رواية عودة الوصال الفصل السادس عشر 16 - بقلم سارة ناصر
«أوقاتّ الفرحّ جميله ، قد تكون قليله، ولكنّ ما دامت هناكّ فرصه أن بإمكاننا أن نفرح سوياً ، فلنفعلها إذن دون التفكير بأي شئ قد يعكر تلك الفرحه ، نحن نعايش ونتعايش لنفرح رغم طغو الحزن على الفرح ،إلا أننا سنحاول ونحاول دائماً !!»
أصواتّ الأقدام الكثيره في المكان وقت ما بعد الصباح الباكر بكثيرٍ ، منهم ما هم بالمطبخ ومنهم ما هم في صالة المنزل يقومون بتنظيفه بمساعدة بعضهم حتى يسهل الأمر ، ومنهم من بالخارج يقوم بنتظيم ما أمام الشقه ، بالطابق الخاص بهم بالتحديد ! ، كانت "سُميه" و"عايده" و"دلال" مع بعضهن في المطبخ يقومن بالطهي لمناسبة اليوم فالجميع عِندها اليوم من أجل عقد قران إبنتها !! ، "ورده" و"بدر" فى الصاله يقومان بالتنظيف مع بعضهما بهدوءٍ ، والعروس "ياسمين" تقوم بتنظيف ما أمام الشقه من الأتربه ، أخذت تنظف المكان بتلك المكنسـه بضجرٍ من أمرها ، لاحظت هي صوت وصول المصعد من خلفها ، فالتفتت سريعاً ، فوجدتها تخرج منه وفي يديها بعض الأكياس ، ثم لاحظتها تنظر لها بابتسامه خبيثـه على جانب شفتيها مستغله اللحظه حتي تسترد حقها منها منذ ليلة أمس مردفه لها بتساؤل:
_" إيــه ده؟؟ عروسه بتكنس يوم كتب كتابها ، لا دي حاجه صعبه أوي يا ياسمين مش بدل ما تقعدي ملكه كده ، الست يا حبيتي لازم تقعد كده وتعزز نفسها في بيتها !"
قالتها "زينات" بسماجه وحقدٍ دفين ظهر بنبرتها فقط ، ابتسمت لها "ياسمين" بثقه ثم زفرت بهدوءٍ متمتمه بذكاءها الدائم في الرد:
_" أصلنا متعودين على النضافه مش معفنين زي ناس كده ، بس قوليلي انتِ ، انتِ نازله تشتري ليه طلبات بنفسك مادام الست ملكه في ييتها !!"
قالتها ثم ابتسمت إبتسامه عبثيه، ثم التفتت تتحرك من أمامها لم تعطيها فرصه للرد حتى ! ، تركتها تنظر بأثرها بغيظٍ، دلفت "ياسمين" إلى شقتها ولم تغلق الباب بل ضحكت بخبثٍ ما إن سمعت صوت غلق باب الأخري بقوه من أثر غيظها ! ، لاحظ شرودها وبسمتها الواسعه تلك شقيقتها ، التي وكزت "بدر" الذي يقف بجانبها قائله له بخفوت:
_" بص ؟ عارف الضحكه دي ؟ مش مطمنالها ! عارفاها كويس أنا !"
كانت قد إتجهت"ياسمين" تقف أمامهم وهي تبتسم تلك المره باتساع قائله بمرحٍ:
_" إيه رايكم في العروسه اللي كلها بقت تراب دي بقا ؟"
_" زي القمر يا حبيتي ، خشي بقا نضفي التلاجه بتقولك ماما !"
زفرت "ياسمين" بقوه مردده بحنقٍ من أمر والدتها :
_" يا دي التلاجه ! كنت منضفاها لما كنتوا جايين بردو ،مش فاهمه حكايتها ايه معاها !"
قالتها بتفكير وهي تضع يديها تحك بها أسفل ذقنها، ولكنها أردفت على فجأه وكأنها تذكرت شئ مرعب للتو:
_"يالهوي لتكون ناويه تقعد المأذون فيها !"
قالتها ثم تحركت سريعاً من أمامهم وهي تنادي علي والدتها عالياً بقلقٍ كبير ، تحت ضحكاتهم العاليه !
_" مش قادره أتخيل انها ممكن تتجوز وتفتح بيت وكده ، لا بجد مش قادره !!"
نظر "بدر،" إلي زوجته التي أردفت حديثها من بين ضحكتها العاليه، نظر لها بشرودٍ ثم تحدث قائلاً على فجأه باطمئنان :
_" كانت ّ وحشاني ضحكتك الحلوه دي بقالها كتير!"
نظرت له بخجلٍ ثم وكزته بمشاكسه قائله بمزاحٍ:
_" بتكسفني علكفره !"
_" كسوف إيه يا أم يامِن دا احنا عندنا يامن !"
ضربته بخفه وهي تتحرك من جانبهُ إلي ناحيه إخري حيث ترتيب وتنظيم أخر حتي إندمجت بالفعل في عملها وكذلك الٱخر !! ، أما في المطبخ فكانت النساء تعد الأطعمه بمختلف أنواعها ، دلفت "ياسمين" إلي المطبخ وهي تنظر إلي والدتها بضجرٍ ، فنظرت لها والدتها باستغراب ، بينما تابعت هي قائله بحنقٍ:
_" انتِ إيه مشكلتك مع التلاجه يا ست انتِ ؟؟"
_"أحترمي نفسك يا بت بدل ما أطلع لك الشبشب، ولا يهمني لا عروسه ولا بتاع !"
قالتها "سُميه" بغضب طفيف من الأخرى ، فنظرت لها "ياسمين" بخيبه زائفه ثم رددت بأسلوب درامي:
_" إعمليها ، ما هي القسوه بتعمي الواحد مبتخليهوش يشوف ضناه اللي من لحمه ودمه واللى شاله فى بطنه تسع شهور من التعب والـ .."
قاطعتها سريعاً بعدم إهتمام تحت ضحكات الٱخرين:
_" مش وقته ، مش وقته ، تعالي امسحي التلاجه !"
فتحت فاهها بصدمه من معاملتها كذلك وهي اليوم عروسّ !! ، نظرت هي إلي الاثنتان ثم زفرت بقوه وهي تتحدث قائله لهما بخفوت:
_" وليـه قادره !! "
_"يـــاسمـيــن"
هتفت بها "سُميه" بتحذير وهي تكتم ضحكاتها بقوه متحليه بالحزم ، فانتفضت الأخرى وهي تتوجه ناحية الثلاجه قائله بآندفاع:
_" خلاص ، بنضـف ، بنضـف أهو !"
______________________________________
«ما أجمل أن تعلموهم : أن الحجاب لن ينقص من جمالهن شيء»
بعدّ مرور وقتّ كان يصعدُ علي السُلمّ مُمسكاً بحله وكانت في غُلافها ، والتى سيرتديها اليوم في عقد قرانهُ، أخرج المُفتاح ليفتـح باب شقته ، فتفاجأ بتلك التى تخرج من باب الشقه التى توجدّ بجانبـه وما هي إلا شقيقتهُ، نظر لها بتفحصٍ من أعلى لأسفل ثم نظر بتعمن لذلك الحجاب ، أو مهلاً؟؟ لا يستحق بأن يطلق عليـه حجاب من الأساس ، نصف خُصلات شعرها بالخارج ، ومقدمه عنقها ظاهره بشده يظهر بياضها الناصع ، وإن جئنا لتلك النقطه فهي أصبحت شهيره في مجتمعنا هذا ! ، تلك الـ "الفريـده" تعتبر من أكثر فتيات العائله جمالاً منهن هى ومن بعدها "ياسمين" ثم شقيقتها" جميله" ، وهذا ما يجعل "فريده" مغروره بعض الأوقات ، ولكن ليس الجمال كل ما هو فى الأمر ، وقفت أمامه عندما وقف أمامها يمنع سيرها ، فطالعته بإستغراب وهي تعقد حاجبيها ، أما هو فـ تناسي كل ما قاله لوالده من عدم إهتمامه بعد الٱن لتلك الزوجه الثانيه وأولادها ، ولكن طبيعته كرجل شرقي تمنعه من التصرف بمثل ذلك !! ، وبعد صمتٍ دام من محاصرتها وهو يقف أمامها خرج منه صوته الهادئ والذي غلفه بعض التهكم:
_" ده المفروض انتِ خارجه كده يعنى ولا إيه !! "
ورغم إرتباكها الدائم أمام شقيقها هذا تحديداً ، ولكنها حاولت الثبات ومن ثم خرج منها صوتها بلامُبالاه قائله :
_"أاه"
_"هو إيــه اللى أاه ؟؟ ، كل مره بترجعي الحجاب أكتر لحد ما وسعت منك أوي ، هو دا حجاب بزمتك؟؟ "
نظرت بنفاذ صبر ثم رددت بتنهيده:
_" أه حجاب أنا مش شايفه يعنى إن فى حاجه تستدعي لكل ده ، دا أنا نازله أشتري مرطب من الصيدليه اللي تحت وطالعه علطول ، ايه المشكله؟!! "
إقترب خطوه واحده إلى الأمام ثم ردد بإنفعال مما جعلها تتراجع إلي الخلف :
_" يعنى بتتمادي فالغلط. ومش شايفه ان اللى بتعمليه ده حرام ، لأ ده وكمان الحجاب مش شامل الشارع عندك !! ، هي الصيدليه دي فبيتكم ولا فالشارع !! ...، أدخلى إلبسي طرحه طويله يا فريده وخبي رقبتك وشعرك ده ، عيني جمالك للي يستاهلك ومترخصيش من نفسك !! "
زفرت بقوه وهي تخرج أنفاسها ، ثم نظرت له بحنقٍ وهي تلتفت لتدق جرس الباب بقوه ، سريعاً وفُتح لها الباب بواسطة والدتها التي عقدت ما بين حاجبيها قائله باستنكارٍ:
_" إيه ده هو انتِ لحقتي يا بت انتِ ؟؟"
قالتها فوجدت ابنتها تنظر بضجر ثم التقتت تنظر لذلك الواقف من خلف الاخري منتظرها لتدلف تقوم بتغير حجابها ، نظرت له "زينات" بحده ثم خرج منها صوتها وهي تقول :
_" نعم !! "
لم يعطي لانفعالها الطفيف ولا لوجودها إهتماماً بل تحدث لشقيقته بأمرٍ وتلك المره خرج منه صوته هادئ كنصيحه لمره أخيره:
_" أدخلي غيريها يلا وخليكِ عارفه دايماً إن الجمال جمال الستر والعفه !"
قالها ثم التفت يدخل من مفتاحه في باب شقته ليدلف بها بهدوءٍ غالقاً الباب من خلفه ، نظرت "زينات" بأثره بغيظٍ و باستنكار ثم هتفت بتهكمٍ وهى تلوي شفتيها تزامناً مع إغلاقها لباب منزلها :
_" وده من إيه ده كمان يا بن عايده ، أهو ده اللي ناقص يتحكم فينا كمان !! "
_________________________________________
قد مرّ الوقت عليهما ، ثم خرجا من عملهما ولكن أين هما الٱن بعد انتهاء ساعات عملهم التي تبدأ من الصباح الباكر وتنتهي في الظهيره !! ، جلسـت بجانبه في نفس المكان ، ذلك المكان هو نفسه عندما كان يجلسان أمس به ، كلاً منهم يمسك بيديه كوباً بلاستيكًا من مشروبه هو المفضل ، إبتسمت هي باتساع وهي تتذوقه للمره التي لاتعرف عددها ، إلتفتت برأسها له وهو جالس بجانبها فوجدته شارداً وهو ينظر ناحية البحر ، تذكرت تلك الكلمه الذي رماها علي مسامعها في الصباح وهي تأخذ راحتها معه بالحديث ، عندها قال لها بأنهم سوف أصبحا أصدقاء مقربين فلا داعي لخلق الحواجز بينهم ، قطع شرودها أسألته العبثيه دائماً لها حينما أردف لها بلؤمٍ وهو يتساءل:
_"حلو؟؟ "
بالطبع يقصد ذلك المشروب ، ولكن هو يحاصرها كل مره بأسألته الخبيثه لها وإن أجابته بأنه مذاقه جيد ، سيجيبها إجابه عبثيه توترها أمامه بشده، لذا أصبحت تفكر بعمقٍ وذكاءٍ ، إستغرقت وقت بأن تجيبه ولكنه ضحك عالياً وهو يضع العلبه البلاستيكه في صندق قمامه صغير معلق بجانبه تزامناً هو رده عليها بمشاكسه:
_" ميستاهلش كل الوقت ده فـ التفكير يعنى ، بس أكيد طعمه حلو ، أصل أنا مبختارش حاجه وحشه أبداً ، كل اختياراتي زي العسل"
ذلك الجرئ، الغير متوقع حديثـه بالمره في كل مره يحرجها بشده مما يسبب قي ارتجافة يديها الغير ملحوظه ، نظرت له بتردد ثم تعلثمت بحديثها مردده بشجاعه كما حاولت:
_" هو انتَ كلامك دايماً مش مفهوم ولا أنا اللى غبيه!"
تفاجئ من غرابة وإندفاع سؤالها ، ولكنه تمادي بما يفعله مجيبها بثباتٍ:
_" كان نفسي كلامي يبقي مش مفهوم ، بس أنا بقول الكلمه ويا تبقي مقاسك وتلبسها يا إما تبقي مقاسك وتلبسها برضو !! "
مطت شفتيها بتلقائيه مردفه بتخمين مرِح:
_" جرئ يعني ؟!"
إبتسم لها بعبثٍ ثم مد يده ينتشل تلك العلبه من يديها ليضعها في الصندوق بجانبه ، ثم التفت لها مجددًا حتي يجيبها على حديثها وهو ينظر من أمامه مره أخري علي منظر البحر:
_" ياريت كل حاجه كانت تتحل بالجرأه ، جربتى قبل كده تخبى حاجه على حد قريب منك عشان خايفه من رد فعله أو هيعيش إزاي بعد ما يعرف الحاجه دي ! ، رغم إن ممكن ضميركّ يوجعك !"
قالها بشرودٍ ودخل بنقطة الحديث المنطقي على فجأه يبدو أن داخله الكثير وليس من ناحيتها فقط بل من جهه أخري. لموضوعٍ مجهول !! ، وكما فعل ذلك هي الأخري فُعل بها ذلك من أقرب الناس إليها ، والدتها ثم شقيقتها وشقيقتها الاخري في إخفاء مرض والدتها عليها إلي الٱن خوفاً من ردة فعلها ! ، هي طرف؟ وهو الفاعل في طرف ٱخر ! ، صمتت ثم هتفت بعد وقتٍ بشرودٍ تجيبه:
_" مش عارفه بس أنا مجربتش أخبي حاجه عن حد ، أنا ممكن أخبى حاجه عن حد بس حاجه تخصني !! ، انتَ جربتّ ؟!"
ورغم طبيعته الكتومه في عدم الحديث عن حياته الخاصه مع أي شخص حتي أقرب الناس إليه ولكن شئ ما دفعه للحديث معها ولحظه ؟. بأريحيه ! ، أومأ لها يهز رأسه بالإيجاب بأنه فعل ذلك فعلاً ثم هتف بإختصارٍ مما يوحي لعدم قدرته وإرادته في حديثه بتلك النقطه :
_" عملتها ، بس أول مره كنت أخاف أعمل حساب لرد فعل حد مش خوف منه ، كان خوف عليه !! ، رغم وجع ضميري ، بس مش ندمان !! "
_" أكتر حاجه ممكن تخوف أي بنى ٱدم ، إنه يخاف أوي علي أقرب الناس منه ، وكمان لو عاش وهو بيتنافق من شخص ! !"
حسناً دخلت في نقطه أخري وجديده للحديث عن مخاوفها ، ٱثارت فضوله ، فتنهد بعمق يسألها بشغفٍ:
_" دي أكتر حاجه بتخوف بالنسبالك ؟!"
التفتت برأسها له فوجدته ينظر له وإنتظار الجواب بعينيه ، هزت رأسها بنفي ثم تحدث مره أخري تجيبه بنبره هادئه مكتومه :
_" لأ ، أنا أكتر حاجه ممكن ترعبني ، إنى أحب حد وبعد كده يسيبني وأنا لسه مش عارفه أنجى من حبى ليه ، أو حد يسيينى من غير مقدمات بعد ما أتعلق بيه ! ، دي نقطه أوجاعي ومخاوفي من أول صُحابي في الجامعه والثانوي لحد موت بابا !! "
حديثـها ٱلم قلبه من ناحيتين ، ناحيه بينه وبينها عندما كانوا صغاراً ، وأيضاً نفس الناحيه عندما فكر بأن بالفعل هل ستوجد عوائق لفراقهما قبل اجتماعهما، ومن الناحية الأخري أن إحساسها لامس قلبه وبشده تشبه في كسرتها شقيقه الذي أُنهك وبشده بسبب تركه من الوحيده الذي أحببها وبشده ، هز رأسه يؤيديها بصمتٍ ، فخرج منها صوتها بتساؤل :
_" وانتَ ؟ أكتر حاجه بتخاف منها إيه ؟؟"
زفر وهو يأخذ تنهيده حاره يخرج أنفاسه الساخنه رغم برودة الجو قليلاً :
_" معتقدتش إنى ممكن أخاف من حاجه أوي وتطغى علي خوفي التاني ، خوفي علي أخواتي غلب خوفي من أي حاجه ، الإخوات جزء من الروح وأنا كل روحي اخواتي الصراحه ، حتى خوفي عليهم الزياده بيوترني من جوه بس مش عارف الخوف ده اتخلق ازاي !! "
_" أنا فهماك علفكره ، بس أنا مش فمكانك أنا فمكان أخواتك واللي بيعمل كده ياسمين !"
صمتت ثم تابعت بنبره جاده ولكن جعلته يضحك بخفه:
_" هو إحنا ليه كل مره بنقلبها نكد !!"
_" أدينا بنسوي دراما !"
ضحكت عالياً على حديثه ، فنظر هو لها مطولاً ، تلك الجاهله لا تعلم أن ضحكتها تهز من ثباته أمامها ، التفت بوجهه سريعاً ينظر إلى تلك الفتاه التي وكزته برفق في ذراعه تزامناً مع حديثها الطفولي البرئ :
_" ورد يا باشا ؟؟"
إبتسم لها بحنوٍ هي نفس تلك الفتاه والذي ابتاع منها الورد أمس ، ولكن هي الٱن بمفردها ، أخرج من جيبه بعض من الأموال ،ثم قدمها لها وهو يأخذ منها ورده واحده فقط من اللون الأبيض ، فودعته هي بعدما أخذت الأموال وهي تشير له ببراءه ، فأشار لها هو الأخر كما فعلت ، كل هذا تحت نظرات "نيروز" المتأثره ، إلتفت برأسه أخيراً ثم ابتسم لها وهو يقدم لها تلك الورده التي توجد بيديه قائلاً بمشاكسه طفيفه لطيفه:
_" إمسكِ ، Rose to rose"
[الورد للورد]
قالها مع استخدامه لمصطلح "Rose" بسبب طبيعة إسمها والذي يردده البعض لها "روز" ، ابتسمت بخجلٍ وهي تمد يديها لتأخذها من بين يديه ، أخذتها سريعاً منه تزامناً مع. تسارع قلبها تحسباً لما سيفعله ، وبطريقه مضحكه بالنسبه له فعلت هي كذلك بسرعه وهي تنتشلها من بين يديه ، قد قرأ أفكارها ، علماً بأنها خجلت من التلامس باليد كما يفعل هو بالقصد ، ولأن ردود أفعاله ليست متوقعه بالنسبه لها وإن توقعتها فسيفعلها بجرائه ، فعلت هي كذلك ، ضحك بصوت متوسط فالعلوٍ وهو يردد بخفوتٍ لها يسألها بعبثٍ بسبب ما حدث :
_" عارفـه الست قالت إيه ؟"
طالعته بتساؤل وتلك الورده تهتز من إرتجافة يديها ، فواصل هو يجيبها ناظراً في عمق أعينها يكمل ما أردفه من إجابه والتي كانت بضعة كلمات من إحدي أغاني "أم كلثوم " :
_" واتغيّرت شوية شويه ...اتغيّرت ومش.. بإيديا"
قالها ببطئ يلمح لها ما أصابه وما يفعله معها من حركات عبثيه مخيفه قليلاً لأي فتاه بسبب ما يفعله من جرأه لا تتناسب مع إلتزامها !! ، هربت بانظارها ثم تصنعت إنشغالها برفع تلك الورده إلي أنفها !
________________________________________
جلسَ بشرودٍ مُمسكاً بهاتفه الذي يوجد بيديه بترددٍ ، أيطلب شقيقه حقاً ؟؟ أم ماذا يفعل ،. لم تغفل عينياه منذ ليلة أمس صراعاً بين عقله وقلبه !!! ، تاره ينفعل وتخرج أنفاسـه عالياً منه ، تاره يجلس بانكسارٍ ، ولكن لا فائده من ذلك ، الأفكار تتضارب في رأسه والشكوك تحاوطه أينما تحرك وفكر وتنفس !! ، نهض على فجأه وكأن طاقتهُ تُستنزف وبقى بها القليل فقط ، ثم رفع ساقه يركل ذلك المقعد بعصبيه حتي رجع خطوات إلى الخلف بأثر ركلته القويه ، ثم وقف ينظر إلي ما فعله بأنفاسه العاليه وصدره يعلو ويهبطّ ، فـ دق باب غُرفته دقاتٍ متتاليه ، فتوجه يفتح الباب بقوه فوجده من. أمامه طبيبه النفسي رغم فرق السن الكبير بينهم إلا أنه صديقه !! ، طالعه بصمتٍ فدلف ذلك الواقف إلى الداخل وهو ينظر علي ما فعله الأخر من تحطمٍ بسيط في ركن ما بتلك الغرفه الصغيره!! ، جلس "عاصمّ" وهو ينظر له بصمتٍ ، فالتفت "بسّام" على فجأه متحدثاً بصوته العالي في المكان:
_"هو أنا ليه يتعمل فيا كده من الأساس ، ليه حصل فيا كده ؛ليه أرجع أشوفها تاني ليه !!! "
طالعه "عاصم" بتعامل بارد في حركات عينيه وحتى حديثه لانه يتفهم جيداً ما يمر به رغم جهله بما يردفه الأخر ولكنه علم معلومه جديده الٱن أنه قابلها؟؟ :
_" فهمت دلوقتي ليه نحاول نتعافي ونحب نفسنا ومنفكرش فاللي راح مننا !! ، كنتّ هتموت وتشوفها وتعرف السبب ، وأديك عرفت ،شوفت ايه اللي حصلك ؟!"
قالها بهدوءٍ ثم واصل ليكمل :
_" أنا بكلمك كصديق أو كأخ كبير مش كدكتورك النفسي !"
صمت ثم تابعه وهو يتنفس عالياً من أثر إنفعاله ، فنظر له "بسام". بتعابير وجهه الخاليه ثم انحني ليجلس بانكسار علي المقعد بجانبه وكأنه غير قادراً علي الصمود جسدياً قبل نفسياً :
_" أنا غبي ، وإستغفلت من كل الناس اللي حواليا ، القريب والبعيد وكله ! ، قاعد بدفع فتمن حاجه مش بإيدي ، مكانتش بإيدي انى إختارها هي من ضمن كل الناس ولا حتى بإيدي أختار أخويا الـ...!! ... ، مش قادر .. مش عارف أصدق مين ، أنا تعبت ودماغي تعبتني من التفكير !!"
_"صدق قلبكّ !!"
رفع "بسام" أنظاره يطالعه بخيبه كُبري وعجز ، ثم ردد بإنهاك :
_" قلبـى !، أصدق قلبي اللي لسه مش عارف يبطل يحبها رغم كل اللى حصل ! ، لو صدقت قلبي هصدقها وأنا مش عاوز اصدقها بس مش عارف !"
قال "عاصم" حديثه الأول دون أن يعلم ماذا حدث بلقائهم ، هو. علم من مجرد حديث الٱخر للتو، صمت يأخذ أنفاسـه ، فقاطعه "بسام" وهو ينهض واقفاً ليتجه حيث الخارج تزامناً مع قوله له:
_" مينفعش أكذبها ! ، كل حاجه قدامي بتقول إن هي الصح ! "
قالها ثم خرج من الغرفه صافعاً الباب من خلفه بقوه ، متجهاً حيث الأسفل ، وهو يحاول بكل ما يملك من ثبات ، أن يبقي به ، أن يبقي ثابتاً إلي حين مواجهته مع شقيقه والذي لا يريد أن يأتي موعدها من الأساس ، كل ما يجول بخاطره هو كيف سيواجهه ، كيف سيتحكم بانفعاله أمامه ،. كيف سيحاول تصديقه إن قال له بعد التراهات والحجج !!
_____________________________________
جلَـس على الأرضّ وحوله بعض الأحجار ، أمام قبر الإثنان "والدته و شقيقته" ذلك الجامد ذو الملامح الجاده يبكى الٱن ؟.، رفع يده يتملس القبرين من أمامه بحنوٍ ، تهبط دموعه من على خديـه الٱن ، حتى هبطتت وهي تنزل على عنقه وكأنها أخيراً وجدت لها مجري تسير به !! ، ليت الدموع تفيد بشئ ، ليت الدموع قادره علي حل كل ما يجري بنا من ألمٍ ، ولكن هو !! ماذا عنه ! عاش طيلة حياته مسئولاً حتي وإن لم يفقه شئ ، تحدث وكأنهم بجانبه يستعمان له ، فخرج منه صوته الممزوج ببكائه :
_" وحشتوني أوي ، مش عارف أقولكم إيه المره دي ، كل مره ببقي جاي ببقي مكسوف أوي منكم ، نفسي أخدكم فحضني ، أو نفسي أجيلكم أنا ، ليه سيبتوني اتعذب من بعدكم ، حاسس إني بجري فمكان ملوش ٱخر ،. ورغم كل ده مش هسيب حقي وحقكم. ! ، مش قادر أتخيل منظرك يا بثينه لما عملوا فيكِ كده لحد النهارده ! ، ومش قادر بردو أتخيل إني ممكن أعمل فحد كده ويبقي محطوط مكانك ، بس أبوها اللي عمل كده ، هو اللي بدأ الأول هو السبب فظهورك قدام الكل كده ! هو السبب بردو فموتك ! وموت أمك كمان ، مش عارف أشوفهم عايشين عادي مع بعض وأنا هنا لوحدي من غيركم ، ليـه يا صفيه جبتيني الدنيا من الأول لما أنا هبقي لوحدي كده فالأخر ، ليه جبتيني وانتِ هتمشي انتِ وبنتك وتسيبوني ، جبتيني ليه وأنا هبقي كده ! "
قال حديثه بانكسار ثم استند لينهض واقفاً بتعبٍ ، وكأنه مخدراً ، وهو يواصل مره أخري بحده حتي في نظرة عينيه:
_" بس أنا وعدت ! ، وعدتكم انى هجيب حقكم ، مش هسكت ! ، مش ناسي كلمة بُثينه ليا قبل ما تموت ، قالتلي متسيبش حقي يا شريف ! ، مش هسيبه ، مش هسيبه يا بُثينه اطمني "
قالها وهو يجذب باقة كبيره من الورد يضعها علي قبر شقيقتهُ ، كما كانت تحب هي ، وضعه بانتظام ثم رفع يده يمسح دموعه برفقٍ ، وهو يبتسم مودعاً قبريهما قبل الرحيل للبلد الأخري !! ، "شريــف" هذا ما قد يظهر للبعض بأنه مثل إسمه ، ولكن اتضحت الأدله وكان صاحب تلك النظرات الشيطانيه هو !! ، كما أن كان هو الراغب بالانتقام بأي طريقه غير عابئاً بالنتيجه! ،توجـه ليخرجّ ثم وصل إلي البوابـه وقبل أن يخرج نظر إلى العامل بتعابير وجه خاليه ، ثم وضع يديه في جيب بنطاله الإسود ، وأخرج ورقه بمبلغ كبير ، ومن ثم قدم له بذراعه تلك الأموال قائلاً ببسمـه صغيره عكس المره السابقه:
_" خدّ دول ! ، وخلي بالك منهم ، ومتنساش الورد"
توجـه من بعد ذلك إلي الخارج تحت نظرات العامل المستنكره بما يفعله من إنفصام !! ، توجـه ثم ركب تلك السياره متجهاً بها حيث بعيداً عن ذلك المكان الذي توجد به نهايتنا جميعاً !!
_______________________________________
كانت تجلس بجانبـه فى السيـاره وهو يقودها ، بعدما تحدثوا بأمورٍ عده ، أخري عبثيه وأخري منطقيه ، نظرت له بعد لحظاتٍ من الصمت بترددٍ من ذلك السؤال التى تريد وبشده أن تعرفه ، تحاول مقاومة فضولها ولكن لا تستطيع! ، نظرت له فوجدته مسلطاً أنظاره على الطريق ، فرجعت بقرارها سريعاً وهي تلتفت تنظر من الشرفه بجانبـها ، ولكن جاءها صوته الواثق الذي فاجٱها حينما ردد لها :
_" لو عاوزه تقولي حاجه قوليها !"
التفتت سريعاً تطالعه بدهشه وهي تهتف بتلقائيه:
_" انتَ عرفت ازاي إنى عاوزه أقول حاجه !"
_" من عنيكِ وهي بتلف وبتدور،. وكمان فركك لايديكِ ده بيدل علي التوتر والتردد"
قالها ببساطه ثم واصل يكمل بغرورٍ زائف:
_" انتِ بتتكلمي مع أي حد ولا إيـه ؟ ، ده أنا دارس علم نفس لما قولت بس عشان المقابلات الشخصيه قي الشُغل ! "
_"انتَ مغرور ولا أنا بتهيألي"
قالتها رغم اندهاشها بما علمه من تفاصيل حركتها ، ولكنها أردفتها بجديه مرحه مما جعلته يحرك رأسه إيجاباً ثم قال بثباتٍ:
_" لأ أنا فعلاً مغرور مش بيتهيألك ولا حاجه ؛ .. كنتِ عاوزه تقولي إيـه ؟"
لم تفرك بيديها بل حاولت الثبات والتماسك ثم أغمضت عينيها للحظاتٍ ومن ثم فتحتها وهي تتنفس ببطئ قائله دفعه واحده:
_" أنا شوفتك عند الدكتور النفسي من كام يوم ! "
ورغم غرابة ما أردفته تلك الغبيـه إلا أنه تظاهر باللامُبالاه ، ثم ابتسم في نفسـه عليها من آعترافها الأن بطريقه غير مباشره أنها تذهب هي الأخري لطبيب نفسي !! ، ورغم مفاجأته بذلك ولكنه لم يستبعد أمر علاجها النفسي أبداً ، صمت للحظاتٍ حتى يأتي بٱخرها ، فتلاشت ابتسامتها المرسومه دائما علي وجهها تدريجياً وهي تتراجع بما أردفته قائله بأسفٍ:
_" أنا أسفه ، مقصدش حاجه بجد !"
دقيقه واحده ثم خرج منه صوته الهادئ يجيبها قائلاً :
_" انتِ عارفه ده معناه ايه ؟"
رددت بخفوتٍ رغم حرجها من الموقف:
_"إيه ؟؟"
_" إنك انتِ كمان بتروحي لدكتور نفسي !"
صمت مع إحمرار وجهها بشده من تلك المعلومه ، ثم نهرت نفسها بعدم تفكيرها بالحديث قبل قوله!! ، حاولت أن تبرر وهي تتعلثم ، فتحدث هو من قبلها قائلاً يجيبها تلك المره:
_" أنا مبروحش لدكتور نفسي ، شوفتيني إزاي ؟ ممكن يكون حد شبهي!"
بعد إردافه لحديثه فكر للحظه بشقيقهُ ، من المحتمل أن يكون هو !! كيف غاب ذلك عن عقله ، حاول بالتظاهر بعدم تذكره لشئ ثم هتف بتساؤل:
_" كنت لابس ايه ساعتها ؟!"
_" نفس اللبس بتاع اليوم اللي مكنتش لابس فيه بدلة الشغل أول مره"
إندهش من الإجابه ، ذلك اليومّ كان يرتدي مثل شقيقه ، ولكن بالنسبه لها كانت ستعرفه جيداً ، وإلي تلك النقطه هتف ليسألها من جديد:
_" بعيداً عن الحوار ده ؟ هو انتِ بتعرفيني أنا وبسامّ من بعض ؟؟"
أتجيبه بأنها أصبحت تعرفه جيداً من مجرد رؤيته ، حتي وان لم تنظر علي لون عينيه و خصلات شعره ، أصبحت تعرفه جيدًا. بمجرد ظهوره أمامها ، روحه مألوفه لها ثم أصبحت معروفه !! ، أتقول له بأن بريق عينيه وجمال إبسامته لن تجدها بشخص ٱخر ، تنهدت بعمق ثم رددت بإختصار:
_" أاه ، بعرف أفرق بينكم "
حسناً تأكدت شكوكه ، حينما أجابته ، ذلك اليوم تذكر إتفاقهم بالملابس والأهم قبعة الرأس السوداء الذي جلبها له ولشقيقهُ ، بالتأكيد لم تعلم من هو تحديداً بسبب رؤيته بتلك القبعه ، وأيضاً بالنسبه لها بعده عن المكان التي كانت تجلس به هي الأخري ، حتي وإن عرفته بشده ، فهما متشابهان إلي حدٍ كبير !! ، أومأ لها وهو يبتسم إبتسامه صغيره ، ثم وضع السياره في إحدي الجوانب ليغلقها بعدما وصل أمام المبنى ، هبط منها تزامناً مع هبوطها أيضاً. ، خرجت لتتجـه حيث الداخل وهو بجانبها أيضا وما أن بدأت لتصعد السُلم ، أمسك يديها من الخلف يوقفها على فجأه فالتفتت هي سريعاً ثم ترك يديها من بعدها وهو يبتسم قائلاً لها بمراوغه:
_" خايفه تركبي الأسانسير معايا ؟؟
ورغم غيظها من محاولته لمسك يديها ،. إلا أنها حاولت أن يوجد بها بعض الشراسه وهي تجيبه بنيره جاده:
_"أنا مبخافش علفكره !"
وما أن سمعها شهق سريعاً بقوه متظاهراً أنه لاحظ شئ مرعب من خلفها قائلاً بذهول زائف:
_" إيـه ده ! حاســـبى !"
التفتت بهلع وهي تهبط بتعلثم درجة السلم التي صعدتها بسرعه ، حتي إصطدمت بصدره باندفاع عندما هبطت سريعاً من أثر خوفها ،. الٱن وحرفياً أصبح محاصرها في أحضانه ، دفعته بقوه إلي الخلف ثم نظرت حولها باستفهام فلم تجد شئ ، فطالعته من بعدها بجمودٍ وهي تهتف بأدبٍ :
_" لو سمحتّ اللي انتَ عملته ده مش كويس خالص، عيب كده ! "
ضحك بخفه وتبجحٍ ثم غمز لها بوقاحه مردداً بجرأه:
_" أومال ايه اللي كويس ؟ حضني ولا ايه ؟؟"
حركت رأسها بنفي سريعاً وبصدمه من تطوره في جرأته معها ، ثم تحلت بالشجاعه وهي تقترب منه خطوه واحده مشيره بإصبعها لتوجهه وكأنه طفل صغير:
_"انتَ قليل الأدب !"
ردد بغير تصديق مشيراً على نفسه بدهشة :
_" أنا قليل الأدب ؟!"
_" أاه ، انك تمسك إيدي من غير ما يربطني بيك حاجه وراجل غريب عني ده حرام !! وكمان بتكذب عليا؟ عشان تاخدي فـحضنـ.."
صمتت بصدمه مما أردفته ، فإنتظر يطالعها بعبثٍ ، ولكنه أيقن أنه تسرع كثيراً وأيضاً هي لا تشبه الفتيات الذي كان صديقاً لهن من قبل !! ، نظر لها بهدوءٍ ثم ردد بنبره. هادئه وكأن شيئاً لم يكن:
_" أنا بس كنت بعرفك إنك بتخافي ، بس إطلعي علي السلم خلاص وأنا هطلع فالأسانسير "
لم تجيبه بل التفتت حتي تصعد علي السُلم ، فوقف هو منتظراً ثم ردد مره أخري :
_" بس حاسبي لتقابلك حاجه كده ولا كده ، ساعتها مش هتلاقي حضني !"
قالها وهو يتجه حيث المصعد يدلف به، أما هي فابتسمت حينما أردف لها حديثه ولكن حاولت أن تخفي بسمتها وهي تصعد ، وصل هو سريعاً ثم وقف ينتظرها حتي وصلتّ ، فنظر لها بصمت فوقفت هي وهو من أمامها حتي خرج. منه صوته قائلاً بثباتٍ:
_" مكنتش أقصد كل اللي حصل ده ، من أول مسكة الايد لحد الحضن الـحلـ.."
قطع كلماته قبل أن تسوء الأجواء مجدداً مما سيردفه ، هزت رأسها بقلة حيله ثم تحدث تجيبه بعقلانيه:
_" إحنا أه بقينا إصحاب بس يعني مش لدرجة التلامس، مش زعلانه خلاص !"
نظر لها بثباتٍ ثم التفت ليتوجه ليخرج مفتاحه من جيبه حتي يدلف شقته
حسناً إن إعترف لها بحبه سيكون أهون من حديثه الذي يفتك بها في كل مره يقوله !! ، أحبت حديثه واخيراً إبتسمت وخرجت منها بسمتها بحبٍ حينما أغلق الباب من خلفه بهدوءٍ ثم حركت رأسها بصدمه وبهجه في ٱن واحد مردده في نفسها بدهشه :
_" مش معقول أكون بحبه ؟ لأحبيته ؟؟.. يلهوي !!"
قالتها وهي تفكر ورغم تظاهرها بالتفكير إلا انها تعلم جيداً أنها وقعتّ به ! كما هو أيضاً وقع بها ورغم تصارع تفكيرها الزائد به الليلتين الماضيتين ، الا أنها أيقنت أنها تكنّ له شئ بدأ بالإعجاب ثم انتهي بحبٍ ، ورغم خوفها من إحساسها ، ولكنها تفاجٱت بفرحتها حينما قال لها اليوم من حديثٍ عبثي به من التلميحات ما يكفي!! تعلم أنه أحبها فكلماته لها كافيه لشرح ذلك جيداً ، ولكن هو يحبها ولكن هل يعلم بأنها تكنّ له شيئ. أم ماذا ؟؟. ، دلفت المنزل بعدما جلبت المفاتيح معها اليوم في حقيقتها مثلما يفعل هو الأخر ، وحتي لا ينتظرا أحد بأن يفتح لهما الباب !!
____________________________________________
بعد مرور عدة ساعات ، في المستشـفى كانت تنهض لتتجهز حتي ترحل مع شقيقها إلى منزلهما، وقفت بعدما قدمت له الحقيبه يحملها ، وما أن قدمتها سقط منها الهاتف الذي يبدو عليه بأنه مكسوراً من شاشته جانب بسيط ، هبط لينتشله من على الأرض تحت نظراتها المُرتبكـه ، ثم عقد ما بين حاجبيه متسائلاً :
_" إيه ده يا فرح ؟ وجبتيـه منين ؟"
رغم ارتباكها حاولت أن يخرج منها صوتها ثابتاً بعد مُعاناه ثم أجابته قائله:
_" ده ، دا أنا إشتريته مستعمل بفلوس بسيطه من فتره كده ..عشان أعرف أتعامل !"
_" مُستعمل !! ، وانتِ اللى شارياه !!"
قالها باستنكار ، وهو ينظر لها بتعمن وهي تقف من أمامه ، فكادت أن تتحدث لتبرر مره أخري ولكن قاطعها صوت دقات الباب الخافته ، اتجه هو ناحية باب الغرفه حتي يفتحه ، فوجده أمامهُ ، ورغم خيبة"بسام" الا أنه يحاول أن يبقي ثابتاً على الأقل في ساعات عمله !! ، رحب به وهو يدلف إلي الداخل ، فابتسم له "بسام" ثم تحدث ليقول:
_" أهلاً يا عز ، أنا جاي بس أودعكم ، وكمان أقولك حاجه "
صمت ليجده منتبه له هو و الأخري فتنحنح يجلي حنجرته قائلاً:
_"طبعاً مش محتاج أقولك رغم انها مش مسئوليتي بس خروج الٱنسه فرح مش كويس أوي ، حالتها مش صعبه ، بس حافظ على حالتها النفسيه وكمان هي متحطش نفسها تحت ضغط ، وربنا الشافى ، واحنا هنا فخدمه الوالده لحد ما تقوم بالسلامه"
هز"عز" رأسه بامتنان وشكر ، ثم أجابه بلطفٍ:
_" شكراً يا دكتور، ربنا يجعله فميزان حسناتك ، احنا هنا ماشيين لمناسبه معينه وممكن هي ترجع تاني تقعد "
_"ربنا معاكم ، لو إحتاجتوا أي حاجه أنا موجود بس أنا همشي دلوقتي ،. عن إذنكم"
قالها وهو يتجه إلي الأسفل ، هو في الأساس كان مستعداً للخروج ولكن قطعه محاولة الإطمئنان بعد أن علم برحيلهم ! ، توجه إلي الأسفل وهو شارداً ثم خرج من المستشفي بأكملها متذكراً تلك الرساله وحديث والدته له بأن اليوم موعد الغداء في شقة "سُميه"؛ رحل ، و هما أيضاً خرجا من الغرفه بعد رحيله متناسيان ذلك الموضوع قبل مجيئه ، خرج هو أولاً ثم هي من بعده حتي يذهبا هم أيضاً خارج المستشفي بعد تصفية حسابات تلك الغرفه التي تجلس بها فرح !!
_________________________________________
_" مش شايف انك متحمس تروح بيتكم أوي ، ده أنا الست عزماني ومش عاوز أروح أصلاً .."
قالها "ٱدم" وهو يعدل من مظهره جيداً ، والٱخر بجانبه يرتدي من ملابس صديقه ، ابتسم "حسن" بسمه ليست طبيعيه ثم ردد يجيبه بلؤمٍ:
_" أنا رايح عشان نيروز ، خلاص معتش ألا هي ، وجه الوقت اللي استغل فيه الفرصه بس هي تلين هي وامها بالحب بدل ما أعمل حاجات متعجبهش !"
نظر له "ٱدم" بصمت وهو ينحني يرتدي حذائه ، ثم خرج منه صوته الساخر وهو يقول:
_" ما بقولك ايه يا حسن البت دي شكلها مبتحبكش فـ ريح ، وبعدين انتَ جاي الوقتي تصحي وتفوق ليها !"
ضحك "حسن" عالياً وهو يفتح من أزرار قميصه الأبيض قائلاً من بين ضحكاته:
_" جرا ايه يا ٱدم ، متعرفش إن حسن بيستني الوقت المناسب ولا ايه ، وبعدين وحياتك هتبقي ليا حتي لو عافيه !"
_" كمان ناوي ع الشر ليها؟؟! انتَ أهبل يا حسن .؟ دي بنت عمك ! !"
قالها بحده طفيفه وهو يقف بمكانه ، ولكن نظر له الٱخر وهو يقلب عينيه بملل مردداً ببرود:
_" بقولك إيه غير السيره ومكلش فيه ، يلا مش انتَ خلصت ؟"
نظر له "ٱدم" بقلة حيلة ثم تحرك من. أمامه والٱخر من خلفه حتي يخرجا من المنزل ، حيث منزل "سُميه" التي حدثت الٱخر بالهاتف بأن يأتي اليوم علي موعد الغداء منتظراً إلي عقد القران ، ٱما الٱخر فـ له دوافعه الخاصه ، وأيضاً بعد محاولات مهاتفة والدته له إلا أنه لم يجيبها حتي اليوم صباحاً عندما قال لها بٱنه سيأتي علي موعد الغداء إلي عقد القران ، بالطبع فرحت بشده ولكن لم تبوح لاحد بما عرفته منتظره ما سيحدث!!!
______________________________________________
جلسـت تفكر بأمورٍ عده ، وبحقدٍ فاق الحدود بكثيرٍ ، لا تريد بأن تمضي تلك الليله بسلامٍ عليهما ، ذلك التي تكرهه بشده بسبب مقارنتها دائماً به وبولدها ، أما الاخري فهي تكنّ لها حقداً ليس له ٱخراً ، جلست تفكر بأبسط شئ قد يعكر صفو مزاجهما اليوم لا تريدهم بأن يفرحا فرحه كامله !! ، ولكن لم تسطع التفكير بشئ معين !! أمورٍ كثيره وردت علي بالها ولكنها استحسنت بأن تؤجل ثم لتفكر بٱخر حتي ولو بسيط لتري بها وبه الحزن في يوم كهذا !، نهضت بغيظٍ تكنه لهما ثم توجهت حيث غرفة ابنتها الصغري، وهي تفتح الباب علي فجأه ، فوجدتها مُسطحه على الفراش ممسكه بهاتفها ، التفتت "فريده" لها بتوترٍ ، ذلك اليوم هو يوم التنفيذ لهروبها معه! تنتظر اللحظه المناسبه بفارغ الصبر ، نهضت لتجلس سريعاً وهي تبتلع ريقها ناظره لوالدتها وهي وتتجه نحوها بشرودٍ متمتمه:
_" بت يا فريده قبل ما نروح ع الغدا كنت عاوزاكِ تفكري فأي حاجه نعملها فكتب كتابهم تقهرهم كده وتزعلهم ،. عاوزاه يوم يبقي ليه ذكرى سوده معاهم كل ما يفتكروه "
نظرت "فريده" لها بصمتٍ وهي تراها تتحدث بحماسٍ كبير ، وكأنها تخطط لشئ جبار ! ،، شردت "فريده" بتفكير وهي تتحدث قائله لها باقتراحٍ:
_" مش فاهمه زي ايه ؟ ..، عندي فكره !"
قالت أخر جملتها بتذكر ولهفه ، فنظرت لها والدتها بحماس وهي تستجوبها قائله:
_" إيه يا بت قولي بسرعه !"
_" هتتفٱجي منها ، سيبي الموضوع ده عليا ، ومش هيبقوا هم بس لا ده عليهم كلهم ، هدخلهم من نقطه ضعفهم !"
نظرت لها "زينات" ثم تمتمت بتهكمٍ:
_" مش مطمنالك يا بت!"
_" خليكِ واثقه فيا ، بس في حاجه عاوزاكِ تخلي عينكّ عليا كده عشان لو شاورتلك تفهميني علطول !"
_" متأكده يا بت إنك هتعلمي عليهم كلهم وفنفس الوقت مبتبوظيش الدنيا بردك انا بقولك اهو. "
نهضت تضع حجاب رأسها علي شعرها وعلي ملابسها المنزليه قائله بيسمه خبيثه:
_" يستي عيب عليكِ ، هتنبهري متنسيش بردك إن ياسمين ليها عندي واحده ، مش فاكره !"
_" وأنا هنسي حاجه زي دي ! ، العقربه بنت سميه ، وأهو كلو كان منك يا عين امكّ ، يارب بس متتهورش ولا تطلع البتاع اللي هي مصوراكِ ييه ده وانتِ قاعده مع البيه بتاعك! ، أوعي يا بت تكوني لسه معاه وبتكلميه لحد دلوقتي ؟"
وزعت أنظارها سريعاً في المكان ثم رددت بسرعه :
_" لأ مفيش حاجه من دي ، ومتنسيش انك حبساني ولا كليه ولا بتاع !"
نظرت لها"زينات " بتمعن ثم التفتت لتخرج من الغرفه والأخري خلفها حينما قالت الأولي:
_"طب يالا فات أبوكِ راحلهم هناك باين ، خلينا ننجز!!"
________________________________________
بعد مرور وقت قليلٍ وصل هو إلي المبني أخيراً بعد ركوبه لمواصله ، ثم دلف يدخل إلي المبني ، ولكن بسبب عدم قدرته لفعل أي شئ ، اتجه ناحيه المصعد ليدلف به بهدوء! ، دلف "بسام" بالداخل ولكن قاطعه صوت يعرفه جيداً بأن ينتظر !! أوقفه قبل الصعود فوجد "ٱدم" من أمامه و بجانبه ذلك اللعين "حسن" مد "بسام" يده ليرحب به قائلاً بلطفٍ:
_"إذيك يا ٱدم "
ابتسم له "ٱدم" بتكلفه وهو يدخل معه إلي المصعد والاخر بجواره ، ثم ردد يجيبه قائلاً برسميه:
_" الحمد لله اذيك يا بسام"
ورغم أنه سلام فاتر إلا أن "ٱدم" لا يحمل من ناحيته أي كره ، وكما أنه رحب به ابتسم للاخر بسمه متكلفه فبادله "حسن" البسمه بتعابير وجه جامده ،وصل المصعد أخيراً ، فعلم "بسام" أنهما أيضًا متوجهان حيث شقة "سُميه" فتوجه كلاً منهم إلي حيث أمام الشقه وأولهم "بسام" الذي دق الجرس هو أولاً حيث هو الذي كان بمقدمتهما
________________________________________
قبل دقائق في شقة "سُميه" كانت السُفره الكبيره يوجد عليها جميع أصناف الطعام الذي نفعله في المناسبات، وكل منهم يساعد الٱخر في تجهيزه وجلبه من المطبخ ،حتي "غسان" الذي بدل ملابسه إلى أخري مريحه وكذلك "حازم" والفتيات أيضاً ، جلس "حامد" أخيراً في الأمام وبجانبه مقعد أخر يبدو أنه تُرك لـ "سليم" باعتبار أنهما الأكبر سنناً ومقاماً ، وإن قارنا ، فلا يوجد مقارنه بينهم من الأساس فأحدهم في السماء والٱخر في سابع أرض ! ، جلست "سُميه" أخيراً بإنهاكٍ ثم جلست بجانبها "عايده" وابنتها و "حازم" التي تجلس بجانبه "ياسمين"، وبجانبها شقيقتها وزوجها ، ثم من بعدها "نيروز" يقابلها في الجهه الاخري"غسان" ،. ابتسم "حامد" ثم صاح عالياً ببهجه:
_" متجمعين فالفرح دايماً إن شاء الله!"
صمت ثم نظر للعروسين قائلاً بحبٍ:
_"الف مبروك يا حبايبي ، وعقبالك بقا يا روز معتش ألا انتِ"
ردوا عليه بامتنان في حين قد خجلت هي ثم نظرت من حولها ،حتي تقابلت نظراتها بنظراته ، فوجدته يبتسم علي حديث والده ، ثم رفع يده كعلامه للدعاء ، ولكن فعلها دون أن ينظر لها !، وكزتها "جميله" التي لاحظت تلك الفعله ثم مالت علي أذنيها قائله :
_" ده بجد ؟؟؟ "
التفتت لها سريعاً في حين إنشغال الاخرين ، ثم رددت بتساؤل به بعد الحرج:
_" هو ايه ده اللي بجد ؟ "
كادت أن تجيبها الاخري ولكن قاطع حديثهم جميعاً صوت جرس المنزل ، فنهض "غسان" سريعاً وهو ينظر عليهم جميعاً فكلهم موجودون !! حتي شقيقته التي ٱتت من دروسها ، لم ينقص سوي "سليم" إذن فعائلته بأجمعها هنا !! ، توجه تحت أنظارهم يفتح الباب فوجد الثلاثه من أمامه ، ورغم دهشته برؤيته لـ "ٱدم" و "حسن" الا أنه لم يعيرهم إنتباه ، ثم نظر لشقييه مردفاً بتساؤل:
_" ده أخيراً ! مبتردش ليه ؟؟"
بالنسبه لـ "بسام" فمجرد رؤيته لشقيقه وهو يفتح له الباب حاول التماسك الي حين المواجهه بعد عقد القران حتي لا تحدث مشكله ، رفع أنظاره المتردده وهو يحاول أن يتجاهله مردفاً باقتضاب ليجيبه:
_" كنت مشغول !"
ورغم إستغرابه من رد شقيقه الجاف وليس المرح معه كما هو معتاد ، الا أنه اومأ له بالايجاب ثم تحرك ليفسح لهم الطريق متوجهاً حيث مكانه من جديد ، ابتسموا جميعاً لهما حتى "سُميه" التي رحبت" بأدم" ولكن لحظه !! تفاجأوا بذلك الذي دخل خلف "ٱدم " منهم ملامح وجه كانت صارمه ومنهم شامته ومنهم متفاجأه ، رغم صدمة "سُميه" الا انها قامت لترحب به هي الاخري مشيره له لمقعدٍ معين ليجلس عليه ، كانت نظرات الجميع صامته لا يجرؤ أحد علي الحديث ! ، ورغم خوف "نيروز" قليلاً من رؤيته ونظراته لها الا انها حاولت الثبات أمامه متجاهله نظراته ! ، خرج صوت "زينات" يقاطعهم جميعاً وهي تهتف بفرحٍ:
_" حبيب قلبي رجع تاني أهو يجماعه ، عقبال عندكم كان مسافر فشغل بعد ال حصل يعني !"
ورغم إشمئزاز البعض ومنهم "ياسمين" آلا انهم هتفوا جميعاً بنبره واحده :
_" حمد لله عالسلامه !"
كبت "ٱدم" ضحكاته من حديث "زينات " فوكزه "حسن" بجانب معدته وهو يجلس بجانبه ، حتي انشغل الجميع بالحديث مره أخري ثم قاطع صوتهم من جديد ، دلوف "سليم" من الباب الذي تركه"حسن" مفتوحاً من خلفه، رحبوا به جميعاً وهو يتجه الي جانب"حامد" بعدما أغلق الباب من خلفه ، حتي بعد ملاحظته لـ "حسن" ولكن قرر تجاهله إلي إنتهاء تلك المناسبه !! ، بدأوا جميعاً في تناول الطعام ، رغم نظرات "غسان" المستغربه من شقيقه الذي هرب واختار مقعداً بعيداً عنه حيث. جانب شقيقته "وسام" ولكن قرر تجاهل الأمر ليندمج في تناول الطعام ، كما أن "بدر" الذي لاحظ نظرات "ٱدم". الكثيره له يبدوا أن نظراته بها بعض الندم ولكن قرر تركه ليعرف ما فعله معه ومن أسلوب حديثه وصراخه في المقابله السابقه ! ، في موضع كهذا يحب أن تتحدث "سُميه" بلباقه لشكرهم ، فتحدثت قائله بإمتنان:
_" متحرمش منكم أبداً ، عقبال أولادكم جميعاً وعقبال الشباب والبنات يارب ، متجمعين في الفرح !"
رددو ببهجه مجاملتها ، ولكن بعض صمت ٱخر تحدث "حسن" عالياً يجيبها قائلاً بتبجحٍ:
_" صح ، وعقبالي بقا أنا ونيروز ولا انتِ نسيتي!"
توقف "غسان" عن مضغ طعامه بطريقه غير ملحوظه ثم نظر لها بتوتر فوجد تعابير وجهها متشنجه كما تشنجت ملامح البعض ، ولكن لا يحق لشخص الآن الحديث بهذا الموضوع سوي ٱصحاب الشأن أنفسهم ، ورغم خوف البعض من ردة الفعل الي أن حاولت "سميه" الإجابه بهدوء ولباقه حتي تنتهي المناسبه علي خير:
_" المفروض الموضوع ده ميتفتحش الوقتي ، وبعدين يا حسن احنا قولنا اللى علينا وخلاص وكل واحد له نصيبه يا بني"
ابتسمت "زينات". في نفسها بخبثٍ توتر الأجواء هذا ما كانت تريده ، ولكن "سليم" كانت تعابير وجه جامده ، لم يعطي بالًا لولده منتظراً ٱخره !، نظر لها "حسن" ثم ردد يجيبها بضغط:
_" أه مع عشان كده هي من نصيبي وأنا من نصيببها ، وكمان ياسمين وحازم خلاص بقا ، يبقي إحنا الي علينا الدور يا حماتـ.."
وقبل أن يكمل في أسلوب ضغطه، ووضعه لهم أمام الامر الواقع ، خرج صوت "نيروز" بصوت عالي حتي يسمعها وهو يجلس بٱخر السفره نبره وحديث تسبب في إخراجه ولكن البعض ايقن أنها فعلت الصواب:
_" بس أنا مبحبكش ومش عاوزاك ّ وقولتلك !! "
ورغم حرج "حسن" إلا أنه تظاهر بأنها لم تردف شئ، بينما ابتسم "غسان" بداخله كما ابتسمت "ياسمين" أيضاً وكذلك" حازم" وجميله " أما "بسام" فكان يتابع بترقب بداية الحوار الذي لم يروق له أبداً ، خرج صوت"زينات" منها قائله بجمودٍ يغلفه اللطف. كطبيعتها الخبيثه:
_" يا حبيبتي ده. حسن إبني ألف مين تتمناه ، وبعدين بلاش الكسوف ده ما كلهم عارفين انكم بتحبوا بعض من زمان !"
صدمه !! علي وجوههم جميعاً كيف تخوض بها كذلك ! ، تركت "نيروز" الملعقه برعشه يديها الذي لاحظها "غسان". المدقق في تفاصيلها ، دق قلبه بتوتر. خوفاً من انها تكن له حباً. ؟؟ لا يعقل ؟ لا؟ هذا ما قاله لنفسه ، وقبل أن تجيبها "نيروز" بعد محاوله بالثبات ، تحدثت "ياسمين" قائله بحزمٍ حتي توقفها :
_" ازاي ده يا مرات عمي ،. ده لا مؤاخذه يعني كتف ابنك متعلم من سناني عشان بس كان بيغصبها إنها تحبه تقريباً ، انتِ مش فاكره ولا ايه ؟ لما بعدها "غسان" اللي قاعد هناك ده ضربه فوشه ساعة المحضر اللي ابنك راح يتبلـي عليه يا زوزو !"
قالتها بأسلوب رقيق ، كما كان كل الحوار !! ، ورغم جرأتها الا انها كادت ستكمل ، فخرج صوت "سليم" أخيراً بهدوءٍ خوفاً من حدوث شئ:
_" خلاص نتكلم بعدين، ياريت نكمل أكل كلنا ونركز في اللي عندنا دلوقتي وبعدين نشوف الموضوع ده "
التفتت "زينات" تنظر له بغيظٍ كما لبي الاخرين أمره ، حتي نظر "حامد" لهم وهو يهز رأسه يؤيد ما قاله لهم ، ورغم ابتسامة "ياسمين" االخبيثه من إحراجها لزوجة عمها وغضب "حسن" المكتوم ، إلا أنها نظرت لـ "غسان" فوجدته ينظر لـ "نيروز" بدقه ، علمت هي ما يجري جيداً كما انها سمعت من قبل رغماً عنها وقوفها معه في الشرفه ليلة أمس بعد رحيل "حازم" منذ أن كان معها ، نظرت لهما بتعمن فوجدت "غسان" يحرك أنظاره من عليها ثم نظر بحده بالغه لـ "حسن". الذي لم ينتبه لتلك النظره، ولكنها أيقنت جيداً أن شقيقتها وقع بها رجل سيحميها !! ستؤجل ذلك الي حين ٱخر عندما تواجه شقيقتها ، تنفست "نيروز" بعمق كما أن ربتت عليها "جميله " برفق ، ونظرات "ورده" المتعاطفه أيضاً معها ، دقائق بسيطـه وانتهوا من الطعام ، ورغم موعده المتأخر كثيراً الا أنهم اجتمعوا علي اية حال !! نهض كل منهم علي فترات حتي يضعوا من الأطباق في المطبخ ثم ليغتسلوا!! ، حتى خلى المكان من الطعام ، فجلس جميعهم في صالة المنزل التي كانت ممتلئه بهم عدا النساء في المطبـخ ، توجـه "حازم وياسمين" إلي الشرفه التي توجد في صالة المنزل بعيداً عنهم ، ثم وقفت تنظر له بصمتٍ قائله بقلقٍ:
_" مش مطمنه يا حازم حاسه ان في حاجه هتحصل!"
_" متوتريش نفسك وادخلي يلا ظبطي لبسك وعالمغرب المأذون هيجي"
أومأت له بالايجاب وبها بعض القلقٍ ولكن ظلت واقفه معه لفتره ، بينما فالخارج ، جلس "حامد" بجانب "ٱدم" ثم ربط على كتفه بحنوٍ وهو يقول:
_" روح يا بني حب علي راس أخوكّ ، انتوا ملكوش الا بعض يا أدم ، وارموا وعدوا كل حاجه وحشه حصلت وعيشوا ، هو خايف عليكّ مش قصده أي حاجه خالص من اللي فدماغكّ ، وهو عنده حق بصراحه لأن الطريق اللي انتَ فيـه ده يا بني أخره وحش،و وزي ما في أصحاب جدعان في اصحاب سوء ، مش كل الناس زيكّ خد بالك من الكلمه دي !"
كان "أدم"يجلس بهدوءٍ وهو ينصت إلي حديث عمه باهتمام ولكن لم يتحدث ليرد عليه بل استمع له فقط بعجزٍ من صحة كلماته ، بينما ، جلست "وسام" بجانب"غسان" وبجانبهم "يامِن" و"بدر" أما زوجته فهي بالمطبخ مع النساء ، وكان أمامهم"نيروز" التي جلست بصمت بجانب "جميله" ، ولكنها تنفست بعمقٍ، حينما وجدت عمها يخرج من باب المنزل وخلفه "زينات " وأولادها ، بقليلٍ من الذوق العام خرجوا دون أن يستأذنوا للإنصراق ولكن خير ما فعل عمها يبدوا أنه لا يريد إفتعال المشاكل ، نظرت بتوتر في المكان بسبب نظراته لها بين الحين والٱخر ، فنهض "ٱدم" من جانب عمه وهو يشير لشقيقه بالحديث علي إنفراد ، نهض "بدر" له تاركاً الصغير مع "غسان" يلاعبه هو والأخري ، فاتجهت "نيروز" تحت أنظاره إلي والده ، الذي يجلس بجانبه "بسام"، جلست "نيروز" بجانبه بأدبٍ فابتسم "حامد" لها بحنوٍ ثم قال:
_" عاوزك متخافيش ، طالما كلنا هنا ومعاكِ، ولو حاجه حصلت واحتاجتيني أنا هنا جمبك علطول ، وإفرحي النهارده وانسي كل حاجه كده وفرفشي ، عشان الهبل دول يتجوزوا بقا والبيت يفضي ليكِ ولا ايه ؟"
طالعته بتأثرٍ فنظر لها بحنوٍ عندما أردفت ببسمتها البسيطه:
_" شكراً علي اهتمامك يا عمو"
قالتها بامتنان فأجابها بلطفٍ وعاطفة آبوه كونه أب لثلاثه:
_" أنا زي ابوكِ يا حبيبتي ده بعد إذنك طبعاً ، ربنا يصلح حالك !"
هزت رأسها وهي تبتسم له لوهله شعرت بأن ماذا لو كان ذلك الجالس يواسيها هو والدها ؟؟! ، كان "بسام" يجلس بجانبهم بمللٍ ، فنهض علي فجأه ثم تحدث قائلاً بهدوءٍ:
_" أنا همشي أنا يدوبكّ ألحق أروح أغير وأصلي والبس واجي تانى، جاي معايا يا بابا ولا هتخليكّ شويه ؟"
كاد أن يتحدث"والده" فوجد "دلال" تخرج من المطبخ فابتسم له قائلاً:
_" أمك طلعت اهيه ، كنت هستناها ، دي الحب دي ياض همشي من غيرها إزاي .."
قالها وهو ينهض، ثم تحرك وهو من خلفه بعدما أشار للاخري بأن تتبعه، حتي يخرج جميعهم من باب المنزل بالطبع بعد وداع "حامد" المؤقت لـ "نيروز" نهضت "وسام" هي الاخري معهم حتي تقتل حيرتها بماذا سترتدي ! سيأخذ منها وقت بالتأكيد !! ، تـبقي هو والصغير وهي !! ، لحظه موتره بالنسبه لها خاصةً بعد ما حدث منذ قليلٍ !! ، اقترب "غسان" من الصغير ثم قام بتقبيله من خده ثم هبط علي أذنه بعدة كلماتٍ وهو ينزله أرضاً فتوجه "يامِن" وهو يركض ركض طفولي حيث وصل إلي "نيروز" فانتبهت هي له ثم انتشتله ترفعه وقبل أن تقبله ، تحدث الصغير تزامناً مع تقبيله لها هو أولاً ببراءه:
_"خدي دي !"
قالها بنبره طفوليه ، لم تفهم هي ولكن علي اية حال قبلته بحبٍ هي الاخري مع نظراتها العشوائيه في المكان فوجدت "غسان" يطالعها بعبثٍ وهو ييتسم ثم تحدث بثقه وهو يشير علي نفسه بجرأه:
_" بتاعتي!"
كان يقصد القبله ، احمرت وجنتيها بشده ثم نهضت من مكانها بتوترٍ وهي تتجه حيث الشرفه ، بعدما أنزلت الصغير علي الأرض فدلفت لشقيقتها ، فابتسمت لها "ياسمين" باتساع ، ثم بادلتها "نيروز" البسمه وهي تقول:
_" يلا عشان تلبسي عشان نحلق حتي "
أومأت لها "ياسمين" فتحدث "حازم" بمرحٍ وهو يخرج من الشرفه:
_" قاعد بقولها كده من ساعتها ، بكذب نفسي باين مش عاوزاني !"
ضحك الاثنان بخفه ثم توجهت معها حيثُ الغرفه، كانت قد رحلت "جميله" منذ قليلٍ هي و"عايده" حتي يجهزن أنفسهم ، والأن اتجه "حازم" حيث "غسان" الذي رفع يده يدفعه قائلاً بمرح:
_" يلا يا عريس ؛ خلينا نروح نجهز بقا"
قالها "غسان" وهو يدفعه بمرحٍ فضحك الآخر بخفه ، وهو يصيح عالياً بالمكان أنه سيخرج ، فأجابته "سميه" وهي تخرج من المطبخ:
_" ماشي يا حبيبي ، متتأخرش بقا وانتَ كمان يا غسان !"
أومأا لها وهما يخرجا من المنزل ، بينما حملت هي الصغير ، بتعبٍ بعدما انتهت من عمل المطبخ ، بقي تنظيم الصاله بخفه فقط !! ستفعلها سريعاً ولأن عقد القران سيبدأ الناس في الاجتماع عندها بعد قليل بسبب المعازيم المتكونين من أصدقاء "ياسمين" والأقارب المقربين بشده فقط !! ، في الجهه الأخري!! كان يحتضن "ٱدم" شقيقهُ ثم خرج يتحدث بهدوءٍ:
_" حقك عليا يا بدر ، أنا مش عارف كنت بعمل إيه ولا بقول ايه ؟ أنا تايه"
غلبته عاطفة الاخوه وهو يمسكه من كتفيه بحبٍ قائلاً بحنان:
_" أنتَ أخويا ياض مقدرش أزعل منك ، بس سيبك من كل اللي انتَ فيه ده يا ٱدم وحاول تبدأ من الأول صح !"
هرب "ٱدم" بأنظاره وهو يتحدث باختصارٍ حيث لا من وقته في فتح تلك المواضيع في يوم كهذا:
_" إن شاء الله ، روح البس بقا ولبس يامِن وهاته يقعد مع عمه !"
_" من عين يامِن يا جدع ! بس متبوظليش الواد خليه محترم هلاقيها منك ولا من غسان "
نظر له ببسمه مكلفه بسبب إرداف ذلك الإسم الذي لا يحبذه من فراغ ، ثم شرد بأثر شقيقه وهو يتجه بعيدًا. عنه ، فجلس "ٱدم" منتظراً علي الأريكة وهو يمسك هاتفه يعبث به بمللٍ فهو ٱتي بملابسه متجهزاً من الأساس عند موعد الغداء الذي كان متأخراً !!
_____________________________________________
_" تقدر تقولي انتَ جاي دلوقتي ليه ؟"
بعد مرور وقت في شقة "زينات" وقف "سليم" بعدما بدل ملابسـه ينظر لابنه وهو واقف في صالة المنزل مردداً كلماته بجديه وجمودٍ حتي خرجت أيضاً. "زينات" بمجرد سمعها لصوته الجامد من الداخل وهي ترتدي ملابسها!، فـ
طالعه "حسن" ببرود ثم ابتسم بسمه جانبيه بسخريه قائلاً بتهكمٍ:
_" بدل ما تقول لابنك حمدلله عالسلامه ؟؟؟"
_"واللهِ لما تكون ابن بجد مش فاشل وضايع ! ، لأ وكمان خراب، وجاي تخرب وتبوظ اللي بيتعمل !"
قالها بحده ثم واصل مجدداً بتحذيرٍ:
_" إسمع!! لو حصل حاجه النهارده منك أنا هيبقي ليا تصرف تاني معاكّ ، خليكّ فنفسك كده واهدي ومش عاوزين زفت مشاكل ! مش فاهم أنا ايه اللي حدفك علينا دلوقتي؟"
نظرت "زينات" له بحده ثم تحدث قائله بغضبٍ:
_"جرا ايه ياسليم ؟ ده مش كلام تقوله ليه بعد غياب محموق اوي كده ليه علي ابن عايده ؟؟ مالك ؟؟ "
نظر لها بصمتٍ ثم توجه يخرج من باب الشقه متوجهاً حيث أسفل لجلب المأذون كما قال لإبنه! تاركهم ينظران من خلفه بغصبٍ دفين !، ولكن علي أية حال سيصبران في هذا الوقت ، اتجههت لتأخذ حقيبتها ثم صاحت باسم ابنتها وهي تمسك بكتف الاخر بمواساه ، قائله بعدما خرجت ابنتها من الغرفه:
_"يلا "
_______________________________________________
في شقة "حامد" وبعد مرور وقت عليهم أيضاً ، كلاً منهم يرتدي ملابسه بأناقه ! ، خرجت "وسام" من غرفتها وهي ترتدي فستاناً من اللون الأزرق الداكن وحجاب رأسها كان من نفس اللون ، واضعه كحل أعين فقط من مساحيق التجميل ليظهر عينيها ، خرجت لهم بصالة المنزل فوجدت والديها يجلسان بجانب بعضهما بعدما تجهزا سريعاً ، تصنع "حامد" الانبهار الشديد بطريقه بالغه حتي يبث لها الثقه ثم نهض يمسك يديها وهو يقوم بتدويرها مثل العروس قائلاً بحبٍ وحماسٍ:
_" إيه الجمال ده يا حبيبة بابا !! "
نظرت له بتأثر كما نظرت والدتها ، ثم دخلت في أحضانه سريعاً قائله بتأثر غلفه طبيعتها المرحه:
_" أجدع بوب ! ، بحبك اوي!"
ريت عليها بحنانٌ ثم خرجت من أحضانه تجلس بجانب والدتها ، فالتفت هو لهم ثم حك ذقنه بتفكيرٍ:
_" عارفين ناقصني إيه ؟"
_"إيــــــــــه .؟!"
_" أحط برفان !"
قالها ببساطه وهو يعدل من مظهره بخفه ، فضحكا الاثنان عليه ، بينما نهضت "وسام" بحماسٍ وهي تأخذ يده حيث غرفة "غسان" قائله علي سرعه:
_"برفيوم غسان تحفه ، تعال أحطلك منه!"
دقت الباب ، ثم إنتظرت هي وهو بضعة دقائق حتي فتح لهم" غسان " بضجرٍ وهو عاري الصدر ، من أمامهم فقط يرتدي بنطال الحله فقط !! ، انتفضوا جميعاً حينما شهقت "دلال" عالياً مردده:
_" يلهوي !! هتاخد برد يا بني !"
انتفضا سريعاً ، من أثر صوتها ، فنظر لها بهدوءٍ محركاً عينيه بمعني لا تقلقي ثم وجهها حيث الاثنان قائلاً بتساؤل:
_" هو فـى ايه ؟"
_" عاوز أحط برفان ياض!! عندك مانع ولا ايه ؟"
ضحك رغماً عنه وهو يفسح لوالده المكان هو والأخري ليدلفا الغرفه ، في حين توجهت" دلال" للغرفه الجانبيه حيث "بسام" لتدق عليه، بعد لحظاتٍ وضع "حامد" العديد من الروائح المختلفه ، فنظر له "غسان" باشمئزاز زائف وهو يردد:
_" ما خلاص يا حامد مش فرح امك هو !"
_" الله يرحمها يا بني ، الف رحمه ونور تنزل عليها !"
قالها "حامد" بتأثر زائف، فضحك "غسان" رغماً عنه وهو يرتدي قميص الحله ثم ارتدي الاخري ليكملها !، وقف قليلاً حتي توجـه ناحية شقيقته وهو يمسكها من طرف فستانها حيث عنقها متجهاً بها حيث خارج الغرفه ، ومن بعدها توجه يقف أمام والده قائلاً بثباتٍ:
_" مينفعش امسكك زيها يا حج فاطلع وراها يلا، هعمل حاجه وهاجي وراكم علطول !"
قلب أعينه بملل من حديثه، ثم تركه وتوجه حيث غرفة الٱخر غالقاً الباب من خلفه فتوجه "غسان" حيث مكتبه جالباً ورقه ورديه من دفتره ثم قطعها ودون بها شئ للحظاتٍ ثم توجه ناحية الشرفه يعلق بها مشبكاً ، ثم قذفها ناحية شرفتها إلي أن تظهر بها في المساء بعد الانتهاء من عقد القران، فتوجه هو من بعدها خارج الغرفه حيث غرفة شقيقه الذي يتجاهله ، وجد الجميع متجهزاً الٱن ، ولكن هو وشقيقه لم يرتديان. مثل بعضهما تلك المره بسبب عدم أخذ "غسان" الفرصه للحديث معه !! ، لا يعلم لماذا ولكن يعلم أن بشقيقه شئ !! ، توجه "حامد" إلي حيث باب الشقه وهو يمسك بيده "وسام" وكأنهم عروسين وبجانبهم "دلال" حتي فتح الباب أخيراً ومن خلفه توأميه ! ، التفت "غسان" برأسه لذلك الذي يهرب بأنظاره منه قائلاً:
_" خلصت؟؟"
اكتفي الاخر بهز رأسه فقط!! ثم توجه ليتخطاه حتي يخرج من الباب ، عقد "غسان" ما بين حاجبيه بحيره ، من أمره تزامناً مع توجهه للخارج وهو يغلق الباب من خلفه متوجهاً من خلفهم ثم كانت الصدفه أنه اتجه ليقف أولاً وهم من بعده ، فوكزه "حامد" وهو يدفعه بمرحٍ قائلاً بجديه زائفه :
_" إبعد يا حبيبي ..إبعد أنا الكبير!"
ضحكوا علي ردة فعله ، فابتسم "غسان" لوالده باستفزاز ثم ردد ببساطه:
_" وأنا الطويل "
قالها ثم ضحك رغماً عنه وهو يربت علي كتف والده يدفعه إلي الأمام برفق ليبقي في المقدمه تحت ابتسامتهم الواسعه ، فدلفوا هم من الباب المفتوح علي وسعه ، ولم يغلق بعد بسبب المناسبه !!
_________________________________________________
في شقـة "سُميه" كان المكان متجهزاً إلي حدٍ كبير كما جاء لهم بعض من المعازيم القله الجالس بعضهم في حجرة الضيوف الكبيره قليلاً والمرتبه للجلوس بها هم والمأذون ، كانت "سُميه" هي التي تقابل المعازيم هي وزوج ابنتها "بدر" و "حازم" ، أما بقية الفتيات في الغرفه مع العروس، تجهزت "ياسمين" أخيراً كما تجهزن هم أيضاً ، نظر ت لها "نيروز" بتأثرٍ التي ترتدي فستاناً بسيطاً من. اللون الوردي الهادئ جداً كمثل ملامحها !! ، أما "ياسمين" فكانت ترتدي فستاناً بسيطاً بأكمام واسعه من اللون الأبيض وكذلك الحجاب ! ، وارتدت "جميله" كمثل "نيروز" ولكن كان باللون الأخضر الداكن !! ، و "ورده" كان فستانها طويلاً من اللون اللبني كلون السماء في صفائها ، إحداهن كورده ، وواحده كـ ملاك والاخري كـ ورقة شجره ، مع لون السماء!! ، طالعتها "ياسمين" بحبٍ وهي تنظر لدموع عينيهما المحبوسه فاتجهت لتحتضن الثلاثه بتأثر وهي تهتف يصوت متحشرج:
_" يخربيتكم هتبوظولي اللوك قبل ما قرة عيني يشوفه !!"
خرجن من أحضانها وهن يضحكن عليها بقوه ، رغم تأثرها تضحكهن بشده ، قاطع لحظتهم "وسام" التي دقت علي الباب حتي أذنت لها من الداخل، فابتسمت لهم ثم وضعت يديها علي فهما ومن ثم قامت بخروخ زغروطـه عاليه صدحت في المكان بأكمله ، ثم اتجهت لتحتضنهن قائله بحبٍ:
_" زي القمر كلكم يا اخواتي !"
بادولها المجامله ، فتحدثت "وسام" مره أخري قائله بسرعه:
_" طب يلا أنا جايه أقولكم ان المأذون جه!"
رغم توترها كعروس إلا أنها خرجت خلفها ومن خلفها الأخرين ، فصدحت الزغاريط في المكان علي أثر رؤيتها وهي تقف من أمامهم قبل أن تدلف إلي الغرفه ، أما "حازم" فنظر لها بفرحٍ وتأثر وإنبهار تلك الفتاه الذي عاش طيلة هذه السنوات يعشقها ستكون على إسمـه بعد دقائق، أدمعت عينيها سريعاً حينما اتجه لها والاخرين يهللوا بالتصفيق والصفارات أيضاً مع صدوح صوت الأغاني فالمكان ، امسك يديها سريعاً فوجدها بارده من أثر التوتر ، فخرج منه صوته المتأثر المختنق من كثرة فرحته بها :
_" هو فـى.. حد حلو بالشكل ده؟ !"
ابتسمت رغم هبوط دمعه علي خديها قائله بنرجسيه لا تتوافق مع الموقف:
_"أاه أنا !"
ولانهم كانوا بالقرب من البعض، ضحكوا عليها بخفه ، فتوجه وهي بجانبه حيثُ الداخل، أما "غسان" فوقف ينظر بتيهه إلي تلك التي سلبت قلبه منذ زمن مر عليه الكثير !! ، إبتلع ريقه وهو يحاول تجاهلها ، أصبحت خطراً عليه حقاً ، كان قد وصل"عز" و "فرح" فوقف معهم "بسام" في جانب يتحدثان مع بعضهم من تلك الصدفه كما ذهبت "جميله" لترحب بصديقتها !! ، دلف الجميع أخيراً بعد دقائق إلي الغرفه وامتلئت الأماكن إلي حد ما ، و"سُميه" كل ما تفعله أنها بين الحين والأخر تنظر بتأثر وفرح لابنتها كم يعز عليها فراقها حقاً رغم ما يحدث بينهما !! ، جلس المأذون وبجانبه "حازم " ومن ثم "ياسمين" وعلي الناحيه الأخري من المأذون جلس موكل العروس"سليم" ووالد العريس أيضاً ، أطفأوا الأغاني حتي يتحدث المأذون في هذا الجو المشحون بمشاعر كثيره متضاربة ، رغم بعض النظرات الحاقده من"زينات" وأولادها الا أنها بقت في جانب ما ساكنه !! ، وأخيراً صدح صوت المأذون الهادئ وهو يخطب:
_" بسم الله الرحمن الرحيم ،إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)، أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة "
قالها كما اكمل من بعدها أيضاً حديث عن بر الزوج واطاعته وحسن معاملة الزوجه ،تحت نظرات الجميع المنصته باهتمام ، فواصل بعد انتهاء الخطبه موجهاً حديثه لـ"سليم":
_" قول ورايا يا أستاذ ، بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، أما بعد إني إستخرت الله تعالى وزوجتك موكلتى الأنسه البكر الرشيد ياسمين سالم محمد الأكرمي،لنفسك زواجاً شرعياً صحيحاً على كتاب الله وسنة رسول الله وعلى الصداق المسمي بيننا ، حاله ومؤجله وبشهادة الشهود والله خير الشاهدين"
رددها" سليم "خلفه كلمه تلو الأخري ، وكما أن الشهود بعض من الشباب ومنهم "غسان" ووالده و"بدر" ، فنظر المأذون إلي "حازم " مردداً وهو ينظر إلي مسك يديهم ببعضهم من خلف المنديل القماشي !:
_" قول ورايا يا عريس، انى إستخرت الله تعالي وقبلت ورضيت الزواج بموكلتك الانسه البكر الرشيد ياسمين سالم محمد الأكرمي لنفسي وبنفسي زواجاً شرعياً صحيحاً علي كتاب الله وسنة رسوله وعلى الصداق المسمي بيننا حاله ومؤجله وبشهاده الشهود والله خير الشاهدين "
صمت ثم أشار ليتحدثوا جميعاً مع بعضهم وكل من في المجلس:
_" وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي ٱله وصحبه اجمعين...
بــــــــارك الله لــكمـا وبـــارك عليكـــما وجمــع بينكمــا فـي خَـيـر"
رددوها جميعاً. تحت النظرات المتأثره من النفوس الصافيه ، فنهض "حازم " سريعاً ثم فرد ذراعيه علي ٱخرهما قائلاً لها بتأثرٍ وفرحه:
_" فحـضن جــوزك يا مــراتي بقـا!"
قالها فهللو جميعاً بالتصفيق وهي داخل أحضانه ، والأن هي أصبحت حلاله ! شعور غريب كُتب عليهما رغم الراحه التي توجد به ! ، رحل المأذون بعدما أوصله "سليم" ثم إعتلت ا لأغاني مره أخري في المكان وكلً منهم يرقص مع نصفه الآخر علي نشيد العاشقين ، هو. وهي ، "وسام" و"حامد" "فرح" و"عز" "بدر" و"ورده" أما البقيه فكانو ينظرون ببهجه رقصة الأميره والأمير بهدوءٍ علي لحن الكلمات الشهيره وهم من خلفهم والتي كانت تحتوي برتمها الهادئ البسيط :
[ صاحبة الصون والعفاف أحلى واحدة في البنات
اللي عمري ما قلبي شاف زيها في المخلوقات
تسمحي لي برقصة هادية تسمحي لي بقربي منك
حلم عمري تكوني راضية عن وجودي بس جنبك
يا خلاصة الجمال يا نشيد العاشقين
يا إجابة عن سؤال كان شاغلني من سنين
كان سؤال عن مين حبيبتي مين هتبقى أساس حكايتي
والإجابة كانت إنت، إنت كنت غايبة فين
يا حبيبتي إنت نوري إنت إحساسي بحياتي
إنت مالكة من شعوري كل ماضي وكل آتي
إنت مفتاح الحياة للي نفسه يعيش سعادة
قلبي محتاج لك معاه وكل يوم يحتاج زيادة
يا خلاصة الجمال يا نشيد العاشقين
يا إجابة عن سؤال كان شاغلني من سنين
كان سؤال عن مين حبيبتي مين هتبقى أساس حكايتي
والإجابة كانت إنت، إنت كنت غايبة فين
يا حبيبتي إنت نوري إنت إحساسي بحياتي
إنت مالكة من شعوري كل ماضي وكل آتي
إنت مفتاح الحياة للي نفسه يعيش سعادة
قلبي محتاج لك معاه وكل يوم يحتاج زيادة
يا خلاصة الجمال يا نشيد العاشقين
يا إجابة عن سؤال كان شاغلني من سنين
كان سؤال عن مين حبيبتي مين هتبقى أساس حكايتي
والإجابة كانت إنت، إنت كنت غايبة فين]
وبخفه في المكان تحت أنظار الجميع ، وما أن انتهوا جلس كل منهم من جديد ،كانت أنظار "غسان" مجتنبه "نيروز" إلي حد كبير ولكن لتلك الغبيه جاءت بنفسها لتجلس بجانبه!! وهو يحاول أن يتهرب منها ولكن لم تكن تقصد ذلك!! مال عليها متحدثاً بجانب أذنها :
_"عقبـالنـا "
ماذا يقصد ذلك الوقح!! أهي مره وهو مره أخري أم هما معاً بمره واحده .؟. رغم حرجها منه إلا أنها أجابته برسميه حتى تضربه بمقتل :
_" عقبالك انتَ الاول !"
قالتها بثباتٍ وهي تنظر بمكان ٱخر غير عينيه ، فواصل بتبجحٍ غير مستسلماً لها وهو يردد مره أخري بضغطٍ وعبث:
_" ومالو ، قريب أوي !"
تظاهرت بأنها لم تستمع له ، بل نهضت تقف بجانب شقيقتها الكبري، وبعض الفتيات ، حينما هللو بأن "فريده" ستقوم بتشغيل أغنيه حتي يقوموا بالرقص عليها ورغم غرابة هذا !! ولكنهم ترقبوا جيداً حتي يستيطعون الرقص بسعاده ، ولكن ضربتهم بمقتلٍ حينما كانت بداية الكلمات أغنيه مؤثره عن الأب :
"صوت رنة المفتاح في الباب ساعة أما توصل
ومكالمة نص اليوم لما من غير داعي تسأل
والزعيق من ورا قلبك لما أصالحك وتتقل
وحضنك اللي بنسي قبله ليه كنت بزعل
رأيك اللي كله حكمة صوتك حفظته
كل موقف يوم زعلني وبعدين فهمته
أنت اللي أنا رافعة رأسي من ورا اسمه وسيرته
بنت أبويا واه يا بختي بعمري وياك عشته"
بداية الكلمات صدمه ، وإحراجٍ شديد ، وكسرة قلب !! أدمعت عين الثلاثة أشقاء "ورده وياسمين و نيروز " ولم يقوي أحد علي الحديث بأن شخص ما يوقف من تلك الأغنية التي كسرت قلب ثلاثتهم للتو ، نظر "حازم" حوله بتوترٍ فوجد الأجواء كهذه ، ثم نظر إلي "فريده" فوجدها تبتسم بانتصار هي ووالدتها !! ، أمسك يد "ياسمين" سريعاً ثم. حاول مجاراة الأمر بمرحٍ حتي لا تتوتر الأجواء هاتفاً بصوته العالي:
_" ما انا هبقي ابوها بردو يجماعه !"
منهم من ضحك ومنهم من نظر بتأثرٍ ، فأمسك "حازم " يديها وهو يقوم بالرقص معها علي بقية الكلمات خاصةّ بعد تلك الحركه الغريبه والغير مألوفه بالنسبه لهم حينما أمسكت "فريده" يد"سليم" المرغوم علي أمره من أمامهم وهي تتراقص معه حتى تزيد في ضغطها وقهرها لهن ، فتراقصوا علي كلمات الاغنيه مع الاخرين حتي أكملت الكلمات:
(بيقولوا لي إني شبهك. إني زيك
حتة منك. روحي روحك
واخدة قلبك في المشاعر والكلام
بيقولوا لي اللي شافوكي كتير لاقوكي بنت أبوكي
ده في سلامه واهتمامه
يا بختي قالوا بنت أبويا يا سلام
لما تقلق وانا اخبي لتزعل عشاني
وأما في طريقنا نسافر ونشغل أغاني
وأما تشوف منى دمعة وتعمل مش شايفها
بتخاف تكسفني وتحسسني أنك كاشفها
أنت سندي وانت ضهري وصاحب عمري كله
لما بشكي لما بحكي من غيرك أروح اقوله
اللي مهما كبر سني هفضل أعيش في ضله
يا حبيبي يارب يخلي صوتك العمر كله)
كانت تتراقص "ياسمين" معه بتأثرٍ وبسبب ما حدث قل عدد الحاضرين أكثر فأكثر مع مرور الوقت ، مر الوقـت عليهم لا يعرف أي منهم كيف مر ، ولكن بقى أفراد العائله والبعض من الخارج فقط مثل الأصدقاء!، جلس "حازم" معها في الغرفه فحاولوا هم إخلاء الجو لهما ، تاركينه معها وهم يتوجهون إلي الخارج ، كانت هي قد خرجت تجلس وهي تبكـى في شرفة الصاله ، وعندما خرج هو لاحظ جلستها حتي ذهب لها الشرفه وهو يدلف يقف بجانبها مردداً علي فجأه:
_" بتعيطى؟؟"
التفتت برأسها تمسح دموعها وهي تهز رأسها بصدقٍ ، ولم ولن تحاول التكذيب ،فـ ابتسم علي صراحتها ود لو ليأخذها بين أحضانه ولكنها أحلام الأن !! ، خرجت نبرته المليئه بالحنوٍ والمواساه وهو يردف:
_" ياريت العياط بيرجع حاجه ! ، عارف إنك مبتحبيش وببتوجعي من الفراق ، وبتخافي منه ، بس خليكِ جامده كده ولا يهزك حاجه !!"
ابتسمت علي تشجيعه لها ثم هتفت بصوتٍ ضعيف تسأله:
_" يعني أنا ضعيفه ؟"
_" انتِ؟ ده انتِ الواحد يقوي بيكِ !"
قالها بتلقائيه فنظرت له بتأثرٍ ثم بكت بصمت من خلل مشاعرها للتو!! نظر بدهشه وهو يردد بغير تصديق!:
_" ايه ده ؟ بتعيطي تاني ليه ؟"
_" مش عارفـه !"
وكالبلهاء المختله عقلياً أردفتها بضحكه من بين بكائها كما فعلت معه من قبل ! ، ضحك عالياً بخفه وهو ينظر لها بحبٍ، ثم تنحنح قائلاً :
_" انتِ نكديه ولا إيــه ؟"
نظرت بصمت ثم رددت بجهل مره أخري تكرر :
_"مش عارفه"
قهقه عالياً بقوه وهو يخرج من جيبه علبه من المناشف الورقيه ثم قدمها لها وهو يتحدث من بين ضحكاته الرجوليه:
_" أومال عارفه إيه ؟انتِ بتعيطي ولا بتضحكى.. إمسكـي إمسكـي!"
اهتز جسدها من أثر ضحكاتها علي حالها ، لا تعلم أتضحك أم تبكى، أخذتها وهي تضحك وتبكي في ٱن واحد تتمني لو يبقي معها بالشرفه ولم يرحل ذلك الذي تخلل بها شعور الحب تجاهه وبقوه ولا تعلم متي !! ،
فالخارج إستأذن "حامد" وزوجته من المغادره بعد ذهاب الكثير علي فتراتٍ فرحل هو وهي ، وبقي "سليم" و زوجاته والأخرين " أما "فريده" فرحلت إلي المنزل لتجلب شيئاً كما قالت لهم ، كما خرج "ٱدم" و"حسن" مع بعضهما من المنبي بأكمله ! ، اتجهت "جميله " تودع "عز" و"فرح" الذي أخذا كثيراً على الأجواء ، خرجّ "غسان" من الشرفه حتي لا يبقي أمام الأنظار والشكوك بينهم بسبب تلك العقربه بالنسبه له"زينات " توجه ليقف أمام "عز" وهو يبتسم له قائلاً:
_" نورتنا يا عز ، ياريت تكون عرفت تفرق بينا بقا ، أصل أنا بتعب من الحوار ده "
ضحك "عز" عالياً من علي باب المنزل ! ، وهو يردد بأسفٍ:
_"للأسف لسه مش عارف أفرق ، ده يدوب عرفتكم النهارده من بعض بسبب اللبس المختلف!!"
قالها وهو يبتسم فبادله الآخر الحديث بمرح ، هبط الآخر بينما ظلت فرح مع جميله لدقائق يتحدثا قبل الرحيل ، نظر عليهم فوجد المكان ينقص "بدر" و زوجته يبدوا أنها دلفت غرفتها بعد الذي حدث فذهب خلفها وانتهت تلك الجلسه المبهحه بأخري بها بعض الحزن ! ، إستأذن ليننصرف إلي شقته تاركاً تلك النظرات الصامته لكل منهم للاخر !!
________________________________________________
قبل قليلٍ خرجت تلتفت من حولها خوفاً من أن أحد قد يراها ، ثم ركبت المصعد بسرعه وهي تحمل تلك الحقيبه المتوسطه في الحجم في يديها ، حتي وصلت"فريده" إلي الأسفل وهي تلتفت حولها برييه ، إصطدمت بذلك الذي سبق شقيقته فالنزول "عز" فالتفت سريعاً بأسفٍ:
_" أنا ٱسف ، معلش "
_"ما تفتح يا بني ٱدم انتَ !"
ذهل من ردها عليه !؟ ولكن صمتت تلاحظ ذلك الشبه الذي بينه وبين"شريف"؟؟ شريف؟ ينتظرها ؟ ركضت بعيداً عنه قبل أن يراها أحدٍ متوجهه إلي حيـث أحد الشوارع الجانبيه التي توجد بها سيارته كما اتفقا مع بعضهما ! ، ومن ثم هبطتت"فرح" أخيراً ثم امسكت ذراع شقيقها وهي تبتسم له ليرحلا معاً !
_____________________________________________
بعد قليلٍ دلف إلي الشـقه فوجد والده وولدته يجلسان بانهاكٍ علي الأريكه وهم كما هما بملابسهم ، وبجانبهم "وسام" أيضاً ، ابتسم لهم بتساؤل :
_" أومال بسام فين؟"
_"فأوضته مش عارفه بيسو ماله واخد جمب كده ليه! !"
قالتها "وسام" بحيره ، فتركها "غسان" وهو يتجه حيث غرفة شقيقهُ ثم فتحها دون الدق عليه فوجده يجلس علي الفراش غير مهتماً لوجوده حتي، اتجه ليقف من أمامه ثم تساءل بهدوء من الذي يحدث منه من غرابة التصرف:
_" مالك يا بسـامّ ؟؟ فيكّ ايه ؟"
رفع"بسامّ" أنظاره يطالعه ببرود، ثم أجابه وهو ينهض ليترك له المكان :
_"مفيش حاجه ، ما أنا كويس أهوو!!"
قالها وكاد أن يتحرك من أمامه فأمسكه "غسان" بحزم يوقف من حركته ، ثم تساءل بجمودٍ:
_" بتكلمني كده ليه ؟ هو فيه ايه ؟؟"
أنزل من يد شقيقهُ الممسكه به ثم نظر له بعينيه قائلاً علي فجأه وبصوت عالي يصرخ به عالياً كمن إنفجر للتو بعد كل ذلك الكتمان منذ زمن :
_" مــــش عارف في ايــــــه ؟."
استغرب "غسان" من تحوله المفاجئ ثم تحدث قائلاً بقلة علم وبنبره جاده:
_" انتُ بتزعق كده ليه ؟ لو عندك حاجه قولها غير كده تسكت !!"
قالها بحزم !! فرفع "بسام" يده يمسكه من تلابيه باندفاع صارخا بوجهه:
_" أنـــا قابلت تاجّ!! عارف يعني إيه ؟؟ يعني عرفت بكل قذارتك !"
دهش بشده حينما أردف الاخر له حديثه وهو يمسكه كذلك !! ، فخرج منه صوته يجيبه بغير تصديق من ما أردفه ومن مقابلته لتلك الحقيره !هو يعلم أنه سيأتي يوم لتلك المواجهه, ردد أخيراً بغير تصديق وكبدايه لكسرة قلبه من شقيقه :
_" قذارتــى !!"
_" أه قذارتك ، ليــه ؟ ليه كل الفتره دي تكون انتَ اللي كاسرني مش هي ! أنا عملتلك ايه عشان تدمر حياتي كده ؟؟ ما تنـطق"
صراخه العالي جعل من بالخارج يدلفون الغرفه علي فجأه بينما دفعه "غسان" إلي الخلف بقوه مردداً بصراخ:
_" ضحكـــت عليكّ تانــي يا غبي ؟؟ قالتلــك ايه المرادي ، قــــولّ !"
نهض "بسام" يدفعه هو الاخر صارخاً. بوجهه بانفعال اشتد في نبرته العاليه أمام أنظار البقيه المنصدمه مما يحدث !:
_" قالتـــلـــي إنــك قــذر وزبــاله.. ! و بتستغفلني.. بتدخل فحياتي ليه ؟ بتدمرها وتكسرها ليه ، حرام عليك العذاب اللي عيشته بسببك يا أخي ؟؟ "
صدمته فاقت كل الحدود ، ولكن تحكمه في سرعة رده كانت الأقوي حينما إنفعل وهو يقترب منه ممسكاً بوجهه يهزه بعنف حتي يفوق الاخر تحت نظرات والده المنصدمه و حتى بكاء وصراخ الاخرتين!:
_" انــتَ مجنون ؟؟ إزاي تصــدق أي حــاجه عليا هي تقولـها ؟ ده أنا عيشت طول الفتره اللي فاتت براقبك عشان خايف عليكّ ، شوفت وصلت لحد ايه ؟؟ أنا دمرت حياتك ؟؟ دا أنا كل خوفي فحياتي عليك وعشانكّ !! أنا ال بعدتها عنـك عشان كانت بتأذيك وبتستغفلك ! كانت هتشوه سمعتك لو كنت كملت معاها !! أنا كنت عارف إن ده لو حصل مكنتش هتسيبها مكنتش هتسيب واحده مقضياها بالطول والعرض يا متخلف وانتَ نايم علي ودانكّ ! "
هاجت الدماء بعروق الآخر حتي هما الاثنان لم يستمعا لمناداة والديهم عليهما، وإن تدخلا ستتعقد الأمور من تصرفاتهم !! ، رفع "بسام" يده بغضبٍ ثم دفع شقيقه بقوه إلي الخلف حتي ارتطم" غسـان" بـ الحائط الذي خلفه بقوه كبري من أكثر دفعة شقيقه ، وهو يصرخ عالياً بغضبٍ، سالت الدماء من رأس"غسان" من الجانب بسبب خروج بعض الأخشاب الصغيره من الديكور ، ثم من بعضهما أخذ الاخر يدفع كل شئ من حوله بهستيريه وهو يصرخ عالياً بانفعال ممزوجاً بالبكاء ، تأوه "غسان" حينما وقع علي ذراعه ذلك الرف الكبير الذي يحمل من الكتب أعداداً كبيره ! سمع صوت كسر عظمه من عظام ذراعه ! فتأوه بصوتٍ عالى ، مع صراخ "دلال" ببكاء ! و"وسام" الباكىيه هي الأخري ، فتوجه "حامد" يدفع"بسام" حتي يهدأ فدفعه الآخر بعيداً عنه قائلاً من بين بكائه المنكسر:
_"ابعدوا عنى!"
لم ينظر له "حامد" بل اتجه سريعاً يدفع تلك الأشياء من جانب "غسان" المستمع لبكاء والدته وشقيقته ، نهض وهو يتحامل علي ألم رأسه وذراعه ، ثم وجد الآخر يقف أمامه بعدما دفع كل ما حوله بقوه ، عاد ليقف بأنفاسه العاليه!! ، حتى خرج صوت "بسام" منه وهو يهتف عالياً وصدره يعلو ويهبط من ٱثر انفعاله ومن كل ما حدث :
_" ابعد عني ! معتش ليكّ دعوه بيا ولا بحياتي يا أخي ، امشي !"
حُبست الدموع في عين "غسان" الذي يقف وبجانبه والدته الممسكه به ، صمت ، صمت ليسمع صوت تكسير قلبه من أقرب الناس اليـه !! ، فرت دمعه قاسيه وحيده علي وجهه الخالي من أية تعابير ثم ردد بتعبٍ جعل والدته تبكي بقوه وهي تصرخ حينما قال بطاعةٍ ٱتت من تمزيق قلبه:
_"همشي يا بسام ومش هخليك تشوف وشي تانـي!"
صمت ثم واصل بتعبٍ ظهر بكل تفصيله في حديثه:
_" همشي ، عشان أنا اللي غلطت لما معرفتش أتمكن من خوفي عليكّ، طول الوقت حاسس إن أنا أكبر منك ومسئول عليك !! ، أنا اللى شيلتك من وجع كبير وسيبتك لوجع أقل ، أنا الغبى اللى خبيت عليكّ قهره عمر بحاله ، مش قهر وزعل عندك بيروح وبيجي ، همشي عشان مستحقش منك إنك تشوفني قذر ، وهمشي بردو عشان مينفعش تشوفني بعد ما صدقتها هي وأنا لا !"
قالها ثم توجه سريعاً يفتح باب المنزل بقوه وهو يخرج منه حتي وقف فجأه علي صوت والدته الباكيه عالياً هذه المره بقوة عن ذي قبل:
_" متمشيش يا غسان ، متسبناش عشان خاطري!"
كان صراخ"بسام" من الداخل مع والده يكفي لجلب العشرات من الناس ، خرجّ من شقة" سميه" كل من كان بها منذ قليلٍ، حتي نظروا لذلك الواقف بصدمه ، وللاخري التي تبكي وهي تجلس أرضاً غير قادره علي الحركه !!، توجهت "سميه" و"عايده" لها سريعاً وهما يقومان بمساندتها تحت نظرات "زينات" وزوجها الصامته كما وقف "بدر" مصدوماً وهو يري المشهد من أمامه !!، بينما هتفت مره أخري بضغفٍ من بين بكائها وإنهيار شامل:
_"عشان خاطري متمشيش.. ، ده اخوكّ يا غسان... ، خليك عشان خاطري !!"
توجه "بدر" سريعاً خطوه إلي الأمام ليقف بجانبه حتي يري جرحه والدماء التي تسيل علي وجهه ، فأوقفه "غسان" بحزمٍ وهو يشير له بعدم الإقتراب أكثر ، وصوت أنفاسه العاليه كفيل بشرح ما كان يشعر به ،خرجت "نيروز" بعد شقيقتها الأخري و"حازم" ، فثبتت قدميها أرضاً حينما رأت منظره ودماءه التي تسيل من رأسه ، أخرجت علبة المناشف الورقيه لديه الذي جلبها لها منذ قليل ثم توجهت سريعاً بلهفه ومن ثم رفعت يديها أمام أنظارهم جميعاً تضعها علي جرح رأسه وهي ترتجف من خوفها ولكن ليس منه ومن عبثه بل خوفاً عليه ، نظر لها بعمق أعينها مطولاً فوجدها تحبس الدموع بعينيها إلي ٱخرها ! ، فردد وهو يوقف حركة يديها قائلاً بانكسارٍ وهو يُهبط ديها وينزلها :
_" أنا أسـف !!"
لماذا يتأسف الٱن !! يودعها ! سيتركها! بعدما قالت له بأنها تهاب الفراق وبشده !، أحبته وتعلقت به كثيراً ، لا تعرف ماذا يقصد ، أحقاً سيرحل حتي كانت تحذره والدته ؟؟ ترك يديها وهو يهبطها ثم نظر لها بخزي وهو يتوجه علي السُلم ليهبط علي الدرج تحت ردة فعلهم الصامته ! حتي "حازم" الذي توجه سريعاً للهبوط من خلفه هو و"بدر" ، رفع "غسان" أنظاره لهما مردداً بجمودٍ:
_" متجوش مش عاوز حد ورايا !"
وقفا بمكانهما بسبب تحذير الآخر الحاد له ! وقف من صدمته وتأثره ببكاء "دلال" وهي تهتف عالياً بأن لا يرحل ، ولكنه رحل وتركها ، هي وزوجها الذي خرج للتو بعد مواجهته مع "بسام" الذي كان بانفعاله في عالم ٱخر ، انحني ليسند زوجته إلي الداخل ، وبجانبه ابنته الباكيه الذي ذهب "بدر" ليسندها سريعاً وهم يدلفون جميعاً إلي شقته ، تنحنح الاخرين بحرجٍ وهم يدلفون إلي الشقه من جديد ، ولكن تلك المره رحلت "عايده" مع ابنتها إلي شقتها ، وكذلك "زينات" إلي شقتها هي وزوجها والتي هتفت بخفوتٍ وتشفي:
_"ايه الفيلم الهندي ده !!"
دلف كل منهم إلي شقته ولكن بقي "حازم" مع "ياسمين،" وهو يجلس بجانبها ، منصتاً لحديث "سميه" المتأثر:
_" لا حول ولا قوة الا بالله ، من ايه دا بس ياربي"
أما هي دلفت إلي غرفتها وهي تكتم دموع عينيها ، بكت ، بعجزٍ وقلة حيله ، وهي تحاول أن تأخذ أنفاسها بصعوبه ، لماذا تبكي الأن ، شعور الفراق مؤذي يتٱكل في الروح بشده. وكسرة القلب منهكه ، كُـسر قلبه بشده كما كُسر شيئاً بداخله من ناحية شقيقه!! ذلك الذي عاش وكأن خوفه علي أخوته كمثل وسواساً لن يتركه !! بل يزداد أكثر وأكثر ، صوتّ شهقاتها كان عالياً ، لا تعرف ماذا تفعل ؟؟ ماذا تفعل اتجاهه ،؟ كيف يرحل دون أن يجتمعا من الأصل ؟؟ وضعت يديها علي موضع قلبها بتعبٍ وهي تتجه حيثُ الشرفه لتستطيع أن تأخذ أنفاسها من الهواء بالخارج ، ولكن عاق سيرها اصطدام قدمها بشئ خشبي من الأسفل انحنت لتنظر ما هذا التي انتشلته بيديها بغير وضوح من دموع عينيها مسحت دموعها ثم بدأت تفتح تلك الورقه الورديه المعلق بها المشبك والذي قذفها الاخر قبل ذهابه لعقد القران تمهيداً لما كان من المفترض بأن يحدث كمثل هذا الوقت ولكن أين هو ،؟ هو الذي رحل قبل مواجهتهم وهي التي انتظرت وستنظر!! فتحت الورقه وهي تزيل المشبك الخشبي عنه فوجدت جمله مدونه جعلت دقات قلبها تتسارع قهراً وليس خجلاً مع دموع عينيها الحزينه والفرِحه في ٱن واحد حينما قرأت كلماته المكتوبه لها :
[ مش عارف أقولهالك إزاي !! .. بس عينيكِ هدت كل اللى حاولت أمنعه فلحظه !! ..أنا شكلي حبيتكّ يا بنت الأكرمي ] .
وكأنه كان يشعر بأنه سيفارق قبل أن يعترف لها مباشرةً !! ، نظرت لها مطولاً ثم طوتهاا بيديها وهو تتمسك بها بقوه تلك الورقه وعلبة المناشف الورقيه ٱخر شئ تبقي لها منه ، ذلك الذي جاء بلحظه ليربط قلبه بقلبها دون أسباب ، جاء بقلبٍ سليٍم ثم رحل الٱن بقلبين منكسرين ! قلبه وقلبها !! ،هما اللذان كُتِب عليهما الفراق قبل أن يجتمعا!!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عودة الوصال ) اسم الرواية