رواية الجلاد لقلبي رغم حبي الفصل الثاني عشر 12 - بقلم دينا النجاشي

  

رواية الجلاد لقلبي رغم حبي الفصل الثاني عشر 12 - بقلم دينا النجاشي

الجلاد_لقلبي_رغم_حبي♡
بقلم دينا النجاشي♡
البارت الثاني عشر♡
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡♡♡♡

دخل إلى فيلته الخاصة وفي يده تلك السعيدة وهي تنظر إلى المكان بحماس. التقت نظراته بنظرة سماء التي كانت واقفة بجانب الورد، وبدت على ملامحها علامات الصدمة. فنظر إلى عائشة التي كانت تنظر إليه بتساؤل......هي دي مراتك يا أبيه 

ادم بهدوء.. اه يا حببتي دي سماء 

عائشه بضحكه خفيفه...شوف يا ابيه ازاي بتبص علينا شكلها بتحبك اوي

ادم بابتسامة.... اشمعنا 

عائشه بابتسامة.... نظراته وصدمتها والغيره الواضحه في عيونها وطبعا الغيره معروفه انها المؤشر الحقيقي للحب

آدم بموأمه.... طيب تعالي عشان اعرفك عليها

كانت سماء واقفة هناك تنظر إليهم بصدمة. لم تكن تعرف من هي تلك الفتاه الجميلة ذات العيون الزيتونية. شعرت بالألم عندما رأت يد آدم ممسكة بيدها وابتسامته تزين وجهه. فشعرت بـ دموعها تهدد بالسقوط، لكنها تمالكت نفسها قدر الإمكان.... أخذت نفسا عميقا وأخرجته كأنه بركان من الجحيم يغلي بداخلها، فتابعته وهو يقترب. منها وحاولت أن تكون طبيعية....... 

اقترب آدم ولاحظ علامات البرود على وجهها مما أثار دهشته، لكنه تجاهل الأمر، فأفلتت عائشة يدها واقتربت من سماء مبتسمة.... اذيك يا سماء 

سماء باستغراب... تمام الحمدلله 

_عائشه بطيبه امسكت بيدها تحت استغراب سماء الوضح فرفعت عينيها بستفسار لأدم فأردفت عائشه بمرح ... انا عائشه بنت عم آدم واخت عمران اللي قبلتيه قبل كده

لمعت عيون سما بالفرحة وتغيرت ملامح وجهها وأردفت بابتسامة... اهلا بيكي يا جميله 

عائشه بلطف.... مفيش جميل غيرك يا قمر بجد ادم محظوظ بالحلاوه دي 

_اكتسي وجهها بحمرة الخجل وقامت بسحب عائشه لداخل الڤله بتوتر... احم تعالي ندخل لماما هتفرح جدا لما تشوفك

عائشه بابتسامه.. يلاه هي وحشاني اوي

ابتسم آدم لخجلها الواضح ودخل خلفهم. اقتربوا من حسناء ، واستقبلتها حسناء بفرحه عند رؤيتها. فركضت عائشة وعانقتها بلهفة.

_وحشتيني اوي يا ماما حسناء

حسناء بدموع.... وانتي كمان ياحببتي وحشتيني اووي 

ابتعدت عائشة عن حضنها ومسحت دموعها بلطف.... متعيطيش  انا مش بحب اشوف دموعك ونظرت لسماء وبابتسامه اوعي القمر ده ياخد مكاني... ابتسمت سماء اما حسناء اضافة بحب... انتي وسماء مكانتكم كبيره في قلبي

آدم  بهدوء... اطلعي يا سماء جهزي نفسك عشان هخدك انتي وعائش ونخرج

عائشه بفرحه... بجد يا ابيه طيب هنروح فين

آدم بحب... المكان اللي تحبوه يا حببتي 

عائشه بفرحه قامت بضمه وبهمس....انا مبسوطه اوي يا ابيه اوعك تبعد عني تاني

أدم بتنهيده قام بطبع قبله خفيفه علي راسها وبحب... حقك عليا يا عائشه غضبي كان عميني 

عائشه بابتسامه... انا مش زعلانه منك يا ابيه وعارفه ان اكيد في حاجه كبيره هي اللي اضطرتك تبعد كل ده

كانت سماء تراقب الأمر، ولأول مرة منذ فترة طويلة، رأت آدم الذي تتذكره، وليس الرجل المتكبر الذي أهانها واستخف بها.

أخرجها صوته من شرودها، يحسها علي الذهاب  لتغيير ملابسها حتى يغادروا

فأومأت برأسها بهدوء وغادرت إلى غرفتها، وبعد فترة نزلت... وقتها كان آدم جالساً مع والدته وعائشة يتحدثان، فاستمع لنزولها ونظر إلى أعلى، يتابعها في دهشة. لقد كانت جميلة بطريقة أسرت قلبه.

رأت سماء نظرته فشعرت بالحرج وحاولت تجنبه بعينيها، فوقف مكانه وقال بهدوء..... يلاه يـ عائش والتفت لوالدته وتحدث بحب.. ماما لو احتجتي حاجه كلميني علي طول

والدته بحب... حاضر يا حبيبي 

خرجا بعدها من المنزل وعائشة متمسكة بذراع آدم بمحبة. أما سماء فكانت تنظر إليهم مبتسمة. فـ والدت ادم أخبرتها كثيرًا عنهم، وعن عائشة، وحبها الكبير لآدم. وفهمتها أن هناك خلافاً قد حدث بين آدم وعمران منذ فترة وهذا ما يفرق بينهما، لكنه حتى الآن لم يتحدث أو يفهم والدته ما هو هذا الخلاف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡

وفي مكان آخر كان الجميع يستعدون، وصهيب غارق في أفكاره، فـقطع أفكاره صوت آسر متسائل.... مالك يا تمساح

صهيب بجديه... مفيش بفكر 

أسر بتشجيع... متقلقش انا مراقب الوضع والراجل اللي مراقب تحركات ادم اكدلي انه مع مراته 

صهيب بموأمه.. تمام قول لرجاله يخلصو الوقت مش في صالحنا

أومأ أسر برأسه متفهما وتحرك من مكانه ليسرعهم. فقد طلب صهيب  من أسر أن يزودهم بدروع الأمان.

وبعد الانتهاء وقف صهيب أمامهم وهتف بجديه..

عاوزين نطلع من الموضوع ده بأقل خساير ومش عاوز جث*ث وطبعا كلكم عارفين مين ادم الشيمي... صمت لحظه وعيناه تتابعان رجاله، وأضاف بجديه مخيفه..... لو ادم عرف بوجودنا الكل ينسحب  وممنوع يترفع ضده اي سلا،ح ونحاول بقدر الإمكان تجنبه

الرجاله بتفهم... تمام يا صهيب بيه... 

غادر صهيب وفي داخله يتمنى أن يمر اليوم على خير، فهو من يعرف آدم ويعلم خبثه وخططه الخفية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡

عند ادم دخل  أحد المطاعم الواقعة على البحر كانت ديكوراته ساحرة بشكل يلفت الأنظار مما جعل عائشة وسماء تذهلان من المكان، فنظرت عائشة إلى آدم وببهجة.. الله يا آبيه المكان هنا تحفه. اول مره اشوفه.

آدم بحب... المكان جديد يا حبيبي تقدري تيجي في أي وقت لأنه ملكي

سماء بابتسامه... مشاء الله الڤيو تحفه 

آدم بموأمه...دا بظبط المكان اللي رسمتيه قبل كده

_اتسعت عيون سماء ونظرت نحو آدم. لقد رسمته بالفعل منذ وقت طويل، فأجابت بصدمة.... انت لسا فاكر

ادم بتأكيد... فاكر ويومها وعدتك اني هعمل مكان زي ده 

لم تصدق ما يقوله، إذ لم تتخيل أن آدم يتذكر أي شيء من الماضي. تذكرت ذلك اليوم كانت في المرحله الإعدادية، حيث كانت تجلس في الشرفة ومنشغله بالرسم. فهي تعشقه، وقد شجعها آدم على ذلك عندما رسمت له بعض الحيوانات في طفولتها. وواصلت بعد ذلك الرسم دون توقف، فاستمعت إلى صوته مما جعلها تتصنم مكانها وشعرت ان الهواء ينسحب من حولها، فرفعت عينيها إليه لتتأكد من وجوده... نعم هو ، رغم تغير نبرته وتغيره، فقد أصبح شاباً أكبر سناً، وسيماً جداً. قطع صدمتها عندما حمل ذلك الدفتر الذي كانت ترسم فيه وتحولت نظراته إليها من  ابتسامة هادئة... رسمك اتطور جدا وبقا جميل

_خرج صوتها متوتراً وكأنها ما زالت غير مصدقة أنه أمامها... احم شكراً

_أضاف بإعجاب وعيناه على تلك الرسمة... المنظر جميل . بفكر أعمل حاجه بالشكل ده اى رأيك؟

اتسعت ابتسامتها وهتفت بلهفه... انت بتتكلم بجد يا ادم

ادم بموأمه... بتكلم بجد الرسمه بتاعتك ادتني فكره كويسه 

ابتسمت بمرح وهتفت بابتسامه... وعد هتعمله وتخدني اشوفه

اومأ ادم بابتسامة وردف بهدوء... بوعدك 

فاقت من تلك الذكريات وهي تنظر لأدم بابتسامه وأردفت بحب... المكان جميل اجمل مما تخيلته 

ادم بابتسامة... مبسوط انه عجبك 

عائشه بمغمزه.... اي ده انا شكلي بقيت عزول

اقترب منها آدم مبتسما وأمسك بيدها. تعالي هوريكي حاجه وقام بأخذها، وتبعتهم سماء بسعادة. لم تصدق أن آدم أوفى بوعده وأنشأ هذا المطعم. 

وعندما وصلت عائشة إلى المكان الذي اصطحبها إليه آدم، توقفت في مكانها مذهولة، لا تصدق ما تراه عيناها. لقد ابتكر لها عالمًا من الأحلام، عالمًا يجمع بين حبها للقراءة وشغفها بالتصوير الفوتوغرافي.

امتد المكان برحابته ليحتضن مكاتب أنيقة مليئة بالكتب من كل نوع، وكان هناك من يجلس بتركيز يقرأ، وآخرون يلتقطون صورًا في ركن خاص خُصص بعناية لتوثيق اللحظات الجميلة. جذبها تناغم ألوان الجدران، فكانت دافئة، ملهمة، كأنها تحاكي روحها.

التفتت نحوه والدموع تلمع في عينيها، ثم ارتمت في حضنه، تبكي بحرقة.فقد تمنت ذلك منه من قبل.

وفي تلك اللحظة، تذكرت بوضوح اليوم الذي جلست فيه معه في الحديقة، تتحدث عن أحلامها الصغيرة... التي لم تكن يومًا صغيرة في قلبه

_ابيه ليه ميكونش فيه مطعم وفى نفس الوقت يكون كافيه وموجود في منطقه جميله وبيحتوي علي مكان لمحبين القرأه والتصوير بجد حاجه زي دي هتخلي الواحد طاير من الفرحه ويكون في مكان يهرب ليه وقت زهقه بس للأسف مفيش حد بيفكر يعمل مكان بالطريقه دي والكل ماشي علي الطرق التقليديه.. وتابعت بحماس ابيه لما شغلك يكبر اعمل مكان زي ده هيكون تحفه وانا هحبه 

ادم بحنيه...عيوني 

_استيقظت من تلك الذكريات على يد آدم تتحرك على رأسها بحنان.... خلاص يا عائش بطلي عياط ويلاه افرحي بالمكان 

رفعت عائشة عينيها وقد اغرورقتا بالدموع... شكرا يا أبيه

ادم بحنيه... انا معملتش حاجه ياقلبي وبهمس المكان بتاعك وكل اللي بيشتغلو هنا عرفين انك صاحبت المكان يعني عيشي. 

ضحكت عائشة واحتضنته أكثر، وكل هذا كان أمام أعين سماء التي استغربت من حنانه وحبه لأخته، اما معها يعاملها بكل صرامة وصلابة. 

_في تلك اللحظة جاء لآدم اتصال، فابتعدت عائشة واقتربت من سماء. ووصلوا الحديث بسعادة واكتشاف المكان. أما آدم فأجاب على هاتفه وقد أظلم وجهه وتحولت ملامحه من اللين إلى الشدة المخيفة. ثم أغلق واقترب من عائشة وسماء واستمر بجدية...جالي شغل ضروري همشي انا وانتو لما تخلصوا هتروحوا مع الحراس

عائشه بموأمه... حاضر 

انصرف بعد ذلك وقبض علي يديه محاولاً السيطرة على غضبه، وسماء تتابعه بخوف ممزوج بالدهشة، فنظرت إلى عائشة ببلاهه..... هو اخوكي دا متحول 

عائشه بضحكه.... لا بس اكيد في حاجه عشان كده بقا الشخص المخيف ده

حركت سماء رأسها وعيونها تتابعه وبداخلها تدعي له. 

عند آدم صعد سيارته وغادر بسرعة مخيفه وقام بمهاتفة احدهم ليأتيه الصوت

_اومرك

ادم بجديه... اسمع يا سراج عاوز المكان كله يتأمن والحراس متظهرش 

سراج بعمليه.... كل اللي امرت بيه هيتنفذ يا ادم بيه 

ادم بصرامه.... حراس منصور تظبطهم علي ما اوصلك  .... اغلق بعدها وهو يتوعد بداخله  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡♡

وفي مكان آخر، كان جالساً يتابع عمله عندما تلقى مكالمة هاتفية. أجاب بانشغال، وعندما سمع صوت المتصل اتسعت عيناه بصدمه، فتمالك نفسه وقال بهدوء: خير.

الشخص بسخرية .. مش ​​خير خالص يا عمران وهمس بكرة ****

وقف عمران مكانه في حالة صدمة، وأخرج مفاتيحه وغادر المكان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡

بعد فتره من الوقت_وصل صهيب إلى وجهته، تابع المكان بهدوء وأعطى إشارة بالانتشار وتأمين المنطقة. ثم تقدم باحتراف ورأى حراس آدم واقفين عند الباب، وقبل أن يتمكن من إطلاق النار سقط مغشياً عليه. نظر إليه آسر بصدمة، وقبل أن يتمكن من الكلام، فقد وعيه أيضًا. اقترب آدم من مكانهم ونظر إلى صهيب بسخرية، ثم نظر إلى آسر. فهو  يعرفه، فرفع أحد حاجبيه مستغرباً وأشار إلى أحد حراسه ليقترب.... جبوهم علي الأوضه الخاصه بيا والرجاله بتاعتهم يتحطوا في زنزانة لوحدهم 

الحراس بحترام.... اوامرك يا ادم بيه

غادرو من أمامه، ووقف هناك يراقب الوضع، بينما حمل حراسه حراس صهيب من الأرض، لكن آدم لم يقـ.تل أحداً منهم. 

استرجاع.........♡

وصل آدم إلى منطقته الخاصة،
وما إن ترجل من السيارة حتى استقبله أحد الحراس. تبادل معه نظرة سريعة، ثم أردف آدم بصرامة:

— الرجالة جاهزة؟

رد الحارس بموائمة وهدوء مدروس:
— جاهزين يا باشا. والرجالة اللي بيراقبوا الوضع لِسّه باعتين رسالة دلوقتي... بيقولوا إن صهيب ورجالته في طريقهم لهنا.
التتبع اللي زرعناه في عربيات الحراسة الخاصة بغالب بيأكد إنهم سلكوا طريق سري، غالبًا عشان يفضلوا بعيد عن عنينا ويهجموا فجأة.

ابتسم آدم بسخرية لاذعة:
— تمام... سيبهم يعيشوا المغامرة.
سكت لحظة ثم تابع بجمود:
— جهزلي بند،قية التخدير... مش عايز نقطة د*م تنزل. رجالة صهيب كلهم يتخدروا.

الحارس بعمليه... تمام سعتك

انتهى الحارس من حديثه، فأشار له آدم بيده للانصراف. غادر الحارس مسرعًا، وبعد دقائق عاد وهو يحمل البندقية المطلوبة، فسلّمها إليه في صمت.

أخذها آدم بهدوء، ثم تحرك بثبات نحو إحدى المرتفعات المُطلة على المنطقة. اعتلى القمة، واستقر في وضعه، وبيده بندقيته ومنظاره بعيد المدى. راح يراقب المكان، يفتش بعينيه المدربة بين الأشجار والطرق الفرعية... حتى لمح أخيرًا حركة قادمة من بعيد.

ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة، ثم تمتم لنفسه ببرود:
— أخيرًا... قرروا يطلعوا يلعبوا.

اقترب صهيب ومن معه من النقطة المحددة، وبلمحة حادة سريعة، رفع آدم بندقيته، ثبّت المنظار، وضبط الهدف.

طلقة واحدة، صامتة، لكنها دقيقة... أصابت صهيب مباشرة، فسقط أرضًا فاقدًا للوعي.

ثم حرّك البندقية نحو الشخص الذي كان خلفه... أطلق مجددًا، وسقط الثاني بنفس الطريقة.

أنزل آدم سلاحه ببطء، ووقف بثبات. عيناه تتابعان سقوط رجالهما كأوراق الخريف، وجمرة الغضب تشتعل بداخله.
رمق المكان بنظرات ممتلئة بالوعيد، وتمتم في سره ببرود قاتل:
— كل واحد فيكم هيدفع التمن... بس إنت يا صهيب؟ العذاب بتاعك لسه ما ابتدى.

فاق آدم من شروده على وقع رنين هاتفه. نظر إلى الشاشة ببرود، وعندما رأى اسم المتصل، لم يُكلّف نفسه عناء الرد. تجاهله تمامًا، لكنه لم ينجُ من الإصرار... إذ سرعان ما وصلته رسالة صوتية من سامر.

فتحها بملل. لكن ما إن انطلق صوت سامر الغاضب، حتى تغير كل شيء:

— "إنت فين يا آدم؟! وليه مش بترد؟! أنا بكلمك بقالـي كذا مرة!"

صوت سامر كان حادًا، غاضبًا، مرتفعًا بما يكفي ليُشعل شيئًا مظلمًا داخل آدم. في لحظة، اسودت عيناه كسواد الليل، كأن شرارة الغضب القديمة اشتعلت من جديد.

شدّ أنفاسه بقوة، ثم زفر ببطء، محاولًا السيطرة على أعصابه.

استمع لبقية الرسالة... بهدوء متصنع، لكن كل من يعرفه جيدًا يعلم أن هذا الصمت هو ما يسبق العاصفة.

_ادم بطل عناد وفوق من كل اللي بتعمله عمران خلاص جاب اخره منك ومبقاش طايقك ولا طايق عمايلك واتفضل اسمع بيقولي اي

ارسل اليه مكالمه صوتيه اخري تجمع بينه وبين عمران فستمع لصوت سامر متسائل... انت فين يا عمران انا موجود في الشركه والسكرتيره قالتلي انك مشيت وكنت مستعجل 

عمران بغضب..... معلش يا سامر تابع انت الشغل النهارده لأني مش فاضي

سامر بجديه... في اي يا عمران ما تتلكم

عمران بغضب... مبقتش عارف اعمل اي لأدم انا زهقت وجبت اخري منه كل مره بحاول اكون في ضهره واسنده وحاولت ألف مره أفهمه ان اللي حصل زمان مكنش بإيدي وكان لازم يحصل عشان ابعده عن الخطط اللي كانت بتتدبرله بس طلع انسان اناني وميستهلش اي حاجه بعملها عشانه والمره دي ورحمة الغالين ما هكون في صفه وهعتبره ما.ت بنسبالي وهكسب نفسي ومصلحتي وبس. 

سامر باستغراب... انت بتقول اي يا عمران اهدا كده ومتخليش الغضب يعميك

عمران بجديه.... انا مش معمي يا سامر انا أول مره اكون فايق وبفكر صح. عيسى طلع من السجن وطلب انه يقابلني وانا حذرت البيه التاني بس يشرب بقا وخليني قاعد كده اتفرج عليه وهو بينتهي وبتنتهي معاه مسيرته كلها. 

سامر بتوجس...تمام يا عمران بس اهدا وبعدين خد قرار وبلاش تتفق مع عيسى علي اخوك دا مهما كان اخوك بعيدا عن كل اللي عمله. 

عمران بسخريه... اخويا اللي ضربني بدل ما يشكرني علي الخدمه اللي كفلت كل رجالتي يعملوها عشانه ولا اللي كل ما يشوفني يهني ويعمل نفسه ميعرفنيش ولوله محولاتي في اني اقرب ونرجع احسن من الأول كان مسحني من حياته سيبك انت يا سامر من الكلام ده لان مبقاش ليه فايده آدم ماضي وكان لازم امسحه من زمان و جه الوقت وهمسحه فعلاً. 
انتهت الرسالة الصوتية،
وبقي الصمت يُخيّم على المكان...
لكن وجه آدم تحوّل في لحظة إلى شحوب الموت.
عيناه اتسعتا بصدمة، وجسده تجمّد، كأن الزمن توقف للحظات.

هل ما سمعه الآن حقيقة؟ هل شقيقه حقًا أصبح من الجانب الآخر؟
رفض التصديق، رفض أن يُصدّق أن شقيقه قد يكون خنجرًا في خاصرته.

وضع يده على صدره، حيث خفق قلبه بألم مباغت.
اختنق نفسه، حاول التنفس ببطء، لكنه فشل.
ركبتاه لم تعودا قادرتين على حمله...
فسقط أرضًا بقوة،
وجهه اكتسى بالظلام، وعروقه نبضت بحدة تحت جلده المشدود.

أغمض عينيه بشدة، يقاوم...
تلك الدمعة الخائنة التي حاولت أن تخذله،
أن تكشف ضعفه، أن تفضحه.

لا... لن أبكي على أحد بعد الآن.
لن تنزل دموعي... حتى لو احترق قلبي.

انتفض واقفًا بعزم،
جسده مثقل كأنّه يحمل جبلًا من الخذلان،
لكنه سار بخطوات ثابتة نحو سيارته.
فتح الباب، جلس خلف المقود،
وقادها في صمت قاتل نحو منزله...
يحاول أن يتماسك، أن لا ينهار.

تعليقات