رواية عودة الوصال الفصل الثالث عشر 13 - بقلم سارة ناصر
«قد يكُون لديكّ شخص يفهم ما بِكَ دون أن تبذل جهداً للحديث ! »
خرجّ من غُرفتـه بعد تجـهزه للعَمَـل إذن؟ ، ولكن المنزل هادئ ، فقد أخبرتهُ والدته عندما إستيقظ على الفور بأنها سوف تذهب لتجلس مع "سُميه" قليلاً وتعدّ معها بعض الأشياء خاصةً أن صديقتها مريضه وهى تعلم ذلك جيداً! ،. خرجّ فوجد شقيقتهُ تجلس بالصاله ويبدو أنها شارده إلى حدٍ مَـا ، توجه ناحيتها ثم جلـسّ بجانبها وهو يضع ذراعه على كتفيها ، فإنتفضت هى سريعاً ، نظر لها "غسان" باستغراب يغلفـه بعض من الحنان الخاص به ، فابتسمت له "وسام" بسمه صغيره ، تنهد هو قائلاً يُحدثها بمشاكسه:
_" صاحيه بدري ليه ؟ مش غريبه منك دي ؟ "
التفتت تطالعهُ وبملامح وجهها المتوتره ، أجابته بهدوء عكس طبيعة شخصيتها مما جعله يقلق داخلياً :
_"عادى ، قلقانه شويه بس ، هى ماما لسه مجتش ! و فين الناس اللى هنا أصلاً "
تنهد يأخذ أنفاسهُ ببطئ وهو يُجيبها قائلاً بتفهم:
_" أمك لسه راحه عندهم من شويه وحامد نزل يشتري شوية حاجات مش فاهم ايه النشاط ده ، وبسام راح الشغل أصلاً من بليل وبايت هناكّ"
صمتت هى لم تتحدث بل أومأت له فقط ، فواصل هو من جديد وهو يقول بآقتراح:
_" ما تيجى معانا النهارده نروح نجيب بدر وورده من المطار !؟"
نظرت له بلهفه وهى تتحدث قائله :
_"بجد ؟؟"
_"بجد اًوي"
قالها بثقه ،. مما جعل الأخري تبتسم، هو يعلم أنها تمر بفتره ليست جيده من الضغط النفسي والدراسي لها تحديداً فى سنه كتلك ! !، إبتسم لها بإتساع متفهماً حالتها تلك ، ثم نهض وهو يردف قائلاً بنبره حماسيه طفيفه:
_" إجهزي عما أخلص شُغل علشان نمشي علطول"
هزت رأسها بلهفه ، أما هو فنهض من جانبها وهو يومأ لها ببسمه صغيره وهو يقول:
_" عاوزه حاجه وأنا جاي أجبهالك ؟"
قالها وهو يتجه سريعاً ناحية باب الشقه وكأنه ينتظر جوابها ، فأجابتها هى قائله بلهفه:
_" أه، هاتلـى أا.."
_"ماشي سلام"
قالها سريعاً يقاطعها قبل إن تكمل حديثها ثم أغلق الباب من خلفه بجديه زائفه، فتطلعت هى بأثره بفاه مفتوح وهى تردف قائله بقلة حيله:
_"إيه العيله الهبله دي ؟!"
قالتها بتعجبٍ ولكن سرعان ما فُتح الباب مره أخري سريعاً. وهو يبتسم لها بإتساع قائلاً بمرح:
_" قولتيلي عاوزه ايه.؟"
_"سلامتك طبعاً يا حبيب قلبي يا خويا يا جميل "
قالتها سريعاً وبسرعه عندما وجدت التهديد المَرِح فى عينيه ، فأومأ لها وهو يردف قائلاً بهدوء:
_"إذ كان كده فيبقى عال أوي ، سلام"
قالها وهو يغلق الباب من خلفـه ، ثم ضحك بخفـه هو يفعل ذلك من الأساس حتى تستعيد طبيعتها المشاكسه ، وشخصيتها المرحَه ، فوجودها كذلك قد يوتره ويقلقه من الأساس ويشعره أنه لديه نقص فى شيئٍ ما إتجاه إهتمامه بها !! ، خرج وهو يضحك بخفه فوجدها تنتظره أمام باب الشـقه وهى تمسك هاتفها ، فإنتبهت هي له عندما أغلق الباب، فتركت "نيروز" الهاتف وهى تبتسم له بسمه صغيره، فبادلها البسمه وهو يردف قائلاً لها :
_" ده صباحّ الخـير "
_" صباح النور "
قالتها مبتسمه فتوجه هو ناحية السُلم وهو يهبط إلى الأسفل ومن ثم هى خلفه تهبط بهدوء متخليه عن الحرج قليلاً فقد شعرت أن وجودها معه بات طبيعياً ، بل وتصرفاتها معه ومع شقيقته أصبحت متقربه نوعاً ما هي تحتاجّ وقتاً فقط ، كل منا يحتاج وقتاً لشيئ معين ، فالوقت خيرّ الدليل !!
___________________________________
«السَعَادة الحقيقه قد تكـمُن أيضاً بوجود دفء القريب ، أصوات متتداخله من التجمعات ، شعور البهجه، صفة التعاون مع بعضهم قد يُوّلِد طاقه لمن لا طاقة له ! ، من يمتلك تلك الأصوات والتجمعات التى حتماً تكون إجباريه فهو بسلامّ، ليس ضرورياً كم عدد الأصوات ، الشيئ الضروري الوحيد هو مدي نقاءهم وحُسن نيَنهُم !! »
بشـقة "سُميه" الأقدام كثيره والتعاون سيد مكانهم ، حيـثُ جاء لها منذ الصباح الباكر ، كل من "عايده" و "دلال" والٱخرين الذين بالمنزل من الٱساس ، وقفّ "حازم" بالشُرفه التى توجد بصالة المنزل وفى يديه كوب من القهوه وبجانبه "ياسمين" التى طالعته بلطف وهى تتحدث قائله بتساؤل:
_" ها ، ايه رايك ؟."
إعتلت ضحكاته العاليه وهو يطالعها ناظراً بعمق عينيها وكأنه سيغازلها هذا ما قالته لنفسها ولكن ضرب بما تريده الأرض وهو يردف قائلاً :
_" أنا لسه مبدأتش !! وبعدين في قهوه من غير وش بذمتك ؟"
طالعته بضجر وهى تردف قائله لتجييه بحنق:
_"أنا مبعرفش اعملها غير كده يا أبو الحزايم ، ولا انتَ عاوز تخلع قبل كتب الكتاب بيومين !"
_" ده من العبيط اللى يهرب ويسيب عيون زي عيونك دي !!"
نظرت له بخجل زائف وهى تقوم بضربه بخفه على كتفيه قائله بمرحٍ مُشاكِسّ:
_"يواد بتكـسف .، ثبتنى يخرب عقلكّ.!"
قهقه عالياً وهو يحركّ رأسه يميناً ويساراً بقلة حيله منها ، فأحذ أنفاسه بعد دقائق وهو يردف قائلاً بهدوءٍ:
_"تكونـى جاهزه بقا ، هنزل الشغل أشوف ورق كده بس وهرجع علطول ، يعني أرجع ألاقيكى جاهزه عشان نتحرك ، طريق المطار ساعتين يا ياسمين ، ساعتين ها، بلاش مرقعه واخده بالك !"
ابتسمت باتساع وهي تُجيبه بمرح:
_" خلاص فهمتك يا خبيث ؛.. إن شاء الله هجهز بسرعه عشان هاجى معاكّ ومش هستنى حد يأخرني كمان، يعنى روز هتكون لابسه وجاهزه لما تيجي من الشغل ، وكده كده ماما إقنعتها إنها تفضل هنا عشان متتعبش وأهو تخلى بالها من البيت وتعمل أكل ليهم علي ما نيجي هى ومامتك وطنط دلال"
نظر لها بإهتمام وهو ينصت لها بتمعن وما أن إنتهت أومأ لها وهو يعتدل فى وقفته ليستعد للخروج:
_"خلاص تمام كده ، هنزل أنا بقا ، عاوزه حاجه انتِ وعيونك الحلوه!؟"
قالها وهو يغمز لها بطرف عينيه ، فابتسمت هي بحبِ وهي تجيبه بحنوٍ:
_" سلامتك."
إبتسم لها بإتساع ثم تركها وغادر الشُرفه ، ومن ثم إتجه سريعاً للخروج، أما هى فاتجهت مسرعه ناحية المطبخ ومن به من الداخل ، فابتسمت لها "دلال" أولاً وهى تغمز لها بطرف عينيها ما أن رٱتها قائله بمرح:
_"الحلو خلص كلام حلو ؟؟"
ضحكن النساء بخفـه ، خاصةً "عايده" ، أما "ياسمين" فضحكت عالياً وهى تردف قائله ببراءه مزيفه وهي تشير على "عايده":
_"بصى يا طنط ابن الست دي مبيقوليش كلام حلو خالص وأنا بعانى أوي من ده"
نظرنَ لها بتشكك خاصةً أنهن يعرفن جيداً. طبيعة شخصية "حازم " الحنونه!! ، فنظرت "سميه" لهن جميعاً وهى تقوم بالطهى قائله بثقه كبرى !!:
_"أقطع دراعى إن ما كانتّ بنتى دى كدابه وظالمه الغلبان التانى معاها، إسألونى أنا دي قادره ومفتريه وأنا عارفاها"
قهقهن جميعاً على حديثها ، فنظرت "ياسمين" إلي والدتها بحنق ، فبادلتها والدتها النظرات وهى تردف قائله بأمرٍ:
_" إعمليلك شغله ، تعالى إعملى شهقه الملوخيه يلا !"
_"ما انتِ عندك اتنين ستات يشهقوا إشمعنا شهقتي يعنى !"
قالتها "ياسمين" بضجر زائف وكل منهن يطالعها بإستمتاع!
_"أصل رتمها موسيقي ياعين أمك !"
قالتها "سُميه" بسخريه ، فاعتلت الضحكات جميعاً عليها ، حتى ضحكت هى الٱخري أيضاً ، فأردفت "عايده" من بين ضحكاتها قائله بحنوٍ ممزوجاً بالمرحٍ :
_" خلاص متزعليش نفسك، أنا هشهق للملوخيه يستى ، وطنطك دلال تعمل البطاطس، وأمك أهى تطلع الفراخ المحمره من الفرن وتدخل الباقى ، راضيه ولا مش راضيه؟"
_" ولو مش راضيه ، أرضي عشان خاطر عيونكّ يا حماتى يا قمر !"
قالتها "ياسمين" بمرحٍ، فضحكن عليها بخفه، حتى ، ضحكت والدتها وهى تُحرك رأسها يميناً ويساراً بقلة حيله من ابنتها متمتمه بخفوت وبنبره حملت من مشاعر الأمومه ما يكفى:
_"ربنا يهديكِ ويصلح حالك يا بنتى! ويكمل فرحتك على خير"
________________________________________________
وصل كلاً منهم إلى مكان العمل الخاص بهم ، بعدما وقفت السياره فى جانب من إحدي الجوانب أمام المبنى الصغير ، دلفت "نيروز" بعدما دلف الآخر بخطواتٍ ثابته ثم صعدا السُلم إلى الطابق الثانى وبعد دقيقتان ، إلتفت خلفه بعدما صعدا أخيراً فوجدها واقفه بمكانها يبدو أنها مُشتته نوعاً ما ، إقترب منها "غسان" بضعة خطوات ثم تنحنح قائلاً بصوتٍ هادئ مع إبتسامتهِ الصغيره:
_" الأوضه اللى هناكّ دى فيها مكتب ليكِ مع محاسبين مبتدئين زيك كده بالظبط، وهناك واحده هتتولى تدريبكم تحت إشرافى ، لو إحتاجتى حاجه قوليلي ، تمام؟؟ "
بالطبع قالها وهو يشير على غرفه من تلك الغرف الثلاث الموجوده بجانب بعضها ، ابتسمت له هي ثم تنهدت لتتحدث قائله بشُكرٍ:
_"تمام أوى ، شكراً بجد يا غسان!"
قالتها بعفويه بطبيعتها لردها على حديثهُ؛ لن تعطي بالاً بأنها نطقت إسمه للمره الأولى وبعفويه ظهرت من حديثها ، إنتبه هو لنطق إسمه منها فنظر لها بتعمن، تداخلت الأمور فى بعضها الأن ، أيحدثها بأنه ليس من الجديه بأن تنطق إسمه كهذا فى العمل دون رتبه ،أم يتركها تأخذ على الأجواء بطبيعتها التى لم تظهر إلا قليلاً ، وللحق وصل له التفكير ، بأن إسمه أصبح أفضل كثيراً الأن بعد نطقها هذا ، أكان يبتسم!!، شارداً !! ماهذا !! حرك رأسه بقوه كدلاله على النفى سريعاً وسُرعان ما فاق هو من شروده فوجدها قد تحركت من فتره بالفعل وهو غيرّ واعى لذلك!! ؛ حاول تجاهل كل شئ إلى الأن ثم عدل من شكلهُ وحِلته متنحنحاً بقوه مع سيره بخطواته المتوسطه فى سرعتها إلى غرفة مكتبه الخاص غالقاً الباب من خلفهُ ، ولكنه وقفّ فجأه عندما وجدها فى غرفة مكتبه جالسه على أحدى المقاعد التى توجد أمام مكتبهُ، عقد ما بينّ حاجبيه ولكن سرعان ما أصبح يعتدل ليسير نحوها بضعة خطوات حتى يجلس على المقعد الذي يوجد خلف مكتبه ،بدَّل نظراته إلى نظرات عاديه ، ولكن هى كان لها النصيب بأن تتحدث أولاً بإبتسامتها الرسميه وهى تفرك يديها بهدوء ولكنه نظر لها بتعمن ثم إستشف توترها الضعيف التى تخفيه هى ، أما الأخري فهى التى تتولى إدارة هذا الفرع الصغير من الشركه التى تعدّ صغيره أيضاً ، هى ليستّ بالطبيعه الحاده الجامده كمثل باقى النساء فى أى شركه ليست متكبره نوعاً ما ، شخصيتها بالتأكيد قويه بطبيعة عملها ولكنها مجرد إمرأه عاديه تولت إداره المكان من صديق الأخر بسبب مجهودها الذي يشهد البعض به ، نظرت له "إنچى"بملامحها المبتسمه ثم أردفت قائله بترحيبٍ له وبنبرتها الواثقه أيضاً:
_"صباح الخير يا مستر غسانّ ، مستنياك من شويه كنتّ عاوزه أتكلمّ فحاجه !!"
إبتسم لها "غسان" بتكلفه ثم تحدث قائلاً بصوته الأجش يجيبها :
_"صباح النور ، إتفضلى طبعاً، خيرّ !؟"
إبتسمت له بإتساع ثم نظرت له بثقه وهى تردف قائله بثبات عكس حديثُها :
_"كنت عاوزه أتأسف عن المشكله بتاعت الحجاب اللى حصلت منى ، أنا فعلاً غلطت لما فكرت فى كده من الأساس، بس كونى مديره هنا بغفل عن حاجات من كتر الضغط ، والمنصب اللى وصلتله موصلتلوش بصعوبه برده فـ.."
أخذ أنفاسهُ ثم قاطع حديثها بهدوء عند نقطه معينه مردفاً بثباتٍ لا يخلو من إبتسامته الرسميه :
_"مش غلط الواحد يعترف بغلطه ويتأسف ، بس حضرتك بتتأسفى للشخص الغلط ، ممكن وبكل ثقه تتأسفى للمحجبات اللى مشى نصهم من القرار اللى طلعتيه واتبقى القليل منهم ،وأنا مقدر منصبك وأجتهادك اللى وصلك انك تبقى مديرة المكان هنا، ومش أنا اللى هروح أتكلم فى غلط إتصلح وأكبر المواضيع، بغض النظر عن إن قرارك إتاخد من غير موافقة شادى رئيس الشركه وده كفيل يرجعك خطوات كتير أوي لورا !!"
بسمه متوتره!! ظهرت أخيراً بعد تمسكها الثابت أمامه لمده ، أيقنت أن من حديثه وثغراته البسيطه فى الحوار، ليس سوى شخصاً ليس بالهين أبداً حتى وإن كان ليناً بحديثه ونظراته ، حتى ملامحه لم تكن صارمه كموظف له جهد كبير فى عمله ،ورغم ذلك لم يحبذ أن يترأس شيئاً كهذا !! ، إستجمعت ثقتها بسرعه ثم وضعت قدماً فوق الأخرى بثباتٍ مقرره الحديث بوضوحٍ بعدما علمتّ جيداً أنه تفهم سبب زيارتها ، إبتسمت بسمه صافيه لم يظهر بها خبثاً ولكن ظهر بها بعض الجديه والخوف على مستقبل عملها وجهدها :
_"اوكى ، معنديش مشكله أنزل إعتذار الموظفين كلهم يشوفوه ، وبشكرك طبعاً على تفهمك للوضع اللى أنا فيه وإن مفيش حاجه هتوصل لمستر شادى ، وأتمنى نكون صحاب مع الوقت أكيد!..، عن إذنك "
قالت أخر حديثها وهى تنهض لتقف بكعب حذائها العالى وهى تنظر له بصمت ، بالطبع هى أعلى منه الأن كثيراً وهى تقف ، ولكن هو لم يرفع أنظاره إليها ولم يقف إحتراماً لخروجها من الأساس كموظف عادي ، هى إنتظرت بضع لحظات ولكنه أومأ لها بصمت من مكانه فاتجهت ملتفته لتخرج من الغرفه ، مع وصول تفكيرها بأن تتحاشاه قليلاً هو ليس شرساً ولكن من الأفضل التقرب منه بالحسنى فقط وستنضبط الأمور ، هزت رأسها بإيجابٍ لتأكيد تفكيرها ، تفكيراً خاص بطبيعتها العاديه ، الغير مكترثه بأخذ حقاً لها من مجرد حديث عابر ، هي تتجاهل وفقط !!
__________________________________________________
مر وقتاً ليس كثيراً ،. ولكن تحديداً فى المشفّى ، كانّ يجلسّ على مكتبه فى غرفه ليست كبيره بحجمها ، وأمامهُ طبيب نفسياً يعمل معه بالمستشفى والٱخر كان "عزّ" بعدمـا تقدم معهم بعد رؤية الطبيب لحالة شقيقتهُ ، أخذ "بسام" أنفاسه ثم تنهد قائلاً بهدوء وبنبره مطمئنَه :
_" أستاذ عز ده الدكتور عاصم أمين ماشاء الله غنى عن التعريف وده زي ما عرفت هيبقى مسئول عن حالة فرح نوعاً ما وهيشرحلك حالتها ببساطه عشان تفهم كويس وتكون واعى للي بيحصل أو اللى هيحصل !"
أومأ له "عز" بصمت بالطبع غير قارداً على تحمل كم الصدمات تلك منذ ٱخر مره تحدث فيها معهُ و رؤيته لشقيقته كذلك بالتأكيد !! ، فى حين إبتسم"عاصم" بسمه إمتنان وشُكر للأخر الذي مدحه فى أول حديثـه، صمت قليلاً ومن ثم بدأ حديثه بعقلانية مُتعلم وهو يقول:
_" خلينى أقولك يا عز بقا ونشيل الألقاب ، عاوز أبدألك بحاجه مهمه جداً وبالترتيب كده وخليك هادي لأن كل ده وارد إنه يحصل لكل إنسان طبيعي،
طبعاً أختك مش مجنونه زي ما جه في دماغ حضرتك عن المرض النفسي وإنك واضح إنك زعلت وأخدت الفكره وسكتّ !"
توترت ملامح "عز". قليلاً. ، نعم هو فكر بذلك،. ولكنه لايفقه كثيراً فى أمور الدراسه هو شخص يعي جيداً الأمور ولكنه متعلماً إلي حدٍ معين ولم يستكمل دراسة ما بعد الاعداديه ، لكن تلك الدُنيا كفيله بتعليم الاشخاص جيداً سواء متعلم أو غير ذلك حقاً ، إبتسم "عاصم" تحت أنظارهم الإثنان، ثم تنفس بهدوءٍ متحدثاً مره أخري ليواصل ما بدأه:
_" مش. مشكله كلنا بيجلينا أفكار غلط محتاجين حد يصلحها ، بس فرح جالها إنهيار عصبي بشكل معين أو بنسبه معينه ، النسبه مش كبيره أوي لكن هو نتيجة إضطراب تفكير ، وقلق وتوتر زايد ، لأن الإنهيار بيعرض مشكله ما موجوده بالفعل وممكن يخرج زي ما خرج كده نتيجه حاجه عندها ويتسبب بالإكتئاب والقلق والخوف زي ما قولت لحضرتك ، هي مش فاقده النطق هي مش قادره تتكلم بس، لكن كام جلسه بسيطه جداً مع أفعال وأنشطه جديده عليها هترجع كويسه بإذن الله !"
تفهم بالطبع الوضع جيداً بعد شرح الٱخر بالتفصيلّ ، فنهض بإحترام وهو يومأ له بإمتنان من نظراته قائلاً :
_"شكراً يا دكتور ، وبإذن الله هحاول أعمل اللي عليا ، عن إذنكم !!"
أومأ له الاثنان بابتسامه حقيقيه وهما يرونه يختفي من. أمامهم شيئاً فشئ، حتي أغلق الباب من خلفـهُ، فالتفت "عاصم" برأسه للٱخر ثم إبتسم له بعبثٍ وهو يقول:
_"إيه يا دكتور فينكّ ، بقالك فتره مجتش العياده، أمورك تمام يعنى ولا الشغل مش متظبط ؟"
إبتسم "بسام" بسمه صغيره ، مُفاجأه ؟ نعم! هو يذهب لطبيب نفسي منذ فتره ،، وفتره تعد كبيره أيضاً من قبل تعينه في عمله الذي جمعه بعاصم، ولكنه كان يعرفه قبل العمل وتعينه في نفس المشفى ، هذه كانت مجرد صدفه فقط ، ذهب ويذهب وسيذهب إلى الٱن له بسبب عقبه معينه لم يستطع التعافي منها إلي الٱن ! ! ، تنهد يأخذ أنفاسه وأرقه البادي على وجهه من إنهاكه بعمله ، ثم أردف قائلاً بهدوءٍ:
_" عندي ضغط شغل الأيام دي يا دكتور ، بس إن شاء الله انتظرني قريبّ ، فنحنُ لم نتعافي بعد واللهِ !!"
قال ٱخر حديثُه بمرح طفيف ، مما جعل الٱخر يضحك بخفه وهو يتحدث قائلاً من بين ضحكاته الهادئه:
_" ممكن تزود برده إنك بتيجي عشان تراضي نفسك وبس؟ مع إنك ظالمها وجالدها أوي الصراحه ومش عارف تحبها ، لازم تحب نفسكّ حط تحت دي عدد من الخطوط اللي نفسك فيها يا دوكّ بس متقلش عن مليون خط ! "
بالطبع حديثُه كان ممزوجاً بحد كبير من المنطقه والعقلانيه ، فابتسم الٱخر بشرودٍ بعدما أومأ للطبيب ، غاص في ذكرياته الذي لم يتعافي منها إلى الٱن ، حسناً دقائق مرت ! وهو شارد! يبدو ذلك! لأنه عندما فاق مجدداً لاحظ إختفاء الٱخر والذي كان سبباً في شروده إذن!!
_______________________________________________
_" خلاصّ بقا صدعتو أمى وربنا ، الصلحّ خيرّ يا جدعان !"
نبـس "ٱدم" بتلك الكلمات وهو يجلس أمامهم الإثنان ، بالطبع كان حديثه يغلفه المرح ليخفف من حدة الأجواء !،. فنظر "حسن" إلى الٱخر بحده وهو يردف مجدداً :
_" صلح إيه اللي بيتكلم عليه ، أنا مش عيل يا شريف عشان تسيبني لوحدي بعد ما ظبط انتَ كل حاجه وغليت الدم فعروقي وتمشي من غير ما تطفي عليه ! ، وفالٱخر يتحط عليا من ابن عم الدُغف ده !"
تحاملّ "شريف". على أعصابه من شدتها ثم أردف قائلاً. بجمود ليجيب الٱخر:
_"ما قولتلك كان عندي زفت حاجات في البلد بخلصها وجت فجأه !، هنخيب علي بعض يا حسن! دا اللي جمعنا ببعض من الأول حقنه وشريط برشام !! فـ روق كده يا باا محدش واخد من أمها حاجه ! ماشي؟؟"
تشنجتّ ملامحّ "حسن" فقط فالٱخر معه حق ببعض حديثُه فظل صامتاً لفتره ، أما "ٱدم" فتغاضي عن ما قاله الأول عنه ، ثم تنهد يردف قائلاً :
_" خلصنا بقا معتش حد يفتح فأم الحوار ده تانى ، وانتَ يا عم فى رقم بيرن عليا من إمبارح ولما فتحت أشوف متسجل إيه طلع الحوار ليه علاقه بأُمك !"
إبتسم "حسن" بتهكُمٍ وهو يردف قائلاً :
_" فُككّ، لو رديت مش جايلك م المكالمه دي غير وجع دماغ.. ، و أنا وانتَ بندفع كتير عشان نروقها أصلاً !"
لاحظّ "شريف" حديثُه الغير مكترثً بوالدتهُ، فلاحت إبتسامه ساخره على جانب شفتيه، أما "ٱدم" فلم يستطع منع نفسه من الحديث الذي كان يتردد أن يردفه:
_"عندك حق فحكاية الدماغ!، بس هتندم على أمك يا حسن ، يا ما أمك اللى هتندم عليكّ ، خليكّ كويس يعم معاها لاحسن مفيش بعد الأم إسألنى أنا !!"
_"هه ! أُم !! ، هو أي أُم ولا ايه ؟ ، طب أمك. كانت طيبه وغلبانه ولو إنى الصراحه مبيفقرقش معايا أصلاً ، بس لو امك عايشه لحد الوقتي وشيفاكّ كده حقها تزعل وتتقهر، لكن أُمى !!،. أمي السبب أصلاً فكل حاجه بتحصل ليا هي أو أبويا ! ، مش غبي أنا عشان أقولك انى طالع كده من نفسي ، أمي مساعداني علي ده أصلاً ، وكلام فسرك رياحه !، بس اللي مش رياحه بقا إنها خلتنى أكره كل اللي حواليا وأقارن نفسي بيهم علطول ، دايماً شايف غيري أحسن منى ! ، خد يا حسن فلوس ما عايده إكيد بتدي لحازم إشمعنا أنا! ، إسهر يا حسن براحتك ما أبوك مبيكلمش حازم إشمعنا إنتَ ، إكره يا حسن إخواتك هما مش بيحبوك ! وعايده بتكرههم فيك ، ماشي يا ما ! ، تقولك ماشي ياحسن بس متقولش إخواتي تاني هم مش إخواتك ! "
صمتّ قليلاً بعدما أردف حديثُه بتعبٍ إستشفه "ٱدم "، بالطبع غير واعياً بنسبه قليله ! بسبب تعاطيه للمخدر الذي كان يحقنه به قبل مجئ "شريف" بفتره قصيره ، كان أول عتابهم لم يفعل المخدر تأثيراً ، أما بعد فتره فعل تأثيره علي عقله وبدنه وحديثه بالطبع ، أما "ٱدم" فلم يفعل مثله تلك المره ، وكان "شريف". جالساً بصمتٍ واعياً بالكامل لكل حرف كان يتفوه به الاخر ، ما إن انتهى "حسن" فرد ظهره سريعاً بقوه علي الاريكه من خلفه ثم أغلق عيناه لعدم السيطره علي غفوته الإجباريه تلك ، عقله ما بين الواقع والأحلام الٱن !! ، نظر"ٱدم" عليه بشفقه ثم نهض واقفاً متجهاً. إليه خطوات بسيطه فارداً. الغطاء الرقيق ذلك عليه حتى دثره جيداً ، أما الٱخر فأخرج "سيجاره" ليشعلها وكأنه يتلذذ بذلك !! . وما أن انتهى ٱدم أشار له بأن يتبعه إلى الخارج ، وبالفعل إنساق ورائه ، فوقف "ٱدم" ينظر للٱخر وهو يردف قائلاً له :
_"أومال مش شايف الحاجه اللي قولت هتجيبها وانتَ جاي معاك؟"
_" ما انتَ لو تتقل ، هناكّ حطيتها علي السفره ،. إضربّ انتَ والنحنوح وأعملو الدماغ اللى نفسكم فيها ، وآدعيلي بس فلوسكم تحضر بقا ما أنا مش هدفعلكم من جيبي مخلفتكوش ونسيتكم!"
أومأ له "ٱدم" وهو يخرج نقوداً من جيب بنطاله الرياضي ثم قدمها للٱخر وهو يتحدث قائلاً بصوتٍ متوسط من العلوٍ:
_" إمسك دول ، كان حسن جايبهم معاه قبل ما يجي وقالي ادفعهم للحاجه ، دول أخر ما عندنا يا شريف مفيش فلوس ندفعها تانى عشان متقولش قليل وبتاع ! لا انا عاد بيجيني فلوس وحسن أخر نهبه ليه دول !"
ضحك "شريف" عالياً ثم تمتم بإعجابٍ وهو يردف قائلاً:
_"لا حلو واللهِ ننوس عين ماما سمع كلامي أهو وبدأ يسرسب ويخنسر !"
_" ما البركه فيكّ ناصحنا ومروق دماغتّنَا ! "
قالها "ٱدم"بسخريه، ومن ثم ابتسم الٱخر له باستفزازٍ وهو يأخذ منه الأموال مستعداً للخروج من المنزل بأكمله ..
_______________________________________________
«ما أقسَى أن تشعر بأن شخص ما سيفارقكّ ، بعد قسوة الشعور بالحُب من طرف واحد !»
مرّ وقت عليه وهو جالساً بجانب فراش والدتهُ مُمسكاً بيديها، صامتّ لا يعرف بماذا يتحدث من شدة خوفه بأن يخسرها ، فاليوم وبعد فتره موعد العمليه الجراحيه الخاصه بها ، وشقيقته فالغرفه الاخرى في سُباتٍ عميق !! ،
تنهدت "حنَان" بتعبٍ ثم رفعت يد ولدّهـا لتقُبلها بحنان بالغ ، إستشعر قُبلتها الرقيقه تلك ولكن دمعه دافئه فرت منها إمتزجت بقبلتها له ، تلهف "عز" ثم رفع أنظاره بتعبٍ لينظر لها بقلق بدي على ملامحه المتوتره!!
_"بتعيطي ليه بس يا حنَان!"
قالها بمراوغه حتى يهون عليها قليلاً أما هي فابتسمت بسمه منكسره لتردف قائله بصوتها الهادئ الضعيف نوعاً ما :
_" بعيط على خوفكّ يا عزّ ، بعيط وأنا بحمد ربنا على ابن زيكّ طول عمره بار بيا ولا عمره زعلني ولا وجع قلبي في يوم ، بعيط يا بنى على تعبك علينا وشقاكّ بعيط على قلبك الموجوع واللي انتَ كاسره بنفسك من غير خطوه يا ضنايا من الموضوع إياه !، عايزاك تعرف يا بنى إنك قد المقام وأكتر وتليق باحسن ناس يا حبيبي ، عمرك ما كنت قليل ، القليل قليل الخبره قليل التفكير والعقل يا بني"
تأثرّ يحديثها ، ثم فرت دمعه كان يكتمها أمامها ، كانت تأبى الهبوط ولكن عند يقينه بأن الاخري تشعر جيداً ما يجري بداخله وتبوح بما في قلبها وكأنها ٱخر مره ؟؟ ، هز رأسه سريعاً ينفي حديـث عقله ، فوجدها تأخذ نفسها البطئ وهي تواصل مجدداً:
_"لو جرالي حاجه يا بنى خلى بالك من نفسك ومن فرح ، فرح اللي متأكده إن فيها حاجه ومش عاوز تقولي ولا تريح قلبي الموجوع عليكم !."
قالت أخر حديثها بنبرتها الباكيه الواضحه من حديثُها بكثره، فربت هو على وجنتيها ثم قرب من يديها علي موضع قلبه وهو يردف قائلاً بانهاك تخلله من بكائها هذا:
_" والله كلنا كويسين وهنبقى تمام ، مش عاوزك تفكري فحاجه ، انتِ قويه يا حنان وهتستحملى أنا عارفك وحافظك ، عشان خاطري متسيبنيش أصلي مش هقدر أعيش من غير وجودك اللى مهون عليا الدنيا ، خليني أقول وبأعلي صوت فيا 'انتهت المعركه وانتصرت أمي على السرطان' خليني أقولها وأنا فرحان وصوتي مش طالع من فرحتي !"
بكت علي بكائه الصامت وهو يردف حديثه بنبرته المتحشرجه، فوضعت يديها على صدرها بتعبٍ وهي تأخذ أنفاسها بضعف قائله بصوتها المتحشرج:
_"مش بإيدي يا بنى ، مش بإيدي، بإيد ربك إدعي مش هيخذلك أبداً ، راضيه أنا راضيه بكل المكتوب ، متخافش يا عز متخافش يا حبيبي أنا معاكّ ، معاكّ ومع قلبك الموجوعّ ، بس قولها يا عز ، قولها خدها مني نصيحه ، قولها يا بني إنك بتحبها ومفيش لحظه بتعدي غير وانتَ بتفكر فيها ، قولها إنك عاوز تتقدم لها بس خايف ، إفتح قلبك يا ضنايا وخش البيت من بابه ، مش هستحمل وجع قلبك ده وأنا عايشه ولاحتي ولا أنا ميته !!"
تركها ثم تقدم ليجلس علي المقعد وهي تتحدث وهو يمسح ما تبقي من دموع عيناه ، يأخذ أنفاسه متنهداً بتعبٍ وهو يقول :
_" حبي ليها مش مبرر يخليها تقبل توافق على واحد زيي ، مش شايفه أنا فين وهي بتعليمها ده لوحده فين! ، دكتوره هتقبل بواحد حياالله ميكانيكي سيارات !؟ ، ده حلم ، حلم صعب قوي عارف إنه مش هيتحقق وبردو مبحرمش وبفضل أحلم بيه ، بس انتِ أهم عندي من كل حاجه عاوزك متسبنيش وتفوقي وتبقي كويسه ونبقي نشوف الموضوع ده بعدين ،وعد ؟ ماشي؟"
أومأت له بهدوء وهي تهز رأسها بنعمٍ ، نعمٍ منهكه ، متعبه ، خائفه !!
________________________________________________
جلست بمكانها والهاتف بيديها تطلب ذلك الرقمّ منذ ليلة أمس ولكن لا ردّ ، تهز قدميها بقوه من فرط توترها وقلقها البادي عليها و علي ولدها ، تفكر هل من شخص فعل به شئ ، أم رحل دون عوة !! ، فرت منها دمعه واحده ، دمعه جامده، رغم تشنج وجهها !! الذي يلا يهيئ لمن يراها بأنها تبكي للتو!! ، فاقت على فتح باب منزلها وهي تلتفت بلهفه لعل الٱتى هو ولدها ولكن خاب ظنها عندما وجدته هو ! زوجها !! ، إبتسم بتهكم على تلهفها ذلك متفهماً بماذا كانت تعتقد ! ، فأغلق "سليم" الباب ومن ثم إتجه بخطوات بطيئه ليجلس بجانبها بتعبٍ، خاصةً أنه غادر وقت الظهيره إذن الٱن!! ، نظرت "زينات" له بجمود ما أن رأت بسمته المتهكمه تلك ! ، فنظر هو لها بإستفهام وهو يردف قائلاً بحده:
_"بتبصيلى كده ليه يا وليه انتِ ؟"
طالعته بغيظٍ وهي تنفخ أنفاسها بقوه ، فواصل هو حديثُه الساخر وهو يقول:
_"بصى يا زينات إبنك مش جاي الوقتي" مش جاي " أغنيهالك؟؟ "
فلتت أعصابها وهي تحدجه بشرر مردفه بنبره منفعله:
_"وانتَ بقا مخاوي وبتعرف المستخبي ولا نفسك أصلاً ما يرجعش؟؟"
_"إبنكّ القرش فايده الوقتي لما يخلص ويخف من القرش اللي فايده هتلاقيه راجعلك زي الكلب تحت رجلك عشان تلقميله زي ما بتديله من ورايا ،. أوعى تفتكري إني أهبل وبرياله ومش عارف ، بس انتِ حره ده كفيل يوريكِ تمن اللي بتعمليه واللي إحنا كلنا عارفينه ، ابنك مدمن ، يعني اديله كمان ودمريه أكتر، وأقولك حاجه بقا ... إبقي إدفعي فلوس مصحته دا لو مجالكيش بكفنه الأبيض اللي عكس أعماله السوده ، حوشي من دلوقتي للحاجتين وادفعي التمن لوحدك عشان أنا متبري منه ومن خلقته وخدي دي كمان لو جه هنا أنا هطرده بنفسي عشان معتش قاعد فيها ، أرتاحتي ؟"
قال حديثُه بانفعال منها ثم نهض بعصبيه بالغه متجهاً حيثُ غرفته ، تاركها تنظر بأثره بغضبٍ، نظرات قاتله حارقه ! لو بقى هو ثابتاً لاحترق منها للتو!
_" هي بقت كده يا سليم .. ماشي !!"
______________________________________________
في الشقه المقابله ، كان المكان قد رتِب كثيراً. ، حسناً والطعام أيضاً. وبقوا هم جميعاً جالسين بالصاله حتي بعدما جاء لهم "حامد" بزياره مع المشتريات الذي كان هابطاً ليشتريها مبكراً ، وبعد مجئ "جميله" من جامعتها مبكراً لإلغاء بعض محاضراتها وقلقها بإختفاء صديقتها لأيام ، وأيضاً لم تجيب علي هاتفها حتي ،، وبين "حازم" الذي جاء منذ قليل مع مجئ والده أيضاً ! ، كانَ جميعهم بالصاله حتى "ياسمين" كانت قد ارتدت ملابسها وتجهزت بقى فقط إنتظار شقيقتها و "غسان" ، وكما كانت قد جاءت لهم "وسام" بعد علمها بالتفاصيل من" ياسمين" على الهاتف فارتدت هي الأخري وتجهزت وجاءت لانتظار البقيه معهم ، إذن الجو مليئاً بالحماس في ذلك الوقت! ، إبتسم "حامد" لهم جميعاً وهو يري التجمع هذا الذي ينقصه البعض بالطبع ، ثم أردف قائلاً بلباقه:
_"متجمعين دايماً. بالخير وربنا يرد لينا أولادنا بالسلامه إن شاء الله !"
آبتسموا له جميعاً باتسـاع فخرج صوت "وسام" وهي تردف قائله بلهفه:
_"هم إتأخروا ليه دول يخربيت الحماس اللي مش سايب الواحد في حاله واللهِ "
ضحكوا جميعهم بخفه، فنظرت لها "جميله" وهي تتحدث بمرح:
_"بس يا ثانويه عامه انتِ المفروض أصلاً متتكلميش انتِ تشكريهم علي الخروجه الحلوه دي وبس!"
إبتسمت "وسام" بمرح وهي تجيبها علي حديثها بقولها :
_"أبو الغساسين حبيي قلبي وكبدي وعيني بقا،"
قهقهوا عليها بقوه خاصةً والدها الذي أجاب علي حديثها بمرح لهم قائلاً:
_"المفروض أبو الغساسين ده اللي أخدت الاذن منه ، وأنا كنت كيس جوافه عند دلال في الفريزر وكده"
قالها وهو. يهز رأسه بمرح ، فضحكوا عليه بقوه ، فردت "دلال" كمحاوله للدفاع عن ولدها :
_' ونبي دا حنين ومفيش في طيبة قلبه أبداً مش كفايه عاوز يهون علي البت ياخويا ويفرفشها بدل التوتر اللي هي فيه ده !"
آبتسموا لها جميعا. باتساع ، فنظرت "ياسمين" لها وهي تردف قائله بجديه زائفه:
_"وانتِ يا بتّ توتري نفسك ليه أصلاً ، ما فـ داهيه مش نهاية العالم يختى، أخرتها واحد زي أبو الحزايم ومعاه في بيته وكده يبقي خلاص خلصت !"
ضحكوا عليها بقلة حيله، وبعد دقائق من إنتهاء ضحكهم ، نظرت "جميله" لهم وهي تردف قائله بحديثها الموجه لـ "وسام":
_"أكيد طبعاً ياسمين بتهزر يجماعه !و.."
قاطعتها "سميه" سريعاً وهي تتحدث قائله بجمود وتحذير للاخري:
_"أكيد طبعاً بتهزر ، دي كانت بتذاكر تحت السلاح بتاعي اللي هو لامؤاخذه الشبشب يعني ، ده ممشى جيل بحاله ، كملي يا جميله كنتِ بتقولي ايه ؟"
ضحكوا عليها بخفه مع النظرات الضجره من الاخري لوالدتها ،. فواصلت "جميله" حديثها الهادئ بعد إنتهائهم وانتهائها من الضحكات !:
_"كنت بقول يعني إن ثانويه مش كلها وحشه ولا كلها ضغط ، بس حاولي تعيشيها صح إعملي كل اللي نفسك فيه بس من غير تأثير في مذاكرتك ولا وقتها ! ، أخرجي واتفسحي وإتبسطي، بس قصادهم وقصاد وقتهم تذاكري، إعملي حاجات جديده مكنتيش بتعمليها ، إتفرجي وابحثي أكتر عن حلمك وأبدأي خططي ليه من دلوقتي كمان ، خططي عشان أنا واثقه إنك قدها وكلهم واثقين إنك قدها ، وأي حد مكانك وزيك قدها وقدود ، أوعي اليأس، ده مش كويس دا غير إنه حرام ومش من دينا خالص ، تفائلوا بالخير تجدوه، وإحنا كلنا متفائلين خير يا فنــــانـــه !! "
إبتسمت بتأثر كما إبتسمو هم لها جميعاً بسمة إمتنان، وكطبيعة شخصيه مثل "وسام" الغير. متوقع رد فعلها ، قامت متجهه لتحتضن الاخري بتأثر ثم ضمتها بقوه وهي تردف قائله لها مع تفهمها لحالتها التي عرفتها مؤخراً من شقيقها ، وبصوتٌ خاقت :
_" حاسه بيكِ ، علفكره انتِ أرق وأجمل دكتوره وبكره هتعرفي ده كويس بجد"
أدمعت عيني "جميله" بتأثر مع نظرات الحب الموجهه اليهم ، وكانت قد أدمعت تلك طيبة القلب المندفعه في تصرفاتها وحديثها "ياسمين" ثم رفعت يديها تخفي أثار دمعتها وهي تردف قائله بسخريه لا تتماشي مع بكائها منذ لحظات، وكأن يوجد لديها عطّل في مشاعرها!! :
_"فخوره بيكو يا ولادّ ، فخوره بيكو يا حبايب مامي !! "
ضحكو عليها عالياً وعلي طبيعة حديثها المرح ، فنظر لها "حازم" وهو يردف قائلاً بمشاكسه وتبجح:
_"دي تقوليها لولادنا في المستقبل إن شاء الله "
_"شوف الواد الحبيب الشقي !!"
قالها "حامد" بمشاكسه مما جعلهم يضحكون جميعاً من أول عائله "حامد" التى لاقت نفسها أخيراً وسط العائله المبهجه هذه ، إلي عائله "سميه" المتضاربه بسعادتها المتضاعفه من رجوع "ورده" وزواج "ياسمين" ، إلي أخيراً عائله "عايده" الذي يوجد دوماً شيئان لا ثالث لهم الرضا الدائم الممزوج بالحزن بما قابلهم والذي سيقابلهم من عقبات !!
________________________________________________
خرجت سعيده من أول يوم في عملها ، ثم وقفت مع تلك التي عرفتها جيدا ً. ما إن رأتها وللحظ كانت مدربتها صديقتها في الجامعه !! ، نظرت نيروز" إلي صديقتها بسعادةٍ وهي تردف قائله :
_"حقيقي مبسوطه أوي إني شوفتك هنا يا صفا بجد الدنيا صغيره أوي فعلاً "
إبتسمت "صفا"بإتساع وهي تجيبها قائله بامتنان:
_" شوفتي بقا الدنيا ياروز ، كنتِ وحشاني بجد ، وعلفكره إنتِ شاطره جداً ، وهقول لمستر غسان عليكِ وعلي خبرتك الكويسه بما إنك مبتدأه يعنى ، أهو يقوم مقدملك شهاده كده ولا حاجه هو ومدام "إنچي"
_"تسلمى يا صفا ده من زوقك حقيقي واللهِ ، سلميلي علي مامتك أوي وأختك !"
_"تسلمي يا روز ، زي ما قولتلك أول ما فرحي أنا ومحمد يتحدد أول واحده معزومه هنا إنتِ ! "
قاطع حديثها "غسان" الواقف من خلفهم وهو يردف قائلاً بجديه زائفه:
_"وأنا مجيش ولا إيه النظام يا صفا؟"
_"ينهار أبيض مستر غسان ده انتَ تنور الفرح كله حقيقي واللهِ"
إبتسم بلباقه وهو يومأ لها بشكر ومن ثم وجه نظراته لتلك الواقفه التي تبتسم لهم ببلاهه ،. وهو يقول:
_"خلصتي يا نيروز ؟"
تنحنحت هي وهي تومأ له ومن ثم هبط من علي السلم الجانبي فالتفتت تهبط من خلفه فأوقفتها صديقتها وهي تردف قائله بفضول متساءل:
_"هو ايه الحوار يا بت ياروز ،. ما ترسيني"
ضحكت "نيروز" بخفه وهي تتحدث علي عجاله:
_"لسه زي ما انتِ ياصفا متغيرتيش !! ، بصي هقولك بكره إن شاء الله يستي مرضيه !"
_"أوكى dont forget بقا !! "
_"مش هنسي ، باي "
قالتها "نيروز" سريعاً وهي تهبط بسرعه علي الدرجّ ، حتي وصلت أخيراً إلي الطابق الأرضي فوجدته يفتح السياره من الخارج ليركب بها ، فتوجهت سريعاً إلي الخارج ومن ثم وقفت لتبتسم كإذن ثم ركبت بهدوء ، فأومأ هو لها بهدوء بعدما أغلقت الباب من خلفها ومن ثم بدأ بالتحرك سريعاً حتي لا يتأخرا علي ما خططو إليه !! ، نظرت هى إلى جانب الشرفه وهي تتذكر طُرفات صديقتها من بداية اليوم إلي ٱخره بالعمل ، نظر بطرف عينيه فوجدها شاره ، فمد يديه لتشغيل المفضله لديه دائماً "أم كلثوم!" وكانت الاغنيه لسوء الحظ لم تبدأ من أولها يبدو أنها كانت مشغله من قبل حيث بدأت وعلي فجأه مما جعلها تنتفض بتوتر ،. حين قالت كوكب الشرق بصوتها القوي علي فجأه بالنسبه لهم :
(ياما عيون شغلوني ، .....لكن ولا شغلونى.. ، الا عيونك انت ، دول بس اللى خدونى، ..وبحبك أمرونى .)
حسناً الاغنيه تقصد إحراجه !! أم تقصد خجلها ! ، هو لم يظهر ذلك بل لم يتصرف بغباء أكثر ، ترك الأغنيه تكمل وكأن شيئا لم يحدث أما هي بإبتسمت بتكلفه كإعتذار لانتفاضتها تلك ثم أردفت قائله بصوتٍ هادئ قليلاً :
_"صوتها حلو علفكره"
_"ده كده كده ".
قالها وهو يقلب عينيه بثقه من حديثُه ، ففكرت هي بأنها سوف تسمعها حينما يخلو لها الوقت إذن ! ، فوجدته يقاطع حبل أفكارها وهو. يردف قائلاً بتساؤل عبثي:
_" طلعتى إجتماعيه وعملتي صحاب بسرعه ؛ خالفتي التوقعات ! "
إلتفتت بملامح وجهها المبتسمه وهي تُجيبه محاوله تصحيح ما قالهُ:
_"انت تعرف إن صفا صحبتي أصلاً من أيام الجامعه ، لكن الباقي لسه متعرفتش !"
همهم وهو يسلط أنظاره على الطريق يُجيبها بنبره هادئه:
_" بكره هتتعرفى وتعملى صحاب شغل أحلى من أي صُحاب"
_"أتمنى!"
التفت بأنظاره لها يطالعها ومن ثم تنهد بحماسٍ طفيف وهو يقول:
_" جاهزه تقابلى يامِن !"
إبتسمت "نيروز" بحماسٍ وهي تردف قائله تجيبه بنبره ممزوجه باللهفه:
_"أيوه طبعاً ، ده أنا بحبه أوي بجد وهو كمان بيحبني بردو"
إبتسم باتساع علي تغيرها اللحظي ثم تنحنح قائلاً يإختصارٍ وعبث:
_"وأنا كمان! ".
إرتبكت ملامحها ، خاصةً أنه لم يوضحّ هو أيضاً ماذا!! ، فإبتسمت وما إن حركت رأسها ناحية الشرفه جاءها صوته الأجش وهو يقول لها بعبثٍ مع ضحكاته الخفيفه:
_"أنا قصدي يعنى وأنا كمان بحب يامِن "
التفتت تنظر له بحرجٍ وهي تومأ لهُ مدققه بتفاصيله خاصةً ضحكاته الهادئه تلك ، فابتسمت لا إرادياً بقلة حيله وهى تنظر مجدداً للناحيه الأخري، فابتسم هو بثقهٍ وهو يردف قائلاً بثبات يغلفه المرح الطفيف ومازالت أنظاره على الطريق وكأنه يحدث نفسه بخفوتٍ:
_" مشكلة الواحد إنه وسيم !"
فتحتّ أعينها على وسعها عند وصول كلماته إلى مسامعها فتعمدت عدم الظهور بسماعها لتلك الكلمات وكتم بسمتها على غروره الزائف هذا ، ثم تحدثت قائله بعد دقائق من الصمت ومازال وجهها ناحية الشُرفه:
_"وصلنا أخيراً "
قالتها والسياره تقف أمام المبنى بعد دقائق فهبطت هي أولاً ومن ثم ركن هو السياره ثم هبط من خلفها متجه ناحية الداخل ، وكانت هي علي بعد خطواتٍ منه كونها هبطتت من قبله ، فإبتسم لها وهو يحرك رأسه للجهه التى توجد هي بها قائلاً بصوتٍ. عالى نسبياً حتى تسمعه :
_"بتهيألى بقينا أقرب بكتير من الحركه دي الوقتي ، ده أنا بشوفك كل يوم يوم حتى وراكبه جمبي قدام وفـ عربيتي ! "
إتجهت نحوه وهي تقترب ثم إبتسمت بتكلفه وهي تقول:
_"مقصدش !"
قالتها وهي من خلفه فصعد هو أولاً ومن. ثم هي خلفـه دقائق ووصلا هما إلى الطابق المخصص لهم ، فوجدوهم أمام باب شقة"سُميه" ينتظروهم عندما رٱوهم من الشرفه ، ابتسمو هم لهم جميعاً ، فتحدث "حازم" مردفاً بمرح:
_" بالكم أطول من نهر النيل واللهِ "
إبتسم "غسان" بإستفزاز له وهو يجيبه قائلاً بصوته العالي نسبياً:
_"ما براحتنا يا جدع! "
_"براحتك يا معلم ، بس خلصونا بقا لقد أرهقنى الإنتظار!!"
قالتها "وسام"،وهي تتجه ناحية شقيقها ،. فابتسموا جميعاً عليها ، فتنهد "غسان" وهو يبتسم لها بحنوٍ، ثم أردف"حازم" بعقلانيه :
_"بصوا بقا إحنا دلوقتي أنا وياسمين ، ونيروز ، ووسام وانتَ ، وجميله كمان هي مكنتش هتيجي بس أنا جبتها ، فهنقسم ازاي بقا ؟؟"
ضحكو عليه بخفه وهم واقفين ، فإردف "غسان" بتفهم من بين ضحكاتهم:
_"كده كده في شنط كتير فإحنا ناخدها من قصرها ونقسم صح من دلوقتي ، يعني أكيد انتَ مع ياسمين في العربيه ومعاكم أختك ونيروز ، وأنا ووسام أو لو حابين تغيروا مفيش مشكله!"
أومأو له جميعاً ، فتحدثت "وسام" علي فجأه قائله بضجر:
_"طب ما حد منكم يجي معانا بدل الملل ده يجدعان !"
نظروا لها بتفكير ، بل وفكرت هي أيضاً فرأت أن من الممكن أن تاخذ تلك التى تقف أمامهم معهم ، في حين انها لم تستطع أخذ "ياسمين" وشقيقة الٱخر منه. ومن سيارته ، فأردفت قائله باقتراح:
_"بص انتَ هتبقي معاكّ خطيبتك واختك أوكي؟؟. ، أنا بقا هاخد الحُب دي معانا! ايه رايكم ؟"
أومأ لها البعض ، ولحسن الحظ جاء إشارتها علي "نيروز" فابتسمت لها "نيروز " وهي تقول بلطفٍ:
_"وأنا مش هكسفك واللهِ ،. يالا بينا ؟"
قالتها وهي تتجه لتمسك بيديها ثم هبطو لأسفل ،. تحت أنظارهم المدهوشه ، فأردفت "ياسمين" بمرح بأثرهم وكأنها شارده:
_"يالهوي يالهُ من ميكس جبار ! "
قهقهوا عليها بقوه، فابتسمت لهم جميعاً بقلة حيله ، أما هو فلا يعلم لما تضاعف الحماس بنسبه قليله به عن ذي قبل ! تجاهل هو شعوره سريعاً ثم نظر لهم وهو يقول:
_"طب كلو بقا يبدأ يجهز وينزل !"
أومأو له حتي هبطن جميع الفتيات بالكامل، فوقف "حازم" وهو ينظر للٱخر قائلاً بهدوء عاقل:
_"كده حلو أوي ، بس خد بالك منهم بقا ، نيروز بتخاف من السواقه السريعه فبلاش شقاوه يا صاحبي !"
_" واللهِ عيب منك ! ، اللي ميحبش نخليه يحب ، ده السرعه إنجاز حتى !"
قالها بثقه ، مما جعل الٱخر يضحك له بخفه هو يعلم أنه يمزح فأردف قائلاً بخوفٌ زائف:
_"ده كده ربنا يستر !"
قالها ثم إنتبه لهم جميعاً يقفون من خلفهم ناحية باب الشقه ، فوجد الٱخر والده يتجه نحوه ببطئ وهو يبتسم قائلاً بهدوء:
_"خلي بالكم من نفسكم يا عيال ، معاكم أرواح مش مهم انتم المهم اللي معاكم !"
شهقت "دلال" عالياً وهي ترد علي الٱخر بلومٍ:
_"بقا كده يا حجّ ده غسان وحازم ولادك بردك ، إخص منك واللهِ"
قهقهو جميعاً عليها فأردفت "سميه" بابتسامه منهكه :
_"تروحوا وترجعو سالمين يارب ، في رعاية الله يا حبايب قلبي !"
إبتسموا هم لها حتي أومأ لها الاثنان بلطفٍ ، فجاءهم صوت "عايده" قائله بحنانٍ:
_" يلا إستودعتكم الله ، مع السلامه "
قالتها وهم جميعاً. يرونهم متجهين ناحية السُلم ليهبطو منه ،. فالتفتت "غسان" بجديه للٱخر وهو يتحدث قائله بنبره جاده مازحه:
_" هو إحنا رايحين نحرر القدس ولا ايه ؟"
قهقه "حازم" عليه بقوه وهو يهبط من خلفه قائلاً بمزاحٍ:
_"ياريتّ ، ده مكنوش عملوا كل ده وربنا!"
ابتسم الاخر بقلة حيله ودقائق ومن ثم وصلا أمام المبني سريعاً وكل واحد إتجه ليركب سيارته ، وكل من الفتيات أخذن أماكنهن المناسبه ، وبعد عناء. من "حازم" بأن أي واحده منهن تركب في الأمام بجانبه ، فرفضن هن حتي لا يسببو الإحراج لبهضهم وأيضاً ليجلسن يتسايرون في أمور عده ، وللصدفه حدث نفس الأمر في السياره الأخري بعد تعبٌ وانهاكٍ في الاقناع بأنه شيئاً عادياً !!
_____________________________________
وبعد مرور بعض الوقت وبالنسبه له هو قد حان الٱن موعد تسارع دقات القلب حد الخوف مما هو ٱتى ، وقف مستنداً على الحائط وبجانبه شقيقته التى تجلس بإنهاك وخوف والقنينةُ الطبيه المعلقه بيديها لدخول الادويه منها لها بسبب تدهور حالتها مؤخراً ، بكت بصمت فقط ولم تتحدث بشئ ، أما هو فبقى مستنداً ، إنتبهو هم لذلك السرير الطبي المتحرك ووالدتهم مسطحه عليه والممرضين وعلى رأسهم أكثر من طبيب كان "بسام" من ضمنهم ، كان السرير يتنقل بعدما تجهز للدخول إلى العمليه الجراحيه إذن ! ،. هرول "عز" لها يقف بجانبها ثم انحني سريعاً يحتضنها بقوه ودموع عينيه الدافئه تهبط على الأخري وشقيقته قد نهضت خلفه تقف لتحتضنها هي الأخري بضعفٍ ، نظرت له "والدته" بحنوٍ وهي تردف قائله بصوتها الضغيف أمام انظار الجميع:
_"خلى بالك من نفسك يا عز ، ومن فرح ، سيبهالك أمانه حتي لو مطلعتش حافظ عليها وعليك ّ ، ماشي؟"
هبطتت دموعه بكثره هو وشقيقته أمام أنظار "بسام" المتأثره ، فأخذ "عز" أنفاسه بضغف وهو يُحدثها بنبره متحشرجه:
_" حاضر ! بس أمانه عليكِ لترجعيلي تانى ، لو مرجعتيش أنا مش هقدر من غيرك!!"
_"ربكّ ، بإيد ربك الواحد الأحد ! ، إدعيه يا حبيبي ، مش هيردك مكسور أبداً صدقني .. ، فرح !.!"
قالتها بضعفٍ وهي تشير بيديها في ٱخر حديثها علي الأخري التي تبكي وكأن الحديث قد مُسح من ذاكرتها ، اتجهت مسرعه تلبي نداء والدتها ثم انحنت بانهاكٍ علي الارض وهي تمسك يديها بقوه تربت عليها بضعفٍ وهي تقول بنبره منكسره بها بعض الضعف وثُقل من لسانها :
_" متسيبنيـش يا ماما !"
نظرت لها"حنان" ثم بكت بصوتها المبحوح وهي تحاول أن يخرج حديثها بثبات ولكن خابت ٱمالها عندما خرج صوتها الضعيف من بين بكائها وهي تقول:
_"مالك يا فرح ، كنت عارفه إن فيكِ حاجه يا ضنايا .."
_"متسبنيش يا مَـاما !!'
وكأن لم يأتي علي لسانها غير تلك الجمله التي أردفتها مرتين متتاليتين !، ورغم إصرار الطبيب النفسي. وشقيقها بعدم الصعود حتي لا تتأخر حالتها ولكنها ٱبت ورفضت رفض قاطع!! ، أومأت لها "والدتها" وهي تهز رأسها بضعف فقط ومن ثم تحرك السرير المتنقل من أمام أنظارهم ومن خلفهم "بسام" الذي توجه لهم مراعاة لمشاعرهم وهو يقول بإطمئنان:
_" كل حاجه في إيد ربنا ، إحنا وسيله فقط، متبطلوش دعاء لو بجد محتاجينها ؛ ربنا يهون عليكم وإن شاء الله تخرج وتفوق وتنجح العمليه وتبقي كويسه !"
ريت بأخر حديثه علي كتف "عز" فأومأ له الٱخر بضعفٍ ثم بدأ الٱخر بالتحركّ سريعاً خلف من قبلهُ، فتوجه"عز" ناحية شقيقته ثم جلس بها علي المقعد وهو يأخذها بأحضانه رابتاً علي ظهرها بحنوٍ،هو الٱن يعى جيداً ما معني فقدان الأُم ، جاء له تفكيره على شقيقهُ أحقاً الٱخر شعر بكل ذلك ؟؟ وظلمه ؟؟ أم أنه ظالم وسئ الظن دائماً ويحمله دائماً هو وشقيقته ووالدته ذنباً ليس لهم يد به ، نفض من عقله تلك المشاعر الذي حملها له لوهله وهو يبدل نظراته للحده بمجرد تفكيره بذلك الجاحد والذي يخلو بدنه من القلب إذن !، وما أن نظر الناحيه الاخري وجده يقف ينظر بشماته ، أحقاً هنا ؟؟ أم يتخيل ؟ أيعقل يفكر بشيئ ويحدث؟؟. ، نهض سريعاً. حتى إنتفضت "فرح" بفزع ومن ثم رأت شقيقها يتجه ناحيه معينه وما إن ظهر كل شيئ وجدته يتجه إلى شقيقها من أباها !! دق قلبها سريعاً بهلع وهي تنهض تقف بمكانها غير قادره علي الحركه من تلك المفاجأه ، مفاجأه بمثابه شقيق لهم يكرههم جميعا ً بشده ، تكاد تجزم بنظراتها تلك أن الواقف هناكّ ليس إلا شيطاناً بمخالب وقبل كل ذلك شيطاناً بتفكيره الذي يظلمهم به ومازال !! ، أما الأخر فاشتدت أعصابه وهو يتجه له بسرعه ولكن ما إن وصل ناحيته وجد الٱخر يبتسم بتهكم حتي وقف "عز" أمامه وهو يمسح دموعه بشده من علي وجهه ناظراً له بشرر يتطاير من عيناه البنيه الداكنه كمثله ، الاثنان يشبهان بعضهما إلي حدٍ كبير !! ، لحظات واقف شقيقهُ والاخر من أمامه لا يعرف لماذا ٱتى ، كل ما يعرفه عنه من مده أنه شقيقهُ الذي يُعرف عنه بالجفا والجمود في المعامله ، والخبث بالتفكير ورغبته العارمه فى أي انتقام دون أسباب مقنعه ؟!!
ولم يكُن سوي شقيقهُ« شريـف» أحقاً شقيقهُ؟؟ أم ماذا حدث الٱن !!
ظلتّ ناظره له فقط، أما "شريف" بعدما إنتهي من حديثه وجد "عز" يتجه له يقف أمامه ، فأردف قائلاً بنبره بارده مسلطاً أنظاره عليه:
_"ها كُنتّ بتقول ايه بقا يا عز الرجال؟"
فلتت أعصاب الٱخر وهو ينظر له بغضبٍ مردداً بنبره جامده:
_"بقولك ايه اللى جابك هنا ؟ إيه ! مبتسمعش؟!"
_"مش عيب لما تقول لأخوك الكبير كده ؟ ، ..بس عادي هعديهالكّ، أما بالنسبه للي جابنى هنا ، فـ أُمكّ !!"
قال ٱخر كلمه ببطئ حتي يثير غضب الٱخر وبالفعل نظر له "عز" بغضبٍ كونه فهم أن الٱخر يسبهُ كذلك وليس مجرد إجابه على حديثُه ، فأردف "شريف" بنبره عاديه مبستماً بهدوء:
_"لأ فعلاً أُمك مش بشتمك ، دي حقيقه !"
_"إنتَ هتستعبط؟ وأنا أمي هتكلمك تيجي هنا ليه؟ مش كفايه تقطيمك فيها لحد ما جالها المرض والهم من الزعل !"
هز "شريف" رأسه بنفي بطريقه مستفزه وهو يجيب الٱخر بتحدي:
_"متنفعش إنها كلمتنى عشان المفروض الدنيا تصفى قبل ما تروح للخالقها وتتوكل! ."
هاجت الدماء في عروقه ثم رفع يده سريعاً حتي يلكمه فى وجهه ، فأوقفه"شريف" على فجأه مُمسكاً يده وهو ينظر بعيناه ، ثم نهض بهدوء من على المقعد قائلاً له بنبره تحذيريه:
_" دي ! غلط تتمد على الأكبر منك !، أنا جاي شمتان فيك وفـ أختك ،و مستنى لحظه القهر والحزن فعينكم عليها ، مستنى تروح للخالقها زي ما أمى راحت ، مستنى أشوفكّ تايه ومتشتت ومش عارف تروح فينّ وتيجي منين، كنتّ عاوز أقولها حاجه واحده بس قبل ما تدخل العمليه وتموت ، كنت عاوز أقولها وانتِ فطريقك لجهنم قولي لأبويا إنى مش مسامحه !"
قال حديثه دفعه واحده بحده ومن ثم نفض يد الأخر بقوه، ثم نظر بعيناه الجامده إلي الأخري التى لم تبدي أي ردة فعل ، فوجدها تبكـى ،فـ وجهت حديثُها له أخيراً وهي تتحدث قائله بضغفٍ من بين بكائها الصامت :
_" مـامـا ملهاش ذنبّ فاللى حصلّ، ولا إحنا يا شريف.."
صمتت تلاحظ ملامح وجهه ،. فوجدتها جامده ، فواصلت مره أخري قائله بتبرير :
_" يمكن بابا يكون سبب، بس إحنا مالنا ، قلوبنا مش ملكنا ، بابا محبش أمك ، محبهاش ، ومع ذلك إتجوزها غصب خلف بُثينه وبعد كده انتَ !!
وكل مره كان بيطلع فيها شغله برا البلد كان بيطلع لأمي ، أمي اللي كانتّ مطلقه والناس كانت بتاكل وشها فالرايحه والجايه ،كان بيحبها من قبل ما تتجوز اللي قبله، لا هو إستناها ولاهي إستنته ،. إيه ذنبي أنا وعز إنهم يتقابلو من تانى ويتجوزوا؟ ايه ذنبنا إننا جينا من زوجه تانيه قبلت بالوضع غصب عنها ، ممكن تكون من وجهة نظرك غلطانه، بس والله أمي مبعدتش بابا عنكمّ هو اللي بطل يجيلكم بطل يسأل بمزاجه فالأول بس، رغم كل اللوم اللي ماما كانت بتلومهوله ، بطلت رجله تعتب عندكم بعد كده بسبب جدو اللي حلف عليه ما يرجع تانى، غاب عنكم ، تعب من الندم عشانكم ، تعب من الهم وهو بعيد عنكم وكل السبل مقفوله ، مات معانا ، بس مات بحسرته، مفيش أب بيكره عياله، بيظلمهم بس واللهِ ما بيكرههم ، ليه تحملنا ذنب وغلطه مش فإيدينا ،ليه يا شريف تغيب ومنعرفش عنكم حاجه غير فين وفين ، ليه كل مره كنت بتظهر فيها بعد غياب تيجي لامي وتقطم فيها وتقولها كلام محدش يستحمله ، ليه تقولها يا قاتله ، أمي مقتلتش ولا كانت سبب في موت حد صدقني يا شريف !"
قالت "فرح"حديثها باندفاع وببكائها العالي الممزوج بنبرتها المنهكه ، تحت نظرات "عز" المنكسره وهو يستمع للحقيقه الذي يقصد بأن لا يفكر بها كثيراً ، أما الٱخر فكان يستمع بصمت ونظرات جامده ، وما أن إنتهت أجابها بحده بالغه من حديثُه وهو يشير لها بيديه تعبيراً عن إنفعاله:
_" ممكن يكون ظلمنا !؟ ، لأ هو ظلمنا أوي ، وأمك ظلمتني أنا وأختى كتير أوي ، لما نكبر واحده واحده ومنلاقيهوش جنبنا يبقي ظلمتنا، ولا لما كله يموت وكله يمشي ويسيبنا من قرايبنا بعد جدي ما مات ، ولا بعد ما هو سابنا فالبدايه بمزاجه ! ، خلاني مسئول بسرعه ، ساب أمي تتعب وكل يوم في المستشفيات ، ساب أختي من غير أب يحميها ويكون سندها معايا ، سابني وسابني وسابنا لحد ما أغتصبوا أختى وأنا كنت شاب لسه معنديش خبره كفايه من الدنيا ،ومعرفتش أجيب حقها فالأول بعد تعب من اللي عملوا فيها كده ، ماتت لما ظهرت فنظر الكل إن كل ده كان بمزاجها بسبب واحد حقير خدعني بعد ما كان خلاص حقها فـ جيبنا ، إنتحرت!! ، موتِتّ نفسها من كتر كلام الناس عليها ، موتت نفسها من كرهها ليها ورفض الناس ليها ، كل ده كان من ايه ؟ مني ؟؟ ولا من أبويا وأمك اللي بعدته عننا وسابنا متسوحين، مات لما ايه ؟ لما الأخبار جاتله فالٱخر وكل الناس كانت بتتكلم عنها لحد ما وصله ؟ ، مات لما أمي جالها جلطه بسبب زعلها علي بُثينه وراحت فيها ؟، مات زعلان علي كده ولا مات زعلان إنه هيسيبكم إنتم عشان كان بيحبكم أكتر مننا وفضلكم عننا فالأول بمزاجه ، ولا مات مقهور إنه هيسيب حبـه اللى دمرنا عشانها وتربي عيالها لوحدها من بعده !! "
قالـها بإنغعال فاق الحدود ومع تشنجات وجهه ، نعم هم يعلمون عن ما عانه شقيقهم من ٱلام ولكن لم يتعظ بعد ، يحملهم الذنب إلى الٱن متناسياً القدر متناسياً حديثُه عن من فعل بعائلته هذا غيرهم ! ، نظرت "فرح" له بشفقه وبخوف في ٱن واحد ، ودموع عينيها تهبط علي وجنتيها بغزاره مع إحمرار عينيها، ولأجل ذلك ، ما أن انتهي هو من حديثهُ نظر لشقيقهُ الٱخر فوجد دمعه عابره هبطت علي وجهه الجامد بنظراته إليـه !! ، إبتسم "شريف". بسمة ساخره بها بعض الألم ولكن خرج صوته الحاقد وهو يردف بغلٍ فاق خروجه من نبرته حتى:
_"بتعيطوا؟ هه.. ،إنتوا معيشتوش ربع اللي عيشته أنا فـ عذاب ، معيشتوش تعبى وجنانى ووحدتى بعد ما كلو راح مني ، ميعشتوش أيامي في سفري برا أتعافي لوحدي عشان أرجع ، ورجعت ومتعافيتش من أي حاجه بردو ، رجعتّ أخد كل الحقوق اللي المفروض بتاعتي وراحت منى بسبب كل واحد فيهم و فيكم ، أنا بكرهكم ، ولو وصل بيا الحال إنى أقتلكم بإيدي هقتلكم وأولكم أمكم اللي جوه بين الحيا والموت!!"
_"كفايه بقا كفايه ..، إمشي وسيبنا ملكش دعوه بينا تانى عشان منتوجعش ولا تتوجع، إحنا مش إخواتك زي ما انتَ عايز ولا انتَ أخونا خلاص ، إمشي !"
قالها "عز " بنبره جامده بها بعد التعبِ، ولكن نظر له الٱخر بملامح وجهه الخاليه من ٱية تعابير ثم خرج منه صوته بنبره بارده حملت من الشماته ما يكفي:
_" أنا همشي ، همشي بس أنا شمتان فيكم وفرحان فوق ما تتصوروا، ونفسي اللي دخلتّ دي متطلعش غير علي كفنها ونعشها ! "
قالها دفعه واحده ثم نظر للإثنان بإشمئزاز ، ومن ثم تحرك بخطواتٍ سريعه مختفياً من أمام أنظار الاثنان التائهه، نظرت "فرح" للٱخر ثم تقدمت عدة خطواتٍ تلك المره لتأخذه بأحضانها الدافئه ، رفع يده هو بإنهاكٍ على ظهرها يريت عليها بحنوٍ يغلفه الإنكسار ، لحظات ثم إتجهوا معاً ناحية المقاعد يجلسون عليها ، والاخري شارده خائفه علي والدتها ، أما الٱخر فنظر فٱخر الطرقه بدموع عينيه الزائعه الذي لا يري منها شيئاً الٱن من كثرة تجمعها، نظر بٱخر الطرقه ومن ثم على السلم الصغير الموجه إلي غرفه واحده وكانت غرفة العمليات !!
____________________________________________________
بالطبع قد مر العديد من الوقت ولكن ليس وقت وصولهم إلى المطار بالكامل ،كانت قد سارت السيارتين خلف بعضهما كما كان مُنقسمين مثلما خططوا ، كـانت تجلس هى بجانب شقيقتهُ فالخلـف وهم يتحدثن بأمور عدة ، حتى صوت الضحكات المنخفضه قليلاً والعاليه من أخري ، أما هو فكان ينظر بين حين والٱخر من المرٱه ، ولكنه حاول تحاشي نظره اتجاهها هي ، بسبب تركيزه الغير منطقي بنظراته على تلك صاحبة الضحكه الرقيقه ،
تحدثت "وسام" من بين ضحكاتها العاليه وهي تردف بمرحٍ لاق للأخري كثيراً :
_"يخرب عقلك طلعتي حوار يا روز"
ضحكت "نيروز" بخفه ومن ثم غمزت لها بأعينها بمرح وهي تردف قائله بعبث:
_"أومـال !! ..، أي خدمه يستي"
إبتسمت بإتسـاع بينما سلط الٱخر أنظاره على الطريق بتركيز ، فجاءه صوتها وهي تشاكسه:
_"جرا أي يا غُس ما تشارك معانا الحوار "
نظر لها بحده من المرٱه كونها نطقت تلك الكلمه الذي لا يحبذها كثيراً وأيضاً أمام الٱخري حسناً ما مشكله "أبو الغساسين" لما لم تردفها للتو إستبدالا بتلك الكلمه الاخري ! ، تمنى لو لم تلاحظ الأخري تلك الكلمه ولكن جاءه صوتها بكتم ضحكتها وهي تتحدث موجهه حديثها لشقيقته:
_"غـ..ايه؟؟ ،"
تنحنح بحنجرته يصلح من شكله قبل أن تتحدث شقيقته ، فأردف قائلاً بمراوغه ناظراً لشقيقته بتحذير:
_"غـ..، غتاته ! "
أومأت "نيروز" بصمت متفهمه ما فعله ، تكتم ضحكاتها بينما ما إن سمعت الأخري ذلك قهقهت بقوه وهي تتحدث قائله بمشاكسه من بين ضحكاتها:
_" مقبوله منك ياروحي"
ضحك رغماً عنه وهو يحركّ رأسه بقلة حيله ، حتى ضحكت "نيروز" أيضاً علي مشاكستهم معاً ، عايشت وللمره الثانيه مشاكسه أفراد تلك العائله في السياره!!، أحبت كثيراً شجارهم المرح هذا الذي يغلفه الحبّ مهما حدث !!، عَاود النظر إليهم من المرٱه ومن ثم تحدث بنبره متساءله مَرِحَه:
_"طَـبّ ايـه ؟ "
_"إيــــــــه ؟!"
رددوها الاثنان بوقت واحد بنبره واحده عاليـه وما أن انتهوا ، ضحكو هم بخفه ، ثم جاءهم صوته يكمل ما بدأه قائلاً بتساؤل:
_" مجعتوش ؟؟"
إبتسـمت "نيروز" بحرج من هذا الموقف ، أما الأخري فابتسمت باتساع عندما وجدت شقيقها يردف تلك الكلمات وهو يصف السياره في إحدي الجوانب أمام أحد المطاعم ، فإردفت قائله بلهفه:
_"طبعاً، دي مش عاوزه سؤال !"
نظر لها وهو يلتفت برأسه ثم عاد ليسألها مره أخري:
_"طب عاوزه تاكلي أيه يا خفه ؟"
صمت قليلاً ومن ثم نظر إلي الأخري بابتسامه صغيره مردداً بعبثٍ:
_"بصي الناس المؤدبه اللي بتتكسف ، ها تتطلبي ايه انتِ كمان ؟"
نظرت لشقيقها. بفاه مفتوحٍ، بينما الأخري إبتسمت فقط لم تتحدث بعد ، ولكن "وسام" تحدثت ببطئ وهي تنظر للٱخر بتشكك لترفع يديها تضعه على وجهه لتتحكم بحركة رأسه حتي يلتفت ينظر لها وهي تربت بمرح قائله:
_"بُصلى هنا .. أيوه كده !!"
صمتت لتواصل مجدداً :
_"الأموره دي عمرها ما هتقولك تاكل إيه ، أنا بقا اللي هقولك،، إنت تروح تجيبلنا كريب كده ومعاه توميـه ومخلل ويا سَـلام لـو..."
توقفت عن الحديث عندما وجدته تجاهل حديثها بالكامل وهو يدفع باب السياره الأمامي من خلفه بعدما خرج منها ، نظرت بأثره بحنق وهي تحول أنظارها من النافذه لتنظر إليه وهو يسير وكأن شيئاً لم يحدث فاقت من شرودها وصدمتها عندما وجدت الٱخري تضحك بقوه علي ردة فعل الٱخر وردة فعلها ، إبتسمت هي لها بسمه صافيه ثم رددت قائله بسخريه:
_"بتضحكـى ؟؟، واللهِ ..دي أقل حاجه !! "
______________________________________________
_"بتهزي !! ، وبعد ما قتلت جوزها عملوا فيها إيـه ؟!"
نبس"حازم" بتلك الكلمات بفضول وهو ينظر إلى الطريق ولكن حديثـه كان موجهاً للٱخري التي لم تكف من بداية موضع قدمها فى السياره إلى الٱن عن الحديث بالمواضيع المختلفه والشيقه بالنسبه لهم ، نظرت "ياسمين" له ومن ثم وجهت حديثها لهم الاثنان قائله بحزن طفيف:
_"لا ما بعد كده بقا ، فالجزء التاني ، هو قال ع التيك توك إنتظروا بارت 2"
نظرت "جميله" إليهم بفضول وهي تمتم قائله بشرود:
_"ياربى ، ده الفضول وحش أوي"
_" متنسيش تبعتيلي الصفحه علشان اتابعها "
قالها بإختصار حتي تومأ له الأخري ، ولكن أخطأ ،هي عندما سمعت حديثه، نظرت له بضجر وهي تتحدث قائله بحنقٍ :
_"واللهِ؟؟"
_"ايه!!"
_"لا بجد واللهِ !!"
_"عملت إيه طيب أنا ؟"
قاطعهم نبرة "جميله" العاليه لتتحدث قائله بإندافع:
_" في ايه ؟!"
نظرت "ياسمين" لها بغضب وهى تتحدث قائله باندفاع:
_"ما انتِ مش عارفه ..، البيه بيقولي إبعتيلي البيدچ!! ، وأنا بعتهاله ، بس الأستاذ مش بيهتم بالريلز اللي إنا ببعتها ولا بيشوفها "
إندفع "حازم" بحديثه المنفعل قليلاً وهو يقول:
_" دا كل يوم أكتر من ١٠ تلاف ريلز ، أشوفهم كلهم ازاي يا مفتريه !"
_"ٱه ما انتَ زهقان مني ، ما لو بتحبني كنت شوفتهم كلهم، اللي بيحب حد يا بيه بيبلعله الزلط ، لكن انتَ شكلك مبتحبنيش ومش مهتم بيا !!"
_" اه انتِ طالبه معاكِ نكد الوقتي ، وبصراحه الوقت مش مناسب و.."
_"بـــــــــــس، خــــــلاص إسكتو!"
قالتها "جميله" بصراخ ، حتى توقف من هذا الشجار التافه من وجهة نظرها ، صمتت الٱخري بينما هو تركّ السياره عند ذلك المطعم الذي وقفت أمامه تلك السياره الٱخري ولكن من الجانب الٱخر !! ، بينما نظرت "جميله" بطرف عينيها وهي تردف بنبره ساخره:
_"هو ايــه الهيافه دي يا بتّ انتِ! ، مش ناويه تعقلي بقا؟!"
_"ٱه ، ما انتِ أخته هتحاميله بقا وتدافعي عنه ولأ وكمان .."
وضعت "جميله"يديدها سريعاً علي فم الٱخري توقفها عن الحديث وهي تتحدث بإشمئزاز:
_"خلاص!!، يكش تولعوا ، أنا مالي!"
________________________________________________
بشـقة "سُميه"، كانت تجلس على الأريكـه وبجانبـها صديقتها "دلال"بينما قد رحل زوجها منذ فتره ، وكذلك الٱخري لتفعل عدة أشياء بمنزلها ومن ثم تعود سريعاً ، إذن الاثنان بمفردهم الٱن، إلتفتت"دلال" برأسها إليها فوجدت وجهها شاحب قليلاً ويبدو عليها التعب والإرهاق، فمدت يديها تربت على يد الٱخري وهى تتحدث قائله بنبره هادئه:
_" هبطي النهارده يا سُميه ، كتر خيركّ يا حبيبتي "
إبتسمت لها الٱخري التي تجلس بجانبها بهدوء ثم أخذت أنفاسها ببطئ حتى تُجيبها بإمتنان وهى تردف قائله لها :
_"تعب ساعه ولا كل ساعه ، تعبتي النهارده معايا يا دلال انتٓ والله كتر خيرك"
_" متقوليش كده يا حبيتي احنا أهل "
صمتت قليلاً وهى تنظر لها ومن ثم أردفت قائله بتردد:
_"انتِ بتاخدي علاجك يا سُميه وواخده بالك من صحتك كده ؟أصل شكلك تعبان أوي !!"
إبتسمت"سُميه" بإنهاكّ وهي تجاهد أن يخرج منها حديثها ثابتاً:
_"الحمد لله في نعمه وباخد علاجي وأهو شويه كده وشويه كده ، مستنيه بس أخلص فرح ياسمين عشان أروح أكشف فالٱخر لما أخلص.."
_" بس لازم تكشفي قبل كل ده، وتشوفي علاجك بيجيب نتيجه ولا معتش!"
رفعت"سميه"يديها تربت على كتف الٱخري بودٍ مردفه بهدوءٍ:
_'متقلقيش عليا ، أنا كويسه والله، وأديني أهو أخده أجازه مرضيه من الشغل ، وإن كان على الكشف البت ياسمين بتتحايل عليا كل يوم بس أنا مش راضيه الوقتي ، خايـفه، خايفه تيجي معايا والدكتور يقول حاجه كده ولا كده وأبوظ عليها فرحتها ،لو عرفت إن حالتي وحشه ممكن تلغي الجوازه أصلاً دي هبله بنت هبله وعرفاها !"
ضحكت "دلال" بخفه وهي تنظر لها بحبٍ مردده بود:
_"إن شاء الله هتبقي كويسه وربنا هيكمل فرحتكم علي خير، وإن كان عـلى ياسمين فـ والله ما هتلاقي أحن منها عليكِ يا سُميه "
هزت رأسها بشرودٍ تُجيب الأخري بعاطفة الأمومة وحدسها:
_"عندك حق !! ، ياسمين حنينه أوي ، اه تبان لك صعبه ومتسبش حق ليها بس والله غلبانه أوي من جوه ، منكرش إنها أطيب ما فى بناتي، بس دي لو وقعت متعرفش تقوم نفسها تانى ، مش زي نيروز ، نيروز هاديه وعاقله بس شديده فوقت الجد لا عمرها بتسامح بسرعه ولا بتنسي بس بتلين فالٱخر ، ما هو مـ اللي حصل فيها بردك ! "
_"ربنا يخليهم ويبارك فيهم ويبعد عنهم أي شر، ويرجعلك ورده بالسلامه "
إبتسمت لها بإمتنان وهي تجيبها قائله بخوفٍ:
_" واللهِ أنا حاطه إيدي على قلبي من مجية ورده علي هنا و مش علي بيتها ، وانتِ عارفه بدر وسليم علاقتهم مش أوي ، وكلام زينات السم اللي بترميه لـ ورده وبتعايرها بيه ،وانتِ عارفه ورده مايله لا بتعرف ترد ولا تصد !!"
هزت "دلال"رأسها بحزن تقديراً لما قالته الاخري لها ومن ثم تنهدت قائله بإطمئنان:
_"متقلقيش نفسك يا سُميه،ولو على بدر يعنى انتِ عارفه انه بيحب ورده وروحه فيها ومش سايبها ، شيلى اللي فدماغك ده ، ده بدر ابنى بردو وعارفه دماغه عامله ازاي"
_"مش القصد يا ختى ، انتِ عارفه الرجاله كلها دماغهم واحده وممكن يسمعوا لغيرهم برده "
ضحكت "دلال" بخفه وهي تحرك رأسها قائله:
_"لا من الناحيه دي أضمنلك بدر برقبتي ، أنا مقدره شعورك كأم وخوفك علي بنتك وزعلك عليها ، بس بردو إحنا معندناش حد وحش ، إحنا تعبنا أوي عشان عيالنا يطلعوا رجاله بجد مش كلمه وخلاص ، إطمني ومتسيبيش نفسك لدماغك .."
تنفست "سُميه" بعمق وهي تنظر لنقطه ما بالفراغ بشرودٍ مردده بهدوءٍ:
_"ربـنـا يستر ويعدي الأيام الجايه دي على خير !"
_______________________________________________________
قبل قليلّ كان قد خرج ومعه بعض المشتريات ، ولكنه إبتسم عندما وجد الٱخر يقابله بوجه متهجم قليلاً ، فنظر "حازم"إلى "غسان" وهو يقترب منه شيئاً فشيئاً حتي وقف أمامه أخيراً بعد لحظات، بادله الٱخر البسمـه، فتحدث "حازم" قائلاً ببسمه صغيره:
_" إيه الاخبار؟ لقيتك حودت فجمب تانى ، فـ وقفت أنزل أنا كمان وبالمره أجيب طفح ليهم !!"
قهقه "غسان" بقوه ومن ثم أجابه علي حديثـه بمشاكسه:
_"أوبـا !! شكلك متنكد عليكّ يمعلم !"
لاحت بسمه ساخره بجانب فم الٱخر وهو يردد قائلاّ بتهكم:
_" وأي نكد ؟؟ ، هو مش باين ولا ايه ؟"
_" ده الحمد لله الذي عافانا بقا !"
قالها "غسان" بمزاحٍ، فابتسم الٱخر بقلة حيله ، ومن ثم نظر "غسان" مجدداً وهو يردف قائلاً بهدوءٍ:
_"طيب أنا هتحرك أنا بقا ، متتأخرش جوه !"
_"في رعاية الله"
قالها "حازم" وهو يلتفت ينظر بٱثر الٱخر الذي تحرك للتو ، فالتفت يكمل سيره إلى ذلك المطعم ، أما الٱخر فقد سار إلى أن وصل أمام سيارته ثم قام بفتحها ومن ثم الدلوف فيها بهدوءٍ تحتّ أنظار الٱخرين ، فابتسمت "وسام" وهي تردد بلهفه قائله وهي تنظر للأكياس التي بيديه:
_" أيوه بقا يا غسان يا جامد ، أومال بتتجاهلني ليه يعم"
نظر لها مبتسماً وهو يردد بعبثٍ:
_"مش عيب تقوليلي أجيب إيه بتحبيه وأنا موجود؟"
_إشطا عليكّ يا أبو الغساسين ،. بس الغلبانه دي ؟؟"
نظر هو لها فوجدها تنظر بحرج،فأردف قائلاّ لها بعبثٍ وهو يبتسم:
_"لا ما هى هتحب إي حاجه بنحبها ولا ايه؟!"
إبتمست "نيروز" وهي تطالعه قائله بهدوء:
_"أنا بحب كل الأكل عموماً فعادي بجد"
صفقت"وسام" سريعاً وهي تردف بعفويه:
_"لا ده انتِ كده تاخدي قلبنا بقا !!"
تنحنح "غسان"بقوه وهو يقدم لشقيقته الاكياس ملتفتاً حتي يقوم بتشغيل السياره ، أما الٱخري فابتسمت بخجل، حتي إحمر وجهها بتلميح الاخري الغير واعيه بما قالته للتو ! ، فتحوا الأكياس ومن ثم بدأ كلاً منهم بالمشروب أولاً فنظرت "وسام" له وهو يتجرع ما بيديه قائله بمشاكسه:
_" جايب لنا فراوله ، وانتَ لمون بالنعناع !"
نظرت "نيروز" له وهو يشرب ما بيديه بتمعن هي لا تفضل كثيراً ذلك المشروب، أما "وسام" فاردفتّ قائله بطمعٍ:
_"طب دوقني طيب !"
إبتسم بقلة حيله وهو يقدمه لها بعدما إلتفت ،. فأخذته هي منه ومن ثم شربت منه حتي شعرت بالانتعاش!، فقدمته له مجدداً ، ولكن لم يلتفت بل نظر لها بابتسامه صغيره وهو يتساءل قائلاً:
_"تشربي؟؟"
هزت رأسها بنفي وهي تبتسم قائله بهدوء:
_"لا شكراً. مبحبوش !"
_" جربي"
ابتسمت بحرج وهي تهز رأسها بنفي حتي كادت أن تتحدث فقاطعتها "وسام" قائله :
_"علفكره غسان الوحيد فينا اللي مبيقرفش ، فجربي مش هتخسري حاجه "
غمز هو لشقيقته بمرح ، فنظر لها مجدداً فوجد بعينيها التردد ، ولكن أخذ هو تلك الخطوه وهو يقدم يديه أكثر فأكثر حتي أصبحت العُلبه أمام فمها ، توترت هي كثيراً ثم رفعت يديها سريعاً تأخذه منه قبل الخطوه التاليه الذي سوف يقوم بها ، ضحك بخفه وهو يحرك رأسه قائلاً وكأنه يتحدث بشفره ما :
_"كان لازم أعمل كده يعني!"
لم تلاحظ الاخري كثيراً ما يجري بل إندمجت في تناول طعامها ، ولكن "نيروز"قد جربت ذلك المشروب تشنجت في أوله ولكن بٱخره إستمتعت بطعمه قليلاً حتي بدي علي ملامح وجهها ، ومن ثم رفعت يديها تقدمه له مره ثانيه وهي تبتسم بإمتنان ، فردد قائلاّ من بين إبتسامته المُلفته وهو يتساءل بنبره مشاكسه قليلاً:
_"ها ..،.. ايه رايك؟"
_"حلو.."
_"أنا بردو شايفه حلو أوي "
قالها وكأنه يرسل إحدي الألغاز لها ، لمحت هي ما يلمح له دون أن تبذل جهد بالتفكير، حتي طريقة حديثه تعني ذلك ، . دق قلبها دقات متتاليه ولكن ليست خائفه ، خجلت قليلاً وهي تحرك رأسها ناحية الشرفه تنظر منها بينما إلتفت الاخر حتي يقود السياره بالفعل!
__________________________________________
بعد قليل دلف هو السياره بعدما قام ببعد المشتريات ومن ثم إلتفت تحت أنظارهم الإثنين ، ولكنه إبتسم هذه المره وهو يقدم لها الأكياس قائلاً بنبره هادئه يغلفها الحب:
_"خدي !! ، متزعليش"
قالها بخفوت ولكنها سمعته بسرعه ، وسرعان ما تبدلت ملامحها سريعاً وهي تأخذ الأكياس بين يديه مردفه بمرح:
_"مقدرش أزعل منك يا أبو الحزايم ، متزعلش إنتَ كمان منى !"
كان هناكّ من ينظر لهم بإشمئزاز وكأنها رٱت مشهداً مقززاً للتو، أغلقت هاتفها ومن ثم جاءهم صوتها الساخر وهي تردف قائله:
_"انتوا بجد عُبط أوي "
نظرت "ياسمين" لها بحده مصطنعه وسرعان ما أردفت باستفزاز قائله:
_" بحب الناس العبيطه ملكيش دعوه إخرجي منها يا دكتره وسيبيني أنا والعبيط.. قصدي أنا وحازومي !!"
قامت بتصليح حديثُها بسرعه ولكنها تناست الجزء الاول منه فتنحنح "حازم" مردفاً بحرج مزيف:
_" إحمّ ، إنتِ كده بتغلطي من غير ما تاخدي بالك ، مش قدام البت بقا أستري عليا! "
غمزت له بمرح وهي توزع أنظارها عليهم ثم قامت بفتح الأكياس،أما هو فابتسم لها بإتساع وهو يتحرك حتي يقود السياره، متناسين تلك التي هتفت بلامُبالاه وهي تنظر لها تقدم لها الأكياس حتي تأخذ من الطعام:
_" علاقه توكسيك ،. جاتكم القرف والله ! .
_______________________________________________
جلسـت أمام حقيبتها بعدما أغلقت الباب من خلفها جيداً ، نظرت لها وهي تقوم بتجهيزها ، بالطبع وضعت "فريده" كل الٱشياء الهامه في الحقيبه الكبيره نسبياً ، كما وضعت بعض من ملابسـها تجهيزاً لما تقوم بتخطيطه بعد الغد!! ، ترددت كثيراً في فعل ذلك ، ولكن الٱخر كان يضغط عليها بالذكاء ، بعدما عرف نقاط ضعفها إذن !! ، إنتبهت لانارة شاشة هاتفها بقدوم رساله منه، فاتجهت تنتشله بيديها حتي تقوم بفتح موضع الرسائل المُرسله من صفحته ، حتي وجدت ما يظهر لها من تلك الرساله:
[ ها ؟ وصلتي لحد فين يا فوفَّه]
إبتسمت وهي تضغط علي لوحة المفاتيح من أمام أصابعها تكتب:
[ تقريياً جهزت كل حاجه كده ، وهمشي يوم كتب الكتاب زي ما قولتلي يا حبيبي، وعشان بردو محدش ياخد باله وكلهم هيبقوا برا البيت !]
لحظات وأرسل هو سريعاً ليقوم بالرد عليها !!
[ كده انتِ فهمانه يا فوقّه، خدي بالك من نفسك ، وأنا رورايا شوية حاجات كده هعملها وهبقي أكلمك]
أجابته بالموافقه ومن ثم وضعت الهاتف على المكتب بجانبها ،ولكن جاءها صوت طرقات الباب العاليه ، ولكن الطارق لم يمهلها فرصه للرد أو للإتجاه لفتح الباب ، وبعد محاولاتٍ من الطارق لفتحه إلا أنه كان مرصداً من الداخل بواسطتها ، توترت كثيراً ثم هرولت تخفي تلك الحقيبه تحت الفراش الخشبي، ومن ثم عدلت من هيئة المكان واتجهت تتصنع النوم حتي تفتح الباب للطارق ،، وما أن فتحت فوجدتها والدتها تحدجها بغيظٍ وهي تقول:
_" كل ده عشان تفتحي ؟ قافله الزفت عليكِ من جوا ليه؟"
تركت يدها بعد أن فركتها ثم حاولت "فريده" أن يخرج منها صوتها بثباتٍ حتي نجحت:
_" أصل كنت نايمه !"
_"ومن إمته يا عين أمك بتقفليه عليكِ وانتِ متزفته نايمه ؟.. المهم يعني قُصره ! تعالي إتغدي عشان شويه ورايحين عند سُميه نستني الهانم وجوزها من السفر زي ما أبوكِ عايز !"
تعكر وجه "فريده " وهي تردف بضيقٍ:
_"طب ما تروحوا انتوا وسيبوني هنا عادي !"
_" انتِ سمعتيني ؟؟ ، إخلصي مش ناقصين تقطيم من أبوكِ وقرف كفايه اللي قالهولي لحد كده أوي ، يلا إجهزي مره واحده عشان تتغدي ونروحلهم علطول !"
إضطرت للرضوخ وهي تومأ لها بالموافقه رغماً عنها ،. هي بالأساس لم تحبذ أبداً كل فرد بعائلتها سوي وقت الخدمه التي تريدها من أي منهم فقط !!
______________________________________________
مر الوقتّ ولكن تقريباً كان في حدود ساعه إلا بضعة دقائق ، دلف "ٱدم" بإستغراب من ذلك المسطح علي الفراش منذ أن كان صديقهم معهم ،لم يستيقظ بعد ، دلف الغرفه ومن ثم إتجه له وهو يزيح ذلك الفراش الصغير من عليه، ثم هزه هزات متتاليه وهو يتحدث قائلاً بصوتٍ عالي نسيباً :
_"حسـن ، ما تقوم يا حسن كل ده نوم !!"
من الطبيعي أن ان يوجد رد حتي ولو تأوه بسيط من ضربته الخفيفه علي وجنتيه ، ولكن لم يأتي رد منه ، دق قلب الٱخر بسرعه وهو يعتدل بسرعه حتي يضربه علي وجنتيه أكثر من قبل ولكن لا فائده ، ردد"ٱدم" بغير وعي وهو يتحدث بنبره مهزوزه خائفه:
_" لا يا حسن ، .. فوق عشان خاطري "
أخذ يدفعه بيديه بقوه ولكن "حسن" كان بعالم غير العالم ، اتجه سريعاً يأخذ الهاتف حتي يدق علي "شريف" ولكن لم يجيبه أولاً ومن المره الثانيه جاءه صوته وهو يفتح الخط قائلاً:
_"إيه يا معلم ، عاوزين دماغ تانيه ولا.."
قاطعه"ٱدم" سريعاً وهو يردف بصراخ ممزوج بالخوف:
_"شريف ! حسن مبينطقش تعالي نشوف هنتصرف إزاي ، بسرعه ...، الوو .."
كاد أن يكمل حديثُه ولكن يبدو أن الٱخر قد أغلق الخط أو هناك مشكلة ما بالشبكه ، أخذ يقوم بالمحاوله للإتصال عليه ولكن لم يأتيه أي معلومه بأن هاتف الٱخر يدق!! ربما قد أغلقه ولكن هو لم ينتبه لكل ذلك من الٱساس كل ما يجول بخاطره هو أن ينقذ صديقه ، خطر بباله بأن يقوم بالاتصال علي الإسعاف ويحدث ما يحدث إذن ، أهم ما يكون هو إنقاذ حياة الٱخر ، حتي وإن علم الاطباء بأنه مدمن ويتعاطي الكثير !! ، قد كان كل ما يهمه أن يدب النفس بالٱخر وإن كان موجوداً ، رعشة يد ، إرتباكّ ، توتر ! خوف! ، خوف ثانِ، خوفه الأول من عدم إستيعابه لذلك الموقف المفاجئ السريع !، وخوفه الثانى علي صديق أيامه منذ زمن ، صديق طفولته ، صديق طريقه الذي يؤدي إلى الهلاك ، هلاك أختار كلاً منهم السير به بإرادته ، ولٱن طبيعته التي تغلب عليه دائما رغم مابه هو تحديداً ، غلبت عليه عاطفته وهو تفر منه دمعه علي وجهه المُشبع بالخوف وهو يُملي معلوماته أثناء إجراء مكالمة الإسعاف ، والٱخر مسطح أمامه لاحول له ولا قوه ، لا علم له بأنه علي قيد الحياه حقاً أم ماذا ؟؟
___________________________________________
وأخيراً قد وصلت السيارات إلي المطار ، وبعدما خرج جميعهم من السيارات وقابلو بعضهم في بهجه ثم دلفوا ساحة المطار مع بعضهم البعض منذ فتره إستغرقوا الكثير وهم جالسين بجانب بعضهم في الإستراحه ، والبعض منهم واقف علي قدميه !! ، نظر "غسان" الواقف لـ "حازم" وهو يردف قائلاً بهدوءٍ:
_" رُبعايه كده ويكونو خلصوا من الإجرائات "
أومأ له الأخر بالتأييد وهو يقف من أمامه أما "ياسمين" الجالسه بجانب شقيقة الأول أردفت قائله بلهفه ظهرت في حديثها:
_"مش قادره استني يا جماعه بجد ، يخرييت الاستعجال بقا"
ضحكوا عليها جميعاً بخفه ، فكانت "نيروز" جالسه بجانب "جميله" فلاحظت توتر وجهها فمالت عليها تُحدثها بخفوت بجانب أذنيها:
_"مالك يا جميله شكلك مش كويسه !"
_" مش عارفـه حاسـه إن قلبي مقبوض كده، وكمان برن علي فرح مش بترد بقالها كام يوم ! ، حتي تليفون مامتها بيرن ومحدش رد برده !"
تذكرت هي عندما قابلت شقيق صديقتها في المستشفي ، فأردفت قائله بتذكر:
_" أنا شوفت عز فالمستشفي و.."
_"عز !! ماله عز؟."
قالتها"جميله " بلهفه رغماً عنها ، فعقدت "نيروز" ما بين حاجبيها قائله :
_" مش عز يا جميله !! مالك؟؟ ، أنا بقول شوفت عز في المستشفي بيكلم دكتور بسام بس كان كويس ، معني كده ان فرح أو مامتها تعبانين "
توترت ملامح "جميله" بشده ثم حاولت أن يخرج منها صوتها بثباتٍ ولكن مزج بالخوف:
_" فرح ومامتها ؟. ، بجد ؟ معني كده إن حد منهم فيه حاجه ؟ طب أعمل ايه ؟"
_"أكيد لازم تزوريهم فالمستشفي هناك وتشوفي في إيه ، أو لو معاكٍ رقم أخوها إتصلي وإعرفي في ايه قبل ما تروحي لو مش عاوزه تروحي لوحدك هاجي معاكِ !"
كادت أن ترد الٱخري عليها ولكن جاءهم صوت الشباب وصوت الفتيات الصادح بالبهجه وكل منهم يردف بنبره واحده :
_"أهــــم ، جـــــم هـــناك ! "
نهضت "نيروز " بلهفه وهي تنظر بأثر شقيقتها ويامن الذي يسير بجانبهم إبتسمت باتساع وهي تسير بخطوات سريعه مع الاخرين حتي تقابلهم ، ابتهجت ملامح "ورده" وهي تحتضن شقيقتها وشقيقتها الأخري مع بعضهم وهي تردف قائله بنبره متحشرجه :
_'' وحشتونى أووي يا ولاد الحلوه !"
إحتضونها بتأثر بينما ، هرول يامِن إلي "غسان" فرفعه الٱخر علي ذراعه بسىرعه و بفرح وهو يقبله من وجنتيه بحبٍ أمام ذلك الواقف من أماهم ، فأردف "بدر" قائلاً بمرح:
_"يعني ابن الكلب ده تروح تسلم عليه قبلي ؟؟"
ضحك "غسان" وهو يتجه له ومازال الصغير علي ذراعه ثم احتضن من يعتبره شقيقه الأكبر بحبٍ وتأثر ، حتي خرج من أحضانه والترحيب به ناظراً إلي "ورده" التي كانتّ تحتضن "جميله " و"وسام" قائلاً :
_"حمدلله عالسلامه يا ورده !"
_"الله يسلمك يا غسان !"
إبتسم لها بإمتنان ثم قدم لها الصغير وهو يتجه ناحية الحقائب ليحملها بعدما إنتهي "حازم" من الترحيب بالاخر وزوجته ، حملا كلاً منهم الحقائب و"بدر" مازال يرحب بالفتيات جميعهم ، فأردفت "وسام" بمرح :
_" الواد يامن ده شبهي يا أبو البدور !"
_"ده يبقي قمر. بقا ؟"
ابتسمت بخجل عندما أيدته "ورده" أيضاً بالذي أردفه ، كان حديثهم أثناء سيرهم حتي وصلو إلي السيارات ، فوقت "غسان" وهو يتحدث قائلاً بصوتٍ عالي نسيباً :
_" انا قسمت الشنط في شنطة عربيتي وشنطة عربية حازم ، فأنا راكب معايا وسام ونيروز ، لو هتيجي يا بدر انتَ ويامن ، وحازم ياخد ورده مع ياسمين وجميله ؟ ها ؟."
ابتسم "بدر" باتساع وهو يتجه حيث سيارة "غسان" مردفاً :
_"مفيش مشاكل يلا يا يامِن !"
أومأت" ورده" وهي تودع صغيرها بيديها ، في حين كان علي يد ياسمين وهي تقبله بقوه ومشاكسه ، فأنزلته يسير أرضاً ، ولكن لم يصغ إلي والده بل سار فـ اتجاه " غسان" وهو يمسك بقدميه بمرح مبتسماً في وجهه؛ حمله "غسان" سريعاً بسعاده ثم آحتضنه قائلاً بمرح:
_' خلاص ده بقا حبيب عمه وبتاعي من النهارده !"
ضحكوا جميعاً عليه ، بينما أردفت "ورده" بلامبالاه زائفه:
_" خده وفوقه تلاتجه هديه !"
إبتسم لها باتساع ، ثم أردف "حازم" بمشاكسه :
_"إبسط يا عم عيل وتلاجه ، وانتَ عندك شقه يبقي ناقص العروسه !"
قهقهوا عليه بقوه فأردف "غسان" قائلاً بثباتٍ:
_"ومالو نجيبها ، إحنا جامدين أوي بردو !!"
إردفت "وسام" بغير إهتمام وهي تتوجه للسياره وهي تتدلف بها قائله بتهديد مرح :
_' ومالو يا ابو الغساسين ، بس ابقي قولي مين سعيدة الحظ عشان اعمل الواجب !"
قالتها ثم ركبت السياره بجانب ياسمين التي ركب من قبلها بلحظاتٍ ، وجميله ، فإردفت "نيروز" قائله بعفويه تجيب علي حديث الاخري قبل أن تركب:
_" مش عارفه حاسه في تهديد في كلامها !"
قهقه"غسان" الواقف وهو يحمل الصغير قائلاً :
_" حاسه !! ... لا إتأكدي ، ربنا يستر "
ضحكت بخفه ، ومن ثم نظرت لـ "ورده" تحتضنها بحبٍ ثم اتجهت حيث السياره الاخري و الأولي اتجهت إلي السياره التي بجانبها ، فنظر "بدر" إلي صغيره بغيظٍ الذي يوجد في طوله لحمل "غسان" له ، فأردف قائلاّ بضجر:
_" بتبيعني يا كلب ! ، خليك معاه بقا واشبعوا ببعض !"
قهقه "غسان" بقوه ومن ثم إردف قائلاً من بين ضحكاته وهو يلتفت ينظر حوله ثم فتح باب السياره من الأمام قائلاً بمرح:
_" طب وطي صوتك أصل حد يشك فينا! "
ضحك الاخر عليه وهو يركب هو الٱخر بالأمام بجانبه ناظراً إلى صغيره الجالس علي قدم "غسان" ، فابتسم له بحبٍ ، وهو يدغدغه ، والصغير يضحك بقوه لٱثر ما يفعله والده ، تحت ضحكات الاخرين في الخلف السعيده بما يحدث أمامهم ، دقائق معدوده وسارت السيارات بسرعه من مكانها حتي تصل إلي المنزل بعد ذلك اليوم الشاق !
___________________________________
كان ينتظر بتوتر هو شقيقتهُ فـ هو موعد خروجها من غرفة العمليات ، جلس يربت علي ظهرها وهي كذلك ، تبكي تاره وهو يهدهدها والٱخري تفعل مثل ما يفعلُ معها ، نظر هو لشقيقته وهو يتحدث قائلاً بنبره متحشرجه يُطمئنها :
_" هتبقي كويسه إن شاءالله"
_" أنا خايفه أوي يا عز ، إووي !!"
نظر لها بتعبٍ وهي تردف تلك الكلمات بكسره ! ،. فأخذها بين أحضانه وهو يجيبها بهدوءٍ:
_" وأنا معاكِ متخافيش أبداً !!"
صمتت لحظات ولكن لاحظو بالطبيب يأتي من علي بعد ومعه بعض من الممرضاتٍ، فوقف علي فجأه أما هي فتأوهت قليلاً وهي تقف ، حتي إقترب منهم "بسام" يُطمئنهم قائلاً :
_" السلام عليكم ، هي خرجت من العمليات وهتتحط تحت الملاحظه ٢٤ ساعه نشوف إيه النتيجه ، وربنا يشفيها بإذن الله !"
ابتهجت ملامح "عز" كونها خرجت علي قيد الحياه فأردف قائلاً بلهفه:
_" يعني يعني هي كويسه وخرجت!!"
_"أيوه طبعاً خرجت بس خرجت علي الغُرف من الجهه التانيه ، متقلقوش خالص ، وربنا يخليها ليكم .."
صمت عندما وجد "فرح" تبكى ، فأردف قائلاً يطمئنها :
_" إهدي يا ٱنسه فرح ، متقلقيش هتبقي كويسه ان شاءالله ، بس يستحسن بلاس ترهقي نفسك عشان نفسيتك وتعبك !"
إتجه "عز" يربت علي ظهرها وهو بمسح من ٱثر دموعها علي وجهها ،. بعدما نظر للطبيب بإمتنان وهو يقول:
_" ربنا يخليكّ يادكتور"
_"علي ايه ؟ أنا معملتش حاجه كله بإرادة ربنا ، خلي بالكم إنتم من نفسكم ، ومتقلقوش ، كلنا فى إيد ربنا "
إبتسم له وهو ينظر له يتحرك من. أمامه شيئاً فشئ ، وبجانبه عدد قليل من الممرضات ٍ الذي يوجههم علي ما سيفعلونه بتلك الحاله !
_"قولتلك ! هتبقي كويسه متزعليش بقا ، خليني أطمن مرات خالك اللي نازله رن عليا دي"
إبتسمت من بين دموعها وهي تردف قائله. بهدوء:
_"يارب تبقي كويسه ، أيوه طمنها يا عز مش كفايه منعتهم أنهم يجو المستشفي ! "
آبتسم لها بسمه صغيره وهو يومأ لها ، يخرج ذلك الهاتف من جيبه حتي يقوم بالاتصال علي من يستعلمٌ عن حالة والدتهم
___________________________________
مرٌت ساعه وأكثر وتلك الجالسـه علي الأريكه تنظر بسخطٍ ، وبجانبها إبنتها وزوجها ،. لاحظت "سُميه" نظراتهم فحاولت أن ترضيهم وهي تردف قائله بابتسامتها الصغيره:
_" أجبلك تتغدي يا زينات إنتِ وسليم وفريده !"
نظرت لها بتعابير وجه جامده ثم أردفت قائله بتعالي:
_" لا كتر خيرك يا حبيبتي ، إتغدينا وطبخنا مش مستنين يعني أكل من حد تُشكري !"
أومأت لها "سميه" رغماً عنها أما "عايده" فكانت جالسه بصمتٍ. إلى أن أردفت "زينات " قائله لها :
_" وهو حازم بقا علي كده واخد جميله معاه فالخباثه من غير ما يقول لابوها ؟"
إنتبه ذلك الجالس بجانبها وهو بعبث بهاتفه ، نظرت "دلال" لـ "عايده" بإشفاق ، إلي أن جاءهم صوت"سليم" بنبره جامده:
_" حازم راجل البيت من بعدي ، وطالما قالتله خلاص يا زينات بقا !"
_" هو فى الحقيقه جميله مكانتش راحه، بس هي جت بدري أوي من الجامعه فهو خدها يفك عنها. شويه !"
قالتها "عايده" بهدوء وبابتسامه مُكلفه ، أما "سليم" فتابع بصمتٍ ، إلي أن إردفت "فريده" بنفاذ صبر :
_" إحنا بقينا المغرب تقريباّ ، جايين إمته دول بقا !"
نظرت "دلال" إليها بملامح وجهها المبتسمه وهي تجيبها قائله بلطفٍ:
_" الصبر حلو يا بنتي، زمانهم علي وصول "
أومأت لها بابتسامه مُصطنعه وسرعان ما تلاشت سريعاً ، فنظرت "زينات" لـ "سميه" وهي توجه حديثها لها مردفه بكيد وتبجحٍ:
_"ألا قوليلي يا ختي ، هي بنتك ورده لسه عالحال اللي هي فيه ده ؟؟"
تلاشت بسمتهم جميعهم عدا أفراد عائلتها من زوجهها وابنتها ، وشحب وجه"سميه" تدريجياً وقبل أن ترد "دلال" لتدافع عنها ، نطقت "فريده" بخبثٍ لولدتها وهي تقول بلومٍ مصطنع :
_"حرام عليكِ يا ماما هو اللي فيها ده بيتداوى أصلاً ما خلاص بقا ، هتعيش طول حياتها كده !"
نظرت "عايده" لهم بصمت وسرعان ما أردفت باحترام حتي لا تسبب أزمه:
_" أنا شايفه ان ملوش لازمه الكلام فـ المواضيع دي "
أومأ البعض منهم ، والبعض الاخر صمت ، إلى أن أردفت "دلال" وهي تقول:
_" طب يلا نحضر الأكل أصل خلاص قربوا خالص علي هنا "
أومأ لها البعض من النساء ، ففرت "سميه" معها إلى المطبخ وذهبت"عايده" خلفهم ، تاركه ذلك الجامد الذي لا يعير لحديثهم الٱن اي انتباه ، وزوجته وابنته مُنتظرين فقط لإصطياد أي خطأٍ !!
_____________________________________________
وصلتّ السيارت أخيراً أمام المبنى الخاص بسكنهم ، هبط كلاً منهم بإنهاك من السيارات ، "جميله" هبطتت ثم صعدت مع "نيروز" أولاً وهم بيديهم أشياء بسيطه ، وهبطتت "ورده" مع "ياسمين" ثم انتظروا "غسان" و "بدر"
أخذ كلاً من "غسان" و "حازم". الحقائب ليصعدا بها ولكن في المصعد ، وحملت "وسام" بعض الاشياء البسيطه ثم صعدت بها ، ومن ثم صعد "بدر" بجانب زوجته وشقيقتها وأصبح أمام المبني خالي بعدما كان مزدحماً منهم ،. وبعد قفل كلاً من أصحاب السيارات سيارتهم وحمل الاشياء والحقائب جميعها وبعض منهم بالمصعد والبعض الٱخر على السُلم ، حتي وصل جميعهم أمام باب المنزل الخاص بـ "سُميه" التي هرولت لتفتح لهم الباب سريعاً بعد رؤيتها لهم من الشرفه، قامت بفتح الباب لتجدهم جميعاً متراصين بجانب بعضهم و"بدر" و. "ورده" في المقدمه وعلي زراع زوج ابنتها يامِن ، أدمعت عينيها سريعاً وكذلك "ورده" ومن ثم دخلت بأحضان والدتها بتأثر قوي ثم فرت منها الدمعات المتأثره وكل من. الٱخرين يهللون بالأصوات المرحه والمشجعه حتي لا يتعكر الجو والمكان للحزن!! ، ومن ثم دلف "بدر" بأحضان "سميه" ودقائق ودلف جميعهم الشقه ، وما أن نظر "بدر" لحامد الذي ٱتي الشقه فور علمه بإقترابهم ، اتجه بخطواته السريعه ليدخل بأحضان من يعتبره والده ومن "دلال" يحتضنها بعدما إحتضنت ورده ، دلفو إلى الداخل أكثر وجلس جميعهم بجانب بعضهم ، ولكن وقفت "ورده" تبدأ بالترحيب بـ "زينات " بتردد هي وابنتها
_" إيه يا بنت سميه خايفه تسلمي عليا ولا ايه ؟"
آرتبكت "ورده" أمام الانظار ولكن سرعان ما هتف "بدر" سريعاً ليدافع عنها قائلا ً :
_" معلش يا جماعه ، أصل ورده بتشوف بقلبها قبل إيدها ، طيبه أوي ، متقصدش متقصدش"
حاولو جميعاً إخفاء ما أردفه الاخر من تلميح، فنظر "سليم" إلي "بدر" وهو يردف قائلاً بتهكم:
_" حمد الله بالسلامه يا بدر ، وهتغاضي عن سلامك الفاتر ليا ، الوقت ميسمحش للعتاب طبعاً "
أردف "حامد" يُهدأ من حدة الأجواء الغير مباشره:
_" معلش يا سليم جاي تعبان ومش واخدين بالهم بقا وكده "
نظر له "سليم" ومن ثم عائلته بحده فهم لم ينسوا بعد ٱخر تلك المشكله التي بدرت منهم ، إتجه "بدر" ليجلس بجانب"غسان" وهو يميل بجانب أذنه قائلاّ بخفوت:
_" يا ساتر !!"
ضحك "غسان" بعدما إنتبه لمن يقصد بحديثه فأردف قائلاً له بخفوتٍ:
_"دمه سِم !!"
نظرت "سميه" لهم جميعاً وهي تردف قائله بلطفٍ:
_"طيب يلا علشان ناكل كلنا "
أومأ لها "بدر "و "ورده" في حين رفض جميعهم وكل منهم يردف قائلاً بُ لا!! ، حتي تحدث "سليم" قائلاً :
_" لا بالهنا ، نستأذن إحنا بقا "
أشار لزوجاته الاثنان وبناته لينهضوا ! بعدما رفضت الاخري بأن يذهب دون طعام ! ، ولكنه رفض وهو يتحرك ليسير باتجاه باب الشقه بعدما أشارت له "زينات " بأنها تريد الذهاب وهي تردف قائله بخفوتٍ:
_"يلا إحنا شكلنا ضيوف تقال !"
لحظات وخرجوا من باب الشقه صافعينه من خلفهم ، هزت "نيروز" رأسها بـ مُبالاه من تصرفات عمها التقلديه ، فأردفت "دلال" قائله بهدوءٍ:
_"يلا يا حبايبي علي السُفره انتم تعبتو كلكم إنهارده !"
أيدتها "سُميه" فنهض البعض يذهب خلفهم حيث غرفة الطعام ،و "غسان " و "نيروز" الذان أصبحا بجانب بعضهما بعد تحرك بعضهم من أماكنه ، فأردفت له بـ ابتسامه وهي تقول بتساؤل:
_" مش هتاكُل ؟!"
التفت ينظر لها برأسه بعد أن حاول أن يتحاشاها ولكن الٱن أصبحت بجانبه ، فأردف قائلاً يجيبها :
_" لا الحمد لله شبعان ! ، انتِ مقومتيش ليه ؟"
ضحكت بخفه وهي تجيبه قائله بهدوءٍ:
_" الحمد لله بردو !"
كان ينظر من. خلفها على الأثنان الذين انسحبا بهدوءٍ ليقفا بالشرفه التي توجد بصالة المنزل ! ، ثم ضحك وهو يحرك رأسه قائلاً :
_" مش سهلين دول !"
إلتفتت تنظر خلفها على شقيقته و"حازم" ومن ثم ضحكت بخفه وهي تلتفت تجيبه وهي تهز رأسها بهدوء قائله :
_"دي حقيقه"
قاطع حديثهم "سُميه" وهي تتوجه لتقف من أمامهم ثم تحدثت قائله بلهفه:
_" ايه ده انتو لسه مقومتوش يلا علشان تاكلو !"
_" لا أنا مش هقدر الحمدلله ، هروح البيت ولو دلال سألت عليا قوليلها اني مشيت!"
قالها وهو ينهض ، حتي نظرت"سميه". له بلوم وهي تردد:
_" ليه كده ، زعلت منك والله !"
_"معلش مره تانيه ، سلميلي علي بدر وورده. هبقي اجيلهم لما يرتاحو ، مع السلامه !"
أردف كلماته وهو يتجه حيث باب الشقه حاملاً مفاتيحه وهاتفه ليضعه بجيب بنطاله وهو يخرج منه لم يعيطها فرصه حتي للرد عليه ، تركته ظنت انه منهك ويحتاج إلي الراحه ، فعادوت النظر إلى "نيروز " وهي تردف قائله:
_" طيب قومي انتِ يلا ! "
تحدثت تجيبها وهي تنهض متجهه حيث طريق غرفتها وهي تقول:
_" لا انا مش جعانه خالص ، بالهنا والشفا انتم ! ، خدي بالك انتِ بس من ورده وبدر وأكليهم ونيميهم في أوضه ورده ونيمي يامن فالتلاجه ومشي خططك زي ما مرتبالها وسيبيني !"
حركت "سميه " رأسها بقلة حيله وهي تردف قائله بتيهه ناظره لها وهي تتحرك من أمامها :
_" هم العيال دول جرالهم إيه ؟!"
_____________________________________________
جلس أمام غرفة صديقه في تلك المستشفي الحكوميه المتهالكه قليلاً ، وهو يهز ساقيه بتوتر شارداً بأن صديقه علي قيد الحياه وقد علم ذلك عندما جاءت سيارة الإسعاف ونقلته إلي هُنا ، خرج الطبيب من الغرفه وهو يقف أمام "ٱدم" الجالس قائلاً له بهدوء:
_" هو تحت الاجهزه دلوقتي ولولا ستر ربنا كان هيروح فيها ، وتحليل الدم لسه هيطلع عشان نعرف عنده ايه بالظبط ، هيفوق علي بكره بإذن الله!"
إرتبك عندما هتف الطبيب بتحليل الدم ، بالطبع إن حُلل له دم !! سيعرف حتماً بأنه متعاطي وتلك مشفي حكوميه لا بد من أخذ أقول وتحقيقات بخصوص ذلك بواسطه كشف الأطباء ! ، شرد بهذه النقطه حتي بعدما إردف الطبيب كلماته ومن ثم رحل من أمامه تاركه يفكر في حل لتلك المعضله !!
_________________________________________________
بعدما بدلّ ملابسه ، وقف فالشرفه قليلاّ وبيديه زجاجة المياه يترجع منها شارداً بكيف يصبح عندما يراها ، كيف يصبح كثير الحديث والأسأله ، كيف يسحب منها الحديث!؟ ، متذكراّ نظراته لها فالمرٱه وهي تعبث وتضحك وتأكل !؟ مع شقيقته !! متذكراّ حديثُها ، تذكر أنه يحاول إخفاء تعبيراته عندما يراها وهو يتظاهر بأن كل شيئ لا يثير إهتمامه ، متذكراً. كيف عندما تقترب منه بأي جلسه بمكان ، يحاول التهرب منه ولكن أحياناً يفشل ، بذلك ! وصل له تفكيره بأنه قد يكون أحبها من جديد ؟! أم مجرد إعجاب؟؟ ، تسارعت دقات قلبه هو هذه المره ، وسرعان ما هز رأسه سريعاً ينفي تفكيره وهو يردف بخفوتٍ وكأنه يتحدث مع. قلبه وعقلهُ :
_" أكيد لا !"
إبتسم بسمه ساخره عندما تذكر دقات قلبه المتسارعه ، لأن قلبه من يدق هذه المره وليس قلبها إذن !! ، سمع صوت فتح الشرفه الجانبيه ، فالتفت سريعاً ينظر فوجدها هي ، إذن لا مفر من الهروب من الشرفه الٱن، انتبهت هي له تلك المره وهي تأخذ زجاجة المياه الكبيره لتسقي الورد الذي يوجد ناحيته !! ، إبتسمت له بحرجٍ فأومأ لها بصمتٍ وسرعان ما تحدث سريعاً وهو يقول:
_" مش معقول كل ما أطلع فالبلكونه ألاقيكـى"
احمر وجهها ولم تنظر له بل واصلت في أن تسقي الزرع والورد ، وهي تردف قائله لتجيبه :
_" أنا مش قصدي بجد ، ممكن مجرد صدفه ، لو متدايق منى ممكن أخرج !"
قالتها بتردد، فابتسم هو ليصحح ما أردفه بعبثٍ:
_" أنا .؟؟؟ ، أدايق منك إنتِ ؟؟. طب ده ينفع…!!"
إبتسمت بحرج وهي تقوم بنقل الزرع من مكانه لتبدله بالٱخر ، محاوله أن تخفي وجهها المحمر ولكنه لاحظ حركتها تلك ، فأكمل يواصل ما تحدث به من البدايه :
_" طب مين الأهبل اللي ميحبش الطماطم الحمرا "
صمت ثم واصل بعبثٍ:
_" مش ناويه تزرعيها هنا ..؟"
تركت زجاجة المياه الكبيره ثم إعتدلت تجيبه بتوتر :
_" إن شاء الله ، عن إذنك "
قالتها ثم فرت سريعاً تخرج من الغرفه تاركه خلفها بابها مفتوحاّ من ٱثر خجلها بمقصده لاحمرار وجهها ، فاتبسم هو بأثرها بغير وعي ، لحظاتٍ ومن ثم تحدث قائلاّ بدهشه :
_" طماطم ؟ فالبلكونه ؟ وتتزرع هنا ؟.، هي فهمت ايه ؟! "
صمتَ بحيره ، ثم رفع الزجاجه الذي يوجد بها قطع من الثلج يتجرع منها ومن ثم أخفضها وهو يردف قائلاً بتيهه لم يستطع التحكم بها :
_" شكلى وقعت فيكِ من تانى يا بنت الأكرمي !!"
قالها وهو يتجه ليدخل من الشرفه إلي الغرفه بهدوءٍ شارداّ ، بكيف يحدث كل ذلك ؟ كيف يشعر بها .؟، الشيئ الوحيد الذي لم يلومه هو قدرته واستطاعته بإخفاء مشاعره أمامها ، شارداّ مره أخري بحيره من بين حب أم إعجاب أم عبثٍ لا يعلم أي شيئ الٱن ، لم يستطع أن يحدد مشاعره ولكن إهتمامه هذا غير طبيعياّ بالنسبه له !! ، تذكره لكل تفاصيلها إلي الٱن وهو يملي عليها ما يتذكره دون حسابٍ، ليس طبيعياّ بالنسبه له أيضاً ، ، عقله وقلبه الٱن يعاركان بعضها
ما بين : انه مجرد عبث!!
إلي: أحقاً وقعت بحبها من جديد !!.
________________________________________
•متنسوش تدعوا لثانويه عامه بالتوفيق وإن ربنا يحقق لهم اللى بيتمنوه لانهم ففتره صعبه♥️
•دمتم فى حفظ الله♥️.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عودة الوصال ) اسم الرواية