Ads by Google X

رواية لعاشر جار الفصل الثالث عشر 13 - بقلم سلمى رأفت

الصفحة الرئيسية
الحجم

  

 رواية لعاشر جار الفصل الثالث عشر 13 - بقلم سلمى رأفت

13-قواعد حفظ السر
          
                
_أختي خط أحــمــر! هي حصلت كمان هتمدي إيدك عليها!! وعمالة تزعقي كده ليه؟؟ هي قتلتلك قتيل وأحنا منعرفش!!



نزل علىٰ صوته هذا "عمر" ووراءه أخوته وحينها سحب "عائشة" إلىٰ أحضانه قائلًا موجهًا حديثه لِمدحت :



_شكرًا جدًا يا عمو علىٰ حسن الاستقبال، يلا يا "تيام".



نظر "مدحت" إلىٰ ابنته بوعيد ونظرت "نورا" لها بخيبة أمل وكادت تعتذر منهم حتىٰ أردفت "عائشة" قائلةً بنبرةٍ حاولت إخراجها ثابتة :



_أنا مش كدابة علىٰ فكرة، بس شكرًا ليكِ، الله يسامحك يا ستي.



تحركت مع شقيقها وخرجوا جميعًا حتىٰ أردفت "نورا" قائلةً بحزمٍ وغضب لأول مرة تتحلىٰ به، دائمًا كانت هادئة وتُفضل الرقي ولا تحب الحزم والضجر :



_أيًا كان هي قالت إيه ده ميدكيش حق التصرف كده!! هو أحنا من الشارع علشان نعلي صوتنا علىٰ حد لأ وكمان ضيف عندنا!



لم ترد عليها هي بينما أردف "مدحت" بسخطٍ قائلًا :



_أنتِ تعتذري ليها، فاهمة ولا لأ! فوقي لنفسك يا أستاذة، لأ وكمان يتقالنا كلام مالوش لازمة واتفضلي يلا قدامي نطلعلهم أنا مش عارف أعمل إيه منك!




        
          
                
نطقت "مريم" باستهجان قائلةً :



_أنت مشوفتش هي ورتني إيه! قال إيه مورياني ڤيديو لِـ"حسام" وهو قاعد مع واحد وبيتكلم معاها إنه عايز يتجوزها ده كدابة وشكلها اتجننت!



أمسكها هو من مرفقها قائلًا بغضبٍ أكبر :



_شكلك أنتِ اللي اتجننتِ! تقدري تفهميني الأستاذ مختفي فين؟؟ ومتقوليش شغل!! البيه بسلامته مش شغال ظابط في المخابرات العامة ولا ليه أسهم في شركة فيراري! ده موظف في بنك! أنتِ بتضحكي على نفسك ولا علينا؟ فوقي من الوهم اللي أنتِ عايشة فيه!!



صمت غريب احتل المكان، ترقرقت الدموع في أعينيها، وزادت وتيرة أنفاسها وسحبت يديها التي كادت تشعر بها من الألم وركضت إلىٰ غرفتها واضعةً يديها علىٰ وجهها وبدأت دموعها بالانهمار علىٰ وجنتيها وأغلقت باب غرفتها، بينما في الخارج وصل إليهم صوت شهقاتها حينها أردفت "نورا" إلىٰ زوجها قائلةً بعتابٍ ولومٍ :



_زودتها أوي يا "مدحت"! وأنت عارف بنتك مبتجيش بالطريقة الجامدة دي.



رد عليها وهو يحاول ضبط وتيرة أنفاسه من الغضب قائلًا :



_مفيش غير الطريقة دي، خليها تفوق لِنفسها بقى، تعالي معايا نطلع ليهم مش هينفع كده مش علىٰ آخر الزمن هيكون في مشاكل بينا وبين حد علشان تصرفات عيال.




        
          
                
ردت عليه هي باعتراض قائلةً بهدوء :



_لأ بلاش أحنا نطلع، بنتك هي اللي غلطت فيها يبقىٰ هي اللي تعتذرلها وكمان يكون الجو هدي شوية.



وافقها علىٰ حديثها علىٰ مضضٍ بينما على الجانب الآخر:



 كانت هي جالسة داخل أحضان شقيقها تبكي حينها أردف "تيام" قائلًا بسخطٍ وهو يتحرك ذهابًا وإيابًا في الصالة :



_أنا نفسي أفهم إيه اللي خلاها تتصرف بالشكل ده! هي اتجننت ولا هي بتستهبل ولا إيه!!



عقب "مروان" علىٰ حديثه قائلًا وهو يحاول ضبط ذاته :



_الواحد دمه محروق خلقة، مكنتش اتوقع أن هي بالسذاجة دي!، هنبقىٰ نقولك يا "تيام" أقعد كده بس واتكن في حتة.



أردف "عمر" وهو يرتب عليها قائلًا بحنو أخوي :



_اهدي يا حبيبتي، بطلي عياط، شوفي اللي يرضيكِ وهنعملوا ليكِ ولو كان إيه.



أردف "حمزة" قائلًا بسخطٍ :



_وربنا ما هسكتلها! هي متخلفة دي ولا إيه؟!



عقب علىٰ حديثه "حازم" قائلًا :



_اسكت بس أنت مهما كان دي أكبر منك.



رد عليه هو قائلًا بسخطٍ أكبر :




        
          
                
_مفيش الكلام ده! هو أنت تقل مني علشان شايفني أخوك الصغير وأنا المفروض مني احترمك علشان شايفك أخويا الكبير؟؟ الاحترام للمحترم، الكبير ده بيجي علىٰ ON بعد الفطار ابقى شوفه.



نظر له "عمر" بنظرةٍ واعدة علىٰ حديثه هذا ونظر إلىٰ شقيقته التي تتمسك به أكثر وظل هو يرتب عليها حتىٰ هدأت من بكائها و غطت في سبات عميق من أثر هذا البكاء.



_____________________________________



في أحد المقاهي الشعبية :



كان جالسًا وسط أصدقائه وحينها أردف "عمار" قائلًا بأملٍ وتفكير :



_ألا بقول إيه، متيجوا نفتح مشروع تزغيط بط؟ شغلانة حلوة وبتكسب.



عقب علىٰ حديثه "عبدالله" الذي أردف باستهجان ومللٍ من حديث صديقه المعتاد قائلًا :



_ياعم نام أنت ومشاريعك دي علىٰ جنب، أنت مش بتزهق!



رمقه هو بشررٍ وحينها أردف "ياسين" قائلًا بشرودٍ وحزنٍ :



_أنا مش عارف أعمل إيه في حمايا وحماتي دول، طالبين حاجات ولا كأنهم هيناسبوا جني المصباح!



ضحكوا جميعًا بسخرية علىٰ حديثه وعقب "سيف" وهو ممسكًا بورق الكوتشينة بين يديه يرتبه قائلًا بنزقٍ :




        
          
                
_بالأمانة، حماتك وحماك دول محسسني أن هما من أسرة الملك فاروق! 



أضاف أيضًا "إياد" بسخرية قائلًا :



_ده الجني بتاع علاء الدين كان بينفذ 3 طلبات بس! وشقة إيه اللي في الشيخ زايد اللي هي عايزاها؟ هي فاكرة نفسها بنت أخت أيلون ماسك ولا إيه؟؟



أردف "عبدالله" بضجرٍ قائلًا :



_أنتم قلبتوا ع النسوان بتوع السوق كده ليه؟؟ وبعدين يعني ياعم "إياد" محسسني أن هي عايشة في بولاق دي ساكنة في مصر الجديدة زينا زيها.



رد عليهم "ياسين" قائلًا بحزنٍ :



_مش عارف بجد هما بيعملوا كده ليه؟ طب أنا حاببها وشاريها بِمال الدنيا كُلها ليه بقى الضغط؟؟ وكمان أصلًا الظروف بقت على القد!!



ربت عليه "عمار" قائلًا بتنهيدة :



_متزعلش نفسك يا صاحبي، ربنا هيكرمك من وسع علشان أنت ابن حلال وتستاهل.



نظر له هو بابتسامة حزينة وربت هو علىٰ يده أيضًا بينما علىٰ الجانب الآخر في شقة "مُحسن ونيس" :



كان "مهند" يسير في أنحاء الشقة وهو ممسك ثيابه النظيفة وأدرف قائلًا بملء صوته :



_أنا داخل استحمى، يعني مش عايز في نص الحُمى حد يجي يخبط ويقولي أخرج!! ده حتىٰ بيت الراحة مش عارفين نرتاح فيه! نداء أخير حد عايز يدخل؟؟؟




        
          
                
لم يكترث له أحد فأضاف هو قائلًا بوعيد :



_اللهم بلغت اللهم فأشهد، سلام.



ذهب هو للمرحاض بينما في الصالة رن هاتف "چويرية" وبدا علىٰ ملامحها التوتر حينها أردفت "أصالة" قائلةً بتساؤل :



_مين بيرن يا "چويرية"؟؟



عقبت هي على حديث والدتها وهي تقف متجهة نحو غرفتها قائلةً :



_مفيش يا ماما دي واحدة صحبتي، هدخل أرد عليها أهو.



أومأت لها والدتها في هدوء وحينما دلفت إلىٰ غرفتها أجابت علىٰ المكالمة بتوترٍ ونزقٍ قائلة :



_أنت عبيط؟؟ بترن عليا ليه؟؟ مش قولتلك لما أبقى قاعدة لوحدي هكلمك؟؟



جاءها الرد من الجهة الأخرى مردفًا :



_أعمل إيه يعني؟؟ وحشتني على فكرة، ومبقتيش تكلميني وزعلان منك.



عقبت هي على حديثه عندما جلست علىٰ فراشها وهي تبتسم بخجلٍ قائلةً :



_وأنت كمان وحشتني، بس والله مبقتش فاضية زي الأول من ساعة ما نزلنا مصر، ومتزعلش مني بقى.



دارت هذه المكالمة بينهما غافلين عما يرتكبونه من ذنبٍ بينما في الغرفة المجاورة كان جالسًا أمامها وهو يردف قائلًا بحذرٍ :




        
          
                
_أوعي تقولي لحد يا "لميس" ده أنا حتىٰ أخوكِ.



ردت عليه هي بنزقٍ قائلةً :



_ما تخلص تحكي، متقلقش سرك في بير.



حمحم هو بإحراجٍ قائلًا :



_في بنت في كلية تربية رياضية أنا معجب بيها ومش عارف أعمل إيه.



نظرت له هي بدهشةٍ ثم أردفت قائلةً باستنكار :



_تربية رياضية؟؟ وإيه اللي جابها عندك في تربية عمومًا؟؟؟



عقب هو على حديثها قائلًا بشرودٍ :



_دي أخت واحدة معانا في الدفعة بس والله ما بحلقت فيها ولا حاجة أنا شوفتها وأعجبت بيها ومش عارف صراحة أعمل إيه.



ربتت هي عليه ثم أردفت قائلةً بحنو أخوي :



_سيبها لِربنا يا "عدنان" ربنا يقدم اللي فيه الخير، وأدعي بيها دايمًا يا حبيب أختك.



جذبها هو إلىٰ داخل أحضانه قائلًا بحبٍ :



_ربنا يديمك ليا يا لموسة وميحرمنيش منك أبدًا.



أبتسمت هي بودٍ ولكن قطع لحظتهم هذه صوت العالي الآتي من الخارج، هرول كلاهما ناحيته حتىٰ يروا ماذا حدث وعاد صوت "مراد" من جديد الذي يطرق على باب المرحاض قائلًا بسخطٍ :




        
          
                
_ما تخلص يالا!! عايز أدخل، أنت فاكر نفسك في الحمام المغربي؟؟



جاء صوت "مهند" اللامبالي من الداخل قائلًا :



_مش خارج، علشان مش كُل مرة تخرجوني بالبرنس ولا كأنكم قافشني مع واحدة!!



جاء "ريان" على صوتهما العالي ووصلته جملة أخيه الأخيرة فأردف قائلًا بضيقٍ :



_اتلم يا حيوان إيه اللي بتقوله ده؟؟ وبعدين ما تخلص صحيح! أنت هتنام جوا؟؟



لم يكترث هو لهم ولم يرد عليهم مما جعل هذا "مراد" يستشيط غضبًا من أخيه فأردفت "يارا" وهي تخرج لهم من المطبخ قائلةً بصوتٍ منخفض :



_أدخل حمام أوضة بابا وماما، محدش جوا بس أخلص علشان ده الحمام الملكي ومحرم علينا دخوله.



التفت "مراد" يمنةً ويسرةً وكأنه لص يدبر لسرقةٍ في المواصلات العامة حتى يأخذ مبتغاه، بينما علىٰ الجانب الآخر في شقة "عزت البطوطي" :



كان جالسًا وهو يمسك بين سبابته وإبهامه حجر جيري أبيض وكان يُبدل بينه وبين الأحجار الأخُرى الملونة فيما يُدعى (الطباشير) ويكتب بها علىٰ اللوح الذي أمامه بتمعن شديد حتىٰ اقتربت منه ابنته الصُغرى قائلةً باستنكار :



_إيه ده يا بابا؟؟ إيه الجدول ده؟؟ أنت نويت تبقى عزت العُمدة و هتتجوز تلاتة علىٰ أمي ولا إيه؟؟




        
          
                
نظر لها هو سريعًا ووضع يديه علىٰ فمها يكتم بقية كلماتها التي لو كانت وصلت إلىٰ مسامع زوجته لن تمر مرور الكرام وأردف قائلًا بضجرٍ :



_اسكتي يا "چودي" يخربيتك هتبيتينا على السلم! ده جدول الغسيل الأسبوعي بتاع العمارة، علشان محدش يشتكي ولا حد يقول كل خمس دقايق يا أستاذة "ناهد" ياريت تلمي الغسيل علشان عايزة انشر وغسيلي بينقط ميا، مفيش منه تاني ده!!



أومأت هي بتفهم حينها دلفت "ملك" من باب الشقة وكانت تعبيرات وجهها تدل علىٰ الاستياء والوجوم وسارت إلىٰ غرفتها دون أن تنطق بكلمةٍ واحدة مما جعل تصرفها هذا محل شك وقلق بالنسبة لِـ "عزت" وحينها أردف "چودي" بنزقٍ قائلةً :



_إيه اللي أحنا فيه ده؟! مفيش سلام ربنا حتىٰ؟؟ داخلة على يهود!!



وذهبت من أمامه إلىٰ غرفتها بينما تحرك هو نحو غرفة ابنته الكُبرى وطرق الباب بخفةٍ قائلًا :



_فاضية أدخلك؟؟



عقبت هي من الداخل علىٰ حديثه وهي تمسح دموعها بسرعةٍ قائلةً :



_أيوا تعالىٰ يا بابا.



فتح هو الباب ودلف لها وهو يردف قائلًا بقلقٍ :



_مالك بس بتعيطي ليه؟؟ حد ضايقك؟؟




        
          
                
أردفت هي بإبتسامة باهتة قائلةً :



_لأ مفيش حاجة يا حبيبي شوية مشاكل كده بس في الكلية.



جلس هو بجانبها وأمسك يدها قائلًا :



_عليا برضو؟؟ مالك؟؟ مش أحنا صحاب؟؟ يلا قوليلي مالك ونشوف الحل سوا.



أبتسمت له وهي تحمد ربها من داخلها على هذه النعمة وشرعت تقص له مشكلتها.



______________________________________



كان هو جالسًا أمام البحر وكانت مشاعره مضطربة مثل أمواج الذي أمامه، شاردًا في ماضيه المؤلم الذي لم يستطع حتى الآن أن يتخطاه.



_"منذ ثلاث سنوات" :



كان يركض وراءها  بمرحٍ ويردف قائلًا :



_تعالي يا بت هنا! والله ما هسيبك إلا أما تقوليلي!



تعالت هي ضحكاتها الرنانة وتوقفت تلهث من أثر الركض وحينها وصل هو إليها تمسك بها قائلًا :



_هعزمك علىٰ دونتس بس تقوليلي هي قالتلك إيه.



نظرت هي له بتفكيرٍ مزيف وأردفت قائلةً بمكرٍ :



_ماشي هقولك، بس الدونتس تجيلي!!



أومأ لها هو موافقًا وجلسا علىٰ الأريكة وحينها أردفت هي قائلة :




        
          
                
_هي قالتلي أن معندهاش أي مشكلة في الجواز الفكرة كلها أن هي مش لاقية الشخص المناسب ده.



أبتسم لها هو ثم أردف مسرعًا :



_يعني أجي أتقدم؟؟



قطعت هي حديثه مردفًا بمرحٍ :



_حيلك حيلك! تتقدم إيه؟؟ ده يادوبك كنت بجس نبضها لما اطمن أن هي فعلًا لو اتقدملهل حد فعلًا مناسب توافق علىٰ طول، متشلش هم، وراك رجالة.



زادت ابتسامته واحتضنها قائلًا بسعادةٍ :



_يديمك ليا يا كنوزة.



عاد هو من ذكرياته وهو يمسح دمعة فرت من عينيه وحينها رن هاتفه برقم رئيسه في العمل فأجاب قائلًا :



_نعم يا سيادة اللوا؟؟



أتاه الرد من "نظمي" قائلًا :



_بكرا بالكتير تكون رجعت القاهرة تاني جالنا معلومات أن في حبة منهم هينزلوا مصر بكرا وهيقعدوا فب شقة في مصر الجديدة بس لسه موصلناش فين بالظبط.



رد عليه هو بالموافقة وأغلق معه المكالمة و نظر إلى البحر مرةً أخرى وأخذ يدون في هاتفه عما يجول في خاطره :



_لَقَدْ فَقَدْت الْكَنْز، وَلَكِنَّهَا كَانَت بِمَثَابَةِ كُنُوز الْعَالِم أَجْمَع!، أَلَيْسَ هُنَاكَ لِقَاء اخَرُ يَا كَنْزَيْ الْمَفْقُود؟؟ أَمْ كُتِبَ عَلَيْنَا الْفِرَاق الْمَخْلُود؟. 




        
          
                
أغلق هاتفه وتنهدت تنهيدة قويةٍ ثم شرد مرةً أخرى.



______________________________________



في صباح اليوم التالي:



استيقظ "عدنان" من نومه ولكن على غير العادة لم يسمع أصوات شجار أخوته اليومي استنكر قليلًا من هذا الهدوء لكنه وصل إلى مسامعه بعض الموسيقى الآتية من الخارج فشرع فالتحرك نحو مصدر الصوت حتىٰ اندهش من تغيرهم هذا وكادت ينطق حتىٰ جاء إليه "آدم" وهو يقوم ببعض التمارين الرياضية قائلًا بمرحٍ :



_يلا يا كابتن شد حيلك خش أغسل وشك علشان تعمل تمارين الصباح يلا مفيش وقت!



استنكر هو بشدة لم تكن عادتهم أن يفعلوا هذه التمرينات الصباحية كانت دائمًا مملة بالنسبةِ لهم، نظر علىٰ يمينه حتىٰ وجد والده يرفع أحد الأوزان التي تقارب نحو حوالي الخمسة كيلو وهو يردف قائلًا :



_يا صباح النشاط والتفاؤل، يا "أصــالـة" جهزي هدوم الشغل قربت أخلص تمارين!!



توسعت أعين "عدنان" بدهشةٍ واستنكار حتى وجد "مهند" و"مراد" يتسامرون أمامه وكأنهم يفعلون هذا من غير عمد وهم يقومون بعض التمارين الرياضية حتى أردف الأول قائلًا :



_ألا صحيح يا "مراد" سمعت أن هما هيفتحوا چيم تاني هنا، عايزين نبقى نروح مينفعش نفضل قاعدين كده!




        
          
                
مسك "عدنان" رأسه من هذا العبث الذي يحدث أمامه حتى وجد "ريان" يردف بنزقٍ موجه حديثه للذي يقف علىٰ مشغل الموسيقى قائلًا :



_غير يا عم كاروهات الأغاني دي!! في حد يشغل أغنية ناس مني ومن دمي لِناس بتعمل تمارين؟؟



نظر له "فريد" بلامبالاةٍ ولم يكترث له بينما دار الشك في ذهن "عدنان" حتى وجد "يارا" و "چوري" واقفتين بتشتت خلف "لارا" و "چويرية" منتظرين أن ينفذوا ما يقولون لهم حتىٰ أردفت "لارا" بنزقٍ قائلةً :



_أنتِ عبيطة يا بت؟؟ إيه الهبل اللي بتعمليه ده؟؟ هو إيه اللي ون تو ثري؟؟ اسمها هوبا اتنين تلاتة أربعة مشط اتنين تلاتة أربعة.



نظرت لها "چويرية" بازدراء قائلةً :



_بس يا بيئة!!



نظرت لها الآخرى بشررٍ يتطاير من عينيها وكادت تنطق حتى قطع شجارهما هذا صوت "عدنان" الساخط قائلًا :



_هو إيه اللي بيحصل ده؟؟ وفين "لميس"؟؟؟



نظروا له جميعًا ببراءةٍ مصطعة وأردف "محسن" قائلًا بعدم فهم مصطنع قائلًا :



_مالك بس يا دينو متعصب كده ليه؟؟ "لميس" مش هنا للأسف نزلت راحت كُلتيها.




        
          
                
عقب هو على حديث والده قائلًا :



_مالي إزاي يعني؟؟ تمارين إي دي اللي بتعملوها في نهار رمضان؟؟



ردت عليه "فريدة" قائلةً باستهجان :



_يعني لو عملناها في رجب تبقى عادي؟؟



زفر هو بحنقٍ بينما أردف "مراد" قائلًا بخبثٍ :



_وبعدين مالك متعصب كده ليه؟؟ هو في حاجة؟؟



نظر له "عدنان" بشررٍ وتوجه نحو غرفته بسخطٍ.



___________________________________



_أنتِ رايحة فين بس يا ماما استهدي بالله بس كده!



كانت تحاول التمسك بوالدتها ولكن بلا فائدة حيث كانت تردف بسخطٍ قائلةً :



_والله ما أنا قاعداله فيها ابن بياعة البسلة ده!! أنا رايحة لِجدك، لو عوزتي حاجة أنتِ ولا أختك أبقو تعالولي ع هناك.



تحركت والدتها ممسكةً بحقيبة ملابسها بينما وقفت "چنى" واضعةً يديها على رأسها من هذه الصراعات اليومية وسرعان ما انطلقت وراء والدتها تحاول منعها من الذي تود فعله قائلةً :



_يا ماما بس صلّ على النبي واخزي الشيطان، ده عمتي ودخلت ما بينكم! ده أحنا في عز نهار رمضان حتىٰ!!




        
          
                
 أردف والدها قائلًا بسخطٍ :



_يلا روحي ياختي عند أبوكِ! وأنتِ يبت يا "چنىٰ" اقعدي هنا ومالكيش دعوة!



كانت هذه آخر ذرة ثبات تمتلكها وسرعان ما تبخرت وأردفت قائلةً بعصبية واقفةً بينهما :



_حرام عليكم اللي بتعملوه فينا ده!! هو كل يوم من الحوارات دي؟؟ طب أنا ومستحملة كُل المشاكل والقرف ده ذنبها إيه العيلة اللي لسه بتتكون طالعة شايفة أبوها وأمها بيتخانقوا كُل يوم وكُل يوم زعيق وخناق! كفاية بقى حرام عليكم أنا مبقتش مستحملة كده!!



أنهت حديثها وكانت على بوادر الإنهيار العصبي وجلست تبكي بشدةٍ و نظر كلاهما إلىٰ بعضهما بدهشةٍ عما كانوا يفعلون في حق ابنتهما حتى اقتربت"رودينا" ابنتهما الصغرى من شقيقتها قائلةً :



_خلاص يا "چنى" متزعليش، تعالي أنا وأنتِ نمشي نروح نقعد مع جدو لحد ما هما يخلصو، يلا قومي.



صُعق "أنور" من ابنته أيعقل فتاة في الحادية عشرة من عمرها تنطق بمثلِ هذه الكلمات؟ زادت دهشته عندما وجد "چنى" ترفع "رودينا" علىٰ ذراعها تحملها برفقٍ قائلةً :



_أنا هروح أقعد مع جدو أو مع إي حد لحد ما تخلصوا خلافتكم دي الدنيا مش حمل مرضى نفسيين تاني!



تركتهما واقفين بصدمةٍ من ابنتهما بينما هي خرجت من شقتها وهي تتنفس الصعداء بحزنٍ عما وصلت إليه من حال.



في شقة "كرم الزهراوي" :



كان "نوح" جالسًا وعلى فخذيه حاسوبه الخاص ويضغط على أزرار الحاسوب بسرعةٍ ومهارة وهو مصب كامل تركيزه نحوه، قطع تركيزه هذا صوت والدته الساخط وهي تتحدث في الهاتف قائلةً :



_يعني إيه يا أستاذ "عزت" ليا يومين بس اغسل وانشر فيهم؟؟ ده عرض الـ Black Friday ولا إيه؟؟ ده حتى عروضهم بتبقى مدتها أكتر من كده!!



 نظر هو لها بنزقٍ ولم يكترث لها حتىٰ يكمل عمله وفي ظل هذه المشاجرة جاء لهم صوت جرس الباب فأتجهت "أمينة" لِتجد من الطارق بعدما انهت هذه المشاجرة ونظرت بدهشةٍ للواقفين أمامها وأردف أحدهما قائلًا :



_أزيك يا "أمينة" عاملة إيه؟؟



نطقت هي بصدمةٍ قائلةً :



_يونس!! أنـ أنت جيت إزاي؟؟



جاء "نوح" نحوها باستنكار قائلًا :



_مين يا ماما اللي على الب..



توقف عن حديثه عندما رآهما أمامه فيما أردف "يوسف" قائلًا بسخريةٍ :



_أزيك يا.. يا أخويا.



______________________________________


 

  • يتبع الفصل التالي اضغط على (لعاشر جار) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent