Ads by Google X

رواية عودة الوصال الفصل الثاني عشر 12 - بقلم سارة ناصر

الصفحة الرئيسية

 

 رواية عودة الوصال الفصل الثاني عشر 12 -  بقلم سارة ناصر

«حـين يغمُرنا الأمل ، نشعر بأنها ليست مجرد حياه لنستقرّ بها فقط  بل مُجرد إنجازّ ، مجردّ تحدى ،  مُجرد هدفّ ، وأخيراً مجردٌ كِفاح »



جاء صباحهم همّ ، وصوتُ الأقدام فى الصباح فى شقةّ "حامد"  مسموعه نسبياً ،  حركه ما بين إرتداء "غسان" بغرفته ملابسه الخاصه بالعمل والمكونه من حِله رماديه عاديه ولكن معلقاً عليها تلك الهويه الخاصه عنه وعن رتبته فى العمل المنقول به من المكانّ الٱخر ، لاحظ هو اللاصق الطبى الموضوع على جانب فراشه يبدو أن شقيقهُ وضعه له عندما يستقيظ ليضعه قبل الخروج ، ابتسم هو حينما جذبه ليفتحه ومن ثم يقوم بوضعه على وجهه ! ،  والغرفه الأخري التى توجد بجانبه غرفة شقيقهُ حركته وهو يأخذّ أغراضه من على مكتبهُ الصغير بلهفه للخروج لعملهُ ، أما الغُرفه الثالثه فكان الصباح باكراً  بالنسبه لها "وسام". بالتأكيد هى فى سبات عميق الٱن لسهرها على المُذاكره وقبل كل ذلك متابعة تلك المبارايات الخاصه بكرة القدم التى لا تفوت أي مباراة منها حتى وإن إنقلب ذلك العالم رأساً على عقب ،  خارجّ تلك الغرفّ الثلاته كانت "دلال" بالمطبخ تعد مشروبات ساخنه وشطائر خفيفه لأولادها ، و "حامد" كما يعتاد هو يستيقط فى الصباح الباكر لاعتياده ذلك أغلب الوقت ، حتى وإن كان لايعمل حالياً فهو  تقدم للمعاش منذ فتره كبيره لذا هو دائماً بالمنزل !   و  لكبر سنه نسبياً ،  خرج الاثنان معاً بنفس ذلك الوقت من غرفة كل منهم ! ، ابتسموا لبعضهم لتلك الصدفه الجميله فى أول يومهم ، ولكن هناكّ من له رأي ٱخر!!
نظر "غسان" لشقيقهُ وهو يقف بجانبه من الناحيه الأُخري وكل منهم يقف أمام غرفته ، وجهه هو نظراته للٱخر وهو يردف قائلاً بابتسامه واسعه لا تتماشي مع طبيعة حديثُه :



_"أعُوذ بالله بقا دي خلقه أصطبح بيها على الصُبح يا جدّع !! "



نظر له "بسام" بحنق مصطنع ، بينما كان يتابعهم "حامد" الجالس على تلك الأريكة بالصاله أمام التلفاز  حتى ضحك علي حديث الٱخر بخفه ، اتجهوا هم نحوه بهدوء وكل منهم بجلس بجانبه أما "بسام". فأردف قائلاً يجيب الٱخر بمرح:



_" هو مش نفس الخلقه بردو ولا انتَ فعالم غير العالم !! "



_"ده للأسف فعلاً وأنا  مش قادر أتأقلم مع الحقيقه دي!"
أردفها "غسان" بنيره مرحَه بعض الشيئ مما جعلهم يضحكون عليه بخفه ،  فأخذ "حامد" أنفاسه ببطئ وهو يردف قائلاً بهدوء:



_"  انتو ماشيين مع بعض ولا ايه ؟"



تحدث "بسام" قائلاً وهو يجيب الٱخر :



_"لا أنا مش قاعد أنا نازل حالاً ، وهركب أي مواصلات توصلني بسرعه "



عقد "غسان" مابين حاجبيه بتساؤل له :

_" ليه مش هتيجي أوصلك بالعربيه فطريقي !!"



_"لا  إنتَ لسه قدامك شويه عما تنزل وأنا مستعجل ، يلا عاوزين حاجه ؟"



قالها وهو ينهض ليودعهم بينما أومأو له بصمت ، ولكن أجابتهُ "دلال" وهي تخرج من المطبخ قائله:



_" انتَ مش هتفطر يا حبيبي ؟"



_" دلال أنا فاطر من أول ما صحيت يجي سبع مرات لحد  دلوقتي  ، أنا بسام ها؟؟ من امته وانتِ بتتلغطبي فينا يا عسل ؟   حب حامد متوهك ،  ولا لسه مفوقتيش من النوم ؟؟"



قهقهو جميعاً عليه بينما هي نظرت له بحنق زائف وهى تجيبه قائله:



_" يخويا أنا بقول الكلام واللي ياخده على نفسه ياخده  معدش فيا خُلق أنا ، بس بالهنا والشفا على قلبك يا ضنايا ، خلى بالك من نفسك !"



ابتسم هو بقله حيله من طبيعة حديثها الذي يغلب عليه عاطفتها إينما قالت!! ، ابتسم لها بسمه واسعه وهو يقترب منها يقبلها على  وجنتيها بمرح ثم فر هارباً من نظرات والده الزائفه بالحنق لمشاكسته ، ليخرح هو من المنزل بسرعه ليلحق بعملهُ !! 
بينما نظر "غسان" لوالده وهو يردف بتصنع للمفاجأه:



_"آلحق!! ده باسّ أشيائك !!"



إعتلت ضحكاتهم الرنانه ، ثم جاءه صوت "والده" المردف من بين نبرته قائلاً بلامبالاه زائفه:



_"عادى مسامح ، مسامح !! "



______________________________________________



خرجّت هى من منزلـها سريعاً لتلحق محاضرتها الأولى فى هذا الصبـاح ، حسناً حسناً ستتحدث مع  من تعتبر شقيقتها وقت لاحق لتأخرها كذلك ! ،  هبطتت السُلم لتقف أمام المبنى تنتظر  مواصله توصلها حيث مقدمه جامعتها !! ، نظرت بجانبها بعد عدة دقائق لتجده هو بجانبها ، ثوانِ  و التفت هو لخيال هذا الشخص الذي يعتقد أنه ينظر لهُ ، فوجدها هي أيضاً ، ابتسم لها "بسام" بسمه صغيره وهو يردف قائلاً بلباقه :



_"مساء الخير !"



نظرت  "جميله " لخاصتهِ  وهى تُجيبه ببسمه صغيره:



_"مساء النور! "



قالتها بتلقائيه ، ولكن بعد عدة ثوانِ أردفت على فجأه تحدثُه بعفويه:



_" مساء ايه يا دكتور؟ إحنا الصبح لسه !!"



_"ما انتِ ذكيه أهو يا دكتوره !"



عقدت ما بين حاجبيها باستغراب وهى تسأله :



_" يعنى ايه !؟"



_"يعنى عرفتى  إن أنا الدكتور  وفرقتى وكمان لاحظتى إننا الصبح مش بليل ،   مبتستغليش ذكائك ده بقا   ليه؟؟"



قالها بطريقه علميه وكأنهُ يردف شيئاً خارقاًوليس شيئاً بديهياً  فالبدايه ظنت أنه يسخر منها ولكن لاحظت بأن طريقته توحي بأنه يوجد ثغره ما بحديثُه !! ، نظرت له. بتردد وهى تسأله هاربه بأنظارها إلى ركن ٱخر ، 
هى ليست من النوع الخجول كثيراً بل هى إجتماعيه نوعاً ما ويوجد بها عامل شرس آحياناً  للردود لبعض أصدقاء الجامعه المستفزين !! ،  ولكن شراسه  بنسبه معقوله وللذي يستحق ذلك فقط ! ، ولين قلبها في نهاية كل ذلك يغلب عليها !!




        
          
                
_"مش فاهمه تقصد ايه .؟"



التفتت ينظر على الطريق وهو يجيب على حديثها بتنهيده :



_" أقصدّ إن إختيارتنا مش بإيدينا لوحدنا ، بس لو اتحطيتنا فحاجه بنبقى  قدها من غير ما نحس.،وعندنا القدره ليها !! "



إلتفت برأسه لها فى ٱخر حديثه ، وجدها تنظر بشرود وهى تستمع وما أن انتهى هو جاءت مواصله  تقف لها ، فنظرت له  وهى تتجه لها ثم ابتسمت بسمه صغيره كرد على حديثُه المُحفز لها بطريقه غيرّ مباشره!! ،  ركبت هى المواصله أولاً ثم تحركت وهى تفكر بحديثُه الٱخير لها  وبنظره أخري للذي أجبرت هي عليه !! ، أما هو فنظر بأثر المواصله وهى تتحرك من أمامهُ  حتى إختفت ولم تدم دقائق كثيره ثم جاءت له أخري مثلها ليركبها هو متجهاً حيثُ عمله الذي ينتظره بالتأكيد !! 



_________________________________________________



وفـى الأعلى  خرجّت "نيروز" من غُرفتها وهى  تقوم بإرتداء تلك الساعه بيديها ، مُرتديه ملابس رسميه   وكان بنطالها من اللون الاسود الداكن وكذلك الچاكيت الخاص به ولون القميص كان باللون البيچ والحجاب من نفس لون القميص،  لاحظت هى شخص ما يحدق بها بإعجاب وصوت صافره من فمها توحى بالإعجاب الشديد ، ولم تُكن سوي شقيقتها "ياسمين" والتى لم تفوت يوماً كهذا حتى يضيع عليها فرصة رؤيتها لشقيقتها فى أول يوم من العمل !، ابتسمت لها "نيروز" باتساع وهى تتجه بجانبها !! 



_"ده ايه الحلاوه والجمال والدلال ده يالا"



ابتسمت "نيروز" لها بتعالى وهى تُعدل من ياقة ملابسها بغرور زائف قائله بمرح:



_"طول عمري شياكـه أصلاً"



نظرت "ياسمين" لها بتمعن وكان يوجد أمامها مقعد من الخشب نظرت له هى مطولاً ثم أردفت قائله بغموض:



_" مش كده ؟"



عقدت الأخري ما بين حاجبيها بينما ، جذبت "ياسمين" الكرسي ناحيتها على فجأة وهى تقوم بالدق عليه تلحن بمرح بالغ من بين ضحكاتها وبصوت غنائها العالى:



_("  دي دي دي شياكه دي ،
دي دي دي أناقه ")



قالتها عدة مرات ، مما جعلت الاخري تضحك عليها بقوه ، بينما "سميه" كانت تنظر لهم من  مكان المطبخ البعيد وهى تبتسم بحنان فاض من أعينها ، اتجههت هى لهم ثم وقفت أمامهم وهى تقدم لكل واحده شطيره وكوب من المشروب الساخن ، ابتسمن لها بحب ، بينما  تحدثت  "سُميه" لـ"ياسمين"  بابتسامه واسعه وهى تقول:



_"يلا بقا يا حبيبة ماما ..."
قاطعتها "ياسمين" قائله بتفكير :



_"حبيبة مَـاما !!،  أاه ... لا بقولك إيه يا سُميه قبى باللى عاوزاه من غير مقدمات للمصلحه يلا!"



قهقن الاثنان عليها بينما إعتدلت "سُميه" بوقفتها وهى تتحدث بهدوء:



_", هنضف الشقه عشان بدر وورده جايين بكره على هنا  ، يعنى هنضف السراير والأوض والتلاجه ونغسل الستاير والسجاد ونفرش غيره و.."




        
          
                
قاطعتها هى سريعاً بحنق وهى تُجيبها على حديثها:



_'ثانيه واحده؟؟  هنضف التلاجه ليه؟  ورده هتنيم يامن فيها ولاإيـه !!"



حدجدتها والدتها بنظراتها المتحديه وهو تردف قائله:



_" أااه هيقعدو فيها كلهم وهيعملو إجتماع كمان هناك اذ كان عاجب  ، فى حاجه ولايه ؟.... أوعى يكون في حاجه ؟ !!"



قالتها وهى تنظر أرضاً لحذائها المنزلى بينما أخذت تتذمر هى على ما تريد والدتها فعله عامتاً ولكن هناك من إنصرفت بهدوء لتجلس تناول إفطارها البسيط فى شُرفتها لتحظو بوقتٍ هادئ قليلاً  تاركه إياهم مع بعضهم  يتشاجرون بطريقتهم المعتاده لها !!، 



دلفت بخطواطها حيثُ غرفتها ثم توجهت تجلس بالشرقه قليلاً تتناول هذا الافطار قبل الخروج ، أمسكت الهاتف الخاص بها من جيب الچاكيت وهى تأخذ عدة صور لذلك اليوم المميز!! ،  هناكّ من يشبهونا كثيراً فى أغلب الاشياء دون أن نعلّم ، ولحسنّ الحظّ هو أيضاً كان قد أخذ الشطائر وكوب القهوه الساخن ثم اتجه للشُرفه كما يحب هو ، وما إن دلف إلى الشرفه فاتحاً بابها بصوت عالى نسبياً كانتّ هى قد تأخذ عدة صور إلى الٱن دق قلبها سريعاً عندما أخذت صوره معينه وقد ظهر هو بها وهو يمسكّ كوب القهوه بيديه ، أخفضت الهاتف سريعاً ثم التفتت تنظر له بحرجّ  وبنظراتها المرتبكـه ، كان هو قد لاحظ ما فعلته ، فابتسم باتسـاع وهو يرتشـف من الكوب الذي يوجد بيديه مستندا ً على عمود الشُرفه ومن ثم خرجّت نبرته المتنحنه وهو يردف قائلاً بنيره هادئه ثابته:



_" المهم متكونش تغفيله !"
صمت هو قليلاً ثم واصل مجدداً بمرح طفيف وتعالى زائف إستشفته هى:



_"ولا أقولك!! عادى أنا حلو فـ كُل الأحوال وقَمّور !! "



نظرت له بتشكك من ثقته النابعه من حديثه ، نظرات دون وعى منها ، ثم أحذت أنفاسها تبرر له ماحدث قائله:



_" علفكره أنا مكنش قصدي هى جتّ بالغلط  وكده .!"



نظر لها بصمـتّ ثم أشار هو على الكوب الذي بيديها كعلامه لبرودته قبل أن تشربهُ ساخناً ، ولكن لم تنتبه هى له بل ظلت تنظر على تلك الهويه المتسعلمه عن مكان عمله ُ وللمره الثانيه لا تستطيع بدء الحديث فى ذلك الأمر  كي لا تُسبب لها وله الإحراج !!



_" لما  عاجبّك البادچ بتاع الشُغل يعنى !، ليه مقولتيش ساعتها إنه نفس المكان  والشغل اللى انتِ راحه تعملى فيه إنترڤيو ؟؟"



قالها بثبات فتحت هي أعينها بمفاجأه لعلمه دون أن تُصرح هى!، فنظر "غسان " لها بتعمنّ وهو يردف قائلاً مره أُخري:



_" ما انتِ مقدمه أونلاين ، وأنا اللى بعمل الـ entrview  بقا !!"



توترت ملامحها وهى تتحدث قائله له بهدوء:



_"  أنا بس اتحرجّت أتكلم !.!  "



_''يا خساره مع إن لو كنتِ قولتى كنت هقبلك بواسطه !!"




        
          
                
قالها بمرَح أما هى ففهمت مغذي كلامه خاطئاً وأنها الٱن لن تُقبل بعد !!، رفعت أنظارها كي تتحدثّ له فتحدث هو قبلها قائلاً بتفهم:



_" متتخضيش أوي كده ده أنا حتى بهزر!!"



ابتسمت بتوتر وهو تتحدث قائله بنبره هادئه :



_"عادى !"



قالتها وهى تتجه للوراء بضعة خطوات كتمهيد للخروج من تلك الشرفه أما هو فلم يبدي أي ردة فعل بل خرجّ من الشُرفه بعدما قام بالانتهاء  من قهوتهُ ليستعدّ للخروج !، خرجت "نيروز" من الغرفه بأكملها فوجدت والدتها وشقيقتها قد بدأن بالفعل فى تنظيف الشقّه !، ابتسمت هى لهن  بعدما  وضعت ما بيديها على السُفره ، لتتجهّ هى ناحيه والدتها وهى تودعها:



_"أنا نازله بقا ياماما ، عاوزه حاجه؟"



إتجهت لها "سُميه" ثم وضعت يديها على كتف الاخري بحنان وهى تردف قائله بحنان بالغ:
_"فى رعاية الله يا حبيبتى خلى بالك من نفسكّ ،  وغسان علفكره كان قالى أنه شغال معاكِ فنفس المكان لما كنتّ قاعده مع مامته و كنا هناكّ،. وطنطك دلال أصرت أنه ياخدك معاه بما إنه نفس الطريق ونفس المكان وأنا بصراحه إتحرجت اتكلم وٱقول حاجـه "



عقدت ما بين حاجبيها بضيق وهو تُجيبها قائله:



_"ليه يا ماما أنا هتحرج أوي مسألتنيش ولا قولتيلي الأول ليه طيبّ !"



_"يا حبيتي مفيهاش حاجه ده إحنا قرايب وكمان متربيين مع بعضيكو كلكم من صغركم  ، ودلال صاحبتي وأنا مقدرش أحرجها بقا !"



نظرت لها "نيروز"  دون تفوه أي حرف رغماً عنها ، ولكن جاءهم صوتها ولم تكن سواها "ياسمين"! وعلى وجهها أثار أتربه خفيفه من ٱثر كَنسُها ،. نظرت للأخري وهى تقول بتبجح:



_" جرا إيه يا بتّ ما تركبي معاه وانتِ ساكته ،  شحات وبيتأمر ؟؟ ، ده انتِ المفروض تُشكريه على المزاج الرايق اللى خلانا فيه من ساعة ما ضرب حسونه !!"



ضحكن الاثنان عليها بقلة حيله ،  فتوجههت "نيروز" ناحية باب شقتهم  لتخرج منه والحقيبه بيديها ينقصها فقط الحذاء ، ولكن أوقفتها شقيقتها وهى تتجه  لها تقبلها من خديها بسرعه وهى تقول:



_"خلى بالك من نفسكّ يا روزّ ، مش مهم الشغل المهم العريس !! العريــــــس  يا نَجيبه !!"



قهقهت "نيروز" بقوه وهى تهز رأسها بالايجاب  و بسخريه منـها ثم توجههت بحذائها المنزلى بعدما أغلقت باب شقتهم خلفها ، إلى المكان الخاص بالأحذيه وهى تفتحه تجذب منه حذاء معين تخرج به !، حتى أرتدته أخيراً ، بينما الٱخر خرج من الشقه يغلقها من خلفه فوجدها تستقيم تعتدل حتى تستعد للهبوط ، فتنهد "غسان" وهو ينظر ناحية قدميها ومن ثم "جزامة الاحذيه" قائلاً بإطمئنان متصنعاً المفاجأه !،  وهو يضع يديه على مقدمه رأسه مكان ضربتها السابقه بحذائها :




        
          
                
_" لقد فلتنا  !"



رفعت أنظارها تُطالعهُ وهو يردف تلك الكلمات ، ثم ابتسمـت بسمـه مرحه على حديثُه وهى تردف قائله بهدوء:



_"علفكره أنا مكانش قصدي ساعتها !!"



نظرلها بصمت دون أن يتفوه بحرف واحد ، بينما هى إعتدلت لتفسح له الطريق أولاً ليبدأ بالهبوط ، فتحنح هو وهو يتجه يهبط من قبلها  قائلاً :



_"  كنت فاكرك ladist Frist  وبتاع!"



ضحكت بخفه وهى تهبط من خلفه دون أن تجيبه على طُرفتهِ هذه ، لم يستغرقا وقت كثير  حينما هبطوا  للأسفل أمام البنايه ، إما هى فوقفت فى ركن ما بعيداً  ولكن هو كان قد سار متوجهها للجراچ ليركب سيارتهُ، سرعان ما فاقت من شرودها حينما وقفت لها تلك السياره السوداء  البسيطه أمامها قائلاً لها  هو. بهدوء وهو يشير لها بذراعه:



_" إتفضلي يلا  !"



خجلت منه ولكن لم تستطع أن تعارض مثلما قالت لها والدتها بل توجهت لتركب السياره  واختارت المقعد الأمامي بجانبه حتى لا تسبب له الإحراج عندما تركب فى الخلف !! ،   وما إن ركبت هى بهدوء ثم أغلقت الباب خلفـها   بينما كان ينتظرها هو بأن تنتهي وما أن انتهت وجه "غسان" نظراته لها وهو يردف قائله بابتسامه عبثيه لاحت على شفتيه بلؤم وإعجاب من ردة فعلها تلك :



_"  لأ و بتفهمي !! "



هربت بأنظارها ناحية الطريق مع تسارع دقات قلبها ،  بينما تحرك هو بالفعل ، وهو يتحدث وكأنه شارداً  قائلاً وهو ينظر للطريق أثناء قيادته:



_"مش عارف عملت إيه !،علشان يدق جامد كده !!"



بالطبع لاحظ إحمرار وجهها ، وللحق ما إن أردف تلك الكلمات زاد خجلها الضِعف ولكن هي الٱن أمام أنظاره وبجانبه،  فلا مفر إذن !!



__________________________________________________



_" مَا تقوم يا حسن  كُل ده نوم  ياض !؟؟"
حسنناً الٱن الساعه الحادية عشر صباحاً فقط !! ، ولكن هو أصبح معتاداً على الاستيقاظ فى أوقات كهذه وكذلك فى منتصف الليل أيضاً !! ، نَبس "أدم" بتلك الكلمات وهو يقوم بهز صديقـه النائم ولم يكن سوي"حسن"  تململ بإنزعاجّ وهو ينهض ببطئ ليجلس على الفراش ، مردفاً بنبره ناعسه ولكن بها بعض الضجر من الٱخر :



_"جرا ايه يا ٱدم ما تسيبني أنام ، نايم فوق راسك  أنا ، صاحى بدري كده ليه أصلاً  ؟"



كان "ٱدم" يستمع للاخر وهو يمسك بتلك السيجاره يُدخن بها   كما يعتاد منذ أفاقته من النوم مباشرةً  !! ، نظر له وهو يتجه ناحيتهُ مردفاً بتهكم :



_" انتَ هتتأمر ياض ، قوم إعملنا فطار  إنجز!"



عقد "حسن" مابين حاجبيه يكاد يسب ويلعن به ولكن ليس  وقته تحديداً الٱن :



_" انتَ مصحينى بروح أمك عشان أعملك فطار  ، بقولك ايه حل عنى !"



طالعه" ٱدم" بحده  وهو يردف قائلاً بجمود:




        
          
                
_" حسن!! لٱخر مره هقولك أمى سيرتها متجيش لابهزار ولا بجد  فأى حوار سامعني ؟!"



_"متزقش يا عم وأنا ليا مين أروح أتزفت ٱبات عنده ألا انتَ،.  عجايب رايح أبات بعد ما إتطردت و  عند ابن عم خصمى ، أما قصه عبره يا جدعّ"



قالها بسخريه ، ليجيب الٱخر على حديثُه الجامد بعد الشيئ وبرغم ما بهما. الاثنان من أفعال يشهد بها الكل بسوءها ولكن تظل علاقتهم علاقه أصدقاء منذ الصِغر ، !! ، صمت "ٱدم" ولم يتفوه بشئ بينما واصل "حسن" مجدداً. وهو يتجه ناحيته يأخذ السيجاره من بين يديه ليدخن هو الٱخر قائلاً من بين خروج الدخان من فمه وأنفه:



_"مقولتليش يعنى صاحى بدري ومصحينا معاك ليه ؟ هنوزع لبن  ؟"



كانت نبرته ساخره بعد الشيئ ، نظر له "ٱدم" ثم  إتجه يجلس على الاريكه الصغيره فى الغرفه وهو يتنهد قائلاً بغير وعى ، حديث لا يتماشي مع طبيعة ما يفعله من تصرفات ! :



_" من زمانّ وأنا بصحي بدري كده ، ٱو مبنامش أصلاً نوم كويس ، يعنى ! دايماً قلقان ، علشان لو حدي هنا علطول ،  بخاف أموتّ وأنا لوحدي هنا ومحدش شايفنى ،   ٱنا مبقتش أخاف من حاجه وأنا لوحدي غير من الموت  يا حسن !"



_" اسكت إنت  مين قدك يا عمّ إنتَ  إحمد ربنا بس  ومتعترضش على النعمه والروقان اللى انتَ فيه !!"



طالعه "ٱدم" بلا مُبالاه وهو يتنفس بعمق قائلاً من بين تنهيدته:



_"  صدقنى يا حسنّ إحنا قدامنا فرصه نبطل ، قدامنا فرصه نبقى جاهزين حتى للموت !! "



ضحك "حسن"  على حديث الٱخر ضحكه ساخره وهو يتجه ليخرح من الغرفه بغير إهتمام تزامناً مع قوله العالى ليسمعهُ الٱخرّ:



_" مش شايف نفسك أوڤر عالصبح  يا دومي دومي ، ولا انتَ عامل دماغ ومش قايلي  ، ...هو شريف مكلمكش!"



نهض "ٱدم" ليسير خلفـه خارجاً من الغرفه وهو ينظر بأثر الاخر بقلة حيله وإن كان بقلبه ذره من الأمل  فقتلها الٱخر ، لأنه تحدث بالحديث الصحيح مع الشخصُ الخاطئ بالتآكيد ، ولكن كل بن ٱدم خطّاء !، لا يوجد بيننا شخص بلا خطيئه ! ،  نحن بالأساس يجب أن يُنظر إلينا من قلوبنا ،  تلك التى تريد شيئاً والعقل يأبى لإرادته لشئ أخر غير ما يريد الأول !



_____________________________________________________



بعدما إستيقظت مُبكراً ثم هبطتت من منزل شقيق والدتها لتذهب وحدها إلى منزلها تجلب منه بعض الأشياء الخاصه بجامعتها فى حقيبه ظهر فقط !! ، دلفت منزلها منذ نصف ساعه تقريباً  لتجلب هى الأشياء الخاصه  من المنزل ومن ثم إنتهت سريعاً لتخرج من المنزل تغلق الباب خلفـها  وما إن إلتفتت لتهبط وجدته أمامها يحدجها بنظراته الخبيثـه ، إنتفضت سريعاً ثم رجعت عدة خطوات إلى الخلف وهى تضع يدها على فمها حتى لا يخرج منها صوتاً يلاحظه بعض من الجيران الموجدين بجانب منزلها ، تمسكت بالحقيبه بقوه وهى تتنفس عالياً ، بينما تقدم هو لها  وهو يبتسم ببرود ثم وقف عند مكان معين ، بينما أمعنت "فرح" نظراتها له وهى تحاول أن يخرج منها صوتها وأخيراً أردفت قائله بنبره مهزوزه :




        
          
                
_"إنتَ عرفت بيتى إزاى، و... وإزاى تجيلي هنا ؟!"



نظر "خالد" لها بصمت لدقيقه واحده ،من ثم أردف بعدها بنبره بارده إمتزجت بابتسامته  السَمجه:



_" أنا ٱجى فالوقت اللى أنا عاوزه والمكان اللى أحبه مادام مبترديش على التليفون يا دكتوره فرّح !"



_" إبعد عنى وسيبنى فحالى بقا ، أنا مقدرش أعمل اللى بتقولي عليه ده حرام عليك ، دا  فى ألف واحده غيري ، ليه أنا !! "



قالتها بنبره عاليه محتده بعض الشيئ ،  فأردف لها هو قائلاً بتجاهل للذي سبق:



_" أيوه يعنى مبترديش على التليفون ليه !، وبعدين ليه انتِ دى فللأسف أنا مش هعرف أجاوبك بس عارفه لو بإيدي الاختيار أكيد مش هختارك انتِ بالتحديد مش من حلاوتك يعني يا دكتوره!"



ابتلعت ريقها بخوف ، وحاولت أن تتغاضي عن إهانته الصريحه لها بحديثُه ثم خرجت نبرتها منها وهى تقول بتساؤل:



_"يعنى ايـه !"



أخرجّ هو هاتفاً ما يبدو أنه لها تحديداً ثم قدمه لها وهو يجيبها قائلاً:



_'" يعنى تاخدي ده، ولما أرن تردى قبل أي حاجه عشان مزعلش منك يفروحه"



نظرت بتردد للذي يوجد بيديه ، فإحتدت نظراته هو ، وهو يقدمه لها أكثر وأقرب ، فمدت يديها تأخذه منه بتردد وأصابع مرتعشه ، فإعتلت ضحكاته المريضه وهو يردف قائلاً لها :



_" بتترعشي كده ليه ! ده انتِ فافى أوي صحيح ، يلا إركبك تاكسى تروحى لنبع الحنان يلا"



حملقت به بصدمه لكونه يعرف كل شيئ تقريباً تريد فعله، أيعقل ؟ يراقبها ؟!
إحتد ت نظراتها وهى تجيبه قائله بحده:



_" انتَ مجنون ، تاكسي؟ عاوز تخرج من  بيتنا وأنا معاك عاوز الناس تقول عليا ايه ؟"



_" لا بصراحه عندك حق ، بس هقولك؟ االى يبيع صاحبه يعمل اي حاجه أو اللى ناوي يعني ، ولا ايـه ؟"



قالها بخبث ثم هبط السُلم من أمامها سريعاً وهو يخرج من المبنى الصغير هذا !! ،. أما هى فجلست على الأرض  وهى تضع يديها الاثنان على أذنيها مع بكائها الصامت  ورعشه يديها الملحوظه مع فقدانها لأعصابها حتى باتت لا تستطيع فى الحال الوقوف عليها، بكـت بانهيار ولكن كل ذلك دون صوت يخرج منها   ، بكاءاً. يوحى بقلة الحيله والتشتت ، مرتّ الدقائق وحاولت أن تلملم ذاتها  للتوجه حيثُ المَشفى الخاص بوالدتها وللحق هى الٱن لا تستطيع فعل أي شيئ بعد فتك أعصابها هذا  ولكنها ستحاول التحامل على ذاتها!



____________________________________________________



بالطَبع  وصل هو بسيارته إلى عمله وعملها  منذ قليل بعدما هبطّ من سيارته ودلف هو أولاً من ذلك الباب الرئيسي كان "غسَـان"يسير و هى من خلـفه لعدم معرفتها أي شيئ إلى الٱن ولكن قد علمت مسبقاً المكان الخاص بجلوسها حين مجئ موعدها للدلوف لتلك المقابله ، صعد السُلم وهى من خلفه حتى وصلو إلى الطابق الثانى  وجد به عدة غرف مكاتب بالطبع له واحده منهم ، والكثير من الفتيات يجلسن بالانتظار ، إلتفتت هو لها ثم تنحنح قائلاً لها :




        
          
                
_" إقعدي إر..."
هناك من قاطع حديثُهم وهو يقوم بالمناداه على ذلك الواقف بالنسبه له، إلتفت "غسان" له بينما إقترب منه ذلك المجهول وهو يمعن النظر على تلك الهويه الذي يرتديها هو ، ثم أردف قائلاً له برسميه:



_" أهلاً بيك يا مستر غسان ،  ده مكتبك حضرتكّ !"



نظر "غسان"  لإشارة الآخر على الغرفه التى كانت توجد بجانب مكان جلوس الفتيات وبعض من الشباب القِله ، ابتسم "غسان" له بتكلفه ، بينما الٱخر نظر لها هى ثم عاود النظر له وهو يردف قائلاً بإبتسامه :



_" إتفضل خد المدام وتقدر تقعد فمكتبك من دلوقتي"



إحمر وجه"نيروز" بشده ، بينما عقد هو مابين حاجبيه بتساؤل:



_"مدام مين !؟"



_"دي، هى مش المدام ولا ايه ؟"



نظر "غسان"له بنفاذ صبر وهو يردف قائلاً يجيبه بإقتضاب:



_" لأ"



_" أنا ٱسف بس ، الٱنسه محجبه ولما لاقيتها كده فكرتها مدام حضرتك ،  لأن جاي أوامر المرادي بعدم تعيين محجبات من المقابلات الشخصيه بتاعت الدور ده  !"



توترت ملامح "نيروز" بشده ، بينما نظر"غسان"  له  بجمود وهو يردف بتساؤل:



_"نعم !"



حسناً ما مشكلة الحجاب إذن والمشهورة  كمثل هذه الأيام !!  هاجت الدماء بعروقه وحاول أن يتحكم بإنفعاله على قدر الإمكان ،  بينما نظر لها فوجدها تنسحب ببطئ ، قاطع سيرها  بنبرته العاليه  وهو يناديها :



_"إستنى !!"



التفتت تنظر له بتعابيروجه خاليه ولكن لم تكن خائفه تلك المره  وهى تفف بمكانها ، بينما وجه  هو نظراته لذلك الواقف  وهو يسأله بحده لم تظهر للاخر بوضوح ولكن امتزجت باللطف كي يخبره الاخر على الفور :



_" ده مين اللى طلع بالقرار  ده. ..؟"



قالها بلطف مصطنع بينما ابتسم الاخر  بغباء وهو يشير على المكتب الذي يتوسط الدور وهو يقول:



_"  مدام إنچى المديره هنا !"



_"تمام؛ إتفضل إنتَ"



أومأ له الٱخر  وهو يسير بعيداً عنه بينما نظر هو لها وهو يتقرب يقف أمامها ثم تحدث بنبره هادئه  وبثبات:



_" تقدري تقعدي هنا  لحد ما دورك يجى  متمشيش ."



قالها ثم إتجههت هى تجلس على مقعد ما بعدما أومأت له بنعم ،  بينما هو  توجه يدق الباب لتلك الغرفه عدة دقات خافته  حتى أُذن له بالدخول !! ،  دلف بخطوات واثقه وهو يغلق الباب من خلفه ، بينما ابتسمت تلك التى بالداخل وهى تشير له بالجلوس على المقعد من أمامها ، فجلس هو بصمت بينما تابعت بقولها :



_"أهلا بيك يا أستاذ غسان إحنا بانتظارك من بدري  هنا "



وجه  "غسان " نظراته لها وهو يبتسم بتكلفه ثم تحدث قائلاً :




        
          
                
_" كده كده كنت هاجى طبعاً  ، بس المحجبات بقا يا تري هيجوا بردو ولا ممنوعين ؟"



نظرت له " إنچى" بملامح وجه مبتسمه كما يتوجب عليها :



_" مالهم المحجبات يا مستر غسان ؟"



_" هو مش انتِ بردو  اللى منعتى المحجبات المرادي من الشغل هنا ،؟"



_" هو تغيير المرادي بس ، هو فى مشكله ؟؟"



أخذ أنفاسه وهو يردف قائلاً بنبره هادئه زائفه:



_"  هو حضرتك مش شايفه إن منعك للحجاب ده فحد ذاته مشكله ؟؟ "



توترت من الداخل كونه ذات صله بمدير هذا الفرع فى المكان الٱخر وجاء بتوصيه وتمهيد من هناك ، ولكن لم تظهر هى كذلك بل إبتسمت بسمه مصطنعه وهى تردف قائله لتجيبه:



_"أخدته من غير تفكير فعلاً بس غرضي أعدل من واجهة المكان ، لكن إحنا مش متشددين أوي في الحكايه دي لانها أول مره تحصل ، ممكن نعينهم مش هيحصل مشاكل عادي "



إبتسم لها هو بسمه على جانب شفتيه بالطبع بسمه تهكم لعلمه بما دار فى ذهنها الٱن !! ، ولكن لم تعرف هى حقيقة وطبيعة تلك البسمه ، واصل هو  ليتحدث قائلاً من بين ابتسامته:



_"  بعيداً عن انك  طلعتى ذكيه ، بس مفيش حاجه تقنع بجمال واجهه للمكان غير الحجاب، الحجاب فرضّ، وكل واحد حر  ، و  بيتهيألى الموظفين مش هيسألوكِ انتِ مش محجبه ليه ، زي ما حضرتك بتسأليهم بطريقه غير مباشره إنتِ محجبه ليه ! "



إبتسمت له بهدوء وهى تردف قائله برسميه حتى لا يتأزم الوضع :



_"  شكراً للتوضيح يا أستاذ غسان  ، إتفضل ابدأ فى شغلك  واللى ليه نصيب يتعين هيتعين  ان شاء الله ."



نهض  "غسان" وهو يقف ثم أجابها قائلاً بإقتضابٍ وهو يومأ لها :



_"  أكيـد "



قالها ثم  توجه عدة خطوات ناحية باب الغرفه يخرج منها بهدوء عالقاً الباب من خلفه ،أما هى فتنفست بعمق أخيراً  ثم أمسكت بالهاتف الأرضي  وهى تنبأهم بما حدث مؤخراً من جديد حتى لا يذهب  البعض  كما تعتقد هى  ، خرج هو ثم وزع أنظاره على الجالسين جميعاً ، حثه عقله على البحث عنها بالحال ، فوجدها أخيراً تعبث بهاتفها بملل ، فاتجه بخطوات واثقه ناحية مكتبه فى الناحيه الاخري والذي أشار له عليه الاخر منذ قليل ،  بالطبع مع تفكيره بمنع نفسه من الإحتكاك بها كثيراًمقرراً تجاهلها الٱن إلى إستقرار الأوضاع !! 



___________________________________________________



مَرّ الوقـت وهما يقومان بتنظيف المنزل إلى الٱن ، جلست "ياسمين" أرضاً. بضجر أمام الثلاجه وهى تُنظف بها بإنهاك أمام أنظار والدتها المتجهه إليها بعنايه، رفعت "ياسمين" أنظارها لتلك الواقفه أمامها بحنق ثم أردفت قائله لها :




        
          
                
_"ايه مش مشكلتك مع التلاجه قولى بصراحه ؟ هتحطى فيها ٱثار ؟؟"



_" بتعرفي تنضفى وانتِ ساكته ولا مبتعرفيش؟؟"



قالتها "سُميه" بتهديد للأخري وهى تنظر لها بحده ، تأففت "ياسمين" ثم أخذت أنفاسها بصوتٍ مسموع وهى تنهض على فجأه قائله بحنق:



_"لا بقا دي مش عيشه بقا !، ناس تقعد فى تكييف وناس تغسل تلاجات  ؟ ده مش عدل ! ده ظلم !"



_"أومال إن شاء الله هتنضفي في بيتك إزاي ؟  هتسبيه ؟ ولا هتخلى حازم ينضفلك؟"



نظرت هى إلى والدتها ثم تركتّ الأشياءالتى توجد بيديها وهى تعدل من ملابس المطبخ بغرور زائف لتتجه ناحية والدتها التى ابتعدت عنها عدة خطوات ثم جلست على المقعد الذي يوجد  بجانبها  لتضع قدماً على الأخري قائله بغرور زائف:



_" ودي عاوزه كلام !! طبعاً هجيب خدامّه، تعملى أنا وحازومي "



نظرت لها "سُميه" وهى تردف قائله بسخريه:



_" الله يرحم أمك  وأبوكِ يا ختى !  قال خدامه قال ! قومى فزي حطى الهدوم فى الغساله يلا !"



نفخت هى أنفاسها بقوه وهى تستقيم واقفه  ثم طالعت والدتها بغيظ قائله بحنق:



_"علفكره انتِ وليه قادره ! "



_" ما انا عارفه ، واتلمى بدل ما الشبشب يطلع ،، وشوفى الباب بيخبط !"



نظرت لوالدتها  بضجر وهى تتجه ناحية باب المنزل تفتحه بشكلها الغير المرتب هذا والأتربه تغطى ملابسها المنزليه وحجاب رأسها المعقود من الخلف ، دقيقه وفتحت بابّ المنزل ،لتنفرج أساريرها وهى تبتسم بإتسـاع وقبل أن تتحدث هى ، تصنع "حازم" المُفاجأه وهو يردف قائلاً :



_"يا ساتر يارب ! انتِ مين!  فين ياسمين ؟ خشي إندهيلها من جوه !"



نظرت له  بحده وهى تردف قائله بحنق:



_" وحياة امك عايده ؟ "



_"وحياة امك سُميه !"



صمتوا هم قليلاً ثم أردفت" ياسمين" على فجأة وكأنها كانت لم تعرف هويته منذ قليل !! :



_"حازم حازم !!"



_"ياسمين ! ياسمين!!"



رددوها الاثنان خلف بعضهم كعلامه للترحيب وتعريف هويتهم أخيراً بمرح !، فقهقه "حازم" سريعاً   وهو يدلف إلى الداخل قائلاً. بمرح :



_"بالأحضان ياراجل!"



قالها ثم إلتفتت لها وكأنه سيأخذها باحضانه ولكن بطريقه زائفه، إبتعدت هى عنهُ ثم قامت بضربه بخفه على كتفيه قائله بتحذير :



_"إحترم نفسك !"



_" ما أنا محترمها والله "



إبتسمت هى له ثم إردفت قائله وهي تشير له بأن يتبعها إلى المطبخ سريعاً ، حتى توجها معاً ناحيه المطبخ وهى تقف أمام الثلاجه  ثم وضعت يديها بمنتصف خصرها وهى تردف قائله له بجديه زائفه:




        
          
                
_" إيه رايك ؟"



_"فى ايه ؟"
قالها بإستغراب ، وهى تطالعه و"سُميه" تكتم ضحكاتها وهى تنظر لهم ، فأجابته الأولى على حديثُه بعفويه:



_"فى التلاجه اللى أنا لوحدي اللى نضفتها !"



ضحك هو. بخفه ثم أردف قائلاً يُجيبها بعفويه :



_"تُحفه زيكّ"



ابتسمت هى بخجل وهى ترمش بأهدابها بمرح ، أما "سُميه" فأردفت قائله للٱخر:



_"بص بقا  البت دي لو انتَ أخدتها وحبيت ترجعها إحنا معندناش الكلام  ده ،  ودورلكم بقا على خدامه من دلوقتي  يا حبيب قلبي!"



_" ليه بس يا حماتى ما. التلاجه  نضيفه وزي العسل أهيه !"



نظرت "ياسمين" إلى والدتها بضجر بينما إنتهي الاخر من حديثه فابتسمت هى له باتساع وهى تردف قائله بمشاكسه:



_"وربنا انتَ اللى زي العسل ، بس قولها ، قولها بقا الست القادره دي  اللي مش عاجبها العجّب دى  "



قهقهوا جميعاً عليها وعلى طريقه  حديثها المَرح ، بينما تعلو ضحكاتهم الرنانه بصوتها المُبهج فى  المطـبخّ  وبقلة حيله من طبيعة مرحها الدائم هذا ! 



_____________________________________________________



_" تمّام ! ، ٱخر حاجه هسألها وتقدري تتفضلي ،  إزاي هتتعاملى مع الضرايب فشغلك والملفات الضريبيه ؟؟"



قالَها "غسان"  يإنهاك لتلك التى تجلس من أمامه ، الفتاه قبل الٱخيره وسينتهى هو اليوم  ٱخيراً بعد مرور كل ذلك الوقت ! ، طالعته الفتاه بنظرات واثقه ثم صمتت تفكر حتى يخرج منها حديثُها بمنطقيه ، تنهدت ثم أجابته أخيراً  بعقلانيه متفهمه:



_" على حسب ، يعنى هنا  هحدد سجلات الضريبه ، وأتأكد من صحتها ومن كُل الملفات بتاعت الضرايب ، وعلشان أكون محاسبه صح لازم يكون عندي سرعة بديهه ويكون فى إدراك كامل للضرايب اللي من أي نوع  ، وتطبيق القوانين واللوائح  الخاصه بعمل المحاسبه علشان تطلع عملية محاسبه دقيقه ونظيفه ! ."



أومأ لها بهدوء ثم تنحنح قائلاً برسميه:



_"  موفّقَه فالشغل من بكره إن شاء الله ، اتفضلي "



إبتسمت باتساع وهى تنهض لتخرج من الغرفه ، تنفس هو بعمق وراحه وهو يرجع بظهره إلى الخلفّ على المقعد ، عدة دقائق تقريباً. ودلفت الٱخيره ولم تكن سوي "نيروز" دقت الباب بخفوت ومن ثم أذن لها فدلفت هي بخطوات بطيئه ثابته ، حتى ٱشار لها بأن تجلس أمامه  على المقعد ، فجلست هي بهدوء ، فخرج صوته الهادئ بعض الشيئ وهو يحدثها قائلاً بإبتسامه صغيره :



_" طلعتى ٱخر واحده علشان حرف النون !  "



إبتسمت هى برضا وهي تجيبه قائله بصوتها الهادئ :




        
          
                
_"مش مشكله المهم انى دخلت الحمد لله يعني "



أومأ لها هو ثم ابتسم بسمه صغيره وهو يأخذ منها الملف الخاص بها يطالعه بتمعن لم يأخذ وقتاً كثيراً ، بل أخذ أنفاسه ببطئ وهو يردف قائلا ً :



_"جاهزه  تتسألى  ٣ أسأله بس ، بما انك مشتغلتيش قبل كده !"



هزت رأسها بالايجاب  ثم فركت يديها بهدوء ولكنها حثت نفسها على الثبات أكثر فبعد الٱن سيتغير كل شيئ بمعاملاتها خلال عملها هذا ، هذا  ما حثت به نفسها ،  وإن قُبلت !!  



_"  طب خلينا  فـ أول حاجه ! إزاي  هتتعاملى مع العملاء  وجه لوجه أو من على  بعد عامتاً !؟"



تنفست هى بعمق ثم أغمضت عينيها للحظه ثم فتحتها أخيراً وهى تبدأ بالبسمله فى سرها ، مردفه أخيراً. بنبره هادئه  واثقه :



_" يعنى أنا هقدر أتعامل معاهم من حيث الأسلوب يكون كويس وهادى ، وبشكل إيجابى ككُل ، وأقدم ليهم الخدمات  وأحقق رضاهم ، وأخيراً تكون بطريقه مرضيه لجميع الأطراف من حيث العميل أو العمل وضميري نحيته !"



طالعها بإهتمام وهو يهز رأسه قائلاً برسميه:



_"  كويس ده ،  عندك فكره عن الفرق بين المخصص والاحتياطى ولا..؟ ؟"



هزت رأسها بنعمّ وبها بعض الحماس لكون الاسأله  الذي يسألها هو لها ، هى تعلمها ولديها خلفيه عنها ، فتحدثت هى قائله تُجيبه :



_" أعتقد إن المخصص مبلغ  بيتم تكوينه سواء للربح أو للخساره لانه إجباري
أما الاحتياطى فبنكونه بس فحالة  تحقيق الربح "



نظر لها بتعمن وهي تردف حديثـها وما أن انتهت هى طالعها بإعجاب طفيف لمعلوماتها تلك حتى وان مر عليها  وقت لم تدرس به شيئاً .



_" حلو  بما إنك مشتغلتيش قبل كده  ،..طب   الموازنه ايـه بالنسبه للمحاسبه ؟"



صمتت هى تفكّر لمدة دقيقتان حتى تستطيع جمع الكلمات فى ذهنها ، إنتهت هي أخيراً ثم أردفت قائله تُجيبه وهو ينتظر إجابتها :



_" هى حاجه زي تقدير مصروفات وإيردات ممكن  لسنه أو أكتر لقدام  تقريياً يعنى !"



_"  صح !.، مين  مسئول عن التقدير ده !"



_"انتَ!!"
قالتها بعفويه ، فصمت هو عاقداً ما بين حاجبيه، فأردفت هى سريعاً تحاول تجميل ما أردفته دون تفكير :



_"قصدي يعنى حضرتك اللى هو مدير الحسابات !"



حاول إخفاء بسمته ، فخرج منه صوته قائلاً بثبات:



_" عالّ أوى ، هتتعينى من بكره بإذن الله "



ابتسمت باتساع  وهى تنظر لهُ ، فنهض هو من على مقعده ، ومن ثم نهضت هى سريعاً  لتخرج من الغرفه ، فأوقفها  ليقاطع سيرها:




        
          
                
_"   خمس دقايق ونازل"



التفتت ثم أومأت لهُ بالايجاب هو يعني أنها ستنتظره بالاسفل حتى يعودا مع بعضهما  إلى المنزل كما جاءا هما ، خرجت من الغرفه ثم اتجههت إلى السُلم  حتى تهبط وتننظره إستعداداً   للذهاب!



_________________________________________________



وصلتّ هى إلى المَشفى  لا تعرفّ كيف وصلت منذ وقتّ مرّ ، ولكنها وصلتّ بخيبه كُبرى ، سارت بخطواتها البطيئه وعينيها شاردتان فى الطرقَه من أمامها إلى أن وصلت  إلى الدورّ الخاص بالغرف التى توجد بواحده منها والدتها ، لا تري أي شيئ من أمامها سوي تفكير عقلها فقط الأصوات متداخله الحقيبه تهبط من يديها بقوه على الأرض ثم إنحنت بتعبٍ تجلس على درجه من درجات السُلم الذي أمامهم ،  جلست متجاهله الأنظار التى عليها ثم وضعت يديها على أذنها من تداخل التفكير والصراع الذي بداخلها  ودموعها تهبط بصمت ، لا تري الأن شيئاً حقاً من دموع عينيها ، أصوات كثيره من حولها تحثها على القيام ! تسألها عن حالها ؟! ولكن هناكّ صوت قريب جداً منها !! ، نعم! الطبيب الخاص بحالة والدتها قد سمعت صوتهُ من قبل ! تعرفه !!  ، كان فى ذلك الوقت ، صاعداً هو للمرور على حالة المرضي عامتاً والاستئذان للإنصراف و لانتظار شقيقه الذي حدثه منذ قليل بأنه سيأتى له ليأخذه من عمله!! ،  أشار "بسام" لتلك التى تجلس بيديه كي تنتبه له :



_"ٱنسه فرح !!  ،انتِ معايا؟ ء شيفانى ؟،... سمعانى طيب ؟"



هزت رأسها بنعم رغم تشوش الرؤيه أمامها ، ولكن تفهم هو تلك الحاله غالباً ، مد لها يده ليسندها برفق وهو يُنهضها من على درجه السُلم متجهاً بها بخطواتٍ بطيئه ناحية غرفه من الغرف الفارغه مؤخراً  ، استندت هى عليه بغير وعى ، خطوات وخطوات حتى وصلا هما إلى غرفه معينه فارغه ، ثم جلست هى  بمساعدته على الفراش الخاص بالمشفى ، وما إن جلست تضاعفت دموع عينيها بالكثره !! وكل ما يجول بخاطرها تصوير مشاهد لها وهى تخون صداقتها وتتداخل الأمور بمشاهد عدة لمرض والدتها ! ما الذي يحدث الٱن ! 
جذب هو مقعد سريعاً ثم جلس أمامها وهو يهدهدها براحةٍ  وإطمئمان:



_" ،إهدي ! اهدي يا ٱنسه فرح !"



نظرت بدموع عينيها ، ثم بكت بصوتٍ عالٍ وهى تضع يديها على أذنيها  تزامناً مع تحركها بقوه وكأنها تنفى شيئاً ما ،  ليخرج منها صوهها المُنهار!!: 



_"لأ لأ مفيش حاجه من دي بتحصل.. لا مش هتحصل!!"



نهض هو سريعاً وهو يُحكم من حركتها ثم نادي سريعاً على الممرضه وهو يضغط على الزر الذي يوجد بجانب الفراش ، قائلاً لها بصوتٍ هادئ مُمسكاً يديها بحنوٍ كتغلب على تشنج أعصابها :



_" اللى انتِ بتفكري فيه أو اللى شيفاه مش حقيقه ، أنا هنا !! مامتك هنا يا فرح ، كلهم هنا حواليكِ ، فوقي!! "



دقائق وهى تهدأ تدريجياً من حديثه التى تسمعه هى ، فاقت تدريجياً أخيراً من تلك الغفوه الإجباريه ، ثم  التفتت حولها بريبه ، وصدمه مما يحدث الٱن أحقاً وصل بها الحال إلى ذلك ، نظرت هى له نظره مطوله والدموع تهبط من مقلتيها وكأنها شلالات لا تعرف طريقاً لها ، ثم خرج منها صوتها الضعيف:




        
          
                
_" إشمعنا أنا ؟!"



_"إهدي !"



_" أنا عملتله ايه ؟"



_"معملتيش ! انتِ كويسه مفيـش حاجه."



_"..مش هقدر .. ، جميله متستحقش ده منى لأاا !"



عقد ما بين حاجبيه ولكن سرعان ما ربت على يديها بهدوء و هو يضغط على مجري الدماء كإفاقه لها  ولتشنجها ، ولكن  هو لايفهم بحالتها تلك إلا القليل ليس تخصصه من الأساس !! 



_" مش هتعملى حاجه بس  آهدي !؛ اهدي خالص ، اتنفسي برّاحه "



سكنت هى فجأه ولكن ليس  بمفردها ،  بل بتأثير الحقنه المهدئه الذي أحقنها هو بها بمساعده من الممرضه التى ٱتت له عقب ضغطه على زر الطوارئ هذا ،
مددها على الفراش بمساعدة الٱخري ، دقائق وأغلقت أعينها بتعبٌ وانهاك مع هزات رأسها الهادئه بالنفى وكأن وحشاً يُطاردها وهى  تهرب منه بحركه رأسها فقط  ولكن جسدها يظل متيبساً ! .



_____________________________________________



هبطّ هو ومن ثم ركب السياره وهى بجانبهُ  من الأمام.، بدأ بالفعل بالتحرك ، كانت تبتسم بشرود وهى تنظر من النافذه أما هو فصب أنظاره على الطريق ، ولكن إنتبه هو إلى بسمتها تلك ، فوجد نفسه يبتسم تلقائياً ، نهر نفسهُ لصب تركيزه بالكامل معها ! ، كثير من الوقت يحث نفسه على عدم الاحتكاك بها ولكن عند وجودها يتغير كل شيئ ، حسناً مجرد صديقه ؟ هذا ما  قاله لعقلهُ، أخذ أنفاسه ببطئ  و  بصوتها العالي  الممزوج مع صوت «إم كلثوم» الضعيف فى كاست السياره ، وللحق هو يعشقها ، إياً يكن يقوم هو بتشغيلها  حتى فى غرفته التى يوجد بها الشرفه ،  ولكن يقوم هو بخفض الصوت مؤخراً ،  مد يده سريعاً  ليقوم بتعلية الصوت قليلاً ، ثم نظر لها وهو يردف قائلاً على فجأه:



_"كده أحلى ، خلى كوكب الأرض تبدع شويه  !"



انتبهت هى له بالاساس عند تعلية الصوت، تذكرت بأنها كانت تسمع صوت تلك الأغاني منذ عدة أيام ولكن صوتاً كان خافتاً بعض الشيئ ، آبسمت هي له عفوياً على حديثُه ولكن تلاشت بسمتها وهى تنظر له ببلاهه قائله:



_"كوكب الأرض!!! ، إسمها كوكب الشرق !"



_"طب ما انا عارف ! ، هى بالنسبالك كوكب الشرق عادي  !، لكن عندي أنا بقا كوكب الأرض ، صوتها حياه !"



إبتسمت "نيروز" بإعجاب وهي تردف قائله بهدوء:



_"فكره بردو…!!"



واصل "غسان" حديثُه ،   وهو ينظر على الطريق  قائلاً وهو يتذكر جوابها اليوم :



_" شكلك كُنتِ دحيحه ! "



طالعته وهو يردف حديثُه وما أن انتهى أجابته وهى تأخذ أنفاسها:



_" يعنى .."



_"ده كده دحيحه وخبيثه كمان  ، مادام معترفتيش علطول! !"



ضحكت هى بخفه ، ثم إلتفتت بوجهها ناحية الشرفه سريعاً ، بينما إبتسم هو ، ثم أردف قائلاً بعفويه:




        
          
                
_"  حاجتين  بيفضلوا زي ما هم حتى بعد ما نكبر !"



التفتت تطالعه بتساؤل فى عينيها  ، فأجابها "غسان" :



_"لون العين ، و..الضحكه !"



دقائق ولم تفهم ، ولكن إخيراً ابتسمت بخجل وهى تنظر له وهو  يقوم بركن السياره إلى جانب من تلك الجوانب أمام المشفى الكبيره ، عقدت ما بين حاجبيها لتوقفه ، فنظر هو لها بعدما أوقف السياره:



_"  هجّيب الدوكّ يروح معانا ، مليش أنا فـ تجارة الأعضاء !"



أومأت هى له  وهى تكتم ضحكاتها ،  فهبط هو من السياره ثم أشار لها بأن تهبط فهبطت هي ثم تقدمت تقف بجانبه ، فنظر هو لها ومن ثم بدأ بسيره عدة خطوات إلى داخل المشفى ، دلف هو وهى بجانبهُ ، ولكن لم يصعدا بل  اتجه ليجلس على المقاعد فى الاستراحه ، ومن ثم جلس هو فجلست هي علي الفور ، أخرج "غسان" هاتفه ليقوم بإرسال رساله بقدومه  إلى شقيقهُ ، آلتفتت لينظر لها فوجدها جالسه تنظر بتمعن لتفاصيل المكان ّ ،  قاطع نظراته  مجهول يقف أمامه ثم ليتجه نحوه أكثر وهو يبتسم بسمه صغيره قائلاً له بآحترام وكأنه على معرفه به !!



_"دكتور بسّام ! آهلاً أنا كنت منتظر حضرتك. عـشـ...."



_"لأ  أنا مش دكتور بسام !"



عقد "عزّ" مابين حاجبيه قائلاً بحرج:



_"هو حضرتك بتهزر  معايا يا دكتور ؟ ولا بتتكلم جد ؟"



نظر "غسان" له بتمعن وهو يردف مره أخري بنبره جاده ولكن بابتسامه صغيره للٱخر :



_"  أنا معرفش حضرتك علشان أهزر معاك! أنا فعلاً مش دكتور بسام ، أنا .."



قاطعه قدوم شقيقه الهمجي وهو يركض بسرعه  إليه ، حملق "عز" بصدمه لهما الاثنان ، تزامناً مع  حديث"بسام" العبثي للاخر:



_"أتأخرت عليك يا أبو الغساسين ! الشغل كان ..ٱا"



صمت هو قليلاً  عندما وجد شخصان  ليس عليهم القدوم ! ،  ولكن الأخري كانت تجلس بعيداً ، أما الٱخر فكان ينظر بصمت ، إبتسم "بسام" سريعاً  وهو يبرر الموقف:



_"أستاذ عز ، كويس إنك جيت ، كنت عاوزك ،بس قبل أي حاجه ده غسان أخويا أه إحنا توأم وتلاقيك ممكن إتلغبطت فينا بتحصل !"



ابتسم "عز" بلباقه فبادله "غسان". نفس البسمه ، تزامناً. مع قول الأول:



_" عادي ولا يهمك يادكتور إتفضل حضرتك  اتكلم..! "



تحرك "بسام" إلى جانب ٱخر بينما جلس "غسان" بمكانه ، تحرك "عز" خلف الأول  حتى وقفا  بمكان  جانب مقعد "نيروز" التى كانت تبعث فى هاتفها بملل، لاحظ "عز"  هو تلك التى تجلس ، بوجهها المألوف بالنسبه له ، فهى بالأساس كانت تأتى لهم مع جميله  أحياناً لشقيقته  فرح 



_"أنسه فيروز ؟؟ "



رفعت أنظارها  تطالع هذا الذي يبدو أنه يحدثها بينما كان قد إنتبه لهم "غسان"  ففعل صفاره من فمه سريعاً وهو يبتسم  بعبث، ليُنبه الآخر قائلاً باختصار:




        
          
                
_"بالنون يا حبيبي ."



إبتسم "عز"  بحرج بينما  كان قد إتجه لهم "غسان" يجلس قريباً منهم بعد هذا الحوار !! ، أما هى فابتسمت بخفه على حديث "غسان"،  فأردفت "نيروز" وهى تنهض واقفه تبتسم للاخر قائله بلباقه :



_"أهلا بيكّ يا أستاذ عز  أخبار طنط حنان إيه وفرحّ !"



_" الحمدلله ،كويسين!"



قالها بحرجٍ كونه نطق أسمها بطريقه خاطئه ،  فابتعدت هى بعدما أومأت له ،  فأخذه "بسام"  جانبا. وهو يقول له:



_"بص يا أستاذ عزّ مش عاوزك تقلق يعنى من اللى هقوله ده ...،  بس الٱنسه فرح  جالها انهيار عصبي و ما شابه وهي فغرفه فالدور اللى فوق ونايمه دلوقت بعد ما أخدت المهدئ وأنا هنا بليل تانى وهى عالمتابعه ، لكن هى محتاجه طبيب نفسي يشوفها ضروري   ! "



شحب وجهه عندما أنصت لحديث الٱخر ثم تسارعت دقات قلبه ، وهو يردف قائلاً بلهفه:



_"يعنى هي الوقتي كويسه ؟  طب ومن ايه  ؟ ينفع أشوفها!؟"



_"الزياره ممنوعه لحد ما هي تفوق وممكن على بليل كده أن شاءالله متقلقش ، يستحسن والدتك متعرفش أظن معدتش ألا حاجه بسيطه على العمليه  فبلاش توتر ..!"



أومأ له "عز" سريعاً ثم هرول من أمامه يصعد عالياً حتى وان يجلس فقط أمام الغرفه !  ابتسم "بسام" بضعف بأثره كونه يلمس بداخله شعور التعاطف!! ، اتجه له شقيقه بعدما وجده شارداً ، فانتبه هو له ثم ابتسم قائلاً:



_"يلا يا غُس ، داء فيكّ تأخرنا كده يعني ..؟ مش فاهم ايه ده والله ."



قالها بتعالى زائف وهو يتجه ليخرح أولاً تحت أنظار الاخر، فالتفت ينظر لها وهو يشير لها بأن تتبعه للذهاب ، دقائق وخرج كلاً منهم ليتجهها ناحية السياره ، فوقف "بسام" بحرج وهو يبتسم لها قائلاً باحترام:



_"آتقضلي قدام طبعاً !"



ابتسمت هى بحرج وهى تنفي قوله:



_" مينفعش اتفضل انتَ !"



_" طب المرادي بقا  بما  إنك أول مره !"



_"شكُراً ، ..  ليكّ احترامك !"



كاد أن يتحدث "بسام"  مره أخري ، فأخفض "غسان" زجاج الشرفه من الداخل بنفاذ صبر كونه جالساً من فتره  ينتظرهم ، فتحدث قائلاً. للاخر يقاطعه بملل:



_" ايه يا حبيبي أجبلك كرسي  تقعد تستريح؟!   ، ما تخلص يا محترم واركب ، واركبي انتِ يا نيروز ورا عشان مش هنخلص  ولا نتحرك !!"



ضحكت بخفه ، ولكن مهلاً تلك  أول مره ينطق أسمها  !! لاحظت هي ذلك وحاولت أن تتغاضى وتتجاهل ما تفكر به ، لتركب هى السياره ، عندما تنحنح الاخر وهو يصعد بجانب شقيقهُ ، ومن ثم  ضغط سريعاً على البلوتوث وهو يقوم بتشغيل أغنيه من أغاني  الكرتون المتحرك الذي يعشقه هو وكانت الاغنيه من فيلم "طرزان" نظر له "غسان" بحده وهو يردف قائلاً بجمود تحذيري :




        
          
                
_"رجعها تانى لكوكب الأرض.. علشان منزعلش من بعض!! "



نظر هو له بحنق ، وهو يعيد ما أمر به الاخر بضجر ، بملامح وجه عابسه ،
بينما ما ان إعتلت أغنية الكرتون المتحرك  ضحكت هى بخفه وهى تضع يديها على فمها حتى لا يَخرج صوتها ، وهى تتابع باستمتاع ما يحدث من شجارّ  بينهم ، نظر هو بالمرٱه فوجدها مازالت على وضعها تبتسم ، فاتبسم هو بسمه صغيره وهو يحرك رأسه يميناً ويساراً من أفعال شقيقهُ المضحكه حتي وان لم يقصد الٱخر ذلك بالفعل .!!



_____________________________________________



«غالباً. ما نحتاجّ لمن يكون حنوناً ، قريباً، ودوداً فى أوقات ضعفنا ، هذا فقط ما نُريد !! ،  وحتماً سيكون كل شيئ على مايرام حتى وإن كان غير ذلك !! »
كان المنزل يوجدّ به أماكن كثيره غيرٌ مرتبه ،  تجلس هى بإنهاء على الأريكة حديثة الطُراز ،  والعديدمن الحقائب أمامها  و  بعض من الملابس الغير مرتبـه أيضاً  ، أخذت "ورده" أنفاسها بنفاد صبر منه وهى تردف قائله له بنبره تحذيريه:



_"حط الحاجه مكانها يا يامِن ، كده غلط ، ...ما تشوفّ ابنك يا بدر !!"



كانّ "بدر" يجلس معها فى المكان تاره ينظم معها  وتاره يعبث بهافتهُ ، انتبه هو لها ثم ترك هاتفه بجانبهُ وهو ينظر لها قائلا.بمُزاح:



_"جرا  إيه  يا عمّ الورد ؟ ما  تروق !"



طالعته بجمود وهى تردف قائله بحده مصطنعه:



_" انتَ  بتلهينى ؟ مش عاوز تشيل يامن عني ولا تساعدني ولا مش.."



قاطعها هو سريعاً وهو بنهض بسرعه يجذب صغيره من على الأرض حاملاً. إياه وهو يردف قائلاً بمشاكسه، تزامناً مع دغدغته لصغيره الضاحك بين يديه :



_' الملاك ده ؟؟ عملك ايه ؟ قوليلي!! "



ضحكت هى بقلة حيله على ضحكات صغيرها وهى تحرك رأسها يميناً ويساراً :



_" قول معملش ايه ؟ كل ما أظبط حاجه يهدها تانى ، أنا تعبتّ بجد "



ابتسم هو لها بحنوٍ وهو يتجه لها بعد إردافها ٱخر حديثها بانهاكّ من هذا العمل عامتاً وليس من صغيره بالتحديد ، اتجه وهو يحمل صغيره ثم جلس بجانبها وهو يضع يده على كتفيها بودٍ:



_"  هانتّ. يا ورده خلاص قربنا أهو ده إحنا نازلين بكره فين لهفتك اللى كنت بشوفها !"



_"طَيّرها سعادة البيه !! "



قالتها بمرح وهي تقرص صغيرها بخده ، فابتسم" بدر" وهو يدخلها بين أحضانه رابتاً على كتفيها بحنان ، ثم نظر لصغيره  وهو يشير له بأن يفعل مثله ، ولكن "يامن" كان له رأي ٱخر ، بل ربت عليها ثم إقترب يقبلها قبله طفوليه من وجنتيها ثم صفق ببراءه ، فقهقهت هى عليه وهى تحمله داخل أحضانها قائله بطبيعته الأم الحنونه:



_" يامن بيحب  ورده !صح؟"



ابتسم الصغير باتساع وهو  يومأ لها، وكذلك "بدر" وهو يربت على أسرته مجيباً على حديث الٱُخري بمشاكسه:




        
          
                
_"وبدر بردو!"



ضحكتّ هى بخفه على حديثُه ، ومن ثم خرجت بعد دقائق من أحضانه ثم بدأت من جديد فى إعداد الحقائب  ولكن تلك المره بابتسامه حتى وإن عاد الصغير يدمر ما فعلته هى!!
"فلم تكُن المحبه دائماً شيئاً عابرًا. غالباّ ما تتمثل بطرف يملئه الحنّانّ !"



_______________________________________________



مرّ وقتّ بالطبع وقد وصلّت السياره أمام المبنى الذين يقطنون هم به ، هبطتت هى ، ثم شقيقهُ وبعد دقائق  كان قد ركن هو السياره ثم هبط ،  دلف ثلاثتهم المَبنى ثم وقفت "نيروز" أولاً لصعودهم هما من قبلها ،  فأخفض"بسام" نظراته بإحترام ثم صعد هو أولاً ، ومن ثم إبتسمت هى له بتكلفَه ، فنظر لها "غسان" ثم التفتت يصعد وراء الٱخر وهو يردف بنبره خافته :



_"محترم أووي"



سمعتهُ يتمتم بكلمات غيرّ مفهومه ،بعدما صعدت خلفهما ولكن تجاهلتها تماماً ولم تُشغل بالها ، وصلوا إلى الطابـق ٱخيراً ، فوقفت هى أمام المنزل وهى تقوم برن الجرس ، وهما من جانبها يخرج أحدهم المفتاح ، فأردفت هى بنبره حرجه  كى لا تغفل عن ٱداب الذوق:



_"إتفضلوا  شويه"



إبتسموا هما بتكلفـه  ، فأردف "بسام" قائلاً بلباقه:



_"مره تانيه إن شاء الله "



_" هيجليكم  لما يلاقى دلال طابخه حاجه مش على المزاج متقلقيش !"



قالها "غسان" بمرح ، فضحك شقيقهُ وكذلك هى  ضحكت بخفه وهى تلتقت للجهه الأخري بعدما قال لها "بسام":



_"عن إذنكّ"
دلف الاثنان إلى الداخل بهدوء ، بينما فُتح لها الباب أخيراً بواسطه "حازم" الذي كان هُناكّ من وقت الظهيره بعدما أغلق المكتب ورحل إليها مباشرةََ !! 
إبتسم هو لها بإتساع وهو. يردف قائلاً بمرح:



_"أهلا بالباش محاسبه !!"



إعتلت ضحكاتها وهى تدلف إلى الداخل قائله بصوت عالى بعض الشيئ:



_'قوام بقيت باش محاسبه مش لما تعرفوا الأول إتقبلت. ولا لأ!؟ "



دلفت تجلس بالصاله  بينما هن  لم يكنّ بها !! ، فاتجه الٱخر نحوها يُجيبها بعدما أغلق الباب:



_"فكركّ دي حاجه تفوتنا يعنى ،   كلنا عارفين آن غسان معاكِ فالشغل ، وعرفنا بعد ما إتقبلتى علطول منه ! "



طالعته بدهشه ، بينما خرجّتّ  لها شقيقتها من الشُرفه بعدما كانت تقوم بنشر الملابس ، وتلك المشابك مُشبكه بكل إنش بها حتى حجاب رأسها الخلفي !!
هرولت ناحية شقيقتها وهى تحتضنها ثم جلست بجانبها وهى تردف قائله بلهفه:



_" لازم تخرجى كام ساعه يعنى علشان اعرف مقامك عندي !"



إبتسمت "نيروز". بإتساع بينما عقد هو بين حاجبيه بإستغراب من طبيعة حديثها وللحق كان معه كل الحق!! ، عندما واصلت حديثها مجدداً:




        
          
                
_"انتِ فهمتي ايه ؟ قصدي غيابك كان حمل تقيل فى شغل البيت مش كان فاتك مساعدانى ولا الذل ده يا روز !! "



قهقه"حازم" بقوه ، وكذلك التى خرجت من المطبخ للتو! ، أما "نيروز" فتلاشت الابتسامه سريعاً وحل محلها الغيظ وهى تردف قائله بحنق:



_" واللهِ؟؟ طب يلا من هنا  "



قالتها وهى تحركها بقوه من جانبها ، فإعتلت ضحكاتها الكياده لها !! ، ومن ثم إقتربت والدتهم من الاخري وهى تردف قائله لها بحنوٍ:



_" حمد لله على السلامه يا حبيتي ، قومى غيري عما نجهز الأكل يلاا"



أومأت هي لها بصمت  ، بينما تحدثت "ياسمين" بضجر:



_" نـ ..ايه ؟ نجهز!! ايه نون الجماعه دي يا وليه!"



_'نون زي أي نون يا ضنايا يلا قدامي ، وتعال يواد يا حازم انتَ كمان معاها هتكبروا عليا ولا ايه ؟!"



_"لأ إزاى  يحماتى ، ريحة أكلك مجننانى أصلاً ،  يلا بينا !"



حدجت "ياسمين" له بأعينها بطريقه زائفه، فضحك هو بقوه تزامناً مع رده:



_"أنا مليش دعوه أنا عبد المأمور !! "



قالها وهو يرفع يديه أمام كتفيه بقلة حيله ، فابتسمت هى كالبلهاء وهى تنظر له ثم قامت متجهه معه ناحية المطبخ خلف الأخري !! 



_______________________________________________



فى الشـقّه الجانبيه ، بعد مرور وقتّ ، فالٱن همّ جالسون على مائدة الطعام يتناول كلاً منهم الغداء من. فتره قليله ، نهضٌ "بسام" أولاً وهو يبتسم ،، فنظرت له "دلال" وهي تردف قائله:



_"لحقت تاكُل يا بنى ؟ كمل أكلك !"



كاد أن يُجيبها ، فطالع "غسان" والدته بتشكك وهو يردف قائلاً بجديه مصطنعه:



_" ده ناقص ياكل دراعى !"



_" أصله بيتعب يحبيبي والدكتور ده شغلانته مش سهله بردك !"



ابتسم "بسام" لها بحنوٍ وهو يكيد الٱخر قائلاً لها بمرح:



_"وربنا  ما ليا غيركّ انتَ يا عسَلّ "



نظرت لهم "وسام" بإشمئزاز وهى تتحدث قائله بضجر:



_"مش فاهمه بتحبي فيهم ايه ؟ ورميانى على جنب كأنى ضُرتكّ يا ست انتِ !! "



إعتلت ضحكاتهم تزامناً مع تحركّ "بسام" من أمامهم ،  فأردف "حامد"  يُجيبها بحبٍ:



_"ما انتِ فعلاً ضُرتها ، أصلك حب عمري التانى !"



_"عليا الجواز بالتلاته انتَ حبيبي ، حبيبي ، حبيبي "



قالتها بمرح  وهي تنهض سريعاً  ثم أرسلتّ له قبله طائره وهى تتجه إلى حيثُ إغتسال يديها ، إبتسم "حامد" بأثرهم باتساع ومن ثم وجه نظراته لزوجته وهي تضحك على ابنتها ، فلاحظ "غسان" نظرات والده فتنتح قائلاً :




        
          
                
_"جرا ايـه. يا حجّ ، خف شقاوه بقا  دا أنا قاعد لسه مقومتش !"



_"ما تقوم يا خفيف !"



قالها بحنق ، فنظرت له "دلال" وهى تلومه قائله بحنان:



_"إخس عليكٌ يا حامد سيبه يكمل أكله"



_"والله ما انتِ فاهمه حاجه ، ده قاعد عشان يفصلنا وخلاص ، مش فاهم طالع بارد كده لمين !"



غمز "غسان". بأعينه بمرح وهو يضحك على حديث والده مردفاً. بمشاكسه:



_"بقا مش عارف لمين بردو!!"



قلب "حامد" أعينهُ بملل زائف وهو يغير مجرى الحديث قائلاً :



_"  انتَ اللى رايح تجيب بدر بكره من المطار؟"



أومأ هو لوالده بنعم وهو يُجيبه بهدوء:



_"أه قالى النهارده الصبح ، وكلمت حازم وجاي هو كمان بعربيته علشان الشنط كتير "



أومأ له والده ، تزامناً مع إتجاه "بسام " لهم المستمع إلى حديثهم من بعيد:



_" طبعاً يا غُس أنا كان نفسي أجى معاكّ بس ورايا شغل جامد بكره "



نهض "غسان" وهو يومأ له ، بعدما كانت قد نهضت والدتهم  من فتره قبل حديثهم هذا ،  فواصل "بسام " مجدداً :



_"إنچوي انتم ، ورايا مذاكره ،. سلام"



ضحكو هم عليه بخفه عندما قالها وانصرف سريعاً ،  حتي بعدما جاءت "دلال" مره أخري لتأخذ  بعض الأطباق وهى تمط شفتيها بإشفاق :



_" يا حبيبي يا بني ده شكله هيقعد يذاكر كده لحد يوم القيامه !"



حرك "غسان" رأسه من حديثها  وهو يبتسم بقلة حيله ومن ثم متوجهاً ناحية حوضّ الإغتسال ، فنهض "حامد" وهو يحمل معها بعض الاطباق ، يجيب على حديثها بتفهم:



_" هى الدكاتره كده يا أم غسان ، مش كنتِ عاوزه دكتور قد الدنيا إلبسي بقا!"



ابتسمت هى بقله حيله ،. ثم نظرت له وهو يتحرك من جانبها بعدما قام بمساعدتها ، لأن الأخري ،دلفت للمُذاكره سريعاً هروباً من تلك الأعمال الشاقه بالنسبه لها ! ، إبتست هي بقلة حيله لعلمها بما دار فى ذهن ابنتها !!



______________________________________________



حلّ بدايات المسّاء ، وكـانتّ تجلس هى  بالصاله ،  وبجانبها إبنتها وهى تنظر لها بشفقه طفيفه، كانتّ "زينات" جالسـه شارده تاره ، ودموع عينيها تهبط تاره أخري بسبب غياب ولدها إلى الٱن ، تاره أخري تقوم بسب  كل من كان السبب فى ذلك ، إقتربت "فريده" من والدتها وهى تنظر لها بصمتّ ، فطالعتها هي بنظراتها  الخاليه من تعابير ، فأخذت الأخري أنفاسها وهى تردف قائله:



_"  يا مـا ما !! ، حسن هيرجع أكيد ...، ما انتِ عارفاه !"



هزت "زينات" رأسها يميناً ويساراً وهي تجيب الاخري بولوله: 



_" اخوكٓ بيضيع مني بسببهم ، بسبب ولاد عايده،  و ،ولاد دلال !! ، ربنا ينتقم منهم "



_" عندك حق  !"



قالتها "فريده "وهى تنظر فالفراغ بحده  ، ثم نظرت لوالدتها وهي تردف قائله مره اخري:



_" بس اهدي وكل حاجه هتبقى  تمام!!"



_"بس متقوليليش اهدي دي ، وبعدين مش قولتلك ١٠٠ مره متقربيش منى وأنا فحالتي دي ، غوري من هنا ، خليني أتحسر لوحدي كدهو لا جوز جمبي زي الناس ولا بنت  ولا أي زفت ، حسبي الله ونعم الوكيل  فيهم !"



قالتها بحده وانفعال ، فنظرت لها "فريده" بجمود وهى تنهض متجهه حيثُ غرفتها  ، إذن الٱن سوف تأخذ الخطوه التى كانت تنتظرها ، لعدم وجود أمل ما !!، صفعت الباب خلفها بقوه ، تاركه الأخري تهذي ببعض الكلمات الغاضبه !
خطر ببالها بأن تأخذ هاتفها وتقوم بالاتصال به من رقم صديقه التى كانت تدونه فى ورقه ما فى محفظتها الخاصه ،  نهضت لتبحث فوجدته بجانبها  ، هى على  ذلك الحال منذ أمس لم تتحرك بل جالسه تفكر فقط ! ، انتشلت المحفظه ثم فتحتها لتري ما بها من الورقه التى تريدها ولكن مهلاً ، أين تلك الأموال التى كانت توجد بها ! ، ذهب عقلها لفتره فى التفكير بكيف  وبما صرفتهم هى ، إلى أن وصلت ،  لولدها ولكن طبيعة عقلها نفت هذا سريعاً  وهى تفكر بالآخر ولم يكن سوى  "حازم"  أقنعت عقلها بأن ليس سواه من كان غريباً أمس !! ،  نظرت بخبث فى الفراغ وهي تفكر بكيف ستكون  تلك الفاجعه بالنسبه للٱخرين ، وفرصه للتشفى بهم جميعاً أيضاً ، صيد ثمين إذن !! ،  ولكنها ظلتّ غافله عن الفكره   الوحيده و المؤكده بوجود سارق ما  فى المنزل  بالتأكيد!!

google-playkhamsatmostaqltradent