Ads by Google X

رواية عودة الوصال الفصل الرابع عشر 14 - بقلم سارة ناصر

الصفحة الرئيسية

 

 رواية عودة الوصال الفصل الرابع عشر 14 -  بقلم سارة ناصر

«ما أجمل التلاقي ، بعد الفراق ،خاصةّ عندما تكون جميع الأطراف مخلصه بالفطره !»



فى الطابق الخاص بعائلتى"الأكرمي" و"البدري" خاصةّ فى شقة"سُميه"
وتحديداّ وقت ما قبل الظهيره بقليلٍ ، بعدما إستيقظ جميعهم ، جلس كلاّ من "ورده" التي تجلس بجانب والدتها ، و"بدر" الجالس أمامهم ، كانت أنظارهم موجهه حيث "يامِن" الذي يلعب أمامهم بألعابه الصغيره على الأرض، كانت تبتسم جدته بحنوٍ كاد أن يفيض من عينيها ، لاحظتّ "ورده" نظرات والدتها ، فتنحنحت قائله لتتساءل بهدوءٍ:



_" مفيش تطورات ياماما في يامن ؟ مكبرش كده ؟!"



ضحكت "سُميه", وكذلك الاخر ، فإردفت والدتها تجيبها بمرحٍ:



_" مستعجله على ايه ، هيكبر وهيبقي زينة الشباب ، بس هو منفض كده ليه يا ورده مش باين عليه أكل ولا حاجه ! بتاكلي أكله يا بت ولا ايه ؟"



ضحكت "ورده" بخفه ، أما "بدر" فأجابها قائلاً بمزاحٍ:



_" ده ناقص ياكل دراعى ودراع ورده ، طالع لعمه بسام ، أصل كنت بتنمر عليه ، وأهو طلعلي فـ يامِن"



قهقهن عليه ، ولكن لم يستطيعوا تكمله الحديثّ، بسبب تلك التي خرجت من غرفتها وهي ترتدي حجاب رأسها على ملابسها المنزليه الطويله ، خرجت "ياسمين" تقف أمامهم بنعاسٍ وعلى يديها المنشفه ومن ثم إبتسمت لهم بسمه واسعه وهي تردف قائله:



_" صباح الخير يا عيله صداع !"



وجهت نظراتها حيث "يامِن" ومن ثم إنحنت لترفعه وهي تقبله بمرحٍ وحبٍ، فنظرت لها "سُميه" بضجر ومن ثم وجهت نظراتها للٱخرين وهي تردف قائله حتي تأخذ شهادتهم كأي أم :



_" إتفضلوا ، صباح الخير قُرب الضهر ، هتفتح بيت دي إزاي ، ده كتب كتابها خلاص اهو على المشارف ولا فرحها !! "



ضحكوا عليها جميعاً أما هي فنظرت لهم وهي تحدثهم قائله:



_" دايماً حاطه نقرها من نقري الوليه دي واللهِ ."



_"دي بتحبك أوي واللهِ والزعل هينط من عينيها علي فراقكّ"



قالتها "ورده" فأيدها "بدر" قائلاً من بين ضحكاته:



_" دي حقيقه أنا شاهد "



ضحكت "ياسمين" بقوه ومن ثم أردفت قائله باستنكار:



_" تزعل ؟.، دي هتعمل فرحين ، فرحي ، وفرحة خروجي من بيتها ، دي ست صعبه وأنا عارفاها !"



قهقهوا عليها بقوه ، أما "سُميه" فنظرت لها بضجر ومن ثم وجهت نظرتها إلى الحذاء المنزلي ، فتراجعت "ياسمين" إلى الخلف سريعاً وهي تضع الصغير أرضاً قائله بخوفٍ:



_" لا خلاص كله إلا. ده ! هروح أصلي أحسن !"



ضحكوا عليها جميعاً بقلة حيله ، فعقدت"ورده" مابين حاجبيها قائله بتساؤل:

_" تصلي إيه الوقتى؟"



_"الصبح!!"



صمتت هي تحت أنظارهم ، ثم أردفت قائله بعقلانيه :



_" يا حبيتي ، مش أنا قولتلك قبل كده يفضل صلاة الفجر! مش الصبح فالوقت ده لأن ساعتها مش بتتسمي صلاة صبح أو فجر مادام الشروق طلع ! ، صلاة الفجر وقتها من وقت الٱذان لحد الشروق ، ودي فرض ! "



عقدت "ياسمين" ما بين حاجبيها وهي تقترب منها ، ثم تساءلت بجديه:



_" يعنى حرام عليا؟"



_" بصي دار الإفتاء المصريه قالت إن المسلم لازم يصلي الفجر بمجرد إستيقاظه ، ولكن لو كانت قبل الشروق تبقى أداء ، ولو بعد الشروق تبقى قضاء ! ، بس الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( وَوَقْتُ صَلاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعْ الشَّمْسُ ) ."



كان حديثها من حد علمها، فهي الوحيده التى تابعت دراستها فى المعهد الإسلامى ومن ثم إلتحاقها بكلية الدراسات الإسلاميه ، أومأت لها بتفهمٍ هي ووالدتها أما "بدر" فأومأ لزوجته يؤيدها ثم أردف قائلاً بعقلانيه :



_" فعلا ، لأن صلاة الفجر وقتها من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فمن غلبه النوم في هذا الوقت لا يؤاخذ شرعًا؛ لأن النائم قد رُفع عنه القلم، وعلى المسلم أن يبذل أقصى جهده ليدرك هذه الصلاة وغيرها في وقتها "



قالها بحكمه ، فابتسمت"ياسمين" لهم قائله بلطفٍ :



_" إن شاء الله بعد كده هحاول أصحي الفجر وأنتظم. ، أنا بجد بحاول أنظم صلاتى ومأخرش وربنا يعينى بقا إدعولى "



قامو بالدعاء لها بحبٍ ، أما "سُمبه" فإبتسمت لها قائله :



_" أنا غلبتّ أقولك قبل كده إن صلاة الفجر بركه وأقعد أصحى فيكِ، بس نومك تقيل ، قعدت أقولك ركعتين الفجر خير من الدنيا وما فيها ؛ بس مبتسمعش كلامي ابداّ ونومها زي الطوبه"



وجهت حديثها فى ٱخره لابنتها الٱخري وزوجها ، فنظرت لها "ياسمين" بقلة حيله من طبعها ، وحديثها كأى أم إن ظهر حديثها بالصواب ، ولكن بدلت نظراتها للحبٍ، ومن ثم الإمتنان للٱخرين الذين إستشفوها رغم حديثهم مع "سُميه" فتركتهم لتتوجه حيثُ المرحاض وهي تحفز نفسها بأنها سوف تنتظم بمجرد المحاوله .



__________________________________________________



«لا يَنسي شخص أبداً مهما طالت الأيام موعدُ كسر قلبهُ ومِن مَن كان يقسم للٱخرين له بعدم الفراق ، فـ. تهشمّ. القلبّ يخلق فجوةٌ يصعب أن تُلتئم مره أخري ، و تهالك الروحّ رغم التظاهر بأن كل ما يحدث على ما يرام شئ مؤذي، يأذي من يحاول التماسك رغم هشاشه من الداخل !»



جلسّ وهو صامتّ بعدما خرجّ أخيراً من المستشفى وغيابه بها لفتراتٍ. طويله، فهذه الأيام لم يشعر جيداً أنه على مايرام ، وكذلك الأيام التى مضت والتى ستمضي ! ،هذا من وجهة نظره المُحبطه والمخفيه أمام أنظار الجميع إذن، عكس طبيعة شخصيته المرحه التى يظهر بها للكل بأنه ملكّ اللامبالاه عندما يكون كثير المرح!! ، يتأذى كثيراً من الداخل بمحاولة إخفاء وجعه بذلك المرح!!، إذن ليس كل ضاحكاً مرحاً مسرورا ً بحياته وتلك هي الحقيقه القاسيه الذي لا يعرفها سوى الذين يخوضون حروباً مع أنفسهم لا يعلم الٱخرين عنهَا شئ !! ، صمتّ ، سكـوت!! هذا مايفعله عادةً عند جلوسه فى المكان الذي يُكشف به الستار عن أوجاعه ! ، نظر "بسام" للطبيب الذي يوجد أمامه ، ثم إبتسم قائلاً بقلة حيله:




        
          
                
_" مش عارف أقول ايـه !"



طالعه "عاصمّ" بلطفٍ ثم إبتسم قائلاً بهدوء مُتفهماً:



_" اللى قولته خِلص؟؟.. طب قول انتَ حاسس بـ ايه لحد دلوقتي ، ايه شعورك عامتاً "



شردّ بنقطة أوجاعه ثم أردف قائلاً على فجأه وبإندفاع لا يرتبط بما سبق :



_"محدش يعرف إيه اللي جوايا، ، مفيش حد عارف ان شكلي المُتماسك الهادي ده وراه كتير ، اللحظة اللي بحط فيها راسي عالمخدة مابيفضلش فيها غيري أنا ، وأفكاري ، وأوجاعي وكل الحزن اللي في قلبي، أنا اللى بواجه كل ده لوحدى"



أومأ بتفهمٍ ثم تنهد قائلاً بعقلانيه:



_" محدش عارف وجعكّ عشان انتَ نفسك واجهته ولما واجهته إستسلمت بسرعه ، شكلك المتماسك الهادي اللى وراه كتير ، ده بسبب ظلمك لنفسك وعدم حبك ليها عارف يعنى ايه تصالح مع النفس ؟التصالح مع النفس يكمُن في إن أبواب ماتتفتحتش علشان مش لينا، وفُرص ضاعت علشان ما كُناش مستعدين ليها مثلاً ، وناس خرجت من حياتنا بالرغم من حبنا ليهم لكن برضوا مش شبهنا من الأساس، نجاتنا في الحياه هو الرضى بالمقسوم والمكتوب بالرغم من وجع قلوبنا لإننا مش عارفين الخير فين ، عرفت يعنى ايه ناس خرجت مش شبهنا من الٱساس عرفت التصالح مع النفس ببقى ازاي وايه!؟"



_" مش مهم نكون شبه بعض ، أنا حبيت نفسي بسببها ورجعت كرهتها بسببها ، إيه يعنى مش شبهى ؟ عادي مش لازم أكون شبه حد عشان أحبه وأرجع أتوجع منه"



قال "بسام" ٱخر حديثه بسخريه من حاله ، فهز "عاصم " رأسه هزات متتاليه ثم ردد قائلاً بتساؤل:



_" إلاختلاف فالحب مؤذي ، ناس بتقدر تتحكم فيه وناس تانيه لأ، اللي بيوزن العلاقه هو إصرار الطرفين على إنها تكمل مش تفشل ! ،لكن لو الإختلاف فالعلاقه فيها طرفّ مش بيحب ومش عاوز يكمل ، أو كان القرب مصلحه من الٱساس متتسماش علاقه ولا حتى يستاهل يتقال عليه حُب"



أومأ بصمتٍ وهو شارد ثم أردف بآختصار ووجع:



_" أنا اللى حبيتّ"



صمت ثم تابع بإنهاكٍ ظهر بنبرته الموحيه بتهتك فؤاده :



_"ولما حبيت اتعميت !"



______________________________________________



خرجت من المبنى الصغير الخاص بعملها وهي تلتفت خلفها كمن سرق شئ!! ، إتجهت "نيروز" حيث خارجّ تلك الشركة الصغيره وهي تقوم بالالتفات خلفها للمره الٱخيره بعدما قامت بالاستئذان للإنصراف، ولكن لم تذهب له تحديداً حتي تخبره بأنها لن ترحل معه تلك المره ،تذكرت كم كان متحاشياً النظر إليها فى الصباح ، ورغم طبيعة حديثُه العبثيه لم يتحدث معها بشئ ، الشئ الوحيد التى أردفته هي سبب عدم إرتدائه لملابس العمل الرسميه ، بل كان مرتدياً قميصاً وبنطال عاديين ، إستغربت الأمر ، ولكنها علمت سريعاً منه بإقتضاب بأنه ليس من الضروري سوى الشئ المعلق للاستعلام عن هويته ذو الجهد الكبير في عملهُ حتي يُعرف !! ، نفضت أفكارها من عقلها ومن ثم أشارت سريعاً إلى سيارة أجره لتقف أمامها. ، لحظات ومن ثم دلفت تركب بها بهدوءٍ وهي تُملى عليه العنوان التى تود زيارته منذ كثير ولكنها لم تستطع بسبب إزدحام أحداث أيامها ، دقيقه ثم سارت السياره إلى العنوان ، عنوناً لم يكن بعيداً عن مكان العمل بل كان قريباً بالتوسط ، ولكنها أصرت حتى لا يراها أحد إذن !




        
          
                
________________________________________________



_" حمدالله عالسلامه يا صاحبي !"



نبس بها "ٱدم", الجالس بجانب صديقهُ على فراش تلك المستشفى المتهالكه نوعاً ما ! ، فـ نظر له "حسن" بتعبٍ وهو جالس بعدما إرتدي ملابسـه ، وقف "ٱدم" وهو ينظر إلى هاتفه و لكم الرسائل الذي بعثها له شقيقهُ ، أغلق الهاتف سريعاً ثم دسه بجيبه وهو ينهض ومن ثم إقترب يقف أمام "حسن" الذي رفع له نظراته بتساءل ، فتنهد الٱخر ثم آلتفت ورائه حتى يتأكد من عدم وجود شخص ومن ثم ردد بنبره خافته يسمعها الاخر بالكاد:



_" الدكتور قال تحليل الدم هيطلع خلاص ورايح يجيبه من المعمل ، وانتَ أكيد عارف لو طلع تحليل الدم هيحصل ايه !! ، .. فـ..... نجربلها ؟؟"



غمز له بٱخر حديثُه وكأنه يقوم بتقليد أحد أفلام الأكشن، بادله "حسن" الغمزه وهو يفهم مقصده جيداً ، متذكراً تلك الكلمه منذ الطفوله عندما كان يعبثان بأمور يصعب الهروب منها بالنسبه لطفلٍ !! ، إبتسم "ٱدم" له إبتسامه توحي بالمكـر ومن ثم قدم له يديه سريعاً وهو يقوم بمساعدته فى النهوض قائلاً بلهفه وسرعه:



_" يلا ، مفيش وقت !! "



وقف "حسن" وهو يسير من خلف الٱخر الذي تأكد وهو ينظر بعدم وجود أي أحد بالخارج في الطرقه ، فأشار له بيديه بأن يتبعه إذن !! ، ركض بغير صوتٍ من ٱثر قدميه والٱخر خلفه ، ثم وصلا إلى الساحه الكبيره في الدور الأرضي ورغم ركض "حسن" المنهكّ ، إلا أن وقف "ٱدم" على فجأه ثم إلتفت يضع منالقبعه الخاصه بسترة الاخر علي وجهه وهو يتحدث قائلاً له بعدة كلمات ، فأومأ "حسن" ومن ثم ترك "ٱدم" الواقف ينظر علي الاشخاص من أمامه ، بينما سار "حسن" إلى مخرج تلك المشفي ، حتي ٱخرها متظاهراً بأنه زائر فقط !! بينما وقف "ٱدم" يتحدث مع شخص من المشفي يسأله عن أي تراهات حتي يستطيع أن يفلت الٱخر ، وعندما وجده قد خرج بالفعل ، ابتسم للرجل الذي أمامه ثم سار بخطوات ثابته إلي خارج المشفي، فعل ذلك لكون من يراهم الإثنان معاً سوف تعرف هويتهم من الرجال الواقفين علي تلك البوابه القديمه! ، كثيراً ما يشبه علي المرضي بوجد أشخاص معهم ، ولكن تلك المره كلا بمفرده يخرج وسط أناسٍ حتي لا يدقق الٱخرين كثيراً ، وكذلك تحدث "ٱدم" يلهي من تركيز ذلك الواقف بغير إهتمام منذ قليل إلي أن يخرج "حسن" ، لحظاتٍ وانتظر هو صديقه ، ومن ثم دقائق وإجتمعا معاً حيث تبعد تلك المشفي بمسافه متوسطه ، ضحك "حسن" عالياً وهو يوجه حديثه له قائلاً ':



_"رجعنا لشقاوة زمان !!"



إبتسم الٱخر بأنفاس عاليه وهو يجيبه قائلاً :



_"لولاها كان فاتنا متكلبشين ومودينَّا على مصحه غصب، إمسك بطاقتك !"



_" هو عرف إسمي ؟؟"



إبتسم "ٱدم" وهو يجيب الٱخر بعبثٍ:



_" مش هتفوتني حاجه زي دي ، إديتهم عنوان البيت بس إسم تانى، ولما وصلنا المستشفي طلبوا بطاقتك بس قولتلهم مفيش معانا ، فدخلوك ، ولما طلبوا التحليل اديتهم الاسم المزيف اللي قولتلهم عليه ساعة الآسعاف، وانتَ عارف أي حاجه حكومه بتمشي أي كلام من غير إهتمام أوي يعنى، وبعدين عمرهم ما عاملين حاجه كله سُكيتي ، دي مستشفي كلها فوضى مش شايف عامله ازاي ! ، والدكتور مشي الدنيا من غير معلومات بالفلوس ، طلع!... تقوم ماشيه الدنيا علطول يا بو على"




        
          
                
نظر له "حسن" بدهشه ومن ثم أردف قائلاً بصدمه من فعله كل هذا:



_" دماغ شغاله يبن الآيـه!!"



_"أنا عملت كده عشانك يا حسن، وانتَ عارف إن اللى حصلك ده حصل من الشرب والضرب ملهاش معنى تانى ، اللي حصلك ده إشاره وفرصه أخيره للنجاه ، وموعدكش أعمل كده تانى عشانك لو ده حصل !! ، والفلوس اللي اتدفعت كانت من فلوسك الباقيه لما سيبتها معايا ! "



نظر "حسن" له بتردد ومن ثم إلتفت يوجه أنظاره للجه الأخري قائلاً:



_" أنا مش هعرف أبطل يا ٱدم ، إنتَ مش فاهم ولا حاسس بيا !"



_"يا غبي انتَ كنت هتموت النهارده ! ربنا إداك فرصه ونبهنى، هتموت يا حسن لو مبطلتش ، انتَ مش شايف نفسك ؟ بتضرب أكتر ما بتتنفس !"



قالها بإنفعال طفيف جعل من حوله يلاحظون صراخه المتوسط فالعلو، فالتفت "حسن" له بآندفاع من صراخه ثم ردد بحده:



_" انتَ اللى غبى ، عاوزنى أروح مصحه عشان أموت ! ، طب ما أنا أموت من الشرب بالبطئ ومموتش وأنا بتعذب ومش طايل وبتذل !"



إتجه "ٱدم" سريعاً نحو يمسكه من تلابيبه قائلاً وهو يحاول إفاقته:



_" تتذل !؟ ، انتَ مبتفهمش ! هتتعذب عشان تعرف تعيش بعد كده ، مش نموت نفسنا بالبطئ يا متخلف !"



التف من حولهم الناس وهو ينظرون إليهم بترقب ،منتظرين لحظه ضربهم لبعضهم حتي يفصلوهم ، ولكن أنزل "حسن" من يد الاخر بهدوء وهو يربط عليها متوجهاً حيث موضع أذنيه قائلاً بخفوتٍ:



_" انتَ خايف يا ٱدم ، وضعيف كمان ، أضغف من إنك عاوز تتعافى بس مش عايز بردو ومستنى كلمه من أي حد توديك وتجيبك ، أنا مش هروح للذل برجلي، ولا انتَ حتى، ريح نفسك ويلا بينا !"



قالها بفحيح وهو يردف قائلاً بطريقه مقنعه ليقوم بإقناع الٱخر ، الٱخر الذي أصبح منذ فتره متردداً كلما يأخذ القرار يصبح اليوم الثاني لينفيه، نظر "ٱدم" من حوله بريبه من مَن ملتفين حوله ثم صمت يترك الٱخر وهو يلتفت ليسير تاركه ! لحظه إلى أن وقف والتفت برأسه لصديقه وهو ينظر له بنظراته التي تعني بأنه ينتظره ليسيران معا ً الطريق حيث منزلهم ، فالحقيقه يبدو لهم السير الي طريق منزلهم ، ولكن بالنسبه لأى شخص ليس مثلهم فـ هو السير إلى الدمار ، دمار أنفسهم !!



_______________________________________________



دلفتّ سريعاً إلى عيادة الطبيب النفسي ، لم يأخذ منها وقت كثير حتى تستطيع الوصول !! ، دلفت "نيروز" تجلس على إحدي المقاعد إلى أن يحين دورها ، ولأن مخرج الطبيب غير مدخله ، لاحظت سريعاً ظهره وهو يخرج من الغرفه متوجهاً حيث الخارج، فتحت فاها بصدمه ودهشه في ٱن واحدٍ هي أصبحت تعرفه الٱن جيداً حتي وجهه باتت تحفظ ملامحه وطبيعة حديثه حتى لاقترابها منه فالأيام الماضيه ، ولكن تلك المره نفس الظهر !! ، أردفت قائله بغير وعى وكأنها تحدث نفسها :




        
          
                
_" إزاي !! ، مستحيل ! ،..يعني هو مش فالشغل !"



قالتها بعدما نهضت تجلس بمكان الاخر قبل قليل بسرعه حتي لا يلتفت هو بمجرد خروجه هذا ويراها ، ولكنه آلتفت وهي رٱته بعدما هربت بأنظارها بعيداً ، تأكدت من أنها لا تراه ولكن لم تعلم هو قد لاحظها من الأساس أم لا ، ولأنه كان يرتدي مثلما يرتدي الٱخر تماماً ، أيقنت سريعاً أنه هو بحدسها ! ، لم يأتى على بالها أنه الٱخر كونّ طبيعة تفكيرها أوصلت لها أن الطبيب لا يُداوي إذن ولا يحتاج لطبيباً نفسياً كونه طبيب ، وخاصةً إن كان طبيب يفضل مهنته مثل بسام !! ، نهضت سريعاً وهي تفوق من شرودها على موعد دخولها للطبيب حيث موعد حجزها منذ أمس ! ، دلفت سريعاً ومن ثم أغلقت الباب من خلفها بهدوءٍ، إبتسم هو لها من الداخل وهو يرحبٌ بها ، فـ إتجهت ثم جلست هي على المقعد الطويل والمريحّ، بينما جلس الٱخر أمامها وهو يتنهد قائلاً بهدوء:



_" كنت مستنيكِ من قبل ما أعرف إنك جايه حتى !!"



إبتسمت له بامتنان وظلت صامته تفكر هل من الصحيح سؤالها عن مَن كان يوجد هنا قبلها !! ، ولكنها تحرجت عندما أيقنت متذكره بقوله الدائم
:( أسرار المريض لا يمكن تتطلع برا، ولا حتى يتعرف من الأساس إنه بيجي عندي ، ده قسم وضمير للمهنه)



أومأت برأسها تؤكد تفكيرها ، فردد يسألها بلطفٍ:



_" شكلك بتفكري فحاجه ، حابه تشاركى ؟"



وكونها اتجهت من نفسها لتجلس علي الاريكه الطويله فهذا يعنى أنها ستتحدث وتبوح عن ما بداخلها في الفتره الاخيره وليس مناقشات بينها وبينه إذن !! ، هزت رأسها بتأكيد ثم أردفت قائله له بهدوء:



_" بفكر فـ حاجات كتير أوي، فـ دماغى زحمه !"



_" زحمه حلوه ؟ ولا وحشه ؟"



إبتسمت بسخريه تُجيبه بهدوء:



_" الإتنين!! ، ما أصل الزحمه حلوه ووحشه ، بس يعنى بفكر فـ رجوع ورده وبدر عندنا ، وجواز ياسمين ، وماما ، حاسه انى مهتمه بيهم زياده "



خرج منه صوته ليسألها سريعاً بعقلانيه:



_" تفكيرك فأهلك كان الزحمه نهيه ؟ "



_" هتصدقني لو قولتلك الاتنين مع بعض ! ، رجوع ورده عاملي خوف من إنها يترمي علي مسامعها كلام يكسر فيها ، وأنا إتكسرت من شماتتهم وكلامهم قبلها !! ، مش عاوزاها توصل ولا تحس باللى أنا بحس بيه ! ، أنا بخاف عليها أوي ، ومستعده أدفع عمري كله عشان أحميها من كلمه واحده ، ورده عانت ساعة موت بابا زيي بالظبط ، ولو مكناش وقعنا احنا الاتنين ، كانت ياسمين وقعت ، بس لما ياسمين لقتنا وقعنا وحالنا إتبدل حاولت تتماسك وهي بتقف جنبنا !! "



تنهد "عاصم " يأخذ أنفاسه وهو يرجع من ظهره للخلف مردداً حديثه لها :



_" حاسه انك بقيتى أحسن وأقوي إنك تحميهم الإتنين مش ورده بس ؟"




        
          
                
نظرت شارده ثم رددت وهي تسلط أنظارها على مكان ما :



_" أنا إتعودت إن ياسمين هى اللى تحمينى وتدافع عنى، بس لو جت لحظه إنها تتكسر قدامي هحميها ومش هسمح لحد مهما كان إنه يكسر ولا يجي على ركن أماني وسكينتى أبداً ، هقدر أحمى ورده من أي حاجه عشان متبقاش زيي، أنا كل خوفى إن إحساس كسرتها منهم ميرجعش تانى !"



_"كلامك عن ياسمين كان مختلف حاجه بسيطه المره اللى فاتت ، بس انتِ. لما خرجتى وإتفتحتي علي الدنيا والشغل عرفتي قيمتهم عندك عامله إزاي "



أومأت تأيد حديثه، ومن ثم لحظات ثم رددت قائله :



_" الشغل والخروج غير فيا كتير، كنت حاسه إن العالم كله وحش ، ونفس الوقت حلو كله فمكنتش قادره ٱثق فـ مين ، بس حبيت وقتي فيه حتي لو متعرفتش كفايه علي ناس كتير ، وكمان بقا عندي روتين كل يوم بقيت بمشي مع غسان لحد ما بقيتش أتحرج منه وبقيت أبقى معاه على طبيعتي نوعاً ما ، حبيت الوقت عموماً "



لاحظ هو الإسم سريعاً ولكن لم يعير إهتمام ، فوجه لها نظراته وهو يتحدث قائلاً بمنطقيه:



_" حبيتى وقتك فالشغل ولا وقتك مع .. غسان !"



دق قلبها سريعاً ولكنها رددت بداخلها جملته الذي يردفها له سريعاً ، نفضت من عقلها سريعاً ثم نظرت له بتوتر وهي تجيبه:



_" فى فرق!"



_"طبعاً ، مش يمكن حبيتى وقت الشغل عشان حبك لوقتك مع غسان من الأساس !! "



_" مش عارفه ! أنا متغلبطه ، أنا حبيت كلامه ال مش مفهوم معايا وبقيت أستني منه أي سؤال ملوش لازمه عشان أجاوب عليه ، كنت بخاف الأول بس بقا وجوده معايا علطول مش مخوفني بقا مخليني مش خايفه وكأني فـ بيتي بالظبط ، حبيت أخته وهزارهم مع بعض وهزاره مع دكتور بسام أخوه! ،وحبيت باباه اللي عمري فحياتي ما هلاقي زي بابا حد ، بس حبيته عشان كان صاحبه أوي ، حتي باباه هزاره وطيبته وعقله فوقت الجد بيفكرني بـ بابا ، حبيت مامته أوي ووجودها دايمًا. مع ماما وحبها ليها الظاهر فعيونها ، لقيت ناس يحبو لينا الخير أكتر من قرايبي اللي من دمى ومش بيحبوني ولا بيتمنولي أي حاجه حلوه!! "



قالت "نيروز" حديثها بشرودٍ وراحه كبري ، كان ينصت هو لها بتعمن حتى بعد سماعه لإسم شقيق من تتحدث عنه لم يبدي أي ردة فعل أيقن الٱن هو كل ما تتحدث عنه ، فآردف يتحدث قائلاً لها بهدوء من بين أخذه لأنفاسه :



_" أنتِ الوحيده اللي قادره تحددي اللى انتِ فيه ده ايه ! ، بس أنا شوفت إنك اتعلقتي بنسبه مش بسيطه ولا قليله ، والتعلق بيجي بعد الحب أو قبله!!"



حملقت بصدمه ومن ثم هربت بأنظارها إلى أماكنّ أخري حتى ساد الصمت ، وبعد دقائق من نظراتها المرتبكه والغير قادره علي أن تجيبه نهضت علي فجأه وهي تلملم من حقيبتها ، وهي تبتسم له بتكلفه ، فأومأ لها بتفهمٍ حتي لا يضغط عليها ، نظر لها وهي تتجه لتفتح الباب وقبل أن تفتحه جاءها صوته العقلانى وهو يقول:




        
          
                
_" لو كان مشاعرك فعلاّ حب ، يبقي الهروب مش حل ! ، لو كان!! لأن انتِ الوحيده اللى قادره تحددي ده إيه بالظبط !! "



وقفت تستمع له بتمعن ولم تلتفت بعد ، فهزت رأسها بنفى لنفسها ومن ثم خرجت سريعاً تختفي من أمام أنظاره ، مُهيئه لعقلها بأن مجرد الهروب من تلك الغرفه هو نفس الهروب من أفكارها ومشاعرها التي لم تستطع تحديدها !! 



______________________________________________



جلست في غرفتها في المُستشفى تفتح ذلك الهاتف الذي أحضره لها ذلك الحقير ! ، فهي منذ أمس تنتظر موعد إفاقة والدتها وكذلك شقيقها ولكن هو ذهب لعمله حتى يستطيع ٱن يدفع كل تلك المصروفات وبسبب تأخره الأيام الماضيه عنه ، فتحت الهاتف لتجد رسائل كثيره منه، توترت ملامحها عندما وجدت ما يوحي بأنه يعلم كل تفصيله تحدث فى حياتها ! ، وبمجرد فتح الهاتف وصل له ذلك ومن ثم قام بالاتصال عليها حتي ٱنار الهاتف سريعاً ، مدت يديها لتفتحه بتردد وهي تضعه علي ٱذنيها وبيد مرتعشه قليلاً ، فجاءها صوته من الناحيه الأخري قائلاً :



_" دكتوره فروحـه ، فينك من زمان ده ألف سلامه عليكِ والله"



احتدت عيناها وهي تجيبه قائله بجمود:



_"عايز إيه يا خالدّ ، لما تحدد كويس انتَ عاوز ايه اتكلم غير كده فتسيبنى فحالي!! "



_", عندك حق الحكايه طولت فعلاً ، بس مش بإيدي يا دكتره !! ، وبعدين أنا بتجيني أوامرّ أقولك ايه ومقولكيش إيه ! ، ولحد دلوقتي محدش قالى الصراحه ايه اللي هتعمليه بالتفصيل ، شكله بيحبك أوى يا فرح، لأ وايه عاوزك تموتي بالبطئ وتسلمي صاحبتك بإيدك وتخسري كل حاجه ! "



تنفست بصوتٍ عالى ثم صرخت به قائله:



_" مين اللي عاوز يعمل فيا كده يا قذر غيركّ ، إيه رايك انى مش هعمل أي حاجه من دي وتليفونك هرميه ، واياً كان اللي متفق معاه عليا فـ أحسن لكم تبعدوا عنى !"



_" حبوب جرائه دي ولا حبوب مهدئ !! ، إعمليها وساعتها هتندمي ندم عمرك ومش هخليكِ تبيعي صاحبتك بس لا ده أنا هخليكِ تبيعي شـ.."



قطعت الإتصال سريعاً ومن ثم قذفت الهاتف بعيداً عنها بتعبٍ ، وهي تتنفس بصوت مسموع ، وقهر من الداخل لكل ما يحدث لها ، من بداية والدتها حيث الفتك بأعصابها ببرود دون فعل شيئ منه إلى الٱن !! ، قامت بعد لحظات وهي تعدل من غرفتها ثم جلستّ بإنهاك على السريرٍ وهي تفكر بجلستها صباحاً مع طبيبها النفسي عندما كان موجوداً بالفعل صباحاً ، تذكرت حديثها المقتضب معه وكأنها لا تحبذ وجوده ، ولكن كان الٱخر واقفاّ قبل بداية الجلسه يحفزها علي البدء بها مع الطبيب ولأن شقيقها لم يكن موجوداً في الصباح ، وعندما إبتسمت له بامتنان وصل إليه بوضوحٍ ، ولم تكن البسمه سوي لـ "بسـام" .



____________________________________________



بعد قليلّ بعدما خرجّ من منزله بعد عودته هو صديقه ، خرج ليذهب حيث ما قال له شقيقهُ ، مر الوقت وها هو يصعد في المصعد حتى خرج ووقفّ أمام شقة"سُميه" رفع يديه بتردد ليقوم بدق الجرس ، إنتظر قليلاً حتى فتحت له "سُميه" الباب ، إبتسمت له سريعاً وهي تقوم بالترحاب به قائله له بودٍ:




        
          
                
_" إذيك يا ٱدم ، إتفضل أدخل ، تعالى"



إبتسم لها بإمتنان ومن ثم دلف بخطواتٍ متردده حيث المكان الخاص بالضيوف ، دلف ليجلس بعدما وجهته الأخري ، قابل في طريقه "ياسمين" التي حدجته بإشمئزاز ، تجاهلها سريعاً وهو يدلف من الباب جالساً علي إحدي المقاعد منتظراً قدوم شقيقهُ ، خرج "بدر" من الغرفه وهو يتجه حيث يجلس شقيقهُ وما أن دلف ليراه ، رٱه جالساً بصمت حتي رفع الٱخر نظراته إليه ومن ثم نهض ليقوم بإحتضانه ! ، نظر له "بدر" بتعبٍ وهو يردف قائلاً بنبره متحشرجه :



_" هونت عليكّ يا ٱدم؟؟ ، مستاهلش منك آني مش فارق معاك عشان متجيش تشوفني ولا تعرف إنى جاي غير لما بكلمك وبترد بالعافيه !! "



لم يتحدث الٱخر بل ظل صامتاً ، أما "بدر" فنظر علي هيأته الضعيفه من تعاطيه للمخدر ، ثم أخفض نظراته حيث يديه الزرقاء المعدومه !! ، ود لو يخنق نفسه للتو حتي لا يري شقيقه في حالته تلك ! ، أردف قائلاً من بين نبرته المختنقه:



_" مين يستاهل منك كده ؟ ، حرام عليكّ جسمك ونفسك!، جسمك وصحتك ليهم حق عليكّ ، ليه تعمل في نفسك كده ؟ ، كنت ناقص إيه يا ٱدم مش عندك وحارمك منه !! ، أنا مأثرتش معاكّ فحاجه !"



وجه له "ٱدم" نظراته ٱخيراً ، ثم أردف قائلاً بملامح وجه خاليه من التعابير كما يحاول:



_" انتَ عاوز إيـه منى يا بدر ؟؟ أنا جيتلك عشان تشوفني مش عشان تقعد تقطم فيا !! ، ملكش دعوه بيا ماشي؟"



نهض "بدر" سريعاً بأنفعال وهو يصرخ في وجهه قائلاً:



_"لما أنا مليش دعوه بيكّ مين هيبقي ليه دعوه ؟ ، انتَ ليه بتدمر نفسك ! ليه بتبعد عنا وعن الدنيا ليه ؟ ، تقدر تقولي أخر حاجه عرفتها عن أختك ايه لما انتَ فايق ومصحصح وفـ طريق عدِل؟ ، ولا ٱخر مره شوفتها ولا روحتلها إمته ؟ عايشين زي الغُرب برغم قُرب الدم !!"



_" هي مش رفضتّ تتطلق و آختارتهم عننا !! ، وحبيته أكتر من أخواتها ، يبقي متستاهلش حتى السؤال عليها لا من قريب ولا غريب"



قالها "ٱدم" بحده وهو ينهض ليقف أمام الٱخر ، فبادله"بدر" النظرات الجامده وهو يجيبه قائلاً باندفاع:



_" إفرض ماتت ولا حصلها حاجه ، إفرض حد عمل فيها حاجه، بردو مش هتبقى أختك ولا من دمك ولا انتَ خلاص معتش يفرق معاك غير روقان دماغك؟؟ "



_" مش فارق معايا حاجه و بقولك ايه يا بدر فاطمه حبت ورضت بالذل اللي هي فيه فـ مش هنيجي إحنا نقولها لا وهي أصلاً مش هتقدر تسمع كلامك ولا تنفذه، وكل واحد مننا وخلاص إختار طريق حياته ، وربنا يخليلك إبنك ومراتك وشغلك، وأنا ملكش دعوه بيا أموت ، أعيش ، أتدمر ، ٱتزفت أنا حر، زي ما انتَ حر ، وزي ما فاطمه حره وهي حابه انها تتذل كده ، محدش هيختار للتانى طريقه "



طالعه "بدر" بقله حيله وهو يراه يتحرك من أمامه ، خارجاً من تلك الغرفه متجهاً حيث باب الشقه يخرج منه بإنفعال ، أما "بدر" فبقي في مكانه عاجز عن فعل أشياء كثيره ليست سهله للتصليح الٱن ، أما "سُميه" فالخارج أشارت لابنتها بأن تتدلف إلي زوجها حتى تشاركه حزنه ، وتحت نظرات "ياسمين", المشمئزه والحزينه في ٱن واحد !!




        
          
                
___________________________________________



كان قد عادَ من عمله وهو يصعد السُلم حتي وصلّ "غسان" إلى الطابق ، فتفاجأ بخروج "ٱدم" من شقة "سُميه" فالتفت "ٱدم" ولكنه إصطدم بمن لا يحبذه كثيراً "غسان" ، نظر له "غسان" ومن ثم تنفس بهدوء قائلاً :



_" هو اللي بيقفل باب الناس بيخلعه فـ إيده كده ؟!"



رفع "ٱدم" أنظاره إليه بصمتٍ ثم إبتسمّ قائلاً بتهكمٍ:



_" أهلاً ، معلش ، تلاقيها أول مره يدخل فيها العماره حد جامد وراجل وكدا .!"



إبتسم "غسان" بإستفزاز وهو يجيبه بنبره ثابته:



_" لأ الصراحه ! هي أول مره يدخلها ست عامله مسترجله أو تانى مره ممكن ؟! "



صمت ثم واصل بكيدٍ:



_" أصل ٱول مره كان حسنّ ، تسمع عنه ؟؟"



قالها ببطئ حتي يثير حنق الٱخر هو يعلم أنهم أصدقاء !!، طالعه "ٱدم" بحده وهو يتحرك من أمامه متوجهاً حيث المصعد ثم وقف بمكانه وهو يجيبه قائلاً:



_" مقبوله، بس متنساش انى باين عليا أوي إني مش طايقك يا غسّان ّ"



إتجه "غسان" ليقترب منه عدة خطوات ومن ثم فتح له المصعد وكأنه طفلاً لا يفقه شئ ، ثم ضغط على رقم الطابق وهو يجيبه قائلاً عكس طبيعة ما يردفه:



_" وأنا ليا الشرف إن واحد زيكّ مش طايقنى !"



قالها بعدما جهز له المصعد ومن ثم التفت مجدداً. بخطواتٍ ثابته حيثُ شقته وهو يخرج المفاتيح من جيب بنطاله ، في حين قد هبط المصعد. ولكنه إنتبه لتلك التى تتحرك من خلفه إلى أن وصلت بجانبه ، نظرت "نيروز" للجهه الاخري فوجدته هو ، أما هو فنظر لها بصمتٌ ، به بعد الحده الطفيفه التى ظهرت في نبرته وهو يقول:



_" حمدالله عالسلامه !"



توترت نظراتها ، خاصةً من نظراته إليها ، وتصرفها الأحمق بعدم إخباره بأنها سترحل من دونه !! ، فاقت علي غلق الباب من خلفه بعدما إستٱذن بخفوتٍ حتى لا يُسبب لها الإحراج!! ، ولم تمر لحظاتٍ إلى أن فُتحَ لها الباب بواسطة شقيقتها التي إبتسمت لها سريعاً ببهجه وهي تحتضنها قائله:



_" وحشتيني"



بادلتها شقيقتها البسمه وهي تحتضنها ثم دلفت ببطئ إلي الداخل حيثُ غرفتها تحديداً لتقوم بتبديل ملابسها أولاً!!



___________________________________________________



بعد مرور وقت كبيرو بعدما دلف لغرفتهُ ولأنه لم يستطع تناول الغداء معهم ،خرج لهم بعدما بدلّ ملابسه وأخذ قسطاً من الراحه، حتي وجد كل من والده وشقيقهُ ووالدتهم كانت بعيده عنهم بمسافه كبيره تقوم بترتيب الأشياء في منزلها ، إبتسم "غسان" لهم بإتساع وهو يتجه ليجلس بجانبهم تحت أنظارهم ، فتحدث "والده "قائلاً وهو مُمسك بكوب الشاي الساخن بيديه متحدثاً بمرح :




        
          
                
_" ضحكتك مش ماشيه مع مودك ليه ياض! "



نظر هو إلى والده بتحدي ومن ثم أردف قائلاً وهو ينظر له :



_" هبقى أفصّل لمودي ضحكه تانيه، مرضى ؟؟"



ضحك شقيقه بقوةٍ وهو يردف من بين ضحكاته :



_" يجماعه حسسونى إنك أب ، وانتَ ابن ، ده انتو علاقتكم ببعض لُطف والله"



نظر. إليهم "حامد" بضجرٍ ومن ثم تحدث سريعاً :



_" عندك حق ياض يا بسام ، أنا مربتوش باين !"



_" لا مش باين !! ده أكيد يا حامد "



قلب "حامد". نظراته بملل زائف وهو ينظر له بغيظٍ ، فابتسم له الاثنان معاً ، حتى تحدث "بسام" قائلاً بهدوء:



_" طيب أنا المفروض أروح لبدر بقا من إمبارح مفضتش وجيت من المستشفي متأخر ورجعت روحت الصبح وبعد كده جيت أستناك يا غُس عشان تيجي معايا "



أومأ له "والده" بتأيد وهو يردف قائلاً :



_" أيوه واجب روحوا ، وعلفكره هو أكيد محتاجكم ، ٱدم شايفه من البلكونه نازل من العماره وكان هنا ، ومش هيجي غير لبدر ، واللى حصل أكيد معروف ؛ ولا ايــه يا غسان ؟؟"



قالها ٱخر حديثه بخبثٍ وهو يوجه حديثه لولده، إبتسم له "غسان" باتساع ومن ثم أردف قائلاً له بتبجحٍ :



_" صح يا حامد ، بس لو عندك حاجه عاوز تقولهالى من أول القاعده قول !"



_" وقفت ٱدم ع السلم ليه؟؟ الكلام اللى كان بينكم كان عامل كده إزاي ولا كأنكم بايتين فحضن بعض ، مهما كان ده ابن عمك بردو!!"



قالها بسرعه ، وبإندفاع ، حيث وجد الوقت المناسب الذي يردف به هكذا ، أما "غسان" فنهض يقف أمام أنظارهم ثم وجه حديثه له بهدوء وهو يتساءل بلؤمٍ:



_" مركب كاميرات معايا ولا إيه يا حامد ؟"



_" لما أكون بتكلم معاك جد ، يبقي تكلمي بجد !"



قالها "حامد" بجمودٍ طفيف ، مما جعل الٱخر ينظر لوالده بنفاذ صبر تحت أنظار شقيقه المرتبكه قليلاً :



_" وأنا بتكلمّ بجد !، بتراقبني ، ولا مش واثق فيا ؟.، أنا شوفتك من البلكونه وحسيت بحد ورا الباب لما جيت أفتحه بعد ما مشيته ، لدرجادي خايف عليه .؟"



وقف "بسام" يردف بنبره مرحه حتي يلطف من الأجواء:



_" حامد يا عم خايف لا يحصل تاتش صعب بينكم ما انتَ عارف إحنا عارفين علاقتك بٱدم مش أووي من العدم ومن غير أسباب كمان !!"



_" عامتاّ محصلش حاجه تستاهل الكلام عليها ، المهم دلوقتي هو كان عند بدر وايه اللي حصل هناك لما خرج متعصب من الشقه وبس"



نظر له والده بتمعن وبالٱخر أومأ له بهدوءٍ ولم يتحدث بعد ، هو لم يتناقش بحده من الأساس كان مجرد حديثاً عابراً ولكنه كان جاداً فقط ، أما "غسان" فنظر له بصمتٍ ومن ثم أردف بإختصارٍ:




        
          
                
_" لازم تثق فيا أكتر من كده "
صمت ثم واصل مجدداً لشقيقه:



_" يلا بينا !"



أومأ له شقيقهُ وهو يتجه خلفـه حيث في اتجاه باب المنزل !



____________________________________________



فـى الشـقه الأخري كانتّ هى واقفه بالشرفـه مع "حازم" وهم يتحدثان بأمورٍ عده وبحماس لموعد كتب كتابهم الذي إقترب كثيراً ، حينما مر الوقت ، جاء منظر الغروب ، فابتسمت هى بشرودٍ إلى مغرب الشمس وهي تتحدث قائله بتذكرٍ:



_" انتَ عارف انى مبحبش غروب الشمس؟! "



نظر لها وهو يعقد حاجبيه بينما تابعت هي بابتسامه صغيره:



_" أصل بخاف من بليل أوي، بحب النهار والنور أكتر ، كل مره كنت بقف فيها هنا والشمس تروح وكله ينام بصحي ألاقي الدنيا إتشقلبت ، وبابا نلاقيه تعب فجأه وراح المستشفي ، ويمر كتير ويحصل نفس اللي بيحصل ،. لحد ما بقيت أخاف إن بليل يجي وأنامه ! ، واليوم اللي منمتوش فيه مات !! "



صمتت ثم تابعت بابتسامه حنونه:



_" بس عارف!! ، أنا ممكن أقولك إني بحب كل حاجه الوقتي معاكّ، بحب كل حاجه بسببك ، كل اللي مكنتش بحبه وبخاف منه ، معاك اتبدل لحاجه تانيه ، بس كان نفسي أوي بابا يبقي موجود ويشاركنى فرحتى ، ويشوفني بفستانى الأبيض ، حاسه انى وحشه أوي وأنا بشوف صحابي بيتجوزوا وبيرقصوا مع باباهم كده فالفرح ، ساعتها بيجيلي لحظة إدراك إنى مش هعيش اللحظه دي ومش همسك ايده ولا هحضنه ولا هعيط على فراقى من بيته !! "



إنتهت "ياسمين" من حديثها ثم إلتفتت برأسها تنظر له ، فوجدته ينظر لها بصمتٍ ،. نظراته لها كانت نظرات حنونه ، مُشفقه عاجزه عن الرد !! ، تنفس بعمق ثم تحدث قائلاً يجيبها:



_" بعيداً عن إنك فين وفين لما تتكلمي جد وده مش مطمني ، بس أوعدكّ إنى هحاول أعوضكّ بكل ما أملك من إراده يا ياسمين، حتي لو محدش بيقدر يملى مكان الأب ، بس بوعدك انى هحاول وبحاول عشانكّ !"



_" أنا متأكده من ده !!"



قالتها ثم إلتفتت تشير له قائله:



_" هو مش غريبه مجية زينات وبنتها وعمي تانى الوقتي بعد ما مشوا إمبارح مقموصين دي مبطيقش تيجي عندنا ، مش مرتحالها !"



صمتت تلاحظ الحيره في عينيه فأردفت قائله مره أخري:



_" طب تعال ندخل ، غسان وبسام هنا على فكره لسه جايين أهم. شوفتهم وهم داخلين وأنا واقفه !"



_"بجد .؟ طب تعالي نطلع لهم"



توجهها معاً حيثُ الداخل ، فوجدتهم جميعاً جالسين ، فنظرت لهم جميعاً بتمعن حتي انتبهت لنظرات عمها لها ، وبالأخري نظرة "زينات" لها التي تحفظها عن ظهر قلب !! ، اتجهت تجلس بجانب "نيروز"وشقيقتها الأخري أيضاً ، أما "غسان" فكان يجلس بجانب "بدر" وشقيقه ، وايضاً قص لهم بإيجاز ما حدث مع مقابلته لشقيقهُ ، هبط "يامن" من على قدم جدته ثم توجه حيث يجلس والده ، فوجه نظراته التائهه لهم للتوأمان !! تحت نظرات الجميع ، إعتلت ضحكاتهم جميعاً علي ما حدث منه ، فأردف "غسان" له بلطفٍ من بين ضحكاته:




        
          
                
_" أيوه أنا ، أنا اللي غسان ياض مش هو تعالَ !"



نظر لهم الإثنان بخوفٍ من كونهم نفس الشكل !! ، فاتجه سريعاً حيث ما بين ساق والده ليختبئ ، فربت عليه "بسام" بحنوٍ عليه وهو يهبط إلى مستواه ليقبله قلبه رقيقه وهو يقول بمرحٍ:



_"معذور يا بني والله ، شكلك بيقول إننا كائنات مرعبه!!"



ضحكوا عليـه بخفـه ، فأردف "بدر" لهم قائلاً بتحذير مرح حتي يخفف من خوف صغيره:



_" معتش ظهور ليكوا انتوا الاتنين قدامه ، هتجننولي الواد !"



إبتسموا له باتسـاع في حين، وجدتها "زينات" اللحظه المناسبه لإرداف كلماتها الٱن :



_" ما شاء الله عليه يامِن يا ورده ، خدي بالك منه يا حبيبتي أصل خلاص مش هتعرفي تجيبي غيره ! ، الست اللى بتشيل الرحم بتبقي صعبه عليها أوي وبتحس يعني إنها مش ست وكده !"



قالتها بتبجحٍ أمام أنظار الجميع المصدومه من حديثها الوقح!! ، إحمر وجه "ورده" سريعاً وهربت الكلمات منها ، وكذلك "سُميه" أما الجميع فكانت نظراتهم ما بين الدهشه والصدمه والغضب ! ، عندما لاحظت تعابير وجهها. أردفت تواصل مره أخري :



_" بصراحه محدش بيحس إلا اللي مجرب ده فعلاً ، أكيد إحساسك صعب، حاسه بـ ايه يا حبيتي كده وانتِ يا حبة عيني بقيتي مش عارفه تخاوي ابنك !! "



نزلت الدمعات علي وجه "ورده" فأخذتها والدتها بأحضانها سريعاً ، أما البقيه فوقفو ا جميعهم ، بعدما وقفت "نيروز" و وقف "بدر" وياسمين" ، إلتفو حول بعضهم حينما وقف جميعهم ، أمام أنظار "زينات" الحاقده، وأنظار زوجها الصامت الذي لم يقدر علي فتح فاهه بالحديثّ لها !! ، توجهت "ياسمين" خطوات بسيطه أمامها ومن ثم أردفت قائله بهدوءٍ :



_" بتسألى عن إحساسها ؟؟ ، بتهيألي مش أصعب ولا أققهر من إحساسك لما كنتِ متجوزه واحد مبيخلفش وكنتى هتموتى وتخلفى ، لأ وكمان مكنتيش عارفه تتطلقي منه ؛ كان إيه إحساسك إنتِ ساعتها إحكيلنا يلا؟."



ثبتت قدم "سليم" أرضاً من إحراجه وإهانته ! ، أما "زينات" فهاجت الدماء بعروقها ومن ثم نظرت لها بشرر يتطاير من عينيها لترفع يديها سريعاً حتي تقوم بصفعها علي وجهها وهي تهتف بحده:



_" إخرسي يا زبـ .."



هناك من أمسك يديها قبل أن تفلت علي شقيقتها ولم تكن تلك الحركه الجريئه سوي من "نيروز" التي صدت يد الاخري وهي تدفعها بعيداً عن وجه شقيقتها وهي تردد موجهه لها حديثها الجامد:



_". متمديش إيديكِ علي أختى ؛ إبعدي !!"



حملقوا جميعاً بها بصدمه ولفعلها تلك الحركه ، أما "ياسمين" فبقيت ثابته لم تتحرك ، بل طالعتها بتحدي وعلى ثغرها إبتسامه صفراء !! ،، آقترب"بدر" الذي صمت إلي ٱخر حديث النساء مثل بقية الشباب !! ، ثم وقف أمام "زينات" وزوجها ، مردداً بحده لهما:




        
          
                
_" كنتّ عارف إن مش هتسبونا فحالنا ، انتِ مالك شايله الرحم ولا شايله المراره حتى ، لٱخر مره بحذرك قدام الكبير والصغير لو كلمتي مراتي تاني بكلامك ده هتشوفي وش تانى مني ميعجبكيش ! ، وانتَ ، كراجل كبير وليك إحترامك ، بقولك إبعد عنى وملكش دعوه بحياتي انتَ ومراتك، أنا مش هتجوز غيرها لا بنت أخت مراتك ولا بنت الجيران ولا غيرها ، أنا بحب ورده وعمري فحياتي ما هسيبها ولو طايقك انتَ ومراتك فـ ده عشان صلة الدم بينك وبين مراتـى ، قسماً بالله لو حد قرب منها ما هسيبكم تتهنوا !! "



قال حديثُه بحده ولكن بهدوء تحت أنظار الجميع، فإتجه "غسان" يقف بجانبه وهو يدفعه للوراء خطوه بسيطه للدلاله علي توقف حديثه، أما "سليم" فنظر له بغضبٍ مردداً :



_" هو ده الإحترام اللي المفروض يبقي فـ بيتي ليا !"



_" أنا مش فـ بيتك أنا فـ بيت مراتـى، ولو مزعلاك أوي الحته دي فأنا هاخدها وهنمشي !"



ضحكت "زينات" عالياً وهي تتحدث قائله بتهكمٍ:



_" يخويا مش عارفه ماسك فيها أوي بسنانك وايدك كده ليه ؟، إلا ما فيها حاجه عدله"



نفذ صبره أخيراً من والده فتحدث"حازم" قائلاً لوالده وزوجته:



_" كفايه لحد كده بقا ، مينفعش اللي بيحصل ده ،!!"



لم تعيره تلك الواقفه انتباه لحديثه بل نظرت "نيروز" إلي تلك التي هتفت بكلمات كسرت من شقيقتها ، بغضبٍ ثم آقتربت منها قائله بجمود:



_" سيبي أختي فحالها ، عشان ميتردش فبنتك !"



_" قطع لسانك بنتى دي أجمل البنات وأشرف من الشرف مش زيك"



اندفعت "نيروز" صارخه بها عالياً :



_". أنا أشرف منك ومن عشره زيكّ انتِ وبنتك"



نظرت لها"زينات" بنفاذ صبر ومن ثم رفعت يديها لتدفها بعيداً حتي تعرقلت "نيروز" عدة خطوات للخلف سريعاً ولم تعطيهم فرصه بل توجهت لتضربها علي وجهها سريعاً ، فأوقفتها يد"غسان" بسرعه وهو يتجه يقف أمامها ناظراً في عينيها بتحدي!! حتي نفض يديها سريعاً وهو يقول:



_" إيه حبك انتِ وإبنك فـ انكم تمد ايدكم على الستات ؟؟! "



آتجهوا سريعاً. يفصل كلاً منهم شخص بعيداً عن الٱخر ، أما "سليم" فأخذ يد زوجته وهو يدفعها خلفه مشيراً. إلي ابنته الصامته ليتجهان خلفه حتي يخرج كل منهم من باب الشقه بصمت دون مقدمات !! ، إتجهت "نيروز" و"ياسمين" سريعاً يحتضنن شقيقتهم التي تبكي بصمت بين أحضان "سُميه" الباكيه أيضاً ، أما "يامن" فأخذ يصرخ بالبكاء عاليا ً كونه وجد والدته تبكي وفى حالتها تلك ! ، انحني "غسان" سريعاً بطبيعته الحنونه وهو يحمله ليهدهده وهو يربت عليه بحنوٍ متجهاً حيث الشُرفه والهواء ليبعد الصغير عن تلك المشكله ومكانها !! ، خرجت "ورده" من أحضانهم بعدما مسحت دموعها بصمتٍ ثم اتجهت إلي حيث غرفتها بمفردها ، بينما جلس "بدر" بتعبٍ علي الأريكه بجانب الشباب و "سُميه" ، أما" ياسمين" فوقفت بجانب "نيروز" بصمتٍ غير قادرين علي التحدث، نظر "حازم". إلي "بدر" وهو يتجه يقف أمامه قائلاً له دفعه واحده:




        
          
                
_" أنا ٱسف يابدر ، أسفلك يا طنط سُميه وٱسف لورده، حقكم عليا ! "



قالها ثم اتجه حيثُ باب الشقه ليخرج منه سريعاً بخذي تاركاً "ياسمين" تنظر بأثره بتأثر ، لا تعلم أتختار شقيقتها أم هو !! ، اتجهت "نيروز" تحتضن شقيقتها وهي تميل قائله لها بخفوت وتفهم:



_" روحي وراه،. وأنا وماما مع ورده متقلقيش ، انتِ عارفه ورده مش هتطلع أصلاً الوقتي !"



نظرت لها بتردد فوجدت "نيروز" تشجعها بنظراتها ، وبالفعل إتجهت حيث باب الشقه بخطوات متردده ، ولكنها خرجت منه عندما وجدت نظرات التأيد من والدتها الجالسه بجانب "بدر" ، حتي خرجت خلفه، أما "بدر" فنظر إلي "سُميه" بضعفٍ ، فإستشفتّ هي نظراته، لاحظ "بسام" نظراتهم فتنحنح بحجه الانصراف حتي يخلو لهم الجو ! ، وكون "بسام" لم يكن قريباً مثل شقيقه من"بدر" لذا تحرج ورحل ، تركتهم "نيروز" وهي تتوجه حيث الشرفه لتقوم بالإطمئنان علي الصغير ، أما "سُميه" فنظرت للٱخر قائله بأسفٍ:



_" حقك عليا يا بني ، انك اتحطيت فالموقف ده هنا فبيتي ! "



_" الحق مش عليكِ يا حماتي ، أنا بس خايف علي ورده، صدقيني أنا بحبها والله وعمري ما هسيبها بس الموضوع ده لما يتفتح بتحسس نفسها بالنقص وتقنع نفسها إني مش هفضل علي كده معاها ، مش فاهم ليه بيحصل كل ده ما يامن معانا أهو والحمد لله ربنا رزقنا بخلفه غيرنا مش طايل ، محدش بيسيب حد فحاله أبداً ! "



صمتت بعجزٍ وهي تعلم معني كلماته جيداً ، أما فالجهه الأخري فاتجهت "نيروز" مسرعه حيث حمل الصغير من بين يد "غسان" حملته من بين يده ببطئ حتي قامت بلمس يد "غسان" رغماً عنها ،. توترت ومن ثم أخذته سريعاً وهي تهدهده وتربت عليه محاوله بأن ينام علي ذراعها ، فجلست بانهاكٍ أمام المقعد الذي يجلس عليه الٱخر وهي تحمل الصغير أمام أنظاره ، أخذت تهدهده براحه حتى سكن تدريجياً ، فأخذت أنفاسها تردف قائله له بإمتنان:



_"شكراً "



قالتها لمدافعته عنها من تلك اللعينه التي تسمي"زينات" فابتسم قائلاً يجيبها بلطفٍ وهو يتذكر لمسة يديها :



_" أنا معملتش حاجه ، يامن نام ؟"



_"لا هو سكت بس ، الجو كويس هنا وشكله مرتاح"



إستمع لها بإهتمام ثم صمت للحظاتٍ ،ليتحدث قائلاً بهدوء من بعدها:



_" الطفل بيحس بطيبة وحنية اللي قدامه ، وطالما سكت يبقي أكيد مفيش فحنيتكّ ، بتحبي الأطفال ؟"



أخذ يغير مجري الحديث حتي يخفف عنها وعن ما حدث منذ قليلّ هو يعلم منذ إن كانوا أطفال انها عندما تحزن ، تحزن بمفردها ولم تتشارك به مع أحدٍ، 
نظرت له ثم أجابته من بين إبتسامتها الرقيقه:



_" مكنتش مغرمه بيهم أوي ، بس لما يامن جه حببني فكل الأطفال , وانتَ ؟"



_" بحبهم أوي"




        
          
                
_" وهمّ يتحبوا الصراحه ! "



_"أووي"



قاله بهيام ،. فتنحنحت هي بخجل وهي تعدل من جلسة "يامن" علي قدميها، ومن ثم أردفت قائله له بتردد:



_" أنا كنت عاوزه أعتذر على إنى مشيت من الشغل ومقولتلكش!"



نظر لها بصمتٍ ومن ثم وجه أنظاره حيث يامن وهو يقدم يديه له حتي يأتى وبالفعل قد ٱتي له بترحاب ، ولكن جلس بصمت فقط علي ساقيه ، تحرجت كثيراً. من تجاهله لها ولحديثها ، ولكنه بعد دقائق أردف يجيبها بصوتٌ هادئ:



_" حركه تزعل ولا ايـه؟"



_" مش عارفه ، بس أنا بتأسف لو كنت إتصرفت بغباء كده "



_" عادي !!"



قالها فصمَتت هي لم تتحدث ، ولا حتى هو لمدة دقائق ، كان قد إستغرق الصغير في النوم فانتبهت هي له ، فأشارت "نيروز" لـ ",غسان" حتي تأخذ الصغير من بين يديه مرة أخري ، وما أن نهضت لتأخذه بحظر شديد ، تلامست يديها يده من جديد مره أخري ، ارتبكت ملامحها بينما نهض هو مقترباً من مستواها هامساً بصوته الخافت بجانب أذنيها وهي تأخذ الصغير بسبب تقاريهم ، قائلاً بهمسه الهادئ الذي صدمها وشدد من حمرة وجنتيها بتوتر:



_" يا بخت إيدي !"



قالها ثم إستقام سريعاً دون أن ينظر لها ، بل نظر لها بطرف عينيه بعبثٍ وهو يتوجه حتي يخرج من باب الشقه بعدما وجد "بدر" ليس موجوداً بالفعل يبدو أنه دلف لزوجته والاخري لغرفتها حزناً علي ابنتها ، أما" نيروز" فخرجت من الشرفه ملامح وجهها المحمره والمتوتره وهي تنظر بأثره وهو يغلق الباب من خلفـهُ ، حركت رأسها بتيهه، وهي تتجه مسرعه حيث غرفتها حتي تقوم بتسطيح الصغير علي فراشها إلي أن تكون والدته قادره ! ، جلسـُت كثيراً أمامه والوقت يمر ، ولكنها زفرت بإطمئنان عندما سمعت صوت إغلاق باب الشقه ومن بعده صوت إغلاق باب الغرفه ، يبدو أن شقيقتها ، قد ٱتت من الخارج، وبعد انتظارها كثيراً لخروج شقيقتها الاخري من الغرفه حتي تتطمئن عليها ولكنها أيقنت أنها قد غقت بعد آنهاكٍ لحين مواجهه أخري ! ، هي تعلم من الأساس إن خرجت "ورده" سوف تتعامل بأن كل شيئ علي ما يرام !



__________________________________________



جلسـت على مكتبها بإنهاك ٍ، ذاكرت بالفعل ولكن إلى حدٍ معين، فى كل مره تحاول أن تخلي تفكيرها ، يغلبها عقلها فالنهايه !! ، لم تتحدث مع والدها كثيراً بعد ٱخر مواجهه ، وكذلك والدها !! ، كل ما يجول بخاطرها فى كل ثانيه تمر عليها هو صراع ، صراع ما بين أنها تحبه ولكن لا تحب معاملته ، إلي أنها أصبحت تكرهه وتكره معاملته !! ، من يري تفكيرها يعتقد بأنها مختله عقلياً ، لم تتحمل كلمة أنها تكره والدها !! ، من منا يكره والده !! ، أيوجد من يكره والده ؟. ترتمي الأسأله عليها كثيراً ، لا تريد بأن تقنع نفسها بأنها أصبحت تمقته ولا تحبذ قربه ولا حديثـه ، لا تريد أن تكره ولكن شعورها في كل مره يغلبها ، وتاره أخري تفكر بصديقتها وما يجري معها دون العلم بما يحدث!! ، في حيرة بين أمور كثيره ! ، إنتشلت الهاتـف سريعاً وهي تقوم بالإتصال على "نيروز" ، كانت الأخري واقفه في ذلك الوقتّ بجانب الفراش تنظر على الصغير ولكن الهاتف أنار ، فانتشلته سريعاً حتي تقوم بالرد وهي تخرج إلي الشرفه سريعاً بعدما فتحت بابها ، ثم ضغطت حتى تجيبها، فبدأت جميله بالحديث هي أولاً :




        
          
                
« ايه ده بجد ؟ رديتي من أول مره!»



إبتسمت "نيروز" ثم تحدثت تجيبها :



« فيـنك !؟»



«موجوده ، بس كنت عاوزاكِ بكره نروح المستشفي اللي شوفتي فيها عز وتيجي معايا يعنى »



« خلاص ، عما ٱجي من الشغل هاجي معاكِ ، وتكونى انتِ كمان خلصتي جامعه ، وبعد كده نفضى بقا ونظبط لكتب الكتاب مع بعض كلنا لما نخلص اللي ورانا»



همهمت"جميله" ثم قالت بترددٍ:



« خلاص اتفقنا ، .. علفكره ياسمين وحازم كانو بيتكلموا بصوت عالي من شويه ولما حاولت أتدخل ماما منعتني ، بس بعد كده لقيتهم هدوا من تاني !»



زفرت "نيروز" بتعبٍ ثم رددت:



« هو حصل مشكله كده هبقي أقولك عليها بكره ، بتعملى ايه؟»



صمتت "جميله" قليلاً ثم أردفت متحليه بالثبات بعد عدم انتباهها لما أردفته الأخري منذ قليل ، فتحدثت قائله بترددٍ:



«نيروز !! ، هو ممكن تقوليلي إسم الدكتور النفسي وعنوانه !»



تفٱجٱت الأخري من طلبها ، ولكن لم تتفاجأ بمعرفتها أنها إلي الٱن مازالت تذهب له، ولٱن "جميله" حافظ أسرارها ، هي وحدها من تعرف لأنها تعتبرها متميزه بالعقل نوعاً ما عن شقيقتها !! ، تنفسـت بعمق وهي تجيبها قائله بهدوءٍ:



« انتِ متأكده يا جميله من الخطوه دي ؟!»



صمت، صمت بلا حديث، لم تعرف الأخري بما تجيب ، بل سمعت صوت أنفاسها العالي فقط ، فهمهمت "نيروز" بتفهمٍ وهي تردف قائله بهدوء:



« حاضر! هبعتلك إسمه وعنوانه فماسدچ »



أجابتها "جميله" بعد لحظات، بإقتضابٍ:



« مـفيش قدامى حاجه أعملها لنفسي غير كده يا نيروز ، سـلام»



قالتها ثم أغلقت الخط، بينما الأخري أخفضت الهاتف من على أذنيها وهي تنظر إلى الشاشه بأثر مكالمه الأخري بحزن عليها، رجعت بها الذاكره إلى أول جلساتها مع الطبيب النفسي، وإلي معاركها الخاصه التي كانت تخوضها بنفسها دون إحساس من أي شخص ، تذكرت كيف كانت مغبيه عن العالم حتي لا تتعايش مع حقيقة والدها ، تذكرت سوء حالتها النفسيه لفتراتٍ طويله دامت ، تحت ضغط !! ، تذكرت مناداتها بالمجنونه ، والمختله عقلياً ، وبالضعيفه من زوجة عمها وأولادها ! ، تذكرت كيف كانت نظرتهم لها وكأنها معاقه ذهنياً !! ، فـرت منها دمعه بسيطه ولكنها مسحتها سريعاً بقوة من علي وجهها ، مُذكره نفسها بأنها عاهدت نفسها من الٱن ومنذ إختلاطها بالخارج ستصبح أقوي مما كانت هى عليه ، إلتفتت تنظر وهي واقفه بالشرفه إلي الوراء ، حيث مكان ما ينام الصغير ، نظرت له من علي بعدٍ بنحوٍ ومن ثم إلتفتت من جديدٍ تتذكر حديثها مع الطبيب اليوم وهروبها الغير مفهموم منه ، تنفست عالياً وهي ترفع رأسها عالياً ، ولكنها سمعت سريعاً صوت فتح باب الشرفه التي توجدّ بجانبها ، تنبأت بأنه هو ، لم تتحرك ساكناً بل ظلت كما هي علي حالها ، حتي تذكرت عندما لاحظته اليوم في. عيادة الطبيب ، أخفضت رأسها بعد ثوانٍ ثم إلتفتت برأسها إلي حيث يقف الٱخر ،. فوجدته واقفاً ولم يعيرها أي انتباهاً ، تنفست هي بعمق ثم إلتفتت إلى الناحيه الاخري من جديد تتطلع إلى الأمام حتي ترد له تجاهله ، فالتفت "غسان". المنتبه لها منذ دخوله إلي الشرفه ، ثم تحدث قائلاً بهدوءٍ شديد ولأنها كانت تنظر إلى السماء والنجوم أردف يسألها على فجأه:




        
          
                
_" سمـا بردو؟ عندك أحلام المرادي عاوزه تحققيها ولا إيـه؟"



إلتفتت له ولكن ليست بمفاجٱه، وللحق كانت تنتظر أسألته العبثيه هذه !!، نظرت له وهي تتجه أكثر حتي تستطيع أن تسمع ما يردفه جيداً بعد الٱن، تنفست بعمق وهي تجيبه بنبره عاديه:



_" المفروض يبقى لسه في أحلام بعد ما اتخرجت واشتغلت وخلاص!"



ضحك بخفه وهو يردد:
_"دي كٱبه دي!؟"



أخذت "نيروز" أنفاسها وهي تضحك بخفه هي الاخري قائله :



_"لأ ، بس هحلم من تاني يعنى ؟؟"



التفت بوجهه ينظر لها فوجدها تنظر له بتمعن منتظره إجابتهُ، فأخذ أنفاسه بصوتٍ مسموعاً ثم خرج منه صوته الأجش وهو يردف قائلاً لها بهدوءٍ:



_" الحلمّ مش حلم واحد بس عاوزين نوصله ، ولما منوصلوش ميبقاش فيه أحلام خلاص،، فى أحلام تانيه عاوزين نحققها ومش لازم يكون حلم كبير عشان نوصله ، ممكن يبقى حلم بإيدنا نوصله بس مش متشجعين ليه أو مفيش طاقه كافيه ليه ، أو مفيش جمبنا اللي يساعدنا نوصل ليه !!"



أومأت بتفهم لحديثـه ، ثم ابتسمت له قائله :



_" قصدك حلم فرعي غير الأساسي اللي موصلناش ليه؟"



هز رأسه ليها مبتسماً بسمه صغيره ، فوجهت نظراتها إلى أمامها بشرودٍ ثم قالت:



_" في حاجات كتير نفسي أعملها ، بس في دايماً حاجه عاوزه أعملها وبرتب ليها كأنها حلم كبير بجد ، نفسي أفتح Rose shop، (محل ورد) ، ويبقي كبير أوي ، وأجيب فيه كل أنواع الورود ، وريحتهم تبقى ماليه المكان كله، ويبقى مكان كبير أوي ، ويبقى فيه فريق كبير ينظم للحفلات اللي برا بالورود والديكور ، وفريق تانى يبقى مسئول عن تنظيم وتنسيق الورد للى هيشتريه الناس وهساعدهم كلهم كمان، ويبقى فيه ركن صغير فى المكان مخصص للتصوير بالورد ويبقي فيهم عدد من الـphotographer يصوروهم صور حلوه وكويسه ومفيش فيها حاجه وحشه عشان مخدش ذنوب طبعاً ، وميدخلش المكان غير المكتوب كتابهم أو المتجوزين ، والمخطوبين بردو ، بس الصور تكون بقواعد معينه كده ، وأشغل قرٱن في المكان وكل يوم سوره لحد ما تتكرر علي مسامعهم وتتحفظ ، وكمان أبقى أشغل أمير عيد شويه أصل بحبه أوي و ،وممكن أبقى أشغل كوكب الأرض بتاعتك كمان!! "



صمتت تستوعب ما قالته ، ثم ضحكت عالياً بخفه وهي تردف قائله بمرح:



_"شوفت ، أهو حلم واحد جواه أحلام كتيره أوي !!"



جميل من يتحدث عن شئ يحبه، وجميل من يتحدث عن أحلامه بشغفٍ ، وللحق كانت جميله وهي تتحدث بعفويه وتلقائيه كبيره ، كان ينصت لها بتمعن وهو يبتسم علي ابتسامتها وضحكاتها من بين حديثـها بغير وعى ، وما إن أردفتّ كلماتها وإنتهت من حديثها ، تنفس هو ببطئ متحدثاً بعد لحظاتٍ:




        
          
                
_" حلم حلو أوي ، متأكد إنه هيتحقق ! "



_"ياريـتّ"



هز رأسه ليؤكد :



_" أكيد!،.بس انتِ بتحبي أمير عيد ؟"



هزت رأسها تؤيد وتؤكد ما قالهُ بابتسامه صغيره ، فابتسم هو لها بعبثٍ وهو يردد:



_" عارفه أحلى حاجه قالها وعجبتني إيــه ؟؟"



طالعتهُ بإهتمام ولم تأخذ إحتياطها مما سيردفه وهي تردف قائله أولاً بترقب:



_" قال إيه عجبك ؟؟"



نظر لها مطولاً ، وإلى أعينها اللامعه وهي تنتظر ما سيقوله بغباءٍ ،فابتسم وهو يطول في نظرته بعينها قائلاً ، مما أربكها نظراته الطويله دون حرج منهُ، ليردف أخيراً بصوته الهادئ وبلحنٍ ظهر فى نبرته ولكن لم يكن صوته أبشع شيئ ، حتى ٱتي بنفس لحن وترتيب مط الكلمات ولكن بصوته هو ، وهو يقول:



_" كنا أطفال وكبرنا ، 
ومع بعض إحنا كملنا، الحكاية
حب البراءة والسذاجة ، غلب الدنيا الكذابة
ولسه عايش، جوايا
بشوفك زي أول مرة كنت غيرهم ، كنتِ حرة 
واللي في قلبك كان بره
إنتِ كل حلم عدى وإستخبى ،وخرجتيه مني بزقة
بتشديني ودايماً سابقة ،... عشانك أنا قادر أكمل
عشانك قادر أتحمل
وكل مرة بشوفك بحبك تاني من الأول "



أردف كلماته باللحن الخاص بتلك الاغنيه ولكن بصوته الهادئ ، وهو ينظر إلي عنينها لم ينزلها بعد، ولم يوجه نظراته إلي جهه أخري ، حتي يوصل لها ما يريد إيصالهُ ، إحمرت وجنتيها سريعاً ثم أخفضت رأسها وهربت بنظراتها إلى جهه إخري ، لم تتحدث بعد ، ولكن منعاً للإحراج ، همهمت تتحدث تسأله حتي تغير مجري الحديث ويا ليتها ما غيرته حينما سألته قائله:



_" لسه ليلي فالٱخر مقولتهاش!!"



إبتسم بلؤم ثم حرك رأسه ينظر وهو واقفاً بجانب السـور ، ممسكاً بزجاجة المياه وهو يفتحها حتي أجابها قائلاً بعبثٍ شدد من حرجها :



_" هو اللي بيحب ليلي ، أنا مبحبش ليلي ،بحب واحده تانيه! "



إرتجفت يديها بسبب ما أردفه ، حاولت أن تتظاهر بأنها لم تستمع إلي ما أردفه ، مدعيه بأنها تنظر خلفها إلي الصغير النائم ، وهي تردف قائله له علي عجاله:



_" شكل يامِن قلق هروح أشوفه ، تصبح علي خير !"



سارت بخطوات متعلثمه سريعاً من الشرفه حتي تهرب من نظراته وكلماته التى تربكها كثيراً ثم أغلقت الشرفه بيديها المرتجفه، تكاد تسمع دقات قلبها العاليه المتسارعه وهي تتجه حيث الفراش لتتسطح بجانب يامِن النائم وهي تأخذ الغطاء تدثر به نفسها وبالصغير،واضعه رأسها علي الوساده حتى تذهب في النوم وعلى ثغرها ابتسامه صغيره مما حدث بغير وعي منها ، نهرت نفسها سريعاً وهي تعود لطبيعتها حتي تغلق من الإضاء الخافته التي بجانبها محاوله مناساة الأمر ، أما هو فضحك بخفه عندما تعلثمت وتعرقلت بحركاتها وهي تخرج من الشرفه ، ابتسم باتساع على أحمرار خديها وهي تهرب بأنظارها ، وكأنه يتحدث مع نفسه وهو يردد بخفوت ، ينهر نفسـه نهراً زائفاً بسخريه من حاله ،وبسبب تسليط أنظاره عليها ولم يحركها إلى أن خرجت من الشرفه :



_" قليـل الربايه ، مكنش ينفع تبصلها كده !!"



قالها بمرحٍ شديد في نفسه ، وهو يرفع زجاجة المياه المثلجـه ليتجرع منها بإستمتاعٍ ، ثم أخفضها وهو يعتدل باستقامه ، ناظراً علي شُرفتها ومكان ما كانت تقف هى ، مردداً بشرود وبصوتٍ خافت وهو يبتسم ببلاهه:



_"‏ طب وربنا ، لم أكُن أنْويكِ حُبًا ، قد وقعتُ فيكِ سهوًا !!"

google-playkhamsatmostaqltradent