
أيدها "حازم" والفتيات من نظراتهم ، فاندفعت "زينات" تجيبها بانفعال وغيظ:
_" أه ما انتِ لازم تتدافعي عن المحروس عشان صاحبتك وقرايبكم ، وبعدين اسكتي انتِ ، مش بعيد تكوني مطبخاها معاهم"
ذُهلت الفتيات من تطولها علي "سُميه" فنظرت لها "ياسمين" بحده بيما صرخت "نيروز" علي فجأه وكأنها تخرج ما بداخلها علي ٱثر صراخها العالي ومن ثم تحدثت بصوتها العالي ونبرتها الحاده للاخري:
_"انتِ بتكلميها كده ليـه ؟ احنا من شغالين عندك عشان تكلمينا كده سامعه ؟؟"
فُتحت الأفواه من صراخها !! كما ذُهلوا جميعاً من شراستها الغير معهوده إلا فالقليل !! نهض "سليم" علي فجأه ثم تحدث بنبره عاليه:
_" خلاص خلصنا ، إحنا مش ناقصين ، اسمعوا كويس اللي هقوله ده بالحرف يتنفذ"
رفعت "نيروز" نظراتها له بترقب ومن "ياسمين" التي كانت تنظر لـ زوجة عمها بغضبٍ ، ووالدتها التي تقف بجانبها "ورده" التي تتمسك بيديها باطمئنان ، و "عايده" وأولادها بجانبهم ، واصل "سليم" بقنبلته قائلاً:
_" احنا هندور فكل حته وهنبلغ عن إختفائها ، وبالنسبه لموضوع غسان فأنا كمان مش مقتنع بنسبه بسيطه بس مسيرها هتبان إن كان هو ولا لأ ، والعغش بتاع حازم وياسمين هيتنقل بكره وكأن مفيش حاجه حصلت كلام الناس مش هنسلم منه لو حد عرف عشان كده لو حد سأل فـ هي ف رحله تبع الكليه ، وأمور الفرح هتمشي بلاش الناس تاكل وشنا أكتر من كده "
نظر له "حازم" بصدمه كما نظر البعض فقط ، فتحدث يعارض والده بقوه وهو يهتف عالياً :
_" آزاي هيصحل الكلام ده ؟؟ مينفعش !"
_"اللي قولت عليه هيتنفذ ، أنا عارف كويس ايه اللي هيحصل من الناس فبلاش كلام كتير منكم ، كله يتوكل علي الله يشوف مصالحه ، وأمور الفرح والعفش هتمشي زي الأول وان شاء الله تكون فريده رجعت وحتي لو حصل العكس محدش هيقدر يوقف حاجه سامعين.؟"
كان كقرار قاسي جداً ولكنه مرغوم علي أمره، يحزن لغياب ابنته وكمهنه مثل مهنته يتوجب عليه الحكم في الامور بالديمقراطيه ! ، ولكنها لها رأي ٱخر حينما صاحت عالياً :
_"انتَ بتقول ايه ؟ يعني ايه يفرحوا وبنتي مش عارفه هي فين ، ولا حتي عارفه هي عايشه ولا جرالها حاجه ، انتَ ايـه القرف اللي انتَ فيه دا بدل ما يكون عندك دم وتتقهر علي بنتك رايح تكمل ف فرح ابنك ؟؟"
اقترب منها ثم رفع يده يصفعها علي وجهها بقوه تحت نظرات البعض المتشفيه ، إقترب "حازم " سريعاً يفصله عنها بينما والده شعر بإهانته منها للتو!! نظرت لهم جميعاً بكره فاض من نظراتها ثم أقسمت داخلياً وخارجياً لهم جميعاً بالسوء حينما أردفت:
_"بتمد إيدك عليا عشانهم ؟؟ وأقسم بديني ما هسيب حد فيكم يتهني علي فرحته "
قالتها ثم بصقت عليهم من فمها بقليل من الأدب والذوق ، ثم تحركت من أماهم إلي الداخل ، تنحنح الجميع من إحراجهم ثم اتجهت واحده تلو الاخري تخرج من باب المنزل ، بينما وقف "حازم" ينظر إلي والده بعجزٍ ثم ردد بخفوتٍ:
_" أدخل ارتاح يا بابا وانا هبقي مسئول عن بلاغ غيابها وهدور عليها بنفسي ، متشتالش هم ، و.."
تردد بأن يتحدث ولكنه رماها علي مسامعه اخيراً:
_"و افتكر ان اللي حصل ده بسببك من أول هروب فريده المشكوك فيه لحد كلام مراتك الوقتي ، انت َ اللي عملت كده فينا كلنا!"
نظر له بأسفٍ ومن ثم توجه ليخرج من باب الشقه متوجهاً إلي الخارج في الأسفل، بينما ذهبت "عايده" إلي شقتها ولكن ذهبت الفتيات إلي الأسفل هن بالأساس كانوا متوجهين نحو الأسفل منذ وقت كبير لشراء هديه ولكن حدث ما حدث فالبدايه،. شجعت "ياسمين" نيروز " والأخري بأن يهبطن جميعهم معها يكملون ما كانوا يريدون !! ، علاقتهم بـ "فريده " لم تكن قويه ، بل كانت مبنيه علي الكره بالنسبه لفتيات "سُميه" ولكن "جميله" كانت حزينه شارده علي شقيقتها مهما حدث!! ، هبطن للأسفل قبل دقائق بسيطه حيث الخارج قبل خروج "حازم" ، أما "ورده" فدلفت الشقه مع والدتها !!
_________________________________________
«غلبني الشوق وغلبني، غلبني، غلبني
وليل البعد دوبني، دوبني، دوبني
غلبني الشوق وغلبني، غلبني، غلبني
وليل البعد دوبني، دوبني، دوبني
ومهما البعد حيرني
ومهما السهد سهرني
لا طول بعدك يغيرني
ولا الأيام بتبعدني بعيد، بعيد عنك »
بعد عده ساعات منذ أخر مره قد غفا فيها ، في منزل صديقه ، صدحت تلك الكلمات الملحنه من التسجيل الذي قام بتشغيله "غسان" بعد أخذه قيلوله ، كان يستمع لها بشرودٍ كما يعتاد دائماً ، دلف عليه صديقه مكان ما يجلس وهو بيديه صينيه من الطعام وبجانبه علب معينه من الدواء ! ، ابتسم له برواقه ثم وضع من أمامه الطعام وهو يمازحـه بمرواغه غامزاً له بأعينه :
_" أيوه ياعم .. بعــيد عنــك حــياتي عــذاب.."
قال أخر حديثه بمرح وهو يدندنها بهدوءٍ ، ابتسم له "غسان" فتابع الأخر بلطفٍ:
_"شوف أحلي ما فيكّ إنك بتسمع ام كلثوم ، تعتبر دي الحاجه اللي عكس كل طباعك ! "
نظر له "غسان" بثقه ثم تحدث بكبرياء وغرور زائف:
_"عموماً اللي بيسمع أم كلثوم يبقي إنسان راقي ، يعني برا عنك الحوار ده يا بتاع بيبي شارك !!"
تنحنح "شادي" بحرج زائف ثم ردد بخفه:
_" ايه يعني يا عم ، أنا بحب أغاني الأطفال عادي مفيهاش حاجه محرجه يعني تعرف ايه انتَ عن البندوره الحمرا "
قالها ومن بعدها ضحك بخفه ، فنظر له "غسان" ثم بدأت ضحكاته العاليه فالخروج وهو يردد:
_" الصراحه ، وأنا كمان بحبها ، من ساعة ما يامن جه !"
نظر له "شادي" وهو يبتسم ومن ثم أمسك علبة الدواء وهو يخرج منها الدواء بالتحديد ثم فتح له زجاجة المياه وهو يقدمها له أمام فمه ليجعله يشرب بواسطته ، نظر له "غسان" باستنكار ثم ردد بخوف زائف:
_"شادي! أنا بقيت بخاف منك ، هي الوحده صعبه للدرجادي ياض !!"
قهقه صديقه بقوه هو يعلم أنه يمزح، فحرك رأسه بنفي ثم ردد من بين ضحكاته:
_" الوحده صعبه أه ، خد العلاج بقا يلا ؛ عشان متشكش فيا أكتر"
أخذها منه وهو ينظر له بامتنان استشفه الآخر ، حتي ربت عليه بخفه ، ثم من بعدها نظر "غسان" للصحون وهو يطالعه مره اخري بتساؤل ، فأومأ له صديقه وهو يتحدث:
_" أيوه شوربه وفراخ علي ما قُسم كده ، وعشان تعوض الدم اللي نزل منك ، حتي لو مش زي الحجه يعم جاملني ، بس عشان تخف!"
ابتسم له "غسان" بخفه ثم ابعدها بعيداً عنه قائلاً بإرهاق:
_"مليش نفس أكل ، كمان شويه "
_" بقولك ايه ياض أنا تعبت وأنا بطبخ الأكل ده ، لو مأكلتش منه والله لسيبلكم البيت وهمشي وما هتعرفلي طريق جره"
قالها وهو يقوم بتقليد صوته كصوت ناعم مثل النساء ، قهقه"غسان" عالياً وهو ينظر علي ما فعله ، فابتسم له "شادي" أخيراً كونه يتعامل كما يريده أن يتناسي ما حدث له من شقيقه هو يعلم أنه انكسر وبقوه ، أومأ له "غسان" بقلة حيله حينما رفع الصحن له ثم قدمه له بين يديه ليبدأ بالفعل بتناول الطعام ، الذي إشمئز ما أن وضعه في فمه من أول مره ، كان ينظر له بترقب فتحدث قائلاً بعشمٍ وهو يبتسم:
_"ايه رايك ، أكيد حلو أنا متعود أطبخ كده بين الوقت والتاني ، وأهو ساعه كده وسـ .."
قاطعه"غسان" وهو ينظر له باشمئزاز متحدثاً بطريقه عكس ما يردفه:
_" طعمه حلو !"
_"طب قولها وانت بتضحك عشان أصدق ، يعني كذاب ومنافق ومضروب ومبطوح!"
ضحك "غسان" وهو يحرك رأسه بقلة حيله منه ، ولكنه يعلم جيداً ما يحاول أن يفعله الاخر من تمهيده من جديد ، يريده بأن يفكر بعيداً عن ما حدث ، خرج من شروده حينما حفزه الاخر بحماسٍ وهو يقول:
_" بعد ما تخلص أكل ، خلينا نطلع نقعد فالجنينه شويه كده فالجو ده "
___________________________________________
« حتي نتخطى الصعاب يجب أن يوجد بجانبنا من يساعدنا علي ذلك ! ، بهم يسهل كل شئ ، وبهم قد يهون كل شئ ، فـ رحلة حياتنا تريد أشخاص لديهم أنفس صافيه و يحبون دون مقابل !!»
وقف الأربعه أمام شقة "حامد" ، "نيروز و ياسمين وجميله " وحتي" ورده "التي كانت قد قالت لهم بأن يجلبو معهم هديه وكأنها من قامت بشرائها بسبب عدم قدرة. هبوطها ، كانت هي تحمل" يامِن " فتح لهن "بدر" الباب الذي ابتسم فور رؤيتهن ، بدأن في الدخول ، وإلي غرفة "وسام" مباشرةً بعدما ابتسم لها كل من "حامد وزوجته "سريعاً لخطتهم دقوا عليها الباب حتي نهضت هي سريعاً تفتح لهن الباب ، وما أن فتحت الباب تحدثوا قائلين بنبره واحده مبهجه :
_"Happy birthday wesoo"
ابتسمت بفرحه طفيفه كونهم تذكروا عيد ميلادها !! ، احتضنتهم بحبٍ ثم عادت لتجلس وهن بجانبها ، ثم تحدثت هي بفرحه رغم ما بها:
_"بجد مش عارفه أقولكم ايه ، شكراً"
نظرت لها "ياسمين" بحبٍ ثم أردفت قائله تشاكسها:
_" شكراً دي ايه يا بتّ ،..شكراً دي تقوليها للمستر بتاع السنتر انما هنا مع بعضينا ، خطر يا أُختي"
_"كل سنه وانتِ طيبه يا ويسو"
قالتها "نيروز" وهي تبتسم لها فابتسمت لها باتساع ثم التفتت تنظر لـ "جميله" التي تحدثت قائله:
_" كل سنه وانتِ طيبه يا وسام ، ربنا يجعلها سنه سعيده عليكِ يا حبيبتي"
نظرت إلي الهدايا والأكياس ، التي قامت كل واحده منهن بتقديمها ، فابتسمت لهن بحبٍ فاض من أعينها ، حتي انها طالعت "جميله" بتأثرٍ بسبب ما تفعله وشقيقتها متغيبه ، ومن ثم رددت بنبره متحشرجه:
_" بجد يا جميله مش عارفه أقولك ايه فالموقف ده بس أنا بحبك أوي زيهم والله، و صدقيني غسان ميمعملش كده فـ فريده أبداً "
ابتسمت لها "جميله" بتأثرٍ هي الأخري ثم نهضت لتقوم باحتضانها وهي تردد بنبره مختنقه:
_"أنا عارفه يا وسام ، متأكده من غير ما تقولي !"
قاطع لحظتهم دقة الباب الواحده ، ومن بعدها دلفت "سُميه" بكعكه متوسطه في الحجم ومن جانبها "حامد" وزوجته ، ولكن "عايده" لم تستطع المجئ بسبب زوجها بالطبع ، كل ما يعلمه "سليم " من الأساس أن "جميله " توجد بشقة "سميه" ان سأل !! منعاً للمشاكل الٱن ! ، نظرت لهم "وسام" بتأثر فتحدثت "سميه" بعدما اسندت الكعكه علي المكتب ومن ثم قامت باحتضانها وهي تردد:
_" كل سنه وانتِ طييه يا حبيتي، وأدي تورته من عمايل ايدي بقا بس عالسريع كده وورده كانت معايا وأنا بعملها يعني مش مسؤله لو اتعملت اي كلام بقا !"
قالتها بمرح ، فأيدتها"ورده" قائله بغباء:
_"فعلاً ، وعشان كده معرفتش اختار هديتك فبعت أخواتي يجيبوا نيابه عني وعن بدر "
ضحكوا عالياً خاصةً زوجها الذي وضع يده علي كتفها بمرحٍ ثم ردد:
_" انتِ بوظتي الدنيا صح ؟؟"
اعتلت ضحكاتهم بخفه علي الموقف ، فردد "وسام" بشكر:
_" مش مشكله أياً كان انا مبسوطه أوي بالمفاجأه دي بجد"
قالتها ثم إقترب منها "حامد" يقبل قمة رأسها ثم قدم لها علبـه مغلفه يظهر منها فقط جانب شفاف ، أردف ليتحدث بحنوٍ:
_" كل سنه وانتِ طيبه يا حبيبة بابا!!"
إحتضنته بحبٍ كبير ثم أمسكت منه تلك العلبه علي فجأه ثم نظرت لها بغير تصديق حينما رأت علامة التفاحه من الجانب الشفاف:
_"ده بــجد !!"
_"أيوه ، أيفون قبل الجامعه أهو ولما تنجحي هجبلك عربيه "
رددو جميعاً بدهشه في ٱن واحد:
_"عــــربـــيـــه"
أومأ لهم بثقه وهو يردد بثبات :
_'أه ، بس لعبه "
إعتلت ضحكاتهم جميعاً ، ثم ابتسموا بحبٍ حينما اتجهت والدتها تحتضنها بتأثرٍ فرددت" وسام". بسخريه:
_"بحبك أوي يا مرات أبويا !"
وكزتها "دلال" في كتفيها بمرحٍ فنظرت لها الأخري بحبٍ وهي تدقق في أعينها الحمراء من كثرة البكاء فرددت علي فجأه تسألها :
_"فين هديتي يا ماما ؟"
_"أنا وابوكِ جبنالك البتاع التفاحه ده مع بعض كنا بنحوش عشان تمنه فخلي عندك دم"
ضحكت كما ضحك الاخرين ، دقائق وقاموا بتقسم الكعكه لكل واحد قطعه صغيره حتي الصغير الذي خرج مع جدته وجده ومع والده أيضاً ، ثم تركوا من جديد الفتيات مع بعضهن مره أخري ، انتهت "وسام" من تناول قطعتها ثم رددت بتلذذ:
_" بجد طنط سميه دي خطيره والله ! "
أكملت من بعدها حينما نظروا لها بحبٍ:
_" أنا مش عارفه اقولكم ايه ، رغم كل اللي حصل قدرتوا تشيلو عني شوية كٱبه و زعل ، بجد الواحد من هنا ورايح بقا يقوي بيكم ، ونسيب أمر الكتكوت والبحث عنه ده علي جنب "
ضحكوا عليها بقوه هي تمزح من الأساس ليست تنوي حقيقه ، وإن جئنا إلي تلك النقطه فتربيتها لا تسمح لها لتلك التراهات وأيضاً هي التي أخذت من الحب والحنان ما يكفي من والدها وأشقائها فأصبح يصعب علي شخص التقرب منها أو خداعها !! ، انتهى الأمر بجلستهم معاً في أجواء بعضها مواساه وبعضها بهجه ، هن يحاولن بتحسين نفسيتها بسبب دراستها وما يحدث لها من كل تلك العقبات ، يمر مُر الأيام بأشخاص هينين يتحملون ما بنا مهما حدث !!
__________________________________________
_" ليه صدقت تاج علطول من غير ما تسأل غسان الأول"
بعد مرور عدة ساعات من الوقت في عيادة الطبيب النفسي
، قالها "عاصم" لذلك الذي يجلس من أمامه في عيادته الطبيه ، نظر "بسام" الجالس بشرود وهو يردف من بين أوجاعه:
_" مش عارف ، أنا معرفتش أواجهه ، حسيت إنها الصح ، لما وقفنا قصاد بعض مقالش حاجه تشفع ليه، مقالش غير كلام بايخ من غير تفسير !"
_" معتبرتهاش ثغرات أو تلميحات منه ، يمكن عنده حقيقه فعلاً بس مش عارف يقولهالك ، مش قادر مثلا ً أو انتَ مديتش ليه الفرصه "
إعتدل "بسام" في جلسته وهو ينظر له باهتمام ثم ردد:
_" مش عارف أصدق غير كلام تاج اللي بيثبتلي انها هي اللي معاها حق، طب هو سكت ليه وهو عارف انها مشت ، مقاليش ليه إن هو كان سبب في انها تسيبني وتمشي وهددها عشان كان بيتقرب منها!! ، وانا كنت طول الفتره ال فاتت دي بموت كل يوم بسبب مشيها من غير أسباب ولما كنت بشارك معاه حزني كان بيبقي عادي ولا كأنه عمل حاجه ولا حصل أي حاجه !!"
قال أخر حديثه بانفعال ، ثم نهض يقف من مكانه ، فرفع "عاصم" أنظاره له متحدثاً بعقلانيه :
_" مينفعش نصدق طرف من غير ما نسمع الطرف التاني للأخر زي ما سمعت الأول لازم تسمع من التاني للٱخر برده ، كـطبيب نفسي اللي انتَ عملته ده هيسبب حاجز بينك وبين غسان فكرة إنك تفضلها عليه وتصدقها وتسيبه هو من غير ما تديه فرصه يتكلم دي صعبه جداً عليه ولو قريبين من بعض جداً زي ما بتقول فانتَ اتسببت وبطريقه ما في كسر قلبه ، لازم نفكر كويس إحنا بنعمل إيه ونعدل بين أي طرفين ، الظلم وحش لأي شخص حتي لو ظالم ! "
طالعه "بسام" بصمت لم يقوي علي الحديث أكثر ، ابتسم له بتكلفه ثم هرب بعيداً ليخرج من الغرفه ، وهو يغلق الباب من خلفه ليتوجه أخيراً إلي عمله المسائي !!
__________________________________________
حل المساء في بدايته وهو مازال يجلس علي مقعد مريح قي الحديقه الصغيره لدي منزل صديقه ، كان يجلس كل منهما مقابلاً للأخر ، نظر "غسان" لـصديقه الجالس من أمامه وهو يهتف بهدوءٍ:
_"النهارده عيد ميلاد وسام "
_"بجد ، طب إفتح تليفونك وكلمها ، إنتَ عارف وسام متعلقه بيكّ إزاي "
أومأ له "غسان" بهدوءٍ وهو يتحدث بتأييد:
_"هعمل كده !"
قالها وهو يقوم بفتح هاتفه الذي أغلقه فور وصوله لمنزل صديقه ، فتحه ومن ثم وجد العديد من الرسائل والمكالمات الكثيره ، إنتظر إلي أن يهدأ ويتوقف الهاتف ، فنظر له "شادي" بمشاكسه وهو يغمز له قائلاً:
_"أيوه يا عم المشهور كل دي رسايل ياض ، شوف شوف لتكون من الحب"
ابتسم "غسان" بسخريه وهو يتحدث بتهكمٍ:
_"حب ايه ياخويا لسه موصلتش للمرحله دي"
ضرب علي المنضده بخفه ، ثم ردد بتحدي:
_" طب افتح الإستوري بتاعها كده !"
نظر له "غسان" بحده من جرأته الزائده في ذلك الحوار مردداً بحزم:
_" متشغلش بالك ها ؟؟ ، نيروز مش زي اللي كنا بنعرفهم انا وانتَ ، دي كانت هتشنقني عشان مسكت ايدها "
إعتلت ضحكات صديقه بخفه ، ثم ردد بيقين:
_"دا انتَ وقعت بجد بقا يصاحبي!"
قلب أعينه بملل وهو يضع الهاتف علي أذنه منتظراً ردها بفارغ الصبر ، ثوانِ وجاءه ردها اللاهف بشده حتي ظهر من نبرتها المختنقه فتابع هو يجيبها بحنوٍ:
_" كل سنه وانتِ طيب وغاليه على قلبي يا وسـام ، أنا أسف لو مشيت قبل كل ده ، سامحيني"
_"مسامحتك يا غسان بس ارجع عشان خاطري ، إنت مش عارف حالة. ماما عامله ازاي علشانك ، لولا العيد ميلاد الصغير بسبب فكرة نيروز وياسمين و.."
انتبهت كل حواسه بقوه حينما ذكرت إسمها ، فردد بتعلثم يقاطعها:
_" نيروز"
_" أيوه ، انتَ فين دلوقتي ؟"
_"طيب يا وسام أنا هقفل الوقتي ومتعرفيش حد إني كلمتك سلام "
قالها ثم أغلق الخط سريعاً بتعبٍ رغماً عنه ولم يعطعها الفرصه بالحديث أكثر حتي انها كانت ستتحدث له بأخر الأخبار ولكنه قاطعها سريعاً ، طالعه "شادي" بترقب ،ثم ردد بخفه يشاكسه حتي يخفف عنه:
_" مالها نيروز اللي نطقت اسمها زي الحبيبّ كده "
رفع"غسان " أنظاره له ثم ردد يجيبه بعفويه:
_" ما أنا فعلاً بقيت حبيـب بسببها ياض، شدتني ليها ببساطتها ، بقول لقلبي إشمعنا هي أتاري مفيش تفسير غير إن القلب يعشق كل جميل !!"
ضحك "شادي" بخفه حتي امتزجت ضحكاته مع "غسان" وهم يرددون كلمات الاغنيه بلحن هادئ بصوت هادئ بطئ في جو يخلو من التفكير فـ اي شئ للتو وللحظتهم وهما يرددانّ :
_" الــــقــلــب ..يـــعـشـق.. كُــــل ..جَــمــيــل "
_____________________________________________
كانت تقف في شُرفتها في المساء وظلامه ، بينما هي تسُقي الزرع والورد من أمامها ، بشرودٍ إلي أن جاءت لزرع النعناع وهي تتذكر مشروبه الخاص !! ، ابتسمت حينما جاء علي ذاكرتها للتو ما يحبه ! ، فالتفتت تنظر علي الشرفه بترقب تنتظر وبشده أن يظهر كما يظهر كل مره ولكن يبدو أن ٱمالها ستخيب هذه المره ، جلست علي المقعد أخيراً ثم جلبت ذلك الدفتر تسترجع ذكرياتها منذ زمن ، فتحت إحدي الصفحات ، التي كانت تدون بها كل ما يحدث ولكن ما لم يعرفه سواها أنها كانت تدون تلك الكلمات الذي كان يرسلها لها في خطاباته ثم تقذفه وكأن شئ لم يحدث ، كانت تفعل ذكريات مثلما كان يقول والدها الراحل ! ، فتحت إحدي الصفحات التي كانت تطويها وهي تبتسم حينما قرأت بخط يديها الطفولي ولكن كان خطها هي وكلماته هو :
[ مش عارف مش بتردي ليه عليا فكل مره مع إنك بتفتحي الجواب ، ده ريحته حلوه أوي وحاطط عليه ريحة الورد اللي بتحبيها ، أقولك علي حاجه ، إنتي بتحبي الورد وأنا بحبك يا رُزّه ؛ ردي بقا !!]
رزّه !! هذا ما كان يناديها ويدون لها به من لقب كانت لا تحبه في طفولتها ولكن بسبب هدوئها كان يظهر فقط علي تعابير وجهها انها لم تفضله ، فكان يشاكسها به دائماً ، فتحت صفحات أخري من الدفتر الكبير متوجهه لكلمات أخري :
[ I love you Nairouz ]
ابتسمت باتساع وهي تتحسس تلك الكلمات ، ثم أغلقت الدفتر وهي تنظر إلي السماء بعدما نهضت ، نظرت بحزن إلي السماء ولكن سرعان ما ابتسمت سريعاً حينما قال لها بأن من ينظر إلي السماء يفتقد شخص عزيز عليه !، أصبح هو ثاني شخص عزيز تفتقده الٱن ، حثت نفسها علي الثبات ثم تنفست بعمق وهي تنفي ما يقال بأنه فعله مع ابنة عمها ، هي تعلم أنها كثيرة العلاقات من الأساس لم تتأثر كثيراً ما حدث من إتهام ولكن وسواس عقلها بتلاعب بها يين الحين والٱخر ، ولكنها إن حزنت علي ابنة عمها فحزنها علي غيابه طغي علي ذلك بكثير ، ذلك الذي كان جريئاً بعبثه وكلماته ، أين هو وأين عبثه وأين كلماته الٱن ؟! ، هذا ما فكرت به باستسلام !! ، أفكار وشعور وأحساس توافق مع تشغيله لأغنيه قد قام بتشغليها قبل عدة ساعات ولم تكن سوي كلمات قليله توصف حالهما ! ثلاثة كلمات وحرف !!، جمله قصيره تحمل معاني كثيره قالتها كوكّب الشرقّ ، قالتها كوكب أرضه كما يُلقبها ، ولم تكن سوي 'غَـــلبّنِـي الـشُــوقّ وِ غَــلّـبْنـِي '!!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عودة الوصال ) اسم الرواية