رواية عشقت مسلمة الفصل التاسع 9 - بقلم ندى المطر

  

رواية عشقت مسلمة الفصل التاسع 9 - بقلم ندى المطر


عشقتُ مسلمة { بقلم / ندى المطر }
          
                
مارتن:
إلى أين تعتقدين أنكِ ذاهبة، يا طبيبة؟



ندى، بارتباك واضح:
هذا ليس من شأنك. دعني أخرج.



مارتن، بنبرة هادئة تحمل قوة خفية:
أنا لم أمنعك من شيء، لكنكِ تعلمين أن الهروب ليس حلاً. إذا أردتِ الرحيل، قولي لي.



ندى، بغضب:
وكأنك ستسمح لي بالرحيل!



مارتن، بابتسامة خفيفة:
ربما تغيرت الأمور، يا طبيبتي.



قبل أن تفهم ندى معنى كلامه، دخل أحد رجاله إلى الممر مسرعًا، وعيناه مليئة بالذعر.



الرجل:
سيدي، إيليوت قام بخطوة خطيرة. الصفقة التي كنا نعمل عليها أصبحت في يديه الآن.



مارتن، بنبرة هادئة تخفي غضبه:
أين هو الآن؟



الرجل:
في الجناح الخاص به، ينتظر ردك.



نظر مارتن إلى ندى للحظة، ثم قال بصرامة:
عودي إلى غرفتك، ولا تحاولي الهروب مجددًا. لدي أمور أكثر أهمية الآن.



_______________________Nada



في جناح إيليوت



كان إيليوت جالسًا على كرسي فخم، مبتسمًا بثقة بينما كان يحتسي كأسًا من النبيذ. عندما دخل مارتن، لم يتحرك إيليوت من مكانه، بل اكتفى بالنظر إليه بنظرة متحدية.



إيليوت:
هل جئت لتستسلم، يا مارتن؟



مارتن، بنبرة هادئة لكنها تحمل تهديدًا واضحًا:
أنت تعرف أن اللعب معي لن ينتهي بشكل جيد.



إيليوت، ضاحكًا:
لقد انتهى بالفعل. الصفقة أصبحت لي، وأنت الآن خارج اللعبة.



مارتن لم يرد. اكتفى بالنظر إلى إيليوت للحظات، ثم استدار وغادر الغرفة بهدوء. لكنه في داخله كان يخطط لخطوة قادمة.



________________________Nada 



في جناح ندى



كانت ندى جالسة على حافة السرير، تفكر في كلام مارتن وتصرفاته. شيء ما فيه تغير، لكنها لم تفهم السبب.



دخلت سيلفيا فجأة، وعيناها مليئتان بالحماس.



سيلفيا:
ندى! سمعت شيئًا غريبًا عن ابي. 



ندى، بفضول:
ما الأمر؟



سيلفيا:
لقد تحدث مع أحد رجال الدين اليوم. أعتقد أنه يفكر في شيء كبير.



ندى، بدهشة:
ماذا تعنين؟



سيلفيا، بابتسامة:
لا أعرف كل التفاصيل، لكنني سمعت أنه يريد معرفة المزيد عن الإسلام.



كانت ندى مصدومة. لم تتخيل يومًا أن مارتن قد يفكر في تغيير كبير كهذا.



________________________Nada 



في المكتب الخاص بمارتن



كان مارتن جالسًا مع أحد الرجال، وهو شيخ مسلم يدعى الشيخ عبد الرحمن.




        
          
                
مارتن:
أريد أن أفهم هذا الدين. منذ أن قابلت الطبية، بدأت أرى الأمور بشكل مختلف. أشعر أنني بحاجة لتغيير حياتي.



الشيخ عبد الرحمن:
الإسلام دين السلام والعدل. إذا كنت جادًا، فأنا هنا لأساعدك.



ابتسم مارتن لأول مرة بشكل صادق، وشعر وكأن شيئًا ثقيلًا قد انزاح عن قلبه.



في القصر، في وقت لاحق



بينما كان مارتن يفكر في خطوته الجديدة، اكتشف وجود جاسوس بين رجاله. كان الرجل يحاول نقل معلومات حساسة إلى إيليوت.



مارتن، بغضب:
كنتُ أثق بك، لكنك خنتني. أنت تعلم ما الذي يعنيه هذا.



الجاسوس، بتوسل:
سيدي، لم أكن أقصد... لقد أجبروني.



لكن مارتن لم يتردد. أخرج مسدسه وأطلق النار على الجاسوس دون أي تردد.



مارتن، بصوت هادئ:
الخيانة ليس لها مكان هنا.



_________________________Nada



في جناح ندى



دخل مارتن على ندى بعد ما حدث. عيونه تعكس شيئًا جديدًا.



مارتن:
ندى، هناك شيء أريدك أن تعرفيه. لقد قررت أن أعتنق الإسلام.



ندى، مصدومة:
هل أنت جاد؟



مارتن، بثقة:
نعم. لقد رأيت النور. وأريد أن أبدأ من جديد. لكنني بحاجة لدعمك.



كانت ندى لا تزال غير قادرة على استيعاب ما يحدث. مارتن، الرجل القوي المتحكم، يبدو الآن مختلفًا تمامًا.



ندى، بهدوء:
إذا كنت جادًا، فهذا شيء عظيم. لكن عليك أن تثبت ذلك بأفعالك.



مارتن، بابتسامة:
سأثبت ذلك، ليس لكِ فقط، ولكن لنفسي أيضًا.



كانت تلك الليلة بداية جديدة لمارتن، ولكنها كانت أيضًا لحظة حاسمة لندى، التي أدركت أن حياتها قد تتغير للأبد... 



_______________________Nada



بعد مرور عدة أيام على حديث ندى ومارتن.. 



كانت ندى في الحديقة الخلفية للقصر، تحاول استنشاق بعض الهواء النقي والهروب من الضغوط التي تحاصرها في كل مكان. لكن هدوء اللحظة لم يدم طويلًا، إذ اقتحمت زوجة سايمون المشهد.



مشيرا، زوجة سايمون، بصوت عالٍ:
أنتِ السبب في كل ما يحدث هنا! منذ أن جئتِ إلى هذا المكان، انقلب كل شيء رأسًا على عقب!



ندى، باستغراب:
أنا؟ وما علاقتي بكل هذا؟



مشيرا، بغضب:
سايمون تغير بسببكِ! حتى بيتر، ابني، بدأ يقترب من مارتن ويبتعد عنا. أنتِ تثيرين المشاكل فقط!



ندى، بنبرة حازمة:
استمعي إلي، يا مشيرا. أنا هنا ضد إرادتي. ولم أختر أن أكون جزءًا من مشاكلكم العائلية.




        
          
                
مشيرا، بسخرية:
ضد إرادتك؟! يبدو أنكِ تجيدين لعب دور الضحية. لكنني لن أسمح لكِ بتدمير عائلتي!



اقتربت ندى منها بخطوة، ونظرت في عينيها بثبات:
مشاكلكم ليست مسؤوليتي. إذا كنتِ تبحثين عن سبب لما يحدث في حياتكِ، فانظري في مكان آخر.



مشيرا، بصوت مرتفع:
سأراقبكِ عن كثب، ولن أسمح لكِ بالعبث أكثر.



ابتعدت مشيرا بعصبية، تاركة ندى تشعر بالإحباط من هذه المواجهة غير المتوقعة.



_________________________Nada



في مكتب مارتن، كان بيتر، ابن سايمون، يجلس أمام عمه بنظرات تحمل مزيجًا من الغضب والطموح.



بيتر:
عمي، أريد العمل معك. لم يعد لدي أي ولاء لوالدي. أشعر أنه لا يملك رؤية واضحة، وأريد أن أكون جزءًا من شيء أكبر.



مارتن، بابتسامة خفيفة:
هل أنت متأكد من هذا القرار؟ العمل معي ليس سهلًا، ووالدك لن يسامحك.



بيتر، بحزم:
لقد اتخذت قراري. أريد أن أتعلم منك، وأريد أن أكون جزءًا من اللعبة الحقيقية.



مارتن:
حسنًا، لكن عليك أن تعرف أن الولاء هنا هو الأساس. إذا اخترت هذا الطريق، فلن يكون هناك عودة.



بيتر:
أنا جاهز. 



ابتسم مارتن وأشار له بالجلوس:
إذن لنبدأ العمل.



_______________________Nada



كان سايمون يقف في شرفة غرفته، يتأمل القصر الذي أصبح أشبه بسجن كبير. مع كل يوم يمر، كان يشعر أن السيطرة تتلاشى من يديه. عائلته تتفكك، وابنه انضم إلى مارتن، والأجواء أصبحت لا تُطاق.



دخلت مشيرا إلى الغرفة، عيناها مليئتان بالغضب:
سايمون! بيتر انضم إلى مارتن، وأنت واقف هنا كأن الأمر لا يعنيك!



سايمون، بهدوء غريب:
بيتر رجل ناضج. إذا قرر الانضمام إلى مارتن، فهذه مشكلته. أنا لا أستطيع أن أقاتل كل شيء وحدي.



مشيرا، بغضب:
إذن ماذا ستفعل؟ ستقف مكتوف اليدين؟



سايمون، بنبرة حاسمة:
لا، سأغادر. سأترك هذا المكان وأذهب إلى إنجلترا. لقد انتهيت من هذه الفوضى.



مشيرا، بصدمة:
أنت تمزح، أليس كذلك؟ ستتركنا؟ ستترك ابنك؟



سايمون، وهو يجمع أغراضه بهدوء:
هذا القرار ليس هروبًا. إنه بداية جديدة لي. حاولت أن أحافظ على كل شيء هنا، لكنني فشلت. الآن، أحتاج إلى بداية جديدة.



خرج من الغرفة دون أن يلتفت خلفه، تاركًا مشيرا واقفة في مكانها بحيرة وصدمة.



________________________Nada



في جناح ندى



كانت ندى تجلس على السرير، تفكر في الأحداث المتسارعة من حولها. مارتن يتغير، سايمون يغادر، وبيتر ينضم لعمه. شعرت وكأنها في قلب إعصار لا تعرف إلى أين سيأخذها.



دخلت سيلفيا إلى الغرفة بابتسامة خجولة:
ندى، هل أنتِ بخير؟ سمعت أن زوجة العم سايمون واجهتكِ.



ندى، بتنهد:
لا شيء جديد. يبدو أنني أصبحت الهدف المفضل للجميع هنا.



سيلفيا:
لا تقلقي، الأمور ستتحسن. دائمًا ما تصبح الأمور فوضوية قبل أن تهدأ.



ابتسمت ندى قليلاً، لكنها لم تكن متأكدة إن كانت الأمور ستتحسن فعلاً أم أن الأسوأ لم يأتِ بعد.



________________________Nada 



في مكان آخر في القصر



كان مارتن يجلس في مكتبه، يتأمل ما يحدث حوله. بعد كل ما مر به، شعر أن قراراته الأخيرة كانت خطوة في الاتجاه الصحيح. لكن اللعبة لم تنتهِ بعد، والعديد من الأوراق لم تُكشَف.



"اللعبة مستمرة"، تمتم مارتن لنفسه، وهو يخطط لخطوته التالية.



______Nada_____Almater____

 
تعليقات