رواية لعاشر جار الفصل الخامس عشر 15 - بقلم سلمى رأفت
15-فتيات القوة
اللهم صلَّ وسلم وبارك علىٰ سيدنا محمد وعلىٰ آل صحبه اجمعين🤍.
_____________________________________
_خلاص متزعلش مني شوف اللي يرضيك وهعمله.
رد عليها وهو تزداد في نواياه الخبث قائلًا :
_يبقى نتقابل يا قمر.
تفوهت هي قائلةً بضجرٍ :
_لأ مش هينفع خالص الفترة دي.
أردف هو بلامبالاة قائلًا :
_خلاص براحتك يا "چويرية" اللي تشوفيه، سلام.
ردت هي مسرعة في محاولةٍ منها مراضاته قائلةً :
_خلاص خلاص، شوف حاجة تانية أنا فعلًا مش هعرف أنزل.
عقب هو قائلًا بخبثٍ :
_طب خلاص، بقولك إيه، ما توريني كده هدوم البيت اللي جبتيها من يومين.
تلفظت هي بخجلٍ قائلةً :
_مش هينفع، هدوم البيت ضيقة وقصيرة.
رد عليها هو في محاولةٍ منه تشتيت عقلها :
_يابنتي عادي أنتِ كده كده مش محجبة يعني ممكن تلبسي لبس زيه وأنتِ نازلة ابعتي وريني يلا، وكمان بقيت ملاحظ إن كل حاجة ترفضيها وهتزعليني منك!
انصاعت هي وراؤه حتى لا يحزن منها وتضطر لمقابلته.
رد عليها "تيام" قائلًا بمرحٍ :
_حاطين ماسك يا خالتو، ماله؟؟
ردت عليه هي باستنكار قائلةً :
_لأ يابني مالوش بس أنتم قلبتوا على فتيات القوة كده ليه؟؟
أردف "تميم" قائلًا بمرحٍ :
_أنا ربنا نصرني، حاطط ماسك الكركم.
رمقه جميعًا بازدراء ولم يمر من الوقت دقيقة حتى دلف "أحمد" ورمقهم باستغراب شديد قائلًا :
_بسم الله الرحمن الرحيم، هو إيه اللي جاب إشارة المرور عندنا؟؟
نظروا جميعًا إلى "عائشة" بشرٍ وتلفظت هي قائلة :
_دي ماسكات يا بابا أنا عملاها وبجربها عليهم.
نظر لها بتفهم ثم وجه نظره نحوهم وحاول قدر الإمكان عدم الضحك وتوجه إلى غرفته وحينها أردف "مروان" قائلًا بضجرٍ :
_أنا مش فاهم أنتِ فاكرانا فيران للتجارب بتاعتك ولا إيه؟؟
ردت عليه "أميرة" وهي تخرج من المطبخ قائلةً :
_بقر، قصدك بقر للتجارب أنتم مش شايفين نفسكم؟؟ ده أنتم عجول!!
رد عليها "تيام" قائلًا بمرحٍ :
_مقبولة منك يا روحي، ها هنشيل البتاع ده أمتى ياست "عائشة"؟؟
ردت هي عليه وهي تنظر إلى ساعة الحائط قائلةً :
_كمان خمس دقايق كده اغسلوا وشكم وهتدعولي بعدها.
رمقوها جميعهم بقلقٍ حتى مر الوقت ودلف "عمر" أولًا للمرحاض حتى يزيل هذا القناع وعندما أزاله بالمياه نظر في المرآة بصدمةٍ وفزعٍ وخرج من المرحاض يصيح بصوت جهوري قائلًا :
_عـــــائــــشـــة!!، أنتِ فين يا بت؟؟؟
جاء جميعهم على صوته ونظروا له بصدمةٍ وحينها تلفظ "تيام" بفزعٍ قائلًا :
_أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وجعلنا من بين إيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون، إيه اللي جاب أبليس في الصالة؟؟
لم يستطعوا تمالك أنفسهم من الضحك حيث كان وجه "عمر" بالكامل مغطى باللون الأحمر القاتم بشكل مضحك وأردف "مروان" وهو يقع على الأريكة من كثرة الضحك قائلًا :
_دي حمرة الخجل ولا إيه؟؟
نظر هو لهم بشرٍ وانقض على "عائشة" يقبض على عنقها قائلًا بسخطٍ :
_ إن شاء الله هتنجح وهتدعولي؟؟ ده إحنا هندعي عليكِ!! إيه اللي هببتيه في وشي ده؟؟ أنتِ بتجسدي إبليس ولا إيه؟؟؟
حاولت هي التملص منه بينما تلفظ "مروان" وهو يضيق عينيه قائلًا :
_ورحمة أمي لو غسلت وشي ولقيت وشي أزرق لأعلقك قدام باب العمارة.
ابتلعت هي لعابها بتوترٍ بينما قد تركها "عمر" بشررٍ يتطاير من عينيه بينما اتجه "مروان" للمرحاض حتى يزيله وعندما أزاله نظر إلىٰ المرآةِ بدهشةٍ وأردف لِنفسه قائلًا :
_ده "عمر" أرحم! أنا قلبت شتيتش كده ليه؟؟ ولا شكل الواد الأزرق اللي كان في فيلم Avatar!!
خرج لها وهو يستشيط غضبًا بينما اختبأت هي وراء أبيها بتوترٍ وخوف وتفوهت قائلةً :
_بالله عليكِ يا شيخ ما تعمل فيا حاجة وربنا ما أعرف إنه هيعمل كده!
رمقها هو بسخطٍ بينما أردف "تميم" قائلًا باستنكار :
_ربنا يستر، شكلك كده يا "عائشة" هتتعجني أنهاردة.
ودلف هو الآخر للمرحاض بينما في الصالة كان "تيام" يضحك بقوةٍ عليهم وأردف قائلًا :
_مش قادر هموت من الضحك، شكلكم مسخرة "عمر" شكله شبه العصفور الاحمر أم حواجب تقيلة، و"مروان" شكله شبه ميجامايند أم راس كبيرة.
رمقه "عمر" بضجر وأردف قائلًا بسخرية :
_طب أسكت علشان أنت أول ما هتغسله هتبقى شبه ماليفسنت اللي في فيلم الأميرة النائمة.
عقب "مروان" على حديثه قائلًا بسخريةٍ أكبر :
_لأ يالا هيبقى شبه شريك أو هالك، أيهما أخضر من التاني.
ضحكت "أميرة" من تشبيهاتهم المضحكة بينما دلف "حمزة" و "حازم" معًا وتكلم الأول قائلًا باستغراب :
_مال وشك يا "عمر"؟؟ آه صحيح الشياطين خرجت خلاص أنت عامل نيولوك ليهم ولا إيه؟؟
جلس "عمر" بسخطٍ منهم حتى خرج "تميم" من المرحاض قائلًا باستهجان :
_هو سؤال واحد، كركم إيه اللي حطاه خلى وشي شبه سبونج بوب كده؟؟
ابتلعت هي لعابها بارتياب قائلةً :
_بصراحة، حطيت ألوان على الماسك علشان اللون يثبت بدل ما يروح يعني، و الماسك بتاع "مروان" حطيت فيه زهرة بتاعت الغسيل.
نظروا لها جميعًا بدهشة ووضع "مروان" يديه على موضع قلبه ونزل على الأرض قائلًا بتعبٍ :
_مش قادر هتجلط، حاطة زهرة ليه؟؟ شايفاني قميص أبيض عايزة تنضفيه؟؟ أنتِ يابت متخلفة؟؟ أقوم بس من الجلطة دي وربنا ما هحلك.
نظرت هي بعيدًا عن موضعه بينما توجهت الأنظار نحو "تيام" الذي تفوه قائلًا بسخرية :
_هي جت عليا؟ استعنى على الشقا بالله.
دلف وأزال هذا القناع وخرج لهم قائلًا بمكرٍ :
_شوفتوا؟؟ علشان النية سالكة بس!
رمقوه جميعًا بدهشةٍ حيث كان وجهه نظيفًا تمامًا ولا يوجد أثر لون على وجهه وأردفت "عائشة" قائلةً بفرحةٍ عارمة :
_الله أكبر!! شوفتوا؟؟ المسألة مسألة سلكان بس، تعالى في حضن أختك اللي ناصفني وربنا!!
ضحك "تيام" على تعبيراتهم الساخطة والحاقدة عليه بينما تلفظ "عمر" بشرٍ وهو يقترب منهما :
_بسم الله الرحمن الرحيم، تحبوا تتعملوا فتة العيد ولا نرمي لحمكم للكلاب؟؟
_____________________________________
كانت واقفةً بشرودٍ في شرفة غرفتها، تستمع إلى لحن الموسيقى وهي تنفث هواء سيجارتها، لا تدري أن كان هذا صائبًا أم لا، لكن تعتبر السجائر وسيلة لإخراج غضبها بها، نظرت للطبق الذي أمامها وكان يحتوي على مادة بيضاء حينما انتهت من سيجارتها مدت يديها لِهذا الطبق والتقطت ورقة شبه شفافة موضوعة بجانب الطبق وأخذت تضع هذه المادة في الورقة وأخذت تلفها بشكل اسطواني يشبه لفافات السجائر، وأمسكت بقداحتها وأشغلت هذه اللفافة وأخذت تنفث هواءها، حينها استمعت إلى صوت طرق باب شرفتها أخذت تخفي هذه الأشياء وأنهت هذا العقب الذي كان يحتوي على إحدى أنواع المخدرات والتقطت مياهًا وعلكةً وعطرًا حتى تخفي آثار التدخين وفتحت باب شرفتها وأردفت قائلةً بضجرٍ :
_إيه يا "فريدة" في إيه مالك بتخبطي كده ليه؟؟
ردت عليها هي وقد اشتمت إلى رائحة الدخان قائلةً باستنكار :
_هي إيه ريحة السجاير دي؟؟
ردت هي عليها بعدم اكتراث قائلةً :
_تلاقي اللي جنبنا ولا اللي فوقينا بيشرب والدخان جي هنا عادي يعني، في إيه؟؟ جاية ليه؟؟
ردت هي عليها بنبرة لامبالاية قائلةً :
_مفيش بس انهاردة الوقفة وكله بيتخانق برة على الحمام قولت أقولك لو عايزة تستحمي حماية العيد تلحقي تحجزي دور في الطابور
ردت هي عليها بسخريةٍ قائلةً :
_احجز دور في الطابور؟؟ هو طابور عيش؟؟
تلفظت الأخرى وهي تخرج من الشرفة قائلةً :
_مش وقته برودك ده، أنا قولت اقولك أنتِ أول واحدة علشان بعزك بس.
رمقتها هي بلامبالاة وعندما خرجت من الغرفة أغلقت هي باب الغرفة ودخلت إلى شرفتها بعدما أغلقت بابها ونظرت إلى المارة بشرودٍ وسارعت بإخراج سيجارة أخرى تشعلها وبدأت بنفث دخانها في محاولةٍ منها نسيان ما يؤلمها ويغضبها.
_____________________________________________
مر هذا اليوم ومرت أيام العيد بسلامٍ ونجد في شقة "مدحت الصاوي" :
كانت "مريم" جالسةً في غرفتها أمامها حاسوبها المحمول وتتفحصه بدقةٍ حيث قررت هي إعادة التفكير والبحث وراء "حسام" وبعد بحث طال لمدة ساعاتين لم تجد شيء في حساباته الشخصية حيث حرص هو على إخفاء قائمة الأصدقاء والتفاعلات على منشوراته، أغلقت هي حاسوبها بغضبٍ حيث لم تتمكن من إثبات شيء عليه حتى إذا هاجمته بمقطع الڤيديو الذي أعطته "عائشة" لها سيتهمها بالشك وإن هذه الفتاة من عائلته أو حتى يتهم أن من أعطاها هذا المقطع إنه قد استعان بتطبيقات الذكاء الاصطناعي وعمل على تزييف مقطع ڤيديو وهمي له حتى ينهي علاقتهما، خرجت هي لأبيها الذي كان يجلس في الصالة ممسكًا بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز ينتقل بين القنوات الفضائية بمللٍ حتى وجدها أمامه وأردفت هي قائلةً بتوترٍ :
_بابا أنا عايزة أشتغل.
رمقها هو بسعادةٍ وترك جهاز التحكم قائلًا بفرحةٍ :
_بجد يا "مريم"؟؟ أنتِ أكيد حابة تشتغلي بشهادك صح؟
ردت هي عليه قائلةً بنزقٍ :
_هشتغل إيه يا بابا بشهادتي يعني؟؟
رد هو عليها وقد تملك منه الغرور قائلًا :
_أنتِ عبيطة يا بت؟؟ أنتِ مؤهلك ليسانس آداب عبري يا ماما!! مش قليلة في البلد يعني! وعندك كذا شغلانة بس أحسنهم بالنسبالي تشتغلي مترجمة تبع الجيش.
جلست هي بجانبه قائلةً بفضول :
_هو ليه يا بابا ساعة ما قدمت في الكلية ومكنش في قسم في دماغي وقولتلي اختاري قسم عبري؟؟ يعني أحنا مش بنطيق وشهم نروح ندرس لغتهم؟؟ أي عقل ده؟؟ كنت كل ما أقول لحد إني قسم عبري يقولي ملقتيش غير ده ونظرة استحقار كده فمش فاهمة إيه المخزى؟
رد عليها هو شارحًا عقليته :
_علشان لازم نعرف عدونا ده إيه، يعني شغالين أن دول أعداءنا وأحنا منعرفش عنهم حاجة؟؟ مش طبيعي!! لازم نعرف كل حاجة عنهم علشان كده قولتلك اختاري عبري، علشان نقدر نفهمهم ونقدر نفهم إيه اللي مخليهم أذكى وأقوى، الحرب دلوقتي مبقتش حرب سلاح بقت حرب بين العقول والبقاء دلوقتي للأذكى مش للأقوى.
واللي ما يتسموا دول مش ساكتين وعمالين يلعبوا من تحت الترابيزة بس مهما لفوا وداروا مش هيوصلوا للعايزينه، أوعي تستهوني بعدوك اتعاملي مع أي عدو ليكِ كأنه نفس تفكيرك ويمكن أذكى كمان، أوعي تستهوني بيهم ولا بحد عامةً، لغة زي دي مش قليلة هما بيسعوا يخلوا مفيش تعليم ولا أي حاجة علشان منعرفش نحاربهم بنفس سلاحهم اللي هو العلم.
المفروض كل طالب في أي مرحلة دراسية أو كل مواطن لازم يدرك أنه يفيد بلده وأن هي الأحق بيه من أي بلد تانية مهما كانت المنظومات فاشلة أو البلد خربانة، ما هي هتفضل خربانة بسبب كل اللي بيتعلمله كلمتين يقوم يجري يفيد الغرب، بس للأسف أحنا هنا بندور على الناجح ونفضل وراه لحد ما يفشل، هما برة بيدوروا على الفاشل ويفضلوا وراه لحد ما ينجح، أحنا مش أغبيا ولا هما عباقرة ولا علامة عصرهم وأوانهم، بس ده هدف الغرب واللي مايتسموا دول أن هما يوقعونا!
علشان كده بنتشعبط في أي حاجة تخلينا نعلى ونحاربهم بنفس طريقتهم الحرب حربنا دلوقتي يا أما نكسب يا أما نكسب مفيش حل تاني، عايزين نبقى أقوى وأحسن علشان نستغنى عنهم علشان أحنا مش محتاجين ليهم، مش علشان نفسك في كيس شيبسي وقولتي تيجي على نفسك وتقاطعي، الحل في كل ده أن أحنا اللي نبقى أعداءهم مش هما اللي يبقوا أعداءنا!
تفهمته هي وقد ازدادت عزيمة وإصرار قائلةً وهي تقبله على وجنتيه قائلةً :
_فهمتك يا حبيبي، أنا عامةً جاهزة أنزل من بكرة.
ابتسم لها ووقفت هي تتجه نحو غرفتها وباغضها هو بسؤاله قائلًا :
_هو أنتِ معرفة "حسام" إنك هتنزلي تشتغلي؟؟
التفتت هي إليه بابتسامة مزيفة قائلةً :
_لأ لسه، بس هقوله أهو.
أومأ هو بتفهم وعندما سمع صوت إغلاق باب غرفتها أردف قائلًا بضجرٍ :
_الحمدلله العمل السُفلي أتفك! ده كان ولا اللي عاملها سحر أسود علشان تحبه! ربنا يبعد "حسام" بن "تهاني" ده عنك يا "مريم" يا بنتي، يلا بلاش نجيب في سيرة الناس.
والتقط جهاز التحكم بالتلفاز وعاود ما كان يفعله سابقًا.
______________________________________________
_يا بنتي، مينفعش اللي بتعمليه ده! هاتي أختك وتعالي يلا!
ردت هي على والدها قائلةً بسخطٍ :
_مش راجعين غير لما تخلصوا من القرف بتاعكم ده كفاية أنا تعبت بسببكم ذنبها إيه العيلة اللي بينا دي؟؟
أردف "أنور" قائلًا بحزمٍ :
_بقولك إيه! أنتِ مش هتفضلِ قاعدة عند صحبتك كده كتير اخزي الشيطان و...
قطعت هي حديثه قائلةً :
_أولا أنا مقعدتش غير يومين بس عند "لُچين" ثانيًا والأهم أحنا روحنا عند جدو.
سبها هو بسره وعاد يردف قائلًا :
_إمتحانات أختك بعد بكرا، أظن بقى تلحقوا تنزلوا تلحق تذاكرلها حاجة!!
ردت هي عليه بالامبالاة قائلةً :
_عادي، تبقى تمتحن في السفارة.
_سفارة مين يا أم سفارة؟؟ أنتِ فاكرة جدك عايش في ميلانو ولا إيه؟؟ ده قاعد في أبو سليمان!!
حمحت هي بإحراج وأردفت قائلةً بنفاذ صبر :
_طيب خلاص، بكرة بالكتير هننزل بس والله لو أتخانقتوا جامد كده تاني ما قاعدين ليكم فيها!
سحبت والدتها الهاتف من أبيها وأردفت بسخطٍ :
_بت أنتِ!! هو أنتِ هتتفردي وتتَّني علينا ولا إيه؟؟ أحنا سايبينك بمزاجنا!! يعني قسمًا بالله يا "چنى" ما هحلك!
ابتلعت هي لعابها بتوتر وأردفت قائلةً :
_تؤمري يا ست الكُل، سلام أنا.
أغلقت هذه المكالمة بتوترٍ، حسنًا هي قد أشتاقت لِوالديها ومشجارتهما اليومية والتي كان معظمها مشاجرات مضحكة لكن آخر مشاجرة لولا رد فعلها الصارم لكانت الآن تحاول إقناع والدها بإرجاع والدتها المنزل، حتمًا والدتها لن تمر ما فعلته هذا مرور الكِرام لكن على الأقل تفادت شيء كبير كان من المممكن أن يؤثر على الصحة النفسية لدى شقيقتها الصغيرة.
_____________________________________________
_تمام يا "تامر" أنا هروح ارتاح شوية لأني بقالي يومين في الجهاز والواحد مش قادر، على معادنا متقلقش، سلام.
أغلق هاتفه وقبل أن يضعه في جيب بنطاله اصطدم بالتي كانت تهرول بسرعةٍ وكادت تقع لكنه أمسكها سريعًا وأردف قائلًا بقلقٍ :
_أنتِ كويسة يا آنسة؟؟
نظرت هي له وقد تعرفت عليه ووقفت قائلةً وهي تأخد الذي وقع منها أرضًا بسرعةٍ :
_الحمدلله، شكرًا أوي يا أستاذ "يحيى"
ابتسم هو لها بمجاملة وسارت بالإتجاه المعاكس له وهي تحمد ربها إنه لم يرى ما الذي وقع منها لكنها توقفت عن السير عندما سمعت صوته قائلًا بتساؤل :
_ولاعتك دي؟
التفتت هي له بتوتر وأخذتها منه وهي تبتسم بتكلف وهرولت بعيدًا قبل أن يباغضها بسؤالٍ آخر، وقف هو مكانه وابتسم بسخريةٍ عليها لأنه بالفعل لمح ما وقع منها ألا وهو علبة سجائر، استنكر قليلًا الفكرة أن فتاة من ممكن أن تكون مدخنة على الرغم من أنه رأي سيدات كثيرات تدخن ولكنه كان يردف لِنفسه أن هذه حرية كُل فرد، فمن تدخل في مالا يعنيه لقى ما لا يرضيه، وتكلم قائلًا لنفسه بسخرية :
_ده أنا ذات نفسي مش بدخن! يلا كل واحد حر هو أنا اللي هموت مخنوق ولا هي؟؟
واتجه نحو بنايته لِيصعد إلى شقته ليأخذ قسطًا من الراحة بينما على الجهةِ الأخرى كانت تفكر وهي تسير قائلةً في نفسها :
_معقولة يكون شك؟؟ يخربيتك يا "لميس" كان لازم يعني تمشي مستعجلة أوي ولا كأن وراكِ إدارة شركة فيراري؟، إيه ده؟؟ وهو ماله أصلًا؟؟ هو أنا كنت بدخن في بلكونة بيتهم؟؟
وأكملت سيرها بعدما استعادت برودها القاتل بينما عندما كاد "يحيى" يفتح باب شقته خرج من الشقة المقابلة له "ليث" وقد أردف قائلًا باستغراب :
_هو أنا ممكن أسألك سؤال؟؟
التفت له "يحيى" باستغراب أكبر ولكنه تلفظ قائلًا :
_أكيد، اتفضل.
تحرك "ليث" حتى جاء أمامه وأردف قائلًا بتساؤل :
_هو أنت ليه بتتعامل معانا كُلنا كأننا واكلين ورثك؟؟ أنا عامةً مش بركز وبقول كُل واحد حر بس أنت معانا من كام سنة حلوين وأي موقف كان بيجمعنا كنت بتحسسنا أننا من قوم قريش، هو حد فينا عملك حاجة؟؟
نظر له "يحيى" بتعجب نظرًا أنه من المرةِ الأولى أن يسأله أحد سؤالٍ كهذا لكنه أردف قائلًا :
_محدش فيكم عملي حاجة، بالرغم أنكم كنتم بتطلعوا عين بعض ككل بس أنتم غلابة، كان حصلتلي ظروف جامدة وبقيت فعلًا بتعامل مع كله وحش بس ادعي أنت ربك يسهلها.
خرج "غيث" بعدما أستمع لِحديثهما وتفوه قائلًا بمرحٍ :
_ما أنتَ حلو هو بتتكلم كويس، أمال بتعاملنا معاملة العبيد ليه؟
ضحك له "يحيى" وأضاف قائلًا :
_متزعلش نفسك يا سيدي، عامةً أنا آسف لأي تصرف مكنتش لطيف فيه معاكم.
_يا كابتن أنتَ عمرك ما كنت لطيف أصلًا!
نظر له هو نظرة قاتلة حينها أخذ "غيث" شقيقه ودلفا إلى المصعد بسرعة قبل أن يتحول عليهما، حسنًا، يجب عليه إعادة التفكير في معاملة هؤلاء الجيران لكنه الآن يريد النوم وبشدة فلم يكترث كثيرًا لِهذا الموضوع.
______________________________________________
_جدول مين اللي أغيره؟؟ هو حلو كده دي قسمة العدل بطلوا إفترة بقى!!
رمقته "أمينة" بغضبٍ وأردفت قائلةً :
_مينفعنيش اليومين دول، هو أنا رايحة درس؟؟ ما تغيرهم بقى أنا زهقت!!
رد عليها "عزت" بضجرٍ قائلًا :
_يارب هو أنا موعود بالخناقات معاهم ليه؟؟ واحدة علشان الأغاني وواحدة علشان نشر الغسيل! يا مدام "أمينة" كل شقة بتختلف عن التاني! عندك عيلة أستاذ "محسن" مثلًا، فريق كورة بالاحتياطي بتاعه كمان! استهدي بالله بس كده ده أحنا كنا لسه في عيد حتى!
رمقته هي بسخطٍ نظرًا لأن حديثه صحيح لكن هي لن تستسلم أبدًا حيث استمرت في الشجار معه حينها كانت "حنين" تدلف إلى المدخل فوجدتهما بهذا الوضع فهرولت مسرعةً تحاول فض هذا العراك قائلةً :
_يا جماعة استهدوا بالله بس كده! أكيد في حل وسط مش هنتخانق علشان جدول نشر غسيل يعني!!
_قوللها يا بنتي! يسلم لسانك وربنا.
خرج هذا الحديث من "عزت" بضجرٍ وكادت ترد "أمينة" عليه لكن قطع شجارهما حديث "أحمد" قائلًا بضجرٍ :
_الله يخربيت الغسيل على اللي عايز يغسل! صوتكم جاي للسطح، اهدوا شوية مش كل يوم ننام ونصحى على خناقة جديدة!
جاءت "عائشة" من ورائه قائلةً باستياء :
_حصل خير يا جماعة، أكيد عمو "مدحت" لما ينزل هيشوف حل وسط.
كان "يونس" و"يوسف" يدلفان للمدخل حتى وجدوا هذا الوضع وأردف الأول قائلًا :
_بعد أذنك يا أستاذ أكتبنا في الجدول ده، ولا هو أحنا ولاد البطة السودا يعني؟؟
رمقته "أمينة" وهي ترفع له أحد حاجبيها بينما أردف "عزت" باستنكار قائلًا :
_مين حضراتكم؟؟
رد عليه "يوسف" وهو يهندم ثيابه قائلًا :
_أنا "يوسف" و ده "يونس" أخويا السكان الجداد اللي في آخر دور.
كانت "عائشة" ممسكةً بهاتفها لا تكترث لهم لكنها عندما سمعت اسمهما نظرت لهم بدهشةٍ وتفوهت قائلةً :
_إيه ده أنتم بتعملوا إيه هنا؟؟
نظر لها "يونس" وأردف قائلًا باستنكار :
_أنتِ اللي بتعملي إيه هنا؟؟
نظر "أحمد" إليهما بشرٍ وتلفظ قائلًا بسخطٍ :
_وأنتم تعرفوا بعض منين إن شاء الله؟؟
نظر ثلاثتهم إلى بعضهم بتوتر حينها ازداد "أحمد" غضبًا وأردف قائلًا بغضبٍ أكبر وهو يمسك بمرفق ابنته :
_ماتردي يا آنسة يا محترمة! تعرفيهم منين؟؟
_____________________________________________
- يتبع الفصل التالي اضغط على (لعاشر جار) اسم الرواية