رواية سطور عانقها القلب الفصل التاسع 9 - بقلم سهام صادق
*******
احتضنته بقوه تضمه اليها كالطفل الصغير تخشي مفارقته ، فانحني "احمد " نحوها بشفتيه يلثم كفيها يتمتم بدعابه
- هتوحشيني اووي يانونه ، خلي بالك من نفسك
فبكت "ناهد" وهي تشدة نحوها أكثر ، لا تُريد تركه
- هيوحشني حنانك عليا يا ابني ، انت الوحيد اللي معقبتنيش علي غلطتي .. ، الزمن عاقبني واخوك عاقبني بكرهه ليا ، لكن أنت لاء
طالعها "احمد" وقد المه قلبه عليها ، ولكنه يعلم بأن "عامر" لن يظل هكذا ومن حبه الشديد لها يُعاقبها ، وللاسف هذه هي طريقه شقيقه مع من يحبهم
- عارفه ياماما ، الدنيا علمتني حاجه واحده
واردف وهو يضمها لصدره بحنان ، يمسح عنها دموعها
- علمتني معقبش حد علي حاجه عملها ، مش يمكن الزمن يلف واعمل انا الحاجه ديه ... وملقيش اللي يسامحني ....
وتنهد بألم يتذكر حديثه الأخير مع شقيقه
- أو يمكن الظروف تكون بتجبر اللي بنحبهم ، لكن ميقصدوش إنهم يأذونا
لم تفهم "ناهد" عبارته الأخيره ، التي تمتم بها بحرقة لم تُخفي عنها
- انت شبه ابوك الله يرحمه يا أحمد.. كان قلبه ديما كبير وبيغفر ، يمكن هو ده كان سبب أخطائي الكتير ، وعلي قد ما حبني كرهني وكنت أستحق ده ..، في أخطاءك مبتتغفرش يا أبني ولا بنعرف نغفرها
وضحكت ساخرة من نفسها ، فا ليتها كانت تتمتع بتلك الحكمة قديماً ، ما كانت خسرت زوجها و أولادها
- اصل في ناس بتفتكر ان الغفران والصفح والفرص الكتير اللي بندهلهم ده ضعف ، وإن عمرهم ما هيكرهونا او هيتوجعوا مننا مهما عملنا في حقهم
والتمعت الدموع في عينيها مجدداً
- وهو ده اللي انا عملته مع ابوك هو يغفر وأنا أغلط ، يسامح وأنا اتمادي اكتر
واردفت بعدما أبتلعت غصتها ، تتذكر غرورها وروعنتها بجمالها
- أنا عارفه ان عامر بيحبني اووي ، لكن مش قادر يسامحني ولا ينسي
واغمضت عيناها ، تندم علي ما فعلته بهم
- الذكريات فضلت مرسخه جواه ، يمكن أنت كنت صغير , لكن عامر كان كبير وقادر يفهم ويستوعب
وبكت بحرقة وهي تردف بخزي
- انا خذلتكم يابني ، وضيعت منكم صورة الام .. الام اللي بتضحي وبتستحمل ... مش الام الانانيه اللي كل همها جمالها ومتعتها
فعاد "احمد" يُعانقها ، يمسح عنها دموعها, يهتف بحنان :
- اوعي تعيطي يا ماما ، احنا جانبك اه ..
و اخذ يُداعبها بحديثه ، لعله يُنسيها ويُنسي حاله إنه سيبتعد عنها
- عامر , اول ما حنان بلغته ، إنها هتمشي عشان هتتجوز قلب الدنيا والبلد عشان يجبلك مرافقه تخدمك وتبقي تحت رجلك ، عامر طيب اووي ، ومسيره في يوم هيحن ويلين وينسي كمان
ذرفت دموعها ، فضمها لحضنه حزيناً عليها , يستنشق رائحتها ويلثم جبينها حتي غفت ، وضعها برفق فوق وسادتها ثم دثرها بالغطاء ، ونهض من جوارها مغادراً الغرفة .
وقف خارج غرفتها ، يُحدق بشقيقه الواقف أمامه
- حاول تعوضها عن غيابي يا عامر ، كفاية قسوة عليها .
.................................................................
ابتسمت وهي تنظر في أسطر الكتاب الذي تقرأه، فقد أخذتها الكلمات للغوص في أحلامها الماضيه ثانية، فارس الأحلام..، قصة خيالية تحكي عنها لأحفادها يوماً.. ،رجلاً تجمعها به حكاية مختلفة، وها هي تغرق في ملاح رجلاً لن تراه يوماً ، ولن يجمعها به القدر ثانية
شهقت بفزع وقد اطرقت "جنه" بخفة فوق رأسها لعلها تفيقها من شرودها البائس
- شايفاكي رجعتي تسرحي من تاني، و ده ميبشرش بالخير
رمقتها "صفا" بمقت، وبخفة كانت "جنه" تلتقط منها الكتاب.. ،تُطالع الصفحة التي تقرأها
- اممم، كلام جميل..، فيها فلسفة عن فن اختيار الناس
وانتبهت علي أحدي العبارات، فحدقت بها تلوي شفتيها ممتعضة
- لا وكمان فن أختيار شريك الحياة
واخدت تُقلب في الصفحات، حتي بدأت تري مواقف يسردها الكاتب عن علاقات البعض
- هو اختيار شريك الحياة، محتاج كتب ودراسه كمان
استاءت "صفا" من تهكمها، فالتقطت منها الكتاب حانقة
- أنتِ إيه فهمك في الكتب، واخرك كان قصص الأطفال
اتسعت عينين "جنه"، وخرج صوتها في شهقة عاليه
- قصص أطفال
هكذا كان يبدء مزاحهم وينتهي بمجاورتهم لبعضهم، وكل منهن تُخبر الأخرى عن أحلامها.
غفت "جنه" مرهقة، فلديها في الغد يوم حافل من المحاضرات..، لكن " صفا" عادت لأسطر الكتاب.
.... ........
وقف "رامي" يلوح له بيده، بعدما بدء الإعلان عن موعد رحلته..، علقت عيناه ب "احمد" مودعاً له، فقد اختار بدايه الطريق..، طريق يشعر إنه مخبأ له الكثير من الأحداث..، إنها رحلة الجديدة ورحلات الحياة لا تكون إلا حافلة..
اختفى "احمد "من إمام عينيه..، فتنهد "رامي" بحزن وهو يُغادر المطار.
......... ..........
طالع "عامر" الوقت، فقد أصبحت طائرة شقيقه مُحلقة في السماء الأن ..، اغمض عيناه وقد بدء الشوق يجثم فوق قلبه
- سيبتك تبعد عشان نفسك يا احمد، يمكن تبدء طريق جديد وحياة جديده
تنهد وهو ينهض عن مقعده في غرفة مكتبه ، ينظر للملفات التي كان منكب عليها لمُطالعتها، ولكنه هذة الليلة لا يمتلك الرغبة في فعل أي شئ.
صعد درجات الدرج بارهاق وبذهن شارد، لم يشعر بقدميه وقد أخذته نحو غرفة والدته..، وقف يحدق بالباب المغلق يصارع مشاعره ، وبرفق كان يفتح الباب..، يقترب من فراشها وقد غطي الظلام الغرفة إلا من تلك الإضاءة الخافته المنبعثة من الأنوار الخارجية
وبحب مهما أنكره وقسوة تملكته مع الأيام ، كان يُطالعها، يتأمل ملامحها الحزينة علي مفارقة صغيرها،
جثي فوق ركبتيه جوار فراشها وبرفق اخد يمسح فوق كفها
........... .............
ضمت "فريدة" جسدها بالسترة الخفيفة التي تضعها فوقها، فارتعش جسدها برجفة خفيفة، لقد رحل دون أن يرفق بحالها، دون أن يشفق عليها..، فقد صدق والدها حينا أخبرها إنها لن تجني من تلك العلاقة إلا التعاسة ، وها هو والدها قد صدق وجنت التعاسة.
ارتسمت ابتسامة ساخرة فوق محياها، وهي تتذكر كيف عاد الأمل لوالدها أمس حينا علم برحيل "احمد"..، فقد سنحت الفرصه لأبنته أن تري
"عامر السيوفي" بنظرة أخرى، "عامر" الذي يعتبر هو الرأس الكبرى، ومن يمتلك الزمام في مجموعه السيوفي
فاغمضت عينيها، وقد عادت كلمة والدها تخترق أذنيها
" لو عايزة تكوني سيدة أعمال ناجحه يا فريدة، أنسى حاجة اسمها حب..، لكن لو عايزة تختاري طريق الحب..، ف خسارة يا بنت محسن الصواف"
....... ........
وضعت سكرتيرته أمامه إحدى الدعوات، فطالع الدعوة دون أن ينظر إليها مستفهماً... ،فاسرعت تخبره بما ينتظره
- دعوة حضور حفلة لناصف بيه، واتصل بيك يا فندم من ساعتين، لكن حضرتك كنت في إجتماع، حتي إنه طلبك علي رقمك الخاص
فرفع عيناه عن الأوراق التي أمامه، والتقط هاتفه ينظر للأرقام المسجلة في سجل المكالمات الواردة، ف بالفعل الرجل هاتفه اليوم قبل ثلاث ساعات
انصرفت السكرتيرة من أمامه، فحدق بالدعوة، دون أن يعرف موعد الحفل..، فليس لديه رغبه في الترفيه هذه الأيام.. وقد ثقلت علي اكتافه أعباء العمل
غادر هذه الليلة من شركته في ساعة متأخرة بعض شئ عن مواعيد خروجه، نهض الحارسان عن مقاعدهم ينتظرون تحركه بسيارته..، وقد انطلق بها سريعاً...، فقد سمح لسائقه أن يعود لمنزله وألا ينتظره بعدما رأي علامات التعب فوق ملامحه
..... ....... .............
غادرت المبنى التجاري الذي تعمل به، تنظر لساعة يدها في قلق..، فقد تأخرت عن موعد إنصرافها، وذلك بسبب تأخيرها اليوم عن ميعاد العمل.. ،واما كان يُخصم من راتبها الذي يكاد يُكفيها بجانب معاش والدها الزهيد هي وعائلة شقيقها او تنضاف عليها ساعات من العمل
أسرعت في خطواتها، تعبر الشارع الواسع الذي يسير خلاله قلة من السيارات، فهي تختار الخروج من البوابه الأقل ازدحاماً , في طريقها نحو الخارج...،التقط هاتفها وقد عاد رنينه يصدح للمرة الثانيه
- ايوة يا ابتسام، أنا لسا خارجه من المول دلوقتي
وقبل أن تشرح لها سبب تأخيرها..، كانت تسمعه ما اعتادت عليه يومياً..، اغمضت عيناها بقوة تمنع دموعها
- الساعه عشرة يا هانم، ولا أنتِ عايزة الجيران ياكلوا وشنا..، مش كفاية لسا قاعده معنسة لحد دلوقتي ولا حد راضي يبصلك ويخلصنا من همك
تجاوزت حديثها الذي انغرز سهمه بسمومه في قلبها..، فما عساها أن تفعل وهي تعيش مع شقيقها..، وحتي لا تدمر حياته وتشتت أطفاله ما عليها إلا الصمت والتظاهر بالرضى
- حاضر يا ابتسام..، هاخد مواصلة بسرعة وساعه واكون في البيت
خرجت شهقاتها وهي تسقط أمام السيارة التي صدمتها صدمه خفيفة بعض الشئ ، وقد اسرع سائقها في الترجل منها ، ووقف يُعاينها بعينيه متسائلاً بقلق
- أنتِ كويسه يا مدام؟
لم تهتم بكلمته ، ف بالتأكيد فتاة مثلها ترتدي ملابس واسعة من العصور القديمه كما يُخبرها صاحب العمل ورفيقاتها بالعمل، ذو جسد ممتلئ بعض الشئ.. سيراها الناس هكذا "مدام"
انحني "عامر" صوبها وقد أصابه القلق من صمتها
- يا مدام
رفعت "حياه" عيناها نحوه.. ، بعدما التقطت هاتفها الذي تحطم
- أنا كويسه..،ممكن بس تبعد رجلك شويه
قطب جبينه مستغرباً، ما نطقت به.. ولكنه فعل لها ما أردات يهتف داخله حانقاً من هذا اليوم الذي يُريده أن ينتهي
انتبه علي ما التقطته من أسفل قدمه، ولم تكن إلا بطارية الهاتف.. وعلي ما يبدو إنه كان هاتف جديد..، تنهدت بحزن فهي لم تدفع ثمنه بعد , وها هو يتحطم منها
- قوليلي عنوانك إيه وابعتلك مكانه واحد..، رغم إنها غلطتك وكنتي بتتكلمي في التليفون..، لكن أنا متحمل الخساير
القي عبارته ورمقها متفصحاً، حتي يتأكد إنها بخير، فاشاحت عيناها عنه متمتمه بعدما نفضت ملابسها
- أنت قولت إن أنا اللي غلطانه، وحصل خير يا فندم
القت عبارتها الأخيرة، واسرعت مبتعده..، تحت نظرات "عامر" الذي وقف مصدوماً وأسرع بالهتاف
- يا مدام
ولكنها ابتعدت دون أن تلتف نحوه، التوت شفتيه بامتعاض وهو يحدق بها
- هي حره، أنا عرضت وهي رفضت
....... ............
دلف للحفل التي تضم صفوة المجتمع، مُقرراً إنه سيظل بضعة دقائق ثم سيرحل، رحب به "السيد ناصف" بشدة واجتذبه نحو بعض الأصدقاء ليُعرفهم عليه
اتخذ الحديث مواضيع كثيره، ولم يستطيع "عامر" التخلص منهم، التقط احد المشروبات الباردة، وقد علقت عيناه ب "فريدة" التي دلفت للتو دون والدها.. ،اشفق عليها ف بالتأكيد أصبحت تكرهه هو وشقيقه رغم أن الأعمال بينهم مازالت مستمره
ارتشف عصيره دفعة واحده، يُحاول أن يبتلع تلك الثرثرة التي اصابته بالضجر.. ،فاستطاع اخيراً التملص من رفقة الواقفين معللاً
- اسمحولي أعمل تليفون مهم
- اتفضل يا عامر بيه
اتجه نحو الشرفة الواسعة التي تطل علي حديقة المنزل..، يقف قليلاً داخلها يعبث بهاتفه
انتبهت "فريدة" علي وجوده بعدما كانت تلتف حولها، ولا تعلم لما تضع اللوم علي "عامر" الذي قربها من شقيقه وجعلها تقع في شرك الحب..، التقطت كأس العصير وعيناها عليه حتي وقف في الشرفة بعيداً عن الأنظار
- كأس العصير ده مش بتاع حضرتك يا فندم
أراد النادل أن يتلقط كأس العصير منها، وقد بهتت ملامحه.. ،وهو ينظر نحو السيدة الأخرى التي انزوت في ركن بعيد تُطالعه بغضب، فها هي قد خسرت فرصتها
- نعم
هتفت بها "فريدة" حانقة، وقد اشاحت بكأس العصير عنه , جوارها
- أنت سامع نفسك بتقول إيه
- يا هانم انا مقصدش
وأشار نحو احد الأشخاص وقد كان علي بضعة خطوات منها.. ،إنه تعرف هذا الشاب..، ابن شقيقة السيد ناصف
- يا فندم، ارجوكي
كان النادل مُلح في رجاءه، حتي إنه كاد يبكي
- بصراحه عجبني العصير
وفي دفعة واحدة كانت تبتلعه، عناداً به..، اتسعت عينين النادل وقد غادرت السيدة التي أعطته هذه المهمه بعدما خشيت مما سيحدث..، اسرع النادل بالمغادرة.. ،فبعد عشر دقائق سيبدء مفعول المنشط وستحترق من الرغبة وستحدث فضيحة سيتحدث عنها الجميع..، لم يكن هذا الهدف الأساسي... ،بل من دبرت للأمر لم تكن تُريد إلا ابن عمتها ..، أردات أن تشعل الرغبة داخله ثم تجره لغرفتها حتي تُريحه ويتم الأمر كما خططت له مع اصدقائها
شعرت "فريدة" بالحرارة تسري بجسدها، فقررت الخروج للشرفة، وقد أتتها الفرصه حتي تخرج غضبها نحو "عامر" ذلك الذي يظن نفسه فوق الجميع.
اقتربت منه، وقد زادت حرارة جسدها رغم ما ترتديه من ثياب خفيفة بعض الشئ
- شجعتني قرب منه، وفي الأخر سابني
التف "عامر" بعدما أستمع لصوتها الحزين..، واقترب منها.. فهو بالفعل يلوم حاله ولم يكن يتمنى أن ينتهي الأمر هكذا
- أنتِ تستاهلي أحسن من أخويا يا فريدة، احمد هو الخسران
صفقت بيديها وهي تسمعه، وقد اشتعلت نيران الغضب داخلها
- اخوك مخسرش حاجة، اخوك كسب إدارة كبيرة في أمريكا..، لكن انا خسرت..
- كلنا بنخسر في الحب عادي يا فريدة..، اعتبري الموضوع صفقة وخسرتيها
مقتت عبارته، فهل يقف يُحادثها بعبارات والدها هو الاخر.. ،صفقة وقد خسرتها
- صفقة؟.. صحيح عامر بيه هيتكلم في إيه غير صفقات
طالعها بجمود، فتعالت ضحكتها واقتربت منه حتي أصبح لا يفصلهما شئ.. ،فعادت السخونه تسري بجسدها..، وبألم حارق لا تعرف مصدره تسألت..، بعدما تجاوزت عن حديثها
- هي الدنيا حر، ولا أنا حرانه
طالع المكان حولها، متعجباً سؤالها
- الجو حلو يا فريدة
- بس أنا حاسة إن الدنيا حر..
هتفت عبارتها وهي تمسح فوق وجهها.. ،تعجب "عامر" من رؤية خديها يتوردان بتلك الطريقة..
- مش قادرة اخد نفسي
أصابه القلق وهو يراها هكذا، وكيف ابتعدت عنه تنحني بجسدها
- فريدة تعالي اخدك لدكتور
التقط ذراعها.. ،وتحكم في اسنادها
- حاولي تقف وتمشي معايا ثابته.. ،تمام
اماءت له برأسها، وسارت جواره وقد غادروا الحفل..، وسخونه جسدها قد ازدادت، بل وهناك شعور مختلف يخترقها
اجلسها في سيارته برفق وقد اعطي سائقه مهمه توصيل سيارتها لمنزلها..
استقلي مقعده.. ،ينظر إليها وهي تعبث بحمالة ثوبها
- عامر ممكن تشغل المكيف
اسرع في إجابة طلبها، بعدما أغلق نوافذ السيارة..، وقد بدء المكيف بالفعل ينشر برودته داخل السياره
ولكن تجمدت عيناه فجأة، وهو يجدها تُحرك كفها فوق ذراعه.. ،بل وتلتصق به..
- فريدة
توقف جانب الطريق بعدما لم يعد يتحكم في التخلص من ذراعيها وقد وصل الأمر لاشياء لم يتخيلها ، كان طريق مظلم وخالي من السيارات
- فريدة أنتِ بتعملي إيه
وبعبارات لم يكن يتخيل أن يسمعها منها , كانت تهمس بها ، اتسعت عيناه في صدمه..، فقبض فوق كفيها يدفعها عنه
- أنتِ اكيد شاربه حاجة، فريدة فوقي
صفعها بقوة..، المتها.. ،فسقطت دموعها تهتف اسمه
- عامر، أنا مش عارفه فيا إيه
شعر بالندم لفعلته، واقترب منها يمسح فوق خدها
- خدي اشربي ميه، الموضوع في حاجة..
وقبل أن يتم عبارته..، كانت تندفع نحوه..، لا يستوعب إنها تقبله بل تخبره إنه طيب وحنون
دفعها عنه، صارخاً بها
- أنتِ مش في واعيك
حاول أن يُدير سيارته ثانية ويتحكم في القيادة..، ولكنها كانت امرأة أخرى أمامه، أمرأه يري فيها الإصرار نحو شئ ما
*******
•تابع الفصل التالي "رواية سطور عانقها القلب" اضغط على اسم الرواية