Ads by Google X

رواية طغيان قلب الفصل الثالث عشر 13 - بقلم فاطمة محمد

الصفحة الرئيسية

  

رواية طغيان قلب الفصل الثالث عشر 13 - بقلم فاطمة محمد


          
                
فى تمام الساعة الواحدة ظهرًا 
تحرك حسام من مكانه و يمسح يديه بالمنشفة من آثار تلك السيارة متمتمًا 
-داغر عدى هيكمل مكانى العربية دى ورايا مشوار مهم هقضيه واجى على طول
ترك داغر ما بيديه بضيق و اقترب من حسام و هتف
-مشاويرك كترت يا بن عمى ....
-معلش يا داغر و ان شاء الله هتبقى اخر مرة 
قالها حسام و هو يدلف حتى يبدل ملابس العمل 
و بعدما ابدل ملابسه و رحل من الورشه سريعًا فصاح عدى بمرح
-اقطع دراعى ده لو مكنش رايح لوجد
نظر كل من رائف و داغر تجاه و لاح الغضب على وجهه مغمغمًا 
-ايه اللى خلاك تقول كده
-ايه يا عم داغر ده انا عدى برضو و بعدين حسام اققرب واحد ليها و متستغربوش لما قريب اوى تلاقيهم بيتخطبوا...
ضغط داغر على شفتيه متناولًا ذلك المفك ونزل تحت السيارة يكمل عمله يريد إفراغ ذلك الغضب الذى تملكه بتلك السيارة ......
___________________________




فى ذلك النادى الرياضى الذى نذهب اليه للمرة الاولى
نجد حسام يصطحب وجد بجواره مقتربًا من رفيقة عريض المنكبين طويل القامة فهيئته تدل على مهنته و قبل أن يقتربوا منه جذبته وجد من ذراعيه وعيناها تتسع من هيئته
-ايه وقفتى ليه!؟
-هو ده صاحبك
قالتها بتوتر فاماء لها حسام بتأكيد مغمغمًا 
-ايوة هو يلا 
و ما كاد يتحرك حتى اوقفته مرة اخرى مغمغمة
-يعنى هو لازم الحوار ده يا حسام
وقف حسام و زفر بضيق واضعًا يديه بجيوبه
-و بعدين يا وجد انتى عيلة صغيرة 
-لا مش صغيرة بس ملهوش لازمة يا حسام
نفى حسام برأسه متمتم
-لا ليه يا وجد انا مضمنش الحيوان اللى اسمه باسم ده ممكن يعمل ايه و لازم تعرفى تدافعى عن نفسك ....
ابتلعت ريقها متذكرة ذلك الحقير البغيض الذى لم تبغض وتكره احد مثلما كرهته فاومات براسها فابتسم لها حسام بتشجيع و ما كاد يتحرك حتى وقف امامها مرة اخرى
-صحيح نسيت اقولك
-نعم!!
قالتها بعفوية
-انتى احلى كتير بالحجاب
و ما ان انهى كلماته حتى تحرك امامها فسعدت لذلك الإطراء على هيئتها و جاء بمخيلتها داغر فهو يعتبر من جعلها تقدم على تلك الخطوة
-ازيك يا فريد اخبارك ايه
التفت فريد إليه و هتف بصدمة مصطنعة
-لا حسام مش مصدق نفسى يا راجل ..
صدح صوت ضحكات عدى متمتم
-لا صدق وبعدين انا مش مكلمك الصبح انت ايه ذاكرتك بقيت ذاكرة سمك ليه يا جدع !!!
رفع فريد يديه و وكزه على صدره فتأوه حسام بألم و هتف بالم
-جرى ايه يا فريد خف ايدك شوية يا جدع 
اجابه فريد بمرح
-والله انا كده مخففها انت اللى خفيف يا حسام
ابتسمت وجد على ما يحدث بينهم فالتفتت حسام إليها وهو يتمتم
-دى وجد اللى كلمتك عنها يا فريد و زى ما وصيتك ها
اماء له فريد و هو يبتسم لوجد ماددًا يديه مرحبًا بها قائلًا
-متقلقش هعمل الواجب وزيادة ...
_______________________________




خرج داغر من اسفل السيارة و ملامحه مقتضبة حاجبيه معقودين بغضب فرغم محاولته لطرد تلك الافكار من عقله و إفراغ غضبه بالسيارة و لكن غضبه حتى الآن لم يزول بل يشعر بتأجج النيران داخل صدره مما ادهش رائف و عدى كثيرًا و جعلهم يتبادلون الأنظار فقال داغر دون ان يعطيهم فرصة للاجابة عليه
-انا طالع البيت شوية و نازل 
و عقب رحيله هتف رائف
-ماله اخوك يا عدى
حرك عدى كتفيه و تمتم
-والله ما عارفله حاجة
فتنهد رائف و ما كاد يتحدث حتى قاطعه عدى مغادرًا الورشة يريد اللحاق بتلك الحورية و كيف لا يلحق بها و هي أصبحت تسيطر عليه فأصبح يحب العمل بالورشة التي تتيح له رؤيتها 
دلفت حورية البناية التي تقطن بها وما كادت ان تصعد الدرج حتى وجدت من ينادي باسمها فالتفتت بغضب
-انت تانى يا جدع ، انت ايه مفيش فايدة فيك زهقتنى
اقترب عدى منها متطلعًا بها بعشق جارف فهى حورية بحق فتسارعت انفاسه و تمتم و هو يواصل التقرب منها
-لا مفيش فايدة فيا ، هتعملى ايه بقى 
ضيقت حورية عينيها بغيظ و زمت شفتيها و غمغمت بتحدى
-عايز تعرف هعمل انا هوريك انا هعمل ايه
و تحركت من مكانها تريد ان تصرخ بصوتها و لكن عدى كان اسرع منها و لحقها قبل ان يصدر صوتها و تجعل جميع من بالبناية يجتمعون حولهم مكممًا فمها محاوطًا خصرها من الخلف فظلت تتلوى بين يديه فقال بهمس بجانب اذنيها
-وحياة امى يا حورية و حياة امى اللى ما بحلف بيها كدب لو صوتك طلع و كررتى الحركة دى تانى لهكون عامل معاكى حاجة مش هتعجبك خالص
ابتلعت ريقها من تلك النبرة التى تستمع اليها منه فهمس مرة اخرى
-انا هشيل ايدى بس لو صوتى و صوتك الحلو ده طلع متلوميش غير نفسك تمام
لم تجيبه فقال من بين أسنانه
-ها اتفقنا
لم تجد حل سوى ان تحرك راسها بموافقة على حديثة فتركها و بعدما تركها استدارت ونظرت بعينيه بتحدى استطاع تميزه و أرادت أن تنفذ ما أرادت فعله متجاهلة تهديده و ما إن رآها على وشك فعلها حتى اقترب منها بسرعة الفهد محاوطًا راسها بيديه مقتربًا براسه منها فلم يفصل بين وجوههم إلا مسافة قليلة فاتسعت عينيها فهو على وشك تقبيلها و انتهاك عذرية شفتيها و لكن مهلًا فهو لم يفعلها !!! فتحدث بهمس أمام شفتيها
-المرة الجاية لو فكرتى تعمليها ده هيبقى رد فعلي يا حورية قلبى 
ثم ابتعد عنها غامزًا لها تاركًا ايها تحت صدمتها و عقب خروجه ظلت تتطلع بالبناية تتأكد من خلوها ....
_______________________________




        
          
                
دلف داغر الى المنزل و ملامحة لا تبشر بالخير فرآه سيد الذى يجلس بالصالون و صاح بتساؤل
-مالك يا داغر انهاردة ، كل شوية تيجى البيت يا ترى نسيت ايه المرة دى !!
ضغط داغر على شفتيه يكبح غضبه يريد الدلوف إلى غرفته فلأول مرة لا يستطيع السيطرة على غضبه 
-منستش يا جدى بس مصدع شوية و عايز اريح شوية
ارتفع حاجبي سيد و هتف بسخرية و يتطلع لملابسه المتسخة
-طب مش هتغير هدومك الاول !؟
تطلع داغر على نفسه و على ملابسة فزفر بضيق فصاح سيد
-روح يا بنى روح غير هدومك
اماء له داغر و كاد ان يتجه ناحية المرحاض حتى أوقفته كلمات سيد
-صحيح لما تنزل الشغل ابعتلى حسام عشان عايزه يا داغر
التفت داغر إليه و تمتم
-مش موجود فى الورشة يا جدى مشى من شوية
-راح فين ده دلوقتى
قالها سيد بتساؤل فأجابه داغر وهو يجز على أسنانه 
-قال رايح مشوار بس عدى بيقول غير و انه رايح يقابل وجد
-حلو اوى الكلام 
قطب جبينه و تمتم و هو يقترب من سيد
-حلو !! حلو ازاى يعنى 
تنهد سيد مجيبًا اياه
-عمك قلقان على الهانم و قعد يدينى فى محاضرة فانا عشان اطمنه شوية قلت له تجوز واحد من ولاد عمامها و كده يبقى ضمن وجودها معانا و اننا منطردهاش
ظهرت شبح ابتسامة على وجهه داغر و اقترب من جده بلهفه
-و هو قال ايه وافق !!
-طبعا لازم يوافق 
ابتلع ريقه و تسأل بخوف 
-طب و قررتوا هتجوزوها لمين
اماء له سيد هاتفًا 
-انا اقترحت حسام على عمك و
-نعم!!! حسام ازاى يعنى انا الكبير انا اللى المفروض اتجوزها مش هو
قاطعه داغر بتلك الكلمات بغضب ممزوج ببعض الصدمة مما أثار دهشة سيد و لكن سريعًا ما فهم ما يحدث لحفيده فقال بصرامة
-اسمع يا داغر بنت سحر مينفعهاش غير واحد زى حسام انت تستاهل واحدة احسن منها بكتير ، حسام بيفهم كويس فى البنات و هيعرف يربيها لكن انت و هى متنفعوش سوا
و اكمل بسره
-مش عايز قصة سحر و محمود تنعاد تانى على جثتى انى اسمحلك تبقى محمود التانى
_______________________________




عادت وجد مساءًا برفقة حسام و هى لا تشعر بجسدها بعد تلك التدريبات التى تلقتها اليوم فجسدها لم تعد تشعر به فهناك الالام تكتسح جسدها و ظل حسام طوال الطريق يكتم ضحكاته على هيئتها و لكن ما ان وصلوا البناية و هتفت بتلك الكلمات لم يستطع كبحها أكثر من ذلك
-اه يا انى منك لله يا حسام جسمى مش حاسة بيه
صدحت ضحكاته فنظرت اليه بشرار فرفعت يديها و لكزته بذراعيها و ما كادت أن تعنفه حتى وجدت ذلك الصوت الغاضب من خلفهم 
-هو ده المشوار اللى كنت فيه يا عدى
التفت كل من حسام و وجد على صوت داغر و كم سعدت وجد لرؤيته فاقترب منهم داغر و قال من بين أسنانه
-اسمعوا بقى انتوا الاتنين اللى انت بتعملوه ده مينفعش انتوا سامعين ؟
نظر كل من وجد و حسام لبعضهم البعض و الدهشة تعتريهم لا يفهمون مقصده فكانت وجد أول من يتحدث متمتمة
-انت فاهم حاجة يا حسام
نفى حسام برأسه متمتم 
-لا مش فاهم
و فجأة فتح الباب على مصراعيه و تمتم سيد 
-حسام تعالى عايز اتكلم معاك مستنيك من الصبح
ازدادت ضربات قلب داغر و تطلع اليها بنظرة سريعة فقلبه يكاد يخرج من مكانه فها هى وجدة تضيع من بين يده فهل سيسمح بذلك ...
لا لن يسمح بذلك فصاح بصوت عالى و هو يتحرك من مكانه متجهًا ناحية منزل عمه يطرق الباب بعنف و سرعة شديدة تحتد صدمة كل من حسام و وجد فهم لا يفهمون ما يحدث فظهر نيران سوداء بعيون سيد و نادى عليه
-انت بتعمل ايه يا ولد
تجاهله داغر و فتح محمود باب المنزل باستغراب و دهشة شديدة 
-فى ايه يا داغر بتخبط كده ليه
فأجابه داغر نافضًا حديث جده و ضاربًا اياه عرض الحائط متمتم
-عمى انا عايز اتجوز وجد و صدقنى هحافظ عليها و هشيلها فى عيونى
اتسعت عين وجد و حسام و نظر لبعضهم البعض مما قاله داغر فما الذي سيحدث الآن فكيف لها ان تتزوج و هى ليست بعذراء ماذا ستخبره فهو يخرب لها ما تفعله ، لماذا يحدث معها ذلك فلو كان طلبها بوقت وزمن آخر لكانت قفزت من السعادة و لكن الان و بذلك الوقت ... ياالله ما الذي يحدث معى 
فكادت أن تفتح فمها و تعترض على حديثه حتى نظر إليها حسام مشيرًا إليها بعينيه مانعًا اياها من تلك المعارضة على هذه الزيجة
فتمتم داغر بقلق خوفًا من خسارتها
-ها يا عمي قولت ايه!!!!!
           🌸___ يتبع ___🌸
بقلمى : فاطمة محمد




        


google-playkhamsatmostaqltradent