رواية عودة الوصال الفصل العاشر 10 - بقلم سارة ناصر
في بعض الأحيان قد تمر بك أقدار صعبة ، مؤلمة ، وقد تكون طويلة ، قد تبكي أو تتألم أو تشعر باختناق ، تيقن أنك إن رضيت عوضك الله ﻻ تفكر في ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﻓﺈﻥ اﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺷﻴﺌﺎً ﻫﻴّﺄ له ﺃﺳﺒﺎﺑﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻳﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ البال»
جاء اليوم التالى يوم "السبت" بعدما إنتهى يوم عيد الإسبوع ومروره بسلام على البعض منهم فقط !! ! ، كان هو واقفاً يتفحص حالتها التى أصبحت مسئوله منه لعدم وجود الطبيب المخصص لحالتها إلى الٱن ، كانت هي مسطحه علي الفراش شارده ويبدو على ملامح وجهها الارهاق !! ، نظر لها "بسام" وهو يردف قائلاً بهدوء:
_"لأ الحمد لله فى تحسن أهوو ،خلى بالك من صحتها بقا يا أُستاذ عز"
نظر له "عز" الواقف بجانب فراش شقيقته بامتنان وهو يردف قائلاً بشكر:
_"شُكراً ليك يادكتور بسام ، والله فرح دي فى عنيا أنا قلبى وقع لما وقعت هي !"
ابتسم له الٱخر وهو يردف قائلاً بإحترام:
_"ربنا يخليكم لبعض ، بس هنستنى الجهاز ده يخلص. وتقعد شويه وتقدر تتحرك بعد كده مش هوصيكم على الغِذا والعلاج يتاخد بانتظام !!"
كانت هي تتمسك بكف شقيقها الواقف بجانب فراشها ، فأومأ هو لحديث "بسام" ، فتحدثت "فرح" بضعف وهى تنظر له :
_"عايزه أخلص بقا ، أرجوك يا عز متكدبش عليا ماما كويسه صح ؟"
ابتسم لها "عز" وهو يومأ لها بالايجاب ، فتحدث "بسام" قائلاً بعقلانيه :
_"أنا بفضل يا ٱنسه فرح متطلعيش ليها الا ما حالتك تتحسن عشان حالتها النفسيه المُهيئه للعمليه وعشان متقلقش عليكِ وتخاف ، ده كله فمصلحه الحاله النفسيه للمريض "
نظرت له وهي تهز رأسها بالايجاب ، ثم وزعت أنظارها بإجهاد على سقف الغرفه ، نظر لها "بسام " بتفهم لحالتها تلك ، فتنحنح مشيراً للأخر أن يتبعه خارج الغرفه !! ، خرج هو أولاً ، أما "عز " فابتسم لها بانكسار وهو ينحنى ليطبع قبله حانيه على مقدمه رأسها مربطاً على حجابها وهو يدخل به بعض من خصلاتها السوداء الخارجه منه بإهمال ! ، انتهى ثم اتجه ليخرج من الغرفه بأكملها ، وهو يغلق الباب من خلفه ، حتي وجد الٱخر يقف بانتظاره وهو مرتدياً البالطو الابيض الخاص بالطب ! ، نظر له "بـسام" وهو يحاول أن يحفزه قائلاً محاولاً إطمئنان الٱخر وبث بعض الأمان به خاصةً أن حالته قد سلبت مشاعر الاخر المنعطفه اتجاهه وهو يضع نفسه مكانهُ ، وخاصةً مره أخري بعدما عرف أنه هو المسئول الوحيد بعد موت والده !!
_"إتطمن يا أُستاذ عز ولا نقولك يا عز بقا إحنا بقينا صحاب يا راجل!"
ابتسم الاخر باحترام وهو يردف قائلاً بحرج:
_" ازاي يا دكتور العين متعلاش عن الحاجب ، قولى يا عز !!"
_"لا طبعاً أستاذ عز أوي كمان ، وبعدين كلنا هنا واحد وزي بعض مفيش فرق بينا ، أنا عاوزك تطمن وإن شاء الله والدتك هتبقى بخير ، ولو مش جاهز أنا أخليهم ........"
قاطعه "عز" قائلاً بامتنان:
_"الحمد لله أنا جاهز ، وكل حاجه تمام وربنا ساترنا ، بس الحسابات بتاعت المستشفى تديني فرصه بس ، يوم كمان وكل حاجه تبقى جاهزه"
ابتسم "بسام" بتفهم وهو يردف قائلاً بعاطفه واحترام للٱخر:
_"هتكلم مع إدارة الحسابات قبل ما أمشي ، شد حيلك يا بطل وربنا يبارك لك فعمرهم ويخليهم ليك الاتنين "
ابتسم له "عز" وهو يهز رأسه بالايجاب ناظراً بأثر الآخر وهو يختفى من أمام أنظاره شيئاً فشيئ ، أما الٱخر ، فكان متعاطفاً مع حالته ، خاصةً ان تلك المَشفى الذي يعمل بها مشفى باهظة الثَمن عادةً ما يأتى إليها ذوات الطبقات العاليه وفوق المتوسطه وغالباً ما يجد أصحاب الاسلوب المتعجرف المتعالى ! ، والذين يريدون إجراء عمليات نظيفه لا يوجد لها أدنى شك فى نجاحها غافلين ان النتيجه من الله سبحانه وتعالى !! ، ولكن من الواضح أن ذلك الـ "عز" واضعاً حياة والدته بالكفتين بالميزان ولا من شيئٍ أخر ينافسها !! فالبنسبه له حياتها أهم من أي شيئ !!
إتجه "بسام" بعدما خلع معطفه الطبي بمكتبه وبعدما حدث الإداره الخاصه بالحسابات بعد دقائق من الوقت كان أمام المَشفى ، يركب السياره ذاهباً بها إلى حيث منزله بعدما انتهى ولو لوقت من حالاته تلك ، واستأذن للخروج !!
__________________________________________________
_" بردو مش هتقولى قايم بدري كده ورايح على فين ؛ دي القيامه هتقوم !!"
أردفت "زينات" بتلك الكلمات وهى تجلس بغرفة ولدَها ناظره له وهو يقف أمام المرٱه يعدل من مظهره النظيف وكأنه ذاهـب إلى مؤتمراً مُهماً للتو!!
تحدث"حسن" الواقف أمام المرٱه قائلاً بغير إهتمام لحديثها :
_"ناوليني كده يا زوزو الچاكيت اللى وراكـى!!"
نظرت له بنفاذ صبر وهى تجذب الچاكيت الخاص به ثم نهضت متجهه ناحيته تُلبسه اياه ، أخرج هو صُفاره من فمه بمزاجٍ رائق وهو يقول:
_"برنس ، برنس والله"
عقدت هى ما بين حاجبيها قائله باستنكارٍ ممزوج بالفضول !:
_" مش مطمنالكْ يا بن بطنى !!"
_"هتشوفى !"
قالها سريعاً وهو يخرج من الغرفه بخفه صافعاً الباب خلفهُ ، وتركها هى جالسَه شارده. وهى تنظر لنقطةٍ ما فـ الفراغ بشرود من حالته تلك !!
أما هو فخرج من المنزل بأكملهُ صافعاً الباب خلفهُ كعادته وهو يهبط من على الدَرجّ حتى وصل إلى حيث أمام المبنى الخاص بسكنه هو ، ينظر باحثاً عن ذلك الذي حدثَه من قليل !! ، قاطع بحثه ، قدوم "بسام" وهو يدلف إلى الداخل من جانبه ، انتبه له الٱخر ، ثم نظر له بحده !، أما "بسام" فلم يعيره أي إهتمام وهو يمر من جانبه !! ، نظر "حسن" لذلك الذي يتجه له من على بُعد ولكن به شئ غريب!، فتحدث قائلاً بعدما اقترب الٱخر يقف أمامه :
_"يا صباح اللى بتغنى، لابس الكمامه ليه يا شوشّ!!"
نظر له "شريف" وهو يحاول إخفاء ذلك الارتباك مجيبه بثبات زائف:
_" متشغلش بالك عندي بس شوية برد ، المهم يالا عشان متأخرش !"
أومأ له الٱخر بالاستغراب وهو يتجه ماشياً أمامه ، أما "شريف" فأخذ يبحث بأنظاره عن ان شخص ما قد رٱاه أم لا!! ، أخذ أنفاسه عندما وجد الاخر بمفرده وليس خلفه شخص ٱخر !!
___________________________________________________
كانو همّ جميعاً مجتمعين بشقه "حامد" حيث الميعاد الخاص "بالعزومه"
كانَ يجلس كلاً منهم جميعاً مع بعضهم بصالة المنزل باستثناء" بسام " الذي خرج لعمله من الصباح الباكر ، ولكن هم جالسين بجو مَرِح مع بعضهم عدا النساء
"دلال"و"سُميه"، و "عايده" كانو هم في المطبخ ! ،
سمعوا هم دقات الباب العاليه بعض الشئ ، فاتجه "غسان" يفتح الباب فوجده شقيقه وهو يدفعه ببطئ قائلاً بلهفه وصوت مسموع:
_"عديني يا غُس عديني ، ده الجو نار واحنا في الشتا يراجل !!, ايه ده وجسمي بينز عرق زي الفنان باسم سمره ومش قادر دخلنى ، دخلنى !!"
قالها بتلقائيه ودُفعه واحده أما الاخر فكان يقف يستمع له بتعابير وجه متشنجه ولكنها كانت فقط من كتم ضحكاته !! ، أما هم بالداخل فلا يختلفون عن حالة "غسان" !! ، دلف "بسام" للداخل بحالة صدمه !! من تفوهه لمثل هذا الحديث وهم بالداخل يكتمون ضحكاتهم ،فـ أردف "غسان" بقلة حيله وهو يغلق الباب ببطئ قائلاً بخفوت بالكاد يسمعهُ هو فقط :
_"يا بن الهبله !!"
أما الاخر فابتسم بحرج وهو ينظر لهم جميعاً بتوتر قائلاً وهو يتنحنح بحرج:
_"أحــم !! ، منورين يا جماعه !"
قالها ثم اتجه إلى الداخل بسرعه ، فاعتلت ضحكات "حامد" وشقيقته"وسام"، أما "حازم"وياسمين" فاعتلت ضحكاتهم معهُ بمرح ، "ونيروز " وجميله" يكتمن ضحكاتهم بأعجوبه !! ، جاءهم نبرة "حامد" الضاحكه وهو يردف قائلاً بمرح لهم جميعاً :
_" ولا كأن فى حاجه حصلت ، دكتور ودمه خفيف عادي!! بتحصل !"
ضحكو جميعاً بخفه علي حديثه ، حتي "غسان" قهقه على حديث والده بعدما جلس بجانبهم من جديد ، والاخرين افلتت ضحكاتهم بعد كتمها لمده ، لفت نظره. ضحكتها الخافته البطيئه البسيطه وهو ينظر لها غير قاصداً النظر لها تحديداً فوبخ نفسهُ. وهو ينظر بالجهه الاخري قائلاً بمرح :
_" والله منورنا يا بو الحزايم انتَ والعيله الكريمه ، ايه يا عم ما تسرع في معاد الفرح بقا خلينا نفرح ونهيص"
ابتسم "حازم" وهو يردف قائلاً بمزاح لـ "ياسمين" :
_"عاجبك كده ! أهو الناس مستعجله أكتر ما احنا مستعجلين!!"
ققهقه كلاً منهم علي حديثه فأردف "حامد" بمشاكسه فى ٱخر حديثه :
_" الله يصلح حالكم يا بنى ، انتَ واخد واحده بميت راجل وأجمل البنات حافظ عليها وبعدين هى بردو تتجوز وتسيب الجمال ده كله ، ما لازم متستعجلش!"
ابتسمت "نيروز" بخجل خاصةً بعد إشارة الاخر لها ، فابتسمت "ياسمين" قائله بتأييد:
_"الله ينور عليك يا عمو قوله انى مقدرش ابعد عنها "
قهقه "حامد" قائلاً لها بمرح:
_"عمو ده ايه ده بقا ؟ قوليلي حامد أنا لسه صغنن"
إعتلت ضحكاتهم الرنانه علي حديث الٱخر ، فأردف "غسان" قائلاً :
_"ااه قعدتو مع حامد !! اشربو بقا !!"
اعتلت ضحكاتهم علي حديثه ، فبعد ثوانِ أردف "حامد" بنبره جاده هادئه بعض الشيئ :
_" طب ما تقولولي كده دراستكم عامله ايه وشغلكم كلكم بالدور أصل اليوم طويل وأنا بزهق من غير حباية القلب دلال ما تكون معايا ! "
قال ٱخر حديثه بمرح ، فضحكوا هم بخفه على حديثُه ، حتى بعدما انسحب "بسام " بهدوء يجلس بجانب شقيقه !!
ابتسم "حازم" مردفاً :
_"الحمد لله الدنيا ماشيه في المحاماه برغم انى ساعات ببقى عاوز أسيب الشُغلانه أصلاً !"
ابتسموا جميعاً ، فأجابه "حامد " بعقلانيه :
_"ربنا يرزقك يا بنى ، ساعات بيجي علينا وقت نبقى عاوزين نهرب من كل حاجه ونسيبها بس بردو مبنقدرش عشان من غيرها منعرفش نعيش ونتعامل او عشان مينفعش تتساب أصلاً"
أومأوا له يؤيدون حديثه ، فأشار "حامد" بإصبعه بمرح على تلك الجالسه بجانبه وليس سوي"ياسمين "
_"أنا؟ ، أنا زي ما انتم عارفين خريجـه ألسن بس مشتغلتش ، أو بصراحه مش بفكر الوقتي ، أو مبفكرش خالص خالص أنا مش حِمل شغل وفرهده ، البركه فالباش محامي حازومنـا"
قهقهو علي حديثها المَرح ، خاصةّ أنها تتماشي مع طبيعه "حامد" المرحه فأشار لها بإصبعه كتشجيع بمزاح ، فجاءهم صوت "وسام" المردف بمرح:
_"وربنا انتِ ياسمين جدعه جداً ودوغري جداً"
ابتسمت لها الاخري وهي تردف قائله بتعالي زائف :
_"لا دا أنا أعجبك أووي!!"
ضحكو بخفه ، خاصةً شقيقتها وهي تنظر لها بحب وابتسامتها الواسعه ، وللصدفه للمره الثانيه تقع أنظار "غسان" عليها وعلي بسمتها الرقيقه الهادئه ، هرب بنظراته سريعاً عندما جاءهم صوت "حامد" قائلاً وهو يوجه حديثُه للاخري:
_"أوقات النصيب يا بنتى مببقاش بالشغل الحلو اللى مفيش منه ، يعنى إن شاء الله تبقى زوجه صالحه وقادره على فتح بيت وتربيه ولاد وتنجحي في ده !! "
أومأو له جميعا ً بالايجاب وهم يهزون رأسهم بتأييد لحديثُه ، فتحدث "حامد" من جديد مردفاً وهو يوجه أنظاره للأخري التى بجانب شقيقتها وكانت "نيروز" ، :
_" وانتِ يا روز زي ما بيقولو عليكِ وللحقيقه انتِ فعلاً روز "
ابتسمت بخجل وهي تردف قائله متحليه بالثبات كمثل السابقين:
_"أنا خريجـه تِجاره إنجلش قسم مُحاسبه ، بس يعنى مكنتش بفكر فالشغل لحاجات كتير شغلتنى ، بس حبيت أخد الخطوه وأنزل أشتغل وبإذن الله هعمل انترفيو بكره ففرع صغير كده تابع لشركةّ مش كبيره اوي يعنى ، وإن شاء الله اتقبل ! ،"
انتهت من حديثها ، لتجد الاخرين يبتسمون لها بلطف ، فتحدث "حامد" قائلاً :
_" وأفضل قرار أخدتيه ، فاكر أنك شاطره ومتمكنه وإن شاء الله تبقى فمنصب عالي قريب يليق بيكِ!"
ابتسمت له بامتنان ، فأشار هو بإصبعه للأخري بمشاكسه والتى بجانبها ، وما أن رأت الدور الذي جاء لفرصة حديثها ارتبكت لعدم حديثها عن شيئ لا تحبه هي كثيراً ، ابتسمت "جميله" بارتباك ثم تنفست بعمق وهي تردف قائله بهدوء:
_"أنا !! أنا وبعد الشر عنكم فـ كلية طب بشري ، صحيح لسه متحددتش قسم ايه ! بس يعنى مش فارقه كتير ، وبصراحه كان حلمي من البدايه مش دي هتستغربو لأن المفروض أحلم بطب ومتجيش بس لأ مش كده العكس خالص بس الحمد لله بحاول أتأقلم علي كده رغم انها صعبه بس بحاول !"
قالت حديثها ثم ابتسمت بسمه مُكلفه. ، فابتسم لها "حامد" مردفاً بعقلانيه :
_"انتِ بس مش حاسة بحلاوة اللى انتِ فيه عما تتخرجي وتشتغلى وتحسي إنك بتعملى شغلك وفنفس الوقت حاجه بتاخدي عليها ثواب وبتداوي جروح ناس تعبانه مسئوليتها هتبقي فرقبتك بعد ربنا طبعاً دي حاجه جميله ومش هتحسي بيها الا ما تجربيها !"
إبتسمت له ، فخرج صوت"بسام" أخيراً وهو يردف بـ هزيمة حرجهُ :
_"أنا دكتور وجايلك من المستقبل وبقولك إن كلامه صح جداً ، ده غير أرواح الناس الحلوه وضحكتهم وهم بيشكروكي كأنك عملتي معجزه مع انها بتبقي من عند ربنا ، ااه هي مهنه جميلـه بس متعبه مش هكدب!!"
ابتسمت له بامتنان ، وقد دب بها ولو ذرة أمل من حديثهم هذا، هذا الذي كانت تريده منذ زمن مضي ، أن يقف بجانبها والدها ويحفزها ولو بذره !!
تنحنح "حامد" من جديد وهو يشير علي ابنته قائلاً بسخريه لهم:
_" أقدملكم أخر العنقود ، ااه أنا عارف كل سنتوفه فالبيت ده لأنى الراجل الجامد هنا طبعاً بس اهو أدينا بنتسلي "
ضحكو بخفه عليه ، فنظرت "وسام" لهم وهي تردف قائله:
_"أيوه بقا سيبونى أخرج كل المكتوم فقلبي المسكين بقا "
قهقه جميعهم علي حديثها فأردف "غسان" قائلاً لها بمشاكسه:
_"طب إمسك المايك وقول يا جَميل"
قالها وهو يقذف شيئ وهمي فالهواء، فانتبهت له ، وهي تأخذ الهواء بيديها قائله بمرح وهي تبدأ الحديث:
_"أنا وسام حامد غسان البدري؛ أنسانه بسيطه وفثانويه عامه ،ومدشمله و....."
قاطعها "بسام" قائلاً لها بمرح:
_"ما تخلصي يا حجه!!"
نظرت له هي بحنق زائف وكادت أن تكمل فقاطعها "والدها" قائلاً للاخر:
_"بس ياض سيب حبيبة قلب أبوها تعمل اللى هي عاوزاه "
قهقه جميعهم علي حديثه ، ولكن هناك من لمَس حديثه قلبها المتهالك بمعامله والدها القاسيه مقارنةً به !!
تحلت هي بالشجاعة من جديد خاصةً انها تتميز بالجرأه والثقه بشخصيتها كما تعلمت كثيراً من شقيقها"غسان" فكانت تتحدث من أول الجلسه تلك بمرح ولكن ليس متعدياً للحدود !!
ابتسمت بثقه وهي تردف قائله بمرح:
_"خلينا نكمل ، المهم أنا ثانويه عامه مطلعه عيني بس ثانكس جود لسه مغيرتش حلمي ولا يأست عشان معايا وجمبي ناس دعمانى ، واخيراً نفسي أدخل كلية الفنون الجميله، ممكن البعض منكم يشوفها مش مقياس لكليه قمه لواحده فثانويه عامه بس لأ غلط ، الحلم جميل أوي ، واللى بيحلم بيه ببقى حاطط كل أمله فيه فَـ أدعولي بيليزز"
قالتها بمرح ، ولكنهم جميعاً ابتسمو لها وهم يقومون بالدعاء لها ، وكانت أول من تحدثت "جميله" وهي تردف قائله بهدوء:
_" الله ينور عليكِ بجد خليكِ متمسكه بحلمك واوعي تتنازلي عنه ابداً وأنا شيفاكى هتقدري ان شاء الله وهتبقى فنانه كبيره ايا كان القسم اللى حابه تتدخليه يعني !"
ابتسموا جميعاً لها ، والاخري أومأت لها بامتنان ، نظر "حازم " لشقيقته بحب وهو ينظر لها وكأنه يتأسف لها ويحتضنها بنظراته ، أما "نيروز" فابتسمت لها وهي تربط علي كتفيها بحنان !!، أثار حديثها انتباه"بسام" خاصةً حديثها الذي من قبل ذلك ، أيقن هو أنها لا تحبذ كلية الطب هذه التى تتدرس بها فـ نظر لها بتعاطف وهو يومأ لها بإحترام علي حديثها !! .قاطعه صوت "والده" وهو يحدثه قائلاً :
_" دورك يا دكتورنا !"
نظر "بسام" بطبيعته الخجوله حوله وهو يأخذ أنفاسه قائلاً بتفهم !:
_"بغض النظر عن إني مش فاهم بنعمل كده ليه واحنا علي الاغلب عارفين بعض بس ومالو !"
_"المره اللى فاتت قولت قول يا دكتورنا لكن الوقتي بقولك يلا ياض لاشقك!!"
ضحكوا جميعاً بخفه علي حديثه ، فتنحنح "بسام " قائلاً :
_"إحم مادام كده تمام !، أنا دخلت كلية الطب وكنت حابب أدخل ده مش هنكر إن الواحد لما بيحب حاجه وتجيله ببقي أحساس كويس ؛ بس مبيبقاش واخد باله من المدعكه اللى بعد كده ، اتخرجت من قسم الجراحه برغم إن كان قلبي رهيف من جانب الدم والجروح وكنت حاسس اني بحلم غلط وحاجه مش متفقه معايا بس اتعودت وحبيت شغلي جداً ، وحبيت الحالات اللى عندي وكمان اتعلقت بالبعض لأن منهم أطفال كتير مصابين بالكانسر فالمستشفى ، بس إحساس انك محبوب وسطهم حلو أووي ، واحساس انك بتعمل حاجه فيها جزاء كبير من الحسنات أحلي وأحلى ، إشتغلت أول ما اتخرجت فمستشفى للتدريب واتبهدلت بس مزهقتش وكملت وبعدها اشتغلت فى مستشفى عاديه جداً ، ودلوقتي بقيت معروف إلى حدٍ ما وبقيت فى مستشفى تعتبر خاصه شويه وشامله من كل حاجه برده !، اللى عايز أقوله ان الواحد قادر فعلاً يحفز نفسه بنفسه حتى لو بيلاقى إحباطات من كل اللي حواليه ،وبردو الحياه مش واقفه علي حاجه معينه كلنا لها فالٱخر ، ومبتمشيش ألا من عند ربنا واللي مقدره ومكتوب إنه يحصل فعلاً بيحصل ، حتي لو ابتلائات ولمده كبيره لازم نستحمل ونصبر. ونرضي عشان نتراضى ، صعبه مقولة حب ما تعمل حتي تعمل ما تحب ، صعب اننا نعمل بيها اوي بس سهله تتقال من أي شخص حتي لو جاهل ومش فاهم الواحد بيمر بـ ايه ، بس مادام ربنا إختار لينا حاجه يبقى إحنا قدها ولازم نعمل بيها ! "
انتهى من حديثـه ، فصفقت له شقيقته أولاً ومن بعدها جميعهم قامو بالتصفيق له أما "غسان" مال علي أذنه قائلاً بخفوت:
_"ده إحنـا طلعنا عَـال اوي"
ابتسم له قائلاً بفخر زائف:
_"طول عمري!!"
جاءه صوت "حازم" وهو يردف قائلاً:
_" الله ينور عليك يا بسام لخصت حاجات كتير كلنا ممكن بنعاني منها !"
أومأ له الٱخر بود ، فتحدثت شقيقتة الاخري قائله:
_" من صدق دكتور قد الدنيا!!"
ضحكوا جميعاً وبالاخص من يعرف حقيقة تلك الكلمه ، فنظر "حامد" للذي بقى قائلاً بتهكم زائف:
_"وختامهُ مِسك ّ !! "
نظر له "غسان" مردفاً بثبات:
_" ده اكيد ، بلا شك !!"
_"اشجيني !!"
_" أنا يا جماعه دخلت كلية تجاره انجلش برده واتخرجت بتقدير كويس ، مع اني الصراحه كنت منفض ومش بتاع مذاكره زي حبيب أخوه اللى كان دحيح ، اشتغلت تبع شركه الهُدي ومسكت حاجات كتير فيها عشان المدير الرئيسي بتاعها صاحبي ، وقبل ده كان بيشوف اني بعرف اتصرف فحجات كتير ، وليا نظره !، فمكست قسم إدراة الحسابات و المحاسبين فـ كلهم بقو تحت إدارتى ، مسئوليه صعبه ، بس بحبها وبحب النظام فيها أوي واتنقلت تبع فرع ليها هنا صغير عشان السكن و من أول بكره همسك المقابلات الشخصيه للمحاسبين الجُدد وزي بردو ما كنت ماسك في الشركه الام !، برغم إنها صغيره وصاحبها تعب عما عملها بس ناجحه وشغاله !"
ابتسمو له جميعا. بفخر خاصةً أهل بيتهُ هم يعلمون جيداً كيف يحب عمله وكيف بذل جهداً به ، أما هي فأثار حديثه الفضول و الإنتباه لتلك الشَركه بالنسبه لها فقعدت العزم أن تجيبه علي حديثه ولكن تراجعت حينما قال هو أنه مُتَولى زمام أمور تعين الموظفين ، فحرجت أن يقوم بفهمها بالطريقه الخطأ ،، فقاطع تفكيرها صوت"حامد" وهو يردف قائلاً بمرح :
_"ما إحنا حلوين أهو !، الله يبارك فيكم ويبارك لكم كلكم فى رزقكم وتبقو أحسن ناس فى الدنيا يا حبايبي !"
ابتسموا له بتأثر خاصةً انه فعل وبطريقته الخاصه أن يخرج كلاً منهم ما موجود بداخله حتي ولو كانت بطريقه غير. مباشره!!، وبعد دقائق ، إستأذنن الفتيات جميعاً للدلوف إلي المطبخ لمساعدة النساء فى تحضير الغداء، وأصبح الرجال جالسين معاً ، وهم يشاكسون بعضهم بالحديث بأريحيه من جديد !!
___________________________________________________
«غالباً ما نرى الخطـأ هو الصواب والحل الأمثل الوحيـد الذي قد يُغير من طبيعة حياتنا !، ولكن ماذا إن كانت طبيعة تلك الحياه مدونـه ومعروفـه وأصبح الخطأ شيئاً مرئياً نستطيع رؤيتُه قبل الوقوع فيه !، ماذا إن تعاملنا بالخير دائماً ، وتركنا الخطيئه بجانب غير مممسوس من البشر نهائياً ، ماذا إن أصبح أصحاب السوء وأصحاب تلك النفوس السوداء المغلوله بالانتقام مرئيه !! ، ماذا إن وجدناهم مدون علي جبهتم "أنا شخصٌ فاسد ، مكانى الصحيح ليس مع البشر الخيرين!!" ماذا لو حدث ذلك فيوم من ضِمن الايام التى تمر علينـا!! ، بالطبـع سوفَ يغمرنا الخير بالكامل ، ستصبح تلك الكره الأرضيـه مُنيره بإضاءه الخير كُلُها ، و سيصبح لا مكان للأحقاد ذوات النفوس الخبيثه !! »
وعلـى الجانب الٱخـر وبعد مرور وقت قليل !! ، كانت جالسـه تفرك يديها بتوتر وعصبيه ، لعدم رده عليها !!، هو يَخزن منها لأنها قد أعلمته بما حدث لها من والدتها ، ولعدم نزولها إلى الجامعه فالبطبع أصبح لايراها ، والسبب الٱخر أنه أصبح إقناعها بما يريده إحتمالاً ضعيفاً مادام لم يراها !! ، نعم هي أحبته ، وتعلقت به كثيراً ، هو من جاءها وتعرف عليـها علي فجأه ، كثيراً ما تحلم أن يملئ أحدهم هذا الفراغ الذي سببه والدها بـها ، أصبحت تحلم بعالم وردي كما تعلم هي معه ! مقنعه نفسها بأنه سيكون عالم أهون من عالمها التى هي داخله الٱن !! ،
انتشلت هاتفها من على المكتب الصغير الذي يوجد بجانب فراشها بخفه ! وهي تفتح السجل الخاص بالمكالمات ، تطالب هاتفه للمكالمه للمره التى لا نستطيع أن يُذكر عددها ، كاد أن يَخيب أملها إلى أن ابتسمت بلهفه حتي رأته يجيبها أخيراً قائلاً بـ :
_" نَـعم يا فريده!!، عاوزه ايـه ؟"
أجابته وبتلقائيه غير عابئه بتصرفاته وأسلوبه معها !؟ :
_"وحشتنى يا شريف ، موحشتكش؟ بكلمك بقالى كتير وانتَ منفضلى ، من ساعة ما بطلت أنزل وأقابلك ومن ساعة منا قولتلك هفكر فالموضوع اللى قولتلى عليـه ! ، أنا بحبك يا شريف واللهِ بتعمل كده ليه !"
نفخ هو أنفاسه بنفاد صبر من كلماتها المعتاده ، فأجابها قائلاً تلخيصاً لحديثها :
_" وفكرتى !! ، أنا كمان بحبك علفكره بس انتِ غير لأن لو بتحبينى هتوافقى من غير الوقت ده كلو ولا انتِ مبقتيش تثقى فيا؟"
أجابته "فريده" بلهفه تحاول تبرير ما فعلته عنوةً عنها !:
_"لا واللهِ أنا بحبك وواثقه فيكّ، أنا نفسي أخرج من البيت فعلاً ومرجعوش تانى وأعيش معاكّ علطول ، بس !! ،بس أنا مش عندي القدره والا الجرأه أعمل كده إنتَ عارف إن حازم وبابا ممكن يقتلونى لو عملت حاجه زي دي ويجيبونى فلحظه !! "
_"انتِ هتبقى فحمايتي !! ومراتـى وأنا مش أي حد والسّلام !!"
هزت رأسها بتفكير وكأنه يراها الٱن ، ولكنها فكرت كثيرا أن تردف ما تريده كالتالى ، خاصةً انه ينفعل من هذا الحوار ولكن على أية حال أردفته أخيراً دفعه واحده وهي تَقول:
_"طب ما يشريف راجع نفسك وتعالَ اتقدم ما يمكن بابا يوافق أنا هخلى ماما تحاول معاه ، إنتَ معارض الفكره دي تماماً وكأن عليك تار نواحينا ، حاول تدخل من الباب وساعتها هقف معاك ضددهم ،وهقنعهم بوجهة نظرك اللى مش عاوز تيجي عشانها ، ايه يعنى علي باب الله ما كلنا علي بابه يا شريف ، أرجوك فكر فاللي بقوله ليك عشانى !!"
تشنجـت ملامحهُ بانفعال خاصةً بعدما أردفت ذلك الحديث ولكنه أرتبك بجزء معين منه ، أردف "شريف" أخيراً وبنبره جامده محتده :
_" أنا الموضوع ده اتفتح كتير قبل كده وانتِ عرفتي رأي ، بتحبينى وعايزانى ، وحبانـىّ يبقى تعملى. اللى اتفقنا أنا وانتِ عليـه غير كده مفيش عشان انتِ عارفه اللى فيها ، وسلام عشان ورايا حاجه مهمه !"
سُرعان ما أغلق الخط قبل إعطاءه فرصه لها للرد عليـه ، جلست تأخذ أنفاسها ببطئ وهي تنظر بشرد بالفراغ ، نظرات ممزوجه بقله الحيله وعدم التحكم والتصرف فى ذلك الموضوع ! واخيراً قاطع شرودها مناداة والدتها عليها وهي تصيح بإسمها علياً بالمنزل !!
___________________________________________________
وعلى الجانـب الٱخر بعدما أغلق الخط بمكالمتهُ معها ، اتجه من جديد حيث فـى الداخل ، دق الباب ثم دلف بخطوات بطيئه واثِقه مره اخري ، ثم جَلس بهدوء تام من جديد على المٓقعد بجانب صديقهُ "حَسنّ" وهو يتابع الحوار جيداً والذي يردفـهُ الضابط الجالس على المكتب أمامهم باقتضاب:
_"تمـام !! ، الاستدعاء هيكُون خلال ساعات من دلوقتي تقدر تتحرك ولما نستدعى المدعـو إليـه تقدر تيجى من تانى !!"
وجـه "حَسن" أنظاره للجالس بجانبهُ وليس سوي "شريف" حتي وجده يؤيد الحديث برأسهُ وكأنهُ يقول كل شيئ الٱن على مايرام إلى اللحظه الحاسمه !! ، أكد له بنظراته ، فوجه "حسن" أنظاره من جديد ناحيه الضابط "أّحمد" ثم أخذ أنفاسهِ ببطئ وهو يتنهد قائلاً بتبجيل:
_" تُشكر يا أحمد بيه ، مع السـلامه إحنا"
قالها وهو يوكز الاخر الذي بجانبه بأن ينهضا بسرعه ثم تحركا ناحية الباب يخرجا منه بعدما أومأ لهما الضابط هذا بتكلفه وهو يهز رأسه لهم بتشكك من أمرهم وهيأتهم ، بالطبع مر عليه كثيراً ، خاصةً أن متعاطى المواد المخدره يُعرفون من مجرد شكلهم حتى وان نَظُف هيئتَهم !! ،
خرجا هما من القسـم الخاص بالشرطه ، وهما يسيران بجانب بعضهما ،
نظر "شريف" إلى الآخر وهو يردف قائلاً محاولاً الفتك بنقاط ضعف وقوي الاخر حتي يسيطر عليه تماماً !:
_" جرا ايه ! يا ... كتكوت يا صغنن يا مبلول !"
عقد الٱخر ما بين حاجبيه وهو يردف قائلاً بتشنجٍ:
_"تقصد ايه يا شريف ، قب وخليكّ دوغري!"
_" ما انتَ اللى خايف وحاسس انك مش على بعضك كده ايه!؟"
نظر له "حسن" بتشنج ثم أرف قائلاً بنبره رخيمه توحى بعدها بغلق تلك التلميحات :
_" أنا مبخافش من حد يا شريف ، وحقي هاخده تالت ومتلت ، واسكتّ بقا!"
قالها سريعاً ثم اتجه يسير من أمامه والٱخر ورائه ُ ، نظر "شريف" من أمامه لظله بشرود وهو يتحامل على أعصابه لعدم الفتك بالذي أمامه الٱن !!
___________________________________________________
مر الوقـت والٱن حانَ موعد الغداء !!، ولكن الفتيات كان يجلسن معاً بالشرفه التى توجد بركن ما فى صالة المنزل ، شُرفه أخري تماماً !!، جلسن هن بها بعدما قاموا بالمساعده مع. النساء فى عدة أشياء بسيـطه !! ، كان يتحدثن بأمور عده مختلفه الانواع !! ، خرج الحديث من "وسَام" بمرح وهي تردف قائله لتلك التى إعتادت عليها كَثيراً :
_" بجد يا ياسمين انتِ طلعتى حوار ولله وبت جامده كده !"
ابتسم جميعهن علي حديثها ، فأردفت "ياسمين" قائله بغرور زائف:
_"لا ده أنا أعجبك أوي يا بت يا ويسو !!"
ضحكن عليها بخفه، فأردفت "نيروز". على فجأه وهى توجه حديثُها للأولى :
_" علفكرة انتِ اللى جيبتيه لنفسك ، أنا حذرتك بلاش ياسمين بس شكلك بتحبي تصعبيها علي نفسك"
إعتلت ضحكاتهم علي حديثها ، فأيدتّ "جميله" حديث الاخري قائله:
_"أدعم كلام البت روز جامد يا وسام "
نظرت" ياسمين" لهن بضجر زائف وهي تردف قائله:
_" سيبك منهم الهُبل دول ! علفكره أنا بريئه جداً وطيبه وبنت ناس والله!"
نظرت كلاً من "جميله" و"نيروز". لها بشك وكلاً منهم أردفت قائله بنبره واحده في وقت واحد :
_"لا يا شيـــــخه!! "
_"أه والله هكدب ليـه ؟!"
قالتها "ياسمين،" بلحن محاوله تقليد أغنية ما. معينه ، فأردفت "وسام" سريعاً بمرح وتساؤل مازح !!
_"عشان مبقتش تحبني ؟؟؟"
قهقه جميعهن على الحوار الدائر ، وبعد دقيقه ، جال بخاطر "ياسمين" سؤال تقاوم فضولها عليه منذ أن بدأت الجلسه تلك. ، فاردفت قائله أخيراً باستسلام !! :
_" مبدهاش بقا يا بت يا ويسو ، أنا فى حاجه شغلانى !!"
_"ايــه ؟؟"
أرفوها جميعاً معها في وقت واحد ، فأجابتهم هي قائله وبالاخص وجهتّ حديثُها لـ "وسام" مردفه بتساؤل :
_" قوليلي بتفرقى ازاي بين أخواتك دول ، أو يعنى بتعرفيهم من بعض ازاي لاحسن الموضوع ده شاغلني مع اي توأم بشوفهم بصراحه !"
حركت "جميله" رأسها بقلة حيله من تصرفات الاخري ، أما "نيروز" فأثار الحديث انتباهها وبشده ، خاصةً انها تريد أن تعلم هي الاخري بسبب ما رأته الايام السابقه!! ، ابتسمت "وسام" باتساع وهي تجيبهم قائله بأريحيه:
_"هتصدقونى لو قولتلكم معرفش بس أنا وعيت يعنى على انى عرفتهم كده !! ، بس في فروق كتيره الواحد يفرق بينهم فيها ، زي مثلاً الشعر!! ، غسـان شعره لونه إسود ودقنه خفيفه سوده كده وعنيه بنى عادي ! أما بقا دكتور بيسو فـ ده شعره بنى أصلاً ودقنه نفس اللون بس عينيه تحسيها عسلى كده ، ده من حيث الشكل ممكن تكونو خدتو بالكم بس مش عارفين ده مين وه مين لكن الملامح واحده ! !،"
_" بجد أنا لو عندي كده هتلغبط أووي"
ابتسمت لها "وسام" وهي تردف قائله مره اخري:
_" بتهيألك يا ياسو ، أنا أصلاً مش بشوفهم شبه بعض هتستغربو بس هو كده والله ، وحتى فى الطباع وطريقة الكلام وعامتاً الشخصيات مش زي بعض هو بس الماتشينج بتاعهم يودي الواحد فدوامه عارفه !! "
ضحكو علي حديثها بخفه ، فأردفت "نيروز" قائله:
_" علفكره الماتشينج ده أحلى حاجه نفسي أخلف توأم والبسهم زي بعض أوي مش هسيب يوم ميلبسوش فيه زي بعض !"
ابتسمت الاخري لها بحب لحديثها وهي تردف قائله مره أخري:
_" يا سلام يا سلام !! ، موضوع التوأم أحياناً ما يبقاش ألا فالشكل بس ، لكن ساعات الطباع غير اسألونى أنا يا عيال ، هقولكم ! يعنى غسان حنين أوي من جوه وأهم حاجه عنده احنا بالنسباله ، لكن هو محدش يعرف عنه حاجه بيحب يتصرف هو مع. نفسه كده ساكت لكن عارف كل سنتوفه معانا هنا أو برا ، ذكي شويه فنفس الوقت ومعرفش أخبى عليه حاجه ابداً عشان بيقفشنى اه هو هادي من برا وأعصابه مبتتأثرش بسرعه ، بس قلبته والعياذ بالله ، أما بقا بسام ،. فهو بجد شخصيه كده مرحه ودمها خفيف وبيهون عليا أي حاجه وبيموتني من الضحك برده ، اه ميبانش كده خالص برا بس طيبته وحنيته باينه من برا ومن جوه بجد ، عاقل جداً في الأمور الجد وبيعرف يوزنها بس حزنه صعب أوي ومبيشاركش فيه حد ، ولابيبان عليه الانهيار خالص ،( زي كده كله تحت السيطره يابرو بس أصلاً انا من جوه منهار ) ولو شارك حد ولو ذره يبقي غسان عشان هو اللى بيقفشنا زي ما قولتلكم !"
استمعوا لها جميعهم بحب من حديثها عن أشقائها ، فأول من أردفت كانت "جميله" وهى تقول من بين ابتسامتها:
_"ربنا يخليكم لبعض ويبارك فيكم "
ابتسمت لها بامتنان ، وهي تومأ لها برأسها ، والاخرين يبتسمن لها أيضاً باتسـاع !! ،. بعد ثوانِ أردفت "ياسمين" قائله باقتراح خاصةً انهم بوقت العصر :
_" تعالو نشوفهم يلا ونجهز معاهم الأكل !"
أومأ لها وهن ينهضن من أماكنهم ناحية المطبـخ ، وبعد دقائق بسيطُه ، كان هم بالمطبخ يعدون الأطباق الخاصه بالغداء ، وبعض منهم بالخارج يضع المفرش الكبير على المنضدده الكبيره بالمساعدة ، كانت "نيروز" و "وسام" وأشقائها بالخارج يعدو تلك السفره بمفرشها والاخري معهم !
نظرت "وسام" لشقيقها وهي تردف قائله له:
_"بسام تعالى معايا نجيب كراسي كمان من الاوضه !"
أومأ لها وهو يسير بجانبها أما هو فنظر للاخري وهو. يتجه لها قائلاً بنبره عاديه لكنها تحمل مشاكسه مدفونه :
_"ممكن المفرش اللى فايديكِ لو مش ناويه تتمسكي بيه أكتر! !"
ابتسمت"نيروز" بحرج وهي تردف قائله:
_" معلش أصل يعنى كنت عاوزه أفرشه قصاد وسام بس هي مشتّ"
ابتسم لها "غسان" مردفاً بثبات يتنافى مع طبيعة حديثه وهو يأخذ طرفه الأول منها والطرفين الاخرين معها بيديها !:
_" ضِحكت عليكِ ؟! ، دي مش بتاعت شغل وحط وهات !! ، دي مشت و هتشَيل الغلبان كراسي السفره لوحده وضحكت عليه !"
صمت هو لبرهه ثم واصل حديثه مره اخري قائلاً بابتسامه صغيره:
_" تعيشي وتاخدي غيرها!!"
ابتسمت بحرج وهي تقوم بفرد المفرش بمساعدته هو الاخر ، فأردفت قائله باعجاب طفيف وهي تنظر للمفرش بعدما إفترش علي السفره بمنظره الجميل الواسع:
_" جميل اوي كده! "
نظر هو علي المفرش من جديد برسومات الورد التى كانت تزينه ، فابتسم بسمه جانبيه لاحت على شفتيه وهو يراها تنظر على الورد باعجاب ، تذكر هو كم كانت بالطفوله تفضل الورد كثيراً ، لا لم تكن تفضله ، بل كانت تعشقه !! خرج من شروده سريعاً. محاولاً تجاهلها وتجاهل تلك الذكريات وهو يتجه إلى الغرفه حيثُ شقيقهِ بعيداً عنها ومحاولاً تجنبها ولو ذره!! ومن ثم لـ يجلب معه المزيد من المقاعد !! اما هي فاتجههت سريعاً ناحية المطبخ لتبدأ فى تقديم الطعام علي السُفره معهم !!
___________________________________________________
_" هتروح علي مين علي مين ؟؟ علي يامِن الشطور"
قالتها "ورده " بدلال وهي تمسك بالملعقه بيديها وتحاول أن تتطعم صغيرها علي الغداء وهم يجلسون علي المائده ، نظرت هي لزوجها وهي تردف قائله من جديد:
_"علفكره ماما النهارده معزومه عن عمو حامد وطنط دلال "
ابتسم لها "بدر" وهو يردف قائلاً بهدوء:
_" غسـان قالي وانا كنت بكلمه ، وبعد ما نخلص هيرن علينا فيديو كول عشان خاطر يامن ، وكمان نكلم العيله هناك ، هو يعنى مكلمني قبل ما يحطو الغدا فاتهم دلوقتي بيتغدو لسه "
_" حاضر، هخلص واقوم البس والبس يامِن عشان نكلمهم !، وبعدها أشوف بقا الشنط وأحاول أجهزها من. دلوقتي معتش وقت اظن!!"
جاءها نبرته الهادئه وهو يردف قائلاً يُحيبها:
_" ربنا يعينك يا حبيتي ، هي فترة السفر دي بتبقى صعبه ، بس هتعدي بسرعه ، و انا هساعدك المهم مننساش الحاجات المهمه بس !"
نظرت له بغضب مصطنع وهي تردف قائله موزعه نظراتها بينهم هم الاثنان:
_"والله الاستاذ يامِن مش سايب حته مش مبهدلها فالشقه هنا ، فلو حابب تعرف فين الحاجات المهمه اللى مش هننساها أسئله عنها احسن !!"
قهقه علي حديثُها ، فنظر له صغيره ثم ضحك مثل والده ، فاردف "بدر" قائلاً بمشاكسه:
_" طب ينفع حد زيك يتعصب وهو أم القمر أبو ضحكه جنان هو وابوه ده بزمتك ؟!"
_" لا طبعاً مينفعش ، بس قوم بقا يا حبيبي حضر انتَ وأبو ضحكه جنان الشنطه ونضف الشقه واغسل الاطباق ، وطبق الهدوم ، و..."
قاطعها هو قائلاّ بسرعه :
_" خلاص خلاص أنا أسفلك يا ستى ، هعرفلك ابن الكلب ده مقامه متقلقيش "
نظرت له وهى تحاول كتم ضحكاتهاا قائله:
_" لو جيت جمب ابني هزعل واجيب ناس تزعل ، صح يا يامِن "
نظرت اليه في أخر حديثها ، فأومأ لها "يامِن "بالرفض حتي وان كان لا يفهم معني الحوار الدائر، فنظرت هي له بغضب مصطنع وهي تردف قائله :
_"يا بن الجَزمـه !!"
قهقه "بدر" علي صغيره وعلي ردة فعلها ، مبتسماً بحب بعدها وهو يربط علي وجنة صغيره الجالس بجانبه بتشجيع قائلاً :
_'" جدع ياض !!، جدع يا حبيب أبوك انتَ !!"
___________________________________________________
مَرت ساعه ودقائق بسيـطه حتي انتهو هم من الطعـام ، ثم اجتمعوا يجلسون في جو مليئ بالبهجه جميعهم حتى كانت النساء معهم أيضـاً ، كان كل منهم يتحدث مع الاخر والأصوات العاليه نسيباً تملئ المكان وكأنه يوجد في ذلك البيت شخص ما يتزوج !، قاطعتهـم "وسام" عالياً وهى تردف قائله باقتراح:
_" ما تيـجو نلعبّ"
نظروا لها جميعاً بإعجاب ، فنظرت لها "دلال". وهي تعقد حاجبيها قائله بصوت حاد:
_"يا بت عيب هو احنا صغيرين ، منقدرش عيب إحنا كبار "
_"مش زي ما فهمتي يا ماما أكيد تقصد لعب تانيه صح يا وسام ؟"
نظرت له "وسام" قائله بمرح:
_"صح يا بسام قولها قولها ، فكراني هقوم العب معاها فتحي يا ورده!!"
قهقهو جميعاً على حديثها فأردفت هي من جديد قائله باقتراح:
_" قصدي نلعب لعبة زي مثلا. (لو كنت حاجه او انا ايه بالنسبالك اللي يختار ساعتها! ) فاهمني !"
أومأ لها البعض بنعم والبعض لا يفهم معني حديثها !، فجاءهم صوت "نيروز" قائله:
_"ايوه عارفه اللعبه دي، هي يعني زي مثلاً لو كنت شعور أو بلد أو لون ، شهر كده يعني او الواحد يقول غيره بالنسبالو عنده ايه ،صح ؟؟"
ابتسـمت لها الاخري وهي تومأ قائله تؤيديها :
_"الله ينور عليكِ يا بت يا روزّ"
نظر لها "حامد" وهو يردف قائلاً بمزاح لابنته يشجعها علي الاخذ بخطوه:
_"اشجيني يا حبيبة بابا بقا يالا!!"
_"بص كل واحد يقول وجهة نظره فالتاني ، اكيد كلنا هنا اخوات مع بعضنا وعيله يعنى وعارفين بعض ولو بذره ، وأنا عملت ورق بالأسماء وهخليك يا بوب تختار كل ورقتين واللي في الورقتين يقولو لبعض اللعبه وعشان منطولش ومنزهقش يعنى هتختار منه حوالى اربع مرات وخلاص ، ها ؟ تاخد البرطمان !"
_"يلاا"
قالهو جميعاً كتشجيع لاقتراحها هذا فناولت والدها البرطمان الخاص بالورق والأسماء ، فبدأ هو بالبسمله والاختيار كونه أول واكبر شخص بهم وأكبر مكانه !! ، إختار هو ورقتين أولاً ، وهم ينظرون بترقب ، فأردف هو قائلاً بعد فتحه للورق:
_" سُبحان الله حازم ، وياسمين ؛ ايه الحظ ده بقا ؟"
ابتسمو جميعاً له ، فتنهد "حازم" مردفاً بهدوء:
_"بصراحه لعبه عاوزه شخص جامد ، بس ومالو احنا قدها !، أسأل أنا ولا هي اللى تسأل؟"
كان النسـاء والفتيات صوتهم الأقوي في قولهم "هى". فابتسمت هي باتساع قائله :
_" ماشي أنا هسأل يا بو الحزايم بناء على طلب الجماهير! ، قولى مثلاً لو كُنت شِعور كنت هبقي ايه!؟"
تنفس هو بعمق وهو يردف قائلاً بنبره صادقه حامله للمشاعر:
_" خلينا متفقين لو كنتِ شعور كنتى هتبقى الإطمئنان ، عشان معاكِ بحس انى مطمن وان كل حاجه ليها حل مهما كان حجم المشكله ، معاِكِ بحس أن أنا متأمن والمشاكل مش هتطولني طول ما انا معاكِ، هو شعور غريب والمفروض مثلا يبقى انتِ ال تحسي بكده بحكم انك البنت ، بس لأ ، هو فعلاً إن أنا اللى بطمن ونا معاكِ !! "
صفقو له جميعاً دون استثناء حتي خرجت صوت صافره من فم "غسان" توحى بجمال حديثُه ، أما هي فابتسمت بخجل واضح ، والاخرين يبتسمون بحب ويقومو لهم بالدعاء، فجاءهم نبره "حامد" المشاكسه وهو يقول:
_" طلعت جامد زي حامد ياض !"
"بنتعلم منك بقا !!"
قالها "حازم" بخفه ، فابتسم له الاخر وهو يفعل المثل كالمره السابقه للمره الثانيـه ! ، حتي فتحهم الاثنين فاردف قائلاً :
_" جَميـله و مدام سُميه !"
ابتسمو جميعاً لغرابة مثل هذا الاختيار !، فتحدثت "سُميه" سريعاً ، وهى تقول:
_" ، بالمناسبه ياجماعه جميله اصلًا بالنسبالى بنتى زي روز وياسمين وورده بالظبط ، بس حابه انى هسألها أنا وأقولها لو كُنت حاجه فهبقى بالنسبالها ايه ؟ "
ابتسمت "جميله " باتساع لحديثُها عليها ، فأخذت انفاسها ببطئ وهي تردف قائله:
_" فهمت تقصدي ايه، بس انتِ بالنسبالى أُم زي ماما بالظبط متختلفيش عنها ، وخلينا نبعد بقا عن الحاجه المعتاده لمرات العم الحربايه وغيره بس لأ طنط سميه لو هتبقى حاجه بالنسبالي فهي فعلا أمى وبيتي وأماني ومأمنى التاني، وام أخواتى اللي متعلقه بيهم أكتر من أي حاجه روز وياسمين واخيراً. ورده !"
ابتسمو جميعاً بتأثر ، خاصةً "سميه" التي كانت ولحسن الحظ تجلس بجانبها فأخذتها بأحضانها كعاطفه أم حنونه تماماً ، أما "عايده" فابتسمت بامتنان لـ "سميه" وهي تنظر لها !!
_"خلاص يا جماعه هتأثر كده !!!"
قالتها "ياسمين"بمرح. فأيدتها " وسام" قائله:
_"صح يا ياسو والله ، قلبنا رهيف ، يلا يا بوب اللي بعدو بقا ؟"
أومأ لها "والدها " وهو يأخذ الورقتين للمره الثالثه ، فاردف قائلاً بعدما انتهى :
_" وِسام و روز!!"
ابتسمت "وسام" وهي تردف قائله سريعاً :
_"أنا ال هسألك ماشي ؟؟"
اومأت لها" نيروز" فاردفت الاخري من جديد :
_"بما إن مش عارفين بعض أوي من زمان عشان كنا بعيد عن هنا واتنقلت من هنا بدري وكمان مكنتش باجي فالمناسببات اوي ، فمش هقولك لو كنت ايه ، هسألك مثلاً شيفانى ازاي من الشويه اللى عرفنا بعض فيهم ؟"
_" ارتاحتلك اوي ، وحبيتك وانا لما بحب حد بشبهه بالورده !، انتِ حلوه وبطريقه كده خلتيني ٱخد على الجو هنا بسرعه ، بغض النظر عن انى سمعت يعني ، انك مش بتاعت شغل وهربتي وسيبتيني !!"
ابتسم "غسان" لها وهي تردف ذلك الحديث ، فنظرت هي اتجاهه وجدته ينظر لها هربت سريعاً بانظارها أما هو فلم يهرب بانظاره بل ثبتها عليها وكأنه يقول لها بنظراته " لم تكوني هينه كما يظهر ابداً !!"
شهقت وسام" ببرائه زائفه وهي تردف قائله:
_" أنا؟؟ ده أنا طيبه ومطاوعه جداً !!"
ضحكو عليها بخفه ، فبدأ "حامد " من جديد وللمره الاخيره ولكن عقد العزم بأن يختارو أربعة ورقات وليس اثنان…!!
_" غَسان ، و دلال و حامد وبسام الله ده العيله كلها هنا بقا ؟"
ضحكو بخفه ، فأردف "غسان" قائلاً بمكر :
_"طبعاً معروفه هتختار مين يحج ليك؟؟"
_"طبعا ً ، هختار حب العمر ، وسند الدنيا، والحاجه الحلوه اللي فيها "
أردف "بسام" قائلاً بتلقائيه:
_"أنا يا حج صح ..؟"
ضحكو جميعاً عليه ،، فأجابه" والده " قائلاً :
_" لأ ، انتَ حب العمر انتَ ؟؟ انتَ جاي من حب العمر ياض! ؟"
_"احم خلاص بتأسف لك ، المايك معاك !"
ابتسم الاخر من جديد وهو ينظر لـ زوجته قائلاً. بنبره جاده:
_"من غير ما تسألى يا أم غسان فأنا اللى هجاوب "
ابتسمت هي بخجل ممزوج بالحب ، فإردفت قائله بتساؤل:
_" طب أنا حابه أعرف لو كنت مثلاً بلد كنت هبقي ايه زي ما العيال دول بيقولو هه ؟؟"
_"مصر ، فى بلاد احسن من مصر متفهميش دي غلط بس مصر من إحتوائها ، لام الدنيا ، لترابط الناس فيها لاعطائها للكل شعور الأمان ولانتماء حتي لو مش منها، بتحب كل الناس ، هاديه ومش هاديه ، فيها حجات كتير جميله!، حصل لها حجات زمان وضاع منها اللي ضاع ولسه ثابته ، قويه وبتستحمل كتير، فيها حاجات كتير حلوه اوي زيك ّ مش فى غيرها! انتِ اغنية (فيها حاجه حلوه !! )"
أدمعت عينيها من التأثر بحديثه وبخجل واضح من الجالسين ، أما هم فكل منهم صفقو بحراره مشجعين اياه بمشاكسه ، وأخرج "غسان" صفارة إعجاب كالعاده وهو يغمز بعينيه له !؟ وبعد دقائق ، حان دور الشقيقان الٱن ، فأردف "بسام" سريعا ً :
_"قولى يا غُس وانا هجاوب !"
ابتسم له الاخر باعجاب وهو يجيبه قائلاً :
_"قدها ؟؟"
_"وقدوود "
_"طيب لو كنت أي حاجه بالنسبالك هبقى ايه ، سهل اهو "
تنفس "بسام" بعمق وهو يجيبه قائلا ً والانظار عليـه :
_" عمرك ما كنت أي حاجه ، بالعكس انتَ كل حاجه ، بس لو كنت أهم حاجه كنت هتبقي الدوا للداء برغم اني ببقي عارف أوصف الدوا للداء ، بس انتَ بتداوي جروحى فثانيه أسرع من أي حاجه ، دايماً فضهري ،. شايل همي حتي لو أنا بقيت مسئول ومش محتاج ده !، واخد بالك دايماً منى ، خوفك عليا مشوفتوش قبل كده حتي لو مش بيبان أوي بس بيبان وبشوفه في عينيك علطول !، عندك إستعداد تيجي على أي حد جه عليا عشان أنا ابقى مرتاح ، و البركه في مخترع الدوا ده أمك وابوك عشان جابو وربو ا أخ بالعالم والدنيا كلها !"
ابتسم "غسان" بتأثر وهو يربط علي كتف شقيقه الذي يجلس بجانبه ، أما هم فابتسمو له باتساع ، ثم قامو بالدعاء له هو وشقيقهُ !،
وانتهتو هم من تلك اللعبه ، حتي قام "غسان" بمهاتفه "بدر" مكالمه فيديو كول والعائله جميعهـا تحدث بعضها بحب ٍ !! ، ظهر يامِن في الشاشه وهو يبتسم لهم جميعاً ، فضحك "غسان" وهو يشاكسه باستمتاع ، وبعد نصـف ساعه تقريباً أغلقـوا المكالمه بعدما حدثهم ورده وحدثهم بدر كثيراً ، وخاصةً عندما علمو ا الميعاد المحدد لنزولهم مصر بالتحديد ، عادو يجلسون مع بعضهم مرةً ثانيه بهدوء ، حتى حل المساء فى قدوم المغرب!؟. قامو بالوضوء جميعا ً حتي يقوم بهم "بسام " جماعه ، فسمعو هم صوت دقات الباب العاليه أولاً قبل أن يؤدو فرضهم ، فاتجه" غسان" ووالده وشقيقه وحازم معاً ليقومون بفتح الباب لذلك الهمجي ! والاخرين يقفون جميعهم ورائه بالصاله ! ، فتح "غسان", الباب فوجد مندوباً يوجد معه عدة أظرف ، نظر له "غسان" باستغراب وهو يسأله قائلاً:
_"ايوه ؟؟"
_" ده بيت الاستاذ( غسان حامد غسان البدري ؟)
_"ااه أنا !"
_" طيب إتفضل معايا ، ده ظرف من شخص عاملك محضر ! وفى شاويش تحت مستنيك عشان فى أمر لضبط حضورك فى القسم دلوقتي !"
عقد ما بين حاجبيه باستنكار ، أما والده وشقيقه وحازم نظروا بعد فهم لهذا الذي ارتمي علي مسامعهم !!، أما والدته في الداخل شهقت شهقه عاليه بصدمه ، والاخرين ينظرون ببلاهه ، وبعض منهم يسند والدته يجلسها بهدوء رابطين على كتفيها وظهرها بصمت !! ، وكأن كل ما يعم المكان هو الصمت الصادم من هذه العقبه التى ٱتت لهم علي فجأه !!! "
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عودة الوصال ) اسم الرواية