رواية لعاشر جار الفصل الرابع عشر 14 - بقلم سلمى رأفت
14-فريدة قناة الجزيرة
رد "يونس" قائلًا بضجرٍ :
_ملناش دعوة بيك أوكي مبلوعة، لكن أمك؟؟ يشاء القادر إن هي برضو أمي شايف الدنيا؟؟
وصل هو إلىٰ أقصى مراحل غضبه فقام بغلق الباب مسرعًا وهما واقفين فأصدر الباب صوتًا عاليًا، نظر كلاهما إلىٰ بعضهما بتشفي واتجهوا إلىٰ شقتهما التي تقابل شقة "نوح".
في الناحية الأخرى عندما أغلق "نوح" الباب بغضبٍ وحينها ارتمت "أمينة" علىٰ الكرسي المجاور للباب واضعةً يديها على رأسها قائلةً بحزنٍ :
_يعز عليا أقول أن دول حتة مني وضنايا، بس هما أحرار.
نظر لها هو بحزنٍ ممتزج بالغضب من هذه المقابلة الغير مستحبة بالنسبة لكليهما.
على الجانب الثاني كان "يوسف" واقفًا في الصالة بسخطٍ قائلًا :
_الحيوان! فاكر نفسه شريف وهو أصلًا أوسخ مننا!
نظر له "يونس" بملامح وجه وجمة قائلًا :
_لو أعرف أن الشقة دي جنب شقتهم مكنتش جيت ولا عتبتها، أنا غلطان أني فكست منهم لما نقلوا ومهتمتش أعرف هما راحو فين!
نظر له الآخر بشررٍ يتطاير من عينيه وكُل منهما ما في داخله لا يبشر بالخير.
_____________________________________
في شقة "محسن ونيس" :
كان جالسًا واضعًا يديه على رأسه بسخطٍ مما حدث في الخارج وحينها استمع إلى صوت غلق باب الشقة فاتجه سريعًا حتى يرى من دلف فوجد شقيقته "لميس" تدلف إلىٰ الداخل وتضع مفاتيحها على بيت صغير خشبي معلق بجوار الباب حينها اقترب منها "عدنان" بهدوء يسبق العاصفة فأردفت هي باستنكار من هيئته قائلةً :
_خدتني أسكرين شوت؟؟ مالك باصصلي كده ليه ولا كأني قاتلة أمك؟
اقترب هو منها بحذرٍ وسرعان ما دفعها على الحائط وهو يقبض على عنقها قائلًا بسخطٍ :
_بقى أنا أقولك على حاجة وأقولك متقوليش لحد يا "لميس" وأنتِ تقوليلي لأ يا "عدنان"، متخافش يا "عدنان"، سرك في بير يا "عدنان"، اصحى الصبح ألاقي الخبر منتشر ولا كأني قايله لقناة الجزيزة؟؟؟
رمقته هي بسخطٍ واستنكار من هذا الوضع وسرعان مع ركلته في ساقه فابتعد عنها بألمٍ وأردفت هي قائلةً بضجرٍ :
_أنت متخلف يالا ولا شكلك كده؟؟ أنت ماسكني كده ليه ولا الحرامية؟؟ وبعدين أنا أصلًا مقولتش حاجة أنا صحيت الصبح ونزلت ومشوفتش حد أصلًا علشان أقوله!!
وقف هو بألمٍ من أثر ركلتها هو يعلم أن شقيقته لا تكذب لكنه أردف قائلًا :
_يعني هيكون مين اللي قالهم يعني؟؟ الجن الأرزق؟؟
نظرت له بضجرٍ ووجدت إحدى شقيقاتيها واقفةً متخفية وراء عمودٍ فابتسمت باستهجان قائلة :
_أهو الجن الأزرق وراك أهو.
نظر هو خلفه ولمح شقيقته ولقد دب الرعب بِـ "فريدة" وانطلقت تركض في أنحاء الشقة مردفةً بفزعٍ قائلةً :
_الحقيني يا مـــامـــا!!
انطلق هو خلفها قائلًا بضجرٍ :
_وربنا ما هسيبك يا "فريدة" الكلب!!
____________________________________
في شقة "مدحت الصاوي" :
وقف هو أمام غرفتها وهو يتنهد بقوةٍ ورفع يديه يطرق باب غرفتها، لم يجد ردًا من الداخل، كرر فعلته مرة أُخرى ولم يجد إي رد فعل، دب القلق في أوصاله فهي لم تخرج منذ أن دخلت هذه الغرفة بعد هذه المشادة الكلامية العنيفة، فتح باب غرفتها بهدوء وجدها جالسةً في شرفتها وهي تنظر إلىٰ المارة بحزنٍ فاقترب منها ووقف بجانبها قائلًا بهدوءٍ :
_طب مردتيش عليَّ ليه لما خبطت عليكِ؟؟
لم يجد منها إجابة بل ظل مرمى بصرها موجه لِنفس النقطة حينها اقترب هو منها يحتضنها وهو يردف قائلًا :
_متزعليش مني، بس أنتِ الغلط راكبك من كُل حتة، يعني أنتِ شايفة ردة فعلك دي صح؟؟
حركت هي رأسها بنفي ثم أضاف هو قائلًا :
_يبقى تعالي معايا ونطلع نصالحها، مش دايمًا كنتِ بتحبي تقعدي مع "عائشة" وبتعتبريها أختك الصغيرة؟؟ وأنتِ دلوقتي غلطتي فيها وجامد أوي يبقى تيجي معايا تصلحي اللي عملتيه ده، وتوعديني أنك تفكري في موضوع "حسام" ده بس بالعقل.
أومأت هي بالموافقة فقبل هو جيبنها برضا وتوجها ناحية شقة "أحمد الشريف" وضغط "مدحت" على زر الجرس ففتح لهما "مروان" الذي شملهما بنظرة سريعة وأردف قائلًا بهدوءٍ ظاهري :
_اتفضلوا ادخلوا، منورين.
دلفوا إلىٰ الداخل وكان جميعهم متواجدين فأردف "عمر" قائلًا باستهجان :
_نعم يا آنسة، خير في حاجة؟؟
ابتلعت هي غصة مريرة في حلقها ولكنها استفاقت على يد والدها التي تربت عليها تحسها على التكلم فأردفت هي قائلةً بندمٍ واعتذار :
_مبدأيًا أنا آسفة ليكم كلكم وتاني حاجة أنا آسفة ليكِ يا "عائشة" وعارفة أن اللي عملته كبير أوي في حقك بس بالله عليكِ ما تزعلي مني، مش دايمًا كنتِ بتعتبريني أختك؟؟ أختك دلوقتي غلطت وعايزاكِ تسامحيها، حقك على عيني والله وآسفة، وآدي راسك أبوسها.
اقتربت منها تقبل جبينها ولتعاقنها، لم تجد الثانية مفر فبادلتها العناق بودٍ ثم أضافت هي قائلةً بهمسٍ :
_متزعليش مني يا عيوش، أنا عمر ما كان ليا أخوات بنات ويعلم ربنا أني بحبك، أنا آسفة يا حبيبتي.
انتهت"مريم" من كلماتها وسالت دموعها على وجنتيها، لانت الأخرى وتبخر كل ما حدث بالنسبةِ لها وظلت تربت عليها تحاول تهدئتها وأخيرًا أضافت قائلةً :
_خلاص متعيطتيش أنا مش زعلانة خلاص.
كانوا جميعًا واقفين بسعادة وتأثر من هذا المشهد الذي أمامهم وأردف "تيام" قائلًا بتأثر :
_خلاص بقى هعيط إيه المشاعر الأخوية الأوڤر دي!
دخل "تميم" عليهم وهو ممسك بهاتفه الذكي وهو يردف قائلًا بحماس :
_يا رجالة تعالوا نروح الخيمة الرمضانية دي شكلها تحفة أوي ونفسي أروحها!
انتبهوا له جميعهم وأردف "مروان" قائلًا باستنكار :
_إيه الخيمة الرمضانية دي؟؟
رد عليه "تيام" قائلًا بتخمينٍ :
_هو أكيد من اسمها أن هي زي مطعم وكده ومشغلين ابتهالات والناس هناك بتمشي تقول لِبعضها كُل سنة وأنت طيب والأجواء الرمضانية دي.
تحمسوا جميعهم وأردف "مدحت" قائلًا بعدما رأي أن الأمور عادت إلى زمامها :
_طب نستأذن أحنا بقى يلا يا "مريم".
قبل أن يهما بالتحرك أردفت "عائشة" مسرعةً :
_استنى يا عمو، ممكن "مريم" تيجي معانا؟ أنا بنت على ست ولاد فممكن تيجي تقعد حتى معايا أنا؟؟
نظر "مدحت" لهما بالتناوب وأردف قائلًا :
_مفيش مشاكل يا "عائشة" علشان أنتِ حبيبتي بس هوافق، شوفوا هتروحوا أمتى، نستأذن أحنا عن أذنكم.
خرج "مدحت" ومعه ابنته بينما أردف "حازم" بتعجبٍ قائلًا :
_طب هو معلش يعني هي هتيجي معانا بصفتها إيه؟؟ مش قصدي حاجة تيجي تنور بس اللي أقصده موقعها الإعرابي إيه في الجملة؟؟
رد عليه "حمزة" بخبثٍ مردفًا :
_عادي يعني يا حزومة، جارتنا ومعانا من زمان وكمان أختك بتعتبرها زي أختها وكمان هيقعدوا مع بعض مفيش مشكلة وكمان دي يعتبر أختنا كُلنا، مش كده يا "عمر"؟؟
نظر له "عمر" بشررٍ وهو يردف قائلًا :
_كده يا قلب يا "عمر"، المهم هنروح الخيمة دي بعد التراويح يلا انتشروا.
___________________________________
في شقة "أشرف عبدالظاهر" :
كانت "بوسي" جالسةً بحزنٍ حتى أتت ابنتها قائلةً :
_مالك يا مامي قاعدة زعلانة ليه؟؟
ردت عليها هي بابتسامة حزينة قائلةً :
_مفيش يا قلب مامي خالتو بس وحشتني.
أردفت "كارما" بتساؤل طفولي قائلةً :
_هي هتيجي أمتى يا مامي؟
ردت عليها هي وهي تمسح دمعة فرت من عينيها قائلة :
_مش عارفة يا كوكي إن شاء الله هتيجي قريب.
قامت الفتاة بحزنٍ متجهةً نحو غرفتها بينما كانت "بوسي" جالسةً وهي تردف في نفسها قائلةً :
_لأ ما هو لازم أعرف أخبارها إيه دي مش بتكلمني غير مرة كُل شهر هو أنا قسط؟؟ يخوفي جوزها المعفن ده يكون بيمنعها عني وبيمد إيده عليها، أنا هتصرف!
وقفت متجهة نحو غرفتها وهي تفكر في خطة تحاول بها الوصول إلى شقيقتها المغتربة.
__________________________________
_خلاص يا "چنى" اهدي حصل خير، اهدي طيب علشان أختك، المغرب أذن وأحنا قاعدين نبكي على الأطلال!
كانت هي جالسةٌ في أحضان رفيقتها تبكي بشدةٍ بينما كانت "لُچين" تحاول تهدئتها وأضافت قائلةً :
_طب علشان خاطري متزعليش نفسك، ما هما كده على طول والله ومامتك مكانتش هتكمل ساعة وهترجع تاني وكأن مفيش حاجة، طب أشغلك Harry Potter طيب يمكن تبطلي عياط؟؟
أومأت هي بالموافقة من وسط بكائها وضحكت الأخرى وأضافت قائلةً :
_خلاص روقي كده لو مش عايزة ترجعي البيت أقعدي معايا اليومين دول أنتِ و رودي كده كده بابا بيسافر دايمًا و مفيش غيري أنا وماما و"مي"، دي ماما هتفرح أوي لو قعدتوا معانا.
عقبت "چنى" على حديثها قائلةً :
_لأ بلاش مش عايزين نتقل عليكم أنا هروح عند جدو..
قطعت هي حديثها قائلةً :
_أنتِ بتهزري؟؟ هتروحي عند جدك فين؟؟ هتسافري لِجدك إسكندرية وأنتِ هنا وراكِ جامعة وإمتحانات وبنتجان؟؟ أنتِ هتقعدي معايا هنا أنا خلاص قررت وكمان "رودينا" تنشغل بأي حاجة علشان التوتر اللي أنتم فيه ده.
احتضنتها "چنى" بامتنان بينما قطع لحظتهما هذه خروج "مي" و "رودينا" من الداخل وأردفت الأولى قائلةً :
_يلا يا لوچي قومي يلا هنعمل برجر، لازم يدوقوا البرجر بتاعي!
ضحكوا جميعًا بمرحٍ وتوجهوا نحو المطبخ يحضرون هذه الوجبة السريعة في محاولةٍ منهم تخفيف الوضع.
___________________________________
كان "يحيى" جالسًا في إحدى النوادي الرياضية على مضضٍ حتى أتى مبتغاه وجلست أمامه مردفةً بابتسامة قائلةً :
_أزيك يا "يحيى" عامل إيه؟؟
نظر لها هو باستهجان ممتزج بالحزن المخفي لكنه تلفظ قائلًا بهدوء :
_أزيك يا.. يا مدام "لارين"، أخبارك؟
ابتسمت هي بحزنٍ حيث تعمد التأكيد على أنها متزوجة وأردفت قائلةً :
_الحمدلله كويسة، أنا كنت عايزاك في موضوع مهم يخص "كنزي" الله يرحمها.
انتبه هو لها عند ذكرها لاسم شقيقته الحبيبة وأردف قائلًا بلهفةٍ حاول إخفاءها :
_اتفضلي أنا سامعك.
حمحمت هي تنقي حنجرتها ثم أردفت قائلةً :
_أنا حاسة أن "كنزي" عايشة يا "يحيى" معرفش ليه بس قلبي بيقولي أن هي عايشة.
رد عليه هو بسخرية قائلًا :
_وأنا المفروض امشي ورا قلبك؟؟ أنا شوفتها بتتقتل قدامي، شوفتها والمسدس على دماغها وشوفتها والطلقة في نص راسها وغرقانة في دمها، أنتِ جاية تفكريني شوفت إيه ولا جاية تضيعي وقتي ووقتك زي ما ضيعتيه زمان؟؟
ردت عليه هي مسرعةً قائلة :
_"يحيى" مكنتش أقصد والله بس اسمعــ..
قطع كلماتها هو وأضاف قائلًا وهو يقف مستعدًا للمغادرة :
_كلامنا أنتهى من وقت ما.. أنتِ عارفة من وقت إيه.
تركها وغادر وظلت هي تبكي بحرقةٍ وهي تردد قائلةً :
_غصب عني والله، آسفة.
______________________________________
على إحدى المقاهي الشعبية كان "عمار" جالسًا وهو يردف كالمعتاد قائلًا :
_الا ماتيجو نفتح مشروع؟ شندوتشات كبدة هوهو، حلوة وبتكسب!
رد عليه "عبدالله" وهو يتمتم باستياء قائلًا :
_ياعم روح أنت ومشاريعك! اتخمد في حتة!!
رمقه هو بشررٍ وحينها أردف "إياد" وهو ممسكًا بكوب الشاي قائلًا ؛
_أنت مش ناوي تتقدم؟؟
نظر له هو بحزنٍ وأردف قائلًا :
_هتقدم ازاي وأنا لسه بدرس؟؟ ده غير إني معيش مصدر دخل يخليني اتقدم وافتح بيت، وأنت عارف أبو "حنين" بسم الله ماشاء الله عايز يجوز بنته لِعميد الأدب العربي!
رمقه "ياسين" قائلًا بمرحٍ :
_اتقدم ياخويا، ده الساعة اتقدمت وأنت لسه! البت خللت جنبك!!
أردف "سيف" قائلًا بتعقل :
_على فكرة أنا شايف إن لسه، أصل هي استنت فين؟؟ كان هيتقدملها في اللجنة بتاعت تالتة إعدادي يعني؟؟ ومراقبين العروسة يطلعوا على الديسك ومراقبين العريس يسيبوا اللجنة ولا إيه؟؟ ترتيب الأحداث منطقي، أحنا عارفين "حنين" من كيچي ون يعتبر وكُل اللي فات ده مينفعش كان يحصل إي علاقة ولحد دلوقتي كمان اللي فيه الخير يقدمه ربنا، ووقت ما تكون مستعد ولو 1% اتقدم وفهمهم ظروفك وأظن هي بتبادلك نفس المشاعر، بس نصيحة مني متتشحتفش ولا تتعشم في حاجة بزيادة أوي، علشان العشم الزيادة بيوقع على جدور الرقبة وبتيجي حاجة بتصدمنا في الآخر، احسبها عند ربنا ولو من نصيبك ربنا يجمعها بيك في الحلال، ربنا يوفقك ويوفقها.
ابتسموا له جميعًا بينما ظل "عبدالله" يفكر بها شاردًا في مواقفهما السابقة خلال طفولتهما الدراسية، ابتسم من مجرد التخيل حتى قطع ذروة تفكيره صوت "عمار" المشاكس قائلًا :
_ناس عندها ناس تفكر فيهم وناس عندها ناس بتفكر تخلص منهم.
ضحك "ياسين" عليه بسخرية وأردف قائلًا :
_أنا نفسي تقول جملة مفيدة، إيه الجملة المتلعبكة دي؟؟ أنا بقول تقعد تفكر في مشاريعك أحسن.
رمقه "عمار" بضجرٍ من حديثه الساخر عليه بينما ضحك الباقي عليه بسبب إنفعالات وجهه الغاضبة والمضحكة بنفس الوقت.
____________________________________
في تمام الساعة العاشرة :
تجمع جميعهم في مدخل البناية حيث أردفت "عائشة" قائلةً بحماسٍ :
_أنا متحمسة أوي بجد يلا علشان نلحق مكان أكيد الأماكن دي بتبقى زحمة!
أردف "حمزة" قائلًا بسعادةٍ :
_أكيد مكان زي ده هيبقى مليان صوت ابتهالات رمضان بقى وتمر وسوبيا في كل حتة والناس بتسلم وبتتكلم مع بعض كأنهم عارفين بعض من سنتين وهما لسه شايفين بعض من دقيقتين، يلا يا جدعان أنا اتحمست من التخيل!
ركب "تيام" و "تميم" و "حازم" في سيارة "مروان" والباقية كانوا في سيارة "عمر"، انطلقوا إلى وجهتهما التي استغرقت في الوصول قرابة النصف ساعة، لكن كل منهما لا يعرفان مكان هذه الخيمة فوقفوا على مقدمة الشارع وأردف "تيام" وهو يخرج رأسه من نافذة السيارة قائلًا بتعجبٍ :
_إيه صوت الأغاني دي؟؟ شكل في فرح ولا إيه؟؟
رد عليه "عمر" قائلًا بتخمينٍ :
_ممكن، ده الصوت عالي أوڤر، يخربيت الـ GPS أكيد توهنا كالعادة، هنعمل إيه دلوقتي؟؟
نزل "مروان" من السيارة لكن من حسن حظه وجد شاب مار بالطريق فاستوقفه قائلًا :
_لو سمحت، هو الخيمة الرمضانية اللي اسمها **** موجودة فين؟؟
نظر له الشاب وأردف قائلًا وهو يشير للأمام :
_أمشوا أخر الشارع ده هتلاقوها.
شكره "مروان" وذهب يقول لهم وجهتهم القادمة وتحركوا بالسيارة حتى وصلوا إلى مكانها ونزل جميعهم من السيارة وأردفت "مريم" قائلةً باستنكار :
_إيه ده؟؟ هو صوت الأغاني ده جاي من جوا أزاي؟؟
أردف "تميم" قائلًا بتفكير :
_ممكن جزء من الخيمة دي فيها فرح مثلًا؟؟
نظروا جميعهم إلى بعضهم باستنكار ودلفوا إلى الداخل واندهشوا جميعًا من الذي رأوه، كان الجميع في هذا المكان يرقصون ويتمازحون ويوجد سيدة واقفةً على مسرح خشبي تغني ووراءها فرقة موسيقية وكان جميع الرجال والنساء يتراقصون على صوتها، وكان هناك العديد من المكبرات الصوتية التي تُشغل المهرجانات الشعبية، نظروا إلى بعضهم باندهاش وأردفت "مريم" قائلةً :
_أحيه! هي دي خيمة رمضانية ولا خيمة جهنمية؟؟
عقب على حديثها "حازم" قائلًا بسخرية :
_ده الخيمة الجهنمية فرع التجمع الخامس تقريبًا، ومين اللي بيرقصوا دول؟؟
أضاف "مروان" موجه حديثه لِـ "تيام" المندهش قائلًا :
_وأنت اللي بتقول مكان مليان ابتهالات وناس رايحة جاية بتقول كل سنة وأنت طيب ده كأني وأنا داخل من البوابة دي خرجت من رمضان، دخلت تقريبًا على جهنم!
أردف "عمر" قائلًا باندهاش :
_هو إيه الفرحة الغير مبررة اللي على وشوش الناس دي؟؟ فكرتني بفرحة المصيف اللي هو أحنا دافعين فلوس ومسافرين كل ده يبقى لازم نفرح، وإيه الأبهات الـeasy دي؟؟
أردف "تميم" قائلًا بضجرٍ :
_إيه الأوڤر ده؟ ده في الأول وفي الآخر مطعم بس في رمضان يعني!، شوفلنا ياعم إي حتة نقعد فيها خلينا نتسحر ونروح!
التفوا جميعًا حول طاولةٍ فارغة وبعد قليل جاء إليهم النادل قائلًا بعملية :
_اتفضلوا المنيو حضراتكم.
تركه لهم وذهب بينما أردف "تيام" قائلًا بضجرٍ :
_على الله يطلع الأكل عدل بعد المدعكة اللي في المهلبية دي!
تفحصوا جميعًا قائمة الطعام وأردف "عمر" قائلًا بفرحةٍ عارمة :
_حلو أوي السحور أم 200 جنيه ده! شكله كده سحور كبير وهيكفينا.
أومأوا جميعًا بالموافقة وأشار "مروان" للنادل وأردف "عمر" قائلًا له :
_واحد سحور من أبو 200 جنيه ده.
رد عليه العامل بتعجبٍ قائلًا :
_هو حضرتك هتتسحر لوحدك؟؟
نظروا جميعهم إلى بعضهم باستنكار شديد وأردفت "مريم" قائلة :
_لأ أكيد، مش السحور ده بيبقى لينا كُلنا ولا إيه؟؟
رد عليها هو قائلًا :
_لا يا فندم ده السحور للفرد هو اللي بِـ 200 جنيه، ده غير الـ 200 جنيه الخدمة.
وقف "تيام" يردف بسخطٍ يشبه سخط الأمهات قائلًا :
_لأ متشكرين يا كابتن، يلا ياض منك ليه قال السحور للفرد بِـ 200 جنيه قال، لــيــه؟؟ جايبين لينا سحور من برنامج دلع كرشك؟؟ وبعدين 200 جنيه إيه اللي خدمة؟؟ هو أنت مسحتلنا الشقة؟؟
وقفوا جميعًا وهما يحاولون كتم ضحكاتهم وخرجوا جميعًا من هذا المكان العبثي وأردفت "عائشة" بحزنٍ قائلةً :
_الله يهدي، طب اتسمت رمضانية بتاع إيه بقى؟؟ أمال لو مكانتش رمضانية كانوا هببوا إيه؟؟
أردف "تميم" بضجرٍ من هذا الوضع قائلًا :
_ناس جهلة اللي اخترعوا الفكرة دي، هو أحنا ناقصين فساد؟؟
سكتوا جميعًا لكنهم تذكروا رد فعل "تيام" وأنفجروا جميعًا بالضحك وأردفت "مريم" قائلةً :
_مش قادرة بجد، ده كان ناقص يقوله هنلف لفة ونرجعلك!
ضحكوا مرةً أخرى ومن ثم عادوا إلى منزلهم بعد هذه التجربة السيئة بالنسبةِ لهم.
_____________________________________
في شقة "محسن ونيس" :
كانوا جميعًا جالسين بالصالة وكان "عدنان" ممسك بِـ "فريدة" وهو يردف قائلًا :
_انطقي يابت، مين اللي زقك عليا؟؟
جاء "ريان" من ورائه قائلًا وهو يحاول كتم ضحكاته :
_ياعم سيبها، أنت مفكر نفسك الوزير "عدنان" ودي من أتباع أعدائك؟؟ ما عادي يعني كالعادة دي "فريدة" قناة الجزيرة، إي حاجة بتتقال في البيت ده تصحى الصبح تلاقي الشارع كُله عارفها.
نظرت له "فريدة" بتوسل لكي يتركها وبدأت والدته ووالده بالتكلم معه حتى يتركها ولكن قطع شجارهما هذا جملة "مراد" الي أردف قائلًا :
_لأ بس جامد أوي الشاور چل اللي استحميت بيه ده يا واد يا "مهند" ، هو اسمه إيه ولقيته فين ده؟؟
رد عليه "مهند" قائلًا بفخرٍ :
_لقيته جوا في الحمام اسمه تقريبًا لاروش بوزيه.
قبل أن يهم "مراد" بالرد عليه وجد شقيقته تصرخ بملء صوتها مردفةً :
_يخربيتك!! شاور چل مين يا معفن؟؟ ده غسول وبِـ 1200 جنيه!! واستحميت بيه!! آه يا قلبي!!
نظروا جميعم إليها بصدمةٍ وأردفت "لارا" قائلةً وهي ممسكةً بمبرد أظافر حاد تبرد أظافرها :
_أنتِ حسستيني أنك شارياه بشقاكِ وتعبك ما أنتِ واخدة فلوسه من بابا، متزعليش يا ستي ابقي خدي من الغسول بتاعي.
ردت عليها "چويرية" بضجرٍ :
_آخد من الغسول بتاع مين يا معفنة؟؟
وقفت "لارا" وهي توجه النصل الحاد ناحيتها قائلةً بسخطٍ :
_لأ بت أنتِ! فوقي كده وأركزي! بدل وربنا لأخليكِ أنتِ شخصيًا بوزيه من غير لاروش! مين دي اللي معفنة يا مقشفة؟؟
توجه جميعهم يفصلون بينهما حتى قطع شجارهما رنين هاتف "محسن" وأردف قائلًا بصوت جهوري :
_مسمعش نفس حد فيكم عقبال ما أرد!!
توقفوا جميعًا عن الشجار وأثناء مكالمة والدهم مع أحد أصدقائه رن هاتف "چويرية" الذي كان بجانب "لارا" لمحت هي الاسم بسرعةٍ ولكن كانت "چويرية" الأسرع في التقاط الهاتف ودلفت إلى غرفتها وهي تجيب على المكالمة قائلةً :
_قولتلك يا "حسام" مترنش عليَّ من نفسك كده! أهو موبايلي كان جنب الزفتة اللي اسمها "لارا" دي وهي لو شكت في حاجة الدنيا هتقوم عليا!!
جاء الرد من "حسام" مردفًا بخبثٍ :
_سيبك منها هبقى أقولك تسكتيها ازاي لو شكت في حاجة، بس المهم دلوقتي أنتِ وحشتيني، بقى أنا بكرف لل اسمها "مريم" دي علشانك وفالاخر برضو تكلميني كده؟ والله أخس.
ردت عليه هي مسرعة وهي تقول :
_خلاص متزعلش مني شوف اللي يرضيك وهعمله.
رد عليها هو ويزداد في نواياه الخبث قائلًا :
_ يبقى نتقابل يا قمر.
______________________________
- يتبع الفصل التالي اضغط على (لعاشر جار) اسم الرواية