رواية آخر نفس الفصل الثالث عشر 13 - بقلم رشا روميه
الفصل الثالث عشر
•• السلسله ••
ثم إتجهت ببصرها تجاه "هادى" قائله ...
_ إنت قلت مش عايز تكمل معايا ...؟!!!
تهدجت أنفاس "هادى" بإنفعال فلم يكن يريد المواجهه أبداً بل أراد الإنسحاب فى هدوء بعد خروجهم من الكهف ، كما أن "زيد" ورطه للغايه الآن مما زاد غضبه وغيظه منه حين رآه يرفع حاجبه بمعنى فلتجيبها ...
_ أيوة ... أنا قلت كدة .... إنتى خلاص بقيتى بنت مشوهه وأنا راجل بحب البنت الجميله ... مينفعش طبعاً أقبل واحده أقل منى .... لأ وكمان طلعتى فقيرة وكنتى بتخدعينى ..
رفعت "ياسمين" حاجباها بذهول وقد إتسعت عيناها بعدم تصديق لتصرخ به بإنفعال غاضب ...
_ مشوهه .. !!!!! إنت بتقول إيه ...؟!! تصدق أنا غلطانه إنى كنت مصدقه واحد زيك ... واحد مزيف ... ده بدل ما كنت تقف جنبى فى تعبى تقوم تهرب منى وعايز تسيبنى لمجرد حرق صغير ... الحمد لله يا أخى ... ده أنا المفروض أفرح إنى إتحرقت عشان أعرف واحد زيك على حقيقته ...
_ أنتى حتعملى لى فيها فيلسوفه ... أنا راجل بتعامل مع موديلز ... أحلى بنات فى الكون ... أقبل إزاى أكمل حياتى مع واحده مشوهه زيك ...
ضمت "ياسمين" شفاها بغيظ وإلتزمت الصمت فلم يعد للعتاب أهميه الآن لكنها أخذت ترمق "هادى" بنظرات قاسيه شعر بها ببعض الذنب والندم على ما تفوه به الآن ...
لحظات بسيطه تمر ليهدأ كلا الطرفين قبل أن يتحدث "عامر" بملامح تعسه للغايه وقد بدا التأثر على وجهه حين بدأ حديثه بنبره مختنقه خافته ثم بدأ صوته بالتدرج للأعلى قائلاً ...
_ زعلان عشان طلعت فقيرة ... إنت فاكر إن الفلوس كل حاجه .... لأ يا "هادى" ... الفلوس مش كل حاجه ... أنا كمان عايز أقول إللى جوايا يمكن ربنا يخرجنا من محنتنا دى ...
زفر "عامر" بضيق قبل أن يسحب نفساً قوياً مستطرداً حديثه ...
_ أنا أهلى بيضغطوا عليا دايماً أعمل كل إللى هم عاوزينه مش إللى أنا عاوزه خصوصاً أمى ... كل حاجه مفروضه عليا فى كل إختياراتى حتى دراستى وكليتى ... حسيت أنى إتخنقت ... قلت مفيش غير إنى آخد الفلوس وأهرب من البيت وأجى معاكم الرحلة دى ... أيوة أنا جاى مخصوص عشان هربان من أهلى ومن ضغطهم عليا ... بس وبعدين ... ما هى الفلوس معايا أهى عملت بيها إيه ... ما كلنا حنموت وهى عبارة عن شويه ورق ولا له قيمه ... لا حتقدر الفلوس تخرجنا ولا حتى تدينا شويه هوا نتنفسه ....
نظر "عامر" نحو "ياسمين" قائلاً ...
_ أوعى تفتكرى إن اللى إحنا فيه ده عشان سلسلتك دى ... لأ ... كلنا عملنا أخطاء ... كلنا إللى جوانا وحش أوى ... عشان كدة ربنا بيعاقبنا ... وأنا أولكم ... أيوة أنا إللى سرقت فلوس أهلى ... بس والله ما كان نيتى وحشه ... أنا كنت مخنوق وعايز أعيش ... هم إللى عملوا فيا كدة ...
إعتراف "عامر" كان صادقاً للغايه ، صادقاً ليجعل الجميع يعيد النظر بأسبابه أيضاً وإدراك أن الأمر ليس متعلقاً بضياع سلسال "ياسمين" ولا له علاقه بالحظ السئ بل كان من أنفسهم لعلهم يتعظون ويرجعون إلى الله بتوبه عن أخطائهم ...
وضع "هادى" يده لبرهه فوق فمه يمنع تأثره البالغ بعد إعتراف "عامر" فقد شعر بالفعل أن محبسهم بداخل الكهف هو لضعف نفوسهم و أخطائهم التى لا تغتفر وأن عليه الآن الإعتراف بذنبه مثلهم جميعاً لكن كيف ... كيف سيقولها ، وماذا لو لم يقولها ... أسيبقون بداخل الكهف يلاقون حتفهم ....
ليصرخ رافضاً ما جال بخاطرة بصوت مسموع ...
_ لأ لأ لأ .... أنا حقول ... أنا مش عايز أموت ... أنا عايز ربنا يسامحنى ...
إتجهت أنظار الجميع نحو "هادى" حين أكمل ..
_ أنا حقول لكم وأعترف لكم بكل حاجه .....
****
خارج الكهف ...
صرخه بقلوبهم حينما وجدوا هيئه تلك الصخرة الضخمه تسد فوهه المدخل بالكامل دون أن تترك مجالاً للتنفس حتى ، هل سيموت أبنائهم فى الداخل ...
شهقت "سعاد" بهلع ..
_ بنتى ...!!! أنا قلبى كان حاسس إن فيه مصيبه حصلت ...
ترقرت الدموع بأعين الأمهات بينما حاول الآباء برباط جأشهم البحث عن حل لإنقاذ أبنائهم من مصير محتوم للغايه ...
وقفت والدة "يارا" وقد امتلأت أعينها بدموع نادمه تحدث زوجها بتحشرج واضح يكاد صوتها لا يخرج من حنجرتها ...
_ "يارا" حتروح مننا ... والنبى حبيبك يا رب طلعها لنا بالسلامه ... أنا مكنتش فاكرة إنى بحبها أوى كدة ... والله لو ربنا خرجها بالسلامه ورجعت لحضنى ما حسيبها أبداً أبداً .... حعوضها عن كل إللى فات ...
ربت زوجها فوق كتفها بحنو معقباً ..
_ وأنا كمان قصرت معاها أوى ... كنت مشغول بالصفقات والشغل ونسيت أهم حاجه فى الدنيا ... بنتى حبيبتى ...
بكل جانب وقف الأهالى بندم شديد لما قصروا به مع أبنائهم متوعدين أن كل شئ سوف يتغير معهم لكن بالبدايه يكتب لهم الله النجاة مما هم فيه ...
****
داخل الكهف ...
تعلقت أعينهم بـ"هادى" وهو يستجمع نفسه محاولاً الإدلاء بدلوه أيضاً وإخراج كل ما فى جعبته والإعتراف بخطيئته فربما يكون ذلك سبباً لخروجهم من أزمتهم وغفران الله له ...
ألقى بنظرة تجاه "ياسمين" أولاً ثم نكس رأسه قائلاً بصوت خجل للغايه ..
_ أنا عمرى ما حبيت "ياسمين" ... أنا كانت عجبانى كبنت حلوة ومش بترضى بأى حد ... بمعنى أصح كانت عصيه عليا ... كل البنات بتترمى تحت رجليا إلا هى ... أنا حاولت أقنعها أشغلها معايا فى الإعلانات وتكون موديل حلوة ... بس للأسف هى متعرفش أنا كنت محضر لها إيه ... أنا مش بشتغل فى أى إعلانات ... أنا ..... أنا ...
تلعثم قليلاً قبل أن يحث نفسه على إستكمال حديثه وهو يوارى عيناه عن الجميع ...
_ أنا كنت بعمل إعلانات لمجلات ومواقع مش تمام ... وكنت حدخلها معايا عشان ملامحها الحلوة دى وكنت حكسب من وراها كتير أوى ... عشان كدة أقنعت صاحبتها "زينه" إنها تضغط عليها عشان توافق تمضى معايا العقد وساعتها كنت حورطها وإنها لازم تكمل وإلا تدفع شرط جزائي كبير ....
إتسعت عيونهم بإزدراء وصدمه بذات الوقت من دنائه "هادى" وتواطئ "زينه" حين هتفت "ياسمين" ...
_ إنتى يا "زينه" تعملى فيا كدة ...؟!!!!
أسرع "هادى" بإيضاح الأمر ..
_ لأ متفهميش غلط ... "زينه" متعرفش أنا كنت حشغلك فى إيه ... هى بس كانت حتاخد عموله كويسه ... ده غير إنها هى كمان كانت عايزة تشتغل معايا بس أنا قلت لها لأ هى عموله بس إلا لو "ياسمين" رفضت ساعتها حشوف لو ينفع "زينه" ...
نكس رأسه مرة أخرى قائلاً..
_ سامحينى يا "ياسمين" ... أنا آسف ...
ها قد إعترف الجميع ما عدا "يارا" التى تطالعهم بترقب و "زينه" التى كانت تلتزم الصمت التام لفترة طويلة للغايه لتباغتها "يارا" بسؤالها ..
_ وإنتى يا "زينه" .. مفيش حاجه عايزة تعترفى بيها ...؟!!
بتهرب واضح أجابتها "زينه" بعدوانيه ...
_ لأ طبعاً ... أنا معملتش أى حاجه غلط عشان أعترف بيها ...
_ متأكدة ...؟؟!
_ جداً ...
نهضت "يارا" بهدوء متجهه نحو "زينه" وبكل ثقه مالت نحو حقيبتها تسحبها بسرعه من جوارها لتنهض "زينه" مسرعه تحاول إسترجاع حقيبتها من يد "يارا" لكن "يارا" كانت أسرع منها حين أخرجت يدها من الحقيبه وهى ترفع ذراعها للأعلى قائله بتحدى ...
_ أمال دى إيه ... ؟!!
هتفت "ياسمين" بقوة ...
_ سلسلتى ... !!!!!
•تابع الفصل التالي "رواية آخر نفس" اضغط على اسم الرواية