Ads by Google X

رواية لعاشر جار الفصل التاسع 9 - بقلم سلمى رأفت

الصفحة الرئيسية

  

 رواية لعاشر جار الفصل التاسع 9  - بقلم سلمى رأفت

9-آل محسن ونيس
          
                
_عبدالله" استنى ثواني.



التفت لها قائلًا باستنكار :



_نعم يا "حنين"؟ في حاجة؟"



رفعت له طبقًا يحتوي علىٰ إحدى أصناف الحلوى تقدمه له قائلةً بلطفٍ :



_اتفضل، "رقية" خبطت عليكم بس محدش رد قولت ممكن تكون هنا، ممكن تخلي عمو "عادل" يقول رأيه فيها؟؟



أخذ منها هذا الطبق مردفًا باستنكار قائلًا :



_ده إيه ده؟؟



ردت عليه بحماسٍ قائلةً :



_دي صوابع چيچي، دوقها هتعجبك.



أردف هو بسخريةٍ قائلًا :



_صوابع چيچي؟؟، مش كان اسمها صوابع زينب؟؟



ردت عليه بنفس الحماس قائلةً :



_هي اسمها كده ممكن تكون دي أختها ولا حاجة.



ضحكا معًا بسخريةٍ وحينها أردف قائلًا بامتنان :



_متشكر يا "حنين" سلميلي علىٰ طنط.



_الله يسلمك، عايز حاجة؟



_سلامتك، باي.



دلف كلاهما إلىٰ غرفته وحينها أردف هو في نفسه قائلًا باستهجان :



_صوابع چيچي؟؟ يخوفي بكرا نصحى علىٰ جلاش زيزي.




        
          
                
دلفت "حنين" إلىٰ غرفتها وحينها ذهبت إلىٰ والدتها قائلة :



_لقيته يا ماما موجود وادتهوله، ها مين تاني في العمارة لسه مخدش؟؟



أردفت "ميادة" وهي تجهز الأطباق قائلة :



_ادناهم كُلهم فاضل بس شقة أستاذ "محسن" وده برجح إن أنتِ اللي تنزلي علشان لو حد بص لِأختك بقرف ممكن تولع فيهم، وشقة مدام "أمينة" ودي أختك اللي هتطلعلها.



دلفت "رقية" إليهم قائلةً بضجرٍ :



_أنا زهقت، فقرة الطبق اللي بيلف العمارة كُله دي هتخلص أمتىٰ؟؟



نظرت لها بقوةٍ قائلةً :



_اسكتي يا غوغاء، اتفضلي اطلعي لِطنط "أمينة" اديها وخلاص كده وأختك هتنزل لِأستاذ "محسن".



زفرت بضيقٍ وأخذت طبق الحلوىٰ متجهةً نحو شقة جارتها وحينما وقف المصعد عِند طابقها طرقت الباب وظلت حتى فتحت لها "أمينة" قائلة بمرحٍ :



_ازيك يا رقوش؟؟ عاملة أيه؟؟



ردت عليها "رقية" وهي تضحك قائلة :



_هو إيه رقوش ده؟؟ اسم غريب!!..بس عاجبني، المهم اتفضلي حضرتك ماما بتقولك بألف هنا وقولي رأيك.



أخذت منها طبق الحلوىٰ قائلة بامتنان :




        
          
                
_شكرًا يا حبيبتي، سلميلي علىٰ ماما واشكريها علىٰ الحلويات دي.



أومأت لها هي واستأذنتها بالرحيل وعِندما دلفت إلىٰ المصعد أغلقت هي الباب ودلفت للداخل ووجهت حديثها إلىٰ ابنها قائلة باستنكار :



_واد يا "نوح" هو إيه البتاع ده؟؟، مش ده كرواسون؟؟، هما مصغرينه كده ليه؟؟ ده يخربيت البُخل!.



نظر إليها هو وإلىٰ الطبق الذي في يدها وهو يقول بسخرية :



_دي صوابع چيچي يا "أمينة" أنتِ عارفة دي بكام برة؟؟



_بكام يعني؟؟؟، هتلاقي الكيلو منها بـ 100 جنيه مش حوار يعني!



ضحك "نوح" بسخريةٍ وهو يقول :



_بِـ 750 جنيه يا "أمينة" قال 100 جنيه قال. 



نظرت له هي بدهشةٍ وهي تقول بسخطٍ :



لــــيـــه؟؟؟، بِـ 750 جنيه لـيـه؟؟، أمال چيچي كُلها بكام مادام صوابعها بِـ 750 جنيه؟؟



حرك هو كتفيه مما يدل علىٰ جهله بالأمر وهو يضحك علىٰ تعبيرات والدته وحينها أضافت هي قائلةً بتفكير :



_بقولك إيه أنت تفكر معايا كده علشان ننزلهم حاجة في الطبق ده لازم نلاقي حاجة أجمد من چيچي وصوابعها!



جلس مع والدته يفكران في حلوى تقدمه لِـ "ميادة" ومنها تبدأ حرب الأطباق الشهيرة في معظم البنايات.




        
          
                
في شقة "مُحسن ونيس" :



كان معظمهم واقفين في الصالة وكانت "چويرية" تردف باستعطاف قائلةً :



_بابا بالله عليك أخد أنا و"چوري" الأوضة اللي فيها البلكونة.



ردت عليها شقيقتها قائلة بضجرٍ :



_وحيات ربنا ما يحصل! الأوضة دي محدش هياخدها غيري أنا و "يارا".



أردفت "يارا" برهبةٍ من شقيقتها قائلة :



_اللي تقوله "لارا" يتنفذ مش ناقصين الله يكرمكم.



رد عليها شقيقها الآخر قائلًا باستهجان :



_وليه بقىٰ إن شاء الله ماخدهاش أنا و "مراد"؟؟ ولا هو أي استبداد وخلاص؟؟



أردفت "لارا" بزمجرة وشراسة قائلةً :



_بس يالا أنت و"مراد" بِك اللي معاك ده مبقاش إلا بتوع المسلسلات التركي هما اللي يتكلموا!



رد عليها "مراد" قائلًا بضجرٍ :



_وليه جر الشكل ده بقى؟؟ الخلاصة احنا اللي هناخدها ريحوا.



أردف "محسن" بسخطٍ وصوت جهوري قائلًا :



_اخرس منك ليها!!، إيــه؟؟، مبقاش في احترام خلاص؟؟، ما ترفعوا علىٰ بعض السكاكين يلا وأنا واقف، ما خلاص مبقاش في تربية!




        
          
                
وقف جميهم باحترام أمام والدهم وحينها دلف "آدم" من باب الشقة قائلًا بإنهاك :



_خلاص يا بابا، طلعت كُل الشنط اللي تحت مفيش حاجة تاني، و "ريان" طالع ورايا أهو.



هدأ "مُحسن" من ثورته قليلًا ثم أردف لهم قائلًا :



_بما إنكم كُلكم عايزين الأوضة اللي فيها بلكونة فأنا قررت اللي يقعد فيها "فريدة" و "لارا" و "لميس" و "يارا" وبالمناسبة كُل أربعة في أوضة أظن الأوض واسعة حرام يعني كُل واحد ولا حتىٰ اتنين يبقو في أوضة أنتم مش في أوتيل هنا بروح أمكم!



أردفت "أصالة" بسخطٍ قائلة :



_وأنت بتجيب سيرة أمهم ليه دلوقتي بقى؟؟



أردفت "چوري" بضجرٍ قائلة :



_علىٰ فكرة ده ظُلم واستبداد واحتكار كمان، اشمعنى يعني؟؟



رد عليها "ريان" وهو يغلق وراءه باب الشقة وهو يتجه إليهم قائلًا :



_علشان لما كُنا في الكويت أنتم اللي كُنتم قاعدين في أوسع أوضة والأوضة كان فيها بلكونة وحمام كمان، علىٰ عكس الباقي ومحدش منهم اشتكى، بتشتكي أنتِ ليه دلوقتي أنتِ وأختك بقىٰ؟؟



أردفت "لميس" قائلة محاولةً منها أن تُنهي النقاش التافه بالنسبةِ لها قائلةً :




        
          
                
_بابا مش مهم أنا أقعد في الأوضة دي، البلكونات مخلصتش من الشقة يعني!، والأوض كُلها كويسة مفرقتش يعني.



أردفت "فريدة" تُعدل من وضع نظارتها الطبية قائلةً بهدوء :



_وأنا برضو معنديش مشكلة علشان ميزعلوش هما، أنا عادي بالنسبالي.



أردفت "چورية" لِشقيقتها قائلة بهمسٍ :



_أنا عارفة الشويتين دول علشان يخليها تقعد في الأوضة وتصعب عليه.



أردف "فريد" الشقيق التوأم لِـ "فريدة" قائلًا بهدوءٍ يمثال هدوء شقيقته :



_يا جدعان وحدوا الله، هي دي أقصى أحلامنا يعني إننا نقعد في الأوضة أم بلكونة، ده حتى مش بتطل علىٰ شواطئ المالديف علشان تتعاركوا كده!، ده بتطل علىٰ قسم النُزهة، أمال لو بتطل علىٰ جنينة كُنتوا عملتوا فينا إيه؟؟



أردف "مهند" الشقيق التوأم لِـ "مراد" قائلًا بسخطٍ :



_عم فريد كروهات أنت!! اطلع منها الله يكرمك، طب خلاص كده يبقى ناخد بقى الأوضة اللي جنب المطبخ علشان بصراحة بنجوع بليل.



جلس "مُحسن" واضعًا يديه علىٰ رأسه بإنهاك حتىٰ أردف "آدم" قائلًا بضجرٍ وبنبرةٍ لا تقبل النقاش :



_بقولكم إيه متصدعوناش!! هنا فيه خمس أوض، أوضة لِبابا وماما، وأوضة لِـ "لميس" و "فريدة" طالما هما معندهمش مشاكل في أي أوضة، والأوضة اللي جنب المطبخ لِـ "مهند" و "مراد" و "فريد" و "عدنان"، والأوضة أم بلكونة لِـ "يارا" و "لارا" و "چوري" و "چويرية" والأوضة الأخيرة دي ليا أنا "وريان" حلو كده؟؟؟




        
          
                
أومأوا جميعهم بالموافقة ومنهم من وافق برضا تامٍ ومنهم من وافق على مضضٍ وقبل أن يدلف أحدًا إلىٰ غرفته سمعوا صوت رنين جرس الباب وحينها توجه "آدم" لِيفتح الباب وما أن فتحه وجد أمامه "حنين" ممسكةً بطبقٍ من حلوى وهي تقول بلطفٍ :



_مساء الخير، اتفضل حضرتك ماما بتقولكم بألف هنا وقولوا رأيكم فيه.



جاء "مهند" من وراء "آدم و أخذ منها الطبق وهو يردف بابتسامة قائلًا :



_شكرًا أوي ي آنسة، أكيد طعمه تحفة واشكري لينا طنط علىٰ الحلويات دي.



أومأت بالموافقة واستأذنت منهما وحينها دلفا الاثنين إلى الداخل وقد اندفع أشقاؤه الذكور عليه وأردف "مراد" قائلًا بصوتٍ عال :



_الطبق ده بالربع علينا كُلنا يرجالة.



ضرب "ريان" كفًا بكفٍ عن هذا العبث الذي يحدث بين إخوته يوميًا ثم اتجه نحو غرفته الذي يشاركها مع شقيقه.



________________________________



كانت "ندى" جالسةً في أحضان صديقتها وهي تبكي بشدةٍ وحينها أردفت "مريم" محاولةً التخفيف عنها قائلة :



_ممكن تهدي وتفهميني بس إيه اللي حصل تاني يا "ندى"؟؟



حاولت الأُخرى أن تمسح دموعها التي تنهمر بغزارة وأردفت بنبرةٍ منكسرة يتخللها الوجع والخُذلان قائلةً :




        
          
                
_كفاية عليَّ أبويا اللي زاد وغطىٰ كمان أن "آدم" رجع هو وأهله تاني مصر!



اندهشت الثانية من هذا الخبر وظلت تربت علىٰ صديقتها وهي تقول :



_أبوكِ ربنا يهديهولك، موضوع "آدم" ده المفروض إنه انتهى، صح ولا إيه؟؟



ردت عليها وهي تحاول أن لا تتذكر هذا اليوم وهي تقول مشيرةً إلىٰ موضع قلبها بوجعٍ :



_الموضوع انتهى وصفحة "آدم" نسيتها من حياتي، بس ده عمره ما نسي يا "مريم" أنا تعبت أوي، ذنبي إيه إني أعيش عمر كامل بعيدة عن حضن أمي وهي عايشة وكُل ده بسبب غلطة أمي عملتها المفروض أبويا يهون عليَّ، لأ إزاي ده مكرهني في عيشتي وخلاني مبقتش طايقة أي حد، ويوم ما أحب حد يطلع هو كمان بداية لِوجع جديد، غصب عني لما شوفته افتكرت كُل حاجة، الدنيا دي وحشة أوي يا "مريم".



بكت هي معها بعدما كانت تحاول التخفيف عن صديقتها وعن حياتها التي عاشتها والتي مازالت تعيشها ولكن ما باليد حيلة.



__________________________________



في شقة "سعيد الشريف" :



كان كُلٌ من "تيام" و "تميم" يفرغون حقائبهم حتىٰ وقعت في يد "تيام" هذه الخريطة الغريبة بالنسبة له وأردف لِأخيه قائلًا باستنكار :




        
          
                
_هنعمل إيه يا "تميم" مع الخريطة دي؟؟ أنا حاسس إن وراها حاجة!



أردفت "تميم" وهو يضع ملابسه في إحدى أرفف الخزانة وهو يقول بعدم اكتراث :



_يا عم سيبك، هتلاقيها خريطة لعبة علىٰ رأي "ليث" ذا كينج، ارميها وريح نفسك.



أردف وهو ينظر بها قائلًا :



_"تميم" بُص كده، مش الأسم اللي مكتوب علىٰ جنب الخريطة ده في الشارع اللي جنب المدرسة بتاعتنا بالظبط؟؟



توجه نظره إلىٰ ما يمسكه أخيه وهو يقول مؤكدًا علىٰ حديثه :



_أيوة هو، بس إيش عرفك يا فيلسوف عصرك وزمانك ممكن تشابه أسماء عادي!



أردف "تيام" وهو يحاول استذكار معالم هذا الشارع قائلًا :



_افتكر معايا كده، مش ده الشارع اللي فيه الڤيلا المقفولة دي وكُل ما كُنا نسأل عليها يقول لينا صحابها مسافرين لحد ما بقت تحسها ڤيلا مهجورة!



أردف هو قائلًا بتذمرٍ :



_لا بقولك إيه!؟ شغل مسلسل المداح ده مش هنا مش ناقصة لبش ده حتىٰ لسه أول سحور بكرا، ياترى ده تأثير إيه مخليك تفكر كده؟؟



أردف الآخر بضجرٍ من أخيه قائلًا :




        
          
                
بقولك إيه! اركن كده، أنت أحبطني، وآدي أم الخريطة اللي مضايقاك أهي.



أنهى حديثه وهو يُلقي هذه الخريطة في إحدى أرفف الخزانة متجهًا للخارج من غرفته بتذمرٍ من أخيه مدمر خططه بالنسبةِ له.
 ___________________________________



وصل كُلٌ من "يونس" و "يوسف" إلىٰ شقتهما وأردف الثاني قائلًا بمرحٍ :



_طب والله كان رحلة زي العسل وكمان غيرت المود.



رد عليه أخيه بسخريةٍ منه قائلًا :



_يا عم اتنيل ده كُله كوم والبت اللي كانت بتشغل الأغاني دي كوم تاني.



أدرك الآخر حديثه وعِندها أردف بمرحٍ قائلًا :



_"چودي"؟ دي عسل والله دمها خفيف، أحسن من الأشكال اللي بنشوفها، المهم دلوقتي هنسافر فرنسا أمتى؟؟"



رد عليه أخيه بغموضٍ قائلًا :



_بكرة بليل، بكرا كُل حاجة هتخلص يا "يوسف".



رد عليه أخيه بتذمرٍ قائلًا :



_ليه ياعم أنتَ؟؟ هنتسحر فين بقى إن شاء الله؟؟ وسط السما؟؟



ألقىٰ عليه "يونس" الوسادة القُطنية بسبب ما تسبب من أخيه من قطع سُبل أفكاره.



_________________________________



_في شقة "أحمد الشريف" :




        
          
                
كان "عمر" جالسًا يفكر بعمقٍ بسبب الذي رآه اليوم وأتت له "عائشة" قائلةً باستنكار من حالة شقيقها :



_إيه يا "عمر" مالك قاعد كده ليه؟؟



ابتسم لها أخوها وهو يربت عليها قائلًا بابتسامة مزيفة :



_مفيش يا حبيبتي شوية مشاكل بس في الشغل.



أردفت هي بضجرٍ قائلة :



_"عمر" دي مش مشاكل في الشغل لإن أنت عمرك ما كُنت كده، في إيه؟؟ من ساعة ما جيت وأنت قاعد نفس القعدة دي؟



هم أن ينطق حتىٰ دلف "حمزة" و "حازم" وأردف الأول قائلًا بمرحٍ :



_يا أهلًا بجوز القطط، متجمعين في إيه من غيرنا؟؟



أردفت "عائشة" توجه حديثها لِكليهما قائلةً :



_تعالى يابني أنتَ وهو نشوف سي "عمر" ساكت كده ليه.



اقترب"حازم" عليه قائلًا بشكٍ :



_إيه؟ جاتلك بتشتكي من حب جديد؟؟ وحكت وأنت نارك بتقيد؟



أردف "عمر" قائلًا بإنهاك :



_أنتم عارفين "حسام" خطيب "مريم" صح؟؟



أومؤوا جميعًا بالموافقة حتىٰ أكمل هو قائلًا :



_كنت بجيب قهوة من الكافيه اللي قدام المستشفى فلقيته قاعد مع واحدة كده شكلها غريب، قولت بلاش نسيء الظن وتطلع قريبته ولا حاجة وكنت همشي لقيت واحد صاحبي من الترابيزة اللي جنبهم بينادي عليا فروحت أسلم عليه فغصب عني سمعته كان بيقولها إنه مجهز الشقة من بدري ومستني أي فرصة علشان يفشكل مع "مريم" ويتجوز البت دي، بس كده ده اللي حصل.




        
          
                
انصدم ثلاثتهم وأردف "حمزة" قائلًا باشمئزاز :



_أما راجل واطي بصحيح!، أخس على الرجالة، ده خاطبها من أربع سنين وكُل شوية يمد في الخطوبة قال إيه علشان الشقة والظروف!



أردف "حازم" قائلًا باستنكار :



_طب وأحنا المفروض نعمل إيه؟؟ أكيد يعني مش هننزل نقولها خطيبك اللي بتحبيه وخاطبك من أربع سنين ومعلقك معاه كُل يوم بحجة شكل بيخونك وعايز يفشكل معاكِ علشان واحدة تانية!.



أردفت "عائشة" بتيهٍ قائلةً :



_ربنا يقدم اللي فيه الخير ملناش دعوة، وكمان ممكن متصدقش ونتحرج على الفاضي.



سكت الجميع وهم يشفقون علىٰ هذه المسكينة مفكرين في صدمتها من الذي ظنته حبيبًا وماكان سِوى حقيرًا!



____________________________________



اقترب المساء ودلف "عزت" إلىٰ شقته قائلًا بمرحٍ كعادته :



_يا بت يا "چودي"، بت يا "ملك"، يا أهل المنزل!



خرجت فتياته من غرفهم واتجهن نحو أبيهم لِيعانقاه وأردفت "چودي" قائلةً بمرحٍ :



_الحج "عزت" حبيب قلبي، وربنا وحشتني، ووحشني أما كُنا بنقلب الشقة ديسكو.



خرجت "ناهد" من المطبخ قائلةً بفزعٍ :




        
          
                
_يالهوي ياني، ديسكوهات تاني!! حرام عليكم بصدع من المهرجانات اللي بتشغلوها دي!



اقتربت"ملك" من والدتها قائلة بشقاءٍ مزيف :



_والله يا ماما جوزك حالف ليشغل أغاني كُل ما أجي أذاكر معرفش إيه ده!



أردفت "چودي" التي مازلت داخل عِناق والدها قائلةً بزمجرةٍ وشراسة :



_بس يابت!، متتكلميش على "عزت" حبيبي، يلا يا بابا ده متراكم علينا ساوندات قد كده عايزة اعمل معاك تيك توك.



أردف وهو يعطي الحقائب التي في يده لِزوجته قائلًا :



_امسكي يا "ناهد" فضي كُل اللي جايبه ده وجهزي لينا قعدة حلوة كده علشان على الساعة عشرة جاي فيلم البدلة، وبصراحة أنا نقطة ضعفي أمينة خليل.



هتفت فتياته بفرحةٍ وأومأت له زوجته بالموافقة وهي تحمد الرب علىٰ زوجها وبناتها وتدعي لهم بالهداية وصلاح الحال والمباركة لهم.



عِندما حل المساء أخذ "عبدالله" مفاتيحه وتوجه لِباب الشقة وهو يوجه حديثه لِوالده قائلًا :



_أنا نازل يا بابا أقعد على القهوة مع العيال وهتأخر صراحة، عايز مني حاجة؟؟



أردف "عادل" بحماسٍ قائلًا :



_لأ سلامتك كده كده عمك "فؤاد" هيجي يلعب معايا شطرنج يعني هسلي وقتي.




        
          
                
أبتسم هو لِوالده ولعادته وحبه لِهذه اللعبة التي تُدعى "شطرنج" وخرج من باب الشقة وطلب المصعد وما أن وصل له وجد من يفتحه بالداخل ويخرج قائلًا بجمودٍ :



_أزيك يا أستاذ "عبدالله" عامل إيه ؟؟



رد عليه "عبدالله" باحترامٍ متجاهلًا نبرته الجامدة معه قائلًا :



_الحمدالله يا كابتن "مصطفىٰ" حضرتك عايز حاجة؟؟



رد عليه الآخر بنفس نبرته قائلًا :



_سلامتك، اتفضل الأسانسير أهو.



دخل إليه وأغلق المصعد وهو يقول بضجرٍ :



ده راجل حُقنة!، معرفش مراته الست السكرة دي ازاي ولا بنته عسل كده، والله عجايب الله يكون في عونهم ده أنا بتعصب كُل ما يتكلم بطريقته المستفزة دي أمال اللي عايشين معاه يعملوا إيه؟؟



وصل للطابق الأرضي وخرج من بنياته متجهًا نحو أصدقاؤه وما أن وصل إليهم وجد "عمار" يقول مرحبًا به :



_السندريلا وصلت يا رجالة، ياعم كان لازم أهددك علشان تنزل يعني؟



أردف صديقهم الذي يُدعى "إياد" قائلًا بضجرٍ :



_يا عم سيبه ياخد نفسه ده حتى مش هنلحق نقعد معاه علشان طبعًا هيمشي بدري.




        
          
                
أردف "عبدالله" قائلًا علىٰ غير عادته :



_لا مش همشي على تسعة زي كُل مرة هسهر معاكم يلا ابسطوا.



وقف صديقهم الرابع والذي يُدعى "ياسين" قائلًا بفرحةٍ :



_الله أكبر السيندريلا هتسهر معانا!! واد يا "بطوط" مشاريب القهوة كُلها على حسابي أنهاردة!



ضحك كُل من يجلس حتى أردف "عبدالله" ضاحكًا :



_ده أنا اسهر كُل يوم بقى علىٰ كده!



ضحك جميعهم وأردف "سيف" قائلًا :



_بس مش هتصدقوا توقعوا شوفت مين انهاردة الصبح؟



انتبهوا له جميعهم حتىٰ أردف "ياسين" قائلًا بضجرٍ :



_اخلص ياعم شوفت مين إيه شغل شوق ولا تدوق ده؟؟



أردف "سيف" قائلًا :



_فاكرين "ليلة أمير" اللي كانت معانا في المدرسة؟؟



اندهش معظهم وشهق "إياد" قائلًا برعبٍ :



_يا نهار مش معدي!! هي لسه عايشة؟؟



ضحك "عمار" عليه قائلًا بسخريةٍ :



_هي دي تتنسي؟ ده "إياد" كان بيترعب منها.



ضحكوا مرةً أخرى متذكرين هذه الأيام وحينها أردف "عبدالله" قائلًا بخبثٍ :




        
          
                
_"إياد" برضو اللي كان بيترعب منها؟؟



حمحم "عمار" بخشونةٍ وحينها أردف "ياسين" قائلًا وهو يضحك :



_الشهادة لله كانت مسيطرة، مكنش فيه ولد يستجرأ يضايقها، فاكرين في إعدادي لما الواد "مؤمن" قل أدبه عليها وكان عايز يجيبها من شعرها؟؟ حد فاكر عملت فيه إيه؟؟



أردف "عمار" وهو يتذكر هذا اليوم قائلًا :



_ده خد كمية ضرب، مخدهاش حمار في مطلع الواد إيده اتكسرت من كتر الضرب، طول عمرها إيديها تقيلة.



أردف "عبدالله" قائلًا :



_نقول كلمة حق، هي في حالها، كُل المشاكل دي بسبب أصلًا العيال اللي بتجر شكلها غير كده بتبقى هادية، ده كفاية رافعة حواجبها كانت شبه التهديد بالسلاح اللي هو لو فكرت تعمل حاجة وربنا ما هحلك.



رد عليه "سيف" قائلًا وهو يتذكر هذا اليوم :



_فاكرين ساعة إمتحان الإنجليزي اللي كان عند مس "تقى"؟ لما المس قالت لـ "حنين" تلم الورق وقامت تلم محدش رضي يديها وقعدنا نقولها شوية كمان ومعرفش إيه ساعتها المس قالت لـ "ليلة" وعينك ما تشوف إلا النور أنا لقيت الورقة بتتشد مني وجيت أقولها استني شوية بصتلي حتة بصة كان هاين عليَّ اسيب الورقة واطلع اجري !




        
          
                
أردف "إياد" وهو ينظر حوله قائلًا برعبٍ :



_خلاص يا جدعان جتتي بتتلبش منها، بلاش نجيب في سيرة الناس.



ضحكوا من جديد علىٰ خوف صديقهم وقضوا هذه الليلة يتمازحون متذكرين ذكريات مراحلهم الدراسية بينما علىٰ بِعدٍ من هذه الجلسة، كان "تيام" متوجهًا إلىٰ أحد المتاجر التي تشتهر بأصناف الحلوى ودلف إليه وتجول بنظره علىٰ أصناف الحلوى العصرية والغريبة توجه نظره نحو واحدةٍ منها وسأل العامل قائلًا :



_لو سمحت هي دي اسمها إيه؟؟



رد عليه العامل بابتسامة عملية قائلًا :



_اسمها المكسوفة يا فندم.



حاول هو كتم ضحكاته وأردف من جديد قائلًا :



_طب وهي المكسوفة دي بكام بقىٰ؟



_بِـ 800 جنيه حضرتك.



رد عليه هو باستهجان قائلًا :



_المكسوفة بِـ 800 جنيه؟؟ أمال البجحة بكام؟؟



رد عليه العامل بعملية قائلًا :



_هي دي الأسعار يا فندم.



_طب شكرًا.



خرج "تيام" من المحل وهو يضرب كفيه ببعضهما قائلًا بدهشةٍ :



_يا لهوي ياني ياما، إيه الأسعار اللي في متناول نجيب سويرس وأبو هشيمة دي؟؟ مالو الجلاش اللي أمي بتعمله؟؟ لازم نتأمر يعني؟؟




        
          
                
رجع هو إلىٰ البناية مرة أخرى ووقف يطلب المصعد ووجد من تأتي خلفه وكانت تتحدث في الهاتف قائلةً بسخطٍ :



_ماخلاص يا "نور" بقىٰ قرفتيني أنتِ والزفت حموكشة بتاعك ده!! ما تقومي ذاكريلك كلمتين ولا قومي شوفي أمك عايزة إيه كتك البلا صدعتيني، سلام.



توجهت نحو المصعد تضغط على الزر بقوةٍ وحينها أردف "تيام" قائلًا بضجرٍ :



_إيه ياست أنتِ براحة! أنتِ فكراه حموكشة حبيب صاحبتك ولا إيه؟؟



ردت عليه هي بشراسة قائلةً :



_وأنت مالك يا زفت أنت كمان؟؟ هي ناقصاك؟؟



رد عليها قائلًا بعصبية طفيفة :



_براحة علىٰ نفسك يا ماما هتفرقعي كده!! لا إله إلا الله.



وحينها وصل المصعد وفتحه "تيام" وهو يقول بضجرٍ :



_اتفضلي يا آنسة، مش ناقصة حوارات على المسا خلينا نطلع نتخمد.



رمقته بشررٍ ودلفت المصعد ودلف وراءها وحينها ضغطت علىٰ زر الطابق التي تسكن به وارتفع المصعد وكُلٌ منهما صامتًا وبعد مرور بضع ثوانٍ وقف المصعد فجأةً وانقطع التيار الكهربائي وأردفت "لارا" قائلةً بشكٍ :



_وده إيه ده أن شاء الله؟؟




        
          
                
نظر إليها "تيام" ببرودٍ قائلًا وهو يمسك هاتفه يفعل الضوء به :



_لأ عادي ده الأسانسير عطل علشان النور قطع، ساعة وهيشتغل.



تملك الزُعر من "لارا" وتوجهت نحو باب المصعد تضرب عليه قائلةً بفزعٍ :



_يا ليلة فوشيا! الحقونا!



أردف هو مسرعًا قائلًا :



_اهدي يا بنتي مفيش حاجة متوتريش نفسك!



ردت عليه وهي تتنفس بسرعةٍ قائلة :



_ياعم بتخنق من الأماكن المقفولة اتصرف افتح البتاع ده!



جلست علىٰ أرضية المصعد تحاول ضبط تنفسها وحينها تملك القلق من "تيام" وأردف بصوتٍ عالي قائلًا :



_يا "تـــمــيــم" يا أهل العمــارة يا جــدعــان يا اللي هــنا!



كان المصعد مقتربًا من الطابق الثالث وحينها خرجت "مريم" قائلة بقلقٍ :



_يالهوي! مش قولنا مليون مرة محدش يركب الأسانسير في أم الساعة دي!!



سمع معظم سكان البناية صوت "تيام" العالي فخرج "آدم" من شقته وهو يستخدم السلم هرول علىٰ "مريم" قائلًا باستنكار :



_في إيه؟؟ وإيه الصوت العالي ده؟؟



نزل إخوته جميعًا وراؤه ومعهم والده ووالدته ونزل كُل من سمع هذه الضوضاء حتىٰ امتلأ طابق "مدحت" بالسكان المتواجدين وحينها أردف "تميم" قائلًا :




        
          
                
_ده أكيد "تيام" علشان كان لسه مكلمني وقالي أنا طالع أهو.



رد عليه هو بسخريةٍ :



_جدع يا قلب أخوك.



أردفت "عائشة" من جديد قائلةً :



_حد معاك ولا أنت لوحدك؟



رد عليها هو بنفاذ صبر من التي معه بالإضافة إلى زيادة وتيرة أنفاسها فأردف قائلًا بسخطٍ :



_أيوة معايا أمال أنا بنادي ليه من الصبح؟؟



أردفت "يارا" مسرعةً قائلة :



_يالهوي! دي أكيد "لارا"!



شهقت "أصالة" بفزعٍ وأردفت تقول بلوعةٍ :



_يا "تيام" اللي معاك دي "لارا" بنتي صح؟؟ هي عاملة إيه دلوقتي؟؟



ردت "لارا" قائلةً وهي تلهث بتعبٍ :



_الحقيني يا ماما مش قادرة.



تملك الرعب من جميع الواقفين فأردفت "أميرة" قائلة بقلقٍ :



_طب والعمل إيه دلوقتي؟؟ ده حتىٰ مقربوش من التالت ولا قريبين من التاني دول واقفين في النص بالظبط، هي بتتعب من الأماكن المغلقة؟؟



أومأت "أصالة" برأسها وأردفت قائلة :



_هـ هي مريضة ربو يارب يكون معاها البخاخة.



سقطت "أصالة" على الأرض تبكي بشدة وحاول الجميع تهدئتها بينما وجه "تيام" حديثه لِـ "لارا" قائلًا :



_صلي على النبي بس كده إن شاء الله مش هيكمل الساعة، طب أقولك نكتة طيب ولا اعمل إيه؟؟ وفين البخاخة دي؟؟



نظرت لهُ هي قائلةً بتعبٍ :



_شوف كده في شنطتي.



جلس علىٰ أرضية المصعد يتناول حقيبتها وحينها قالت بتلعثم وشارفت علىٰ التغيب عن الواقع :



_هـ هـات البخاخة.



كان يبحث في الحقيبة عن ذاك الشيء الغريب بالنسبةِ له ولكنه أردف بخيبة أمل :



_مفيش حاجة.



أغلقت "لارا" أعينيها وغابت عن الوعي تمامًا اندهش "تيام" وحاول ضربها بخفةٍ على وجنتيها ولكن دون جدوى.
___________________________________
 

  • يتبع الفصل التالي اضغط على (لعاشر جار) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent