رواية عودة الوصال الفصل الحادي عشر 11 - بقلم سارة ناصر
"يدبِّر أمرك بينما أنت تحارب قلقك، يدبِّر أمرك بينما أنت غارق في أفكارك، يدبِّر أمرك بينما تخشى وقوع مخاوفك، يدبِّر أمرك بينما أنت مُكتف بعجزك، يدبِّر أمرك بينما أنت تسعى خلف رغباتك، يدبِّر أمرك بينما أنت في تمام الضَياع ويقين الرجوع، يدبِّر أمرك لأنه أعلم منك بحالك."
حالة صدمه هذا ما يشعرون به الٱن ، والدته تستند بضعف على الأريكـه غير قادره على هبوط دموع عينيها ،و كل ما يجول بخاطرها أن ولدَها ليس مؤذياً ليأذيه أحدهم !! ، بالتأكيد يوجد شيئاً خطأ ، طيلة السنوات الماضيه لم تأتِ شكوى من شخص تجاهه وإن أتت يتصرف بأموره دوماً وبطريقةً ما بمفردهُ !! خاصةً أنه محبوب بين الناس ! ، لكن ماذا يوجد الٱن!! ، كان الوجوم والتشنج يكسو ملامح البعض والبعض منهم بصدمه ، أما شقيقتهُ فالدموع تجمعت في مقلتيها وهي تنظر ناحية الباب عليه وعلى ملامحه الخاليه من أية تعبير وكأن شيئاً لم يحدث ، قاطع حبل أفكار كل منهم ذلك الرجُلّ وهو يردف قائلاً مره أخري ومن ثم موجهاً أنظاره لـ "غسان" :
_" ها يا أُستاذ معايا؟ اتفضل امضي هنا "
نظر له "غسان" بتمعن ولم يبدي أي ردة فعلّ ! ، فتحدث "حازم" سريعاً بخبرة انه يعمل بالمحاماه !:
_" طب ممكن أشوف الجواب دا الأول؟"
ناوله الاخر ما بدييه قبل أن يدون "غسان" باسمهُ ، وما أن فتحه وقرأ محتواه سريعاً وخاصةً بـ تركيز عينيه على إسم المبلغُ عنه ، والذي قام بعمل هذا المحضر ضده ! ، لم يكن سِواه ، شقيقهُ ! الٱن فهم كل شيئ برغم صدمته الباديه علي ملامحِ وجههُ ، فـ نظر له "غسان" وهو يتحدث بنبره واثقه لاشكّ بها !:
_" عارف انه حَسّن ! مش عارف بيحب يأذي نفسه ليه . !"
نظر له "حازم" ووالده وشقيقهُ بمفاجأة لعلمه دون النظر لذلك الجواب. وتهديده الصريح أمامهم !! ، ولكنه عَلم لأنه لم يتعامل مع شخص بعنف سوي شقيق الٱخر مؤخراً ، فَـ أردف "حامد" بنبره رخيمه قائلاً :
_"طيب يا أستاذ ، تقدر تتفضل جوا أو تستنى تحت ونيجي وراك، !"
قاطعه "غسان" سريعاً وبنبره جامده :
_"لأ أنا نازل معاه ، محدش ييجي معايا !! "
وجه هو نظراته ناحية شقيقه والتفت ورائه يطلعّ علي حالة والدته وشقيقته ، فواصل حديثه مرةً اخري:
_"خليكّ جمبهم !"
كاد أن يعترض شقيقه ووالده فأردف من جديد بنبره حاده لا تقبل النقاش:
_"أسمع اللي بقول عليه !! "
اضطر شقيقه لرضوخ زائف، تحرك هو سريعاً يهبط من على الدرج خلف الٱخر !، أما" حازم" فنظر لـ "حامد" و"بسام" قائلاً بلهفه وهو يتجه ناحية الدرج بسرعه خلف الٱخر :
_"متقلقوش أنا معاه وهتصرف ، خليكم إنتم هنا عشان الموضوع ميكبرش!"
قالها سريعاً ثم هبط خلف الآخر بسرعه ، فأغلق "حامد" الباب من خلفهم بتيهه من ذلك الموضوع متجهاً لهن بالداخل ، حتى وجد زوجته وأخيراً تبكى وهي تردف قائله من بين بكائها :
_" ابنى معملش. حاجه والله ما عمل حاجه!! ليه بس ياربى ده كان العشم برده يا حسن ، !! "
نظرت لها "جميله" بأسي خاصةً انها الٱن ولا تغير لذلك شقيقتهِ من والده مهما بدر منهم ! ، أما "نيروز" فكانت تتابع بحزن بالغ هي ووالدتها التي تربطّ علي صديقتها بمواساه ، لكن "ياسمين" تشنجت ملامحها بانفعال وهي تربط علي كتف "وسام" بلطف !! ، فَـ جاءت "نبرة "حامد" الحاده وهو يجيب زوجتهُ قائلاً :
_" ابنك راجل ، و أكيد معملش حاجه ، اجمدي كده ! "
نظر له "بسام" وهو يجاهد أن يخرج صوته ، فخرج منه بتشنجِ رغماً عنه ومع تقاسيم وجهه المنفعله وهو يردف:
_" إحنا طالعين من بيت راجل يعنى مينفعش تعيطوا كده ، راجع مادام معملش حاجه !! "
نظروا له جميعا ً بترقب وبشعور به بعض من الخوف ، خاصةً أنهم من المرات القليلة عندما يَروه فيها كذلك !! وبالنسبه لبعضهم فتعتبر أول مره !!"
نظر "حامد" لِـ "بسام" وهو يشير له جانباً لزاويه ما ، ثم أردف قائلاً بخفوت بعدما اتجه له الٱخر !:
_" ،تعالَ معايا "
ٱومأ لهُ هو ، كان يعلم جيداً مايريد أن يفعله والده بعد هذا الصبر والثبات فى هذا الموقف ، أومأ لهُ بصمت وبالايجاب يهز رأسـه بهدوء ،شارداّ بكيف تكون المقابله!!
_____________________________________________
وعلى الجـانب الٱخر كان هو قد ٱتى من عمله ، يقيم هذه المره بشقة زوجتهُ الثانيـه ، كان يجلس هو وهي وابنتهم بصالة المنزل ، وبصـمت ، منهم من يشاهد التلفاز بملل ومنهم من يمسك هاتفه يتفحص به بنفس الملل !، وها هو التفكك الصحيح لمعني الأسره !!، بأن نكون حاضرين ولا حاضرين !!
وجه "سليم" نظراته لـ "زوجته" ثم تنهد ببطئ وهو يردف قائلاً بتساؤل:
_" يعنى ابنك مش باين بقالو كام يوم مشوفتش خلقته ؟، فينه البـيـه؟"
قلبت "زينات" عينيها بملل وهى تُحيبه قائله بنبره مكتومه من عيظها وبقلة صبر:
_" خرج من الصبح ،. في حاجه ؟! عمل حاجه ؟! هبب حاجه!!"
_" وانتِ الصادقَـه ده مبيجيش من وراه غير زفت مصايب!!!"
كانت "فريده" تتابع الحوار بملل بدي علي ملامحها ، وهي تهز ساقيها بسرعه بالتأكيد له عامل نفسي !! ، ولكن تلك عادتها غالباً !! ، تجاهلت "زينات" حديث زوجها ، ولكن جاءهم صوته المنفعل وهو يردف قائلاً للأُخرى:
_" ما تعقلى يا بتّ انتِ !!، إيه التعقيد ده ع المسا ! روحى إعملى عُقدتك دي بعيد عن عيني مش ناقصين خوتة دماغ !!"
نظرت له "فريده" بتعابير وجهها الخاليه لكن داخلها يسب ويلعن بتلك اللحظه التي خرجت فيها للجلوس معهم !، الٱن كل السُبل تشير لها أن تخرج تماماً من هذا البيت وتنساق خلف حديث الٱخر لها !، هذا ما تقنع نفسها به !!
نظرت "زينات " لزوجها بغير إهتمام ، وكانت نظراتها ، لـ ابنتها وهي تتحرك إلى غرفتها بصمت لا تختلف عن نظراتها للأول !! ، حاولت هى أن تفتح بحديث ما ٱخر ، فأردفت تقول بنبره يملئها الخبثّ:
_"ألا قولى! وافقت على شغل البت نيروز ؟"
_"اه"
قالها بإيجاز ، فنظرت له هي من جديد وهي تتساءل :
_"وقولتلها ايـه ؟"
عقد ما بين حاجبيه بنفاذ صبر وهو يجيبها قائلاً بسخريه:
_"لما أوافق على شغلها هقولها ايه يعني؟ شاي بالليمون!!، ما توزنى كلامك انتِ كمان !"
عقدت حاجبيها بتفكير من أمر أنفعاله علي كل كلمه يتحدث بها أو أي حديث تردفه هي عامتاً !!
_"مش شايف إنك متعصب زياده عن اللزوم ؟ خير؟"
نظر لها بتردد وهو يرد علي حديثها باختصار:
_"مفيش !!"
نظرت له وهي تفكر بمكر قائله له من بين نظراتها الحنونه المصطنعه !:
_"قولي بس مالك يا حبيبى ، أعصابك مالها كده؟! "
_" ولا أعصابي ولا حاجه ، بس واخد على خاطري من حازم شويه !"
عقدت ما بين حاجبيها باستنكار ، فاعتدلت جالسه بانتظام وهى تسأله بنبره حملت من الفصول شيئاً !! :
_"عمل ايه ؟"
قالتها باسلوب رقيق حتي تسلبه ناحيتها ، هي تعلم مهما انفعل عليها ، يأتي لها بالنهايه بكل ما تريد معرفته من أحداث تخفي عليها هي ؟ وللحق لا يخفي عليها إلا القليل !! وإن خفي من الأساس !!
أردف هو. قائلاً يُجيبها بشرود وهى مازالت تطالعه بنظرة الفضول التى توجد بعينيها ! :
_" مفيش إختار المحروسه عنى !، أقوله متضيعش شغلك ليوم تافه زي ده مرضاش قال ايه السنيوره هتزعل ولازم يكون معاهم !"
انتبهت هي لعده ثغرات بحديـثه ، فأردفت تسأله من جديد وبطريقه غير مباشره :
_". ما لازم يا خويا بنت أخوك خلاص لحست عقله بس يعنى وهو اليوم التافه ده راح فيه فين ؟ !"
_"معزومين عند حامد البدري ومراته !"
والٱن ربطت الاحداث ببعضها و شعرت ببعض الدماء تغلى ولو لذره بعروقها !!
_" دلوقتي جمعت ! كلهم بقا هناك من مرات أخوك وبناتها لـ حازم وامه واخته صح ؟"
أومأ لها يهز رأسه بنعم وهو صامت ، فنظرت له هي. وهي تردف بحده قائله:
_"يعنى ايه توافق على كده ؟ ، انتَ مش عارف ان بنتى كده تزعل عشان هيبقو مع بعضهم وهي وحيده هنا ؟ ولا إحنا مبقناش قد المقام عشان ميقولوش ويقضوها من سُكاتّ ؟ ، ولا اقولك ايه ما هم ٣ حرابى لايفين على بعض بعيالهم بكله !"
وجهه نظراتهِ لها وكاد أن يحيبها ولكن قاطعه دقات الباب البسيطه ورنة الجرس العاليه بالمنزل ، عقد هو ما بين حاجبيه بتساؤل:
_" هو مش الزفت إبنك معاه مفتاح !؟"
_" معاه ! وبعدين هو لازم يكون إبنك ما تقوم تشوف مين يا راجل عما أدخل أنا اغطي راسي يمكن يكون حد غريب الله !!"
اتجه هو ناحية الباب بينما دخلت هي إلي حيثُ غرفتها !! ، هي تعلم جيداً أنه ليس ولدها ! بالتأكيد أخذت تفكر من هذا ؟! ، غَير المُعتادين علي زيارتها !!
__________________________________________________
فـى قِسم الشُرطه القَريب من منطفه سكنهم نسبياً !! ، كَان يجلس "حَسن" بمفرده ينتظر قدوم صديقُه بعدما كان يجلس معه ُ ولكن الاخر ذهب ولم يَعُد الٱن !! ، كان يحرك قدميه بإنفعـال لا يعرف أهذا من فرط توتره أم لعدم تناوله جرعته اليوميه مِن المُخدر اللعين تلك الذي جلبه له الٱخر من فتره !! ، نظر الضابط اليـه وظل محدقاً به لفتره ولهيئته ، فتنهد يأخذ أنفاسه وهو يردف قائلاً باستنكار خفى به ! :
_" انتَ بتعانى من حاجه نفسيـه ؟ ولا انتَ بتِشرب ؟ !!"
فتح "حسن"أعينه بصدمه وحاول أن تخرج منه نبرته الثابته رغم إرتباكه من الداخل:
_"لا شُرب ايه ياباشا ، حد الله ، أنا بس بتخنق يعنى من الأماكن ال ذي دي!!"
_" قُصره !! ، هم على وصول ! ،ياريت تِفّوقلنا كده عشان نشوف شغلنا !"
هز له رأسه بالايجاب عدة مرات متتاليه وهو يردف قائلاً بإطاعه:
_"حاضر يا باشا ؟ انتَ تؤمر !"
قالها وقد تبدو إطاعه للٱخر أما من داخله فأخذ يسب ويلعن بذلك الذي قام بالاتفاق معه على كل شيئ وأيضاً حدثٕهُ بأنه سيكون بجانبه في تلك اللحظه خاصةً أن الٱخر فضل منه بلباقه وصنع الحديث أما "حسن"فلا يجيد ذلك بتاتاً وعلى الاغلب صديقهُ يعلم بذلك جيدا ً ويلعب على تلك النقطه !! ، أين هو الٱن إذن ولما تركه ولم يأتِ بعد!! ،و بعد دقائق دقّ الهاتف على مكتبِ الضابط ، أجاب هو على الهاتف سريعاً بنبرته المقتضبه بعض الشيئ:
_"تمام ، دخلهم الاتنين عادي "
قالها وثوانِ وفُتح الباب ، ودلـف منه "غَسـان" أولاً ومن ثم" حازم" !! ، كل ذلك تحت أنظار الجالسين وخاصةً "حسن" والذي ما أن رأي شقيقه ! دب به بعض الإرتباط لدمار خطتهُ المرسومه وفشل ما كان ينوى قوله وإخلاقه من بِدع كاذبه!!
_"أتفضلوا يا أساتذه هنا !"
اتجه "غسان"أولاً ناحية الجالس هناك وعلي ملامحه ترتسم ابتسامه صغيره وكأن شيئاً لم يحدث ، فاتجه بخطوات واثقه ناحيه "حسن". ثم مد يده للسلام قائلاً بنبره دافنه للتهكم :
_"أبو على !، ايه اللى جايبك هنا ؟ لأ لأ متقولش! ، هو انتَ اللى... ؟؟ "
ماطل فى ٱخر حديثُه ليثير إستفزازه إذن !!
مد له"حسن" يده رغماً عنه ، فازداد "غسان" من ضغطه على يده فأبعد "حسن" يده سريعاً دون استطاعته بأن يتفوه حرفاً !! ، جلس الاثنان أخيراً بجانب بعضهم من أمامه ،. فبدأ الضابط بالحديث قائلاً بمهارة حسب طبيعة عمله :
_"إيه قولك يا أستاذ غسان بأن الأستاذ حسن بيقول إنك اتعديت عليه بالضرب والدليل اللى فوشه ده لما كنتم مواجهين بعض لوحدكم ؟؟"
_"إخص منك يا حسن بجد !، ده أنا كنت بدافع عنـك ياراجل لما كلنا كنا واقفين ،بقى دي شُكراً بتاعتك بذمتك يعني كده ؟"
قال حديثُه قاصداً بتكذيب بلاغه ولكن بطريقه التلاعب بالحديث الغير مباشره ، وتبدو وكأنه وقع بالحديث رغماّ عنه وليس قاصداّ أن يردفه عمداً !!
عقد الضابط ما بين حاجبيه وهو يردف بتساؤل زاد من توتر الاخر:
_" ! أفهم من كده إن التعدي عليه مكنش لوحدكم زي ما هو قال!!"
تسارعت دقات قلب"حسن" من فرط التوتر ثم ضاعف عدد هزات قدميه ، ولكن جاءهم صوت"حازم" الهادئ وهو يردف قائلاً للدفاع والمساواه بين الطرفين:
_"ساعة الواقعه دي كنت أنا معاهم ، بس أنا اللى ضربت حسن كده مش هو ،
ولما غسان جه وشال بينا حسن زقه فهو زق حسن بس لكن الأصل إننا اتنين اخوات وبيتناقشو مع بعض يا فندم بس هو حب يكبر الموضوع وخد على خاطره شويه !!"
نظر هو إلى "حسن" وهو يتساءل بعينيه له ، فجاءهم نبرة "حسن" وهو يقول:
_" اللى اتعدي عليا بالضرب غسان هو اللى عامل كل ده فى وشي مش حازم "
_" أخوك شاهد ومعترف إن هو كان بيتفاهم معاك وهو اللى ضربك وحصل مشاده بينكم ، اظن أخوك مش هيحب لك السوء! لا إنك تتسجن مثلاً إلا إذا كان فعلا مكنتوش انتم التلاته بس فالواقعه دي !"
جاءهم نبرة "حازم" السريعه وهو يحاول أن يخرج منها بأقل الخسائر وأيضاً بمدافعته عن شقيقه وليس توريطه!!:
_"لا يا فندم كنا إحنا التلاته وأنا اللى جيت ضربت حسن وغسان فعلا كان بيشيلنا وبيبعدنا عن بعض ، وزي ما قولت لحضرتك أنا معنديش مشكله أمشى الامر ودي ونتصافى ويتنازل عن المحضر لان ملوش لازمه أظن ! ده اخويا يعني ، وياما بيحصل بين الاخوات !"
_"هـا يا حسن ! ايه قولك ؟"
قالها الضابط"أحمد" بعرض على الٱخر وهو يوجه نظراته المتساءله نحوه ، أما غسان فلم يردف شيئاً بل فكر بكيف ساوى الٱخر بتلك الطريقه ، فكر أنه كان بإمكانه أذيه الاخر وبالحال ولكن صمت ينتظر ما الٱتى منه !!
نظر "حسن". لهم جميعاً خاصةً شقيقه وهو يطالعه بحده و"غسان" وهو ينظر له مبستماً ابتسامه صفراء توحى بالكثير !، حينها إقتنع "حسن" أن الان موقفه أصبح ضعيفاً !
_" معلش يا باشا الغضب عمانى ، اللى تشوفه حضرتك ، موافق نمشي الموضوع ودي عادي"
قالها "حسن" وملامح وجهه لا تتماشي مع طبيعة الحديث الذي أردفهُ فالحال !
ابتسم "غسان" بسخريه ابتسامه صغيره بالكاد إستشفها من يعرفه جيداً ، ابتسامه توحى بتحقيق ما كان يتوقع به من رد فعل الٱخر !! ، فأخذ شهيقاً عالياً أخيرا!
_"طول عمرك ودود وابن اصول ، مع ان عندك ليا واحده واتهمتنى بحاجه معملتهاش بس هنتصافى بعدين زي ما انتَ فاهم بقا يا بو على!"
أردفها "غسان" بلطف وهو يوزع نظراته ناحيته وناحية الضابط!،
فنظر الضابط الي "حسن" وهو يردف قائلاً بهدوء:
_"كان ممكن أتخذ إجراءات تانيه باتهامك اللي مش فمحله دي فيها قضيه!، بس هنمشيها المرادي ، شكلكم يعني ولاد ناس، فبلاش منه الكلام ده ! ، يلا إمضوا عشان تمشوا "
قالها بسرعه للجالسين فوقف كلاً منهم يدون إمضائه بالترتيب ، ثم خرج ثلاثتهم بعد عدة دقائق إلى خارج القسم مباشرةً بصمت حتى بعدوا عنهُ لمسافه لم تكن قريبه !!،و أول من تحدث كان "حازم"
وهو يردف قائلاً بحده لشقيقه مصوباً نظراته إليه :
_"مبسوط واحد غبي زيك كان هيضيع نفسه انتَ ايه يا اخي ؟ بتعمل كده ليه؟ وايه القرف اللى انتَ فيه ده ؟ شايف نفسك بني ٱدم ربنا خلقه بعقل ازاي وانتَ كده ؟"
قالها بحده وبانفعال ،و كان "غسان" يتابع الحوار بصمت أو دعنا نقول هدوء ما قبل العاصفه !! ، فنظر "حسن" إلى شقيقه ُ بجمود وهو يردف قائلاً بصوتٍ منفعل:
_"انتَ اللى ايه ؟ معندكش دم وبدافع عنه قصاد أخوك اللى من دمك وشغل بياعه ورخص محصلش ! ! "
_" انتَ غبي وكنت هتدخل نفسك فِـ سكه أطينّ ، سكه كانت هي الوحيده اللى ناقصه للى انتَ فيه !! لولا لحقت الدنيا مكنش زمانك متلقح واقف قصادي دلوقتي ! "
قالها بانفعال وهو يقترب منه يصرخ بوجهه عالياً ، نظر لهم
"غسان " بصمت ثوان ِ ثُم أردف عالياً ينادي الاخر:
_"إستنـــى "
إلتفت ينظر له ، بينما إقترب هو يقف أمام" حسن" مبدلاً نظراته للحِده قائلاً بجمود:
_" أنا بقف جامد أوي علي التالته يا حسن خد بالك كده لسالك واحده ! "
صمت هو لثوانِ ثم واصل مجدداً بنبره بطيئه بارده متقطعه ليثير مِن إنفعال الٱخر بتلك النبره البارده !! :
"وأنا ..مش دايماً هكون لطيف ، ممكن أوريك وش.. يفاجئنا إحنا الاتنين !"
نظر له "حسن" بشرر يتطاير من عينيه قائلاً بانفعال وبصوتٍ عالٍ :
_" هخاف منك أنا كده يعنى ؟"
_"ده شيئ طبيعي إنك تخاف ، و متلعبش في العداد كتير ، أصلى بيتقال عليا قادر ، ومش هسكتلك !!"
قالها ببرود لا يتماشي مع الموقف ذاته ، فالتفت هو ينظر لـ "حازم" وهو يردف مجددا ً :
_" بعد كده إبقى فَوتلى يا صاحبىّ ، لأن معتش هيتسِكتّ كتيـر علشانك ّ، عَــال؟؟!"
قالها ثم اتجه من أمامهم يسير بمفرده دون إنتظار رد أياً منهم !، سار يسبقهم بعدة خطوات وهم من خلفه ، ومازال "حازم" يطالع شقيقه بحده وهو يدفعهُ بقوه رغماً عنه يأن يسير معهُ علي الطريق!!
_" علي البيت ،و خلى أبوك يعرف بقرفك ده بقا يا قـ ـذر"
قالها "حازم" بحده وعينيه تطلق الشرر للآخر وبقوه ، بادله الاخر بنفس التعابير ولكن لن يتفوه بأي حرفاً، مضطراً لتلبية ما أراده شقيقهِ مدام يحاصرهُ الٱن بتحكماتِ عقله قبل بدنهُ !
______________________________________________
قبل قليلُ وعلى الجَانب الاخر ، كَان يجـلس هو وولده فى صالون منزل ذلك الجالس أمامهم "سليم" ، أخذ "حامد"أنفاسه ليبدأ هو بالحديث أولاً وهو يوجه حديثُه للٱخر :
_"أظن كده كتير أوي من ابنك يا سليم!!
عقد "سليم" ما بين حاجبيه وهو يردف بتساؤل:
_"ابني مين؟ وضح كلامك يا حامد لأن أنا مش فاهم تقصد ايه ولو عندك حاحه مستخبيه جواك يا ريت تقولها !"
تشنجت ملامح "بسام" بطريقته الغير حسنه مع والده في الحديث ، فأخذ "حامد" أنفاسـهُ متغاضياً عن حديثه وهو يقول:
_"حسن إبنك عامل محضر لابنى ليه يا سليم وواخده عالقسم ! ، احنا ناس متقبلش بكده وفى حالنا ، وبنتكلم بالادب والاحترام مع كبير البيت لان واضح ان ابنك مش كبير كفايه ولا عاقل يعنى علشان يعمل كده !"
_"وهو حسن هيعمل كده لابنك ليه ؟ ، ويعني إيه ابني مش عاقل إوزن كلامك يا حامد واعرف إنك فى بيتي واللى بتتكلم عليه ده ابنى !"
هنا وأردف"بسام" قائلاً نبنره جامده:
_"كلامنا موزون كويس ومفهوش غلط ، الغلط من عندكم من هنا ، إحنا جينا للكبير وعملنا اللى علينا ، بس الواضح إن حضرتك مبتعرفش تتكلم ولا تتعامل مع ضيوفك !! يلا يا بابا !"
قالها هو ينهض مره واحده ، فاستقام والده خلفه مباشرةً ،ولكن كان خلفهم "سليم" يسير من خلفهم ناحيه باب شقتهم ولا يفهم كل جوانب الأمور إلى الٱن! ! أما زوجته كانت بالداخل لا تستطيع الخروج إلا عندما ينصرف الضيوف حسب التقاليد الخاصه بذلك الـ "سليم" ، نظر "حامد" أخير اً إلي الأخير وهو يردف بهدوء:
_"عَقل حسن يا سليم ، غسان لو فاقله أنا نفسي مش هقدر أمننعه ووقفه ياريت تكون فاهمني كويس !!"
كاد الاخر أن يجيب علي حديثه! ، فلاحظو هم صعودهم من خلف بعضهم على السُلم من أمامهم ،. وكان أولهم "غسان" حتي صعدوا جميعا أمام المنازل في الطابق الخاص بهم !، اتجه "بسام" سريعاً يحتضن شقيقه بحب وبهدوء ، فنظر له الاخر نظره تبث به بعض الاطمئنان !، ولكن نظرات "سليم" لأولاده كانت خاليه من التعابير إلى أن أردف قائلاً وهو يوجه نظراته ناحيه ولده بتساؤل:
_"ايه اللى فوشك ده ومن امته ؟"
_"أنا اللى عملت فيه كده لانه مد ايده علي جميله وكمان ياسمين !"
قالها"حازم" وهو ينظر لوالده ، فنظر له "سليم" بحده مردفاً:
_"من امته واحنا بناخد حق حريمنا من راجل و بالضرب!!"
نظر له "غسان" وهو يردف قائلاً ببساطه وبصوت عالي نسيباً:
_"ده لو كان راجل !! ، وبالمناسبه أنا بردو شاركت مع حازم يا عمى!!"
نظر له "حسن" بشرر غاضب ، ثم اتجه ناحيته سريعاً ليقوم بضربه بوجهه أول مره على غفله كاد أن يُكمل ضربه للمره الثانيه ولكن تفادى "غسان" جيداً وهو يسدد له الضربه مرتين علي وجهه ثم أمسكه من تلابيبه بسرعه قائلا ً بحده تحذيريه وبصوتٍ منغعل وهو يقوم بهزه يدفعه بقوه للحائط من خلفهُ:
_" وحياة أمى لولا في رجاله ليهم مقام كنت عرفتك مقامك اللي على حق يا عـِره !!"
أسرعوا علي الفور ليفصلوهم عن بعضهم ، فنظر "حازم" لـ" حسن" بحده وهو يبعده بعيداً عن الاخر ، و"بسام" ساحباً لشقيقه بهدوء !!
أما "حامد" والٱخر فلم يتتدخلا بعد ! ، فأردف "سليم" قائلا ً بنبره حاده:
_" ده ينفع اللى بيحصل من إبنك ده يا حامد !!"
نظر له "حامد" بتعابير وجه خاليه وهو يتحدث قائلاً بثبات:
_"إسمها ينفع اللى بيحصل من راجلك ده ! مش ابنك ! ، ابني راجل ومسئول يا سليم. وعارف هو بيعمل ايه الدور والباقي علي ابنك ياريت تعقله لأن اللى حصل منه مش شويه "
كان هذا الحوار تحت أنظارهم جميعاً ، فأردف "حسن" بسرعه وعلي فجأه قائلاً بصوت جهوري متجههاً له على فجأه !:
_" ودين الله ما أنا سايبك يا غسان والله لاورريك ياللى عاملي فيها... !"
نفض "غسان"ايدي شقيقه الممسكه به سريعاً بغضب وبقوه ، ثم اتجه ناحيه الاخر بسرعه قياسيه غير عابئاً بمناداة والده عليه !، وأمسكه من تلابيبه علي فجأه مقاطعاً بقية حديثُهُ وهو يضربه ضربات متتاليه علي وجهه يصيح به عاليا ً وبصوت جهوري من غضب فاق الحدود:
_" توري مين ياحيلة امك ! ، أنا سايبلك خالـص من الصبح يا ناقص، وأنت عاوز تتربي واخدت عليها ياض !"
كان قوله تزامنا ً مع ضريه ودفعه له بقوه !!
خرجت النساء من الشقه المقابله علي أثر الصوت ، والرجال يحاولون الفصال بينهم بكل الطرق الممكنه حتي الرجال الكِبار !! ، فاق هو من دوامته علي صوت والدته وهي تصيح عالياً ببكاءها الذي يعد أحد نقاط ضعفه والذي إخترق مسامعهُ وبقوه:
_"خلاص عشان خاطر أمك !! ، خلاص يا غـسان"
قالتها والنساء الآخرين يؤيدونها في الحديث ، مع تشنجات وجه الفتيات من أثر هذه المعضلة التي أمامهم حتى "جميله" قُتل بها إحساس الخوف على الاخر !! ، تركه أخيراً ثم ألقاه أرضاً ووجهه غارق بدمائه. متنفساً بأصوات مسموعه!! ، خرجت "زينات" من شقتها أخيراً وبسرعه هي وابنتها وما أن رٱت حالة ولدها صاحت عالياً وهي تشهق بخوف متجهه ناحيته بلهفه ، أما "فريده" هي الاخري فلم يتحرك بداخلها أي شيئاً تجاه شقيقها ، بل أخذت تنظر بشماته وببسمه جانبيه متهكمه لم يلاحظها غير التى كانت بنفس ردة فعلها !! شقيقتها !!
صاح "سليم" عالياً وهو ينظر من حوله للصامتين مردفاً بقوه:
_" لا واضح مين اللي ابنه مش كبير ومش متربي يا حامد!"
_" واضح أوي فعلاً ربي ابنك بقا وكبره لأن محدش تعب فى تربيته وده غلط !"
قالها "غسان" بسخريه وبنبره بارده ثم نظر ناحية "حسن" وهو يردف قائلا ً له بصوتٍ هادئ يحمل الكثير والاخر يجلس أرضاً بالكاد لا يري من دماء وجهه!
_" الواحد لازم يحمد ربنا إن ابوه وامه مش قرايب !، مكنتش هستحمل نفسي لو طلعت أهبل وبرياله زيك كده يا حسن !!"
قالها تحت أنظار الواقفين جميعاً ثم اتجه إلى داخل الشقه المفتوح باباها بخطوات واثقه وكأنه لم يفعل شيئاً للتو ! ، نظر "سليم" بحده ناحية الواقفين جميعاً ثم أشار لزوجاته وأولاده بأن يدلف كلاً منهم إلى الداخل ، إنساقو هم خلف ما يريد هو ثم إعتدل بوقفته ليبدأ بدلوفه إلي الداخل ، كل ذلك تحت نظرات "ياسمين" و "نيروز" الغير غابئه بالخوف ،على الٱخر و السعيده المكبوته ، ولو بذرة ما بذلك الـ "حسن" و على موضع عمهما في الحوار !! ، كانت نظراتهم الاثنان لا تختلف عن بعض ، خاصةً "نيروز " التي شعرت لوهله بأن حقها قد استرد من عمها حتي ولو كان الحوار لا يخصها من الأساس !! ، اتجهت "نيروز" ناحية" وسام" وهي تأخذها بأحضانها خاصةً انها كانت تبكي كمثل والدتها تماماً ، دلف بعضهم الي الداخل ، وتبقى عائله حامد وعائله سميه ، وزينات وهي تسند ولدها ببطئ وما أن وقفت علي اعتاب باب شقتها أردفت عاليا ً موجهه نظراتها لـ "دلال" وهي تصيح بغضب. ظهر بنبرتها ونظراتها:
_"روحي إلهى يتقطع ايد ولادك أو ياخدهم عشان ترتاحو "
قالتها عاليا ً ثم صفعت الباب خلفها بعدما دخل زوجهها منذ قليل !! ، نظرت "دلال" بدموع بأثر الاخري نظرات ٱسي وخيبه لا تعرف بماذا تجيب ولكن ألمها قلبها من مجرد دعائها علي أبنائها ، نظر "بسام" بأثرهم بغضب ثم وجه أنظاره ناحيه عائلتهُ وعائلة سُميه وهو يردف قائلاً :
_" يلا ادخلو جوه ملهاش لزوم الوقفه دي خلاص!"
أيده والده بقلة حيله خاصةً أنه منع نفسه للتدخل بين بما يسمي حديث النساء نظر لهم هو يتجه ناحية زوجته يسندها بعدما تركتها "سميه" حينما رأته يتقدم ناحيتها ، ربط علي ظهرها بحنان وهو يتجه بها الي الداخل ، بينما "بسام" يسند شقيقته وهو يمسك بيديها إلى حيث شقتهم !
نظرت "سميه" لهم قبل أن يدلفو إلي الداخل قائله لهم بأسف :
_" حقكم علي راسي مكان أي حد فيهم ،ادخلو ارتاحو وإحنا هتبقي نيجي نطمن بعدين !"
كادت أن تعترض الأخري ولكن قاطعتها "سميه" وهي تجيبها :
_" معلش عشان تبقوا علي راحتكو ، وربنا يهدي الحال يا حبيبتي !"
قالتها ، فأومأوا لها هم تزامناً مع اشارتها لبناتها بأن يتجهو هم الآخرين حيثُ شقتهم !! ، دقائق بسيطه وأصبح السُلم خالياً ، ودلف كلاً منهم إلي شقتهم بهدوء بعد تلك المعركه المنتظره بنوعهَا الٱخر !!
__________________________________________
كَانّ يقـف ينظُر على الاثنان وهم يحتضنن بعضهن بحبٍ ، نظـرت له والدته وهو يقف أمامها والاخري تجلس بجانب والدتها تنظر لها بإهتمام !! ، طالعته والدته بنظراتها الحنونه وهى تأخذ أنفاسها ٱخيراً ببطئ قائله لهُ بنبرتها الهادئه !:
_" بسّ أنا مش موافقَـه حدّ يبات هنا معايا منكم علفكره !"
أجابها "عز" وهو يتجه يجلس على المقعد الذي يوجد بجانب فراشـها:
_" مفيش حل غير ده يا حنُّون ، وبعدين أنا كَلمت مرات خالى الله يرحمه وفرح هتروح تبات عندهم فى البيت عشان كُليتها طبعاً بس مش مهم تروح بكره ، عما تبقي تجيب حاجتها من البيت والدنيا تمشي ، ! يعني فرح مش هتبات هنا تيجي اه تتطمن عليكِ وأنا هبقى هناك وهنا وهظبط الوقت بإذن الله وهبقى على اتصال مع فرح بالتليفون كمان "
توترت ملامحها عندما جاء بحديثُه عن هاتفها بالطبع لا يعلم هو أنها قامت بتكسيره للهروب من تلك العقبه التي جاءت لها وإلى الٱن لاتعلم كيفّ تتصرف !! ، نظرت له "فرح" بتوتر وهي تردف قائله متحليه نبوع الثقه فى حديثها حتي لا يخرج مهزوزاً:
_"أه ، بس يعنى !! بصراحه كده يا عز تليفوني ضاع مني من كام يوم فالكليه فأنا يعنى مش معايا تليفونات دلوقتي !"
عقد مابين حاجبيه بتساؤل :
_"ومقولتليش ليه ؟ عامتاً أنا هتصرف ! "
نظرت له هي دون تفوه أي حرف بينما ، تحدثت "حنان" قائله بلطف:
_"فداكِ يا حبيتي مليون تليفون المهم تبقي كويسه !! ، قوم يا عز بقا وديها يلا زي ماقولت عشان الليل ليلّ خالص اهو !"
_"طب سيبني اقعد معاكِ شويه يا ماما !"
نظر لها شقيقُها بتعمن ، ثم دقيقه وأخذ أنفاسه وهو يجيب الأُخري بهدوء:
_" أيوه قايم أهو ، يلا يا فرح !!"
قالها بنبره تائهه من أمر الأخري والتشكك به وبمعاملاتها خلال اليومين الماضيين!! ، أما "فرح" فانتبهت لنظراته جيداً ؤ خاصةً ان تلك النظرات بثت بها ضِعف التوتر الذي كان مدفون بداخلها وبمحاولاتها لاخفائه !!
قامتّ أخيراً متجهه خلفـه بعدما إحتضنت والدتها بحب ثم ودعتها ، لتتركها بحفظ الله ، ومن ثم تحركت خلف الٱخر بهدوء !
__________________________________________
بعد دقائق بسيطـه فى شقـة "حامد" دلـفو هم وارء الذي سبقهم ، ولكّن هو كان بمكانه المفضل الٱن مُمسكاً بزجاجة المياه المُثلجه بيديه يتجرع منها على فترات ، أصابعه تتمسك بها بقوه حتى صدر منها عدة أصوات من مسكتهُ تلك !! ، ناظراً من أمامه بشرود ، مع ذلك الهواء الذي يداعب وجههُ بقوه مُطيراً بعد من خصلات شعره خاصةً الجزء الذي بمقدمه رأسه ، أخذ أنفاسه للمره الذي لا يعرف عددها وهو واقفاً بمكانه والصمت سيد الشُرفه ! الصوت المسموع هو صوتُ أنفاسه مع صوتِ الزجاجه الذي يضغط عليها هو بيده ممزوجاً بصوت الهواء العالى وكأنه هو والهواءصديقين يتأثر كلاً منهم بالٱخر ، إن هاج وآنفعل هو فعل مثلهُ ذلك الهواء الغير متوقع متى سيقوم !!
بالخارج كانو هم يجلسون مع بعضهم بصمـت والوجوم يحل على ملامحهم مع تشنجاتِ وجوه بعضهم !! ، جففت "دلال" عينيها من أثر البُكاء منذ قليل وهي تتنفس بعمق قائله بهدوء ونبرة صوتِ خرجت ضعيفه منها نسبياً:
_"قوم !! قوم أدخل لاخوك يا بسام ، أو قوم انتَ ياحامد !"
وجه "بسام "نظراته المشّفقه على عاطفة الأمومه لديها ، ثم أخذ أنفاسه وهو يردف قائلاً بعقلانيةٍ:
_" مَعلِش يا ماما سيبيه لوحده شويه، أكيد محتاج يهدي عشان نعرف نتكلم معاه على الأقل"
_"كلام ابنك صح يادلال ، وبعدين مش عاوزين المواضيع تكبر أكتر من كده اللي كان كان أدخلى يلا الأوضه ونامي وارتاحى وهيحلها ألف حلّال !!"
نظرت هي إلى زوجُها وهي تومأ له بالايجاب ، ثم قامت لتنهض من على الأريكـه ، فنهض "بسام" سريعاً يسندها وهو يمسك يديها بلطف متجهاً معها إلى حيث الغرفه بخطوات تكاد تكون بطيئه !! ، دقيقتان ودلفا معاً الغرفه وسطحها على الفِراش الخاص بها ثم دثرها بالغطاء جيداً وهو يبتسم لها بحنوٍ ، فالتفت هو ليتجه خارجاً من. الغرفه ولكن أوقفته نبرتها الهادئه وهى تقول لـهُ بترجى:
_"بسام !! متسيبش أخوك مع أبوك لوحدهم ، متسبش أخوك يفكر كتير مع نفسه عشان خاطري!!"
التفت ينظر لها بهدوء وهو يردف قائلاً باطمئنان:
_"متقلقيش عليه ! كل اللى حصل ده بيحصل عادي متحطيش انتِ فنفسك عشان متتعبيش ، ولو على ابويا هظبطهولك مع غسان خالص متقلقش إنتَ يا قمر !"
قال أخر حديثُه بمرح طفيف ، حتى تبتسم هى، وبالفعل ابتسمت باتساع وهي تردف قائله بنبره بالغه من الحنان:
_"ربنا يخليكم ويبارك فيكم !، ربنا يطمنك يا بني !"
ابتسم لها بثقه ثم التفتت متجههاً خارج الغرفه بأكملها غالقاً الباب من خلفه بهدوء، متجهاً مرةً ثانيه حيث مكان جلسته الاول ! فوجد والده يجلس بمفرده !! ويبدو أن شقيقتهُ انصرفت إلى غرفتها أيضاً بأمرٍ من والده فبالأساس كانت لن تتحرك إلى أن يهدأ ويخرج لهم الٱخر ما دام منعوها من دلوفها له بالداخل !! ، إتجه ليجلس بجانب والده بصمـت ، فأخذ أنفاسهُ وهو يتحدث قائلاً وبنبره متردده بعض الشيئ:
_"بابا!! ، متزعلش من غَسّان هو ميقصدش يصـ.."
قاطعهُ "والده " وبنبرةٍ جامده !!:
_" أنا مش زعلانّ من أخوك ، أنا خايف على أخوكّ !!"
_" بابا غسان ميتخافش عليه حضرتك عارف ده كويس !! وحسن تعدي حدوده وأكتر !!
التفت "حامد" ينظرّ لهُ وهو يُحركّ رأسه يميناً ويساراً:
_"إ يبنى نتَ عمرك ما هتفهم كلامى ده ! ، اللى شوفته النهارده وشكل حسن ده بيقول إنه إنسان شرانى ، ده أكيد بيتعاطى حاجات ، أخوك فاكر إنه كده بياخد حقه صح !! ، مش عارف إنه ممكن يعمل فيه حركه غدر ، ده مش حسن الصغير يا بسام انا مش خايف منه أنا خايف على ابنى خايف على أخوك!! "
صمت قليلاً ثم واصل مجدداً:
_"أنا مش مستعد أخسر واحد فيكم ، مش هستحمل يا بني!!"
ربط هو على يدّ والده باطمئنان وهو يردف قائلاً بنبره هادئه عميقه:
_"عايزك تعرف يا حامد إن ابنك راجلّ وقبل ده كله فى حماية ربك !! وصاحب الحق والصح عمر ما ربكّ يخذله ولا يكسره !!"
نظر له والده بصمت وهو يومأ له على حديثُه دون تفوه أي حرف !! ، فنهض هو ثم سحب يد والده خلفه وهو يتحدث مردفاً بنبرةٍ لا تقبل النقاش:
_"الوقتي لازم تواجهو بعض!، وإنتَ عارف إن غَسانّ مطلعش لحدالوقتي عشان ميشوفكش كده ولا يشوف ماما وهي بتعيط !! "
نهض "حامد" بهدوء وسار هو أولاً ثم "بسام" من خلفه مباشرةً متجهين معاً ناحية الشُرفه التى توجد بغرفة "غسان" ، فتحوا الغرفه بهدوء ثم اتجههو ناحية الشُرفه يدلفون اياها من الداخل ، واقفين معاً جانب بعضهم متراصين دون تفوه أي حرف إلى الٱن !! ، فخرجَ الحديث من "غَسان" بنبره هادئه وهو يلتفت ينظر لذلك الواقف بجانبهِ بصمت وكأنه بمفرده فى تلك الشُرفه !:
_" أنا عارف إنك زعلان منى ، مش قصدي أقلل من وجودك ساعتها ، بس انتَ عارف آنى مغلطش وإنى كان لازم أردّ حقي!!"
_'انا عندي زعل بالخوف عليك !! مش منك ، مش عايز واحد زيهُ يخسرني فيكّ !!"
قالها "حامدّ" بهدوء وهو ينظر إلى الٱخر !، وجه" غسان" نظراته إليهم ثم خرج منه صوته قائلاً بهدوء مُطمئن :
_" عايزك تبقى مطمن أكتر من كدا يا حامد ، ولا عاش ولا كان تبقى حاجه ولا حد مخوفك وانا لسه عايش !"
ابتسم له "حامد" ببساطه ، ثم رفع يده يربط على ظهره بحنَانّ ، فوجه "غسان" نظراته لذلك الواقف خلف والده ! فوجده يرسل لهُ غمزه من عينيه بمشاكسه تعنى بأن كل شيئ على مايرام الٱن !! ، ابتسم له هو بثقه وهو يهز رأسه له بالايجاب ، وبعد دقائق إستاذن هو ليخرج من الشُرفه قليلاً !:
_" جايلكم تانى !"
قالها ثم خرجَ منصرفاً من أمامهم ، متجههاً إلى حيثُ غرفة والدته دقها دقه واحده خافته ثم دلف وترك الباب من خلفه مفتوحاً ، أما هي فابتسمت باطمئنان وثقه من نفسها كانت تعلم جيداً بأنه سيأتى لها ولو قاربت الساعه على مشارف الفجر ولكن لا يتركها حزينه !! ، اتجه يجلس أرضاً ثم أخد يديها يضعها أمام فمه وهو يقبلها بحنان !! ، ابتسمت هي وهي مسطحه على الفراش ليخرج منها صوتها الهادئ قائلةٌ لهُ:
_" كُنت عارفه إنك هتيجي ومش هتسيبني أنام كده وأهون عليك ّ!"
ابتسم لها هو بسمه صغيره وهو يردف قائلاً بنبره هادئه عميقه تصل إلى مسامعها :
_" لو يهون العالم كُله، يهون، لكن إنتِ عُمرك ما تهونى أبداً !! ، حقك عليا !!"
_" هتخلى بالك من نفسك ؟ وهتسكت ومش هتعمل حاجه تانى ؟ مش هتوجع قلبي عليكّ وتقلقه ؟"
_" متقلقيـش واطمنى كُله هيبقى تمام !"
قالها هو يستقيم من جلسته أرضاً منحنياً يقبل قمة رأسها بـحب ، أغمضت عينيها باطمئنان وهى تشتم رائحته بحبٍ ترفع ذراعيها تحاوطه بحنان و في تلك اللحظه ، تشكر ربها على وجود الخير التى زرعتهُ به!!
قاطع لحظتهم تلك دلوفهم إلى الداخل بهمجيه ، بعدما خرجت "وسام" من غرفتها بواسطه"بسام" ووالده أيضاً !!
_"بتبوس مراتى ؟ وفـ أوضتى ؟ "
قالها "حامد" بحده مصطنعه ، فنظر له "غسان" ثم أردف قائلاً:
_"معلش انى لمست أشيائك ، عليا دي المرادي ، بس انتَ مسقط حاجه ! دي أُمى يا حامد !!!"
قالها بكيدٍ للٱخر !! فأيدته شقيقته وهي تنظر لولدها أيضاً :
_"صح ٱدعم وبشده ، و خد بالك ومرات ٱبويا أنا كمان !"
ضحكوا بخفه عليها ، فخرج صوت" بسام" قائلاً بمرح:
_"يعنى إحنا شُركَه فيها محدش يبقى أنانى يجدعان !"
_"ماشي حيث كده ! فأنا هضطر ..."
صمت هو قليلاً ثم أردف يقول مجدداً:
_"مسيبهاش ليكُم ، دي حب عُمري يا صِيَع"
قهقهو على حديثُه ، فأردف "غَسان" قائلا ً بهدوء:
_"أسيبكو أنا مع حب عمره ،وأروح أشوف حالى وشويه وأنام عشان ورايا شغل الصُبح!"
أومأو له بالايجاب ، خاصةً والدته وشقيقه الذين ابتسمو له باطمئنان وأمان نظرات تعنى وللمره الثانيه ! بأنهُ(حسناً حسناً ، كل شئ الٱن على ما يرام دعنا الٱن وشأننا !)
_________________________________________________
أما فى شقه الٱخر والذي يُعتبر خِصماً الٱن ، كان مسطحاً على الأريكـه الكبيره فى الصاله الخاصه بمنزلهم وهم ملتفون من حوله عدا "زينات" التي كانت تجلس بجانبه تضع على وجهه بعض من القُطن الطبي لتزيل ٱثار الدماء على وجهه بالمحلول الطبي الذي بيديها الاخري !! ، كانَ "سليم" واقفاً بجانب إبنه الاخر "حازم" والذي جاء لهم بعدما دخل بوالدته وشقيقته حيث منزلهم !! ، نظر "سليم" لهم وهو يردف قائلاً بحده أخيراً بعد فتره من الصمت:
_" انتم ايه اللى هببتوه واللى بيحصل من ورايا ده !! ، وانتَ يا فاشل ياللى هتفضل طول عمرك فاشل وغبى ومفيش منك رجا ، مش ناوي تحل عنى وعن سمايا بقا بمشاكلك وقرفك ده !! ، كان ناقصلك ايه ! السجن ؟ ما تنطق؟ يا أخى كنت روحه وخلصنا منك ومن خلقتك العِكره دي !!"
صاحَ بٱخر حديثُه بانفعال بالغ ، حتى "فريده" انتفضت من ٱثر صوته وهي واقفه بعيداً. بركن ما !! ، أما "زينات" فضغطت على أسنانها بقوه وبغيظ مكتوم من طريقتهُ تلك وولدهَا بهذه الحاله !!
قلبّ"حسن" نظراته المُمله من. حديث الاخر المعتاد لَهُ، وهو ينفخ أنفاسه رغماً عنه ، مردفاً بنبره متقطعه ومتغيره من أثر القطن الذي يوجد بجانب فمه ناحيه خَده !
_"أنا لسه معملتش حاجه ! ممكن توفر كلامك ده لوقت تانى يبقى أحسن!"
_"ولسه هتعمل ايه أكتر من كده كفايا بقا يا حسن كفايا ضياع أكتر من اللى انتَ فيه اهدي وخلينا نهدي معاك بقا !!"
قالها "حازم" بصوتٍ عالى ، فأخذ "سليم" أنفاسه بحده وبصوتٍ مسموع :
_" وهتعمل ايه تانى !! عاوز تموت تحت إيده المره الجايه يا غَبى، ايه؟! مشوفتش نفسك وانتَ بتفرفر تحت ايده ومحدش عرف يشيل غير حُرمه و هى اللى شالت عنكّ !!"
قالها بإنفعال ، فألتفتت "زينات" تهدر بعصبيةٍ بالغه وعينيها تنطلق الشرر:
_" إنتَ ايه !! نازل فيه ومفكرتش في حالته دي ولافى اللي واقف جمبك ده، لولا شهادته عليه ووقوفه جمب التانى مكنش حصل اللى حصل !! "
نظر "حازم" لها بحده وهو يردف قائلاً بجمود:
_" وبشهادتي دي بردو هي اللي جابتلك إبنك اللي قاعد قدامك الوقتي ، بدل ما مكانه كان معروف هيبقي إيه ، ده العقل حلو يا مرات ابويا!!"
كاد أن يكمل حديثُه أيضاً فصاح بهم "سليم" عالياً :
_" أخرسوا بَقا ، محدش ينطق بكلمه ؟. مخلف اتنين أفشل من بعض زي قلتهم ، واحد ضايع خِلقه والتانى بيَاع لأهل بيته وعَويـ ـل !!"
ابتسمت "زينات" بانتصار ، من حديثها الذي أردفته وبالفعل ٱثر بالاخر جيداً كما كانت تريد ،. خرجت نبرة "حازم". المنفعله وهو يوجه حديثه لوالده :
_" لا أنا مش عويل وبياع !! , أنا غلطَان أاه غلطان كنت سيبته يتعامل ويضيع ومكنش ليا علاقه بيـه وسيبتكم تجروا وراه وأريح دماغى أو أسيبهالك انتَ تتصرف فيها وانتَ مكنتش موجود أصلاً ! المره الجايه إتصرف زي ما انتَ عاوز ، ملحوقه !!"
قالها بانفعال واندفاع ثم اتجه سريعاً يخرج من باب المنزل تحت أنظارهم جميعاً ، فنظر "حسن" لوالده وهو يردف قائلاً بتهكم:
_"مش ده حازم ابنك اللي بتفضله عني!!"
وجههت "زينات "أنظارها تنتظر رد الآخر ، فجاءهم صوته المهدد لهُ وهو يقول:
_" إسمعّ !! لو فضلت علي حالك ده شوفلك حته تانيه تتزفت تقعد فيها ، مش ناقص قرفك ومشاكلك ، ، وبعدين انتَ بتقارن نفسك بيه علي ايه ؟ مكمل علامك وشغال زيه وبتصرف على نفسكّ ! ولا يكون في حالك ومبتحطش سيجاره في بوقك؟! ،. لاخر مره بحذرك خلقتك دي لو متظبتطش مشوفهاش في بيتي تاني !"
قال حديثُه باندفاع ومرةَ واحده ثم اتجه إلى حيثُ غرفته تاركاً اياهم بمفردهم ، لملم "حسن" أشيائه من حوله ثم هب واقفاً مره واحده وهو يتأوه من تعبهُ ، نظرت له "زينات " بتساؤل، فلم يعيرها أي انتباه بل اتجه إلي حيث باب الشقه يفتحه وهو يردف قائلاً بتشنجٍ:
_"ماشي وسيبهالكم مخضّره عشان ترتاحو ،. ويرتاح من خلقتي ، سَلام "
_"لأ استنى يا حسن متمشيش هو مش قصده أقعد وملكش دعوه أنا هتصرف !!"
قالتها عالياً أما هو فتجاهلها وهو يخرجّ من الشقه تاركها تصيح عالياً بترجى !! ،. نظرت هي بأثره بأعين. مدمعه بعاطفة أي أم رغماً عنها ورغم طبعاها السيئه تلك !! ، أما الاخري نظرت لهم بخيبه أمل وهي تتوجه ناحية والدتها تربط علي كتفيها !! ، نفضت"زينات " يدي الأخري وهي تصيح بها بانفعال من بين دموعها :
_" ابعدي عنى ، ابعدي السعادي ، غوري من وشي بقولك!!"
إنتفضت "فريده" ثم نهضت واقفه ، تنظر لها بتعابير وجه خاليـه ، غير متفاجأه من هذا التعامل بل هي معتاده !! ، توجهت هي حيثُ الغرفه تاركه والدتها جالسه بمفردها بالصاله ومازال بيديها أثر دماء الاخر المُلطخه بها !!
______________________________________________
«مَن قال إن الحليم لا يَشعُر؟!
بل هو أكثر الأشخاص شعوراً ، ، لكنه كالبركان الكامن يَصهُر نَفْسه بنَفْسه، حتى إذا زاد عليه الكَيْل، انفجَر وانشطَر، وغَيّر معالم الحياة.»
كَـانت تجلسُ على تلك الاريكـه المعتاده ، لم ينام أياً منهم إلى الٱن ، برغم عملها الذي سيكون فى الصباح الباكِر !! ، وجههت "نيروز" نظراتها إليهم ثم أخذت أنفاسها ببطئ وهو تردف قائله بدون مقدمات !:
_"ايه يا بتّ وشك منور وفرحان كده ليه؟"
قالتها وهي توجه أنظارها لشقيقتها تحديداً ، فابتسمت "ياسمين"باتسـاع وهى تتحدث قائله تُجيب الاخري تحت أنظار والدتهم !:
_" هو مش طبيعي اللي أنا فيه ده ؟؟؟ ، ده كده قليل أوي عاوزه أقوم أرقص قدام زينات وبنتها وعمك كمان ، غَسان عمل اللي كنت عاوزه إعمله من زمان ، علفكره أنا ضايع عليا فرص كتير أوي عشان مش ولد !!"
قالتها بمـرح مشاكِس ، افلتت ضحكات "نيروز" عليها بقلة حيلـه ، ولكن "سُميه" كانت تنظر لهم بصمت إلى أن انتهت الاخري فاردفت قائله بعقلٍ:
_ الرسول صلى الله عليه وسلم قال :” لا تُظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك "، وإنتم مش كده. ولا ربيتكم على كده ،. أاه عمل كتير وقال كتير هو وعمك وكلهم عموماً ، بس لا نفرح ولا نزعل فيه ، عشان ربنا يكرمكم وحياتكم تمشي براحه وخفيفه وبسَـلامّ !! "
_"عليه الصلاة وأفضل السَلام !، كلامك صح ياماما بس إحساس الخوف المقتول جوايا من نحيتهم خلاص ! معتش بيصعب عليا حد فيهم ، مش ناسيه ، مش ناسيه كل حاجه عملوها فيا أنا وورده ومعايرتهم ليها ، مش ناسيه نظره الفرحه في عنيهم لما كانو فرحانين فيا وبحالتي بعد موت بابا مش ناسيه عياط ورده على حالها الي بتحاول تنساه وتتأقلم معاه وكل ما تيجي هنا بيفكروها !! مش ناسيه كسرتى أنا وهى بسببهم
، لما هى حست إن حد جه على ابنها وكسره وقلل منه ده مكنش إحساسك ياماما علينا منها !! ، علفكره هي بتدوق من نفس الكاس ، بس كاسها أقل مراره منا !!"
قالت"نيروز" حديثها بإندفاع ومره واحده على مسامعهم ، فتنفست "ياسمين" بعمق وهي تجيب الاخري:
_" مش عارفه هي شماته ولا إيه بس هي حاجه غصب عننا ، بس اللى أعرفه ومن غير مبالغه إن حسينا إن الحق بيرجع لاصحابه بطريقه مش مباشره !!
أو القوي فيه الاقوي منه وهيجي يوم وكله يترد فيهم والواضح إن الميعاد جه خلاص ! وانها حست بحاجات كتير حسينا بيها لوحدنا ، برغم إنها كام بونيه وقلم على وشه وزقه على الارض !! ، إتهان مش هنكر ، بس متاهنش زي ما كانت بتهين فينا بشماتتها وكلامها اللي زي السِم !، "
ابتسمن لها الاثنين بهدوء ، فأردفت "سُميه" أخيراً :
_" داين فَـ تُدان ، دي الخلاصه ، وانتم قلوبكم بيضه وتربيتكم بعيد عن الشماته ، بلاش يا حبايبي !"
نظرت "ياسمين " لها بحده مصطنعه وهي تردف قائله :
_"لأ مش كده !!"
_'أومال ازاي ؟"
_"هقولك"
قالتها ثم نهضت واتجههت ناحيه السُفره وهي تضع كلتا يديها تقوم بالدق عليها بلحن ، تتحدث بأغنيه معروفه نسبياً وبصوتها المُلحن قائله بتلحين:
_(أنا شفت كتير منك وخلاص أهو فاض بيا
معقول كده عآدى وسهل عليك تظلم فيا
ودا قلبك إيه أصلي مشوفتش عندك إحساس
إزاى في الدنيا فيه ناس كده قاسيه ومؤذيه
أنا شوفت كتير منك ياللي عليا استقويت
وإنت مبطلتش توجعنى يوم و استكفيت
الله لا يسامحك علي جرحك ولا كسرك ليا
الصبر جميل واهو بكرة تشوف ويجيلك يوم
والوقت كفيل هيجيب حقي دى دعوة مظلوم
ودعيتها عليك من قلبي بقيت كارهاك بضمير
داين ف تدان اومال يعنى إنت مفكر إيه
ودا درس زمان إنت مذاكره و بتسقط فيه
مش قسوة دى منى وتستاهل آكتر بكتير)
استغرقت دقائق كثيره خاصةّ أن صوتها يشهد البعض به أنه عذب وجميل ! ، كانت تدق بهدوء علي حسب لحن تلك الاغنيه الهادئه وإندمجت مع كلماتها لمده ! ، أما هم فابتسمو باتساع وهم يستمعون إليها بهدوء واستمتاع مُندَمج !!
ما ان انتهت ، جاءهم صوتها المتساءل وهي تتحدث لهم بمشاكسه :
_" عرفتوا بقا بتبقا ازاي ؟"
قالتها ثم اتجههت تقف من أمامهم ، لتجدهم ينظرون اليها بحبٍ فاض من أعينهم ، حتي تحدث "نيروز" قائله بلهفه:
_"بقالك كتير أوي متغنتيش ،ولا سمعتينا صوتك الحلو ده !"
_"لا ما كلو بتمنوا ، هه قولولي بقا هتدفعو كام ؟؟"
نظرت لها "والدتها" بحنق زائف وهي تجيبها قائله وهى تنظر أرضاً حيث حذائها المنزلي:
_" تعالى وأنا أدفعلك أغلي حاجه عندي "
نظرت لها "ياسمين" برييه وهى تتحدث قائله تزامناً مع دلوفها غرفتها لطريقها لها :
_"لأ خلاص ميرسي ، كانت حفله مجاناً ، good night يا حبايب!!"
ضحكوا عليها بخـفه ، وهي تدخل إلي حيثُ غرفتها بخطواتها الواثقه ولكنها كانت مرحه ، نظرت "نيروز" إلى أثرها بقله حيله ثم وجهتها إلى والدتها وهى تقول :
_" أنا هروح اوضتي وشويه كده وأنام بس صحيني بدري بقا عشان المقابله الشخصيه للشغل ، انت ِ مش هتنامى بقا ولا ايه ؟!!"
_"لا يا حبيتي قايمه !، هروح أتوضي وأصلي عشان مكنتش صليت عند طنطك دلال ! وأنام علطول ."
أومأت لها هى وهى تستقيم من مكانها ناهضه لتتجه حيثُ غرفتها ، تتمتم للاخري بابتسامه صغيره:
_"تصبحي علي خير يا سِمسِمّ !"
______________________________________________
تجلسُ شاردة الذهن بأحوالها التي لا تكفُ عن التفكير بِها !!، تفكر بحديثهم عن مدي جمال تلك المهنه المستقبليه بالنسبةِ لها ! ، تفكر بحديث كل من قام بتحريك الأمل بها !، تتداخل الأفكار بعقلها ويوجهها ناحية تفكيرها بأمر شقيقها الٱخر !! وكيف كانت ساكنه ثابته لا تشعر بشيئ تجاهه !! ، وكذلك والدها التى أصبحت تمقت أن تناديه بكلمة "أبى" لو بإمكانها لقامت بمناداته بلقب مهنتهُ فقط !! ، نهرت نفسها للمره التي لا تعرف عددها بسبب وصول تفكيرها لمن جاء بها إلى هذه الدنيا بهذه الطريقه !! لكيف تفكر به كذلك ! بالطبع لا ، لا يوجد من يكره أباه ، وصلتّ لنقطه معينه وأخيراً أنها أيقنت بالفعل أنه صراعها النفسي الداخلي ! أصبحت لا تقوي على تفكيرها وخلوها بنفسها !
وصلت عند نقطه معينه الٱن هي تحتاجّ طبيباً. نفسياً لوقوف صراعها الداخلي عن الحد !! ، قاطع شرودها شقيقها وهو يدلف إلى غرفتها المفتوحه قليلاً بهدوء ! ، باتر حبل أفكارها المُميت ومنقذه "حازم" دلف بخطوات بطيئه ثم جلس بجانبها على الفراش بصمـتّ ، ثوانِ لا تعد وأخذ هو أنفاسـه بعمق مردفاً لها وبتلقائيه دون أية مقدمات :
_"زعلتي النهارده كام مره ؟؟ "
طالعتهُ بخيبة أمل وهى تأخذ أنفاسها محاوله التحكم بنفسها لتجيبه بهدوء وصوت كان به بعض الضعف :
_" زعلت انتَ كام مره ؟"
_" زعلت عشانك ! وعشانك وعشانك !"
نظرت له باستغراب من أمره وحديثه هذا ، فواصل هو مجدداً بنبره عميقه واضعا. ذراعه على كتفيها :
_" الأولى علشان حسيت بكسرتك وانتِ بتتكلمي عن حاجه مش حباها فوقت غيرك كان بيتكلم عن حاجه حاببها ! ،
والتانيه علشان هم اتعاملوا بحسن نيه قدامك ومعاملتهم مع بعض خلتك تقارني غصب عنك ! ،
والتالته عليكِ على. إنك لا الدم غلي فعروقك ولا اتحركتي سنتيمتر واحد كرد فعل لزعل وخوف على حَسّن عكس ما توقعت لقلبك الطيب !"
طالعته بعدم تصديق إلي وصوله لمرحله ما تفكر به هي دون أدني مجهود بأن تشرح هي ! ، لم تظهر هي كذلك بل أخذت شهيقاً. وزفيراً بعمق مردفه بهدوء:
_" وده بردو عدد المرات اللي زعلت فيها بالظبط ! ، بس بحاول مزعلش واحط فنفسي بس غصب عني ، عارف؟؟ أنا متدايقه أوي من نفسي علشان متزعلتش على حسن ، حاسه انى ندله ووحشه !"
_" عمرك ما كنتي ولا هتكوني وحشه ، الحلو من جوه صعب يتفهم من برا. ، وانتِ جميله يا جميله من جوه ومن برا ، هو بس نفسيتك وأحوالك متلغبطه ، بس أنا جمبك وبحاول أملي أماكن فاضيه عندك ، بحاول أعمل اللى يرضيك ِ، أرضينى برضاكِ ومتزعليش عشان خاطري !"
قالها وهو ينظر بنظراته ذات التأثير عليها هي ، طالعته بحب ، ثم دخلت بين أحضانه وهى تقول بنبرتها المتحشرجه :
_" أنا راضيه عشان حاجه واحده بس ، كونك فحياتي ،
فكل الرضا و كُل الاطمئنان عشان جمبي ومعايا أخ زيكّ يا حازم !! "
رفع ذراعيه يربت على شعرها ممراً على ظهرها بحنان ،، يفيض منه هو تحديداً. ، هو ذلك المعروف بلين قلبـه ومعاملتهُ أينما حل عليه !!
______________________________________________
«الذكريات لا تُنسى بل تبقى في ركن ما في القلب و تأبى أن يعبث بها أحد.»
وقفَت بشُرفتها تشتم القليل من الهواء، ولكن تلك المره لم تفكر بماضيها ، بل فكرت ورسمت فى عقلها ماذا سيحدث غداً عند أول خطوه قد إختارتها هى بإرادتها وبعد فتره من إنعدام الرغبه لفعل شئ !! ، كان يوجد ضوء بسيط بالكاد تري ما حولها منهُ ، أخذت نفساً عميقاً ثم نظرت إلى الدفتر الذي يوجد بيديها ، دفتر خاص بها تتدون به كل ما يخطر وما يحدثُ وما ستشعر أنه سيحدث ، إستندت على العمود الخاص بتلك الشرفه وهى تفتح القلم تتدون ما. تريده خاصةً أنه قد دب بها بعض الأمل الممزوج باللهفه لخروجها من تلك القوقعةُ التى حاصرت نفسها بها لمده طويله ، بدأت بالبسمَله ثم دونت ببطئ وبخط يديها البسيط!! :
(أدعُوك اليوم وكل يوم..
أن أنجو من ثُقل الأيام،
أن تمر خفيفة دون مشقة
ألا أجد في طريقي عثرات
فأنا مُتعب وأنت أحن عليّ مني،
أسألك أن يختفي القلق قريبًا
وألا أجد في قلبي إلا أمانك !! ).
إستغرقت عدة دقائق حينما دونت هذه الكلمات التي كانت تُناجى بها ربها بينها وبين نفسها والمُطلع الوحيد ربها !! ، ذلك الدفتر الوحيد القادر على خروج تلك الكلمات المحبوسه بداخلها!! ، نظرت لتلك الكلمات عدة مرات وهى تدعو بها بكل مره !! ، أما الٱخر فالبطبع وبذلك الوقت كان يقف مُمسكاً بزجاجة المياه فى يديه ولكن لم يشرب منها هذه المره عندما جاءت ووقفت هى بل تابع ما تفعله هى بتمعن ، وقبل ذلك كان يقف شارداً الذهن يدخل فى عقله بعض الأمور المتداخله مع بعضها ، لم يأتيه النومّ بعد ! ، إلى أن جاءت هى وبحركاتها التلقائيه الغير عابئه بوجود أحدهم يري ما تفعل هى ! ، ومن ثم قاطعت شروده !! ، أخذ "غَسان" أنفاسه دون صوت ثم أردف قائلاً على فجأه وبنبره متسائله تحمل من الذكريات ما يتذكره الاثنان معاً :
_" وعلى كده لسه خطك حلو ؟؟ "
إنتفضت كما تنتفض كل مره ، ولكن التفت بسرعه وما أن رأتهُ أخذت أنفاسها بعمق مردفه بعد ثوانِ بتأكيد وبنبره هادئه مهزوزه ولو بذره من حرجها منهُ :
_" انتَ لسه فاكر..خطى ؟!"
لحظه ؟! كيف عرفتّ أنهُ هو !! ، كيف لم تجد به شقيقهُ الٱخر ، كيـف عرفته؟ من مجرد حديثُه العابر عن الذكريات ؟ ولكن كيف شعرت أنه من قام بالمعركة التى كانت من نوعٍ ٱخر منذ ساعات قليله!! ، هذا ما حدثتّ به نفسها ، أمن لون الشعر ؟ أم من لون الأعين كما قالت شقيقتهُ ، أم أخيراً من تلك البقعه الزرقاء الصغيره التى توجد على وجهه من ٱثر ضربة الاخر الوحيده منه !!
إبتسَم بسمه صغيره، وهو يتحدث موجهاً. أنظاره فقط لها مردفاً بنبره واثقـه خرجتّ منه بثبات دون حرج :
_" ولسه فاكر حاجات كتير منستهاش !! "
ابتسمت بخجل! ، ولكن شردت للحظه لأن تلك الذكريات تُذكرها بحبيب أيامها الراحل ! ، التى كانت تشاركه كل ذرةٌ بها ، لذلك ، نظرت له بلهفه تجيبه بنبره متساءله بها بعض اللهفه التي ظهرت من نبرتها الهادئه وهى تقول:
_" قولى زي ايـه ؟؟"
عقد مابين حاجبيه. أولاً قبل أن يجيبها ، ليسألها قائلاً:
_" مقولتيش المرادي انتَ مين فيهم ؟؟ ، بس معذوره المرادي في علامه معلماني !!"
فلتت منها ضحكه خافته على حديثه الذي آردفهُ بسخريه ، ولكن اعتدلت تجيبه بهدوء وكأنها لم تفعل شيئا ً :
_" علفكرة إحنا كلنا بنتأسف ليكم على اللي حصل من حسن !"
_" دي حاجه من الحاجا ت اللى منستهاش ! ؟"
عقدت ما بين حاجبيها بتساؤل ، وجههت أنظارها من على بعد لعينيه أخيراً خاصةً، أنها غالباً ما تركزها بركن ٱخر غير عينيه!! ، فأردفت تسأله :
_" هى ايه ؟"
فتح الزجاجه يتجرع منها بثلجها الذي يوجد معه القليل من المياه البارده ! ، وبعد دقيقه واحده جاءه صوته الهادئ المتنحنح وهو يُجيبها :
_" إنك بتتأسفى كتير على حاجه ليكِ ذنب فيها وعلى حاجه ملكيش ذنب فيها ، فاكر إنى ضربتّ حسن علشان قطعلك فُستانك من الكُم علشان متجيش تلعبي عندنا انتِ وجميله ، ولما عيطّ روحتى تتأسفيله أنه عيط بسببك عشان شوفته بيضربك وروحت ضربته !! "
كانتّ تبتسم ببسمه واسعه وهي تستمع إلى حديثُه ، خاصةً أنها تتذكر مثل ذلك الموقف جيداً ، فنظر هو. لشرودها ولكن فاقت هى أخيراً ثم تحدثت تجيبه قائله:
_" بابا قالـى إن الأسف مش بس علشان غلطنا وبنتأسف ، ممكن تتأسف مكان حد ونهون عليه ، نتأسف حب ! أو نتأسف مواساه أو نتأسف عتاب ! نتأسف بالافعال ! ، بس أنا واضح كنت واخداها بالمعني الحرفي وخلاص ."
قالت ٱخر حديثُها بسخريه مَرِحه بغير وعى ، خاصةً أن الاخر لديه قدره بتلاعب الأحاديث وجعل من يقف أمامه يتحدث أكثر ما يتحدث هو !، ضحك هو بخـفه فنظرت له بهدوء وبها بعض الحرج منه !، فجاءها نبرته الهادئه العقلانيه بقوله:
_" بس مش مع كل الناس الكلام ده !، مع اللى يستاهل ده فعلاً ، مظنش أبو على يستاهل ، وبعدين أنا عندي سؤال ! "
طالعته بنظرة عينيها ذات لون العسل وهى تقعد حاجبيها !! ، فأردف "غسان" يجيبها بتساؤل :
_" هو حسن ؟ راضع عادي زينا ولا راضع زباله ؟"
صمتت هى تحاول كتم البسمه وكتم إجابتها الحتميه المعروفه !! ، هز هو رأسه وهو ينحدث قائلاً لها بثبات:
_" ودي حاجه تانيه كنت هنساها !! "
ايـه .؟"
_"بتخافى تقولى الحقيقه !! "
صدمت هي داخلياً لاتعرف بماذا تجيب ولكن حاولت التبرير بقدر الامكان !!
_" مش سكوت عن الحقيقه ، بس يعنى أنا مش هطلع كويسه لو قولت عليه حاجه وحشه وهو .، وهو ابن عمى ، معروف أنه عمل وسوي كتير بس مش عارفه هو يعنى ايه بالظبط لحد الوقتي !! "
_"بس أنا عارف هو ايه ؟ !! "
قالها ببساطه ! فنظرت له تسأله ُ بتلقائيه !:
_" هو ايه .!؟"
_"لا منا مش هينفع أقولك !"
أحمر وجهها بشده ، فأردفت قائله بنبره مرتبكه :
_"طب عن إذنكّ ، تصبحوا على خير !! "
نظر هو بأثرها مبستماً على رد فعلها هذا!! يعلمّ أنها قد خجلتّ ولطالما خجلت فَـ بالطبع دق قلبها بسرعه ، وهذه سر كلمة "بيدق جامد ليه .؟"
والذي يردفها هو عندما يحمر وجهها بشده ، ولكن تلك المره وهى تغلق الباب الخاص بالشرفه جاءها صوته المتساءل وهو يقول:
_"بيدق جامد ليه طيبّ !! "
ابتسمت هي بقله حيله ! وبنفس الوقت إستغراب من أمره !،، هو يتلاعب بتلك الكلمات والذكريات الذي لم ينساها هو ولا هى ، دلفت هى للداخل حيث فراشها تتسطح عليه بانهاك من ذلك اليوم المرهق !! ، أما هو فلم يسمـع صوت إغلاقها للشُرفه دون صوت بل أردف تلك الجمله المتساءله مُقنعاً نفسه بأنها دلفت إلى الداخل وبالكاد لا تسمع الجمله بوضوح ، لكنها وصلت إلى مسامعها ! تلك الجمله الذي بالكاد يتذكرها هو ومن أشد الجمل التي كانت تلقيها على مسامعهم عندما يجلسون معاً فى الطفوله ، تذكر هو تلك الجمله جيداً الٱن ! وهي تحدثهم بنبرتها الطفوليه البريئه :
( لما خدودي تبقى لونها red قلبى بيدق بسرعه خالص!!)
ابتسم وهو يهز رأسه متذكراً. تلك الجمله جيداً وذلك اليوم وتلك اللعبه التى كان يلعبها معها ومع الٱخرين، جُمله ٱتت من زمنّ كانَ مليئا بحبُ الطفوله ، زمنّ مليئا بالبرائه والعفويه ! ! ،
وإن كُنا نبحث عن أُمنيه واحده نريد تحقيقها ولو للحظه !! ، أُمنيه تتكرر على مسامعنا أغلب الوقت ألا وهى :
[ليـتَ الزمان يعودُ يوماً !! ]
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عودة الوصال ) اسم الرواية