رواية الجلاد لقلبي رغم حبي الفصل الحادي عشر11 - بقلم دينا النجاشي

  

رواية الجلاد لقلبي رغم حبي الفصل الحادي عشر11 - بقلم دينا النجاشي

البارت‌_ الحادي عشر
بقلم_دينا_النجاشي♡
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡♡♡
في وسط ذلك القصر، وصل عدد كبير من رجال الأمن وانتشروا في المكان، مما جعل غالب يرتجف بوضوح عند ظهورهم. ونظر نحو صهيب الذي كان واقفاً ينظر إليهم بجمود. فكانت أشكالهم كـ وحوش برية تنتظر افتراس فريستها.
التقت عيون صهيب بأحدهما، وأعطاه الأخر إشارة سرية، فأردف صهيب بجمود..... 
_طبعا كلكم عرفين انتو هنا ليه واى المطلوب منكم 
وأشار إلى غالب الذي كان واقفاً، وأظهر ظهوره عدم ثقة واضحة... دا رجل الأعمال غالب زهران اكيد كلكم سمعتوا عنه ومهمتنا هي حمايته فهمين
_هتفو جميعا في صوت واحد.... فهمين  
ابتسم صهيب ببرود، وعقله شارد في بعض الأمور التي كان يخطط لها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡
في مكان اخر وتحديدا في منزل سماء كان الجميع جالسين ماعدا آدم وعمران كانا واقفين في الخارج يتحدثان في بعض الأمور، فتحدث عم آدم بحنان، مبروك يا بنتي.
سماء بحترام: الله يبارك في حضرتك
عادل بابتسامه: ان شاء الله هتكلم مع ادم عشان يجيبك زياره وتتعرفي علي العيله كلها
سماء بموأمه: ان شاء الله 
في تلك اللحظة دخل آدم وعمران فنظر إليه عمه واردف بجدية..ان شاء الله هتجيب مراتك البلد عشان تتعرف علي عيلتها التانيه وتعمل حسابك هتقضي كام يوم في البلد
ادم بحترام....ان شاء الله يا عمي بس خليها بعدين لاني مش فاضي الأيام دي. 
عمه بجديه.... معلش تعاله علي نفسك مش كفايه عرفنا من مامتك ان كتب الكتاب النهارده 
ادم بهدوء.... كل حاجه جت بسرعه ومعرفتش ابلغ حضرتك
والد عمران بموأمه... ربنا يقدملك اللي فيه الخير يابني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡♡
انتهى اليوم وودعهم الجميع ولم يتبقي سوي آدم وولدته وسماء وولدها، فأضاف والد سماء بجدية لإبنته..... اسمعي يا سماء انتي النهارده هتروحي مع الست حسناء وخلاص دا بقا بيتك التاني وبأذن الله هخلص موضوع عمتك ومش هتأخر 
أومأت سماء بصمت فربت والدها علي يدها بحب... فتحدث ادم بجديه... لو احتجتني في اي وقت ياريت تكلمني يا عمي. 
والد سماء.....  ان شاء الله.. انا عارف انك راجل ويعتمد عليك ودا اللي خلاني استأمن علي بنتي معاك.. أتمنا متخذلنيش
نظر ادم لـ سماء الناظره للأرض والدموع تترقرق في عيونها فأضاف بجديه.... سماء في عيوني يا عمي ولو هي بنتك فـ هي بقت مراتي وبوعدك اني هتقي ربنا فيها..... 
والد سماء براحه... وانا متأكد من كده ونظر لسماء وبابتسامه.... عارف انك دلوقتي زعلانه مني بسبب تسرعي في الموضوع بس انا متأكد اني مش هلاقي حد استأمنه عليكي غير ادم ووعد اخلص موضوع عمتك وارجع اعملك كل اللي تطلبيه 
رفعت سماء عينيها إلى والدها وقد ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهها، محاولةً تخفيف قلقه 
.... انا كويسه يابابا متقلقش عليا ومش زعلانه منك بالعكس انا مبسوطه وفي الأول والأخر دا اللي كان هيحصل حتي لو الموضوع جه  بسرعه ومن غير ما نرتبله 
أومأ والدها بإبتسامة وشعر بالراحه من حديثها وبعد وقت انتهت المحادثة وأمر آدم حراسه بتوصيل والدته  وسماء..... استغرب والد سماء من الأمر وأضاف بهدوء.. أنت مش رايح معاهم ولا إيه.
آدم بجديه... متقلقش أنا شوية وهروح بس دلوقتي مش هرتاح إلا لما رجالتي يسافروا معاك.
والد سماء بتفهم..... انا معايا الرجاله متقلقش
ادم بموأمه..... انا مش قلقان بس هبعت معاك تلاته من رجالتي ومعاهم المحامي الخاص بتاعي ودا هيساعدك كتير لو الموضوع كبر. 
قطع حديثهم دلوف الحارس وبعمليه... ادم بيه المحامي بره 
ادم بهدوء... تمام خليه يدخل وقول لرجاله تجهز لسفر بكره
الحارس بموأمه...جاهزين سعتك وأمنو الوضع  وجابوا مكان السكن الموجود فيه الشخص المطلوب نعرف مكانه ومكان شغله وجمعنا كل المعلومات المطلوبه عن صاحبة مدام نوال الموجوده عندها وعن جوزها ومكان السكن وكل المعلومات اللي جمعناهم عنهم تمام وناس مصريه وحضرتها دكتوره وجوزها دكتور وعيشين هناك من عشر سنين واهلهم هنا في البلد وناس في حالهم 
ادم بموامه.... تمام ابعت المحامي 
غادر الحارس لـ تلبية الأمر اما والد سماء كانت عينيه متسعه بذهول واردف بإعجاب... انت عملت كل ده امته
ادم..... لما خلصت المكالمة طلبت من رجالتي يجمعولي كل المعلومات الخاصه بحياة مدام نوال وجوزها والمكان الموجوده فيه حاليا 
أومأ والد سماء رأسه بصمت، فدخل المحامي وشرح له ادم الموضوع. ثم انتهى الأمر وودع آدم والد سماء أيضاً وانصرف.
وفي طريق آدم إلى المنزل، اتصل بقائد حرس عمران الشخصي. وكان قد عينه لآدم وأضاف بجدية...... عاوزك تتابع كل خطواط صهيب الجارحي وتبعتلي كل تحركاته وبكره كل الرجاله اللي هجموا علي بيت مراتي يكونوا موجودين في زنزانتي. 
قائد الحرس بعمليه.... تمام يا ادم بيه 
أنهى آدم المكالمة دون أن يضيف جملة أخرى، وبعد فترة وصل إلى المنزل ورأى تلك الشارده في حديقة الڤله تنظر إلى القمر بحزن، فاقترب منها بهدوء.....قاعده لواحدك ليه وفين أمي
استدارت سماء في اتجاه الصوت ولم تبد أي رد فعل، فعادت بنظرها مرة أخرى وأضافت بنبرة طبيعية.. دخلت تعمل حاجه.
ادم بجديه... تمام قومي ادخلي لأن الجو برد. 
سماء برفض... لا انا حابه اقعد هنا شويه المكان هنا جميل ومريح
ادم بتنهيده...... بلاش تعاندي الجو برد ادخلي وقدامك العمر كله اقعدي فيها وقت ما تحبي 
سماء بغيظ.... العمر كله ليه لتكون فاكر ان الورقه اللي اتكتبت دي ضمنتلك اني خلاص مراتك لا فوق انا سكت بس لأجل بابا واحترمت كلمته واول ما يرجع الحوار ده كله هيخلص 
ادم ببرود... الورقه اللي بتتكلمي عنها دي بتقول انك خلاص بقيتي مراتي ومسؤوله مني اما بقا جو هتخلصي فنصحك بلاش تتكلمي فيه وخليني حلو معاكي للأخر وأقلمي نفسك علي الوضع الجديد 
سماء بغضب... انا بجد بكرهك ومش طايقه اشوفك قدامي
ادم بسخريه...... مطلبتش تحبيني ويلاه ادخلي لأني مش هعيد كلامي وتاني مره يا سماء صوتك لو اترفع عليا هنسا انك مراتي فـ بلاش تخليني اعمل حاجه اندم عليها
سماء بدموع... قصدك اي يا ادم هتضربني مثلا
ادم بنفي.... ايدي عمرها ما هتتمد عليكي يا سماء ودا أولاً. لأنك مراتي وانا راجل وعارف حدودي واللي ديني امرني بيه...ثانيا لأن والدك موصيني عليكي وابوكي غلوته كبيره عندي وانا وعدته احطك في عيني.... 
أنهى آدم حديثه، فنظرت إليه سماء بانزعاج وغادرت من أمامه متوجهة إلى المطبخ حيث كانت حسناء. أما آدم فتنهد ودخل هو أيضاً. فاستقبلته والدته وهي خارجة من المطبخ، وبجانبها سماء التي تتحاشى النظر إليه، فأردفت حسناء بحب..... تعاله يا حبيبي عملتلك قهوه معانا
ادم بهدوء...مره تانيه يا حببتي انا يدوب أطلع اخد شاور علي السريع لأن عندي شوية شغل 
والدته بعتاب... يبني حرام عليك انا مش بلحق اشوفك
ادم بحب.... معلش اليومين دول مضغوط شويه وبعدها هعوضك
أومأت حسناء له بابتسامة وغادر آدم دون أن ينظر إليها. لقد فعل ذلك عمداً، اما هي فقد لاحظت ذلك رغم أنها حاولت عدم النظر إليه. إلا أنه أشعل النار فيها عندما أظهر عدم اهتمامه، وكأنه لم يراها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡
وفي شركة غالب زهران ، دخل إلى المقر الرئيسي لشركته ومن حوله صهيب ورجال الأمن. فأعطى صهيب إشارة للحراس وذهب كل منهم حسب إشارته مما جعل غالب يشعر بالغرابة فهو لم يتحدث بكلمة وكل واحد منهم فهم موقفه فنظر إلى صهيب بغرابة فقابل صهيب نظراته بلامبالاة وصعد معه، دخل غالب لقاعة الاجتماعات ، اما صهيب فقد اتجه إلى مكتبه ودخل ليعاين المكان بأم عينيه. وعلم بوجود الكاميرات ولاحظ تلك التي تعمل بالبطارية، فاتصل بأحد رجاله وأبلغه بالأمر. ثم اقترب من المكتب ووضع أحد الفلاشات في الحاسوب وبعدها اقترب من تلك المزهرية لينظر إليها بابتسامة خفيفة ثم غادر. 
وبعد انتظار طويل، وصل خبر لصهيب عن هجوم رجال منصور على منزل خطيبت ادم، لكنه لم يقلق، إذ كان يعلم أن حراس آدم من أمهر الحراس... 
رأى صهيب غالب يخرج من القاعة ونظر إلى كل الحاضرين. مرّر يده بهدوء بين خصلات شعره، حركة بدت عفوية، لكنها كانت مدروسة، إذ التقطت ساعة يده صورًا لكل من كان حاضرًا، لتبدأ بعملية تحليل وجمع البيانات دون أن يشعر أحد. وبعد أن غادر الجميع، اقترب غالب من مكان صهيب وبجدية... تعاله معايا المكتب 
أومأ صهيب برأسه بهدوء وذهب معه. دخلوا المكتب وبعد فترة صمت نظر إلى صهيب الذي كان يتابع ملامح وجهه بعناية.. عاوزك تجبلي منصور الزناتي بأي طريقه. 
صهيب باستغراب... ما انت عارف ان منصور موجود مع ادم. 
غالب بموأمه... عارف وعارف كمان ان محدش يعرف مكانه ويقدر يجيبه غيرك. 
صهيب بجديه.....واي الشغل اللي يجمعنا بواحد زي ده
غالب بتهديد.... انا بـ أمر وانت مطلوب منك تنفذ وبس
صهيب بجمود...لا ظبط كلامك انا موجود هنا عشان حمايتك وعشان اعمل المطلوب لازم اكون فاهم
غالب بنفعال.... اسمع يا صهيب انا اتفقت معاك وانت وفقت تشتغل وانا ومنصور كان بينا شغل ولازم اصفيه بعيدا عن عداوته هو وأدم. 
صهيب بتفكير... بس انت عارف ان الموضوع مش سهل. 
غالب بهدوء... عارف بس متأكد انك قدها وهتقدر تجيبه لعندي وساعتها هيكون ليك مكافأه جامده 
حرك صهيب رأسه وهو يبتسم ابتسامه جانبيه 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡♡
_في اليوم التالي
كان آدم قد جاء في وقت متأخر ليلة البارحه، وعندما وصل كان المكان هادئ، فصعد إلى غرفته، وغير ملابسه، وذهب في نوم عميق.
..................... 
_استيقظ علي قرأن الفجر بتكاسل فردد بنبره يظهر عليها اثار النوم
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله. وبعد انتهائه ذهب إلى المرحاض فتوضأ،وخرج بعدها بدأ يصلي بخشوع 
_ اما في الجانب الأخر كانت في ذلك الوقت مستيقظة، إذ لم تستطع النوم على الإطلاق، فذهبت لتتوضأ، ثم بدأت تصلي، وبعد الانتهاء خرجت من غرفتها مع خروج آدم من غرفته،فشهقت بخضه
اما هو فقد فوجئ بخروجها من الغرفه في ذلك الوقت تساءل باهتمام....انتي محتاجه حاجه
سماء بتوتر حركت راسها بنفي فرفع احد حاجبيه وأضاف بهدوء... امال راحه فين في الوقت ده
نظرت إليه وهي تحاول أن تأتي ببعض الكلمات لكنها لم تنجح، فزفرت بغضب وتغيرت ملامح وجهها........ من الاخر بقا انا مش جيلي نوم ومش عارفه انام ومش عارفه اقعد لواحدي وقلت انزل الحديقه. 
أومأ آدم برأسه متفهماً، لأنه يعلم أن تغيير مكانها هو الذي أوصلها إلى تلك الحالة، فأضاف بهدوء...انا فاهم ان تغير البيت و اوضتك مسببلك كده بس مش هينفع تنزلي في الوقت ده غير ان الجو في الوقت ده بيبقا برد جدا فحاولي تنامي. 
سماء بزهق... ما انا حاولت والله
ادم بتنهيده.... طيب تعالي ننزل انا كده كده كنت نازل اعمل قهوه. 
سماء باستغراب... هتشرب قهوه الوقتي 
أومأ برأسه دون أن ينبس ببنت شفة وهو يتحرك للنزول على الدرج، فذهبت ورأه وتحدثت في حرج.... خليك انت وانا هعملك القهوه طالما مش جيلي نوم ومفيش حاجه اعملها. 
_نظر آدم الي هاتفه ليري كم الساعة فـ اردف بجديه.... تمام انا هكون في مكتبي اعملي ليكي كمان لو عاوزه وتعالي ضيعي وقت وانا بشتغل وكمان في كتب لو عجبك حاجه خديها. 
_حركت سماء رأسها مستغربة، فهي لا تفهمه . فهو أحيانًا هادئًا وديع الطبع، وأحيانًا متعجرفًا، يبخ السم من فمه ولا يراعي أحدًا. كانت لا تزال واقفة  تفكر في تغير حالته، اما هو فقد غادر بعد أن انتهى من حديثه، فتنهدت بشدة وذهبت إلى المطبخ لتحضير القهوة.... وعندما بدأت بإعداد القهوة، غلبها قلبها وجعلها تفكر في التأثير السلبي لشرب القهوة في الصباح على معدة فارغة. فـ اتخذت قرارها وقامت بإعداد الكيك أيضًا حتى يتمكن من تناوله مع القهوة. بدأت بصنع الكيك وهي تفكر في أسلوبه القاسي وكلماته الجارحه الذي لم تنساها، فوبخت قلبها الملعون الذي كان يشن حربًا عليها. وفي كل مرة يجعلها ضعيفة تجاهه. فرغمـا عنها تحمل له كل تلك المشاعر ، وأيضا لم تنكر حبها الكبير لذلك الرجل القاسي والمغرور والوسيم جدًا.. تبسمت بقلة حيلة ، فهي حتى في أفكارها وعتابها تراه جميلا، في الحقيقة هو أجمل رجل رأته في حياتها، ولن ترى تلك العيون غيره....
_ عند آدم ظل يعمل فترة من الزمن، واستغرب تأخر سماء كل تلك المدة في إعداد القهوة التي لا تستغرق دقائق. فـ شعر بالخوف أن يكون قد حدث لها شيء ما، فغادر مكتبه متوجهاً إلى المطبخ متمنياً أن تكون بخير. وعندما وصل اشتم رائحة الكيك المنبعثة من المطبخ، فتوقف وشاهدها وهي مشغولة، وبعد ذلك تحمحم حتي تلاحظ وجوده، فنظرت إليه بابتسامة. أقسم أنه لم يرى في جمالها من قبل، فتحدثت وكأنها طفلة. تحدث والدها بحماس عن شيء فعلته...... معلش اتاخرت عليك بس قلت اعملك كيك عشان متشربش القهوه علي معده فاضيه
ابتسم ادم علي اهتمامها الواضح وأردف بهدوء... الصراحه ريحتها تجنن
سماء بفرحه وقد تناست كل شئ..... خمس دقايق بظبط وهتدوق احلي كيك زي ما بابا بيقول. 
ادم بابتسامة.... اممم هشوف 
سماء بغمزه.... عيب عليك دا انا ولا اجدعها الشيف الشربيني  دا من حلاوة الكيك بتاعي عملت لدكتور بتاعنا كيكه في عيد ميلاده وزينتها وأكل منها وعجبته جدا وبعد ما كنت جيبه مقبول في مدته اترفعت جيد
ادم بضحكه... كنتي بترشيهم
سماء بابتسامه.... هو دا بس عشان مدته كانت صعبه وقلت لازم اتصرف لأنها سنة التخرج
ادم بابتسامه... لا نصحه... المهم هرجع انا المكتب اخلص شوية شغل علي ما تخلصي
سماء.... تمام قشطه
ضحك ادم بخفه وتركها وغادر 
اما سماء فنتبهت لكيك وبعدها اتسعت عينيها بزهول وشهقت بصدمه... اي ده انا ضحكت معاه عادي وكمان افشتله سر من اسراري....... لتشعر أن عقلها هو من يتحكم ليجيب هو....... اه يا عديمة الكرامه بقا تنسي كل اللي عمله فيكي وكلامه الحقير لمجرد انه ضحك في وشك دا كان بينفض فيكي بكلامه
خفضت رأسها وشرحت الأمر بحزن.... المسألة مش مسألة كرامة، أنا اللي قلبي طيب حبتين تلاته... تنهدت بضيق وبعدها لاحظت حديثها مع نفسها ونظرت حولها بسرعه خوفا ان يكون احدا رأها فيظن انها مجنونه.... 
_
وبعد دقائق قليلة انتهت من تحضير الكيك وأعدت القهوة أيضاً، وتوجهت إلى مكتبه. طرقت الباب بخفة فسمح لها بالدخول... دخلت ووضعت الكيك والقهوة أمامه بصمت، ثم غادرت إلى غرفتها دون أن تتحدث. أما هو فقد استغرب الأمر وشعر بالريبة من تحولها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡
وفي سرايا عائلة الشيمي، استيقظت عائشة بتكاسل ونظرت إلى ساعة هاتفها، ثم ذهبت لتتوضأ، وبعد أن انتهت خرجت من غرفتها والتقت بأخيها الذي نظر إليها بابتسامة.... صباح الخير ، ي حبيبتي 
عائشة بحب صباح الخير يا قلب أختك
عمران بابتسامة... أي الحماس والفرحه اللي علي الصبح دي
عائشة بإبتسامة.... مبسوطه بالشغل وكمان تجربه جديده ومتحمسه ليها وبشمهندس سامر ديما بيشيد بشطارتي. ميعرفش اني ديما كنت لازقه معاك عشان كده فاهمة شويه
عمران بتفهم...سامر من الصعب يعجبه حاجه وطالما عجبته دماغك يبقا انتي شاطره جدا في مجالك وذكيه 
عائشه بحماس....ان شاء الله هكون اشطر منك وهتخطاك كمان 
عمران بضحكه.... ماشي يا ستي هنشوف
ابتسمت عائشه وقامت بضمه فهو دائما ما يشجعها حتي علي أصغر الأشياء اما عمران فبادلها الحضن وقام بطبع قبله خفيفه علي راسها ليأتي صوت سمر من خلفهم وبغيره محببه لقلب عمران......هي اللي هتاخد الحب كله طيب وانا. 
ضحك عمران بخفه وقام بسحبها لحضنه هي الأخري.... وانتي كمان يـ ابيض يا عرسي
سمر بغيظ... يا ابيه بطل بقا. اخر مره كلمتني وانا في الدرس وفتحت الإسبيكر عشان بدور علي كشكولي قلتها واصحابي كلهم مصدقو ومسكوها
عمران بضحكه... طيب وانا مالي مش تاخدي بالك 
سمر بتنهيده... و اعرف منين انك هتقولها.  واحد وبيطمن ان كنت روحت البيت او لا.. هيجي في بالي انه هيقولي خدي بالك من نفسك يـ ابيض يا عرسي
عائشه بضحكه...... حاسه بيكي يا حببتي 
ضحك عمران هو الأخر وذهبوا لتناول الفطور
وبعد تناول الإفطار رن هاتف عمران، وعندما رأى المتصل ابتسم منتصرا وأجاب: صباح الخير يا آدم
سمعت عائشة الإسم فنتبهت بفرحه وامتلئت عيونها بدموع . لاحظ عمران الأمر وابتسم بمحبة حتى جاء صوت آدم من الجانب الآخر.. النهارده هعدي عليك في  الشركة عشان اشوف الفلاشة اللي معاك، ولو فعلاً فيها اللي هيفيدني، اعتبر  الصفقة الجايه بتاعتك.
عمران بسخرية...مش محتاج لـ صفقات يا ابن عمي. شركتي هي الي بتختار الصفقه اللي هتدخلها، وطبعا انت عارف السبب. ثانيا، أنا بعمل كل ده لمساعدتك. 
آدم ببرود... صفقة من شركتي تساوي ألف صفقة من شركة تانيه، وانا مبقبلش مساعدات. الخدمة قصادها خدمة
عمران بضيق...تمام  هستناك عشان تشوف اللي معايا
أغلق آدم  دون أن يضيف كلمة أخرى، بينما تنهد عمران عاجزًا امام عناد آدم ليخرجه من أفكاره. صوت عائشة فأردفت بفرحه... أبيه هو أبيه. آدم جاي الشركه النهارده 
عمران بموأمه...اه يحبيبتي
انتفضت عائشه من مكانها بحماس واقتربت من عمران بسعاده  وقبلته وبعدها سحبته بستعجال.. 
يلاه بسرعه ممكن نتأخر عليه. 
كان الجميع يراقب لهفتها وتلك الدموع في عينيها والفرحة التي زينت وجهها. فنظر والدها إلى عمران حتى يرحل معها والحزن يملأ قسمات وجهه. فوقف عمران وبابتسامه.. ماشي يا حببتي يلاه بينا وبعدها ودع الجميع وغادر. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡
كان جالسا في مكان خالي والغضب يعتلي وجهه فمسح وجهه بضيق وزمجر بعصبيه....انت عارف معني اللي بتقوله اي يا اسر 
اسر بجديه... مفيش حل غير كده يا صهيب لازم نعمل اللي غالب طلبه
تحولت عيون صهيب وأصبحت دامية... وأضاف بزمجرة....... الظاهر انك اتجننت ومش ملاحظ معني اللي بتقوله.ليكمل وهو يصر علي اسنانه:" انت عارف لو اتحديت ادم اى اللي هيحصل؟"
اسر بجمود.... احنا مش بنلعب يا صهيب وحسبين المخاطر كلها 
صاح صهيب بغضب.... انت اهبل يبني دي حرب وانت وعدتني ان ادم مش هيضر وفهمتني ان الموضوع لو وصل لأزيته هنسحب واللي بتقوله ده مش هيعدي علي خير ادم مبيهبش حد محدش يعرفه اكتر مني ولو الموضوع هيدخل علي تحدي فهو قادر يتحدانا كلنا ومش هنقدر نجيب منصور غير بخساره كبيره 
_عبس آسر ومرر يده بين خصلات شعره بتوتر
طيب واحنا هنعمل اي لازم نتصرف واكيد انت فاهم ان آدم في كلا الحالتين ممكن يضر واللي بنعمله اننا بنحميه وبنحمي البلد من اشكال غالب واعوانه
تنهد صهيب وجلس على أقرب كرسي واضعًا رأسه بين يديه لا يعرف ماذا يفعل.... 
أسر محاولا التخفيف عنه.... متقلقش احنا رجالتنا فايقه وفاهمه شغلها والموضوع مش هيكبر 
صهيب بموأمه... تمام جهز الرجاله. النهارده هنقوم بالمهمه بس عاوز افهمك حاجه 
اسر بنتباه... قول
_ادم اكيد غير مكان منصور يعني دلوقتي احنا لازم نعرف المكان اللي حاطه فيه 
اسر بفطنه.. مظنش لأنك قلت ان ادم شخصيه متحديه واللي زي ادم عنده ثقه بالنفس وبيحترم قوته وعقليته ومستحيل هيغير  مكانه لأن حركه زي دي بنسباله اهانه وضعف 
صهيب بتفكير... عندك حق زفر بهدوء ونظر لأسر بقلق... ربنا يستر انا قلبي مش مطمن 
ربت أسر علي كتفه وبابتسامه.. متقلقش صاحبك في عنينا
صهيب بزهق... يعم انا مش بتكلم عن تعرضه للأذى. انا بتكلم عن رجالتنا هيخلص عليهم من قبل ما يرف له جفن
اسر بتوتر... لا مش هيحصل انا متأكد اننا هنخلص الموضوع وبعدها هنفوق لغالب الكلب ده ونوقعه في شر اعماله هو واللي معاه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡
_في الشركه الخاصه بـ عمران وتحديدا في مكتبه كان يعمل، فدخل عليه بهيئته البارده، رفع عمران عينيه من الورق الذي امامه ونظر إليه بابتسامة، وقبل أن يتمكن من النطق بجملة، دخلت عائشة ونظرت إليه بدموع. .... ابيه ادم
نظر آدم نحو الصوت ولم يتحدث جملة واحدة. ظلت ملامح وجهه باردة كما هي، فحوّل نظره مرة أخرى إلى عمران واستمر بجدية...وريني الفلاشه. 
تزايدت دموع عائشة مما زاد من حزن عمران، لكنها لم تتراجع هذه المرة واقتربت منه وبكت بوجع، 
_ابيه انت مش عاوز تشوفني
زفر آدم بغضب ونظر إلى عمران بعيون لا توحي بأي خير... اخلص
امسكت عائشه بيده ودموعها لم تتوقف.... انا اسفه لو كنت زعلتك بس متعملنيش كده يا ابيه 
أغمض آدم عينيه محاولاً السيطرة على الألم الذي كان يفتك بقلبه وهو يرى دموعها، وقبل أن يتمكن من النطق بجملة، ألقت بنفسها بين ذراعيه وهي تبكي بشدة. أنا آسف يا أبيه. سامحني لو كنت زعلتك. 
انفطر قلب آدم ولم يتحمل كل هذا البكاء فاحتضنها بحزن وتحدث بنبرة متألمة.... انا عمري ما ازعل منك يا قلب اخوكي انتي مزعلتنيش في حاجه انا اللي غلطان في حقك وحملتك زنب مش زنبك.... 
امتلأ المكان بصوت بكاء عائشة، وقالت بألم: «انت وحشتني اوي يا ابيه كنت علي طول بتصل عليك عشان اسمع صوتك بس انت مكنتش بترد عليا حاولت افهم انت زعلان مني ليه بس عمران قال انك زعلان منه”.
مسح آدم علي رأسها ونظر إلى عمران بعيون تعبر عن الغضب الذي بداخله. فـ كان يحمله ذنب بعده عن الجميع وحزنه الذي لم يهدأ، فتحدث بحنان...خلاص اهدي انا هنا معاكي وقبل رأسها 
دخل سامر في ذلك الوقت. واتسعت عيناه من الصدمة عندما رأى عائشة في حضن آدم وهي تبكي. ضغط على يده بغضب وحاول أن يهدأ، لكن غضبه زاد عندما احتضنته بشدة وابتسمت له بحب...انت وحشتني اووي.
كان يشعر بالحزن في داخله، فهو يعلم بقرابتهم ، لكن أكثر ما أزعجه هو أنها احتضنته وقالت تلك الكلمات، فأصدر حمحمه حتي يلاحظو وجوده، فابتعدت عائشة ومسحت دموعها. أما آدم فنظر إلى سامر، فأردف سامر ببرود. استغربه آدم.. أهلا آدم.
حرك ادم رأسه بغموض ورد بجديه.. تمام وبعدها نظر لعائشه وبهدوء.. عائش استنيني في عربيتي لأني هخدك معايا وشويه وجيلك.. 
عائشه بفرحه... حاضر وذهبت مسرعه اما آدم فنظر لعمران بغضب وقبل ان يتحدث عمران بجمله لكمه ادم بغضب اعمي وصاح بقهر......صدقني لو طولت اخلص عليك دلوقتي هعملها بس الحلو في الموضوع .....ان عائشه صحت الكره اللي جوايا ليك وكل ما احاول اسامحك بيجي اللي يصحي اللي عملته واضاف بغل....خلي الفلاشه معاك اشبع بيها انت اخر واحد حابب انه يساعدني
اقترب سامر من ادم وباستغراب... في اي يا آدم اهدا كده 
سحب آدم ذراعه من يدي سامر بغضب وغادر. فجلس عمران في مكانه وأغمض عينيه بهدوء. 
_ اقترب منه سامر ووضع منديلا على الد*م الذي يقطر من شفتيه وتحدث بهدوء.... في اى يا عمران وعائشه مالها ومال اللي بيحصل 
عمران بتنهيده... مفيش كانت وحشاه وبسبب المشاكل اللي بينا بعد عنها 
ضغط سامر علي يده واردف بجديه.... بس دا ميدلوش الحق يعمل كده دا حتي انت ابن عمه الكبير 
عمران بموأمه... آدم كان متعلق بعائش شويه وهي كمان بتحبه فلما قابلها وهي عيطت لأنه وحشها شيلني ذنب بعده عنها.... تنهد بحراره واضاف بحزن... انا مش زعلان منه المهم خلينا في شغلنا
لمعت عيون سامر غضبا فهو يعلم أن آدم تزوج أخرى، فتذكر يوم التقى بعائشة وهي تبكي، وربط الأحداث ببعضها وظن أن بكائها بسبب علمها بعلاقته، فأضاف. بجمود .... انا لازم امشي دلوقتي وبعدين هبقا اظبط الشغل... 
عمران باستغراب.... تمام 
_غادر بعدها سامر الشركة وكان مظهره مخيفا، فصعد سيارته وانطلق بسرعة كبيرة، وكان منظرها وهي تعانق آدم وتلك الكلمات لا تزال أمام عينيه، وما جعله يشعر بالاشمئزاز أكثر هو جلوس صديقه يراقب الأمر بصمت ويبرر ما فعله آدم به.



تعليقات