Ads by Google X

رواية طغيان قلب الفصل الخامس عشر 15 - بقلم فاطمة محمد

الصفحة الرئيسية

  

رواية طغيان قلب الفصل الخامس عشر 15 - بقلم فاطمة محمد

طغيان قلب (الجزء الاول و الثاني )
          
                
أندفعت فاتن داخل غرفتها دون طرق الباب و بوادر الغضب على وجهها و اقتربت من وجد التى كانت توليها ظهرها و السكين لا تزال بيدها و ما ان سمعت الباب يُفتح حتى جزت على اسنانها ظنًا منها بانها قد عاد مرة اخرى فالتفتت و هى لا تنوى بالخير و لكنها تسمرت مكانها عندما وجدتها فاتن و تلك البوادر على وجهها فاغلقت فاتن الباب من خلفها و اقتربت منها بسرعة البرق ممسكة ذراعيها بعنف هاتفة بغضب و شرارة دون ان تنتبه لذلك السكين المتواجد بين يديها
-اسمعى يا بنت سحر ابنى تبعدى عنى انتى فاهمة اياكِ اشوفك بتهوبى ناحيته مرة تانية
جذبت وجد ذراعيها بعنف مماثل و قالت بغضب و هى تشهر السكين بوجهها و سريعا ما جحظت عين فاتن و ابتلعت ريقها مستمعة الى حديثها
-والله يا مرات ابويا لو انا بنت سحر ف ابنك ابن فاتن و مقولكيش على تربيتك بسم الله ماشاء الله حاجة كدة تشرف 
ابتلعت فاتن لعابها و عينها تتابع تلك السكين الذى يتحرك امامها فقالت بتلعثم واضح
-انتِ ايه السكينة اللى مسكاها دى و بتعمل معاكى ايه انتى مجنونه يا بت انتِ
اغمضت وجد عينيها لوهلة و سريعًا ما فتحتهم متمتمة
-والله لو شيفانى مجنونه ف دى حاجة ترجعلك انتى حرة فى افكارك 
صمتت لوهلة و بعدما اكملت حديثها بوعيد
-بس قسمًا بربى لو مخليتى ابنك يبعد عنى و ميقربليش لهيشوف منى اللى عُمره ما شافه خليه يبعد احسنله و احسنلك يا مرات ابويا
ظلت فات تتنفس بسرعة شديدة وصدرها يعلو و يهبط من شدة الغضب فلم تستطع التحكم باعصابها و قالت
-و ابنى انا هيكون عايز منك اي يعنى انا بعرفك يا بنت سحر انا لسه شيفاه خارج من اوضتك اكيد انتى جرجرتيه لهنا و ضحكتى عليه
قاطعتها وجد هاتفة بعيون متسعة
-اهااا قولى كدة بقى ، انتى عارفة عمايل ابنك مش كدة لو كنتى مخدوعة فيه زى الباقى مكنتيش قولتى ده كله بس انتى عارفة ان ابنك زبالة و بوشين مش كدة
ابتلعت فاتن ريقها و هتفت بتوتر
-انا عرفتك يا بنت سحر و انتى حرة
و وجهت انظارها تجاه السكين بتوتر و خوف طفيف و توجهت تجاه الباب تنوى مغادرة الغرفة فقالت وجد 
-انا حرة فعلًا و بعدين اظن انك شوفتى انه ابنك هو اللى خارج من اوضتى مش العكس يعنى هو اللى جايلى و برجلة و اظن انه مش صغير و عارف هو رايح فين
صمتت فاتن و غادرت الغرفة و هى تتوعد لها و بفضحها و ابعادها عن ابنها فهى لا تريدها ان تخرب حياة ابنها فهى تعلمه جيدًا و تعلم حبه و عشقه للنساء فهى من غطت افعالة طوال تلك السنوات .....
_______________________________




فى صباح يوم جديد 
استيقظت وجد من غفوتها فى تمام العاشرة صباحًا فنهضت من فراشها الوثير و خرجت من الغرفة حتى تدلف الى المرحاض فانتبهت الى صوت والداها الذى ينادى عليها فأخذت شهيقًا طويلًا و دلف الى حجرة الطعام...
ابتسم لها محمود ابتسامة بشوشة محبة و قال بحب 
-صباح الخير يا وجد
ابتسمت له وجد باقتضاب و هى ترمق ذلك الثنائى ببغض و الذى لم يكن سوى باسم و والدته ..
-صباح النور يا بابا
-رايحة الجامعة 
صاح بها محمود بتساؤل فاؤمات له وجد متمتمة
-ايوة هدخل الحمام و بعدين هلبس و انزل علكول انا فوت اول محاضرة عندى 
فصاح اسلام بمرح
-ياربى امتى اخلص انا كملن و ادخل الجامعة بقى دى حلم حياتى
ابتمست له وجد و داعبت خصلاته فانزعج اسلام من حركتها و تشاجر معها بمرح فظلت الاء ترمقهم و الغيرة تنهش قلبها فها هى استحوذت على قلب اخيها الوحيد.....
-طب يلا يا وجد كفاية هزار يا اسلام و ادخلى البسى و تعالى افطرى قبل متنزلى احنا كمان صحينا متاخر لو كنت صحيت بدرى كنت صحيتك
-مش مشكلة يا بابا انا هدخل اغير و هنزل على طول مش بحب اكل اول ما بصحى و لو جعت هاكل اى فى الجامعة 
_______________________________




        
          
                
خرجت وجد من المنزل بعدما ارتدت جيب قماشى اسود و كنزة بلون الابيض و ذلك الجاكت الجينز ترتديه فوق كنزتها ذلك الحجاب ابيض اللون يزين وجهها فيعطيها وجهه ملائكى و لم تضع اى من ادوات الزينة على وجهها و تلك الحقيبة الصغيرة على ظهرها بها اغراضها و غادرت البناية و ما كادت تخطو خطوة اخرى حتى وجدت داغر بجانبها متمتمة بصوته الذى يخطف قلبها و يجعل ضرباته فى تزايد
-صباح الخير
نظرت وجد اليه و ابتلعت ريقها قاىلة بسرها
-لا ابوس ايدك ابعد عنى انا مش ناقصة انت بتعمل فيا اى حرام عليك انا مش عايزة اتعلق بيك اكتر من كدة 
-وجد وجد بكلمك
فاقت من ذلك الحديث الذى دار بينها و بين نفسها و قالت بتوتر
-معاك .. فى حاجة عايز حاجة !!؟
-لا مش عايز و يلا عشان هوصلك الجامعة 
قالها داغر و هو يتحرك من مكانه فتحركت خلفه و هى تغمغم بانزعاج
-داغر انا مش صغيرة عشان كل يوم توصلنى و مش معنى انى تغاطيت و خليتك وصلتنى امبارح انك تاخد على كدة
استمع داغر الى حديثها و لكنه لم يبالى باى شئ مما قالته سوى اسمه الذى اصبح مهيمنًا به بسبب تلك الطريقة التى تنطقه بها ....
جذبته من ذراعيه فى منتصف الطريق فتوقف مكانه يتطلع على يديها التى تمسك يديه فازاحتها سريعًا متمتمة باعتذار
-انا اسفة بس بجد مفيش داعى توصلنى انا
-انا عايز اتكلم معاكى ضرورى يا وجد انا مش عارف اتكلم هنا تعالى نروح اى مطمعم تفطرى و نتكبم و بعدين تروحى بلاها محاضرات انهاردة قولتى ايه
تطلعت اليه بحيرة فكيف لها ان ترفض له طلبه فوجدت نفسها تلقائيًا تؤما له بموافقة
_______________________________




فى الورشة كان رائف يقف امام تلك السيارة متظاهرًا بالأنشغال بتلك السيارة و لكن عقله فى مكان اخر فتلك الجميلة لا تغيب من امام عينيه
فلاش باك......
خرج رائف من المنزل برفقة حسام مقتضب الوجهه فى نفس الوقت التى كانت تخرج به ياسمين برفقة ياسين من منزلهم فابتسم لهم ياسين مقتربًا منهم مصافحًا لهم 
-صباح الخير انا ياسين جاركم الجديد..
ابتسم له حسام بمجاملة و مد يده مصافحًا اياه 
-اهلا و سهلا العمارة نورت 
-منورة بيكم 
و كذلك فعل رائف و لكن تلك الفتاة لم يستطع ان يخفض نظراته من عليها فظل يتطلع الى حركاتها و ما تفعله و عينيها التى تتطلع الى الساعه و ذلك التأفف الذى يظهر على ملامحها 
فانتبه حسام الى نظرات شقيقة الى تلك الفتاة فلكزة فى ذراعيه حتى يخفض نظراته و لا يراه شقيقها و يرى نظراته التى تلتمع ببريق الاعجاب فهبطوا سويًا من البناية و استاذن ياسين و وحل برفقه شقيقته
فدلف حسام برفقة رائف الى الورشة فعنفه حسام
-جرا ايه يا رائف و بتقولولى انا و عدى اللى عينيا زايغة اومال انت ايه 
فصاح عدى 
-مين جايب سيرتى ها اعترفوا !!
للم يجيبة راىف و دلف حتى يبدل ملابسه فاقترب داغر من حسام و عدى متمتم
-خليك فى شغلك انت و هو 
نهى كلماته و عينيه لا تفارق البناية الخاصة بهم منتظرًا خروج وجده ...
باك
اقترب حسام من رائف
-رائف بقالى ساعة بكلمك سرحان فى ايه 
-هاا هيكون فى ايه يعنى يا حسام سرحان فى العربية بشوف هبدء فيها ازاى..
ضيق حسام عينيه و تمتم
-على حسام برضو ماشى هنعديها يا رائف بس خلى بالك البت شكلها مش سهلة مش زى اخوها اخوها شكله طيب هى مش مرتحالها و انا قلبى مبيكدبش عليا
_______________________________




فى أحدى المطاعم 
كانت وجد جالسة امام داغر يتناولون الطعام سويًا وهناك شحنه من التوتر حولهم فهتف داغر 
-ممكن اعرف رائيك فيا ايه يا بنت عمى !!
رفعت وجد عينيها تنظر له فتقابلت عينيهم فابتلعت ريقها و بللت شفتيها بحركة تلقائية فحمحم داغر و اخفض عينيه عنها فقالت بهدوء مزيف
-داغر انت كويس جدا اينعم معرفتى بيك من فترة صغيرة بس انا مشفتش منك حاجة وحشة بس انا منفعكش انت تستاهل واحدة احسن منى
قطب داغر جبينه و هتف بتلقائية و دون ان يشعر بنفسه
-بس انا مش هلاقى احسن منك يا بنت عمى 
-لا يا داغر هتلاقى انا منفعكش صدقنى انا
قاطعها داغر مرة اخرى
-وجد انا مبقولكيش نتجوز بكرة احنا لسه هنتخطب يعنى هيبقى فى فترة كويسة نعرف فيها بعض كويس و انتى تعرفى طباعى و تعرفينى اكتر و انا كذلك و اظن ان الموضوع مش صعب 
صمتت وجد و الحيرة تنهش قلبها تشعر نفسها بانها بين نارين بين انتقامها من باسم و بين عشقها بداغر الذى يتزايد كل يوم عن سابقه فقال داغر
-وجد ادينا فرصة صدقينى مش هتندمى
-انت اللى هتندم يا داغر بعدين مش انا 
قالتها بمقاطعه فنفى براسه مؤكدًا حديثه
-مستحيل يا وجد مستحيل اندم انا هكلم عمى انهاردة بليل تانى قولتى ايه 
_______________________________




عادت وجد الى المنزل و هى مشغولة البال و ما كادت ان تخطى بقدميها داخل المنزل حتى وجدت فاتن بانتظارها و سيد قادم من الصالون خلفها وهي تقول
-اهى الهانم وصلت !!
رفعت وجد حاجبيها و قلبت عينيها بزهق و قالت
-نعم يا مرات ابويا خير ...
اقترب منها سيد بخطوات هادئةو كلتا يديه خلف ظهره و ملامحة مقتضبة و ما ان اقترب منها حتى ظهرت يديه رافعًا يديه صافعًا اياها على وجهها قائلًا بنبرة مخيفة مرعبة
-اوعى تكونى فاكرة يا بنت سحر انى عشان سايبك هنا يبقى هسيبك تبوظى كل اللى انا بنيته و تهدى العيلة دى و توقعى بينا تبقى بتحلمى 
ثم التفت ينظر لفاتن الشامته التى كانت ابتسامتها متسعة على وجهها و وجد ما تنظر تجاه بغضب فلماذا كل هذا الكره !؟ فهى حفيدته مثلها مثل آلاء و إسلام ... لما لا يتقبلها مثلهم لما يشعر بالنفور تجاها !!!!
-فاتن حكتلى على اللى شافته امبارح و باسم راجل و ممكن يغلط بس العيب مش عليه العيب على اللى سمحت له يدخل اوضتها ، اوعى تفتكرى يا بت انتى انى هسمحلك تخربي بيت حفيدتى آلاء و باسم 
قاطعته وجد بغضب نارى و كأنها بركان و ها قد انفجر
-و انا ايه !! هو انا مش حفيدتك بنت ابنك بتكرهنى ليه لدلوقتى حتى بعد ما اتاكدت انى حفيدتك ها ليه الكره ده كله ليه مبتحبنيش زى ما بتحبهم
-مش بنت سحر اللى اخر الزمن تبقى حفيدتى لو ابوكى اعترف بيكى انا عمرى ما هعترف بيكى حفيدة ليا ميشرفنيش انك تشيلى اسم عيلتي و بعدين انتى بتقارنى نفسك باحفادي اللى انا مربيهم تربية مشفتيهاش عند امك
ازدادت نيرانها من كلماته عديمة الرحمة فهتفت بكلمات جعلته يتسمر مكانه هو و تلك البغيضة خلفه من هول ما هتفت به بهمس ممزوج بفحيح الأفاعي
-طب اسمع بقى عشان تعرف تربيتك الحلوة
ثم التفتت لفاتن
-و انتى كمان اسمعى كويس ابنك المحترم اللى كان فى اوضتى امبارح من كام شهر بس كان راسم عليا الحب و العشق و انا غبية حبيته و وثقت فيه مكنتش اعرف نيته الحقيقية ابن الهانم اللى انت فرحان بيه و بتحبه ده اغتصبى يا سيد بيه عارف يعنى ايه اغتصبنى يعنى انت و الهانم معرفتوش تربوا سحر اللى بتكلم عليها ربت احسن منكم ها ايه رايك بقى....
___ يتبع ___
بقلمى : فاطمة محمد




        


google-playkhamsatmostaqltradent